آخر 10 مشاركات
الوصية ـ ربيكا ونترز ـ 452 ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          روايه بين مد وجزر بقلم ... إيمان مارش (الكاتـب : الاسود المغرمه - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          هل حقا نحن متناقضون....؟ (الكاتـب : المســــافررر - )           »          متزوجات و لكن ...(مميزة و مكتمله) (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          الدمــــية للكاتبة الجميلة blue me *متميزة* كاملة** (الكاتـب : ميرا جابر - )           »          حسناء ضوء القمر (47) للكاتبة: سارة كرايفن ... كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree249Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-09-20, 08:43 PM   #921

رانيا صلاح
 
الصورة الرمزية رانيا صلاح

? العضوٌ??? » 395664
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 706
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رانيا صلاح is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميس ناصر مشاهدة المشاركة
حبيبتي رانيا وحشتيني
❤❤❤❤❤❤❤
حبيبتى ميس 😘😘♥
انا الفترة دى مشغولة وتواجدى ضعيف لكن ماقدرش افوت لك فصل باذن ♥♥


رانيا صلاح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-20, 08:45 PM   #922

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي


سيتم الأن نشر الفصل ويارب يكون تعويض عن الأسبوع الماضي❤


ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-20, 08:54 PM   #923

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الرابع والعشرون


بعد مرور شهر

تصنع هيا المعجنات وبكفها الملطخ بالدقيق تمسح جبينها ليتحول للون الأبيض بينما تجلس شهامة أمامها وهي تضع آمنة على حجرها تراقب طفلي هيا يلعبان على الأرض بألعابهما فتحاول مشاركتهما بيديها وقدميها، توقع لعبتها أرضاً ليحضرها لها أحدهما فتعجبها اللعبة لتعيد إسقاطها مرة أخرى، تبتسم لها شهامة وتميل عليها تقبل خدها بقوة قائلة :
" أنت فتاة شريرة محتالة،.. وأنا أحب الفتاة المحتالة"

ثم تعود بنظرها لهيا وهي تخبرها
" لقد قمنا بالبحث عن جميع شروط وطلبات الحكومة من أجل ترخيص العمل من المنزل ولكن عليكِ أخبار مصعب لأنهم سيأتون إلى المنزل لمعاينة المطبخ وإصدار تصريح العمل"

تكمل هيا العجن بقوة أكبر كأنها تخرج خلاله غيظها من زوجها
" مصيبتي مصعب.. هل تعتقدين أنه سوف يوافق..؟ أتوقع حدوث مشكلة كبيرة بيننا "

" هو هكذا على كل حال.. في كل موضوع يصرخ ويحاول إخافتي ثم يرضى بالأمر الواقع "

تتوقف هيا عن عملها وهي تتسأل بخفوت:

" هل أخبره بحقيقة وضع باسل أولاً..؟ أم أخبره بشأن العمل..؟! كلاهما سيوصلانه للجنون لأني أخفيت عنه الأمر ..... "

تعترف شهامة لأول مرة بخوفها من غضب مصعب فترد بقلق:

"وأنا أيضاً قلقة إذا ما كان باسل أخبره بشيء، أبداً لم أتوقع من مصعب أن يصادقه هكذا بل ويساعده في البحث عن منزل أيضاً وبالقرب منا "

تعود هيا إلى عجينتها البيضاء وهي تدمدم:

" علينا أخباره بسرعة قبل أن يعلم من باسل وعندها لن يغفر لنا أبداً "

............


كان مصعب يقف مع باسل في منتصف الشقة ينظران لبعضهما البعض بينما يهز باسل رأسه لمصعب موافقاً كلامه بأن الشقة جيدة..

" الشقة جيدة ونظيفة ولا أحتاج أكثر من ذلك.. غرفة نوم وصالة "

يوافق مصعب قائلاً:

" أجل إنها جيدة وموقعها مناسب.. قريب من منزلنا حتى أن شهامة تسكن في المبنى المقابل أيضاً "

يسألهم سمسار الxxxxات الذي عرض عليهم المكان:
" هل أعجبتكم؟"

يجيبه مصعب بلغة البلد فهذا الرجل لا يجيد الإنجليزية وباسل لازال لا يتقن اللغة بعد..
" أجل أعجبتنا.. متى ننهي الأمر؟ "

" تعالا إلى المكتب لنكتب العقد.. ننهيه ثم يقدمه هو إلى الجهة المسؤولة "

" حسناً هيا بنا.."

يخبر مصعب باسل بما دار بينهما من حديث،

" هذا جيد إذن أستطيع الانتقال بسرعة ولم يبقَ سوى شراء بعض الأثاث"

" الأثاث أمره سهل يمكننا شراءه من مواقع شبكة الإنترنت ويوجد أيضاً أسواق تبيع بأسعار مخفضة وتقدم أنت كل الفواتير إلى الدولة لمساعدتك في التكلفة "

يسيران خلف الرجل إلى أن خرجوا جميعاً من المبنى سلم عليهم الرجل وانطلق بسيارته بعد ان اتفقوا على زيارته غداً من أجل العقد..
يسير مصعب وهو يضع يديه بجيبه بالقرب من باسل الذي التفت له قائلاً:

" هلا أخبرت شهامة أن تحضر آمنة وحقيبتها كي لا أتأخر عن موعد الحافلة "

" لا.. ستأتي أنت معي وتتغدى معنا "

يهديه باسل ابتسامة شكر ويقول رافضاً بأدب:

" أشكرك مصعب، لقد ساعدتني بموضوع المنزل كثيراً، وأتشرف بدعوتك لي للغداء عندكم ولكن غداً صباحاً سوف أسافر لأولاد خالتي من أجل خطوبة عصام "

كاد مصعب أن يرد عليه محاولاً إقناعه لكن رنين هاتف باسل أوقفه ومن تلك الابتسامة على وجهه علم إنه اتصال مهم،

" أهلاً أمي كيف حالكِ؟ "

يشرق وجهه وضحكة صغيرة تزين شفتيه، يراها مصعب لأول مرة
" حسناً أخبري حمزة عندما أعود إلى السكن سأتصل به مرة أخرى وليفتح لي الكاميرا لأرى رسوماته..."

لحظات ويغلق باسل الهاتف قائلاً تحت أنظار مصعب المعلقة به:

" إنه طفلي حمزة لديه رسومات جديدة ويريد مني رؤيتها"

تضرب كلمة طفلي برأس مصعب ليسأل بسرعة،
" طفلك..! لماذا لم تحضره معك؟ "

ينظر باسل للهاتف بيده ويقول وهو يحيد بنظره بعيداً عن مصعب:
" لن أحرمه من والدته"

ليزيد تقطب جبين مصعب وتزيد معها حيرته:

" والدته!! ولكن ألم تقل أنها .... وآمنة ....؟! "

يرفع باسل نظره لمصعب وقد فهم أنه لا يعلم شيئاً عن وضعه وآمنة:

" ألم تخبرك هيا أو شهامة بشيء عني؟!!!"

يهز مصعب رأسه بلا .....

يفرك باسل جبينه بيده ولأول مرة يضطر للحديث مع أحد عن حياته وماضيه حاملاً بداخله امتناناً كبيراً لمصعب لإنه لم يتدخل ولم يسأل وأيضاً لهيا وشهامة اللتين لم تتحدثا بما يخصه دون علمه. لكن مصعب يجب أن يعلم الحقيقة .. من حقه كشخص يحاول مصادقته ومساعدته أن يعلم حقيقته وبذلك يرفع الحرج عن الأختين..

دقائق وكان مصعب يرن الجرس وعيناه تحملان ألماً وصدمة لما علمه من حقيقة وضع باسل وغضب من هاتين المصيبتين اللتين أخفيتا عنه الحقيقة .. لماذا أخفيتا هذا الأمر عنه؟! لماذا ...؟ يريد أن يعلم ...

تفتح هيا الباب لترى وقفة مصعب المتحفزة ونظراته التي تعرفها.. هناك ثورة قادمة.. بينما يقف باسل خلفه وظهره إليهم ينتظر وصول آمنة..
يأتيها صوت مصعب قائلاً بنبرة آمرة:

" باسل على عجلة من أمره.. هل الصغيرة جاهزة؟ "

تخرج شهامة من خلف هيا تحمل آمنة والحقيبة، تنظر لمصعب كيف يبادلها نظرات حادة.. لم ترتح لهذا الشعور الذي يراودها بأن هناك مشكلة قادمة ... تتجاوزه وتنظر لظهر باسل كيف يقف مشدود القامة وأطراف شعره تلامس كتفيه، سارحة بتفاصيله التي تعتبر نفسها حفظتها لكن آمنة أيقظتها من سرحانها بصوتها العالي الذي أطلقت همهماته بهجة لمجرد لمحها قامة باسل فهللت تنبهه لوجودها...
التفت نحوها وعيناه تفيضان عاطفة وشوق فمد ذراعيه إليها لتندفع نحوه بقوة متخلية عن شهامة بسرعة جعلت شهامة تحدجها قائلة بمزاح :
" يا لك من ناكرة كالقطط .. منذ قليل كنا نلعب معاً .. الآن نسيتني ..!"
يرفع باسل نظره عن آمنة ولكن بسمته لازالت تلمع على شفتيه وفي عينيه.. كل شيء فيه أصبح يؤثر بها.. تكتم أنفاسها محاولة كتم أفكارها معها، تعطيه الحقيبة وهي تقول بهدوء:
" بارك لعصام بالنيابة عني واعتذر له عن عدم قدومي "

يأخذ باسل منها الحقيبة ويقول بذات الهدوء:
" لماذا لا تريدين حضور الخطوبة..! سنذهب ونعود معاً وبذات اليوم لا أنوي البقاء أكثر"

يحمر وجهها كمراهقة صغيرة لفكرة السفر معاً ومعرفة رغبته بمرافقتها له ...
" لا أستطيع فأنا ملتزمة بدوام الجامعة ثم ليس من المناسب ذهابي بمفردي من دون هيا ومصعب.. لقد وعدته عند حفل الزفاف سنأتي جميعنا، ذلك أفضل "

يقترب منهم مصعب ويحاول مرة أخرى مع باسل
" لقد وصلت إلى باب المنزل لتدخل قليلاً إذن"

" أشكرك مرة أخرى ولكن عليّ الذهاب الآن "
ينظر لشهامة ويحاول إخبارها أنه رفع الحرج عنهم وأخبر مصعب بالحقيقة ..
" ثم أخبرتك والدتي وحمزة في انتظار اتصالي بهم "

تفتح شهامة عينيها بصدمة ثم بدأ القلق يتسرب لها من رد فعل مصعب، أخفضت رأسها وتمتمت بسلام سريع ثم وجهت حديثها لهيا
"وأنا عليّ الذهاب أيضاً .. عندي بعض الدروس لم أنجزها بعد"

لكن نبرة السخرية بصوت مصعب أوقفتها:
" أنت ستبقين قليلاً.. أريدك بموضوع خاص ..."
جملته جعلتها تسرع إلى الداخل مع هيا لا تعلمان أين تختبئان منه!!

