شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء ) (https://www.rewity.com/forum/f118/)
-   -   أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (https://www.rewity.com/forum/t471930.html)

اميرةm* 27-08-20 10:26 PM

الحمااااس والتشويق ↗️↗️↗️↗️↗️↗️❤️❤️😍

اميرةm* 27-08-20 10:27 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملك علي (المشاركة 15057072)
😅😅😅😅
و الله تعليقاتك هي اللي تبرد القلب ⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩😘😘😘😘

حشمتيني 😘😇😇
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

ملك علي 27-08-20 11:06 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اميرةm* (المشاركة 15058523)
رائعة كالعادة
كريم شخصية مثيرة للاعجاب ذكي قوي وغامش... حبيييييت
علي يا علي... اتمنى تصلح اخطائك بسرعة
ملك الحبيبة لم نعرف اخبارها.. كيف صارت يا ترى






راح نعرف عن كريم المزيد لاحقا 😉
كل اللي فات كان مقدمة الاحداث الحقيقية ستبدأ الآن 🤗🤗
شكرا على الدعم حبيبتي 😘💞💞💞

Alaa_lole 28-08-20 12:34 AM

❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰❤🥰❤✨❤✨❤🥰❤ 🥰🥰💛💛💛

mansou 28-08-20 12:09 PM

احسنت كريم هذا ما كنت اتوقعه منك
علي هاذي البداية ومزال مزال ههههه
فصلين رائعين مشكورة ملوكة💞💞💞💞💞💞

ملك علي 28-08-20 01:04 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mansou (المشاركة 15059621)
احسنت كريم هذا ما كنت اتوقعه منك
علي هاذي البداية ومزال مزال ههههه
فصلين رائعين مشكورة ملوكة💞💞💞💞💞💞






يسلمك حبيبتي 💞💞💞💞💖

نور الدنيا 28-08-20 01:41 PM

روعة البارت بس على يحتاج ضربة أقوى بعد كل اللي قاله كريم مازال يفكر ان ملك اللي سرقت حاسوبه و سربت المعلومات ما ادري ليش ما فكر بالعامل محمد و الخادمات اللي رتبوا أغراض ملك و لا حط مراقبة عليهم كان يقدر يكتشف الفاعل بسهولة بدل هاللف و الدوران تعب ملك و تعبنا معاه

ملك علي 28-08-20 02:26 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور الدنيا (المشاركة 15059701)
روعة البارت بس على يحتاج ضربة أقوى بعد كل اللي قاله كريم مازال يفكر ان ملك اللي سرقت حاسوبه و سربت المعلومات ما ادري ليش ما فكر بالعامل محمد و الخادمات اللي رتبوا أغراض ملك و لا حط مراقبة عليهم كان يقدر يكتشف الفاعل بسهولة بدل هاللف و الدوران تعب ملك و تعبنا معاه






علي يحتاج درس عمرو و ملك الوحيدة اللي تقدر تغير رأيه
الكثير من الاحداث و الصدامات قادمة لا تستعجلي 😉💞💞

ملك علي 28-08-20 08:17 PM





البارت الثالث و الثلاثون لنصفي حسابنا







في نفس الوقت في دبي , كانت ملك تستلقي في غرفتها تتأمل المكان , و لا تملك القوة للنهوض ,

ذلك المجنون لا أثر له و كأنه تبخر , في هذا الوقت يعم الهدوء المنزل , لا شيء غير أصوات
الحشرات في الفناء



سمعت ملك الباب يفتح , اعتقدت بأنها فاطمة أحضرت لها العشاء كالعادة , بمجرد أن أرادت اغلاق
عينيها لادعاء النوم , لمحت طيفا صغيرا يطل من الباب ,

فتحت ملك عينيها مجددا , و حدقت للطفلة التي تقف قبالتها مبتسمة بغمازتيها الجميلتين


" يا الهي , هل هذه الطفلة حقيقية ؟ "

سألت ملك بصوت هامس , يعني تلك لم تكن هلاوس



" من أنت ؟ "

سألت مجددا لكن الطفلة التي تبدو في عمر السادسة أو السابعة , كانت تكتفي بالوقوف أمامها
مبتسمة بكل دفء ,

ترمش بعينيها السوداوين دون قول حرف واحد , و دون حتى أن تدنو منها أكثر ,



في هذه المرة كانت ترتدي فستانا أزرق اللون بنقاط بيضاء , و تجمع شعرها بشكل كعكتين , بدت
لطيفة و محببة جدا ,

و للحظة شعرت ملك أن ملامحها مألوفة بطريقة غريبة




بعد دقائق سمعت صوت خطوات في الرواق , فأشارت الطفلة لملك بيدها مودعة , ثم اختفت في
رمشة عين .



