شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء ) (https://www.rewity.com/forum/f118/)
-   -   أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (https://www.rewity.com/forum/t471930.html)

ملك علي 19-07-20 12:47 AM

أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة *
 
أول رواية لي باللغة العربية الفصحى ارغب في نشرها هنا




https://upload.rewity.com/do.php?img=163167




ملك فتاة بسيطة بقلب بريء تؤمن أن فعل الخير يمكن أن يأسر قلوب أعتى الوحوش و أن لاصدف في هذه الحياة لأن كل شيء يحدث لسبب ما , تتقاطع طريقها مع رجل متبلد المشاعر متسلط لا يؤمن بوجود الحب الحقيقي و لا أن أحدا يفعل خيرا دون مقابل ,
تنقلب حياتها رأسا على عقب بسبب سوء فهم يتحول إلى جحيم تكون هي أسيرته , فهل ستظل الأصفاد في معصميها أم ستتحول إلى يدي جلادها

" فعلا ؟ ألست امرأة تعيش على التنقل بين غرف الرجال ؟ "



" آسفة سيدي أنا لم آخذ منك شيئا لأعيده "



" تذكري أنك بدأت هذه اللعبة و لكن أنا من سينهيها لذلك استعدي جيدا "



" انت فعلا سادي مجنون "



" الشعور الوحيد الذي اشعر به ناحيتك هو الكره أكرهك أكرهك "



" علي ؟ " نادت ملك بصوت خافت متألم وسط أنة و اندست أكثر في حضن الرجل الجالس بجانبها ,
احتضنها علي بقوة أكبر بين ذراعيه , طبع قبلة صغيرة على جبينها ثم وضع ذقنه على رأسها و أجاب بألم
" يا عيون علي "



" أسيرة الثلاثمائة يوم ".



تواقيع الأبطال


ملك 💖



علي 😍



كريم 😍



أسيل 💖



مريم 💞



رنا 💖💖💖



علياء 💞

















روابط الفصول

الفصل 1، 2 .... بالأسفل
الفصل 3, 4, 5 نفس الصفحة
الفصول 6، 7، 8، 9، 10، 11 نفس الصفحة
الفصل 12، 13
الفصول 14، 15، 16، 17، 18، 19 نفس الصفحة
الفصل 20، 21
الفصل 22، 23
الفصل 24، 25، 26، 27 نفس الصفحة
الفصل28، 29، 30 نفس الصفحة
الفصل31، 32 نفس الصفحة
الفصل 33
الفصل 34، 35 نفس الصفحة
الفصل 36، 37 نفس الصفحة
الفصل 38، 39 نفس الصفحة
الفصل 40, 41 نفس الصفحة
الفصل42، 43 نفس الصفحة
الفصل 44، 45 نفس الصفحة
الفصل 46
الفصل 47، 48، 49 نفس الصفحة
الفصل 50
الفصل 51
الفصل 52، 53 نفس الصفحة
الفصل 54
الفصل 55
الفصل 56، 57 نفس الصفحة
الفصل 58
الفصل 59
الفصل 60
الفصل 61, 62, 63 نفس الصفحة
الفصل 64، 65 نفس الصفحة
الفصل 66
الفصل 67
الفصل 68
الفصل 69
الفصل 70
الفصل 71
الفصل 72
الفصل 73
الفصل 74
الفصل 75
الفصل76
الفصل 77
الفصل 78
الفصل 79
الفصل 80
الفصل 81
الفصل 82
الفصل 83
الفصل 84
الفصل 85
الفصل 86
الفصل 87
الفصل 88
الفصل 89
الفصل 90
الفصل 91
الفصل 92
الفصل 93
الفصل 94
الفصل 95
الفصل 96
الفصل 97
الفصل 98
الفصل 99
الفصل 100
الفصل 101
الفصل 102
الفصل 103
الفصل 104
الفصل 105
الفصل 106
الفصل 107
الفصل 108
الفصل 109
الفصل110
الفصل111
الفصل 112
الفصل 113
الفصل 114
الفصل 115
الفصل 116
الفصل 117
الفصل 118
الفصل 119
الفصل 120
الفصل 121
الفصل 122
الفصل 123
الفصل 124
الفصل 125 الأخير
الخاتمة




رابط الكتاب الالكتروني
يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي






قصص من وحي الاعضاء 22-07-20 12:15 AM

اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...

للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html


واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء

ملك علي 29-07-20 09:03 PM

بسم الله الرحمن الرحيم




انا كاتبة هاوية انضممت مؤخرا الى هذا المنتدى المميز بتشجيع من صديقاتي سأشرع في تنزيل بارتات روايتي ابتداءا من أول أيام العيد الأضحى ان شاء الله


رواية
" أسيرة الثلاثمائة يوم "
من النوع الدرامي الرومنسي مع الكثير من التشويق و الاثارة و سأحرص على أن تكون الوتيرة سريعة بمعدل بارت كل يوم أو يومين


أتمنى الحصول على دعمكم و تشجيعكم

ملك علي 31-07-20 01:36 PM

صحة عيدكم سنين دايمة ان شاء الله كل عام و أنتم بخير و صحة و هنا ان شاء الله 💞💞
🎊🎉🎉🎉🎊🎊💖💖

ملك علي 31-07-20 02:52 PM

البارت الأول بيت دافيء 💞



الجزائر العاصمة منتصف الليل

فيلا فخمة على شاطيء البحر من طابقين , كل الأرجاء معتمة إلا غرفة في آخر رواق الطابق الثاني ,

تجلس ملك الى مكتبها , شابة في السادسة و العشرين من العمر ,

متوسطة القامة نحيفة , بوجه طفولي عينين عسليتين واسعتين , و شعر بلون كستنائي يميل الى الذهبي ,



تحدق في كومة الكتب أمامها , و هي تداعب شفتيها الزهريتين بقلم تلوين ,

دون انتباه منها يفتح باب الغرفة , و تدخل والدتها مع كأس الحليب بالشوكولا , تدنو منها و تضعه بهدوء على مكتبها



" حبيبتي أليس الوقت متأخرا ؟ لديك مناوبة غدا "


ابتسمت ملك بكل دفء , و رفعت يدها لتمسك الكأس

" بلى و لكن هناك تقرير مريض علي إنهاؤه "

ردت دون أن تحيد عيناها عن الأوراق , و دون أن تلاحظ الانزعاج الذي علا وجه والدتها



" لكنك ستتعبين هكذا لن تستطيعي التركيز "



هزت ملك رأسها بالنفي

" لا بأس ماما أنا متعودة , ثم لم يبق إلا سنة و نصف و أتخرج , علي العمل بجد "



أمام عدم رضا والدتها الواضح , نهضت ملك من مكانها و احتضنتها , لتقنعها بتركها تكمل ما تفعله ,



ردت والدتها بتنهيدة مستسلمة , لأنها تعلم أن ابنتها لن تتحرك من مكانها قبل اتمام التقرير

" حسنا لكن ليس لأكثر من ربع ساعة , أو سأقطع التيار من أسفل "

قالت بنبرة مهددة و هي تربت على ظهرها برفق .



ابتسمت ملك من تسلط والدتها و حاولت ترضيتها

" حسنا ماما أعدك أنني سأنام بعد دقائق , اذهبي أنت أيضا لترتاحي لديك عمل غدا "



غادرت المرأة الغرفة , و هي لا تعرف حلا لإدمان ابنتها العمل ,

فرغم أنها طبيبة مقيمة في طب الأطفال , أشرفت على التخرج , الا أنها تدرس بجنون كطفل في الابتدائي ,

و تعمل طوال الوقت , دون أن تعطي نفسها أية فرصة , للاستمتاع بحياتها الخاصة .






في الصباح الباكر , إستيقظت ملك كالعادة في السادسة , استعدادا للذهاب الى المستشفى ,

ارتدت بكل بساطة سروال جينز , و كنزة خفيفة مع سترة صوفية , أضافت لها حذاءها الرياضي الأبيض ,

راقبت بعدها شكلها في المرآة , و ككل يوم لا مساحيق , فقط ملمع للشفاه بلون زهري ,

رفعت في الأخير شعرها ذيل حصان , ثم حملت حقيبتها و نزلت للإفطار .



" صباح الخير حبيبي "

" صباح الخير حبيبتي "



سلمت على والديها بكل حرارة , مع قبلة لكل منهما , و جلست الى طاولة الطعام

" ماما اليوم أنا مناوبة , لا داعي لانتظاري على العشاء "



" أعلم حبيبتي أخبرتني البارحة "

ردت والدتها و هي تدهن قطعة خبز بالزبدة و المربى ، ثم ناولتها إياها و أضافت

" لا تغرقي نفسك مع المرضى و تنسي الأكل ككل مرة ، لقد فقدت بعض. الوزن مؤخرا بسبب اهمالك وجباتك "



هزت ملك رأسها كفتاة مطيعة , رغم أن هذا ما سيحدث على الأغلب ، لكنها لن تعترض و إلا لن تسمح لها بالخروج أبدا

ارتشفت بعدها حليبها على عجل و لم تطل الجلوس

" أنا يجب أن أغادر , طاب يومكما "



قاطعها والدها قبل أن تخطو خطوتين , بعدما لاحظ أنها تتجه الى باب الخروج



" ملك الى أين ؟

ألن تأخذي سيارتك ؟ لم تستعمليها منذ شهر ستصدأ هكذا "

قال في إشارة منه إلى عدم رضاه عن إهمالها لسيارتها



عادت ملك أدراجها بملامح معتذرة ، و هي تعرف أن الرجل لا يقاومها أبدا

" آسفة بابا , لكنني أفضل المترو , إذا أخذتها سأعلق في زحمة السير , و أتأخر عن العمل "



حدق الرجل الى ابنته قليلا ثم تنهد و ابتسم

" حسنا حبيبتي ، سأديرها قليلا قبل أن أغادر "



ابتسمت ملك باشراق و طبعت قبلة على خده

" شكرا حبيبي , أنت دائما الأفضل الى اللقاء "



" لا تنسي أن تتصلي حينما تتفرغين "

طلبت والدتها أثناء خروجها مهرولة من البيت , و عادت للدردشة مع زوجها



" أنا قلقة على هذه الطفلة , أخشى أن يسرقها اهتمامها بعملها , و تضيع فرصة عيش حياتها كباقي الفتيات "

قالت عدراء بنبرة قلقة



وضع عز الدين الجريدة التي يمسكها أثناء شربه القهوة , حدق اليها بعينيه العسليتين من فوق اطار نظاراته , و كأنه يفكر في أمر جاد

مد بعدها يده للامساك بيد زوجته , مرسلا لمسات دافئة بابهامه و قال مبتسما

" أولا ملك ليست طفلة ,

ثانيا هي لا تضيع وقتها , هي تفعل ما تعشقه و تبرع في فعله ,

لذلك عدراء حبيبتي ، لا داعي للانزعاج و الضغط عليها ، كل شيء سيحصل في وقته و نحن أفضل مثال "



قال محاولا التخفيف من توتر زوجته , صمت بعدها قليلا ثم أضاف

" ابنتنا عاقلة جميلة و خلوقة أي رجل يتمناها , و أنا متأكد أننا سنصبح أجدادا قريبا "



ابتسمت عدراء أخيرا و استرخت , رغم أنها تدرك أن ما يتحدث عنه زوجها ليس أمرا سيحدث بعد غد ,

و لكن ذلك لم يمنعها من تخيله , و الدعاء في سرها أن يتحقق حلمها قريبا .




بسم الله بدأنا تفاعلكم يسعدني 😘💞💞

ملك علي 01-08-20 02:49 PM

البارت الثاني أريده رجلا بهيبة الجبال 💖







بالوصول إلى المستشفى . كانت الساعة تشير إلى الثامنة صباحا ,

دخلت ملك قسم طب الأطفال , و قصدت خزانتها الخاصة , بمجرد أن فتحتها ظهرت أمامها إيناس ، زميلة في السنة الثانية و أكثر شخص فضولي في القسم كله

" صباح الخير ملك , كالعادة أنت أول القادمين "



أخرجت ملك مئزرها و لبسته

" صباح الخير إيناس , كيف كانت المناوبة ؟ "



عبست صديقتها بشدة

" سيئة جدا لم أنم أكثر من ساعتين "



و وافقتها ملك مباشرة

" المناوبات مؤخرا أصبحت جد مرهقة , هل هناك مرضى جدد ؟ "

سألت و هي تزرر مئزرها



" أجل هناك مريض في الخامسة , يعاني من أنيميا حادة , حمى و تورم في الكبد و الطحال "



توقفت ملك قليلا و عبست , قبل أن تسأل مجددا

" لوكيميا ؟ "



أجابت ايناس باستياء

" على الأرجح , قمت بنقل دم و صفائح ليلة أمس ,

و طلبت كل التحاليل اللازمة صباحا , لم يبق إلا خزعة العظم لتأكيد التشخيص "



نزعت ملك حذاءها و لبست خفا أبيض اللون

" لا بأس , سأقوم بها بعد اجتماع الصباح "



قاطعتها ايناس

" بمناسبة الاجتماع , أعتقد أنه لن ينتهي قبل العاشرة ,

رأيت البروفيسور في طريقي , كانت هائجة ستخرج كل غضبها في وجوهنا "



" اخفضي صوتك ستسمعك "

نهرتها ملك و هزت إيناس أكتافها غير مبالية

" المهم مريضة السكري خاصتك تنتظر في القاعة مع والدها "



" سأراها بعد قليل "



أخرجت ملك سماعتها و وضعتها على رقبتها , نظرت إليها إيناس بخبث مع ابتسامة خفيفة

" بالمناسبة أتى أيمن يبحث عنك "

و غمزتها بايحاء


رفعت ملك رأسها , و جالت بعينيها في المكان

" فعلا ؟ أين هو ؟ "



ردت ايناس باحباط

" غادر قال أن لديه عملية مستعجلة , لكنه سيعود لاحقا لرؤيتك "



" حسنا أنا أصلا مناوبة الليلة "



حدقت إليها إيناس قليلا ثم سألت بفضول

"ملك أريد أن أسألك , هل برودك هذا طبيعي أو هو اجتهاد منك ؟ "



وضعت ملك ختمها في جيب مئزرها و هزت رأسها

" ما الذي تعنينه ؟ "



" أقصد الرجل الذي يكاد يقتل نفسه ليأتي و يراكي يوميا , و أنت لا تعطينه أية فرصة "




" هيا إيناس لا تبدئي أرجوك ,

أيمن مجرد صديق مقرب و زميل , لا وجود لهذه الأوهام إلا في رأسك "

ردت ملك بملل



" أوهام ؟ و صديق ؟

يا ابنتي ليس هناك رجل يلاحق امرأة , بكل هذا الإصرار فقط لأنه صديقها , اسأليني أنا "

قالت بنبرة العارف




" و ماذا تريدينني أن أفعل ؟ "

تنهدت ملك و سألت بقلة صبر



ردت ايناس بكل حماس

" أعطه فرصة أخرجي معه , يا ابنتي الرجال و خاصة العرب , لا يحبون البوح بمشاعرهم صراحة يخافون الصد ,

لذلك هم يحتاجون إشارات و تلميحات , ليتشجعوا أو بمعنى آخر افتحي الباب قليلا "



وضعت ملك قلمها و هاتفها في جيبها الآخر , و استدارت ناحية إيناس مبتسمة

" ايناس حبيبتي , بالنسبة لي الرجل يجب أن يكون شجاعا لا يهاب شيئا ,

يعني إذا أعجبته امرأة عليه البوح مباشرة , دون انتظار تلميحات و لا لف أو دوران , و إلا فهو لا يستحقها

أنا ليس لدي الوقت لأتكهن ما يفكر فيه الآخرون و التصرف على أساسه , لست متفرغة لإرسال اشارات لأنني لست رادارا ,

ثم أتعرفين الكل يقول هاته الكلمات ، لكن لحد الآن لم أفهم معناها "



لمعت عينا إيناس و ردت بتأهب كبير

" إذا أردت أعطيك دروسا "



فزعت ملك من اقتراحها , الآن هي ستبدأ بالثرثرة , و لن تتوقف قبل مناوبة الأسبوع القادم ,

رفعت يديها أمام وجهها و كأنها تعلن استسلامها

" لا لا داعي شكرا لك ,

أنا هكذا بخير , ثم أنا لدي شروطا معينة في الرجل الذي سأرتبط به ، لا داعي لازعاج نفسك "



زاد حماس ايناس و دنت منها أكثر

" فعلا ؟ ماذا أخبريني لأعرف ؟ "



" ليس الآن أنا مشغولة سنتكلم لاحقا "



طبعا ملك كانت تتهرب بلباقة من الموضوع الذي لا يسأم أحد من التحدث فيه , و كأنها الشابة الوحيدة غير المرتبطة على وجه الأرض ,

حسنا بالتفكير في الأمر هي الوحيدة غير المرتبطة في القسم
"...."



تنهدت ايناس بعمق معلنة انسحابها

" حسنا إبق هكذا و عاملي كل الرجال على أنهم إخوتك من الرضاعة , و أضمن لك أن تظلي عزباء إلى الأبد "



"...."

شعرت ملك بالصدمة من التشبيه لكنها شعرت بالراحة لأن صديقتها الفضولية اعتقتها أخيرا



بعدها همت إيناس بالانصراف

" سأبحث عن الآخرين من أجل باقي التعليمات , إلى اللقاء "



قبل ابتعادها في الرواق , تذكرت ملك فجأة أمرا هاما

" ايناس هاي , لا تنسي الحفل الخيري في آخر الأسبوع , في فندق سوفيتال "



ردت زميلتها دون أن تستدير ناحيتها

" ليس لدي شيء أتبرع به , أنا مفلسة لم نقبض بعد "

و أكملت طريقها



" لا بأس تعالي فقط لمساعدتي "

قالت ملك مستعطفة



" حسنا "

رضخت ايناس و غادرت محدثة نفسها

" هذه الفتاة مجنونة , هل أيمن شاب يستغنى عنه ؟

لا أدري حتى إن كان الرجل الذي تتحدث عنه , موجود أصلا إلا في خيالها ,

أعتقد أنها ستتحول الى راهبة في نهاية المطاف "



عادت ملك و ودعت صديقتها , و هي متأكدة أنها تتمتم بانتقادات لاذعة لها

" bonne récupération "

" merci , bonne garde "



استدارت بعدها ملك متجهة الى غرفة الاجتماعات الصباحية , يعلو وجها ابتسامة رضا خفيفة ,

هي تعلم ما الذي تريده , أي نوع من الرجال قد تقع في غرامه

" أريده رجلا بهيبة الجبال , و حنان كدفء الشمس , بشخصية قائد و قلب طفل "

حدثت نفسها باصرار , لا يهم كم عليها أن تنتظر ,

لكن الأهم أن لا تتنازل عن رجل أحلامها , و ملخصها أريده ملكي و أنا ملكته .







😘💞💞

ebti 01-08-20 07:57 PM

مساء الورد والياسمين.... كل عام وانت طيبة وبخير وصحة وسلامة....

الرجاء الإلتزام بحجم الفصل المطلوب ضمن القوانين
15 صفحة ورد وبحجم خط 18

ملك علي 01-08-20 10:42 PM

رد
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ebti (المشاركة 15011448)
مساء الورد والياسمين.... كل عام وانت طيبة وبخير وصحة وسلامة....

