آخر 10 مشاركات
تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          106 ـ صيف في غيتسبرغ ـ بربارا بريتون ع. مدبولي (كتابة / كاملة** ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          437 - لحظة وداع - لوسي مونرو ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          434 - غرقت في عينيه - كيم لورنس (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          علي الجهة الأخري (مصورة) (الكاتـب : دعاء ابو الوفا - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          زوجة دون امتيازات - قلوب زائرة - للكاتبة المتألقة: shekinia *مكتملة &الرابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          439 - دموع الورد - آن ميثر ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          142 - مرة في العمر - آن ميثر - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          ترنيمة عذاب -ج4 من سلسلة أسياد الغرام- للكاتبة الأخّاذة: عبير قائد *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : noor1984 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree678Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-09-20, 12:01 AM   #291

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آلاء الليل مشاهدة المشاركة
جد ملك بطل البارت اليوم وأخيرا جاها سند من عايلتها حاسة راح يبعث شخص يراقب و يتابع امورها متشوقة جدا لردود أفعاله اتجاه ملك
ياترى كيف سيكون لقاء ملك و مريم الأول
البارت رااااائع 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹😍😍😍😍😍😍😍




و يمكن راح يثق في قرارات حفيدتو و يكتفي بالانتظار 🧐🙄🙄
شكرااااااا

💖💖💖💖💖💖💞💞💞💞💞😘


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-09-20, 01:04 AM   #292

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 18 ( الأعضاء 9 والزوار 9)
‏mansou, ‏روجا جيجي, ‏رسوو1435, ‏عشقي لديار الخير, ‏amana 98, ‏لاار, ‏ملك علي+, ‏منيتي رضاك, ‏مالقيت إسم


mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-09-20, 03:38 AM   #293

Rere4040

? العضوٌ??? » 345623
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 427
?  نُقآطِيْ » Rere4040 is on a distinguished road
افتراضي

ما شاء الله الرواية رائعة بالتوفيق

Rere4040 متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-09-20, 02:31 PM   #294

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rere4040 مشاهدة المشاركة
ما شاء الله الرواية رائعة بالتوفيق




شكرا حبيبتي على الدعم الجميل ⁦❤️⁦❤️⁦❤️⁦❤️⁦❤️💖💖💖


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-09-20, 03:08 PM   #295

ام حاتم الطائي

? العضوٌ??? » 464229
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 345
?  نُقآطِيْ » ام حاتم الطائي is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله
رائعته جدا
وجمعه مباركه على الجميع
وصلى الله على سيدنا محمد عليه أفضل الصلاه والسلام


ام حاتم الطائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-09-20, 03:51 PM   #296

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام حاتم الطائي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله
رائعته جدا
وجمعه مباركه على الجميع
وصلى الله على سيدنا محمد عليه أفضل الصلاه والسلام



اللهم صل على نبينا الحبيب افضل صلاة
شكرا 💞💞💞


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-09-20, 03:55 PM   #297

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوره خليل مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
اتمنى انك باتم العافيه
روايه جميله وسلسه ومشوقه
لكن عندي ملاحظه لم يرد ذكر جهاز علي مره اخرى. ماذا حدث هو سبب المشكله لكن لم تذكري انه وجده او انه مستمر بالبحث
وشكرا لك ♥




يعافيك ربي حبيبتي شكرا على الانتقاد الجميل ⁦❤️⁦❤️⁦❤️
بالنسبة للجهاز هو لم يجده و هذا سبب عدم ثقته المستمر في ملك لأنه لم يتأكد بعد من براءتها 🤫 و لكن سيكون له ذكر لاحقا في الوقت المناسب أنا لا أنسى التفاصيل 😉💞


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-09-20, 10:28 PM   #298

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي




البارت الستون طفل باك 💖






" اذا أنت حقيقية ؟ "

حدق الجميع باستغراب لمريم , و اختطفت ملك المتوترة نظرة ناحية علي



" عفوا ؟ "

استفسرت ملك عن الجملة و ابتسمت مريم مجددا لترد بهدوء

" في ذلك اليوم حينما دخلت من الباب , أمسكت يدي و أخبرتني ألا أخاف ,

و أنها هنا لمساعدتي لأكون بخير , اعتقدت أنني رأيت ملاكا "




فاجأ ما قالته مريم الجميع , الآن فقط فهموا كيف أنها لم تسأل , عن الشخص الذي أسعفها ذلك اليوم ,

ذلك لأنها اعتقدت ببساطة , أنها كانت تهلوس بسبب النوبة , و قد رأت شخصا لا وجود له يقوم بمساعدتها ,


احمرت وجنتا ملك أمام الاطراء غير المتوقع من مريم , التي بدت لطيفة و مرحة جدا , و ردت ابتسامتها الدافئة ,



أما علي فقد شعر بانقباض في قلبه , و قد عاوده الشعور بالذنب , بعدما تذكر ردة فعله المجنونة يومها ,
و ما فعله مع ملك و كيف أهانها أمام الجميع ,


و الآن يسمع أنها لم تحاول انقاذها فحسب , بل جبرت بخاطرها في تلك اللحظات المرعبة , طمأنتها و هدأت من روعها ,

دون وعي منه أشاح بنظره ناحيتها , كانت نظرته دافئة بطريقة غريبة و عيناه تلمعان ,


شعر للحظة أنه يرغب في احتضانها , للاعتذار منها مجددا و تطييب خاطرها ,
لكنه سارع و أشاح بوجهه , و هو يحك رقبته و قد تشوش فكره بشدة .