دقيقة وكان صوت صفق الباب يدوي في أركان المنزل ويظهر وجه مصعب يعصره الغيظ والغضب وهو يقف بمنتصف الغرفة ويضع يديه على وسطه يراقب ارتجاف هيا ويلاحظ كيف تدفعها شهامة لتقف أمامها وتهمس بأذنها قائلة :
" إنه زوجك أنت.. تصرفي معه"

" من منكما ستتحدث.. ؟ لماذا أخفيتما الأمر عني ...؟!"

تحاول هيا السيطرة على نفسها فتقول مرتجفة:
" نحن لم نرغب بالحديث عن خصوصياته "

يهز قدمه ويمط شفتيه وكأنه يفكر ..
" خصوصياته ..... وهل في معرفتي بإنه كان مسجوناً وخرج انتهاك لخصوصياته...؟ "

تتقدم شهامة خطوة وتحاول مساعدة هيا
" لم نتوقع أن تقابله مرة ثانية أو أن تجتمعا مجدداً ويومها باسل هو الذي لم يخبرك بل أوضح أنه خسر زوجته في البحر"

يعلو صوته ويزداد حدة قليلاً ويتوجه لائماً هيا:
" وعند رؤيتكما لتقاربنا لماذا لم تخبراني؟! لماذا جعلتماني أبدو أمامه كالأبله وأنتما تخفيان الامر عني ..؟ "

تقترب منه هيا خطوتين وقد شعرت بخطأ ما فعلت بحقه وكيف عرضته للحرج، فتقول نادمة:

" آسفة جداً.. ولكن كل مرة كنت أحاول ان أخبرك أخاف من رد فعلك .. وانظر لنفسك الآن.. كنت محقة بخوفي "

" كان الأفضل أن أعلم منك أنت "
هنا تتدخل شهامة بحرج :

" أنا طلبت منها ألا تخبرك كي لا تخطئ بكلمة أمام أحد أصدقائك وتسبب مشكلة لباسل وآمنة ...أنت تعلم لم نعد نثق بأحد "

يميل عليها وكأنه يريد حرقها بأنفاسه ويصم أذنيها بصوته الغاضب :
" هل أنا أحد ..؟! ألست جديراً بثقتك ...؟! هل هذا رأيك عني؟ "

" لا لم أقصدك أنت بل قصدت أصدقاءك .. قد يحدث وتذكر الأمر أمامهم بحسن نية لا أكثر "

يعتدل بوقفته وينظر لهما يظهر عليهما الندم حقاً وإلا كانت شهامة احتدت أمامه وناطحته بمبادئها ...
فيقول وكأنه يمنحهما فرصة اعتراف أخيرة :

"الآن .. إذا كان عندكما أمر آخر تريدان الاعتراف به ... فهذه هي فرصتكما وإلا ......- رفع سبابته قائلاً بتهديد - لن أمرر الأمر بهذه السهولة "

تبتلع هيا كتلة تكورت بحنجرتها وتعود لتقف قرب شهامة
تتبادلان النظرات ، يرفع مصعب حاجبيه مصدوماً فلم يتوقع أنهما تخفيان أمراً آخراً عنه ...!
تمسك هيا يد شهامة من خلف ظهرها وتغلق عينيها كيلا ترى ملامح وجهه وتضعف وتقول بسرعة:

" لقد قررت العمل من المنزل وطلبت من الصحة أن تأتي وتعاين المطبخ لأحصل على الترخيص"

" ماذا........؟!! "

كلمة واحدة أصمت أذنيهما وجعلت هيا تفتح عين واحدة تستطلع ملامحه من خلالها ..

" كل ذلك فعلته وأنا لا أعلم ...!"

ترفع يدها تشير له نحو شهامة لتتحول نظراته التي يتطاير الشرر منها للأخرى، بينما تقرص شهامة هيا من خصرها مدمدمة بخوف:

" جبانة ..... "


.........................


كما اعتادوا كل فترة وأخرى يعود التضيق الاقتصادي على البلاد مما يعني صعوبة توفير الأدوية ذات المناشئ الرصينة مما يضطره لإعادة تنظيم الأدوية على الرفوف وكتابة أسماء الأدوية المفقودة والتفكير بكيفية تأمينها أو إيجاد البديل لها في ظل هذه الظروف الصعبة...
يسمع رنين هاتفه ليقطع عليه أفكاره ينظر إلى الرقم الغريب ويجيب عليه بجدية:
" السلام عليكم...."

يأتيه صوت أنفاس سريعة وهمهمات غريبة ثم صوت أنثوي ضعيف متردد:
" مرحبا.... دكتور عامر ...."

يركز عامر في الصوت يحاول تذكر صاحبته لكنها كانت الأسرع وهي تعرف عن نفسها :

" أنا لمى ... أنت أعطيتني رقمك وطلبت مني الاتصال إذا احتجت شيئاً "

يتذكرها مباشرة.. إنها الشابة الصغيرة التي تأتي كل شهر لأخذ دواء والدها ..
" أجل تذكرتك ... صحيح لقد طلبت منك ذلك وأنا سعيد لأنك اتصلتِ.. “

" والدي ... "
يأتيه صوتها محملاً برجفة بكاء جعلته يهتم بسؤالها أكثر..
" ما به والدك ؟ "

تفلت منها شهقات صغيرة وهي تقول:

" والدي مريض جداً ولا أستطيع أخذه إلى الطبيب ولا أعلم ماذا أفعل، فكرت بالاتصال بك لأنك تعرف أدويته فقد تستطيع أن تصف له دواءً إضافياً ربما يساعده ...."

يرفع عامر رأسه بيأس من الحال الذي وصل إليه الناس، يمسح وجهه بيده موضحاً لها:

" في وضع والدك الصحي لا أستطيع وصف أي دواء إضافي له قد يكون خطراً على صحته .. أعطني عنوان منزلكم لأحضر له الطبيب ..."

" لا ... لا أرجوك لا تزد حرجي منك أكثر ... لقد أثقلت عليك كثيراً .. كنت أعتقد إنه قد يفيده أي دواء إضافي"

لكن لهجة عامر الآمرة لها أنهت الحديث :

" ما زلت أنتظر عنوان المنزل ....."

بعد أكثر من ساعة كان عامر تائهاً بين الشوارع إلى أن استدل أخيراً على العنوان، يصعد درج عمارة قديمة وبصحبته طبيب صديق له طلب منه مرافقته، وصلا أمام باب الشقة فمد يده ليقرع الجرس ولكن لا صوت فقام بالطرق على الباب بيده.. دقائق وتفتح الباب سيدة متوسطة العمر ترتدي حجاب الصلاة تفتح لهما الباب على آخره
مرحبة بهما والحرج يكسو وجهها..
يطرق عامر والطبيب رأسيهما أرضاً وهي تفسح لهما المجال للدخول، رغم أن عامر لم يرفع رأسه لكنه شعر ببساطة المكان وصغر حجمه.. سارت أمامهما تدخلهما لغرفة صغيرة
تحتوي على خزانة وفراش موضوع على الأرض يرقد عليه رجل ضئيل الجسم يكاد لا يرى من شدة نحوله!
يسير الطبيب نحوه ويجلس على الأرض قرب الرجل ليبدأ فحصه ويسأل بعض الأسئلة فترتبك المرأة لا تعرف ما تجيبه فتقول بحرج:

" دقيقة واحدة أستدعي ابنتي .. هي من رافقته إلى المشفى"
ما إن خرجت اقترب عامر منه ومد يده قرب الرجل ليرى كيس الدواء يحمل اسم الصيدلية :

"لقد أخبرتك عن أدويته ولا أجد أي دواء مختلف، فيتامينات، مسكنات و دواء للضغط "

يعود الطبيب إلى الرجل ويبدأ بقياس الضغط إلى أن دخلت الفتاة مطرقة برأسها تنظر لهما بطرف عينها حرجاً، سألها الطبيب بعض الأسئلة عن طبيبه وما هي الحالة التي شخصها وبعد إجابتها له قام والدها برفع يده وطلب منها الخروج من الغرفة استمعت لوالدها وخرجت مسرعة متوقعة أن والدها لا يرغب بتواجدها مع رجال أغراب، لكن الرجل التفت لعامر الواقف قريباً من الباب وطلب منه غلقه ...
أغلق عامر الباب تحت نظرات صديقه المتسائلة لكن الرجل مد يده للطبيب الذي أمسكها وبدأ يجاهد لإخراج الكلمات :

" ابنتي .... جميعهم ..... لا يعلمون بحقيقة مرضي ... عندما ذهبت للطبيب وبعد فحوصات كثيرة أخبرني أني أعاني من مرض السرطان وأن وضعي ليس جيداً بل أني تعديت المراحل الأولى وأنه قد انتشر في جسدي ... فطلبت منه عدم أخبار أحد بذلك"

يضع الطبيب يده على يد الرجل الضعيفة ذات العروق البارزة ويقول برفق :
" لماذا فعلت ذلك .. كان من الممكن ..."

يرفع الرجل يده يقطع كلام الطبيب :

" لم يكن بالإمكان أن أتعالج .... لقد استنفذنا كل قرش نملكه لمعرفة المرض لم يبق ما يكفي للعلاج ... لم أرغب أن تحمل عائلتي حملاً آخر ... طلبت من الطبيب كتابة بعض الأدوية التي تعينني لأواصل الحياة بأفضل حال لحين وفاتي، وقد أخبرتني ابنتي أن الدواء سعره رخيص ولا مشكلة بتأمينه كل شهر ... "
يمسح عامر وجهه بيديه يداري تأثره لا يريد أن يزيد على الرجل ألمه يبدو أن ابنته لم تخبره عن مصدر الدواء لتحافظ على كرامته أمامهم،

" والآن أرجوك لا تزد عليهم .. أنا أشعر أني في آخر أيامي .. لا فائدة الآن سوى الاستغفار والدعاء لله علّه يرحمني ويريحهم من حملي ... لقد أثقلت عليهم كثيراً "

ينظر عامر والطبيب لبعضهما البعض ويهز الطبيب رأسه ألماً، أنه كما يبدو واضحاً من وضع الرجل لم يعد هناك أي أمل ..

