آخر 10 مشاركات
131-القاضي والمخترعة - روايات ألحــــان (الكاتـب : Roqaya Sayeed Aqaisy - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          هل حقا نحن متناقضون....؟ (الكاتـب : المســــافررر - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          وآخرون يعشقون *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : انسام ليبيا - )           »          43 - الحاجز - نبيل فاروق (الكاتـب : MooNy87 - )           »          5 - هي في حياتي - شريف شوقي (الكاتـب : حنا - )           »          تحميل رواية عندما يعشق الرعد"رحم للإيجار"للكاتبة ريحانة الجنة\عامية مصرية*وورد وتيكست (الكاتـب : Just Faith - )           »          57 - جدار الماضى - شريف شوقى (الكاتـب : MooNy87 - )           »          الوصية ـ ربيكا ونترز ـ 452 ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree249Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-01-21, 07:54 PM   #1451

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبراكاته
بعد ساعة سيتم نشر الخاتمة بس قبلها بحب اشكر المشرفات والقائمين على المنتدى بدعمهم وتشجيعهم واهتمامهم بالرواية ومتابعتها وبحب اشكر جميع متابعات المنتدى ممكن ما اعرف اوصلهم شخصيا بس بشكركم وحدة وحدة ومشاركاتكم وكلامكم اسعدني وزادني حماس ورغبة بأيصال العمل بهذه الصورة التي تليق بكم


ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-01-21, 08:14 PM   #1452

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 40 ( الأعضاء 10 والزوار 30)

Maryam Tamim, ‏ميس ناصر+, ‏عبير سعد ام احمد, ‏همس البدر, ‏Hayette Bjd, ‏موضى و راكان+, ‏زهرة الغردينيا, ‏rowdym, ‏اريج القران, ‏رانيا صلاح


Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 04-01-21, 08:31 PM   #1453

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maryam tamim مشاهدة المشاركة
[img][/img]
الله على الجمال تسلم ايدك على التصميمات الحلوة اسعدتني بها دائما


ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-01-21, 08:32 PM   #1454

منال سلامة

قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 408582
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,077
?  نُقآطِيْ » منال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الورد والياسمين 🌹🌹🌹🌹
تسجيل حضور بانتظار الخاتمة الف مبرووووك ميس ..❤❤❤❤❣❣
وعقبال اعمال ثانية قريبا ان شاء الله ..🤩🤩💕💕💓💓💚💚❤


منال سلامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-01-21, 08:33 PM   #1455

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maryam tamim مشاهدة المشاركة
استمتعت كثيرا بالمتابعة معك يا ميس
كنت مثال للانسانة والكاتبة المنفتحة على كل الاراء والمتقبلة للاختلاف فيها
الرواية كانت من احلى الروايات الي عايشتها بكل احداثها
واكيد اتمنالك كل الموفقية وان شاء الله عقبال روايات كثيرة قادمة يكون لي شرف متابعتها
تقبلي ودي واحترامي
انا السعيدة بصداقتك والمناقشات كانت بينا تفتح عيوني وافكاري لاتجهات كثيرة
بشكرك من كل قلبي ودمتي بصحة وسعادة ونتناقش بروايات قادمة بأذن الله


ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-01-21, 08:56 PM   #1456

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

الخاتمة


بعد مرور اعوام

" حمزة اين انت؟ تعال لترى ماذا اضع لك أيضاً في الحقيبة"
"حاضر امي، دقيقة واحدة"
تنظر نورا حولها بتفحص خوفاً من ان تنسى شيئاً من اغراض ولدها، تأتي خالتها وهي تحمل كيساً يحتوي على هدايا لباسل واولاده، تأخذه نورا وهي تقول :
" دعينا نضع هذا اولاً، اخاف ان ننساه "
تربت خالتها على كتفها تهدئها :
" لما كل هذا التوتر يا ابنتي؟ هذه ثالث مرة تعيدين فيها ترتيب الحقيبة! سيذهب مع اكرم للقاء والده، لن يغيب اكثر من شهر، لن يكون بحاجة لكل هذه الاغراض والملابس، ثم لابد ان والده سوف يشتري له المزيد "
تجلس نورا منهكة بجانب خالتها، تستمع لها وقلقها يتصاعد، بينما تواصل سلوى طمئنتها :
" أخيراً وبعد كل تلك السنين استطاع ارسال دعوة لاستقدامه واستخراج اقامة له، والحمدلله اكرم وعدنا بأخذه واعادته معه، ثم انه سيكون وسط والده واخواله .. مما أنت خائفة؟"
" الحمدلله خالتي، سوف يجتمع أخيراً مع والده وبعدها سوف يستطيع الذهاب له متى يشاء .. ولكنها اول مرة افارقه بها "
تمسح خالتها على رأسها، تقول بحنان :
" هيا يا ابنتي انهي عملك، سوف تعتادين الامر .. هي هكذا دائما المرة الأولى تكون اصعب وتعتقدين انك لن تعتادين غيابه، ولكن يجب ان نعتاد على سفره، سيبدأ الامر بأجازتين كل العام .. سوف تعتادين بل سوف تجدين نفسك سعيدة لسعادته"
تقف نورا تكمل عملها، تقول بهدوء:
"انا سعيدة لهما معاً، آن لهما ان يلتقيا وآن لحمزة ان يرى اخواله .. ليسافر ويرى بلاد جديدة ويستمتع بوقته بدل العذاب الذي نعيشه هنا "

"الحمدلله يا ابنتي لقد تحسنت الاوضاع قليلاً عما كانت عليه"
يرن هاتف نورا برقم والدتها تخبرها ان لا تنسى ارسال حمزة لوداع جده، تخرج من الغرفة تبحث عنه فتجده جالساً مع اخته الصغيرة حبيبة يلاعبها، تؤنبه بلطف:
"انا اطلب منك المساعدة وانت هنا تسمعني ولا تجيب!"

يقف مسرعاً يقول بأعتذار :
"اسف امي ولكني لا ارغب مفارقتها، سوف أشتاق لها كثيراً"
تقترب منه تقبل رأسه بحب وشوق له قبل ان يغيب عن عينها :
"ونحن سوف نشتاق لك أيضاً، اذهب لجدك ابو عصام يريد أن يراك"

يسرع حمزة لمنزل جديه تفتح له أم عصام الباب تحضنه وتصحبه عند جده الذي ما أن رأه حتى فتح له يديه ليرتمي بحضنه ويقبل رأسه فرحاً :
"جدي انا مسافر اليوم لوالدي وسوف أرى اخوالي أيضاً"

"الحمدلله الذي سيجمعك بهم ... سلم لي عليهم جميعاً وأخبرهم اننا نشتاق لهم كثيراً"

يبتعد حمزة عن حضن جده، يسأله:
"سأخبرهم .... لكن اين خالتي ياسمين ألن تأتي؟"

تخبره جدته وهي تحضر له طبقاً من الأرز باللبن الذي يحبه:
"كانت هنا بالأمس، لن تستطيع الحضور اليوم أيضاً فمنزلها بعيد وزوج خالتك في عمله الآن "

يأخد منها الطبق ويبدأ بتناوله :
"وخالتي نسرين أليس هذا موعد عودتها من العمل؟ "

