30-03-20, 04:19 PM | #1 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| سبام _ أحمد خالد توفيق في كل صباح أفتح بريدي الإلكتروني وأبحث بسرعة بين العناوين.. هناك ذلك العدد القانوني الإجباري من زوجات الزعماء الأفارقة اللاتي توفي أزواجهن بعد ما سرقوا عدة مليارات من الشعب، وهؤلاء الزوجات اخترنني أنا بالذات من بين سكان الكرة الأرضية كي أقاسمهن هذا المال المسروق لأنهن يتوسمن فيَّ الأمانة ولأنني أوحي بالثقة.. طبعاً لابد من مسح هذه الخطابات ومنعها من الوصول، لكن العنوان يتغير في كل مرة على كل حال.. هناك خطابات من (جينا وصاحباتها) يؤكدن لي أنهن رأين صورتي وأنهن وجدنني وسيماً لدرجة لا تصدق.. تعال لتقابلنا في الموقع الفلاني.. طبعاً (رأيناك) و(وسيم) كلمتان تدلان على تناقض مخيف.. كأن تقول (برد حار) أو (شمس مظلمة) أو (فقر فاحش).. امسح. امسح.. هناك النداءات الحارة من طراز (تعال لترى الفنانة الفلانية عارية) أو (شاهد المطربة العلانية تنزع ثيابها الداخلية).. حتى تشعر بأن الفنانات العربيات لا يفعلن شيئًا سوى أن أن يتعرَّيْن أمام الكاميرا، فلو جربت أن تدخل على سبيل (الفضول العلمي) لوجدت نفسك مطالبًا بالتسجيل في منتدى اسمه (فضيحة) أو (كشف المستور) حتى يحق لك أن ترى هذه الصور.. امسح. امسح.. يطلقون على هذا النوع من الرسائل اسم (سبام Spam) وبصراحة لم أجد لها معنى في القاموس سوى نوع من لحم الخنزير المعلب، لكنها تعني إغراق الإنترنت بنسخ من رسالة واحدة غالباً ما يكون محتواها إعلاناً عن منتج رديء أو طريقة زائفة للثراء.. | |||||||||||
30-03-20, 04:20 PM | #2 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| من ضمن ''السبام'' الشهير تلك الرسالة التي تقول لك وهي تلهث: ''لقد عرفنا أن شركة ''هوتميل'' سوف تلغي خدماتها المجانية.. أرسل هذه الرسالة لعشرة من أصدقائك كي تعرف الشركة أن حسابك نشط''• تلقيت هذه الرسالة منذ عشر سنوات وبدا لي المنطق سخيفًا، هل الشركة عاجزة عن معرفة إن كنت تستعمل حسابك أم لا؟.. لماذا إذن يتم إلغاء الحساب لو لم تستعمله لمدة ثلاثة أشهر؟.. هل لابد من هذه الطريقة الطفولية؟.. لكن الذعر المعتاد من أن أكون الأحمق الوحيد جعلني أرسل لشركة (هوتميل) رسالة مهذبة: ''هل تنوون خراب بيت من لا يرسل الرسالة إلى عشرة أشخاص؟''.. فكان ردهم أكثر تهذيباً: ''لا تكن حمارًا.. لا تصدق هذه السخافات''• هكذا نسيت الأمر، لكن الأمر لم ينسني... في كل يوم يصلني خطاب من صديق يحمل عنوان (تحذير مهم).. هنا يتجمد الدم في عروقي وأفتح الخطاب لأجد من يقول: ''لقد عرفنا أن شركة (هوتميل) سوف تلغي خدماتها المجانية.. أرسل هذه الرسالة لعشرة من أصدقائك كي تعرف الشركة أن حسابك نشط''.. أمسح الرسالة فأجد بعدها عشر رسائل أخرى كلها تنذرني بالويل والثبور: ''ألم تعرف أن شركة (هوتميل) سوف تلغي .... الخ.. الخ...؟''• | |||||||||||
30-03-20, 04:22 PM | #3 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| أرد على من أرسل لي الرسالة أطمئنه، لكني نسيت أنه أرسل رسالته لعشرة وهم جميعًا أرسلوا لمائة آخرين... هذه متوالية أبدية لن تتوقف أبدًا.. لا يوجد ما يمنع أن تستمر هذه الأكذوبة إلى يوم الدين.. الآن فقط وصلتني رسالة من صديق عزيز يحذرني من أن هناك خطرًا داهمًا ينتظرني.. قمت بفتح الرسالة فوجدته يحذرني من أن (هوتميل) سوف..... في طفولتي وصلتني رسالة ممن يزعم أنه خادم مسجد الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأن علي أن أنسخ عشر نسخ من هذه الرسالة وأرسلها لضحايا آخرين وإلا حل بي الخراب ومت ، أو مت ثم حل بي الخراب، وهكذا سهرت ليلة كاملة أنسخ الرسالة وأبكي لأن نحسي جعل الرسالة تقع في يدي بالذات، وقمت بتوزيعها في المدرسة اليوم الثاني، وبعد أسبوع رأيت شيخًا فاضلاً على شاشة التلفزيون يؤكد أن هذه الرسالة لعبة سخيفة لا أساس لها من الصحة ولا لوم على من تجاهلها تمامًا... الغريب أن هذه الرسالة ما زالت تصلني على بريدي الإلكتروني حتى اليوم!... تطور الأمر منذ النسخ اليدوي حتى ظهرت آلة تصوير المستندات ثم ظهرت الإنترنت، لكن الرسالة مستمرة، ومن الواضح أنها ستظل تنتشر حتى في عصر الرسائل الأيونية البيولوجية.. نعم لا سبيل للقضاء على (السبام)، إنه مستمر إلى الأبد، ولسوف تأتي دومًا أجيال لم تسمع عن الأمر وتأخذه بجدية.. على كل أنا أنصحك بأن تنسخ هذا المقال وترسله عبر الإنترنت لألف واحد من أصدقائك.. أنت حر في أن تفعل أو لا تفعل.. فقط أذكرك أن من لم يفعلوا هذا صار لونهم أخضر، ونبتت لهم عين ثالثة، وتساقط شعرهم، وصاروا ينطقون حرف الجيم سينًا.. ليت هذا كل شيء.. لقد فوجئوا بأن شركة (هوتميل) ألغت بريدهم المجاني كذلك!... أنت حر وقد أعذر من أنذر.. د. أحمد خالد توفيق | |||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|