يخرج الطبيب من حقيبته بعض الأدوية ويخاطب الرجل بتعاطف:
"حسناً يا عم سأفعل ما تريد.. لن أخبر أحداً ولكن دعني على الأقل أعلق لك محلولاً وأضع فيه بعض المسكنات "

يهز الرجل رأسه موافقاً ويعود لإغلاق عينيه ويسلم نفسه له، يخرج عامر والطبيب من الغرفة متجهين إلى الباب ولكن المرأة ولمى لحقا بهما ... بدأت المرأة بشكرهما ولكن لمى كانت تريد أن تفهم حالة والدها ..
" ما به والدي؟ أليس بحاجة للذهاب إلى المشفى؟! "

ينظر لها عامر بحسرة وقهر ماذا يخبرها ...؟ هل يخبرها أن والدها يحتضر وأنه اختار الموت بهدوء على تغريمهم المال وتوفيره لهم...
" والدك متعب قليلاً سأذهب إلى الصيدلية وأحضر له بعض الأدوية لنضيفها إلى المحلول .. سأعود قبل انتهائه"

يسألها الطبيب :

" أليس لكم أقارب أو أي أحد يساعدكم اذا ما احتجتم شيء ..؟"

تجيبه الأم :
" لدينا بعض الأقارب ولكنهم يقيمون في الريف وأنت تعلم كيف وضعت الحواجز بيننا ، ومن بقي هنا بحاجة لمن يساعدهم أكثر منا "

ينظر عامر خلف لمى و والدتها ليجد صبياً صغيراً لا يتجاوز العشرة أعوام يقف بقرب الباب ينصت لهم .. تألم قلبه على حالهم لدرجة دفعته للخروج مسرعاً يريد أن يهرب من نظرات ذلك الطفل وكأنه يتوسل إنقاذ والده ...

................


بعد أن أوصل صديقه الطبيب إلى أقرب مكان لعمله عاد باتجاه الصيدلية وهو يفكر في حديثهم و توقعاتهم بوفاة الرجل قريباً كما يبدو جلياً من حالته،
لقد سمع الكثير من القصص المشابهة ورأى حالات مؤلمة فلم يعد شيء كما كان سابقاً .. شبح الظلم والحاجة التصق بالجميع ... لم يسلم منه أحد ، يرفع هاتفه ويتصل بوالدته قائلاً بصوت محبط:

" مرحبا أمي .. هل أنت متفرغة الآن؟"

" أجل بني .. أنا مع حمزة و والدك .. ما بك ..؟ صوتك لا يعجبني ؟!"

" هل تذكرين الفتاة التي حدثتك عنها .. تلك التي تأخذ الدواء لوالدها من عندي !"

تركز سلوى قليلاً تحاول التذكر..
" أجل تذكرتها .. لقد حدثتني عنها مرة "

"جيد، اليوم علمت أن والدها متعب جداً وذهبت لهم مع الطبيب، والآن عليّ العودة إليهم ببعض الأدوية "

" شفاه الله وعافاه .. خير ما فعلت بني "

يصل عامر أمام الصيدلية يطفئ محرك السيارة ويقول قبل نزوله :
" لقد رأيت حالتهم .. إنها سيئة جداً وليس لديهم معين، وقد أسبب لهم الحرج بعودتي لوحدي .. هن نساء بمفردهن مع طفل صغير..، كنت أفكر أن تأتي معي.. وأريد أن نأخذ معنا بعض الأشياء التي قد تساعدهم "

"بالطبع أجهز بعض المستلزمات من عندنا لو احتجت أكثر نشتريها في طريقنا "

" هذا جيد نصف ساعة وأكون عندك .. إلى اللقاء "

تغلق سلوى الهاتف تتجه إلى المطبخ لترى ما عندها من خزين، تأخذ منه وهي تحوقل وتدعو الله أن يشفي المرضى ويرفع البلاء ..
كانت نورا تنهي غسل آخر طبق، التفتت لخالتها تسألها بفضول :
" ما بك خالتي ..؟ عن ماذا تبحثين؟ "

" أريد بعض الأرز والبقوليات .. تعالي وساعديني لنضع كل شيء بكيس"

تحضر لها نورا بعض الأكياس وتحاول مساعدتها بإخراج العلب والأوعية الحافظة:
" ها هي خالتي ولكن لماذا أنت بحاجة لها؟"

تبدأ سلوى بملء الأكياس وتحكي لنورا عن اتصال عامر
وما أخبرها به.
كيف عادت لذهنها صورة تلك الفتاة البسيطة التي رأتها في الصيدلية ... هل هي نفسها أم أنها أخرى غيرها؟!!!

لكنها تبعد هذه الأفكار عن رأسها متمتمة :
" حسبي الله ونعم الوكيل ما الذي حدث في هذه الدنيا .. ليشفيه الله ويعافيه ويحفظه لأسرته"

بعد مساعدة خالتها ووضع كل ما جمعتاه من المنزل في أكياس وضعتهم نورا أمام الباب
بدا عليها التردد بقرارها وغلبتها طبيعة النساء الفضولية، لاحظت سلوى الارتباك على نورا وأحست أنها ترغب بالحديث، فبادرتها قائلة :

" ما بك نورا هل تريدين قول شيء ؟"

تبتسم بلطافة تخفي ارتباكها مما تحاول قوله :

" هل أستطيع أن آتي معكما ... من الممكن أن أتعرف على الفتاة وأساعدها في الأيام القادمة "

" طبعاً حبيبتي اذهبي وارتدي ملابسك .. عامر سيصل بعد قليل"


يحمل عامر الأكياس من قرب الباب وينتظر والدته التي توصي حمزة بالجلوس مع جده أحمد لحين عودتهم،

" هل هناك شيء ناقص تريدين شراءه قبل ذهابنا؟ "

تنظر سلوى إلى الأكياس تتأكد منها
" لا الحمد لله وضعت ما يفيد كل بيت، يمكنك أن تحضر بعض الفاكهة كإضافة جميلة "

ما إن خرج حتى وجد نورا تخرج من المنزل مرتدية ملابس الخروج، فنظر اليها وسألها باستغراب :
" إلى أين أنت ذاهبة؟! "

لكن خالتها كانت الأسرع في الرد وهي تغلق الباب خلفها:

" نورا قادمة معنا .. من الأفضل لو صادقت الفتاة لتصبح مساعدتها أسهل لك، من الممكن أن تحرج منك ولكن من امرأة مثلها ستكون مرتاحة في التعامل أكثر .. وقد تتخذها صديقة لها "

يرى ابتسامة على وجه نورا تؤكد له الأمر ..

" هذا جيد .. هيا بنا يجب أن نصل قبل أن ينتهي المحلول"
ينزل السلم أمامهما وخلفه نورا بينما خالتها تغلق معطفها وتلحق بهما.

هل تسأله أم تنتظر حتى تصل وترى بنفسها ولكن لمَ هي مهتمة لهذه الدرجة لطالما علمت أن عامر أو هيثم قد يقدمان أدوية مجانية يساعدان بها الكثير من المحتاجين ولكنها تشعر أن هذه المرة مختلفة.. تهمس خلفه بسؤال تحاول إخراجه بطريقة عفوية

" هل هذه هي نفس الفتاة التي كانت عندك عندما زرناك أنا وريم؟"

يرفع عامر حاجبه لسؤالها من دون أن يلتفت لها .. كيف تذكرت تلك الفتاة ؟! حتى هو نسي أنها كانت موجودة يومها !! تلمع عيناه بشقاوة فارقته وابتسامة جانبية ماكرة:

" عندما نصل إلى هناك وتتعرفين عليها أخبريني وقتها إن كانت هي نفسها أم أنها أخرى غيرها لأن الفتيات تأتين عندنا كل يوم و صعب عليّ التذكر"

تعض خدها من الداخل غيظاً كيف أوقعت نفسها معه بلسانها
يتبع.....

noor elhuda likes this.

ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-20, 09:00 PM   #924

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

تصعد هي وخالتها السلالم الصغيرة بعضها مكسور تمسك يد خالتها تخشى أن تقع
"خالتي انتبهي لمكان قدمك "

ينتظر عامر أمام الباب إلى أن وصلنا لقربه، طرق الباب بيده وهذه المرة كان الطفل الصغير هو من فتحه ينظر لهم يلاحظ نورا وسلوى تبتسمان له بينما عامر يقف جانباً
تحدثه سلوى :
" هلا أخبرت والدتك بقدومنا"

يختفي من أمام الباب وخلال ثوانٍ تأتي والدته
وتفتح الباب على آخره تنظر لهما ولعامر
" أهلا بكم تفضلوا "
تدخل سلوى ونورا خلفها ثم يدخل عامر ويعرفها :

" أمي وزوجتي أرادا القدوم معي والتعرف عليكم"

ترحب بهم المرأة بوجه بشوش
" أهلاً وسهلاً بكم وأخيراً تعرفت على والدة هذا الشاب الرائع،
بارك الله لك به وحفظه من كل شر"

تنظر له سلوى بفخر وتقرأ له بقلبها بعض الأدعية تحميه من العين، تقدم للمرأة الأكياس قائلة:
" هذه بعض الأشياء البسيطة أحببت أن أهديكم إياها"

تحرج المرأة وتأخذ منها الأكياس
" صدقيني يكفي ما يقدمه الدكتور لنا لا داعي لكل ذلك "

يطرق عامر برأسه أرضاً ويسألها :
" هل أستطيع أن أدخل لغرفة الوالد يجب أن أعطيه بعض الأدوية"

" أجل تفضل لا أحد في الداخل "
يدخل عامر إلى الغرفة حيث حفظ مكانها ويتجه إلى المحلول قبل انتهائه يضيف له بعض الأدوية

في الخارج تنادي أم لمى على ابنتها
" لمى يا ابنتي تعالي بسرعة"

تأتي الفتاة مرتدية ملابس بسيطة جداً وتضع حجاباً كبيراً أبيض يلف وجهها الصغير، تراقبها نورا هي ذات الفتاة ولكن الآن تظهر هزيلة ذابلة عيناها محمرة من البكاء تشعر بقلبها ينقبض حزناً عليها.
تسلم عليهما بهمس لا يكاد يسمع لتقول لها والدتها :

" خذي هذه الأكياس إلى المطبخ واصنعي لنا القهوة"

تحمل الأكياس وتتجه للرواق الصغير أمامهم لتختفي في المطبخ كما توقعت نورا، بينما تسير بهما والدتها إلى غرفة صغيرة فيها مراتب صغيرة على الأرض لا تحتوي أي شيء من الأثاث ولا حتى تلفاز !
تجلس سلوى على الأرض قربها نورا وهي تلتفت حولها ترى مدى فقرهم وسوء حالهم ليزداد كرهها لنفسها .. كيف شعرت للحظات أنها قد تغار من تلك المسكينة ؟!!
فتحمد الله بداخلها على نعمه عليهم وتدعو لهم بتحسن الأحوال

تدخل عليهم الفتاة بالقهوة تقدمها لهم وتجلس قرب والدتها
تنظر لها سلوى بوجه مبتسم لا تريهم أي شفقة من التي تدور بداخلها
" أنت لمى .. كنت أتمنى رؤيتك فأنت أيضاً رائعة كابني تشرّفين والديكِ وأنت تحاولين مساعدتهما على قدر استطاعتك"

تبتسم لها لمى بسعادة هل تراها كذلك ..! كانت تشعر بنفسها متسولة..
تنظر لها والدتها وتمسك بيدها قائلة بفخر :
" لمى هي ابنتي وصديقتي تساعدني وتهتم بوالدها كثيراً "

" هل تعملين يا لمى؟؟ "
تسألها سلوى تحاول أن تعلم مصدر رزقهم..