لم تنتبه ملك لردة فعله , وحدها سارة من لاحظ وضعه المتوتر , كيف لا وهي لا تكف عن التحديق ناحيته , كلما كانا في مكان واحد ,


أشتعل في قلبها حقد أكبر على ملك , التي لا زالت تحملها ذنب الانذار و التأنيب , الذي تلقته من الطبيب و من علي ,

مما جعلها تفقد نقاطا لديه , و تهدد المكانة التي تعمل على الوصول اليها منذ مجيئها الى هنا ,
و قد ظهرت مظهر المستهترة اللامبالية ,

و لكنها كتمت غيظها , و صرت على أسنانها محدثة نفسها

" استمتعي الآن و حسابي معك لاحقا "





بعد زوال الاحراج الذي شعرت به ملك , دنت من مريم التي تجلس على فراشها , بخطوات متأنية و مدت يدها للتحية

" أنا اسمي ملك فعلا , أنت لم تخطئي "

و بدأ الجميع بالضحك على الصدف الغريبة




ردت بعدها مريم بنبرة حميمية

" و أنا أكيد أقبل وجودك هنا , على الأقل لن أضطر الى الدردشة بالانجليزية حينما أضجر "


قالت مشيرة الى سارة , و ملهبة لهيب كرهها لملك مرة أخرى , بعدما وصفتها بالصحبة المملة ,
حتى و ان كان الأمر على سبيل السخرية



ردها أراح ملك من جهة , لأنها تبدو فعلا ودودة و سلسة المعشر , كنسخة مكبرة عن رنا اللطيفة التي تحبها ,


لكنه أثار استغرابها من جهة أخرى , فكيف يمكن أن تجتمع امرأة رقيقة و حساسة مثلها , مع رجل متسلط مثل المجنون , فعلا الحياة غريبة و أحكامها أغرب





لم يلبث علي أن استأذن , بعدما اطمأن على راحة مريم , فقد بدت مستمتعة بالتحدث مع ملك ,

وغادر تاركا جلال لاتمام التعارف , و ترسيم بداية اعتنائها بزوجته ,

كانت لديه الكثير من الأمور العالقة في الشركة , و لولا أن الأمر يتعلق بمريم , لما بقي الى هاته الساعة هنا .





" كريم لدي موعد مهم مع السيد سالم "

" وسيطنا للمشروع ؟ "



" أجل الوسيط مع رجل الأعمال التركي , لمناقشة مشروع القرية السياحية ,

اضافة الى أن أحدهم من طرف عائلة ملك , اتصل لتحديد موعد مستعجل , لذلك لن أستطيع المغادرة قبل ساعتين كما اتفقنا "



" هل هناك مشكلة ؟ "

سأل كريم باهتمام , فهذه أول مرة يتصل أحدهم , من أجل موعد يخص ملك



" لا أدري , قال أنه يريدني شخصيا لأمر مستعجل و لم أستطع التأجيل ,

حتى أنني طلبت من سالم , أن ينتظر ساعة اضافية قبل استقباله ,
لا فكرة لدي عن ظرف الاتصال , و أرجو ألا تكون مشكلة أخرى "



اتصل علي على كريم في طريقه الى الخروج , فقد كان قلقا من الاتصال الذي ورده ,
و استرسل و هو يركب السيارة معطيا التعليمات


" لذلك أريدك أن تسوي الأمر مع مهندس الانشاءات , المسؤول عن الدراسة الميدانية ,

لا أستطيع استقباله اليوم عليك أن تراه بنفسك , قال أنه يريد اللقاء على الغداء بسبب انشغاله ,

أريده راضيا كريم ناقش معه كل التفاصيل , أريد كل شيء جاهزا قبل الاجتماع النهائي ,

مفهوم ؟ "


أمر علي كريم بما عليه فعله بنبرة جادة .




قد يعتقد الجميع أن كريم مجرد مساعد أو نائب لعلي , أو كما يحلو للبعض تسميته بذراعه الأيمن ,
لكن وضع كريم في الحقيقة أكبر من هذا بكثير ,


فهو مستشاره و مستودع أسراره , و المسؤول الأمني في شركته و مختلف مشاريعه ,


و السر الذي لا يعرفه أحد , أنه يملك أسهما تقدر بثروة , في شركة علي و في البورصة , و بالتالي يعد شخصا ثريا نسبيا ,


ليس فقط بسبب عمله مع علي السخي , و لكن لأنه يملك الكثير من عمله السابق ,


لكنه رجل غامض و زاهد , و لا يحب أن يطلع أحدا على خصوصياته ,
لذلك يفضل البقاء في الظل , فالأضواء تفقده راحته و تهز تركيزه .