تنظر منال الى ساعتها، تقول :
"صحيح ستجدها الأن في طريقها إلى المنزل وستبدأ الصراخ أين الطعام..! "

كانت نسرين عائدة من عملها في شركة السيد طارق والد شهامة، فقد ابتدأت العمل معهم قبل تخرجها من الجامعة، بينما ياسمين الهادئة وجدت نصيبها وتزوجت وهي ماتزال طالبة في العام الثالث، تفتح حقيبتها تبحث عن مفتاح الشقة رغم انها لاتزال امام البناية فلم تنتبه للواقف امامها يتحدث بهاتفه لتصتدم به ويقع هاتفه من يده...!
وما أن قررت ان تصرخ به توبخه لوقوفه وعدم انتباهه لها وجدت انه السيد أكرم مديرها في العمل، تشهق برعب وتنحني للارض تبحث عن اجزاء الهاتف وهي تقول بأرتباك :
"متأسفة جداً لم أكن منتبهة ولم انظر امامي، أنا دائماً هكذا طائشة"

يميل اكرم ويحمل عنها الهاتف يقول وابتسامة مهذبة على وجهه:
"لا بأس وانا أيضاً مخطئ، لم انتبه لك ... ثم انت قمت بكسر جميع اكواب القهوة في العمل وقد اعتدنا الامر وها قد اتى دور الهواتف الآن كما يبدو "
يحمر وجهها حرجاً منه :
"اسفة..."

"لا بأس ..كنت انتظر عامر وحمزة"

تنظر للأعلى حيث شقتهم :
"تعال وانتظرهم فوق .. لا يجوز انتظارك هنا "

....................


كانت نورا تحتضن حمزة بقوة، كيف ستصبر على فراقه ....
لم يفارقها يوماً ..حمزة ليس طفلها حمزة صديقها وملهمها الاول، من أجله ولأجله فعلت المستحيل وستفعل اكثر لو احتاجها يوماً ..
يمسكها عامر من كتفها لعلها تستيقظ من حزنها وتشعر انها ترعب الصغير بين يديها، تبتعد عن حمزة وتمسح دموعها ثم تعيد ترتيب ملابسه وشعره، تبتسم له قائلة تعيد له حماسه :
"سنتحدث معاً كل يوم .. واريدك ان لا تنسى ما اوصيتك به،
كن فتى مهذب ومطيع لوالدك"
يعود لحمزة حماسه بعد حالة الحزن التي اصرت والدته عليها بوداعه، يقول مؤكداً :
"امي تأكدي لن انسى ما اوصيتني به ...هل استطيع الذهاب الان..؟"
يمتلئ وجه نورا بالحزن ويؤلمها قلبها :
" لماذا انت متعجل هكذا لتركي؟! "
ينزل عامر طفلته حبيبة الى الأرض وقد نفذ صبره:
"يا إلهي انت تبحثين عن الحزن والبكاء ولا تفوتين أي كلمة،
سأنزل الحقيبة واقف مع الرجل .. وانت ألحق بي يا حمزة "

ينزل حمزة على ركبته فيصبح بطول شقيقته التي بدأت بتعلم السير مؤخراً، يحتضنها بحب ويقبل خدها الغض بقوة جعلتها تحاول ابعاده عنها، ثم يعود للوقوف ويقترب من جدته يقبل يدها ولكنها لم تكتفي بهذا هناك طاقة حب بداخلها وشوق لباسل تريد زرعه في احضان حمزة لعلها تصل منه لولدها، تمسح دموعها بمنديلها عن خديها المتوردين، ونورا تبكي معها :
"سأعود صدقوني لِمَ كل هذا البكاء؟"
تقول سلوى بصوت يمتلئ خنقة وحزن :
"هكذا هو الوداع لقد تعبنا وفارقنا الكثير فلم نعد نحتمل،
لكن لا تهتم لنا اذهب والحق بعمك ونحن سنهتم ببعضنا البعض واوصل قبلاتي لوالدك"
يدعهم حمزة لاحزانهم ويشغله حماس الطفولة لرحلته الاولى رغم رهبته من وحدته ومن ركوبه الطائرة، وحتى رؤية والده تقلقه يريد ان يطمئنه احد، يكلمه ويزيل ذلك التشتت داخله..
يلتفت خلفه حيث كرسي جده احمد الفارغ، مازالت نظارته الطبية بمكانها ومكتبته بكتبها تتصدر المكان تدعوه كل يوم ليغرق بها وتتلمس يداه ما لمسه جده قبله ويتعلم بعضاً من علمه، يأتيه صوت نسرين وقد حضرت أخيراً :
"حمزة الحمدلله أني لحقت بك .. هيا عمك ينتظرك تحت"

....................


يراقب حمزة عمه وهو يقف قرب اكرم يبادله الحديث، وعندما لاحظ اقترابه مد له يده ليقترب اكثر .. يوقف حمزة أمامه ويضع يديه على كتفيه من الخلف يشد عليهما بفخر وهو يحدث اكرم :
"هذا الشاب سيكون خير رفيق لك في السفر، اذا احتجت الاعتماد عليه بأمر ما سيكون على قدر السؤولية"
يلتفت حمزة برأسه لعمه يبتسم له فرحاً بحديثه عنه، بينما يمد أكرم يده يصافحه :
"من المؤكد سوف نستمتع برحلتنا معاً .. دائماً ما كنت أتمنى ان أجد من يرافقني في سفري"
يصافحه حمزة، يقول بحماس:
"انا متحمس جداً لهذا "
يضحكان فرحين لحماسه ولسعادته، ثم تبدأ طقوس الوداع قبل الصعود الى السيارة.. فعامر مازال يتمنى مرافقتهم الى حدود الدولة المجاورة قبل اتجاههم منها الى المطار :
"كنت أتمنى مرافقتكم الى الحدود"
يربت أكرم على ساعده ويخبره بود:
"صدقني لا داعي لتعبك، هذه السيارة بالسائق ستوصلنا الى المطار مباشرة ..صحيح أن الطريق طويل ولكننا سنجد ما نملئ به وقتنا"
ينظر لحمزة الذي يومئ له ثم يصعد ويجلس مكانه ينتظر صعود الاخير :
ينظر له عامر ويحاول ابتلاع غصة مؤلمة بحلقه تذبحه في طريق خروجها، فهذا حمزة ابن شقيقه .. وابنه الأول .. صديقه ورفيق دربه الذي بقي له في هذه البلاد، لا يتخيل أن يمر يوم من غير مناكفته له، يمسك رأسه بين يديه وينظر له بعاطفة أبوية حقيقية استحقها بمرور الأيام :
"الأسد حمزة .. بطلي .. أريدك أن تستمتع بكل لحظة لك هناك، لا تفارق والدك .. اجلس معه كثيراً وتعلم منه أكثر..
الوالد يا حمزة لا يعوض برجال العالم وكيف اذا ما كان باسل هو والدك .. لن أطلب منك سوى أن لا تنسانا"
يحتضنه حمزة بقوة يقول :
"عمي من المستحيل ان أنساك سأعود قريباً، لا تحزن"
يشدد عامر من احتضانه :
"لست حزيناً .... بل سعيداً جداً لكما، على ما يبدو أن تأثير والدتك عليّ بالحزن أصبح أقوى مما أتخيل ..! "
يبتعد عنه حمزة وينظر له مبتسماً على فكاهته، كعادته يقلب لحظات الحزن لضحكة تخرج من القلب:
"انتبه لهم اعلم انك سوف تبقى بمفردك مع كل هؤلاء النساء"
يرفع عامر حاجبه له ويقرر نكش شعره كعادته وحمزة يبعد يديه عن شعره، يقول بحنق :
"دعه لقد قمت بترتيبه ووضعت عليه كريم مثبت للشعر ليثبت قليلاً وها أنت اعدته كما كان..!"
وقد اصبح شعره مشعثاً تنساب خصلاته على وجهه بنعومة وفوضى، لم يعد عامر يستطيع المقاومة أكثر وهو يداري تأثره، امسكه من كتفه وأتجه به الى السيارة يفتح الباب له، يقول :
"هكذا أصبحت تشبهني، فلا تعد لتلك التصفيفة مثل الأطفال المهذبين"
يجلسه في السيارة ويغلق خلفه الباب، يشير لهم بيده الى أن بدأت السيارة تبتعد وحمزة ينظر له من النافذة يراقب ابتعاده..
ظل عامر واقفاً يدعو لهم بالسلامة فرغم حزنه الشديد ولكن تظل فرحته بلقاء حمزة بوالده تستحق احتماله هذا الألم الذي ينخر بصدره، يرفع نظره حيث شرفة شقتهم ويعود لتماسكه، يتمتم :
"لنرى الأن قنبلة الحزن التي انفجرت فوق كيف نواسيها..!"


