آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
03-04-20, 10:45 AM
| #11 | ||||
| نجم روايتي وكنز سراديب الحكايات
|  السلام عليكم ورحمةالله وجمعتكم مباركه يسعدني غاليتي المتابعه معاكي ومن مدخل الروايه واضح انهامشوقه وممتعه احب الالغازفي الروايات مشكوره غاليتي على الدعوه موفقه حبيبتي باذن الله | ||||
|  |
|
03-04-20, 07:11 PM
| #12 | |||||||
| نجم روايتي 
| اقتباس:
| |||||||
|
| |
|
03-04-20, 07:48 PM
| #13 | ||||||
| نجم روايتي
| "الفصل الأول" اللعبة الأولى «أمنيزيا».... (قد تظن بأن الغرائب انتهت وكلها أصبحت معلومة، ولكنني سأقول لك بأن الغرائب لها عدد لا نهائي ، فمنها طبيعية قد تم إيجادها واكتشافها ، ومنها ما تم اختراعها لأسباب من الصعب إحصاؤها) |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||| ||||||| تساقطت قطرات المطر على وجنتي الندية، لتلفحني بعدها نسمات هواء الغابة العليل ، لتتطاير بعدها خصلات شعري السوداء الحالكة، حملتُ حقيبتي الرمادِّية ، ثمَّ تأملتُ السماء التي حجبتها أغصان الأشجار الشامخة ، تنهدتُّ بعمق و أنا أتذكر سبب مبيتي في هذه الغابة لثلاثة أيام ، لأعود أدراجي بعدها إلى القريةِ التي لا تبعد الكثير عن الغابة، بعد مدةٍ ليست بالطويلة ، دخلتُ القريةَ بخطواتٍ وئيدةٍ ، ولكنني توقفتُ باستغرابٍ عندما رأيتُ أهل القرية يركضون والخوفَ بادٍ على محيَّاهم ، لم أكترث ، نقلتُ بصري إلى الصحيفةِ المرماة أرضاً وعليها آثار أقدام جعلتها في حالةٍ يرثى لها، أحنيتُ ظهري والتقطتها ، وبدأتُ بالتهام رؤوس المواضيع في الصفحةِ الأولى بعيناي ، تعجبتُ من أول موضوع وقع عليه بصري (فيروس أمنيزيا) ، لمحت شقيقي جهاد يركض مع الناس ، عقدت حاجبيَّ استغراباً وشعرت بأن هنالك كارثة قد حلت ، ناديته ولكنه لم يسمعني ، لحقته إلى أن توقفتُ أنا وجميع أهل القريةِ أمام بوابةٍ مغلقة ، تعجبت ، فمنذُ متى وهنالك بوابة لقريتنا ؟!،قطع أفكاري صرخات الناس وتوسلاتهم ولكنني لم أفهم شيئاً مما يصرخون به ، التفت يمنةً ويسرةً أتفرس وجوه الناس ، أبحث عن جهاد ولكنه اختفى بين هذا الحشد الكبير من أهل القرية ..... " أخرجونا من هنا ..نحن لم نصب فلمَ تحبسوننا" "افتحوا الباب أرجوكم افتحوه" كان هذا كل ما يصرخ به أهل القرية ، استوقفتُ أحد رجال القرية وأنا أقول له ... "ما الذي يحدث هنا يا أخي ؟" قال الرجل وهو يبتعد "عليك أن تخرج قبل أن يصبك الفيروس" قلت باستغراب وقد نسيت موضوع الصحيفة " أي فيروس؟!" ابتعد الرجل ولم يلقي بالاً على تساؤلاتي ، ماهي إلا ثوانٍ حتى اتسعت بؤبؤتا عيناي دهشةً عندما رأيت أهل القرية بدأو يتهاوون أرضاً واحداً تلو الآخر ، شتتُّ ناظري أبحث عن أخي ولكن أين أجده وسط الزحام ، ما هي إلا دقائق معدودة ولم يتبقى طيف شخصٍ واقف سواي ، اقشعر جلدي ، شعرت بالفزع وأنا أحملق بالناس، أيمزحون ؟