آخر 10 مشاركات
117 - توأم التنين _ فيوليت وينسبير ج2 شهر عسل مر ((حصرياً)) -(كتابة /كاملة بالرابط) (الكاتـب : SHELL - )           »          وهج الزبرجد (3) .. سلسلة قلوب شائكة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          حب في الصيف - ساندرا فيلد - الدوائر الثلاثة (حصريــا)** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          بريئة بين يديه (94) للكاتبة: لين غراهام *كاملة* الجزء الثاني من سلسلة العرائس الحوامل (الكاتـب : Gege86 - )           »          52 - خداع المرايا - أجاثا كريستي (الكاتـب : فرح - )           »          ليالي صقيلية (119)Notti siciliane ج4من س عائلة ريتشي:بقلمي [مميزة] كاملة و الرابط (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          287 - كذبة العاشق - كاتي ويليامز (الكاتـب : عنووود - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree678Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-12-20, 10:07 PM   #1641

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رنا الليثي مشاهدة المشاركة
كاتبتي العزيزة أتمنى أن تتشرفى بزيارتك الثمينة لإبداء رأيك بأول أعمالى ،روايتى المتواضعة دروب العشق بين كبريائى و قوتى أتمنى أن تنال إعجابك ♥️
https://www.rewity.com/forum/t473107.html



شكرا حبيبتي على التقدير الذي اثمنه كثيرا 💖💖💖💖
اعدك ان أقرأها ان شاء الله بمجرد ان انهي الرواية التي انا بصدد متابعتها
كل التوفيق والنجاح في عملك 💖💖💖


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-20, 02:31 AM   #1642

سبحان اللة وبحمدة

? العضوٌ??? » 481528
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 24
?  نُقآطِيْ » سبحان اللة وبحمدة is on a distinguished road
افتراضي

اتوقع بهجت راح يكون له انتقام من نوع آخر ! في انتظار البارت اتمنى يكونو اثنين بعد 😁

سبحان اللة وبحمدة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-20, 10:11 AM   #1643

فياصل

? العضوٌ??? » 324866
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 59
?  نُقآطِيْ » فياصل is on a distinguished road
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

فياصل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-20, 11:03 AM   #1644

نور الدنيا

? العضوٌ??? » 341
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 1,548
?  نُقآطِيْ » نور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلم يدك على الفصل الرائع
نهاية الفصل محيرة أتوقع أن على سيعترف للموظفين فى الشركة أن ملك زوجته و أنه يجب عليهم احترامها و أدخالها إلى مكتبه فى أي وقت تحضر فيه إلى الشركة


نور الدنيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-20, 05:57 PM   #1645

ليل ادم

? العضوٌ??? » 482307
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 2
?  نُقآطِيْ » ليل ادم is on a distinguished road
افتراضي

اريد رؤيه المحتوى

ليل ادم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-20, 09:34 PM   #1646

نجلاء نصر

? العضوٌ??? » 482627
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 33
?  نُقآطِيْ » نجلاء نصر is on a distinguished road
Rewitysmile2

ألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخبر
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملك علي مشاهدة المشاركة
المحتوى المخفي لايقتبس


موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .


نجلاء نصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-20, 09:44 PM   #1647

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي




البارت الثامن بعد المائة زوجتي الدكتورة ملك ❤






" أسيل أسيل , انتظري أريد ان أكلمك "

نادى حسام على أسيل بصوت عال أجفلها , و جعل كل من حولهما يحدق ناحيتهما .



توقفت أسيل مكانها بعدما سمعت , أكثر صوت تكرهه و يثير حنقها ,
أخذت نفسا عميقا و استدارت لمواجهته ,


هي أتت فقط لاستكمال أوراقها , من أجل مشروع التخرج , و من أجل اجتماع هام , مع الدكتور المشرف على تصاميمها ,

آخر شخص توقعت و تمنت رؤيته هنا هو هذا الوغد , لكنها تصرفت بعقلانية و هدوء , لأنها لا تريد اثارة فضيحة هنا ,

خاصة و أن كريم صار جزءا من حياتها , و قد يتسبب اعتراض حسام طريقها , في الكثير من المشاكل بينهما .




تقدم حسام ناحيتها بخطى متسارعة , و قد بدا أنه كان ينتظرها بالفعل ,
و وقفت أسيل تراقبه بصمت , رافعة حاجبها ناحيته باستنكار ,


و رغم ملامح التذمر الظاهرة على وجهها , الا أن ذلك لم يثنه عن التصرف بسماجة كما تعود

" لم لا تردين على مكالماتي ؟ "

سألها بكل وقاحة ,

فرغم أنه على علم بخطبتها , و رغم أنها غيرت رقم هاتفها ,
حتى تتخلص من مطاردته لها , الا أنه يجد طريقه دائما الى حياتها ,

و آخرها سرقة رقمها الخاص من سيرتها الذاتية , التي قدمتها الى شركة والده من أجل التدريب .




" أستغفر الله العظيم "

تنهدت أسيل بصوت مسموع قبل أن تجيبه

" و لماذا أفعل ؟ نحن لا صلة بيننا "




ابتسم حسام لها و كأنها لم تنهره لتوها , و أضاف بنبرة العارف الواثق

" لكنك أصبحت متدربة لدينا , و قد فوت موعد التحاقك بالفعل "




تجهمت ملامح أسيل بسماع كلماته , فواضح أن كريم كان محقا , بشأن تدخله المشبوه لحصولها , على التدريب في مشاريعهم الخاصة ,
و من معرفتها بهذا السافل , لا يبدو أبدا عملا لوجه الله .



ردت أسيل عليه ابتسامته الساخرة قبل أن تجيبه

" عليك تصحيح معلوماتك القديمة ,
أنا أرسلت رسالة اعتذار لموقعكم , لن أتدرب في شركتكم "


على عكس ما توقعت لم تفحمه اجابتها أو تفاجئه , لكنه دنا منها أكثر و سألها , و قد ظهرت بوادر غضب على وجهه

" لماذا ؟ كنت ستستفيدين كثيرا بالعمل معنا "




اذا هو هنا لأن رفضها فرصة التدريب , التي تدخل فيها استفزه و جاء يستفسر عنها ,
و سارعت لتبديد آماله , التي استقاها من رؤية طلبها لديهم


" لا تغتر كثيرا , كانت حساباتي خاطئة ,
و تراجعت عن طلبي لم أعد أريده "


أكيد هو كان يفكر أنها غيرت رأيها , و عادت للتودد له لاعادة العلاقة بينهما كما كانت , لكن نجوم السماء أقرب له .



و كما توقعت ظهر الحنق على ملامحه ليبادرها

" ذلك المتعنت هو من منعك صح ؟

يحاول أن يفرض رأيه عليك , و يفهمك أنك دمية بامكانه التلاعب بها , بداعي مراعاة مصلحتك ,
و أنت كالساذجة تتبعينه في كل أوامره "


قال مشيرا الى كريم , مستغلا الضغط على نقطة ضعفها التي يعرفها جيدا ,
و هو كرهها لانقيادها للآخرين ,

مما أثار غضب أسيل بشدة , و التي لم تتردد للرد عليه بقسوة

" و الله أن أنقاد لرجل مثله يقدرني و يحترمني , و سيصير زوجي و شريك حياتي قريبا ,
أفضل بكثير من أن أصادق وغدا مثلك ,
بالنسبة لي هو أمر يدعو الى المباهاة و ليس الى الخجل "



استفزته كلماتها مما أشعرها بالرضا , رغم أنها في داخلها تنبذ و بشدة ,
أية محاولة للسيطرة على حياتها و ارادتها , لكن لا يجب أن يدرك حسام بالذات هذا الأمر .



