آخر 10 مشاركات
جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          116 - أريد سجنك ! - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )           »          91-صعود من الهاوية - بيتي جوردن - ع.ج ( إعادة تصوير )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )           »          [تحميل] حصون من جليد للكاتبه المتألقه / برد المشاعر (مميزة )(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          والروح اذا جرحت (2) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة في الميزان (الكاتـب : um soso - )           »          كوب العدالة (الكاتـب : اسفة - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree678Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-12-20, 10:12 PM   #1751

آلاء الليل

? العضوٌ??? » 472405
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 477
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » آلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملك علي مشاهدة المشاركة
سلام عليكم
سيكون هناك فصل هذه الليلة ان شاء الله , لكنه سيتأخر بعض الشيء
لا تناموا قبل ما تقرؤوه أنا تعبانة عليه (●'◡'●)
تسجييييل حضوووور في انتظار الفصل بشوق 💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘


آلاء الليل غير متواجد حالياً  
التوقيع
تابعوا معنا رواية أسيرة الثلاثمئةيوم للكاتبة المتألقة ملك علي على الرابط التالي
https://www.rewity.com/forum/t471930.html
رد مع اقتباس
قديم 31-12-20, 11:22 PM   #1752

توتا احمد غ
 
الصورة الرمزية توتا احمد غ

? العضوٌ??? » 474336
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 216
?  نُقآطِيْ » توتا احمد غ is on a distinguished road
افتراضي

كل سنه و انتي طيبه يا جميل .. و كل و حبايبك و اهلهك و بلدك بخير يا رب
سنه جديدة سعيده و بخير عليكو جميعا يا رب
في انتظار البارت الجديد على ناااااار


توتا احمد غ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-12-20, 11:26 PM   #1753

monyati

? العضوٌ??? » 247488
?  التسِجيلٌ » Jun 2012
? مشَارَ?اتْي » 1,255
?  نُقآطِيْ » monyati is on a distinguished road
افتراضي

سنة سعيدة وكل عام وانتم والامة الاسلامية بالف خير يا رب العالمين.

monyati غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-12-20, 11:38 PM   #1754

أميرة الساموراي
 
الصورة الرمزية أميرة الساموراي

? العضوٌ??? » 398007
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 763
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » أميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc4
¬» اشجع shabab
?? ??? ~
كن على على ثقة أن الله بسط لك الرزق في أي مكان ذهبت وستذهب اليه
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 126 ( الأعضاء 41 والزوار 85)
‏أميرة الساموراي, ‏نادية الليل, ‏استغفررالله, ‏Eman70, ‏soha ahmed5, ‏هدوء الصمت222, ‏ببويه, ‏nora74, ‏Alaa_lole, ‏همس الضلال, ‏هنوش عثمان, ‏أمنيةحمدي, ‏monyati, ‏هدى نور الدين, ‏توتا احمد غ, ‏shimaa he, ‏شهد ادالي, ‏Lolav, ‏sherin emam, ‏كنوز كنوز, ‏naya0, ‏شيزكيك, ‏منيرة أحمد, ‏ابنة العرب, ‏روجا جيجي, ‏maha_1966, ‏كلابي, ‏donia dody, ‏رونى تامر, ‏فراولة البيت, ‏مريم عبدالرحمن, ‏سيدة قصرها, ‏راء!, ‏مريم احمدو, ‏غير عن كل البشر, ‏ملك علي, ‏بلانش, ‏houdadenguir, ‏leria255, ‏Just give me a reason, ‏ميرا عبده


أميرة الساموراي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-12-20, 11:44 PM   #1755

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي




البارت العاشر بعد المائة أم طفلي 💞





" ماذا دهاك علي لم تكن يوما جبانا ؟ "

لام علي نفسه بامتعاض , كيف لا و كلما استحضر وقتا مناسبا للبوح بمشاعره , كلما انعقد لسانه و انقرضت كلماته ,
حتى رنا كانت تعبر أفضل منه , حينما لم تكن تستطيع الكلام .


كان الرجل يجلس بتوتر , يرتشف من عصيره من وقت الى آخر , يراقب المرأة أمامه تأكل بتأن ,
و يسارع بالهروب بعينيه , كلما رفعت وجهها ناحيته , مدعيا أنه يستمتع بالطعام ,


لكنه قرر أخيرا فتح الموضوع الذي يؤرقه , و لو بطريقة غير مباشرة ,
فما يخيفه ليس رد فعل ملك أو رفضها , بقدر ما يربكه أنها لا تملك , مكانا غير بيته تذهب اليه ,

حينها عليه التنازل و اعلامها ببراءتها , و عليه بعدها أن ينسى أن تتجاوز أمر كذبه عليها ,
و قد تحقد عليه مجددا , و بحدة أكبر هذه المرة ,


هو اذا أراد موافقتها , عليه أن يحصل عليها قبل قرارها بالرحيل , و الا فسيزيد الطين بلة , و لن ير وجهها بعد ذلك .




مشكلة علي في علاقته مع ملك , هي الظروف و الترسبات من أول لقاء بينهما ,
لو كانا التقيا بطريقة أخرى عادية , ما كان تردد يوما في عرض مشاعره عليها , و لكان قام بكل ما يلزم لاقناعها بالقبول ,


تماما كما حصل مع كريم , هو التقى تلك الشابة أحبها و كان مناسبا لها ,
ثم خطبها هكذا بكل سهولة , دون أن يضطر لخوض حرب معها , و مع مشاعره ناحيتها ,


لكنه الآن يبدو كرجل عاجز , و بدل أن يبثها حبه اللامتناهي , هو مجبر على محو كل الاساءة من ذاكرتها أولا , قبل حتى أن يفكر في الاعتراف لها .


و لحد الساعة لا فكرة لديه , عما يمكنه فعله لارضائها , أو بالأحرى يحاول تجاهل أن الترضية الوحيدة , التي تطلبها هذه المرأة , هي الخروج من هنا دون رجعة ,

و هو بامكانه منحها ما تريد الا هذا , لأنه سيكون حكم على قلبه بالاعدام .





تنحنح علي قليلا مخرجا عقله من دوامة الاحتمالات , قبل أن يبادرها و كأنه يلقي سؤالا عابرا

" ملك ألم تفكري يوما في البقاء هنا ؟ "

قال بنبرة مرتجفة فاجأته هو نفسه .



أجفلت ملك بسماع السؤال , لدرجة كادت فيها تختنق , برشفة العصير الذي في يدها ,

و سارعت لمسح فمها بمنديلها قبل أن تجيبه , و هي تراقب ملامحه , و ما يقصده من استفساره

" تقصد للدراسة و العمل ؟ "



تفاجأ علي بطريقة تفكيرها , لكن ملك لا تملك الا هذا المجال ,
فسيكون من غير المعقول , أن يعرض عليها البقاء تحت مسمى آخر ,


و قد خمنت أنها ربما تكون طريقته في تعويضها , بما أنه يستخدم ما يملك عادة لشكر الآخرين ,
شيء اعتادته في تصرفاته الغامضة ,


و لم يجد علي بدا من هز رأسه ايجابا يريد جس نبضها , لتجيبه ملك بمنتهى الصراحة

" لا أستطيع , لا أعتقد الأمر ممكنا , دراستي و عملي هناك في الجزائر ,
كانت لدي بالفعل الكثير من الفرص , للانتقال الى فرنسا من أجل الدراسة و العمل ,

و لكنني فوتها طواعية , لأنني لا يمكنني ترك والدي وحدهما هناك , أنا ابنتهما الوحيدة "


غصت آخر كلماتها , و قد كانت نبرتها حزينة بطريقة واضحة ,
فيما لا يبدو أنها ستتجاوز يوما مسألة فراقها عن والديها ,



مما جعل اليأس يتسلل مجددا الى قلب علي , لكنه استأنف استجوابه لها محاولا الاطلاع , على أكبر قدر من أفكارها الليلة , مستغلا حالة الصفاء النادرة التي تجتاحهما .




" و ماذا لو تزوجت هنا ؟ "

كان يبدو افتراضا و فضولا عابرا , لكن عينيه كانتا تضيفان رغما عنه , ضمير المتكلم بين الكلمات ,

و قد جاهد نفسه للتلفظ بالكلمة , ضاغطا على قبضتيه حتى ابيضت مفاصله ,
فلا شيء يؤلمه و يمزق قلبه أشلاءا , بقدر افتراض وجود ملك مع رجل غيره .




صدمت ملك بداية باقتراحه , فكيف يمكنه أن يدخل معها , في جدال سيء قبل أيام , لأنه يعتقد أنها زوجته , و يريدها الاعتراف بذلك ؟

ثم يأتي الآن ليناقشها بكل سهولة , في امكانية زواجها هنا بالقرب منه من رجل آخر ,
و قد أثارت الفكرة امتعاضها لمجرد افتراضها .


" هل يحاول هنا ضمان أن ما فعله , لم يفسد مستقبلها مع رجل مناسب أو ماذا ؟ "


عبست ملك و قد ارتجفت يداها , لكنها ابتلعت ريقها لترتيب أفكارها , قبل أن ترد بصراحة بالغة

" لا أعتقد أن الأمر سيحصل قريبا , لكن حقيقة لم أفكر يوما بالزواج من هنا , و لا من أي مكان آخر بعيد عن والدي "

ضربت كلماتها علي في مقتل , فالمرأة أمامه لا تفكر فيه حتى , كمجرد عرض محتمل للزواج مستقبلا ,




صمتت ملك لثوان قبل أن تسترسل , و قد شعرت فجأة بانقباض في قلبها مما ستقوله

" اذا كنت تسأل من أجل رنا و تعلقها بي , فلا يجب أن نكون في مكان واحد لنبقى على علاقة

أنا وعدت مريم أن أرافقها حتى تكبر , و سأحرص على فعل ذلك بطرق مختلفة , ثم ... "



توقفت ملك فجأة عن قول ما تريده , و رمقته بنظرة مبهمة , و هي تعض على شفتها بتردد ,

و حدق اليها علي بتشوش , بعدما راوده شعور سيء , بأن ما سيسمعه سيكون أمرا مؤلما .


