آخر 10 مشاركات
السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          لا تتركيني للأوزار (الكاتـب : تثريب - )           »          صمت الحرائر -[حصرياً]قلوب شرقية(118) - للمبدعة::مروة العزاوي*مميزة*كاملة & الرابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          رواية أحببت فارسة أكاريا (الكاتـب : الفارس الأحمر - )           »          494- اخر خيوط الحب - كارول مورتيمر -روايات احلام الجديدة(مكتوبة/كاملة)* (الكاتـب : *سهى* - )           »          2– التجربة - شارلوت لامب - ق.ع.قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          بقايـ همس ـا -ج1 من سلسلة أسياد الغرام- للكاتبة المبدعة: عبير قائد (بيرو) *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          بين نبضة قلب و أخرى *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree860Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-05-20, 10:20 AM   #21

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي


صباح الورد
الف مبرووك على روايتك الجديدة
تسجيل حضور
بإنتظارك حبيبتى ❤❤


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-05-20, 04:47 PM   #22

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

مبارك يا ايووووش ❤😍
بإذن الله المرة دي يحالفني حظي واتابع معاكي اول بأول ❤😍
ان شاء الله تميز ونجاح أكثر كمان من سابقتها حبيبتي ❤🙈


آلاء منير غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وقد يكون مرساك ذلك الشيء المُنير الذي تحسبه ناراً ستحرقك .. لكنها في الحقيقة نور المنارة .. يهديك !..[/rainbow]

رواية قلب بلا مرسى
رد مع اقتباس
قديم 26-05-20, 08:35 PM   #23

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الغردينيا مشاهدة المشاركة
صباح الورد
الف مبرووك على روايتك الجديدة
تسجيل حضور
بإنتظارك حبيبتى ❤❤
مساء الجمال على عيونك زهرة الله يبارك فيك ♥♥
نورتيني حبيبتي🌷


AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-05-20, 08:37 PM   #24

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آلاء منير مشاهدة المشاركة
مبارك يا ايووووش ❤😍
بإذن الله المرة دي يحالفني حظي واتابع معاكي اول بأول ❤😍
ان شاء الله تميز ونجاح أكثر كمان من سابقتها حبيبتي ❤🙈
الله يبارك فيك يا لؤلؤة ❤❤
يسعدلي قلبك حبيبتي وجودك معايا اسعد خبر😍😍😘


AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-05-20, 10:59 AM   #25

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي


صباح الخير
ميعادنا النهاردة مع الفصل الأول الساعة 11 مساء بتوقيت القاهرة
عيدكم مبارك



AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-05-20, 11:57 PM   #26

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي المقدمة


مكان احداث الرواية و اسماء الاشخاص و العوائل فيها من وحي خيالي فإذا تشابه أيًا منهم مع الواقع فهي مجرد صدفة...


.... المقدمة....


زخات العرق تجمعت فوق جبينها بعدما انعقد حاجباها قليلا... رأسها تحرك للجانب لتلامس الوسادة بوجنتها التي التصقت خصلات شعرها بها... تأوه خافت للغاية صدر منها لتبتلعه ظلمة الغرفة و يضيع في جوف الخواء حولها... ارتعشا جفناها بضعف لتسيل دمعة وحيدة حارة رغم نومها... ابتلعت ريقها بصعوبة لتنفجر بعده دمعاتها تباعا دون صوت... تململت مجددا لتتجه للجانب الآخر بحركة بدت ضعيفة... و لكن بمرور اللحظات تحول الضعف لقوة ثم اصابتها حالة هستيرية... دموعها تنسكب و جسدها يتشنج ثم صمتها ينكسر ليخرج صوتها مبحوحا معذبا من خلف الأصفاد... صرخات متتالية دون توقف و دون أن تستيقظ... صرخات جعلته بمجرد سماعها يهرول في الرواق و يفتح باب غرفتها ليلج... اصابعه تسمرت فوق مقبض الباب ليحتله الخوف لأول مرة... خوف من أن يراها و تراه... من أن يعكس الليل في مقلتيها عذابا ليس بإمكانه تحمله... لكنه تحامل ليدير المقبض و يلج... و كما توقع أصابه الخوف بالشلل... لا يصدق أنها هي نفسها... بضع ساعات فقط مضت... بضع ساعات اطاحتها من قلاع قوتها لتدعها في مهب ريح ضعفها... اتجه نحو جسدها المنتفض بقلب يتقلص حتى بات ضخ الدم به من أصعب المهام... برزت عروق وجهه و بالأخص جبهته لتوضح تحت أي ضغط هو واقع... من أين القوة لكل هذا؟!... كيف السبيل لتحمل مصاب اصابها هي؟!... هي من بين نساء الأرض!!...
وقف قرب سريرها ليميل يراقب وجهها المتغضن بألمه... و دموعها المسالة بحسرتها... جاهد و وحده الله يعلم كم جاهد ليخرج صوته مختنقا بغصة تنعي ما أصابها من فقدان... همس جوار جسدها المتشنج...
بخفوت خالطه
ندم و ألم...
خسارة و عذاب...
مشاعر متضاربة ضاق بها صدره لدرجة شعر معها بأن
ضلوعه ستنفجر...
قلبه سيتمزق...
و نبضه سيخفت حد الموت...
(ظننت نفسي دومًا قريبًا منكِ كالهواء لكنني الليلة فقط أيقنت كم كنتُ بعيدًا عنكِ... بعيد بُعد الأرض عن السماء)




AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-20, 12:00 AM   #27

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الأول


الفصل الأول

أحدث باب المقهى صريرا معتادا حينما فتحه صاحبه مع أول إشراقة صباح...صوت سكب الماء يصل لها عبر نافذة غرفتها المطلة على الشارع...و هذا الدعاء الذي يلازم مسمعها منذ سنوات يتكرر بصوته الأجش..
(أصبحنا و أصبح الملك لله رب العالمين... يا فتَّاح يا عَليم يا رَّزَّاق يا كريم أفتح لنا أبواب رحمتك و فضلك و أجعلنا من عبادك الصالحين)
أدخلت بلوزتها البيضاء داخل تنورتها المرقطة بالعديد من الورود الصغيرة... ارتفعت يدها حيث حجابها المشابه للتنورة تعدله أمام مرآتها... عادت للخلف تقيم مظهرها ببسمة راضية عنه... اليوم بعد عودتها من الجامعة تتمنى أن تراه... كم مر من الأيام دون رؤيته؟!... امتحاناتها التي لا تنتهي مطلقا جعلتها بعيدة لفترة يشعر قلبها بأنها طويلة جدا... تحركت في غرفتها المرتبة رغم كونها صغيرة و بسيطة لتلتقط كتبها و حقيبتها و تسحب معطفها الطبي الأبيض من فوق المشجب لتخرج منها... قابلتها والدتها ببسمة صافية في الصالة بينما تضع أطباق الفطور فوق مائدة الطعام الصغيرة... تقدمت منها لتقف قرب المائدة و تضع عليها ما بيدها ثم تضم كتفي والدتها لصدرها من الخلف و تلثم وجهها بحنان... ربتت أمل على ذراعها تقول...
(صباح الخير حبيبتي... هيا أجلسي)
لثمت وجهها مجددا تقول بمسكنة و صوت طفولي...
(لا وقت للفطور يا أمي... يجب أن أسرع قبل أن تزدحم المواصلات)
ابعدتها والدتها عنها توبخها بنبرة أمومية...
(و هل تناول شطيرة في دقائق سيعطلكِ؟.... لا خروج دون فطور)
هتفت بتذمر رافض...
(أمي أقسم لكِ سأتأخر... لا تقلقي سأتناول شطيرة بعد المحاضرة)
عادت تحمل اغراضها من فوق المائدة و تتجه نحو باب الشقة... خروج والدها من غرفته جعلها تتجه نحوه و تطبع قبلة فوق خده قائلة...
(صباح الخير أبي...)
ربت والدها فوق ظهرها يرد تحيتها ببشاشة...
(صباح الخير غسق... ستذهبين دون فطور اليوم أيضا؟)
اومأت له ببسمة صغيرة تتحدث بينما تتجه نحو الباب...
(سأتناول فطوري في الجامعة يا أبي...)
بعدما ارتدت حذائها من جوار الباب فتحته لتلوح لهما ببسمة مودعة و تناكف والدتها التي تنزعج من تهربها من الفطور...
("أمولتي" الحلوة لا تحزني سأتناول حصتين من الغداء أعدكِ)
هزت أمل رأسها بتعب من ابنتها لتكمل رص الأطباق فوق المائدة و هي تهمس بقلة حيلة...
(على أساس ستعود في موعد الغداء!!)
جلس زوجها فوق الكرسي يسألها بينما يلتقط الخبز...
(هل ستتأخر بالخارج؟)
جلست على الكرسي المجاور له تخبره بلا حيلة...
(هل نسيت أن اليوم هو الخميس... ستمر على أريج في المشفى قليلا)
دس قطعة خبز في الطبق أمامه ليقول بصدق...
(صداقتها مع أريج جميلة خصوصا أنها عانت في بداية عيشنا هنا و كانت رافضة الحي بمن فيه..)
اومأت له أمل رأسها ثم قالت...
(أريج فتاة رائعة حتى و إن كانت تسكن في حي مجاور و لكنها...)
قطعت جملتها فجأة ليرتفع نظر زوجها لها و يكمل هو نفس الحديث الذي كلما فُتح موضوع صداقة ابنته الوحيدة هنا يُقلِق والدتها...
(هل لا زلتِ رافضة صداقتهما كون أريج أكبر منها في العمر؟!)
وضعت قطعة الخبز من يدها فوق المائدة تقول بتفكير أمومي خائف على ابنتها...
(ليس كذلك يا ثروت... أريج طبيبة ناجحة و فتاة محترمة و رائعة لكنها تقارب على سن الثلاثين دون زواج... هي في نظر الكل عانس و ابنتي ربما تتضرر من صداقتهما معا)
ارتفع حاجبه بدهشة يقول...
(ما هذا التفكير يا أمل؟!... الزواج قسمة و نصيب و أريج ابنة تفتخر بها أي عائلة... ارجوكِ لا تتحدثي بهذا المنطق أمام غسق)
أسرعت تقول بتصحيح لوجهة نظرها...
(أعرف أن أريج فتاة ممتازة لكن ابنتك تتخذها مثلا أعلى...أخشى عليها من أن تحذو حذوها و ترفض العرسان إذا تقدموا لها!!)
هز ثروت رأسه نفيا يقول...
(لا تشغلي بالكِ بأمور لم تحدث بعد ثم أن الزواج أمر بيد الله وحده)
تنهدت أمل بصمت و عقلها لا يستسيغ فكرة أن تصادق ابنتها فتاة أكبر منها و عانس!!... ليس هناك عيب واحد في أريج هي تعترف لكنها أم في نهاية المطاف تخشى على طفلتها...
**************
تحركت بقامة شامخة في بيتها بينما رنين أساورها يصدح معلنا عن هويتها... عباءتها الملونة ذات الفصوص اللامعة... شعرها الأسود المفرود أسفل وشاح رأسها الغير معقود و يتدلى فوق كتفيها... وجهها الأبيض المتورد بطبيعته رغم انها أصبحت جدة منذ ثمان سنوات... وقفت أمام باب غرفتها تطرقه قبل الولوج... سمعت صوت زوجها يأذن لها ففتحته ببسمة حلوة لتدلف تقول بنبرة حانية...
(الفطور جهز يا سليمان...)
فوق الأريكة الموضوعة في جانب الغرفة كان يجلس يقرأ في المصحف بعدما أدى صلاة الفجر مع ابنيه في مسجد الحيّ... عادته توارثها من والده رحمه الله و زرعها في ابنائه منذ الصغر... قبّل المصحف بعدما أغلقه ليقف مبتعدا عن الأريكة و يتجه يضعه في مكانه على المنضدة الجانبية... تقدم من زوجته بهيبته الكبيرة يبتسم برفق في وجهها الصبوح قائلا...
(سلمت يداكِ يا صفية... هل أجتمع الأولاد كلهم؟)
بادلت بسمته ببسمة رغم مرور السنوات بينهما إلا أنها خجولة... هذا الرجل "ابن عمها" الذي كان شابا تتمناه كل فتيات المنطقة... و الذي شغل بالها برجاحته و سُلطته و طاعته لوالده... كان حلما لم تقوى على ترديده مع نفسها حتى استحياءً من والديها و لم تكن تعرف أن الله استمع لمناجاتها ليستجيب و يجعلها زوجته... وقفت جواره تربت فوق كتفه بمحبة قائلة...
(سلمت لنا يا سليمان... نعم الكل ينتظرك بالخارج)
اومأ لها ليتحرك تجاه باب الغرفة لكنها أوقفته بتردد تهمس...
(سليمان... أليس من المفترض أن يعود كرم اليوم؟!)
عاد ينظر لها ببسمة صغيرة... يعرفها جيدا و يعرف خوفها على اولادها و خاصة كرم أصغر ابنائها الرجال... تنهد ببطء يعيد نفس حديثه كلما ذهب ابنه في رحلة صيد يغيب فيها بالأيام...
(نعم يا صفية من المفترض أن يعود بعد ساعات ان شاء الله... كفي عن القلق عليه لقد أصبح رجلا)
غمغمت بخفوت متذمر...
(حماه الله... لكنني أخشى عليه من البقاء في البحر لأيام دون أن أراه أو أسمع صوته)
تقدم منها يلتقط كفها الناعم بين كفيه اللذين أصابهما العجز المريء... يشعرها بالأمان كلما فعل هذا و كأنهما جديدي العهد و لم يمر عليهما كل هذا العمر معا... همس بصوته الرخيم...
(ابنكِ ليس أول من يذهب للصيد في مراكبنا... لقد فعلتها أنا و أخواه قبله... إنها مجرد أيام يا صفية و هاتفه بالتأكيد لن يعمل في عرض البحر لسوء التغطية هناك...)
وضعت وجهها أرضا تهمس بخفوت...
(لكنه أصبح الوحيد الذي يذهب بعدما تولى خالد و صالح العمل في شوادر السمك... أنت لا تعرف كم يوجعني قلبي و أنا أتخيله يصارع الموج في الليل الكحيل)