كانت هناك عينان اخرتان تراقبان ابتعاد السيارة من احدى النوافذ، واصابع مترددة تمسك بالهاتف، ولكن لم يطل ترددها فليست هي من تفكر كثيراً قبل الفعل، تفتح شاشة الهاتف وتكتب عدة كلمات مختصرة :

"كنت أريد الاطمئنان أن هاتفك مازال يعمل؟"

تصل رسالة من رقم غريب لهاتف أكرم، يفتحها فيجد تلك الكلمات ويعرف مباشرة صاحبتها، ابتسامة جانبية زينت شفتيه وهو يكتب رده لها :
"يبدو انه أصيب بفقدان للذاكرة فقط .. فلم يظهر اسمك لدي رغم انه مسجل في القائمة"

تبتسم ويحمر وجهها على ممازحته لها:
"هذا رقمي الخاص بالعائلة ..افضل عدم معرفة الغرباء له"

يهز رأسه استمتاعاً ويكتب :
"وانا الآن اصبحت أملك الرقمين ..كيف أعرف تصنيفي لديك...؟!!"
وبنظرتها المتعالية وابتسامتها الماكرة ،ردت :
"لن تعرف ذلك أبداً "
...............



noor elhuda likes this.

ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-01-21, 08:57 PM   #1457

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد عدة ساعات من السفر المتعب لجسده الصغير والمبهر لعقله دائم التفكير وهو يستكشف بلاد جديدة لم يتخيل وجودها مسبقاً، ركوبه الطائرة لاول مرة زاد انبهاره فظل يفكر بكم الأشياء التي سوف يتحدث عنها لأصدقائه، ولكن من اللحظة التي هبطت بها الطائرة وتبدلت اللغة والوجوه من حوله شعر بالخوف .. يخاف ان يضيع في هذا الزحام، ينظر حوله برهبة وأكرم ينهي أمر الأوراق والحقائب،
يقترب منه حتى يكاد يلتصق به ويتمنى في داخله لو كان عمه عامر معه الآن لشعر بالأمان بوجوده أكثر ..
يلتفت له اكرم مع انتهائه وإحضاره عربة يضع عليها حقائبهما :
"هل انت مستعد .. لقد انتهينا"
يومئ له حمزة برأسه الصغير ويسير قربه وقد بدأ قلبه يدق بسرعة وهو يفكر كيف سيكون لقائه بوالده ..؟ هل سيختلف على الواقع ...!!!
يرفع رأسه يسأل أكرم:
"من ينتظرنا..؟"
"والدك وسامر"
يعود وينظر أمامه يفكر هل يسلم على والده أولاً ام على خاله سامر ..؟ لم يسأل والدته عن ذلك ...!

لم يكن باسل بأفضل حالاً من ذلك الطفل .. كان خائفاً من رؤية حمزة ومشدود الأعصاب وهو يفكر بأفضل طريقة للسلام عليه، أصعب اللحظات تلك التي ودع فيها حمزة.. ونظرته المرتعبة تلك مازالت تراوده في احلامه، لقد رضخ للظروف وداس على قلبه وتركه خلفه ورحل ،في تلك اللحظات لم يمتلك إلا خياراً واحداً فقط هو الانسحاب .. لكنه لم يكن يتخيل انه سيعيش يوماً أخر بكل ذلك اليأس الذي ملئ قلبه حينها، فتمر الأيام وتمضي الليالي، وفي لحظة تنقلب الدنيا ويهدأ الغضب وتصفو النفوس لينسى تلك الأوقات العصبية التي مرت عليه ولا يبقى منها سوى ذكرى مريرة تحلي مرارتها نعم الله التي انعمها عليه بعد ضيق وشدة، فيتمنى أن يعيش كل لحظة من لحظاتها ..
في هذه اللحظة يجتمع الشوق والحنين فيرسمان عذاباً على وجهه فلا يملك سوى الانتظار وتنطق عيناه بمفرداتها القليلة، تحكيان عن قصة الشوق والعذاب، بأسلوب عجز اللسان من أن ينطق به...


...............


يظهر أكرم من بعيد بطوله الممشوق يدفع عربة الحقائب ويسير بجانبه حمزة يتلفت حوله يراقب الوجوه وكأنه يبحث فيها عن شخص ما، ينتفض قلب باسل داخل صدره يبحث عن عيني حمزة، يريد التقاط أول نظرة له نحوه .. يقترب من الحاجز فيصبح بالمقدمة ليراه حمزة بسهولة..
كان حمزة يبحث عنه أو عن أي وجه مألوف في هذا المكان الغريب، لقد بدأ يشعر بالرهبة والوحدة هنا وخلال بحثه عنهم، وقعت عيناه على والده .. باسل ....فتسمر في مكانه لثواني وهو يدقق النظر فيه، يشعر بألفة تجاه هذا الوجه.. يعرفه ليس فقط لانه يحفظه بسبب تواصلهما عبر الهاتف بل لأنه من دمه، يشبههم، فيه ألفة اعتادها ولا يقدر على تفسيرها او شرحها، يكمل سيره قرب أكرم ولا ينزل عينيه عن والده،
يراقبه باسل ومع كل خطوة يقترب بها تزداد عيناه وضوحاً وملامحه المحببة التي حفرت في قلبه قبل عينيه جمالاً، تظهر الرهبة والقلق في عينيه ولكن ليس الخوف وها هو يقف أمامه ويراقبه ، بينما يقرر سامر وأكرم ترك الفرصة لهما وعدم تشتيت هذا اللقاء...
يرفع حمزة رأسه لباسل يحاول الابتسام له، يشجع نفسه قائلاً :
"تبدو أطول من الصور ..."
تدمع عيني باسل ويداري عنه تأثره كي لا يخيفه او يحزنه، يقول باسماً :
"وأنت تبدو شاباً قوياً"
يمسح على شعره وكأنه يعيد ترتيبه له بيد مرتجفة، تلك اللمسات ذكرت حمزة بحركة جده أحمد وأفهمته مباشرة ما كان يبحث عنه، أندفع بقوة يحتضن باسل الذي كان ينتظر هذا العناق منذ سنين .. حلم به وصبر عليه .. يضع وجهه في تجويف رقبته يتشمم رائحته وكأنه سر حياته، يقول بتأثر :
"حمزة بني .... انا اسف لاني ابتعدت عنك"
لم يكن يتوقع ما همس به حمزة :
"أبي انت تشبه جدي أحمد .... لقد اشتقت لكما ..."