لكن ملك لم تكن غامضة يوما في مواقفها , و قررت أن تبوح بما تفكر به

" أنت ستتزوج مجددا في المستقبل , و أنا متأكدة أنك ستحسن الاختيار ,
و من يدري فقد تتعلق بها الطفلة , و تحبها كما فعلت معي و أكثر "


أنهت ملك كلماتها بنبرة خافتة , و قد شعرت بأن أحدهم مد يده , و اجتث قلبها من مكانه بقول ما قالته ,

حتى أن عينيها أدمعتا بطريقة خفية , و اضطرت لأن تشيح بوجهها ناحية طبق تحليتها , حتى لا تفضحها مشاعرها


" ما الذي دهاك أيتها المجنونة , لم سيؤثر بك أمر زواجه من عدمه مجددا ؟ "

زجرت ملك نفسها بقوة , و قد ظهر الانزعاج على ملامحها .




تجمد علي مكانه لدقيقتين محاولا هضم ما قالته , و كيف أنها تقترح عليه بكل سهولة و سماحة ,
أن يرتبط بامرأة أخرى غيرها بطريقة لامبالية , و كأنها لا ترى نفسها معه مستقبلا أبدا ,


باعد الرجل بين شفتيه محاولا أخذ جرعة هواء , و قد اختطفت كلماتها القاسية أنفاسه ,
و بنت ألف سور صد بينهما ,
هو حتى لم يبدأ في الاعتراف بعد , لتبعده هي عن احتمالاتها بمنتهى الصرامة ,


و قد بدت احتمالات نجاحه , في تحويل هذا الزواج الى أمر حقيقي , أكثر ضآلة مما كانت عليه , مما آلم قلبه و أحبط روحه .




لكنه سرعان ما تمالك نفسه , و استعاد ثباته ليجيب تساؤلها

" ليس من أجل رنا , سألت فقط بدافع الفضول "


كان كل ما فكر في قوله دفعا للاحراج هنا , هو لا يمكنه تخمين ما ستقوله , من كلمات قاسية بعد , ان هو استرسل و باح بمكنونات قلبه ,


و كرامته لا تسمح له بالتمادي أكثر من هكذا , فيما لا يبدو أن أي شيء يشعر به يصلها من الأساس , و كأنها تعيش في كوكب آخر .


مقابله كانت ملك تغرق في تـأنيب نفسها , صحيح هي تحاول تجاهل , أي شيء يخص هذا الرجل

لكن تفكيرها بأنه سيستأنف حياته قريبا يشعرها بالاكتئاب , و شعورها هذا يثير حفيظتها و تمردها ,

فمنذ متى تهتم لما يخطط علي لفعله مستقبلا ؟




راقب علي تشنجها في جلستها , و قد راوده شعور غريب بأنها تدعي ما قالته ,
فرغم صلابة كلماتها و صراحتها , الا أنه يعرفها جيدا حينما تحاول التمثيل ,

خاصة و هي تغرس رأسها في حجرها هكذا كالنعامة , و كأنها تهرب من عينيه و ما تقولانه .


سارع علي للملمة شتات روحه , محاولا طمأنتها بأنه لا تزال لديه فرصة , و لو ضئيلة مع ملك و هو لن يوفر جهدا ,
سيجرب بدل المرة مائة مرة , و لن يسمح لليأس بأن يتسلل اليه ,

لكن عليه اعادة حساباته بخصوص سفرها أولا , مادام بقاؤها هنا لا يثمر على شيء .




و كما توقع سارعت ملك لتغيير الموضوع , تماما كما تفعل كل مرة تحشر في الزاوية

" هل يمكن أن أسألك عن أمر ما ؟ "


أومأ علي برأسه ايجابا , أكيد لن يكون سؤالها , أكثر ايلاما من افتراضها السابق , لتفاجئه ملك كالعادة

" لم أرسلتني الى بيت الشاطئ ذاك ؟ "




لمعت عينا علي بمفاجأة , و قد اعتقد أنها تجاوزت الأمر , حينما ذكرته في المكتب و لم تعقب عليه , ليتضح أنها كانت تنتظر الفرصة المواتية لاستنطاقه ,


لكنه هز كتفيه بطريقة لامبالية , و أجاب و هو يحاول الالتهاء بالشوكة , التي كان يلهتم بها قطع الفواكه أمامه

" كان بيتا متوفرا و مناسبا , و أنت بدوت منهارة و في حاجة ماسة اليه "

كعادته يحاول التقليل , من جرعة الاهتمام بما يفعله معها , و كأن لفتته هذه لم تكن ذات أهمية ,




و لم تعرف ملك لم ادفأ ما قاله روحها , رغم أن البيت يذكرها بأسوء أيام حياتها ,
الا أن معرفتها أن علي , كان يهتم خلال تلك الفترة العصيبة , بث شعورا بالأمان في قلبها ,

فما كان منها الا أن رشقته باحدى ابتساماتها الدافئة , قبل أن تشكره بكل صدق

" شكرا لك , كان مكانا ساحرا "



" العفو "

رد علي بابتسامة هو الآخر , حيث شعر بالراحة لأنها لم تنزعج , كما تعودت حينما تتذكر الماضي ,

و التزم الصمت مانعا نفسه , من سؤالها عن طريقة تعرفها عليه , فقد كان يحاول تجنب أي شيء يشوش على هدوئهما هنا ,
و ذكر تلك الأيام الحالكة , لن يساعد الا في تعكير صفوها ,

لو كان الأمر بيده لدفع عمره , مقابل العودة الى تلك الفترة , و تغييرها جذريا أو محوها تماما .



.
.
.



" هل هو وحده ؟ "

" ترافقه زوجته سيدتي "

أجاب النادل ببساطة , لتتجمد الابتسامة على شفتي أميرة , و قد صدمها الشاب بما قاله .



صحيح أن الصورة التي أرسلتها صديقاتها , كان فيها علي ترافقه امرأة و هو يمسك بيدها , أو بالأحرى نفس الشابة التي ظهرت معه , على مواقع التواصل الاجتماعي , و في الجرائد الالكترونية ,


الا أنها اعتقدت أنه اجتماع عمل أو تجمع أصدقاء , و على أقصى تقدير قد تكون تلك الشابة مجرد صديقة كما خمنت ,
خاصة أنها تبدو أجنبية من ملامحها الشقراء ,


اضافة الى أن مريم توفيت منذ بعض الوقت , و مما تعرفه عن علي أنه لن يدخل , في علاقة عاطفية هكذا بهذه السرعة ،


هي أقامت في لندن طوال المدة الماضية ، لكنها عادت بمجرد سماعها خبر وفاة مريم , على أمل الايقاع به مرة أخرى ,

لن يكون من المعقول أنه تعرف , على احداهن خلال حياتها , لن يكون علي الذي تعرفه حينها .



كانت اميرة تدرك أن خداعه عن طريق المشاعر , مرة أخرى سيكون مستحيلا ,
لذلك غيرت خططها تماما , و بدأت تحاول الدخول معه في شراكة , باستخدام استثمارات والدها القليلة ,

خاصة أنها الوريثة الوحيدة لأعماله , بعدما انتهجت شقيقتها الصغرى درب القانون , لتدخل المحاماة و تتخلى عن عالم الاقتصاد ,


و قد حاولت لوقت طويل , الحصول على موعد عمل معه ، لكن طلبها كان يرفض في كل مرة ,
دون أن تعرف أنها وضعت , في اللائحة السوداء لعملائه منذ طلاقهما .



هي حتى فكرت في زيارة بيته لتعزيته على الأقل , لكنها تراجعت خشية اثارة غضبه ,
هي و مريم لم تكونا يوما مقربتين , و قد يعتبره نفاقا منها الذهاب الى هناك ,


الا أن ذلك لم يمنعها , من ارسال بعض الهدايا لصفية , محاولة مد حبال الود بينهما مجددا و التأثير عليها ,
فالمرأة لطالما رأت فيها زوجة مناسبة لابنها ,


و قد كانت تترقب ردا قريبا على اتصالاتها بها , في انتظار اشارة منها بزيارة قريبة ,
تعيد العلاقة كما كانت بين العائلتين .


لذلك استكانت حاليا في انتظار مرور فترة الحداد , قبل أن تقوم بحركتها القادمة لاستعادة علاقتهما
أكيد ستكون صفية أكثر من سعيدة , لاستقرار ولدها الوحيد أخيرا ,

و آخر شيء قد تقبل به الآن , أن تقفز امرأة أخرى الى الصورة , و تأخذ ما هو حق لها انتظرته مطولا .




شعرت أميرة بالتوتر فجأة , صحيح هي سبق و أن سمعت أنه تزوج , لكنها لم تصدق الشائعة الأكثر رواجا عنه ,
فلا أحد ممن سألتهم من معارفه يعرف عن الأمر ,


كما أن الشابة في الصورة لا تناسب ذوقه , و اذا كانا مرتبطين فعلا فسيكون زواجا عرفيا , لا يريد علي المتكبر لأحد أن يأخذ خبرا عنه .




