25-09-20, 12:01 AM | #291 | |||||
| اقتباس:
و يمكن راح يثق في قرارات حفيدتو و يكتفي بالانتظار 🧐🙄🙄 شكرااااااا 💖💖💖💖💖💖💞💞💞💞💞😘 | |||||
25-09-20, 01:04 AM | #292 | ||||||||
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 18 ( الأعضاء 9 والزوار 9) mansou, روجا جيجي, رسوو1435, عشقي لديار الخير, amana 98, لاار, ملك علي+, منيتي رضاك, مالقيت إسم | ||||||||
25-09-20, 03:55 PM | #297 | |||||
| اقتباس:
يعافيك ربي حبيبتي شكرا على الانتقاد الجميل ❤️❤️❤️ بالنسبة للجهاز هو لم يجده و هذا سبب عدم ثقته المستمر في ملك لأنه لم يتأكد بعد من براءتها 🤫 و لكن سيكون له ذكر لاحقا في الوقت المناسب أنا لا أنسى التفاصيل 😉💞 | |||||
25-09-20, 10:28 PM | #298 | ||||
| البارت الستون طفل باك 💖 " اذا أنت حقيقية ؟ " حدق الجميع باستغراب لمريم , و اختطفت ملك المتوترة نظرة ناحية علي " عفوا ؟ " استفسرت ملك عن الجملة و ابتسمت مريم مجددا لترد بهدوء " في ذلك اليوم حينما دخلت من الباب , أمسكت يدي و أخبرتني ألا أخاف , و أنها هنا لمساعدتي لأكون بخير , اعتقدت أنني رأيت ملاكا " فاجأ ما قالته مريم الجميع , الآن فقط فهموا كيف أنها لم تسأل , عن الشخص الذي أسعفها ذلك اليوم , ذلك لأنها اعتقدت ببساطة , أنها كانت تهلوس بسبب النوبة , و قد رأت شخصا لا وجود له يقوم بمساعدتها , احمرت وجنتا ملك أمام الاطراء غير المتوقع من مريم , التي بدت لطيفة و مرحة جدا , و ردت ابتسامتها الدافئة , أما علي فقد شعر بانقباض في قلبه , و قد عاوده الشعور بالذنب , بعدما تذكر ردة فعله المجنونة يومها , و ما فعله مع ملك و كيف أهانها أمام الجميع , و الآن يسمع أنها لم تحاول انقاذها فحسب , بل جبرت بخاطرها في تلك اللحظات المرعبة , طمأنتها و هدأت من روعها , دون وعي منه أشاح بنظره ناحيتها , كانت نظرته دافئة بطريقة غريبة و عيناه تلمعان , شعر للحظة أنه يرغب في احتضانها , للاعتذار منها مجددا و تطييب خاطرها , لكنه سارع و أشاح بوجهه , و هو يحك رقبته و قد تشوش فكره بشدة . لم تنتبه ملك لردة فعله , وحدها سارة من لاحظ وضعه المتوتر , كيف لا وهي لا تكف عن التحديق ناحيته , كلما كانا في مكان واحد , أشتعل في قلبها حقد أكبر على ملك , التي لا زالت تحملها ذنب الانذار و التأنيب , الذي تلقته من الطبيب و من علي , مما جعلها تفقد نقاطا لديه , و تهدد المكانة التي تعمل على الوصول اليها منذ مجيئها الى هنا , و قد ظهرت مظهر المستهترة اللامبالية , و لكنها كتمت غيظها , و صرت على أسنانها محدثة نفسها " استمتعي الآن و حسابي معك لاحقا " بعد زوال الاحراج الذي شعرت به ملك , دنت من مريم التي تجلس على فراشها , بخطوات متأنية و مدت يدها للتحية " أنا اسمي ملك فعلا , أنت لم تخطئي " و بدأ الجميع بالضحك على الصدف الغريبة ردت بعدها مريم بنبرة حميمية " و أنا أكيد أقبل وجودك هنا , على الأقل لن أضطر الى الدردشة بالانجليزية حينما أضجر " قالت مشيرة الى سارة , و ملهبة لهيب كرهها لملك مرة أخرى , بعدما وصفتها بالصحبة المملة , حتى و ان كان الأمر على سبيل السخرية ردها أراح ملك من جهة , لأنها تبدو فعلا ودودة و سلسة المعشر , كنسخة مكبرة عن رنا اللطيفة التي تحبها , لكنه أثار استغرابها من جهة أخرى , فكيف يمكن أن تجتمع امرأة رقيقة و حساسة مثلها , مع رجل متسلط مثل المجنون , فعلا الحياة غريبة و أحكامها أغرب لم يلبث علي أن استأذن , بعدما اطمأن على راحة مريم , فقد بدت مستمتعة بالتحدث مع ملك , وغادر تاركا جلال لاتمام التعارف , و ترسيم بداية اعتنائها بزوجته , كانت لديه الكثير من الأمور العالقة في الشركة , و لولا أن الأمر يتعلق بمريم , لما بقي الى هاته الساعة هنا . " كريم لدي موعد مهم مع السيد سالم " " وسيطنا للمشروع ؟ " " أجل الوسيط مع رجل الأعمال التركي , لمناقشة مشروع القرية السياحية , اضافة الى أن أحدهم من طرف عائلة ملك , اتصل لتحديد موعد مستعجل , لذلك لن أستطيع المغادرة قبل ساعتين كما اتفقنا " " هل هناك مشكلة ؟ " سأل كريم باهتمام , فهذه أول مرة يتصل أحدهم , من أجل موعد يخص ملك " لا أدري , قال أنه يريدني شخصيا لأمر مستعجل و لم أستطع التأجيل , حتى أنني طلبت من سالم , أن ينتظر ساعة اضافية قبل استقباله , لا فكرة لدي عن ظرف الاتصال , و أرجو ألا تكون مشكلة أخرى " اتصل علي على كريم في طريقه الى الخروج , فقد كان قلقا من الاتصال الذي ورده , و استرسل و هو يركب السيارة معطيا التعليمات " لذلك أريدك أن تسوي الأمر مع مهندس الانشاءات , المسؤول عن الدراسة الميدانية , لا أستطيع استقباله اليوم عليك أن تراه بنفسك , قال أنه يريد اللقاء على الغداء بسبب انشغاله , أريده راضيا كريم ناقش معه كل التفاصيل , أريد كل شيء جاهزا قبل الاجتماع النهائي , مفهوم ؟ " أمر علي كريم بما عليه فعله بنبرة جادة . قد يعتقد الجميع أن كريم مجرد مساعد أو نائب لعلي , أو كما يحلو للبعض تسميته بذراعه الأيمن , لكن وضع كريم في الحقيقة أكبر من هذا بكثير , فهو مستشاره و مستودع أسراره , و المسؤول الأمني في شركته و مختلف مشاريعه , و السر الذي لا يعرفه أحد , أنه يملك أسهما تقدر بثروة , في شركة علي و في البورصة , و بالتالي يعد شخصا ثريا نسبيا , ليس فقط بسبب عمله مع علي السخي , و لكن لأنه يملك الكثير من عمله السابق , لكنه رجل غامض و زاهد , و لا يحب أن يطلع أحدا على خصوصياته , لذلك يفضل البقاء في الظل , فالأضواء تفقده راحته و تهز تركيزه . قصد علي مكتبه ليتسنى له , استقبال الزائر الغامض في الوقت المحدد , فيما غادر كريم لمقابلة المهندس الخبير , المسؤول عن مشروع التجمع السكني , كانت هناك بعض الشكاوى من الانجازات , و بعض الشائعات التي أخرجتها الصحافة , و المشروع لم يسلم بعد حتى , لذلك قرر علي فتح تحقيق , و كلف خبيرا هندسيا مستقلا و موثوقا بذلك , على أن يتم الأمر بكل سرية , فمن يدري متى يحتاج تقاريره لاخراس الحقودين ؟ خرج كريم من الشركة , يرتدي بدلة رمادية أنيقة , و يضع نظاراته الشمسية , وضع هاتفه في جيب سترته , و اتجه الى سيارته التي أوقفها الحارس , أمام بوابة البناية بطلب منه , بمجرد أن ركب و أدار المحرك ، حتى فتح الباب الخلفي لسيارته , و أغلق بشدة كادت تحطم الزجاج . صدم كريم لثانيتين و استدار بسرعة ليرى من القادم , و هو يفكر في مائة طريقة مؤلمة , لكيفية قتله و التخلص من جثته , فمن يتجرأ على اقتحام سيارة الهرقل , لكن بمجرد أن نظر الى الخلف ، حتى تحولت صدمته الى دهشة ، فالراكب ليست الا فتاة في العشرينات من عمرها , قصيرة القامة بشعر أسود طويل ، حريري يصل الى خصرها , و عينين واسعتين بنيتي اللون كحبتي شوكولا ذائبة ، ترتدي فستانا أزرق سماوي , مطرزا بورود صغيرة في كل مكان . حدق كريم اليها لدقيقة كاملة ، قبل أن يدرك أن الورطة , لا تكمن فيمن تكون هاته المتطفلة ، و لكن في وصلة البكاء الحادة التي كانت غارقة فيها , فقد كانت الفتاة على وشك فقدان وعيها , و هي تبكي بحرقة و تشهق بعمق , دموعها تنهمر بغزارة كبيرة , حتى أصبحت عينيها منتبجتين , أنفها أحمر اللون كالمهرج , و خديها متوردين بشدة . فتح كريم فمه و أغلقه مرتين كالسمكة ، دون أن يقول كلمة واحدة , لأنه لا يعرف ما عليه قوله , هل يتحدث اليها أو ينتظر أن تنهي وصلتها ليطردها من هنا ؟ ثم عليه أن يأخذ سيارته للتنظيف بعدها . فيم هو غارق في التفكير , انتبهت الشابة الى أنه يحدق ناحيتها بنظرة مستنكرة , توقفت عن البكاء و هي تشهق لثوان , مسحت أنفها بظاهر بيدها كشخص متشرد , ثم صرخت في وجهه بصوت رقيق " الام تنظر أنت ؟ هيا انطلق " "....." صدم كريم مما قالته ، هل هذه الفتاة التي لا يتعدى طولها رجل الكرسي ، تعطيه أوامر و كأنه خادم عندها ؟ بدأ بركان غضبه في التجمع ، و لكن قبل أن يقول ما يفكر فيه لزجرها ، تصاعدت أصوات أبواق سيارات من خلفه ، الآن فقط انتبه أنه يقف وسط الطريق ، محدثا انسدادا في حركة المرور , كما أن النواح علا صوته في الخلف من جديد , أغمض كريم عينيه و أخذ نفسا عميقا ، ثم استدار و قاد السيارة ، و قد قرر البحث عن مكان قريب ليركن فيه , ليمسك بعدها هاته المزعجة من ذراعها , و يلقي بها في الطريق , كان كريم يقود أمامه ، متسائلا إن كانت هذه الباكية مريضة أو في ورطة , همه الوحيد الآن أنه لا يريد الذهاب الى المستشفى أو قسم الشرطة بسببها , بعد لحظات رن هاتف الفتاة ، قاطعا على كريم تفكيره , فتحت الشابة الخط مباشرة و أجابت بصوت باك " ألو ، أجل أنا في طريقي الى البيت مع السائق " صمتت لبعض الوقت لتستمع للطرف الآخر ، ثم أجابت و هي مستمرة في النواح " لا لن أعود , هو صفعني لأنني رفضت الدخول " ........ لم يكن كريم يسمع ما يقوله الطرف الآخر ، لكنه استطاع فهم بعض الأمور " هي تبكي لأن أحدهم صفعها ، و هي ركبت معه لأنها تعتقد أنه سائقها " ألقى كريم نظرة خاطفة على انعكاس صورتها في المرآة , و قد لاحظ الآن فقط آثار الصفعة على خدها الأيسر ، و التي كانت تحاول اخفاءها بخصلات شعرها الكثيفة ، كان الموضع يبدو متورما جدا , جعله المنظر يعبس و لكنه لم يعلق على شيء . " لكن من هذا الذي هربت منه ؟ " سأل كريم نفسه و قطعت عليه الفتاة سكونه مجددا " لا حتى لو قتلني , لن أتزوج ذلك الرجل المدعو علي بسبب بعض الديون " ......... " حتى لو كان ثريا , هذا لا يعني أن على والدي بيعي له كسلعة , أنا لا أحبه و لا أقبل به , بامكانه فعل ما يريد " أغلقت بعدها الفتاة الخط مباشرة ، و أنهت المكالمة دون وداع ، ثم دخلت في وصلة نحيب أخرى , مسببة صداعا للرجل الجالس في الأمام , انتبه كريم أخيرا لما سمعه " علي ؟ هل هي تقصد علي الذي أعرفه ؟ " رفع رأسه فجأة بطريقة مستترة , و حدق الى وجهها في المرآة مرة أخرى ، لكنه لم يتعرف عليها , لم يرها سابقا في أي اجتماع أو مناسبة , هو يعلم أن علي أيضا لا يعرفها , و هو متأكد أنه لا يخطط للزواج منها , لم هي اذا تبكي بحرقة هكذا ؟ تنهد كريم و تذمر في قلبه " يا الهي , لم علي أن أعاني مع نساء يبكين بسبب علي " تأفف و قد تذكر ما حصل مع ملك منذ يومين , حيث قضى اليوم كله يتبعها و يحاول مواساتها . استمر كريم في القيادة , و أعاد التحديق في الفتاة التي تتكور في الكرسي الخلفي , و قد صارت الآن تضم ركبتيها الى صدرها , و تغرس رأسها فيهما تبكي , كان منظرها فعلا مثيرا للشفقة , لم يعرف كريم ما الذي عليه فعله , كان يقود الى الأمام على غير هدى , متأملا أن تصمت هاته المزعجة , حتى يستطيع انزالها من سيارته , أو على الأقل تلاحظ أنها أخطأت السيارة و تنزل بنفسها . فيم هو يفكر في حل و يقود على مهل , انطلق صوت حاد الى جانب رأسه , أجفله و كاد يفقد السيطرة على عجلة القيادة , رمقها كريم بنظرة زاجرة في المرآة , و تراجع ناحية الباب قليلا فارا منها , هو حتى لا يعلم متى تحركت هذه الباكية من مكانها , لتهاجم طبلة أذنه بصوتها حتى كادت تخرقها " توقف هناك أمام محل الحلويات ذاك , أريد كعكة شوكولا , أنا جائعة " تذمرت الشابة ثم عادت الى نحيبها , و كأنها لم تطلب شيئا "...." " كيف يمكن للانسان أن يكون حزينا , و جائعا في نفس اللحظة ؟ ثم كيف تطلب منه هذه المتطفلة خدمة , و هو حتى لا يعرف من تكون ؟ " تنهد الرجل بعمق و صدره يعلو و يهبط " أستغفر الله العظيم و أتوب اليه " لكنه ضبط أعصابه , بعد أن فكر أنها يمكن أن تكون ابنة أحد الشركاء مثلا . فجأة انتبه كريم الى أنها قد تكون ابنة السيد سالم , بما أنها كانت أمام الشركة , و بما أن اجتماع والدها , هو الوحيد مع علي اليوم . " تبا " همس ساخطا و قد أصبح الآن مجبرا على معاملتها بكياسة , لن يكون من المناسب أن يمسكها من رقبتها و يلقيها خارج السيارة , رغم أن المشهد كان مغريا جدا في رأسه . استسلم كريم أخيرا لقدره المنحوس في هذا الصباح , ركن السيارة الى جانب الطريق , و نزل متجها الى محل الحلويات الذي أشارت عليه , بوجه متجهم و الغيظ يأكله " هل هي غبية أو متخلفة عقليا ؟ كيف يعقل أنها لا تتعرف على سائقها الخاص ؟ ثم كيف خطر لها أنني يمكن أن أكون سائقا , ألا ترى بأن البدلة وحدها تساوي ثروة ؟ أرغب بشدة في شدها من شعرها , و القائها على الرصيف هاته المعتوهة , أو ربما القاؤها في الطريق , و دوسها بالسيارة حتى يختفي ازعاجها " بالتفكير في الأمر شعر كريم برغبة قوية للتنفيذ , لكنه تمالك نفسه و أكمل طريقه الى المحل . " أنا دكتور عثمان آيت قاسم , دكتور محاضر في القانون السياسي الدولي " عرف الضيف على نفسه , و هو يمد يده بالتحية , صافحه علي الذي يقف خلف مكتبه بهيبته المعهودة " علي الشراد , سررت بمعرفتك " ثم دعاه للجلوس مقابله , رغم أن الرجل اختصر شخصيته في عمله , الا أنه متأكد أنه رآه في مكان ما , أو بالأحرى قريبا من المجال السياسي , لكنه لم يكن فضوليا بهذا الشأن , بقدر فضوله لسبب الزيارة , و سرعان ما شرح الرجل دوافعه " في الحقيقة سيدي أنا مكلف من صديق قديم لي , مصطفى بن شيخ للتحاور معك " لم ينتبه علي في البداية الى الاسم الذي بدا غريبا , و ظهر تشوشه على ملامحه , لكن سرعان ما أزال الرجل الالتباس " جد حليلتكم " قصد ملك و اتسعت عينا علي لادراكه الأمر " أه أجل , على الرحب سيدي " " سأتصل به الآن مكالمة فيديو , لأنه يريد التحدث معك , بعدها سأقوم بتنفيذ ما اتفقتما عليه " بعد دقيقتين طويلتين بدأ الاتصال , و ظهر على الشاشة رجل تجاوز الثمانين من العمر , بوجه أجعد و شعر أبيض , تكسو ملامحه الوقار و الهيبة رغم هرمها , و سرعان ما بدأ بالحديث بصوته الجهوري " سلام عليكم " " و عليكم السلام " رد علي سلامه و قد شعر بالارتباك , من رؤية أحدهم و التحدث له لأول مرة في حياته , ربما لأن لديه ما يخفيه و يخاف انكشافه , و كما توقع كان الرجل مباشرا في حديثه " سيد علي