الرجاء الإلتزام بحجم الفصل المطلوب ضمن القوانين
15 صفحة ورد وبحجم خط 18

مساء الخير
اعتذر عن جهلي للقوانين بالنسبة للخط ساحرص على تعديله في المرة المقبلة اما بالنسبة لطول الفصول فالرواية مكتوبة و مقسمة سلفا حسب المضمون لذلك اخشى ان البارتات الاولى لا تصل الى 15 صفحة لانها فصول تقديمية و لكنها ستطول لاحقا
اضافة الى ان الورد الذي في حاسوبي لا يقسم الكتابة لصفحات
لذلك اذا كان الامر سيعيق نشري للرواية اعلميني و سؤال اخر لو سمحت هل علي اعادة نشر البارتين الاوليين بخط 18 لأنني اعتقد ان السطور تظهر ناقصة في نهايتها
شكرا سلفا و اسفة على الجهل الالكتروني الذي اعيشه 🤗

bahija 80 02-08-20 01:25 AM

رواية جميلة جداجدا

ايلاف ازاد 02-08-20 02:18 AM

رواية مشوقة جدا استمري واتمنى لك كل التوفيق كل عام وانت بخير ،🌹🌹🌹🌹🌹💖

ملك علي 02-08-20 02:20 AM

رد
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bahija 80 (المشاركة 15011929)
رواية جميلة جداجدا

شكرا حنونة ⁦❤️ لن افسد التفاصيل لكن أعدك باحداث مشوقة فأنا لم أبدا بعد 😉😊

ملك علي 02-08-20 02:22 AM

رد
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايلاف ازاد (المشاركة 15012013)
رواية مشوقة جدا استمري واتمنى لك كل التوفيق كل عام وانت بخير ،🌹🌹🌹🌹🌹💖

و انت بصحة و هنا ⁦❤️⁦❤️ شكرا على التشجيع الجميل 💞💞

ملك علي 02-08-20 10:28 PM

البارت الثالث الرجل الصخرة 💖


دبي عاصمة المال و الأعمال


بناية شاهقة وسط المدينة الطابق الأربعون , داخل قاعة
اجتماعات ضخمة ,


يجلس اثني عشر رجلا الى طاولة بيضاوية كبيرة , يرتدون بدلات
فخمة , مع ربطات عنق وسط الظلام ,



في آخر القاعة يقف شاب يمسك عصا و يقابل شاشة مضيئة , يطأطيء رأسه و
يلتزم الصمت


الوجوه شاحبة و العرق يتصبب من الجباه , كل العيون
تترقب كمن ينتظر حكما بالإعدام ,



على رأس الطاولة , يجلس شاب في الرابعة و الثلاثين من العمر
, وجه بتفاصيل دقيقة عينين سوداوين كبيرتين , شعر أسود ممشط بأناقة , مع لحية خفيفة و شوارب
و ملامح متجمدة لا توحي بأية تعابير


يرتدي قميصا أسود مع أزرار فضية على الأكمام , سروال بدلة
أرماني أسود ،
مع ربطة عنق بنفس اللون , و يعلق سترتها على المشجب خلفه


يحدق بنظرة حادة الى أوراق في يد , و يضع يده الأخرى على خده ,

يزم شفتيه الممتلئتين دون قول حرف واحد
حتى صوت الأنفاس بالكاد تسمع داخل القاعة





بعد ربع ساعة
" شششش "
صوت أوراق تطير في الهواء ، و قلوب الجالسين تكاد تتوقف عن النبض مع طيرانها ,


فجأة ينطلق صوت بارد برودة النظرات التي كانت تحدق بهم ,
و كأنه قادم من الزمن الجليدي

" لديكم ثمان و أربعين ساعة
, لإعادة مشروع ترقية الفنادق الذي طلبته ,
و إلا لا داعي لمجيئكم إلى هنا مجددا "


قالها علي موجها كلامه لجموع الحاضرين
, في تهديد جلي من طرفه بالطرد


حدق الحاضرون الى وجوه بعضهم بتوتر شديد
, بعد تردد كبير استجمع أحدهم شجاعته و قرر الرد


" و لكن سيدي قضينا شهرين لاستكمال هذه الدراسة
, لن نستطيع إعادتها في يومين "



تحولت النظرة الحادة ناحية المتكلم , و قد أصبحت قاتلة الآن كصقر يوشك على الانقضاض على فريسته


" شهرين من أجل هذه الخردة ؟ "

سأل بسخرية و علت ثغره ابتسامة مستفزة , هي أقرب للتكشير من الغبطة


" اذا لم تعجبك اليومين , فلتكن أربعا و عشرين ساعة اذا ,

إذا لم تفعلوا ما طلبته , سأعين مكانكم طلبة جامعة , على الأقل سأوفر المصاريف الباهضة التي اتكلفها سدى لدفع رواتبكم ,

انتهى الإجتماع "

أضاف علي منتقدا مستوى مجموعة المهندسين أمامه ,


رغم أنهم الأفضل في مجالاتهم , إلا أنهم لم ينجوا من لسانه الحاد , و عدم رضاه على ما قدموه


أراد المتكلم أن يحتج مجددا , لكن زميله الجالس بقربه نهره ,
فلا أحد يعرف ما يمكن أن تكون ردة فعل هذا المتسلط ,
إن استمر في جداله و استفزازه ,



بعد إنهاء كلماته مباشرة , نهض علي من مكانه ,
أخذ سترته و خطا بتأن , ناحية الباب مغادرا غرفة الاجتماعات ,
دون أن يلتفت إلى أحد , تاركا طاقمه في يأس شديد



" هل تعتقد أنه جاد فيم قاله ؟ "
سأل أحدهم بنبرة خائفة و أجابه زميله
" لا أدري , لكنه لا يمزح عادة إذا قال شيئا ينفذه "


نطق ثالث
" طبعا هو لا يمزح ,
ألا تذكرون قسم المحاسبة الذي طرده عن آخره ,
لأنهم اخطؤوا حساب ميزانية العام الماضي "


بتذكر الأمر علا شحوب وجوههم و ارتجفت أوصالهم
" يا إلهي , لم يجب أن يكون هذا الهتلر مديرنا ؟؟ "
تذمر مسؤول المشروع بضيق


و سارع الكل لإغلاق فم زميلهم
" أصمت إذا سمعك فسنرحل من الآن "



لملموا بعدها أوراقهم , و غادروا القاعة بقلوب مرتجفة .
فاليوم الذي منح لهم مع الرأفة أهون من الطرد




علي رجل أعمال إماراتي شاب ثري
ورث عن والده أعماله في الفندقة و السياحة في سن مبكرة ,
و عمل على تطويرها طوال سنوات ,

حتى أصبح واحدا من أهم عشرة رجال أعمال شباب , الأكثر تأثيرا في الاقتصاد في المنطقة ,


يمتلك سلسلة فنادق و قرى سياحية عبر العالم ,
إضافة الى عدة استثمارات في تجمعات سكنية , مستشفيات و مولات و غيرها ,


حفر لنفسه إسما من ذهب , بسبب جديته و صرامته
, يراجع كل تفصيل في عمله بنفسه مهما كان بسيطا ,

لا يتردد و لا يتراجع عن قرار أبدا , حتى أسوء الأزمات لم تحرك به ساكنا ,



يعمل دون هوادة كشخص مدمن ,
لدرجة أن شركاءه يلقبونه , بالرجل الروبوت أو الرجل الصخرة ,

ليس لجديته فحسب , و انما لعدم تأثره بأي أجواء تحيط به ,
و كأنه بنى أسوارا شاهقة , و لا يسمح لأحد بتجاوزها ,


لكن رغم أنه شخصية عامة , و صوره لا تفارق الجرائد و المجلات خاصة الاقتصادية منها ,

إلا أن حياته الخاصة تبقى غامضة , و هو عادة بعيد عن الشبهات , التي يغرق فيها الكثير من رجال الأعمال ,

و لا يكاد يسمع عنه سوى بعض الإشاعات من وقت الى آخر ,


شخصية قوية كالصخر مع ملامح جدية رغم وسامة تقاسيمها ,
كل تعبير بمقدار و لكل كلمة وزنها , هيبة لا تليق إلا برجل مثله .




اذا الطرف الثاني في قصتنا هنا 😉
ما رأيكم حب من أول نظرة أو صدام من أول لقاء ؟


😘💞💞

ebti 03-08-20 01:13 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملك علي (المشاركة 15011665)
مساء الخير
اعتذر عن جهلي للقوانين بالنسبة للخط ساحرص على تعديله في المرة المقبلة اما بالنسبة لطول الفصول فالرواية مكتوبة و مقسمة سلفا حسب المضمون لذلك اخشى ان البارتات الاولى لا تصل الى 15 صفحة لانها فصول تقديمية و لكنها ستطول لاحقا
اضافة الى ان الورد الذي في حاسوبي لا يقسم الكتابة لصفحات
لذلك اذا كان الامر سيعيق نشري للرواية اعلميني و سؤال اخر لو سمحت هل علي اعادة نشر البارتين الاوليين بخط 18 لأنني اعتقد ان السطور تظهر ناقصة في نهايتها
شكرا سلفا و اسفة على الجهل الالكتروني الذي اعيشه 🤗


ليلتك سعيدة.... عزيزتي القوانين وضع لك رابطها مع الترحيب وطلب منك الإطلاع عليها وموجود فيها قانون حجم الفصل اذا لم تطلعي عليها ارجو منك الإطلاع لان الأمر ضروري (عودي لمشاركة الترحيب تجدين الرابط)....

بالنسبة ل حجم الفصل اقترح عليك جمع فصلين او ثلاثة مع بعض واعتبارهم فصل واحد (نمرر اذا وصل العدد 12 صفحة ورد) لإن الحجم الذي تقومي بتنزيله لا نمرره ....

لا داعي لإعادة التنزيل من أجل الخط، لكن لم افهم كلامك عن السطور تظهر ناقصة في نهايتها....

ملك علي 03-08-20 01:43 AM

رد
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ebti (المشاركة 15013374)
ليلتك سعيدة.... عزيزتي القوانين وضع لك رابطها مع الترحيب وطلب منك الإطلاع عليها وموجود فيها قانون حجم الفصل اذا لم تطلعي عليها ارجو منك الإطلاع لان الأمر ضروري (عودي لمشاركة الترحيب تجدين الرابط)....

بالنسبة ل حجم الفصل اقترح عليك جمع فصلين او ثلاثة مع بعض واعتبارهم فصل واحد (نمرر اذا وصل العدد 12 صفحة ورد) لإن الحجم الذي تقومي بتنزيله لا نمرره ....

لا داعي لإعادة التنزيل من أجل الخط، لكن لم افهم كلامك عن السطور تظهر ناقصة في نهايتها....


شكرا على رحابة صدرك حسنا سأقوم بجمع فصلين او ثلاثة لاحقا و احتفظ بعنوان كل واحد في بدايته مع دمجهم مع العلم ان الفصول القصيرة معدودة و ستصبح مطولة جدا لاحقا 😉
بالنسبة للخط ساحاول التقيد بالحجم
اما بالنسبة للسطور فقد كان خللا في هاتفي عذرا على الخلط
ليلة سعيدة 💖

Alaa_lole 03-08-20 02:13 AM

موفقه 💛💛💛
بدايه جمييله❤

ملك علي 03-08-20 12:06 PM

رد
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alaa_lole (المشاركة 15013464)
موفقه 💛💛💛
بدايه جمييله❤

شكرا كثير على الدعم 😘💖💖

mansou 03-08-20 03:36 PM

بداية موفقة حبيبتي في انتظار اللقاء الذي سوف يجمع بين البطلين 💖💖💖💖💖

ملك علي 03-08-20 06:02 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mansou (المشاركة 15014154)
بداية موفقة حبيبتي في انتظار اللقاء الذي سوف يجمع بين البطلين 💖💖💖💖💖

شكرا حبيبتي على الدعم الرائع⁦ 💖⁦❤️⁩ و وعد لن يكون شيء من الأحداث عاديا 😉

ملك علي 04-08-20 10:56 PM

البارت الرابع الكل منافق يرتدي قناعا






في طريقه إلى المكتب , لحق به كريم نائبه و ساعده الأيمن ,
رجل قوي البنية مفتول العضلات , بملامح سمراء عربية , في مثل سن علي




الكل يلقبه بأبي الهول , فلم ير أحد ابتسامته يوما , لا يتعاطى إلا مع علي و لا يكلم غيره ,

كلماته نادرة و كأنها من ذهب ,


يشمئز إذا دنت منه إحدى النساء , حتى أن الشائعات تقول أنه شاذ , لكن تاريخه غامض لا يعرف عنه شيئ ,

يرتدي بدلات فخمة تماما كمديره , و هيبته لا تقل عن هيبة رئيسه ,






بمجرد أن رأى علي هز رأسه بالتحية , ثم بدأ بالتحدث بصوت أجش و نبرة قاسية

" سيدي , لديك موعد مع السيدة جنى , أرملة السيد عبد العزيز الصياد "





" اممم "

تمتم علي بالموافقة دون أن يقول شيئا , و أكمل طريقه الى مكتبه ,




رافقه كريم مستمرا في القاء تقريره

" الرحلة الى الجزائر بعد ساعتين ,

الطائرة جاهزة سبق و أن أرسلت أمتعتك الى المطار , و ابراهيم السائق ينتظر في الأسفل "






هذه رحلة مبرمجة منذ شهرين , للإشراف على انطلاق أشغال بناء قرية سياحية هناك ,



بالنسبة له الجزائر أرض استثمار جديدة , لذلك لم يرد أن يفوت فرصة الزيارة للافتتاح , لإثبات جديته و تعزيز ثقة الشركاء به





" جيد "

رد آخر بكلمة واحدة , فالرجل يقدس الكلمات و كأنها جواهر ,






إتجه بعدها علي ناحية كرسيه الوثير , جلس عليه واضعا رجلا على رجل , و مد يده ليفتح الملف أمامه , متناولا القلم من جيبه ,




دخلت بعده ليلى السكرتيرة , معلنة عن قدوم السيدة جنى , و انصرفت بعدما أشار لها علي لإرسال قهوة ,




بعد دقيقة دخلت جنى بخطى متأنية , تتمايل بكل غنج و دلال ,

امرأة مكتملة الأنوثة في الثانية و الثلاثين من العمر , بقامة هيفاء و بشرة نقية بيضاء , شعر بني طويل مجعد يصل إلى خصرها ,




بوجه جميل و تفاصيل مثيرة , و رغم أنها لا تزال في فترة حداد , إلا أنها تضع مكياجا خفيفا ,




ترتدي فستانا أسود قصير يصل الى ركبتيها , مع حذاء بكعب عال و حقيبة صغيرة بنفس اللون , و الطاقم كله من شانيل ,



بمجرد دخولها من الباب , عبقت رائحة عطرها في أرجاء المكان ,



لم يحدق علي مطولا , الا أن ذلك لم يمنعه من ملاحظة الكثير من التفاصيل التي أثارت حفيظته دون أن يظهر شيء على ملامحه ,




بمجرد أن دنت المرأة من مكتبه و ألقت التحية , وقف كرجل مهذب و مد يده ليرد سلامها



" مرحبا سيد علي , أنا جنى أرملة عبد العزيز , تشرفت بمعرفتك "



" مرحبا سيدتي , تفضلي بالجلوس "





جلست جنى مقابل علي على الكرسي , كانت تضع رجلا على رجل , مما جعل الفستان الذي تلبسه يبدو أقصر مما هو عليه ,


كانت تتكلم بنبرة عذبة , تبتسم بكل دلال و تلمس شعرها من وقت الى آخر ,



بدأت المرأة تحاول شرح سبب زيارتها , عن أنها تريد الاستمرار في التعاون مع علي , في مختلف المشاريع التي تركها زوجها المرحوم غير مكتملة ,


و تشتكي من بعض الصعوبات التي واجهتها بعد وفاته , و رغبتها في تعميق العلاقة بينهما .




كان علي يجلس وراء مكتبه , لا يبدو على وجهه أية ردة فعل , ملامحه متصلبة و جدية ,

لا يمكن للجالس أمامه أن يخمن , ان كان راض أو غاضبا , هادئا أو ثائرا , يهز رأسه من وقت الى آخر دون قول شيء ,





بعد نصف ساعة من جلوسها , بدأت جنى تشعر بالارتباك

" ما ردة الفعل هذه ؟

أليس من المفترض أن يكون أكثر حميمية معها ؟

ألا يجب أن يبدأ في التجاوب الآن ؟ "



كانت المرأة تكلم نفسها غير مصدقة أن كل ما تفعله , لا يهز شعرة من هذه الصخرة الجالسة أمامها ,
حتى أن نظرته باردة لا دفء فيها ,


رجال غيره ذابوا بربع ما فعلته الى حد الآن , فما خطب هذا الرجل ؟






في هذه الأثناء , دخلت ليلى تحمل قهوة لعلي و ضيفته .



ألقت جنى نظرة خاطفة على كريم , الذي يجلس الى الأريكة يعمل على بعض الأوراق ,



رغم أنه لا يشارك في الحديث , الا أنه لا يغادر حينما يكون ضيف علي احدى النساء ,




هو يعرف حساسيته اتجاههن , خاصة الوقحات منهن ,
لذلك يحرص علي على ابقائه بالقرب , لاحباط أية محاولات مشبوهة من زائراته .






بعد تفكير لبرهة , قررت المرأة أن ترفع مستوى التحدي ,

نهضت من مكانها و اتجهت ناحية علي , الذي تتبعها بعينيه مستغربا حركتها المفاجئة ,
الى أن وقفت الى جانبه واضعة حاسوبها أمامه على المكتب ,




متظاهرة باعطاء شرح مفصل لما كانت تقوله , لكنها في الحقيقة كانت تتحرش به بشكل واضح ,


كانت تنحني مظهرة كل مفاتنها , تلمس ساعده تارة , و يطير شعرها ليلمس وجهه تارة أخرى ,



رغم كل ذلك الا أن علي كان يجلس دون أن يرف له جفن , كأن شجرة تقف الى جانبه .






تحمل بعدها لبضع دقائق , لكنه بدأ يشعر بالانزعاج من رائحة عطرها الطاغية ,

و التي رغم أنها ماركة فاخرة , الا أنها تشعره بالغثيان , فهو لا يحتمل الروائح القوية





مد يده بتأن و تناول فنجانه , أخذ رشفة واحدة ثم أفلته فجأة ,
ليقع على حاسوبها و تتناثر قهوته , و تلطخ فستانها الثمين و حذاءها الغالي




شعرت جنى بالحرج بعدما صرخت بصدمة , خاصة أن علي لم يخف تعمده فعل ذلك ,



تراجعت للخلف مباشرة و بدأت في نفض ثوبها , و قد بدت مستاءة لأنه أفسد أناقتها و خطتها ,



أما علي فقد نظر اليها بكل برود رافعا حاجبيه و قال بهمس بين شفتيه

" آسف "




لم يبد اعتذارا بقدر ما بدى سخرية مما كانت بصدد فعله ,

مرسلا رسالة أنه قد فهم ألاعيبها منذ البداية , فلا داعي للاستمرار في الانحطاط الذي تقدم عليه .




بعدها مباشرة أشاح علي بوجهه ناحية كريم و خاطبه بجدية

" رافق السيدة و جهز السيارة للمغادرة "






لم تفهم المرأة شيئا , هل هو يطردها و هي لم تبدأ تحركاتها بعد ؟ فبادرت بالسؤال

" ألن نتعاون ؟ "





نهض علي من مكانه و أجاب باقتضاب

" سأرسل جوابي لاحقا "

و أومأ لكريم برأسه لتنفيذ ما طلبه فورا .