ترك كفها ليضحك بخفوت يرفرف قلبها له قائلا...
(من يسمعكِ لا يقول أنكِ كنتِ تذهبين مع والدكِ في رحلات كهذه و أنتِ صغيرة و تبيتين في المركب أيضا يا ابنة الحاج زكريا المراكبي)
ضحكت بخجل من تذكيره لها بالماضي... لقد فعلتها و هي صغيرة فقط كي تبقى معه هو و تراه كيف يتعايش مع البحر و العمل خفية مستغلة حب والدها الكبير لها و موافقته على مطالبها رغم تعجب الجميع حينها من تواجدها...و لكن من ذا الذي يزعزع فرد من افراد المراكبي عن فعل ما يريد؟!... قطعت ذكرياتها لتهمس بصدق...
(لكنه ابني يا سليمان غصبا أخشى عليه حتى لو فعلتها قبله...)
اتجه ناحية الباب مجددا يخبرها بتأكيد يبث بها الراحة...
(ابنكِ رجل يا صفية و الرجال لا نخشى عليهم)
**************
يجلسون جميعهم في انتظار وصول سليمان على طاولة الطعام... خالد يجلس في مواجهة كرسي والده جواره زوجته و ابنهما على اليمين... أما على اليسار يجلس صالح و زوجته و جوارها تجلس فاطمة أصغر ابناء سليمان... حينما استمعوا لصوته قادم تأهبوا لحضوره و أسرع مازن ابن خالد بترك كرسيه ليهرول لجده باسما و يرتمي عليه يضم ساقيه من خلف العباءة البيضاء... استقبله سليمان بفرحة يربت فوق رأسه برفق قائلا...
(يا مرحب بالغالي حبيب جده...)
رفع مازن رأسه لجده دون أن يترك ساقيه يقول ببسمة..
(صباح الخير يا جدي...)
مسح سليمان فوق وجهه بينما صوت خالد أتى موبخا لأبنه بتأنيب..
(مازن لا تقف في طريق جدك و دعه يتقدم ليتناول الفطور...)
خفتت ضحكة مازن ليبتعد عن ساقي سليمان بينما سليمان ينظر لأبنه نظرة يطلب منه أن يتوقف... قضم خالد حديثه احتراما لوالده الذي مال يرفع مازن فوق ذراعيه يقول بمحبة...
(مازن سيجلس جوار جده و يتناول فطوره...)
بسمة الصغير تزامنت مع بسمة راضية من والدته لترفع رأسها و تقول بقصد بينما ترمق زوجة صالح..
(عشت لنا يا أبي الحاج... مهما يحدث فهو حفيدك الوحيد)
وضعت هبه زوجة صالح وجهها في طبقها بحزن جعل صالح يقبض كفه بقوة فوق الطاولة... نظرة عين فاطمة لسهر زوجة خالد كانت معاتبة لكن الأخيرة ردتها لها بنظرة لا مبالية... تقدم سليمان من الطاولة ليضع حفيده فوق الكرسي المجاور له و يجلس بوجه رافض لما يحدث من زوجة ابنه الكبير... إنها دوما هكذا مصدر للإزعاج مدعية حسن النية و متخذة من الجهل بمشاعر الغير طريقا!... و كأن صفية فهمت ما يريد قوله و لكنه يتجنبه لعدم رغبته الخوض في كلام النساء... اقتربت تجلس فوق كرسيها تقول بسيطرة متأصلة في شخصيتها تتحكم في قاطنين بيتها هي و تفرض حواجز لا يجب أن يتعدوها كي لا ينالون عقابها... و عقابها شديد الصعوبة كما يعلمون جميعا فهي مالكة هذا المكان و لن تسمح لزوجة بِكرها بفرض هيمنتها هنا كما تريد منذ تزوجت...
(من قال أن مازن حفيد الحاج الوحيد يا سهر... هل نسيتِ ابناء ابنتي قمر أم تهمشوا قصدا؟!)
ابتلعت سهر ريقها بقلق من جدال لا تحبه مع حماتها... لتهمس بخفوت مرتبك...
(لا أقصد يا أمي الحاجة حفظ الله ابناء قمر... لكن بالنهاية من يحمل اسم أبي الحاج هو مازن فقط)
زاد انكسار هبه جوار زوجها الصامت احتراما لوالده و لأخيه الكبير... امتدت يده حيث يدها فوق حجرها أسفل الطاولة يتمسك بها بقوة مرسلا اعتذاره عما تسمعه من سخافات زوجة أخيه... الوضع لم يعجب فاطمة بالمرة و التي تراقب توتر و حزن هبه و صالح فهتفت بغضب لم تستطع كبحه في وجه سهر...
(ألن ينتهي هذا الحديث يا سهر؟!... كلما اجتمعنا لا يوجد في جوفكِ غيره...)
صوت خالد العالي و الموبخ لأخته الصغيرة زاد من نظرة التشفي في عيني سهر...
(فاطمة احترمي كونها زوجة أخيكِ الكبير...)
تمسكت سهر بكفه المتشنج فوق الطاولة تقول برجاء زائف...
(لا توبخها يا خالد ففاطمة لا تزال صغيرة... كما أنني لا أحزن من أفعالها غدا تكبر و تتعقل)
صوت صفية المقتضب خرج بعدما راقبت نفور زوجها لتعكير الصباح بزوبعة معتادة من سهر التي لا تزن احتراما لأحد...
(ألا يوجد احترام لوالدكم؟!... انتهينا هيا ابدأوا بتناول الفطور لتذهبوا لأشغالكم)
الدموع اللامعة في عين فاطمة لاحظها والدها المتابع لهم من مجلسه... لكن ابنته رغم صغر سنها إلا أنها عاقلة و واعية فها هي تكبح دموعها لتبدأ في تناول طعامها بصمت راضخ لأمر والدتها... نظرة حانت منه لسهر التي شرعت في تناول الطعام بهدوء و كأنها لم تفتعل شيئا... هذه البنت مزعجة لدرجة كبيرة لا تتشابه مع والدها أو والدتها مطلقا و لا يعرف غيرة النساء التي تنهشها من الجميع متى ستنتهي؟!... خالد ابنه ليس لينا لكنه يمرر لها الكثير و هذا لا يعجبه و عليه أن يقومه في هذا الأمر...
وقفت فاطمة بعد قليل تستأذن والدها بأدبٍ..
(لقد أنهيت فطوري و سأنزل الآن للجامعة...)
ابتسم لها والدها ليبدل حالها الحزين بفرحة ترتسم عليها كلما ناظرته... يكفيها فخرا انها ابنته و لا يهم شيء آخر... اومأ لها برأسه ثم نظر لصالح يأمره...
(صالح لو أنهيت فطورك بني أنزل مع أختك كي توصلها...)
ترك صالح رغيف الخبز ليقف في طاعة قائلا...
(الحمد لله يا أبي أنهيت فطوري... من عيني يا حاج لحظة أرتدي قميصا غير هذا و آتي)
تدخلت سهر بسماجة تقول بسخرية..
(و ما به قميصك أم أن محامية المستقبل تشعر بالمَعَرَّة من ملابسك عندما تأخذها للجامعة؟!)
اهتاجت فاطمة في وقفتها و قد تخلت عن تعقلها ناوية الصراخ بها لكن وقفة والدها و صوته المحذر المخيف جعل الجميع يصمت...
(سهر... لا تحشري أنفكِ في حياة الجميع، اهتمي بزوجكِ و ابنكِ فقط..)
وقف الكل بعدما وقف سليمان احتراما و خوفا من خروجه الغير معتاد عن هدوئه... تلعثمت سهر مرات لتهمس...
(لم أقصد سوءا يا أبي الحاج...)
رمقها سليمان نظرة غير راضية ليتحرك تاركا إياهم حيث غرفته استعدادا للذهاب للعمل... تابعت صفية ما حدث حتى اختفى زوجها لتنظر لسهر بغضب و توبخها بصوت متضايق...
(لا تزيدي من غلطاتكِ يا سهر فصبري قليل...)
تركتهم صفية لتتجه خلف زوجها بينما احتقن وجه سهر بغيظ من توبيخها و تقليل شأنها أمام الجميع... ازاحت كرسيها بعنف مصدرا صوتا عاليا لتتجه نحو غرفتها بغضب... راقبها الجميع ليزفر خالد بتعب مما يحدث و يُعاد من زوجته هامسا بملل...
(يا له من صباح مزعج...)
نادى لأبنه بأمر أن يتحرك و يأخذ حقيبة مدرسته ليوصله في طريقه... اومأ مازن لكنه تحدث بخفوت..
(لكني لم أخذ شطائري بعد يا أبي...)
أسرعت هبه بعاطفة كبيرة تتجه نحوه و تقول بحنان...
(لحظة حبيبي سأحضرهم من المطبخ و أضعهم في حقيبتك... أسرع أنت في ارتداء حذائك حالما أعود)
تتبع صالح زوجته بقلب يخفق لأجلها و دعوة متكررة في نفسه تتردد و تزداد بإلحاح... عاد ينظر لأخته قائلا ببسمة...
(سأسرع أنا أيضا في تبديل قميصي لن اتأخر...)
اومأت له ببسمة شاكرة و عادت تجلس فوق كرسيها حتى ينتهي...


