آخر 10 مشاركات
أنات في قلوب مقيدة (1) .. سلسلة قلوب مقيدة *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Asmaa Ahmad - )           »          هفهفت دِردارة الجوى (الكاتـب : إسراء يسري - )           »          110 - أحلامي ليست لي (الكاتـب : حبة رمان - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          أنثى من ضوء القمر **مميزة ** (( كاملة )) (الكاتـب : هالة القمر - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          عندما يعشقون صغاراً (2) *مميزة و مكتملة *.. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          صفقة زواج (56) للكاتبة jemmy *كاملة* ...a marriage deal (الكاتـب : Jamila Omar - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree249Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-06-20, 11:44 PM   #221

soso#123

? العضوٌ??? » 456290
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 389
?  نُقآطِيْ » soso#123 is on a distinguished road
افتراضي


ثريا قداح
فصل مبهر مشوق مملوء بالمشاعر الانسانيه
اهل خطيبين وزوجين وانت ياميس أجدت بابراز ذلك
عامر ورجولته الحلوة الحنونه ونورا بانوثتها وماضيها وحبهما لحمزة المواقف اثبتت نفسها وكان زواج سريع بنفس يوم رحلتهم
عامر استطاع اقناعها بطريقته وظرفه
أسعدت بكل كلمه كتبتيها
شكرا لك


soso#123 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-06-20, 12:51 PM   #222

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soso#123 مشاهدة المشاركة
ثريا قداح
فصل مبهر مشوق مملوء بالمشاعر الانسانيه
اهل خطيبين وزوجين وانت ياميس أجدت بابراز ذلك
عامر ورجولته الحلوة الحنونه ونورا بانوثتها وماضيها وحبهما لحمزة المواقف اثبتت نفسها وكان زواج سريع بنفس يوم رحلتهم
عامر استطاع اقناعها بطريقته وظرفه
أسعدت بكل كلمه كتبتيها
شكرا لك
كلامك اسعدني جدا ومتابعتك
نورا قالت جملة مافي أصعب من الانتظار والتأجيل قالت وقوع الأمر ولا انتظاره هي عارفة زواجهم حقيقي لازم تتقبل الأمر مافي داعي للنكران والرفض بعد موافقتها


ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-06-20, 01:04 AM   #223

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في انتظار فصل الغد ان شاء الله ❤️❤️❤️❤️❤️❤️


Maryam Tamim غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-06-20, 09:51 AM   #224

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الورد
تسجيل حضور
بانتظار الفصل العاشر


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-06-20, 07:53 PM   #225

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسجيل حضوررررررررر للفصل العاشر
ان شاء الله


Maryam Tamim غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-06-20, 08:42 PM   #226

zezo1423

? العضوٌ??? » 406322
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 209
?  نُقآطِيْ » zezo1423 is on a distinguished road
افتراضي

في الانتظار...ميووووس

zezo1423 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-06-20, 08:46 PM   #227

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير على اجمل متابعات دقائق ويتم نشر الفصل


ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-06-20, 08:49 PM   #228

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل العاشر



تندفع الطائرة بقوتها فوق أرض الوطن قبل إرتفاعها بالسماء،
تتمسك بكرسيها بقوة بكلتا يديها لتميل برأسها للأمام وشعرها الطويل يغطي وجهها لتبكي كما لم تفعل من قبل،
تبكي فراق وطنها ....
فراق والدتها ....
تبكي خذلان نالته من طفولتها لشبابها ... كل شيء يعود لذاكرتها مرة واحدة، كأن هذا الاندفاع فجر بها كل الماضي .. بعد وقت قصير هدأت الطائرة وأخذت بالاتزان؛ تتكئ برأسها على نافذة الطائرة تغطي وجهها بقبعة رياضية تشعر بنفسها متعبة استنزفت طاقتها بتماسكها ..قوية أمام الجميع كما اعتادت، تضع بأذنيها سماعة هاتفها تستمع لموسيقى هادئة،
تنظر لذلك السلام الأبيض الذي يغطي الأفق يعطيها الراحة والتفاؤل للقادم، تكلم نفسها ..
"بما أن ذلك النقاء موجود بعالمنا تحت سمائها لما لا نراه على الارض! لا يوجد بالأسفل سوى السواد .. لماذا عند هطول الأمطار لا تغسل سواد القلوب وتجعل النقاء يحيطنا ؟!"
لو كان العالم بذلك الجمال لما اضطرت لترك والدتها وبلادها والسفر لبلاد جديدة،
هل يعتقد أحد بأن الغربة أمر جميل قد يُحسد الانسان عليه ؟!! لو يعلمون ان لا ألم اشد من ألم الفراق، تشعر وكأن روحك شطرت نصفين لا دموع تريحك ولا صراخ يخرج منك يخفف ألمك، بل تبقى هكذا جريح تتعلم التضميد لجرحك وتبحث عن مسكنات له،
"آه يا أمي لم أكن أرغب برؤيتك حزينة باكية، ولكني كنت أخسر نفسي كل يوم كنت سأصبح مثلهم شامتة .. أنتظر وقوعهم لأفرح بهم .. جعلوا قلبي قاسي ... فلا ألتفت لأحد احتاجني خوف من نيته الخفية تجاهي"
ما ساعدها لتجاوز ألم الفراق وعد عمها طارق بالحاق بها ما أن تستقر ؛ وذلك الخبر المفرح بسجن ذلك المقزز الذي يجلب لهم الخوف وقد وجد طارق سبب لزجه بالسجن مدة طويلة وكم تمنت أن تعلم كيف ولكن كما يبدو أن كل شيء أصبح يشترى بهذا البلد، ليستفيدوا من هذا الأمر أيضا بعمل مفيد للبشرية ؛... بعد مضي بضع ساعات بدأت تعود شهامة القوية بعد محادثة طويلة مع نفسها وأعادت ترتيب خطواتها،
على قدر ما تحمل من حزن على فراق الأهل والوطن تحمل من نفس السعادة
"ما هذا التضارب بالمشاعر كيف أكون بقمة السعادة وغاية الحزن بوقت واحد ولسبب واحد أيضا يبدو بأن الجنون اقترب من عقلي"
عند سماع نداء اقترابهم من الهبوط تعتدل بجلوسها و تضع حزام الأمان، تشعر بحماس داخلها وكأن الأدرينالين تفجر بعروقها لمغامرة كانت تنتظرها منذ زمن ذلك الإحساس يلاعب شعورها بنشوى لن يفهمها إلا من حرم منها (الحرية)
حريتها بالاختيار من أبسط حقوقها ماذا تلبس أين تذهب مع من تتكلم ..
كانت الدنيا تضيق عليها لحد الاختناق ...
والآن مفتوحة لحد الرعب ..
تخاف الفشل بتحمل نتيجة قرارها تتشبث بذلك الكتاب الذي على حجرها، تغمض عينيها لتقرأ بعض من آيات القرآن الكريم إلى أن شعرت بملامسة عجلات الطائرة للأرض وكأن هناك من أنزلها مثل طفلة تلامس الأرض برؤوس أصابعها بنعومة راقصة باليه وقال لها انطلقي، عند هذه الخاطرة تبتسم وتتبدل ملامح وجهها لراحة وصفاء ذهني لم تصل له منذ سنين،
وشتان بين حالها أول الرحلة وآخرها وكأنها تركت بسماء تلك البلاد شهامة أخرى،
عند وقوفها أمام باب الطائرة ترى مثل نفق صغير عليها المرور به لتصل إلى الجهة الأخرى تبدأ ابتسامتها بالاختفاء ويظهر الإصرار بعينيها،
"عند مروري بهذا النفق سأترك مع كل خطوة شيء من أحزاني ومن مخاوفي وأنسى كل كلمة جرحتني ولن أحمل معي من الماضي سوى ذكرياتي الجميلة"