هذا الأخير لم يتردد لحظة , خطا بسرعة ناحية جنى وقف على مقربة منها و أشار لها بالمغادرة ,



حدقت المرأة مجددا بين الرجلين بتشوش , لكنها لم تجد أمامها الا الانصياع ,

فلا أحد يجرؤ على تجاهل طلب من هذا الهرقل ,

لذلك غادرت و ملامح الدهشة و الخيبة تعلو وجهها .





أما علي فقد قصد غرفته الخاصة , أخذ دشا و غير ملابسه , هو شخص شديد الاهتمام بنظافته الشخصية , لا يحتمل أن يلمسه أحد ,



يشعر بالاشمئزاز من الروائح , و قد يصل الأمر الى حد الهوس أحيانا ,

حيث يغير كل ما يلبس , إذا علقت به قشة صغيرة ,





بعد توديع المرأة عاد كريم الى المكتب مجددا ,

كان علي ينهي تزرير قميصه الجديد موجها كلامه له


" كريم أخبر قسم العلاقات العامة , ألا يمنحوا هذه المرأة موعدا مرة أخرى ,

و ألا يسمحوا لها بالدخول ان جاءت ,


و أخبر قسم المشاريع أن يسارعوا لانهاء الأعمال العالقة بيننا في أقرب وقت "





" حاضر سيدي "


رد كريم باقتضاب و قد بدا واضحا بأن جنى تركت انطباعا سيئا لدى علي ,




فرغم أنها من المفروض أن تكون في حالة حداد , الا أنها لم تتوان عن القدوم بتلك الهيأة للتودد اليه و اغرائه ,


شيء تعود على رؤيته كثيرا , تماما كما تعود على رد فعل صديقه الفظة في كل مرة يحدث الأمر





كريم يعرف جيدا أنها لو كانت أرملة مسكينة , مكلومة و مغلوبة على أمرها , لكان علي ساعدها بكل قوته و دون تردد ,


لكنه يحتقر النساء اللواتي يتصرفن بوقاحة و قلة أدب , أمام أي رجل يقابلنه .






نظر علي باتجاه كريم الواقف الى جانب الباب و بادره


" أكثر شيء أكرهه هو المرأة الرخيصة , التي تعرض نفسها كسلعة لكل عابر ,

أخبرتك أن الكل منافق يرتدي قناعا ليصل الى غايته "





لم يطل علي الحديث عما حصل , حمل أغراضه الخاصة و غادر مع كريم , في اتجاه المطار و الوجهة الجزائر العاصمة .


..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..




البارت الخامس لا جواري هنا








بعد ثلاثة أيام من التنقلات المراطونية , لانهاء أعماله في غرب البلاد ,

عاد علي مع كريم الى فندق اقامته في العاصمة , استعدادا لرحلة العودة في الغد , على متن طائرته الخاصة ,





بمجرد دخوله البهو استقبلتهما بعض النسوة المتحجبات , تحملن اللبن و التمر , و توزعن قصاصات زهرية اللون ,


خلفهن علقت يافطة كبيرة , للاعلان عن حفل خيري لجمع التبرعات ,


ينظمه الفندق بالتعاون مع بعض رجال الأعمال , لرعاية جمعية خيرية تسمى

" نسمات الربيع "

تهتم بمرضى السرطان من النساء





الآن فقط لاحظ علي أن النسوة الواقفات في البهو , ليس لديهن شعر حواجب و لا أهداب ,



مما جعله يخمن أنهن من مريضات الجمعية و لسن مجرد ناشطات ,


أشار بعدها الى كريم الذي يقف قربه , لأخذ بعض القصاصات و القاء نظرة .





كان علي يريد ارسال مبلغ للتبرع ليلا , لكنه غير رأيه و أراد الحضور ,

رغم أنه كان متعبا بسبب اجتماعاته , الا أنه يحب دائما أن يتأكد بنفسه , من جدية الجمعيات التي يتبرع لها ,




هو لا يحب اهدار ماله على جهات مشبوهة أو مستغلة , تتخذ المرضى مجرد واجهة لأغراض أخرى ,

و لا يحب أن يزج باسمه في أية أعمال مجهولة .






باقتراب الموعد أخذ علي دشا , و قرر أن يتخلى عن بدلاته الفاخرة , و ارتداء ملابس مريحة ,

فالمناسبة ليست رسمية و لا أحد سيعرفه على كل حال ,




و استقر رأيه على قميص أسود اللون , دون ربطة عنق مع سروال كحلي ,

دون أن ينسى عطره الفاخر و ساعته الرولكس .






في المساء بدأت الحفلة في السابعة , كان أعضاء الجمعية في استقبال الحضور , و من بينهم ملك و والدتها ,



بدأ المشاركون في التوافد , الكثير من مرضى الجمعية , رجال أعمال شخصيات عامة , سياسية رياضية و اقتصادية ,



و الكثير من المتبرعين بجميع مستوياتهم , اضافة الى نزلاء الفندق المهتمين بالأمر و معظمهم أجانب .






أجلس علي مع كريم الى طاولة قرب المنصة , مع عدد آخر من النزلاء ,



لم يتعرف على أحد فيهم الا جورج , رجل أعمال بريطاني الجنسية , و المدير التنفيذي لمجموعة اتصالات عالمية ,



رجل في الخمسينات من العمر , الا أنه متصاب الى حد بعيد ,

زير نساء و يتصرف معظم الأحيان بسماجة , دون أن يقيم وزنا لأحد ,



التقاه علي سابقا في مؤتمر اقتصادي , و تعرف عليه عن طريق صديق له يعمل في نفس المجال .





بمجرد أن التقيا , سلم عليه علي من باب اللباقة ,

ثم بدأ الاثنان تجاذب أطراف الحديث قليلا , قبل أن يعلن افتتاح التجمع بكلمة ترحيبية ,



تلاها شرح مفصل لأهداف الجمعية و انجازاتها , مع تكريم لبعض المرضى الذين تماثلوا للشفاء ,



وصولا الى حملة التبرع , و التي أصر علي أن يكون تبرعه فيها سريا ,

دون الاعلان عن اسمه أو هويته , و اختتمت بتقديم العشاء للحضور .





أثناء ذلك تقدمت دلال سكرتيرة الجمعية من ملك

" ملك حبيبتي , هلا جلست الى طاولة المدعوين تلك ؟ "




كان الأعضاء يجوبون القاعة , للترحيب بالجميع و شكرهم على المشاركة ,


و كانوا يتوزعون على الطاولات للجلوس مع ضيوفهم , من باب اللباقة و حسن الضيافة ,



نظرت ملك الى حيث أشارت دلال و عبست

" يبدون أجانب ؟ "





أجابت دلال بكل حماس

" أجل النادل قال أنهم نزلاء هنا و شخصيات هامة جدا "



الفندق خمس نجوم , فلا يتوقع من نزلائه الا أن يكونوا رفيعي المستوى




لكن ملك رفضت مباشرة

" لا أريد , لم لا تجلسين معهم أنت , أنا أريد الجلوس مع صديقاتي "





كانت ملك تتهرب , لأنها لا تحب التعامل مع رجال الأعمال عامة , و الأشخاص الأثرياء خاصة ,


لأن معظمهم يكونون عادة متكبرين , و يعاملون الآخرين باحتقار و قلة ذوق ,

اضافة الى أن بعضهم غريبوا الأطوار و بتصرفات مريبة





لكن دلال بدأت بالتوسل

" أرجوك ملك , أنا لا أجيد الانجليزية , سأقع في حرج ان كلمني أحدهم ,

سأجلس هناك الى طاولة الأطباء , على الأقل يتكلمون الفرنسية التي أجيدها "





" و لكن .. "

احتجت ملك مجددا , لكن دلال قاطعتها بنبرة مستعطفة


" هيا أو أنك تريدين أن يعتقدوا أننا نتعامل بفظاظة مع ضيوفنا ,

لقد كانوا كرماء جدا في تبرعاتهم ,

ثم أنت لست مجبرة على التحدث اليهم , فقط اجلسي و تناولي عشاءك

أرجوك أرجوك "





بعد اصرار دلال غير المتناهي , رضخت ملك أخيرا و جرت رجليها بتأفف , الى الطاولة التي يجلس اليها تسعة أشخاص آخرين غيرها ,



ألقت التحية سريعا و جلست إلى آخر كرسي شاغر هناك ,

و بدأت تقلب هاتفها دون أن تنظر في وجه أحد , في انتظار تقديم الطعام ,




في المقابل لم ينتبه علي الى الشخص القادم , فبالنسبة له هو لا يحتاج أن يتعرف , الا الى الأشخاص الذين يتعامل معهم ,


و بالتالي فملك غير مرئية , تماما كالندل الذين يأتون و يذهبون لا شيء مميز .







ساد الهدوء القاعة تمهيدا لتقديم الطعام , و اعتلت فرقة موسيقية نسوية المنصة ,


كن يرتدين الجبة القسنطينية المطرزة بخيوط ذهبية , مع الكثير من الحلي التقليدية ,

يجلسن بكل أبهة و يعزفن ألحان المالوف الأصيلة على العود , و ينشدن بعذوبة و أصوات رنانة ,




كان منظرهن خلابا سحر كل الحاضرين , خصوصا الأشخاص غير المتعودين على سماع هذا النوع من الموسيقى .




أثناء ذلك كان علي يدردش مع كريم بهدوء , فيما يتناول الشوربة أمامه ,


فجأة نطق جورج الذي يجلس عن يمينه , مبديا اعجابه بالفرقة بطريقته الخاصة :



" OH GOD i love arabian women, they give me the feeling of a king in aalaadine world ,
with a group of concubines hahaha "


( يا الهي أنا أعشق النساء العربيات , فهن يمنحنني الشعور بأنني ملك في عالم علاء الدين , محاط بمجموعة من الجواري )





جفل علي بعدما أنهى جورج ما قاله , وضع ملعقته من يده و استدار ناحيته باستياء يعلو وجهه ,

هو يعرف أنه ماجن و لا حدود لتصرفاته , كما أن لسانه دون رقابة ,



الا أنه لم يتوقع منه أن يقول شيئا مهينا كهذا في حق النسوة هنا , فقد وصفهن بالمحظيات دون أي خجل ,




فيما كان علي يحاول أن يجمع أفكاره , للرد على التفاهة التي تفوه بها جورج ,


رغم أنه ليس من أبناء البلد , لكن الاهانة موجهة للمرأة العربية عموما , و هو لا يمكنه التغاضي عن الأمر ,




كانت ملك في الجهة المقابلة , قد بلعت اللقمة التي في فمها ,

توقفت عن الأكل و رفعت رأسها , لتحدق في الرجل قليل التهذيب سليط اللسان ,





أصلا هي منزعجة منه منذ جلست الى الطاولة , فقد كان يثرثر طوال الوقت بصوت عال ,


متبجحا بأصوله الانجليزية الملكية , و متباهيا بمغامراته التي نصفها كذب , مسببا صداعا للجالسين ,


الا أنها لم تعلق سابقا , أما الآن و قد قال ما قاله , فقد حفر قبره بيده



" excuse me sir ; if you imagine that you are a king , i can remind you that here there is no harem , because the real kingdom is there in your country "



( آسفة سيدي , اذا تخيلت أنك ملك , أستطيع أن أذكرك أن هنا لا يوجد حريم , لأن المملكة الحقيقية هي هناك في بلدك ) .




.
.
.
.
.
.
.



😘💞💞

جزيرة 05-08-20 12:55 AM

جميل جدا ردها ...

rehabreh 05-08-20 06:57 AM

thaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaanks

ملك علي 06-08-20 07:42 PM





البارت السادس أعشق النساء الشرسات 💖







" excuse me sir ; if you imagine that you are a king ,
i can remind you that here there is no harem ,
because the real kingdom is there in your country "



( آسفة سيدي , اذا تخيلت أنك ملك , أستطيع أن أذكرك أن هنا لا يوجد حريم ,
لأن المملكة الحقيقية هي هناك في بلدك )



قالت ملك بصوت أنثوي عذب و هاديء , دون انفعال و دون أن تغادر الابتسامة الدافئة ثغرها ,






صعق الجالسون الى الطاولة بردها , لم يتوقع أحد أن يكون الرد مفحما و بليغا الى هذه الدرجة ,



فقد أخرسته بنفس درجة اهانته , بعدما طلبت منه أن يذهب الى بلده , بحثا عن المحظيات و الجواري و ليس هنا .





كان علي تحت الصدمة تماما كالجميع , استدار فورا ليتعرف على صاحبة الجواب ,
و ما رآه صدمه أكثر , حتى أنه رمش بعينيه مرتين للتأكد ,




فالشابة الجالسة هناك بكل أنفة , تبدو في العشرين من العمر لا أكثر ,

ترتدي بكل بساطة قميصا أبيضا بكمين , تفتح الزر العلوي منه ,

و تسدل شعرها الكستنائي الطويل على كتفيها دون تكلف ,


بشرتها شفافة و نقية دون عيوب و من غير مساحيق , و لا أثر للحلي الا طوق رقيق جدا يلف رقبتها .




الملفت للانتباه فعلا هو وجهها الطفولي , مع عينيها العسليتين الواسعتين و اللامعتين ,


مما يعطي احساسا بالبراءة و النقاء , و لكن ما قالته ينم عن كبرياء لا حدود له ,






فيم علي مستمر بالتحديق باعجاب مخلوط بانبهار , وقفت ملك من مكانها فجأة ,

فقد فقدت شهيتها و لا تريد أن تأكل على نفس الطاولة , مع هذا الرجل عديم الحياء ,



مسحت فمها الصغير الذي يبدو كحبتي كرز حمراوين بالمنديل , و أعادته الى مكانه برفق ,


و لأنها لا تريد أن تكون قليلة التهذيب مع البقية فلا ذنب لهم , حنت رأسها قليلا و قالت بكل هدوء




" merci pour votre participation ; bon appétit "


( شكرا لمشاركتكم , شهية طيبة )





ابتسم علي بطرف فمه و رفع حاجبيه باعجاب

" قبل قليل الانجليزية , و الآن الفرنسية و بكل اتقان "


تمتم بينه و بين نفسه , و هو يراقب الشابة التي غادرت الطاولة ,

متجهة الى مدخل القاعة , دون أن تحيد عنها عينيه السوداوين , حتى غابت عن الأنظار .





في الجانب شعر جورج بالارتباك بعدما قالته ملك ,
فلم يتوقع أن يفهم أحد من الجالسين ما قال , خاصة أن الكل هنا يتواصل بالفرنسية ,




كما لم يتوقع أن تكون الشابة أصلا عربية , فلا شيء في ملامحها يقول ذلك ,

أو ربما هي مجرد متعصبة لبني جنسها , لم يستطع أن يتبين الحقيقة ,




لكنه حاول اخفاء احراجه بالقهقهة كرجل مخبول , و دنا من علي الذي كان يراقب ملك تغادر و همس في أذنه




" i love savage women ; they are good in bed ;
i bet you that i can drag her to my room tonight hahaha "



( أعشق النساء الشرسات , هن رائعات في السرير , أراهنك أنني أستطيع جرها الى غرفتي هذه الليلة هاهاااا )





بدا الرجل واثقا جدا من نفسه , و لكن علي رد عليه باستياء , و عبس بشدة معربا عن تقززه من تصرفه ,



فأكثر ما يكرهه أن يباهي رجل بعلاقته مع النساء علنا , و لكنه اكتفى بتجاهله فالرد على أمثاله يقلل من احترامه .





استمر علي بتناول طعامه بكل هدوء , فيم بدأ يشعر بالفضول يزداد داخله ,

لرؤية ردة فعل الفرس الجامحة , صاحبة اللسان اللاذع و العينين العسليتين , حينما يعرض عليها جورج شيئا مماثلا .






بعد انتهاء العشاء , غادر جورج سريعا دون أثر , نهض بعده علي من على الطاولة يرافقه كريم


" أطلب منهم معلومات الاتصال بهم , و اعرض عليهم امكانية مشاركتهم في الحفل الذي يقيمه فندقنا في يناير "



قال موجها تعليمات لكريم الذي هز رأسه بالايجاب ,

لا يزال خمسة أشهر على التجمع , لكن الترتيبات يجب أن تكون مبكرة .





بعد تنفيذ ما طلبه علي , غادر الاثنان القاعة باتجاه المصاعد , أكثر ما يحتاجانه الآن قسط من الراحة قبل رحلة الغد ,



بمجرد خروجهما الى البهو , شد انتباههما وقوف جورج عند المدخل الرئيسي للفندق ,


و المفاجأة أنه لم يكن وحده , بل كانت ملك تقف قبالته ,
و كان واضحا أنه يحاول التودد اليها , و الاعتذار منها عما بدر منه





" miss i'm sorry ; please forgive my rudness in the dinner ;

i didn't intend to disrespect you or any women ,

so please don't take my words seriously "



( آنستي أنا آسف , أرجوك اعذري وقاحتي على العشاء ,
أنا لم أقصد أن أقلل من احترامك او احترام أية امرأة , لذلك أرجوك لا تأخذي كلماتي على محمل الجدية )





كان يتحدث مع ابتسامة خبيثة على وجهه , يحرك يديه أمام وجهه بمبالغة ,

يقف قريبا جدا من ملك , و يحاول أن يكون أقرب , مما أشعرها بالحرج و عدم الراحة ,
و أرادت التخلص منه بأسرع ما يمكن





" it's ok sir ; i don't mind "

( لا بأس سيدي , لم أعد أهتم )




" you are really kind and gorgeous , i appereciate your courage ,
it's a pleasur to know you "


( أنت فعلا لطيفة و فاتنة , أقدر شجاعتك كثيرا , كل الشرف لي لأنني تعرفت بك )





" thank you "



كانت ملك تبتسم بتكلف و تتراجع للخلف , خشية أن يقوم هذا الرجل المنحرف بأية حركة غير لائقة ,

حينها هي لن تمانع أن ترسله الى المستشفى من أجل بعض الغرز





في هذه الأثناء كان علي قد أبطأ حركة مشيه دون أن يتوقف ,

فهو يعرف أن هذا الرجل هو ذئب في هيأة انسان , و أن وقوفه مع الشابة هنا ليس بريئا ,



هو لا يعرف ما الذي عليه فعله , أو ما يجب أن تكون ردة فعله ,

لكنه لن يسمح له بالتحرش بها تحت أنظاره نخوته تمنعه ,





الا أنه سرعان ما غير رأيه و اتجه الى المصاعد , حينما رأى ابتسامة ملك الهادئة , فلا يبدو أنها منزعجة من تودد جورج لها ,



بالعكس يبدوان في غاية الانسجام , حتى أنهما لم يلاحظا مرور الرجلين من جانبيهما , لذلك قرر
ألا داعي لاهتمامه أو تدخله





لكن ملك كانت فعلا في قمة الضيق , و الابتسامة كانت مجرد ستار لتوترها , خاصة بعدما مد جورج يده ببطاقته



" this is my card ; you can ask for anything ; just call me anytime "



( هذه بطاقتي , بامكانك أن تطلبي أي شيء , اتصلي بي في أي وقت )





كان جورج يتظاهر بعرض المساعدة من أجل الجمعية , لكن كان واضحا من ضحكته الخبيثة أنه يقصد شيئا غير لائق ,



مدت ملك يدها لأخذ البطاقة و انهاء الأمر سريعا , فقد بدأت تشعر بالغثيان من رؤية وجهه





أثناء ذلك انغلق باب المصعد على عيني علي , و هو يشاهدها تمسك بالطرف الآخر للبطاقة ,

دون أن يفلت جورج يده , و هو يحاول أن يلامس أطراف أصابعها






شعر علي بحيرة في معرفة أية صورة هي الحقيقية , تأنيبه و رد اهانته على العشاء أمام الجميع ,


أو الوقوف معه و تجاذب أطراف الحديث , بكل انسجام و على انفراد الآن ,



لم يبد على هذه الشابة الرقيقة سابقا أنها عملة بوجهين , و لكن كالعادة فالمظاهر خادعة ذكر علي نفسه




لم يظهر على ملامح علي الباردة أي تغيير , لكنه شعر فجأة بالاستياء داخله لا يعلم لماذا ,


ربما لأنه اعتقد أن الدنيا لا تزال بخير , و أن هناك من لا يبيع كرامته , مهما بلغت المغريات و لكن خاب أمله مجددا .