قصد علي مكتبه ليتسنى له , استقبال الزائر الغامض في الوقت المحدد ,

فيما غادر كريم لمقابلة المهندس الخبير , المسؤول عن مشروع التجمع السكني ,


كانت هناك بعض الشكاوى من الانجازات , و بعض الشائعات التي أخرجتها الصحافة , و المشروع لم يسلم بعد حتى ,


لذلك قرر علي فتح تحقيق , و كلف خبيرا هندسيا مستقلا و موثوقا بذلك , على أن يتم الأمر بكل سرية ,
فمن يدري متى يحتاج تقاريره لاخراس الحقودين ؟





خرج كريم من الشركة , يرتدي بدلة رمادية أنيقة , و يضع نظاراته الشمسية ,

وضع هاتفه في جيب سترته , و اتجه الى سيارته التي أوقفها الحارس , أمام بوابة البناية بطلب منه ,

بمجرد أن ركب و أدار المحرك ، حتى فتح الباب الخلفي لسيارته , و أغلق بشدة كادت تحطم الزجاج .



صدم كريم لثانيتين و استدار بسرعة ليرى من القادم , و هو يفكر في مائة طريقة مؤلمة , لكيفية قتله و التخلص من جثته , فمن يتجرأ على اقتحام سيارة الهرقل ,


لكن بمجرد أن نظر الى الخلف ، حتى تحولت صدمته الى دهشة ، فالراكب ليست الا فتاة في العشرينات من عمرها ,

قصيرة القامة بشعر أسود طويل ، حريري يصل الى خصرها , و عينين واسعتين بنيتي اللون كحبتي شوكولا ذائبة ،

ترتدي فستانا أزرق سماوي , مطرزا بورود صغيرة في كل مكان .




حدق كريم اليها لدقيقة كاملة ، قبل أن يدرك أن الورطة , لا تكمن فيمن تكون هاته المتطفلة ،
و لكن في وصلة البكاء الحادة التي كانت غارقة فيها ,


فقد كانت الفتاة على وشك فقدان وعيها , و هي تبكي بحرقة و تشهق بعمق , دموعها تنهمر بغزارة كبيرة , حتى أصبحت عينيها منتبجتين ,
أنفها أحمر اللون كالمهرج , و خديها متوردين بشدة .



فتح كريم فمه و أغلقه مرتين كالسمكة ، دون أن يقول كلمة واحدة , لأنه لا يعرف ما عليه قوله ,

هل يتحدث اليها أو ينتظر أن تنهي وصلتها ليطردها من هنا ؟
ثم عليه أن يأخذ سيارته للتنظيف بعدها .



فيم هو غارق في التفكير , انتبهت الشابة الى أنه يحدق ناحيتها بنظرة مستنكرة , توقفت عن البكاء و هي تشهق لثوان ,

مسحت أنفها بظاهر بيدها كشخص متشرد , ثم صرخت في وجهه بصوت رقيق

" الام تنظر أنت ؟ هيا انطلق "





"....."

صدم كريم مما قالته ،

هل هذه الفتاة التي لا يتعدى طولها رجل الكرسي ، تعطيه أوامر و كأنه خادم عندها ؟


بدأ بركان غضبه في التجمع ، و لكن قبل أن يقول ما يفكر فيه لزجرها ، تصاعدت أصوات أبواق سيارات من خلفه ،


الآن فقط انتبه أنه يقف وسط الطريق ، محدثا انسدادا في حركة المرور , كما أن النواح علا صوته في الخلف من جديد ,



أغمض كريم عينيه و أخذ نفسا عميقا ، ثم استدار و قاد السيارة ، و قد قرر البحث عن مكان قريب ليركن فيه ,
ليمسك بعدها هاته المزعجة من ذراعها , و يلقي بها في الطريق ,



كان كريم يقود أمامه ، متسائلا إن كانت هذه الباكية مريضة أو في ورطة ,
همه الوحيد الآن أنه لا يريد الذهاب الى المستشفى أو قسم الشرطة بسببها ,



بعد لحظات رن هاتف الفتاة ، قاطعا على كريم تفكيره , فتحت الشابة الخط مباشرة و أجابت بصوت باك

" ألو ، أجل أنا في طريقي الى البيت مع السائق "

صمتت لبعض الوقت لتستمع للطرف الآخر ، ثم أجابت و هي مستمرة في النواح

" لا لن أعود , هو صفعني لأنني رفضت الدخول "

........



لم يكن كريم يسمع ما يقوله الطرف الآخر ، لكنه استطاع فهم بعض الأمور

" هي تبكي لأن أحدهم صفعها ، و هي ركبت معه لأنها تعتقد أنه سائقها "



ألقى كريم نظرة خاطفة على انعكاس صورتها في المرآة , و قد لاحظ الآن فقط آثار الصفعة على خدها الأيسر ،

و التي كانت تحاول اخفاءها بخصلات شعرها الكثيفة ، كان الموضع يبدو متورما جدا , جعله المنظر يعبس و لكنه لم يعلق على شيء .



" لكن من هذا الذي هربت منه ؟ "

سأل كريم نفسه و قطعت عليه الفتاة سكونه مجددا

" لا حتى لو قتلني , لن أتزوج ذلك الرجل المدعو علي بسبب بعض الديون "


.........


