آخر 10 مشاركات
عاطفة من ذهب (123) للكاتبة: Helen Bianchin (الجزء الأول من سلسلة عواطف متقلبة) كاملة (الكاتـب : salmanlina - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          ياعصيّ القلب *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Nareman fawzy - )           »          بريّة أنتِ (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          في ظلال الشرق (20) -شرقية- للكاتبة الرائعة: Moor Atia [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          بين نبضة قلب و أخرى *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          ثارت على قوانينه (153) للكاتبة: Diana Palmer...كاملة+روابط (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          نصال الهوى-ج4من سلسلة لعنات العشق-قلوب زائرة-للكاتبة:إسراء علي*كاملة+رابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عيون لا تعرف النوم (1) *مميزة & مكتمله * .. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > سلاسل الروايات المصريه > منتدى سلاسل روايات مصرية للجيب

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-04-20, 07:39 PM   #1

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
Icon15 30 ثانية ( تجربة الموت يوميا )


"عندي قدرة غريبة.. لو لمست جسم أي شخص ميت بشوف بعيونه آخر 30 ثانية له في الحياة.. بعيش لحظاته الأخيرة كأني مكانه بالظبط..
أنا جربت شعور الموت أكتر من 94 مرة في حياتي؛ بعيون أشخاص مختلفين.. وأظن ده معادي المناسب لمقابلة الموت بنفسي؛ مش محمي ورا جسم تاني فارقته الروح.. الموبايل في إيدي الشمال، المسدس في إيدي اليمين؛ متثبت على راسي، غمضت عيني وشغلت الـstopwatch على 30 ثانية.. أول ما يخلصوا هدوس الزناد.. مش عايز حد عنده نفس القدرة بتاعتي يلمسني بعد ما أموت ويعرف أي حاجة عني.. مساء الخير أنا عيسى النوري."

الموضوع بدأ بفكرة غريبة من دكتور "إلياس عزيز".. واللي جمع فريق من الأطباء النفسيين وأخصائيين المخ والأعصاب، وقدر بعد سنين طويلة، وملايين اتصرفت إنه يطور مشروع "30 ثانية" والمشروع كان عبارة عن جهاز حجمه كبير نسبيًا، بيتوصل طرفه براس جثة متوفية من وقت قريب، والطرف التاني براس شخص لسه عايش..

الجهاز فكرته بسيطة؛ بينشط الخلايا العصبية للأجسام الميتة من أول وجديد بنبضات كهربية دقيقة جدًا، وبيعيد ترتيب نفس الـpattern اللي حصل قبل الوفاة.. يعني باختصار الجهاز بيترجم الإشارات الكهربية في جسم المتوفي لأحداث وذكريات يقدر الشخص اللي متوصل معاه إنه يشوفها.

"فاضل 20 ثانية وأنتحر."

الموضوع يبان سهل وخيالي بس الجهاز تركيبه معقد، ولازم عملية التوصيل تتم في غرفة معينة معزولة كهربيًا.. ولازم تكون تحت إشراف دكتور من فريق "إلياس".. لأن ببساطة الجهاز بيخلي جسم الشخص اللي عايش ضعيف جدًا تجاه أي إشارة كهربية غير الإشارة الصادرة من الميت.. لأن أي زيادة ممكن تدمر الخلايا العصبية للمُستقبِل أو على الأقل تعمل شوشرة والجهاز ميشتغلش بشكل كويس.

"فاضل 10 ثواني."

الجهاز عمل ثورة في عمل الشرطة، جرايم قتل كتير كان مستحيل نعرف مرتكبها من غيره.. وبصراحة كمان الجهاز عمل تغيير جذري في مسيرتي كضابط شرطة برتبة "موظف".. لأن دكتور إلياس اكتشف إن مش أي حد بيقدر يستقبل الإشارات من الجثث المقتولة ويتعامل معاها، قال لي إن 3 ضباط بس في مصر اللي عندهم الطفرة دي في أدمغتنا، الطفرة اللي بتخلينا بمساعدة الجهاز نترجم الإشارة الكهربية لذكريات مدتها 30 ثانية.. ولحد ما يطور الجهاز مفيش حد غيرنا إحنا الـ3 يقدر يتعامل مع الجهاز.. وتقريبًا دي هتبقى لعنة حياتي.

"كل حاجة كانت ماشية كويس، لحد ليلة اغتيال الوزير."

