آخر 10 مشاركات
تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          492 - حبيبها - كارول مارينيلي (عدد جديد) (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          ومازلنا عالقون *مكتملة* (الكاتـب : ررمد - )           »          أغلى من الياقوت: الجزء الأول من سلسلة أحجار كريمة. (الكاتـب : سيلينان - )           »          93 - زواج العمر - منى منصور (الكاتـب : meshomasray - )           »          حب غير متوقع (2) للكاتبة: Mary Rock *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          جدائلكِ في حلمي (3) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree678Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-02-21, 09:52 PM   #2851

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي





الخاتمة توأم 💕




في جزيرة خاصة وسط المحيط الهادي , فيلا فخمة على شاطيء البحر , يحيطها سوار من الأشجار و الرمال ,

غرفة في الطابق الثاني , ستائرها تتراقص مع النسيم العليل , في ساعات الصباح الأولى ,


علي يغط في نوم عميق , و يحتضن ملك التي تراقب ملامحه , و تحاول ازعاجه بمداعبة رموشه


" علي "

همست في أذنه باستمتاع , و نفخت على وجهه هواءا محاولة اغاضته , حتى ترد بعضا مما فعله معها البارحة .



" امم "

تذمر الرجل دون أن يفتح عينيه , فقد كان متعبا حد الانهاك , و قد أبقته هذه الشقية التي أطارت خلايا عقله , مستيقظا الى ساعة متأخرة من ليلة أمس .




هو اختار هذا المكان , لأنه بعيد عن كل العالم , محاولا الفرار عن كل ما قد يعكر عليه صفو انفراده بملك ,
و قد كان الكل ضده , كلما حاول اختلاس قبلة , أو ضمة أثناء ذلك العرس , الذي كانا فيه تحت مناظير الجميع .



حينما حطت الطائرة الخاصة به هنا , كان أسعد مخلوق على وجه الأرض , و قد تحققت أمنية قلبه
أخيرا ,
حمل ملك من السيارة الى غرفتهما , فيما تعلقت هي برقبته بكل دلال , و أغرقته في قبلات أشعلت نار قلبه .


حينما وصلا الى باب غرفتهما , و بمجرد أن أطلق سراحها من بين أحضانه , حتى سارعت للدخول الى الحمام , مدعية أنها تريد دشا منعشا ,

لكنه كان يعلم أنها تفر منه , فهذه العنيدة لازالت تخجل من قربه و لمسته , حتى بعدما تعودا على بعضهما طوال الفترة الماضية ,
و لم يوفر هو جهدا للتصرف بحميمية معها , علها ترخي أسوارها قليلا .





" ملك حبيبتي , هل أنت بخير ؟ "

سألها علي و هو يدق على باب الحمام , بعد ساعة من دخولها هناك , دون أثر لها في الغرفة .

و قد أخذ دشا و غير ملابسه في الطابق الأرضي , ثم جلس في انتظارها بكل صبر , معطيا اياها وقتا للتخلص من توترها ,
حتى بدأ القلق يتسلل اليه ,


لتجيبه معذبة قلبه بعد دقيقتين طويلتين

" أجل أنا بخير عليلو , سأخرج بعد قليل حبيبي "



ابتسم علي لاسم الدلال الذي صارت تناديه به , و هو لأول مرة يسمع بوجوده ,
رغم أنه بدا غريبا لأذنيه بداية , لكن كان لديه رنينا خاصا , مثيرا من شفتي ملك .

" أنا أنتظرك هنا , لن أذهب الى أي مكان ملوك "

حاول طمأنتها بصوته الدافيء , الذي يداعب أوتار قلبها بأنه سينتظرها , مهما استغرقها بقاؤها هناك من وقت .



التزم علي مكانه يتناول عصير برتقال , مستمرا في ترقب ظهور هلال حبيبته ,
التي هو متأكد أنها تجلس على جانب الحوض الآن , و تحاول السيطرة على مخاوفها ,


عليه الاعتراف أنه في وقت ما , أراد اللجوء الى طبيبتها النفسية , حتى تحاول مساعدتها و اسداءه بعض النصائح ,
فيما يبدو أن خوف ملك و خشيتها , من قربه و لمساته مبالغا فيه ,


و قد عزا ذلك الى ما حصل , بينهما في بداية علاقتهما , حينما هددها كرجل متهور بالاعتداء عليها ,
و منذ تلك اللحظة لم تعد ملك تأمن جانبه ,
و قد تضاعف خجلها الفطري , ليصبح هاجسا من تصرفاته الحميمية ناحيتها ,

لكنه تراجع و قد وضع كل ثقته , في حبه لها و حنانه عليها , ليزيل أية حواجز بينهما مهما كانت كبيرة .



أثناء جلوسه على الأريكة هناك , استعاد علي محطات من علاقته مع ملك , منذ التقاها في الجزائر , وصولها الى جناحه في الفندق ,
انتقالها الى بيته و كل الجنون الذي صاحبه , و انتهاءا بوقوعه في هواها كرجل غافل .

ابتسم علي و قد أدرك أخيرا , مدى الجهل الذي كان يعيشه , و هو ينكر مشاعره الداهمة ,
و شكر الله لأنه ساق هذه المرأة بالذات , لتقع في طريق قدره , و تدخل السعادة الى حياته .




بعد مرور نصف ساعة أخرى , قام علي من مكانه بخطوات متأنية , و قف خلف باب الحمام و دق مجددا

" ملك حبيبتي , ليس عليك القلق بشان أي شيء ,
أنا مشتاق لك , لا تبقي بعيدة أكثر "



" أنا لست قلقة علي , أأأنا فقط أريد بعض اللحظات على انفراد "

ارتجف صوتها مؤكدا ما فكر فيه , و لعنت ملك نفسها خلف الباب , من الداخل بسبب جبنها ,

لم يكن هذا خوفا من علي أو قلة ثقة فيه , لكنه كان حاجزا نفسيا , تولد دون وعي منها اتجاه كل الرجال , منذ ما حصل معها ,

و قد كانت كوابيس عديدة , تراودها كل ليلة لمدة طويلة , عن أحدهم يحاول الاعتداء عليها ,
و مازاد الطين بلة زواجهما السريع , الذي لم يسمح لها بأية تحضيرات نفسية .



" حبيبتي لن يحصل الا ما تريدين , أنا أريدك قربي هذا كل شيء ,
و نحن لدينا العمر كله لنكون سويا "

حاول علي مجددا منحها بعض الراحة , و حاولت ملك طمأنة نفسها و زجرها

" ما بالك ملك هذا علي الذي تحبينه ؟
لطالما كان مراعيا و حنونا جدا معك ,

هو زوجك و أنت وافقت على الارتباط به ,
لن تأتي الآن و تفسدي كل شيء بهواجسك "



استجمعت بعدها ملك شجاعتها و أزالت القفل , ثم فتحت الباب بترو بالغ , قبل أن تخرج بخطوات بطيئة ,
و هي تحاول لف نفسها جيدا في ثوب نومها , الذي اختارته باللون الأسود كما يحبه علي ,

رغم اعتراض والدتها عليه , و قد نصحتها بالثوب الأبيض , حتى يكون فألا جيدا , في أول ليلة لهما معا .




راقبها علي بعينين دافئتين شغوفتين , و هي تقترب منه رويدا تشيح بنظراتها ,
و قد اكتشفت ملك أن هذه النظرات بالذات , كانت موجودة منذ مدة طويلة جدا , و هي كالحمقاء لم تجد ترجمة معانيها يوما .



دنا منها علي بخطوات بطيئة , حتى لا يثير ذعرها , و ما لبث أن احتضنها ليهدئ شوقه اليها , و قد غابت عن أنظاره لوقت طويل

" ما بها حبيبتي متوترة ؟ "

سألها و هو يربت على شعرها بحنان كما عودها , و يرخي ذراعه على خصرها , و سرعان ما خفت معه ارتجافتها .



ابتلعت ملك ريقها بعناء , محاولة التجاوب معه , ثم أجابته بنبرة مرتجفة

" أعاني من بعض الرهبة "

اعترفت له مباشرة دون مواربة , و قد صارت تخبره بكل ما يساورها , من مشاعر و شكوك مؤخرا .



ابتسم لها علي و هو يراقب عينيها , قبل أن يطبع قبلة على جبينها و يطمئنها

" ليس هناك ما يخيف حبيبتي ,
أنا أمانك و سأقتل نفسي , اذا تسببت لك بالخوف أو الألم "

أومأت ملك برأسها معربة عن تصديقها له , ليستمر هو في تهدئتها بطريقته الخاصة

" حسنا هيا لنستلق قليلا , تأخر الوقت و أنت متعبة ,
تحتاجين قسطا من الراحة "


قال علي بخفوت و قد ألغى , كل ما خطط له و حلم به لليلة , فهو لن يجبر ملك على شيء لا تريده , مهما كان شوقه له ,



لكنه بمجرد أن استدار باتجاه السرير المزين , حتى تعلقت بذراعه و استوقفته ,
عاد علي و حدق الى وجهها بتشوش , و قد راوده شعور سيء , أنها ستطلب الرحيل من هنا ,

هو رجل منحوس مع النساء , و يعرف أن كل تلك السعادة التي عايشها مؤخرا , لم تكن لتأتي دون ثمن .



