آخر 10 مشاركات
287 - كذبة العاشق - كاتي ويليامز (الكاتـب : عنووود - )           »          284 - أنت الثمن - هيلين بيانش _ حلوة قوى قوى (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          275 - قصر النار - إيما دارسي (الكاتـب : عنووود - )           »          269 - قطار النسيان - آن ميثر (الكاتـب : عنووود - )           »          263 - بيني وبينك - لوسي غوردون (الكاتـب : PEPOO - )           »          التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          غيوم البعاد (2)__ سلسلة إشراقة الفؤاد (الكاتـب : سما صافية - )           »          ياسميـن الشتـاء-قلوب شرقية(26)-[حصرياً]-للكاتبة الرائعة::جود علي(مميزة)*كاملة* (الكاتـب : *جود علي* - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree678Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-11-20, 10:27 PM   #811

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي





البارت السادس و الثمانون فقدان سيطرة







في المطعم و بعد مغادرة علي و عائلته , ساد صمت مريب المكان , لم يكن يسمع سوى صوت نحيب السكرتيرة الهلعة ,
التي جلست أرضا تنوح مرافقيها الغائبين عن الوعي ,

و لا تعرف ما سيكون مصيرها الآن , بعدما حضرت ذلك العرض المرعب قبل دقائق .



أسيل أيضا لزمت مكانها تحت الطاولة , نفس البقعة التي غرسها فيها كريم لحمايتها ,
و كأنه ثبتها هناك بالغراء اللاصق ,


كانت تجول بنظرات تائهة , تحدق في الحطام الذي خلفه الرجلان ,
تسمع والدها يهمهم الى جانبها بصدمة , دون مقدرته على الوقوف و المغادرة هو الآخر ,


و قد راودها فجأة شعور باليتم , بعدما غادر كريم و تركها هناك ,
دون قول كلمة واحدة للشرح أو السؤال .



لم تدم حالة التيه هذه كثيرا , فسرعان ما احتل المكان , من مجموعة من الرجال الأشداء ,
بوجوه غامضة و ملابس سوداء متماثلة , يماثلون حرس بهجت في قوتهم و جبروتهم ,


شعرت أسيل بداية بالخوف لرؤيتهم , خشية أن يكونوا أتوا للانتقام , ممن بقي هنا عما حصل لرئيسهم , معتقدة أنهم موالين للطرف الآخر ,



لكن شكها سرعان ما تبدد , حينما انحنى أحدهم ناحيتها , و سألها بصوت هامس , و أكثر لطفا مما اعتقدت

" آنسة أسيل هل أنت بخير ؟ "



جفلت أسيل من اقترابه منها , معتقدة أنه يريد ايذاءها , لكنها سرعان ما أصيبت بصدمة ,
و اتسعت عيناها ما ان قال اسمها بكل اهتمام

" من أين يعرف اسمي ؟ "

سألت نفسها بدهشة , و حدقت في وجه الرجل , الذي ينتظر اجابة على سؤاله ,
و الذي بدا مسالما جدا , بالنظر الى ضخامة جثته و بروز عضلاته .



بلعت أسيل ريقها الذي جف , و فركت أصابعها المتوترة بارتجاف , لكن ردها اقتصر على هزة من رأسها بالايجاب ,


فكلماتها هربت منها تماما كما طار الرجل التمثال , و قد بدا الرضا على وجه الرجل الغريب برؤية تجاوبها .


تلقى بعدها الرجل الذي سألها , مكالمة في جهازه المثبت على أذنه , لينشغل بها بعض اللحظات
و قد بدا واضحا أنه بصدد تلقي تعليمات معينة , من طرف ما بمنتهى الجدية .



تركته أسيل و عادت للتحديق بفضول , في الفريق القادم و ما يفعلونه حولها ,
حيث بدؤوا و بمنتهى الهدوء بنقل المصابين تباعا , الى أين لا فكرة لديها ؟


كما انشغل آخرون بتنظيف الفوضى , بمنتهى السرعة و الاتقان , و كأنهم متعودون على فعل ذلك ,
حتى بدت القاعة و كأنها لم يدخلها أحد من الأساس .


في المدخل انفرد أحدهم بالندل , و شخص آخر بدا مسؤولا من المطعم , و قد كان يتحدث اليهم بمنتهى الصرامة ,
عن عدم البوح عن أي شيء مما حصل هنا , لأن النتائج لن تكون جيدة .



أنهى الشاب الرابض الى جانبها تحت الطاولة , و الذي أبقى مسافة آمنة بينهما , حتى لا يزعجها مكالمته الهامة ,
و عاد للتحدث اليها بنفس الجدية , و لكن بطريقة أكثر لينا أدهشتها


" السيد كريم طلب أن نؤمن خروجكما ,
حضرتك و السيد سالم من هنا "



" اذا من كان يحدثه هو كريم ؟ "

سألت أسيل نفسها , و شعرت أن قلبها أخطأ عدد دقاته , للحظات قبل أن يتسارع مجددا ,

و قد ترقرقت عيناها بالدموع تأثرا لاهتمامه , و هي التي اعتقدت أنه فر من هنا بعد الاشتباك ,
ليتركها لمصيرها مع والدها .



احساس بالدفء العارم احتل روحها , و كل ما رغبت فيه الآن , أن ترى كريم و تتأكد أنه بخير ,

رغم أنه تجاهلها كأنها نكرة طوال الليلة , لكنه يتصرف باهتمام حينما يتطلب الموقف ,
طريقة جديدة جدا في التعامل لم تألفها يوما ,


لكنها في نفس الوقت , تريد أن تضربه تلكمه و تعضه , لأنها لا تزال حاقدة عليه ,
بسبب تمثيله عليها و عدم التصريح بهويته , و لا تريد ان تسامحه مهما حصل ,


خاصة أنه لم يطلب حتى أن يكلمها للاطمئنان عليها , و هي التي كانت ترغب بشدة بسماع صوته الرخيم , و اكتفى بارسال رسالة مع رجله .



بتذكر الفرقة التي دخلت للتو , عقدت أسيل حاجبيها و قد زاد تشوشها

" لم يبدو أن كريم يدير فرقة للانقاذ هنا ؟
و هل كل هؤلاء يعملون بأوامره ؟ "

شعرت أسيل برهبة كبيرة , و بحرج أكبر من غبائها السابق .



برؤية صمتها و شرودها , بادر الرجل المكلف بحمايتها , بعرض ما يريده منهما

" اذا كنتما جاهزين آنستي , سيارتكما في الخارج لتقلكما "

و جه كلامه لها و لسالم , الذي كان وجهه أكثر شحوبا من جسد ميت .




و بالفعل بعدما تمالكا نفسيهما , غادر سالم و أسيل المطعم للعودة الى البيت ,
حيث كان السائق ينتظرهما , عند مدخل المطعم بطلب من ذلك الرجل ,


و رغم الكثير من التساؤلات التي راودتهما بعدما حصل , الا أنهما التزما الصمت طوال الطريق ,
و كل واحد منهما يسبح في ملكوته الخاص ,


لم تكن أسيل تصدق أنها حضرت موقفا مماثلا , فكم المفاجآت التي حصلت عليها الليلة ,
تكفيها لسنوات قادمة , و قد لا تتاح لها الفرصة لتعيشها مجددا .




بمجرد أن توقفت السيارة أمام البيت , نزلت أسيل مغيبة الذهن , و تبعها والدها بركبتين واهنتين ,
و كالعادة كانت أم خالد من فتحت لهما الباب , و قد هالها حال زوجها


" ما بك يا رجل , لم تبدو و كأنك رأيت شبحا ؟ "


سألت بقلق و هي تضرب على صدرها بيدها , و سرعان ما انظم ولدها اليها , ليرى ما حصل مع والده .



