آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
18-07-22, 01:20 AM
| #627 | ||||
| كاتبة في منتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوبطلة اتقابلنا فين ؟ومُحيي عبق روايتي الأصيل وابنة بارة بأمها 
|  أصابك عشق ........... الفصل الخامس والعشرون ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ تجرنا خطواتنا دون رغبة منّا نحو وادٍ سحيق قد لا نقدر الخروج منه وقد لا نملك الرغبة حقاً لذلك الخروج .. نقصد الهرب فقط .. مرت ثلاثة أشهر بالفعل منذ أن جاءت منهارة وخاسرة لكل شيء إلى هذا المكان , هنا حيث تعلمت أن تكون هي , تماما كطفلة حديثة العهد للحياة , تدربت أن تقول لا , أن تكون هي وليس ما يريده الآخرون منها , حيث أصبحت زوجة عقل الناصري .. الزوج الذي لم تقدر على الحفاظ عليه , اليد التي انتشلتها من الهاوية الي كانت بها لتضربها بقسوة ودون فهم لتعود غارقة في هاوية أكثر اتساعا , أشد ظلمة .. ووحدة .. رغم أنه لم يتخلى عنها تماما , فهو يطلب من غيث أن يأتي كل بضعة أيام ليتأكد أنها لا تحتاج لأي شيء . بدافع من الواجب ربما .. -كيف حالك ؟ نظرت لرسالة بيسان التي لم تتوقف عن مراسلتها ولا تمل من التواصل معها كل يوم , على الأقل لم تخطئ باختيار صديقتها ! -أنا حامل .. رسالة أخرى بعد أن فقدت الأمل منها بالرد على اتصالاتها , وسيليا فقط اعتصرت بطنها بألم ونزلت دموعها بصمت تبكي على طفل لم تشعر به حتى , عقل على حق .. هي لا تستحقه وقد فقدت طفله الذي كان من الممكن أن يكون السبب الوحيد لغفرانه لها كلماتها المسمومة . تركت بيسان هاتفها جانبا بينما تلوم كميت بنظراتها رغم أن لا ذنب له بما يحصل فهو لا يوفر فرصة إلا ويسأل عقل عن عقابه لسيليا ومتى سينتهي كل هذا .. شدت لحافها على جسدها من البرد .. بينما تراقبه يعمل على حاسبه الشخصي حتى في المنزل , عاد عقل للعمل ومستمر بحياته ليس وكأن هناك شيء حصل أوهذا ما تشعر هي به على الأقل .. -سيليا لا ترد عليّ أخبرته بحزن , فتنهد وترك العمل ملتفتا لها يخبرها بتلقائية -ردت عليك بالأمس اعترضت بقوة -لكن ليس اليوم وبالأمس لم تكن بخير. زفر كميت أنفاسه بيأس من الحديث الذي لا طائل منه وأخبرها بكل صدق -لن أتتدخل مجددا في الأمر يا بيسان , عقل يصبح مجنونا حيما أحادثه بالأمر وأنا لا حمل لي بالعمل لوحدي , إنها حياتهما وكلاهما راشدان , كان جديرا بسيليا أن تحاول أن تمضي قدما بحياتها طالما أنها قالت ما قالته لعقل .. عليها أن تتحمل مسؤولية نفسها وكلماتها .. لم ترد بيسان عليه تعرفه أنه على حق لكن الأمر فقط مؤلم أن ترى صديقتها الوحيدة محطمة بهذا الشكل . -بدت لي مريضة .. قالت بهمس وسمعها ليتجه نحوها يتمدد قربها على السرير ليشد اللحاف حولهما يدفئها بجسده -كوني أنت بخير وهذا ما يعنيني في هذا العالم .. ابتسمت بضعف تسند رأسها على كتفه بحب, تتمنى لو كانت سيليا تلقى ذات الحب الذي تلقاه , ولكونه أحس بحزنها قال محاولا تعدل مزاجها -يمكننا زيارتها الأسبوع المقبل , عندما يعود عقل من العشيرة .. -ما الذي يفعله هناك ؟ التفتت له بسرعة وذعر , لا تعرف لما بكل مرة يخبرها كميت أن عقل عاد لعشيرته ستسمع نبأ زواجه ! -عمل . اختصر كميت ولا رغبة له بالحديث عنه على الإطلاق . ومع ذلك همست بيسان بمخاوفها من الأمر -لا أعرف كيف ستكون ردة فعل سيليا على الأمر ! أبعد كميت رأس بيسان عم كتفه وأدارها لتواجهه رغبة منه بإنهاء أي نقاش يتعلق بهذه القصة -أمر كهذا ليس بعيدا كل البعد يا بيسان , بل هو قرار يكفي أن يأخذه جد عقل بشكل جدّي حتى يصبح قيد التنفيذ ولو كسر عقل الدنيا فوق رأسه , أما سيليا فيجدر بها أن تكون أقوى .. أحاط وجهها بكفيه بنظرة معتذرة -إنه من صنع يدها يا بيسان , منحها عقل كل شيء لتتخطى ما كانت به , صديقتك من تحب رثاء النفس وأكبر دليل ما تفعله الآن .. قبلها على جبينها بحب هامسا -دعينا نفكر ببعضنا فقط وبطفلنا القادم , لا دخل لنا بمشاكلهم التي لن نقدر على حلها أبدا . وهو على حق فلا هو ولا بيسان يقدران على إعطاء حل واحد فقط لما يجري حولهما , لكانت أصلحت الأمر منذ معرفتها بها ! ومع ذلك بتردد قالت -أريد التحدث مع عقل لمرة أخيرة .. ضحك كميت بصخب على طلبها الهامس وعيناها البريئتان اللتان تناظرانه في هذه اللحظة بكل وداعة وقرص أنفها -أنت لست من معجبي عقل ولا يسعني تخمين ما تريدين قوله له , أذكر أنك تجنبت توجيه الكلام له مسلّمة تلك المهمة لي منذ كانوا في المشفى فما الذي تغير .. هزت بيسان كتفيها الرقيقتين من تحت الغطاء وأخبرته بعجز -إنها مجرد محاولة أخيرة حتى لا يأكلني الذنب .. -لا لا لا نفى بسرعة يحثها حتى تستلقي بقربه -لا ذنب لنا على الإطلاق بما يجري , وكما قلت لك إنها فقط قرارات سيليا التي أخرجتها على الشخص الخطأ , ثم هي كرامة عقل ! هز رأسه يذكرها -فقط فكري بكرامته ومكانته وحين تأتي زوجته التي ساعدها كثيرا بدافع الحب وتخبره أنه مجرد حجر , حقيقة أستغرب أنه لم يقتلها .. ثم أطلق ضحكة صاخبة من مجرد التفكير بشكل عقل وشخص ما يخبره أنه مجرد حجر للوصول , وبيسان نظرت له مذهولة -عقل يحبها ؟ ما الذي تقوله أظن فقط أن سيليا أحبته بغباء .. وأكد كميت -بل أحبها بغباء يا بيسان لكنها لم تمنحه الفرصة ليبين لها هذا الحب . نظرت له باستنكار من كلماته .. ومجددا قال بثقة -أنا رجل عاشق يا حبيبتي كوني متأكدة من أنني قادر على كشف رجل عاشق .. وليزيدها تأكيدا سألها -لما لم يحدث طلاق حتى الآن ؟ -لكنه هجرها جادلته -عقاب ... وصدقيني أنه عقاب سهل جدا يصدر عن شخص مثل عقل , دعي الأمر للوقت وستتأكدين من ذلك , ما زال عقل لا يستوعب كمية الكلام الذي ألقته سيليا في وجهه .. وأضاف بلطف -أنا أعرف عقل يا بيسان , زوجته الأولى ضحت بنفسها من أجل أن تمنحه طفل , وزوجته الثانية لم تحتفظ بطفله .. -ليس بيدها ! دافعت بيسان عنها بقوة -ومع ذلك , يحتاج أن ينسى أي رجل مكانه سيحتاج الوقت خاصة بعد ما قالته ما الذي يؤكد له ذلك بعد كلماتها السامة .. تنهدت بيسان وحشرت نفسها بصدر كميت أكثر -ومع ذلك مكالمة مع عقل لن تضر ! كان الوقت متأخرا بعض الشيء نظر كميت لساعته وقال -غدا .. غدا هاتفي عقل وأخبريه ما تريدين قوله ... وشد ذراعه حولها -أما الآن دعينا نحصل على بعض النوم لا بد أن صغيرنا منهك من السهر في الداخل .. ................. كان عقل في مكتبه الخاص صباح اليوم التالي مما أثار استغراب كميت الذي اعتقد أنه سيتأخر في العودة عندما دخل عليه كان غارقا في الأوراق مع عقدة بين حاجبيه , كميت متأكد أنه لم يترك أي عمل خلفه فما الذي يركز عقل فيه لهذه الدرجة ؟ وحين اقترب لم يقدر منع نفسه من إطلاق ضحكة صاخبة جعلت عقل يزيد عبوسه وانزعاجه -ما الأمر ؟ سأله بغلظة ليرفع كميت كفيه يهدئه -لا شيء , لكنني لا أقدر على تخيل عقل الناصري مركزا في محاضراته في مكتبه الخاص بالعمل . زفر عقل بتعب -إنه امتحان التخرج ألا تجهز نفسك ؟ -بالطبع .. أكد كميت -لكن في البيت , بيسان كذلك تصر على التخرج قبل أن تغرق في واجباتها كأم . رقت نظرات عقل وتذكر ابنته التي لم تعرف ما هو اهتمام الأم للحظة واحدة في حياتها ! جلس كميت وتنحنح مقررا أن يجرب للمرة الأخيرة من أجل بيسان فقط -أخبرني يا عقل , ألا تنوي أن تتكلم مع سيليا ؟ لم يرد عقل عليه بل عاد لدفن وجهه في محاضرته , ليصر كميت -أخبرتني بيسان أن حالتها سيئة , سمعت عن كونها مريضة . شد عقل قبضته وقد أحس رغما عنه بألم في صدره وانتبه كميت لذلك -أنت تحبها أليس كذلك ؟ سأل ليتأكد فقط , فابتسم عقل بحزن , تعاطف كميت معه وأحس أن هذه هي اللحظة المناسبة للحديث -يكفي عقابا يا عقل , أنا واثق أن سيليا قد تعلمت درسها ومن الواضح أنها نادمة , أنت تؤلم كلاكما , إن كنت لا تريدها يمكنك فقط أن تنهي الأمر وترسل لها ورقة طلاقها . كان وقع كلمة طلاق غريبا على عقل , هو لم يفكر بالأمر من هذه الناحية! واعترف بضعف -لا أريد خسارتها يا كميت , لكنني حين أتذكر كلماتها أشعر بالغضب . -انسى ما قالته كميت أخبره بثقة -أنا واثق أنها لم تعن كلمة واحدة مما قالته , أنت أخبرتني عما حصل ألم تفكر أن ما قالته مجرد كلمات غبية تدافع بها عن نفسها ؟ وعقل تنهد بعمق -هذا ما يزعجني أنها لم تمنحني فرصة واحدة للحديث بل قررت أنها حصلت على ما يكفيها مني .. -إذن ؟ تساءل كميت للمرة التي لا يعرفها .. لم يملك عقل الوقت حتى يرد على كلماته إذ وعلى غير العادة تلقى اتصالا من وعد , جعله يرفع حاجيه باستغراب مفكرا لحظة قبل أن يرد وما إن فعل حتى وصله صوت وعد الباكي -سيليا لم ترد عليّ منذ يومين ماذا فعلت بها ! دافع عقل عن نفسه في الحال -لم أفعل أي شيء ! ولم تسمح له بالحديث حين أكملت مترجية -اعتادت أن ترد عليّ برسالة أو أن تجيب حتى لو تقل شيئا , لكنها لا تفعل منذ يومين , كانت مريضة طلبت منها العودة ولم تعد افعل شيئا يا عقل أعد لي ابنتي ارجوك .. أغلقت الخط بيأس وقد كان واضحا أنه خيارها الأخير , لم يمنح الفرصة لكميت حتى يسأله عما يحصل , فقد غادر مسرعا يتصل بغيث يسأله عن أحوال سيليا ولعجبه أخبره أنها طلبت منه ألا يأتي حتى تتصل به ! حينما ركب سيارته هائجا ركب خلفه على الفور بضعة رجال من مرافقيه , والذين قلقوا ما إن رأوه ينطق بسيارته دون أي كلمة ! ربما كانت الطريق أطول من أي مرة يقود بها متجها نحو الشاطئ ! أو أن القلق قد أكله حتى وجدها كذلك وداخله غضب بدأ يتشكل من قلة مسؤوليتها ! ....................... تنهدت بعمق بينما تحث خطاها بإرهاق نحو الشاطئ لتجلس على صخوره , البحر هنا مرتفع الموج , شاطئ صخري .. ضع قدمك في المياه وستجد أنك غارق لا محالة إن كنت لا تجيد السباحة .. ارتسمت ابتسامة باهتة على شفتيها حينما تذكرت أنه لم يصدقها لأول مرة حين أخبرته كونها لا تجيد السباحة .. نظراتها التائهة تراكضت تلاحق الأمواج التي دخلت في سباق في الوصول لها .. أن رمت نفسها الآن‘ هل سيظهر فجأة ويسحبها كما فعل مرة ؟ لكنه ليس هنا ... فكرت بقهر وهي تسعى لمحاربة دموع شوقها .. غرقت في بحر الهوى .. فأيهما أصعب .. الموت غرقا أم الموت حبا ؟ بتعب أراحت جسدها على الصخر تسمح للمياه المالحة أن تبللها .. لأول مرة , منذ جاءت إلى هنا تشعر بالهزيمة .. بالضعف والخذلان , تعترف بتوهان .. أنها فشلت .. لن تقدر أبدا على الحفاظ على حبها ..تأخرت , تأخرت في المطالبة به حتى فقدت الحق بالحصول عليه .. ضربة قوية لغرورها .. كبريائها وكرامتها .. وطعنة قاتلة لقلبها .. هي ضعيفة , أكثر من أية مرة تظاهرت فيها بالقوة كذبا .. (سأنتظرك .. أنا أحبك ..لن أغادر هذا المكان حتى تعود لي .. أنت تحبني كذلك تحبني جدا ولا تحب غيري , لننسى كل ما حدث فقط ولنبدأ من جديد ..) توسلاتها كلها لم تشفع لها .. رحل بكل برود من أمامها ..كأنها لم تقل شيئا , فلم يعد يصدقها .. تاركا إياها خلفه تنتظره منذ أشهر .. أشهر طويلة مرت عليها كأعوام لا تنتهي , لا تصدق مدى القسوة التي يمكن أن يصل لها قلبه حتى وهو يحبها , فكيف لو كان يكرهها ؟ جسدها المرهق من الوحدة والقسوة والبرد , لم يملك القوة ليبقى جالسا , رغم أنها تحاول أن لا تفقد توازنها , كانت تدرك ضرورة عدم القدوم للشاطئ اليوم تحديدا , مع هذا الموج المرتفع الذي بللها ومع السماء المنذرة بعاصفة قريبة , ومع حرارتها المرتفعة بفعل مرضها , يجب أن تكون أكثر حرصا على نفسها في انتظاره .. لكن المرض والضعف تسللا لجسدها حتى تملكاه فما قدرت على مقاومته وهي تهوي على جانبها , كمن فقد روحه .. لتضرب الأمواج وجهها بقسوة .. حاولت .. جمعت كل قواها كي تسند جسدها فتسحبه خطوات للخلف .. لكنها أضعف من أن تستمر بذلك قبل أن تقع بلهاث , وجهها الأحمر من الحرارة يناقض تماما برودة المكان الذي هي فيه .. كان يجب أن تمل من انتظاره قبل أشهر .. هو لن يعود .. لن يعود.. على هذه الفكرة سمحت لما بقي من عقلها الواعي أن يهوي في الظلام , فحتى الموج والرعد لم يكونا قادرين على إفاقتها .. وحيدة , في الشتاء على الشاطئ المهجور الذي لن يقصده أي عاقل شتاءً بسبب سوء الطقس في تلك المنطقة بعكسها في الصيف .. البيت الوحيد الذي كان مضاءً على طول الشريط الساحلي الذي يعج بالبيوت كان بيت عقل الناصري الذي ابتاعه لأجلها فقط .. عندما علم صدفة أنها تحب البحر .. فهل كان يعلم أنه يشتري نهايتها ؟ هي سيليا علي حسن .. مهجورة ..غارقة ...دون أن يعلم أحد بها .. ليتها ظلت فقط قليلا محافظة على وعيها , لكانت رفعت رأسها حين تسمع صوت سيارة مجنونة بينما من يقودها نزل بجنون وخلفه عدة سيارات قد توقفت معه لينزل منها كذلك الكثير من الرجال ببذلاتهم السود التي تعطيهم رهبة وتشير لكل من يراهم لا تتجرأ على الاقتراب , كان قد علم بمرضها , لأنها كانت تتصل بوالديها كل يوم عرف ذلك من والدها , لكنه لم يتحمل .. حينما مر الأمس دون أي اتصال , وأمها الباكية أخبرته أنها لا تجيب على أي من اتصالاتها ورسائلها .. كان الغضب قد تملك منه بالفعل , هو لا يريدها ضعيفة لتنتظره بعجز دون فعل شيء كل هذه الفترة , لكنه كذلك لا يريدها أن تستعمل حيلة كهذه لتجره إلى هنا .. لا يريد أن يسامحها , حتى وإن كان حبها يسكن كل خلية من جسده .. لا يريد أن يمنحها السماح بسهولة.. عبس ليزيد غضبه حين رأى الباب مفتوحا بعد أن تسلق درجات السلم