لكن ملك فاجأته بأن أغمضت عينيها و اقتنصت شفتيه , في قبلة عاصفة أذهبت عقله ,
و اندست في حضنه , دون تردد تتعلق بقميصه ,
و كأنها تحثه على أن يمنحها الحب الذي وعدها به , ليطوقها هو بذراعيه , و كأنه يتلقف هدية من السماء

وقد تبخرت خلال ثوان , كل تلك الحواجز التي أرعبته و هزت ثقته , و قد هونت ملك عليه بجرأتها الجديدة مخاوفه .


و كأن ملك قررت أن تدع نفسها , لطوفان مشاعرها الجارف , و تلغي تحكم عقلها المتسلط , في هذه اللحظات الحميمة ,
بأن ذكرت نفسها أن هذه متعتها هي أيضا , و لا يحق لها افساد فرحة حبيبها , و أن هذا علي الذي لن يؤذيها أبدا ,


و ما لبثا أن ذابا سويا , في بحر من الحمم المتفجرة , لينتقلا الى حلم جميل من الجنة , لم تتتوقع ملك وجود مثله على الأرض .




في الصباح الموالي عانى علي من نوبة بكاء حادة , من حبيبته التي قذفته بالوسائد , و هي تلومه و تتذمر من فعلته , و قد فقد السيطرة على نفسه عدة مرات


" أيها الكاذب قلت أنك ستكون لطيفا "

كان علي يبتسم بقلة حيلة , و قد بدأ يراوده الشك , في أن تكون هذه المرأة طبيبة ,
فمما يراه هي لم تتجاوز بعد المعارف القاعدية , لأية امراة فيما يخص الزواج .

لكن ما ذنبه ان كانت العنيدة مثيرة و جميلة جدا و هي بين ذراعيه , عليها أن تحمد الله لأنه أطلق سراحها من الأساس ,
مستخدما كل ما تعلمه من تكتيكات , ضبط النفس خلال سنوات حياته

و هو لا يرغب الآن الا في الانقضاض عليها , و هي تبدو شهية جدا , تلتف في غطاء السرير , بعينين متورمتين و كتفين عاريتين ,



لكنه تنحنح و أجل ما يفكر في فعله , و الا قد تسجنه هذه المشاكسة , خارج الغرفة لباقي شهر عسلهما

" آسف حبيبتي أنا لم أقصد , لكن أعدك أن الأمر لن يتكرر "

قال محاولا التخفيف عنها , و هو يحك رقبته باحراج ,


لكن ملك اتسعت عيناها و توقفت دموعها , لتجيبه بنبرة مرتجفة و قد بدت مصعوقة

" هل تقصد أنني لم أكن ..."


و دخلت نوبة نواح أخرى مفقدة علي عقله , و قد أدرك أنها فهمت خطأ جملته , على أنها انتقاد سيء لها ,

خاصة أن ملك لطالما تحدثت , عن فرق التجارب بينهما في هذا الجانب ,
و التي لم يلق هو لها بالا يوما , لأنها ستكون آخر عقبة , قد يسمح لها بتفريقه عن ملك ,



لذلك سارع لاحتضانها و تقبيلها , و هو يربت على ظهرها

" أيتها المجنونة أنت أكثر , عنيدة حساسة رأيتها في حياتي , أنت رائعة جدا أروع امرأة في الدنيا ,

و أنا لم أقصد ما فهمته , لكنها ستكون هكذا لمرة فقط , في المرة القادمة لن تشعري بشيء "

حاول علي الشرح بقدر المستطاع , فيما بدا أن ملك فقدت عقلها و لم تعد تفكر ,


و بالفعل استكانت في حضنه و طوقته بذراعيها , و قد استوعبت أخيرا ما قاله ,
ليراضيها علي بدش دافئ , و افطار في الفراش جعلها تبتسم مجددا .



الأيام التي تلتها كانت في منتهى الروعة , و قد جالا الجزيرة مشيا يضمان بعضهما , و يستمتعان بدفء الشمس و نعومة الرمال , متبادلين الكثير من الأحاديث الحميمة و الخاصة ,


و قد استغل علي لحظات الصفاء بينهما , ليعترف لها ببعض ما راوده من مشاعر مجنونة , و صراعات نفسية خلال اقامتها في بيته ,

بدءا بنوبات غيرته و تملكه , التي لم يدركها الا متأخرا , و انتهاءا بغرقه الى أذنيه , في حب اعتقده من طرف واحد ,

و قد ضحكا مطولا حينما ذكرها بصاحب المطعم , و بنوبة جنونه مع المهندس الذي كاد يخنقه , و الطبيب الأشقر الذي أراد اقتلاع عينيه ,

كيف أخذ دشا باردا , حينما فقد رباطة جأشه و طردها من غرفته , و كيف تعرض للاحراج لدى الصائغ , حينما ذهب لاستعادة حليها ,

و حينما قال عن مظهرها أنه غير مناسب , و أراد لفها في عباءة سوداء , بسبب غيرته حتى لا يراها غيره ,

و كانت ملك تصاب بالصدمة , كلما ذكر حادثة ما , مخالفا تفسير ما فكرت فيه حينها بسذاجتها
,
لتسأله مجددا متى بدأ حبه لها , و يجيبها هو أنه سيخبرها لاحقا , فيما بدا أن الأمر كان مبكرا جدا أكثر مما اعتقدت .



كانت أيامهما مليئة بالاستمتاع بعيدا عن البشر , سبحا لوقت طويل و اصطادا الأسماك ,
و قام علي بالطهي لها عدة مرات , معيدا الى ذاكرتها معاملته المميزة , لها في بيت الشاطئ ,

لتكتشف فيها ملك وجها آخر مرحا , لهذا الرجل الذي عشقته , و قد كانت فترة قادمة من الأحلام .


في المقابل كان علي يستيقظ كل صباح , على شغب ملك الذي اكتشفه مؤخرا , و الذي كلما أدرات وضع التشغيل فيه , حتى ينتهي الأمر بينهما بطريقة رائعة .




" عليلو هيا استيقظ "

استمرت ملك في مضايقته , ثم ضحكت بخفة على حركة أنفه الطريفة , و هو يحاول تفادي ازعاجها , لكنها أعادت الكرة لن تسمح له بالنوم

" علي "

" يا عيون علي "

رد اخيرا و قد أمسك بيدها , التي تشاكسه منذ ساعة و قبل كفها ,
ثم ضمها أكثر الى صدره , لمنعها من لمس رموشه مجددا ,
فملك لا تتوقف عن مشاغبته بمداعبتها , منذ اكتشفت أنه لا يحتمل الأمر .





" متى بدأ ذلك ؟ "

فتح علي عينيه المثقلتين قليلا , و حدق ناحيتها بتيه فلم يفهم السؤال

" ماذا ؟ "



تذمرت ملك من الأمر و نهرته

" لا تمثل , أنت قلت لي أنك ستخبرني بعد الزفاف ,
مر أسبوع كامل و لكنك لا تقول شيئا , أنت تحاول خداعي كل مرة أسألك "



تذكر علي سؤالها السابق أخيرا , و الذي تلح على معرفة جوابه منذ تزوجا , بعدما جعلها تعترف بالشق الذي يخصها

" متى وقع في حبها كما يدعي ؟ "



ابتسم علي و أغمض عينيه مجددا , لاستفزازها ثم أجاب بغموض

" منذ أول مرة رأيتك فيها "





"...."

" هل هذا هو الجواب ؟ "

استاءت ملك من تلاعبه بها , و عبست و قد أشعرها بالصدمة , حتى أنها ابتعدت عن حضنه و جلست تقابله بتذمر

" هاي أيها المخادع لا تبدأ بالكذب ,

أول مرة التقيتك فيها كدت تخنقني , طلبت لي الأمن و طردتني من جناحك ,
أنا لم أر أي حب يومها "





ابتسم علي أكثر و فتح عينيه , ثم أزاح خصلة من شعرها , عن وجهها خلف أذنها و أجاب

" ليست تلك المرة "



نظرت اليه ملك بتشوش , فهي متأكدة أنها أول مرة التقته فيها ,
عن أية مرة أولى يتكلم ؟



و أجاب علي استفهامها بابتسامة حالمة , و هو يطوق وجنتها بيده الدافئة

" رأيتك مرتين قبلها في الحفل الخيري في الجزائر ,

جلست معنا على نفس الطاولة خلال العشاء , و شهدت الهجوم على جورج الأحمق ,
ثم رأيتك تتحدثين معه في الرواق , قبل أن تغادري مباشرة "





فتحت ملك عينيها عن آخرها , و لم تصدق ما سمعته أذناها للتو ,

هي رأت الصور بالفعل , يوم العرض في الفندق , حينما اعتذر علي أمام أهلها ,
لكنها كانت مصدومة لدرجة ، لم تسمع ما قاله علي تعليقا عليها .