لم يجبها سالم بشيء و اكتفى بجر رجليه , ليلقي بجسده المنهك على الأريكة ,
أسند بعدها مرفقيه الى ركبتيه و غرس فيهما رأسه , و كأن مصيبة حلت عليه


حدقت زوجته الى أسيل , و عاودت سؤالها بما أنه تجاهلها

" ماذا دهاكما يا أسيل ؟ و لم عدتما الآن ؟

ثم ألم تكن خروجتكما ستستمر الى آخر الليل ؟ "



اكتفت أسيل بأن قالت جملة مقتضبة

" انتهىت أبكر مما اعتقدنا "

و غادرت باتجاه غرفتها فورا , فلم تعد تقو على الوقوف أو الكلام .




جلست أم خالد الى جانب زوجها لتفهم ما حصل , و قد تمكن منها فضولها ,
و بدأ هو بسرد كل التفاصيل بنبرة يائسة


كان سالم يندب حظه السيء ، لأن قارب النجاة الوحيد ، الذي وافق على إنقاذه من الإفلاس قد غرق لتوه ,


علي الآن لن يساعده أبدا ، حتى لو ركع أمامه و توسله ،
بما أن بهجت أتى عن طريقه , و الوغد قام بالتحرش بزوجته بكل وقاحة ,


ربما لو كان الأحمق ارتكب خطأ آخر , لترك له أملا ما في رأب الصدع , لكن هكذا و المشكلة متعلقة بشرف الرجل ,
عليه أن ينسى الأمر تماما , خصوصا مع رجل مثل علي .



كان سالم على وشك الانهيار , فالوساطة التي اعتقد أنها هدية من السماء ، اتضح أنها لعنة حلت على رأسه ,
و حبل مشنقة سيقضي على بوادر الحياة , في عمله الذي يحتضر من الأساس .



" فعلا خسيس عديم المروءة , كيف يتجرأ على زوجة رجل آخر ؟ "

سألت المرأة و هي ترفع حاجبها استعدادا للتحليل , بعدما أعفى زوجها نفسه للاجابة عن سؤالها


" ألا يمكن أن المرأة أغوته بالفعل ؟ "

حدجها سالم بنظرة حارقة لاسكاتها , و قد ارتجفت أوصاله و كأن علي سيسمعها , و ينتقم منها هي الأخرى




" لا أسمعك ترددين هذا الكلام السخيف ,
ليس شأننا مفهوم ؟
يكفي ما حصل لنا الى حد الآن , لا أريد مصائب أخرى "


حذرها سالم بنبرة جادة جدا و مهددة , هو يعرف مدى انفلات لسانها ,
و ان دارت و تحدثت عن هذا الموضوع في مجالس النساء , و انتشرت النميمة بخصوصه ,

هو لا يضمن ألا يصل الأمر الى علي , حينها عليه التجهيز لجنائزهم دفعة واحدة .



فيما الرجل يسرد ما حصل على مسامع زوجته و ولده , و يلقي اليهم بالتعليمات بضرورة ابقاء الأمر سريا ,
حشر خالد وجهه في أذن والدته , و همس لها بنبرة مرتعبة

" هل صدقتم كلامي الآن , أنا متأكد أنه ذلك الجني العاشق ,
هو من قام بكل هذه الفوضى "



تحفزت والدته و رمقته بنظرة مهددة , بعدما فهمت فيما يتحدث

" اصمت "

حاولت اسكاته لأن زوجها مستاء جدا , و قد يفرغ فيه شحنة غضبه , ان سمع الترهات التي يتفوه بها .





لكن خالد كان مصرا على قول رأيه , و قد بدت نبرته مرتجفة بالفعل

" ماذا ؟ ألا زلت لا تصدقين الأمر ,
أخبرتكم ألا تفكروا في تزويج أسيل , أو ارسالها الى رجل آخر ,

هو لن يسمح لكم أبدا , من حسن حظهم أنهم لم يقتلوا هناك "



حدجته والدته بنظرة شزراء ثانية ليصمت , لكنها بدأت تتوجس خوفا , من أن يكون ما قاله ابنها صحيحا

" سلام قولا من رب رحيم "





في الأعلى جلست أسيل مقابل مرآتها , و بدأت بمسح مكياجها من على وجهها بشرود كبير ,


و هي تتذكر النظرة الوحيدة , التي رمقها بها كريم قبل مغادرته ,
و التي كانت نظرة اعتذار واضحة , لم تتبينها الا بعد خروجه ,

دون أن تفهم عما كان يعتذر بالضبط ؟
فما تريد أن تحاسبه عليه كثير جدا .



لكن لم تكن تصرفات كريم فقط , ما فاجأ أسيل في هاته الليلة المجنونة ,
لكن تأثرها حينما كان على وشك التعرض للقتل , كان أكثر صدمة لها ,


هي كانت مرتعبة لمجرد تخيله يتأذى هناك , ليس مجرد خوف من الموقف ,
لكنه كان ألما لا يحتمل , لمجرد افتراض أنه كان سيموت أمامها .



كانت أسيل تغوص في عالمها الخاص ، و رغم تشوشها بخصوص مشاعرها , التي اجتاحتها فجأة للاهتمام برجل , لطالما اعتبرته مجرد صديق يفوقها خبرة و عمرا ,
وجدت نفسها تفكر في أمر وا حد

" من يكون كريم حقيقة ؟
و لم تصرف كأنه يهتم , حينما حل الخطر بالمكان ؟ "



.
.
.



بالوصول أمام المنزل , بعد العودة من مشوار المشفى , الذي أنهك علي نفسيا , زيادة على ما حصل في المطعم ,
نزل الزوجان و عاد كريم أدراجه الى شقته ,



اتجه علي مباشرة إلى غرفته تتبعه فاطمة , دون أن يقول شيئا دائما ،
و هو يحاول جهده الاستمرار في تجاهل ملك , التي كانت تسأله بكل اهتمام طوال الطريق , عما ان كانت يده تؤلمه ,


فقد كان من الصعب جدا مخاصمتها , مع كل تلك الكلمات المواسية , و التي ترسلها ناحيته بنبرة عذبة يرفرف لها قلبه .



نهر علي نفسه عدة مرات على قسوته , لأنه أشفق على حالها ,
خاصة أنها كانت تعاني أكثر منه , لكنه قرر التزام الصمت ,



مادام غاضبا فقد يكون أي حوار , حاليا بينهما في منتهى الشراسة , و ينتهي بتجريحهما لبعضهما كما يحدث معظم الوقت ,
و هو قرر أن يحافظ على مستوى العقلانية , الذي وصلا له مؤخرا في علاقتهما ,


اضافة الى أنه كلما رأى وجهها المتعب , كلما تذكر ما فعله بهجت ,
و رغب في العودة و ضربه الى أن يزهق روحه ,




دخل علي مباشرة الى حمامه لأخذ دش دافئ , يزيل تشنج عضلاته و يرخي مفاصله ,
طالبا من فاطمة أن تدعه و شأنه ,


فهو لا يضمن أن يعود راكضا الى الأسفل , ليحتضن تلك العنيدة التي تتبعه كقط ضال , بملامح مبتئسة يقبلها و يطيب خاطرها ,
و يخبرها أنه لم يكن ذنبها , فهو الأكثر دراية عن لومها لنفسها ,


أغمض علي عينيه و تنهد , و هو يقف تحت الماء الدافئ باسترخاء ,
مذكرا نفسه بأن ملك أيضا أخطأت في حقه , و سيحرص على معرفتها بذلك .

.
.