....يتبع....




AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-20, 12:05 AM   #28

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الأول


الهواء المحمل برذاذ الماء يتطاير حوله يمينا و يسارا ليلامس صدره العاري بعدما فتح أزرار قميصه... جالسا فوق صندوق خشبي ضخم يمد ساقيه و يستند على اطار المركب المعدني... صوت رجاله و هم يصيحون بحماس و نشاط بعدما ملئوا خزائنهم بالأسماك تسعده... نهاية كل رحلة صيد كعيد بالنسبة لهم... يحملون شباكهم بادئين رحلتهم آملين في الله أن يرزقهم من خزائنه... و يعودون شاكرين محملين بخيرات البحر... ابتسامته التي شقت وجهه الذي اتسم بملامح رجولية مختلطة بوسامة من نوع مختلف فعيناه السوداء تحوي سكونا و غموضا يُضيفان لملامحه الهيبة … كان صوت صديقه الذي تتبعته أذناه سببا مباشرا بها... ازدياد تصفيق الرجال جعله يلتفت قليلا يراقب ما يحدث رغم انه يحفظه عن ظهر قلب... في زاوية يقف بعضهم يجمعون الشباك... جوارهم البعض الآخر يزودون المخزن بالثلج حفاظا على الاسماك حتى يحين الوصول للميناء... و الأخرون يقفون يصفقون و يتراقصون بسعادة و في وسطهم يقفز أيوب بجسده الضخم العضلي بينما يغني بعلو صوته النشاز و يردد الرجال خلفه...
عندك بحرية... يا ريس
سُمر و شرقية... يا ريس
و البحر كويس... يا ريس
وصلني حبيبي... يا ريس
عا الرمل الدايب كتبنا
شوق الحبايب دوبنا
و ان شالله توصل مراكبنا
ال فيها أهالينا و حبايبنا
و الفرحة تكمل... يا ريس
اصواتهم تسابقت مع هدير الأمواج المحيطة بهم... الجميع شاكر و راضٍ بمّن الله عليهم... عاد بوجهه يطالع النهار الذي ينتشر على مهل و يختلط بزرقة البحر حوله... توقف أيوب عن رقصه و غنائه لينظر حيث صديقه ثم يترك الرجال بعدما طلب منهم ألا يتوقفوا عن الرقص و الغناء... قطع خطواته حتى وصل له ليجلس جواره قائلا ببسمة سعيدة و نظرته تتجه نحو البحر...
(سيسعد الحاج سليمان بصيدنا...)
هز كرم رأسه بهدوء يهمس...
(ان شاء الله... لقد تعبنا و هذا كرم من الله)
توجه وجه أيوب له ليضحك بخفوت يمازحه...
(كرم من الله يا كرم...)
ضيق كرم عينيه لينظر لصديقه من طرفها هامسا ببطء...
(دمك ثقيل كالعادة فلا تحاول...)
طوق أيوب عنق كرم بذراعه العضلي يضغط عليه بمزاح ثقيل متحدثا بصخب...
(لا تسخر من خفة دمي يا كروم)
تحدث كرم بضحك يؤكد رأيه...
(أقسم لك دمك ثقيل يا بني آدم لا أكذب...)
ترك عنقه ليهمس بوقاحة في أذنه جعلت الأخير يضربه بعنف في بطنه قائلا بوعيد...
(هل عدت لنكاتك الغير بريئة بالمرة يا أيوب؟!... لو سمعتك تلفظها مجددا سأطرحك أرضا و أنال منك)
علت ضحكة أيوب ليقف مبتعدا عن صاحبه قائلا...
(يا كروم لا تقفلها في وجهي انها مجرد نكات...)
ركله كرم بقدمه في مؤخرته بقوة جعلت الأخير يلتصق في اطار المركب المعدني يضحك عاليا... بينما كرم يوبخه قائلا بحدة ...
(أيها البغل طهر لسانك الطويل هذا و احترم كوني "ريسك")
و كأن كرم لا يتحدث فاتجهت أصابع أيوب تحل أزرار قميصه ليفتحه كصديقه و يفتح ذراعيه مستقبلا هواء البحر الرطب ببسمة متسعة و عين مغمضة... راقبه كرم من الخلف ليضرب كفا بكف مغمغما ببسمة صغيرة...
(أيوب سيظل أيوب...)
بعد لحظات فتح أيوب عينيه ليلمح الميناء من بعيد فعاد برأسه لصديقه يقول بصخب...
(حان وقت العودة يا كروم...)
ثم التفت ينادي على الرجال يخبرهم أن الميناء أصبح قريبا...عاد برأسه ينظر للميناء و يهتف بصوته الصاخب مستكملا أغنيته ليهتف الرجال خلفه...
ريحة أراضينا... يا ريس
عم بتنادينا... يا ريس
أمشي و طير بينا... يا ريس
من مينا لمينا... يا ريس
ودينا بلدنا... يا ريس
تا نشم ترابها... يا ريس
تعلقت عيناه بالميناء و قد جمدت ملامح وجهه... سؤال يراوده الآن ترى كيف هي؟!... يعرف أن رجاله لن يتركوها بمفردها مطلقا خصوصا بعد توصيته الشديدة و التي تتكرر منذ سنوات... لكن الأيام التي ابعدته عن الحيّ ليست بقليلة... حتى الاتصالات التي كانت تطمئنه انقطعت بسبب التغطية... و لم يتلقَ اتصالا واحدا من سوسكا منذ أربع أيام....
****************
(الشاي يا سوسكا...)
قالها صبي المقهى الشعبي لهذا الشاب المراهق الجالس على كرسي خارج المقهى... تناول منه الشاي ليشكره بصوت خشن قليلا رغم جسده الهزيل...
(حبيبي يا حمو...)
وضع كوب الشاي فوق الطاولة الصغيرة الخشبية ثم فتح الورقة البيضاء الملفوفة في يديه... أخرج شطيرة الفول رغبة في تناولها بسرعة كي تسد جوعه في يوم طويل يظل فيه يلف خلف "ست الدكتورة" كمهمة رسمية موكلة إليه لحمايتها... رفعها نحو فمه يقضم منها لكنه عقد حاجبيه يهمس باستنكار...
(ألم يضع لي مخلل؟!...)
نظر للبيت الذي جاء من بعد صلاة الفجر يجلس هنا و يتابعه بأعين مترددة... هل يترك مكانه ليجلب بعض المخلل أم يظل جالسا حتى تظهر... لكنه لا يأكل شطيرة الفول من دونه كما أن عربة الفول خلف المقهى مباشرةً... وقف يحمل الشطيرة و يتجه راكضا إلى عربة الفول بينما يهمس لنفسه بتأكيد...
(إنها ثوان قليلة سأجلب فيها المخلل و أعود... حتى هي إن ظهرت لن تصل لنهاية الشارع و سأراها)
عند مدخل البيت المقصود خرجت غسق تحمل كتبها و معطفها الطبي و تتحرك في الشارع تنظر لساعتها بتدقيق... تتمنى أن يتبخر الوقت و يتلاشى بسرعة كي تراه و تسعد بمحادثته... تود لو الوقت الذي سيجمعها به اليوم أصبح الآن... قلبها يدق كلما ذكرته في بالها تدعي الله ألا يفهم تأثرها به و إلا سيحجمها الحرج طوال العمر... وصلت لمنتصف الشارع و هي غارقة في تفكيرها به لتتوقف فجأة على هذا الجسد الصغير الذي ظهر لها من العدم... عقدت حاجبيها بعدم فهم لما يصدر منه... رغم معيشتها هنا لتسع سنوات تقريبا إلا أنها و عائلتها لم يختلطوا بأحد... حتى انها لا تعرف اسماء الناس هنا مجرد تشبيه على الوجوه ليس أكثر... هذه عادة توارثتها من والديها هما لا يحبان الاختلاط و هي ترجح هذه الفكرة مع عدم راحتها للمنطقة هنا... لكنها ابتلعت ثقل عيشها بسبب ظهور أريج في حياتها و ظهوره هو... انتبهت لصوت الولد الصغير الذي تحدث بوجه مضطرب...
(يا "ست الدكتورة" لقد انجرح صاحبي اثناء نقل ألواح الثلج و انفتح حاجبه و ينزف)