أنا أحدثك اليوم لمناقشة موضوع حفيدتي " هز علي رأسه باحترام و أجاب " تفضل أنا أستمع " صمت الرجل لثوان قبل أن يسترسل " في الحقيقة أنا غير راض تماما عن ارتباطك بابنتي , و أنت أكيد تدرك السبب , فلا أحد يتزوج بالطريقة التي تزوجتما بها , و حديثي معك الآن , لا يعني أنني تغاضيت عن تقليلك من احترامنا للزواج من كريمتنا , لكن للضرورة أحكاما " من أول كلمتين عرف علي , أن الحديث لن يسير بسلاسة , فالرجل يبدو صارما كبلدوزر , و لا يتوانى عن تأنيبه , كولد صغير رغم أنه لا يعرفه , لكن أصبح واضحا الآن , من أين ورثت تلك العنيدة , لسانها السليط و كلماتها الحادة . استمر علي في الانصات , و أدرك الرجل أنه لن يبرر موقفه , فما كان منه الا أن أكمل ما كان بصدد قوله " صراحة ما سمعته عن ظروف زواجكما , لم يدخل دماغي بدينار واحد , أنا أعرف حبة قلبي جيدا , و متأكد ان الحكاية لها تفاصيل أخرى , و لأنني أثق بها سأنتظر أن تأتي بنفسها لتخبرني " أضاف بعدها " لكنني اليوم أتحدث معك , لمناقشة ظروف بقائها هناك في بيتك , و لدي اتفاق أريدك ان تختار ما يناسبك منه " هز علي رأسه و قد توجس مما سيسمعه " أريد لملك أن تكون مرتاحة , لذلك اذا كنت على قد المسؤولية و الشهامة , التي وصفها بك الكثيرون ممن تحدثت معهم , فسأتوسم بك أن تكون سترا لابنتي و سندها في غربتها , و أن تعطيني وعد شرف أن تحافظ عليها , حتى تعود سالمة الى بلدها أو " قبل حتى أن يكمل الجد اقتراحه , شعر علي أن قلبه يؤلمه , فقد بدا جليا أنه سينتزعها منه , أجل ينتزعها بقسوة منه , كان هذا كل ما فكر فيه عقله . " أو سأخرجها من بيتك في هذه اللحظة , و أنا أعرف كيف أبقي ابنتي معززة مكرمة , حتى تنتهي محنتها حتى لو استمر الأمر لعشرين سنة , و لولا الكسر الذي أعانيه في الحوض , يلزمني الفراش منذ أشهر , لكنت الآن أمامك و لأخذتها معي مهما كانت النتائج " رفع علي حاجبيه بانبهار , فقد أدرك أن الرجل الذي يحدثه , ليس ذكيا فحسب حتى يدرك أن العلاقة بينه و بين ملك مزيفة , و لكنه حكيم جدا ليتصرف برجاحة عقل , و يستفيد من الوضع بكل رصانة , حتى لا تتأذى ملك مما يحصل , مما فهمه علي فالرجل يعرف بأمر القضية , و هو قادر جدا على حماية ملك , و ابقائها في مكان آمن الى أن تحل أزمتها , و لكنه بحميته يفضل بقاءها تحت حماية رجل , يقول أنه زوجها حتى و لو لم يعترف بالأمر , لأنه يخشى عليها من غربتها التي لا ترحم , و لا يريدها أن تظل وحيدة هنا دون سند كما قال , أكبر علي طريقة تفكير الرجل أمامه , و قد تأكد الآن أن كل ما قاله كريم عنه , ليس مجرد اشاعات , فهو يستحق أن يكون قاضيا مهابا و عادلا , و سارع لاعطاء رده " لا تحتاج أن تسأل سيدي , ملك حرمي و في بيتي , أعطيك كلمة شرف مني , ألا تمس منها شعرة واحدة , طالما هي هنا و الى أن تعود الى بلدها , و لن تحتاج أن تكرر عرضك السخي هذا , لأنني لن أقبله أبدا مادمت حيا " هز الرجل رأسه برضا و رد عليه " حسنا و أنا أقبل كلمتك , على أن أطمئن من وقت الى آخر بنفسي , على وضعها و سير قضيتها " " أكيد سيدي على الرحب , سأوصلك بالمحامي الخاص الموكل بالقضية لتستفسر منه " صمت الرجل لدقيقة و أضاف " هذا الاتفاق بيننا , لا يعرف عنه طرف ثالث مهما حصل " " أكيد سيدي " بدا واضحا أن الجد , لم يعرض الأمر على حفيدته , لأنه يعرف مدى تمردها , و أنها كانت ستغادر مباشرة دون حسابات , بمجرد أن تسمع بالاقتراح , و هو قلق بشأن بقائها وحدها هناك , و هي امرأة مغلوبة على أمرها , لن تصمد في وجه الصعاب , مهما بلغت حكمتها و ثقافتها , كما أنه لا يريد أن يصل الأمر الى عز الدين , لأنه مريض و قد يتأزم وضعه , و هو تفهم قرار ملك لابعاده عن كل توتر , فقد بدا الاختيار الأمثل , بما أنها لا تستطيع المغادرة قبل مدة على كل حال . " أكيد سيدي لا داعي للقلق بهذا الشأن " أعطاه علي وعده مجددا , هز الجد رأسه موافقا على ذلك , ثم أضاف بنبرة دافئة , مختلفة عن اللهجة المتسلطة التي كان يتحدث بها قبل دقائق " سيد علي أعرف أن ملك عنيدة , و صعبة المراس أحيانا , لكنها طيبة جدا و بشخصية استثنائية , اتق الله فيها لو سمحت " بدا الرجل متأثرا بغياب حفيدته , رغم أنه يمثل الجلادة و البرود , و ما كان على علي الا أن طمأنه " لا تقلق بشأن أي شيء سيدي , ابنتك في الحفظ و الصون " أنهى علي المكالمة و هو يشعر بانهاك كبير , و كأنه كان يركض في المراطون , هو الآن متأكد لو أنه تعرف على ملك بطريقة طبيعية , ما كان استطاع أبدا الزواج بها , بوجود والدها و جدها اللذين يقيمان حصنا منيعا عليها , قاطع الرجل الجالس أمامه شروده " حسنا سيد علي سررت بالتعرف عليك , أعتقد أن مهمتي انتهت , بعدما اتفقتما على ابقاء السيدة في بيتك " نظر له علي باستغراب , و قد فهم الآن أن هذا المبعوث , كان لاصطحاب ملك معه , في حالة قرر التنازل عنها , لم يعتقد أن جدها سيكون سريع التصرف هكذا , مما أشعره ببعض الخوف من فقدان ملك فجأة " حسنا هذا الكلام بيني و بينك الآن , اذا غيرت رأيك في أية لحظة , أو أرادت ملك المغادرة , فبيتي يرحب بها في أي وقت , أنا و زوجتي وحيدين هنا , و بامكاني ضمان راحتها , دون حتى أن يسمع مصطفى بالأمر , فقط اتصل بي و سأهتم بكل شيء يخصها " قام الرجلان من مكانيهما , و بادر علي قاطعا عليه تخميناته " لا داعي لازعاج نفسك سيدي , كلمتي أعطيتها لجد زوجتي , و لن أتراجع عنها على رقبتي " هز الرجل رأسه برضا و مد يده لمصافحته , سلمه بعدها بطاقة عمله , و اتفقا على البقاء على اتصال , لمناقشة قضية ملك و الحكم فيها . بعد مغادرة الزائر جلس علي الى كرسيه , يشعر بثقل كبير على كتفيه , كان يفرك جبينه بيده , و قد عاوده الصداع مجددا " أية ورطة أوقعت نفسك فيها يا علي ؟ " كان علي يشعر بالحرج مما فعله , و هو لا يصدق أنه كذب بتلك الطريقة , على أناس بهذا القدر من الاحترام و الرفعة " غلطة الشاطر بألف " ذكر علي نفسه و هو موقن , أن النتائج القادمة ستكون أثقل مما توقع " سيدي السيد سالم ينتظرك في قاعة الاجتماعات " قاطعت ليلى سكرتيرته شروده بتذكيره بمعاده المؤجل , رفع علي رأسه و أشار لها بأنه قادم . داخل المحل طلب كريم كعكة الشوكولا , و تلقى اتصالا من المهندس , ليطلب تأجيل الموعد على الغداء , أصلا هو نسي أمره , و لم يكن من الممكن أن يذهب الى اللقاء , و هو حتى لا يعرف كيف يتخلص من هذه العلقة , التي تنوح داخل سيارته . أغمض كريم عينيه بشدة و أخذ أنفاسا عميقة , هو لا يجب أن يتوتر , لأن الوحش بداخله اذا خرج , فسيحرق السيارة بمن فيها " يا الهي , ألهمني الصبر " قال و هو يمسح على وجهه بكفيه , قاطعه العامل في المحل و هو يناوله العلبة , أخذها و عاد الى سيارته , حمد الله لأن الشابة قد صمتت أخيرا , ركب مكانه و ناولها العلبة , دون أن تقول الفتاة كلمة واحدة , فتحتها بلهفة كطفل صغير , و بدأت تلتهم ما