" حتى لو كان ثريا , هذا لا يعني أن على والدي بيعي له كسلعة ,

أنا لا أحبه و لا أقبل به , بامكانه فعل ما يريد "



أغلقت بعدها الفتاة الخط مباشرة ، و أنهت المكالمة دون وداع ،
ثم دخلت في وصلة نحيب أخرى , مسببة صداعا للرجل الجالس في الأمام ,



انتبه كريم أخيرا لما سمعه

" علي ؟ هل هي تقصد علي الذي أعرفه ؟ "



رفع رأسه فجأة بطريقة مستترة , و حدق الى وجهها في المرآة مرة أخرى ،
لكنه لم يتعرف عليها , لم يرها سابقا في أي اجتماع أو مناسبة ,

هو يعلم أن علي أيضا لا يعرفها , و هو متأكد أنه لا يخطط للزواج منها ,

لم هي اذا تبكي بحرقة هكذا ؟





تنهد كريم و تذمر في قلبه

" يا الهي , لم علي أن أعاني مع نساء يبكين بسبب علي "

تأفف و قد تذكر ما حصل مع ملك منذ يومين , حيث قضى اليوم كله يتبعها و يحاول مواساتها .



استمر كريم في القيادة , و أعاد التحديق في الفتاة التي تتكور في الكرسي الخلفي ,

و قد صارت الآن تضم ركبتيها الى صدرها , و تغرس رأسها فيهما تبكي , كان منظرها فعلا مثيرا للشفقة ,



لم يعرف كريم ما الذي عليه فعله , كان يقود الى الأمام على غير هدى ,

متأملا أن تصمت هاته المزعجة , حتى يستطيع انزالها من سيارته , أو على الأقل تلاحظ أنها أخطأت السيارة و تنزل بنفسها .



فيم هو يفكر في حل و يقود على مهل , انطلق صوت حاد الى جانب رأسه , أجفله و كاد يفقد السيطرة على عجلة القيادة ,

رمقها كريم بنظرة زاجرة في المرآة , و تراجع ناحية الباب قليلا فارا منها ,

هو حتى لا يعلم متى تحركت هذه الباكية من مكانها , لتهاجم طبلة أذنه بصوتها حتى كادت تخرقها


" توقف هناك أمام محل الحلويات ذاك , أريد كعكة شوكولا , أنا جائعة "

تذمرت الشابة ثم عادت الى نحيبها , و كأنها لم تطلب شيئا





"...."

" كيف يمكن للانسان أن يكون حزينا , و جائعا في نفس اللحظة ؟

ثم كيف تطلب منه هذه المتطفلة خدمة , و هو حتى لا يعرف من تكون ؟ "



تنهد الرجل بعمق و صدره يعلو و يهبط

" أستغفر الله العظيم و أتوب اليه "

لكنه ضبط أعصابه , بعد أن فكر أنها يمكن أن تكون ابنة أحد الشركاء مثلا .



فجأة انتبه كريم الى أنها قد تكون ابنة السيد سالم , بما أنها كانت أمام الشركة , و بما أن اجتماع والدها , هو الوحيد مع علي اليوم .



" تبا "

همس ساخطا و قد أصبح الآن مجبرا على معاملتها بكياسة , لن يكون من المناسب أن يمسكها من رقبتها و يلقيها خارج السيارة ,
رغم أن المشهد كان مغريا جدا في رأسه .



استسلم كريم أخيرا لقدره المنحوس في هذا الصباح , ركن السيارة الى جانب الطريق ,

و نزل متجها الى محل الحلويات الذي أشارت عليه , بوجه متجهم و الغيظ يأكله



" هل هي غبية أو متخلفة عقليا ؟

كيف يعقل أنها لا تتعرف على سائقها الخاص ؟


ثم كيف خطر لها أنني يمكن أن أكون سائقا , ألا ترى بأن البدلة وحدها تساوي ثروة ؟

أرغب بشدة في شدها من شعرها , و القائها على الرصيف هاته المعتوهة ,

أو ربما القاؤها في الطريق , و دوسها بالسيارة حتى يختفي ازعاجها "


بالتفكير في الأمر شعر كريم برغبة قوية للتنفيذ , لكنه تمالك نفسه و أكمل طريقه الى المحل .





" أنا دكتور عثمان آيت قاسم , دكتور محاضر في القانون السياسي الدولي "

عرف الضيف على نفسه , و هو يمد يده بالتحية , صافحه علي الذي يقف خلف مكتبه بهيبته المعهودة

" علي الشراد , سررت بمعرفتك "



ثم دعاه للجلوس مقابله , رغم أن الرجل اختصر شخصيته في عمله , الا أنه متأكد أنه رآه في مكان ما ,
أو بالأحرى قريبا من المجال السياسي ,


لكنه لم يكن فضوليا بهذا الشأن , بقدر فضوله لسبب الزيارة , و سرعان ما شرح الرجل دوافعه



" في الحقيقة سيدي أنا مكلف من صديق قديم لي , مصطفى بن شيخ للتحاور معك "