ضيقت عينيها بتعجب من كلمة "ست الدكتورة" و كأن الجميع هنا يعرفها و يتعامل معها منذ زمن... لكنها شعرت بخوفه فمالت تمسح فوق وجهه تهمس...
(يجب عليه الذهاب للوحدة الصحية القريبة أفضل..)
اعتدلت في وقفتها و تحركت تاركة إياه خلفها... لكنها توقفت حينما قبض على حقيبة يدها يجذبها منها برجاء قائلا...
(الوحدة الصحية لا تستقبل مرضى إلا بعد صلاة الظهر... ألستِ دكتورة تعالِ لتريه!)
حاولت سحب حقيبتها منه لكنه كان مستميتا في تمسكه...هتفت بقلة صبر له...
(يا ولد اترك الحقيبة أنا متأخرة على جامعتي... كما أنني لست دكتورة أنا صيدلانية و لا أزال في سنتي النهائية يعني غير مصرح لي التعامل مع مرضى)
تقبضت يد الولد على حقيبتها يهتف باستهجان...
(كيف لستِ دكتورة إذًا ماذا تفعلين بالمعطف الطبي؟!)
هزت رأسها بتعجب من تصرفه معها لتحاول جذب حقيبتها متمسكة بأخر ذرة صبر و تعقل لديها...غمغمت بغضب مكبوت من بين اسنانها...
(الحلاق يرتدي معطفا ايضا ليس كل من يرتديه يعد دكتور... اتركني هيا)
كان عنيدا للغاية يسحبها معه حيث مدخل هذا المخزن المخصص للأسماك بجوار بيت سليمان المراكبي... اصراره اشعرها بأن الحالة خطيرة و بما أنها درست الاسعافات الاولية في كليتها فعليها المساعدة... ان كانت حالته خطر سترسله للمشفى مادام الوحدة الصحية لا تعمل الآن... زفرت بحدة تخبره بصوت غاضب...
(حسنا سآتي معك لأراه.. معنا عشر دقائق بالكثير)
اومأ لها الولد ليترك حقيبتها و يسبقها حيث المخزن الصغير... تحركت خلفه بقلق من الولوج في المكان لأول مرة... لا تحب الاندماج مع أحد هنا لأن ما حدث للتو من هذا الولد نوعية بسيطة مما سيحدث لو فتحت باب الصداقة و الجيرة لهم... دلفت للداخل لتصدمها رائحة الأسماك فأسرعت تضع يدها فوق انفها و تتجهم ملامحها بشدة... مستحيل أن تدخل هنا و لو للحظة المكان كله بكتيريا بالتأكيد... و هي من بعد دراسة علم الأحياء الدقيقة و ما يتسببوا به من أمراض أصابها الوسواس بشكل كبير... حتى والدتها باتت تعاني من كثرة تحكمها في النظافة... ابتلعت ريقها تحسب في عقلها أن كل متر هنا يحوي ملايين من أنواع مختلفة للبكتيريا و الجراثيم... غيرت وجهتها لتعود تعطي وجهها للباب دون أن تزيح يدها من فوق أنفها ناوية الخروج... لكن هذا الصوت المتألم الصغير أوقفها... اغمضت عينيها بغضب لاعنة هذه المواقف... لماذا كلما نوت الذهاب من مكان ما يصدر صوت متألم يشعل نزاعها الانساني في مساعدته... زفرت مرات متتالية لتعود تنظر لزاوية جوار باب المخزن... ولد صغير يجلس هناك يكتم جرحه بقماشة و يتأوه بضعف... أسرعت نحوه متناسية أي شيء لتجلس قبالته تزيح القماشة و تنظر للجرح بتدقيق... ليس جرحا عميقا الحمد لله و سهل التعامل معه... نزعت حقيبتها من فوق ذراعها لتفتحها و تخرج زجاجة مطهر و كيس للقطن و لاصقات طبية لا تتحرك دونهم... ابتسمت للولد ببشاشة تهمس...
(سيحرقك قليلا لكنك قوي ستتحمل أليس كذلك؟!)
أسرع الولد الذي جلبها هنا و يقف حاليا فوق رأسها يتتبع بفضول طفولي ما تفعله يقول بفخر...
(نعم هذا ابن عمي و نحن اقوياء جدا... لقد أخبرني بهذا أخي سوسكا)
تركته يثرثر كما يشاء و بدأت في تعقيم الجرح و تنظيفه...
بالخارج...
عاد بعدما حصل على المخلل بصعوبة... سكان المنطقة هجموا على عربة الفول كونها الوحيدة هنا فنازع ليصل لصاحب العربة و يأخذ منه المخلل... اقترب من كرسيه بينما يقضم من الشطيرة برضا... وجد حمو صبي المقهى واقفا يتطلع ناحية مخزن الحاج سليمان الصغير... عقد حاجبيه بتعجب ثم انحنى يحمل كوب الشاي يرتشف منه بينما يسأله...
(حمو لماذا تبحلق في مخزن المراكبي هكذا؟!)
اقترب منه حمو القصير عنه بكثير يحدثه بعدم تصديق بما رآه...
(لقد أخذ حمادة "الست الدكتورة" لداخل المخزن)
وجه حمو اغتسل تماما بالشاي الذي أخرجه سوسكا من فمه بعدما سعل بقوة... ترك الكوب فوق الطاولة يسأله بجدية...
(ماذا تقول يا حمو؟!!)
مسح حمو وجهه بقرف يقول...
(كما سمعت خرج حمادة يقطع طريقها و يسحبها من حقيبتها حتى وافقت على الذهاب للمخزن)
وضع سوسكا شطيرة الفول بين يدي حمو بسرعة و ركض نحو المخزن يلعن غباء حمادة و صاحب عربة الفول الذي نسي المخلل... كان يغمغم اثناء ركضه بقلق...
(أخي كرم سيعلقني لو عرف أنها دخلت الى هناك بين الرجال!!)
وصل لباب المخزن يبحث بعينيه عنها في كل مكان... صوتها صدر ممازحا من زاوية صغيرة بجانب الباب... التفت بسرعة ليتسمر مكانه و هو يراها تداعب الولد الصغير بعدما وضعت لاصقة طبية فوق حاجبه...كاد يدخل و يكلمها بأن تخرج من هنا فورا لأنه لا يصح تواجدها في مكان كهذا... لكنه تخشب مكانه و هو يشاهد خروج أحد الرجال من الباب المجاور للزاوية التي تجلس بها... يحمل لوحا خشبيا مستطيلا ذو حواف عالية قليلا... معبأ بالعديد من الاسماك و به مياه تغطيها... لا يعرف أن حظه سيء لهذه الدرجة سوى بعد أن اختل توازن الرجل بلا أي داعٍ لينزاح اللوح للخلف و يسقط كل ما به فوق ظهرها... وضع سوسكا يده فوق وجهه بعدما صدحت شهقتها المفزوعة ليهمس بخوف...
(لا يوجد أسوء من هذا ليحصل...)
الجلبة الصادرة من خلفه عند الباب لم تتطلب منه التساؤل لمن هي لأن صوت كرم قد اخترق أذنه ليجعله متخشبا في وقفته... التفت ينظر له بقلق هامسا...
(بلى... يوجد الاسوأ!)
(ماذا يحدث هنا؟!...)
صدرت منه بعدما دخل مخزن والده ليضع رجاله الاسماك التي تم اصطيادها هنا بشكل اولي حتى يتم فرزها و نقلها للشوادر... لكن تجمع الرجال في المخزن و وجود سوسكا هنا في هذا الوقت الذي يفترض أن يكون معها به كل هذا جعله يتساءل ما بهم!!... تحرك بؤبؤ عينيه بدهشة للحظة لم تُذكر و هو يراها بقامتها القصيرة تقف من خلف ظهر أحد رجاله تصيح بغضب كبير...
(هل لا ترى أمامك؟!... انظر ماذا فعلت بي!!!)
بعد وقوفها و صياحها وضع جميع من بالمخزن اعينهم أرضا يشيحون نظراتهم عنها... عقدت حاجبيها تنظر لحالها لقد ابتلت بلوزتها بالماء الغير نظيف المختلط برائحة السمك... تأففت بقرف و تقزز تصرخ به غير عابئة من اشاحته لوجهه... بالتأكيد خجل من فعلته بها لذا يضع عينيه أرضا...
(يا أنت أنا أحدثك... ما فعلته للتو يسمى قلة ذوق)