يمسح أكرم عينيه تأثراً ويدير ظهره لهم يخفي مشاعره، أما سامر فأمسك حمزة من كتفه يربت عليه ويقول بأسلوبه الفكاهي يساعدهما بتخفيف الم اللحظة :
"آلن تسلم على خالك يا ولد ...! "
يلتفت له حمزة بحرج لا يعلم ما يقول لكن سامر لم يدع له وقتاً للتفكير وهو يحتضنه بعناق طويل، يميل عليه يقبل رأسه الصغير ويقول بفخر :
"وأخيراً وصل الأسد حمزة عندنا ..."
دقائق واصبح الجميع خارج المطار، وضع باسل الحقائب في صندوق السيارة بينما كان سامر يتحدث بالهاتف مع نورا يطمئنها على وصول حمزة، ومع انتهاء اتصاله أحتضن حمزة من كتفه يقول بحماس:
"آخر مرة رأيتك فيها كنت صغيراً جداً ماتزال ترتدي الحفاض ..."
ضحك والده بينما تلوى حمزة مبتعداً عنه وقد احرجه ذكر ذلك أمام والده وأكرم، قال بحرج :
"خالي ألا تذكر عني غير ذلك ...!"
يرقص سامر له حاجبيه يقول بمكر :
"أذكر ... هل أخبرك ...؟"
يشعر حمزة ان ما سيقوله سامر لن يعجبه فيقرر الابتعاد عنه والاقتراب من باسل، يبتسم له والده ويفتح له باب السيارة، يصعد مسرعاً قبل فضيحة أخرى من سامر ....

...............



يتبع حمزة والده وقد وصلوا أمام بناية ليست بالكبيرة، يصعدون بضعة سلالم وسامر يسير خلفهم يحمل الحقائب،
يراقب حمزة كيف رن والده جرس الباب ثم فتحه بمفتاحه، فيحدث نفسه :
"هكذا يفعل عمي عامر أيضاً "
ما أن فتح باسل الباب ودخل حتى أندفعت نحوه تلك الشقية ترمي نفسها عليه ليحملها بسرعة يقبل خدها ويلتفت لحمزة الواقف خلفه يسحبه من يده يقربه منه وينزلها لتقف أمامه، يقول :
"ها قد احضرت لك حمزة كما أخبرتك"
تنظر له بعينيها الزرقاء ولفائف شعرها الناعمة تحيط وجهها، يبتسم لها حمزة ويقول بلطف؛
"كيف حالك آمنة ...؟"
تقترب وقد عاد لها نشاطها تمسكه من يده، تقول بلهفة :
"حمزة هل أحضرت لي لعبة معك ...؟"
يشير الى الحقيبة :
"أجل لقد ارسلوا الكثير من الهدايا للجميع "
تخرج شهامة من خلفها تشدها بلطف من احدى خصلات شعرها وهي تؤنبها :
"هل هكذا تسلمين على شقيقك الكبير؟ "
تبعد آمنة يد شهامة عن شعرها، تقول بضيق مفتعل:
"لا تشدي شعري أتركيه "
"انت من علمني هذه الحركة، تحملي النتيجة"
تلتفت لحمزة تبتسم له وتمد يدها تدعوه للاقتراب، تقول بلطف :
"حمزة هل تذكرني أنا شهامة"
"بالطبع يذكرك .. ألا يراك كل يوم وأنتما تتحدثان معاً بمكالمات الفيديو ... ما هذا السؤال ..!"
ينطق سامر كلامه ساخراً منها، ترميه شهامة بنظرة قاتلة تسكته، بينما يرشده باسل يشير بيده نحو الداخل، يقول :
"ادخل الحقائب الى تلك الغرفة "
تعود شهامة تتحدث مع حمزة :
"أعلم انك تراني من خلال الهاتف ولكني أسألك هل تتذكرني حين كنت أزوركم في المنزل..؟"

يخبرها حمزة ببعض الحرج
"لا أذكرك كثيراً حين كنت تزورينا ... لقد كنت صغيراً وقتها"

تقترب منه شهامة تحتضنه وتنظر لباسل :
"كنت صغيراً حتى تذكر ولكن منذ اليوم سوف نبدأ ذكريات جديدة تجمعنا لن تنساها أبداً "


...............


يعود سامر ويجلس قرب حمزة
" في المساء سوف يأتي خالك عصام برفقة زوجته وابنه الصغير "
"هذا جميل اريد رؤية الجميع"
كانت شهامة قد بدأت بوضع الطعام على المائدة وباسل يراقبهم يخفق قلبه ابتهاجاً أخيراً حمزة اصبح برفقته .. أخيراً اكتملت أسرته أمام عينيه وهدأ قلبه كم الراحة والسعادة التي يشعر بها بعد لقائه لحمزة لا يستطيع وصفها .. كم اراحته بساطة حمزة في إظهار مشاعره تجاهه،
كما اخبره والده يوماً أن حمزة طفل ذكي و واضح المشاعر لإ يخفي ما في قلبه..
يراقب حديثه مع سامر، ابتسامته وشعره لطالما رأى أن حمزة يشبه عامر ولكن الأن اصبح الشبه بينهما أكبر، الا ان حمزة اهدأ من عامر فعندما كان الثاني في نفس عمره كان شقياً متهوراً يوقع نفسه في المشاكل ويطلب منه انقاذه،
يرتفع طرفي شفتيه بابتسامة جانبية، يتمتم باسماً :
"لطالما كنت يا عامر سبباً للمصائب وكان عليّ حلها وحمايتك من غضب والديك"

وبعد حديث شيق بين سامر وحمزة تذكر سامر أمراً مهماً :
"ألم ترسل جدتك لي أي طعام او حلويات..؟!"
وقف حمزة مسرعاً، يقول بأرتباك :
"لقد تذكرت انه في الحقيبة"
يقف سامر ويمسك بيد حمزة ويسير به الى الغرفة التي وضع بها حقيبته وهو يقول بصوت خطير :
"يوجد في الحقيبة طعام وانا لا اعلم ..! وكنت احملها طوال ذلك الوقت ... لماذا لم تتحدث قبل الان ...؟! "


...................