الدائري الشكل بسرعة , ينكر لهفته للاطمئنان عليها .. وينكر دقات قلبه المرتجفة القلقة .. هي لا تستحق.. ملامحه السمراء كانت مكفهرة كما السماء التي بدأت تمطر في هذه اللحظة ’ شعره بالفعل قد تبلل ملامسا كتفيه قبل أن يصل للباب .. تمطر بغزارة , عيناه الحادتان جالتا في الصالة حينما دخل من الباب مباشرة .. -سيليا .. هدر باسمها ليتردد صدى صوته في المكان مع صوت أنفاسه اللاهثة .. وضع كفيه على خصره ينتظر خروجها من إحدى الغرف , وقد طغى طوله وشغل حيزا في المكان .. شيء كان ليكون خطرا على قلبها المتيم لو رأته .. لكنها لم تظهر ولم ترد .. -سيليا .. هتف مناديا للمرة الثانية , ليخرج هاتفه من جيبه منتبها لرطوبته , جففه بالستارة القريبة منه والتي كان يلاعبها الهواء العاصف بخشونة لا تناسب نعومتها الحريرية , إن كان الباب مفتوحا فلا بد أنها بالخارج عالقة في مكان ما .. هذا الاتصال هو الأول منذ أشهر , رؤيته كانت لتنعش قلبها بالفعل .. لكن لعجبه صدح الصوت من الداخل .. من الصالة بالضبط ليسير بعبوس نحو الطاولة في منتصف الصالة حيث يرن هاتفها وحيدا بعيدا مهجورا بدوره من صاحبته , ليرفعه ناظرا لكم الاتصالات الهائلة عليه .. ازداد تنفسه خشونة ليترك كبرياءه جانبا راكضاً نحو غرفة النوم يناديها .. ربما هي مريضة بالفعل لا تكذب , لا تخدعه .. ولم تكن هناك .. بحث في البيت بأكمله ولم يجدها , ليهب واقفا على الباب مجددا مناديا باسمها لكن لا مجيب .. قلبه ضرب بقوة , ولأول مرة منذ عرفها وحتى الآن تصل مشاعره نحوها درجة الخوف , لقد اختبر كل الدرجات عداها ! كم كانت فنانة بإغراقه في الكثير حتى ما عاد يريد المزيد ويسعى للنجاة . -ابحثوا عنها .. هدر برجاله الذين ينتظرون إشارة منه لينتشروا في المكان منفذين أمره رغم العاصفة التي خيمت بكل غضبها على المكان ... بينما هو قادته خطاه دون دراية منه .. إلى مكانهما الأوحد حيث اعتادا الجلوس قبل أن تدمر هي كل ما كان بينهما .. حيث أجمل ذكرياتهم .. وأكرهها على الإطلاق ..! ليقصف صوته مغطيا على صوت الرعد وقد لمح قامتها المتمددة على الصخر بينما الأمواج تضربها بكل قسوة .. كان يركض كالمجنون يسابق روحه في الوصول لها لا يصدق ما تراه عيناه , هو قاس .. صلب كما الصديد في العقاب , لكنه مطلقا لا يريد خسارتها .. لا يريد كسرها فقط معاقبتها بقسوة .. وقد كسرت شيئا داخله يحتاج الكثير حتى يقدر على إصلاحه.. رجاله انتبهوا ليركضوا نحوه بقلق عليه .. الصخور زلقة وهو غير حذر أبدا لا يهتم سوى بالوصول لها .. -سيليا .. وصل لها أخيرا ليسحبها بقوة بين ذراعيه غير مصدق لحالتها , لم تكن تلك المغوية التي سحرت عينيه , ولا تلك الشرسة التي أقلقت قلبه , ولا تلك الطفلة التي تستفز رجولته لحمايتها ولا حتى الأنثى التي سعى جاهدا لتدليلها حتى يتمتع بكل لحظة حصل فيها على امرأة حقيقية بين ذراعيه وجهها شاحب شحوب الأموات , بالكاد تتنفس , شفتاها زرقاوان ..جسد لا حياة فيه .. وهذا قتله ليصرخ بقهر يشحذ قوته محاربا وحوشه التي ضعفت برؤية ضعفها ونهض بها ليسعفها .. -سيليا ..! ......................... التعديل الأخير تم بواسطة Fatima Zahrae Azouz ; 13-02-23 الساعة 02:35 PM | ||||
|  |
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
97Likes
العرض العادي