الليلة دي صحيت على مكالمة من دكتور إلياس شخصيًا، طلبني أروح له بسرعة لأن فيه وزير حكومي اتقتل، والقضية وصلت للرأي العام، ولازم نوصل للقاتل بأسرع وقت.. وعلى عكس العادة لقيت دكتور إلياس بنفسه هو اللي بيشرف على عملية العزل وبيوصلني بجثة الوزير، معرفش لما أوصل 70 سنة زيه هفضل محتفظ بشغفي للشغل ولا لا.. بس أنا زهقت من وأنا لسه نقيب!

- عايزك تركز كويس يا عيسى وتستغل كل ثانية من ال30.. ده وزير مش أي حد..
- طالما اتوصل بالجهاز مكان الميت، يبقى "جثة" زي أي جثة.
- الرئيس بنفسه متابع اللي بيحصل، وتقريرك هيترفع له بشكل مباشر.
- ولما الموضوع جد كده مكلمتش المقدم "سامح فودة" ليه؟ مش بتقولوا إنه أشطر مني في قراية الجثث؟
- "سامح فودة" في مهمة برة مصر، ومش وقت مشاعر شخصية.
- طيب أوصف لي مسرح الجريمة.

بدأ دكتور إلياس يوصل أقطاب الجهاز بدماغي، وجهِّز حقنة مخصوص لجهازي العصبي بتخليه حساس لأي موجة من جسم الوزير.. وهو بيحكي تسلسل الجريمة؛ الوزير كان قاعد في غرفته بيقرأ الأخبار زي صباح كل يوم مع كاس نبيت أحمر، اتأخر في المكتب عن المعتاد..

أهله طلعوا لقوه ميت، الطب الشرعي بيقول ضربة على الراس الميت بتمثال معدني موجود في مكتبه، الكاميرات كانت متعطلة، الحراس كانوا أجازة، مفيش حواليه غير أفراد أسرته وخادم عجوز كان بيرعاه.. الغريب إن أفراد أسرته ماحولوش ينفوا عن نفسهم التهمة، كلهم بيتكلموا عنه بشكل سلبي، وكل واحد فيهم عنده للقتل بدل الدافع 3..
مسح "إلياس" مكان الحقنة وقال لي بهدوء "ثواني ونعرف الحقيقة".

غمضت عيني، سمعت خطوات دكتور إلياس وهو بيقفل باب غرفة العزل، وفجأة الجهاز اشتغل..
نفس الشعور بالضعف كأني متخدر، دي مرحلة تفريغ الشحنات اللي دكتور إلياس شرحها لي في أول يوم ليا.. بعدها شعور بالوجع كأن جسمي كله بيتشك بإبرة رفيعة، إبر رفيعة في كل مللي من جسمي بتنخر فيه، كل إبرة بتحاول تخرج مني، وبتشك كل حاجة في طريقها، ثواني والألم ينتهي..

دلوقتي بقيت في جسم الوزير وبشوف بعينيه آخر 30 ثانية عاشها.. مش محتاج أقول لك إن الرؤية بعيون الميت مبتكونش واضحة 100%، بيبقى فيه تشويش كبير على التفاصيل..
مبحبش أعيش في أجسام كبار السن عشان الفرق في النشاط بيكون مفاجئ.. التنفس صعب وتقيل، طعم النبيذ مُر على لساني، قرايتي بطيئة ونظري ضعيف، معظم الحروف في شاشة التابليت تايهة.. غالبًا دي أطول 30 ثانية هعيشها.. بهدوء دخل الخدام العجوز بص لي في عيني بشكل مباشر، الخوف باين عليه، دي مش بصة خدام خايف مني، دي بصة حد عارف إني مستحيل أقدر أعاقبه على جرأته دي.. الخدام خايف من حاجة أكبر بكتير من سلطاني السابق.

كل حاجة بعد كده حصلت بسرعة.. التمثال نزل على راسي، الضربة تقيلة فعلًا، وراسي مستحملتهاش، وقعت، حسيت بسخونة دمي على راسي.. الخدام خرج بخطوات سريعة.. ممسحش بصماته لأن طبيعي تكون موجودة في كل مكان.. بدأت أحس بآخر إحساس للوزير، أنا مش غضبان من الخدام، بالعكس أنا عاذره، فيه شعور بالذنب رهيب مسيطر عليا، بحاول أفتكر أكبر قدر ممكن من الذكريات قبل ما روحي تطلع، كأني بحتفظ بذكريات حياتي وملخصها في فيلم..

خليني كـ"عيسى" أقول لك سر؛ آخر 5 ثواني هما أعظم جزء في الرحلة جوة عقل الأموات، وهما اللي بيخلوني حابب الرحلة المتعبة دي.. شعور عظيم بالخفة، مفيش أصلًا مفهوم للمادة ولا للكتلة، كل حاجة بسيطة، كل المشاكل اتحلت، كل حاجة انتهت.. شعور لذيذ بالتخدير عشان يهون فكرة الفناء.