أما ملك فقد وقفت تراقبه أسفل الدرج ، بملامح حزينة حتى اختفى عن الأنظار ،
و قد شعرت بالاحباط لأنه لا يرد عليها , و لا ينظر حتى ناحيتها ,


و هي التي اعتقدت أنهما تصالحا , و أنه نسي ما حصل مع بهجت ,
بعدما حاولت محادثته في المشفى , حتى أنها شكرته و اعتذرت منه ,


لكنه كان أكثر عنادا و حقدا عليها مما ظنت , و لم تسمع الا أنفاسه الحارقة طوال الطريق ,
و لم تر الا معاملته الباردة , التي أزعجتها بطريقة غريبة .




و لأول مرة منذ علم بما حصل معها , و بعد انفجارها المدوي في وجهه , و رجمه بكل تلك الاتهامات المشينة ,
تشعر ملك أنه يصدق بهجت فيما افتراه عليها ,



هي الآن و بعد تحليل الموقف , شبه متأكدة أنه لم يصدق أنه تحرش بها فعلا ,
و أنه لم يكن لها دور ما فيما حصل ,

و بالتالي فان ردة فعله تلك , كانت لحفظ ماء وجهه , حتى يبعد الشبهات عن شرفه ,
و ينتقم لكرامته أمام كل من كانوا متواجدين ,



هي تحفظ شخصية علي بقدر كاف , حتى تدرك أنه كان سيبدو بصورة منحطة ,
ان ترك بهجت يفلت بما فعله , و يتغاضى عنه بكل بساطة ,


لكن ذلك لا يعني أنه صدقها كما توهمت , أو أنه آمن ببراءتها كما صور للآخرين ,
هي تعرفه بهذا القدر لتدرك وساوسه المدمرة .



كانت ملك متأكدة أنه يحتفظ , في رأسه المرتابة في كل شيء , ببعض الشكوك عما يكون قد حصل حقيقة هناك ,
و ربما أنه يعتقد أنها من قامت بحركة ما مشبوهة , شجعت بهجت على ما فعله معها ,


و حينما سينفرد بها لاحقا , سيكون هناك تصفية للحسابات و استجواب عسير ,
و لن يكون لديها ما تدافع به عن نفسها سوى أقوالها .



و الا لم يرسل ناحيتها بتلك النظرات المعاتبة , و الحانقة و كأنها ارتكبت جريمة ؟


" سيكون صداما مميتا ؟ "

تمتمت لنفسها باحباط شديد


و لسبب غريب كان هذا اكثر ما يؤلمها في الموضوع , يحزن قلبها و يحز في نفسها , أكثر حتى مما قاله ذلك الرجل من كذبات عنها .





استمر وقوف ملك لدقائق طويلة , و كأنها تنتظر نزوله مجددا ليكلمها ,
لكنه اختفى دون رجعة , دون أدنى اهتمام لشعورها ,


و ما كان منها الا أن حملت أغراضها , و قصدت غرفتها هي الأخرى بما أن الوقت تأخر ,


أقنعت ملك نفسها اعطاءه مساحة , من الحرية ليتنفس و يفكر بروية , و قد راودها احساس سيء جدا , أن علاقتهما على وشك التدهور مجددا ,
لكن تأثرها سيكون مختلفا جدا هذه المرة .



بمجرد دخولها غرفتها لاحقتها فاطمة , التي توترت بعدما رأت الضمادة في يد علي ،
و لم تجرؤ على سؤاله بسبب ملامحه المتجهمة , و فضلت أن تسأل ملك

" ابنتي هل أنتم بخير ؟
هل حصل حادث معكم في الطريق ؟ "

سألت بقلق كبير و هي تضم الهاتف بين يديها



" لا تقلقي خالة ، المجنون أصاب يده عن طريق الخطأ ،
ليس شيئا خطيرا "

طمأنتها ملك التي بدت منهكة دون قول تفاصيل , و جلست على جانب فراشها لخلع حذائها ,
و قد تورمت قدماها بعد الركض خلفه في المشفى .



تنهدت المرأة بغير اقتناع و أضافت

" حسنا لا بأس ، اتصلت علياء قبل قليل ،
و طلبت أن تكلميها حينما تعودين ،

قالت أنها اتصلت على هاتف علي , أكثر من مرة لكنه لا يرد "

و ناولتها هاتف المنزل لإجراء الاتصال



" حسنا لا بأس سأكلمها الآن "

استلقت ملك على سريرها ، دون حتى أن تغير ملابسها ، أغمضت عينيها و قد خارت قواها ,
و بدا صوتها خافتا و مكتئبا



" ماذا هناك ملك ، لم تبدين محبطة هكذا ، هل أزعجك علي ؟
سأشد أذنه ذلك المغرور "

سألتها علياء بتوجس , فقد ظلت قلقة بعدما وافق شقيقها مرغما ,
على اصطحاب ملك بكل تلك الأناقة معه , و زاد عدم رده على هاتفه هواجسها .



ابتسمت ملك بهدوء ثم أجابت معترفة

" لا هذه المرة أنا من أزعجته "



" حسنا لن تكون المرة الأولى "

علقت علياء بصراحة على الأمر ، فملك أكثر شخص يؤثر في شقيقها ، باعترافه هو شخصيا ,

و أضافت دون تضييع وقت

" حسنا أخبريني ماذا حصل معكما ؟ "



بعدها سردت عليها ملك ، كل ما حصل بالتفصيل منذ البداية ،
و قد كانت تشعر بالسوء و الغثيان ، كلما تذكرت ما فعله ذلك السافل ،

و يزيد امتعاضها حينما تتذكر أنها صدقت أكاذيبه , و اتهمت علي بالتواطؤ معه .



" يا الهي ملك هل أنت بخير ؟ "

جزعت علياء لسماع كل ذلك , خاصة أن نبرة ملك كانت على وشك البكاء

" الحمد لله "

كان كل ما قالته ملك لطمأنتها




حاولت بعدها علياء مواساتها و رفع معنوياتها

" حسنا اهدئي ملك ، جيد أنه أخذ جزاءه و انتهى ذلك على خير ,

لكن صراحة أنا ألومك بشدة , ما كان عليك أن تصدقي ما قاله ذلك الرجل , عن معرفة أخي بأفعاله القذرة ,

أعرف أن علي به بعض العيوب ، لكن الانحطاط و الدياثة ليست أحدها "


قالت علياء بعتاب واضح ، و هي تخمن حالة شقيقها المزرية الآن ، بعد هذا الاتهام البشع من طرف ملك .





تنهدت ملك بعمق , و قد شعرت بالسوء أكثر مما مضى ، وضعت يدها على وجهها , و كأنها تختبئ خلفها ثم أجابت

" أنا أعلم الآن , لكن ما فعله ذلك الرجل أرعبني و شوش تفكيري "

قالت بصوت مرتجف صادق , و قد علت نبرة حزن كلماتها .



صمتت علياء قليلا و قد شعرت بانزعاجها , قبل أن تسأل مجددا , تريد معرفة تفاصيل أكثر

" ملك هل قام ذلك الرجل بأكثر من الكلام ؟ "



صمتت ملك لوقت طويل نسبيا ، تعض شفتها و تسترجع ما حصل ,
و كأنها تشعر بالاحراج من الاجابة ، لدرجة أقلقت علياء ،


لكنها ردت أخيرا بصوت هامس

" حسنا وضع يده على رجلي ، لكنني أوقفته عند حده ،
حتى أنني رشقته بكأس العصير ,

و حينما هممت بالمغادرة من أمامه ، أمسك برسغي بشدة , و أرغمني على أخذ بطاقته ,

لكنه كان وقحا كفاية , ليقول تلفيقاته تلك عن أخيك و كأنها حقائق ,
و أنا الساذجة صدقته بكل بساطة "



قالت و رفعت يدها أمام عينيها ، تعاين الرضة على رسغها ،
و قد تركت أصابعه القذرة آثارا هناك ، مثيرة اشمئزازها و غثيانها لتتمتم لنفسها

" جيد أن علي لم يرها ، و إلا كان قتله فعلا "



أخذت ملك بعدها نفسا عميقا ثم استرسلت

" المشكلة أن علي كاد يقتله ، لدرجة أنه آذى يده ،
لولا أنني توسلته لما توقف حتى أسلم روحه ,

و هو الآن غاضب جدا مني و لا يكلمني ،
و أعتقد أنه صدق ما قاله ذلك الرجل عني "


قالت ملك متذمرة بقلة حيلة , فعلياء هي الأذن المصغية الوحيدة في منفاها هذا .




