30-03-20, 07:48 PM | #1 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| البطل _ قصة قصيرة كان ذلك الزقاق مظلماً على نحو مخيف، حتى ان ركبتي ( فتحي ) راحتا تصطكان في قوة، وهو يعبره، في حين راح هو يلعن ذلك الملل الذي دفعه إلى إبدال مساره المعتاد الذي يقطعه يوميا – منذ ثلاث سنوات – عائداً من عمله إلى منزله .. وفي تلك الساعة المتأخرة بدا له كل شيء مرعباً، الظلال التي تلقيها صفائح القمامة، صوت الحشرات .. حفيف أوراق قديمة تطيرها الرياح .. كل شيء بدا له مخيفاً .. وفجأة سمع صوتاً يأتي من خلفه .. وتجمدت أطرافه .. وهمس في صوت مرتجف : - من .. من هناك ؟ وتحرك شيء ما في عنف .. ولم ينتظر ( فتحي ) .. انطلق يعدو كالصاروخ، وقد صوّر له رعبه ذلك الشيء شبحاً رهيباً أو جنياً مخيفاً .. وعبر الزقاق كله في عدد محدود من الخطوات، بالسرعة التي ينطلق بها، وفجأة مع وصوله إلى نهاية الزقاق، ارتطم بشخص ما في قوة وسقط معه أرضاً.. وسمع ذلك الشخص يطلق سباباً بذيئاً، ورآه يستل مدية كبيرة فقفز محاولاً الفرار، إلا أن قفزته جاءت ضعيفة فتعثر وسقط فوق ذلك الشخص مرة أخرى، وسمعه يشهق في ألم ثم تخمد حركته.. وفجأة هتفت سيدة : - أيها البطل .. لقد أنقذتني من ذلك اللص الوضيع وهتف رجل : - أنت أشجع من رأيت في حياتي كلها وفي الصباح التالي كانت صوره تتصدر الصحف مع وصف مستفيض لشجاعته وجرأته، وذلك الاسلوب البطولي الذي واجه به المجرمين الخطرين على الأمن، عندما حاول هذا الأخير سرقة سفير دولة عربية صديقة وزوجته بالإكراه .. وراج الجميع يهنئونه على شجاعته وبطولته، واكتفى هو بابتسامة هادئة زادت من احترام الجميع له ومنحته مظهر بطل اعتاد البطولة .. أما في أعماقه فقد كانت هذه الابتسامة تحمل هيئة ضحكة ساخرة كبيرة، فهو وحده يعرف حقيقة البطل .. ولكنه لم يكشف السر أبداً.. لقد احتفظ به في أعماقه مع قرار حاسم اتخذه بعد ذلك الحادث مباشرة.. لقد قرر ألا يعبر ذلك الزقاق المخيف. لن يعبره مرة ثانية .. أبداً .. ________________ (د. نبيل فاروق ـ كوكتيل 2000 ـ بدوية رقم 4) | |||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|