عند انتهاء عبورها شعرت وكأن والاثقال اختفت من على اكتافها وأصبحت أخف .. أكملت سيرها برأس مرفوع وعينان تقدحان ذكاء وتصميم تناسب امرأة جميلة مثلها لا يليق بها سوى الشموخ،
ليست مرتها الأولى في السفر ولذلك لم تلتفت منبهرة بما حولها من حضارة وملامح مختلفة على عيناها، سارت خلف الجميع أنهت أوراقها واستلمت حقائبها عند خروجها تلمح شقيقتها(هيا) بانتظارها، تلوح لها كطفلة صغيرة تتقافز بين الجمع،
وكان اللقاء احتضان قوي، وشوق لأختين دام سنين،
شوق لطفولة لا تحمل سوى الأمل والحب والعطاء .. منزل مليء بالحب والأمان .. لم يخيل لهم يوماً أن هذه الأحزان و هذا الفراق يكون مصيرهم، ولكن الآن إنتهى كل ذلك وقد اكرمهم الله بجمعهم من جديد،
يقود "مصعب" زوج هيا السيارة بعد مغادرتهم المطار يشعرون بالحماس وتبدأ مشاريعهم بأهم الخطوات القادمة،
تشكرهم شهامة :

"لقد اتعبتكم يا هيا لو كنت أعلم أن المطار بمدينة أخرى لكنت أخذت سيارة أجرة ولم ادعكم تقودون كل تلك المسافة"

"اصمتي يا شهامة ألا يكفي رفضك للبقاء بمنزلنا وبدأت بالبحث عن شقة قبل وصولك حتى !! "

"كنت اتمنى البقاء معك ومع الأولاد لكن لا أريد أن أثقل عليكي ثم الجامعة التي راسلتها لإكمال دراستي تبعد عنك قليلا سوف أجد منزل بالمنتصف وبذلك سوف تجديني عندك كل يوم لقد اشتقت لك كثيراً .."
وتعود لضمها؛ إنها أختها الصغيرة ..لا تصدق كيف مرت الأيام وكبرت الصغيرة وأصبحت أم !..
ينظر لهم مصعب بمرأة السيارة الامامية يلاحظ أن زوجته منذ يومين وقد نسيت أن لها زوج وأولاد وكل اهتمامها بتجهيز غرفة لشهامة وسفرهم لإحضارها والآن تحضنها وكأنها طفلة ارتمت بحضن والدتها،
"سعيد بوجودك معنا يا شهامة انظري لها لقد نسيتني تماماً حتى إنها جلست بالخلف بجانبك وكأني السائق الخاص بكم"

تشعر شهامة بالحرج
"آسفة يا مصعب لم نقصد لكن شوقنا كان أكبر منا فلم نفكر بالأمر هكذا"

تقطب هيا ما بين حاجبيها
تعلم غيرة زوجها حتى من اطفاله،
"أرجو أن لا تعكر صفو لقائنا وتتكرم وتدع هذا الحديث لحين صولنا"
يومئ برأسه ويبتسم لها بالمرآة ولكنها تعلم ما خلف تلك الابتسامة المصطنعة لتدير وجهها ترى شهامة شاردة بالطريق
تمسك يد شهامة وتقول لها بحماس:
"هناك الكثير الذي نتحدث به عند وصولنا"

تربت شهامة على يد شقيقتها مبتسمة وتعود لتراقب تلك الشوارع الناعمة والطبيعة الخلابة الخضراء من أشجار محيطة بهم .. منظر رائع عليها الاعتياد عليه بدل مظاهر الدمار التي امتلأت بها شوارع بلادها،
وتردد كلام هيا :
"أجل هناك الكثير من الكلام على ما مضى وما هو أتي ...."

...................................


بعد مرور شهر

يستيقظ على أصابع صغيرة تهز كتفه يفتح عين واحدة ليرى حمزة جالس قربه على السرير شعره بحالة فوضى يتكلم معه لكنه لم يستيقظ بعد،

"حمزة نحن بإجازة، اليوم هو الجمعة لسنا مضطرين لنصحو قبل العصافير !"

يعود حمزة لهزه مرة ثانية:
"يكفي نوم ألم تعدني أن نستيقظ باكراً لنذهب ونحضر الفطائر الساخنة؟"

يسحبه عامر لقربه يحاول أن يعيده إلى النوم:
"مازال الوقت مبكراً جداً وستجد محال بيع الفطائر مازالت مغلقة تعال بقربي لننم لبعض الوقت"

يفتح عامر عينيه ينظر خلف حمزة .. نورا ليست هنا يرفع رأسه قليلا ويسأل حمزة:
"أين نورا ؟! "

"أعتقد بأنها تستحم أسمع صوت الماء قادم من هناك"

ويشير إلى باب الحمام، ينظر عامر إلى الباب يتأكد من ذلك عند سماع صوت الماء، يلتفت لحمزة:

"كنت أتمنى رؤيتها صباحاً عند الاستيقاظ ولكنك كل صباح تشرفنا برؤيتك أنت !"

ينظر له حمزة ببراءة لا يفهم قصده، يبتسم له عامر ويقبله على خده ..