، ما الذي يحدث هنا ؟! ، هل ماتوا ، ما هي إلا أسئلة لم أجد لها أجوبة ، اقتربتُ من أقرب شخص لي وبدأتُ أهزُّه و أحاول إيقاظه ، ولكن لا حياة لمن تنادي ، تعرَّق جبيني ، وتصاعدت الدِّماء في وجهي وأنا أرى جلّ أهل قريتي كجثثٍ هامدة ملقاة على الأرض دون حراك .... انتظرت لدقيقة.... لدقيقتين.... لربع ساعة.... أبحث عن طيف شخص ينبض بمعالم الحياة ، رغم أنني شعرتُ ببعضهم يتنفس ، ولكن ما من شخص تحرك ، لمحت حركة ، فالتفت للشخص الذي تحرك فكانت فتاة أعرفها حقَّ المعرفة إنها .....، اقتربت منها بخوفٍ وأنا أراها تمسك رأسها والألم واضح على وجهها ، نزلت إلى مستواها ، وبعد دقيقتين بدت وكأنها استعادت وعيها بأكمله ولكنها لا زالت تشعر بصعوبة في التنفس ، والعرق يتصبب من جبينها .... قلت بخوف "ورد؟ أأنت بخير ؟ مالذي حصل ؟" نظرت إليّ ثم عقدت حاجبيها باستغرابٍ ولم تنطق بأي حرف..... كررت سؤالي بتوتر أكبر " أأنت بخير ؟" همَسَت"من أنت ؟" اتسعت عيناي لثانية ثم قلت " أتمزحين؟-صمتت وأنا أقول في نفسي وكأنَّ وضعها يحتمل المزاح فأردفت بتوتر - أحقاً لا تتذكرينني ؟ " لم تتحدث بل شتتت نظرها إلى القرية بغرابة وضيق ، وكأنها لأول مرة ترى القرية ، ازداد انعقاد حاجبيها و أنا أتمعّن ردات فعلها ، سألتها بشك .... "أحقاً لا تعرفينني ؟ " وقفت وهي تمسك برأسها ، لتصرخ ورد بضجر " لا أعرفك ..ماذا تريد؟ ...أين أنا الآن ؟" لم أُجب ، هل يعقل بأنها فقدت ذكرياتها ؟ ، نظرت إلى الناس الذين بدأو بالاستيقاظ ، راقبت حركاتهم ، فكانت كحالة ردات فعلها ، هل يعقل بأنهم كلهم فقدوا ذكرياتهم؟؟ ، توقف تفكيري عند نقطة واحدة ، وأهلي ما الذي حلّ بهم ؟ ، التفت يمنة ويسرة أتفرس وجوه الناس واحداً تلو الآخر أبحث عن ضالتي، ولكن ما من أحد ..... وقفت وتركت الواقفة بجانبي وأنا أتخطى الناس أسير بكل سرعة متجهاً نحو منزلي ، تخطيت عتبات المنزل بسرعة ، فتحت الباب وناديت بصوتي المبحوح ..... " أمي ....أمي...وسن أين أنتم؟ وسن؟" لم يصلني أي صوت ، كل ما وصلني هو الصمت المخيف ، صمت يؤكد بأن هنالك كارثة حلت على قريتي ، انتبهت إلى الصحيفة التي ما زالت تستقر في يدي ، فتحتها وبدأت أقرأ موضوع الصحيفة ، قرأته بأكمله، نزل علي كالصاعقة، إذن توقعي كان صحيحاً، فيروس أمنيزيا قضى على ذكريات الجميع، تنهدتّ بضيق ، سمعت صوت ارتطام شيءٍ قاسٍ على الأرض تبعه تأوه قادم من غرفة شقيقتي "وسن"، لم أشعر إلا بقدماي تجرانني نحو الغرفة، استقرت قدماي أمام باب غرفتها، فتحته بسرعة وناديتها وزعت بصري على أرجاء الغرفة إلى أن وقع على ذاك الجسد المتكوّر بجانب السرير ، يصدر أنيناً متتالياً ، اقتربت منها والخوف بادٍ على وجهي ، جلست بجانبها لأهمس .... "وسن؟" لم تنظر إلي بل زاد أنينها ، وضعت كف يدي على جبينها التمس حرارته ، فكان جبينها يشتعل من الحرارة ، نهضت فوراً وتوجهت نحو الدولاب المركون في زاوية غرفة المعيشة ... أخرجت منه دواء مخفض للحرارة ، وتوجهت إلى غرفتها واقتربت منها ، مددت لها الدواء فرمقتني باستغراب... قلت بهدوء " تناولته ، حرارتك مرتفعة " مدت يدها بتردد وهي توزع نظرها حول المكان باستغراب ثم تنظر إلي ، مددت كوب الماء الذي كان على المنضدة الخشبية وقلت .... " اشربي" "من أنت؟" كان هذا السؤال الذي لم أودّ سماعه منذ البداية، قلت بنبرة أخفيت فيها حزني.... " اشربي وبعدها سأخبرك" شربَت بهدوء وهي ترمقني بفضول ، وبعدما انتهت سألت بهدوء.... " إذن؟" تنهّدت ثم قلت "قبل أن تسأليني سأسألك أولاً هل تعرفين من تكونين؟- لم تعطني إجابة بل كانت تصارع ذكرياتها تبحث عن الإجابة، لم أنتظر إجابتها بل أردفت - اسمك هو وسن وأنتِ شقيقتي الصغرى -أردفت- أنا أدعى أمير أكبرك بثلاثة سنين ، لقد فقدتي ذكرياتك إثر إصابتك بفيروس أمنيزيا تقريباً أصاب جميع أهل القرية" بعد ان أنهيت جملتي هذه انعقد حاجبي "جميع أهل القرية؟ إذن هل أنا التالي؟" ، لقد اقتربت من أختي وكثير من المصابين ،فبلا شك الدور التالي علي،أو ربما قد أصبت بالعدوی ولكن لم تظهر الأعراض بعد علي، أرجعت خصلات شعري السوداء إلى الوراء وأنا أتجنب التفكير، لم أسمع أي صوت لوسن ، فنظرت إليها وجدتها تنظر إلى الكأس الذي بيدها بسرحان... قلت " سأخرج قليلاً " تكلمَت بهدوء فلم أسمع ما قالته ،لكنني أومأت رأسي ببلاهة. ونهضت لأخرج وأنا أتنهد بضيق، توجهت نحو البوابة المغلقة التي لا ما زال بعض الناس يجلسون هناك ولكن بصورة متفرقة ويبدون وكأنهم ضائعون ، تفرست وجوههم على أمل بأن أرى جهاد أو أمي بينهم ، مرت دقائق عديدة ولم أجد ضالتي عدت إلى المنزل وأنا أفكر بالأيام المقبلة ، زفرت الهواء من صدري وكأنني أخرج طاقتي السلبية معه.... تابع/⬇⬇⬇⬇⬇⬇ | ||||||
|
| |
|
03-04-20, 11:06 PM
| #15 | ||||
| ...اليوم التالي... تسللت خيوط الشمس الذهبية من بين فتحات النافذة لتوقظ ذلك الجسد النائم على السرير بإهمال ... فتحت عيني ببطئ لتستقبلني أشعة الشمس بحفاوة , تقلبت في فراشي بانزعاج مراراً ثم رفعت نظري إلى الساعة الجدارية البنية ذات الطراز القديم فوجدتها تشير إلى الساعة السابعة صباحاً , لتصدر شهقة مني وأنا أقول في نفسي " لقد تأخرت عن الصلاة "وسرعان ما نهضت من على فراشي وتركت نداءات فراشي لي جانباً , بعدما انتهيت من صلاتي رفعت كلتا يداي نحو السماء مناجياً الله عز وجل أن يلطف بحال قريتي وأن ييسر أمورنا , قاطعني صوت عال آت من الخارج , ففتحت نافذة غرفتي المتصدئة بصعوبة , ثم نظرت إلى السماء التي كانت تمطر أوراقاً كثيرة كانت تسقط من مروحية ملأت الأرجاء ضجيجاً , سقطت ورقة بجانب نافذة غرفتي ولكن يدي لم تطالني لألتقطها , فصعدت النافذة وقفزت منها , ثم التقطت الورقة لألتهم الكلمات الموجودة على السطور بعيني في فضول.. --------------------------------------------------- هام جداً قوانين سائرة على قريتكم ومن يخالفها سيعرض إلى مساءلة قانونية 1) ممنوع منعاً باتاً الخروج خارج حدود القرية وإن كان