و تذكرت أخيرا الحفل الخيري الذي أشار له علي , هي في ذلك اليوم لم تركز , في الوجوه الكثيرة للغرباء ,

و كانت قد غادرت الطاولة , بعد مدة بسيطة من جلوسها , دون أن تتناول طعامها و قد وترها جورج , و لا تتذكر حتى أنها رأته ليلتها .



" لكن ألا يبدو هذا مبكرا جدا لبدء أية مشاعر ؟ "

كان السؤال الوحيد الذي تبادر الى ذهنها , و طرحته عليه بمنتهى الجدية .



ليهز علي رأسه بالنفي , فبالنسبة له هي جذبت اهتمامه , من أول لحظة رآها فيها و استمالت قلبه ,
و قد تعلقت عيناه بها طوال الوقت , كما لم يحصل في حياته مع أية امرأة ,

و هو اكتشف مؤخرا , أنه كان حبا من أول نظرة , رغم أنه لم يؤمن بالأمر يوما , الا أن هذا ما حصل معه بالفعل ,



و لولا ما فعله جورج و كذبه عليه , لكان وجد فرصة للتقرب منها و التحدث معها , لأنها أعجبته يومها كثيرا ,

و ربما لهذا السبب بالذات , هو كان مغتاظا جدا و حاقدا عليها , حينما خاب ظنه فيها بشدة
و اعتقد أنها امرأة منحرفة عديمة الحياء , و كان رد فعله مبالغا فيه ، حينما رآها في جناحه .



ملك كانت يومها جيدة كفاية ، و مميزة جدا لتنال اهتمامه و تخطف أنظاره ,
لكنه شعر بالاحباط الشديد , لأنها لم تكن جديرة باعجابه و بمشاعره المبهمة ,

و التي توضحت بعدها تدريجيا , حينما مكثت في بيته , ليدرك أن الانطباعات الأولية فاشلة بامتياز
فمن اعتقدها منحرفة كانت امرأة احلامه , التي اعتقد مطولا بعدم وجودها .


ذلك وحده كان يفسر , توتره السريع كلما تصادم معها , و ثورات غضبه غير المبررة , و التي كانت تفاجئه هو نفسه ,

فتحامله عليها معظم الوقت لم يكن مبررا , و هو من يتجاهل كل ما يزعجه , كان يجد نفسه في كل مرة , وسط طوفان من الصدامات , لم يكن يعرف حتى سببا عقلانيا له .

و رغم أنه تهرب من الحقيقة لوقت طويل , الا أنه الآن حينما يعود الى تلك الأيام , فإعجابه بملك كان من أول لحظة .



" لكنني لم أرك يومها "

كان جواب ملك الوحيد بوجه عابس , و التي حاولت تمشيط ذاكرتها دون جدوى .



ابتسم علي لها بدفء , و احتضنها مانعا اياها من المغادرة

" أعلم و هذا بالضبط ما أنا نادم عليه "


فكر علي لو أنه سعى , الى استكشاف الأمر يومها , لو أنه لم يغادر قبل معرفة الحقيقة , لو أن تحقيق كريم جاء قبل وقته ,

ربما كان تشجع و حاول استمالتها , ربما كانا تقربا و دخلا في علاقة , بعيدا عن كل الجنون الذي حصل معهما ,

لكن حينها ربما لم تكن ملك لتقبل به بسبب ظروفه , و لم تكن لتقف في وجه والديها للارتباط به ,

فوضع علي كرجل متزوج و أب لطفلة حينها , كان اختيارا سيئا بالنسبة لها ,



لكن ما حصل لاحقا غير المعطيات , فهي أحبته لأنها رأت , الجانب المظلم من حياته ,
شاركته أحزانه و معاناته , و اختبرت جوانب من شخصيته لم يرها غيرها ,

أثناء كل تلك الثورات و الهدنات المتعاقبة , رأت ملك كيف تحول الجماد البارد بداخله ,
الى شعلة من المشاعر و الشغف , و كيف تحول كل ذلك الكره و النفور , الى حب حد التملك .

لذلك فتدابير القدر كانت أجمل بكثير من مخططات البشر .



.
.
.



بعد ستة أشهر 💞



" أين هي ؟ "

سأل علي بلهفة و توتر كادا يوقفان قلبه

" في الطابق الثاني سيدي , في الغرفة رقم خمسة مع الطبيبة "

أجابته الممرضة التي استقبلته عند باب المشفى .



" ما الذي حصل ؟ "

سأل مجددا باستياء واضح , و قد كان يهرول داخلا الى المشفى , الذي تعمل فيه ملك منذ شهرين , و قد اتجه الى الدرج غير مهتم بانتظار المصعد .


هو كان بصدد معاينة أحد المشاريع , ليتصلوا به قبل قليل من هنا ، و يخبروه أنها فقدت وعيها , أثناء المرور على المرضى ,

كاد يفقد عقله في الطريق , فقد أوصلها صباحا بنفسه , الى هنا و بدت حينها بخير .

لكنه تذكر أن شهيتها كانت سيئة مؤخرا , و تجهد نفسها كثيرا في دراستها و عملها , و هو بدأ يندم لأنه سمح لها , بانهاك نفسها لدرجة فقدان الوعي

" أكيد تلك الأنيميا اللعينة عادت من جديد "



اضافة الى الجولات المراطونية , التي تجرها أسيل اليها يوميا , تحضيرا لزفافها الى كريم , و الذي يحين موعده بعد أسبوع من الآن ,

و قد قبل سالم التنازل قليلا , و تقديمه لبضعة أشهر , بعدما فقد الصنم عقله و رباطة جأشه , برؤية كل ذلك البركان من الحميمية , المتفجر بين علي و ملك تحت أنظاره , و هو يكاد يموت اشتياقا و جفافا .




" أقسم سأنحر ذلك الوغد مع خطيبته , ان حصل لها شيء ,
هو يتزوج و أنا أترمل ثانية "

تمتم بسخط متوعدا كريم و أسيل , قبل أن يفتح باب الغرفة بحركة عنيفة , دون طرق أفزعت من بالداخل .



دخل علي مسرعا الى الغرفة , التي أشارت لها الممرضة , و قد تفاجأت ملك لوجوده , رغم أنها لم تستغربه أبدا , فالمراقبون لها هنا , تحت امرته كثيرون جدا ,

بمجرد أن لمح علي ملك , ممدة على السرير بوجه شاحب , حتى اعتراه استياء غامر ,
خطا سريعا و أخذها في أحضانه , متجاهلا النظرات الفضولية , للطبيبتين المتواجدتين معها هناك .



" ما الذي حصل ؟ بم تشعرين ؟ هل أنت بخير ؟ "

أمطرها علي بوابل من الأسئلة , محاولا معرفة ما الذي أصابها .



شعرت ملك بخوفه عليها و سارعت لطمأنته ، و هي تنظر الى وجهه الشاحب كوجهها تماما

" علي أنا بخير , لا تقلق "


" لا لست كذلك ، قالوا بأنك فقدت وعيك خلال العمل "

نهرها علي بجدية , فهي أكثر من لا يحب اظهار ضعفه , و تعبه أمام الآخرين متفوقة عليه في ذلك .



" أنا فقط مجهدة "

حاولت ملك مجددا تهدئته دون جدوى , فقد استمر في لوم نفسه على ما أصابها

" لهذا ما كان علي السماح لك بالعمل و الخروج يوميا "

قال قبل أن يقبل رأسها , و يزيد في احتضانها و قد هدأ قلبه قليلا .




" احمم "

انتبه علي أخيرا الى المرأتين , الواقفتين هناك تراقبانهما بكل فضول .



" لا تقلق سيدي أجرينا بعض التحاليل , و الدكتورة هنا لإجراء فحص ايكوغرافيا "

تحدثت احدى زميلاتها اللواتي كن معها أثناء المرور , و التي حاولت طمأنته هي الأخرى بعدما رأت ذعره .



لكن خوف علي زاد بما سمعه , و حدق في وجه ملك بقلق غامر

" هل يؤلمك شيء ؟ "



" حسنا شعرت بألم حاد أسفل البطن , مع غثيان شديد و فقدت الوعي بعدها ,

قد يكون مجرد انخفاض في السكري , لأنني لم أفطر جيدا صباحا , لكنني الآن بخير أقسم "

حاولت ملك جهدها تهدئته , لكن علي أطلقها فجأة ليكلم الطبيبة

" لست كذلك , تفضلي دكتورة قومي بعملك "

و أفسح للطبيبة المجال لتقوم بالفحص , لكنه بقي واقفا عند رأسها , يراقب ما يحصل و ملك تتمسك بيده .



وضعت الطبيبة المجس على بطن ملك , و بدأت في اجراء فحص بالأشعة ,
حينما وصلت الى حوضها , عقدت حاجبيها و اقتربت من الشاشة أكثر .