لم ينتبه علي في البداية الى الاسم الذي بدا غريبا , و ظهر تشوشه على ملامحه ,
لكن سرعان ما أزال الرجل الالتباس

" جد حليلتكم "

قصد ملك و اتسعت عينا علي لادراكه الأمر


" أه أجل , على الرحب سيدي "


" سأتصل به الآن مكالمة فيديو , لأنه يريد التحدث معك , بعدها سأقوم بتنفيذ ما اتفقتما عليه "



بعد دقيقتين طويلتين بدأ الاتصال , و ظهر على الشاشة رجل تجاوز الثمانين من العمر ,

بوجه أجعد و شعر أبيض , تكسو ملامحه الوقار و الهيبة رغم هرمها ,
و سرعان ما بدأ بالحديث بصوته الجهوري


" سلام عليكم "

" و عليكم السلام "

رد علي سلامه و قد شعر بالارتباك , من رؤية أحدهم و التحدث له لأول مرة في حياته ,
ربما لأن لديه ما يخفيه و يخاف انكشافه ,


و كما توقع كان الرجل مباشرا في حديثه

" سيد علي أنا أحدثك اليوم لمناقشة موضوع حفيدتي "


هز علي رأسه باحترام و أجاب

" تفضل أنا أستمع "



صمت الرجل لثوان قبل أن يسترسل

" في الحقيقة أنا غير راض تماما عن ارتباطك بابنتي , و أنت أكيد تدرك السبب , فلا أحد يتزوج بالطريقة التي تزوجتما بها ,

و حديثي معك الآن , لا يعني أنني تغاضيت عن تقليلك من احترامنا للزواج من كريمتنا , لكن للضرورة أحكاما "




من أول كلمتين عرف علي , أن الحديث لن يسير بسلاسة , فالرجل يبدو صارما كبلدوزر , و لا يتوانى عن تأنيبه , كولد صغير رغم أنه لا يعرفه ,

لكن أصبح واضحا الآن , من أين ورثت تلك العنيدة , لسانها السليط و كلماتها الحادة .



استمر علي في الانصات , و أدرك الرجل أنه لن يبرر موقفه , فما كان منه الا أن أكمل ما كان بصدد قوله

" صراحة ما سمعته عن ظروف زواجكما , لم يدخل دماغي بدينار واحد ,

أنا أعرف حبة قلبي جيدا , و متأكد ان الحكاية لها تفاصيل أخرى , و لأنني أثق بها سأنتظر أن تأتي بنفسها لتخبرني "



أضاف بعدها

" لكنني اليوم أتحدث معك , لمناقشة ظروف بقائها هناك في بيتك , و لدي اتفاق أريدك ان تختار ما يناسبك منه "



هز علي رأسه و قد توجس مما سيسمعه


" أريد لملك أن تكون مرتاحة , لذلك اذا كنت على قد المسؤولية و الشهامة , التي وصفها بك الكثيرون ممن تحدثت معهم ,


فسأتوسم بك أن تكون سترا لابنتي و سندها في غربتها , و أن تعطيني وعد شرف أن تحافظ عليها , حتى تعود سالمة الى بلدها أو "



قبل حتى أن يكمل الجد اقتراحه , شعر علي أن قلبه يؤلمه , فقد بدا جليا أنه سينتزعها منه ,

أجل ينتزعها بقسوة منه , كان هذا كل ما فكر فيه عقله .



" أو سأخرجها من بيتك في هذه اللحظة , و أنا أعرف كيف أبقي ابنتي معززة مكرمة , حتى تنتهي محنتها حتى لو استمر الأمر لعشرين سنة ,


و لولا الكسر الذي أعانيه في الحوض , يلزمني الفراش منذ أشهر , لكنت الآن أمامك و لأخذتها معي مهما كانت النتائج "



رفع علي حاجبيه بانبهار , فقد أدرك أن الرجل الذي يحدثه , ليس ذكيا فحسب حتى يدرك أن العلاقة بينه و بين ملك مزيفة ,

و لكنه حكيم جدا ليتصرف برجاحة عقل , و يستفيد من الوضع بكل رصانة , حتى لا تتأذى ملك مما يحصل ,



مما فهمه علي فالرجل يعرف بأمر القضية , و هو قادر جدا على حماية ملك , و ابقائها في مكان آمن الى أن تحل أزمتها ,


و لكنه بحميته يفضل بقاءها تحت حماية رجل , يقول أنه زوجها حتى و لو لم يعترف بالأمر ,

لأنه يخشى عليها من غربتها التي لا ترحم , و لا يريدها أن تظل وحيدة هنا دون سند كما قال ,



أكبر علي طريقة تفكير الرجل أمامه , و قد تأكد الآن أن كل ما قاله كريم عنه ,
ليس مجرد اشاعات , فهو يستحق أن يكون قاضيا مهابا و عادلا , و سارع لاعطاء رده



" لا تحتاج أن تسأل سيدي , ملك حرمي و في بيتي ,

أعطيك كلمة شرف مني , ألا تمس منها شعرة واحدة , طالما هي هنا و الى أن تعود الى بلدها ,

