28-06-20, 03:26 PM
| #381 | |||||||||||
| مصممة في قسم وحي الاعضاء 
|  ضياعٌ أنا لا يريد الهدى حروفي جموع السنونو تمدُّ على الصحو معطفها الأسودا أنا الحرف ...أعصابه ... نبضه تمزقهُ قبل أن يولدا نزار قباني قصيدة ورقة الى القارئ ديوان قالت لي السمراء | |||||||||||
|  |
|
29-06-20, 02:26 AM
| #382 | |||||||||||
| مصممة في قسم وحي الاعضاء
|  والآن انغلقت بوجهي الطرق إلا طريقك .. وانسدت علي الجهات إلا جهتك .. وخذلني من استأمنت .. وأسلمني من تعلقت به من خلقك .. وغدر بي وطعنني القريب .. فرجعت إليك يا مولاي صاغراً .. راغماً .. مستكيناً .. عالماً أنه ﻻ فرج إلا عندك .. ولا خلاص لي إلا بك .. اللهم إني أستغيث بك بعدما خذلني كل مغيث من البشر .. اللهم إنك تعلم ما حلّ بي قبل أن أشكوه إليك .. فلك الحمد ..." دعاء باسل مؤثر جدا | |||||||||||
|
| |
|
29-06-20, 09:03 PM
| #388 | ||||
| كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء 
| الفصل الثالث عشر يسمع سامر صوت مفاتيح عصام وهو يفتح باب الشقة ويدخل، فيخرج من غرفته مندفعاً ليخبره بما حدث وبما سمعه من والدته ولكنه يرى وجه عصام محتقناً ويحمل من الهمّ ما أوضح له أنه قد علم بما حدث؛ يشاهده بكل هدوء يخلع حذاءه ويرمي مفاتيحه ويتجه إلى الصالة .. عيناه بعيني سامر الذي يقف في المنتصف ويديه على وسطه وكأنه ينتظره لينفجر به وقد أدرك أن سامر قد علم أيضاً .. ولكن سامر يصر على التأكد من معرفة عصام .. هل علمت ما حدث؟ يهز عصام رأسه بنعم ويجيب: "نعم .. علمت .. أخبرتني نسرين منذ دقائق" ليعلو صوت سامر قليلاً ويبدأ كلامه منفعلاً وهو يحرك يديه أمام عصام : "تعلم .. !! تقولها بكل هدوء وكأنه أمر بسيط" "ليس أمراً بسيطاً ... ولكن ما الذي بيدي لأفعله ؟؟!" "أجل !! ما الذي بيدنا فعله ؟! سوى الرد على الهاتف والاستماع لهم .. ما الذي بيدنا فعله ؟! سوى إرسال بعض المال لهم .. هم بحاجة لنا وليس لمالنا" يقترب منه عصام يحاول تهدئته : "أعلم ما تشعر به .. أنا أيضاً أشعر به .. إنهم يحتاجوننا بجانبهم " • "لا .. أنت لا تشعر بي ولا بهم .. نحن رمينا مسؤوليتهم وهربنا مثل الجبناء " يحتد صوت عصام على سامر : "لم نهرب مثل الجبناء ولم نتخلّ عنهم .. هل بقاءنا هناك كان سيجلب لهم الراحة ؟؟ لا بل كان سيزيد عليهم أحزانهم وقلقهم ونحن إما مقيدين .. محبوسين .. أو مجبرين على أن نقاتل فنَقتل أو نُقتل ولا نعلم لماذا !! هذا إذا لم نعد لهم ونحن نحمل عاهات عليهم تحملها طول العمر .. نحن هربنا حفاظاً عليهم وليس حفاظاً على أنفسنا " يكلمه سامر بقهر واضح بصوته : "أخبرني لو كنا هناك أو كان أحدنا فقط .. هل كانت نورا ستضطر للزواج من عامر؟؟ أخبرني ألم نحشرها في الزاوية ولم يبق أمامها سوى الزواج ؟!!" ينظر عصام إلى الأرض وهو يقبض يده بقوة : "كلامك صحيح ولكنك نسيت أنه لا وجود لكلمة .. لو ...لا وجود سوى لكلمة قدر الله وما شاء فعل ... وعلينا الآن التفكير بالقادم وليس الندم على ما فات" "أنا سأعود إليهم و أقف إلى جانبهم لن أظل أتفرج عليهم وهم يقررون مصير أختي ولمن ستكون ..!! ومن يريدها ومن يأخذها وكأنها جارية " "أولاً إذا قررت العودة فلن تراهم .. ستُأخذ من المطار إلى مكان لا يعلمه أحد إلا الله .. ونورا ليست جارية ولا تستهزء بالدين " يشعر سامر بالاختناق ولا يوجد أمامه سوى عصام ليفرغ غضبه عليه : " لا استهزاء بالشرع في كلامي، ولكن هذا ما سوف يحدث وأنا سأجد طريقة للعودة .. لن أبقى هنا" يعلم عصام أن عاطفة سامر هي ما يسيره وغضبه نابع من قلة حيلته ... سيتحمله قليلاً مع أنه إلى الآن لا يستطيع تصديق ما سمع .. يريد الهدوء ويريد أن يتكلم مع والده ليفهم .. "اسمع سامر! أنا متعب جداً وأريد أن أتحدث مع والدنا لنفهم كل شيء .. أرجوك لا تزد علي الأمر" "لن أزيد عليك الأمر و لن أزعجك .. أنا خارج لأجد طريقة أعود بها إلى هناك وأنت اجلس وتكلم مع والدك وكأن الكلام سيفيد أحد منهم أو يفيدنا !!!" يشاهده عصام وهو يخرج مندفعاً خارج الشقة مغلقاً الباب خلفه بقوة ومصدراً صوتاً قوياً يدل على ما يحمله داخله من حزن تفجّر بصورة غضب لا يعلم كيف يوجهه .. يقرر عصام عمل قهوة وغسل وجهه ليكلم والده ويفهم منه بشكل أفضل ما سيحدث بعد الآن .. ........................................ يدخل مصعب إلى شقة شهامة وقد أحضر معه وجبة الغداء فهو يعلم بما يقومون به من تنظيف وترتيب؛ ما أن يدخل حتى يركض إليه طفلاه الصغيران مرحبان به يعطي الطعام لهيا ويحملهما يلاعبهما وترتسم على وجهه ضحكة لطالما حملها وجهه .. هكذا تذكره شهامة .. مالذي حدث وبدل حاله ليصبح متحكماً وعصبياً؟!! تساعد هيا بتحضير السفرة الصغيرة التي اشترتها مكونة من أربعة كراسي، سعيدة هي وهيا بهذا التغيير .. وقد قبل مصعب الصعود بعد إلحاح هيا عليه، تهمس لها شهامة كي لا يسمعها .. "أقسم بالله زوجك مجنون .. لليوم لا أفهم ماهي مشكلته؟! أراه مع أطفاله حنونا وكريما و حتى أنه يساعدك في المنزل !! مشكلته كلها معك أنت !! " تنظر لها هيا بتعجب كانت تعتقد أن شهامة تجده سيئا بجميع النواحي ولكنها الآن ذكرت بعضاً من محاسنه !! هذا جيد لن تتعب بإقناعها أن مصعب ليس برجل سيء لأنه رفض إكمالها لدراستها الجامعية !! بعد أن جلسوا على المائدة وجهت شهامة حديثها لمصعب : "شكراً لك على الغداء .. لقد أتعبناك" يجيبها وهو يطعم طفله .. "لا داعي للشكر إنه واجبي .. ألستم عائلتي؟! " تبتسم هيا لرؤيتهما وأخيراً متصالحان .. هادئان .. ولكن لم يدم ذلك سوى ثوانٍ .. لتعود شهامة لإطلاق سهامها .. "وبما أننا عائلة لمَ لم ترد الصعود للشقة .. أنت لم ترها حتى؟!" يرفع عينيه لها ثم يعود لطفله : "لا أجده مناسباً أن أزور منزلاً لا رجل فيه" تتدخل هيا مجيبة بسرعة : "لكني موجودة معها يا مصعب !! والناس حولنا لا يدققون بهذه الأمور" يكمل كلامه ولكن مع بعض الحدة .. "الأصول أصول .. لا تتبدل ولا يهمني من حولي لأفعل مثلهم". تبتسم شهامة وتكلم نفسها : "هل هي الآن لا تهتم لكلام الناس !!" ولكنها لن تسكت طبعاً : "لكن هذا ليس منزلي فقط إنه منزل هيا أيضاً" يرفع رأسه يراقب السخرية تظهر من عينيها، ينظر لهيا يلاحظ ابتسامتها وعينيها التي تلمع من السعادة يشعر بغضب أو خوف لا يعلم، لكنه ليس مرتاحاً .. يسأل هيا : "كيف يعني منزلك أيضا؟" تحدثه بعفوية وحماس كانت تظن أنه سيفرح لفرحها ويشعر بأمانها : "هذا منزل عائلتي يعني منزلي إنه أمر سهل ..." يضع الملعقة من يده بحدة ... "منزلك هو منزلنا فقط .. هذا منزل عائلة .. منزل شقيقتك .. أياً كان لكنه ليس بمنزلك !! فلا داعي لهذا الكلام مرة أخرى" ......................................... يسير سامر في الطرقات مثل طفل تائه يتآكله الغضب من الداخل .. يضيق به صدره .. يعلم أن عامر لا ذنب له ولا حتى باسل ولكن نورا شقيقته ما تعاني منه الآن لا يستطيع تصوره .. يتمنى أن يكون بقربها.. يسندها.. يخفف عنها.. يخبرها أنها لن تحتاج أحد غيره ولكنه لا يستطيع تقديم لها شيء سوى الكلام يمسك بهاتفه يقرر الاتصال بها ليطمئن عليها .. ليجد رقم شهامة أمامه لا يعلم لما اتصل بها ولم يتصل بنورا ..!! يقطع رنين هاتف شهامة التوتر بين مصعب وهيا تنظر إلى المتصل لتجده سامر .. تقرر لفت انتباه مصعب لها بدل صب غضبه على هيا، تجيب بمرح مفتعل ليخرج صوتها وأسلوبها وكأنها تشاكس شابا صغيرا : "لقد وعدتني أن تزورني عندما أنتهي من توضيب الشقة .. وها أنا قد انتهيت .. متى ستأتي؟" يستمع لها سامر ولا يجيب .. لا يعلم لمَ اتصل بها هل لأنها قريبة منهم وستعلم بالأمر .. أم أنه وجد بها شقيقة قريبة منه أكثر من البعيدين الذين لا ينفعهم الآن أي كلام !! على الطرف الآخر من الاتصال تشعر شهامة أن سامر ليس على ما يرام .. تنظر لهيا ومصعب الذي يكتم غضبه منها ومن تساهلها مع سامر وعصام ومحادثتهما الدائمة، تعتذر منهما وتغادر الصالة إلى غرفتها متجاهلة نظرات مصعب الرافضة لتصرفها ..