.
.
.


في صباح اليوم الموالي , نزل علي و كريم الى المطعم لتناول الافطار استعدادا للمغادرة ,



فيما هما في انتظار النادل لتقديم طلبهما , دخل جورج القاعة , فقد كان قال البارحة أن طائرته هو الآخر في العاشرة صباحا ,




بمجرد أن رآهما حتى تقدم و جلس الى الطاولة المجاورة , كان يبدو منهكا مع هالات سوداء تحت عينيه , كمن لم ينم للحظة واحدة ,



كما كانت تفوح منه رائحة الشراب بسبب ثمالة ليلة أمس , حياهما بابتسامة و جلس مكانه





برؤية وجه جورج تجدد فضول علي , بشأن رهان ليلة البارحة ,

فقد بقي الأمر يشغل باله لوقت طويل قبل نومه , و هو الآن يريد أن يعرف نجاحه من عدمه




لذلك دنا منه و سأل مباشرة

" ؟ did you succeed in your mission yesterday "


( هل نجحت في مهمتك البارحة ؟ )





تفاجأ جورج في البداية من السؤال , و لكنه عاد و ابتسم بكل خبث , بعدما تذكر الرهان و همس له



" what do you think , it was a wonderful night hahaha "


( مالذي تعتقده ؟ لقد كانت ليلة رائعة هاهااااا )




صمت علي و عاد لإتمام إفطاره , و قد شعر بنغزة غريبة في قلبه ,

ربما كان قد توقع الأمر بعدما رأته عيناه أمس ,


لكنه ما زال يشعر بخيبة أمل , دون أن يعرف السبب ,
أصلا هو لا يصدق وجود نساء بريئات على وجه الأرض , و ما حصل أكد اعتقاداته المتزمتة ,





نظر الى كريم الذي كان يحدق اليه , و الذي سمع ما قاله جورج و همس له باستهزاء


" أخبرتك أن الجميع مزيف يرتدي قناعا , ليحقق غاياته و لا يهم الثمن "



لكنه لم يطل التفكير فيما حصل , فهما بالغين و بما أن الأمر تم برضا الطرفين فلا شأن له بهما ,


بعد الافطار غادر الرجلان ناحية المطار عائدين الى دبي .

..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..




البارت السابع سحر عينيه السوداوين 💖







بعد خمسة أشهر



" ملك حبيبتي جهزي نفسك , ستسافرين بعد أسبوع الى دبي , لتمثيل الجمعية في حفل يقام هناك "



قالت عدراء على طاولة الافطار بهدوء , و لكن ملك فزعت مما سمعته من والدتها شحب وجهها و اتسعت عيناها


" ماذا ؟ دبي ؟ أنا لا أعرف أحدا هناك ,

ثم أنا مشغولة جدا , امتحان الانتقال بعد شهرين ,


ما الذي سأفعله هناك ؟ أرسلي عضوا آخر من أعضاء الجمعية , أرجوك ماما "





قالت ملك متوسلة و عارضت والدتها بشدة

" غير ممكن , أنت أفضل اختيار لأنك حضرت التقارير السابقة معي , لا أحد أفضل منك ,


ثم دلال وضعت مؤخرا , لا تستطيع الذهاب و ترك رضيعها ,


و لا داعي للقلق , صاحب الفندق من دعانا بنفسه سيتكفلون بكل الأمور "





طبعا والدتها كانت تكذب , لأن بامكانها ارسال آخرين أو الذهاب بنفسها ,

لكنها وصلت حد اليأس لاقناع ابنتها , بأن ترتاح قليلا و تستمتع كقريناتها





كل وقتها للعمل و الدراسة , تقصد المستشفى حتى خارج ساعات الدوام لرؤية مرضاها ,


تناوب أحيانا عشر مرات شهريا , لدرجة أن تصل مناوبة بأخرى دون تردد ,

و تتغيب لأكثر من ثمان و أربعين ساعة عن المنزل في أيام كثيرة ,



لا تنام أكثر من خمس ساعات يوميا , و لا تتناول وجباتها بانتظام



و ما زاد الطين بلة قرب امتحان الانتقال , يعني أن فترة الاعتكاف على الأبواب ,


و هي الآن صارت قلقة عليها من أن تنهار نفسيا و تفقدها , لذلك وضعتها أمام الأمر الواقع .





" أنا فعلا مشغولة ماما , لدي الكثير من الالتزامات , أنا لا أستطيع الذهاب الآن أرجوك اعفني من السفر "



استمرت ملك في التملص من الأمر متوسلة , لكن والدتها كانت أكثر اصرارا


" لا أنت لم تأخذي عطلة منذ سنتين , اعتبريها استراحة تمهيدا للامتحان "




اعترضت ملك بسرعة

" لكنني ذهبت في ابريل الماضي الى المغرب "





استاءت والدتها من استمرارها في الجدال وضعت فنجانها من يدها و حدقت اليها بنظرة زاجرة


" فعلا تتحدثين عن رحلة المغرب ؟

ذهبت لثلاثة أيام لحضور مؤتمر طبي , و لم تغادري قاعة المحاضرات للحظة تسمين تلك عطلة ؟



انتهى النقاش ملك ستذهبين يعني ستذهبين ,

أصلا أخذت جواز سفرك , أنهيت المعاملات و حجزت تذكرة ذهاب و عودة بعد عشرة أيام ,

حتى أنني أرسلت اسمك كممثلة عنا , لا داعي للاعتراض "





صدمت ملك للمعلومة الاضافية التي أتحفتها بها والدتها

" يا الهي ماما , عشرة أيام كاملة أليس كثيرا ؟
لم ليست أربعة أيام فقط ؟ "





نهرتها والدتها بنظرة قوية

" قلت عشرة أيام و انتهى , أنه فطورك تأخر الوقت ,
و لا تنسي أن تقدمي طلب عطلة "





و لم تجد بعدها ملك الا الانصياع لأوامر والدتها بكثير من التأفف






بعد أسبوع كانت ملك قد أنهت ترتيباتها , مررت التزاماتها الى زميلاتها , و أخذت عطلة لتتمكن من التغيب ,



يوم الرحلة اصطحبها والداها الى المطار لتوديعها , و بعد منشور من النصائح ركبت أخيرا الطائرة .






بعد ساعات من الطيران , وصلت ملك الى وجهتها دبي مدينة الاضواء ,

بعد انهاء أوراقها غادرت المطار , لتجد سيارة مع سائقها في انتظارها , كان مسؤولوا الفندق قد أرسلوها خصيصا لتقلها




كانت ملك ترتدي قميصا مزركشا , مع بنطال أسود بسيط و حذاء مسطح ،

أما شعرها فقد تركته منسدلا مع انحناءات جميلة , و اكتفت بمكياج خفيف أظهر جمال عينيها العسلية ،

كان جمالها أخاذا و منظرها يخطف الأنفاس







كانت التظاهرة عبارة عن تجمع لعدد كبير , من الجمعيات الخيرية عبر العالم باختلاف جنسياتها ,

يلتقون لتبادل الخبرات و التواصل و التعاون فيما بينها ,




يقيمها الفندق سنويا , كنوع من مساهمة صاحبها في الأعمال الخيرية و النشاط الاجتماعي ,

و يهتم بنفسه بتفاصيل التنظيم و لائحة المدعوين , حتى أنه يصر على حضورها شخصيا مهما بلغ انشغاله ,




كما يحضرها عدد هائل من الأثرياء و رجال الأعمال و الساسة , لتقديم دعمهم و تبرعاتهم ,

اضافة الى أن لا فرصة أفضل من هذه للتقرب من علي و تقوية العلاقات معه .






وصلت ملك الى الفندق في الثامنة مساءا , كان الحفل قد انطلق بالفعل ,


استقبلتها مديرة العلاقات العامة للفندق , السيدة أمينة المكلفة بالتحضيرات في البهو ,

بمجرد أن رأتها تعرفت عليها , فقد سبق لها أن حادثتها على الانترنت , لتسوية بعض الترتيبات الخاصة بمشاركتها





" مرحبا آنسة ملك "

دنت منها بابتسامة على وجهها



" مرحبا سيدة أمينة , آسفة على تأخري كان هناك زحمة سير "

أجابت ملك متأسفة , و مدت يدها لتسلم على المرأة




" أعرف ذلك , سبق و أن اتصل بي السائق , لا تقلقي فقط اسرعي بالدخول و الا ألغوا فقرتك "




كانت أمينة سيدة ودودة و بشوشة جدا , لا يمكن للمرء الا أن يشعر بالطمأنينة و الألفة في وجودها ,




همت ملك بالدخول الى القاعة مع حقيبتها لكن المرأة استوقفتها

" ملك دعي أمتعتك هنا , سأضعها في الأمانات و أنهي حجزك ,

بامكانك استلامها لاحقا بعد الحفل , فقط اهتمي بعرضك الآن "





أدركت ملك أنه لم يكن من اللائق أن تدخل الى القاعة مع أمتعتها , و كان عرض أمينة مناسبا جدا , فلم تجد مانعا لقبوله


" شكرا لك "


شكرتها ملك و سلمت لها الحقيبة و جواز السفر , رافقها بعدها أحد الندل الى طاولتها بطلب من أمينة .






بعد جلوسها لعشر دقائق حان وقت تقديم فقرتها ,

اعتلت ملك المنصة و قدمت عرضا مفصلا , مع رسومات بيانية و احصاءات دقيقة ,

و أجابت على بعض أسئلة المتدخلين , كما دونت بعض الملاحظات الهامة


بعد انتهائها مباشرة عادت الى طاولتها , لمتابعة فقرات باقي المشاركين .








في هذه الأثناء عند مدخل الفندق الرئيسي , توقفت سيارة مرسيدس فخمة بنوافذ معتمة ,


نزل سائقها الخمسيني أولا , ثم فتح الباب الخلفي لينزل رجل طويل القامة , يرتدي بدلة رمادية أنيقة مع ربطة عنق




أغلق زر سترته , عدل ساعته الرولكس بعدما حدق فيها ,
ثم خطا بخطوات ثابتة الى داخل الفندق , كانت هيأته توحي بالأبهة و الفخامة .







لاحقه سائقه حاملا حقيبته الخاصة في يده , بمجرد أن لمحته أمينة سارعت لاستقباله بحماس كبير


" مساء الخير سيد علي "



هز علي رأسه دون أن يقول شيئا , و استمرت المرأة في كلامها

" كل شيء جاهز سيدي , كلمتك مبرمجة بعد نصف ساعة , اذا أردت حضرتك بامكاني تأجيلها "




" لا داعي "

قالها بنبرة حازمة مقاطعا اياها




لكن أمينة كانت مستمرة في الابتسام , فقد تعود موظفوه على برودة تعامله و قلة كلامه ,



لا أحد يمكنه التكهن بما يريده هذا الرجل , فالابتسامة على وجهه لا تعني بالضرورة رضاه , فقد تسبق زلزالا مدمرا ,


و غضبه قد يقتصر على نظرة شزراء من عينيه , كما أن هزة من رأسه قد تنهي مستقبل أحدهم





دون أن يعطي المرأة الواقفة أمامه فرصة للاسترسال في الحديث ,
استدار علي الى سائقه , أخذ منه الحقيبة و كلمه بنبرة أقل حدة


" ابراهيم بامكانك المغادرة , لن أعود اليوم "



" تصبح على خير سيدي "

ألقى الرجل التحية باحترام و غادر .




قصد علي جناحه الخاص , وضع أغراضه على عجالة , و نزل مجددا قاصدا قاعة المؤتمرات ,

لالقاء كلمة الترحيب على ضيوفه , هو يحب احترام مواعيده فلكل ثانية قيمتها ,




في طريقه الى هناك , التقى العديد من الوجوه التي يعرفها ,
سلم على بعضهم بكل لباقة دون اطالة , و أكمل طريقه باتجاه مسؤول التنظيم .





وسط حالة الهرج في القاعة , رن هاتف ملك و المتصلة كانت والدتها ,
التي انتظرت أن تتصل بها بعد وصولها , لكنها انشغلت مع العرض و نسيت طمأنتها ,



لذلك و بمجرد أن أعلنت مضيفة الحفل , عن استراحة صغيرة تمهيدا لكلمة ترحيبية مهمة ,

حملت ملك هاتفها و خرجت الى الشرفة بحثا عن مكان هادئ .





في هذه الأثناء قدم علي الى الحضور , بثناء كبير على أعماله و مساهماته الخيرية


" و الآن يشرفنا أن نستقبل راعي المؤتمر , و المشرف على تنظيمه ,

رجل الخير رمز الجود و الكرم , و مثال يحتذى به من شبابنا في النجاح و الريادة ,

و الذي رغم انشغاله الا أنه أبى الا أن يشاركنا تجمعنا هذا ,

أقدم مضيفنا الكريم السيد علي عبد الله الشراد , فلنرحب به بيننا "





بعد انتهاء المضيفة من تقديمه , اعتلى علي المنصة وسط تصفيق حار من الحضور , ابتسم لها و قال

" شكرا "

بصوت خافت , قبل أن تتنحى جانبا تاركة المجال له لقول كلمته .






دنا الرجل من الطاولة , وضع يديه الى جانبي الميكروفون , و حدق في الأرجاء متأملا وجوه ضيوفه ,

خطفت هيبته الأنظار , و ساد صمت مهيب القاعة , و كأنهم وقعوا تحت سحر عينيه السوداوين ,




ابتسم علي مجددا , مظهرا صف اللؤلؤ الأبيض , الذي يذيب القلوب قبل العقول , و بدأ في تقديم كلمته بكل هدوء و رصانة



" سلام عليكم ,

سألني صديق لي مرة , لم أصر على اقامة هذا المؤتمر سنويا ,


فأخبرته أن طبيبي الخاص نصحني , أن رؤية الكثير من الوجوه الجميلة في مكان واحد مفيد للصحة "





صمت لبرهة وسط الهمسات الضاحكة من هنا و هناك , ثم أضاف بصوته الرخيم الواثق


" لكن برؤيتكم اليوم أفكر جديا بتحويلها الى مسابقة للجمال "


قال علي مازحا في ثناء مبطن منه على جمال وجوه الحاضرين , نالت المجاملة اعجابهم , فضحك الجميع و صفقوا مجددا لروحه المرحة





بعد أن ساد الهدوء , استرسل علي في كلمته بجدية ظاهرة

" أنا فخور جدا لوجودي بينكم الليلة , شكرا على تلبيتكم الدعوة لانجاح هذا المؤتمر ,
و ايصال رسالته التي تهدف الى تخفيف آلام المرضى ,


بغض النظر عن عرقهم أو دينهم أو انتماءاتهم , فالألم لا يفرق بينهم , و الانسان هو نفسه في كل مكان ..."





استمر الخطاب لدقيقتين , قبل أن يختتمه علي , و ينزل عن المنصة وسط تصفيق حار ,
بعد أن أسر قلوب النساء و اختطف عقول الرجال





" يا الهي كاد يتوقف قلبي حينما ابتسم "

قالت احدى المشاركات واضعة يدها على قلبها , في اشارة الى تأثرها



" لم أعتقد أنه شاب الى هذه الدرجة , اعتقدته كبيرا في السن "

ردت عليها من تجلس الى جانبها


" يقولون أنه يرعى هذا المؤتمر , تكريما لزوجته المريضة "



تدخلت مشاركة ثالثة

" عن أي زوجة تتحدثين ؟

هو أعزب ثم لا يمكن أن يتزوج هذا الوسيم , دون أن يشاع الخبر في كل مكان ,


الصحافة مهووسة بأخباره أصلا , و اعتقد أنه احتل الصدارة , في استفتاء أكثر العزاب وسامة مؤخرا "




" لكن الشائعات تقول أنه تزوج و طلق أكثر من مرة "




" ها قد قلتها مجرد شائعات , ثم لا يبدو رجلا لعوبا ,
و حتى لو كان كذلك أية مجنونة تلك التي لا تقبل به و لو لنصف يوم "



قالت الأخرى بكل حسرة

" يا الهي , بل قولي من سعيدة الحظ التي ستتزوجه "





في هذه الأثناء كانت ملك قد أنهت مكالمتها , و عادت الى طاولتها حيث شهدت التصفيق , دون أن تعرف من كان يتكلم ,

فقد كان علي قد وصل طاولته , و انظم الى ضيوفه على العشاء




لكنها سمعت تعليقات من يجلسن معها , و اللواتي استمررن في النميمة ,

الا أنها لم تبال كثيرا , و عادت الى دردشتها مع ممثلة جمعية خيرية فرنسية , تنشط في نفس المجال تجلس الى جانبها ,

دون أن تسأل عما فاتها , فهي ليست فضولية بطبعها .









😘💞💞

....

ملك علي 06-08-20 10:13 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جزيرة (المشاركة 15016684)
جميل جدا ردها ...

اذا حبيتيه اطمانك انو لسانها الحاد هو من سيخرج علي عن صوابه 😉😅😅

ملك علي 08-08-20 08:56 PM





البارت الثامن امرأة في سريره







استمر برنامج الحفل الى ساعات متأخرة , و لم يلبث الندل أن بدؤوا بتقديم العشاء ,

و كما كان منتظرا فقد كان فاخرا , دلالة على جود صاحبه و حسن ضيافته ,




بعد نصف ساعة دنا نادل من ملك , انحنى عليها و قدم لها بطاقة غرفة فندقهم

" تفضلي آنستي ..... "

و تمتم ببضع كلمات أخرى ،





بالرغم من أن ملك لم تسمع كل ما قاله بسبب الضوضاء , الا أنها شعرت بالارتياح ,

فقد كانت تفكر أن أمينة قد نسيت أمر حجزها بسبب انشغالها الكبير ,

الا أنه من الواضح أن الاحترافية عنوان موظفي هذا الفندق بامتياز .





" شكرا لك "

شكرت ملك النادل بكل أدب و استلمت بطاقتها ,



و لم تلبث أمينة أن قدمت هي الأخرى , أثناء مرورها على الطاولات ,

لمراجعة الترتيبات و الاطمئنان على راحة الضيوف , و تأكدت من حصولها على بطاقة غرفتها ,



خاصة أنها أوصت عامل الاستقبال , لارسالها قبل ساعتين و لم تراجعه , لكن ملك طمأنتها و شكرتها .






بعد انتهاء العشاء مباشرة , انتقل علي مع مجموعة من رجال الأعمال , و المقربين منه الى قاعة ثانية ,


أين تم تجهيز سهرة تقليدية لهم , حيث يجلس الحضور على الزرابي و الوسائد ,
لتناول الشاي و المكسرات و تبادل الحديث تحت أنغام العود ,



كان نشاطا جانبيا للحفل الخيري , لكنه مهم جدا في التعاملات الاقتصادية بين الحاضرين , تاركين بقية المدعوين للاستمتاع بحفلة غنائية شرقية .