"لكن رؤيتك صباحاً ليست سيئة أيضاً .. تكفيني ليصبح يومي جميلاً "

يفاجئه حمزة بسؤاله:

"لماذا اصبحت أمي تنام هنا بجانبك؟

يجلس عامر ويجلس حمزة أمامه يرفع شعره عن وجهه ويحاول ترتيب شعره هو وحمزة قليلا قبل أن يتكلم:

"لأنها أصبحت زوجتي كما أخبرتك من قبل وسوف نتشارك غرفة نوم واحدة كما نتشارك كل شيء بيننا"
يلاحظ أن حمزة لم يفهم منه ما يقصد وينتظر منه شرح المزيد؛ يمسح وجهه بيده يحاول أن يصحو من نومه وأن يسهل له الكلام:

"جدتك سلوى تشارك جدك أحمد غرفة نوم واحدة ... وكذلك جدتك منال وجدك أبو عصام يتشاركون بغرفة واحدة أليس كذلك؟"

"أجل .. أنهم ينامون على سرير واحد"

"هذا ما حدث معنا عندما نتزوج يجب أن نتشارك كل شيء حتى السرير"

يفكر حمزة قليلاً ثم يبدأ على وجهه الغضب:

"لكني كنت من يشارك والدتي سريرها ولا أحب النوم بمفردي أنا لن أدع مكاني سوف أنام معكم"

يضحك عامر عليه يحمله ويجلسه على حجره يكلمه بحنان وتفهم ..

"ألم نتفق بأنك الأسد حمزة الذي لا يخاف من شيء وتريد أن تصبح كبير مثلي،

يهز حمزة رأسه موافق

"هل رأيتني أنام قرب أمي وأبي؟ هل رأيت نورا أو أحد من خالاتك تنام بجانب جديك؟"

يهز حمزة رأسه بلا ..

"هذا لأننا كبرنا وأنت تريد أن تكبر أيضا عليك النوم بغرفتك ولا تذهب كل ليلة لعند جديك ولا تسمح لأحد أن يعاملك مثل الأطفال"

يبتسم له حمزة ويقفز على السرير،

"سوف أنام بمفردي واصبح قوي"

تخرج نورا من الحمام على أصوات حمزة وتقافزه على السرير كانت قد أنهت حمامها وارتدت ملابسها بالداخل لكي لا توقظ عامر لكن رؤية حمزة هكذا أذهبت عنها كل الأفكار سألتهم:

"لم هذا الضجيج من الصباح يا حمزة؟"

"لأني سأصبح رجل كبير وأنام بمفردي"

لم تفهم نورا ماذا يقصد !!
هي تعلم بنومه معظم الأيام مع جدته سلوى ..

"ومن قال لك ذلك؟"

"عامر قال لي أنكم تزوجتم ولهذا يشاركك هو السرير وليس أنا"
يحمر وجه نورا وتضرب خدها بكفها تلتفت لعامر:
"ماذا قلت للصغير ؟! "
يضحك عامر بصوت عالي على صدمتها:

"لقد أخبرته الذي حدث"

تقترب منه وبدأ الغضب يظهر عليها بدل الحرج ..

"هل أنت مجنون ؟.. أخبرته الذي حدث ؟"

"أجل اخبرته أنك أصبحت زوجتي .. أصبحنا مثل جديه نتشارك غرفة، أم أنك تعتقدين بأني أخبرته عن أشياء أخرى؟؟! "
ويغمز لها ..
يعود وجهها للاحمرار كحبتي طماطم وتضع يدها على رأسها:

"لقد ارعبتني ياعامر ارجوك ارحمني هذا ليس مزاح إنه موضوع حساس"

يرفع عامر حاجب واحد يكمل اغضابها:

"ما هو الموضوع الحساس هلا اخبرتني؟! "

ليحمر وجهها أكثر وتسحب وسادة من أمامها تضربه بها

"الموضوع الحساس هو هذا التغير عند حمزة"

يأخذ عامر الوسادة منها مع استمراره بالضحك:

"وموضوعنا الحساس هذا ألن نتكلم به الأن ؟؟.. "

تبتعد عنه قليلاً وقد احرجت بما فيه الكفاية، لقد أصبح مزاحه خاص معها هذا ما كان ينقصها !!

تلتفت لحمزة تطلب منه الذهاب وغسل وجهه وأسنانه ثم تعود لعامر تكتف يديها تحدثه مثل مديرة مدرسة:

"لا أحب المزاح بهذه المواضيع أمام حمزة"

يقف عامر أمامها ليظهر بملابسه الداخلية فقط
تشهق نورا ..مازالت تشعر بالحرج منه تلتفت لتغادر الغرفة لكنه يمسك يدها يديرها ولازالت عيناه تنضح بالشقاوة:

"أنا لم أقل شيء خاطئ أنت تفكيرك ذهب لمكان أخر ليس ذنبي"

تفتح عينيها مذهولة منه وبدأ الشرر بالتطاير منهما، لكنه عندها لمح بقايا دموع واحمرار ففهم أنها كانت تبكي منذ قليل؛ شعر بنخزة في صدره لكنه أكمل ما بدأ به ..سينسيها البكاء وحيدة وذرف الدموع على الماضي يوما ما ..

"ألا يوجد صباح الخير؟"

تجيبه بسرعة تريد الابتعاد عنه قبل عودة حمزة ورؤيتهم بهذا التقارب:

"صباح الخير"
يبتسم لها تلك الإبتسامة الساحرة التي تشتتها وتمتص غضبها، يدنو برأسه يطبع قبلة صباحية مشرقة وناعمة على فمها ثم يبتعد وكأنه لم يفعل شيء، يدخل إلى الحمام ويغلق الباب خلفه وهي لم ترمش بعينها جامدة مازالت إلى الأن تقنع نفسها أن هذا عامر زوجك .. أنسي عامر القديم لكن أفعاله ... كلامه ... نظراته ...
أقوى تأكيد لتلك الحقيقة عامر زوجها!..