" لم يكن هذا رأيك حينما كنت تنصحين صديقتك ,
لو أنها استمعت اليك الآن سيخيب ظنها كثيرا "

قال مذكرا اياها بندى , التي لطالما نصحتها بعدم التسليم لحسام بسهولة ,
قبل أن يثبت جديته في العلاقة معها على الأقل ,



تألمت أسيل لذكره ندى , لكنها تمالكت نفسها و أجابته بثقة

" أنت محق , سيخيب ظنها لأنها لم تستمع لي , بأنك لا تستحق مشاعرها و تضحياتها "



ابتسم حسام بخبث دون أية بوادر , للشعور بالذنب أو الندم عما فعله بندى ,
و وجه دفة الحديث ناحيتها مجددا

" أتمنى فقط أن يستحق ذلك السائق , تضحياتك أنت و تنازلاتك من أجله ,

و تذكري أنه لن يسمح لك أبدا بالخروج من مجاله , مادمت تسلمين له بكل بساطة ,
هو من النوع المتملك اسأليني أنا ,

و يؤسفني أن أخبرك أنك ستعانين معه , لأنك ستضطرين للحصول على امضائه , على كل نفس تأخذينه بعيدا عنه "



تجمدت ملامح أسيل , و اختفت ابتسامتها الرقيقة , فأكثر شيء يثير حفيظتها حاليا , هو انتقاد كريم بأية صفة كانت ,

لكن قبل أن تفتح فمها , للرد عليه و الدفاع عن خطيبها , وصلتها رسالة على بريدها الالكتروني ,

بمجرد أن قرأتها حتى اتسعت عيناها و أشرقت أساريرها , فقد كانت اجابة بالقبول , من احدى الشركات التي قامت بارسال طلبها اليها ,



و سارعت لتخييب ظن الحاقد الذي يقف أمامها , مع ابتسامة متشفية تزين وجهها

" أوبس أعتقد أن تكهنك لن يدوم طويلا , فقد حصلت بالفعل على أول تدريب لي ,
و في شركة أكبر من شركتكم , و دون أي تدخل من طرف خطيبي "



أصرت على حروف آخر كلمة نكاية به , و استدارت للمغادرة منهية النقاش ,
هي وعدت كريم ألا تسمح لحسام , بالتأثير مجددا في حياتها , و لن تمنحه فرصة تنغيص سعادتها ,


لكنه لم يرد تركها و شأنها , ليس قبل أن يصرح بأحقاده على علاقتها بكريم

" لا بأس أسيل , استمري باقناع نفسك بذلك قد يتحول الى حقيقة ,
لكن ستندمين قريبا على أوهامك هذه "



سارعت أسيل و هرولت ناحية سيارتها , بمجرد أن أصبحت خلف المقود , حتى أخذت أنفاسا متسارعة , محاولة السيطرة على توترها ,
بسبب ما بثه ذلك الرجل , من سموم في أفكارها اتجاه كريم

" أرجوك كريم لا تخيب ظني بك , أرجوك "



أدرات بعدها المحرك بيد مرتجفة , و انطلقت عائدة الى منزلها , الذي أصبح أكثر هدوءا و سكينة , منذ خطبتها على كريم .


صحيح أن زوجة والدها , لا تزال تثرثر في كل شيء , و تنتقد بشدة كل تفاصيل حياتها ,

لكنها على الأقل لم تعد تحاول ربطها , مع كل رجل تتعثر به , باستماتة بغية التخلص منها

فيما يبدو أن كريم , نال بعض رضاها بسبب سخائه ناحيتهم ,
و كأنه يقدم جزية من أجل أن يقيها شرهم .


المرأة كادت تفقد عقلها , حينما رأت العقد الذهبي الذي يساوي ثروة ,
و الذي أرسله كريم كهدية بعد الخطبة , اضافة الى هاتف حديث الطراز لوالدها , و حاسوب حديث مكلف الى أخيها ,


و أسيل عليها الاعتراف ألا أحد يفهم أم خالد , و أطماع أم خالد كما يفعل كريم حاليا ,
لدرجة صارت تباهي به صديقاتها في مجالسهن , مستعرضة العقد الثمين الذي يزين رقبتها ,

و كيف جن جنونها حينما رأت , السيارة الجديدة التي ابتاعها من أجلها ,



و رغم أنها لا تحب وسم مشاعرها لكريم بأمور مادية , الا أنه يقول بأنه مستعد لفعل ما هو أكبر , مقابل أن يوفر لها بعض الهدوء , في البيت الذي لطالما عانت فيه .


والدها هو الآخر أصبح , أقل حدة في التعامل معها , و اختفى عنفه الذي كان يميز حياتها ,
و هي ممتنة جدا للأمر ,

رغم أنها لا تعرف , ان كان تراجعا عن مواقفه السابقة باقتناع , أو أن هيبة كريم فرضت عليه اعتاقها من تسلطه ,

الا أنها تشك أن والدها , صار رجلا مسالما بين ليلة و ضحاها ,



أما خالد فقد تحسنت علاقتها به كثيرا , أصبح يحادثها لأوقات طويلة , يشاطرها بعض أفكاره و مخططاته , و كأنه نضج فجأة بتعرفه على كريم ,
حتى أنه أسر لها ذلك اليوم , أنه يفكر في الالتحاق بالجيش أسوة به .


صارت علاقتهما أكثر دفئا و ودا , بعد أن تخلص على تأثير والدته السيء على طباعه ,
و كأنهما صارا صديقين مقربين , تعرفا حديثا على بعضهما .




" و الفضل كله لكريم بعد الله "

ذكرت أسيل نفسها داعية , ألا تفقده أبدا من حياتها , لأنه بمثابة الشمس التي أشرقت ظلمتها , التي عاشت فيها دهرا من الزمن .



.
.
.


" كريم اجمع كل من في الشركة هنا لاجتماع طاريء "

أصدر علي أول أوامره , و ابتسم بطرف فمه بخبث .



أصيبت ملك بالشلل و اتسعت عيناها , فهي تعرف هذا الرجل المتهور ليس لديه حدود ,
خصوصا بعد ظهور هذه الإبتسامة , الشقية المتصابية التي توهن ركبتيها


" ما الذي تحاول فعله ؟ "

سارعت للاستفسار بنبرة قلقة هامسة .





مد علي يده و عدل خصلة من شعرها مكانها , مستمتعا بملمسها الحريري ,
مستغلا ارتباك ملك لما يحصل , و عدم اعتراضها على جراته العلنية , ثم أجاب بغموض

" ألا تريدين ألا أعاقب هؤلاء ؟
و أنا أتبع طلباتك , لنجلس "

قال و قد لمعت عيناه بحماس , و اختفى غضبه برؤية عينيها المشوشتين .