" يا الهي هل هناك أشباح هنا ؟

فمن غير المعقول تربية طفلة بهذه البراءة , بالقرب من سادي مجنون كذلك الرجل "

كلمت ملك نفسها بإحباط و أغمضت عينيها مجددا .




بعدها بلحظات دخلت فاطمة تحمل طعام العشاء , تحاول اقناع ملك بتناوله و التوقف عن الاضراب ,


لكن ككل يوم لا شيء ينجح معها , الآن أصبحت المرأة فعلا قلقة , و تتمنى أن يعود علي ليستلم
أمانته , لأنها استنفذت كل وسائلها لاقناع هذه العنيدة بالأكل .
.
.
.

في الغد وصل علي برفقة كريم بعد الظهر و اتجه الى بيته , بمجرد دخوله قصد غرفته مباشرة ,

دون أن يسأل عن أي شيء , و كأنه يهرب مما ينتظره , لكن فاطمة استقبلته و سارعت الى فتح حوار معه


" بني كيف حالك ؟ "


" بخير فاطمة و أنت ؟ "


" أنا بخير و لكنني قلقة , جيد أنك عدت الآن "

قالت و هي تمسك سترته التي ناولها اياها



" ماذا هناك ؟ هل تواجهين مشاكل ؟ "

قال و هو يفك ربطة عنقه متوقعا الاجابة سلفا



" لا سيدي و لكن تلك الشابة التي تركتها هنا , لم تأكل شيئا منذ أيام ,

لا تتحرك و تغلق عينيها ليل نهار , حتى تتجنب الحديث معي , و كأنها تعتزم الموت ,

اتصلت بدكتور جلال أول أمس , أشار بترك الخط الوريدي و أوصى بطبيب نفسي "




لم يعلق علي على شيء , كما لم يستغرب ما أخبرته فاطمة , مما عرفه عن ملك في المرات
القليلة التي قابلها فيها عنادها الشديد ,

و لكنه فعلا لا يعرف ما عليه فعله الآن , و اكتفى بطمأنة فاطمة

" لا بأس دعيها و شأنها , هي حرة أنا متعب الآن "



و أكمل طريقه باتجاه غرفته , استوقفته فاطمة للمرة الثانية , فقد تأثرت بحال ملك و تريد المساعدة


" بني من تلك الشابة ؟ "


حدق اليها علي قليلا و كأنه لا يعرف ما يقول لها ثم أجاب

" لا أحد فاطمة , لا تشغلي بالك "


" هل أحضر لك الغداء ؟ "


" أكلت في الطائرة شكرا , لا تزعجوني أريد أن أنام لبعض الوقت "



توقفت فاطمة عن طرح الاسئلة , فواضح أن علي لا ينوي الاجابة مهما أصرت , و عادت أدراجها
الى المطبخ .





قصد علي غرفته أخذ دشا بدل ملابسه , ثم استلقى كجثة على سريره , و غط في نوم عميق
لأكثر من ثلاث ساعات .



حينما استفاق كان وقت العصر قد مر , نهض متثاقلا اغتسل و صلى ثم نزل الى مكتبه , حينما
أصبح في الصالون استدعى فاطمة من أجل ارسال فنجان قهوة .



بمجرد أن وصل صوته الى مسامعها , ملك التي كانت في شبه غيبوبة فتحت عينيها فجأة و
جلست مكانها ,


هي يمكنها أن تخطئ أي صوت الا صوت هذا الرجل , فهو يوقظ كل قرون استشعارها , بقيت
تستمع عله يكرر كلامه للتأكد , لكن ساد الصمت المكان مجددا ,




رغم ذلك مدت ملك يدها الى الخط الوريدي و انتزعته , و دون اهتمام للدم الذي كان يخرج من
مكان الابرة ,
ألقت الغطاء جانبا و حركت رجليها الى حافة السرير ,


رغم أن عضلاتها كلها كانت تؤلمها الا أنها لم تتوقف , فكل ما كانت تفكر فيه هو رؤية هذا
المتسلط و مواجهته ,



هي يئست بسبب انتظارها لأيام , و قد اعتقدت أنه ألقاها هنا و غادر دون رجعة ,

كانت خائفة أن يكون هذا مجرد مكان مؤقت , يمر به من وقت الى آخر , لذلك لن تفوت هذه
الفرصة و لو ذهبت زحفا الى مكانه .