تفاجأت علياء لتعليق ملك العفوي ، هي التي كان علي يشتكي أنها لا تطيقه ،
تتذمر لأنه غاضب منها ، و لا يريد أن يكلمها ، لم تتوقع تطورا سريعا بهذا الشكل .



" رب ضارة نافعة "

علقت بينها و بين نفسها ، دون أن تدرك أن ملك قلقة بسبب الشعور بالذنب ،
لأن ما حصل حصل بسببها , أو على الأقل هذا ما تقنع به نفسها .



لم تلبث علياء أن أنهت المكالمة , بعدما شعرت أن ملك تريد أن ترتاح قليلا , لكن ليس قبل أن تحثها , على عدم التصادم مع علي الى أن يهدأ ,


و وعدتها أن تأتي في الصباح لبحث المشكلة بينهما , مما أشعر ملك ببعض الراحة ,
خاصة أن رنا ليست هنا , و هي التي كانت تهون عليها بعض همومها ,


لكنها استسلمت أخيرا و خلدت الى فراشها , رغم أن النوم جافاها لساعات , و كل ما كانت تفكر فيه

" هل عاد علي لسوء ظنه بها ؟ "

.
.
.



في الطرف الآخر , عاد كريم الى شقته المهجورة , بعدما اطمأن على من تركهم في المطعم ,
و أن فريقه نفذ تعليماته بدقة , خاصة فيما يخص ارسال أسيل و والدها بأمان الى البيت ,


بعد مغادرته المستعجلة مع علي , شعر كريم بتأنيب الضمير , لأنه تركها هناك دون حماية ,

فمجرد احتمال ظهور معاونين لبهجت بامكانهم ايذاء أسيل , دون قدرته على التدخل و انقاذها ,
كاد يفقده ما بقي من عقله , بعد تلك الليلة العاصفة ,

و لم يشعر كريم بالارتياح , الا بعد اتصال رجاله و طمأنته عنها .



اتكأ كريم على باب شقته من الداخل , دون قدرته على المواصلة و الدخول ,
أرخى رأسه الى الوراء , و أغمض عينيه بتعب كبير



" و الآن ماذا ؟ "

سأل نفسه بانهاك و هو لا يفهم دائما ,
لم لم يتحدث الى أسيل , و لو من باب التعرف أمام والدها ؟

كان بامكانه تبادل التحية معها على الأقل دون أية مشاكل , بدل لعب دور المتجاهل المتكبر ,

ربما ما كان سالم قد انتبه لمعرفتها به من الأساس , خاصة بعد كل الفوضى التي حصلت ,



لكنه كان جبانا لأول مرة في حياته , و تجنبها طوال الجلسة بطريقة مفضوحة , و هو متأكد أن الأمر جرحها و آلم قلبها ,


لكن بالتفكير في الأمر من منظور آخر , هو كان يهرب من نفسه قبل هروبه منها ,
عقله المتوحد لم يستسغ , تعلقه بأي شيء غير وحدته ,



شعر كريم بالانهاك , لأنه عالق في صراع بين قلبه و مشاعره من جهة , و عقله من جهة أخرى ,

و رغم أنه لطالما ترك القرار , للمنطق للتحكم في مسار حياته , الا أنه و لأول مرة يرغب في تخديره و اطلاق العنان لقلبه ,

لكن ما يكدر عيشه هو تساؤلاته

" هل ستقبل العلقة بما يرغب به ؟
و هل سيراها مجددا في حياته ؟ "


جر بعدها رجليه باتجاه حمامه , عل شلالا من الماء البارد يغسل دماغه المتحجرة , ليتنازل قليلا و يرضي قلبه المتجمد .



.
.
.



في الصباح الباكر ، رغم أن ملك كانت آخر من خلد الى النوم ، إلا أنها كانت أول من استيقظ ،
فلم تستطع أن تنام جيداً ، بسبب كل ما حصل بالأمس ,


لكن رغم أنها كانت مبكرة ، إلا أن علي كان أكثر انزعاجا منها ،
و غادر باكرا حتى قبل موعد الإفطار على غير عادته .



لم تستغرب ملك الأمر ، حينما وجدت نفسها تتناول افطارها , لوحدها في غرفة الأكل ,
فهو كان غاضبا جدا بالأمس ، و أكيد لا يزال لا يريد رؤية وجهها ,


لكنها شعرت بخيبة أمل , و قد اعتقدت أن مزاجه سيتحسن بعد نومه , لكن واضح أنه لم يفعل ,


علياء التي كانت وعدتها في مكالمة الأمس ، أن تأتي في أقرب وقت لم تصل بعد ،
أكيد هي مشغولة في أمور , أكثر أهمية من خصامها مع المجنون ,

لذلك حاولت هي الأخرى شغل نفسها بالعمل ، بدل التفكير في فوضى البارحة .


.
.


في المكتب انشغل علي بالعمل ، يحاول حصر الخسائر المترتبة , عن الغاء الصفقة و العقد مع الشركة الإيطالية ,

اتصل بهم بمجرد دخوله الى شركته , لم يفتح لهم أي مجال للنقاش ،
و اكتفى باعلامهم بأنه مستغن عن العلاقة التجارية بينهم .



حاول مسؤول رفيع من الشركة التواصل معه ، لكنه كان مصرا على موقفه ،
هم أساؤوا اختيار ممثلهم , و هو لن يقبل أن يمس في شرفه دون ردة فعل ,

صحيح أن خسائره ستكون كبيرة ، بسبب الشرط الجزائي الكبير , لكن هذا آخر ما قد يشغل باله .



كان كريم يجلس بقربه لا يعلق على شيء ، رغم ملامحه الجدية و المتجهمة ,
الا أنه لم يذكر شيئا عن البارحة ,


هو يعرف أنه من المستحيل , فتح الموضوع مع صديقه الآن ، في ظل هذه التعقيدات لن يكون ملائما ذكر الأمر ,
لكنه سيجد وقتا مناسبا للتحدث اليه .


كان كريم يشرد من وقت الى آخر مفكرا في أسيل ، و ما سيكون رأيها به بعد كل ما حصل ،
لكنه سرعان ما يعود إلى الانغماس فيما يفعله .



لم تنته الاجتماعات و المداولات , إلا في وقت متأخر من الليل , اصطحب كريم بعدها علي إلى بيته ،
فحالته كانت مقلقة جدا , و لم يشأ تركه يعود وحده مع السائق .



بعد أن انطلقا , تكلم كريم أخيرا و قد وجد فرصته

" علي هل يمكن أن أقول شيئا ؟ "

" اممم "

أجاب علي و هو يدلك جبينه ، بسبب الصداع الذي لازمه منذ الصباح .