فاكر أول مرة دخلت في جثة ميت، كانت تجربة بسيطة من دكتور إلياس، والميت كان ضحية مرض نادر، مكانش فيه حاجة مهمة في آخر ثواني عاشها، بس اللي لاحظته بعدها في كل الأموات اختلاف المشاعر لما بتدرك إنك خلاص هتفارق الحياة؛ كل واحد بيشوف النهاية بطريقته، فيه اللي بيستقبلها بثقة وبصدر رحب وهو متيقن إنه عمل اللي عليه، وفي اللي خايف، وفيه اللي مش متأكد.. بس شعور واحد هو اللي كان دايمًا ثابت؛ الإنكار!
إنكار إنك بتموت، تمسكك بأمل في النجاة، حتى وإنت حاسس بخروج الروح منك، مستحيل تصدق إن وجودك في العالم انتهى، مش عارف مصيرك...

- هاه يا عيسى.. مين القاتل؟
فوقت على صوت دكتور إلياس وهو بيفك أسلاك الجهاز من راسي، بصيت لجثة الوزير، دلوقتي مبقاش مجرد جثة، بقى "رشيد حماد" اللي استضافني في عقله لمدة بسيطة عشان أجيب له حقه من اللي قتله.. بصيت لدكتور إلياس وسألته:
- عايز القاتل ولا عايز الحقيقة؟
- الاتنين.
- القاتل هو الخدام.
- والخدام هيعمل كده ليه؟
- عشان حد تاني هدده.. مين الحد ده بقى؟ هي دي الحقيقة اللي محدش هيوصل لها.
- ليه بتقول كده يا عيسى؟
- العدالة في الغرفة دي على مقاسك أنت، أنت هترفع تقرير للرئيس، وترضيه بفكرة الخدام اللي قتل عشان يسرق سيده، وهتنسى دوافع أسرته في الميراث، وهتنسى أي تصفية حسابات سياسية، وهتنسى خصوماته عشان كلهم أشخاص ليهم وزن.. بس للأمانة مكافآتنا هتتصرف في ميعادها.

دكتور إلياس تجنب يبص في عيني بعد ما قلت له كده، سمعته بيهمس إن طريقة كلامي مبقتش عاجباه، مرديتش عليه ومشيت.. أنا بتمنى المشروع ده ينتهي.. برغم إنه كان السبب الرئيسي في تغيير وضعي في جهاز الشرطة، وظهرت أهميتي بعد ما كان هيتم تسريحي بسبب وزني الزايد وملامحي اللي مبتخوفش أي متهم مني، وقدراتي التحليلية الضعيفة..

الخوف الحقيقي إني أكون عارف مشروع سري زي ده، قليلين جدًا في الحكومة اللي يعرفوه، معظم الضباط بيستغربوا إزاي بنكشف الجريمة من ورا لقدام بالشكل ده، بنعرف القاتل وطريقة القتل، بعدها نثبتها ضده.. وده طبعًا مقصود عشان أخبار الجهاز متتسربش والقتلة ياخدوا حذرهم وهما بينفذوا جريمتهم.. بس أنا هدف سهل كبش فداء مالوش دية ممكن يتصفى في أي وقت لو المشروع اتكشف.

مش محتاج أقول لك إني مريض اكتئاب.. تخيل إنك بتتعرض لتجربة الموت شبه يوميًا، بتعيش مشاعر تانية، كل يوم بتاخد للموت خطوة وبترجعها تاني.. وطبعًا طبيبي النفسي مكانش يعرف اللي بشوفه، كان فاكرها مجرد كوابيس بحكم مهنتي، واللي أكد للدكتور التشخيص ده حادثة عربية مات فيها أخويا التوأم من سنتين، كان فاكرني زعلان عليه، ميعرفش إني اليوم ده طلبت من دكتور إلياس إني أتوصل بجثة توأمي وأعيش لحظاته الأخيرة، مش بس كده.. ده أنا بعد ما الـ30 ثانية خلصوا طلبتهم مرة تانية وتالتة.. قضيت ليلتي كلها بعيش نفس ال30 ثانية بعيون أخويا، كأني بودعه..