و لن تحتاج أن تكرر عرضك السخي هذا , لأنني لن أقبله أبدا مادمت حيا "




هز الرجل رأسه برضا و رد عليه

" حسنا و أنا أقبل كلمتك , على أن أطمئن من وقت الى آخر بنفسي , على وضعها و سير قضيتها "


" أكيد سيدي على الرحب , سأوصلك بالمحامي الخاص الموكل بالقضية لتستفسر منه "




صمت الرجل لدقيقة و أضاف

" هذا الاتفاق بيننا , لا يعرف عنه طرف ثالث مهما حصل "


" أكيد سيدي "



بدا واضحا أن الجد , لم يعرض الأمر على حفيدته , لأنه يعرف مدى تمردها , و أنها كانت ستغادر مباشرة دون حسابات , بمجرد أن تسمع بالاقتراح ,


و هو قلق بشأن بقائها وحدها هناك , و هي امرأة مغلوبة على أمرها , لن تصمد في وجه الصعاب , مهما بلغت حكمتها و ثقافتها ,


كما أنه لا يريد أن يصل الأمر الى عز الدين , لأنه مريض و قد يتأزم وضعه ,
و هو تفهم قرار ملك لابعاده عن كل توتر , فقد بدا الاختيار الأمثل ,
بما أنها لا تستطيع المغادرة قبل مدة على كل حال .




" أكيد سيدي لا داعي للقلق بهذا الشأن "

أعطاه علي وعده مجددا , هز الجد رأسه موافقا على ذلك , ثم أضاف بنبرة دافئة , مختلفة عن اللهجة المتسلطة التي كان يتحدث بها قبل دقائق


" سيد علي أعرف أن ملك عنيدة , و صعبة المراس أحيانا , لكنها طيبة جدا و بشخصية استثنائية ,

اتق الله فيها لو سمحت "



بدا الرجل متأثرا بغياب حفيدته , رغم أنه يمثل الجلادة و البرود , و ما كان على علي الا أن طمأنه

" لا تقلق بشأن أي شيء سيدي , ابنتك في الحفظ و الصون "




أنهى علي المكالمة و هو يشعر بانهاك كبير , و كأنه كان يركض في المراطون ,


هو الآن متأكد لو أنه تعرف على ملك بطريقة طبيعية , ما كان استطاع أبدا الزواج بها , بوجود والدها و جدها اللذين يقيمان حصنا منيعا عليها ,




قاطع الرجل الجالس أمامه شروده

" حسنا سيد علي سررت بالتعرف عليك , أعتقد أن مهمتي انتهت , بعدما اتفقتما على ابقاء السيدة في بيتك "



نظر له علي باستغراب , و قد فهم الآن أن هذا المبعوث , كان لاصطحاب ملك معه , في حالة قرر التنازل عنها ,


لم يعتقد أن جدها سيكون سريع التصرف هكذا , مما أشعره ببعض الخوف من فقدان ملك فجأة


" حسنا هذا الكلام بيني و بينك الآن , اذا غيرت رأيك في أية لحظة , أو أرادت ملك المغادرة ,
فبيتي يرحب بها في أي وقت ,


أنا و زوجتي وحيدين هنا , و بامكاني ضمان راحتها , دون حتى أن يسمع مصطفى بالأمر ,
فقط اتصل بي و سأهتم بكل شيء يخصها "



قام الرجلان من مكانيهما , و بادر علي قاطعا عليه تخميناته

" لا داعي لازعاج نفسك سيدي , كلمتي أعطيتها لجد زوجتي , و لن أتراجع عنها على رقبتي "


هز الرجل رأسه برضا و مد يده لمصافحته , سلمه بعدها بطاقة عمله ,
و اتفقا على البقاء على اتصال , لمناقشة قضية ملك و الحكم فيها .



بعد مغادرة الزائر جلس علي الى كرسيه , يشعر بثقل كبير على كتفيه , كان يفرك جبينه بيده , و قد عاوده الصداع مجددا


" أية ورطة أوقعت نفسك فيها يا علي ؟ "


كان علي يشعر بالحرج مما فعله , و هو لا يصدق أنه كذب بتلك الطريقة , على أناس بهذا القدر من الاحترام و الرفعة



" غلطة الشاطر بألف "

ذكر علي نفسه و هو موقن , أن النتائج القادمة ستكون أثقل مما توقع



" سيدي السيد سالم ينتظرك في قاعة الاجتماعات "

قاطعت ليلى سكرتيرته شروده بتذكيره بمعاده المؤجل , رفع علي رأسه و أشار لها بأنه قادم .





داخل المحل طلب كريم كعكة الشوكولا , و تلقى اتصالا من المهندس , ليطلب تأجيل الموعد على الغداء ,

أصلا هو نسي أمره , و لم يكن من الممكن أن يذهب الى اللقاء , و هو حتى لا يعرف كيف يتخلص من هذه العلقة , التي تنوح داخل سيارته .