" أكيد هي مجرد علاقة عابرة "

أكدت أميرة بينها و بين نفسها ما قالته لشقيقتها , بكثير من الشك و التوجس هذه المرة لتتساءل

" لكن هل يعقل أنه تغير الى هذه الدرجة في غيابها ؟ "


عادة هو يحب النساء مكتملات الأنوثة , الأنيقات و شابات الطبقة الراقية , و تلك الشابة التي ترافقه , لا يمكن وصفها من مظهرها الا بكلمتين

" بسيطة جدا "

أو بالأحرى أبسط بكثير من أن توافق , ذوق الرجل المهووس بالتنظيم و الرقي ,

رغم ذلك هي لا تمانع تجربته لشيء جديد , مادامت ستكون هي زوجته الشرعية و الوحيدة , بامكانه أن يتسكع كيفما يشاء .



" هل يعقل أن النادل ارتكب خطأ ؟ كان يبدو واثقا من تصريحه ,
أو أن هذا اجتماع عمل سري , لذلك أعطاهم تعليمات بقول ذلك ؟ "

بالتفكير في كل ذلك سرعان ما استعادت المرأة , ابتسامتها المتعجرفة على شفتيها ,
و عادت تهز أوراكها بدلال ناحية طاولة صديقاتها , اللواتي كن يستمتعن بالتغامز خلف ظهرها .



" ماذا أميرة ألن تذهبي لتلقي نظرة على حبيب القلب ؟ "

سألتها احداهن بنبرة استهزاء واضحة , تجاهلتها أميرة التي عدلت خصل شعرها و أجابت بكل ثقة


" النادل قال أنه في اجتماع عمل سري , و لديه تعليمات بعدم صعود أي شخص ,
لذلك سآكل معكن حتى ينزل , أعدكن أننا سنغادر سويا الليلة "

لم يكن أمامها سوى قول هذا الافتراض , لحفظ ماء وجهها أمامهن , لكن قلبها لم يكن مطمئنا أبدا .



.
.
.


بعد السجال المربك بينهما , و الذي انتهى بابتسامتيهما الدافئتين , استمر علي و ملك في تناول العشاء بهدوء ,
حيث بقيا يتبادلان أطراف الحديث مستمتعين برفقة بعضهما , بعيدا عن أية ضغائن قد توحي بها ذاكرتيهما .



بعد التحلية انصرفت ملك الى الحمام و لحقها علي , حينما عادت مكانها كانت الطاولة فارغة ,
يقف النادل أمامها لوضع أكواب الشاي و المكسرات , التي طلبها علي قبل انصرافه ,


كانت الساعة قد تعدت الثامنة و النصف , لذلك شكرت ملك النادل ثم أشارت له

" الحساب من فضلك , سنغادر بعد قليل "




هي تعلم أن علي كان مشغولا طوال الوقت , أكيد هو متعب يريد الانصراف سريعا ,
كما أن رنا لن تنام قبل رؤيتهما يعودان ,

لذلك استبقته و طلبت الحساب , الذي سيتأخر لربع ساعة على أقل تقدير .



نظر النادل ناحية ملك باستغراب , تردد قليلا محاولا انتقاء كلماته ثم رد عليها

" عفوا سيدتي , لكن ليس هناك حساب "




تفاجأت ملك لما قاله

هل المطعم سيجامل علي مثلا ؟
أو انهم سيرسلون الفاتورة الى حساب الشركة ؟


" كيف ذلك ؟ "

سألت مجددا بفضول و ابتسم لها النادل , بعدما أدرك جهلها بالوضع

" الحساب مدفوع أصلا سيدتي , لأن السيد صاحب المطعم "




"...."

أخرست كلماته ملك التي شعرت بالاحراج الشديد , خاصة بعدما تذكرت ما قالته عن خلو القاعة سابقا

كيف أمكنها أن تكون ساذجة هكذا ؟

و هو لم لم يقل شيئا و يسخر منها كما تعود ؟



فهمت ملك أخيرا أن القاعة بأكملها حجزت لهما وحدهما , ليتملكها فجأة شعور غريب جامح لامس كل جوارحها ,
و شعرت بحلاوة في قلبها الذي عاد يدق بجنون ,


و قد أدركت الآن فقط , أنه أراد أن ينعما ببعض الهدوء و الخصوصية ,
خاصة أنه يعرف أنها لا ترتاح , في الأماكن المكتضة تحت أعين الكثيرين ,

لم تعرف ملك أنه مراع ناحيتها , الى هذه الدرجة الا اليوم , و الأكثر مفاجأة هو عدم تباهيه أمامها بالأمر ,
رجل مغرور مثله كان رماها بالمعلومة بمجرد أن دخلا هنا .




" يا الهي من أين أتت كل هذه الرومانسية ,
التي سقطت على رأسه فجأة ليفعل هذا ؟ "

تساءلت بينها و بين نفسها بارتباك , محاولة اخماد صوت غامض قادم من أعماق قلبها ,
ينبؤها أن ما حصل ليس أمرا عاديا , و أن ليس كل ما تعتقده , عن مراعاته لها امتنانا حقيقي .



عاد علي سريعا من الحمام , فيما كانت ملك تحاول تهدئة نفسها , و ايجاد تبريرات لما فعله الليلة , لكنها لا تجد الا صفة واحدة

" أنها مميزة جدا بالنسبة له "

فهو لا يفعل هذا مع أحد غيرها .




جلس علي مكانه و أخذ رشفة من الشاي , قبل أن يلاحظ أن نظراتها متغيرة , و قد أصبحت أكثر دفئا و لمعانا


" هل أنت بخير ؟ "

سألها باهتمام فلا أحد يلاحظ , تماوج تعبيراتها المزاجية أكثر ما يفعل .



" أجل أكلت أكثر مما يجب "

أفضل تبرير لتغير حالتها النفسية , ليبتسم هو هلى جوابها

" بالهناء , هل نغادر ؟ "

" أجل , صحاليك "



قام الزوجان من على الطاولة , بمجرد أن خطا علي خطوتين ,
حتى شعر بيد ملك تتمسك بيده , و قد فاجأته الحركة لدرجة الصدمة ,


حدق الرجل ناحية يديهما المتشابكتين و تشوش تفكيره , فهي كانت تنهره طوال الوقت , ليترك يدها
فما الذي دهاها الآن ؟



لكن ملك بمجرد أن استدار ناحيتها , حتى ارتبكت و قد أدركت متأخرة , حركتها المتسرعة في لحظة طيش , لم تفهم حتى كيف وردت على بالها ,


حاولت التراجع و قد اعترتها رجفة قوية , لكن علي كان يتمسك بيدها رافضا اطلاقها ,
ليس و هذه أول مرة تبادر فيها , الى تقارب جسدي صريح معه لطالما تمناه ,

طبعا دون ذكر تلك الليلة المجنونة , التي انتهت بأثر عضة على رقبته , تاركة أثرا جميلا لا يزول , تثير مشاعره كلما لاحظها في المرآة .



تمالكت ملك نفسها سريعا قبل أن تهمس له

" شكرا لك "


فيما بدا أن قصدها من جرأتها المفاجئة , كان شكره على اهتمامه و ضيافته لها ,

فمهما كان مدى الأفكار السلبية , التي راودتها بشأن هذا الرجل يوما ,
هي لا يمكنها تجاهل ما فعله من أجلها اليوم , لأنها لم تكن يوما جاحدة , اتجاه لطف الآخرين معها .




ابتسم لها علي هو الآخر , و قد أفرحته بتقدمها في علاقتهما ، مرر إبهامه على ظهر يدها , ثم انحنى ناحيتها و طبع قبلة دافئة على جبينها ,
و التي صارت سمة مرافقة , لابتساماته الكثيرة التي يلقيها ناحيتها

" على الرحب "



لم تعترض ملك هذه المرة , و اكتفت بالتحديق في الاتجاه الآخر , بما أن لا شيء يردع المجنون عما يريد فعله ,

واضح أن هذه طبيعة في هذا الرجل , أخذ قبل مباغتة دون اذن منها ,
و لكن غريب كيف أن الأمر أصبح عاديا بالنسبة لها أيضا , تتقبله بكل هدوء دون أثر لنفورها سابقا منه .



لاحظ علي بدوره الأمر و شعر ببعض الرضا , فأي حركة صغيرة تتقبلها هذه العنيدة من طرفه ,
هي خطوة كبيرة تقربه من قلبها ,

و هو سيأخذ وقته لن يستعجلها أبدا , آخذا بعين الاعتبار حساسيتها المفرطة اتجاهه ,
و قد قرر اذابة الجليد الذي يحيط بقلبها , بدفء تعامله مهما كلفه الأمر .




" تفضلي "

أشار لها علي ليتقدم بعدها الثنائي للمغادرة , بمجرد خروجهما من المصعد حتى لمحتهما أميرة ,
التي كانت تراقب الأجواء بعيني صقر , و التي قامت من مكانها و لاحقتهما قبل خروجهما


" علي "

نادت خلفه بصوت عذب و مثير , و بنبرة حالمة أجفلت الزوجين .



توقف الاثنان مباشرة , و استدارا ناحية الصوت المنادي , حدقت ملك ناحيتها بكل فضول ,

أما علي فبمجرد أن وقعت عيناه على المرأة , و تعرف على صاحبة النبرة السمجة ,
حتى اختفت الابتسامة من على وجهه , و تحولت الى عبوس و تجهم واضحين ,

أصبحت نظرته جادة و باردة , فقد محت صورة أميرة المنفرة , كل سعادة شعر بها قبل قليل .




تقدمت أميرة ناحيتهما بكل دلال , تحت مراقبة ملك التي التزمت الصمت , معتقدة أنها احدى معارفه أو عميلاته , و انطلق صوتها المثير مجددا

" مساء الخير علي ، كيف حالك عزيزي ؟ "

سألت المرأة بنفس نبرة الدلال , و هي ترمش بعينيها ناحيته ,
معلنة عن معرفتهما المقربة ببعضهما , و قد كانت طريقتها في التودد له مفضوحة جدا .