همس الرجل بحرج كبير بينما عيناه ثابتة على الأرض..
(و الله لم أقصد يا "ست الدكتورة"... لقد انزلقت مني دون قصد...)
قاطعه صوت " ريسه" الآمر و الذي صدح ليخرس الجميع...
(أنتهى الأمر... هيا عودوا للعمل)
اومأ الرجال لكرم و اتجهوا مجددا حيث اشغالهم... تقدم كرم من سوسكا لينظر له بتوبيخ جعل الأخير يهمس بصدق...
(أخي كرم لقد حاولت...)
أسكته كرم بنظرة عينه ليأمره بأخرى أن يخرج من هنا... تحرك ناحية الباب و لكنه توقف حينما سمع كرم يقول..
(أخبر من بالخارج ألا يدخلوا الآن...)
اومأ متفهما ما يقصده من عدم دخول الرجال و أسرع للخارج... بينما هي ظلت تهمهم بكلمات مقتضبة غاضبة تتجه نحو الباب بينما صوتها يعلو بقصد...
(همج و قليلي الذوق...)
كادت تخرج من الباب لولا هذا الذراع الكبير الذي امتد يسد الباب و يمنع خروجها... التفتت بسرعة للجانب تحدجه بشرارات ملتهبة من عينيها و تسأله بعصبية...
(ماذا تفعل؟!)
كف يده الآخر تحرك ليحل أزرار قميصه بسرعة و ينزعه بعدما أزاح ذراعه عن الباب و قد استعاض عنها بساقه ليمنع خروجها... ألقى قميصه على رأسها ليغطيها و يستر جزء كبير من جذعها... اتساع عينيها من الصدمة تزامن مع نزع القميص عنها بعنف لتهتف به بصوت عالٍ...
( ماذا تظن نفسك فاعلا يا هذا؟)
نظرة عينه زادت دكنة و تشبعت بالغموض و هو يستقبل كلماتها الغير مقبولة بالمرة... لكنه صمت كي لا يخيفها لو تعامل مع الأمر بشكل جدي... راقبها بنظرة خاطفة تلقي قميصه أرضا قائلة باشمئزاز...
(رائحته سمك.... مقرف)
تحرك صدغه بسبب طحن ضروسه لم يكن ظاهرا كفاية لتلمحه هذه الثائرة.... رفعت كفها بنفاذ صبر تحاول ازاحة ذراعه الذي اعاده مجددا عن الباب قائلة بحدة...
(ابتعد عن طريقي... هذا جزاء مساعدتي لكم!!!... أستحق هذا و أكثر لأنني غبية)
ذراعه لم يتزحزح مطلقا بينما نظراته تتطلع في الشارع بتدقيق... رجاله بالخارج يتسامرون بإرهاق حتى يحين لهم الدخول... غير السكان الذين انتشروا في كل مكان... عاد ببصره ينظر لها أسفل صدره تحاول جاهدة الخروج... عيناه حانت منها نظرة على ظهرها ليشيح بوجهه بسرعة متقبض الكف الحر... كيف يخبرها بأن تقبل قميصه... المقرف!!
ابتسم بسخرية على وصفها الجارح لشخص مثله يُحسب له ألف حساب... سحب نفسا كبيرا و قد حسم أمره بقولها... لا يصح أن يفعل و لا يعرف كيف ستخرج منه لكنه لن يتركها تخرج هكذا...
(زرقاء...)
صوته الهادئ نزل عليها كدلو ماء بارد... هل هو مختل عقليا ما معنى ما قاله و هي تتميّز من الغيظ... هل يستخدم الألوان كنوع من المعاكسة البذيئة؟!... احتدت نظرتها حينما التفتت له تسأله بوجه متحفز...
(ماذا تقصد يا هذا؟!!!)
مال بوجهه ناحيتها فتوترت ملامحها و هي تنظر لصدره العاري بقلق... اقترب من أذنها يهمس بجدية و خفوت مختنق لكونه سيلفظها لها هي تحديدا...
(ملابسكِ... التحتية... زرقاء)
تخشبت على هيئتها أمامه دون نفس واحد... عيناها تسمرت على عضلات صدره بينما عقلها يردد ما قاله في ثوان... بلوزتها البيضاء ابتلت تماما و في هذا الحر هي لا ترتدي سوى قميصا خفيفا و!!!..... هل يقصد أنه يرى حمالة صدرها!!!!.... يبدو استوعبت فداحة صورتها أمامه فتوترت انفاسه ليبتعد هو مشيحا نظره عنها بحرج... تحركت بسرعة تضم صدرها بذراعيها ليهمس هو تخفيفا من الموقف...
(لذا ارتدي القميص حتى لا يراكِ الناس في الشارع هكذا...)
زمجرت بغضب تهمهم بخفوت غير مفهوم... سحبت معطفها الطبي الذي علقته فوق حقيبة يدها لترتديه على عجلة من أمرها... ضمته جيدا فوق جسدها لتخرج مهرولة من المخزن بينما نظرات الرجال بالخارج تتسع بتساؤل عما تفعله "دكتورة" منطقتهم هنا... وقف هو بباب المخزن يراقب مشيتها المتشنجة لبيتها حتى دخلته... بحث بعينيه عن سوسكا حتى وجده واقفا مستندا على الحائط المقابل للمخزن ليميل برأسه ناحية بيتها آمرا إياه بتتبعها كالعادة... نفذ سوسكا أمره و أعتدل يتجه ناحية المقهى الموجود في منتصف الشارع بين بيتها و بيت الحاج سليمان و مخازنه الصغيرة المتفرقة جوار بيته...
دلف مجددا للداخل بعدما صدح صوت أنور خلفه يقول بترحيب...
(حمدا لله على السلامة يا أبو الكرم...)
التفت كرم يضرب بكفه فوق كف صاحبه ضربة خشنة كسلام بينهما و يبتسم قائلا...
(الله يسلمك يا أنور... ما أحوال العمل هنا؟)
عقد أنور حاجبيه يجيبه...
(بخير يا صاحبي... لكن لماذا تقف دون قميصك هكذا؟!)
قبل أن يتحدث دلف أيوب بصخبه ليتفاجأ بهيئة كرم فرفع كفه يضعه على صدره قائلا بدراما...
(استغفر الله العظيم... مخزن الحاج سليمان الطاهر يقف فيه ابنه مع صديقه عاري الجذع... ماذا ستجلبين فوق رؤوسنا أكثر يا دنيا؟!!)
انحنى أنور يلتقط قميص كرم الساقط أرضا يكوره و يرميه بكل قوته في وجه أيوب... ليستقبله وجه الأخير بضحكة مستفزة بينما يستمع لصوت أنور الغاضب..
(ألم اوصيك بأن ترميه في البحر كطُعم للأسماك علَّ وجده قرش و أكله و أرحنا من سماجته)
تحرك كرم لداخل المخزن يتابع بعينيه سير العمل قائلا بهدوء...
(اشفقت على الاسماك من أكل لحم ثقيل الدم هذا...)
ضحك أيوب بسماجة ليقترب من ظهر كرم يحيطه بقوة و يرفعه بعنف و مزاح غبي عن الأرض قليلا قائلا..
(يا حبيب قلبي يا شقيق.. سلم لي قلبك المرهف يا غالي)
تعالت ضحكات الثلاث اصدقاء بصخب لتزين جدران المخزن الصغير... تحدث أنور بأمر كونه الأكبر بينهم..
(هيا يا عمي أنت و هو الى بيوتكما لتنالا قسطا من الراحة و مساء نلتقي بإذن الله...)
تكلم كرم باعتراض يقول...
(ليس قبل أن أقابل أبي و أخبره عن رحلة الصيد... ثم يجب أن نشرف على نقل الاسماك من هنا حيث الشوادر عند الميناء و هذا...)
أوقفه أنور عن الاسترسال يقول بجدية...
(الحاج هو من أمر بأن ترتاحا... و كل ما ذكرته أنا هنا لأفعله لا تقلق...)
وضع كفيه فوق كتفي صاحبيه ليدفعهما بقوة ناحية باب المخزن حتى يخرجا... و قبل أن يفعلا عاد أيوب يلتقط القميص الساقط أرضا و يعود به لكرم قائلا بمزاح...
(خذ يا بني قميصك و استر نفسك كي لا يظن الناس بالخارج بنا العيب...)
هز كرم رأسه باستسلام من صاحبه ليأخذ القميص واضعا إياه فوق جذعه دون أن يغلقه... بينما يده تتقبض على اطرافه و صوتها يرن في أذنه...
(مقرف....)