فيها بنهم , كان واضحا أنها جائعة , لدرجة أن الشوكولا لطخت وجهها , و نزلت على فستانها و لكنها لم تبال , كانت الشابة غارقة في قطعة الحلوى , لدرجة أنها لم تلاحظ نظرات كريم المستغربة لحالها " امممم , لذيذة جدا , شكرا لك أنقذت حياتي " كانت تئن بتأثر , و كأن أحدهم أهداها قصرا "...." صدمة كريم أصبحت الآن في أوجها , هو يئس من أن تفهم هذه المجنونة من تلقاء نفسها , لذلك بقي جالسا لا يحرك ساكنا , منتظرا أن تنهي وصلة العشق , التي تغرق فيها مع كعكتها , أو أنه سيتركها هنا ويغادر , بامكانها الاحتفاظ بالسيارة لنفسها , لكنه لا يريد سماع بكاء أكثر مما فعل . بعد خمس دقائق انتبهت الفتاة أخيرا , أنهما يقفان على جانب الطريق و لا يتحركان " أنت لم توقفت ؟ علينا أن نذهب " " لأنني لا أعرف الى أين نذهب ؟ " قالها كريم بكل الحنق الذي في قلبه , و هو يصر على أسنانه , و يحدق اليها في المرآة بعينين مشتعلتين . استغربت هي الأمر و حدقت اليه بتمعن " لماذا ألا تعرف طريق الرجوع الى البيت ؟ " سألت بكل براءة و جدية , لم يبد بأنها تمثل , و أجابها كريم بنبرة من نفذ صبره " ذلك ما أتكلم عنه بالضبط , علي أن آتي من البيت , حتى أعرف طريق الرجوع اليه " ثم استدار ناحيتها فيم تراجعت هي للخلف , محاولة استيعاب ما قاله , و استمر هو بمخاطبتها بصوته الأجش " أنا حتى لا أعرف من تكونين , فكيف سأعرف طريق بيتك ؟ " قالها كريم باستياء كبير توقفت الفتاة فجأة عن أكل الحلوى , و حدقت اليه بصدمة , كان منظرها مضحكا , مع عينيها المتسعتين عن آخرها , فمها الذي على شكل حرف أو , و بقايا الطعام على وجهها , و قد انتبهت أخيرا لحقيقة الوضع " ألست السائق الجديد , الذي اصطحبنا صباحا أنا و والدي ؟ " هز كريم رأسه " لا " دون أن يتكلم بلعت الفتاة ريقها بعناء , و قد فقدت شهيتها و أضافت " أليست هاته سيارة والدي ؟ " هز كريم رأسه مجددا بصمت " لا " شعرت الشابة فجأة بالارتباك , أوقعت ما كانت تحمله في يدها , و تراجعت الى الخلف حتى التصقت بالباب , بعدما لاحظت أخيرا كم أن كريم , ضخم البنية و قوي العضلات , طولها كلها بحجم جذعه , نظرت يمينا و يسارا برعب , ثم قالت بلهجة متوترة مخلوطة ببعض الخوف " أااانا آسفة , لم لم أقصد الصعود الى سيارتك , كانت الدموع تحجب رؤيتي " لم تعط بعدها كريم فرصة للرد على اعتذارها , اختطفت حقيبة يدها الصغيرة , فتحت باب السيارة و نزلت مسرعة , و قبل حتى أن يدرك كريم الأمر , كانت قد قفزت داخل سيارة أجرة استوقفتها و غادرت . تنهد كريم أخيرا بعمق , و قد استراح بعد تخلصه من العلقة , و هو لا يصدق أنها جعلته يتحدث اليها مطولا , و ينفذ أوامرها كما لم يحصل سابقا . أي موقف سخيف هذا ؟ تذمر ثم عاد و أدار محرك سيارته و انطلق , هو فقط يتمنى ألا يلتقيها ثانية . بعد قضائه لبعض الأعمال , عاد كريم مجددا الى الشركة , و اتجه الى مكتب علي , حيث كان سالم يهم بالمغادرة , و علي يصافحه لتوديعه " أريدك أن تؤكد على السيد بهجت , أن يحدد موعد الزيارة قريبا , لا أريد أن نتأخر في الانطلاق أكثر من هذا " أجاب الرجل بارتباك " أكيد أكيد سيد علي , سأصر عليه في الحضور في أقرب وقت , و اعتذر مجددا عن تصرف ابنتي , سأحرص على أن تتعلم درسها " " مع السلامة " ودع علي ضيفه و عاد الى مكتبه يتبعه كريم " لا أدري كريم و لكنني غير مرتاح لهذا الذي يدعى بهجت " أجابه كريم بصرامته المعهودة " اذا أخل