تريث كريم قليلا قبل أن يستمر

" السيدة ملك خلوقة بتربية جيدة "



توقف علي عما يفعله ، ثم رفع رأسه و حدق باستغراب ناحية كريم ،
الذي كان مستمرا في القيادة و كأنه لا يكلمه ,


هو عادة لا يتدخل في حياة أحد الشخصية ، لا يدافع عن أحد , و لا يقول رأيه في أمور لا تخصه
و الآن يأتي ليعطيه تقريرا عن سلوك ملك ,


رغم حيرة علي إلا أنه فهم معنى كلامه ، فهو يقصد أن ما قاله ذلك الرجل ،
بخصوص ملك بعيد عن الصحة ، و أنها مجرد تلفيقات و أكاذيب ,



حسنا هو يعرف أن لصديقه , نظرة ثاقبة في هذه الأمور ,
بسبب كم الناس الذين تعامل معهم في حياته , و تدريباته النفسية التي تخص عمله السابق ,


لكن أن يدافع عن ملك بهذه الجرأة ، و يقولها صراحة في وجهه ,
هذا ما يثير استغرابه و دهشته



" يا الهي حتى أبو الهول تكلم و أصبح يدافع عن تلك العنيدة "



استدار علي للتحديق الى خارج السيارة , لكنه لم يجبه الا بكلمة واحدة و بصوت هامس

" أعلم "



تفاجأ كريم للجواب الهاديء من علي ، و حدق إلى جانب وجهه متسائلا

" إذا كان يعلم أن كل ما قاله بهجت مجرد افتراءات , لم هو غاضب إذا ؟

هل هناك سبب آخر ، غير ما قاله ذلك الرجل و فعله أثار استياءه ؟ "


فكر كريم بينه و بين نفسه ، و لكنه لم يخض أكثر في التفاصيل .



هو فقط أراد أن يقول كلمة مؤازرة في حق ملك ، لأنه يعرف جيدا أن هناك أمرا ما يجري بينهما ،

تملك علي و غيرته في الصالون , تصرفاته و نظراته لها طوال السهرة , كانت استثنائية و مفضوحة , و كأنه يغرق في عينيها كلما حدقت ملك ناحيته ,
صديقه و يعرف كيف يفكر و يتصرف ,


و هو يعتقد بأن ملك امرأة مميزة ، سيكون من الظلم أن تتهم مجددا , و يساء الظن بها بعد كل ما حصل معها ،
خاصة أنه يشعر ببعض الذنب ، لترك القاعة أثناء غياب علي , و منح الفرصة لبهجت للتطاول عليها .


لكن بما أن علي يدرك حقيقة الموقف ، فلا داعي لاستمراره في ملاحقة الأمر .




أما علي فقد ابتسم بطرف فمه ، و عاد للاتكاء على الكرسي مغمضا عينيه ، و هو يكلم نفسه معترفا


" أعلم أنها كذلك , لم أشك للحظة أن ما قاله ذلك السافل مجرد افتراء ,

لأن ذلك الرجل اختار أغبى سببين , لتبرير فعلته و اتهام ملك ,

أولا هو قال أنها من ألقت بنفسها عليه و عرضت مرافقته , بربك أيها الكاذب "



علي يعرف جيدا أن ملك , لم يسبق لها أن كانت مع رجل بطريقة حميمة ,
رغم أنها تصر على كونها مرتبطة , لكها ترتجف و تحمر وجنتاها ، إذا مر من جانبها على بعد مترين ,

إذا كان و هو يقول أنه زوجها بعقد رسمي ، لا تسمح له بالاقتراب منها أو لمسها ,
هل ستتودد الى ذلك السافل ؟



مجنونته العنيدة قبلت البقاء , لسنة كاملة محتجزة كخادمة ، و لم تقبل أن تكون زوجته لليلة واحدة ,

ألم يكن يجدر بها عرض الأمر عليه حتى تنال مرادها ,
بدل التمسح في ذلك الوغد ؟


يا الهي هي تبقى هنا منذ أشهر , و لم تتنازل لثانية واحدة , و لم تساوم على مقدار ذرة من كرامتها ,

فكيف يعقل أن تقترح على رجل ، التقته منذ ساعة اقتراحا منحطا كهذا ؟



ثم ذلك الرجل قال بأنها أخبرته ، أنها سئمت منه و من مرافقته ,
مما يؤكد أنه لا يعرف بأن بينهما لا يحصل شيء ، و إلا ما كان قال ما قاله .




" أما السبب الثاني فهو الأكثر غباءا ، و هو طلبها للمال مقابل ذلك "


المرأة التي باعت حليها منذ مدة لتسديد دين ، ذهبت للعمل نادلة في مطعم ، و لم تقبل أخذ درهم واحد من أحد ،


تلجأ لرجل غريب تلتقيه أول مرة ، و الذي تصادف أنه شريكه لتطلب منه مالا ؟

ذلك الكاذب المنحط , هو كان سيصدق أكثر لو أخبره أن النار باردة .




ربما فقط ربما لو كانت ملك , امرأة أخرى خبيثة بأفكار انتقامية ،
ربما كان اعتقد أنها فعلت ذلك عمدا , لإهانته و الحط من قيمته أمام شركائه ,


لكنه يدرك جيدا أنها ليست أخلاقها ، و هي أرفع بكثير من الانحطاط الى هذا المستوى , و التلاعب به بطريقة قذرة ,

فقد كانت لديها عشرات الفرص للانتقام منه و اذلاله , بطرق أكثر ايلاما مما حصل ، لكنها لم تستغلها يوما .



ضحك علي بخفوت , و هو يسترجع ما حصل في بيت والدته , حينما أشفقت ملك عليه ,
بعدما وضع في موقف محرج أمامها , و لم تتشف فيه كما كان من المفترض أن تفعل .



أجل هو اكتشف مؤخرا فقط ، أنه يثق فيها إلى هذه الدرجة , المرأة التي اعتقد سابقا , أنها مجرد بائعة هوى دون أخلاق ،
اكتشف مع الوقت أنها من أنبل الأشخاص الذين مروا بحياته ,


ملك لم تكن لتنهار هكذا , لو لم يحصل ما قالت , عيناها حينما كانت تبكي في الرواق ، كانتا صادقتين و لم تكن تمثل أبدا .



مشكلة علي أن هذه الثقة غير متبادلة ، و هذا بالضبط ما يزعجه بشدة ،

تمنى لو أنها لم تصدق هي أيضا ، ما قاله ذلك الرجل عن تواطئه ، تماما كما لم يصدق هو ما قاله عنها .




ما يؤلم علي فعلا هو أنها تعتقد أنه منحط بلا أخلاق ، لدرجة مقايضتها مقابل صفقة ، و المساومة على شرفه بكل بساطة ,

هو يدرك سابقا أن رأي ملك فيه ليس جيدا منذ البداية ، و لكنه لم يعتقد أنه سيء إلى هذه الدرجة ,

كان علي يأمل أن تعرف , هذا الجانب الصادق منه على الأقل ،
لكنها خيبت ظنه و عرفته بأسوء طريقة ، على مكانته في قلبها و مستواه في عينيها .






بقي علي صامتا طوال الطريق يفكر في هذه الأمور , يخرج من تحليل ليدخل في آخر ,
مضاعفا حدة الألم في رأسه و قلبه ,


بمجرد دخوله البيت اتجه مباشرة الى غرفته ، بعد أن أشار إلى فاطمة , أنه لا يرغب بتناول العشاء ,


دخل كريم بعده يحمل كيس الدواء الذي اشتراه البارحة ، لكن علي تركه في السيارة ,
ليجد ملك تقف في الصالون مع فاطمة


" خذي سيدتي , علي نسي دواءه في السيارة "

ناولها اياه و هم بالمغادرة لكن ملك استوقفته


" هل تناول شيئا منذ الصباح ؟ "

سألته بقلق واضح , و هي تحتضن الكيس الذي سلمها اياه



تعاطف كريم مع قلقها و أجابها بصراحة

" لا , فقط بضعة فناجين قهوة "



عبست ملك بطريقة واضحة لسماع الاجابة , و ظهر سخطها على تصرفه في ملامحها ,

لكنها بادرت بسؤال آخر قبل انصرافه

" كريم هل يمكن أن أسألك شيئا ,
أعرف بأنك كتوم بشأن عملك ,

لكن هل يمكن أن تخبرني أمرا مهما ؟ "



نظر اليها كريم قليلا ثم وافق بتردد

" تفضلي سيدتي , سأساعدك إن كان بوسعي "



" الصفقة التي ألغيت البارحة ،
هل خسرت الشركة بسببها الكثير ؟ "

سألت ملك باهتمام بالغ .