لكنها خبيرة بالتجاهل .. تدخل غرفتها وتغلق الباب خلفها وتقول بصوت هادئ : "سامر ماذا هناك لقد أخفتني ؟" يأتيها صوت سامر متقطعا من الانفعال .. "نورا ... نورا تعاني بمفردها .. حتى والدي ووالدتي جميعهم بحاجة لنا وأنا قررت الرحيل لم أعد أريد البقاء هنا" ترتعش شهامة خوفاً مما قد يكون أصابهم هناك تضع يدها على صدرها .. "سامر مالذي حدث معهم ؟؟ طمئني أرجوك " "باسل ابن خالتي زوج نورا لم يمت ......" "كيف لم يمت !!!! " "لقد عاد .. لقد كان مسجوناً طوال تلك السنوات .. هذا الذي فهمته من والدتي" تشعر شهامة وكأن دلو ماء بارد سقط على رأسها ... هي تعرف باسل و لا تعلم هل تفرح لرجوعه أم تحزن ..ولكن نورا !!! تسأله بلهفة وسرعة : "ونورا كيف هي الآن ...؟! ماذا سيحدث لها ...!! وعامر يا إلهي عامر .. إنه شقيقه ... !! ما هذه المصيبة !!!... " "لهذا قررتُ العودة إنهم يمرون بمصيبة" تتمالك نفسها وتشعر أن سامر مازال تحت تأثير الصدمة .. "أين عصام ؟ وما رأيه بموضوع سفرك هذا ؟" "عصام في المنزل .. لقد تشاجرنا وخرجت" تأخذ نفسا عميقا وتعود لها روح السيطرة والقوة وتتكلم بأمر لا نقاش فيه : "اسمع يا سامر إما أن تأخذ أول قطار الآن وتأتي إلي لنجلس ونتحدث أو أن تعود للمنزل وتجلس قرب عصام وتنتظرني لآتي إليكما غداً " يهز سامر رأسه موافقاً ويقول : "أجل .. تعالي أنت .. لا أريد مقابلة زوج هيا يبدو أنه لا يرحب بنا" "دعك منه .. أنت ضيفي أنا .. ثم نحن سنلتقي في مكان عام" "أعلم أننا سنلتقي في مكان عام ولكن الآن تأخر الوقت .. سأنتظرك غداً عند محطة القطار .. لا تتأخري" "لن أتأخر ولكن عليك أن تساند عصام ولا تزد الأمر عليه إنه يعاني مثلك تماماً " يمسد سامر شعره ويشعر بأنه أفرغ غضبه كله بعصام وهو لا ذنب له .. "حسناً سأعود الآن إلى المنزل .. وأعلميني بموعد قدومك غداً " يتبع....... ............................................ | ||||
|
| |
|
29-06-20, 09:08 PM
| #389 | ||||
| كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء
| بعد دخول أحمد وسلوى لمنزل ريم ينظر أحمد لهيثم ويقول له : "عامر يقف في الخارج لو تذهب له قليلاً ... " يهز هيثم رأسه موافقاً .. على كل حال كان سيغادر المنزل ويدعهم كأسرة ليحلوا مشاكلهم .. يخرج إلى الشارع ليشاهد عامر يقف أمام السيارة يضع يديه على سطحها ويسند رأسه وكأنه لم يعد بقادر على الوقوف .. قبل أن يرى وجهه يشعر به وكأن الألم أصبح كهالة محيطة به تستطيع رؤيتها !! يقترب منه ويقف خلفه يشعر عامر باقتراب هيثم منه ولكنه لا يستطيع الالتفات .. لا يستطيع النظر في وجهه .. حتى هيثم !! فهو يخشى تلك النظرة وكأنه أصبح يراها في أعين الجميع .. هناك نظرة لوم .. هو السبب في ما يمرون به .. يتحدث مع هيثم ومازال يخفي وجهه .. "كيف حاله ؟" يفهم هيثم أنه يقصد باسل .. لن يخبره بانهياره يكفيه ما يعاني .. "ليس بأفضل منك حالاً .. لكنه نائم الآن" "أعلم أنك ستقول لو لم أفعل ذلك .. لو أني لم أصر على هذا الزواج" يضع هيثم يديه بجيبه يشعر بوجع صاحبه .. "لا ... لن أقول لك ذلك لأنك لم تخطئ ... أنت فعلت ما ظننته السبيل للحفاظ عليهم" يصمت قليلاً ويدع عامر يسمع كلامه جيداً .. " ما حدث ليس لأحد منكم يد فيه .. كل شيء مقدر ومكتوب لا تلم نفسك عليه .. لست المذنب هنا" يلتفت عامر نحوه بسرعة بعينين حمراوتين ووجه محتقن غاضب وشعر متهدل على وجهه يداريه .. يداري مشاعر ستفضحه .. "لكني أنا المذنب !! أنا من أصريت على زواجها وضغطت عليها أيضاً " يحافظ هيثم على هدوئه ويقول : "ومع كل إصرارك وضغطك عليها لو لم يكن