بقيت ملك لبعض الوقت , لكن بحلول الساعة الحادية عشر , لم تعد تقو على فتح عينيها من شدة التعب ,


فهي لم ترتح منذ الرابعة صباحا , اضافة الى الدوار الذي تشعر به , نتيجة التحليق لساعات طويلة , و كل الضوضاء التي صاحبت الحفل ,


لذلك استأذنت ممن يجلس معها , و تمنت لهم ليلة سعيدة و غادرت القاعة .






قصدت ملك أولا غرفة الأمانات بالفندق و استرجعت حقيبتها , ثم استقلت المصعد باتجاه الطابق الثلاثين , فقد كانت البطاقة تحمل رقم 3030 ,




بمجرد أن خرجت من المصعد , اتجهت ملك الى الغرفة المشار اليها ,

لكنها تفاجأت حينما قرأت ما هو مكتوب على الباب

" الجناح الملكي "




استغربت ملك وضعها في جناح بأكمله لوحدها , لكنها أرجأت الأمر الى امكانية كثرة المدعوين ,
و عدم كفاية باقي الغرف العادية , لذلك حصلت هي على هذا الجناح , بما أنها كانت آخر الواصلين الى هنا



لم تطل ملك التفكير كثيرا , فكل ما يهمها الآن هو سرير و وسادة , و أن تغط في نوم عميق ,


لذلك سارعت الى الباب فتحت الغرفة , و وضعت البطاقة داخل العلبة المسؤولة عن نظام الانارة المحاذية للمدخل





بمجرد أن أنارت الأضواء زاد استغرابها , فالجناح بمثابة شقة صغيرة فخمة :

بهو يحوي أريكتين متقابلتين تتوسطهما طاولة رخامية ,

غرفة نوم بسرير ملكي و شراشف حريرية , يغلب عليها اللون الأبيض الناصع و الذهبي ,

الكثير من الوسائد مع زرابي وثيرة تغطي الأرضية ,


ركن صغير به طاولة مرتفعة عن الأرض , و كراس كبيرة مع ثلاجة يشبه مطبخا مصغرا ,

علق على الحائط الذي بجانبه , تلفاز عملاق بشاشة مسطحة .






اتجهت بعدها ملك و ملامح الاعجاب تعلو وجهها , و فتحت بابا جانبيا لتجد حماما بديكور أوروبي فخما للغاية ,



كل شيء يلمع و كأنه ركب الآن , و الأثاث بجودة لا مثيل لها ,

سبق لملك أن أقامت في الكثير من الفنادق حول العالم , و لكنها لأول مرة تدخل جناحا بمثل هذه الأبهة و الرقي .






لم تطل ملك التأمل كثيرا فرجلاها بالكاد تحملانها ,

دخلت الحمام و أخذت دشا دافئا , جففت شعرها سريعا و ارتدت منامة خفيفة ,

صلت بعدها المواقيت التي فوتتها , و اندست مباشرة في فراشها ,




لم تفرغ ملك شيئا من حقيبتها , لأنها ستنتقل صباحا الى فندق آخر ,

فالحجز في هذا الفندق هو لهذه الليلة فقط , و بمجرد أن أغمضت عينيها غطت في نوم عميق .

.
.
.




استمرت سهرة علي الى الثالثة فجرا , غادر كريم بعدها عائدا الى شقته , بعدما اطمأن على ظروف اقامة الضيوف ,


و عاد علي الى جناحه الخاص , فقد قرر قضاء الليلة هنا ,


بما أن الوقت متأخر , و هو لا يريد أن يفوت اجتماعه الصباحي في الشركة , فالفندق أقرب الى الشركة من البيت .





صعد علي الى الطابق الأخير , وقف أمام باب جناحه , و دس يده في جيب سترته بحثا عن البطاقة , لكنه لم يجد شيئا


استغرب الأمر عاد و وضع يده مجددا , و بحث بشكل أفضل لكن دون جدوى ,

دس علي بعدها يده في بقية جيوبه لكن لا أثر للبطاقة ,



عبس و قطب جبينه فقد كان متعبا حد الانهاك , آخر شيء يحتاجه الآن ألا يجد بطاقة جناحه ,



" أستغفر الله العظيم "
استغفر و وضع يديه على خصره , ألقى رأسه الى الوراء مغمضا عينيه , ثم أخذ نفسا عميقا للتركيز لكن دون نتيجة



فهو لا يتذكر أين وضعها , حينما غادر مستعجلا في المساء , قبل أن ينظم الى الحفل ,

أو ربما ضاعت دون انتباه منه , لم تكن لديه أية فكرة .




أراد أن يتصل بكريم لحل الموضوع , لكنه تراجع لأن الوقت متأخر جدا , و هو بالتأكيد متعب بقدره ,

لذلك جر رجليه عائدا الى المصعد و منه الى بهو الاستقبال ,





بمجرد أن رآه محمد عامل الاستقبال المناوب , حتى وقف من مكانه و كأنه يؤدي التحية العسكرية

" مساء الخير سيدي "




أشار له علي بيده للجلوس و بادره

" أعطني بطاقة لجناحي "



" حاضر سيدي "

أجاب الشاب مباشرة دون أن يستفسر أو يماطل , نقر على الحاسوب أمامه بسرعة , و بعد دقيقتين سلمه بطاقة جديدة

" تفضل سيدي "




أخذها علي منه و همس بين شفتيه

" شكرا "



ابتسم الرجل بكل فرح , رغم أنه بالكاد سمع ما قاله مديره و سارع للرد عليه

" العفو سيدي , تصبح على خير "



لم يرد عليه علي هذه المرة , و عاد قافلا الى جناحه




بالوصول الى هناك فتح الباب سريعا , و لكنه بمجرد أن رفع يده , ليدس البطاقة في علبة الانارة وجد بطاقته الأصلية هناك ,



تنهد و هز رأسه

" يبدو أنني بدأت أفقد الذاكرة و أصاب بالزهايمر "

حدث نفسه باستياء





كانت الأضواء هناك مطفأة يدويا الا ضوء الحمام , خلع علي ملابسه و ألقاها على الكرسي ,


و لأنه كان يشعر بألم في عينيه , و صداع سيء في رأسه , قرر عدم انارة الغرفة , فالضوء يزيد الأمر سوءا .




دخل علي الحمام مباشرة , و لكنه فوجيء بحالته المزرية ,

فقد كان هناك بقايا صابون داخل الحوض , مع بعض المناشف المستعملة ملقاة جانبا , و رذاذ ماء منتشر على الأسطح الزجاجية




عبس علي مجددا و هو يراقب المكان


" ألم يمر عمال النظافة على جناحي صباحا ؟ "

سأل نفسه بانزعاج و قد بدا أن الحمام , لم يتم تنظيفه صباحا بعد مغادرته ،

و في المساء هو كان مستعجلا , و لم يلق نظرة على حاله




" غدا سيكون لي كلام آخر مع مسؤول النظافة في الفندق "




كان علي مستاءا جدا , اذا كان هذا جناح مالك الفندق ,
و قد ترك حمامه في هذه الفوضى , فكيف هي حال بقية الغرف ؟



لو لم يكن الوقت متأخرا و هو منهك , لكان جر كل المسؤولين الآن فورا , و أعطاهم درسا في الخدمة ,

لكن لا بأس في الصباح سيكون له تصرف آخر .





أخذ علي دشا سريعا دون استخدام الحوض , لبس سروالا قصيرا كعادته في النوم , و اندس في فراشه بانهاك شديد ,



استلقى على ظهره محدقا في السقف قليلا , تمتم أذكار النوم سريعا , ثم أغمض عينيه و استدار على جانبه الأيمن استعدادا للنوم ,




و لكنه بمجرد أن ألقى يده , حتى لمس نتوءا صلبا الى جانبه , و كأنه جسم شخص ما .



شعر علي بالفزع مما لمسه , فتح عينيه مباشرة و قد استفاق مجددا , و قفز من مكانه باتجاه القاطعة ,



بمجرد أن أنيرت الغرفة تحول فزعه الى دهشة , فبالفعل كان هناك شخص ما , يحتل الجانب الآخر من سريره

أو بالأحرى كانت هناك امرأة في سريره .


..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..




البارت التاسع أنت ؟







جفل علي للحظات بسبب المفاجأة , قبل أن يرفع نظره و يجول به في أرجاء المكان ,

فأول ما خطر على باله أنه أخطأ الجناح , بسبب قلة تركيزه و تعبه ,


خاصة أنه لم يكن يحمل البطاقة , و حصل على أخرى جديدة قبل قليل , و هو حتى لم يتذكر أين ترك الأصلية .




لكن بمراقبة المكان تأكد أن هذا جناحه الخاص , كيف يمكن أن يخطأه ؟

ثم هو وجد أغراضه الخاصة و ملابسه هنا ,


اذا السؤال الذي يطرح نفسه هو

" من هذه المرأة و كيف وصلت الى هنا ؟ "



سأل علي نفسه , و عاد للتحديق مجددا الى المرأة النائمة هناك بكل هدوء , و تبادر الى ذهنه ألف سؤال



" كيف دخلت الى هنا ؟

هل يعقل أن أحدهم أرسلها الى هنا كهدية مثلا ؟

من هذا المجنون الذي راهن بحياته و فعل ذلك ؟

هل يعقل أن يكون أحد الذين اجتمعت بهم في الأسفل ؟ "





لطالما سمع علي بالصفقات التي تحصل , باهداء فتيات كعرابين لاتمام الاتفاقات , أو لشراء ود رجال الأعمال ,

لكن الى الآن لم يجرؤ أحد على فعلها معه ,



الكل يعرف أنه لا يتورط في مبادلات مشبوهة كهذه , فهي تخالف مبادئه و دينه , و تنتقص من رجولته و كرامته ,


و لا أحد يجرؤ على التهور و اثارة غضبه , لأنه سيدخل المنطقة المحظورة التي سيدفع ثمنها غاليا .

فما الذي يحصل هنا اذا ؟





وقف علي مكانه دون حراك يفكر بعمق لدقائق , قبل أن ينتبه أخيرا أن عليه أن يوقظ هذه المرأة , اذا أراد اجابة على أسئلته ,





في هذا الوقت كانت ملك تستلقي هناك , بكل هدوء و طمأنينة تغط في نوم عميق ,

لم تشعر حتى بالحركة القوية التي أصدرها علي حينما قفز من السرير ,




كانت تلف نفسها بالغطاء مثل فراشة في شرنقة , تضع وسادة على رأسها بدل توسدها ,

و تحتضن أخرى الى صدرها , مع انسدال شعرها كله على وجهها , وصولا الى الفراش تحتها
و لم يكن يظهر شيء من ملامحها .





" هل هي أجنبية ؟ "

سأل علي نفسه مجددا , حينما لاحظ لون شعرها الكستنائي الفاتح .




بعدها أخذ نفسا عميقا , لمحاولة تهدئة أعصابه التي أصبحت على وشك الانفجار , و قرر ايقاظها بنفسه ,



خطا علي بسرعة الى الجهة الأخرى من سريره , تقدم و حرك الوسادة التي على رأسها دون رفعها

لكن ملك لم تحرك ساكنا , و كأنها دخلت في غيبوبة .




انزعج الرجل المستاء مجددا

" هل هي ثملة أو تحت تأثير مخدر ما ؟ "




فرغ صبره سريعا و مسح وجهه بيديه بسخط , فآخر ما يحتاجه الآن امرأة في غير وعيها ليتعامل معها ,


و هو لن ينتظر الليل كله لتستيقظ براحتها , لذلك دنا منها مجددا أمسك الوسادة و ألقاها جانبا هذه المرة .





انزعجت ملك مما فعله , و قد أيقظتها حركته المفاجئة من أحلامها ,

تمتمت دون فتح عينيها أو التحرك من مكانها

" ماما أريد أن أنام قليلا بعد أرجوك "






قرب علي أذنه ناحيتها

"....."


لم يفهم كل ما قالت , لكن أول كلمة كانت واضحة

" ماما ؟ هل أبدو كسيدة عجوز ؟ "




اقترب علي مرة أخرى مصرا على ايقاظها , شد الغطاء من عليها عنوة و ألقاه جانبا ,
حتى وقع بعضه على الأرض الى جانب السرير , فيما علق الطرف الآخر برجليها





ثم خاطبها بلهجة شديدة

" هاي أنت من تكونين ؟ و كيف دخلت الى هنا ؟

استيقظي هيا أنا أكلمك "




في البداية و بسماع صوته , رفعت ملك جفنيها قليلا , مع عبوس على ملامحها بسبب الازعاج ,

و حدقت دون رد فعل الى الخيال المقابل لها ,




هي كانت تغط في نوم عميق قبل لحظات , و الآن رؤيتها ضبابية و ذهنها مشوش , بعد أن تم ايقاظها بهذه الطريقة العنيفة ,




استغرق منها الأمر دقيقة كاملة , حتى تذكرت أنها في دبي الآن , و تقيم في فندق و أنها في غرفة منفردة ,


فمن يكون هذا الرجل الغريب الواقف هناك , و الذي يتكلم معها بطريقة فظة ؟





بمجرد أن أدركت ملك حقيقة الموقف , و استعادت وعيها كليا حتى تملكها فزع شديد ,

فتحت عينيها عن آخرها بصدمة , صرخت عاليا و قفزت من فوق السرير ,

راكضة بالاتجاه المعاكس لمكان وقوف علي , ثم تراجعت للوراء الى أن التصقت بالحائط .






كانت ملك تقف تحاول التقاط أنفاسها بسبب رعبها , كان شعرها مبعثرا و منسدلا على كتفيها , و وجهها شاحبا بسبب المفاجأة ,



كانت تعدل منامتها بيد , و تضع الأخرى على صدرها , محاولة اغلاق فتحة الياقة .





لم تكن ملك تضع عدساتها , و لكن كان بامكانها رؤية تفاصيل وجه الرجل المقابل لها ,


كان شابا بشعر أسود لامع , تتدلى بعض خصله الرطبة على جبينه , له لحية خفيفة و عينين سوداوين بلون الليل الحالك ,



ببشرة بيضاء و قامة طويلة , بالكاد يصل رأسها الى مستوى صدره , مما يجعلها ترفع رأسها لتحدق الى وجهه ,

لكنها متأكدة من أمر واحد , هي لا تعرف من يكون .





تحت أنظار الرجل الغريب , مدت ملك يدها المرتجفة , و أشاحت شعرها عن وجهها ,
و قد أخرستها الصدمة و كانت تجاهد لتنظيم أنفاسها




بمجرد أن فعلت وقعت ملامحها في عيني علي , صحيح أنه لا يتذكر الكثير من الوجوه التي يقابلها ,

و لكنه لا يمكن أن ينسى هذا الوجه الطفولي , و لا هاتين العينين العسليتين , اللتين أوشك على الانخداع بهما ,





لم يتذكر علي فقط موقفها من جورج ذلك اليوم , و لكنه تذكر أيضا أنها قضت معه الليلة , و كل التفاصيل التي جعلته يومها يشعر بالاشمئزاز ,


بمجرد استرجاعه ما حصل بدأ علي بالغضب فعلا .


" أنت ؟ "

قالها و هو يقطب جبينه , و قد ظهر السخط في عينيه , صرخ في وجهها باستياء شديد جعلها تقفز مكانها





لم تفهم ملك ما قصده

" لم يبدو عليه أنه يعرفها جيدا ؟ فيما هي لا تتذكر حتى أنها رأته في أي مكان سابقا ,

ثم لم هو غاضب هكذا ؟ "

سألت نفسها بحيرة كبيرة , و هي تحدق الى الرجل أمامها , دون أن تجيب عن أسئلته محاولة تذكر أي شيء له علاقة به .





لم تكن ملك تمثل , ففي المرة الأولى لم تحدق الى أحد من الجالسين الى طاولة العشاء ,

حيث كانت مشغولة بتأديب جورج , الذي استفزها بقلة أدبه , و وتر أعصابها و غادرت سريعا ,



أما في المرة الثانية , فقد كانت منشغلة بالتحدث الى والدتها على الهاتف ,
حينما تم التعريف به و ألقى خطابه , و عادت بعدها متأخرة ,





حاولت ملك عصر ذاكرتها دون جدوى , صحيح هي لديها مشكلة مع تذكر الأسماء و الوجوه ,

الا أنها متأكدة أنها لم تر هذا الوجه يوما , لكن هذا الآن غير مهم الأهم هو



" مممن من أنت ؟ و ماذا تفعل في غرفتي ؟ "

سألت أخيرا بصوت مرتجف محاولة اخفاء ارتباكها

بعدما ساد صمت بينهما لثوان , حيث كان كل واحد فيهما , يتفحص الآخر محاولا فهم الموقف .





لمعت عينا علي باستغراب , فلم يكن يتوقع أنها عربية , فملامحها تقول أنها أجنبية , و لأول مرة يسمعها تتحدث بلغته بلكنة مغاربية ,


ظهرت بعدها ابتسامة ساخرة على جانب فمه و قد أدرك ما قالته

" غرفتك ؟ فعلا ؟ "




كان علي يضع يديه على خصره و هو يسألها , ثم خطا خطوتين فجأة الى الأمام مقلصا المسافة بينهما ,



أضاف بجدية بعدما اختفت ابتسامته , و حل محلها تكشيرة سيئة و قد علا صوته فجأة

" هاي أنت هذا جناحي الخاص , أنت من سمح لك بالدخول الى هنا ؟ "






فتحت ملك فمها لاجابته , و لكنها لاحظت الآن فقط أنه نصف عار , مع جسم رياضي مفتول العضلات ,

لا يرتدي غير سروال قصير , و لا شيء يغطي جزءه العلوي ,




من شدة حرجها أشاحت ملك بوجهها , الذي تحول لونه الى الأحمر بعد أن كان شاحبا , و زادت ضربات قلبها لدرجة كانت تسمعها في أذنيها


لاحظ علي ردة فعلها , و انتبه هو الآخر الى حالته .




" تبا "

همس بسخط ثم مد يده ليأخذ قميصه , الذي كان يرتديه من على المشجب و لبسه بسرعة ,

آخر شيء يريده أن يراه أحدهم عاريا , خاصة امرأة لعوب مثلها




لكنه لم يوقف هجومه

" هاي أنت لا تمثلي الخجل و لا تغيري الموضوع , أنا أسألك من أدخلك جناحي ؟ "



قال و هو يزرر قميصه بسرعة , و يعود الى المكان الذي كان يقف فيه قبالتها ,

دون أن يشيح بعينيه عنها , خشية أن تقوم بحركة قذرة اتجاهه , حينها هو لن يمانع أن يكسر رقبتها ,





غضبت ملك من اصراره على أنه جناحه , رفعت رأسها مجددا حدقت مباشرة الى عينيه ,

و وجدت صوتها مع نبرته الحادة أخيرا

" لا تبدأ بالكذب الفندق حجز لي هذا الجناح ؟

أنت من تكون و كيف دخلت الى هنا ؟

هيا اخرج الآن أو سأستدعي رجال الأمن "

و أشارت له بأصبعها ناحية الباب , في محاولة يائسة منها لطرده .





كانت ملك تحاول أن تظهر أنها واثقة من نفسها , رغم الارتجاف الذي طبع كلماتها بسبب ادراكها أنها الطرف الضعيف هنا

لكنها لا تريده أن يعتقد أنها خائفة منه و الا ساء الأمر .




صدم علي لكلامها فلأول مرة في حياته , يجرؤ أحدهم على نعته بالكاذب و لم يجد بما يجيبها , و بقي يحدق ناحيتها بعينين قاتلتين


و فيما كان بصدد التفكير في الرد المناسب على اساءتها ,

كانت ملك قد حملت هاتف الفندق فعلا , و تهم باستدعاء رجال الأمن كما هددته قبل لحظات ,






لكن علي تحرك ناحيتها في ثانية و افتكه من يدها بقوة , مما أرعبها فتركته له و عادت للالتصاق مجددا بالحائط .