لكن الوالدة تجيب عن ابنتها؛
" إنها تعمل في المنزل تقوم بالتطريز والحياكة او تنظيف الخضار وإعداده ... وأي عمل تستطيع إنجازه من المنزل تقوم به ... فلم يعد هناك أمان بالخارج وأنا أخاف عليها "

توافقها سلوى الرأي وتكبر تلك الأم بعينها وهي تحاول على قدر إمكانها الحفاظ على ابنتها..
" معك حق ما فعلته هو الأفضل في ظل هذه الأيام ... تبقى أمامك وتقومان بالعمل معاً أفضل "

تحاول نورا مشاركتها الحديث فتقول بود :

" هل أستطيع أخذ رقم هاتفك؟ أعرف الكثير من السيدات اللواتي ترغبن بمن يساعدهن بأمور الخضار المجهزة مسبقاً وتطريز الملابس"

تبتسم لها لمى وكأنها وجدت مخلصاً لهم متمثلاً في هذه العائلة وأن الدنيا ستفتح لهم أيديها بمساعدتهم، فتخرج هاتفها القديم من جيبها وتملي نورا رقمها وتسجل رقم الأخيرة ..
ترتعش يد نورا وهي تسجل الرقم وتحاول التماسك بدل البكاء وبداخلها رغبة قوية لاحتضان لمى .. هذه الفتاة الصغيرة .. كم تعاني !! تقف وتطلب منها الذهاب إلى دورة المياه، تسير لمى أمامها توصلها لباب صغير تدخل نورا فترى جدران حجرية وحوض ماء صغير، تفتح صنبور الماء لينزل بضعف شديد تمسكه نورا بدل غسل وجهها تعتصره بيدها .. ليتها لم تدخل ولم ترَ !!
تخرج لتعود لمكان النساء فتجد عامر جالساً في الغرفة الصغيرة قرب الرجل تدخل باستحياء وتنظر لعامر تحاول معرفة أي شيء منه .. ما أن رآها أشار لها أن تدخل
تقترب منه تقف قربه تشاهد الرجل نائماً ولكنها تصدم فلأول مرة ترى عظام وجه بارزة هكذا ..! نحوله الشديد مخيف، ترتجف يداها وقد زاد تأثرها يمسك عامر يدها يجلسها قربه على الأرض قائلاً :

" إنه نائم .. لقد أعطيته مسكناً قوياً .. إنه لا يشعر بنا الآن"

تنظر له وخوفها ظاهر بعينيها :
" إنه مريض بالسرطان .. أليس كذلك؟!"

يهز برأسه نعم ...

تضع يدها على فمها تخفي صوت بكائها
" إنهم لا يعلمون ذلك .. أليس كذلك؟!"

" لا ..... هو لا يرغب أن يعلم أحد بمرضه "

" هل سيموت ؟ "

ينظر لها عامر وكأن عينيه أجابت تساؤلها،

تبدأ دموعها تسيل وتحاول كتم صوتها كي لا يسمعه أحد
يرفع عامر يده يحيطها ويمسد على كتفها

" لو كنت أعلم أنك ستنهارين في البكاء لما أحضرتك معي "

" بل من الجيد أنك أحضرتني .. لقد رأيت كم أنا مغرقة بنعم الله .. كيف كان سيكون حالي لولا وجودكم حولي هل كنت سأكون لمى أخرى ؟! حتى نسرين وياسمين ورغم مرض والدي وبقائه أكثر من شهر في سريره لكننا لم نصل لجزء من حالتهم "

يفهم كلامها ويقدره مازالت الدنيا رحيمة معهم رغم كل شيء ما زالوا ينعمون برفاهية قد لا تتوفر لغيرهم ...
يشعر برعشة بجسده لمجرد تصور أن نورا أو ريم مكان لمى،
يستغفر الله على تكبره على هذا الحال ويدعوه بسره قائلاً :

" اللهم لا تعرفنا النعم بزوالها "

تدخل عليهم لمى وهي تسير بخطوات مترددة تلاحظ بكاء نورا و وجه عامر المتغضن، فتسأل مرتعبة :
" هل والدي بخير؟ "

تنتبه لها نورا فتمسح وجهها بيديها ويرفع عامر يده من على كتفها .. تبتسم لها نورا وتطمئنها قائلة :
" إنه بخير ولكنه نائم "

تنظر لها لمى مشككة :
" عندما رأيتك تبكين خفت"

" لقد تذكرت والدي .. هو أيضاً مريض"

تقترب منها لمى وتجلس قربها تمسك يدها تواسيها

" شفاه الله .. أشعر بك.. الوالد غالي جداً لو نستطيع لافتديناه بأرواحنا"

تلتمع عينا لمى بدموع تتمنى الهطول على كتف أحد ما .. أن تستند على أحد ما .. فتسحبها نورا تحضنها بقوة تلف لمى يديها حول نورا وتبكي عجزها وفقرها وحاجتها لصدر ترمي عليه خوفها من هذه الغابة ... تشعر بنفسها حمَل صغير يسير كل يوم بين قطعان الذئاب...

تهمس لها نورا
" أنا آسفة .... آسفة ...."
تهمس لها أسفها على لحظات قررت أن تصغر من نفسها وتغار من تلك المسكينة.!!


....................


ما إن دخل باسل لغرفته رمى الحقيبة على الأرض وأجلس آمنة قربه على كرسي الأطفال المخصص لها ثم أخرج هاتفه واتصل بوالدته ولكن ظهر له عدم اتصالها بالإنترنت،
أعاد الاتصال ولكن هذه المرة بوالده لحظات وفتح الاتصال وظهرت صورة حمزة أمامه ليشرق وجه باسل لرؤيته، تذكر أول اتصال بينهما الذي كان فيه حمزة محرجاً لا يعرف بماذا يحدثه ولكن مع مساعدة والده و والدته وجد نقطة التقاء معه وكم فوجئ بهدوئه واستيعابه لكل حديث يدور بينهما، كما تقبل وجود آمنة معه وتعاطف معها، لقد أخبره باسل أن آمنة طفلة يتيمة وجدها معه بالمشفى حين استيقظ ولم يرغب بتركها بمفردها كي لا يختطفها الأشرار، وأنه يبحث عن أقاربها الآن .. لا ينسى رد فعل حمزة حينما سأله:

" هل يضايقك وجود آمنة معي بينما أنت بعيد عني"

"لا أنا معي أمي وعامر وجدتي وجدي وياسمين ..."
أخذ حمزة يعد على أصابعه من معه ثم رفع نظره لباسل قائلاً بتفهم :

" وهي صغيرة وليس معها أحد ... كيف ستعيش؟ من سيطعمها ومن سيهتم بها؟"
لليوم يفخر به ويعلم أن والده ساعده كثيراً بتقبل حمزة لفكرة وجود آمنة بحياته ... يعود لصورته وحمزة يسير بالهاتف يقف أمام جده ويسأله :

" إنه والدي هل تريد الحديث معه؟"

يبتسم له أحمد ويخبره
" أعتقد أنه يتصل بك أنت ... اسأله "

يعود حمزة لباسل يسأله :
" هل حقاً تتصل بي أنا؟!"

" أجل أنا أتصل بك أنت .. أريد رؤية رسوماتك لقد أخبرتني جدتك أنها جميلة جداً "

يعود حمزة للسير بالهاتف ويدخل إلى غرفته يراقب باسل كل ذلك وبسمة دافئة لا تفارق وجهه ...
يرفع حمزة الرسمة أمامه ليريها لباسل
" انظر لقد رسمت البحر .... "

" إنه جميل جداً ... البحر أزرق والشمس صفراء ألوانك جميلة "

" عندما وقفت أمام البحر كان كبيراً جداً وصوت أمواجه عالٍ"

" هل خفت منه ؟"

" لا ...." يرفع حمزة يده بشكل استعراضي قائلاً :

" اسمي الأسد حمزة لأني لم أخف حين حدث انفجار في المدرسة ولم أخف عندما ذهبنا لطبيب الأسنان أيضاً "

يظهر باسل اندهاشه رغم ألم قلبه على كلمة انفجار وتخيل شعور الأطفال حينها
" أنت حقاً قوي جداً مثل الأسد ... ومن وصفك بالأسد حمزة؟"

" عامر ... قال أن اسمي على اسم شخص كان شجاعاً مثل الأسد "

يشعر باسل بالامتنان لعامر لذكر ذلك الأمر لحمزة، فيقول موضحاً له:
" إنه عم الرسول عليه الصلاة والسلام وقد سميتك حمزة تيمناً به،
ثم كيف تقول عامر فقط !! اسمه عمي عامر، عليك إظهار الاحترام له "

" أنا أقول عمي عامر ... ولكني كنت أحدثك فقط "

" هذا هو ابني الأسد ... والآن ما رأيك بهدية تليق بك "

تلمع عينا حمزة بحماس
" هدية لي أنا!! "

" أجل سأرسل لك جهازاً لوحياً وهكذا سنتحدث معاً متى تشاء "

يركض حمزة عائداً إلى جده بسرعة
" جدي أبي سيرسل لي جهازاً لوحياً لأتحدث معه من خلاله "

يصفق أحمد بيديه فرحاً لفرح ذلك الصغير:
" يا لها من هدية رائعة وهكذا يصبح معك جهازاً خاصاً بك"

" أبي ....."
تلك الكلمة الصغيرة الأحرف كبيرة الأثر بقلبه
" نعم ....."

" هل أستطيع مشاهدة الأفلام واللعب عليه أيضاً ؟! "

" طبعاً تستطيع فعل كل ما ترغب به "

" سأخبر أمي وعمي بذلك حين يعودان ..."