برؤية حركتها شعر علي بالرعب , و سألها بنبرة زاجرة ارتجف معها صوته

" ماذا هناك ؟ "

هو لن يتحمل أن تكون ملك ، مصابة بأمر سيء لا قدر الله ,
هو يعيش في طوفان من السعادة منذ أشهر قليلة , و ليس مستعدا بعد للتنازل عنه حاليا , و لا في أي وقت .





لكن الطبيبة نظرت الى وجهه ، ثم الى وجه ملك المترقب , و ابتسمت فجأة باشراق لتخبرهما

" أعتقد أن ملك حامل "



ملك "...."

علي "...."



لم يحرك أحدهما ساكنا , الا بعد مرور خمس دقائق , و كأنهما كانا تحت صدمة ما ,

كان علي أول من استفاق , حينما ظهرت ضحكة مشرقة على وجهه , و أخذ ملك في حضنه مجددا

" يا الهي حبيبتي أنا لا أصدق , الحمد لله اعتقدت أنك تعانين خطبا ما "

و قد كانت نبرته تملؤها الغبطة .


لم يستعجل علي يوما , حصوله على أطفال من ملك , و قد مرت بالفعل فترة عن زواجهما ,
رغم أنه كان يدعو الله في كل حين , أن يرزقه ذرية منها تقر بها عينه ,

الا أنه لم يسمح لرغبته يوما في التسلل اليها , و لم يشعرها يوما بشوقه لانجابها , خاصة بعدما حصل من طرف والدته ,
لم يرد أن تشعر ملك أنها تحت ضغط , تأخر انجاب أو شيء من هذا القبيل ,

هو تركها في يد الله , و قد كان يراقب تصرفات كل من حولهما , و يضرب حصارا على كلام والدته و زياراتها , حتى لا يتكرر ما حصل في الماضي ,

و قد أقسم ألا يسمح لها , بجرح شعور ملك مجددا , ليس و هو على قيد الحياة ,
و لم يتخيل أن استجابة ابتهالاته , ستكون بهذه السرعة و المفاجأة , و قد جبر الله بخاطره بأجمل طريقة .





ردت ملك الحضن بفرحة غامرة

" أجل الحمد لله "



لكن الطبيبة قاطعت بهجتهما لتضيف

" حسنا أعتقد أن هناك أمرا آخر "



نظر علي ناحيتها بحدة ، و هو على وشك خنقها , فهي تتلاعب بأعصابه منذ دخل الى هنا ,

لكنها سرعان ما أضافت مع ابتسامة عريضة

" أعتقد أنك حامل في توأم ملك , يبدو حملا في أسابيعه الأولى ،
ستة أو سبعة أسابيع على الأكثر ,

يجب اجراء فحص آخر , من مختص نساء و توليد للتأكد , مبروك لكما "





" توأم "

رددت ملك خلفها بنبرة حالمة ، و قد أفرحها الأمر كثيرا ، لدرجة أنها قرصت نفسها , للتأكد من أنها لا تعيش حلما جميلا ,

هي تحب الأطفال بجنون ، أن تحصل على اثنين دفعة واحدة ، أمر يوقف قلبها فرحا ,

و قد أدركت الآن معنى , كل تلك الأحلام التي راودتها منذ مدة , حينما كانت ترى علي يهديها حلقا بفردتين , بعدما يتلقفها حينما تقع من جرف عال ,

حتى والدتها قالت مرة , أنها رأته في أحلامها , ينتظرها وسط أمواج متلاطمة , يفتح لها ذراعيه و يحمل قلادتين في يده .



فيما كانت ملك تعيش أجمل أفراحها , محاولة تخمين جنس الجنينين , تجمدت ملامح علي و زاد توتره , ليشد قبضته عليها , و كأنها ستتبخر الآن من أمامه ,

هو أكيد يريد أطفالا من ملك , لا شيء يسعده في الدنيا , أكثر من هذا الأمر , الذي انتظره بصبر لسنين ,

لكنه لم ينس للحظة واحدة ، ما قاله الطبيب سابقا , بعد إصابتها و عمليتها الخطيرة , عن أنه في حالة حدوث حمل ، يجب عليهم توخي الحذر ,

فكيف سيكون الوضع ، بوجود جنينين في رحمها ؟



بتزايد وساوسه و دون سابق انذار , حملها علي بين ذراعيه ، و خرج بها من الغرفة مسرعا .

أصيبت الطبيبتان بالصدمة لرؤية ما فعله , و حدقتا الى بعضهما بدهشة ,


أما ملك التي أصبحت تعرفه جيدا , فقد طوقت رقبته بيديها , و غرست رأسها في صدره , و قد فهمت ما الذي تبادر الى ذهنه ,

فعلي لم يتوقف يوما عن السؤال عن اصابتها , و ان كانت تشعر بأي أمر غير طبيعي ,
حتى أنه يستدعي الطبيب , للاطمئنان لمجرد صداع يصيبها ,

الرجل لا ينام الا اذا تحسس مكان العملية , الذي أصبح موضع يده المفضل ,
و كأنه يواسي الأماكن الخاوية لأعضائها المفقودة , فيما لم ينس يوما أن ما حصل كان بسببه ,


و الآن مع حملها سيصبح أكثر هوسا , فهي خضعت للعملية منذ أقل من سنة , أكيد هو الآن يلوم نفسه , لأنه لم يؤجل الأمر أكثر من هذا ,

و أكيد هو يشعر بالرعب لأنها حامل في توأم , خاصة أنها فقدت وعيها للتو ,


فما كان منها الا الانصياع , و السماح له بممارسة هوسه و تملكه معها , و هي متأكدة أنهما سيصيران ، حديث المستشفى للفترة القادمة ,

الفترة التي ستكون بالتأكيد ، بمثابة الإقامة الجبرية لها .



بمجرد خروجهما الى البهو التقاهما كريم , الذي لاحق علي من الشركة , بمجرد أن قال أن ملك ليست بخير ,

و جاء ليطمئن بنفسه ليبادره علي , ما ان رأى وجهه القلق

" كريم أرسل طبيبة نسائية , مع جهاز ايكوغرافيا الى البيت ,
و حاول ايجاد ممرضة كفؤة للاهتمام بملك "



" علي أنا بخير "

احتجت ملك أخيرا على مبالغته ، رغم أنها متأكدة أنه لن يستمع لها مهما قالت

" لا لست كذلك , أنت حامل "



" بالضبط أنا حامل و لست مريضة , و ما حصل أمر طبيعي "

" و لو أنا أريد الاطمئنان "

التزمت بعدها ملك الصمت , فهي لن تجاريه في نقاش , يخص مرضا و لو بعد مائة سنة ,

و اكتفت بالاعتذار بملامح متأسفة لكريم , لأن المسكين سيعاني معهما بالتأكيد , هذا ان لم يلغ المتسلط حضورهما الى عرسه .



بقي كريم يقف مكانه لثوان , يحاول استيعاب الأوامر التي تلقاها قبل قليل ,

فجأة ظهرت ابتسامة عريضة على وجهه , و قد أدرك الوضع قبل أن يسارع الى التنفيذ ,

أخيرا خبر مفرح آخر خلال مدة بسيطة , بعدما وافق سالم على تقديم موعد عرسه مع أسيل .



.
.
.


" الى أين ابنتي ؟ "

سألت فاطمة ملك التي استغلت , انشغال علي مع كريم في غرفة تجهيز العريس , لتقوم و تلقي نظرة على أسيل ,
التي وصل موكبها قبل قليل , و دخلت غرفتها في القاعة , لتعديل زينتها استعدادا لبدء المراسم ,



كانت العروس تبدو فاتنة , في ثوب زفافها الذي اختارته معها , لحسن الحظ قبل أن يبدأ حصار علي عليها ,

و كان كريم يبدو سعيدا جدا بزواجهما , و قد رأته يبتسم لأول مرة , و هو يدخل مع الزفة و أسيل تتأبط ذراعه ,



رغم أنها فوتت آخر أيام التحضيرات , بما أن أسيل كانت تعتمد عليها في كل شيء ,
الا أن الاحتفال بدا رائعا , و سعادة الزوجين كانت طاغية ,

فكريم استحق بعض الفرح أخيرا , بعد كل ما مر به في حياته ,
و قد اعتبرته ملك أخا لها , منذ وقفته تلك معها , و مع علي حتى تمكنا من الزواج ,


و بالتفكير في الأمر حينها , لولا تدخله في كل مرة , لربما ما كانت التقت هي و زوجها المجنون , الا بعد سنوات من الآن ,
مما يجعلها تدين له بعد الله , ببعض السعادة التي تعيشها .