لحالة طارئة 2) ستصدر مؤونات الغذاء كل يوم جمعة , ويمنع التواجد أمام البوابة في هذا اليوم 3) ممنوع منعاً باتاً النكاح وإقامة العلاقة مع الجنس الآخر 4) من كانت له وظيفة خارج القرية فقد تمت استقالته 5) كل شخص منكم له الحق في اتخاذ أي منزل يريده من المنازل الموجودة في القرية ------------------------------------------------------------------------------- مزقت الورقة إلى أشلاء وأنا أتأفف بضيق , خرجت من المنزل وأنا أدخل يدي الباردتين في جيبي , أراقب الماريين من جنبي بهدوء , لا أعلم أين أذهب , لا أعلم ما علي فعله , ضائع بين حشود الناس التائهة ذكرياتهم , اشعر بثقل كبير على كاهلي يزداد مع مرور الساعات , ليست مسؤوليتي فقط على أهلي بل على أهل صاحبي كذلك , أو فلأقل ابن جاري , فهو الرجل الوحيد في أسرته تركهم تحت مسؤوليتي وذهب ليدرس في الجامعة الموجودة في العاصمة ولا أعلم حاله الآن , لم أجد من أهله سوى شقيقته " ورد" ولم تعرفني , شعور مقيت أن تتذكر والناس من حولك لا يتذكرون وكأن تلك الذكرى لا تخصهم , تبتسم لهم فيستغربون عن سبب ابتسامتك لهم , أشعر بأنني مع كل فكرة ازداد في الغرق وضوء الشمس يختفي لأصبح بعدها لا أرى سوى الظلام , ابتسمت بسخرية , وكيف لا يغدو ظلاماً وحلمي أصبح بالأمس كالسراب , فقد وجدت اليوم رسالة من الجامعة تخبرني بأنه تم قبولي ولكن مالفائدة الآن ؟ ... فيروس غريب اقتحم قريتنا بكل جبروت لم يبقي شخص لم يعريه من ذكرياته , وبدل أن تقدم لنا الحكومة العون أغلقت كل الأبواب أمامنا , انتشلني من أفكاري رؤية "ورد" أخت صاحبي وجاري "سامي" ,فتبعتها من دون أن أشعر , على الأقل علي أن أطمئن عن مكان مبيتها فهي أمانة في عنقي , تبعتها وتبعتها حتى وصلت أمام أكبر منزل في القرية , لتتسع بعدها عيناي دهشةً وأنا أحبس ضحكتي قبل أن تفضح وجودي , فقد أحسنت الاختيار ,لقد كان بيتها الأصلي يعتبر من أصغر البيوت في القرية وها هي تسكن الآن بعد أن فقدت الذاكرة في أكبر البيوت , كاد قلبي أن يسقط من الذعر عندما سمعت صوتها المخاطب لي ... "لم تتبعني ؟ " بعد أن استوعبت أنها تخاطبني , أشرت على نفسي ببلاهة وقلت " أنا ؟ - شعرت بمدى غبائي لأمرر أناملي على وجنتي وأشيح بناظري وأنا أردف بارتباك " لا أتبعك " بدت علامات السخرية والتشكيك على وجهها "أها" لم تعجبني هذه النبرة فرفعت حاجبي وأدخلت يدي اليمنى في جيبي ورحلت ببرود تام , شعرت بالتعب قليلاً ففكرت بالعودة إلى المنزل ولكن صوتاً ما أثار انتباهي , صوت طفلة ضائعة تجهش بالبكاء , صوتها زاد حزني أضعافاً , لم أشعر إلا بقدماي تجرانني نحو مصدر الصوت , وبعد دقيقتين من البحث استقرت قدماي أمام الطفلة المتكئة على شجرة " الرمان " وهي تبكي , اقتربت منها ونزلت إلى مستواها بصمت , بعد ثوان من صمتي قلت بحنية لم أعهدها على صوتي ... "صغيرتي ؟ " نظرت إلي الطفلة بعينين تملؤهما الدموع , تأملت وجنتيها و أنفها المحمر , لتتابع الطفلة شهقاتها وبكائها ... " أريد أمي .... أ...