03-04-20, 05:24 PM
| #1 | ||||
| كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء
|  بقلبي دُرَّة أقدم لكم قصتي القصيرة الثالثة و اتمنى أن تنال استحسانكم... في الواقع لم يخطر ببالي و لو لمرة أن أتحدث في عمل فردي عن مضمون هذه القصة لكنه حصل... قد يرى البعض بأن قصتي مغالاة على الواقع لكنها لم تكن وصفا للواقع بل هي أمنيتي الشخصية بأن يجد "مجهولو النسب" دُرّتهم التي تنير لهم الغد... لأنهم يستحقون غدا منيرا دون شعور بالخزي يطمس وجع ماضٍ لا جريرة لهم به... بقلبي دُرَّة | ||||
|  |
|
03-04-20, 05:29 PM
| #2 | ||||
| كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء
| تزاحمت هذه الصالة الكبيرة الخاصة بتكريم أوائل الطلاب في السنة النهائية من الجامعة... و سط مجموعة من الفتيات اللائي ارتدين هذا المبذل الأسود الخاص بحدث التخرج ... كما وضعن قبعات سوداء يتدلى منها شرائط ذهبية فوق رؤوسهن... كانت تقف تتسامر معهن بضحكة عالية مختلطة بسعادة تقاسمنها كلهن في هذه اللحظة... و أخيرًا تعب و سهر أيام و ليالٍ لم يُهدر و قد حقق الله لهن أكثر مما تمنين... التفتت تنظر للخلف حيث الباب الكبير الذي يتوافد منه الطلاب و أولياء الأمور ... لكنها أُصيبت بخيبة أمل بعدما صاح مكبر الصوت يعلن عن وصول رئيس الجامعة و بدء مراسم التكريم... زفرت بقلة صبر بعدما نظرت في ساعة معصمها لتهمس بصوتٍ متضايق... (هل الطريق مزدحم لهذه الدرجة ؟!) سحبنها صديقاتها حيث المقاعد المخصصة لهن و قد انساقت معهن بينما تركت عينيها معلقة بالباب الكبير... مر وقت لا بأس به و قد أنهى معه رئيس الجامعة كلمته ... وقفت كما فعل الجميع استعدادًا لإلقاء القسم... كلماته المؤثرة اخترقت وجدانهم بقوة و زرعت بهم شعور بالمهابة... حانت منها التفاتة حيث الباب لكن للأسف لم تصل بعد!... عاد الجميع لمقاعدهم يستمعون لكلمة عميد كلية الطب الذي تتلمذوا على يده... حان وقت أن يتقدم الأول على الدفعة ليلقي كلمته أمام الحاضرين... اتسعت عيناها بتوتر فتمسكن بيدها صديقاتها يشجعنها و يعدلن لها حجابها و ملابسها... و بعد لحظات صدح صوت عميد كلية الطب في مكبر الصوت... (فلنستمع الآن لكلمة الطالبة المجتهدة "عهد عبد الله عبد الرحمن") وقفت تحت أنظار الجميع تتحرك حيث المنصة المخصصة لإلقاء كلمتها... خطواتها تعرقلت لمرات بسبب توترها و خوفها من أن يتم هذا الحدث الكبير في حياتها من دون تواجد من تنتظرها!!... وقفت أمام مكبر الصوت تتمسك بطرف مبذلها و تنظر للجميع بأعين غير مصدقة... هي الآن هنا كأفضل طالب بعد رحلة طويلة... طويلة جدا زفرت ببطء ثم ارتفعت اصابعها لتتمسك بمكبر الصوت تقول بنبرة مهتزة... (يشرفني أن ألقي كلمتي في تواجد هذا الجمع الكبير، أمام اساتذتي و اصدقائي ... في الواقع كنت قد حضّرت كلمتي من قبل لكن في هذه اللحظة ما أعيشه من توتر انساني كل شيء... و ايضا انتظر وصول شخص محدد لأنه يهمني أن يراني و أنا هنا بعدما وصلت للقمة التي حلم بها ليّ ذات يوم..) انفاسها الهاربة من صدرها كانت مسموعة للجميع...سحبت نفسا عميقا عدة مرات لتهدأ من روعها...نظرات الجميع لها كانت مشجعة و صوت اساتذتها خلفها يبثها القوة لتكمل دون تردد... حانت منها نظرة جديدة ناحية باب القاعة راجية أن تظهر و تشاركها ما سعيا له منذ سنوات...التفتت جانبها لعميد الكلية و الذي طلب منها برفق أن تكمل كلمتها المنتظرة...