بما فعلته ملك الآن , تذكر علي مرة أخرى ما حصل مع جورج سابقا ,

و كيف أن المرأة التي تقف أمامه , مجرد ممثلة مدعية و أكيد خططها القذرة لا تنتهي ,




واضح أنها دخلت هنا لاغوائه أو للحصول على منفعة ما , و هي الآن تهدده برجال الأمن ليرضخ ,

لكنها لا تعرف مع من علقت , هذه المنحطة عديمة الأخلاق





ابتسم علي بسخرية مجددا , و هو يقلب هاتف الفندق بين أصابعه و سألها

" ما رأيك أن اتصل أنا بالشرطة , و أخبرهم أن منحرفة اقتحمت جناحي ؟ "

قال بلهجة مهددة و ردت ملك بغضب مباشرة




" من اقتحم جناحك يا هذا ؟ هل أنت أصم ؟

أنا قلت أنه حجز لي , و أنت من عليه المغادرة ,

ثم احترم نفسك من هو المنحرف بيننا ؟ "




لم يعد علي يتحمل جدالها المستفز , فهذه المرأة فعلا وقحة , لدرجة قول كذبة على أنها حقيقة ,


و الآن تقف بقلة حياء , و تطالبه بالاحترام و تطيل لسانها , فقبل قليل كان كاذبا و الآن أصبح منحرفا و أصما


فما كان منه الا أن رد عليها بنفس درجة اهانتها له


" فعلا ؟ ألست امرأة تعيش على التنقل بين غرف الرجال ؟ " .









😘💞💞









mansou 08-08-20 10:40 PM

مكانش فصل واحد اخر ملك على خاطر مشبعتش هههههه
ماذا بيك طولي شوي في الفصول

ملك علي 08-08-20 11:02 PM

رد
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mansou (المشاركة 15023669)
مكانش فصل واحد اخر ملك على خاطر مشبعتش هههههه
ماذا بيك طولي شوي في الفصول


انا احاول تنزيل فصلين كل يومين و وعد راح احاول تكون تنزيلات يومية 😉 اما عن طول الفصول فستزيد تدريجيا لأن هذه البداية فقط 💞

mansou 09-08-20 09:39 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ملك علي 09-08-20 10:58 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mansou (المشاركة 15025327)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته حنونة 💞

ملك علي 10-08-20 09:35 PM






البارت العاشر يقف وسط حقل ياسمين








" فعلا ؟ ألست امرأة تعيش على التنقل بين غرف الرجال ؟ "


فتحت ملك فمها و عينيها و قد صدمها ما قاله , الا أن علي شعر بالرضا لأته تمكن من استفزازها

و أضاف مع ابتسامة ساخرة

" ماذا ألم يعجبك التعبير , تريدين سماع كلمات منحطة تناسب ذوقك و مستواك ؟ "






عبست ملك بشدة و قد تحولت ملامحها الى الغضب و احتقن وجهها ,
هي لا تفهم فعلا لم يهينها هذا الرجل , و هي لا تعرف حتى من يكون ؟


و لكنها وصلت حد التحمل , و لم تعد تطيق الأخذ و الرد مع قليل التهذيب هذا , و قررت انهاء الموقف


" هاي أنت أنا لا أسمح لك باهانتي ,
هيا اخرج فورا أو سأبدأ بالصراخ , و أقول أنك اقتحمت غرفتي و حاولت الاعتداء علي "




بعدما صادر علي الهاتف منها , لم يبق أمامها الا الصراخ عل أحدا ينجدها ,
هي الآن تشعر بخوف كبير , و لا تعرف ما ينوي هذا الرجل فعله معها , خصوصا أنه يعتقد أنها بائعة هوى


و لكنها كانت تحاول الظهور بمظهر المتماسكة , حتى لا يستغل هذا الرجل المهتاج ضعفها .




لكن علي جن جنونه من تهديدها , فهو لن يسمح لها بتوريطه مع امرأة مشبوهة مثلها , في فضيحة أخلاقية داخل فندقه ,



لم يدر بنفسه الا و هو يتجه ناحيتها , و يضع يدا على فمها لمنعها من الصراخ , و الأخرى على الحائط خلفها بغية تثبيتها




ارتعبت ملك أكثر مما فعله , و قد فاجأتها ردة فعله العنيفة على ما قالته
كانت ترتجف بأكملها كورقة في مهب الريح , و كان قلبها يكاد يتوقف عن النبض ,

أغرق عرق بارد ظهرها , و تجمدت يداها و رجلاها ,
و كأنها تحت تأثير مخدر قوي , فلم يسبق أن عاملها أحد هكذا .





لم تجد ملك الا أن أغلقت عينيها بشدة , و تبللت رموشها ببعض الدموع التي لم تنزل بعد ,

و هي تدعو في سرها ألا يحصل لها , أمر مفجع هنا في هذه الليلة المشؤومة .




كانت تضع يديها الصغيرتين على صدره , لمنعه من التقدم و تخليص نفسها ,
لكن الأمر كان كمن يدفع حائطا من أمامه , فالرجل لم يتحرك انشا واحدا ,

بالعكس كان مصرا على الوقوف هناك , محدقا الى ملامحها عن قرب , محاولا استبيان صدقها من تمثيلها .



لم يكن علي يضغط بشدة على فمها , و لكن وقوفه ككتلة من العضلات أمامها , كان كافيا لارعابها و اخراسها ,

فحتى الرجال يجبنون أمام هيبته و تسلطه , ما بالك بفتاة نصف حجمه ,



للحظات تجولت عيناه السوداوان المتواريتان تحت خصلات شعره الرطب على ملامحها الرقيقة ,
مدققا في كل تفصيل فيها ,


عيناها المغمضتان و رموشها الطويلة , أنفها الدقيق و شفتيها الورديتين المكتنزتين , و التي كانت تمنع ارتجافهما , بالعض على شفتها السفلى بكل قوة حتى كادت تدميها ,



و شعرها الكستنائي الذي يتناثر في كل اتجاه , كانت بشرتها ناعمة وردية , كبشرة الأطفال دون أية شوائب ,
و رقبتها تغري أي انسان أن يغرس وجهه هناك و يستمتع بعبيرها ,




لم تكن ملك تضع أية مساحيق , و كانت رائحة الياسمين تفوح من شعرها و جسدها , دون أثر لأية عطور أخرى ,
كان علي و كأنه يقف وسط حقل زهور في فصل الربيع ,



كان جسدها المرتجف صغيرا جدا بين يديه , لدرجة أنه أشفق على حالها لوهلة من الزمن .





سرح علي للحظات حتى كاد ينسى ما الذي يجري , فالمنظر أمامه مغر جدا و هو رجل في النهاية , و لا يمكنه ألا يتأثر


و لكن أخرجه من شروده عيناها العسليتان , اللتين كانتا تحدقان اليه و هو لا يعلم حتى متى فتحتهما .
و هما تعكسان رعبها و قلة حيلتها ,




استمر الاثنان في تبادل نظرات الشك , فهي لا تصدق أنها تتعرض للاعتداء من طرف رجل غريب ,
و هو لا يصدق أنها خائفة منه فعلا .




تجاهل علي ردة فعلها , بلع ريقه و استعاد رباطة جأشه , ثم حدق اليها قليلا بعد ,

لكنه لم يطل الأمر فما لبث أن اقترب من أذنها , لفحتها أنفاسه الحارة مرسلة تيارا سرى على كل جسدها



ثم قال بصوت هامس , لكنه مخيف كأنه قادم من الجحيم

" لديك ثلاث ثوان اما أن تخرجي من هذا الباب , أو سيحصل معك ما لن تنسيه طوال حياتك "

و أشار برأسه الى باب الجناح بحركة خفيفة




كان تهديدا واضحا و جادا بالاعتداء , لذلك و بمجرد أن افلت يده ,
لم تدر ملك بنفسها الا و هي تركض ناحية الباب تفتحه و تخرج الى الرواق ,


و دون أن تلتفت وراءها , سمعت دوي اغلاق باب الغرفة بكل قوة , و للحظة شكرت الله أنه لا يفكر في مطاردتها



مشت ملك بضعة خطوات , قبل أن تدرك أنها لا ترتدي غير منامة خفيفة و قدميها حافيتين , و كل أغراضها مصادرة في الداخل ,



وقفت مكانها لبضع لحظات محاولة استعادة أنفاسها , و ترتيب أفكارها لاستيعاب ما حصل قبل قليل ,

فردة فعلها كانت دون أي تفكير , و بدأت تحدق في الأرجاء بحثا عن مخرج .





أرادت ملك النزول الى الاستقبال لاستدعاء رجال الأمن , لكنها أدركت أنها لا يمكنها التنقل بحالها هذه ,

ما الذي يضمن لها أنها لن تتعرض للاعتداء مجددا , من منحرف آخر في طريقها الى أسفل في هذا الوقت المتأخر ,


كما لا يمكنها أن تعود الى الغرفة لطلب أغراضها , و الا فان ذلك المجنون سينفذ تهديده و يعتدي عليها



" أية ورطة وقعت فيها يا ملك ؟ "


حدثت نفسها بتوتر و لم يكن منها أخيرا الا أن اتكأت على الحائط خلفها ,
جلست القرفصاء على الأرض , حيث لم تعد رجلاها قادرتان على حملها ,


ثم غرست رأسها بين يديها , اعلانا عن يأسها في ايجاد حل لوضعها ,
فهي فعلا لا تعرف أين تذهب , و كانت تريد فقط أن يهدأ خوفها قليلا قبل أن تطلب المساعدة .






في غرفة المراقبة كان حارس الأمن يتسامر مع عامل الاستقبال محمد , حول كأسي شاي و لعبة ورق ,

توقفت الحركة منذ بعض الوقت , فاستغلا الأمر للدردشة و تمضية الليلة ,
فيما هما مشغولين بالحديث , انتبه الحارس الى حركة غريبة على الشاشة أمامه


" انظر محمد هناك امرأة ترتدي منامة تجلس في الرواق "



هز محمد رأسه موافقا و هو يحدق الى الشاشة
" أجل حتى أنها حافية "



عبس الحارس بتشوش
" أتدري لم انتبه من أية غرفة خرجت ؟ "



" لكنها تكتفي بالجلوس فقط لا تفعل شيئا "
حاول محمد طمأنته



" أجل لكن سأنتظر لبضعة دقائق , ان لم يحصل شيء سأصعد لتقصي الموضوع ,
في النهاية الرئيس يقيم في هذا الطابق , لا أريد مشاكل معه "




وافقه محمد مباشرة
" أجل تريث قليلا , قد تكون خصومة ثنائي عادية لا داعي للتسرع "



كلمات محمد لم تكن من فراغ , فهذا فندق سبع نجوم ,
معظم المقيمين هنا أجانب , و العمال تعودوا على بعض التصرفات , كالسكر و الخلافات بين الثنائيات ,
و التنقل بين الغرف خاصة السياح الذين يتنقلون في مجموعات .



لذلك قوانين الفندق تمنع تدخلهم في تصرفات المقيمين , الا اذا كانت جانحة أو مشينة ,
كارتداء ملابس غير ملائمة , أو الدخول في عراك و ازعاج بقية النزلاء ,

فما كان من الرجلين الا التزام مكانيهما و انتظار أية تطورات .







في الجناح بعد مغادرة ملك , و اغلاقه الباب خلفها حتى لا تفكر في العودة ثانية ,

ظل علي واقفا خلف الباب , يضع يديه على خصره مغمضا عينيه بشدة , يحاول تمالك نفسه بأخذ أنفاس عميقة , لاستيعاب الحنون الذي حصل قبل قليل



لطالما توددت اليه الكثير من النساء , و لكن لأول مرة تجرؤ احداهن , على اقتحام غرفته و الوصول الى سريره ,

هو فعلا مندهش من جرأتها , لكنه فضولي أكثر عن كيفية وصولها الى هنا ,




تنهد بعدها بعمق ثم استغفر الله , و عاد أدراجه الى الغرفة أخيرا

لكن بمجرد أن وقعت عيناه على حالة الفوضى التي تسودها , امتعض بشدة و عبس وجهه و تجدد غضبه ,


فالملاءات على السرير مبعثرة , الوسائد ملقاة على الأرض ,
خصلات من شعر تلك المرأة , عالقة على الوسادة التي كانت تحتضنها ,


و الآن فقط انتبه الى الحقيبة الصغيرة , و بعض أغراضها على المنضدة الى جانب السرير .


" كيف لم انتبه حين دخولي ؟ "
سأل نفسه باستياء



فجأة تذكر حالة الحمام المزرية قبل قليل
" هل يعقل أنها هي من استخدمته ؟
و الرائحة التي تعبق في أرجاء الغرفة , تعود لصابون الحمام خاصتها , و الذي كان برائحة الياسمين "



شعر علي بالقرف فجأة , و تحول لون وجهه الى الأسود ,
خطا بغضب ناحية الهاتف و اتصل بالاستقبال


" أرسل أحدهم لتنظيف جناحي فورا , و افتح باب الغرفة المقابلة "
هو لن يستطيع استخدام الغرفة و هي ملوثة هكذا , فجسمه بدأ يحكه بالفعل .



لم يحتج محمد أن يتعرف على رقم المتصل , فلا أحد يملك هذه النبرة المتسلطة غير الرئيس ,
خاصة أنه أغلق مباشرة دون انتظار الرد ,



بعد ثوان تذكر علي شيئا آخر فعاود الاتصال

" و أرسل من يتخلص من كيس القمامة الموجود أمام باب الجناح "

و أغلق مجددا دون أي تردد



لم يفهم محمد عن أي كيس قمامة يتحدث , فلا يوجد شيء في الرواق ,
لكنه تذكر فجأة المرأة التي رآها على الشاشة

" هل يعقل أن تلك المرأة أزعجته ؟
هل خرجت من عنده ؟ "



الكل هنا يعرف صعوبة التعامل مع هذا الرجل , سيء المزاج صعب الارضاء , لن تجرؤ امرأة على التقرب منه ان لم يسمح لها


" هل يعقل أنه اصطحبها معه ثم غير رأيه ؟ "


لم يعرف محمد فيما يجب أن يفكر , و لكنه سارع لتنفيذ الأوامر ,
فتح حاسوبه بسرعة بيد , و بدأ في فتح الغرفة التي طلبها علي الكترونيا ,


و بيد أخرى اتصل على غرفة مناوبة المنظفات , ليطلب من العاملتين الاتجاه الى الطابق للتنظيف , دون أن ينسى أن يخبرهن أن الرئيس من طلب ذلك بنفسه ,




لم يطل الأمر كثيرا فقط عشرة دقائق , و وصلت عاملتي التنظيف الى الطابق ,

بمجرد أن رأتهما ملك , حتى لاح لها بصيص أمل , في امكانية تلقي المساعدة منهما ,

لكنهما تخطيتاها بسرعة دون أن تلقيا لها بالا متجهتين ناحية الجناح , دون اعطائها فرصة لقول كلمة واحدة ,



فتح الباب و دخلت العاملتان الى هناك , و بعدها بدقيقتين خرج علي الغاضب باتجاه الغرفة المقابلة , و قد عاود ارتداء ملابسه




بمجرد أن وقعت عيناه على ملك , تأجج غضبه مجددا و رمقها بنظرة اشمئزاز و احتقار ,

أشعرتها بقشعريرة من رأسها الى اخمص قدمها , و كأن تيارا كهربائيا مر عليها .



هي فعلا لا تعرف ما الذي فعلته لهذا الرجل , حتى ينظر اليها بكل هذا الازدراء ؟

أليس من المفروض أن تكون هي الغاضبة , بما أنه هو من اقتحم غرفتها ؟

ألا يعقل مثلا أن يكون مجرد خطأ من الفندق لا ذنب لها فيه ؟

لم يبدو اذا كمن أمسك بها متلبسة بجريمة شنعاء , لم يبدو واثقا من صحة موقفه ؟




لم تدم النظرة أكثر من ثلاث ثوان , أشاح علي بعدها بوجهه و دخل الغرفة المقابلة , متجها مباشرة الى الحمام ,

أكثر شيء يرغب به الآن , أن يمسك هذه المرأة المنحرفة من ذراعها , و يلقي بها في قسم الشرطة ,



لكنه لا يريد أن يرتبط اسمه مع اسم امرأة مشبوهة مثلها , في فضيحة سيكون الوحيد الخاسر فيها , لن يحقق مرادها مما فعلته



لذلك قرر التصرف بعقلانية , مادامت لم تنجح في مسعاها فسيكتفي بما فعله ,
لن تسول لها نفسها تكرار ما حدث أبدا .
.
.
.
.
.
.
.
.





البارت الحادي عشر الفرار من المجنون







بقيت ملك تقف مكانها في الرواق ، منتظرة خروج العاملات من الجناح ، حتى تحاول استعادة أغراضها ,

في هذه الأثناء كان حارسي الأمن قد وصلا لتنفيذ قرار الطرد ،


بمجرد أن رأتهما ملك حتى زاد حرجها ، فملابسها لم تكن لائقة أبدا , و الوضع المشبوه الذي وضعها فيه ذلك المنحرف ضاعف ارتباكها

فما كان منها الا أن اندست أكثر في الحائط , محاولة إخفاء هيئتها دون جدوى




تقدم منها أحدهما ، و حاول أن يكون لبقا قدر الإمكان
" سيدتي من فضلك رافقيني ، لا يمكنك البقاء و التجول هنا "



كانت ملك قد وصلت حدها من التحمل ، و لم تعد تطيق هراءا آخر و كان ردها مستاءا جدا

" اسمع سيدي أنا لن أذهب إلى أي مكان ، استدع الشخص المسؤول هنا ،
أريد رؤيته الآن حالا "




نظر الرجل إلى زميله ثم رد بقلة حيلة

" آسف سيدتي و لكن عليك مرافقتي أولا ، بعدها يمكننا مناقشة الأمر كما تريدين "


حسنا هو لا يمكنه اخبارها أن المسؤول الذي تطلبه ، هو نفسه التنين الذي أمر بإخراجها من هنا قبل لحظات




لكن ملك بدأت بالصراخ ، قاطعة الطريق على كل اقتراح ، قد يهدر حقها أو يعرضها الى إهانة أخرى


" اذا أنا لن أغادر لأن أغراضي كلها في الداخل , و هذا الجناح حجز لي ،

و لكن ذلك الرجل اقتحمه و طردني ، و أنا أريد المسؤول الآن لتوضيح الأمر "





نظر الحارسان لبعضهما باستغراب ، و حاول أحدهما شرح الوضع

" مستحيل سيدتي لا يمكن أن يكون ذلك الجناح قد حجز لك ل ..."



أراد الرجل أن يقول أن هذا الجناح ، هو الإقامة الدائمة لمالك الفندق ،
و لا أحد في الفندق كله يجرؤ على حجزه لأي كان , حتى لو كان النزيل رئيس دولة




لكن ملك قاطعته بلهجة حادة
" هل تقصد بأنني كاذبة , هل لأنني غريبة ستقومون باهانتي و طردي ؟ ,

اسمع اذا أنا الآن لا أريد المسؤول , استدع الشرطة أريد تسجيل شكوى ،
في حق الفندق و هذا المجنون المنحرف ، باهانتي و محاولة الاعتداء علي "



"....."