تفاجأ كريم للسؤال و شعر بالاحراج , فهو عادة لا يعطي تفاصيل عمله لأحد ,
لكنه لأول مرة يرى اهتماما من ملك , بما يخص علي و عمله ،

و شعر أن ما سيقوله , قد يساعد في تصفية الأجواء بينهما , خاصة أن صديقه يتصرف بحماقة و سيفسد الأمر .




برؤية تردده تراجعت ملك

" حسنا اعتذر عن تطفلي ,
اذا أردت لا تخبرني "



لكن كريم سعل بخفة ثم أجابها

" لا بأس سيدتي ، الصفقة بحد ذاتها بعشرين مليار دولار ،
إضافة الى مبلغ كبير بسبب الغاء الشراكة ،

دون أن ننسى خمسمائة مليون دولار ، قيمة الشرط الجزائي ،
بما أننا من ألغينا العقود فسيكون علينا دفعها "



شحب وجه ملك و جحظت عيناها

" ماذا ؟ كل هذه الثروة فقط لأنه مزق تلك الأوراق ؟ "



حك كريم رقبته بسبب ردة فعلها اللطيفة و أضاف

" حسنا ليس هذا فقط ، الشركة الايطالية لديها وزنها في السوق العالمية ،
نعتقد بأنهم سيلجؤون لعقد تكتلات اقتصادية , مع منافسينا لضرب مصالحنا ,

إضافة إلى سمعة الشركة ، التي قد تتأثر بسبب اخلالنا بالعقود "



تنهدت ملك و أشاحت بنظرها ، و تمتمت بينها و بين نفسها باستياء

" لا عجب أنه غاضب بشدة "



لكن كريم الذي سمع كلامها ، قاطعها بنبرة حازمة

" لا سيدتي ليس كذلك , أنا فقط أجبت على أسئلتك ،
لكن السيد ليس غاضبا بسبب هذه الأمور ،

هو رجل أعمال لطالما قبل الخسارة تماما كما الربح ,

الخلافات و المنافسة في مجال الأعمال أمر روتيني ,
و علي لم يتأثر يوما بما يحصل حوله "



بدأت ملك تشعر بالاستغراب فعلا

" لم هو غاضب إذا ؟ "

سألت كريم بكل حيرة ، و أجاب كريم بعفوية و هو يهز كتفيه

" لا أدري سيدتي ، اسأليه أنت قد يجيبك "





ما قاله كريم شوش ذهن ملك أكثر و أخلط حساباتها

" ما الأمر الأكثر سوءا من كل هذه الخسائر ،
حتى يمتعض المتسلط من أجله ؟ "



ودعت بعدها ملك كريم , و اتجهت الى المطبخ لفكرة في رأسها ,
هذا المجنون يتصرف كثور هائج ، لكنها لن تدعه و شأنه ,


حضرت ملك سندويشات جبنة و دجاج ، مع حساء خضار و كأس عصير وجبته المفضلة ، و حملت صينية الأكل مع الدواء إلى غرفته .



كان علي قد انتهى لتوه من أخذ دش ، غير إلى منامته و يستعد للخلود إلى النوم ,


دقت ملك الباب و دخلت بعد لحظات , ليتفاجأ علي برؤيتها تقتحم غرفته , هز رأسه استسلاما لعادتها المتمردة ,

لكنه جلس بكل هدوء إلى جانب سريره ، يجفف شعره بمنشفة في يده ،
محاولا تفادي الحديث معها , فهو لن ينجح في اخراجها من هنا مهما قال .



لكن ملك لم تأت إلى هنا ليتم تجاهلها , لذلك سارعت و وضعت الصينية , على المنضدة إلى جانب السرير ,

ثم كلمته بنبرة لائمة و كأنها توبخه


" لا بأس إن كنت لا تريد أن تكلمني أو تراني ، و لكن لا يمكنك التصرف كطفل مجنون ،
و تعلن اضرابا عن الطعام و الكلام ,

عليك أن تأخذ دواءك ، و إلا التهبت جروح يدك و توقفت عن استعمالها ,

حينها ستصبح مجنونا و معاقا ، و لن ترغب فيك أية امرأة "




علي "....."

رمقها علي بنظرة انزعاج , و قد استطاعت أخيرا اخراجه من عزلته المزعومة ,


هدأت بعدها ملك نبرتها , دنت منه أكثر و خاطبته بلطف

" كل شيئا قبل أخذ الدواء ، لأنه قوي على المعدة ,
تصبح على خير "




ملك كانت قد تذكرت , حينما التقته في المطبخ منذ مدة ،
يأكل تفاحة لأنه يريد أخذ دواء ، خشي أن يؤلمه على معدة فارغة ,


هي مهووسة لا تنسى تفصيلا ، حينما يتعلق الأمر بالمرض ، تتحول إلى شخص مختلف تماما ، حتى مع من تكرههم .




" غريبة هذه المرأة "

تمتم علي لنفسه و هو يحدق في أثرها ,


لكنه و بمجرد أن غادرت ملك , قام من مكانه و وقف الى جانب الصينية ،
محدقا الى ما فيها و حدث نفسه مجددا


" فقط لو تبقين هكذا طوال الوقت ,
أقبل أن أكون مريضا ما بقي من عمري "



تفاجأ علي لتفكيره ، لكنه لن يخدع نفسه أكثر ، جرعة الحنان التي أبدتها ملك قبل قليل ، أغرقت قلبه دفئا ,

حتى لو كانت تفعل ذلك بسبب الشعور بالذنب ، إلا أنه راض بما حصل عليه .




ربما لم يشعر علي يوما بالندم على شيء فعله , بقدر ندمه على سوء الفهم الذي بدأت به علاقتهما ,

فقط لو أنه التقاها في ظروف مختلفة ، ربما استطاع اختطاف قلبها و اهتمامها ، كما اختطفت هي قلبه و عقله .


تنهد علي من أعماق قلبه ، قبل أن يمد يده و يبدأ في تناول ما أعدته له ،
أخذ بعدها دواءه و خلد الى النوم كطفل مطيع .

.
.



في الصباح الموالي ، لم ينتهج علي خطة الهروب كالبارحة ، لم يعد هناك جدوى منها ،
فملك لا تدعه و شأنه في كل الأحوال , لكنه لا يزال يرتدي قناع الرجل الغاضب ,


جلس علي إلى طاولة الإفطار كعادته ، و لم يكن هناك غيره هو و ملك ,
بما أن رنا رافقت عمتها , لزيارة الجدة صفية و لم تعد بعد .



صبت ملك كأس حليبها و قهوة علي , بعدها أخذ هو الملعقة بيده اليسرى ، التي نادرا ما يستخدمها ، بما أن اليمنى مصابة ،
و بدأ في وضع ملعقة السكر الوحيدة في فنجانه ,


لكنه أسقط بعضه ليتناثر على الطاولة ، فعبس بشدة بسبب الفوضى التي أحدثها , و تأفف بصوت مسموع .


برؤية ملامحه الممتعضة , مدت ملك يدها تريد المساعدة , و هي تعرف هوسه بالنظافة و التنظيم ,
لكنه أبعد يده فورا ، حتى لا تصادر الملعقة منه , و استمر في تحريك قهوته بوجوم .




" دعني أساعدك "

قالت ملك بلهجة حادة ، لكن علي تجاهلها مجددا , و استمر فيما يفعله



حمل بعدها الفنجان الذي كان يرتجف في يده , لتكرر ملك طلبها بلطف أكبر

" دعني أساعدك "

لكنه لا يرد دائما و كأنها غير مرئية .