بعد انتهائهم من تناول الطعام وقبل وقت غروب الشمس اقتربت منه آمنة تمسكه من يده :
"تعال نلعب بالخارج"
ينظر لوالده وشهامة، يبتسمان له ويومئ له باسل أن يذهب معها ...
يسير خلفها حمزة تفتح الباب الخلفي الموجود في المطبخ وتظهر امامه حديقة كبيرة تكتسي بالعشب الأخضر ،
فيها بعض الألعاب المخصصة للاطفال وارجوحة كبيرة ...
يفرح برؤية هذا المكان ويبدأ باللعب مع امنة تحت عيون باسل المراقبة من خلف الزجاج، تترك شهامة ما بيدها وتقترب تحتضنه من الخلف تسند رأسها على كتفه وتغلق عيناها تهمس له :
" نبضات قلبك أصبحت اكثر هدوءً وأنتظاماً بمجرد رؤيتك له وكأنك أخذت مهدأت "
يمسك يديها التي تحتضن وسطه ويقول بصوته الأجش ذو البحة العميقة :
"اليوم عادت نبضة مفقودة من قلبي الى مكانها وأستقرت بذلك الفراغ الذي كان يصدر صوتاً صدءاً يشتكي غياب صاحبه"

يشعر بمن يمسك ساقه ويقول بصوت ناعس :
" بابا "
ينظر باسل الى الأسفل فيرى صغيره احمد قد استيقظ ولكن النعاس مازال واضحاً على ملامحه،
تبتعد عنه شهامة وتنحني لصغيرها تداعب شعره :
"صح النوم ايها الكسول كل هذه قيلولة، تعال لأغسل لك وجهك ثم تسلم على شقيقك حمزة"
بعد دقائق رأى حمزة والده قادماً الى الحديقة مصطحباً بيده شقيقه الصغير أحمد وجلسا على مقعد خشبي،
اتجه نحوهما ليتعرف على أحمد ترتسم البسمة على وجهه فرحاً برؤيته فقد كان يحدثه كثيراً على الهاتف ويصنع له الأشكال المضحكة، ما ان اقترب من أحمد حتى عرفه الصغير ذو الثلاثة أعوام وأخذ ينظر لوالده ولحمزة ويقول بأندهاش:
"حمزة..!"
يضحك باسل وحمزة على حماسه وأنه قد عرفه بسرعة :
"اجل انه حمزة، لقد أتى عندما كنت نائماً يا كسول"
يقترب منه حمزة يحمله ويقبله بسعادة يبادلها له احمد ولكنه ما أن لمح امنة تلعب خلفه حتى نزل من يد حمزة بسرعة وركض باتجاهها يلعب معها، يراقبهما حمزة بسعادة ويلتفت لوالده :
"شعره أسود كشعر اختي حبيبة"
يقربه منه باسل ويقول :
"أجل لون شعره كلون شعر حبيبة "
يعود حمزة وينظر لهما ولكن تتبدل ملامحه للحزن :
"لو كانت معي هنا كانت فرحت بالألعاب .. الان بقيت بمفردها هناك لا أحد يلعب معها"
يحزن باسل على شعور حمزة المرهف فهو مثله يشعر بهم كل يوم وكل لحظة يتمنى لو يستطيع ان يسعدهم ويريحهم :
"شعورك هذا يعني انك تحب شقيقتك وتتمنى لها السعادة ولست أنانياً .. ولكننا لا نستطيع الحصول على كل شيء في هذه الحياة دائماً هناك أمور نتمناها وأفضلها أن نتمنى الخير لأسرتنا"
يجلس حمزة بجانبه وقد أحب حديثه، ينظر له يقول :
"انا أحب اخوتي ...آمنة ...احمد ... وحبيبة..."
يحتضن باسل كتفه كشاب صغير :
"انت الان كبيرهم، انت شقيقهم الكبير هل تعلم معنى ذلك..؟"
يهز حمزة رأسه بلا، بينما يكمل باسل حديثه بهدوء:
"يعني انك ستكون سندهم ومرشدهم ستراقبهم وتمسك بيدهم قبل ان يسقطوا ... وإذا ما حادوا عن الطريق أنرت لهم طريق العودة، سيكون بيدك مصباح يضيئ لهم طريقهم وإذا أغضبك احدهم يوماً عليك ان تكون عادلاً معه ولا تقسو عليه، قد تعاقبه وتبتعد ولكن لا تكرهه يوماً ...كن رحيماً مع اخوتك والمظلومين... وكن قاسياً حازماً مع الظالمين "

تتسع عينا حمزة
"يا الهي ابي انك تتحدث كجدي احمد رحمه الله "
تدمع عينا باسل حزناً فيما يمتلئ قلبه سعادة على كل مرةً يشبهه احدهم بوالده، يقول بغبطة :
"وأنت سوف تشبهني عندما تكبر، هكذا هم الابناء يشبهون آبائهم وأجدادهم "
ينظر حمزة لشقيقه أحمد ويسأل والده:
"لما لم تسمني أنا أحمد "
يبتسم له باسل متفهماً، لم يتوقع منه هذا السؤال، يقول بتروي :
"حينما كانت والدتك حاملاً بك رأيت أنا مناماً بأن عندي ولد أسمه حمزة ... وكنت قد انتويت قبلها تسميتك على اسم جدك، لكنه لم يرضى بذلك وأخبرني ان اسمك هو حمزة والطفل الثاني سيكون أحمد، ولكن انظر للأمر من ناحية أخرى...."

"وما هي الناحية الأخرى؟!"

ينظر باسل لطفله أحمد فيما يحدث حمزة قائلاً :
"انت كبرت على يد جدك، عرفته وتعلمت منه الكثير واخذت خلقه ، أما هو فلم يراه يوماً ولم يتعلم منه شيئاً فأخذ منه اسمه فقط، وهكذا يكون العدل بينكما..."
يعود بنظره لحمزة :
"لا تنظر لما يميز غيرك بل انظر دائماً لما يميزك أنت عنهم"


..................



تفتح الستارة والنافذة ليدخل ضوء الشمس الذي يجبره على وضع الوسادة فوق وجهه، يقول متذمراً :
"ارجوك انه يوم اجازة وانا صائم لا أريد الاستيقاظ باكراً "
تسحب عنه الغطاء والوسادة، تقول بعجلة :
"هيا عامر استيقظ اليوم هو يوم وقفة عرفات وغداً أن شاء الله هو العيد ومازال عندي الكثير من العمل والتنظيف"
يرفع نفسه يراقبها كيف بدأت بإزالة اغطية الوسائد، وقد وضعت خلفها دلو مليئ بالماء، انها مصرة على العمل..
"حسناً هلا تكرمت وصنعت لي كوباً من القهوة"
تكمل عملها وهي تحدثه :
"وهل نسيت انك صائم ..! "
يقف ويسير أمامها ببطئ وهو مشعث الشعر، يقول ممتعضاً :
"بطريقة إيقاظك هذه نسيت كل شيء"

يخرج الى الصالة حيث تجلس والدته تكوي الستائر برفقة ابنته حبيبة التي تلعب قربها، يقترب من والدته ويقبل رأسها:
"صباح الخير أمي"
ترد عليه والدته تحية الصباح وتراقبه كيف يحمل الصغيرة ويضعها على حجره يقبلها ويلاعبها :
"كيف حال ابنتي الحبيبة حبيبة؟ "
تبتسم له والدته وتخبره :
"غداً العيد ولم تحضر ما طلبته منك لا أريد ان ينقصنا شيء، غدا سوف يأتي أقاربنا لمعايدتنا ... وقبلها الغداء "