بسماعهما المرأة تقول عن الرئيس مجنون و منحرف ، أصيب الحارسان بالشلل ,
لم يسبق أن أهانه أحد هكذا سابقا ,


لكنهما فزعا أكثر لذكرها الشرطة , اذا فقدا السيطرة على الوضع ، فقد تكون النتائج وخيمة



لذلك سارع الرجل لمسايرتها

" اهدئي سيدتي أنا آسف ، لم أقصد أن أقول أنك كاذبة ,

أرجوك رافقيني الآن و أنا متأكد أن هناك التباسا في الأمر ,
فقط تعالي معنا و أنا أضمن لك أن تكوني راضية "



لم يكن الحارس يريد أكثر من إخراجها من هنا ، و إلا تأزم الوضع أكثر ،
هو لن يخاطر بأن يفقد الرئيس صبره , و يطرد كل من في المكان ,



لكن ملك كانت أكثر عنادا مما اعتقد ، استمرت في الجدال و رفضت المغادرة دون أمتعتها .




داخل الغرفة ضاق علي ذرعا بالضوضاء في الرواق , أكيد بقية النزلاء يشعرون بالانزعاج بقدره ,
كما لا يبدو بأن تلك المنحرفة ستغادر بسهولة



خرج من الحمام يلف منشفة على خصره ، و يمسك بأخرى يجفف بها شعره , و اتصل على جناحه



بعد دقائق خرجت إحدى العاملتان تجر حقيبة ملك ، بعدما جمعت أغراضها على عجل ,


بمجرد أن رأتها ملك ، شعرت بسعادة غامرة و سارعت لأخذها و قد انفرجت الأزمة أخيرا , و لكن لاحت لها مشكلة أخرى


" هل يمكن أن استعمل الغرفة لتغيير ملابسي ؟ "

سألت السيدة بتأمل ، فلا يمكنها أن تغير ملابسها في الرواق ,



لكن المرأة كانت حازمة و أجابتها بنبرة باردة

" آسفة سيدتي ، لكن السيد طلب منا اعطاءك أغراضك ، لا السماح لك باستخدام الغرفة "




استاءت ملك أكثر لما قالته السيدة ،
لم يعاملها هذا الرجل على أنها تحمل وباءا معديا ؟


لكنها لم تعد قادرة على الجدال أكثر ، هي أصلا منهكة و استهلكت كل طاقتها في العراك قبل قليل ,




برؤية التعبير على وجهها ، تدخل الحارس لعرض مساعدته

" اذا أردت سيدتي ، بإمكاني تدبر غرفة من أجلك لاستعمالها "



و سارعت ملك للرفض

" لا داعي "


مع الخوف الذي شعرت به اليوم ، لا يمكنها أن تبقى لحظة واحدة هنا ,
من يضمن لها أن لا تقتحم غرفتها ثانية ، و تتعرض لاعتداء حقيقي هذه المرة ؟ ,



لذلك جرت حقيبتها و اتجهت إلى الحمام في آخر الرواق ,
غيرت ملابسها على عجل ، و ألقت نظرة على أغراضها ، لتتأكد أنها غير منقوصة ثم غادرت بسرعة





فكرت ملك في طريق الخروج ، أن تتجه الى الشرطة و تشتكي لكنها تراجعت , فواضح أن ذلك
المجنون رجل ذو نفوذ , من يدري ما مكانته

و أن كل من كان هناك هم في صفه ، قد يتم تكذيبها إن هي اشتكت ,


خاصة أنها لا تملك دليلا ملموسا ، فالبطاقة التي أعطيت لها تركتها في الغرفة ،
و المعلومات المسجلة لديهم يسهل تغييرها ,



لذلك قررت أن تهدأ ، فالأولوية الآن هي الخروج من هنا , و بعدها ستفكر فيما يمكنها فعله ,




بعد أن هدأت ملك روعها نزلت إلى البهو لتغادر , و كان حارس الأمن يتبعها ، ليحرص على التزامها الهدوء ، و عدم إثارة مشاكل أخرى ,


بمجرد مرورها على الإستقبال ، تذكرت أنها لم تستعد جواز سفرها ,

فأثناء العشاء أعطاها النادل البطاقة فقط , لذلك اتجهت ناحية عامل الإستقبال و طلبت منه

" من فضلك أعد لي جواز سفري "




نظر إليها محمد باستغراب للحظات ، ثم فتح درجا أمامه و أخرج جواز سفرها ،


بدا الشاب و كأنه فوجيء لوجوده هناك , لكنه لم يقل شيئا سارع و فتحه , أخرج منه بطاقة دسها في جيبه ثم سلمه لصاحبته

" تفضلي سيدتي "




اختطفت ملك جواز سفرها من يده ، و غادرت مسرعة دون أن تقول كلمة أخرى ، فهي لا تريد البقاء هنا أكثر .




كانت الساعة تشير الى الرابعة و النصف صباحا ، حينما غادرت ملك الفندق ,

رغم أن الليل لا يزال يلقي بأجنحته على الأنحاء و لا أثر لضوء النهار ,
إلا أن المدينة لا تنام ليلا و الحركة لا تنقطع , و إلا كان من الخطر خروجها وحدها في هذا الوقت .




لم تلبث ملك أن استوقفت سيارة أجرة ، و طلبت منه أن يقلها إلى أقرب فندق ,
لم يكن هناك زحام في هاته الساعة ، لذلك وصلت وجهتها بعد ربع ساعة فقط .



كانت ملك تدعو طوال الطريق و تحمد الله ، لأنها تمكنت من الإفلات من المجنون ,

رغم أن غيضها مما فعله كان كبيرا ، إلا أنها كانت ممتنة جدا أنه لم يتعد حدوده ,

فالله وحده يعلم ما كان سيحصل ، إن هي أصرت على البقاء هناك .





بمجرد وصولها وجهتها حجزت ملك غرفة ، بعدها راجعت مع عامل الاستقبال رقمها أكثر من مرة ,
فقد أصبحت مهووسة بعدما حصل معها ,
هذا الأخير رغم استغرابه الأمر ، إلا أنه لم يعلق على تصرفها .



و بمجرد أن دخلت لاحقا إلى الغرفة ، حتى قامت بتمشيطها و التأكد من المنافذ ،


ثم قامت بجر طاولة من جانب السرير ، و وضعتها خلف الباب و تأكدت من استحالة فتحه ,
هي لن تسمح بتكرار ما حدث سابقا .



غيرت بعد ذلك ملابسها و ارتمت على السرير ، لكن النوم جافى عينيها ،

كلما همت باغلاقهما لاحت لها عينين سوداوين ، مليئتين بالغضب و الحقد تحدقان ناحيتها توشك على قتلها ,

يبدو بأنها لن تتخلص من الصدمة التي عانت منها سريعا .

.
.
.




في المقابل علي الذي قضى الليلة في الغرفة الجديدة ، كان يعاني أرقا سيئا و لم يتسلل النعاس الى جفنيه الا قرابة السادسة ,

لدرجة أنه لم يسمع منبهه , و لم يستيقظ إلا على صوت هاتفه يرن ,



دون أن يفتح عينيه أو يرفع رأسه مد يده و أخذ الهاتف

" صباح الخير سيدي "
كان صوت كريم في الطرف الآخر



" صباح الخير "
رد علي بصوت متكاسل مبحوح كان واضحا مدى تعبه



" سيدي إنها الثامنة صباحا , ابراهيم أمام الفندق و قال إنك لم تنزل بعد ,
أردت تذكيرك باجتماع التاسعة "


صمت علي قليلا و كأنه يفكر في رد مناسب

" أخبره أنني سأنزل بعد عشرين دقيقة "



" حاضر سيدي"

قبل أن يقفل كريم الخط بادره علي

" كريم "
و صمت بعدها



بقي الرجل ينتظر ما يريد قوله بكل صبر , شيء يقدره علي كثيرا , و أحد أهم الأسباب التي تبقيه كنائبه


و سرعان ما أضاف

" أعلم مدير الفندق ألا يصرف عمال مناوبة أمس ,
و أن يجمع كل المسؤولين في مكتبه , سأعود لاحقا من أجل اجتماع طاريء "




استغرب كريم طلب علي , فالاجتماعات عادة تكون دورية و مبرمجة قبلها بمدة ,
أما الاجتماعات الطارئة لا تعقد الا أثناء الأزمات ,


فما الذي حصل و جعل علي يطلب شيئا مماثلا ؟ و هل له علاقة بتظاهرة البارحة ؟


رغم حيرته إلا أن كريم كعادته ينفذ دون أن يسأل

" حاضر سيدي "





بعدها قام علي من فراشه , و اتجه ناحية جناحه مجددا اغتسل و غير ملابسه , ثم حمل حقيبته و نزل متجها الى الشركة ،


بمجرد أن ركب السيارة و أغلق السائق الباب , أغمض عينيه و ألقى رأسه الى الوراء , و قد كان الإرهاق واضحا على ملامحه



" سيدي هل أنت بخير ؟ "
سأل ابراهيم بقلق


" اممم "
كان كل ما قاله و أشار له بالانطلاق .




في هذا الوقت كان كريم قد اتصل بمدير الفندق و أوصل رسالة علي , هذا الأخير كاد يغمى عليه بسبب التعليمات ,


و ما كان منه الا أن استدعى طاقم العمل كله , و استفسر عما حدث بالأمس , فإلى غاية مغادرة الضيوف كل شيء كان بخير ,



روت له العاملتان و حارس الأمن ما حدث , كيف أن شابة كانت في جناحه و أنهما تجادلا ,
و هو طلب تنظيف الغرفة في الرابعة صباحا , و اصطحابها خارجا فارتاح باله قليلا




" إذا كان هو من اصطحب تلك المرأة معه , فما شأننا نحن إن نشب خلاف بينهما "


طبعا هو كان يعتقد أن علي رافقها الى جناحه , لم يعرف أنه وجدها هناك , و أنهما تنازعا ملكية الغرفة ,



لكنه أصيب بالاحباط مجددا , فكريم لم يقل في أية ساعة الاجتماع ,

يعني أن عليهم الانتظار حتى يفرغ الرئيس , من جدوله اليومي و يعود الى هنا , الأمر الذي قد يستمر الى الليل .




" هل هاته عقوبة من الديكتاتور أو ماذا ؟ "

سأل الرجل نفسه بتذمر , لأنه أيقن أن علي تعمد فعل ذلك حتى يزعج الجميع .



علي من جهته كان قد فكر مطولا ليلة أمس ,
و رجح أن تكون تلك المرأة , حصلت على مساعدة من داخل الفندق , للوصول الى هناك و إلا ما كانت مهمتها سهلة للغاية ,




حتى أن احتمال حصول خطأ في الحجز , يبدو بعيدا عن التصديق ,

لكنه قرر أنه مهما كان أساس القصة , عليه أن يحقق فيها بنفسه , و ينزل أشد العقوبة على المتورط , حتى لا يجرؤ أحد آخر على تكرارها .




بالوصول الى الشركة , اتجه علي مباشرة الى غرفة الاجتماعات , بعد أن طلب من سكرتيرته أن ترسل قهوته الصباحية , فقد نزل دون أن يفطر


" قهوة برازيلية مضاعفة دون سكر"

طلبت ليلى من عامل المقصف اعدادها , و لاحقته الى قاعة الاجتماعات .




دخل علي الى القاعة , حيث كان الجميع في انتظار وصوله ,
خطا ناحية كرسيه على رأس الطاولة , خلع سترته و جلس بعدما أشار الى الحضور بالجلوس .



ساد بعدها صمت الأرجاء , و بدأ المهندس المكلف بالالقاء في تجهيز أوراقه , منتظرا اشارة البدء من المدير ,

كان اجتماعا لدراسة اقتراحات تجهيز أماكن الترفيه , في آخر مشروع دخلته الشركة .




فتح علي بدوره حقيبته الخاصة لإخراج حاسوبه , لكن بمجرد أن ألقى نظرة داخلها , تغيرت ملامح وجهه الجادة و الباردة الى نظرة انزعاج ثم غضب ,

و تحول لون وجهه الى الأسود , و كأن غيمة حطت برعودها و أمطارها فوق رأسه .









😘💞💞

mansou 12-08-20 11:11 AM

تصرف علي مع ملك كان حقيرا جدا
في انتظار معرفة كيف وصلت بطاقة جناح علي ليد ملك
اعتقد ان حقيبة الحاسوب خاصة بملك
متشوقة للفصول القادمة

ملك علي 12-08-20 12:48 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mansou (المشاركة 15030104)
تصرف علي مع ملك كان حقيرا جدا
في انتظار معرفة كيف وصلت بطاقة جناح علي ليد ملك
اعتقد ان حقيبة الحاسوب خاصة بملك
متشوقة للفصول القادمة

راح نشوف 😉 على العموم التشويق لم يبدأ بعد و الحرب العالمية الثالثة على وشك الاندلاع 🤫🤫
و مفاجأة قررت التنزيل يوميا ان شاء الله ابتداءا من اليوم الا في حالة عارض 💞
في انتظار الدعم 😘

ملك علي 12-08-20 08:34 PM





البارت الثاني عشر من تكون هذه المرأة ؟




دخل علي الى القاعة , حيث كان الجميع في موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . انتظار وصوله , خطا ناحية كرسيه على رأس الطاولة ,

خلع سترته و جلس بعدما أشار الى الحضور بالجلوس ,



ساد بعدها صمت القاعة , و بدأ المهندس المكلف بالالقاء في تجهيز أوراقه , منتظرا اشارة البدء من المدير ,


كان اجتماعا لدراسة اقتراحات تجهيز أماكن الترفيه , في آخر مشروع دخلته الشركة .


فتح علي بدوره حقيبته الخاصة لاخراج حاسوبه , فجأة تغيرت ملامح وجهه الجادة الى نظرة انزعاج

و تحول لون وجهه الى الأسود , و كأن غيمة حطت برعودها و أمطارها فوق رأسه .





قام علي مجددا من كرسيه , و خرج من القاعة بخطوات سريعة , دون قول كلمة واحدة ,


فوجيء الجميع بمغادرته , لم يسبق لهذا الرجل الصخرة أن فوت اجتماعا يوما , حتى لو كان شكليا

فكيف يغادر هكذا بكل بساطة ؟


رغم استغرابهم الا أن لا أحد ترك مكانه , بقوا جالسين منتظرين عودته , فهو لم يرفع الاجتماع بعد .





برؤية علي يغادر تبعه كريم الى خارج القاعة , بعدما أرعبته ملامحه المستاءة



" كريم لا أجد حاسوبي "

بادره الآخر بلهجة مذعورة , و تحولت مشيته الى هرولة بمجرد أن غادر المكان



فزع كريم أيضا مما قاله علي , فهذا الحاسوب هو الصندوق الأسود لثروته ,

كيف يعقل أن يضيع منه هكذا ؟





" اهدأ سيدي , أكيد تركته في مكان ما سنجده "


حاول تهدئته ثم اتجها بداية الى المكتب و ألقيا نظرة سريعة , لكن علي أكد أنه مر مباشرة الى قاعة الاجتماعات , لم يدخل الى هنا صباحا



اتصل بعدها مباشرة بابراهيم السائق , و طلب منه أن يفتش السيارة بحثا عنه , ثم قرر النزول بنفسه دون تضييع الوقت ,





نزل الاثنان الى السيارة , و لكن التفتيش لم يسفر عن شيء ,
فالسائق ينظفها يوميا , و لا وجود حتى لقصاصة ورق واحدة داخلها .

كما أن إبراهيم كان سيعيده بمجرد العثور عليه




" عد بنا الى الفندق "

أمر علي السائق و عادوا أدراجهم الى الفندق ,



اتجه الرجلان مباشرة الى جناحه , لكن المكان كان قد نظف سابقا , و لا أثر للحاسوب هناك .


وقف علي وسط الغرفة , كان يأخذ أنفاسا عميقة واضعا يده على جبينه , محاولا استرجاع خط سيره البارحة بصوت عال



" أتذكر أنني عملت عليه في السيارة , و أنا في طريقي الى هنا , ثم تلقيت مكالمة مهمة من مدير فرعنا في أبو ظبي ,


فأغلقته أعدته الى الحقيبة و حملتها الى هنا , ثم وضعتها على هذه الطاولة و نزلت الى المؤتمر ,

لم ألمسه بعدها حتى أخذته هذا الصباح "


قال و هو يشير بأصبعه الى الأماكن تباعا مخاطبا كريم





" هل تأكدت من وجوده في الحقيبة قبل مغادرتك صباحا ؟ "

سأل كريم محاولا الفهم , و هز علي رأسه بلا , هو حمل الحقيبة بما فيها و غادر لأنه كان متأخرا بالفعل



" أنا غير ..."

أضاف علي ثم توقف فجأة , و كأنه تذكر شيئا مهما ثم همس له

" كريم لنفتش الغرفة الأخرى "




استغرب كريم كلامه

" عن أية غرفة يتحدث ؟ على حد علمه هو لا يبات الا هنا "

تساءل في هدوء , لكن علي لم يضف كلمة و بادر بالخروج



لكنه حينما هم بفتح الباب تجمدت خطواته و شحب وجهه , و كأن روحه غادرت جسده ,



استدار ناحية كريم الذي يقف خلفه مرة واحدة , و سأله بصوت مرتجف حتى بدا أنه يكلم نفسه


" هل هذا كان سبب دخول تلك المتطفلة الى هنا ؟ "



كلام آخر مبهم و علي لا يشرح شيئا , تمكن الفضول أخيرا من كريم الذي سارع للسؤال

" عفوا سيدي عمن تتحدث ؟ "




بالتفكير في الأمر مجددا , شعر علي بالذعر و لم يعد يقو الوقوف على قدميه , فقد خطر على باله أمر سيء جدا ,

بمجرد أن تذكر أنه ترك الحقيبة هنا البارحة , يعني كانت طوال الوقت أمام تلك المرأة .




جلس علي على الأريكة ببطء , و وضع رأسه بين يديه و كأنه يحاول تمالك نفسه , مما وتر كريم أكثر قبل أن يكلمه


" كريم هل تتذكر تلك الشابة التي أحرجت جورج على العشاء , أثناء زيارتنا للجزائر ثم رافقته ؟ "



فكر كريم قليلا ثم هز رأسه

" أجل "



لكنه لم يفهم لم أتى علي على ذكرها الآن ؟ ما علاقة تلك المرأة بما يحصل هنا ؟



بلع علي ريقه و استرسل

" وجدتها البارحة هنا بعدما عدت من السهرة "



" هنا أين ؟ "

سأل كريم مجددا بتشوش , و هو لا يستوعب دائما ما الترابط بين كل هاته المعلومات ؟




رفع علي رأسه حدق الى صديقه بنظرة متوترة و أشار الى السرير

" هنا في جناحي و فوق سريري تغط في نوم عميق "



صمت قليلا ثم عبس و أضاف

" أو هذا ما اعتقدته "





تفاجأ كريم لما قاله علي , فهو لم يخبره شيئا سابقا ,

لكن هل يعقل أن تكون هذه الحادثة المشينة , هي سبب الاجتماع الطارئ الذي دعا اليه صباحا ؟




بعدها سرد عليه علي كل ما حصل بالتفصيل , و مع كل كلمة أصبح متأكدا أكثر من تورط تلك المرأة في اختفاء حاسوبه .