قبل أن تستوعب ملك ما قاله , كان علي يمسك بيدها بقوة , و يتجه ناحية الأريكة بخطوات واثقة , أين كانت تجلس قبل وصوله ,

لم تقاومه ملك و تبعته بهدوء هذه المرة , هي تعلم أنه يحترم كلمته , و ما دام قال أنه لن يعاقبهم فلن يفعل .



بمجرد أن جلسا جنبا الى جنب , حتى وضع علي رجلا على رجل , و أمسك كفها بين يديه رافضا اطلاقه , و بدأ يمشط المكان بعينيه السوداوين .

شعرت ملك بحرج شديد , فالكثير من الأشخاص الغرباء , كانوا يحدقون باتجاههما بفضول واضح ,
ما الذي سيفكرون فيه لمشاهدة ما يحصل ؟



فما كان منها الا أن دنت منه , و همست له بانزعاج مكتوم

" علي ما الذي تفعله ؟ أطلق يدي "



همس لها علي هو أيضا , و قد صار يعشق تقليدها

" اذا أطلقتها سأطرد كل من في الشركة ،
و ستتحملين الذنب وحدك "


و ابتسم مجددا بسعادة , و كأنه كان يلقي نكتة على مسامعها ,
لكنه كان مستمتعا بالارتباك المفاجئ , الذي رآه على وجهها المتورد ,
هو يعرف أنه لا يكسب معها الا بالتهديد و الابتزاز .




و كما توقع حقدت عليه ملك بشدة , رمقته بنظرة متذمرة و تمتمت

" مستبد "

" أعرف "

كان كل ما قاله ردا عليها , مضيفا الى شعلة استفزازها ,
و تأففت هي بصوت مسموع , لكنها لم تجرؤ على سحب يدها , خشية أن ينفذ تهديده كما قال .





في الجهة المقابلة كان الذهول يعلو الوجوه ، لأول مرة يرون هذا الرجل البارد يبتسم بدفء ،

لأول مرة يتعامل بحميمية مع احداهن أمامهم ، يمسك يدها و يعدل خصلة من شعرها ، و قد بدا مرتاحا جدا بقربها ,


هذا الرجل الذي لا يضغط حتى زر المصعد , و لا يفتح مقبض الباب بسبب هوسه بالنظافة ،
كان قبل قليل يساعد هذه الشابة , على نفض ملابسها و تعديل قميصها ,

و كان يقف وجها لوجه مع هذه المرأة ، حتى بدا و كأنه يتنفس أنفاسها ,
دون أي أثر لملامح القرف و الاشمئزاز , التي اعتادوا رؤيتها كلما اقترب منه أحدهم .



رغم اندهاشهم الا أن لا أحد علق بكلمة ، و قد بدأ الفضول يتآكلهم سريعا , و السؤال الوحيد الذي يفرض نفسه هنا

" من تكون هذه المرأة ؟ "

علي قال قبل قليل أنها عائلته ،
هل يمكن أن تكون من أقرباءه البعيدين مثلا ؟


هم يعرفون صفية و علياء , و عمه أحمد و بعض الأفراد الآخرين , لكنهم لم يلتقوا سابقا , بهذه المرأة الغريبة التي تبدو أجنبية .





جلب الساعي كأس عصير لملك بطلب من كريم ، و الذي قام باستدعاء الكل , على جناح السرعة حتى مدراء الأقسام ، و الذين بدؤا بالتجمع في بهو الشركة تباعا .



تذكرت ملك أخيرا ما جاءت من أجله و همست لعلي , الذي كان يراقب الجمع بعينين ثاقبتين و جادتين , بعد أن انحنت ناحيته

" علي أنا هنا لأنني أحتاجك في أمر هام "

قالت مسترجعة أمر الأوراق التي نسيتها , بعدما مسح المجنون ذاكرتها



و رد هو بنبرة حازمة , فيما يهز رأسه ايجابا دون أن يحدق ناحيتها

" سنتحدث بعد أن أعاقبهم "



"....."

" هذا الرجل فعلا سادي , يستمتع بتعذيب الآخرين "

علقت ملك بينها و بين نفسها بصدمة ، و جلست منتظرة ما الذي ينوي علي فعله .




لم يلبث كل العاملين أن تجمعوا في الاستقبال ، أكثر من مائتي شخص من الساعي الى المدير ,
و وقف الجميع بصمت ينتظرون الاجتماع المنشود ,



كان الوافدون الجدد الذين لم يحضروا الحلقة الأولى من العرض , فضوليين جدا لمعرفة ما يجري ،

لذلك كانت العاملات تهمسن , من وقت الى آخر لاخبارهم بما حصل , مضيفات مزيدا من الصدمة على الوجوه ,


أصلا هم شعروا بالدهشة , بمجرد أن وصلوا البهو ، و وقعت أعينهم على الثنائي , الذي كان يجلس بكل أريحية ,

كانا يتبادلان الهمسات الرقيقة , من وقت الى آخر و كأنهما يتغازلان ، غير عابئين بالنظرات الفضولية التي تتآكلهما .



بعد تجمع الكل حدق علي , الى وجوه الحاضرين بتمعن ، قبل أن يتكلم أخيرا , بصوته القوي المليء بالغرور و الثقة


" اليوم قامت عاملة الاستقبال و الحارس , بإهانة زوجتي الدكتورة ملك ,
و منعاها من الوصول الى مكتبي بالقوة , لقد تعرضا و دون أدنى احترام لأحد الشركاء هنا ,

و أنا كنت قبل دقائق قد قررت فصلهما نهائيا , كعقوبة على ما بدر منهما , من قلة احترام اتجاهها "



صمت علي قليلا ثم ابتسم , و استدار يحدق في وجه ملك ليضيف

" لكن لأن زوجتي ملك طيبة , فقد طالبت بعدم فعل ذلك , لأنها لا تريد تجويع أطفالهم ,

و لأنني لا أستطيع رفض طلب لزوجتي , فقد قررت مسامحتهم بشرط , أن يعتذرا منها أمام الجميع "



الموظفون "................"

ملك "....."

" يا الهي ليتني تركته يعاقبهم "

شعرت ملك بالصدمة مما قاله , و أصبح وجهها أشبه بحبة طماطم , كما أن قلبها كان على وشك التوقف عن النبض ,

فالمجنون أطلق للتو مجموعة تصريحات , كافية لتجميد الدم في عروقها ,
و ما كان منها الا أن غرست رأسها في صدرها , محاولة السيطرة على انتظام أنفاسها التي اختطفها بجرأته .