استجمعت ملك ما بقي من طاقتها و قفزت من فراشها , وقفت لبضع لحظات متمسكة بالخزانة
التي بجانب السرير ,


منتظرة أن تستعيد توازنها ، بعدما شعرت بدوار رهيب في رأسها و وهن في ركبتيها ,

و لكنها قاومت ذلك بعزيمة , من يدري اذا فوتت فرصة مواجهته الآن متى ستراه مجددا .



كان عزمها على رؤية علي أكبر من ضعفها , خطت بخطى متباطئة ناحية الباب , و هي تحاول التقاط أنفاسها ,

فبعد أربعة أيام من تجويع نفسها , لا يمكنها الا أن تشعر بالعجز الشديد ,



فتحت ملك الباب و خرجت الى الرواق و منه الى الصالون , بمجرد وصولها الى هناك تعرفت على
المكان , فهنا كانت أول زيارة لها لا يمكنها أن تنساه ,



بسبب حركتها البطيئة استغرق الأمر أكثر مما يجب , حيث كان علي قد دخل مكتبه فعلا , و
فاطمة عائدة الى المطبخ



" أين هو ؟ "

قطعت ملك على المرأة طريقها و بادرتها متسائلة ,

تفاجأت فاطمة لوقوفها هناك , لأول مرة تسمع صوتها و لكنتها , لكنها لم تقل شيئا , و بقيت تحدق
اليها بحيرة



كررت ملك سؤالها بنبرة أكثر حدة , و هي تتكئ على الأريكة أمامها

" أنا أسألك أين سيدك ؟ "



لم تكن فاطمة متأكدة بم يجب أن تجيبها , لكن واضح أنها مصرة على ما تفعله , و قد بدأت فعلا
بالتخوف من الحصول على جثة هنا ,


لذلك حزمت أمرها و قررت ارسالها الى صاحب الشأن ليحلا مشاكلهما معا , أشارت بيدها الى
باب المكتب , و أكملت طريقها لجلب القهوة



لم تضف ملك شيئا و قد حصلت على مرادها , استدارت و خطت بخطوات بطيئة قاصدة المكتب ,

بوصولها الى هناك لم تدق على الباب , و انما فتحته مباشرة و ألقت نظرة على الداخل



امتعض علي لأنه لم يتعود أن يدخل عليه أحد دون استئذان , و لكنه بمجرد أن رفع رأسه , و قبل
أن ينطق بحرف واحد صدمه المنظر ,


كانت ملك تقف هناك حافية القدمين , بوجه شاحب متعب و هالات سوداء سيئة تحت عينيها ,
اللتين تلمعان مع بعض الاحمرار فيهما ,


يبدو أنهما أصبحتا هكذا بسبب البكاء لفترة طويلة , شفاه شاحبة مشققة من الجانب , و شعر
مموج و مسدول على كتفيها



ترتدي قميص نوم أبيض فضفاض مع كمين طويلين , يصل الى تحت ركبتيها واضح أنه لفاطمة ,


كانت هناك بعض الكدمات على ساقيها , كانت قد حصلت عليها بعدما سقطت يوم طاردت سيارة
والدها , أكيد بشرتها حساسة جدا لتحصل على كدمة مماثلة ,


تضع يدها اليسرى على ظاهر اليد اليمنى , محاولة ايقاف النزيف الناتج عن انتزاع الخط الوريدي
فجأة .



الصورة كلها تبدو لشبح هائم , خاصة أنها فقدت بعض الوزن في الأيام الماضية .




عبس علي من المنظر و قطب حاجبيه , خالجه شعور بالشفقة لثوان , خاصة أنها تبدو على وشك
أن تفقد وعيها ,


لكنه لم يرد أن تلاحظ ملك الأمر , فخفض رأسه مجددا للتحديق في الأوراق أمامه , دون قول حرف
واحد و كأن لا شيء يجري هنا .