أغمض كريم عينيه بشدة و أخذ أنفاسا عميقة , هو لا يجب أن يتوتر , لأن الوحش بداخله اذا خرج , فسيحرق السيارة بمن فيها



" يا الهي , ألهمني الصبر "

قال و هو يمسح على وجهه بكفيه ,


قاطعه العامل في المحل و هو يناوله العلبة , أخذها و عاد الى سيارته ,
حمد الله لأن الشابة قد صمتت أخيرا , ركب مكانه و ناولها العلبة ,



دون أن تقول الفتاة كلمة واحدة , فتحتها بلهفة كطفل صغير , و بدأت تلتهم ما فيها بنهم ,

كان واضحا أنها جائعة , لدرجة أن الشوكولا لطخت وجهها , و نزلت على فستانها و لكنها لم تبال ,

كانت الشابة غارقة في قطعة الحلوى , لدرجة أنها لم تلاحظ نظرات كريم المستغربة لحالها



" امممم , لذيذة جدا , شكرا لك أنقذت حياتي "

كانت تئن بتأثر , و كأن أحدهم أهداها قصرا



"...."

صدمة كريم أصبحت الآن في أوجها , هو يئس من أن تفهم هذه المجنونة من تلقاء نفسها ,

لذلك بقي جالسا لا يحرك ساكنا , منتظرا أن تنهي وصلة العشق , التي تغرق فيها مع كعكتها ,

أو أنه سيتركها هنا ويغادر , بامكانها الاحتفاظ بالسيارة لنفسها , لكنه لا يريد سماع بكاء أكثر مما فعل .





بعد خمس دقائق انتبهت الفتاة أخيرا , أنهما يقفان على جانب الطريق و لا يتحركان

" أنت لم توقفت ؟ علينا أن نذهب "



" لأنني لا أعرف الى أين نذهب ؟ "

قالها كريم بكل الحنق الذي في قلبه , و هو يصر على أسنانه , و يحدق اليها في المرآة بعينين مشتعلتين .



استغربت هي الأمر و حدقت اليه بتمعن

" لماذا ألا تعرف طريق الرجوع الى البيت ؟ "

سألت بكل براءة و جدية , لم يبد بأنها تمثل ,



و أجابها كريم بنبرة من نفذ صبره

" ذلك ما أتكلم عنه بالضبط , علي أن آتي من البيت , حتى أعرف طريق الرجوع اليه "



ثم استدار ناحيتها فيم تراجعت هي للخلف , محاولة استيعاب ما قاله , و استمر هو بمخاطبتها بصوته الأجش

" أنا حتى لا أعرف من تكونين , فكيف سأعرف طريق بيتك ؟ "

قالها كريم باستياء كبير




توقفت الفتاة فجأة عن أكل الحلوى , و حدقت اليه بصدمة ,

كان منظرها مضحكا , مع عينيها المتسعتين عن آخرها , فمها الذي على شكل حرف أو , و بقايا الطعام على وجهها , و قد انتبهت أخيرا لحقيقة الوضع


" ألست السائق الجديد , الذي اصطحبنا صباحا أنا و والدي ؟ "

هز كريم رأسه

" لا " دون أن يتكلم



بلعت الفتاة ريقها بعناء , و قد فقدت شهيتها و أضافت

" أليست هاته سيارة والدي ؟ "

هز كريم رأسه مجددا بصمت

" لا "





شعرت الشابة فجأة بالارتباك , أوقعت ما كانت تحمله في يدها , و تراجعت الى الخلف حتى التصقت بالباب ,

بعدما لاحظت أخيرا كم أن كريم , ضخم البنية و قوي العضلات , طولها كلها بحجم جذعه ,



نظرت يمينا و يسارا برعب , ثم قالت بلهجة متوترة مخلوطة ببعض الخوف

" أااانا آسفة , لم لم أقصد الصعود الى سيارتك , كانت الدموع تحجب رؤيتي "




لم تعط بعدها كريم فرصة للرد على اعتذارها , اختطفت حقيبة يدها الصغيرة , فتحت باب السيارة و نزلت مسرعة ,

و قبل حتى أن يدرك كريم الأمر , كانت قد قفزت داخل سيارة أجرة استوقفتها و غادرت .




تنهد كريم أخيرا بعمق , و قد استراح بعد تخلصه من العلقة , و هو لا يصدق أنها جعلته يتحدث اليها مطولا , و ينفذ أوامرها كما لم يحصل سابقا .


أي موقف سخيف هذا ؟

تذمر ثم عاد و أدار محرك سيارته و انطلق , هو فقط يتمنى ألا يلتقيها ثانية .