" لا ابنتي لا أريد لعلي أن يخنقني , ستبقين هنا الى أن يعود هذه تعليماته "

عارضت فاطمة انصرافها مجددا , بأوامر مشددة من علي , لتتذمر ملك من تسلطه المعتاد

" يا الهي خالة , أنا حامل فقط , حتى بطني لم تكبر بعد ,

الجنينين بحجم حبة الحمص , لن يحصل شيء ان وقفت أو مشيت "



" فاطمة محقة الزمي مكانك , و لا داعي للحركة كثيرا ,
فالحمد لله الوضع مستقر الى حد الساعة "

كانت هذه عدراء التي وصلت قبل يومين , بعدما اتصل بها علي , يوم سماعه بخبر حمل ملك ,
و كاد يوقف قلبها و قلب زوجها , و هو يصرخ كالمجنون أن ملك حامل , و قد فقدت وعيها في المشفى ,



و قد حمد علي الله لأن الدعم وصل سريعا , لتجد ملك نفسها في فخ , بين علي و فاطمة و والدتها و حتى حماتها ,
التي توقعت أن تسخر من فرط حمايتهم لها , بما أنها امراة قوية الشخصية , لا تعترف بالغنج و الدلال ,

لتجدها ترابط الى جانب غرفة عدراء في الرواق , و تقول أنها ستبقى لبعض الوقت , حتى تستقر حالتها التي كانت مستقرة منذ البداية بالفعل ,

و كادت المرأة تفقد عقلها حينما سمعت بالخبر , و قدمت في منتصف الليل لتهنئتهما , و قد كانت حينها في زيارة لشقيقها في امارة عجمان .

شعرت ملك باليأس و تجهمت ملامحها , و هي لا تعلم لم يشعرونها , بأن الطفلين معلقان بالغراء داخل بطنها , و قد يسقطان في أية لحظة اذا تحركت .

و قبل أن تعترض زيادة , كانت رنا التي ترتدي فستانا حريريا أبيض اللون , مع جناحي ملاك على كتفيها كزي للاحتفال ,

تقف أمامها بملامح مبتسمة , تمسك كأس عصير فواكه طازح في يدها , تحدثها بكل لطافة و هي تداعب بطنها المسطحة

" تفضلي ماما ملك وقت العصير , لا أريد لأختي أن تجوعا "




"...."

يا الهي هي لا تصدق أن علي المجنون , قد برمج الجميع لمراقبتها حتى ابنته الصغيرة ,
التي تلتصق بها كطابع , منذ يوم اطلاعها على الخبر ,


هي بعد عودتها من المشفى ذلك اليوم , كانت متخوفة من تلقي رنا لخبر قدوم أخين لها ,

و قد توجست قليلا من فكرة شعورها بالغيرة , و قلة الاهتمام فالطفلة حساسة جدا ,
فيما لم يسمح لها حملها , الاستمتاع برفقة ماما ملك الا أشهر قليلة ,

يومها وضعها علي على ركبته , و حاول تذكيرها بالوعد الذي قطعه لها , حينما كانت ماما مريضة ,

و هي تذكرت أنه وعدها , باحضار بيبي في المرة القادمة , التي تذهب فيها ملك الى المشفى , لتطالب هي باثنين و تأخذ منه وعدا جادا ,

و قد أدرك علي الآن أنها ربما , كانت استجابة لدعاء الطفلة البريئة , التي لم تتمن يوما شيئا من أجل نفسها .



لثوان معدودة حدقت ابنته في وجهه , بفم مفتوح و عينين متسعتين , محاولة استيعاب الخبر السعيد
قبل أن تتركه لتحتضن ملك بشدة , و تقبلها بحرارة مهنئة اياها ,

هدأت بعدها تغمض عينيها و تدعو بجدية , أن تكون القادمتين فتاتين حتى تلعبا معها , و لا تشعر بالملل و الوحدة أبدا .



بعد أن أقنعها علي بترك ملك , التي ذاب قلبها مع مشاعر الطفلة لترتاح ,
ركضت الى غرفتها و جلبت دبدوبها , الذي تحتضنه حينما تنام ,

و نامت ليلتها تتوسط علي و ملك , قائلة أنها تحمي أختيها من تأذيهما , في حالة رفس والدها بطن ملك و هو نائم ,

و انتهى بعلي الأمر الى بقائه مستيقظا طوال الليل , يحرس الاثنتين اللتين تغطان , في نوم عميق تحتضنان بعضهما ,

طبعا بعدما نال وصلة شماتة و سخرية من ملك , و قد حرم من احتضانها لينام , كما كان يفعل كل ليلة ,
و لتذكره بأنه سيقتسمها الآن , مع ثلاثة أشخاص أخرين , مثيرة حنقه و غبطته في آن واحد .



لم تكتف رنا من أول ليلة , فقد كان علي يجدها , تراقب بطن ملك كل صباح , منتظرة أن تصبح بارزة كالحوامل ,
حتى أنها طلبت أن تقبل أختيها عدة مرات , قبل الذهاب الى المدرسة ,

كما أنها تصر على مساعدة ملك , في كل شيء تقوم به حتى لا تشعر بالاعياء , و لم تكن ملك يوما سعيدة كما هي هذه الأيام .



.
.





" أيها الوغد كيف تلكم ذلك الرجل , يوم زفافك بتلك الطريقة "

تذمر علي من تصرف كريم الأهوج قبل قليل , حينما جر أحد الشبان , من عائلة أسيل الى حمام الرجال , و لكمه حتى أدمى وجهه ,


لولا تدخله مع عز الدين الذي كان يرافقه , لكان أسلم روحه تحت ضربات كريم ,
ليرافق بعدها صهره الشاب و يرسله الى المشفى , فيما بقي هو مع كريم يحاول تهدئته

" ذلك السافل كنت أريد قتله "

رد كريم بغل كبير , و لا يزال غضبه في أوجه



" مالذي فعله معك ليزعجك بهذا الشكل ؟ "


" ذلك الحيوان ابن خالة أسيل , تعرض لها سابقا و هي تقيم في بيتهم ,

و أنا أقسمت أن أشوه وجهه ما ان أراه , لم أتوقع أن يكون وقحا , لدرجة المجيء الى عرسنا "


كريم لم ينس يوما , نبرة أسيل المرتجفة و المكسورة , و هي تقص عليه ما حدث معها , من تحرش مهين من هذا الجبان ,

و لولا خشيته التسبب , في مشاكل مع عائلتها , لسافر مسبقا خصيصا الى استراليا لتهذيبه , و معاقبته على ما فعله معها ,

لذلك لم يقدر على ضبط أعصابه , بمجرد أن قدمه سالم لهم حينما وصل الموكب , و هو بصدد تعريفه الى باقي أفراد العائلة , الذين لم يقابلهم سابقا .





"....."

صدم علي لما يسمعه لأول مرة , لكنه كتم ضحكته , فاهتياج كريم بتلك الطريقة , ذكره بما حصل في المطعم ,
حينما تحرش بهجت الوغد بملك , فيما يبدو أنهما يشتركان في هذه النقطة


" حسنا اهدأ الآن , أنظر الى يدك كيف تورمت ؟
كيف ستلبسك أسيل الخاتم الآن , و مفاصلك مكدومة بهذه الطريقة ؟
مالذي ستقوله لها ؟ "



تنهد كريم بحنق لأنهم منعوه , من أن يشفي غليله و رد عليه

" لا تقلق أسيل تعرفني , و لن تسأل الا بعد أن نصير وحدنا "



" هل أفهم من هذا أن صديقي الوحش , يتعرض للتأديب و التنمر من تلك الصغيرة ,
بمجرد أن تنفرد به ؟ "

استهجن علي بسخرية ما قاله كريم , ليفحمه و قد أثار حفيظته

" أفضل من أن تؤنبك سيدة ملك أمامي "



"...."

لم يضف علي شيئا غير أنه ابتسم بطرف فمه , فكريم لم يقل أمرا غير واقع , فملك لا تتردد في معارضته , و مناقشته بشراسة أمام صديقه ,

كيف لا و هو الوحيد الذي يعرف , أدق تفاصيل علاقتهما منذ البداية , و قد كان يحمد الله كل وقت , لأنه وهبه هذا الصنم , ليكون أخا له لم تنجبه أمه , و داعما له في أحلك أيام حياته .



أنهى علي سريعا معالجة الجروح على أصابع كريم , و محاولة اخفائها بوضع مرهم ,
حتى لا تتسخ البدلة التي يرتديها , قبل أن يبادره بنبرة خبيثة

" حسنا أنصت لي جيدا الآن لأنني سأسديك , بعض النصائح بخصوص ليلة زفافكما "



اتسعت عينا كريم برعب , مما يريد صديقه قوله و سارع لمعارضته

" لا أرجوك علي , اعفني من نصائحك القيمة ,
سبق و أن كادت تدمر , علاقتي بأسيل عدة مرات ,
لا أريد أرجوك "


ضحك علي من تعابيره المفجوعة , و سارع لضمه و تهنئته بلكمه على ضهره

" حسنا لا بأس , كنت سأخبرك كيف تسيطر على قلبها ,
لكن واضح أنها من يسيطر على كل شيء هنا ,

مبارك لك أيها الوغد , عقبال الذرية الصالحة ان شاء الله "


ابتسم كريم لما قاله و أمن على دعائه , و قد شعر بالامتنان لأنهما تخلصا سويا ,
من وحدتهما القاتلة في الماضي , بايجاد زوجتين جميلتين و طيبتين

" شكرا لك أخي , عقبال أولادك يا رب "



.
.
.