" لنصفي حسابنا "

أمام تجاهل الرجل أمامها , كانت ملك أول من تكلم , بصوت ضعيف فيه بحة , و لكنها قالتها
بكل اصرار



بلع علي ريقه لاخفاء توتره , و أجاب دون أن يرفع رأسه

" ما الذي تريدينه ؟ "



هو لا يزال لديه أمل أن تعترف بشيء ما , أي شيء قد ينهي بركان الأفكار , الذي يدور في
رأسه منذ البارحة



صمت الاثنان للحظات أخرى , قبل أن تتكلم ملك مجددا

" ما الذي تريده لتخرج من حياتي نهائيا و تدعني أرحل ؟ "



" سبق و أن أخبرتك عما أريد "

رد عليها علي بكل هدوء , مستمرا في التحديق في الملف أمامه



" و أنا لا أعرف عنه شيئا "

أجابت ملك بكل ثقة

" و أنا لا أصدقك "

رفع بعدها علي رأسه ليرى ردة فعلها , متوقعا أن تنفجر في وجهه ككل مرة



لكن ملك أغمضت عينيها و أخذت نفسا عميقا , و كأنها تهدئ نفسها ثم فتحتهما و ردت بكل تعقل


" عدا عن هذا بامكاني فعل أي شيء , مقابل أن تدعني أرحل "



كانت ملك قد فكرت مطولا لأيام , هذا الرجل مصر على اتهامها , لن يسمح لها بالرحيل طواعية ,

و حتى و ان فعلت رغما عنه , لا يبدو بأن وصوله اليها و الى عائلتها أمر يصعب عليه ,


هي اختبرت جرأته في فعل الأمور , اختبرت قسوته و حيله , لا تريد أن تعلق معه ما بقي من
حياتها ,

لذلك لم يبق الا المساومة , فقد يكون لديها أمل في الرحيل يوما ما .





تفاجأ علي باقتراحها , منذ الأمس و هو يستعيد ما قاله كريم مرجحا عدم تورطها , حتى أنه فكر
في امكانية تركها و شأنها لترحل بمجرد وصوله ,



و لكنها تأتي الآن لتساومه , اذا لم تكن متورطة فلم تقبل التفاوض الذي كانت ترفضه ؟

أو لأنها لا تجد مخرجا غير هذا ؟



كان ذهنه فعلا مشوشا لا يعرف فيم يفكر , و ماذا عليه أن يقرر بشأنها ,

فجأة لاحت له فكرة شيطانية , هي الآن تعرض هذا التنازل , فما عليه الا أن يصعب الأمر عليها
حتى يعرف حدودها .



ابتسم علي بطرف فمه بخبث و سألها

" أي شيء ؟ "


كان كمن يتلاعب بما قالته , و ملك وقعت في الفخ بسرعة , حيث هزت رأسها دون قول شيء ,
لأن قواها بدأت تضعف ,


هي بالكاد تقف على رجليها , و هذا الرجل عديم الرحمة لم يطلب منها حتى الجلوس , لكن لا
بأس هي أصلا لا تريد الاقتراب منه , خاصة مع رائحة عطره التي تغرق المكان .





حدق علي اليها بتمعن , و بعد دقيقتين أصدر صوتا

" اذا كوني زوجتي فعلا لليلة واحدة , و سأطلق سراحك بعدها مباشرة "



في البداية لم تفهم ملك ما قصده , و بقيت تحدق بصمت و حيرة ناحيته ,

لكن بعد ثوان تغيرت ملامح وجهها , و تحولت الى غضب عارم و اشمئزاز شديد و دون تردد أجابته


" و لا لثانية واحدة , أنت حقير جدا لتطلب أمرا منحطا كهذا "



أصبحت ابتسامة علي أكثر عمقا , هو أصلا اقترح هذا الأمر , ليعرف أين يمكن أن تصل بتنازلاتها ,


فما قاله كريم شوش تفكيره و أراد اختبارها , لو كانت وافقت كان سيمسكها من ذراعها و يلقيها
خارجا ,

هو لا يريد منحرفة تحت سقف بيته , لكن واضح أن رأي كريم فيها هو الأصح ,


اضافة الى أنه تلقى اجابة على سؤاله , بشأن طمعها بمكانة زوجته , واضح أنها لا تريد ذلك و بشدة .




" تعتقدين أنني مهتم بك ؟ "

قالها بسخرية محاولا اثارة أعصابها أكثر



لكن ملك لم تعد تهتم لما يقوله , بالنسبة لها هذا رجل دون أخلاق , و هي تحمد الله فعلا لأنه
ليس مهتما بها , و الا هي لن تمانع أن تخنقه بيديها ,



" أفضل أن أبقى خادمة ما بقي من عمري , و لا أكون زوجتك لثانية واحدة "

قالتها ملك بكل اشمئزاز ,

ثم استدارت بعناء لتغادر المكتب , فلم يعد هناك ما تفاوض بشأنه مع رجل دون قيم .