....يتبع....




AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-20, 12:09 AM   #29

AyahAhmed

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 451462
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,566
?  نُقآطِيْ » AyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond reputeAyahAhmed has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الأول


رنين الأساور الصادح بقوة بسبب حركة يدها التي تربت فوق ظهر ولدها ينتشر في صالة البيت... وضع رأسه فوق كتفها رغم اعتراضه بسبب اتساخ ملابسه لكنه فعل بعد اصرارها على ذلك... ابعدت رأسه عن كتفها لتضع وجهه بين كفيها و تنظر للأعلى قليلا حيث رأسه قائلة ببسمة دامعة...
(حمدا لله على سلامتك حبيبي... الحمد لله الذي استجاب لصلاتي و حماك لي)
عيناه تنظر لها بحنان و هو يتابع أمومتها المتلهفة عليه كلما عاد من رحلة صيد... التقط كفيها من فوق وجهه ليتوقف بهما عند فمه و يلثمهما بحرارة قائلا...
(سلمكِ الله لنا يا حاجة صفية... أنا بخير ببركة دعائكِ لي الحمد لله)
عادت بكفيها لوجهه تمسح عليه قائلة بفرحة...
(الحمد لله يا كرم...)
سحبته من يده لتجلس معه على الأريكة تسأله بتدقيق...
(هل أنت جائع؟!... هل أحضر لك لقمة صغيرة حتى يحين وقت الغداء؟!)
ربت فوق كفها بشكر قائلا بصوت مرهق...
(لا يا أمي لست جائعا... أنا فقط أريد الاستحمام و النوم بشدة)
وقفت بسرعة من فوق الأريكة تتحرك ناحية الحمام الرئيسي في الشقة قائلة...
(حسنا حبيبي سأُحضّر لك الحمام حالا...)
وقف يذهب خلفها بسرعة و يتمسك بها لتتوقف هامسا هو بحرج...
(أمي ارتاحي أنتِ... أنا لست صغيرا لأعده لنفسي)
حك أنفه بحركة خفيفة ليقترب منها قائلا بضحكة...
(كما أنكِ يبدو تنسين تواجد زوجتيّ خالد و صالح معنا في نفس الشقة... لقد كبرت يا أم خالد و هذا يحرجني)
ضحكت عاليا ترفع يدها حيث فمها لتتحرك أساورها مصدرة صوتا مجلجلا كمالكتها ثم قالت...
(يا ولد مهما كبرت ستظل صغيرا في عيني... لكن حسنا يا سيد الرجال سأتركك على راحتك لأتصل بقمر كي تأتي مع زوجها و ابنائها على الغداء)
مال على وجهها يلثمه بحنان ثم ابتعد قائلا...
(أدامكِ الله لنا يا أم خالد...)
راقبت ظهره العريض يدخل غرفته لتتسع بسمتها الحامدة بأنه عاد سالما... اتجهت نحو الصالة مجددا تحمل هاتفها و تجلس على الأريكة تتصل بابنتها الكبيرة... و بعد لحظات صدر صوتها الباسم..
(السلام عليكم كيف حالكِ يا قمر؟!)
تحركت في شقتها المشابهة لشقة والدها من حيث الأثاث و تيسير الحال رغم كونهما في نفس الحي البسيط... بقميصها القطني القصير الذي يظهر قدها الأنثوي المغري... شعرها الأسود يستريح فوق ظهرها ليزيد من جمالها الذي يشهد به الجميع... جلست فوق سريرها تتحدث في الهاتف...
(و عليكم السلام بخير يا أمي الحمد لله... كيف أحوالكم أنتم؟!)
وصلها صوت والدتها عبر الهاتف...
(بخير حبيبتي... لقد عاد كرم اليوم لذا سأنتظركم على الغداء)
اتسعت بسمة قمر لتقول...
(حمدا لله على سلامته... حسنا يا أمي سأتصل بوائل و أخبره بأن يصطحب الأولاد من المدرسة و يأتي على بيت أبي)
وافقتها والدتها القول لتسألها بسرعة...
(و أنتِ متى ستأتين؟!)
عقدت قمر حاجبيها تسأل أمها بتروٍ...
(لو تحبين أن آتي حالا سأخبر وائل و آتي...)
زادت بسمة صفية لتقول بصدق...
(حفظكِ الله حبيبتي... بصراحة أحتاجكِ مع هبه لإعداد طعام الغداء..)
كتمت قمر غضبها حتى تفهم و لكنها واثقة من الاجابة...
(من عيني يا أمي... لكن أين السلطانة سهر؟!)
عبست ملامح صفية متذكرة ما حدث على الفطور لتجيب ابنتها بقنوط..
(موجودة و ستعمل معكما... لكنني لا أريد أن تختلط مع هبه أو فاطمة اليوم على الأقل)
هتفت قمر بحدة متسائلة...
(و ماذا فعلت ابنة حسونة اليوم أيضا؟!)
قالت صفية بوجوم مقتضب...
(تنشر سخافتها كالعادة...)
وقفت قمر من فوق سريرها لتهتف بغيظ...
(هل اغضبت فاطمة في حضوركم يا أمي؟!... لا هذا كثير من ابنة حسونة اليوم سأعلمها مقامها)
صوت صفية الآمر بحزم جعل قمر تبتلع باقي حديثها احتراما...
(قمر انتهى الأمر... اليوم نريد أن نجتمع كعائلة على الغداء لا أريد شجار... والدكِ خرج صباحا للعمل متضايقا و لن أسمح بأن يتكرر هذا مجددا)
اغلقت قمر الهاتف بعد انتهاء مكالمتها مع والدتها لتلقيه فوق سريرها بغضب تهمس بوعيد...
(و الله يا ابنة حسونة تربيتكِ الناقصة هذه ستكتمل على يدي)
*****************
حملت كتبها بعد انتهاء يومها الدراسي تتجه ناحية باب الجامعة و تنتظر مجيء صالح يقلها للبيت... لكنها و على عكس العادة سمعت صوت رجولي ينادي لها من خلفها بخفوت... التفتت فجأة تنظر لهذا الشاب الأنيق في ملابسه العصرية و وجهه المبتسم الوسيم... تقبضت يدها فوق كتبها بحرج من وقوفها مع شاب لأول مرة لتتنحنح قائلة بخجل...
(عفوا... هل تقصدني؟!)
ازدادت بسمته ليومئ لها بحرج قائلا...
(نعم... أعرف أن وقفتنا هذه ليست لائقة لكنني معيد في كليتك و أردت أن آخذ رقم والدكِ من فضلكِ)
ضرب الخوف اوصالها لتخف قبضة يدها من فوق كتبها و تسأله بأعين متسعة قلقة...
(لماذا؟!... أقصد ماذا حدث ؟!!!)
ابتسم بسمة وسيمة يرفع كفه يحركه امام وجهها لتهدأ قائلا...
(لا تقلقي أنه أمر شخصي لا يتعلق بالدراسة...)
ضيقت عينيها بغباء لتتسع تدريجيا بعدها و هي تخمن ما يقصده... رفعت ذقنها لأعلى تتمسك بنمط تربيتها المحافظة و رد فعل حيّها لتقول...
(اعتذر لكن وقفتنا هذه لا تليق... بعد اذنك)
راقبها تتحرك مبتعدة من أمامه لينادي عليها بصوت عالٍ قليلا...
(آنسة فاطمة انتظري...)
التفتت تحدجه بغضب ثم اكملت طريقها رغم أن هناك بسمة خجولة فوق ثغرها...بينما هو حك رقبته من الخلف يهمس بحنق...
(هل آخذ رقم والدها من شؤون الطلاب؟!)