يقاوم باسل تغير نظراته أو حالته أمام حمزة وبداخله تضارب مشاعر وأفكار كم من الصعب عليه مقاومتها.
يسحب والده الهاتف من حمزة يعلم أن كلمات حمزة خرجت عفوية ولكنها مؤلمة لباسل ... ولكن تجاهل الداء يزيد من سريانه في الجسد ... لذلك علينا وضع يدنا على الداء والبدء بعلاجه

" كيف حالك باسل؟"

" بخير أبي كيف حالك أنت؟"

" الحمد لله أفضل من غيرنا بكثير ، اليوم حدثنا عامر عن أسرة فقيرة يعرفها، الوالد يحتضر وليس لديه اقارب وعنده فتاة بعمر ياسمين وطفل صغير"

يمسح باسل جبينه:
" لا حول ولا قوة إلا بالله ما الذي حدث في الدنيا يا أبي كيف تتبدل الأحوال! أنا أرى كل يوم خبراً حتى في أحلامي لم أكن أتوقع حدوثه في بلادنا "

" أجل يا بني نحن نعيش أياماً شدادا ... أعان الله الناس عليها ... نحن والحمد لله مازلنا غارقين بنعمه"

" الحمد لله على نعمه علينا"

" لقد ذهبت والدتك ونورا مع عامر كي يوصلوا لهم بعض الطعام والأدوية ويحاولوا المساعدة "


يستعيذ باسل من الشيطان الرجيم بسره كيف فسر هو وجودهما معاً بخياله وأين هما الآن في الحقيقة!
" كان الله بعونهم ... كيف سيعيشون بعد وفاة الرجل ؟ "

" لا أعلم عندما يعودون أفهم منهم كل شيء ، هكذا الدنيا لا تتوقف بوفاة شخص .. إنها تسير وعلينا اللحاق بها، نحن مخيرين فقط بأمرين: إما أن نرضى ونصبر ونجزى ... أو أن نغضب ونسخط ونأثم."

يفهم باسل قصد والده وتصله الرسالة كاملة.. فيتمتم قائلاً :
" أعوذ بالله أن نكون من الساخطين ..... "

انتهى من الاتصال بحمزة بعد حديث مطول عن الكرتون وشخصياته المحببة لحمزة ثم لعبه مع آمنه وكأنه يجلس أمامها وليس من خلال شاشة هاتف ...
وقف باسل يضع بضع الملابس التي قد يحتاجها غداً عند ذهابه لعصام وسامر، طوى ملابسه ووضعها في الحقيبة الصغيرة الموضوعة على السرير وقد أتى دور ملابس آمنة وضع لها عدة قطع عملية وعند بحثه عن ملابس مناسبة لحضور الخطبة وجد ذلك الفستان الابيض الناعم وحمد الله على اختيار شهامة له يوم ذهبا للسوق، حينها حصر هو اختياراته بين القطع العملية اليومية قطنية الملمس فقط ... يحمل الفستان ينظر له ثم لآمنة ويهمس لها متسائلا:
" هل كنتما على علم بحدوث مناسبة تحتاج لهذه الأناقة؟! "

لكن آمنة لم تهتم له واستمرت تكمل شدها لرأس لعبتها الصغيرة..

يضع الفستان جانباً ويتجه نحو ذلك الحذاء الموضوع على طاولة الزينة وكأنه كنز ثمين معروض بأحد المتاحف العالمية ...
يحمله لتعود له صورة شهامة وهي جاثية أمام آمنة تلبسها الحذاء وكيف كانت نظراتهما وضحكاتهما معاً ... كانت من أجمل اللحظات التي عاشها منذ مدة طويلة جداً.. يمسح على الحذاء بيده ويضعه في الحقيبة يزينها به وبجانبه يضع الفستان والجورب الأبيض بطبقات الدانتيل كأنها كريمة تزينه .. بينما يقول متأملاً جمال ملابسها :

" ها قد وضعت كل ما أوصتني به شهامة ... سوف تلبسينهم وستكونين نجمة الحفل وياسمينته، لا أحد يقول أن فتاتي ليست أنيقة ......"


.........................


في الصباح

ينزل باسل من القطار يجر خلفه حقيبة صغيرة وآمنة مستقرة على صدره يضم ظهرها إليه بحمالة الأطفال بينما هي تتلفت حولها بإثارة تراقب المارة والمكان تحاول التعرف عليهم، لحظات ويظهر سامر أمامهما يشير لآمنة التي أخذت تحرك ذراعيها وساقيها بحماس تجاوباً معه .... ومن المؤكد كان سلامه الحار لآمنة أولاً ثم لباسل بعدها ماداً إحدى يديه ليجر الحقيبة الصغيرة واليد الأخرى ليحضنه قائلاً:

" أهلاً بك لقد أنرتنا بزيارتك أخيراً "

يدير باسل رأسه وينظر له بحب خالص إنه الصغير الشقي للعائلتين قد كبر وأصبح له لحية وشارب ولكن قلبه وروحه بقيا كما هما
" نعم لقد أتيت أخيراً ...."

ما إن خرجا من المحطة وصعدا الحافلة حتى اهتز هاتف باسل منبهاً بوصول رسالة فترك سامر يتصرف بالحقيبة وجلس هو و آمنة ليجيب على رسائل شهامة المتلاحقة ..
" صباح الخير "
" هل وصلتم بالسلامة ؟ "

" أجل لقد وصلنا منذ دقائق"

تعض شهامة على شفتها وهي تسير في غرفتها مضطربة ... لماذا راسلته؟ هل الاطمئنان عليه وعلى آمنة سبب مقنع؟!
فتكتب مترددة :
" كنت أريد الاطمئنان عليك .. بما أنك أول مرة تغادر المدينة؟ "

يرفع باسل حاجبيه متعجباً .. هل هو بنظرها طفل صغير لا يعرف كيف يغادر المدينة؟!!
فيكتب راداً ببساطة :
" شكراً لك لقد سارت الأمور على خير ما يكون "
لكن شهامة لا تكتفي برده هذا فتكتب تذكره :
" هل أحضرت معك فستان آمنة الأبيض وجواربها وطوق الشعر ذا الوردة البيضاء ...؟ "
فيكتب باسل مبتسماً متذكراً عدد المرات التي نبهته بها
ألا ينسى ملابس آمنة:
" هل من عادتك إعادة الكلام أم أنك تختصيني بها لاعتقادك إني فاقد الذاكرة؟! "
لكن للأسف ابتسامته لم تصلها بل على العكس كلماته أشعرتها بالغضب منه وبالاحتقار لذاتها فبدأت تلوم نفسها بعصبية:
" أنت السبب تستحقين ذلك .. دعيه يُلبسها ما يشاء.. ما دخلك انت؟"
تقرر تجاهل كلامه وكأنها لم تره ولم يؤثر بها فتكتب ببرود ظاهري:
" حسناً.. الحمد لله على سلامتكما.. عليّ الذهاب الآن إلى الجامعة، إلى اللقاء"
فينهي باسل الحديث أيضاً باختصار مرسلاً كلمتين فقط :
" إلى اللقاء ...."

.....................


لم يكن ترحيب عصام بباسل أقل من ترحيب سامر، وبمجرد دخوله لمنزلهما شعر بألفة المكان وكأن فيه روحاً كان يشتاقها ..

يضع آمنة على الأرض ويحيطها بالوسائد الصغيرة مخرجاً لها ألعابها من حقيبتها ليصفها أمامها ثم يجلس على الأريكة المقابلة لها يبتسم لعصام المراقب لهما:

" إنها تكبر بسرعة وتصبح أجمل .." كانت هذه ملاحظة عصام حول آمنة

عاد سامر للصالة قائلاً لباسل :
" لقد وضعت حقيبتك في غرفتي وسيضطر عصام لاستضافتي هذه الليلة الرومانسية فبدل احتضانه للوسادة سيجدني أنا مكانها ...."

يقف عصام قائلاً وهو ينظر لسامر منزعجاً من مزاحه:

" دعنا نبدأ إفطارنا قبل أن تعاقب ويتم حرمانك منه"

يقف باسل معهما يبادلهما الضحك ... كيف ينسى معهما الألم لتبقى فقط ذكريات الطفولة والشباب وصلة الدم ما يجمعهم

و عند جلوسه أمام المائدة العامرة بما لذ وطاب من إفطارهم المعتاد ليوم الجمعة ظهرت ابتسامة رضى على شفتيه وبدأت معدته تتحرك مطالبة بهذا الطعام الشهي برفقة أولاد خالته وكأن الزمن عاد به سنيناً إلى الوراء.

يرن هاتف سامر وهو يعلم أن المتصل والدته فمنذ أن علمت بخطوبة عصام وهي تتصل طوال اليوم لتعلم أكثر عن ديانا وتوصيه ماذا يفعل وماذا يقول في الخطبة

" أهلاً أمي كيف حالك؟ "

" بخير حبيبي .. هل وصل باسل؟ "

" أجل ها هو.. خذي كلميه "

يأخذ باسل الهاتف من سامر ويغمر خالته بنظرة شوق أدمعت لها عيناها؛
" الحمد لله على سلامتك، وجودك معهما اليوم يزيد اطمئناني عليهما "

" إنهما أخواي خالتي لن أترك عصام بمفرده في يوم كهذا "

" أريدك أن تنتبه للفتاة ووالدها ... إذا لم ترتح لهما أخبرني.. أنا أثق بنظرتك"

يهز عصام رأسه يائساً من والدته فهو لليوم مهما حاول إقناعها أن ديانا عربية ومسلمة لا تزال تعتقد أنها قد تكون غير مناسبة له بسبب اختلاف البيئة والعادات..

يلاحظ باسل حركة عصام ويبادله الابتسام من قلق والدته
الذي أخبره عنه، بينما يقول لخالته :

" خالتي أنا واثق بحسن اختيار عصام وسوف أعطيكِ رأيي بصراحة عند عودتنا "

تبدأ آمنة بالصراخ وتحاول الخلاص من بين يدي سامر عند رؤيتها الطعام تريد الوصول إليه، فسأله خالته:

" ما بها آمنة لماذا تصرخ هكذا ؟ "

" تريد الانقضاض على الطعام وأنا لا أسمح لسامر بإطعامها منه "

" ولماذا لا تطعمها؟ كم أصبح عمرها الآن؟ "

" أعتقد انها بدأت بالشهر السادس، وأوصاني الطبيب ألا تأكل أي طعام سوى اللبن"

" دع كلام الأطباء جانباً لقد ربيناكم جميعكم ونحن نطعمكم منذ أن أصبح عمركم اربعة أشهر "

لم ينتظر سامر ليسمع باقي حديث والدته ليقرر مد يده لطبق الفول ويقرب لقمة صغيرة لآمنة التي فتحت فمها على وسعه مرحبة بها؛ ولكن صوت باسل ارتفع معترضاً عليه وعصام ضرب يده ليوقع اللقمة منها، ينظر لهما سامر وآمنة بذات النظرة بمعنى ماذا بكما؟! فقال سامر ممتعضاً :

" ألم تخبرنا والدتي الآن أنه لا بأس أن نطعمها "

يقرب عصام منه صحن البطاطا المسلوقة وهو يقول :

" أطعمها شيئاً خفيفاً في البداية وليس فول .... هل ستبدأ معها بالفول !! "

ينظر باسل لسامر وآمنة ويشعر برغبة في الضحك، وجودهما معاً ممتع حقاً :

" أعتقد أن وجودكما معاً مصيبة وعليّ مراقبتكما طوال اليوم .."