لم يتوقع علي ما قالته , لكن كان واضحا أنه أثار غضبها , بمجرد أن وصلت الباب انطلق صوته
مجددا

" اذا أنت من وضع الشروط , فلتكوني خادمة اذا سأحقق أمنيتك "



كان هذا تصعيدا آخر من طرفه لاستفزازها , هو عادة لا يحب المجادلة كثيرا , و لكنه يستثني هذه
العنيدة , فهو فعلا لا يستطيع تخمين ما تفكر فيه ,



لكن ملك توقفت فجأة و كأن تيارا صعقها , استدارت و قد بدا السرور على وجهها , في ردة فعل
غير متوقعة و بادرته


" هل أنت جاد ؟ "

سألت بصوت مبحوح يملؤه التأمل , و عينيها تتصفحان تعابير وجهه الباردة بحثا عن الصدق فيها



قطب علي جبينه , طبعا هو لم يكن جادا , هو يتعمد قول أمور مذلة و غير ممكنة , فقط لاغضابها
و استفزازها لا أكثر , هو نفسه لا يعرف لم يفعل ذلك ,



و لم يتوقع أن تخيب ظنه و يفرحها هذا الاقتراح , أية امرأة خاصة في مكانتها التي تحدث عنها كريم ,
لن تقبل أبدا أن تكون خادمة , و لو ليوم واحد فهذا يحط من قيمتها , خاصة اذا كان هنا في بيته



أو على الأقل هذا ما أعتقده , لكن كالعادة غروره يمنعه من اعلان عجزه أمام هاته المتاهة
البشرية ,

لذلك عليه أن يلعب دور الواثق في نفسه , فكيف ينسحب الآن أمامها ,




هز علي رأسه بالموافقة , و أضاف شرطا اعتقده تعجيزيا

" و بدل اليوم الذي طلبته أنا سيكون سنة كاملة "





لم تصدق ملك ما سمعته , بعدما يئست من المغادرة من هنا , الا بعد سنوات كما أخبرها المحامي ,

ها قد تحول الأمر الى سنة واحدة , اثني عشر شهرا , ثلاثمائة و خمس و ستون يوما و تصبح
حرة طليقة ,



أصلا هي مجبرة على البقاء , الى غاية صدور الحكم في قضية التهريب و الذي قد يدوم لأشهر ,
و لا تجد مانعا فيما قاله ,
مادامت ستتخلص من ترصده لها في النهاية ,



ابتسمت ملك بعمق و قد تلاشت كل ملامح الغضب و الحزن , و أصبح وجهها أكثر اشراقا , أمام
دهشة علي الذي لم يفهم ما ردة الفعل هذه ,



و قبل حتى أن يستفسر منها , تقدمت ملك بخطوات سريعة ناحية مكتبه و اقترحت

" لنكتب عقدا اذا ؟ "




و دون انتظار رده بالموافقة أو الرفض , بدأت بالبحث بين أوراقه عن ورقة بيضاء و قلم , فيما كان
علي يحاول استيعاب الأمر مراقبا حركاتها



" عقد ؟

هل وافقت فعلا على أمر مذل كهذا فقط لتتخلص مني ؟ "

سأل نفسه بحيرة ثم بادرها


" هل تقبلين أمرا كهذا على نفسك ؟ "



سألها مباشرة و قد استغرب قبولها , لم يبد من المعقول أن تقبل شابة مثقفة ثرية مدللة ,

قد لا تكون رفعت صحنا في المطبخ مسبقا , بأن تكون خادمة و لسنة كاملة , فقط لأنها لا تريد
البقاء معه , لا يعقل أن تكون جادة .



بسماع سؤاله توقفت ملك عن البحث و حدقت اليه لثوان , قبل أن تجيبه بجرأتها التي تصدمه
كل مرة


" ليس هناك أية اهانة أن أكون خادمة , مجرد عمل بسيط مقابل حريتي ليس بالثمن الكبير ,

بالعكس سأحتقر نفسي ان أنا وافقت على البقاء مع رجل لا أحترمه "


قالتها بحقد مع نظرة اشمئزاز ناحيته




" أنت ؟ "

أسكتها علي بتحذير فقد أصبحت أكثر جرأة في هجومها , و قد يرغب قريبا في خنقها , لكنها فعلا
أثارت انزعاجه .