يرفع رأسه لوالدته :
"سأحضر لك الان كل ما طلبته، فاليوم أخذته اجازة و وظفت طبيباً شاباً يدير امور الصيدلية طوال ايام اجازة العيد"

"بارك الله لك ولهيثم ورزقكما على قدر نيتكما، هل الصيدلية الجديدة جيدة؟ "

"الحمدلله أمي .. أكرمنا الله وأصبحت تماثل الأولى، ولكن اصبح يوم العمل اطول علينا بما اننا أصبحنا كل واحد مسؤول عن مكان يديره وحده "

تدخل عليهم نورا وهي تحمل السلم وتفتحه قرب النافذة، تقول بأيجاز :
"قم بتركيب الستائر قبل ذهابك لو سمحت "

ينزل ابنته من يده ويتجه الى السلم وهو يتذمر:
"كنت اعتقد انني أخذت الإجازة لأنام واستيقظ وقت أشاء، ثم اجلس براحتي أدعو الله وأشاهد وقفة عرفات، ولكن من زوجته نورا لا راحة له في الحياة"

تعطيه الستارة وهي تبتسم له تخفف عنه غيظه:
"احضر ما ينقصنا وعندما تعود سأكون انتهيت من تنظيف المنزل، فنجلس معاً للدعاء والاستغفار "

يأخذ الستائر منها ويبدأ بتركيبها وحين اطمئنت انه هدأ، اكملت كلامها :
"واحضر معك اي شيء للإفطار فلا طاقة لي اليوم بالوقوف في المطبخ يكفي اعداد غداء الغد"

"بعد كل هذا تخبريني أيضاً انه لا يوجد طعام ..! "

تضحك والدته على تذمره:
"هذه عادتنا لا مطبخ يوم الوقفة .. الطعام جاهز أم أنك نسيت..!"

"لا لم أنسى يا أمي .. وهل تركتما لي فرصة لأنسى! "


....................


صباح يوم الوقفة في منزل باسل

كانت شهامة تقوم بترتيب المنزل قبل ذهابها للسوق لاجل شراء ملابس العيد للاطفال ..
يراقب حمزة والده الجالس أمام حاسوبه ويبدو مشغولا به،
يمسك هاتفه يحدث والدته وجدته لبعض الوقت ثم يسمع خالته شهامة تقول :
"حمزة ارتدي ملابسك حتى ترافقنا الى مركز التسوق"
يضع الهاتف من يده ويتجه لارتداء ملابسه بينما تقف شهامة امام باسل وهي تضع حجابها وتحمل حقيبتها
"انا ذاهبة الان لشراء الملابس للأطفال والهدايا التي سوف نوزعها يوم غد بعد صلاة العيد، سأعود مبكراً حتى لا نتأخر على عزومة الإفطار في المطعم عند هيا ومصعب"
يلتفت لها باسل :
"هذا جيد اهتمي بالأطفال ولا تنسي شراء الملابس لحمزة"
ترفع حاجبها وتجيبه بعصبية :
"وهل تعتقد أنني قد أنسى شيئاً كهذا...!"
تظهر امنة خلفها ترتدي بنطال قصير من الجينز وبلوزة من غير أكمام،
"أمي أنا جاهزة "
تلتفت لها شهامة :
"هيا بنا اعتقد أن حمزة انتهى أيضاً من ارتداء ملابسه"
يدخل عليهم حمزة مبتسماً مهندم الملابس،
"انا جاهز"
تحمل شهامة احمد وتعطي الحقيبة لحمزة يتوجهون للخارج لكن حمزة يقف فجأة ويسأل بدهشة :
"هل ستخرج آمنة بهذه الملابس..؟!"

تقف شهامة وتنظر له ثم لآمنة، تقول بتردد:
"أجل "
يرمي حمزة الحقيبة من يده، يقول بحدة :
"كيف تخرج بهذه الملابس!"

يخفي باسل ابتسامته وفخره بولده وينظر لشهامة بلوم ينتظر ردها وقد كانت منعته قبل ذلك من التدخل بينها وبين آمنة وان لا يتدخل فيما ترتديه وأنها مازالت صغيرة،
تنزل احمد من يدها وتخبره ببطئ:
"ولكنها مازالت صغيرة"
ينظر لها حمزة بملامح لا تلين، لم ترغب شهامة أن تتجاهله او أن ترفض تدخله وتكسر كلمته وهو بهذا السن الحرج،
تشير لآمنة، تقول بحزم :
"أسمعي كلام شقيقك وأستبدلي ملابسك بسرعة"

تمتعض امنة من تحكم حمزة بها، تكتف يديها أمامها وتضرب بقدمها
"لن أبدل ملابسي ... ولا دخل له بي "
تقترب منها شهامة وتمسكها من ذيل شعرها ترفعه للأعلى وتسحبها نحوها تقول بصرامة :
"لسانك هذا هو سبب بلائك، ستبدلين ملابسك الأن وبلا نقاش "
تختفي من أمام اعينهم وهي تتمتم مع نفسها :
" ألم يكن يكفينا باسل واحد وتحكماته ليخرج لنا حمزة! النسخة المصغرة عنه، لم يبقى بعد سوى الصغير أحمد لم يتحكم بي هو أيضاً ....!"



...............

يدخل حمزة مع والده وشهامة الى مطعم هيا وزوجها مصعب وقد كانوا اخواله قد سبقوهم بالقدوم، يتجه لهم مسرعاً، يرحب به الجميع بحرارة حتى ديانا زوجة خاله عصام استقبلته بابتسامة كبيرة، يسحب عصام الكرسي الملاصق له ويدعوه للجلوس :
"تعال واجلس قربي يا بطل"
يجلس حمزة الى جانبه بسعادة فيصبح بينه وبين سامر،
يلتفت عصام لديانا التي تجلس صغيرتها على حجرها ترفع يدها الصغيرة تلوح بها لحمزة،
"رحبي بحمزة حبيبتي"
يمد حمزة يده ويمسك يدها الصغيرة، يقول بلطف :
"أهلا جودي"
يمازحه عصام قائلاً :
"هل تمسكان أيادي بعضكما البعض هكذا أمامي بلا حياء..!"
يضحك الجميع على مزاح عصام وحرج حمزة منهم، فيمد سامر يده يضعها على شعر حمزة يبعثره،
"لا داعي للحرج، خالك يمازحك فقط"
كان باسل قد جلس ومعه الأطفال بينما أتجهت شهامة للمطبخ تبحث عن هيا، فوجدتها تشرف على الطاهيات وتحضير طلبات الموجودين فاليوم مزدحم بسبب اجازة المسلمين وصيام معظمهم
"هيا هل تحتاجين أي مساعدة ..؟"
تلتفت لها هيا تسلم عليها :
"لا حبيبتي .. لحظات واتي للجلوس معكم، لقد قمنا بالتحضيرات وتجهيز كل شيء منذ الصباح وسنخرج الطعام الان"
تتلفت شهامة حولها :
"اين زوجك ..؟ لا أراه لا أسكت الله له حساً "
تضحك هيا على طريقة كلامها المتحفزة :
"لا فائدة منك ستبقين هكذا مهما حاول معك"