لكن صدمة العاملين كانت مضاعفة ، كانوا يحدقون ناحيتها بأعين شاخصة مندهشة ،
و لا أحد ينبس بحرف واحد ، و الجميع يستعيد ما قاله الصخرة قبل قليل



" زوجتي "

الكلمة التي كررها ثلاث مرات , و كأنه يؤكد عليها بكل ثقة

لكن متى تزوج الرجل مجددا , و زوجته توفيت منذ مدة بسيطة ؟

و هذان يبدوان على وفاق منذ سنوات ,

ثم كيف ألا أحد هنا حتى المدراء , تعرف على زوجة رئيس الشركة ؟

أين كان يخفيها سابقا ؟



ثم هو قال دكتورة , كان أكثر تصريح غير معقول هنا , فالشابة تبدو طالبة في الجامعة على أقصى تقدير ,

فمتى درست الطب و تخرجت ؟
و لم يبدو فخورا جدا بالأمر ؟





الصادم فعلا في كل ما قاله , أنه لا يستطيع رفض طلب لها ،

منذ متى يأتمر هذا المتسلط , بأوامر الآخرين خاصة ان كانت امرأة ؟



الكل يتذكر كيف ألغى صفقة بالمليارات , لأن أحد النافذين أراد الضغط عليه , و املاء بعض الشروط التي لم تناسبه ,
و الآن هو طيع و يتعامل بكياسة , و بكل ارادته لطلبات هذه الشابة .


و المشكلة أنه تراجع فعلا عن قرار اتخذه , و هي سابقة في حد ذاتها , سابقا لم يكن يراجع حرفا مما يقوله , حتى لو انفجر بركان فوق رأسه .



أما ايمان التي كانت غارقة , في محاولة استيعاب ما قيل هنا , كانت تفكر في أمر آخر تماما ,
و قد توقف قلبها بالفعل للحظات , قبل أن يعاود الدق من جديد ,


فالمدير قال بكل وضوح أن المرأة شريكة هنا , يعني هي اعترضت طريق مالكة من الملاك ,
حتى أنها احتقرتها و قللت من شأنها بكل غباء ,


صحيح من قال أن المظاهر خادعة , فقد اتضح أنها وحدها المتسولة هنا ,
بما أنها تتلقى راتبها الشهري , الذي على وشك أن يتبخر من مالها .


بالتفكير في الأمر بردت يداها و جف حلقها , فهي حتى لن تستطيع طلب الصفح الآن .





فيما الجميع يحدق بذهول , قاطعهم علي بتسلطه المعتاد

" ماذا ألن تعتذروا ؟ "

علا صوته باستياء مذكرا اياهم بما طلبه .




لم تصدق ايمان التائهة و الحارس المتوتر , أنهما حصلا على فرصة ثانية ,
فما كان منهما الا أن اقتربا سريعا , من مكان جلوس الزوجين , و بادرا بأصوات متأسفة


" أنا آسفة سيدتي , اعذري جهلي لأنني لم أتعرف عليك , أرجوك سامحيني "

" أنا آسف سيدتي , أعتذر عن تصرفي معك بخشونة "



لم تطل ملك الأمر , و ردت بابتسامتها المعتادة

" لا بأس أنا بخير , لم أعد منزعجة "



حدق علي الى وجهها و قد شعر بالرضا , لأنها حصلت على ترضيتها المناسبة ،

رمق بعدها الشخصين بنظرة تهديد , ثم استدار ناحية كريم

" اخصم شهرا من راتبيهما , و حوافز ثلاثة أشهر , و ضع انذارا في ملفاتهم ,
خطأ آخر تنهي العقود دون الرجوع الي "


" حاضر "





علي وعد ملك أنه لن يطردهم و قد فعل , لكن ان لم يعاقبهم فقد يتجرأ آخرون , على الاساءة لضيوفه لاحقا ,
و هو لا يحتاج عمالا وقحين , بتصرفات فظة و عديمي الاحتراف ،

حتى لو كانت ملك مجرد شخص , جاء ليثير المشاكل بالفعل , كان عليهم التصرف بكياسة و لباقة أكبر ,

و انهاء الأمر بهدوء , و ليس باستدعاء الحراس , و هذا ما يدفع لهم لقاء فعله بسخاء .




فهمت ملك هذا الأمر و لم تعلق , فهو قد وفى بوعده فعلا , في النهاية هي لا تريد افساد , القوانين التي بنى عليها شركته ، هو أدرى بمقومات نجاحه هنا .




بعد انتهاء كلماته الحاسمة , لم يصرف علي أحدا من البهو , و بادر هو بالانصراف أولا ,

قام من مكانه ممسكا بيد ملك , التي يحتجزها منذ البداية و كأنها ستفر منه ,
و خطا باتجاه مصعده يجرها خلفه برفق , و قد قرر اصطحابها الى مكتبه , دون حتى أخذ رأيها

الا أنها شعرت براحة كبيرة تجتاحها , و قد قرر اعفاءها من البقاء في دائرة الضوء , و سينفردان أخيرا للتحدث بهدوء ,



لكن بمجرد أن تقدم علي خطوتين , حتى سمع صرخة صغيرة تخترق أذنه

" آي "

كانت ملك مصدرها ,

لتتوقف بعدها عن التقدم دون حراك , و ليستدير علي بقلق و قد أدرك أن هناك خطبا ما ,
بسبب نظرة الألم التي كانت تعلو وجهها


" ما بك ؟ هل أنت بخير ؟ "

سألها محاولا استبيان الأمر


أجابت ملك بصوت مستاء

" لا أدري لكن قدمي تؤلمني , أعتقد أنني لويت كاحلي بسبب السقطة "

قالت و هي تنحني على ركبتها , تريد معاينة الاصابة في قدمها ,
فيما علي يرفض دائما اطلاق يدها , و كأنه علق هناك بالغراء .




" ألم تقولي أنها لا تؤلم سابقا ؟ "

سألها بقلق واضح , و قد علا وجهه الوجوم .


نظرت اليه ملك بعينين متألمتين و أجابته

" لم أشعر بشيء بعد السقطة , لكنها الآن تؤلم فعلا "



انحنى علي على عقبيه كالمرة الأولى , و ألقى نظرة على كاحلها المتورم , برؤية وضعه تجهم وجهه أكثر و سأل بانزعاج

" هل نذهب الى المستشفى ؟ "



كان واضحا أن الاصابة سيئة , لأن ملك لا تشتكي عادة , و ما دامت فعلت فالأمر أكثر مما تتحمل ,

مما زاد من استياء علي , لكنها كالعادة لا تحب ازعاج الآخرين

" لا داعي للمستشفى ,
اذا كان لديك ثلج أضعه عليها و ستتحسن سريعا "





راقب علي لدقيقتين طريقة وقوفها كشخص كسيح , و بعد لحظات انحنى و حملها بين ذراعيه ,

تفاجأت ملك للحركة المباغتة ، و سارعت لتطويق رقبته بيديها , حتى لا تسقط أرضا ،
فهي لم تتوقع أن يفعل ذلك , لكن كان واضحا أن اليوم هو يوم الاحراج العالمي .




" ماذا دهاك ؟ أنزلني أستطيع المشي "

احتجت ملك بسرعة و بصوت هامس , و رد علي عليها بتعنتره المعتاد


" لا أريد أن أقضي كل اليوم , في انتظار السلحفاة حتى تصل الى مكتبي ,
لدي الكثير من الأعمال العالقة ,

ثم أن الاصابة قد تسوء ، اذا ضغطت عليها دون وضع دواء , هيا توقفي عن الحركة حتى لا أسقطك "



عدلها بعد ذلك بين ذراعيه , حتى أصبحت في وضعية مريحة , ثم خطا بتأن ناحية مصعده الخاص .