يغلق الباب خلفه تتبدل ملامح وجهه تذهب الابتسامة ويعلوه الهم ينظر لنفسه بالمرأة يرفع شعره عن جبينه .. يأخذ نفس طويل يحبسه بصدره ثم يخرجه، يكلم نفسه:

ان رؤية الدموع بعينيها يذبحه لا يعلم هل هي منه أم على نفسها،
"لم تخطئ يا عامر لاتدع تلك الوساوس تسيطر عليك، أخوك رحمه الله كان زوجها هذا واقع لا تستطيع إلغائه ولا تجاهله بكبسة زر .. أنت وهي قررتم إستكمال حياتكم معاً رغم صعوبة الأمر لكنه ليس بالمستحيل "
يتجه إلى حوض الاستحمام يفتح الماء ويقف أسفله يحاول غسل ما علق بعقله وتفكيره من ذنب استمتاعه معها ..كل مرة يقربها يشعر ببعض الخيانة من نفسه كيف يغرق بها لقمة رأسه .. هل لومه لنفسه صحيح ؟ هل كان يتمنى أن لا ينسى ولا يقدر على الاقتراب منها ؟ أيهما أصعب عليه !!..
يدعي ربه بقلبه ويقول:
"اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين .. يارب طهر قلبي وعقلي كما طهرت جسدي .. اللهمّ اقذف حبّي في قلب زوجتي كما قذفت حبّ عائشة في قلب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم .. وثبت حبها بقلبي كما ثبت حب فاطمة في قلب علي كرم الله وجهه .. واجعلها سكناً لي واجعلني سكناً لها "
يتبع
...................................



noor elhuda likes this.

ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-06-20, 08:52 PM   #229

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

تراقبها والدتها كيف تقرأ رسالة وردتها على هاتفها جعلتها تبتسم وتحمر وجنتيها ثم تخرج من المطبخ بسرعة وهي تجيب على هاتفها،
تحمد لله بسرها على رؤيتها وقد بدأت تعود لها الحياة بعد زواجها من عامر .. كم يسعدها رؤيتهم معاً يظهر عليهم الراحة والتباسط بالتعامل في مابينهم وأجمل مابينهم هي الألفة التي تجمعهم، مع ملاحظتها لحرج نورا منهم في بادئ الأمر عندما تجلس قرب زوجها أو عند اهتمامها به أمامهم لكنها تقبلت الأمر مع الايام وتعاملت معه بكل اريحية بعد ذلك، نورا بها شيء مختلف .. غدت أكثر إشراقاً وحيوية وبدأت تعتاد حياتها الجديدة،
تعود نورا إلى والدتها ومازالت الابتسامة على شفتيها ولكنها شاردة تجلس وتكمل ما تفعله من مساعدة والدتها بتجهيز طعام الغذاء،

"نورا حبيبتي هل أنت سعيدة بحياتك كما أرى .. أم أنني أتخيل ذلك من شدة رغبتي به .. وكيف هو عامر معك؟"

تعود نورا لواقعها على كلام والدتها كيف تجيبها؛ هل تخبرها ما بقلبها؟! أم ما يدور بضميرها من تأنيب وتعذيب لنفسها وكأن ضميرها هذا يخشى السعادة والطمأنينة، وتعود على جلدها وجلد نفسه بسياط الخيانة والأنانية، تضع والدتها من يدها ما تفعل وقد شعرت بالقلق من ملامح نورا كيف تبدلت وظهر عليها الألم والحيرة،

"نورا تكلمي هل هناك مشكلة بينك وبين عامر؟"

تتنهد نورا وتقرر فتح قلبها لوالدتها لعلها تساعدها بما فشلت به إلى الأن :
"لا أمي لا يوجد مشكلة بيني وبين عامر ..
عامر لم يتغير بعد زواجنا مازال الشخص الذي يهتم بي وبحمزة بأدق تفاصيلنا؛ عامر شخص ناضج جداً ومتفهم أكثر مما توقعت ..معه أشعر وكأني زوجته هو فقط، لم يشعرني ولا للحظة بأني كنت زوجة لاخيه، يعرف كيف يسيطر على هواجسه وافكاره أكثر مني، مشكلتي بيني وبين نورا ...
أشعر وكأن بداخلي اثنتين .. نورا التي تحاول أن تبني حياة جديدة لها وتشعر بحقوق زوجها وولدها وأن سعادتهم معتمدة عليها، وأنا أرغب بسعادتهم وسعادتي أيضاً .. أنهم أسرتي الأن ولا أريد خذلانهم، ولكن .. نورا الأخرى تعيد علي كل يوم بأني خائنة وانانية ولا أستحق ذلك ...كيف نسيت حبي الأول ودفنته معه وأكملت حياتي وأطالب بالسعادة أيضا"

تبتسم لها والدتها بحنو وعاطفة أمومة وتحاول مساعدتها:

"لطالما كان قلبك رقيق ولا يحمل داخله سوى الخير والحب ،
تأنيب ضميرك يأتي من هنا .. قلبك الفطن لا يرغب أن يجرح أحد حتى لو كان ميتاً أو غير موجود، تحاولي إرضاء من حولك قبل نفسك، أنت وعامر بينكم ألفة .. أزواج كثر بعد سنين من الزواج لم يصلو لها .. لم يبقى سوى قلبك اطلقي سراحه ودعيه ينبض كما يشاء، انت تعانين من عقدة الذنب التي استحوذت عليكِ و الواقع أنها وهم بعقلك فقط، لأن الشيطان استغل هذه الفرصة بترددك ليضغط عليك بكل ما أوتي من قوة، وبدأ يستغل هذا التقارب والألفة التي تشعرين بهم واستكثر عليكم السعادة، ليفسد العلاقة بينك وبين زوجك"
تمسك يدها تشد عليها
"تحرري من هواجسك .. تمسكي بنورا الأولى التي أراها أمامي تبتسم على كلمات أرسلها زوجها لها ولا تعطي بالاً لغير ذلك؛ كلها وساوس ألقيت بقلبك .. لا تنسي حقوقه عليك ايضاً .. له حق بمشاعرك هو يجب أن يشعر بقلبك لا تكسري قلبه يا ابنتي إنه يستحق أن تحاولي ولا تيأسي"

تقف نورا وتقترب من والدتها تحتضنها بحب وراحة وكأنها حملت عنها همومها واحزانها .. ما أجمل وجودها في حياتها

"أمي لا حرمني الله منك .. لطالما أثقلت عليك بهمومي ومشاكلي وكأني لا أعلم أن قلبك يحمل ما يكفيه من أحزان"

تقبلها والدتها من رأسها وتشدد احتضانها :
"رؤيتك سعيدة يا ابنتي يكفي ليزيل أي حزن عن قلبي .. ماذا تريد الأم سوى السعادة لأولادها واطمئنان قلبها عليهم "
تبعدها والدتها وتمازحها قليلا :

"يبدو أن ذلك الشقي ليس بالهين .. لقد فرض سيطرته عليك بسرعة"