" عزيزي "

رددت ملك الكلمة بينها و بين نفسها , و رفعت حاجبيها استنكارا , دون حتى أن تدرك حركتها الطفولية .



أصدر علي صوتا مستاءا من أعماق صدره , و اكتفى برد بارد و مختصر , و قد قطب جبينه بشدة

" مساء الخير "



أثناء ذلك تفحصت أميرة ملك , من رأسها الى اخمص قدميها , مع نظرة استصغار تقييمية في عينيها ،
ثم تجاهلتها تماما و كأنها غير مرئية , و توجهت بالكلام مجددا لعلي , فهو كل ما يهمها أمره هنا

" قدمت مع صديقاتي للعشاء ,
و قالوا أنك في اجتماع سري , فلم أرد أن أزعجك "



زادت محاولة ترقيق صوتها , و استعراض ابتسامتها العريضة حتى تبدو مثيرة ,

لكن شكلها بدا سخيفا جدا , و هي تلاعب خصلاتها المموجة ,
و تشير بأصابعها المطلية بعناية , ناحية احدى الطاولات البعيدة ,

و كأنها تريد اثبات أن اللقاء محض صدفة عابرة , لا تريده أن يعتقد أنها تطارده , فيزيد في صده لها .



لم يصدر علي أي صوت , و لكن بدا الاستياء الشديد على ملامحه , من تطفلها على خصوصياته و حياته ,

خاصة أن أميرة كانت تتودد له دون حياء , متجاهلة وجود ملك برفقته , و التي تقف هناك على بعد خطوتين دون ردة فعل .



" ألا يجب أن تشعر بالغيرة مثلا ؟ "

سأل علي نفسه بامتعاض , كان سيكون أكثر سرورا , لو أنها ردت هجوم أميرة , بدل الوقوف هناك مثل تمثال حجري .



في هذه الأثناء كانت ملك , تتفحص تفاعل الاثنين أمامها بدقة , متسائلة عن طبيعة العلاقة بينهما ,

و رغم جهلها من تكون هذه المتطفلة , الا أنه كان واضحا أن هذه المرأة المثيرة تعرفه جيدا ,
و تحاول مغازلته أمامها جهرا و دون مراعاة

" أكيد هي واحدة من المتيمات الكثيرات به "



و كما شعرت سابقا حينما رأت السرير في مكتبه , كانت هناك وخزة في قلبها , و هي تتخيل علي يتصرف بحميمية مع هذه المتأنقة ,
و التي تبدو و كأنها نزلت , من على منصة عرض أزياء للتو .


" ما الذي دهاها اليوم ؟
لم لا ترغب في رؤية علي مع أية امرأة أخرى ؟

و لم تشعر بهذا القدر من العدائية , اتجاه شخص لا تعرفه و تراه لأول مرة ؟

و هي ترغب بشدة في القفز عليها , و اقتلاع عينيها الجميلتين من محجريهما ,

هل هذه غيرة ؟ "

تساءلت ملك و قد فاجأتها ردة فعلها العنيفة , فهي متصالحة دائما مع نفسها ,
لا شيء في العالم يثير غيرتها , أو يهز قناعتها بشخصيتها و مظهرها ,

لكن هذه المرأة الواقفة هناك , ترسل ذبذبات سيئة تثير كل قرون استشعارها , رغبة في لكمها في منتصف وجهها

" لكن لم تشعر بالغيرة منها من الأساس ؟ "



استاءت ملك من ردة فعلها الغريبة و غير المبررة , لكنها تمالكت نفسها و التزمت الصمت ,
و استمرت تراقب ما يجري أمامها , محاولة المحافظة على هدوئها .





أمام تجاهل الرجل المتعمد , تقدمت أميرة خطوة ناحيته , حتى كادت تلتصق به و استرسلت بلطف مصطنع

" علي اتصلت على شركتك لطلب موعد , ألم يخبروك ؟
أردت رؤيتك لتعزيتك , و مناقشة موضوع هام معك "



و رمقت ملك بنظرة جانبية متفحصة , محاولة استبيان ردة فعلها ,
و هي تحاول التقرب أكثر من علي ,

لكن لم تكد أميرة تكمل جملتها , حتى تحرك الرجل في رمشة عين ,
و أصبح واقفا الى جانب ملك , ليرد عليها بكل برود

" آسف ليس لدي وقت , لا يمكنني استقبالك "



كان رفضه رؤيتها قاطعا لا يقبل النقاش , هو يعلم بنواياها سابقا , حتى أنه سمع بتوددها مجددا لوالدته ، لذلك كان يتحاشاها في مناسبات كثيرة ،

آخر شيء يريده الآن أن يثير شك ملك به , و أن تسيء فهم العلاقة بينهما ,

هو اكتسب بعض ثقتها مؤخرا , لا يريد أن تضيع في لحظة ,
بسبب تصرف هذه المرأة بميوعة ناحيته .



برؤية ملامحه المستهجنة و حركته الخاطفة , توقفت أميرة أخيرا عن الابتسام كمهرج , و هي ترى علي يتجنبها بوضوح ,

و يلتصق بالشابة البلهاء التي ترافقه , و هذه الأخيرة تحدق ناحيته , بعينيها العسليتين دون قول شيء .



" هل هي أجنبية و لا تفهم ما نقوله ؟ "

تساءلت بينها و بين نفسها بفضول سيء .




بلعت بعدها أميرة ريقها و أخفت امتعاضها , ثم استرسلت في محاولة لاستفزاز مشاعر ملك

" ألن تعرفنا ؟ "

أشارت لها بذقنها , و كأنها شيء غير ذات أهمية , فقد أصبحت الآن فضولية جدا , لمعرفة من تكون هذه الشابة ,

لن تسمح لهما بالمغادرة , قبل أن تعرف هويتها , دون أن تمنع نفسها من التحدث بنبرة استهزاء .





ابتسم علي أخيرا , و هو ينظر الى وجه ملك بكل دفء , دون اهتمام لمشاعر أميرة المتأججة , و رد بنبرة عذبة لم تسمعها منه يوما

" سيدة ملك زوجتي "



كانت نبرته حنونة جدا , ثم فجأة تغيرت الى أخرى باردة ,
حينما أشاح بعينيه ناحية المرأة الأخرى , للاستمرار بالتعريف مرفوقا بنظرة حادة

" و هذه أميرة "

قال بكل تجاهل و كأنها نكرة , رادا عليها استهزاءها السابق بملك ,
مما أثار استياءها و حنقها , و صدمها بشدة كونها كانت متأكدة , من أن ملك ليست زوجته .





كانت ملك قد فهمت منذ أول لحظة , أن هذه المرأة بصدد التقرب من علي و ملاحقته ، فعينيها تحدقان فيه بهيام مفضوح ,

أدركت أيضا أن وجودها يزعجه جدا , ملامحه العابسة تفضحه , و هي تريد أن تضحك لوضعه المتوتر ,
الذي يبدو تماما كيوم سقطت ذبابة في صحنه على العشاء , و كاد يستفرغ في وجهها هي و رنا ,



و لكن بمجرد أن قال اسمها , حتى أنار مصباح في رأسها

" أليست طليقة علي التي تحدثت عنها فاطمة اسمها أميرة ؟
كما أن وصفها مطابق تماما لهذه المرأة "



عادت ملك للتحديق الى أميرة , و قد تذكرت ما قالته فاطمة عنها ,
و عن محاولتها الاساءة لمريم للاستحواذ على مكانتها ، و فاطمة لا تكذب أبدا ،

شعرت ملك بالنفور من هذه المرأة , التي قالت عنها فاطمة سابقا أنها منافقة و استغلالية ،
واضح أنها لم تتنازل بعد عن أحلامها بارتباطها به ,

لذلك قررت مساعدة علي للتخلص منها ، و تقديم درع بشري له .



بمجرد أن اتخذت قرارها , ابتسمت ملك هي الأخرى بعذوبة لها ، دنت من علي أكثر بحركة خفيفة ,
مدت بعدها يدها و تعلقت بذراعه ، ثم وضعت رأسها على كتفه ، في اعلان منها على ملكيتها لهذا الرجل .


" ممنوع الاقتراب أو التصوير "

هذا ما كانت تقوله ملامحها الرقيقة , قبل أن تطلق عليها رصاصة الرحمة .



" تشرفت "

تحدثت أخيرا بصوت رقيق و مثير , لكنها بدت لطيفة جدا ، و هي تقلد دلال المرأة أمامها ،
حتى أنها رمشت لعلي مرتين ، أذابت بهما قلب الرجل أمامها ,

فلأول مرة يعرف أنها تجيد مغازلة أحدهم , و قد جعله الأمر يرغب في امساك وجهها بين يديه ,
و تقبيل تلك الشفتين الزهريتين , اللتين تمطهما أمامها بطريقة طفولية .

شعرت أميرة بالدهشة لأن الدمية تفهم ما تقوله , و تتعمد رد استفزازها بطريقة واضحة .



تفاجأ علي للحركة بشدة , و لم يجد ما يضيفه , غير أن يصمد مكانه , لكنه شعر بالرضا الشديد , و ظهرت ابتسامة نادرة على وجهه ,

خاصة أمام شحوب وجه أميرة , التي حدقت الى يد ملك التي تتمسك بذراع علي ,
ثم الى وجهها بكل حقد , و كأنها توشك على التهامها ,

فمن تكون هذه النكرة حتى تأخذ مكانها , و تستولي على رجل أحلامها ؟





لم يبال علي كثيرا لردة فعلها , و قد بدا ممتنا جدا لأن ملك تجاريه ،
و لم تدر ظهرها له و تغادر كما توقع ، فهي عادة لا تحب التورط في علاقاته .