الله قد كتبها لكما في السماء لما نفذتها أنت على الأرض .. الزواج مقدر لنا قبل ولادتنا فلا تلم نفسك" يشعر عامر بالغضب .. لا يعلم هل بسبب كلام هيثم .. أم أنه كان يتمنى أن يلومه .. أن يعذبه ويجعل منه الظالم .. "لا تقل لا تغضب .. لا تقل إنه ليس ذنبي .. أنا دمرت حياتهم جميعاً .. أنا الطرف المخطئ .. أنا خنت أخي .. هو يراني الآن خائنا .." يضع هيثم يده على كتف عامر يشد عليه .. "اهدأ .. يحق لك الغضب ولكن على الظَلَمة .. يحق لك التعاطف والحزن على أخيك .. ولكن لا تقل أنك خائن .. أنت حملت الأمانة ولم تكن تعلم أو عندك شك حتى بوجوده .." تتهدل أكتاف عامر ويخفض صوته باستنكار ... "أنت لم تر نظرته لي .. لم تسمع صوته .. لم تشاهدني وأنا أحاول لملمة الأشلاء من حولي .. صوت نحيب أبي لا يفارقني .. رجاء أمي بين يدي وهي تقول أعيدوا لي ابني .... نورا ...." لم يعد بقادر على الكلام يضرب بيده على صدره .. "كل هذا الألم هنا .. أنا سببه .. سيبقى هنا يعذبني ما حدث لن تخففه كلمات ولن تمحوه أيام.. وذنبهم جميعاً برقبتي أنا .." يعود ليدير ظهره لهيثم .. " أنا أستحق ذلك الألم .. لو أرادوا أن أرحل سأرحل لن أبقَ عائقاً أمامهم وأعذبهم برؤيتي ثانية .." يشعر هيثم بالخوف .. هل عامر فعلاً يفكر في الرحيل !! يقترب منه : "أنت لست جاداً فيما تقول ..؟؟! أليس كذلك ؟! " "بل جاد .. باسل لن يعود للمنزل وأنا مقيم فيه .. لذا سأرحل ليعود هو .. يكفيه ما يعانيه .. هو بحاجة لهم أكثر مني" يوافقه هيثم الرأي هما الاثنان لا جامع لهما ثانية .. ولكن من يبقى ومن يذهب وماهو المكتوب لهما في هذه الحياة ..!! لكن عامر صديقه و لم يتخيل أبداً بُعده عنه ... "إذا أراد باسل العودة مع والديك تعال أنت عندنا " يلتفت عامر برأسه لهيثم وهو يضع نظارته الشمسية ثم يجلس داخل سيارته مستعداً للمغادرة والهرب حتى من هيثم ...!! لم يعد قادراً على النقاش أو الحديث .. ويقول : "عندما يريد والدي العودة أخبرني .." يغادر عامر لينظر هيثم إلى السيارة وهي تغيب ينقبض قلبه لفكرة رحيل عامر فيرفع رأسه ينظر إلى بيته يؤلمه قلبه على من بداخله لا يعلم من يساند ومع من يقف ..!! ......................................... تدخل سلوى إلى الغرفة التي يرقد فيها باسل .. قد أخبرتها ريم أنه نائم ولم يستيقظ بعد .. لكن ما أن رأته حتى عاد قلبها يتلوى ألماً عليه لم تكن تريد البكاء بل على العكس كانت تريد التماسك من أجله ولكن رؤيته يفترش الأرض نائماً على جانبه مثل طفل صغير مشرد .. أوجعها .. آلمها ذلك .. صغيرها مهما كبر يبقى صغيرها .. لو كانت تقدر لركضت إليه تحمله لسريره من أجل راحته .. ولكن شيئاً لم يعد كما كان .. هي كبرت وانكسر ظهرها ولم تعد بقادرة سوى على حمل همومهم بداخلها .. اقتربت منه وجلست بجانبه تمسد على شعره بحنان أم اشتاقت .. وذُبحت .. وتعذبت لسنين .. تبكيه .. وترثيه .. ليهديها الله ويكرمها ويجبر كسر قلبها بردّه إليها .. مهما كان حزنها وألمها وشعورها بالمصيبة التي يمرون بها .. ولكن وجوده يكفي !! وكل شيء سيحل .. هي الآن كل ما يهمها أنه حي .. وبين يديها .. يشعر بملمس يد على جبينه يخيل له أنه يحلم كما اعتاد أن يحلم .. أن والدته تمسح على شعره وتهمس له .. " باسل استيقظ" يحسبه حلما ويكمل نومه .. ولكن الصوت وملمس يدها حقيقي .. يبدأ عقله بالصحو .. ينبهه ليستيقظ .. يفتح عينيه وينظر لسقف الغرفة .. يرمش ويقطب ما بين حاجبيه ما به لا يستيقظ !! ما هذا المنام ؟؟ يشعر بيد والدته على رأسه.. يلتفت لها بكل هدوء .. مبتسمة وباكية .. دموعها تتسابق على وجهها .. مازال لا يستوعب ما يحدث يسمع والدته : "هيا يكفي نوم .. تعال لتشرب معنا القهوة .. أنا و والدك أتينا لرؤيتك" يحدث نفسه وكأن تفكيره كله شل : "أين أنا ..؟! أتيتم لي أين..!!" ينظر حوله .. "أين أنتم ...؟!" هل هو في السجن .. هل يحلم .. تشعر سلوى بتخبطه وعدم استيعابه .. "باسل .. بني .. سأدعك لتستيقظ .. أو أكمل نومك إذا كنت نعساً لهذه الدرجة ...... " يشاهدها تقف وتغادر الغرفة وتغلق الباب خلفها يجلس بسرعة وكأنه يخشى أنه منام وسيصحو منه ولن يراها بعدها.. ثوانٍ فقط ويعود له وعيه .. يمسح وجهه بيديه .. لقد تذكر الآن أين هو .. يتلفت حوله .. إنه في منزل ريم .. يشعر أنه عطش فمه جاف جداً .. حتى عينيه تزيغ بعض الشيء .. يأخذ نفساً عميقاً ويتمالك نفسه .. يشعر أنه ثقيل .. غير قادر على النهوض .. غير قادر على الكلام .. إنه متعب جداً .. يسند نفسه على السرير ليجلس عليه .. يمسك السرير بيديه يعتصره بقوة يحاول أن يستمد أي قوة باقية عنده أمام والده لن يقدر أن يجرحه ولا يجرح والدته ليدع الكلام يذبحه ولايخرج فهو اعتاد الألم وابتلاع الآه والظلم .... ........................................ يدخل عليهم باسل بعد أن غسل وجهه ولكن آثار صدمته وما يشعر به لن تنمحِ ببعض الماء والصابون .. يتجه نحو أبعد كرسي ويجلس من غير أي كلمة ولا حتى سلام يضع يديه على ركبتيه .. يشبكهما وينظر نحو الأرض .. ترتبك سلوى وريم ماذا تقولان وقد رأت كل منهما نظرات أحمد المتعلقة به وكأنها تحتضنه وتسلم عليه حتى عيونه لمعت وكأن بها دمع عالق .. يتبادلون النظرات لا يعلمون ماذا يجب أن يقال أو أن يُفعل ...! تنهض ريم بسرعة تحمل له صينية صغيرة بها فنجان من القهوة وكأس ماء وتعود لمكانها .. ينظر باسل للقهوة والماء .. كم حلم بها وتخيل طعمها .. يمد يده يرتشف الماء مرة واحدة ويضع الكوب مكانه ثم يأخذ القهوة .. يغمض عينيه عند أول رشفة .. ولكن كل شيء تغير حتى طعم القهوة أصبح مختلفاً في فمه .. حتى اللذعة المرة التي كان يحلم بها سرقت منه فمرار روحه طغى على كل شيء حوله .. يطلب أحمد من سلوى و ريم بعينيه الخروج .. تتردد سلوى ولكن ريم تمسك بيدها تسحبها وما إن خرجتا حتى حول أحمد أنظاره نحو باسل وبكل هدوء وبصوته الرزين الذي افتقده يضرب به على أوتار الشوق .. "ألا تريد أن تسلم عليّ؟" يرفع باسل رأسه ينظر له لا يعلم هل يقوم ويسلم أم يبقى جامداً هكذا أسلم للجميع .. وهو فعلاً منهك غير قادر على القيام بخطوة .. يعود وينظر لقهوته ليكمل أحمد كلامه : "أعلم ما تشعر به وأعلم أنك لا تريد رؤيتنا ولكن ما حدث .." يرفع باسل عينيه بحدة "لا أريد أن أعرف شيء " "لكن يجب أن تعلم إننا بحثنا عنك في كل مكان ولم نتخلّ عنك إلا عند ذهابنا لمركز (......)حيث أخبرونا بعد بحثهم في الكشوفات أنك متوفٍ واستخرجوا لنا شهادة وفاة باسمك ... " يقبض باسل على يديه بقوة يشعر بالغضب من الجميع ومن كل شيء ليخرج سؤاله فيهز به أحمد : "هل دفنتموني يا أبي لتتأكدوا من موتي؟!! هل رأيتم جثتي؟؟" يطرق أحمد رأسه أرضاً ويجيب وكأن الكلام عن تلك اللحظات يعيده لذلك الألم رغم وجود ولده أمامه "لا .. لم ندفنك .. لقد قالوا أنهم يدفنون المساجين بمدافن جماعية ولا ينتظرون ذويهم لاستلامهم فلا توجد إمكانيات لحفظ الجثث" يعود باسل لتلك الأيام .. فعند وفاة أي شخص معهم في الزنزانة يأتي اثنان ليحملاه ولا يعلمون أين يذهبان بجثته .. إلى أن سمعوا أثناء التعذيب أنهم يرمونهم بأرض خالية خلف السجن لا يعلمون إن كانوا يدفنون أم يتركون لتأكلهم الكلاب .. يبقى صامتاً لا يعلم بماذا يجيب والده .. "لا أريد أن أبرر لك ما حدث .. ولكن ما أريدك أن تفهمه .. أنني السبب بكل ما حصل " ينظر له باسل وكأنه يقول كيف أنت السبب؟ يضرب أحمد بيده على ذراع كرسيه .. "أجل أنا السبب .. هذا الكرسي السبب .. عجزي وقلة حيلتي السبب .. لم أستطع أن أحمي أحد ولا حتى أمانتك .. كنت حملاً ثقيلاً عليهم لقد حملوني بدل أن أحملهم .. لقد رميت عليهم كل شيء .. فلا تلم أحداً غيري .. أنا العاجز والمقصر بحقك .. بعد غيابك و سفر عصام و سامر خوفاً عليهم من التجنيد لم يبقى سوى النساء والأطفال .. من تحمل مسؤولية العائلتين هو أبو عصام و .... " يتردد قليلاً ولكنه يكمل برعشة خرجت مع اسم .. " عامر " ينتفض جسد باسل عند ذكر اسم عامر ليضيع كل تأثره بحديث والده و يصبح بلا فائدة .. يشعر أحمد بانتفاضة باسل .. لن يكمل الآن ويشرح له فلا فائدة من الكلام .. " ولكن أهم من كل تلك المبررات التي لا تريحك ولا تبرد نارك التي أراها في عينيك تريد أن تطالني .. يبقى المهم عندي الشرع والدين وقد حاولت أن أرضي رب العالمين وأتجنب الشبهات وأغلق باب الشيطان قبل كل شيء هذا ما عليك استيعابه وفهمه .." رغم صمت باسل لكن وجهه يزداد احتقانا وغضبا وعيناه أصبحتا بلون الدم .. يأخذ نفساً عميقاً ويكمل .. " اليوم ذهب أبو عصام إلى القاضي الشرعي واستفتاه في الأمر ..وكان رد القاضي أنك إذا أردتها رُدّت إليك بعد انقضاء عدتها .. " هنا يقف باسل بحدة أدت لانقلاب الطاولة التي أمامه وصوت تحطم الأكواب كان مدوياً لتركض سلوى و ريم لداخل الصالة لتريا ما حدث .. فقد كانتا تقفان قرب الباب تستمعان وتتجرعان الألم مبتلعتان صوتيهما .. ليتكلم باسل وقد ضاق صدره وانتهى تحمله .. "لو أردتها .. رددتها ...!!! هل الأمر بهذه البساطة ...!! وكأن شيئاً لم يكن ....!!! تقولها وكأنك تعيد لي لعبتي من أخي ...!!!" ليعلو صوت أحمد قليلاً : "لا تهزأ بالدين .. أنا أخبرك رأي الشرع فقط .. ولك حرية القرار" يرفع يده ويشير لوالده : "أنتم أمتوني وقمتم بتزويجهما ... والآن تريدون مني أن أقرر !!!! ... ماذا أقرر؟؟ أريدها !!! أأسترجعها من بين أحضان شقيقي ... هل جننتم !!!... هل تريدون موتي حقاً هذه المرة ....!!! " يتكلم أحمد وهو يحاول تمالك نفسه .. يشعر بغضب باسل ويقدره ولكن عليه أن يستمع له : " أمسك لسانك لا تتجاوز على والدك مهما كان غضبك ...صن لسانك " يصدم باسل بوالده لم يتوقع هجومه هذا .. ولكنه لا يستطيع أن يصمت فقلبه مشتعل ودماؤه تغلي : "أنا لم أخطئ .. ولكن أنت أيضاً لا تهزأ بي .. أنا غير قادر على نطق أسمائهم لتأتي وتخبرني هي لي أن أردتها !!!.. لا .. لا أريدها ... ولا أريد أن أسمع أي شيء عنها .. " يمسح أحمد وجهه بيده ليهدأ قليلاً لا يريد أن يحتد الحديث بينهما .. هو يشعر بولده وبغضبه وما يحمل من ألم .. يشعر بذبح رجولته وكرامته .. يحاول إنهاء الحديث لليوم : "إذن أنت لا تريد ردها ؟! أريد تأكيدك الآن لأن الوضع يجب حله شرعياً أولاً ثم .... " لم يكمل أحمد جملته ليصدح صوت باسل يخترق قلوبهم وأرواحهم ... "شرعاً نورا ... طالق ....طالق ...طالق ... هذا هو الشرع عندي .. هي لم تعد تعني لي شيئاً ولا يهمني من تزوجت .. وأنتم أكملوا حياتكم وكأني لازلت ميتا .. لأني حقاً ميت ....طوال تلك السنين لم أشعر بالموت كما أشعر به اليوم !!! أنه ليس لي حياة ... لا حق و لا مكان لي في الحياة ...!!" يندفع بسرعة ليعود إلى عزلته ويترك خلفه قلوباً منفطرة عليه عاجزة عن إصلاح ما أفسده الفاسدون وإحياء ما أماتوه .. تقترب سلوى وفي نيتها التدخل رغم أنها حاولت إمساك نفسها والامتناع عن الكلام احتراماً لرغبة أحمد ولكن قلب الأم يبقى له كلام آخر : "لما سكت ..؟ لما تركته يظن أننا لم نبحث عنه ..؟ ولم نحزن عليه ..؟!! لما لم تخبره عن عامر وكيف كان يحمل همنا جميعاً فوق أكتافه .. ولم يتزوج نورا سوى مرضاة لنا وحماية لها" يحتد أحمد بكلامه على سلوى وقد فقد تماسكه : "هذا الكلام لن يغير شيء .. أنت تتكلمين وكأنه أمر بسيط !! أي كلام سيقال لن يبرر زواج زوجته ...!! و مِن مَن ...؟؟ من شقيقه أيضاً ...!!! هل يوجد كلام يخفف من تلك المصيبة " "هل هذا يعني أن ندع الإخوة تتفرق بعد أن أكرمنا الله بعودته ؟!" ينظر أحمد لسلوى بحسرة : "الأمر كبير يا سلوى سندع له بعض الوقت ليهدأ ثم نرى ماذا يخبئ الله لنا ولهم ولن نقول سوى الحمدلله الذي لا يحمد على مكروه سواه " يتبع...... .......................................... | ||||