تضحك نورا بخجل تداريه عن والدتها وتفكر هل حقاً ليس بالأمر الخاطئ شعورها بالسعادة؟! بل الأكثر من ذلك قناعتها أنها لم تخطئ بهذا الزواج، معه عادت للحياة بدأت تشعر بأشياء أخرى غير الحزن والوحدة لقد عادت حواسها جميعها للعمل بعد أن اعطبتها الايام ...

~~~~~~~~~~~~~

تضع الصينية وترص عليها الفناجين وهي تسمع تذمر زوجها قربها من زيارة عصام وسامر لهم لأجل السلام على شهامة وأخذ الحقيبة منها، تمسك رأسها تهدئ من ألمه قليلاً، لا تريد لشهامة أو لضيوفها الشعور بشيء، او أن تسبب الإحراج لشقيقتها، تلتفت له وتتكلم من بين أسنانها :

"يكفي ما تقوله وتفعله .. عيب عليك .. ضيوف في منزلك لا تريد استقبالهم لمدة ساعة !! هذا بدل من أن تتمسك بهم ولا تدعهم يخرجون من غير طعام؛ أنهم قادمون من مدينة اخرى"

يكتف يديه ويجيبها بصوت عالي لكنها وضعت يدها على فمه لكي يخفض صوته :

"هذا الناقص أن ادعو اصدقاء شقيقتك للغذاء معنا، ثم عليهم أن يكونوا قد تعلموا من الغرب .. لا توجد كلمة ضيف او عادات و واجبات هنا "

تجيبه بنبرة ساخرة بعض الشيء :

"وهذا الشيء الوحيد الذي تعلمته من الغرب، ثم هذان ليسا اصدقاء غرباء أنهم مثل اولاد خالتي نحن نعرفهم منذ زمن وبيننا زيارات عائلية كثيرة ونثق بهم وبأخلاقهم"

ينزل يديه عند رؤيته لعنادها، وبنفسه يتوعد محاسبتها لهذا التصرف .. منذ متى ترفض له أمر ؟! لكن يبدو أن قدوم شهامة لهذه البلاد سيضره أكثر مما ينفعه ..

تراقب شهامة حماس سامر عند لقائه بها وكيف لم يتوقف عن اسئلته بأدق التفاصيل عن والدته وأخواته وحمزة،
وكأن كلامها ووجودها أمامه كرؤيته لهم وملامسة حياتهم عن قرب تلك السعادة التي تراها تشع من عينيه عند كل كلمة منها عنهم تتمنى احتضانه مثل أخ لها تخفف عنه شعور الشوق للحب ودفئ الأسرة، يدعه عصام قليلاً يخرج ما بقلبه من أسئلة لشهامة لا يريد ايقافه ولكن يبدو أن سامر لن ينتهي من الكلام ليومين ، وشهامة تجيبه ولا تختصر بكلامها بل تحاول اسعاده على قدر استطاعتها حتى قامت بالتقاط صورة لهم معا وارسلتها لوالدته كي تطمئن على وصول الأمانة،
هو ايضاً سعادته كبيرة لرؤية شهامة وكأن رائحة ياسمين بلاده تفوح منها .. هي جزء من حياته عندما كان صغيراً .. تذكره بالأيام الجميلة .. وجودها أمامه الأن جعل آماله تعلو، لا تعلم من الممكن ان ترى هنا .. ومن يسافر! لا يبقى حال على حاله .. لكن عليه أن ينهي هذه الجلسة رغم استمتاعه بها؛ فهو قد لاحظ عدم ارتياح مصعب زوج شقيقتها لوجودهم وهو لن يثقل عليهم أكثر ..

"نشكرك شهامة لتعبك بحمل الحقيبة وأسف لتأخرنا بالقدوم لقد علمت من والدتي بأنها وضعت داخلها كل ما تطاله يدها"

تبتسم له شهامة بود وتقف لتحضر الأمانة :

"على العكس لم تكن ثقيلة الوزن وقد طلبت منها أن ترسل ما تريد، لكنها اكتفت بهذه الأشياء سأذهب واحضرها .. عن إذنكم"

يلتفت عصام لسامر ما أن خرجت شهامة :

"ماذا حدث لك ؟!! لم تصمت من لحظة دخولنا لقد اتعبتها بأسئلتك"

يرفع سامر حاجبيه يجيبه بأسلوبه المرح :

"لتحمد الله إني لم احتضنها عند رؤيتها"

ينهره عصام :

"سامر هذا ليس بالأمر الذي اسمح لك بالمزاح به إنها شقيقتنا بإذن الله وأمانتنا بهذه البلاد"

يرفع سامر يديه يهدئ عصام :

"حسناً أهدأ لن اعيدها"

تدخل شهامة تجر الحقيبة مع دخول شقيقتها هيا تحمل القهوة وملامح وجهها مبتسمة لضيوفها لن تعكر هذه الجمعة الحلوة بكلام مصعب سوف تتفاهم معه بعد ذهابهم
تقترب من عصام وسامر تقدم لهم القهوة، يتشممها عصام مع ابتسامة لهذه الرائحة هي رائحة قهوة والدته وما كان بحاجة لتأكيد شهامة إنها احضرتها معها فرائحتها تكفي لمعرفة ذلك، رائحة البن المحروق الممزوج بخلطة سحرية صباحاً يعني لك بيتك الذي تركته في الوطن، الصباح المشمس، و مشهد لوالدتك و هي تنادي والدك صباحاً ليرتشف قهوته معها ..
لكن سامر أخرجه من حالته على كلمة

"الله لا يوجد قهوة تعادل هذا الفنجان سلمت يداك يا هيا"

يلاحظ عصام تبدل لون وجه مصعب فيقول لسامر :

" أنهي قهوتك .. علينا اللحاق بموعد القطار"

تحاول شهامة وهيا ابقائهم لوقت أطول لكن عصام وسامر اصرا على المغادرة؛ وعند وقوفهم للذهاب .. يقف مع شهامة ويخبرها بكل صدق :

"نحن هنا اخوتك .. أي شيء تحتاجيه لا تترددي بالإتصال بينا، صحيح نحن نعيش في مدينة أخرى لكن القطار يقرب المسافات "
تشعر شهامة بالأمان ويزيدها سعادة بكلامه :

"أشكركم على ذلك من المؤكد إني إذا احتجت شيء لن الجئ لأحد غيركم سوف أنهي موضوع الجامعة والتسجيل وهناك منزلين قد رأيتهم على موقع إلكتروني سوف أذهب لرؤيتهم واحدد أي واحد منهم يناسبني، وبعد استقراري سنتكلم ونجد بعض الوقت لتكملة حديثي مع سامر، أليس كذلك ياسامر؟"

يمد سامر يده يسلم عليها بحرارة وقد أعجبه حماسها للحديث معه،