بمجرد أن ارتشف علي , رشفة واحدة من قهوته الساخنة , حتى انفلت الفنجان من بين أصابعه , و انسكب ما فيه على صدره .


صرخ هو بسبب الحرق ، و صرخت ملك بسبب الخوف ,
سارعت و أخذت الفنجان من يده ، و قامت تحاول تجفيف قميصه , بالمنديل الذي كانت تستخدمه ,


فيما كان هو يحاول ابعاده عن جلده دون جدوى ، فقد وصلت القهوة الساخنة إلى هناك بالفعل و أحدثت حرقا .



قام علي من مكانه يحاول فتح أزرار قميصه ، و اتجه بسرعة ناحية غرفته ,
أما ملك فقد هرعت إلى المطبخ ، أحضرت كيس ثلج و لحقت به إلى هناك .



في الغرفة كان علي قد خلع قميصه , و نظف مكان الحرق بالماء البارد ،
كان الأثر يغطي نصف صدره الأيسر , و قد بدا ملتهبا جدا و مؤلما ،

ثم وقف أمام المرآة ، يحاول البحث عن أماكن أخرى متضررة .



في هذا الوقت دقت ملك الباب , ثم دخلت و خطت أمامه مباشرة ،
وضعت كيس الثلج على الحرق , و أمسكت بيد علي لتضعها على الكيس ,

ثم قالت بنبرة آمرة و هي تحدق الى صدره

" أبقه هكذا لعشر دقائق ، ثم سأضع لك مرهما "




نظر إليها علي بوجه عابس و ملامحه تقول

" هاي أنت ألا ترين رجلا نصف عار أمامك ؟ "




لكن ملك تجاهلته فبالنسبة لها ، ما دامت أتت هنا لمعاينة مريض ،
فهي لا تلاحظ أصلا إن كان رجلا أو امرأة أو حتى طفلا ،
هي لا ترى إلا مكان الحرق ، و لا تفكر إلا في كيفية اسعافه .



برؤية عدم استجابته ، رفعت ملك رأسها ناحيته , و نهرته بنبرة جادة و حازمة

" قلت أمسك هذا هنا ، سأحضر مرهما و أعود "

و ضغطت على يده التي وضعتها على كيس الثلج , الذي لم تنفع برودته في تهدئة قلب الرجل الثائر .




لم يجد علي بعدها إلا الانصياع للأوامر ، و إلا هي ستبقى ملتصقة به طوال اليوم .



قصدت ملك بعدها الحمام في الطابق الأرضي ، و أخرجت مرهم الحروق الذي اشتراه علي سابقا ، حينما احترقت يد رنا , و عادت إلى الغرفة مجددا ,


كان علي لا يزال يقف مكانه ، ممسكا بكيس الثلج على صدره كولد مطيع ، للمرة الثانية على التوالي , و قد مرت العشر دقائق بالفعل ،



دخلت ملك مع المرهم في يدها و دنت منه

" أرني مكان الحرق "


طلبت بصوتها الرقيق , و أخذت من يده الكيس ، وضعته على طاولة مجاورة ،
ثم اقتربت أكثر لترى بشكل أفضل

" لا يبدو خطيرا ، ليس هناك تسلخات أو وذمات ،
جيد أن القميص بقماش متين امتص معظم الحرارة ,

أعتقد أن بعض المرهم سيفي بالغرض "



بمجرد أن أكملت ملك تشخيصها ، وضعت بعض المرهم على أطراف أصابعها ، و بدأت بدهن المكان المصاب بحذر ,
لكن مفعوله اللاذع جعل علي يجفل , خاصة أنه كان تائها في التحديق الى عينيها



" آه "

صرخ و حاول التراجع الى الخلف ، لكن ملك تداركت الأمر و قد أربكتها صرخته

" آسفة آسفة ، سأضعه بلطف لا تتحرك "

قالت بنبرة معتذرة


اقتربت بعدها أكثر و بدأت بنسف هواء ، على المكان الذي كانت بصدد معالجته ,
حتى تخفف من مفعوله الحاد ,




كانت جبهتها ملتصقة تقريبا بذقن علي , و شعرها الذي تلمه على الجانب , لتبعده عن الطريق يداعب كتفه العارية ,
فيما كانت أنفاسها الدافئة , التي تبثها على صدره , بمثابة عاصفة حارقة تعبث بمشاعره ,



صحيح أن ملك كانت تقوم بالأمر بعفوية ، دون انتباه لوضعهما فقط من أجل الحرق ،
لكن علي رجل لا يمكنه إلا أن يتأثر , بالمرأة التي تقف ملتصقة بصدره ،

و أية امرأة ملك العنيدة ، التي تفقده صوابه كلما دنت منه ، هذا اكتشاف آخر اكتشفه مؤخرا .



ما يزيد الأمر سوءا كان رائحة الياسمين المنعشة ، التي تنبعث من شعرها و بشرتها ،
و تخترق أنفه وصولا إلى دماغه , لتوحي له بصور كثيرة مخلة بالأدب .



فجأة بدأ قلبه بالخفقان بشدة ، ارتفعت درجة حرارته ، و بدأت تفاحة آدم خاصته بالصعود و النزول ،
و هو يحاول عبثا بلع ريقه الذي جف ,


كان علي يكز على أسنانه و يضم قبضتيه ، محاولا السيطرة على نفسه ، و الهائها بالتفكير بأمور أخرى ،
لكن عروق رقبته كانت تنبض بوضوح ,

و كان وجهه الذي أشاحه الى الجانب , يشتد احمرارا بسرعة كبيرة , لكنه لم يكن يقول شيئا .




أمام صمته المفاجيء ، شعرت ملك أن أمرا ما غير صحيح ، لذلك سألت دون أن تشيح بنظرها عن صدره


" ألم يعد يؤلم ؟ "


" تو "

هز علي رأسه بالنفي دون أن يتكلم , فهو لم يقدر تكوين جملة مفيدة .



كان علي يدعو أن تسرع و تغادر , رغم أن نفسه الأمارة بالسوء تحثه على فعل الكثير ,

فيما هو يجاهد كبت نزواته , توقفت ملك فجأة و حدقت إلى المكان دون أن تتراجع


" لكن أتعلم المرهم بمكونات زيتية ،
سيلطخ قميصك إن لبسته عليه ,

ما رأيك أن أضع لك معجون أسنان بدلا عنه , سيجف بسرعة ؟ "

سألت و هي تفكر بجدية لتغيير ما تفعله



"...."

لم يرد علي هذه المرة أيضا ، و اكتفى بالتحديق إلى هذه المرأة التي تنسى نفسها ، و هي تقف ملتصقة به ،


و قد شعر فجأة بالرغبة الشديدة في تطويقها بيديه ، و تقبيلها من تلك الشفاه الزهرية ،
التي يراها تتحرك و لم يعد يسمع ما تقوله .



بغياب الرد دائما ، رفعت ملك رأسها لتسأله مجددا ، لكن لسانها انعقد و قد هالها منظر العرق ,
الذي يتصبب من وجهه المحتقن ، و كان من الصعب عدم ملاحظة الأمر


" ما بك ؟ لم وجهك متورد هكذا ؟ "

سألته بقلق بالغ



بسماع سؤالها أفاق علي من غيبوبته أخيرا ، و قد وصل حده من التحمل و وجد كلماته

" أخرجي من هنا "


كان صوته أجشا و عميقا ، و هو يعطيها آخر فرصة للنجاة من بطشه ,

لكن ملك لم تلتقط الإشارة , و زادت في اصرارها الساذج


" ماذا ؟ سألتك لم وجهك محتقن هكذا ؟
يا الهي هل تعاني من الحمى ؟ "

توترت ملك سريعا و رفعت يدها لتحسس جبينه .