أمي " تألمت لجملتها هذه , فليست هي من تحتاجها فقط , بل أنا أيضاً أحتاجها ولكن ..لا أستطيع الوصول إليها .. قلت بنبرة أخفيت فيها حزني " لا تبكي ...سآخذك إلى أمك ولكن عندما أجدها " وبجملتي زاد نحيبها " أمي ...أريد أمي ...أنا خائفة " قلت باستغراب" ممن ؟ " "الجميع مخيفون " قلت وأنا أمثل الزعل "وهل أنا مخيف كذلك " تفرست ملامح وجهي في تدقيق , حبست ضحكتي لثانية ولكن الثانية التي تلتها انفجرت فيها من الضحك فملامحها الجادة كانت مضحكة ... "لا تضحك -عقبت- أنت لست مخيف كالبقية " ابتسمت " جيد " وقفت ومددت يدي للطفلة وأنا أقول لها "لنبحث عن والدتك" أمسكت بيدي بعد تردد ,فشددت قبضتي على يدها الصغيرة ومشينا بين دهاليز القرية الضيقة , سألتها عن اسمها , وعن ما إذا كانت تذكر شكل والدتها , ولكنها لم تجبني سوى بذلك الجواب الذي بت أمقته " لا أعلم " "لا أتذكر ",صحيح أنني أعرف اسمها ووالدتها , ولكنني كنت أسأل على أمل بأن هنالك أحداً من أهل القرية لم يصبه الفيروس ولو كان من الأطفال , ولكن إجابتها كانت كفيلة لأن تجعلني أشعر بخيبة أكبر من التي سبقتها , حل الظلام لم أجد أحداً من أهلي ولا من أهلها , فأخذتها إلى منزلي ووعدتها بأنني سأجد أمها وآخذها إليها , فكانت تومأ برأسها بصمت ومن دون اعتراض ,حالما دخلت المنزل سمعت صوت رنين الهاتف فتركت يد الصغيرة وذهبت مسرعاً لألتقط سماعة الهاتف المنزلي بلهفة وأضعها على أذني وكأنني متأكد من المتصل,ليصلني صوت صاحبي "سامي " وهو يقول باندفاع ... " أمير ..أصحيح بأن قريتنا هي التي أصابها فيروس أمنيزيا؟ " قلت بعد فترة وأنا أتنهد " هدأ من روعك يا رجل ,أجل قريتنا للأسف " ليزداد خوف سامي وهو يقول " وأهلي هل أصابهم ؟ ... كيف حالهم ؟ " مسحت جبيني بأطراف أصابعي " ماذا أقول لك ؟ تقريباً كل أهل القرية أصابهم لم أرى من أهلك وأهلي سوى ورد ووسن ...لقد بحثت اليوم عن والدتك ووالدتي وجهاد ولكن ما من جدوى سأفعل كل ما باستطاعتي لا تقلق " قال بانفعال"وكيف تقول لي بأن لا أقلق ...عائلتي أصيبت بفيروس غير معهود و لا علاج له , عائلتي بين الحياة والموت وتريدني أن لا أقلق , ليتني لم أتركهم , لا أعلم مالذي سيغيره وجودي ولكن لا أود أن أبقى مكتوف الأيدي وأبقى كل يوم أخشى بأن يصلني خبر وفاتهم- هدأ سامي من نبرة صوته - أمير بما أنني لن أستطيع المجيء , انتبه لأمي وأختي وانتبه على نفسك " قلت "وهذا الشيء لم أنساه , أتعرف أعتقد أنني الوحيد إلى الآن لم أصب لا أعلم لماذا , لكن أهلك في الحفظ والصون هم كأهلي لا تقلق يا أخي , أنت انتبه على نفسك , سيفرجها الله علينا بإذنه , وسيجدون العلاج , أنت ركز على دراستك , ولا تفكر بهذه الأفكار الغبية , دع أملك بالله كبير نحن نحتاج إلى الدعاء " وصلتني تنهيدة سامي "ونعم بالله , أنا آسف فأنا أحملك مسؤولية أكثر م..." قاطعته " لاتقل هكذا , نحن إخوة قبل أن