بعد قضائه لبعض الأعمال , عاد كريم مجددا الى الشركة , و اتجه الى مكتب علي , حيث كان سالم يهم بالمغادرة , و علي يصافحه لتوديعه

" أريدك أن تؤكد على السيد بهجت , أن يحدد موعد الزيارة قريبا , لا أريد أن نتأخر في الانطلاق أكثر من هذا "



أجاب الرجل بارتباك

" أكيد أكيد سيد علي , سأصر عليه في الحضور في أقرب وقت ,

و اعتذر مجددا عن تصرف ابنتي , سأحرص على أن تتعلم درسها "



" مع السلامة "



ودع علي ضيفه و عاد الى مكتبه يتبعه كريم

" لا أدري كريم و لكنني غير مرتاح لهذا الذي يدعى بهجت "




أجابه كريم بصرامته المعهودة

" اذا أخل بموعده مجددا نلغي الاتفاق "




" لولا أنه يعمل لصالح شركة ايطالية , و لولا أنهم أصروا على أخذنا للمشروع مناصفة , لما كنت قبلت العمل معه ,

لكن علينا التريث لا أريد أن نخسر هذا المشروع , المنافسون ينتظرون فرصة كهذه على أحر من الجمر "



بهجت رجل أعمال تركي , يدير فرع شركة ايطالية في تركيا , علي يعرف مؤسسيها جيدا ,

و لكنه تورط في الدخول في مناقصة لبناء قرية سياحية هناك , و المسؤولون أصروا على أن تكون مناصفة بين علي و هذه الشركة ,
سيكون عليه الانشاء , و يكون عليهم التأثيث و الادراة ,




رغم أن علي لم يتعود أن يشارك أحدا , الا أنه لم يستطع الانسحاب من المشروع , لأنه لا يريد لغطا على اسم شركته ,
قد يحصر حظوظه مرة أخرى في المشاريع , ليس فقط في تركيا بل في أوروبا .



السيد سالم هو وسيط من اختيار بهجت , كانا في وقت ما شريكين في بعض الأعمال , و هو عينه حتى يخطط للقاءاته مع علي ,

و لكن هذا الأخير بدأ يشعر بالانزعاج , بسبب اختلاق الأعذار و التبريرات , في كل مرة يريد فيها الجلوس و مناقشة المشروع ,

و بدأ القلق يدب في قلبه , خصوصا مع انتشار بعض الاشاعات , التي تشير الى علاقة بهجت بالمافيا الايطالية ,

آخر شيء يريده هو أن يتورط مع أشخاص مشبوهين , أيديهم ملطخة و متورطون مع القانون .





انتبه علي من تفكيره العميق و رد على كريم

" سنرى لاحقا , أين بقيت طوال هذا الوقت ؟

هل سار اللقاء مع الخبير بخير ؟

أريد التقرير في أقرب وقت "



" أجلنا الموعد الى الغد , تأخر في معاينة المشروع , و لم يجد وقتا للعودة الى المدينة ,

اتفقنا على اللقاء على الغداء غدا "




" حسنا جيد , أرجو أن تكون الأخبار جيدة "


صمت علي لثانيتين , ثم قال بصوت مرح

" بالمناسبة سالم قال أنه أحضر ابنته معه , و لكن حينما خرج لاستدعائها لم يجدها , لو رأيته كان محرجا جدا "



أجابه كريم ببرود

" اذا تلك الفتاة ابنة سالم ؟ "


استغرب علي من تعليقه

" هل رأيتها ؟ "



" أجل في مدخل الشركة قبل ساعتين "

لم يرد أن يخبر علي بما حصل معه , و الا هو لن ينفذ من سخريته أبدا .



أجاب علي و هو يفكر بجدية

" أعتقد أنه أراد تعريفنا , أملا في أن نصبح أصهارا , كم أمقت هذا التصرف "



لكن كريم قطع عليه تفكيره ببروده المعتاد

" لكنها لا تريد الزواج منك "




"...."

رفع علي حاجبيه باستغراب

" و ما أدراك ؟ "



" كانت تقول ذلك على الهاتف و هي تبكي "

طبعا لن يخبره أين حصل ذلك و لو قتله




علق علي بسخرية على المعلومة

" فعلا ؟ يبدو بأنني بدأت أفقد لمستي مع النساء "

و ابتسم ابتسامة متسلية , لكن وجه كريم أصبح أكثر تجهما دون سبب واضح



" اذا كيف تبدو ؟ "

سأل علي بفضول



فكر كريم قليلا و قد استعاد منظرها في السيارة

" مثل طفل باك "

قال باقتضاب مشيحا بنظره الى الاتجاه الآخر




ضحك علي قليلا على التشبيه , و رفع يديه الاثنتين في اشارة الى استسلامه

" اذا لا أريد , يا الهي تكفيني ملك و شغبها "


و استمر بالضحك غير منتبه الى الجملة التي تحمل معنى مزدوجا , و كأنه اكتفى بملك عن كل النساء .



" تعال اجلس لأخبرك , فقد اتصل جد ملك و تحدثنا "

استرسل علي مغيرا الموضوع , لكن كريم لم يفوت الكلمات ,
الا أنه لم يعلق كما تعود دائما , و اكتفى بالتحديق الى صديقه الغافل , و هو على وشك الغرق .











كريم المسكين راح يخرج قلبو أكثر من علي

😘💞💞







......



ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-09-20, 11:31 PM   #299

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي

رائع كنت منتظرة هذه الباكية على احر من الجمر
واخيرا ظهرت من ستذيب كريم الصخر

فصل رائع
لقد قضيت اليوم بطوله أقرأ في روايتك انها جميلة فعلا
اتمنى لك التوفيق دائما 💖


ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-09-20, 11:32 PM   #300

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

ههههههه كريم راح يلحق صاحبو

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:37 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.