هزت رأسها بموافقة رغم رفض عينيها بأن تخطو خطوة واحدة في لحظتها المميزة هذه من دونها... لكنها امتثلت لأمر عميد الكلية و احتراما للحضور و لوقتها المخصص في القاء الكلمة... اغمضت عينيها لثوانٍ تعيد ترتيب أفكارها و احضار حروف كلمتها المجهزة مسبقا لكنها تبخرت... همست بخفوت لنفسها لتحمسها و تمضي قدما... (لا بأس هي ستأتي و أنتِ ستؤدين كلمتكِ على أكمل وجه) فتحت عينيها ببطء و تمسكت بكلتا يديها بمكبر الصوت... سحبت نفسها بقوة ثم همت بقول كل ما راودها في هذه اللحظة... لا يهم أن تخرج الكلمات مرتبة... لا يهم إن كانت عشوائية مبهمة... كل ما يهم أنها ستخبرهم عمن تنتظرها و رحلتهما معا... (لم تكن سهلة معي... أقصد الحياة، و الناس بها لم يكونوا رحماء بالمرة!... كي أقف هنا اليوم دفعت هي الكثير... كثير جدا) توترت انفاسها قليلا لكنها تشبثت بمكبر الصوت لتكمل بصوت خنقته الذكرى و أججت به مشاعر لن تنسى.. (لست بفتاة عادية كالباقية و لم لأكن يوما لولاها... قبل بضع سنوات سألتها سؤالا واحدا «من أنا؟!»... احرقتني الدموع يومها في عينيها... أوجعتني نبرة صوتها المرتعشة و هي تخبرني بصوتها الذي لطالما غفيت على تهويدته «أنتِ أختي»... لكني كنت هائجة لم أستمع و لم أصدق و قد أصابتني همهمات الجارات بالضجر... كنت قد أعتدت عليها و دربت نفسي جيدا على تجاهل نظراتهن، غمزاتهن، همهمتهن و سوء معاملتهن لكن ذاك اليوم قد نفدت كل طاقتي... نفدت بعد تحمل كبير... نفدت لأعرف معها حقيقتي) اغرورقت عيناها بخيط رفيع من الدموع... ارتعشت شفتاها قليلا لكنها تحاملت و الماضي يحضر في مخيلتها كرؤى مضيئة التصقت بها... كورت يدها بعدما أنزلتها من فوق مكبر الصوت جانبها... نظرت بطرف عينيها للأعين المتابعة لها فوق الكراسي أمامها... ابتلعت ريقها بضعف و أكملت بصوت مختنق بمشاعرها حقيقة عاشتها بظلال معتمة... (لقيطة... ابنة مجهولة النسب... خطيئة آوتها الأرض بعدما نبتت من ذنب كبير... رضيعة ملقاه في صندوق القمامة تبكي جوعا، بردا، خوفا و تساؤلا... لماذا أنا هنا بدلا من حضن أمي؟!... ماذا اقترفت من ذنوب لأحاسب قبل أن ترى عيني النور؟!... و الخواء كان اجابتها... حتى يشاء الله و تلتقطها كف ناعم يتسلل من بين نعومته الرحمة و الحنان... تحملها لتقربها من صدرها و تبكي فداحة ما حل بها... هرولت لوالدتها تخبرها بما وجدت لتتشاركا معا رحلة حماية هذه الطفلة... من بين أقسام الشرطة و دور الايواء و الكثير من الاوراق و التوقيعات تبنتاها ليضمها بيت صغير و قلب كبير) الهمهمات الجانبية التي انتشرت في القاعة وصلتها... الجميع يتساءل و ربما يتعجب... انزوت شفتاها ببسمة ساخرة فهي ترى مجددا تقييم المجتمع لقضية حساسة كالتي تتحدث بها... الانسان كائن أناني متطلب فطالما الأمر لا يمسه فلن يبالي... لكن إذا نفض الجميع عنهم الشعور بالمسؤولية و الاحتواء من سيساعد هؤلاء الصغار أو مجهولي النسب كما اعتادوا أن يُقال... من سيجازي مقترفي الخطأ في حقهم سواء كان أب أو أم أعمتهما الشهوة و أجرفتهما معا في سيل ذنب عظيم... من سيوقفهما و يوقف المزيد من انبات اطفال دون هوية أو لقب!!... دون حق... دون روح حتى المجتمع يرفض أن يمنحهم اسما يحتمون فيه من ظلم الدنيا...