" انتظر لتجتمع معه شهامة لترى كارثة متنقلة "

عندما ذكر عصام اسم شهامة لم يستسغ باسل تلك البساطة بينهم التي تظهر جلية في حديث عصام لكنه تجاهل مشاعره الرافضة لثوانٍ، إلا أن سامر لم يقبل سوى بإيضاح تلك المشاعر التي انتابت باسل عند حديث شقيقه عنها.. فقال محبطاً :
" كنت أتمنى أن تأتي شهامة أيضاً لقد كنا نتحدث عن يوم الخطبة من أول مرة رأينا فيها ديانا .. لقد توقعنا أن تصل بهما الأمور للزواج "

يكمل عصام حديثه مع باسل أثناء تناوله الطعام:
" لقد تراهنا على خطبتي ...! هل لك أن تتخيل ذلك ..."

يستنكر باسل جرأة شهامة فهو لم ولن يعتاد على تصرفاتها، فيقول مستفهماً:

" هل زارتكما شهامة هنا من قبل ؟ "
فيجيبه سامر ببساطة :
" أجل لقد أتت يوماً لمدينتنا وذهبت معي إلى المركز العربي وكان هذا سبباً لعملها بمركز اللاجئين في مدينتكم "

لا يريد عصام أن يفهم باسل الأمر بشكل خاطئ، فيوضح له قائلاً :
" لقد أتت يوماً من أول النهار لآخره فقط.. تجولت مع سامر ثم ذهبنا جميعاً للغداء وكانت ديانا موجودة معنا أيضاً، وبعدها عادت لمدينتها "

يبدو لهما باسل وكأنه لا يهتم ... ولماذا يهتم ..!!! الطبيعي إنه لا دخل له بها إن كانت أتت إلى هنا أم لم تأتِ ....
لكن سامر يأبى أن يغلق الموضوع، فيستمر قائلاً :

" عندما رأيتها أول مرة تمنيت أن يخطبها عصام ولكنه كان واقعاً في حب آخرى ولم أكن أعلم بذلك.. أما أنا فللأسف تراني كأخ صغير لها ...!! لقد خسرنا الفتاة ...."

يتوقف باسل فجأة عن تناول الطعام قائلاً ببرود :

" يبدو أن علاقتكم قوية ..." يصمت قليلاً ثم يستأنف متسائلاً :
" ألا يوجد جامع قريب هنا لنصلي الجمعة "
فيقول عصام وقد أنهى طعامه:

" أجل يوجد مسجد وسط المدينة .. ولكن مازال هناك بعض الوقت، سنذهب معاً "

يتبع...


ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-20, 09:07 PM   #925

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

تجلس هيا على الأرض قرب مصعب الذي قرر تجاهلها ومعاقبتها منذ الأمس بعد معرفته كيف أخفت عنه حقيقة أمر باسل ثم ما تخطط له مع شهامة ...
ها هي بدأت تتدبر أمورها فتبحث وتقرر من غير علمه وكأن رأيه غير مهم..

"مصعب لقد اعتذرت منك عشرات المرات ... ماذا تريد أكثر من ذلك"

يرمقها بطرف عينه بحدة ويعود لمشاهدة التلفاز وكأنه لم يسمعها

" عندما علمت أنه بإمكاني العمل من المنزل أعجبتني الفكرة .. وهكذا لن أبتعد عن المنزل والأطفال وأنت ستكون راضٍ أيضاً "

لم يجبها وحتى لم ينظر لها .. تجاهله أغضبها جداً فأخذت جهاز التحكم من بين يديه وأطفأت التلفاز ثم جلست امامه ثبتت نظراتها بعينيه كي لا يتهرب منها ثانية وقالت:

" تحدث معي .. أخبرني ماذا تريد ..؟ تجاهلك لي ولحديثي ليس حلاً "

ينظر لها مطولاً قبل أن يقول:

" أنت قررتِ وبدأت بتنفيذ فكرتك بمفردك ... ماذا تريدين مني الآن؟!"

تخفض صوتها وتقول بحزن صادق :

" لا أريدك أن تغضب مني .. لم أقصد .. كانت فكرة وعند اكتمالها كنت سأحدثك بالتأكيد "

" لكني كنت الثاني في حساباتك ..!! شهامة كانت مرافقتك الأولى وشريكة أفكارك .... لمَ لم أكن أنا؟! "

" كنت أريد جمع المعلومات ثم مناقشتك بها لترى أن الأمر سهل وبسيط ولا توجد به أي تعقيدات ... توقعت أنك هكذا ستوافق أسرع "

" كان عليكِ أخباري من البداية ... كنت ساعدتك "

تستجمع شجاعتها وتعترف له لعل الصراحة تساعدها على كسب رضاه مرة ثانية :

" الحقيقة أنا خفت أن ترفض، وبعدها لن أستطيع تجاهل كلامك "
فقال مصعب متسائلاً :
" وإذا رفضت الآن ... ماذا ستفعلين؟! "

ارتسمت على وجهها نظرة حزينة منكسرة وأطرقت برأسها وقالت بصوت مخنوق:
" سوف أفعل ما تريد ...."

يشفق قلبه عليها يعلم إنها مطيعة ولا تحب تحديه أو إغضابه، لكن الآن هنالك الكثير الذي اختلف في حياتهما وتغير وعليه البدء بالتغيير هو أيضاً مجاراتها. مد يده لخدها يحتضنه ويرفع وجهها ليرى دمعات صغيرة تجمعت بعينيها فيقول بحب:

" هيا لا أريدك منكسرة أو مجبرة، أريدك سعيدة وراضية "

يبتسم لها يراضيها
" تعالي اجلسي قربي وأخبريني كل شيء من البداية ما الذي بحثتِ عنه وكيف؟ وما الذي توصلتِ له أنت وأساس المشاكل أختك"

تتبدل ملامحها للغضب وترفع إصبعها بوجهه مهددة:

" لا تتحدث عنها هكذا هي التي أقنعتني أن العمل من المنزل أفضل من أجل الأطفال وأنك هكذا لن تغضب مني "

يمسك إصبعها بين يده يضغط عليه قائلاً بغيظ:

" شهامة تفكر بمصلحتي أيضاً !! اذهبي وأجلبي ما توصلتِ إليه لأرى مخطط هذا المشروع الناجح! "

تقفز هيا لتحضر حاسوبها الشخصي وتريه أفكاراً لبعض السيدات قامت بتطبيقها وكيف تم العمل من المنزل مع موافقة الحكومة.
تضع الحاسوب على قدميها وتبدأ بعرض الصور والتعليقات عليها ثم تنتقل للرسائل التي راسلت بها مكتب الصحة والخدمات الاجتماعية، كل هذا ومصعب مندهش منها ومن حماسها لم يتوقع أن تأخذ الأمر بهذه الجدية!

" هل قمتِ بالبحث والمراسلة وكل تلك الأمور من أجل العمل؟"

" أجل لقد أحببت الفكرة جداً، دعنا نجربها إذا وجدناها صعبة لن يضرنا تركها فنحن لم نفتتح محلاً ولم نقم بأي نفقات إضافية"

ينظر إلى شاشة الحاسوب أمامه ويفكر لمَ لا يدعها تعمل من المنزل فبدل الفراغ ستبقى مرافقة له ولن تبتعد عن أطفالها، إنها فكرة ليست سيئة أبداً ...
أحست هيا أنه بدأ يضعف ويفكر، فمالت عليه بكتفها تلامس كتفه تتدلل عليه وتقول بغنج :

" ماذا قلت الآن...؟ إذا وافقت سأعينك مديراً لأعمالي"

يمط شفتيه يدعي التفكير ويسألها مضيقاً عينيه :
" ومدير أعمالك هذا ما هي أعماله بالضبط؟ "

" سيؤمن لي المستلزمات بأسعار الجملة ويتواصل مع طلبات الشركات وعند عقد اتفاقات الحفلات الكبيرة سيكون هو المحاسب المالي "

" وأنت مهمتك الطبخ فقط؟! "

ترفع أنفها وتتباهى بنفسها قائلة بفخر:
" بالطبع انغا الأساس بكل هذا المشروع "

" وشهامة ما دورها ؟ "

" شهامة ستقوم بحملة دعائية إلكترونية "

" يبدو أنك وزعتِ المهام ولم يتبق سوى موافقتي؟ "

تتعلق برقبته تشده منها بقوة قائلة بترجٍ:
" وافق أرجوك أرجووووووك"

" بشرط ....."

" اطلب ما تشاء ... "

" إذا علمت يوماً ما أنك تدبرين أمراً أو تخفين عني أي شيء آخر سينتهي المشروع ونعود كما كنا.. "

" أعدك من اليوم ستصبح أنت مكمن أسراري وشريكي بكل شيء ولكن أيضاً بشرط ....."

يرفع حاجبيه قائلاً :
" شرط أيضاً .... تفضلي ..."

" ستتخلى عن عصبيتك و تبدأ بالثقة بي .. أنا لي شخصيتي ولن يؤثر عليّ أحد ولن أتخلى عنك ما دمت لم تتخلَّ عني ...."
نظر مصعب لها وقال بمكر :
" وهذه الشروط أعتقد بحاجة للإمضاء عليها ..."
فتقول ضاحكة :
" لا يوجد وقت لأي إمضاء قم واذهب لصلاة الجمعة ...."
يقف وينظر لها من فوق محذراً:
" الشروط لن تتم من غير إمضاء لقد حذرتك ...."
تشعر هيا وكأنها ستطير فرحاً ليس فقط لموافقته بل لطريقة حديثه وتصرفه فقد تقبل رأيها بسلاسته القديمة وكأنها عادت لأيام الخطوبة حيث كانا يتشاركان كل شيء يخص أحلامهما ومستقبلهما .....


............................