لم تصدق ملك أنها , لا تستطيع اقناعه حتى بوضعها أرضا ، و مئات العيون تحدق اليهما ،
لا أحد يجيد افحامها , كما يفعل هذا المتسلط ,

فما كان منها الا أن طأطأت رأسها , و غرسته في صدر علي , متفادية النظرات المصدومة , فهذا الرجل متخصص في احراجها .



في المقابل شعر علي بالرضا , لأنها أذعنت أخيرا و سمحت له باحتضانها , حتى لو كان عن طريق التهديد و الخداع ,

غير مبال بما قد يفكر فيه كل هؤلاء ، هو أعلن قبل قليل أنها زوجته ، و هو لا يدين لأحد بالشرح .



سبقهما كريم و ضغط على زر المصعد , ليخطو علي الى الداخل يحمل ملك بين ذراعيه , و لم يلبث أن انغلق الباب عليهما .




بمجرد أن اختفى خيالهما , حتى بدأ الجميع بالتهامس مجددا , خاصة مجموعة الشابات الفضوليات


" يا الهي هل رأيت كيف حملها ؟ "

" اعتقدت أنه معقد من النساء "

" و أنا اعتقدت أنه مهووس بالنظافة ,
لكن هل رأيت كيف كان يلتصق بها , و كيف كان يتودد إليها ؟ "



" لكنها تبدو صغيرة جدا عليه "

" أجل أنا أيضا خمنت , أنها قد تكون احدى قريباته ، لكن اتضح أنها زوجته "



" أنظري التقطت لهما صورة سويا , سأضعها على صفحتي "

" يا الهي قد تعاقبين على ذلك "

" لماذا ؟ يبدو فخورا جدا بزواجه منها , حتى أنه كاد يطردنا جميعا لأجل خاطرها ,

سأحصل على الكثير من الاعجابات بنشرها , أنا متأكدة "



لم يتوقف الحضور بعدها عن الثرثرة , الا بعد أن أشار لهم كريم بالانصراف .

.
.
.



في المكتب أصر علي , على أن يستمر في حمل ملك ، الى أن وضعها على الأريكة ،
تحت الأنظار المستغربة لسكرتيرته الشخصية ,

هي سبق و أن رأت ملك في العزاء ، و لكنها لأول مرة تراها عن قرب .



انتزعت ملك حذاءها بحذر ، و بدأت بمعاينة كاحلها المتورم ، ملقية نظرات متفحصة بين فينة و أخرى , على المكان الذي ينضح بالفخامة ,

دخل علي الى باب جانبي ، و عاد يحمل حقيبة رياضية في يده , جلس بعدها قبالتها على الطاولة ، و أمسك بقدمها و وضعها على ركبته .



" أرني "

قال بنبرة آمرة لا تقبل الجدال , قاطعا الطريق على اعتراضها ،
و لكنه عبس بشدة , بمجرد أن رأى مدى تضرر قدمها

" يا الهي , لم لم تقولي أنه يؤلم منذ البداية ؟ "




" لأنني كنت تحت صدمة ما حصل ، لدرجة أنني لم أشعر بأي ألم "

أرادت ملك أن تجيبه بتذمر و تصرخ في وجهه ,

و لكنها شعرت بالاحراج مجددا ، و علي الآن يتمسك برجلها و يرفض اطلاقها ،

تماما كما كان يرفض إطلاق يدها قبل قليل ، يبدو كمن يعلن ملكيته لأعضائها , و لمسته تربكها لدرجة الجنون .



تمالكت ملك نفسها سريعا , أخذت نفسا عميقا و مدت يدها ناحيته

" لا بأس بامكاني الاعتناء بها ، فقط أعطني كيس الثلج "



رمقها علي بنظرة محذرة , و صرخ في وجهها مؤنبا

" توقفي عن الحركة أو سيسوء الأمر "


و لم تجد ملك غير الانصياع , و البقاء ساكنة مكانها بعينين متذمرتين ,
فيما يقوم هو بمعاينة كاحلها بسخط بالغ .




" تبا "

كان كل ما يرغب به علي الآن , أن يعود الى أسفل , و يلكم ذلك الحارس حتى يفقد وعيه ,
لكنه تمالك أعصابه و التزم مكانه


" أستغفر الله و أتوب اليه "

هو لم يكن عنيفا يوما حتى في مراهقته , لكنه دخل في عراك جسدي مرتين ,
من أجل هذه العنيدة , التي تجتذب المشاكل مثل المغناطيس .



مد علي يده و أخرج قارورة بخاخ من حقيبته ، رجها قليلا ثم رش منها , مباشرة على مكان الالتواء , كان الرذاذ باردا جدا و تفاجأت ملك به

" آه انه بارد جدا , ما هذا ؟ "



نظر إليها علي باستمتاع باد على ملامحه

" مخذر موضعي ، أنا أيضا أتعرض لإصابات كثيرة أثناء الرياضة ،

أو تعتقدين أنك الطبيبة الوحيدة فوق الأرض ؟ "




كانت ملك تحدق اليه بعينين ساخطتين ، لكن كان واضحا أن علي مستمتع جدا , بما يحصل متجاهلا اياها ,

أخرج بعدها مرهما , و وضع بعضه على كاحلها

" هذا مضاد للالتهاب ، لن تشعري بشيء بعد دقائق "



لم تعترض ملك و لم تضف حرفا ، لأنها تعلم أنه لا جدوى , من معاندة هذا المتسلط ،
إضافة إلى أن ما يفعله , يخفف من ألمها فعلا ،

و اكتفت بالتحديق اليه ، فيما بدأ هو يقوم بفرك المرهم ، بكل تركيز على مكان الإصابة ، مستخدما أصابعه بكل رفق و ملك تراقبه .



للحظات تاهت أفكارها بعيدا , هي لا تفهم لم ؟

لكن ما يفعله علي الآن , يدفئ قلبها و كأنه يلمس روحها بقبس من نور , و يؤثر عليها بطريقة لم تعهدها يوما ,

خاصة أنه آخر انسان , توقعت الحنان من طرفه , و توقعت التأثر بمشاعره من طرفها


" هل هو الشعور بالذنب ما يحركه ؟

ألهذه الدرجة هو نادم عما حصل بينهما ؟
أو أنه يحاول تنفيذ وصية مريم الأخيرة ؟


كيف يمكن أن يكون ذلك المتسلط , الذي التقته سابقا و كاد يخنقها ,
و هذا الرجل العاطفي شخصا واحد ؟

هل يعقل أن انسانا بامكانه التغير جذريا , من النقيض الى النقيض , خلال أشهر قليلة كالتي عرفته فيها ؟

و لم يتغير ناحيتها هي بالذات ؟
فشخصيته لا تزال نفسها ببرودها و غطرستها بالنسبة للآخرين "


كانت الأفكار التي اجتاحت عقلها فجأة , قبل أن تعيدها أنامل علي الى الواقع المؤلم .



" آه أجل هناك ، ذلك المكان يؤلم بشدة ،
أي علي لا تضغط كثيرا "


" حاضر "


ليلى "...."