فجأة تذكر علي أمرا لا يعلم كيف خطر على باله

" و ذلك الرجل ألا يمانع ؟ "



لم تفهم ملك قصده و ظهرت الحيرة على ملامحها , ففي بعض الأحيان يخيل لها أنه يتحدث بلغة
أجنبية , أو أنه يحدث شخصا غيرها



" عن أي رجل يتحدث ؟ "

سألت نفسها بحيرة و استمرت في التحديق ناحيته , رأى علي تساؤلها في عينيها و ابتسم مجددا


" الرجل الذي رافق والدك , ماذا أليس حبيبك ؟ "



تذكرت ملك سامي الذي رافق والدها , لكن لم تفهم لم يذكره هذا المتطفل الآن ، مفترضا أن
بينهما علاقة ,

الا أن ذلك لم يمنعها من تحديه , فقط لاستفزازه كما يفعل معها



" أتقصد سامي ؟ "


رفع علي حاجبه و اكتفى بهز رأسه , ابتسمت ملك بسخرية و أجابته


" آه أجل , هو طبيب مثلي و متفتح جدا , يثق بي و نحن نحب بعضنا ,

متأكدة أنه سيتفهم الوضع بعد عودتي , و سنكمل استعدادنا للزواج , لا داعي لتدخلك "




( اذا كان وجود سامي في حياتها , سيبقي هذا المجنون بعيدا عنها فلا بأس في قول ما قالته )

فكرت ملك بينها و بين نفسها , و عادت للبحث عما تريده , متجاهلة الرجل الواقف أمامها




طبعا علي تذكر كيف قبل ذلك الرجل جبينها ( لا يبدو أنه سينسى أمر القبلة قريبا 😅😍 ) ,
و قال أنه يثق في اختيارها و أنه يتمنى لها السعادة ,

اذا أخبرته بعد عودتها أنه كان مجرد فخ , من الوارد جدا ألا يمانع استمرار علاقتهما و الزواج ,

فواضح أنه يحبها و متعلق بها , أو ربما أعلمته بالوضعية بالفعل ، و هو ينتظر انتهاء الأزمة و
استعادتها مجددا .




توقف بعدها علي عن ذكر الموضوع , فقد كان مجرد فضول عابر , هي حرة في قراراتها , و هو
لا يريد أن يعطيها فكرة خاطئة عن اهتمامه بأمورها .



كانت ملك مستمرة في البحث عن أوراق بيضاء على مكتبه , فجأة انتبه علي الى يدها التي تنزف ,
و هي تحمل قلما و تكتب بكل جدية متجاهلة الوضع , فما كان منه الا أن صرخ فيها بانزعاج



" أوقفي الدم أولا "

لم يكن علي المهووس بالنظافة , منزعجا من اتساخ المكان , بقدر انزعاجه من منظرها ,

كيف يمكن لشخص الاهتمام بكتابة ورقة فيم يده تنزف ؟



لكنه لم يعلم أن تحمس ملك للاتفاق , الذي سينقذ حياتها محى كل تفكيرها , هذه الورقة هي
بالنسبة لها أهم حتى من روحها ,

بسماعه انتبهت ملك أخيرا , و تركت القلم من يدها

" آسفة "



مزقت بعدها طرف قميصها , و لفت به يدها ثم ضغطت عليه لإيقاف النزيف .



لم يعلق علي مجددا و لكنه بقي يحدق الى ملك بحيرة , غير مستوعب فكرة أن تعتذر فقط
لأنها لوثت المكان بالدم ,


بعد كل ما جرى بينهما , ألا يجب ألا تهتم بما يفكر به ؟
و تصرخ في وجهه أن يذهب الى الجحيم ؟


ألا يجب أن يأسف هو من أجلها , لأنها تتجول بمنظر كهذا مثير للشفقة ؟



شعر علي بالسوء للمرة المائة منذ دخول ملك الى هنا , لكنه لا يمكنه قول شيء و تأليبها ضده ,
هو لن ينجو أبدا من حدة لسانها , لذلك اكتفى بالجلوس هناك مراقبا .











💞💞😘



.......


Alaa_lole 28-08-20 09:21 PM

واااو ✨🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩


الساعة الآن 01:20 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.