بموعده مجددا نلغي الاتفاق " " لولا أنه يعمل لصالح شركة ايطالية , و لولا أنهم أصروا على أخذنا للمشروع مناصفة , لما كنت قبلت العمل معه , لكن علينا التريث لا أريد أن نخسر هذا المشروع , المنافسون ينتظرون فرصة كهذه على أحر من الجمر " بهجت رجل أعمال تركي , يدير فرع شركة ايطالية في تركيا , علي يعرف مؤسسيها جيدا , و لكنه تورط في الدخول في مناقصة لبناء قرية سياحية هناك , و المسؤولون أصروا على أن تكون مناصفة بين علي و هذه الشركة , سيكون عليه الانشاء , و يكون عليهم التأثيث و الادراة , رغم أن علي لم يتعود أن يشارك أحدا , الا أنه لم يستطع الانسحاب من المشروع , لأنه لا يريد لغطا على اسم شركته , قد يحصر حظوظه مرة أخرى في المشاريع , ليس فقط في تركيا بل في أوروبا . السيد سالم هو وسيط من اختيار بهجت , كانا في وقت ما شريكين في بعض الأعمال , و هو عينه حتى يخطط للقاءاته مع علي , و لكن هذا الأخير بدأ يشعر بالانزعاج , بسبب اختلاق الأعذار و التبريرات , في كل مرة يريد فيها الجلوس و مناقشة المشروع , و بدأ القلق يدب في قلبه , خصوصا مع انتشار بعض الاشاعات , التي تشير الى علاقة بهجت بالمافيا الايطالية , آخر شيء يريده هو أن يتورط مع أشخاص مشبوهين , أيديهم ملطخة و متورطون مع القانون . انتبه علي من تفكيره العميق و رد على كريم " سنرى لاحقا , أين بقيت طوال هذا الوقت ؟ هل سار اللقاء مع الخبير بخير ؟ أريد التقرير في أقرب وقت " " أجلنا الموعد الى الغد , تأخر في معاينة المشروع , و لم يجد وقتا للعودة الى المدينة , اتفقنا على اللقاء على الغداء غدا " " حسنا جيد , أرجو أن تكون الأخبار جيدة " صمت علي لثانيتين , ثم قال بصوت مرح " بالمناسبة سالم قال أنه أحضر ابنته معه , و لكن حينما خرج لاستدعائها لم يجدها , لو رأيته كان محرجا جدا " أجابه كريم ببرود " اذا تلك الفتاة ابنة سالم ؟ " استغرب علي من تعليقه " هل رأيتها ؟ " " أجل في مدخل الشركة قبل ساعتين " لم يرد أن يخبر علي بما حصل معه , و الا هو لن ينفذ من سخريته أبدا . أجاب علي و هو يفكر بجدية " أعتقد أنه أراد تعريفنا , أملا في أن نصبح أصهارا , كم أمقت هذا التصرف " لكن كريم قطع عليه تفكيره ببروده المعتاد " لكنها لا تريد الزواج منك " "...." رفع علي حاجبيه باستغراب " و ما أدراك ؟ " " كانت تقول ذلك على الهاتف و هي تبكي " طبعا لن يخبره أين حصل ذلك و لو قتله علق علي بسخرية على المعلومة " فعلا ؟ يبدو بأنني بدأت أفقد لمستي مع النساء " و ابتسم ابتسامة متسلية , لكن وجه كريم أصبح أكثر تجهما دون سبب واضح " اذا كيف تبدو ؟ " سأل علي بفضول فكر كريم قليلا و قد استعاد منظرها في السيارة " مثل طفل باك " قال باقتضاب مشيحا بنظره الى الاتجاه الآخر ضحك علي قليلا على التشبيه , و رفع يديه الاثنتين في اشارة الى استسلامه " اذا لا أريد , يا الهي تكفيني ملك و شغبها " و استمر بالضحك غير منتبه الى الجملة التي تحمل معنى مزدوجا , و كأنه اكتفى بملك عن كل النساء . " تعال اجلس لأخبرك , فقد اتصل جد ملك و تحدثنا " استرسل علي مغيرا الموضوع , لكن كريم لم يفوت الكلمات , الا أنه لم يعلق كما تعود دائما , و اكتفى بالتحديق الى صديقه الغافل , و هو على وشك الغرق . كريم المسكين راح يخرج قلبو أكثر من علي 😘💞💞 ...... | ||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ، |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|