دخلت ليلى التي استدعاها علي , و التي لم تكن قد أفاقت بعد , مما حصل في الأسفل ، لتجد نفسها أمام مشهد غير معقول آخر ,

حيث كان علي يدلك كاحل ملك ، فيما هي تتذمر و تعلق على ما يفعله ،
و هو مستمر بكل صبر و مراعاة .



كان الاثنان يتبادلان العبارات بكل انسجام و رقة ، و بدا هو مراع الى درجة غير معقولة , حتى أنه كرر كلمة حاضر أكثر من مرة ,

هي تعمل هنا منذ سنوات طويلة ، لأول مرة ترى هذا الجانب من مديرها .




حدقت بعدها المرأة إلى ملك و همست لنفسها

" أكيد هذه المرأة تعني له الكثير ، و إلا ما حصلت على هذه المعاملة الفريدة "



انتبه علي الى وقوف ليلى دون حراك و سارع لتقديمهما

" ملك هذه ليلى سكرتيرتي الخاصة "

" مرحبا سيدتي "

" مرحبا سيدة ملك , تشرفت بالتعرف عليك "

" شكرا "



بعد تعريف الاثنتين أصدر علي أوامره

" أحضري كيس ثلج ،
و اطلبي من الساعي احضار كأس عصير , و كعكة شوكولا بسرعة "


" حاضر "

انصرفت بعدها المرأة ، تاركة الثنائي في عالمهما الخاص .





ساد بعدها صمت المكتب لبعض الوقت ، قبل أن يبادر علي بالسؤال

" لم أتيتي للبحث عني ؟ ما الأمر الطاريء ؟ "


هما كانا متخاصمان لأيام , و مادامت جاءت للبحث عنه بهذا الاصرار , فقد خمن أن أمرا خطيرا ما جلبها الى هنا .




تذكرت ملك أخيرا سبب قدومها

" آه صحيح اتصلوا من مدرسة رنا ،

و قالوا أنهم يريدون توقيعك على أوراق , لزيارة جماعية الى متحف اللوفر في أبي ظبي ،
و لكنهم لم يتمكنوا من الوصول اليك ، و آخر موعد الرابعة "

ثم أخرجت الأوراق من حقيبة يدها , و وضعتها أمام وجهه تستعجله .

" هيا وقعها لو سمحت "



علي "....."

حدق الرجل الى الأوراق التي تحملها ، ثم الى وجهها و قد بدا عليه الانزعاج فجأة

" هل تكبدت كل هذا العناء ، فقط من أجل امضاء بعض الأوراق ؟ "

صمت قليلا ثم أضاف

" لم لم يرسلوها مع ساع ؟

ثم ما كان عليك تحمل كل هذه المعاناة ، و كأن رنا لم تزر المتحف يوما "



قال علي باستياء تام ، و لكن ملك سارعت للرد

" كانوا يريدون ذلك , لكن خفت أن يتأخر الأمر , و تضيع رنا الفرصة ,

أنا أعلم أنها زارت المتحف معك سابقا ، لكن الوضع مختلف حينما تفعل ذلك ,
مع زملائها و لأول مرة ،

الطفلة تمر بفترة حساسة ، و علينا استغلال كل الفرص , لتستعيد ثقتها في نفسها ،
لتندمج مع أقرانها , و تتخلص من خجلها قليلا "



قالت ملك بكل جدية ، و هي تدلك رجلها , بعدما توقف علي عن فعل ذلك ، و جلس يحدق إليها بتمعن يقطب جبينه

" ربما هذا ما رأته مريم , حينما طلبت منها الاعتناء برنا ، و أوكلت أمر رعايتها لها ؟

فملك أكثر شخص اهتم بابنته بعد والدتها ،
هي صادقة في مشاعرها ناحيتها كابنة حقيقية لها ،

حتى أنها في بعض الأحيان ، تراعي مصلحتها أكثر مما يفعل هو نفسه "



ظهرت مسحة حزن على وجه علي ، بتذكر مريم و وضعه الآن مع ملك ،

و لاحظت هي ملامحه المكتئبة , فما كان منها الا مدت يدها , و لمست بذراعه بلطف

" علي هل أنت بخير ؟ "

سألت بقلق أخرج علي من شروده ، ابتسم هذا الأخير لها و هز رأسه

" أجل "





أثناء ذلك قاطعتهما السكرتيرة تحمل الثلج , وضع علي رجل ملك على الطاولة برفق ، ثم وضع كيس الثلج فوقها

" دعيها لبعض الوقت هكذا , لا تنزلي رجلك "

" حاضر "



أمسك علي الأوراق بيده , و بدأ بقراءتها على مهل ، بعد صمت للحظات سأل بفضول

" لم لم تتصلي و تعلميني ؟
كنت وفرت على نفسك كل ذلك الازعاج "



نظرت ملك إلى وجهه بجدية ثم أجابته

" سبق لفاطمة و أن فعلت عدة مرات ، و لكنهم قالوا أن لديك اجتماعا هاما ,
و أنا أتيت مباشرة من المدرسة ، ثم أنا لا ... "

و صمتت و كأنها لا تعرف ما تقوله



" أنت ماذا ؟ "

استفسر علي عن الجملة المبهمة ، و ردت ملك بنبرة منخفضة

" أنا لا أملك رقم هاتفك ، و لا أملك هاتفا من الأساس "



صعق علي للجواب ، هو فعلا لم يسبق له أن أعطاها رقمه ، لطالما كان هو من يتصل بالمنزل

حتى هاتف رنا تحت المراقبة المستمرة , و ملك لم تكن لتأخذه دون اذنه

" كيف كان مهملا لدرجة أنه , لم يعطها شيئا مهما كهذا ؟ "



فجأة انتبه الى الشق الثاني من الإجابة

" كيف لا تملكين هاتفا , أين هاتفك ؟ "



هو يتذكر جيدا أنهم كانوا , بصدد مراقبة اتصالاتها في البداية ,
لطالما اعتقد أنها تملك واحدا ، لكن بالتفكير في الأمر , هو لم يسبق أن رآها تستخدمه ,

حتى مكالماتها مع جدها و علياء , كانت عن طريق هاتفه الشخصي , لكنه لم يعر الأمر اهتماما يوما .



حدقت ملك إليه بجدية مجددا و سألته

" ألا تعلم ؟ "

" لا "

هز علي رأسه مع نظرة مشوشة و قطب جبينه





" سرق مني مع محفظتي ، أثناء اقامتي في بيت الشاطيء في المرة الأولى "

قالت معاتبة و اتسعت عينا علي ، و قد أدرك أنها تعرفت على المكان ، حينما قصدوه بعدما تم تخديرها .



لكنه سرعان ما عبس مجددا ، بعدما أدرك ما تحاول ملك التلميح له ، وقف من مكانه و كأن عقربا لسعته , و سأل باستياء كبير

" يا إلهي ، هل تعتقدين أنني متورط في ذلك ؟ "

يقصد سرقة أغراضها ، و قد تحول لون وجهه إلى الأسود .



ذلك اليوم أخبره أتباعه ، أنها قصدت مركز الشرطة للابلاغ عن سرقة ،

لكنه لم يعرف تفاصيل ما سرق منها ، أو بالأحرى لم يهتم لأنها لم تكن تعني له شيئا ,
كما أنه اعتقد حينها , أنه جزء من تمثيليتها للافلات منه .