بعد الحادثة.. فكرت أستقيل بس وصل لي تهديد صريح إني مينفعش أستقيل لحد دكتور إلياس ما يوفر بديل غيري أنا وسامح و"الضابط التالت" اللي محدش يعرف هويته لحد دلوقتي.. اما "سامح" فهو بيمثل كل حاجة مش فيا، معندوش مشاكل نفسية مع الموضوع، ذكي، رياضي، مثالي، مثقف.. ساعي للكمال، عكسي أنا، شخصية اتكالية لسه عايش مع أهلي برغم إن فوق 32 سنة، ولسه خايف من فكرة الارتباط.

دكتور إلياس كان شاطر، عارف إن خسارتي دلوقتي مش في مصلحته ولا مصلحة المشروع.. وقرر يشتري صمتي بطلب غريب كنت بطلبه منه طول الوقت.. وهو إني آخد التجربة لوقت أكتر من ال30 ثانية؛ هيزودني 10 ثواني بالظبط..
"أتمنى الزمن يرجع بيا وأرفض العرض ده."

لقيته تاني يوم بيستقبلني، مضاني تعهد إن التجربة بتتم برضايا، وإنه مش مسئول عن أي ثانية زيادة عن الـ30 المعتادين..
الجثة المرة دي كانت لبنت مراهقة ماتت بتسمم دوائي.. حياة بسيطة؛ طفولة بدأت بتنمر ومراهقة اتغذت على قصة حب فاشلة، وحياة انتهت بغلطة دكتور.. حادثة في العادي مكنتش ههتم بتفاصيلها، بس أنا شايفها بعيون صاحبتها، وصلت لمرحلة الخمس ثواني الأخيرة بتاعت مغادرة الروح وحسيت بالنشوة المعتادة، وبعد حاجز ال30 ثانية بدأت المتعة تروح.

حسيت بإن مفيش خفة، بالعكس روحي تقيلة جدًا، قوة عظيمة بتسحبني لتحت.. أحاسيسي مقبوضة جدًا.. أنا عمري ما كنت خايف كده في حياتي، كل مخاوفي اتجسدت، كل شهواتي اتفضحت قدامي... وفجأة ظلام، مستحيل كل الألم ده أنا مريت بيه في 10 ثواني بس!

انتهت التجربة، منطقتش بكلمة واحدة.. حبست نفسي في العربية لمدة يومين مبردش على حد، بتحرك وخلاص.. لحد ما وصلت لقرار الانتحار..

وصلت مكان صحراوي، معدن المسدس كان بارد جدًا على راسي، وعداد الـ الـStopwatch كان عدى الـ30 من بدري..
كنت خلاص تقريبًا وصلت لآخر الزناد، سمعت صوت تليفوني بيرن برقم سامح فودة نفسه.. عقدة حياتي والمنافس الوحيد ليا طول سنين دراسة وشغل في الشرطة، اللي عمل كل حاجة كنت بحلم بيها لمجرد إنه كان أجرأ مني وسابقني بخطوة.. دي تقريبًا أول مرة يتصل بيا بنفسه من ساعة ما عرفته..

- عيسى تعالى بسرعة على مكتب دكتور إلياس.. إلياس اتقتل في مكتبه.
- إزاي اتقتل؟
- فيه شخص سرق ملفاتنا من جهاز الشرطة.. حد عارفنا كويس وبيحاول يوصل لنا.
- وإفرض قرروا يصفونا؟
- إحنا لسه مالناش بديل عندهم.. تعالى أرجوك.

أول ما وصلت قابلت سامح، ومعاه دكتور "غالي" مساعد دكتور إلياس، "غالي" كان شاب صغير جدًا، كان يعرف كل تفصيلة عن المشروع.. الـ2 كانوا متوترين جدًا، دكتور "غالي" طلب مني أتوصل بجثة دكتور إلياس عشان أوصل للحقيقة، سألته ليه سامح ميقومش بالمهمة دي، فسامح رد إنه منهار ومش قادر يركز، سألت عن "الضابط التالت"، فرد دكتور غالي إنه في مهمة دلوقتي.

اتوصلت بجسم دكتور إلياس، أول مرة أشوف عينه مقفولة مش بتحاول تقراني أو تفحصني، شعور غريب بالشماتة كان جوايا.. سمعت خطوات دكتور "غالي" بتخرج من غرفة العزل، حسيت بخمول جسمي، وبدأت أشوف النهاية بعيون دكتور إلياس..

القاتل دخل فيلا الدكتور من الشباك، الدنيا ضلمة، مش باين ملامح القاتل ولا حتى شكل جسمه، في إيده مسدس شكله مألوف بالنسبة لي.. ده نوع المسدس الخاص بجهاز الشرطة، القاتل ضابط ؛ قرب القاتل من عيون دكتور إلياس وشاور لها كأنه بيشاور لكاميرا مراقبة، القاتل عارف إن فيه حد هيدخل وهيشوفه تاني بعيون إلياس.. نفذ جريمته وهرب!