"أجل هناك الكثير لنكمله ثم عليكِ سماعي وأنا أروي لك مغامراتي هنا"

تضحك شهامة وعصام على كلامه يسحبه عصام من يده مثل طفل صغير يجبره على ترك والدته،

"هيا لقد تأخرنا .. الأيام القادمة كثيرة وسوف نتحدث بكل شيء"

وما إن خرجوا للطريق يضرب سامر عصام على كتفه وهو يحضنه ويمازحه وقد زاد نشاطه وسعادته بعد هذه الزيارة:

"عندما أخبرت شهامة إننا مثل أخوتها هنا كنت أريد قتلك، هل فتاة بجمالها تحولها لشقيقة !! .. ألم تلاحظ ذلك الجمال الذي نشتاق له في هذه البلاد ..وكأنها الحور العين، شعرها .. عيناها .. كلها مختلفة"

يسرح قليلاً ثم يسأله :

"هل كانت بهذا الجمال أم أنا الذي كنت أيامها أعمى وغبي؟! ثم يا أستاذ يكفينا عندنا ثلاث شقيقات لسنا بحاجة للمزيد، إذا كنت وقتها لا ترى جيداً دعني أفتح لك عيناك الآن"
ينظر له عصام بحدة :

"ازح يدك عن كتفي قد يعتقدون بأننا والعياذ بالله !! ثم لسانك هذا سأقطعه لك هل هكذا تربينا أن ننظر بقلة أخلاق لبنات عائلاتنا ونقلل من احترامهم"

يبعد سامر يده عنه ويأخذ من يده الحقيبة :

"لم أطلب منك أن تصبح بلا أخلاق أو تقلل من احترامها لكن لا تدخل كلمة شقيقة برأسك هذا .. هل فهمت وافتح عينيك قبل أن تطير منك ثانية ! "

يغمز له ويسبقه ببضع خطوات بينما يقف عصام ينظر له .. لقد كبر هذا الشاب وبدأ بإلقاء النصائح وكأنه الاكبر سناً!

أغلقت شهامة باب الشقة وعادت لتساعد هيا بترتيب الصالة وحمل الفناجين، لتلاحظ تشنج مصعب وهو يتكلم مع هيا بحدة .. هي لا تريد التدخل بينهم رغم ما رأت من أسلوب معاملته لهيا وتقليله من رأيها وشخصيتها في المنزل؛ لكن عند سماع إسمها وقفت وقالت بكل هدوء :

"ماذا هناك هل تريد شيء يا مصعب؟"

يمسك نفسه قليلاً عن الكلام ولكن عليها أن تعلم أن بقائها بهذه البلاد تحت وصايته هو :

"هل مازلتِ مصرة على انتقالك للعيش بمفردك؟"

تمط شفتيها وكأنها تفكر ثم تجيبه بكل بساطة :

"أجل لقد كان هذا قراري مع أمي وعمي طارق ولسهولة بقائهم بمنزلي عند قدومهم، وأيضا لا أريد أن أثقل عليكم أكثر من ذلك يكفي تحملكم لي لهذا الشهر"

تجيبها هيا بتوتر تخفيه لا تريد مواجهة بين شهامة ومصعب، هي تعلم أن شهامة لن تتردد بأسكاته بطريقتها القوية ما سيزيده جنون :

"حبيبتي كيف تقولين ذلك أنت لم تثقلي علينا أنت شقيقتي واجبنا نحوك أن تبقي عندنا وليس بمفردك"

تتماسك شهامة من أجل هيا تقترب منها تمسد على ساعديها :

"أعلم ذلك .. ولكن هذا أفضل لي ولكم صدقيني ثم ان المنزلين لا يبعدان عن بعضهم الا دقيقتين أو ثلاثة، ليس بالبعيد ابداً، سنبقى معاً "

يتدخل مصعب بعد كلامهم يريد أن تعلم شهامة ماذا يعني :

"ولكن ليس فقط هذا السبب، أنت فتاة محسوبة علينا كيف سينظر اصدقائنا ومعارفنا العرب لي أن سمحت لك بالبقاء بمفردك سوف يتحدثون عنا وعن عادتنا كيف تبدلت بعد قدومنا لهذه البلاد"

ترفع شهامة حاجبيها تنظر له يظهر على وجهها عدم المبالاة بدل الغضب :

"لا يهمني كلام أحد من أصدقائك ومعارفك وإذا كان الأمر يزعجك قل لهم لا دخل لك بحياة أحد"

يرن هاتفها بنفس اللحظة تنظر للهاتف ترى أسم أكرم تسعد لذلك الإتصال لأنهاء الحديث، لطالما كان أكرم منقذها من ساعات غضبها وتحكمها بها، تفتح الاتصال وهي تنظر لمصعب نفس النظرة،

"اهلا أكرم من الجيد أنك اتصلت كنت أنوي مكالمتك لكن انتظرت ذهاب عصام وسامر"
يأتيها صوت أكرم هادئ ودافئ كما عودها :

"جيد كيف حالهم ؟"

"الحمدلله بخير .. لقد سعدوا جداً بلقائي والأشياء التي أرسلتها والدتهم .. ولكن المهم الآن لقد ارسلت لك صور لشقتين اعطني رأيك بهم اليوم لأن غداً يجب أن أختار وامضي العقد "

وعند تأكدها من سماع مصعب لهذه الجملة حملت الصينية بيدها وسارت متجهة للمطبخ وهي تتحدث مع أكرم عن مميزات كل واحدة من الشقق وتركت مصعب يغلي من الغيظ والغضب، لقد تجاهلته تماماً ولم تعطي لكلامه أي إهتمام .. هي تتحداه إذن !!.. يضرب بكفيه معاً ويخرج من المنزل مسرع لكي لا يتهور الآن ،
شاهدت هيا كل ذلك وحمدت الله على خروجه واتصال أكرم لقد كانت تتوقع حرب بينهم، يبدو من الأفضل أن تبتعد شهامة إنهم مثل الزيت والنار من غير الممكن تواجدهم معاً بمكان واحد .
يتبع
...................................


noor elhuda likes this.

ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-06-20, 08:54 PM   #230

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

عائد إلى غرفتهم بعد أن وضع حمزة بسريره واطمأن عليه نائم يحتضن دميته المفضلة الرجل الحديدي، إلى اليوم كل ما دخل معه إلى الغرفة تحدث عن سعادته بوجود غرفة نوم خاصة به وتحمل عل جدرانها رسومات شخصياته المفضلة وهذا السرير على شكل سيارة سباق أنساه النوم قرب والدته وزاده رغبة بنومه منفرداً بغرفته، ما أن وقف واتجه إلى الباب .. شاهد صورة شقيقه موضوعة على رف بالمكتبة الصغيرة اتجه إليها حملها ينظر لها وكأن شقيقه ينظر له ..هو ينظر لداخله يريد محادثته ..