في قاعة الطعام تجمع الاطفال وخرجوا الى مكان صغير أشبه بالحديقة فيه بعض ألالعاب المخصصة للاطفال، وشجرة ياسمين تزين جانبه وتفصله عن قسم آخر مفروش بالسجاد يبدو كمصلى صغير..
يقف حمزة أمام الياسمين يأخذ زهرة صغيرة يشمها يتذكر منزلهم .. والدته .. جدته، شعر بوالده يقف خلفه فالتفت اليه حمزة ينظر له ويقول بسعادة :
"انه الياسمين ... لم أتوقع رؤيته هنا!"
اقترب منه باسل وأخذ ياسمينة أيضاً تشمم عطرها قليلاً ثم قال :
"الياسمين اصبح شعارنا ..
بياضه كنقاء اصلنا وشذى عطره كشذى سيرة اسلافنا، ولكن للأسف هناك من نسي اصله منا وتبرئ منه واصبح صورة باهتة له وهناك من تخلى عن بياضه و أخذ اللون الأسود بظلمه وتجبره"

ينزل باسل ليصبح بمستوى حمزة ويفتح يده يريه الياسمينة البيضاء
"أحرص ان تكون ياسمينة بيضاء تسعد من ينظر لها وتعطر من يقترب منها وكن كشجرة ياسمين تظلل بها من يحتاجك وتستر بها سور بيتك عن عيون الغرباء ... ظلال تنعم على من يحتمي بها بالراحة والأمان فليس كل ظل سيء
يمد حمزة يده يأخذ الياسمينة من والده ينظر لها بتفكر ويقول :
"سأفعل يا أبي ...."

.............



يجتمع الكل على المائدة يتبادلون الأحاديث ما بين مزاح وضحك وذكريات لمواقف جمعتهم معاً، يستمع حمزة لسامر وهو يتفاخر:
"انا لم أخف يوماً من شيء"
يتحدث حمزة بكل هدوء كوالده تماماً :
"ولكن عمي عامر طالما أخبرني انك وخالي عصام كنتما تخافان من طبيب الأسنان"
يصمت الجميع وتتوجه انظارهم لسامر وعصام وهما يتفرسان بحمزة ، تخرج ضحكة باسل تكسر الصمت ويمد كفه لكف حمزة يضربهما ببعض، يقول بمرح :
"جيد انك ذكرتني بذلك .. عامر محق لقد كان يوماً لا ينسى عند طبيب الأسنان "
تنظر ديانا لعصام وهي تحاول إمساك نفسها عن الضحك :
"هل حقاً كنتما تخافان منه..؟!"
يتحدث عصام بجدية :
"من الطبيعي ان يخاف الطفل من طبيب الأسنان"
يلتفت له حمزة يخبره :
"ولكني لا أخاف منه "
يضع سامر أمامه طبق مليئ بالطعام يقاطع حديثه :
"ما رأيك أن تأكل هذا الطعام اللذيذ وتنسى الطبيب والأسنان ... فطعام خالتك هيا لا يعلى عليه "
ينظر سامر الى هيا، يقول برجاء :
" فقط لو كنت تقبلين المال لكنتِ وجدتني هنا كل يوم"

"هذا هو سبب عدم قبولنا للمال "
يقولها له مصعب وعلى وجهه نظرة ماكرة لتنهره هيا بحرج :
"مصعب ما هذا الذي تقوله ...! "
تلتفت لسامر تقول بلطف :
"تعال كل يوم ولا تفكر بالمال، يكفي تدريسك لأطفالي قبل كل امتحان "
يمد عصام ذراعه لحمزة يحتضنه ويهمس له :
"سأخبرك بسر ولكن عدني أن لا تخبر احداً به"
"أعدك خالي ما هو؟"

ينظر عصام للجميع فيجدهم مبتسمين،فكلهم يعلمون بسره ويوافقوه عليه :
"انا من سيعود معك الى بلادنا ... وليس أكرم هو من سيعيدك "

يفتح حمزة عينيه لثواني دهشة ثم تجتاحه سعادة كبيرة لهذا الخبر :
"هذا امر جميل ستفرح جدتي وجدي كثيراً بك "
"أجل سيفرحان، ولكن سندعها مفاجأة للجميع فلا تخبر احداً .. لقد استلمت جواز السفر الأجنبي منذ فترة قصيرة وبت استطيع الدخول به الى البلاد "
"لن أخبر احداً أعدك بذلك"
تمد ديانا رأسها وتسال حمزة :
"هل أعجبتك هذه البلاد ؟ لماذا لا تبقى هنا معنا؟ "
ينظر حمزة حوله وقد فكر كثيراً بهذا الموضوع، صحيح أن الحياة هنا ممتعة وسهلة وتتوفر فيها الكثير من الأمور التي لا تتوفر عندهم ولكن يظل ينقصها أمر ما
يخبرهم به ..
"صحيح كل شيء هنا أجمل ولكن أمي أجمل من كل ذلك"
يصمت الجميع ويشعرون بالتأثر والشوق لأمهاتهم
يقول باسل وصوته يقطر ألما :
"الأم لا تعوض بمال او مكان ... النار معها جنة ...
والبرد قربها دفئ ... لا حرم الله أحداً من والدته ولا من دعائها ... فهم من يكرمنا الله من أجلهم "


...............




noor elhuda likes this.

ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-01-21, 09:00 PM   #1458

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

يبدأ يوم العيد منذ الصباح الباكر بسماع التكبيرات تصدح من مكبرات المساجد تحمل البشرى والأمل معها ..
يستيقظ الجميع بسعادة يحملها هذا اليوم المبارك،
يتناول عامر قهوته بصحبة والدته التي تضع حلويات العيد أمامه تراقبه بحب وتدعو الله ان يحفظه لها، وبين كل لحظة وأخرى تلتفت الى ذلك الفراغ .. كم يعز عليها حين تنظر الى مكانه و لا تراه ...
يلاحظ عامر نظراتها الشاردة وهو الذي يداري مشاعره خوفاً من أحزانها، لقد اعتاد أن يخبئ المه في قلبه .. يمسك يدها يقبلها قبل وقوفه وهو يقول :
"كل عام وانت تاج رأسي يا أمي .. لا حرمني الله منك، الحمدلله أن حمزة يقضي هذا العيد مع باسل، مع أني سأفتقده في الصلاة وتوزيع الأضحية"
تبتسم له والدته تقول من بين دموعها؛
"الحمدلله الذي جمعهما وأعطاكم حتى ارضاكم بني"
تأتي نورا تبتسم فهي رغم حزنها لعدم وجود حمزة معها لكنها تعلم انه من حقه ان يقضي العيد لأول مرة مع والده، تقول بشجن :
"والله ان العيد من غير حمزة ينقصه البهجة، لكن إذا أردت أن ارافقك لتوزيع الاضحية بعد انتهائك منها لا مانع لدي "
يمد يده يمسد على شعرها ويقبل جبينها :
"إن شاء الله سوف أتصل بك حين أنتهي، كما تعلمين أن باسل وعصام وكلوني بأضاحيهم أيضاً وهذا سوف يستغرق وقتاً اطول لحين انتهائنا "
تدعو لهم والدته :
"ليرضى الله عنهما، يعلمان أن الناس هنا بحاجة للأضحية أكثر من غيرهم "
يقبل رأس والدته ثم يتركهما ويخرج الى الصلاة بينما تقف نورا امام خالتها تفكر بها وبوالدتها كم تتحملان بفراق أولادهما وهي التي فارقت ابنها لأيام فقط وتشعر اليوم بفراغ كبير في قلبها، تقترب من خالتها تحتضنها :
"خالتي لم أكن أعلم ان غربة الابناء موجعة لهذا الحد "
تحتضنها خالتها وتربت على ظهرها :
"سعادتهم وراحتهم تخفف ذلك الوجع .. دعينا نذهب لوالدتك ونتصل بالجميع نعايدهم معاً "