لذلك استدار مجددا ناحيتها , و وضع يده على خدها و كأنه يداعبها , قبل أن يطلب بكل لطف

" هل نذهب ؟ "

كان يريد الاختفاء من هنا في أسرع وقت .



" أمم أجل أنا متعبة أريد أن أنام ,
كما أن رنا لن تنام , قبل أن أضعها في سريرها "

قالت ملك مستمرة في استخدام , نبرتها الجديدة التي اكتشفتها للتو .



تفاجأ علي مجددا لاجابتها المستفزة , و ايحائها لعيشهما سويا في بيت واحد ، لكن لم يملك الا أن يشعر بالغبطة ,

و ما كان منه إلا أن أكمل التمثيلية , و رد باستفزاز متعمد على أميرة

" عن اذنك زوجتي تشعر بالنعاس , نحن ننام قبل العاشرة "



مع ابتسامة ساخرة على طرف فمه , فجرت براكين الحقد في قلب أميرة ,
ليمسك بيد ملك و يغادر مباشرة دون انتظار اجابتها ,


تاركين المرأة الغاضبة و الغيرة تأكلها , و هي تحدق الى اليدين المتشابكتين بكل حميمية ,
حيث لم يبد للحظة أنهما يمثلان .



هي تزوجت علي لأشهر ، لم يمسك يدها يوما هكذا , لم يداعب شعرها أو يكلمها أو ينظر اليها , كما يفعل مع هذه المرأة , بكل حنان و اهتمام ,

حتى أنه حجز قاعة بأكملها لها وحدها , فقط ليتناول العشاء معها ,
فيما لم يدعها هي يوما للخروج معه ,

فما الذي فعلته هذه السخيفة اذا ، لتحصل على هذا الامتياز ؟



شعرت أميرة أن أحلامها تحطمت فجأة ، هي أصلا نادمة منذ طلاقها , لأنها تسرعت و أرادت إعلان الزواج ,
و ايصال الخبر الى مريم , حتى تنال مكانتها كزوجة وحيدة لعلي ,

لو كانت صبرت قليلا , لكان علي لها وحدها بعد وفاة زوجته ,
و لكانت الآن تشبك يدها معه , مكان هذه المحظوظة الرثة , و تنعم بكل الثراء الذي تغرق فيه .



هي لطالما تصيدت الفرص , للتقرب منه مجددا بعد انفصالهما , صحيح لم يكن علي يتفاعل معها , و لكنه لم يصدها و يتجاهلها كاليوم ,

لأول مرة منذ عرفته ، تراه يراعي شعور أحدهم علنا , كان يبدو على وجهه أنه خائف , من أن تسيء تلك الزوجة الظن به و تحزن ,



كانت أميرة تعتقد أن جفاءه ، بروده الدائم و قسوة تعامله ، هي جزء من شخصيته الصلبة و المتسلطة , لكن تصرفه قبل قليل يقول العكس تماما ،

كان يبدو كأي زوج محب و عطوف , يدلل زوجته التي يحبها و يراعي مشاعرها , كان يقف و يلتهمها بعينيه , دون أية محاولة لمداراة ولهه بها .



تسمرت أميرة مكانها ، تحدق الى الإثنين الذين غادرا ناحية السيارة , و الأفكار التشاؤمية تعصف برأسها ,

حاولت صديقاتها إقناعها بالعودة لإكمال العشاء معهن , لكنها أخذت حقيبتها و غادرت خلفهما ,

و لم تتوقف إلا بعد أن رأت علي , يفتح باب السيارة لملك , ثم يأخذ مكانه خلف المقود , لتغادر هي أيضا ناحية سيارتها و الغيض يتآكلها .





كان علي سعيدا جدا , لأن ملك تجاوبت معه لأول مرة , حتى و إن كان مجرد تمثيل لإبعاد أميرة ,
إلا أنه كان راض جدا ، فهذا تطور كبير في علاقتهما المهتزة .



أما ملك التي سارعت لسحب يدها من يده الدافئة , بمجرد وصولهما أمام السيارة ,
فقد كانت تجاهد لتهدئة قلبها , الذي لم يكف عن الخفقان بشدة , حتى بعد أن أطلقها علي ,

شعرت قبل دقائق أن تيارا كهربائيا مر على جسدها ، حينما لف يده على خصرها ،
و شدها ناحيته تحت أنظار أميرة ، محاولا مجاراتها في تمثيلها ,

و لولا أنها قررت مساعدته لانسحبت مباشرة , ربما ما كان عليها التهور , و الاسراف في التصرف بحميمية اتجاهه , حتى لو كان الوضع مجرد ادعاء .



قطع عليها علي تأملها

" شكرا "

قال بلهجة هامسة , و هو يحدق الى الطريق أمامه ,
رغب أن يتمسك بيدها مجددا , فلا شيء يدفؤه كملمس كفها الناعمة ,

لكنه قرر التوقف عن ارباكها , و أن يمنحها فرصة كي تلتقط أنفاسها .



" لا بأس بدا واضحا أنها مزعجة "

قالت ملك و هي تحدق ناحية المرأة , التي وقفت في مدخل المطعم ,
تراقبهما بملامح خائبة جدا , و قد شعرت بالتعاطف معها للحظات عابرة .



ابتسم علي أكثر لتصريحها , و قد بدا واضحا أن قدرات ملك العاطفية تتحسن مع الوقت ,

لكنه لم يكن يشعر بالارتياح التام , لأنه لم يخبر ملك من تكون أميرة , و من جهتها هي لم تسأل عن شيء ,

أكيد هي تعتقد أنها إحدى نسائه , بما أنها تظن أنه كزانوفا عصره ,

لكنه سيجد فرصة لاحقا لاخبارها بالأمر , لا يريد أن يبقي أسرارا بينهما .





لم يقل أحدهما شيئا حتى دخلا البيت , حيث كانت رنا تنتظر عودتهما , و هي عابسة و متذمرة من تركهما لها وحدها ،

فما كان من علي الا أن وعدها , أن يصطحبها في المرة القادمة .



كانت ملك تحتضن رنا , التي تشبثت بها مثل الكوالا , و تنظر الى علي متذكرة ما حصل طوال اليوم ،

حيث شعرت أخيرا بدفء العودة الى البيت , و قد نسيت للحظات أنها لا تنتمي الى هذه العائلة

لتسأل نفسها باحباط

" هل سيكون هناك فعلا مرة قادمة ؟ "

السؤال غريب و الجواب قد يكون مؤلما .





قطع علي شرودها , و عاد للتحدث الى ابنته

" رنا حبيبتي , ماما ملك اليوم ساعدت على امضاء موافقة الرحلة ,

و بامكانك مرافقة زملائك الى المتحف نهاية الأسبوع "



اتسعت عينا الطفلة بحماس ، و عانقت ملك بقوة أكبر

" شكرا ماما ملك ، أنا أحبك كثيرا "

" و أنا أحبك أيضا "

و قبلتها على خدها بحرارة .



" و أنا ألا أحد يحبني ؟ "

اعترض علي مدعيا الحزن , فما كان من رنا الا أن أعطته قبلة ،
دون أن تطلق رقبة ملك , ليدخل الكل في وصلة من الضحك .



أصرت بعدها الطفلة على أن تضعها ملك في فراشها , و لم تجد بدا من تنفيذ الأمر , رغم أن هذه كانت مهمة علي في السابق .


فيما قصد علي غرفته , و لا شيء يطرأ على باله , الا البحث عن طريقة تتحول بها شخصية ملك , الى المرأة المدللة التي أرته اياها في المطعم بصفة دائمة ,

حينها هو متأكد أنه سيفقد عقله , و يرابط في البيت لسنوات قادمة .


.
.
.



في صباح الغد أثناء اجتماع في الشركة , كان الجميع يتناقش بجدية ، و يتبادلون الآراء تحت اشراف علي ,

كريم الذي يجلس عن يمينه , كان يلتزم الصمت كعادته ، و يحدق في هاتفه من وقت الى آخر , حينما وصلته رسالة من أسيل ,

كانت تحوي صورا لعلي مع ملك , من حادثة البارحة في الشركة , ثم صورا أخرى لهما سويا في المطعم ,

و أخبرته أن مواقع التواصل الاجتماعي ، تكاد تنفجر من تداول هذه الصور منذ البارحة ،

هي تعلم حساسية تسريب الحياة الخاصة لعلي , لذلك و بمجرد أن رأتها أرسلتها الى كريم .



تردد كريم قليلا قبل أن يمرر هاتفه لعلي , الذي كان يركز في الأوراق أمامه ,

حدق علي مليا الى مختلف الصور , قبل أن تظهر ابتسامة مشرقة على وجهه

كريم "...."

الحضور "........"



صمت الجميع و هم يراقبون , ردة فعل مديرهم غير المعهودة , اجتماعات كهذه في السابق ، لم يكن ينقصها إلا السلاح و الدماء ,

و الآن و لأول مرة في التاريخ ، يجلس هذا الرجل الصخرة و يبتسم أمامهم ، هذا دون أن ينسوا حادثة الأمس , التي بدت كحلم مستحيل ,

لم يعلق أحد على شيء ، و لكنهم اكتفوا بالنظر الى بعضهم و التساؤل

" هل أصيب الرئيس بانفصام شخصية ؟ "



بعد مرور بضعة دقائق , أعاد علي الهاتف لكريم و همس له

" لا بأس بإمكانهم نشرها لا مانع لدي ,
لكن جيد أنهم موهوا ملامح ملك "


طبعا لم تحمل الصور اسما معينا , و لا أية معلومة شخصية عن صاحبة الحظ , مرافقة رجل الأعمال الشهير , سوى أنها زوجته الشابة الجديدة .