|
| |
|
29-06-20, 09:11 PM
| #390 | ||||
| كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء
| تراقب ياسمين حمزة وهو يلون بعض الرسومات لشخصيات كرتونية تحاول إلهاءه عن ما يحدث بالخارج بعد أن أحضرته لهم خالتها سلوى وطلبت منهم الاهتمام به، تنظر لنسرين الجالسة أمامها تمسك كتابها وكأنها تذاكر وهي أبعد ما تكون عن ذلك .. "هل تعتقدين أنك تستطيعين التركيز والمذاكرة ؟!" ترمي نسرين الكتاب من يدها وتقف بحدة تلف حول نفسها و تتكلم بصوت عال : "لا أصدق ما حدث !!..." ينظر لها حمزة بسرعة لتقف ياسمين قربها وتهمس لها : "أخفضي صوتك إنك تخيفين حمزة ..يكفي ما مر به إلى الآن من صراخ نورا والجميع" تنظر له نسرين بتوتر وتحاول رسم ابتسامة صغيرة له "أرأيت يا حمزة لقد نسيت قلمي مع صديقتي !" يجيبها بكل براءة : "عندي مقلمة فيها أقلام كثيرة هل أحضرها لك ؟" تقترب منه ياسمين تمسح على شعره وتقبله .. "لا أنا عندي قلم وسأعطيها الآن .. وأنت أكمل رسمتك الجميلة " تعود ياسمين لتقف بقرب نسرين وتقول لها : "وأنا أيضاً لا أصدق إلى الآن صراخهم وبكاءهم وحالة الفوضى التي كانت هناك !! لم أستطع حتى الاقتراب من شقة خالتك" تجيبها نسرين وهي تقضم أظافرها : "وأنا مثلك كنت أتمنى رؤية باسل ولكنه ذهب فجأة هل تعتقدين أنه سوف يعود ؟!" تهز ياسمين رأسها .. "لا أعلم هل تعتقدين أنه سوف يتقبل ما حدث ..؟! " تقترب منها أكثر وتهمس .." أقصد عامر ونورا " لتجيبها نسرين بطريقتها الساخرة : "كنت أعتقد أنك طيبة القلب فقط .. والآن تأكدت أنك بلهاء أيضاً .." تكتف ياسمين يديها وتلتفت لحمزة تتأكد من عدم اهتمامه بحديثهما .. "أعتقد أن القادم لن يكون سهلاً على أحد .. خاصة نورا .." .......................................... تضع أم عصام الهاتف من يدها بعد أن أخبرت سامر بما حدث .. لو كان الأمر يدارى لما أخبرتهما وشغلت بالهما ..لكن هذه المشكلة كبيرة ولابد أنهما سوف يعلمان بها .. لا تريدهما أن يعلما من أحد غيرها فيلوماها ويتهماها بأنها تخفي الكثير عنهما ولو أقسمت لهما إنها لا تخفي عنهما شيئاً لن يصدقاها بعدها أبداً .. وأما أبو عصام فهو جالس بجانبها ينتظر عودة أحمد ليعلم قرار باسل .. ينظر لزوجته وهي تحدث نفسها : "من المؤكد سيفكران الآن بنا ويتضايقان لعدم وجودهما معنا .. ولكن كان يجب عليهما أن يعلما " "لا تقلقي عليهما ..إنهما مع بعض سوف يستطيعان تخطي الصدمة .. هل تحدثتِ مع نورا أو رأيتها ؟" "لقد حاولت الدخول إليها لكن الباب مقفل .. كنت أعتقد أنها نائمة إلى أن قالت لي من خلف الباب أنها لا تريد رؤية أحد" يقف أبو عصام ينوي مواجهة نورا التي تجنبها لحد الآن .. يخشى رؤية الوجع في عينيها يؤلمه قلبه ويضيق صدره عليها خاصة وهي تلومهم على ما حدث .. ولكنه يجب أن يطمئن عليها، يصل إلى باب غرفتها يحمد الله أنهم استبدلوها بغرفة جديدة بدل القديمة .. هي ليست بحاجة لذكريات تؤلمها أكثر يكفي ما مرت و تمر به الآن .. يدق الباب ويخرج صوته هادئا حنونا يحمل لوعة أب على مصاب ابنته : "نورا .. يا ابنتي إن كنت ترغبين أن أتوسل لك لتفتحي الباب .. سأتوسل .. ولكن لا تغلقي ما بيننا هكذا وكأننا نحن الظالمين" على الطرف الآخر تجلس نورا على السرير تغلبها غصة بكاء خانقة .. هي لا تريد توسلات والدها و لا تريد أيضاً جرحهم ولومهم أكثر من ذلك .. فما حدث جميعهم لهم يد به ولكنها تريد الحفاظ على الاحترام فيما بينهم .. تنهض و تجر قدميها غصباً إلى أن وصلت للباب وبيد مرتعشة فتحت القفل .. وعادت تقف أمام السرير معطية ظهرها لوالدها منكسة الرأس .. فهي لن تقوَ على النظر لوجه أحد منهم .. لا تريد رؤية خزيها .. ولا تريد منهم رؤية لومها لهم .. يدخل أبو عصام بكل