بعد أربع سنوات 💞



" كريم أين حبة الكرز الكبيرة التي كانت هنا ؟ "

سألت أسيل بتذمر و استياء شديدين ، و هي تضع يدها على بطنها البارزة .



حك كريم رقبته بارتباك , و أجابها بتردد واضح

" أكلتها لماذا ؟ "



استهجنت أسيل استيلاءه عليها

" يا الهي كريم أنا اشتهيتها كثيرا ، كنت أكمل حبة الخوخ هذه استعدادا لأكلها "

"....."



حاول الرجل اقناعها بالتهام غيرها

" لكن صولا حبيبتي ،
كل حبات الكرز في الصحن متشابهة , هيا خذي احداهن بدلا منها "



لكنها أرخت شفتيها , و قد صارت على وشك البكاء لتعارضه

" لا ليست كذلك , تلك كانت كبيرة حمراء ،
مع بريق في وجهها , أكيد كان طعمها ألذ "



"...."

" لم يبدو بأن أسيل فقدت عقلها , و تتحدث عن حبة الكرز و كأنها قطة ؟ "

تساءل بينه و بين نفسه , قبل أن يستغفر و يحاول مسايرتها أكثر

" حسنا حبيبتي صبري نفسك الآن ,
و أنا أعدك أن أشتري المزيد , في طريق عودتنا الى المنزل "



و سرعان ما عادت الاشراقة , الى وجهها بسماع عرضه , و سارعت الى استغلال الموقف بكل لهفة

" حسنا اذا أريد كرزا و جوز هند "


و بلعت ريقها باشتهاء واضح ، ثم حدقت إليه بعينين متسعتين و أضافت

" جوز هند كبير مثل الذي أكلته سابقا "

قالت مشيرة بيديها الى حجمه



" من أين سأحضر جوز هند أنا الآن ؟
لسنا في المالديف حبيبتي "

رد كريم بقلة حيلة , و قد بدأ وحام زوجته يفقده عقله , فكل يوم تشتهي شيئا غير موجود , و البرنامج يتغير كل ساعتين ,

قبل يومين أيقظته في الثانية صباحا , و هي تبكي لأنه لا يوجد , أيس كريم في الثلاجة , و اضطر للنزول بمنامته لشرائه ,

لتغير رأيها من ذوق فريز , الى ذوق شوكولا في آخر لحظة , و يضطر للخروج مجددا ليقتني كل الأذواق ,
و يترك لها الاختيار , لينتهي بها الأمر بمغص من كثرة ما أكلته ,



و قبل ثلاثة أيام أخرجته من اجتماع هام , لأنها تريد كيوي طازج , و بمجرد أن صار أمام الباب , حتى تحول الطلب الى حبات عنب طرية و حلوة ,

و الآن هي تريد جوز هند كبير , مما أكلته أثناء شهر عسلهما في جزر المالديف ,
و هو لا يعرف حتى ان كان سيجد مثله , أو أنها لن تغيره الى أناناس بعدما يعثر عليه .





" يعني أنني لن آكل جوز الهند أبدا ؟ "

تذمرت أسيل من جداله , و كما توقع سرعان ما بدأت في البكاء , لأنه قال أن الأمر مستحيل ,

فيما يبدو أن هرمونات الحمل ، تجره ناحية الجنون قبلها

" حسنا صولا حبيبتي , سأحاول العثور عليه أعدك ,
لا تبكي أرجوك "



بعد جهد كبير صمتت أخيرا , و طلبت منه تقشير حبة برتقال

" أزل البذر أنا أقرف منه "

" حاضر "



" بالمناسبة أين نايا ؟ "

سأل كريم عن ابنته , التي لم يرها منذ وصلا الى بيت علي



" مع البنات في حوض السباحة "

أجابته أسيل و أضافت , و هي تلتهم قطعة برتقال من يده

" لا أصدق أن علي حفر حوض سباحة مصغر , من أجل الأطفال حتى يسبحوا دون مخاطرة "



و رد عليها كريم بابتسامة

" تعرفين كم أنه يحب أطفاله , حتى أنه استخدم مربية خصيصا , لمراقبتهم فقط أثناء اللعب "



ضحكت أسيل و صححت معلوماته

" بل استخدمها للاهتمام بهم , لكن ملك لم تدع لها فرصة , للاقتراب من أطفالها , أو القيام بأي شيء يخصهم ,

و اقتصر الأمر في الأخير , على مجالستهم أثناء لعبهم ,
صديقك المجنون أعداها بهوسه "

ضحك بعدها الإثنان بصوت عال , و استمر كريم بإطعامها قطع البرتقال .



.
.



" رامي تعال الى هنا "

نادت ملك على الولد ، الذي لا يتجاوز طوله المتر , و الذي وقف أمامها يحدق اليها , بعينيه السوداوين و بملامح متجمدة



" لم أزعجت رنا و رانيا ها ؟
ألم أخبرك ألا تتنمر على شقيقتيك ؟

ألا تخجل أيها المشاغب ؟
رنا أكبر منك بثمان سنوات , عليك أن تحترمها أيها الشقي "


حدق الولد الى أمه التي تؤنبه , و الغضب باد على وجهها , بملامح طفولية هادئة , ثم تكلم بصوت بارد

" أخبرتهما أن تتوقفا عن الثباحة , و تدخلا البيت لكنهما رفضتا "

قال مبررا ما فعله معهما , ليثير انزعاج ملك منه أكثر , و تزيد في تأنيبه

" و هل هذا سبب كاف ,
لتصرخ عليهما و تجعلهما تبكيان ؟ "



لم يجبها الطفل بشيء للدفاع عن نفسه , و كأنه مقتنع تماما بتصرفه ، و استمر واقفا دون تأثر
فأضافت

" و لماذا تريد حبسهما ؟ "

زادت نبرة ملك حدة , هي لا تصدق أن عقلة الأصبع هذا ، متسلط و متنمر الى هذه الدرجة .



لكن الولد هز كتفيه بلامبالاة و أجاب

" لأن ذلك الغبي ثمير , كان يراقبهما من فوق بيته بالمنظار "




ملك "...."

" يا الهي لهذا ضربته ؟ "


هز الطفل رأسه معترفا بفعلته بكل جدية , غير عابيء بنظرات الغضب من المرأة أمامه .



" يا الهي رامي الطفل في الخامسة , كيف خطر لك ضربه بسبب أمر كهذا ؟ "

استاءت ملك منه أكثر لسماع السبب , و هي التي اعتقدت أنه مجرد عراك أطفال



" لن أثمح له بالتحديق الى أختي "

رد بنبرة باردة و باصرار دون أي ندم .





وضعت ملك وجهها بين يديها بيأس و تذمرت

" يا الهي ألهمني الصبر , بالكاد أستطيع تحمل تسلط علي الكبير ,
كيف أمكنني انجاب نسخة مصغرة عنه ؟ "



تمتمت ملك باستياء ، لكنها تذكرت أنه كان عليها توقع هذا , بعد الحصار الذي فرضة عليها علي , طيلة أشهر الحمل التسعة ,
و قد رغبت أكثر من مرة , في خنقه بالوسادة أثناء نومه .


لن تنسى أنه استعان بثلاث ممرضات و طبيبة , كن يقمن في المنزل باستمرار ,

الخادمات لم يكن يغادرن الغرفة , الا بعد عودته مساءا , فيما لم يكن مسموحا لها حتى , أن تقصد الحمام بمفردها ,

المجنون جعلها تأكل , كل الأكل الصحي الذي يعرفه , و كان يرابط في البيت لأيام لمرافقتها ,


لن تنسى أبدا كل فرحة جنونية شعر بها , أول مرة تحرك الجنينين , و أول مرة سمعا دقات قلبهما معا , و أول مرة عرفا جنسيهما ,


و كان هوسه يزيد مرة بعد مرة , باقتراب موعد الوضع , خاصة أنه أخبرها مرة , أنه لم يعش كل هذا مع رنا ,
لأن حالة مريم كانت سيئة جدا , و كانت تقيم بصفة شبه دائمة في المشفى ,

و قد ضيع كل متعة من هذه , حينما طغى خوفه من فقدان مريم حينها , على أية فرحة أو حماس قد يراوده ,
لذلك كان يحاول التعويض حاليا , دون أن يخفي خوفه على حالها هي الأخرى .



لكن كل هوسه تحول الى جنون , حينما أتاها المخاض , و قد فقد عقله مهددا الطبيبة بقتلها ,
لأنها كانت تعاني من الألم و تصرخ ,


و أصر على الدخول الى غرفة الولادة معها , مسببا حالة هلع للطاقم الطبي المناوب ,
و هو يقف كعسكري مقاتل الى جانب رأسها , ينهر هذا و يصرخ في وجه ذاك ,

كانت ملك تمسك يده أثناء الانقباضات المؤلمة , و كان هو يقوم بتشجيعها و يقبلها للتخفيف عنها ,

هي لن تنسى أبدا وقوفه هناك , و العرق يغرق جبينه و ملابسه بسبب توتره ,
كان يحمل رامي الذي أصر , على الخروج قبل أخته بدقائق ,

كان الرضيع ملطخا بالدم و ماء الرأس , لكن علي كان يضمه و يبتسم ، مثل شخص فقد عقله , و قد فقد كل وسواسه القهري بالنظافة حينها .