تفاجأ كريم قليلا و لكنه لم يعلق , هو يدرك كم أن علي مهووس بها ، و يريد أن يعرف العالم كله أن ملك تخصه ,
و أنه لا يسمح لأحد بالتفكير في أخذها منه , و هذه أفضل طريقة لفعل الأمر .



تغير بعدها مزاج الرجل الى الأفضل , مما جعل الحضور يفكرون في شراء هدية , لصاحب الفضل في هذا الانجاز ,

أو ربما سيكتفون بوضع تمثال , لشابة ما بعيون عسلية في مدخل الشركة .



.
.
.



في غرفة يسودها الظلام , كانت هناك عينان سوداوان حاقدتان , تحدقان بغضب ناحية الصور المنشورة على الانترنت

" اذا لا تزالين على قيد الحياة أيتها القطة الشرسة ؟ "

ظهرت فجأة ابتسامة خبيثة على جانب فمه , ليوافيه رجله بآخر الأخبار

" ستصل الشحنة بعد أسبوع من الآن بوس "



أومأ برأسه موافقا ثم نفث الدخان , من السيجار الكوبي الذي يمسكه بين أصابعه الخشنة , و أشار للرجل الذي يقف الى جانبه

" تعرف ما ستفعله ، لا تفسدوا الأمر و الا ستكون نهايتكم على يدي "

" حاضر سيدي "



.
.
.



بعد اللقاء في المطعم , كانت أميرة لا تزال غاضبة و مغتاضة , لكنها لم تستسلم و سرعان ما رتبت أفكارها ,

فقد كانت مصممة على معرفة , حقيقة ملك و علاقتها بعلي , هي أكثر من يعرف طبيعته , و لن تسمح له بخداعها ,

كان واضحا أن هناك أمرا غريبا في تصرفاتهما يومها , و قد بدت رومانسيتهما أمامها , أجمل من أن تكون حقيقية .



لذلك قررت الاتصال على أحد جواسيسها داخل البيت , واحدة من الخادمات القدامى , التي كانت ترسل لها الأخبار , من وقت الى آخر قبل انفصالها عن علي ,

و قد انقطعت عنها بعد سفرها , لكنها كانت ممتنة جدا لأنها لا تزال هناك .

بعد سماعها لبعض التفاصيل تجدد أملها , و قررت التحرك سريعا لاستعادة رجل حياتها , قبل أن تتحول القصة إلى أمر جاد و حقيقي ،



كانت تحركات ملك مراقبة بدقة لأيام , و كانت أميرة تتصيد الفرصة للقائها , و محاولة اقناعها بالابتعاد عن علي

كل ما كانت تريده أن تترك المجال لهما , و ذلك لن يحصل إلا بتخريب العلاقة الهشة بينهما .



بعد ثلاثة أيام من لقاء المطعم , أخبرتها الخادمة أن ملك رافقت فاطمة , الى المول من أجل التسوق ، أمر تستمتع به مع المرأة من وقت الى آخر ,

هي لم تكن تتنقل كثيرا , و خروجها من البيت كان نادرا , غير بعض المرات التي ترافق فيها الطفلة ,

و أميرة كانت أذكى من أن تحاول , مواجهتها في وجود رنا , خشية أن تنقل الكلام الى علي و تثير غضبه , لذلك كانت هذه فرصتها الذهبية للانفراد بها .





بوصولهما الى المول تجولت المرأتان قليلا ، بعدها اتجهت فاطمة ناحية مكان بيع اللحوم و الأسماك ,
فيما فضلت ملك التجول , في قسم الخضر و الفواكه لانتقاء ما تريد ,



بعد نصف ساعة من وصولها , و فيما كانت منهمكة في اختيار بعض حبات الطماطم , تفاجأت ملك باحداهن تكلمها

" مرحبا سيدة ملك "



استغربت ملك أن يخاطبها أحدهم باسمها , فلا أحد هنا يعرفها , لكن بمجرد أن رفعت رأسها , حتى تعرفت على المتكلمة ،
التي كانت تقف على بعد خطوتين منها , و فورا راودها احساس سيء بشأنها .

لكنها ابتسمت لها كعادتها , و ردت بكل تهذيب

" مرحبا سيدة أميرة , كيف حالك ؟ "



ردت المرأة ابتسامتها

" بخير و أنت ؟ "

" بخير شكرا لك "



رغم أن ملك كانت متأكدة ، من أن هذه ليست صدفة ، و أن أميرة هنا خصيصا من أجلها , إلا أنها لم ترد فتح حوار معها ,

لذلك تظاهرت بالانهماك مجددا , في انتقاء الخضر و تجاهلتها , فملامحها كانت تنبئ عن ازعاج قادم .



لكن المرأة كانت هنا , في مهمة للتفاوض معها , و لن تغادر قبل أن تنال مرادها

" متى تزوجتما أنت و علي ؟ "

سألت أميرة بكل تطفل و دون تحفظ .



نظرت إليها ملك بحدة بسبب فضولها ، و لكنها لم تجد ضيرا من إجابتها

" منذ سنة تقريبا "

حسنا هذه هي الحقيقة ، فالعقد كتب منذ تسعة أشهر تقريبا , لكنها لن تعطيها أية تفاصيل .



ابتسمت أميرة مجددا بتصنع و أضافت , محاولة استفزازها بطريقة فظة

" واضح أن علي حبيبي , لم يخبرك شيئا عن علاقتنا "


قطبت ملك جبينها لسماعها تنادي علي هكذا ، و قد أثار الاسم حفيظتها لكنها التزمت الصمت ، فهي لن تمنحها الفرصة للاستمتاع بانزعاجها .



راقبت أميرة جيدا ملامح ملك , التي لم تفهم قصدها , صحيح أن علي لم يقل شيئا ، و هي لم تسأل فاطمة لتأكيد الموضوع ،

و لكنها شبه متأكدة أنها طليقته المزعجة ، أو أن هناك أمرا آخر لا تعرفه ؟




شعرت أميرة بالرضا لاغاضتها ، و أضافت بكل خبث العالم في نبرتها

" أنا زوجته السابقة ,
و كنا على علاقة حميمية لسنوات قبل الزواج "



حسنا الآن حصلت ملك على تأكيدها , لكن هذا لم يحدث فرقا ,
هي فقط أثارت استياءها مجددا ، بسبب وصف علاقتها مع علي بالحميمية ،

جعلتها ترغب في شد شعرها و افساد مكياجها ، تماما كما شعرت قبل أيام بأنها ترغب باقتلاع عينيها ,

لكنها تمالكت نفسها مجددا ، فهي لا تفهم منذ متى أصبحت عدوانية , خاصة أن الموضوع يخص علي .



حدقت إليها ملك بهدوء منتظرة باقي الكلام ، و قد بدت أميرة متحفزة لقول الكثير , لكن ما لا تفهمه الى غاية الآن

" ما الذي تريده هذه المتطفلة منها ؟ "



فجأة خلعت أميرة قناع الطيبة , الرقي و اللباقة الذي ترتديه , و دخلت مباشرة في صلب الموضوع

" سيدة ملك نحن نساء مثل بعضنا , و أنا أعرف أن علاقتك بعلي ليست حقيقية ,

و التمثيلية الزائفة التي قدمتها ذلك اليوم في المطعم ، كانت ركيكة و غير مقنعة ,

معلوماتي تقول أنك دخلت الى ذلك المنزل كمجرد خادمة , و أعرف أيضا أنكما تزوجتما لأسباب ظرفية , لا علاقة لها بالمشاعر ,

و لمعلوماتك فقط فان علي الشراد , لا يتزوج امرأة تنام في غرف الخدم ،

لذلك أنا هنا لعقد صفقة نستفيد منها كلتينا "

و ختمتها بابتسامة خبيثة , و هي تشير بسبابتها بينهما .





كانت الخادمة أخبرت أميرة , عن ظروف وصول ملك الى هناك , الفوضى التي صاحبتها , ثم عملها كخادمة و اعتنائها بمريم ,

هي أكدت لها اقامتها , في غرف الخادمات الى حد الساعة , و أن العلاقة بينها و بين علي كانت متوترة جدا , مع الكثير من الخلافات و النقاشات الساخنة ,

كما أكدت على عدم وجود , أي تواصل جسدي بينهما , مما أرضى غرور أميرة اللامتناهي , خاصة أن علي حرمها هذا الأمر قبلا ,

أخبرتها الخادمة أيضا أن تعلق رنا بملك , قد يكون السبب الوحيد الذي يدفع علي لابقائها معه , تماما كمربية مناسبة لابنته بعقد صوري .



لذلك هي استنتجت أن زواجهما , قد يكون زواج مصلحة بحت , خاصة أن ملك شخصية غير معروفة ,

و قد تكون أغريت بوضع علي , الاجتماعي و الاقتصادي للبقاء معه , طمعا في الوصول الى الطبقة المخملية في المجتمع .



تفاجأت ملك لما قالته أميرة , و دقة التفاصيل التي تملكها , و للحظة شعرت بالحزن يجتاحها ، لأن علي قد يكون قال , كل ذلك لها عن علاقتهما ،

لكنها استبعدت الأمر سريعا ، فلم يبد عليه أنه يطيق , حتى وجودها ذلك اليوم .

ثم هو رجل كتوم جدا و متحفظ , سيكون من المستبعد أن يفتح حوارا ، عن حياته الخاصة مع زوجته السابقة ,

لكن ذلك لم يمنعها , من الشعور بألم غريب في قلبها , بسبب وصفها البغيض لوضعها مع علي .