فوقت مش مصدق اللي شوفته بعينيا.. دكتور غالي وسامح كانوا بيراقبوني من خلال شباك إزاز في غرفة جنب غرفة العزل، فصلت الجهاز عن راسي وشاورت لهم يدخلوا.. طلبت من سامح يشوف اللي أنا شوفته، عِدنا التجربة، كتبنا نفس التقرير إن القاتل معاه مسدس ضابط، وإنه كان عارف إن إلياس هيتشاف.. سامح كتب في اتهامه بشكل صريح إنه بيتهم الضابط التالت أيًا كان هو مين.. بس أنا رفضت أتهم حد في شخصه.. مكنتش عايز أي مشاكل تانية.

تاني يوم وصل لسامح فودة مكالمة من دكتور غالي، بلغه فيها إن الضابط التالت اتقتل بنفس طريقة قتل الدكتور إلياس، وإنه شاكك فيا أنا، سامح قال "مستحيل عيسى النوري يقتل".. وراح غرفة العزل عشان يشوف الحقيقة.. كان عنده فضول يعرف مين الضابط التالت.. بس الجثة كان وشها متغطي.. سامح اتوصل بالجثة اللي معرفش شكلها، ومحاولش يعرفه.. كان عنده فضول أكبر يثبت براءتي.

فاكر شعور شك الإبر الكتير في جسمك لما بتتوصل بجثة ميتة وأنت جسمك مفيهوش مقاومة للكهرباء؟ آهه الوجع ده هيبقى مضاعف ألف مرة تقريبًا لو اتوصلت بجسم لسه عايش.. صدمة كهربية كاملة عاشها سامح لما اتوصل بجسمي أنا، وأنا ومغطي وشي كأني الظابط التالت.. 4 ثواني بالظبط كانوا كفاية عشان سامح يموت بصدمتين، صدمته من الجهاز، وصدمته فيا.

فكيت الأسلاك عني، بصيت لدكتور "غالي" وضحكنا لبعض..
- برافو يا عيسى، خلصتني من إلياس، وخلصتك انا من سامح.
بصيت لجثة سامح اللي شافني بعينه وأنا بقتل إلياس بس رفض يصدق إن القاتل المُقَنَع ده ممكن يكون أنا.. كان فاكرني ضعيف، ميعرفش التغيير اللي كنت بحاول أمنعه طول الوقت ده، واللي اتحرر بعد حادثة الـ40 ثانية..

سلمت على دكتور "غالي" اللي اقترح عليا خطة التصفية من يوم الحادثة، واللي اقترح عليا أسجل لدكتوري النفسي كأني بنتحر، عشان أوثق حجة غياب.. لقيته بيقول لي وهو بيضحك:
- النقيب عيسى النوري.. لو فكرت في خيانتي هصفيك.
- أنا مش عايز أخونك.. أنا بشتري حياتي، وبخلص من البديل الوحيد ليا.
- متنساش إن اللي حصل في سامح سهل يحصل فيك، وإنه مش البديل الوحيد.. نسيت "الضابط التالت؟" ده السلاح اللي كان دكتور "إلياس" مخبيه عشان أنت وسامح تفضلوا تحت أمره.

قربت له، لزقت وشي في وشه، حسيته خايف.. ضحكت بصوت عالي وأنا بقول له:
- القرب من الموت بيخليك تشوف الحياة بعيون ذكية، وتدرك حقايق عمرك ما كنت هتوصل لها، وأنا قربت وفهمت.
- فهمت إيه؟
- إن مفيش ظابط تالت.

#30Seconds
#عبدالرحمن_جاويش

������:
القصة قرأتها على الفيسبوك ونقلتها زى ما هى وباسم مؤلفها




MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-08-20, 10:02 PM   #2

serenade
 
الصورة الرمزية serenade

? العضوٌ??? » 417926
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,246
?  نُقآطِيْ » serenade has a reputation beyond reputeserenade has a reputation beyond reputeserenade has a reputation beyond reputeserenade has a reputation beyond reputeserenade has a reputation beyond reputeserenade has a reputation beyond reputeserenade has a reputation beyond reputeserenade has a reputation beyond reputeserenade has a reputation beyond reputeserenade has a reputation beyond reputeserenade has a reputation beyond repute
افتراضي

مشكورين على النقل

serenade غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:10 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.