هنا فقد علي كل ذرة تركيز و سيطرة ، أمسك برسغها بيد و أحاط خصرها بالأخرى ،
لتصبح حبيسة أحضانه محققا حلمه الكبير ,

ثم جذبها بقوة ناحيته , محدقا بافتتان الى عينيها العسليتين ، اللتين اتسعتا عن آخرهما بسبب المفاجأة .


بعد ثوان هادرة اقترب علي ببطء ناحيتها ، حتى صارت أنفاسهما مشتركة , و بدأ بالتحديق إلى وجه ملك ، متنقلا بين عينيها و شفتيها ,



رغم أن ملك لم تفهم ما الذي يجري ، إلا أنها كانت مرتبكة هي الأخرى ،
توردت خدودها و أصبح قلبها يخفق دون هوادة , و توقفت عن الحركة منتظرة , ما الذي يريده المجنون منها .







في رأيكم لم علي غاضب بهذا الشكل ؟



😘💞💞





........



ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-20, 10:54 PM   #812

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 94 ( الأعضاء 32 والزوار 62)
‏ملك علي, ‏الاوهام, ‏alies, ‏فوزززز, ‏Berro_87, ‏الماسه مياسه, ‏طربيزة, ‏أم نسيم, ‏ali.saad, ‏ملك اسامة, ‏amana 98, ‏غير عن كل البشر, ‏خلعه 111, ‏nora74, ‏راء!, ‏زمردة الاسلام, ‏sanaa soso, ‏أميرةالدموع, ‏maha_1966, ‏the dream song, ‏Rouviva, ‏طلع القمر, ‏ظبية البان$, ‏Alaa_lole, ‏k_meri, ‏samam1, ‏هانا مهدى, ‏Just give me a reason, ‏أمنيات بريئة, ‏نور الدنيا, ‏آلاء الليل, ‏Nohaaaaa



شكرا حبيباتي 💖💖🌹🌹🌹🌹🌹🌹


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-20, 10:55 PM   #813

الاوهام
alkap ~
 
الصورة الرمزية الاوهام

? العضوٌ??? » 252190
?  التسِجيلٌ » Jul 2012
? مشَارَ?اتْي » 1,023
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الاوهام has a reputation beyond reputeالاوهام has a reputation beyond reputeالاوهام has a reputation beyond reputeالاوهام has a reputation beyond reputeالاوهام has a reputation beyond reputeالاوهام has a reputation beyond reputeالاوهام has a reputation beyond reputeالاوهام has a reputation beyond reputeالاوهام has a reputation beyond reputeالاوهام has a reputation beyond reputeالاوهام has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 96 ( الأعضاء 32 والزوار 64)
‏الاوهام, ‏Safeeee00, ‏ali.saad, ‏ملك علي, ‏alies, ‏فوزززز, ‏Berro_87, ‏الماسه مياسه, ‏طربيزة, ‏أم نسيم, ‏ملك اسامة, ‏amana 98, ‏غير عن كل البشر, ‏خلعه 111, ‏nora74, ‏راء!, ‏زمردة الاسلام, ‏sanaa soso, ‏أميرةالدموع, ‏maha_1966, ‏the dream song, ‏Rouviva, ‏طلع القمر, ‏ظبية البان$, ‏Alaa_lole, ‏samam1, ‏هانا مهدى, ‏Just give me a reason, ‏أمنيات بريئة, ‏نور الدنيا, ‏آلاء الليل, ‏Nohaaaaa


الاوهام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-20, 10:56 PM   #814

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير خفاجة مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمه الله



و عليكم السلام ورحمه الله وبركاته حبيبتي 💖 مرحبا بيك 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹😅


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-20, 10:57 PM   #815

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام ارومة مشاهدة المشاركة
السلام عليكم رواية حللللوة لكن هيا كم فصل باش نعرف قداش مازال باش اتم


و عليكم السلام 💞💞
لا يزال حوالي اربعين فصل 💖💖💖


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-20, 11:00 PM   #816

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور الدنيا مشاهدة المشاركة
تسلم ايدك روعة البارت و حبيت الانفجارات و القنابل اللي فيه و الله يعين علي على انفصام الشخصية اللي فيه ساعة معصب و ساعة هادئ و ساكت ما وصيك فى الفصل القادم نبيه معصب و مجنون لاني أحب أشوفه مجنون 😜😂😂😂😂😂😂




😅😅
يسلمك حبيبتي 💖
البوم هو دايب و منهار و فاقد للسيطرة 😉
شكرا للمتابعة 💞💞


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-20, 11:02 PM   #817

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maha_1966 مشاهدة المشاركة
في انتطار الفصل و يا رب يخليكي يا ملك يا ريت الخط يكو ن كبير وواضح لان الفصل السابق ارهق عينى جدا
لكن كله يهون علشان خاطر عيونك




سلامة عيونك حبيبتي 💖💖
الفصل السابق كان على الوضع المخفي لذلك ظهر بحروف صغيرة و على خاطر عيونك مش راح نعاودها ☺️💖💖


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-20, 11:04 PM   #818

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملك اسامة مشاهدة المشاركة
يتقال كلمه واحدة على هذه الروايه. رائعه بجد
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابنة العرب مشاهدة المشاركة
بالتوفيق روايه رائعه
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ratiba selma مشاهدة المشاركة
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبه سمير مشاهدة المشاركة
الفصل رائع منتظرين الفصل بشوق
💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alaa_lole مشاهدة المشاركة
تسجيييل حضوووور💛💛💛 الاحداث اليووم 🔥🔥🔥🔥
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آلاء الليل مشاهدة المشاركة
تسجيييييل حضوووور
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة just give me a reason مشاهدة المشاركة
تسجيل حضور بالانتظاااااااااااااااار
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رهف أوس مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ✋🏻




و عليكم السلام ورحمه الله وبركاته 💞💞
شكرا غالياتي على الدعم الجميل الذي يسعد قلبي 💖💖 ربي يسلمكم 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-20, 11:09 PM   #819

maha_1966

? العضوٌ??? » 212634
?  التسِجيلٌ » Nov 2011
? مشَارَ?اتْي » 522
?  نُقآطِيْ » maha_1966 has a reputation beyond reputemaha_1966 has a reputation beyond reputemaha_1966 has a reputation beyond reputemaha_1966 has a reputation beyond reputemaha_1966 has a reputation beyond reputemaha_1966 has a reputation beyond reputemaha_1966 has a reputation beyond reputemaha_1966 has a reputation beyond reputemaha_1966 has a reputation beyond reputemaha_1966 has a reputation beyond reputemaha_1966 has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلمى لى حبيبتي ربنا يخليكى
الفصل أكتر من راااااااااااااااااااااائع


maha_1966 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-20, 11:27 PM   #820

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 107 ( الأعضاء 40 والزوار 67)
‏ملك علي, ‏Sella ayman, ‏الذيذ ميمو, ‏Lazy4x, ‏الق الزمرد, ‏Just give me a reason, ‏آلاء الليل, ‏هبه سمير, ‏شموسه3, ‏سامنتا 7, ‏فوزززز, ‏amatoallah, ‏وردة الطيب, ‏maha_1966, ‏zezo1423, ‏samam1, ‏Rouviva, ‏أمنيات بريئة, ‏خلعه 111, ‏نوره خليل, ‏هانا مهدى, ‏بلانش, ‏Safeeee00, ‏ali.saad, ‏Berro_87, ‏الماسه مياسه, ‏طربيزة, ‏أم نسيم, ‏ملك اسامة, ‏amana 98, ‏غير عن كل البشر, ‏nora74, ‏راء!, ‏زمردة الاسلام, ‏sanaa soso, ‏أميرةالدموع, ‏the dream song, ‏طلع القمر, ‏ظبية البان$, ‏Alaa_lole



💖💖💖💖💖


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:32 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.