أخذت ملك نفسا عميقا ، و ردت بهدوء , و هي تحدق الى عينيه , محاولة التخلص من الموضوع


" لا أدري فيم يجب أن أفكر , فقد حصلت الكثير من الأمور المجنونة آنذاك ,
لكن لم يعد مهما الآن "



قاطعها علي بسخط شديد ، فآخر شيء يحتاجه , أن تشتبه ملك فيه بأمر كهذا

" لكنه مهم بالنسبة لي , أنا لم أفعل هذا ,
صحيح أنني قمت بالكثير لكن ليس هذا "



كان واضحا الانزعاج الشديد على وجه علي ، لكن ملك ابتسمت له بلطف أربكه ،

هي تعرف أنه لا يكذب بهذا الشأن ، لو كان فعلها لاعترف بكل بساطة ,
و سارعت لتبديد استيائه , الذي أزعجها هي الأخرى دون سبب واضح

" لا تشغل بالك ، لم أعد أفكر في الأمر "

قالت بهدوء و عادت لتمسيد كاحلها .



ملك كانت قد تجاوزت ما حصل منذ مدة ، و لم تعد تفكر في التفاصيل ،
بعد أن أدركت أن هناك مريم و رنا بحاجة ماسة لمساندتها , و بحاجتها الى أن تتجاوز خلافها مع هذا الرجل ,

مادامت النتيجة واحدة , لا أهمية لمناقشة كل تلك التفاصيل المنهكة , فهي لن تغادر على كل حال , و لا جدوى من النحيب على اللبن المسكوب .

هي حتى لا تدرك منذ متى ، لم تعد تلوم علي على ما حصل بينهما , و كأن ما كان مقدرا قد حصل , دون استطاعتها الفرار منه .

صحيح هي لم تسامح علي بعد , على كل ذلك الجنون , لكنها لم تعد تبغضه , و تحقد عليه كما كانت سابقا ,



و التزم علي الصمت الحذر من جانبه , لأنه لا يعرف ما يجب أن يقوله ,
لكنه كان يأمل ألا تفكر ملك فيه , على أنه سارق اضافة الى كل تلك العيوب , التي حرص على عرضها عليها بكل حماقة .





قاطعتهما ليلى مجددا ، و هي تحمل الطلبات و تضعها على الطاولة ,

نهرت ملك علي لاستعجاله و تغيير الموضوع

" هيا امض الأوراق لأعيدها "



حدق اليها علي لثوان اضافية , ثم سارع لوضع امضائه ، لكنه ناوله لليلى و ليس ملك

" أرسليه الى مدرسة رنا ، و اعتذري عن التأخير "

" حاضر سيدي "



بعد مغادرة السكرتيرة ، وضعت ملك الكيس جانبا ، و حركت كاحلها بلطف و قد خف الألم كثيرا , وقفت بعدها مكانها بحذر و بادرته

" حسنا بما أنك أرسلت الأوراق ، سأنصرف لا أريد أن أعطل عملك "



كان علي لا يزال مستاءا لما سمعه , هو كان يريد سماع ملك تؤنبه و تلومه ,
لربما عرف مدى تأثير الأمر عليها , و وجد فرصة لتصحيح الوضع و الاعتراف بمشاعره ,

لكن لطالما تفادى الاثنان الحديث عما حصل سابقا ، و الآن تجاهلها يؤلمه أكثر من عتابها ,
و لم يعد يعرف ما في صالحه أكثر , نسيان الماضي و دفنه بكل آلامه , أو فتح الجراح لتعقيمها بصفة نهائية



لكنه يجيد اخفاء مشاعره ببراعة , و سارع هو أيضا لتبديد الجو المكهرب ليسألها

" كيف ستعودين ؟ "


" سآخذ سيارة أجرة كما أتيت "


" الآن وقت الذروة لن تجدي تاكسي بسهولة ،
كما أنك لا تستطيعين الوقوف مطولا برجلك المصابة هذه "



فكرت ملك مليا ثم أجابت

" حسنا اذا كان عم ابراهيم متفرغا , فليقلني إن أمكن "



سعل علي بخفة محاولا ايجاد كذبة مناسبة

" اححم إبراهيم ؟

ابراهيم أخذ اجازة اليوم ، لديه أمر طاريء لن يعود قبل الصباح "

و حك رقبته محاولا اخفاء احراجه



استاءت ملك من تصرفه معها

" لم يبدو بأنه يحاول اقفال الأبواب في وجهها ؟ "



لكنه لم يلبث أن قال , ما يفكر فيه بنبرة مستجدية

" ابق لبعض الوقت , ستعودين معي لاحقا ،
على الأقل سنوفر الذهاب بسيارتين "

مجرد عذر و كأن أمر التوفير مهم فعلا بالنسبة له ؟



" لكنك مشغول "

ردت عليه و قد تذكرت للتو , أنه كان في اجتماع هام جدا , و هي قاطعته بانزالها المفاجئ .



" ليس لوقت طويل ، سأنهي الاجتماع العالق , و بعض الأوراق ثم نغادر "

قال علي ببهجة في صوته متأملا في موافقتها ، و لم تجد ملك مانعا من انتظاره

" حسنا لا بأس , سأنتظرك هنا "

وافقته ملك على مضض , و عادت للجلوس مكانها , لكن علي بادرها بالرفض

" لا ليس هنا "



نظرت اليه ملك متسائلة و خاطبته بصوت خائف

" لا تخبرني أنني سأنتظر , في الأسفل مع ايمي و زميلاتها "



لكن علي ضحك على رهبتها منهن , و سارع لازالة الالتباس حتى لا تغضب

" لا ليس معهن , تعالي ستنتظرين هناك "



و أشار الى الباب الجانبي , الذي أحضر منه الحقيبة قبل قليل ,
لكن حيرة ملك ازدادت سوءا

" هل سأنتظرك في الخزانة ؟ "

قالت معتقدة أن تلك خزانة , و أنه يسخر منها بوضعها هناك




علي "....."

" من قال أنها خزانة ؟ تعالي "

دنا منها مشيرا لها بالتقدم , و هو يمسك بذراعها برفق , و مشت هي بتأن و قد كانت تعرج بعض الشيء .




بالوقوف أمام الباب شعرت ملك بالدهشة ، فما اعتقدته خزانة كانت غرفة كبيرة ،
مع حمام خاص و كأنها جناح فخم , بدا واضحا أنها استراحة علي الخاصة ,


كان هناك شاشة عملاقة معلقة ، صوفة وثيرة طاولة مكتبة صغيرة ,
و خزانة ملابس كبيرة ، اضافة الى سرير بحجم ملكي مع شراشف فاخرة .