لذا مضت في استكمال كلماتها بنفس النبرة المرتعشة... (كبرت الطفلة بين أم و أخت وجدت فيهما كل الحياة... حنان الأرض و رحمة السماء جمعهما الله لها في عائلتها الصغيرة... لم تكن تعي معنى نظرات الناس لها... لم تكن تهتم بأن اسم والدها "الوهمي" ليس كأختها... لم تكن تظن بأن الحقيقة مؤلمة حتى عرفتها... رحلت الأم و تركتها وحيدة مع أختها... "درة" فتاة في عمر العشرين تهرول في طرقات الحياة كي تختار الطريق الآمن لأختها... عملت بالخياطة و رغم اصابت نظرها بالضعف أكملت فقط لتمد أختها بعيشٍ كريمٍ... و رغم انكشاف المستور احتوت انكسار الصغيرة التي لم تتوقع لمرة بأنها مجرد "لقيطة"... أخبرتها دومًا بأن الماضي قيد يكبل المرء و المستقبل نافذة لغدٍ منير... رسخت بها ثوابت الإيمان و الرضا...زرعت الأخلاق في روحها... حتى شعرت الطفلة بأهمية أن ترد الجميل... أن ترفع هامة "درة" لعنان السماء... لأنها تستحق) كلماتها تزامنت مع دموعها التي سالت لتلامس قلوب المتواجدين... ابتسمت بسمة مرتعشة لترفع نظرها لهم... بسطت ذراعيها جانبها لتقول بفخر شعره الجميع... (و ها هي طفلة الأمس صارت طبيبة اليوم...) صوت الهمهمات تعالى أكثر فعادت تتمسك بمكبر الصوت تسترسل... (لست مذنبة لأتوارى عن أعين الجميع و أخبئ هويتي... لا أشعر بالحرج من قول أني كنت بلا هوية ذات يوم... بل على من تخلى عني أن يخجل من نفسه و يتوارى عن الناس... من جلبني للحياة و تركني أواجه صعوباتها بمفردي هو المذنب... أما أنا فقد منحني الله إنسانة بألف هوية... صنيعها محفورا في قلبي...) أجفلت وسط ضجيج مشاعرها على صوت التصفيق الحار الذي منحها إياه الناس حولها... تابعت تقدم آخر في حياتها... ها هي تلقي حمل لقب الصقته بها الدنيا دونما ذنب من فوق عاتقها... ها هي تسير في طريق لطالما تمنته لها "درة"... و على ذكر اسم أختها رفعت بصرها حيث هذه هناك... نعم "درة" تقف هناك عند الباب... تبكي بأعين غير مصدقة... صاحبة الفضل عليها حتى نهاية عمرها هنا... اقتربت من مكبر الصوت تهتف بضحكة تغلغلت فرحتها في طيات صوتها و هي تؤشر حيث أختها... (لقد وصلت أختي... وصلت "درة") ركضت لتنزل من فوق المنصة و تهرول ناحيتها... دموعهما اختلطت بنفس الشعور... فخر... حب... احترام... حمد... و شكر شكر بحجم الكون في قلبها لها... هي دون غيرها من ارتضتها أهلا لها... وقفت قبالتها تنظر لها بأعين باكية... امتدت كفها تلتقط كف "درة" المتوترة من نظرات الناس و تصفيقهم... انحنت "عهد" تقبل كفها قبلة أودعت بها كل ما تمر به من مشاعر... ثم اعتدلت لتضع كف أختها فوق صدرها تهمس بفخر سعيد... (أسمعي دقات قلبي أختي... أنها تدوي كمفرقعات العيد... تدوي بفخر و سعادة... تدوي بعدما علمتها أنتِ كيف تبصر النور... بعدما منحتها وهج الدرر... بعدما أصبحت بقلبي دُرة...) شهقت "درة" في خضم احاسيسها بصوت مسموع... لا تصدق أن طفلتها التي وجدتها ذات يوم كبرت... سحبتها من يدها تضمها لصدرها بقوة و هي تهمس جوار أذنها بصوت متأثر... (يا عهدا قطعته على نفسي يوم التقيتكِ...شكرًا لأنكِ ساعدتني على تحقيقه) اندست "عهد" في صدر أختها ترتشف من رحيق طيبتها و حنانها... قلبها اطمئن و روحها وجدت سكنًا يحتويها... لكن من تم رميهم على قارعة الطريق دون سبب أو ذنب ما مصيرهم!!... هي وجدت طريقها فهل لهم من طريق؟! ... انتهت... | ||||
|
| |
|
03-04-20, 05:53 PM
| #3 | ||||
| مشرفة منتدى قلوب أحلام 