نكون أصدقاء أهلك هم أهلي لا تجعلني أغضب من كلامك هذا " "أشكرك أمير , سأغلق الآن لدي محاضرة ,انتبه على نفسك مع السلامة " أغلقت الهاتف بعد أن ودعت سامي لتقع عيناي على الصغيرة , لأبتسم تلقائيا وأنا اقترب منها "اجلسي " نطقت بهدوء " أنا جائعة " قلت " انتظريني سأجلب لك الطعام " تركتها ودخلت المطبخ , وبدأت بإعداد الطعام , في الحقيقة لم أطبخ يوماً , ولكن ربما لدي مهارات طبخ مدفونة , ابتسمت وأنا أفتح الثلاجة التي كانت فارغة لا يوجد بها سوى قارورة اللبن التي كانت تعده أمي دائماً, أخرجت اللبن , وأنا أتذكر وجه أمي الغاضب عندما تراني أمسك بقنينة اللبن , فأنما دائماً ما أنهيه عنهم حتى قبل أن يشربوا منه , ضحكت ليقشعر جسدي عندما أحسست بشيء يمشي على رجلي , التفت إلى الوراء لأجد الصغيرة " شذى " تمسك ببنطالي , زفرت براحة وقلت ... " أيتها الشقية لقد أفزعتني ماذا تريدين ؟ " أومأت رأسها بلا ثم قالت " أريد أن أشاهدك " ابتسمت وناولتها قارورة اللبن " اشربيه كله " أخذتها وبدأت بشربه وهي تراقبني , دخلت وسن ورمقتنا باستغراب , نظرت إلى شذى فقلت .. " هذه شذى عندما أجد والدتها سأعيدها إليها " صمتت وبقيت تحدق بشذى التي كانت تشرب اللبن بتلذذ , انهيت طهي الطعام وقدمته لهن , بدأت أراقب تعابير وجههن لأعرف تقيمهن للوجبة التي أعددتها ,تركت وسن الخبز ونهضت مسرعة أما الصغيرة فتقيأت على الطعام ... لأصيح " لااااااا " ثم قلت بخيبة " أ إلى هذه الدرجة الطعام سيء ؟! " أردفت بحسرة " أين أنت يا أمي " نظرت إلى الصغيرة وأنا أتساءل عن كيفية التعامل معها نهضت وأخبرت وسن بأنني تركت أمر "شذى " لها , ولم ألحظ بتلك الآذان التي كانت تنصت إلينا طوال الوقت ومنذ البداية ... ------------------------------------------------------------------------------------------------ "سامي" منذ أن جئت إلى العاصمة لم أختلط بأي أحد , أشعر بأنني بعيد كل البعد عن تفكيرهم ومعتقداتهم , ليس لأن تفكيري منغلق , بل لأن أغلب الشباب في جامعتي والسكن الذي أمكث فيه منفتحون جداً لدرجة تركهم لتعاليم الإسلام وهذا ما جعلني أبتعد عنهم , كلما مر يوم , ازداد اشتياقاً وحنيناً إلى أهلي وقريتي و إلى كل شيء في القرية , صحيح أنني عشت أنا وأهلي أكثر حياتنا في العاصمة ولكنني بت أكرهها لأنها تذكرني بوالدي الذي لم يكترث لنا بعد أن طلق أمي , ومن بعد طلاق أمي عدنا إلى القرية حيث يقطن أهلها هناك , مر شهر ,شهرين , سنين ووالدي لم يكلف نفسه ليسأل عن أحوالنا , كأننا لم نعد أولاده , حملنا الذنب في وفاة شقيقتنا "ملاك" واتهمنا بإهمالها , فشقيقتي "رحمها الله " كانت مصابة بسرطان الدماغ, لم أعد إلى العاصمة إلا لحاجتي للدراسة ولأصرف بنفسي على أهلي بعد أن أتوظف , صحيح أن والدي ما زال يرسل إلينا المال كل شهر , ولكنني أريد أن أوصل إليه رسالة , بأننا لسنا بحاجة إلى شخص تركنا في أزمتنا وحملنا المسؤولية كلها, وكأنه حينها تبرأ منا بطريقة غير مباشرة , عاش حياته بدوننا ونسى بأن هنالك أشخاص لديه حق عليهم ... عندما غادرت القرية قبل أسبوع كانت ترتسم على ملامح وجهي علامات الفخر , لأنني استطعت كسر عاداتهم التي يقدسونها والتي تحمل كل معاني التحجر , فمن عاداتهم بأن نعمل بمهنة آبائنا أما ميولنا وأحلامنا يركلونها في الحضيض ولا اكتراث لها ,ولكن ...