و لحد الساعة لا يأكل طعامه , الا اذا كانت رانيا تجلس في حجره , و تعطيه لقما من طعامها في فمه , و تقبله بعد كل مضغة يتناولها ,

فيما لا زالت رنا , تحتل صدارة أولويات ماما ملك , التي تكون في صفها مهما حصل .



رامي يشبه علي كثيرا , بشعر لامع يميل الى البني و عينين سوداوين , و بشخصية باردة متسلطة رغم صغر سنه ,
حتى أنها تعتقد أحيانا , أنه ورث بعض الشدة و الرصانة من جدها ,

اضافة الى ذكائه الذي يسبق عمره , فالطفل لا يريد حتى الاستمتاع , بما يحبه من هم في سنه من ألعاب ,
مصرا على قراءة كتب مراحل دراسية متقدمة , و كتب فلسفية و تاريخية معقدة ,

كما أنه يبرع كثيرا في الكمبيوتر , في سنه الصغيرة هذه , جعلت معلميه يقترحون تقديم سنوات دراسته , تماما كما حصل مع ملك في صغرها ,


أما رانيا فهي نسخة طبق الأصل عن ملك , بشعر كستنائي طويل و عينين عسليتين , خجولة جدا و بشخصية طيعة ,
و حنونة تماما مثل رنا , التي صارت توأم روحها , منذ فتحت عينيها على العالم .





تنهدت ملك بتذكر كل ذلك ، و ردت على ابنها بحزم

" أنت معاقب ليومين دون ألعاب , لا تغادر غرفتك إلا لتناول الطعام ,

ستذهب الآن و تعتذر من أختيك , و تعدني ألا تفعل ذلك مجددا ,

و إذا تكرر الأمر و تنمرت على أحدهم ,
سألغي رحلة العطلة و ستبقى هنا مفهوم ؟ "



هز رامي رأسه كولد مطيع , وضع يديه في جيب سرواله , و دخل بهدوء ناحية المنزل .



فيما ملك تحاول تمالك أعصابها , طوقتها يدين دافئتين من الخلف , و وضع علي رأسه على كتفها

" ما بها ملاكي غاضبة ؟ "

سألها و طبع قبلة على خدها .



أخذت ملك نفسا عميقا ، و قبلته على خده هي الأخرى ثم أجابت

" لأن ابنك الشقي تنمر على أختيه , و ضرب ابن الجيران لكمه على وجهه ,
المسكين تورمت شفته , حتى اضطررت للاعتذار من والدته "





" ها ها ها "

بدأ علي بالضحك بصوت عال , فقد سمع بالفعل ما دار بينهما قبل قليل ,



لكن ملك نهرته بشدة

" ما المضحك في كل هذا ؟
ابنك أصبح عنيفا و متسلطا ,

يا الهي سنركض خلفه في أقسام الشرطة , حينما يكبر لنرمم مصائبه "



قبل علي خدها مجددا بلطف , ثم أدارها ناحيته و عدل خصل شعرها

" أولا هو يحاول حماية شقيقتيه بطريقته الخاصة , سنقوم الأمر لكنني لن ألومه على السبب ,

فرنا و رانيا تشبهانك كثيرا , طيبتين للغاية و من السهل خداعهما ,
و ابننا سيكون سندهما الوحيد في المستقبل ,

ثانيا هو ابني حينما يكبر سيصير مثلي , هل تعتقدين أنني أتجول مثيرا المصائب ؟ "



طوقته ملك بذراعيها و أعطته قبلة

" طبعا لا , أنت تثير المصائب في قلبي فقط "

ضحك علي على مشاكستها لتضيف

" لكنني أخشى أن تسوء طباعه , و نفقد السيطرة على ابننا الوحيد "



ابتسم علي و رد على تخوفها و هو يقرص وجنتها

" ليس و حبيبتي ملك تربيه "





ابتسمت له هي الأخرى , و همست بخبث في أذنه

" لكنه يشبهك في أمور أخرى "

و لمعت عيناها بحماس , لكن علي لم يفهم تلميحها



" ماذا ؟ "

" رأيته كيف يحدق الى نايا ابنة كريم , و هي تسبح مع البنات "



اتسعت عينا علي بصدمة ، و هو لا يصدق ما يسمعه , و أضافت ملك باثارة كبرى , و كأنها اكتشفت كنزا

" كما أنه يشرد كلما تحدث معها , يتلعثم في كلماته و تحمر وجنتاه ,
يعتقد أنني لم ألاحظ الأمر "





علي "...."

زادت دهشة علي ثم سارع , و وضع يده على فمها لإسكاتها ، بعدما حدق في الأرجاء بتوجس تمتم لها

" يا الهي ملك هل جننت ؟

لا تدعي كريم يسمعك تقولين هذا ، و إلا سيفجر بنا البيت و يغادر ,
سيحبس الطفلة الى أن يزوجها , و قد يخطط لعملية اغتيال لابننا منذ الآن "



ملك "....."



حسنا علي يعرف أن كريم , لا يقل هوسا بابنته منه , فالصنم تتحطم قساوته و جبروته , بمجرد أن تناديه تلك الطفلة بابا ,
حتى أنه يقضي معظم وقته , في العمل معها على الهاتف , يستمع الى قصصها التي لا تنتهي .


لأول مرة رآه علي يبكي في حياته , كان حينما أصيبت نايا بحمى بسيطة و استفرغت ,
شعر بالذعر حينها و تفرغ من عمله , ليرابط معها ليومين في المستشفى .

ثم هو لطالما انتقد شخصية رامي المتسلطة المصغرة , متنبئا أنه سيعذب عددا أكبر من النساء مقارنة بوالده , و أكيد لن يسمح له بأن يقترب من ابنته أبدا .





ضحكت ملك برقة و أجابته بتحد

" أين سيجد كريم رجلا لابنته أفضل من ابني ؟

إذا رفض تزويجهما سأحرضه على اختطافها , فقد فعلها والده قبلا و أتت ثمارها "



علي "...."

حسنا هذه التي كانت تشتكي قبل قليل , من أن الطفل شقي و تخشى انحرافه , تفكر في تحريضه على الاختطاف الآن .



لكنه عاد و طوقها من خصرها , و قربها الى صدره ثم همس لها

" ما رأيك أن أختطفك أنا الآن , و نحاول الحصول على ولد يشبهك أنت ,
حتى يكون الأمر عادلا ؟ "



بسماع كلامه و ايحاءاته سارعت ملك , و ضربته على يده لاطلاقها

" أيها المنحرف , لدينا حفلة شواء على العشاء ,
أسيل تتوحم لن أدعها تنتظر الطعام مطولا ,

ثم هي تصاب بنوبة ذعر ، إن جاعت سينحرنا كريم "


هي تعرف بأن هذا المجنون , ان بدأ كلماته تلك لن يتوقف , حتى ينتهي بهما الأمر في غرفتهما لباقي الليلة .



" أرأيت كريم تزوج بعدنا ، و زوجته في حملها الثاني , و على وشك الولادة "

تذمر علي من الوضع غير العادل , و نهرته ملك بجدية

" أنا أنجبت اثنين في حمل واحد , و نحن لدينا بالفعل ثلاثة أطفال ,

اذا استمريت فيما تفعله ,
أعتقد أنني سأحمل في أربعة توائم , في المرة القادمة سيد علي "





ابتسم علي و قد تحمس للأمر

" أنا لا أمانع حبيبتي "

لتقاطعه ملك بنبرة حازمة

" أنا أمانع حبيبي ,

لا أريدك أن تسجنني مجددا لتسعة أشهر , قد أفقد عقلي هيا دعني "


" لا ليس قبل أن آخذ قبلتي , لقد عدت للتو من العمل و أنا متعب ,
أريد بعض الطاقة و التشجيع "



ضحكت ملك من صبيانيته , و أعطته ما يريد و قد أشفقت عليه

" أحبك أيها المجنون 💞 "

" أحبك أيتها العنيدة 💞 " .






انتهت بحمد الله 💖💖










بهذا البارت انتهت المغامرة التي بدأتها قبل سبعة أشهر .