يرتدي باسل ملابسه الرسمية التي اشتراها خصيصاً لهذه المناسبة ويراقب انعكاس صورته في المرآة بنطال رمادي وقميص باللون الأزرق الفاتح..، منذ متى لم يتأنق هكذا؟ يرفع يده إلى شعره لقد عاد إلى طبيعته ناعماً وطويل الأطراف ... يلتفت يميناً و يساراً يدقق النظر لشكله في المرآة كأنه لا يصدق ما يراه ..! كيف لم يهتم ولم ينتبه لنفسه ماذا يرتدي وكيف تسير حياته ... ؟! فرغم كل ما مر عليه من مصائب فمازال كامل الجسد ووافر الصحة .. ألا يجب أن يحمد الله على نعمه هذه ...؟ يستغفر الله بقلبه ويحمده كثيراً على كل ما أنعم عليه.،
يميل بقربه يأخذ زجاجة العطر وعند أول رشة منها
يلاحظ هذا الشبه بينه وبين عامر حتى حمزة يحمل ذات الملامح ... يتذكر كيف كان عامر يقف بجانبه يأخذ الزجاجة منه ويمازحه .... اليوم رأى بسامر روح عامر تحوم حوله فهو دائم المزاح روحه خفيفة الظل لا يكاد يطأ المكان إلا ويرسم البسمة على شفاه قاطنيه .... كيف تبدل حالهم هكذا؟! يتذكر نظرات عامر كيف كانت منكسرة حزينة وكتفاه محنيان... أما صوته فكان مخنوقاً بغصات قهر مر ... لا ينكر عليه كل ذلك
فكل يوم تزيد بقلبه قطرة امتنان لشقيقه .. كل يوم يضع أحدهم حرفاً بجانب حرف في أحجية الشقاء الذي يعيشونه مجبرين ومع الأيام تجمعت الحروف وأظهرت أي حياة كان يحارب بها شقيقه ... بمفرده ...
ولكن رغم ذلك تأبى عليه رجولته تقبل وجود زوجته بينهما ... هذا الأمر لم ولن يستطيع تقبله ما حيي فلكل إنسان قدرات وهو هنا لا قدرة له على الاحتمال ...!
توقظه آمنة بصوتها من شرود أفكاره، يلتفت ليراها جالسة بمنتصف السرير بعد أن استحمت تنتظر دورها لارتداء فستانها الأبيض.... يبتسم لها ويقترب منها قائلاً :

" ما رأيك بشكلي الجديد ... هل أعجبك؟ "

ترفع يديها مهللة له بلهفة تعبر عن رأيها بطريقتها .. فيقول محذراً بشقاوة :
" هذا يعني أنه أعجبك ... إذن حافظي عليه ولا أريد أي تسريبات من أي اتجاه ... هل فهمت؟ "

تمد يدها إلى حذائها تريد وضعه بفمها فيسرع يأخذه منها وهو يقول مؤنباً:
" هذا للقدم ... ألم تعلمك شهامة تلك المعلومة، دعينا الآن نرتدي هذا الفستان ونرى كيف ستبدين؟"

دقائق وكانت آمنة ترتدي الفستان الأبيض والجورب الصغير مع الحذاء كانت شهية كقطعة حلوى مغطاة بالقشطة البيضاء يأخذ طوق الشعر ويضعه على شعرها لتكتمل الصورة يعود خطوة إلى الخلف ويبتسم لها قائلاً بانبهار أبوي:
" أنت أميرة صغيرة .. تعالي لتري نفسك في المرآة "

يحملها ويقف أمام المرآة، كانت تنظر لانعكاس صورتهما بدهشة لم تدم سوى لثوانٍ حيث مدت يدها وسحبت الطوق من على رأسها فأنزلها إلى الأرض أوقفها وسندها بيده وأعاد الطوق إلى شعرها قائلاً بتأنيب لطيف:
" هذا مكانه هنا كوني فتاة مؤدبة وتوقفي عن نزعه .. دعينا نلتقط صورة ونرسلها لشهامة كي تتأكد أنني لم أنسَ أي قطعة من ملابس الأميرة ...."
يحمل آمنة مرة ثانية ويقف يلتقط لهما صورة في المرآة أمامه ثم يرسلها ويكتب تعليقاً عليها:
" هل أنت راضية الآن ...؟ لم أنس شيئاً من وصيتك .. ما رأيك بالنتيجة النهائية ..؟ "

كانت شهامة في المنزل تعد لنفسها الطعام والهاتف ملقى قربها انتبهت لوصول رسالة جديدة منه، فتحتها بسرعة لتظهر أمامها تلك الصورة الكاملة ... رفعت الهاتف وأخذت تكبر الصورة وتتأملها جيداً ... ابتسامة كبيرة ارتسمت على شفتيها وشعرت بحرارة تخرج من وجهها من شدة فورة مشاعرها ...
" ما أجملكما ......."

هل نستيطع إعادة الزمن للوراء ...؟ هل ضغطة زر واحد تجعلها تشعر بكل هذا الندم ...؟! ماذا حدث لها ؟ كم هي غبية
كانت ستكتب ما أجملها فقط ...!!

يرفع باسل حاجبيه لردها فلم يتوقع ذلك التعليق ولكنه أيضاً لم يعد يستغرب ردود افعالها .. وأيضاً الظاهر أنه لازال يملك ذلك الزهو الرجولي عند سماع كلمة مدح تخصه ...!

" شكراً على كلامك وأنت أيضاً ذوقك جميل لولا اختيارك الصائب لكانت آمنة ذهبت بملابس النوم ..."

تضحك شهامة وهي تتذكر كيف كان يختار كل شيء عملي وقطني ولا يهتم بالتفاصيل ..

" ضع الوردة على جانب رأسها وليس في المنتصف، ستصبح أجمل .."

يضع باسل الهاتف جانباً ويقوم بتعديل وضع الوردة على جانب رأس الصغيرة ثم يأخذ الهاتف ويعود لالتقاط صورة أخرى ويرسلها مع التعليق :
" هكذا أفضل ..؟"

تضع يدها على فمها تداري ابتسامتها التي لا تختفي وكأنه سيراها الآن من خلف الهاتف، فتكتب بأصابع مرتجفة؛
" رائعة جداً .....حافظ عليها هكذا ..."

يكتب لها وهو يعني الطوق :

" نحن نصون الأمانة بأروحنا وأناقة آمنة اليوم أمانة عندي ...."

يعود بنظره إلى المرآة يختفي المرح ويظهر التساؤل
" هل هكذا فكر عامر أيضاً ...؟! بأن نورا وحمزة كانا أمانته ..؟ ولو تبدلت الأماكن هل كان ليفعل مثل عامر !!!!! "

يفتح سامر عليه الباب فجأة غير منتبه لنظرات باسل المتسائلة فقد خطفت أنظاره آمنة.. لم يقاوم وهو يأخذها من بين يدي باسل ويبدأ بتقبيلها قائلاً :
" ما أجملك يا صغيرة ... أنت أميرتي الصغيرة ... ما رأيك أن أخطبك اليوم من والدك فلن أجد أجمل منك عروساً لي؟ "

يضربه باسل على رأسه من الخلف قائلاً بغلظة :
" لا تعد لذلك المزاح لا أحبه .."

يخرج سامر من الغرفة وهو يحمل آمنة يشكو لها همومه:
" لم أكد أتخلص من عصام كل كلمة يضربني ليأتي باسل أيضاً يكمل الدور .... "

ينظر باسل إلى الهاتف بيده ويرسل آخر رسالة :
" سنذهب الآن ...."
فترد شهامة بهدوء :
" بأمان الله ... بارك لعصام وديانا عوضاً عني ..."

يخرج من الغرفة ليجد سامر قد قام بتشغيل مشغل الأغاني وبدأ بالرقص مع آمنة وعصام يصورهما بالهاتف ما أن رأى عصام باسل قادماً أدار الهاتف نحوه وهو يخبره نحن ببث مباشر مع العائلة سلم عليهم .. يشير باسل بيده إلى الهاتف
حيث كانت أم عصام، ياسمين، نسرين، سلوى وحمزة فالجميع مشارك بالمحادثة منهم من يضحك فرحاً ومنهم من يبكي تأثراً ومنهم من يجد أن الصورة ناقصة رابعهم ...
اقترب عصام من باسل وسامر وقام بتصوير جماعي، مرت الدقائق تحمل سعادة جديدة وبشرى لتلك القلوب .. أن السعادة نصنعها ونمنحها بأيدينا .. رغم حاجتنا للوحدة في كثير من الأحيان لكن السعادة والراحة لا تكونان باعتزال الناس أبداً بل بقربك من أحبائك ... التعافي بالمحبين وحديثهم مفتاح شفائك ....

بعد ساعة أمام منزل ديانا، كان سامر يحمل آمنة وعصام يحمل باقة الورد الأحمر وباسل يحمل بيده هدية أيضاً .. ما أن رن عصام جرس الباب حتى كان سامر يسأل باسل :
" أين فردة الحذاء ؟ "

نظر باسل لقدم آمنة ليجدها لا ترتدي سوى فردة واحدة فقط ... فجن جنونه ويبدأ يتلفت حوله قائلاً بغضب :
" لقد أضعت الحذاء.. كم مرة حذرتك وأخبرتك أن تنتبه له وأنت كنت مصراً على حملها ..."

" كان بقدمها ونحن بالسيارة أنا متأكد لأنني صورته أيضاً "

يعطي باسل الهدية لعصام ويبدأ البحث عائداً لمكان قدومهم ويسلم سامر آمنة أيضاً لعصام ليبدأ عملية البحث مع باسل،
يسيران رأسيهما منحنيان للأرض وكأنهما يبحثان عن إبرة صغيرة بحاجة للتركيز الشديد!!
الأرض حولهما عشبية قد تكون فردة الحذاء مختبئة بين الأعشاب وقد لا يجدانها أبداً ....

تفتح ديانا الباب لترى عصام واقفاً يحمل آمنة بيد وهدية مغلفة و باقة كبيرة من الورد الاحمر باليد الأخرى .. يقف ساكناً لا يعلم هل يدخل ويتركهما لعملية بحثهما الحثيثة أم ينتظرهما ؟!! وهو الذي اعتمد على رزانة باسل بهذا اليوم ...!

لحظات وصرخ سامر مبتهجاً بصوت عالٍ:
" وجدته ....."
فاتجه له باسل بغضب وأخذه منه عائداً لعصام حيث قام بإلباس آمنة فردة الحذاء ثم حملها بفخر وأخذ الهدية من يد عصام و وقف باحترام ورزانة وكأن شيئاً لم يحدث ..!


كادت ديانا أن تنفجر من الضحك ولكنها قررت أن تكمل الأمر واتخذت هي أيضاً ملامح العروس الخجلة ورحبت بهم بهدوء قائلة :
" أهلاً وسهلاً بكم تفضلوا ..."

بعد مدة من الوقت كان السيد علاء غارقاً بحديث طويل مع باسل عن الأمور السياسية وقد اندمج خلالها باسل بل واسترسل معه في الحديث بعد أن شعر بالارتياح للمكان ولهذه العائلة.. لقد أحسن عصام الاختيار ...
كان سامر منغمساً بالهاتف مع آمنة يتحدث مع أحدهم وعصام وديانا يقومان بحديث ودي مع والدته وأخواته حيث يقوم عصام بتعريفهم على بعض وكان انبهار ياسمين ونسرين واضحاً جداً بجمال ديانا ورقتها حتى والدته كانت سعيدة جداً لرؤيتهما فتارة تبكي وتارة أخرى تضحك على تعليقات الفتيات ...
بعد انتهاء الاتصال ينظر لها عصام بحب وقلبه يهدر بين أضلعه وتلتمع عيناه سروراً.. أخيراً أصبحت هذه الحورية خطيبته ... فقال مبهوراً بجمالها:
" فستانك جميل ...."