" واضح أنه تم التخطيط للأمر بدقة , تلك المتطفلة حصلت بطريقة ما على بطاقة غرفتي , و دخلت الى هنا و غايتها أخذ الحاسوب ,


بعدما فاجأتها تظاهرت أنها غرفتها , و تجادلت معي بشراسة ,
ثم غادرت بسرعة بعد أن طردتها , لم يدخل أحد غيرها الى هنا "



لا يمكن لعلي الا أن يفكر في الأمر بهذه الطريقة , فملك بالنسبة له امرأة تبيع نفسها مقابل المال , لن تفوت غنيمة مماثلة





حاول كريم تهدئة صديقه فالأمر فعلا مفجع , اذا استولت هذه المرأة المشبوهة على الحاسوب , و باعته أو استغلته فالنتائج ستكون وخيمة


" اهدأ سيدي سنجدها لا تقلق "




لكن كيف لعلي أن يهدأ و يضبط أعصابه , فالحاسوب الذي فقده يحوي كل تفاصيل ممتلكاته , في كل مكان منذ بدأ في تكوين ثروته و كل ممتلكات عائلته ,


جميع معلومات أرصدته البنكية في البنوك المحلية و الأجنبية , خاصة السويسرية مع أرقامها السرية داخله ,


حتى الودائع و الخزنات في البنوك , أماكنها و تفاصيل الوصول اليها مدونة هناك بكل دقة ,

ناهيك عن تفاصيل و أسرار كل مشاريعه مناقصاته و صفقاته ,



كل مخططاته للعشرة سنوات القادمة داخل ذلك الجهاز , ضياعه معناه أمر واحد افلاسه ,


هو يحتفظ به منذ سنوات , لم يغيره رغم طرازه القديم , لا يصله بالانترنت حتى لا يتعرض للقرصنة ,


هو حتى لا يضع له برنامج تتبع , حتى لا يتم تتبعه و سرقته منه ,

لم يكن يفارقه يوما و لا أحد يلمسه غيره , كل من يعمل معه يحفظ هذا الأمر جيدا ,




لكن ما حدث أمس قلب توازنه , و جعله يتخلى عن حرصه لبعض الوقت ,
الأمر الذي قد يدفع ثمنه غاليا , و قد يكلفه كل ما عمل بجد لتحقيقه لحد الآن .



لم يطل الرجلان التحادث في الغرفة , فقد خرج علي مسرعا ناحية مكتب المدير , و فتح الباب مباشرة دون استئذان ,

هذا الأخير كان في انتظاره , بعدما أعلمه العاملون بوصوله .




" صباح الخير سيدي "

قال بارتباك بعدما لاحظ ملامحه الغاضبة



لم يقل علي شيئا تجاهله و اتجه مباشرة الى مكتب الرجل , جلس اليه و فتح الحاسوب ثم بادره


" أخبر مسؤول الأمن أن يرسل تسجيلات ليلة أمس هنا و أن يحضر فورا "

أصدر علي أول أوامره و لم يتردد الرجل في التنفيذ , رغم عدم استيعابه للأسباب .





بعد دقائق وصل ما طلبه علي الى الشاشة أمامه ,

بعدها مباشرة دخل مسؤول الأمن و مسؤول المناوبات , و وقفا بقرب المدير منتظرين التعليمات , و عينيهما تدوران في كل مكان بحثا عن تفسير لما يحصل




وقف كريم الى جانب علي , يراجعان التسجيلات من مختلف أرجاء الفندق :

من وقت وصول ملك الى أمام الجناح , و استعمالها البطاقة لفتح الباب ,
دون أن يظهر عليها أية بوادر للتوتر أو الارتباك , ثم دخول علي بعد ذلك بساعات ,


خروجها بعدها راكضة الى الرواق , و قدوم عاملات التنظيف , وصولا الى اصطحابها من طرف حراس الأمن مع أمتعتها الى حين مغادرتها .


كان هناك الكثير من التفاصيل , التي راجعها الاثنان أكثر من مرة , لكن لا أثر للحاسوب في أي مكان




كان الحضور يقفون بصمت مطبق , حتى تكلم علي أخيرا

" من تكون هذه المرأة ؟ "


هو تذكر أخيرا أنه لا يعرف و لو تفصيلا واحدا عن هويتها ,
عدا أن لهجتها من المغرب العربي , و لكن حتى تلك قد تكون مقلدة .



ساد صمت المكتب بأكمله , كان كل واحد ينظر الى الآخر بتيه دون جواب ,


فلا أحد يمكنه تخمين من تكون المرأة الموجودة في التسجيل , بمجرد رؤية بعض الصور , خاصة أن عدد المقيمين هنا كبير جدا ,



جن جنون علي و ثارت ثائرته

" ما هذا بربكم ؟ هذا فندق عالمي و ليس بيتا قصديريا ,

كيف تدخل نكرة مثلها الى جناحي الخاص ,

و تغادر بكل سهولة دون أن يعترض طريقها أحد , و لا أن يتعرف عليها أحد ؟ "



كان علي قد وصل حده من الغضب , صرخ بشدة و ضرب بكل قوته على المكتب ,
فاقدا السيطرة على أعصابه ,

و باثا الرعب في قلوب المتواجدين , و لأول مرة يفقد رصانته أمامهم هكذا ,





مد يده بغضب و مررها على شعره , ثم أرخى ربطة عنقه و ألقاها جانبا , و قد أصبح على وشك الاختناق .



في المقابل كان كريم أكثر تركيزا و هدوءا منه

" استدع الطاقم المناوب "


طلب من مسؤول المناوبات استدعاء الأشخاص , الذين اتصل صباحا و طلب ألا ينصرفوا ,


طبعا كان هناك مجموعة كبيرة من العمال الذين يناوبون ليلا ,
لكنه قصد فقط الأشخاص الذين كانوا على مقربة من الجناح أو تواصلوا مع ملك ,



عليه أن يحقق معهم أولا , فهو يبحث عن اجابات سريعة انطلاقا من لا شيء .


.
.
.
.
.
.
.
.
.
.




البارت الثالث عشر شبهات و شكوك 💔






صمت جميع من في المكتب , في انتظار قدوم الآخرين ,

هدأ خلالها هيجان علي قليلا , و بسرعة كبيرة بدأ المستدعون للاستجواب بالوصول



دخلت العاملتان كل على حدى , لكنهما قالتا نفس الكلام

" السيد استدعانا عن طريق مكتب الاستقبال , في الرابعة صباحا لتنظيف الجناح ,

حين قدومنا لم نجلب معنا عربة التنظيف , بل استخدمنا المواد الموجودة داخل الجناح ,
و المعدة خصيصا للتنظيف اليومي "


طبعا هذا كان امتياز علي في فندقه



" بعدها رتبنا الغرفة و الحمام , ثم جمعنا الملابس و رتبناها في الكيس داخل الخزانة , لارسالها صباحا للتنظيف , كما هو معمول به دائما ,



حينما غادرنا لم نحمل الا الملاءات و الأغطية , وضعناها في مهبط الغسيل , و عدنا الى غرفة المناوبة لم نغادرها بعدها "




كان كريم قد شاهد كل هذه التفاصيل بالفعل في التسجيل , لكنه أراد سماع الرواية منهما ,


و رغم تأكده من صحتها , الا أنه لم يتوان عن اصدار الأمر , بتفتيش كل خزائن العاملين ,
غرفة المناوبة و غرفة الغسيل , و حتى غرفة الأمن لكن لا أثر للحاسوب دائما ,



لم يمر وقت طويل على اختفائه , لو كان الفاعل أحد الموجودين فعلا , لما تمكن من اخفائه بسهولة , لأن لا أحد غادر منذ أمس ,

اضافة الى أن حجم الجهاز يجعل من الصعب التجول به ,



" الشخص الوحيد الذي أخذ حقيبته , و خرج من الفندق هو تلك المرأة "

كان هذا الاستنتاج الوحيد الذي فكر فيه كريم , تماما كما افترض علي بداية , لكنه استمر في الاستجواب عله يجد شيئا مفيدا




أثناء ذلك تذكر علي تفصيلا مهما
" طلبت منكما جمع أغراضها و اعطاؤها اياها , ما الذي وجدتماه بالضبط ؟ "



و ردت العاملة بكل صدق

" لم تكن هناك أشياء كثيرة سيدي , حقيبة صغيرة الى جانب الحائط , مع قميص و سروال على الأريكة ,

اضافة الى ساعتها هاتفها , و علبة عدساتها على الطاولة الى جانب السرير ,

جمعتها كلها كما طلبت و وضعتها في الحقيبة "




الآن فقط أدرك علي لم لم يلاحظ شيئا بعد دخوله , اتضح أنها لم تبعثر أغراضها استعدادا للرحيل سريعا


" ألم تلاحظي ان كان هناك حاسوب , أو آلة تصوير في حقيبتها ؟ "

سأل علي مجددا و هو يضغط بين عينيه لتخفيف التوتر ,



طبعا الجميع يعتقد أنه غاضب لأن أحدهم اقتحم جناحه , لا أحد يعرف بأمر السرقة الا كريم


اذا انتشر الخبر ستكون مشكلة , و هو الآن بدأ يفكر جديا في امكانية تصويره , بشكل غير لائق أثناء وجودها هناك ,

ستكون فضيحة اذا حصل ذلك , و انتشرت صور له من داخل جناحه أو فكرت في ابتزازه .




لكن العاملة خيبت أمله مجددا

" لا أدري سيدي , كان هناك الكثير من الملابس داخل الحقيبة ,

لكنني لم أنظر بتمعن , حضرتك طلبت أن نجمع أغراضها لا أن نفتش حقيبتها "




لأول مرة يتمنى علي أن تكون العاملات هنا فضوليات , يبدو أن حرصه على أفضل تكوين للموظفين في فنادقه له جانب سلبي .



لكنه فهم أيضا لم جادلت الجميع بشراسة لاستعادة أمتعتها , مما أجج غضبه أكثر لأنه نفذ ما تريده بكل بساطة و دون مراجعة .



بعد انتهاء الاستجواب مع العاملتين , قدم حارسي الأمن و لكنهما لم يضيفا شيئا


أكد أحدهما أنه شاهد الشابة عبر الكاميرا تجلس في الرواق ,
و لكنه لم يتدخل سريعا , لأنها لم تكن تفعل شيئا مشبوها , عملا بتنظيم الفندق في احترام خصوصية النزلاء



و أنه كان سيصعد لاستقصاء الأمر , مباشرة قبل أن يتصل علي و يطلب اخراجها من هناك ,

و أكد مع زميله الذي كان بصدد عمل دورية آنذاك , أنهما تجادلا معها في الرواق , و اصطحباها دون أن يقربا الجناح .


و هذا الشيء أيضا شاهده كريم في التسجيل , واضح أنهما لا يكذبان




" ألم تتأكدا من هويتها ؟ "

سأل كريم بجدية



نظر الحارس بارتباك ناحية علي ثم أجاب

" لا سيدي , بما أنها كانت هنا مع السيد و هو لم يطلب ذلك ,

لم نجرؤ على فعلها من تلقاء أنفسنا , خشية أن تكون الفتاة من معارفه "




"...."


شعر علي بالصدمة و أصبحت نظرته قاتلة , و كأنه على وشك اقتلاع عينيه ,

فالكلام واضح لقد اعتقدا أنها كانت ترافقه , قبل أن يطردها من الغرفة



" يا الهي أية شبهة وضعتني فيها تلك المنحرفة ؟ "

قال بينه و بين نفسه , ثم أجاب الحارس بلهجة حادة

" طبعا أنا لا أعرفها , أحدكم أدخلها جناحي و أنا سأجده و أحاسبه "

قال و هو يهدد مشيرا بأصبعه الى الحاضرين , مما جعل قلوبهم ترتجف خوفا .



صمت الرجلان بعدما سمعا كلماته المخيفة و نبرته المرعبة , و غادرا بعد أن صرفهما كريم .





في الأخير استدعي عامل الاستقبال محمد , أعاد هو الآخر ما حصل مع ملك ,

لكنه لم يقل الكثير لأنه كان بعيدا عن مسرح الجريمة و لم يترك مكانه ,

لكنه كان الوحيد الذي أجاب عن سؤال علي بما أنه كان آخر من تواصل معها



" أنا أعرف من تكون "



لمعت عينا علي و تجدد أمله بعدما يئس من معرفة هويتها , فلا يمكنه التعرف الى شخص , في فندق ضخم كهذا من مجرد صورة ,

العاملون لا يحفظون هويات الزبائن خاصة المؤقتين منهم .



اتجه محمد ناحية حاسوب المدير بعدما طلب الاذن , فتح صفحة الحجوزات أدخل كلمة المرور و أجاب بكل ثقة


" اسمها ملك الصافي , جزائرية الجنسية حجزت لدينا لليلة واحدة , كانت ضمن الوفد المشارك في الحفل الخيري ,

أعطيت الغرفة رقم 409 , و لم تمنح أية بطاقة من طرفنا لجناحك يا سيدي "



كانت كلمات محمد شافية لعلي و كريم , على الأقل لديهما الآن اسما يتبعانه




لكن علي عبس فجأة و فكر فيما فكر فيه كريم

" اذا كانت قد حضرت الحفل الخيري , فأكيد كانت متواجدة أثناء القاء كلمته ,

كيف تظاهرت اذا بعدم التعرف على هويته ؟ "




نظر الرجلان الى بعضهما دون قول كلمة واحدة , فقد كانت تلك نقطة أخرى ضد ملك




" هل أقامت في غرفتها أمس ؟ "

سأل علي بفضول




نقر محمد على الحاسوب مجددا و هز رأسه

" لا سيدي لم يلج الغرفة أحد ليلة أمس "



" ما هويتها ؟ "

سأل كريم مرة أخرى و أجاب محمد مباشرة



" أعتقد أن السيدة أمينة مديرة العلاقات العامة , أفضل مني للاجابة على هذه الأسئلة ,
لأنها كانت الشخص الذي تعامل معها مباشرة "




أشار علي للمدير باستدعاء أمينة , فيما سأل كريم آخر سؤال

" أثناء مغادرتها رأيناها في التسجيل تتحدث اليك , و أنت أعطيتها شيئا قبل خروجها
ما كان ذلك ؟ "




ارتبك محمد قليلا لكنه لم يظهر على وجهه أية تغيرات

" طلبت سيدي أن أعمل تسجيل خروج من الغرفة التي كانت تقيم فيها ,
و أعادت بطاقة غرفتها ستجدها في حاوية البطاقات ,

اضافة الى أنها طلبت خريطة للمنطقة فأعطيتها واحدة "




نظر علي الى كريم مجددا بحيرة و همس في أذنه

" ألم يكن من المفروض أنها كانت مرتعبة , لأنني اقتحمت الغرفة عليها ؟
أو ربما غاضبة لأنه تم طردها بتلك الطريقة ؟


كيف خطر لها أن تفكر في طلب تسجيل خروج و خريطة , الا اذا كانت تمثل الخوف و الغضب ؟ "




أجابه كريم بنفس درجة الهمس

" الا اذا كان تمويها لنفي الشك عن طريقة خروجها من هنا لاحقا "




طبعا لا أحد سيصدق لاحقا ان فتح تحقيق , أن شجارا وقع داخل الجناح قبل مغادرتها ,

اذا كانت المرأة قد توقفت عند الاستقبال بكل أريحية , و أخذت وقتها لتسجيل الخروج , و سيصبح كل شيء قابل للتأويل .



بالوصول الى هذه النقطة كانت كل المعطيات تدين ملك , و كل شيء يبدو مشبوها و مثيرا للشك ,




الآن فقط فهم علي كيف قبلت الخروج دون أن تحاول معه شيئا , منذ البداية كانت غايتها سرقة الجهاز , و ليس قضاء الليلة معه ,


بعدما اعتقد أنها امرأة تبيع نفسها فقط , اتضح أنها متعددة المهام .





بعد انصراف محمد قدمت أمينة , كان وجهها شاحبا بعدما استدعيت بشكل طارئ ,
خاصة أنها سمعت بحملة التمشيط , التي يقوم بها علي منذ الصباح .




" ملك الصافي من تكون ؟ "

دون أية تمهيدات سأل علي بنبرة تهديد , مشيرا الى الصورة المتجمدة على وجه ملك في الشاشة .



و ردت المرأة بصوت خافت بعد أن ابتلعت ريقها

" انها ممثلة عن احدى الجمعيات من الجزائر و هي طبيبة "



الجواب صدم الجميع آخر شيء توقعه الاثنان أن تكون هذه اللصة المنحرفة طبيبة



حاول علي التأكد مما سمعه , خاصة أن ملك تبدو في العشرين من العمر لا أكثر

" تقصدين طالبة طب ؟ "



نفت المرأة سريعا

" لا سيدي طبيبة بصدد التخصص , في طب الأطفال على ما أتذكر "



حدق علي الى صفحة الحجوزات أمامه مرة أخرى , السن ستة و عشرين سنة ,

اذا الأمر صحيح رغم وجهها الطفولي , الا أنها أكبر مما تبدو عليه , المظاهر فعلا خادعة أو ربما أمر مزيف آخر من يدري ؟




فيما كانا يفكران فيما قالته أمينة , أضافت هذه الأخيرة معلومة أخرى

" في الحقيقة سيدي الممثل عن الجمعية كان شخصا آخر ,

لكنه تغير في آخر لحظة لأسباب شخصية , دون أن يذكروا التفاصيل "



أمر مشبوه آخر يلوح في الأفق بما قالته




فكر علي قليلا ثم أضاف

" و لو ماذا ان كانت طبيبة ؟
هذا لا ينفي تورطها في أمر كهذا ,

ثم لا أحد يعرف ان كانت هذه الهوية حقيقية أو مزورة "



استدار بعدها ناحية أمينة بنظرة جدية
" لديك معلومات الاتصال بها أليس كذلك ؟ "



" أجل سيدي "



" اتصلي بها اذا , اعرفي مكانها و لا تخبريها شيئا "

قال مع ابتسامة خبيثة على جانب فمه , و شر يلوح في عينيه .


" اذا كانت تريد لعب الغميضة معه , فقد اختارت أفضل من يجيدها "





لم تكن أمينة تعرف سر اهتمام علي بملك , و لكن لا يمكنها الا تنفيذ ما طلبه ,
هي لا تريد أن تكون الشخص الذي يفرغ المدير غضبه عليه .



اتجهت المرأة مباشرة الى مكتبها , أخرجت لائحة الضيوف التي تحوي معلوماتهم ,
و عادت مسرعة الى مكتب المدير مع رقم ملك .








تعليقاتكم تسعدني
💞💞😘





.........






mansou 12-08-20 11:08 PM

الامور ماشية وتتعقد وكل شئ يدين ملك

جزيرة 12-08-20 11:36 PM

جميع الطرق تؤدي إلى ملك ..
ما دور محمد الخفي في القضية .؟؟

ملك علي 13-08-20 01:10 AM

رد
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جزيرة (المشاركة 15031189)
جميع الطرق تؤدي إلى ملك ..
ما دور محمد الخفي في القضية .؟؟

اجل طرق الكره و طرق الحب لا مفر 😉⁦❤️⁩

ملك علي 13-08-20 01:13 AM

رد
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mansou (المشاركة 15031127)
الامور ماشية وتتعقد وكل شئ يدين ملك


حبيبتي انا بصدد بناء الحبكة 🙄🧐 اللي راح تنفجر على راس علي 😅😅

اميرةm* 13-08-20 02:43 PM

متى موعد تنزيل البارتات.
اهنئك عزيزيتي رواية جميلة جدا.. ❤️

ملك علي 13-08-20 02:57 PM

رد
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اميرةm* (المشاركة 15032101)
متى موعد تنزيل البارتات.
اهنئك عزيزيتي رواية جميلة جدا.. ❤️





يهنيك ربي حنونة ⁦❤️ التنزيل راح يكون يومي ان شاء الله البارتات الاولى قصيرة لذلك ستكون بارتين كل يوم بعدها راح يكون بارت يوميا 😉

KHALLOUDA 13-08-20 04:37 PM

Merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii bonne continuation 😍😍😍😍😍😍


الساعة الآن 10:12 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.