" آه يا أخي لا أعلم هل بما أفعله وأشعر به أكون خائن لك؟! وهل التي تسيرني هي مشاعري اتجاهها ؟؟ أم رغبتي الأولى بحمايتهم والحفاظ عليهم من أجلك وابقائهم معنا كما كنت تتمنى؟! عيناك .. كل يوم تظهر لي .. تنتظر تأكيد مشاعري ؟!
ولكنك لا تشعر ولا تدرك كم اتعذب واحترق من أجلك، أنا إنسان مبتلى بقلبي .. ما أن يراها يزيد تسارعه لتسير دماء حارة في عروقي .. تثير الفوضى بداخلي، روحي تهفو إليها وكأني عدت مراهق ، أراها كما لم أرى امرأة من قبل، أقنع نفسي أن تلك المشاعر ليست سوى هرمونات الرجولة وأنني اخوض هذه التجربة بالتقارب للمرة الأولى وهذا السبب فقط، ثم تختفي تلك الفوضى وتأتي السياط التي أهرب منها لكنها تطالني وتخبرني إني تفوقت بالنذالة واستمتعت بما هو ليس سوى أمانة احملها ولا يحق لي بمشاعر خاصة بها ، أصبحت أرى كل شيء ضباباً ينقبض له صدري .. لم أعد بقادر على الرؤية الواضحة، أين أقف وإلى أين اتجه لم أعد بقادر على تحديد الإتجاه، هل أنا مخطئ أم مصيب! أنا أعيش مخير بين اتجاهين لا أعلم سوى بأن قلبي يرشدني لها، سامحني إذا جرحتك بكلامي ولكن ما في قلبي لا يقال ولايخرج لأحد .. الأحرف تعتصرني حتى النخاع، ساعدني للتخلص من الهموم التي أثقلت روحي التي تتعذب من أجلك .. بأني احيا مكانك واستبيح ما كان لك وسعادتك مثل اللصوص" .
...................................

ما أن إنتهت سلوى من إعطاء أحمد الدواء وأعادت كوب الماء لمكانه عادت وجلست على السرير قربه مبتسمة وهي تخبره :

"مازلت عندما أرى عامر ونورا بهذا الانسجام ووجودهم بقربنا أدعو لعامر كثيرا أن يسعد بحياته كما اسعدنا ويريح قلبه كما اراح قلوبنا"

يلتفت أحمد لها ويأمن على كلامها :

"عامر ونورا الانسجام بينهم موجود من قبل الزواج نحن الذين لم نرى الصورة على حقيقتها وبشكل كامل، عند أول فكرة لابتعاد نورا عن حياتنا كشفت الغشاوة عن عين عامر وبرغم إنكاره للأمر ولكن فكرة ابتعادها كانت كافية لزعزعة افكاره و الصورة الوهمية المرسومة أمامه"

تستند سلوى بظهرها إلى السرير وتساله :

"في بعض اللحظات عندما أنظر لهم معاً أشعر وكأن نورا خلقت لعامر، رؤيتهم معاً لااراها غريبة على عيني وهذا يصيبني بالضيق من نفسي كيف أنسى إبني وأقبل بأعطاء مكانه لأحد آخر حتى لو كان شقيقه .. هل انا مخطئة ؟!"

يمد أحمد يده ليمسك يدها، يشعر بها لا يريدون أن يختفي مكان ولدهم ولو حتى بذكرى .. مازالت قلوبهم تنقص دقاتها عند ذكره أو رؤية صورته .. مازال الجرح ينزف عند نطق حمزة لكلمة بابا ولكن إرادة الله فوق كل شيء ..

" عزيزتي أعلم ما بقلبكِ .. أنت تتمني سعادتهم ولكن لاتريدها على حساب ذكرى ولدنا ومحي صورته من بيننا .. ولكنها لن تمحى .. شعورك هذا لأن من أخذ مكانه هو عامر شقيقه الذي يحمل الكثير من صفات أخيه من أخلاق وشكل، من الطبيعي أن تجديه مناسب لنورا ولا تنفري من رؤيتهم معاً؛ ثم طوال هذه السنين كان عامر ملازم لها أمامنا لكننا اخترنا لهم صفة الأخوة وصدقناها والحقيقة مختلفة عامر كان رجلهم ...
نورا في حياة أولادنا مثل الشمس قدرها من إسمها أن تشرق بنورها على أرض أحدهم ثم تغيب لتشرق على أرض الآخر، هذا ما كتبه الله لها ولهم .. لنحمد الله إن الجميع راضي بما قدره الله لنا"

توافقه سلوى الكلام :

"أجل الحمد والشكر لله كنت أخشى أن نظلم أحد منهم بموافقتنا على هذا الزواج"

لم تكمل سلوى جملتها ليفتح الباب بكل هدوء ويظهر رأس حمزة كما اعتاد كل يوم يدخل ويغلقه بسرعة ويشير لهم بأصبعه الصغير على فمه

" هششش مازالا مستيقظين .. لا اريدهم ان يعيدوني للغرفة بمفردي"

تبتسم له سلوى وتفتح يديها له تحمله وتضعه في المنتصف بينها وبين أحمد

"لن نرفع صوتنا وإذا حدث وعلموا لن أسمح لهم بأخذك بعيد عن حضني .. لا تخف من أحد"

يضحك لهم أحمد كل يوم وحمزة بينهم يشعرهم أنه لم يكن بهذا القرب من قبل رغم وجوده معهم معظم الوقت ونومه بينهم أيضا لكن الآن الأمر مختلف، وكأنه كان يمسك حمزة بيد واحدة والآن امسكه بالاثنتين معاً، زاد شعوره بتمكنه من مساعدته عند أي عثرة يتعرض لها أصبح متمكن منه ومن نفسه لحمايته، عند هذه المرحلة من العمر وفقدان الولد والصحة يشعر أحمد وكأن حمزة عوضه هو، هذا الحفيد يتسلل إلى النفس قبل المكان، كموسيقى ناعمة تحمل من البراءة والطهر .. ما يجدد له الحياة، ويعطيها معنى جديد ... وهدف جديد لحياته .... يكمل من أجله ... وأن له دوره لم ينتهي وان هناك من هو بحاجة له في هذه الدنيا ... أن يحكي له قصة تجلب له السعادة والدهشة والعبرة، يطرح أسئلة تحتاج إلى صبر وحكمة وتفكير وتبسيط .. قبل الإجابة عنها .. كلام الأحفاد وهم صغار ليس صعباً لكن تدهشنا الأسئلة المفاجئة وغير المتوقعة لاختلاف الأجيال .. يبحث عن كلمات وإجابات منطقية لأسئلة البراءة ..