تنظر لنفسها وقد شعرت بسعادة لإرضائه لقد حاولت أن تلبس ما يعجبه ويتوافق مع ما اتفقا عليه فكان اختيارها فستاناً من الشيفون الوردي طويل وبأكمام منفوخة وحزام أنيق يتوسطه فقط.. بسيط وجميل ومحتشم

" حاولت أن أطبق عليه ما طلبته مني"

" وهل انت راضية عنه أم مجبرة؟ "

" لا أنا راضية جداً وأعجبني وكان من الممكن أن أختاره بنفسي أيضاً وليس بسبب إرضائك"

قاطعهما سامر قائلاً بمرح :
" انظرا إلي أريد التقاط صورة لكما لأرسلها لشهامة "

ينظر نحوهم باسل بطرف عينه ويتشتت قليلاً عن حديثه

تنظر له ديانا وعصام وابتسامة جميلة تزين ملامحهما وبعد التقاط الصورة قالت ديانا :

" كنت أتمنى وجودها معنا اليوم ... لماذا لم تأت؟! "
فقال سامر راداً عليها:
" لقد رأت الصورة وهي معجبة جداً بك وبفستانك وتقول لك أنها ستأتي قريباً لزيارتك"
ترد ديانا متسائلة بلطف :
" إنها حقاً فتاة جميلة جداً ... كيف لم تتزوج إلى الآن؟!"
فيقول سامر متحسراً :
" يبدو أنه لا أحد يقدر ذلك الجمال غيري أنا وأنت "

و مع كلمات سامر كان باسل يحاول التركيز جاهداً في حديث السيد علاء ولكن بلحظة ضاعت منه كل الأفكار ولم يعد يعرف إذا كان متضايقاً من هذا الاهتمام أو لا......!

............................


بعد أن هدأ الوضع وتوقف التصوير كان عصام يجلس قرب باسل وقد بدأ الوضع يتخذ جدية أكثر، نظر باسل لعصام الذي ينتظر منه أن يستلم زمام الامور ويبدأ الحديث مع علاء وكأنه شاب صغير خجول يجلس قرب والده، يربت باسل على ساق عصام مطمئناً إياه ويلتفت للسيد علاء قائلاً:

" الحقيقة لقد تشرفت بمعرفتك جداً وكل حديث عصام عنك لم يعطيك حقك .. ويشرفني وبتوكيل من عمي أبي عصام وعصام شخصياً.. يشرفني أن أتقدم بطلب يد ابنتك المصون الآنسة ديانا لابن خالتي وأخي عصام وأرغب بمعرفة جميع طلباتكم ونحن إن شاء لله سنكون أهلا لها "

ينظر علاء لديانا كيف يحمر وجهها وتنظر له بسعادة، لقد أصر عصام على اتباع العادات العربية في الخطبة رغم أنهم اتفقوا مسبقاً.. فقال السيد علاء بصوت وقور :
" أنا أعطيكم أغلى ما عندي ولا يوجد عندي أي طلبات سوى أن يتقي الله بها وإذا جاء يوم وحدث بينهما سوء تفاهم ألا يكسرها ويردها لي سليمة القلب والروح.. “

يتمتم عصام وباسل أن يبعد الله كل سوء عنهم ويكمل علاء كلامه:
" عندي طلب واحد فقط ... أو لنقل إنها أمنية ... "

ينظر له عصام وباسل بترقب منتظران لذلك الطلب :

" أتمنى أن يقبل عصام أن يأتي للعيش معي هو وديانا في هذا المنزل الكبير ... أنا وحيد في هذه الدنيا وليس عندي سوى ديانا وأرغب ببقائها قريبة مني.. “

يلتفت باسل لعصام قائلاً :
" أعتقد أنه محق ... ما رأيك أنت ؟"

ينظر عصام لديانا المنتظرة رده رغم توقعها لقبوله ... ويقول :
" إذا كان هذا يسعد السيد علاء وديانا ... إذن أنا موافق ... "

" لنقرأ الفاتحة إذن .........."
يقولها باسل ليبدأ الجميع بالقراءة ثم يتجه عصام لديانا يلبسها خاتماً صغيراً من الذهب الأبيض تنظر لذلك الخاتم الصغير تكاد تحضنه أمامهم، لقد اختاره لها بنفسه يحتوي على حجر كريم أزرق على شكل قلب صغير ... مال عليها يهمس بأذنها بعشق:
" هذا قلبي ولكن بلون عينيكِ "

بعده تناول الجميع الطعام وتبادلوا الحديث ومشاركة ذكرياتهم وبعض المواقف التي يذكرها لهم سامر لتتعالى ضحكاتهم، تجمعهم ألفة ومحبة افتقدوها ...

عند انتهاء اليوم وقف باسل ينظر لسامر وآمنة نائمة بين ذراعيه وطوق الشعر بيدها وقد دمرت الوردة أخيراً وانتصرت عليها ...! أما فستانها فكان حكاية أخرى فقد كان لوحة من الألوان بسبب العصير وكريمة الكاكاو اللذين أوقعهما سامر عليها أثناء إطعامها من كعكة الخطبة ...
كانت صورة مختلفة عن أميرة أول الليلة !! مال عليها خلع لها الحذاء ووضعه بجيوبه قائلاً بمزح :
" دعونا نحافظ على الأقل على شيء واحد سليم ... "


ما إن مال وحملها ووضع رأسها على كتفه حتى انفجرت معدتها وخرج من فمها خليط من كل ما حشاها سامر هذه الليلة ملوثة قميصه من أوله لآخره ....!
وتحت أنظار الجميع .... لكن نظرة باسل كانت من الشراسة ما جعلت سامر يتراجع عدة خطوات للخلف ...
تحدث باسل من بين أسنانه وهو يكاد يبصق الكلمات على سامر :
" ألم أقل لك لا تطعمها شيء !! وأنت لم تستمع ... هذا واضح...."

رفع سامر يده كأنه يحمي وجهه وقال بمسكنة :

" سأنظف لك ملابسك ... غداً صباحاً عندما تستيقظ ستجدها نظيفة معطرة ومكوية أيضاً "

بعد سلامهم على ديانا ووالدها خرج سامر وباسل ووقفا أمام المنزل بانتظار انتهاء عصام من حديثه مع ديانا، كان باسل ما يزال يمسح قميصه بالمناديل الرطبة ويتوعد سامر قائلاً:
" الآن كيف سأجلس في السيارة بهذه الرائحة ...؟ ماذا سيقول عني السائق ؟!! "

لم ينتبه لسامر الذي التقط له صورة وهو يحمل آمنة وقد تبدل مظهرهما الأنيق لآخر مزرٍ وأرسلها لشهامة ...

دقيقة وكان صوت شهامة يشق سكون الليل وقد أتاهم برسالة سريعة:
"ماذا فعلتم بالفستان ...؟ أين طوق الشعر ...؟ والحذاء لا تقل إنه ضاع أيضاً ...؟ "

كان عصام قد أتى من خلفهما وقام بضرب سامر على رأسه من الخلف ومع نظرات باسل النارية الموجهة له من الأمام كان قد أوقع نفسه بالفخ حقاً ....
سحب باسل الهاتف من يد سامر وسجل رسالة لشهامة يقول بصوت جاد وكأنه جندي خرج من معركة مصيرية :

" لقد تم إنقاذ الحذاء سيدتي .... "




انتهى الفصل الرابع والعشرون
قراءة ممتعة
بانتظار تعليقاتكم


ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-20, 09:26 PM   #926

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 38 ( الأعضاء 13 والزوار 25) ‏Maryam Tamim, ‏leria255, ‏lana maythn, ‏روماالدسوقي, ‏ميمو٧٧, ‏زهره الربيع2, ‏منال سلامة, ‏رانيا صلاح, ‏أمل و ترقب, ‏Dodowael, ‏الذيذ ميمو, ‏saviye, ‏كوريناي

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 28-09-20, 09:40 PM   #927

maram alsaeed

? العضوٌ??? » 440728
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 14
?  نُقآطِيْ » maram alsaeed is on a distinguished road
افتراضي

راااااائع....فصل يلامس الوجدان.
باسل بدأ يتعافى و يعود للحياة
مصعب و هيا وضعوا أقدامهما في الطريق الصحيح
شهامة تهرب من مشاعرها الوليدة
نورا و عامر حب يقاوم لينمو من جديد
وكالعادة نجم كل الفصول برأيي أحمد بحكمته اللا متناهية


maram alsaeed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-20, 10:08 PM   #928

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 43 ( الأعضاء 16 والزوار 27) ‏Maryam Tamim, ‏روماالدسوقي, ‏fatima hassan, ‏نرمين البنجي, ‏dmhum, ‏soso#123, ‏maram alsaeed, ‏كوريناي, ‏نهى محسن, ‏lana maythn, ‏ميمو٧٧, ‏زهره الربيع2, ‏رانيا صلاح, ‏أمل و ترقب, ‏Dodowael, ‏saviye

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 28-09-20, 10:12 PM   #929

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل رائع يا ميس ما تتخيلي كيف ضحكت على نهاية الحفلة وصورة آمنة وباسلكل المشاهد حلوة لي عودة بريفيو ان شاءالله

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 28-09-20, 11:07 PM   #930

رانيا صلاح
 
الصورة الرمزية رانيا صلاح

? العضوٌ??? » 395664
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 706
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رانيا صلاح is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
افتراضي

الفصل روووعة ملئ بالاحداث والمشاعر♥🥰🌺
باسل مازال في صراع مشاعر بين احساسه بالامتنان لعامر لاحتوائه لحمزة وتعويضه غياب الاب وبين جرحه لارتباطه بنورا وان كان يلوح ميله لاستيعاب دور عامر كما فعل هو مع آمنة

شهامة شغلاه ومش حاسس لسه مش مدرك مشاعره اللي بتتسرب لها منه

غصب عني ضحكت علي شهامة وهيا وهم عاوزين يستخبوا من مصعب بس الحمدلله هيا لمت الموضوع ومصعب منتظر امضاء العقد 🤣🤣

قمة الضحك و ديانا بتفتح الباب والعريس شايل بيبي وبوكيه وردx 😄😄

اهم حاجة اناقة الاميرة آمنة هي وسامر دويتو عسل وسكر 😂😂

طبعا ماينفعش اتغاضي عن المشاهد المؤثرة للاب اللى ضحي بنفسه لضعف الامكانيات وهو عمود بيته واساسها والسند والضهر تألمت لنظرة الطفل لعامر 💔

ومساعدة الابنة وخوف الام عليها من الشارع فى هذهx الظروف الصعبة

ومشاعر نورا طغت عليها بجدارة في الاول غيرة وانقلبت لعطف وحنان

لها حق سلوي تفخر بأولادهاوتخاف عليهم من العين

تسلم ايديكي ميس الفصل لذيذ استمتعت جدا♥♥♥


رانيا صلاح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رواية ظلال الياسمين

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:22 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.