وقفت ملك مكانها متظاهرة بالاستمرار في التسوق , و لم تبد أية ردة فعل على كلام المرأة الوقح ،

فيما استمرت أميرة بهجومها عليها

" لذلك أنا أعرض عليك خمسة مليون درهم , لتطلبي الطلاق و تغادري "



اندهشت ملك لجرأة و وقاحة هذه المرأة , التي تقف قبالتها و تساومها , من أجل إبعادها عن علي ,

هي لا تعرفها حتى ، فكيف افترضت أنها قد تقبل أن تفاوض , على أمر كهذا مقابل المال ؟



لكنها ابتسمت بلطف , و ردت عليها بكل هدوء

" لماذا ؟ "



ابتسمت أميرة بدورها بكل ثقة , معتقدة أن ملك قبلت المقايضة و أجابتها

" لأنني أنا و علي نحب بعضنا كثيرا , و هو يبقى معك فقط , من أجل ابنته المتعلقة بك ,

اذا طلبت الطلاق سنعود الى بعضنا , على الأقل ستكونين استفدت من الوضع , بدل أن ترحلي دون فلس واحد "



بقولها هذا تأكدت ملك أنها لا تعرف شيئا , عما حصل بينها و بين علي , و أنها كانت فقط تحاول التخمين , مما أشعرها ببعض الراحة .



بسماع تبريرها السخيف , بدأت ملك بالضحك بصوت عال , مما استفز أميرة التي توقفت عن الابتسام , و حدقت ناحيتها بحيرة ، فهي لم تقل شيئا يضحك .


لكن سرعان ما أرضت ملك فضولها حينما أجابتها

" حسنا سيدة أميرة , بما أنك واثقة من مشاعر زوجي الداهمة ناحيتك ,

لم لا تكلمينه أنت و تطلبين منه منحي الطلاق ؟

ألن يكون من المنطقي , أن يستمع لك أكثر مما يفعل معي ؟

فأنا في النهاية مجرد زوجة صورية مزيفة كما تقولين , فيما أنت حبيبة قلبه ,

و أنا من ناحيتي أعدك أن أرحل مباشرة دون تردد "

قالت مركزة على كلمة زوجي , التي احتقن فيها وجه غريمتها .



كانت ملك متأكدة من أن أميرة تخترع الأمر , و تحاول اثارة مشكلة بينها و بين علي , معتقدة أنها هي من يجبره على البقاء معها و ليس العكس ,

لو كانت علاقتهما مقربة كما قالت , لكانت تعرف حقيقة ما يجري بينهما , و لم تكن لتقول ما قالت .





حاولت أميرة مداراة قلة حيلتها , و ردت بنرفزة محاولة الحفاظ على ثقتها المزعومة

" أنا لم أطلب منه ذلك , لأن علي رجل شهم و محترم , لن يطلقك دون سبب ,

لذلك أنصحك بالمبادرة و طلب الانفصال , و أنا أعدك أن تكوني راضية "



صمتت ملك مجددا ، و حدقت مليا الى وجه أميرة , قبل أن تسألها بجدية

" هل أبدو لك غبية ؟ "



لم تفهم أميرة قصدها

" ماذا ؟ "



و أوضحت ملك بكل هدوء

" كما قلت أنت قبل لحظات , أنا الآن زوجته الرسمية و الوحيدة , و بما أنني طماعة و أحب المال كما افترضت ،

فبإمكاني التمتع بكل ما أشاء , من ثراء و رفاهية و أنا على ذمته , أكثر ألف مرة من الملايين التي تعرضينها علي ,
كما بإمكاني أن أقنعه أن يكتب الكثير باسمي ,

لم اذا سأقبل الطلاق إلا اذا كنت غبية ؟ "



صدمت أميرة من رد ملك الذي أفحمها , لم يبد عليها أنها ذكية هكذا و سريعة البديهة , مظهرها يوحي بالبساطة و السذاجة ,



أصبحت بعدها ملامح ملك أكثر صرامة , و قد اختفت ابتسامتها هي الأخرى ، ليحل محلها الوجوم الشديد ,

فالمرأة أمامها تقف هناك و تهينها , و هي لن تتقبل الأمر بكل بساطة , و ما لبثت أن ردت عليها بصوت جاد و نبرة حازمة ,
و قد ندمت بالفعل لأنها تعاطفت معها , قبل أيام أمام المطعم



" اسمعي سيدة أميرة , أعرف أنك كنت زوجته في يوم ما ,
لكن ما يهمني الآن أنني أنا الزوجة الوحيدة لعلي ,
يعني أنت ماضيه و أنا حاضره و مستقبله ,

حياتي الخاصة مع زوجي لا تعنيك , و لا أسمح لك أو لغيرك بالتدخل فيها ,

و رنا مثل ابنتي , و قريبا ستحصل على أخ لها , فمشاعري اتجاه زوجي , و مشاعره اتجاهي قوية جدا ,
و نحن نعيش بكل سعادة و الحمد لله ،

لذلك أنصحك أن تبحثي عن رجل يحبك , بدل أن تفسدي عائلات الآخرين , للحصول على بعض السعادة "

و وضعت يدها على بطنها المسطح لتعزيز كلامها .



اغتاضت أميرة مما قالته ملك , خاصة أمر الحمل هذا , هي متأكدة أن الخادمة قالت , أنهما ليسا على علاقة

فكيف حصل حمل اذا ؟



ظهرت ملامح السخط على وجه أميرة ، و هي تحدق ناحية يد ملك التي تحتضن بطنها ، و لم تدر بنفسها الا و هي ترفع يدها لاطفاء نار قلبها ,

تراجعت ملك خطوة الى الوراء بفزع و أغلقت عينيها ، في محاولة يائسة منها لتفادي الصفعة ,

و قد تفاجأت أن المرأة التي كانت , تتصرف بكل رقي قبل لحظات ، تحولت الى انسان عنيف ببعض التحفيز .



لكنها بمجرد أن انحنت الى الخلف , حتى ارتطمت فجأة بصدر دافئ صلب ,

و قبل أن تفتح عينيها , كان الشخص الواقف خلفها ، يطوقها بذراعيه من خصرها , و يضع رأسه على كتفها , قبل أن يهمس في أذنها بصوته الأجش

" كيف تبلين حبيبتي ؟ "

و طبع قبلة خفيفة على خدها , قبل أن يدس أنفه في رقبتها , و يأخذ نفسا عميقا من رائحتها .



فزعت ملك و ارتجفت كل أوصالها , هي لا يمكنها أن تخطيء , هذا الصوت أو هذا العطر الفخم , و هي متأكدة أن علي من يقف خلفها

" لكن متى أتى ؟ و ماذا سمع بالضبط ؟ "

هذا ما كانت تفكر فيه بصدمة , لدرجة أنها لم تنتبه , الى تصرفه الحميمي معها .



خفق قلب ملك بشدة و شحب وجهها , و قد تذكرت وصلة الكذب الفج ,
التي قالتها قبل قليل عن علاقتهما , و كيف تكلمت عن ماله و ممتلكاته ,

هي لم تقصد أبدا ما قالته , لأنها أرادت فقط أن توقف هذه المرأة , عند حدها و ترد اهانتها ,

و لولا أنها متأكدة أن علي يريد تجنبها , ما كانت تدخلت بينهما أبدا , و ساعدته على ابعادها , و ما كانت اخترعت كل تلك القصص ,

هي قالت ما قالته معتقدة , أنه لن يسمع بالأمر لاحقا , لم تتوقع أن يكون واقفا خلفها , يستمع الى كل كلمة من خطابها .



لم تجد ملك الا أن تطأطئ رأسها خجلا , و قد انعقد لسانها و احمرت وجنتاها

هي لا تعرف منذ متى أصبحت , كاذبة جريئة هكذا و عديمة الخجل ؟

لكن اللوم يقع على المنحرف , الذي يقف خلفها و يضمها .



في المقابل علي الذي كان يستمتع , باحتضان ملك بين ذراعيه , لاحظ ارتباكها و تشنجها , و فهم مباشرة ما الذي تفكر فيه ,

هو كان في طريقه الى الشركة مع كريم , حينما اتصل به ابراهيم , الذي يرافق فاطمة و ملك , و أخبره أنه رأى أميرة , تدخل المول الذي دخلته المرأتان ,

الرجل يعرفها جيدا منذ كانت زوجة لعلي , و قد شعر بأن الأمر مريب .



من جهته فهم علي مباشرة ما الذي يجري , فهذا مول للتسوق من أجل الطعام ,
معرفته الجيدة بأميرة تقول أنها , لن تأتي الى هنا لوجه الله ,

سابقا لم يرها يوما تقف في المطبخ , المرأة لا تفرق بين الملح و السكر , هي حتى لا تجيد قلي بيضة ,

كيف تحولت فجأة الى شخص مهتم بالتبضع , في سوق للخضار تتواجد فيه ملك ؟

أمر يثير الشك بالتأكيد .




لذلك طلب من ابراهيم تتبعها و عاد أدراجه , فاحساسه كان ينبؤه أن ما حصل في المطعم , لم يكن كافيا لابقائها بعيدة عن حياته ,

و أنها هنا لمواجهة مع ملك , لاستفزازها و ابعادها عن حياته , و هذا ما لن يسمح بحصوله ,

هو تحدى سابقا عمته و والدته لحمايتها , فمن تكون أميرة ليدعها تزعجها ؟




صدمت أميرة هي الأخرى , لرؤية علي في سوق للخضار , أخر مكان قد يفكر هذا الرجل بالتجول فيه هو هنا ,

هو حتى يرفض الذهاب الى محلات الملابس , و المجوهرات الراقية من أجل التسوق ,

فكيف ظهر هنا مع هذه المرأة ؟



كانت أميرة تحدق بعينيها المندهشتين , الى الرجل الذي يتصرف بكل راحة و حميمية مع ملك , متجاهلا اياها و كأنها غير موجودة ،

حتى أنه وضع يده مباشرة ، على يدها التي تضعها على بطنها ، و كأنه يؤكد الخبر الذي قالته قبل قليل .