هدوء يكسره رؤيتها محنية الظهر جسدها يهتز من بكائها الصامت .. يقترب منها أكثر يكلمها وشعوره بالقهر واضح بكل خلجاته وكلماته : " كنت أحارب وأسهر كل ليلة أفكر بكم .. كنت أجاهد كل يوم لكي لا أرى أحداً منكم محنيا أو مكسور الظهر .. حاولت دق مساند بظهري كي أسندكم ولكن يبدو أني فشلت وها أنا أراك محنية أمامي ولا أقدر على إسنادك ، ليتني مت ولم أعش هذا اليوم الذي رأيت فيه ولداي مغتربين و ابنتي لم تعد تعتبرني ملجأ لها بل تحملني سبب أوجاعها .. سامحيني يا ابنتي كنت أظن نفسي أحميك .." تلتفت له نورا وتهمس بصوت مبحوح ضائع بحاجة لقلب يفهم كلماتها قبل إذن تسمع صداها : "أبي أطال الله عمرك أنا ...أنا ...." يتقطع كلامها لا تستطيع أن تكمل .. ليفتح أبو عصام يديه لها يدعوها لحضنه .. ترتمي بين يديه وعلى صدره تخرج صرخاتها .. كانت تصرخ لا تبكي كانت آهاتها تهز جدران الغرفة .. "ابكي يا ابنتي وإن كان ظهري لم يسندك فدعي صدري يخفف عنك .. ضعي عتبك ولومك علي .. لا تحمّلي نفسك ذنباً لم تقترفيه" يسمعها تهمس : "لقد ارتكبت معصية كبيرة يا أبي كيف أسامح نفسي كيف يغفر لي الله وأنا أحمل وزره بمفردي" يبعدها عنه ليرى وجهها ويتماسك قليلاً : "أنت لم ترتكبي معصية .. أنت كنت متزوجة شرعاً .. لا وزر عليك لقد ذهبت للقاضي الشرعي واستفتيته بأمركم" تعود لتضع يديها على صدره تتوسله أن يصدقها القول : "أرجوك أبي أصدقني القول .. لا تحاول التخفيف عني .. هل حقاً ما تقول ؟! أنني لم أرتكب أي معصية ؟؟" يمسك يديها يؤكد عليها : "أجل حبيبتي أنا أخبرك الصدق .. أنت لم تخطئي .. فلا تحمّلي نفسك أي خطيئة " تسأله تريد إراحة تفكيرها فهي تكاد تجن : "أنا زوجة من يا أبي ؟!! من منهما زوجي !! أكاد أجن " تمسك رأسها بيدها .. سأفقد عقلي .. رأسي سينفجر .. يمسكها والدها ويجلسها على السرير ثم ينظر في عينيها : "ماكنت أريد أن أخبرك به الآن .. كنت أريدك أن تهدأي أولاً .. ولكنك تريدين أن تعرفي صحة وضعكم، الآن الأمر بيد باسل لو أرادك ردّك إليه وإذا رفض سوف تبقين زوجة لعامر" تنتفض نورا مثل من لسعته النار .. يتجمد الدم في عروقها وتشعر بقلبها سيقف رعباً .. كيف يردها باسل .. مستحيل .. مستحيل .. لن تستطيع النظر بوجهه .. لن تستطيع الوقوف أمامه .. ستموت !!! لم يشعر أبو عصام سوى بنورا وهي تجلس على الأرض أمامه تتمسك بيديه و جسدها يختض وصوتها يهتز وكله رجاء وخوف ... "أبي أتوسل إليك .. أقبّل قدميك لا أريد العودة لباسل .. لا أستطيع .. أرجوك أبي ادفني هنا ولا تدعه يراني .. سأموت أقسم بالله .. سأموت قهراً وخزياً إن نظر لي !! أبي أرجوك سأعتبر كل شيء وكأنه لم يحدث ولكن لا تعدني لباسل .. لن ألومكم على شيء ولكن خبئني أبي لا أريد ..... " يمسكها أبو عصام ويرفعها عن الأرض يحاول استيعاب صدمتها .. "لن يحدث سوى ما تريدين .. أعدك أني لن أفعل سوى ما تطلبين .. اهدأي يا ابنتي سأنفذ لك كل ما تطلبين .. لن يقترب أحد منك ولن يجبرك على شيء .. حتى لو أرادك وأنت ترفضين لا يحق له إعادتك لا تخافي" تهز رأسها وكأن كلام والدها وعد قاطع شعرت معه ببعض الأمان .. لن ترى باسل .. ولن تضع عينها بعينه ... يقف والدها ويحاول إخراجها لتتناول بعض الطعام .. "تعالي معي .. تناولي أي طعام وجهك شاحب جداً " ترد على والدها وكأنها مغيبة حتى دموعها توقفت : "أريد النوم فقط" يساعدها والدها كي تتمدد على السرير ويضع عليها الغطاء .. يمسد على شعرها يشعر أنها قد هدأت بعض الشيء .. يخرج من الغرفة ويغلق الباب خلفه يدعو الله أن يهديه طريق الصواب لحل هذه المشكلة . يتبع.... .......................................... | ||||
|
| |
 |
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| رواية ظلال الياسمين |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
249Likes
العرض العادي