انظروا كيف للأيام أن تسوء , ربما عائلتي لن أستطيع رؤيتها مجدداً , وقريتي لن تفتح لي أبوابها ثانيةً , لن يستقبلني أي أحد منهما , تركتهم وليتني على الأقل ودعتهم الوداع الائق , الوساوس تلعب بعقلي , ماذا إن ماتوا ؟ , ماذا إن لم يجدوا علاج ؟ , ماذا إن لم أستطع رؤيتهم ؟ ماذا وماذا !!! , أكاد أجن من كثرة تفكيري, زفرت بضيق وأنا أمسح جبيني ,أهلي بين الحياة والموت وأنا لا حول لي ولا قوة لا أستطيع فعل شيء سوى الانتظار والدعاء...أخرجني من دوامة أفكاري صوت هاتفي , أجبت من دون نفس ... "السلام عليكم " وصلني صوت أمير " وعليكم السلام كيف حالك يا سامي ؟" " الحمدلله على كل حال هل من جديد " قال" وجدت أمك لكن " انقطع صوت أمير بعد هذه الجملة لم أسمع بعدها سوى صراخه الذي اختلط مع صراخ فتاة "اتركوه دعوه وشأنه آآآآآآآآ دعوني أمييييييير " احتقنت الدماء في وجهي من الخوف’ صرخت " أمير مالذي يحدث ؟, أمير أجب," انتهى الفصل الأول ( رأيكم ؟) | ||||
|
| |
|
04-04-20, 12:12 AM
| #17 | ||||||
| نجم روايتي وطباخة في مسابقة فطورنا يا محلاه وكنز سراديب الحكايات  
| مساء الخير غاليتي تشويق لأبعد الحدود فصل رائع و مشوق القفلة ما الذي حدث لأم سامي ما هذا الفيروس الخبيث يفتك بالذاكرة الجميع بدون ذاكرة سوى أمير و تلك الصغيرة على ما أعتقد الحكومة تخلت عنهم الأبواب تغلقت سلمت يداكي بانتظار الفصل المقبل على نار | ||||||
|
| |
|
04-04-20, 12:18 AM
| #18 | |||||||
| نجم روايتي
| اقتباس:
الصغيرة ذكرت بأنها كذلك فقدت الذاكرة ...وهنالك سبب لكل هذا .... فلو تعمقتي فستجدين أن هنالك أشياء مريبة ... دمت بود عزيزتي ...شكرا لك | |||||||
|
| |
|
04-04-20, 03:17 PM
| #19 | |||||||
| نجم روايتي وطباخة في مسابقة فطورنا يا محلاه وكنز سراديب الحكايات
| اقتباس:
ممكن الفيروس إنتشر بسبب بعد الناس عن بعضهم فقد الروابط بينهم ما أعرف عجزت هههه | |||||||
|
| |
|
04-04-20, 06:06 PM
| #20 | ||||
| مشرفة منتدى قلوب احلام وأقسام الروايات الرومانسية المترجمةوقصر الكتابة الخياليّةوكاتبة،مصممة متألقة بمنتدى قلوب أحلام 
| مسا الورد ياقمر نورتي بيتك الثاني حبيبتي ألف ألف مبرووك الرواية وعقبال الرواية الـ100000000 يارب مقدمة وفصل أول رائعين تسلم ايديكِ عليهم حبيبتي حيتم رفع الفصل الأول والمقدمة وإعادة تنزيلهم مصممين ومدققين بأمر الله واهلا وسهلا مرة تانية فيكي ياقمر. | ||||
|
| |
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
15Likes
.png)
العرض العادي