بعد دقائق رفع علي رأسه ناحيتها أخيرا , و حدق إليها بنظرة قاتلة , و كأنه اكتشف وجودها معهما لتوه ,


ارتجفت أميرة و قد أدركت أنه غاضب جدا منها , أكيد هو رأى حركتها قبل قليل ,
و محاولتها صفع ملك , و أن عليها توقع الأسوء .



لذلك تداركت سريعا ، و حاولت قلب الموقف لصالحها باتهام ملك

" أوه علي جيد أنك أتيت , لتسمع بنفسك المرأة الطماعة التي تزوجتها ,
و هي تصفك و كأنك بنك يلبي جشعها "




زادت نظرة علي حدة ، و أصبحت ملامحه أكثر برودة , لكنه ابتسم بطرف فمه و أطلق ملك , دون أن يبتعد عنها ,

و التي فتحت عينيها بسبب ما سمعته , و رفعت نظرها ناحية أميرة مستنكرة اتهامها ,
و قد عبست ملامحها و جمدت حركتها .



أصلا وجودها هنا كان بسبب أن علي , اعتقد أنها لصة طماعة محبة للمال ,
اذا صدق أميرة ستكون في موقف سيء جدا أمامه ،

و هو بالكاد كان يخبرها , منذ أيام أنه لا يشك بها ، هي لا تريده أن يشك بها مجددا فالأمر يؤلمها فعلا .

لذلك بدأت تدعو في داخلها ، ألا يكون سمع شيئا , مما قالته قبل قليل لاغاضة هذه المرأة ,
و هي ستجد طريقة لنفي الاتهام عنها .



لكن علي لم يبد أية ردة فعل , كان يقف هناك بكل هدوء و ثقة , فهو كان موجودا منذ البداية , و سمع كل كلمة قيلت هنا ,

هو كان غاضبا جدا من وقاحة أميرة ، و أراد التدخل مباشرة و ردعها , لكن فضوله دفعه الى انتظار , سماع جواب ملك على عرضها ,



كان علي متوترا من احتمال تنصل ملك , من علاقتهما كما تفعل دائما , لكن كان هناك جزء من قلبه يقول أنها لن تفعل ,

كل ما كان يأمله هو سماعها و لو لمرة , و هي تدافع عن مكانتها التي منحها إياها , و هي لم تخيب ظنه .

و هو يعرف ملك أفضل من أي شخص آخر , حتى يدرك أنها تعمدت ما قالته فقط لرد هجومها .




صمت علي لثوان عديدة , و كأنه يفكر في شيء مهم , وضع بعدها يدا في جيبه بأريحية ،
و الأخرى على خصر ملك ، حتى يمنعها من الانصراف ،

و أجاب المرأة المترقبة بنبرة ساخرة

" ها قد قلتها بلسانك زوجتي و أم طفلي ،
و تحب صرف مالي ما شأنك أنت ؟ "


ملك "...."

أميرة "...."



و أضاف و هو يحدق الى ملك , التي يكاد ينفجر وجهها من شدة الاحراج

" أو تريدين أن أتعب و أشقى ليصرفه الغرباء ؟ "



شعرت المرأتان بالصدمة , و أحست ملك بوهن في ركبتيها بسماع كلمة

" أم طفلي "

و لولا أنه يسندها لكانت سقطت أرضا .



" هل هذا يعني أنه كان يقف هنا , منذ البداية و سمع كل شيء ؟

لم لم يتدخل اذا , و تركها تغوص في خيالها هكذا ؟

و كيف تحولت كذبتها الفردية فجأة الى كذبة جماعية ؟ "





عضت ملك على شفتها السفلى بسبب التوتر , و طأطأت رأسها مجددا حتى غرسته في صدرها , غير قادرة على التحديق في وجهه ,

التقط علي ردة فعلها المتوقعة , و اكتفى بالابتسام بهدوء و استمتاع , و هو يعدل خصلة من شعرها خلف أذنها .



أما أميرة فقد زاد غيضها و ارتفع صوتها بعتاب له

" متى تغيرت هكذا ؟ ألم تكن تكره المستغلين و الطماعين ؟

ألم تكن تجري مائة اختبار لمن حولك ، قبل أن تعطيهم ثقتك ؟

كيف تسمح لطماعة متسلقة , أن تستغلك و تحمل طفلك ؟ "



ليقاطعها علي بنبرة غاضبة

" الزمي أدبك أميرة , المرأة التي تهينينها زوجتي , لا أسمح لك بالحط من قدرها ,

اذا أرادت صرف كل ما أملك فسأكون راضيا , و أكرر لا شأن لك بالأمر " .











كل عام و أنتم بصحة و خير و هناء , ربي يجعلها سنة سعيدة على كل العالم , و تتحقق أماني كل البشر و احلامهم ,

الحمد لله على كل النعم التي منحنا اياها , و نسأله دوام العافية و الأمان 💞💞 .







😘💞💞





.......



ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-01-21, 12:14 AM   #1756

أميرة الساموراي
 
الصورة الرمزية أميرة الساموراي

? العضوٌ??? » 398007
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 763
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » أميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc4
¬» اشجع shabab
?? ??? ~
كن على على ثقة أن الله بسط لك الرزق في أي مكان ذهبت وستذهب اليه
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

هابنيتي خليتينا نقشعر

والله فصل ولا كل الفصول الي قريتها هالليلة من روايات عديدة

شكارمن القلب

وكل عام وانت بخير.....

فصل ممتع جدا


أميرة الساموراي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-01-21, 12:37 AM   #1757

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فرفر المناخلي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرواية جميلة بالتوفيق


و عليكم السلام ورحمه الله وبركاته 💞
شكرا على الدعم الجميل كل عام و انت بخير 💖💖💖🌹🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌺🌹



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزنبقة الجميلة مشاهدة المشاركة
كل عام و أنتم بخير جميعا و إن شاء الله السنة إلي جاي أفضل على الجميع يا رب🌸🌸🌸


يا رب يدوم علينا نعمه كل عام و انت و العالم الاسلامي بخير و هنا 💞💖💖💖💖💖💖💖💖🌹🌹🌹🌹🌺🌹

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 64 ( الأعضاء 14 والزوار 50)

‏موضى و راكان, ‏ايمي مجربي, ‏استغفررالله, ‏المارينا, ‏سبحة علي, ‏بنادول الغرام, ‏بلانش, ‏ميرا عبده, ‏فراولة البيت, ‏تماارا, ‏kimso, ‏k_meri, ‏الزنبقة الجميلة, ‏هنوش عثمان


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



و عليكم السلام ورحمه الله وبركاته 💞💖💖💖💖
كل عام و انت بخير و عافيه ربي يدوم علينا الصحة يا رب 💖🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-01-21, 12:39 AM   #1758

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادية الليل مشاهدة المشاركة
ملوكتي، أهنئك و أهنأ كافة الأعضاء بالسنة الادارة الجديدة و أتمنى لكن الصحة و العالية أولا، ثانيا أشكرك على التفاصيل الدقيقة في الرواية فهي ما تصنع الفارق بين رواية و أخرى، لقد قرأت عدة روايات و كانت البدايات قوية و شيقة جدا لكن النهاية تشعر أنها متسرعة بمعنى كأن الكاتب يريد أن يتخلص من الحمل و هو ما يشعرني لأنني سقطت في حفرة فجأة و بصراحة بالنسبة لي على الأقل يضعف الرواية و يفقدها قيمتها الأدبية. ملوكتي اذا في انتظارك هذه الليلة، في مزيد من السرد الشيق.😍




شكرا حبيبتي هذا الدفع الايجابي الرائع 💖💖
كل عام و انت بخير و عافيه ربي يدوم علينا الصحة و يلاقينا في ساعة الخير و الطاعة يا رب 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-01-21, 12:43 AM   #1759

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة توتا احمد غ مشاهدة المشاركة
كل سنه و انتي طيبه يا جميل .. و كل و حبايبك و اهلهك و بلدك بخير يا رب
سنه جديدة سعيده و بخير عليكو جميعا يا رب
في انتظار البارت الجديد على ناااااار


عام سعيد و كله فرحة و صحة يا رب 💖💖 ربي يلاقينا في ساعة الخير و الطاعة يا رب 💖🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة monyati مشاهدة المشاركة
سنة سعيدة وكل عام وانتم والامة الاسلامية بالف خير يا رب العالمين.

كل عاك و انت و كل العالم بخير و صحه و هناء 💖💖💖💖
ربي يحقق احلام كل الناس و يجبر بخاطركم 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-01-21, 12:45 AM   #1760

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرة الساموراي مشاهدة المشاركة
هابنيتي خليتينا نقشعر

والله فصل ولا كل الفصول الي قريتها هالليلة من روايات عديدة

شكارمن القلب

وكل عام وانت بخير.....

فصل ممتع جدا



يعيشك حبيبتي 💖💖💖
كل عام و انت بخير و الف عافية و صحة 🌹🌹🌹🌹
و طبعا الأحداث ستصبح مجنونة بداية من الفصل القادم تحضيرا لفك العقد لأنني أوشك على الاختتام لكن ليس قبل الكثير من الاثارة وعد 😉💖💖


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:16 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.