خرجت من باب الجامعة بعدما اتصل بها صالح يخبرها بأنه وصل... ابتسمت له و دلفت السيارة تحت نظراته المتفحصة لها... حمرة خديها التقطها في لحظة فهو يعرف أخته تمام المعرفة... عقد حاجبيه يسألها بهدوء..
(كيف كان يومكِ؟)
تلعثمت بحرج من الموقف الذي وضعت به قبل لحظات لتقول...
(بخير يا أخي...)
اومأ رأسه بتفهم ثم ارتفعت نظراته تجاه بوابة الجامعة يراقب الاجواء هناك... ادار المحرك يقول ببشاشة...
(وصل كرم في الصباح و أم خالد تعد وليمة اليوم... كما أن قمر هناك في البيت)
تحركت بحماس في كرسيها تهتف بمرح سعيد...
(يا لها من أخبار رائعة... هيا أخي أسرع بالله عليك أود حضور اعداد الطعام و مراقبة قمر و هي تحرق دم سهر)
كتم ضحكته ليقول بتوبيخ زائف...
(بنت تأدبي أنها زوجة أخيكِ الكبير...)
غمغمت برفض محبب له لتمتد يده تقرصها من خدها قائلا بحنان...
(فداء هذا الوجه العابس الحلو أنا... لا تحزني حبيبتي و لكن هناك أصول يجب أن نحترمها...)
ابتسمت بحب لأخيها لتهمهم بعدها لنفسها...
(ليتها هي تحترم نفسها و الأصول...)
***************
مسطحة على السرير الأسود بعدما غطت جزئها السفلي بشرشف أبيض و أظهرت بطنها المدهونة ب "چيل" خاص لإتمام عملية الكشف بالسونار... ابتسمت تقول بمحبة...
(و الله لو هي فتاة سأطلق عليها اسم أريج يا دكتورة)
جوار السرير تجلس فوق كرسيها بمعطفها الطبي بينما يدها تتحرك بالجهاز فوق بطن مريضتها... حجابها الأبيض يغطي وجهها الناعم قمحي اللون... عيناها الخضراء تتابع الشاشة أمامها بتدقيق... ارتسمت بسمة حلوة فوق ثغرها لتهمس بصوتها الدافئ...
(مبارك سيدة أسماء انها بنت...)
ابتهجت ملامح المرأة لتعتدل تهندم ثيابها بمساعدة الممرضة و تقول بسعادة...
(هذا أسعد خبر و الله ربي يجعلها مثلكِ حينما تكبر)
ارتعشت بسمة أريج و غامت عيناها قليلا... قلبها يريد أن توقفها عن التمني... فهي لا تتمنى لفتاة ما تحياه هي مطلقا... لكنها تحكمت في شعورها لتقف من على الكرسي و تتجه نحو مكتبها تكتب بعض الأدوية و تنصح مريضتها ببعض النصائح الخاصة بهذه المرحلة... شكرتها المريضة و تابعت أريج خروجها من المكتب لتعود بظهرها على الكرسي تستند برأسها عليه و تبحلق في السقف بصمت... انفتح باب مكتبها لتُحتل غرفته الصغيرة بصوت غسق المرح...
(السلام عليكم و رحمة الله يا دكتورتنا...)
اعتدلت تتطلع فيها ببسمة سعيدة لتهمس بينما يدها تتحرك كدعوة منها للدخول...
(و عليكم السلام و رحمة الله... تعالِ يا قصيرة اشتقت لكِ)
بعدما دخلت بفرحة توقفت مكانها و هي تسمع لقب قصيرة من صديقتها...زمت شفتيها برفض لتتقدم و تجلس على أحد كراسي مكتب صديقتها و تهمس بضجر..
(كُفي عن قول قصيرة هذه... كلها أشهر قليلة و سأصبح صيدلانية كبيرة في سوق العمل)
حاوطتها أريج بحنان أمومي رغم أن فارق العمر بينهما سبع سنوات... لكنها منذ تعرفت على غسق في احدى الندوات الطبية و التي تقيمها جامعتهما قبل خمس سنوات و هما صديقتان قريبتان رغم اختلافهما في اشياء كثيرة... ضحكت بمرح تستند على مكتبها و تقول..
(الله يستر و لا تصنعين لنا أدوية معيوبة و تنهي البشرية)
نظرت لها غسق بامتعاض تقول..
(سامحكِ الله يا أريج... هل تشكين في قدراتي؟!)
هزت أريج رأسها نفيا تكمل بإغاظة...
(بالعكس... لأنني أعرف قدراتكِ جيدا أخبركِ بما فيها)
زمجرت غسق بغضب فوقفت أريج بسرعة تترك كرسيها خلف المكتب و تتقدم تجلس على المقابل لصديقتها... ربتت فوق ركبتها قائلة بضحك...
(لا تبتأسي كنت أمزح... تعرفين أنني مبهورة بقدرتكِ العالية و ذكائكِ في الكيمياء)
رفعت غسق رأسها بتفاخر تقول...
(هذا أقل ما عندي لا داعي للتصفيق)
ضربتها أريج فوق ركبتها توبخها بضحكة مرحة قلما تشعر بها...
(غليظة... متفاخرة)
ضحكت غسق لتعتدل و تتقدم من صديقتها بجسدها تقول بصدق...
(اشتقت لكِ كثيرا... لكن ماذا نفعل في كلية تمتحننا أكثر مما نستحم...)
علت ضحكة أريج لتضع يدها الرقيقة فوق فمها تهمس...
(أنتِ غير معقولة... يا بنت تعقلي )
قلدت صوتها بمرح...
(فكلها أشهر قليلة و ستصبحين صيدلانية كبيرة في سوق العمل)
زمت غسق شفتيها بعبوس تقول...
(الكل يراني غير عاقلة هل اتفقتم علي؟!)
راقبت أريج ملامح صديقتها الحلوة... ليست مبهرة الجمال لكنها ذات حُسن واضح... ملامحها متشاركة مع بنات كثيرات لكنها تضيف لنفسها حلاوة خاصة بروحها الجميلة... عيناها السوداء و وجهها الأبيض الدائري جسدها القصير يجعلوها كطفلة صغيرة... همست ببسمة صادقة...
(بل أنتِ أجمل غير عاقلة في العالم)
من بين عبوس زائف فلتت ضحكتها الحلوة لتلقي قبلة طائرة في الهواء لصديقتها... رفعت أريج يدها تلتقط قبلتها و كأنها شيء مادي ملموس و تضمها قرب قلبها بضحكة مشتركة بينهما... اثناء مزاحهما سمعتا طرقات على باب غرفة مكتب أريج لتأذن للطارق بالدخول... دلفت الممرضة تقول بهدوء...
(دكتورة أريج الدكتور رامي بالخارج و يريد ملف حالة السيدة سلوى)
وقفت أريج تتجه ناحية مكتبها بينما تقول..
(دعيه يتفضل حتى أجلب الملف...)
دلف رامي الغرفة بمعطفه الطبي و جاذبيته الساحرة لتتخشب هذه التي تجلس على كرسي مكتب صديقتها بقلب ينتفض خلف ضلوعها... لقد رأته أخيرا بعد أيام طويلة من الغياب بسبب امتحاناتها...


انتهى الفصل الأول
عيدكم مبارك و عساكم من عواده
حنتظر تعليقاتكم و آرائكم بفارغ الصبر





AyahAhmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-20, 12:43 AM   #30

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

يامساء الورد

حمدا لله على السلامه ياجميل

عيد مبارك ان شاء الله



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 16 ( الأعضاء 4 والزوار 12)

ام زياد محمود, ‏zohorat, ‏AyahAhmed+, ‏أميرةالدموع


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:33 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.