| ياريت كل واحد يجد نفسه أمام حاله انسانيه ما يتخلاش عنها ونفكر دائما في جريرة الانسان ايلي قدامنا وهل فيه ذنب يقع عليه ونعرف أنه لا عذر وازره وزر اخري لكن للأسف الواقع بتاعنا بيعمل غير كده وكلنا نتمني لاحبابنا الأفضل وده بيخلينا نظلم ساعات ناس مالهاش ذنب تسلم ايدك يا ايوش | ||||
|
| |
|
03-04-20, 06:05 PM
| #4 | |||||
| كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
تسلميلي يا ام زياد❤❤❤ | |||||
|
| |
|
03-04-20, 09:15 PM
| #6 | ||||
| نجم روايتي  
| لكن إذا نفض الجميع عنهم الشعور بالمسؤولية و الاحتواء من سيساعد هؤلاء الصغار أو مجهولي النسب كما اعتادوا أن يُقال.. . من سيجازي مقترفي الخطأ في حقهم سواء كان أب أو أم أعمتهما الشهوة و أجرفتهما معا في سيل ذنب عظيم... من سيوقفهما و يوقف المزيد من انبات اطفال دون هوية أو لقب!!... دون حق... دون روح حتى المجتمع يرفض أن يمنحهم اسما يحتمون فيه من ظلم الدنيا... | ||||
|
| |
|
03-04-20, 09:22 PM
| #8 | ||||
| نجم روايتي
| لكن من تم رميهم على قارعة الطريق دون سبب أو ذنب ما مصيرهم!!... هي وجدت طريقها فهل لهم من طريق؟! روعة احيييك اسلوبك جميل جدا والفكرة رائعة مؤثرة هي جرح ف النسيج الانساني وانقسام الانسان امام نفسه كيف يتكلم عن المثاليات والانسانيه وحين يصدم بطفل مجهول الهويه يخرج فيه عقده وطبقيته لكن بطلتنا كان حظها رائع باخت وام هي درة وفعلا درة قوة وقوفها وتعبيرها امام الجميع هي لم تخطئ المجتمع واهلها بالولادة فقط من اخطؤ لاتذر وازرة وزر اخرى منهاج ديننا لكن مجتمعاتنا لها راي اخر الا من رحم ربي احييييك واشكرك لعرضك المميز | ||||
|
| |
|
03-04-20, 10:36 PM
| #9 | |||||
| كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
| |||||
|
| |
|
04-04-20, 01:14 PM
| #10 | ||||
| قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... درة في قلبي ..❤ قصة نجاح اكثر من راااائعة ..👍👏👏 (لكن من تم رميهم على قارعة الطريق دون سبب أو ذنب ما مصيرهم!!... هي وجدت طريقها فهل لهم من طريق؟!) فكرة جيدة بطرح جديد وان لم يكن للاسف هناك قوب رحيمة في المجتمع كدرة ..فدرة نادر امثالها في مجتمعنا لانه العكس ما يحدث عندما يجد احد طفل او طفلة على قارعة الطريق مصيره يكون ملجأ .. زماااان لما كنت طالبة في الجامعة عملت بحث عن الاطفال مجهولي النسب "اللقيط" للاسف مبرة الرحمة كانت مليئة بالاطفال مجهولي النسب زهور لم يكن لهم ذنب في القدوم للحياة غير اب وام غلبتهم شهوتهم وارتكبوا المعصية والفحشغء وكانت ثمرة ذلك اولئك الاطفال الذين لا ذنب لهم .. في هذا المكان يلقى الطفل ويعطى هوية وهمية لانه مجهول النسب والاب ويبقى الى ان يتم الثامنة عشر وبعدها يلقوا به الى المجتمع .فيتلقاه للاسف بكل ظلم وجور ونبذ كونه لا اهل ولا اصل له .. هنا عهد وجدت من احتضنها واحتوى ضعفها وانبتها نباتا حسنا حتى حصد نتيجة زرعه دون ان تعير المجتمع اي اهمية ووقفت عهد بكل فخر واتعتزاز تتحدث عن رحلة عمرها مع درة قلبها نادرة الوجود في مجتمعنا .. وكانت من القوة وعدم الخجل لتتحدث عن قصتها بكل جراة وشجاعة اما هذا الكم العائل من الحضور من شرائح المجتمع المختلفة .. وتعلن بكل فخر انها لم تخطأ بل من انجبوها للحياة هم المخطئون .. احستي حبيبتي آية جدا في عرض ذلك الموضوع باسلوبك الرائع المؤثر المميز .. 👍👍👍👏👏👏👏👏👏👏❤❤❤❤❤❤❤❤❤🌹🌹🌹🌹🌹🌹 | ||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
العرض العادي