إنه عالم آخر يحياه مع حفيده بحلوه ومره وما أكثر مر هذا الزمان، يكبر الأحفاد في زمن جراحه تفيض في كل مكان، يخاف عليهم من الحروب والقهر، ومن الحر والبرد، ومن قسوة الزمان ، وانعدام الحب والطمأنينة ...
وعليه هو أن يقوم بدوره بتوجيهه و تهيئته لهذا الزمان .
...................................


تجلس على طرف السرير ترفع قدم على الأخرى وترتدي منامتها القطنية .. بنطال أسود يصل للركبة يعاكس بياض جسدها مثل بياض الياسمين وبلوزة قصيرة بحملات بيضاء عليها ورود باللون الأسود والأحمر، تدهن بعض الكريمات المرطبة على ذراعيها المكشوفين وقدميها، تسمع صوت انهمار الماء بالحمام قربها حيث عامر ولكن رائحة الصابون الذي يستخدمه بدأ يتسلل إلى أنفها ونفسها ويلعب بذكرياتها، مهما حاولت النسيان إلا أن الذكريات تبقى محفورة داخلها، تذهب بها لعالم جميل تتذكر فيه أجمل اللحظات، حتى وإن كانت مؤلمة يبقى لها رونق خاص بالقلب، لم تشعر سوى وعامر يقف أمامها يرتدي بنطاله القطني وعاري الجذع بيده منشفة يحاول تجفيف خصلات شعره الناعمة لكنها متدليه على جبينه ووجهه يراقبها وقد سرحت بأفكارها ولم تسمع منه أي كلمة يعيد عليها

"نورا ماذا بك ؟"

تقف أمامه مثل المغيبة وقد طغت الرائحة عليها وملامحه ترى بيها شقيقه، تحتضنه وتخفي وجهها بصدره بكل هدوء
تعيش بذكريات وأمل أن تعيشها لمرة واحدة فقط، لحظات فقط تستعيد بها رائحته تسرق من الزمن ثواني تعيشها وكأنه لم يمت .. يقف هنا يحتضنها، تفتش بين احضانه عن نغمات ذلك القلب وتأخذها الأحاسيس إلى أحلام تمنت أن تعود، فالذكريات هي التي تفرض نفسها وقتما تشاء .. وتباً لذكريات الروائح إنها اصعبها .. تسمع صوته يكلمها يزيد غرقها بعالمها الذي رسمته .. صوته مشابه لصوت أخيه جداً حتى لفظ بعض الكلمات وكأنه هو !! كيف لم تنتبه لذلك قبل الآن ؟
تشد يديها على وسط عامر تحتضنه بقوة أكبر ، ولكن سؤاله أعادها للواقع مرة ثانية ..

"مالذي فعلته لأستحق هذا العناق؟"

ترفع رأسها تنظر لعينيه تشعر بقلبها يتلوى ندما" على خيانة قصدتها عامدة متعمدة أن تسرق لحظات بين احضانه على أنه شقيقه، تخدعه وهي بين يديه الا يكفي خيانة واحد !! لكن مازالت لا سلطان لها على ذكرياتها ولا على قلبها مهما حاولت معه من اخضاع ..
نظراته لها مليئة بالحنان والجمال هي لم تعد تفهم نفسها وكأنها تعاني من انفصام الشخصية !! تبتسم له ابتسامة اذابت أعصابه وقلبه وكانت صادقة بكلامها :

"عامر أنت تستحق أكثر من ذلك الحضن أنت فعلت لي الكثير وأنا لم أقدم لك شيء .. أعتبر هذا الحضن هو هدية على ما تقدمه لنا، وسامحني أرجوك سامحني على كل شيء ..."

تقولها و شعور عارم بالندم يجتاحها على ما فعلت وكيف ضعفت للحظات وسمحت لنفسها أن تسيطر عليها هكذا وتصغر ذنبها بحق زوجها ..

يمسك عامر ذقنها بيده ويمسد خدها بأبهامه .. يغرق بعينيها ..

"أسامحك على ماذا ؟ أنا لم اطالبك بشيء ولم تفعليه، و شكري على محبتكم فوجودكم بحياتنا لا يكفيه هذا الحضن الطفولي .. هناك طرق أفضل للشكر يا مدام وأولها يبدأ بقبلة"

يلامس شفتيها بقبلة صغيرة .. تكمل ما بقلبها لعلها تريح ضميرها وتكفر عن ذنبها ..

"ابتسامتك هذه وكونك بخير يسعدني .. وكونك بقربي أي وقت احتاجك بجانبي يطمئنني .. استثنائي الوحيد أنت،
ألجأ إليك دائماً في فرحي وحزني .. لا أعرف السبب، ولكن أشعر أنك راحتي ..أنت رائع في نظري ...."

لم يعد بقادر على تمالك نفسه بعد هذا الكلام يأخذها إلى السرير ويكمل لها درسه عن الشكر

"وبعد القبلة البريئة يأتي الكثير والكثير"

يقبل عنقها قبلات ناعمة رقيقة تدغدغ مشاعرها ،
ترفع يدها تمسد شعره المبلول تغرز اصابعها به تشده قليلاً ليرفع رأسه لها تنظر له وكأنها تتوسله أن ينقذها من نفسها :

"علمني كل شيء .. علمني ما يريد عامر .. أزرع بداخلي نورا جديدة أريد أن أتعلم منك الكثير والكثير لا تبخل علي ولا تيأس من تعليمي"

يشعر بكلامها يحمل معاني كثيرة وكأنها تطلب منه أن يمحي الماضي بداخلها تطلب منه أن يجعلها نورا جديدة تريد أن تصبح ...

(له فقط)

...............................

أخلي سبيله بعد ثبات تشابه الأسماء واتضاح وجوده بالخطأ في هذا المكان طوال تلك السنين ....

يقف أمام تلك البوابة يسمع صوت إغلاقها خلفه؛
انتفض قلبه عندها رهبة ورعب من أن يكون هذا كله حلم وقد يستيقظ منه ....


نهاية الفصل العاشر❤
❤دمتم بخير

noor elhuda likes this.

ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رواية ظلال الياسمين

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:59 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.