شكرا لكل القراء الأعزاء , الذين آمنوا بموهبتي و تابعوني 😘 ,

شكرا لكل من تابع و علق و لو بقلب 💖

شكرا للقراء الصامتين الذين يأخذون من وقتهم لقراءة ما أكتب 💞💞


أتمنى أنني وصلت الى المستوى الذي أريده في الكتابة ، و تمكنت من ايصال كل المشاعر و القيم التي أردتها 💋💋


سعيدة لأنني تمكنت من تحقيق حلمي بكتابة قصة هادفة ، و شكرا لأنكم ساعدتموني على فعل ذلك ⁦❤️⁩⁦❤️⁩




فراقكم سيكون صعبا و يعز علي كثيرا 😔💔 , نلتقي في ساعة الخير ان شاء الله

الى اللقاء في مغامرة أخرى ، استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه 💖💖





أحبكم ⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦💖💖💋💋









😘💞💞







.............



ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-21, 10:36 PM   #2852

OsamaRageh

? العضوٌ??? » 454500
?  التسِجيلٌ » Sep 2019
? مشَارَ?اتْي » 143
?  نُقآطِيْ » OsamaRageh is on a distinguished road
افتراضي فتح الرابط

الرجاء فتح الرابط لمتابعة القصة

OsamaRageh غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-21, 10:51 PM   #2853

مروة عز

? العضوٌ??? » 397625
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 116
?  نُقآطِيْ » مروة عز is on a distinguished road
افتراضي

سلمت يداك ملوكة رواية رائعة استمتعت بكل جزء فيها وفي انتظار الجديد ان شاء الله

مروة عز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-21, 11:39 PM   #2854

كنوز كنوز
 
الصورة الرمزية كنوز كنوز

? العضوٌ??? » 481077
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 123
?  نُقآطِيْ » كنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond repute
افتراضي

حبيبتي ملك الف الف مبروك على اكتمال الرواية الرائعة والتي تستحق ان تنشر ككتاب ونتمني انك تحاولي طبعها ونشرها فانت تستاهلي الافضل .مع اني حزينة علي فراقك ومع ذلك تلاي في روحك الى لقاء اخر 🌹🌹🌹🌹احبك في الله 😘😘😘😘

كنوز كنوز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-21, 11:50 PM   #2855

mina10

? العضوٌ??? » 459189
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 63
?  نُقآطِيْ » mina10 is on a distinguished road
افتراضي

Merci beaucoup bonne continuation

mina10 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-21, 11:50 PM   #2856

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

‏ملك علي, ‏سبحان اللة وبحمدة, ‏Ghada salman, ‏YHaneen, ‏zenaziz65, ‏mansou+, ‏مريم@, ‏monyati, ‏كنوز كنوز+, ‏رحاب نبيل+, ‏imansalem, ‏lama., ‏طربيزة, ‏وردة الطيب, ‏مودة مصطفي, ‏موهبة محمد الحاج, ‏الحب كده, ‏قطوفها دانيه, ‏ratiba selma, ‏RWANABDO, ‏Waafa, ‏Dr.hayouma, ‏عبير الكتب, ‏سنا القمر, ‏مريم ابراهبم, ‏نونه بدران, ‏ايمان غزلان, ‏Nina1992, ‏Basma Reda, ‏ابنة العرب, ‏Wafaa elmasry, ‏صباح مشرق, ‏inas_jinine, ‏سيرا روايتي, ‏زهرورة, ‏Joie, ‏ملك اسامة, ‏sayedaa, ‏فاطمة الحرة, ‏Mahmou, ‏مى احمد, ‏توتا احمد غ, ‏Nohaaaaa, ‏هدى الحسني, ‏shimaa he, ‏شموسه3, ‏زمردة الاسلام, ‏فراولة البيت, ‏alinoor, ‏هدى نور الدين, ‏ميمي777, ‏amina23, ‏Arw2, ‏jewa, ‏كاميلياآب, ‏suzyy, ‏زهور الغاردينيا, ‏anna dayob, ‏اياد ادهم, ‏نسيبة اسماء, ‏ali.saad, ‏أميرة الساموراي, ‏علا سلامه, ‏الياسمين14, ‏بلانش, ‏جوانا وليد, ‏شيرى حازم, ‏تماارا+, ‏zezo1423, ‏houdadenguir, ‏نجاااة, ‏Hiba mohamed, ‏نسمة صيف 1, ‏مروة عز, ‏نادية الليل, ‏صفاء احمد333, ‏Alzeer78, ‏بيكهيون, ‏جزيرة, ‏maha_1966, ‏OsamaRageh, ‏هدوء الصمت222, ‏zeinb sam, ‏Lazy4x, ‏نور الدنيا, ‏ازهار المغرب, ‏rowdym, ‏Bint rim




💖🌹💖🌹💖🌹💖🌹💖🌹💖🌹💖🌹❤️🌹💖🌹💖🌹💖🌹💖🌹


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-21, 11:52 PM   #2857

maha_1966

? العضوٌ??? » 212634
?  التسِجيلٌ » Nov 2011
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » maha_1966 has a reputation beyond reputemaha_1966 has a reputation beyond reputemaha_1966 has a reputation beyond reputemaha_1966 has a reputation beyond reputemaha_1966 has a reputation beyond reputemaha_1966 has a reputation beyond reputemaha_1966 has a reputation beyond reputemaha_1966 has a reputation beyond reputemaha_1966 has a reputation beyond reputemaha_1966 has a reputation beyond reputemaha_1966 has a reputation beyond repute
افتراضي

مبروك على الرواية و يا رب نلتقى على خير فى رواية جديدة قريبا ان شاء الله
امتعتينا يا ملك و ربنا يوفقك لما يحبه و يرضاه


maha_1966 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-21, 12:00 AM   #2858

آلاء الليل

? العضوٌ??? » 472405
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 477
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » آلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

🎉🎉🎉🎉🎉🎉🎊🎊🎊🎊🎊🎊🎉🎉🎉🎉ألف مبروك على ختام الرواية ملوكة فعلا كانت رحلة مميزة معك 🎉🎉🎉🎉🎉🎉👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏
خاتمة جميلة سعيدة تدفئ القلب و أخيرا وصلت كل الشخصيات الى مرساها ملك و علي 😍😍😍😍من اجمل الشخصيات التي قرأتها رغم عيوبهما الا انهما استطاعا تجاوز كل شيء و صنع نهايتهما السعيدة احببت كيف تطرقتي لهاجز ملك النفسي ليلة زفافها و الاكثر تغلبها عليه لانها و ببساطة تستحق السعادة كا استحقها علي
التفاصيل الصغيرة هي التي دائما ماتصنع قصة جميلة و هذا من اكثر ماتتميز به كاتبتنا الموهوبة احببت ذكر علي لمواقف غيرته و غيرها لملك بعد زفافهما و خاصة لقائهما الأول 🤩🤩🤩🤩رنا و امنيتها في أخين 🤩🤩🤩🤩كريم و انتقامه لأسيل من ابن خاتها الوغد 🤩🤩🤩🤩 الشبه الكبير لرامي بوالده و أخذه لمحة من جدها و محاولة ملك تريته تربية صالحة 🤩🤩🤩🤩حتى ذكر اسم عزالدين عند توبيخ علي لكريم احببته الذي يدل على تحسن علاقتهما 🤩🤩🤩🤩كيف ان رنا لازالت المفضلة لدى ماما ملك 🤩🤩🤩🤩و تشابه رانيا و رنا في الشخصية و الاسم 🤩🤩🤩🤩🤩🤩كل هذه التفاصيل و اكثر هي ما يجذبني
شكرا ملك فعلا على هذه القصة الاكثر من راىعة 👏👏👏👏👏اتمنى أن تعودي لنا عما قريب يعز علينا فراق قلمك و لكن لكل بداية قصة نهاية و لكنها ابدا لن تكون النهاية لموهبة كتلك التي تملكينها سواء في الكتابة او في طريقة التعامل فمن ردودك و آرائك و قلمك استطعنا ان نتبين أي شخصية قوية و روح جميلة راقية تملكينها 🤗🤗🤗🤗🤗
على أمل اللقاء قريبا و في انتظار تميز الرواية لأنها فعلا تستحق لازلت لا افهم كيف لم يحدث حتى الآن بالنسبة لي الرواية مميزة جدا و ستبقى في قائمتي المفضلة كثيرا 🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


آلاء الليل غير متواجد حالياً  
التوقيع
تابعوا معنا رواية أسيرة الثلاثمئةيوم للكاتبة المتألقة ملك علي على الرابط التالي
https://www.rewity.com/forum/t471930.html
رد مع اقتباس
قديم 06-02-21, 12:10 AM   #2859

ratiba selma

? العضوٌ??? » 419599
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 65
?  نُقآطِيْ » ratiba selma is on a distinguished road
افتراضي

Ces tellement beau et sa fait un grand plaisir detre algerienne

ratiba selma غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-21, 12:12 AM   #2860

رحاب نبيل
 
الصورة الرمزية رحاب نبيل

? العضوٌ??? » 417929
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 193
?  نُقآطِيْ » رحاب نبيل is on a distinguished road
افتراضي

رواية وخاتمة ولا اروع سلملت اناملك ❤❤نتمنى نشوفك قريبا مع رواية اخرى مميزة هيوحشنا ملك وعلى وكريم واسيل اتمنالك التوفيق ديما

رحاب نبيل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:05 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.