بمجرد أن وقعت عيناها على السرير ، عبست ملك و تجهم وجهها ، و استمرت بالتحديق ناحيته بامتعاض ,
حتى أن يديها ارتجفتا و هي تسأل نفسها

" هل هو متعود على اصطحاب النساء الى هنا ؟ "



شعرت ملك باستياء و غيرة فجأة ، و اجتاحتها رعشة لم تجد لها تفسيرا ،
فلطالما أقنعت نفسها أن أمر هذا الرجل لا يهمها ،

و أن علاقتهما مزيفة و مجرد تمثيلية ، فلم تشعر اذا بوخزة في قلبها ، بالتفكير في حدوث أمر مماثل ؟





برؤية ملامحها العابسة و وجهها الشاحب ، أدرك علي مباشرة فيما تفكر ,
فهو صار يحفظها جيدا ، و هو لا يلومها في شكها بأخلاقه ،

ما دام هددها في أول لقاء بينهما بالاعتداء عليها ، و هي لا زالت تعتقد الى الآن أنه زير نساء عربيد .



دنا منها علي بلطف في غفلة منها , و همس في أذنها بنبرة متسلية

" لا أحد يدخل هنا الا عامل التنظيف ، و كريم في مرات نادرة "

في اشارة منه أن هذا مكانه الخاص ، و أنها المرأة الوحيدة التي دخلته ,
حتى مسؤول التنظيف شاب يثق فيه تمام الثقة .



ابتعدت ملك عنه خطوتين ، بعدما شعرت بأنفاسه الدافئة تلامس أذنها ،
احتقن وجهها بسبب انكشاف , ما تفكر فيه و سارعت للانكار

" أنا لم أسأل شيئا "

لكن عينيها كانتا تفضحانها , لطالما كانت كاذبة فاشلة .



ابتسم علي لها و أجاب

" أعرف "

حتى و ان لم تسأل , هو لا يريدها أن تسيء الظن به ليس بعد الآن ,

أضاف بعدها و هو يشير الى الغرفة أمامهما

" بإمكانك أن تكوني على راحتك "



ترددت ملك قليلا قبل أن تختار

" سأجلس هناك "

و أشارت الى الصوفة ثم اتجهت اليها , فسيكون من غير اللائق ان استخدمت سريره



" لا بأس إذا شغلي التلفاز , هناك الكثير من الألعاب اذا رغبت بذلك ،
و هناك أيضا بعض الكتب , تسلي لحين عودتي "

حاول علي أن يشعرها بالراحة هنا , تماما كما يشعر هو ,

جلست ملك مكانها و وضعت شالا صغيرا , كان مطويا هناك على رجليها و شغلت التلفاز .




غادر علي و عاد بعد دقيقة ، يحمل كأس العصير و الكعكة ، اضافة الى كيس الثلج , كانت
الأغراض التي تركتها خلفها , و وضعها على الطاولة أمامها


" تناولي هذا و اذا احتجت لأي شيء , استدع ليلى هي في الخارج "



" حسنا شكرا لك "

أبدت ملك امتنانها لاهتمامه براحتها , لم تعد تريد أن تشغله أكثر مما فعلت .



غادر علي سريعا , تاركا ملك تقلب القنوات أمامها , بعد ساعة شعرت بالملل يتسلل الى قلبها ,
فنهضت من مكانها للتجول قليلا ,

كانت الغرفة حولها شديدة التنظيم و الرتابة , تفحصت ملك الكتب هناك , و ألقت نظرة على الخزانة و الحمام ،

كانت منبهرة بشدة , فهي تقدر فعلا مستوى الفخامة ، الذي يحرص هذا الرجل على العيش فيه .



عادت بعدها الى مكانها على الصوفة ، بعدما بدأ كاحلها يؤلم مجددا ,
هذه المرة انتبهت الى كومة المجلات , الموضوعة على الطاولة الجانبية ,



أخذت ملك احداها و بدأت بتصفحها ، كانت مجلة اقتصادية عالمية ,
المفاجأة أن صورة علي كانت على الغلاف بحجم كبير و العنوان

" عملاق الانشاء في عمر الشباب "

كان علي يرتدي فيها بدلة سوداء فاخرة , و يجلس على كرسي جلدي وثير , بملامح جدية و باردة تماما كما عهدته ,



في الداخل كان هناك , مقالة مفصلة عن أعماله و نجاحاته ،
و حوار مطول مع بضعة صور لمشاريعه , بمناسبة تصدره قائمة , أكثر رجال الأعمال الشباب نجاحا في الخليج .



تحت هذه المجلة واحدة أخرى رياضية , و صورة علي أيضا على الغلاف ,

يرتدي بدلة غولف بيضاء , يضع قبعة و نظارة شمسية , و يقف ممسكا بعصا مستعدا لضرب الكرة ,
و كالأولى مقال طويل , في الداخل مع الكثير من الصور .



ثم مجلة ثالثة اجتماعية , و رابعة سياسية و أخرى نسائية ,
تتحدث عن أكثر الشباب ملاءمة للزواج , من وجهة نظر النساء

"....."

كلها تتصدر صورة علي أغلفتها بحجم كامل .

" حسنا المواضيع مختلفة , لكن القاسم المشترك بينها , وسامة ذلك الرجل و هيبته الطاغية ,
لا عجب أن النساء ترتمي عند قدميه طلبا للرضا "

كانت ملاحظتها السرية الشقية , التي لن تعترف بها أبدا أمام ذلك المغرور .



برؤية كل تلك المجلات , أدركت ملك أخيرا أن علي أكيد يقوم بجمعها هنا , لأنها تتحدث عنه و عن نجاحاته ,
و هذا أكثر مكان أمانا للاحتفاظ بها ,

هي لم تدرك قبل اليوم مقدار الشهرة و الصيت , الذي يتمتع بهما هذا الرجل ,
و هوس الصحافة بأخباره و حياته , مع تواجده الدائم على صفحاتها و أغلفتها ,



لا عجب أنه أساء الظن , حينما وجدها ذلك اليوم في جناحه , و لا عجب أنه لم يصدق أنها لم تتعرف عليه حينها , فواضح أنها الشخص الوحيد الجاهل هنا .



بعد أن أشبعت ملك فضولها ، شعرت بالنعاس فقد انهكت طوال اليوم ، و لم تدر بنفسها الا و قد غطت في نوم عميق ، و هي تمسك احدى المجلات في يدها .







ليس بطول البارتات السابقة , لكن ما جاد به وقت فراغي


😘💞💞





......



ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-20, 10:17 PM   #1648

ali.saad
 
الصورة الرمزية ali.saad

? العضوٌ??? » 334068
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 490
?  نُقآطِيْ » ali.saad has a reputation beyond reputeali.saad has a reputation beyond reputeali.saad has a reputation beyond reputeali.saad has a reputation beyond reputeali.saad has a reputation beyond reputeali.saad has a reputation beyond reputeali.saad has a reputation beyond reputeali.saad has a reputation beyond reputeali.saad has a reputation beyond reputeali.saad has a reputation beyond reputeali.saad has a reputation beyond repute
افتراضي

سلمت يداك ماهما كان الفصل قصير المهم انك لم تنسينا شكرا جزيلا

ali.saad غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-20, 10:18 PM   #1649

Just give me a reason

? العضوٌ??? » 320550
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 299
?  نُقآطِيْ » Just give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond repute
افتراضي

سلمت يداك القليل منك يكفى ويزيد <3 بالتوفيق فى القادم ان شاء الله

Just give me a reason غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-20, 10:24 PM   #1650

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي

فصل رائع
سلمت اناملك.


ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:30 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.