مهما كانت النفس حزينة سيظل العيد فرصة لسمو النفس والروح، وفسحة طيبة يفرح بها القلب؛ لأن عيد الأضحى المبارك هو عيد غفران الذنوب، والعودة إلى الله تعالى، وكأن الأرواح تفتح في هذا اليوم صفحة جديدة، لتبدأ مع خالقها بروح وعزيمة أقوى، فيها من الخير الكثير، فليس من شيءٍ أعظم من تأدية الفرائض ليأتي يوم الجائزة وهو يوم العيد، يفرح فيه ويجدد فيه العزم والإرادة لتحقيق الأفضل.

يستيقظ الجميع في منزل باسل وصوت التكبيرات الآتية من التلفاز تملئ المكان وحالة من البهجة تغمرهم.
شهامة في المطبخ تملئ العلب بالحلويات والمعجنات لتوزيعها بعد الصلاة على الأصدقاء، وباسل يضع ألعاب الأطفال في أكياس صغيرة ويساعده حمزة بوضع الحلويات الصغيرة داخل كل كيس بينما كانت آمنة تتذوق كل انواع الحلويات وأحمد يريد اللعب بجميع الألعاب ..
"أبي هل تفعلون هذا كل عيد ...؟"
ينظر له والده بحب ويقول بأبتسامة تملئ قلبه قبل وجهه لمشاركة حمزة له هذا العيد:
"أجل نفعل هذا كل عيد، نريد تحبيب الأطفال بعيدنا وتشجيعهم لإنتظاره كل عام"
ينظر باسل حوله يرى ظرف ابيض اللون على طاولة جانبية، يشير لحمزة :
"أحضر ذلك الظرف "
يمسكه بيده ويحضره لوالده :
"هذا الظرف فيه بعض المال عليك ان تتعلم في كل عيد أن تقدم العيدية لأخوتك و والدتك وجدتاك أنت أيضاً، أنت كبيرهم كما اتفقنا وسوف يسعدهم ذلك منك "
ينظر حمزة إلى الظرف ثم إلى والده :
" كل عيد كنا نجد عمي عامر يوزع علينا العيدية التي ترسلها انت لنا حتى عمتي ريم وابنتها ليان"
يمسك باسل وجه حمزة بيده، يقول بحنان :
"لاني كبير أخوتي يجب أن أرسل لهم ولوالدتي وخالتي
وأنت ستفعل المثل معهم "
"حسناً حين اعود سوف أعطيهم العيدية .. هل يجوز ذلك بعد العيد؟"
يقبله باسل من خده ويقول بفخر :
"أجل يجوز ذلك "

يتجهون بالسيارة الى ساحة كبيرة مفروشة ببعض السجاد للصلاة عليه وهناك أعداد كبيرة مجتمعة، ينقسم المكان بين الرجال والنساء ويملئه الأطفال بضحكهم وصخبهم يضيفون اجواء العيد، يردد الجمع تهليلات العيد فتملئ الراحة الارواح وتغلفها بالبهجة، يحمل حمزة بعض الأكياس ويسير قربهم ينظر حوله مستمتعاً بتلك البهجة، يلاحظ وجود خاليه ومصعب يقفون في قسم الرجال بينما هيا وديانا تجلسان ضمن دائرة كبيرة تضم نساء كثيرات وفي اللحظة التالية يتجمع حولهم الأطفال وقد اعتادوا كل عيد من هذه العائلة بالذات توزيع الألعاب والحلويات، يبدأ باسل وشهامة بتوزيع الأكياس عليهم ويشاركهم حمزة العمل، يتذوق حلاوة إسعاد الأخرين والمشاركة بعمل الخير كيف يعود على النفس بالرضا والسعادة...
تتجه شهامة الى قسم النساء مع آمنة بينما يجلس حمزة قرب والده وأحمد الصغير ممسك بيده، يراقب والده وهو يتبادل السلام وتهنئة العيد مع رجال كثيرين وجميعهم يظهرون له الود والاحترام، بينما خاله عصام وعمه مصعب يناكفان سامر كعادتهما ليبتعد عنهم ويجلس قرب حمزة وهو يتمتم :
"لن أخلص من لسانهما منذ علما بموافقتي على أن تخطب لي جدتك ولم يتركاني لحظة بحالي"
يبتسم له حمزة ويقول :
"هل ستخطب خالتي لمى...؟"
يرفع سامر حاجبيه، يقول بدهشة :
"حتى أنت تعلم ذلك...!"
"أجل فجدتي تردد كل يوم مقولتها المشهورة ( على سامر خطبة لمى قبل ضياعها منا ) " .....
يقترب منهما باسل ويقطع عليهما الحديث وقد بدأت التهليلات والتكبيرات تعلو
"دعا هذا الحديث الان وكبرا معنا "
يبدأ الجميع بالخشوع وتكرير التهليل والتكبير يلاحظ حمزة أن والده لا يكبر فقط بل أن عيناه تدمع أيضاً وهو محني الرأس، يمد يده يربت على يد والده، يسأله بقلق :
"أبي هل تبكي ...؟! "
يرفع باسل رأسه وينظر له يقول بحرارة :
"كلام الله لا نردده على لساننا فقط، يضع يده على صدره ويكمل "نشعر به بقلوبنا ينطقه قلبنا قبل شفاهننا، أشعر بكل كلمة قبل نطقها ستجد حلاوتها تذيب قلبك وتجبرك على الخشوع بين يدي الله "
ينصت حمزة لكلام والده ثم يستشعر تلك التكبيرات العظيمة تحمل وعوداً من الله لنا تكفينا لتخطي الظلم والتجبر في هذه الدنيا

الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا وسبحان الله بكرة وأصيلًا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا"



تمت
بحمد الله

noor elhuda likes this.

ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-01-21, 09:27 PM   #1459

منال سلامة

قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 408582
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,077
?  نُقآطِيْ » منال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond repute
افتراضي

حالي وانا اقرء الشق الاول من الخاتمة
😔😔😔😔😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😥😥
اكثر شى في الدنيا بكرهه لحظة الوداع غصة في حلقي وانا بقرأ مشهد وداع حمزة لوالدته وعمه وجديه مسافرا الى والده ..
مشهد مؤثر جدا .،ابدعتي في وصفه ..


منال سلامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-01-21, 09:39 PM   #1460

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 33 ( الأعضاء 8 والزوار 25) ‏Maryam Tamim, ‏ميس ناصر+, ‏Hayette Bjd, ‏الذيذ ميمو, ‏همس البدر, ‏maryam ghaith, ‏عبير سعد ام احمد, ‏موضى و راكان+

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رواية ظلال الياسمين

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:54 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.