07-10-20, 09:58 PM | #392 | ||||
| البارت الثامن و الستون دعوة اجبارية 💞 " آه " تأوهت أسيل للمرة الألف بنبرة مكتومة , و هي تستلقي على بطنها متجنبة جنبيها , و قد قاربت الساعة الواحدة صباحا , لكنها لا تستطيع النوم بسبب كل تلك الرضوض , كان وجهها متورما بشكل بشع , و قد ساءت الكدمة السابقة على خدها , و التحقت بها كدمة أخرى حول عينها , كانت شفتها السفلى نازفة , و كدمات في كل مكان تقريبا من جسمها , الأسوء في كل هذا هو فروة رأسها , التي تؤلمها بسبب شدها منها بعنف , فهي المقبض المفضل لوالدها لتثبيتها أثناء الضرب , و ينتهي الأمر دائما بخصل متساقطة هنا و هناك , مسدت أسيل عنقها المتشنجة , و قد تذكرت كل ما حصل قبل ساعات , ففي المساء بمجرد عودة والدها الى البيت , حتى اتجه مباشرة الى غرفتها , و بدأ في تعنيفها بشدة , بسبب تهورها و فسخ الخطوبة , مما فهمته من صراخه , فان والد رائف اتصل به , و أعلمه بقطع علاقة الشراكة بينهما , و هو كان ساخطا جدا بسبب الأمر , و أفرغ شحنة غضبه فيها , ضربها بالعقال أولا ثم استل حزاما , و أكمل ما يفعله عادة , و ككل مرة لا يتركها , الا اذا تأكد أنها على وشك فقدان الوعي , في المقابل كانت تكتفي زوجته بالتفرج و التشفي , و قد صار هذا الأمر روتينيا لكثرة تكرره . رغم كل هذا حمدت أسيل الله , لأن خالد شقيقها يبات خارجا مع أحد أصدقائه , و الا لكان اكتمل فريق الهجوم عليها , و شعرت براحة غامرة لأن والدها لم يصر , على اعادة الارتباط بذلك المنحرف , و قد بدا واضحا بأن حماتها السابقة عارضت ذلك بشدة , و الا هي لم تكن لتعرف ما عليها فعله . أضاء هاتفها في الظلام مجددا , و قد كانت ندى تتصل بها , منذ ما يقرب الساعتين دون أن ترد عليها , هي لا مزاج لها للتحدث الى أي كان , لكنها تمالكت نفسها أخيرا , و ردت عليها بصوت أجش " مساء الخير ندى " " يا الهي أسيل أين أنت ؟ قلقت عليك " قالت صديقتها بمجرد أن انفتح الخط , و قد بدا التوتر في صوتها تحاملت أسيل على الآلام المبرحة في وجهها , و التي تزيد سوءا بمجرد أن تتحدث أو تبتسم , و أجابتها باقتضاب " أنا في بيتي ندى , لا داعي لقلقك " قالت النبرة الحزينة في صوتها , أكثر مما ترغب في افشائه . " تعرضت للضرب مجددا صح ؟ " خمنت ندى الوضع مباشرة , من معرفتها المطولة بصديقتها , فهي لا تتخلى عن مرحها حتى في المصائب , هي لا تبدو مكتئبة , و منهارة الا بعد تعنيفها . التزمت أسيل الصمت , و حاولت تغيير وضع نومها , علها تشعر ببعض الراحة , لكن الاستلقاء على ظهرها كان أسوء " ماذا حصل هذه المرة ؟ يا الهي ستموتين في احدى هذه النوبات " استرسلت ندى رافضة ترك الأمر , تريد أن تفهم ما يحصل مع أسيل , هذه الأخيرة اختزلت الشرح في كلمتين " فسخت خطبتي من المنحط " " فعلا ؟ خيرا فعلت يا أسيل " ابتهجت ندى لسماع الخبر , هي لم تكن تطيق ذلك المعتوه , الذي كان صيته ذائعا في أوساط أصدقائهم بانحرافه و مجونه , أسيل كانت ستعاني معه بشدة , هذا كان رأي الجميع في العلاقة عدا والدها . رغم اصرار ندى على فهم التفاصيل , لكن أسيل فضلت تغيير الموضوع " أنا فعلا بخير , كيف حالك أنت ؟ " تنهدت ندى من الطرف الآخر و أجابتها " كما تركتني , والدتي غاضبة جدا و تضغط علي , تريد أن تراه في أقرب وقت , لذلك اتصلت عليك لأعلمك , بأنني سأقصد الجامعة غدا لأبحث عنه , لن أسمح له بتجاهلي هكذا " صمتت أسيل قليلا قبل أن تجيبها " حسنا أتمنى لك التوفيق , أردت أن أرافقك لكنني لا أستطيع الذهاب الى الجامعة قبل ثلاثة أيام , فأنا معاقبة بالحجز في البيت الى اشعار آخر " كان هذا السبب المعلن , لكن السبب الحقيقي أنها ستعتكف لبعض الوقت , حتى تزول الرضوض و تتلاشى الكدمات , فرؤيتها من طرف الآخرين , أكثر اذلالا و احراجا من الحصول عليها . " حسنا لا بأس سأكون لوحدي , رغم أنني أحب أن ترافقيني لرؤيته " لم تخف ندى خيبة أملها , لأن أسيل لا تستطيع الذهاب معها , لكن لا خيار آخر أمامها . بعد حديث سريع أغلقت أسيل الخط , أشعلت المصباح الخافت المحاذي , و عاودت الجلوس مكانها متكئة على وسادتها , مدت يدها الى درج الطاولة الى جانب سريرها , أخرجت دفترها الزهري الصغير , فتحته و تناولت قلمها لتكتب , كما تفعل دائما في لحظات انهيارها " تعرضت للضرب مجددا اليوم يا أمي , هذه المرة الحادي عشر بعد المائتين , لكنني سعيدة لأنهم سيدعونني و شأني لبضعة أيام أخرى , أخبرتني سابقا أن أتمنى شيئا , في كل مرة أتعرض فيها لهذا , لأن الله يستجيب للناس المتألمين , لكنني أعتذر هذه المرة يا أمي , لأنني لن أتمنى لو كنت معي هنا , فقد أدركت أن هذه الأمنية مستحيلة , لن تتحقق مهما بلغت آلامنا و ابتهالاتنا , و قررت أن أكون أنانية أكثر , و أطلب ماردا يأخذني من هنا , و يحقق أحلامي المستحيلة " نزلت دمعة من عين أسيل , عكست حرقة قلبها و مرارة عيشها , هي لا تبكي الا نادرا , لكن احساسها الآن بألم روحها , فاق ألم جراحها الجسدية بمراحل , و هي تدرك يوما بعد آخر , بأنها وحيدة في هذا العالم دون سند . . . . " اجلسي " قال علي مشيرا إلى الكرسي الفارغ عن يمينه , لم تفهم ملك ما الذي يريده ، و استمرت في الوقوف مكانها , تحدق ناحيته بنظرة مشوشة . رفع علي حاجبه باستنكار ، و هو يحدق في المرأة المتحجرة مقابله " قلت اجلسي ألم تسمعيني ؟ " عبست ملك و لكنها لم تتحرك " لماذا ؟ " سألت باستغراب و أجاب علي ببساطة " لتأكلي " ترددت ملك قليلا و قد فاجأها بطلبه ثم أجابته " شكرا , لكن سأتعشى في المطبخ كما تعودت " لكن علي كعادته يصدر الأوامر و لا يقبل الرفض " لا ستأكلين هنا , هذا أمر و ليس طلبا , أو أنك نسيتي اتفاقنا أمس ؟ هيا اجلسي " اقتربت ملك خطوة ناحيته , و قد أدركت أنه يلوح بالهدنة المبرمة بينهما , حتى يجد تبريرا لالغائها ان هي عارضته و همست له بامتعاض ليسمعها هو وحده " لكننا لم نقل أن وضعي سيتغير به شيء " نظر إليها علي بحدة " لكنني قلت أنني سأعاملك كالطبيبة التي تعتني بمريم ، لن أدعك تأكلين مع الخدم بعد اليوم " أصلا علي مستاء من الأمر منذ مدة ، و هو الآن وجد الفرصة للتخلص منه ، هي لم تكن لتقبل سابقا , لكن الوضع تغير منذ أمس . لكن ملك كعادتها لا تستسلم دون عراك " سارة أيضا تعتني بمريم , لم لا تأكل هنا ؟ " قالت محاولة التملص من الأمر , لكن علي مسح فمه بالمنديل , و أجابها باستياء و بنظرة مستفزة " سارة ليست زوجتي " و سارعت ملك للنفي " و لا أنا " " ملك " صرخ علي في وجهها بتحذير و قطب جبينه , هو لا يفهم فعلا لم تقارن نفسها بسارة ؟ ألا ترى ما الذي تحاول فعله تلك الشقراء للتقرب منه ؟ هل هي غبية فعلا ؟ أو أنها تحب دفعه ناحية أية امرأة أخرى غيرها و السلام ؟ هو الآن فعلا يحسدها على هذا البرود , و كالعادة أكثر شيء تجيده هذه العنيدة هو استفزازه . جفلت ملك للحظات , ليس لأنه صرخ في وجهها ، و لكن لأنه و لأول مرة يناديها باسمها ، لم تسمعه يوما يقوله ، و طريقته في قوله أرسلت احساسا كالكهرباء , من رأسها الى اخمص قدميها , و توقفت عن الجدال فورا , لكنها لم تنفذ ما طلبه . كانت رنا تجلس هناك بهدوء , تحدق إلى الاثنين و هما يتجادلان بصوت خافت ، هي لم تكن تفهم شيئا عن جدالهما , و لكنها تحب وجود ملك معهما , تمالك علي نفسه و قد وصل حده من التحمل , وقف من مكانه ثم اتجه ناحيتها بخطى سريعة , تراجعت ملك خطوة الى الوراء , بعدما رأت النظرة الشزراء في عينيه الثائرتين " لم يجب أن تكوني عنيدة في كل شيء ها ؟ لم يجب أن تردي على أي شيء أقوله بالاعتراض ؟ عندما أقول لك أن تجلسي فيجب أن تفعلي , و إلا أقسم سأحملك و سأضعك على الكرسي بنفسي , و لا تنسي رنا تراقبنا " حدق في عينيها بتأمل و همس أمامها "....." تفاجأت ملك بما قاله , اتسعت عيناها و احمرت وجنتاها من تهديده , و سارعت للجلوس على الكرسي حيث أشار , قبل أن يتهور كما حصل مساءا و هو يقرص وجنتها , و هي لا تكاد تصدق , أنه استخدم نفس جملتها عن رنا لتهديدها . هي تعلم كم أنه متهور و مجنون ، و إن هي لم تنفذ ما طلبه ، فسيفعل ذلك بأسوء طريقة ، و هي لا تريد احراجا أمام الآخرين خاصة الطفلة , إضافة إلى أنها لا تريد اغضابه , خشية أن يتراجع في وعده , و لا يسمح لها بالمغادرة لاحقا . عاد علي إلى مكانه , و ملامح الرضا تبدو على وجهه , و قد نجح تهديده أخيرا طبعا هو ألقى بالتبريرات فقط لإقناعها ، لكنه لا يفعل ذلك لأنها طبيبة مريم ، و لكن لأنه يريد منحها بعض الامتيازات , و يحسن مكانتها هنا و لو مؤقتا . هو لم يعد راض عن بقائها في غرف الخدم ، و لا عن أكلها معهم و القيام بأعمالهم ، لكنه يعلم أنها عنيدة جدا و هي مرتاحة لوضعيتها , لذلك هو لا يعترض , لكن هناك بعض الأمور , التي تحتاج التعديل و هذا أولها . " اتشم " عطست ملك بصوت حاد , و سارع علي لتشميتها " يرحمكم الله " " يهديك و يصلح بالك " ردت عليه و قد شعرت بأن التشنجات , التي تعانيها منذ البارحة قد زادت حدة . " يبدو أنني على وشك الاصابة بزكام " فكرت ملك بينها و بين نفسها , و قد قررت طلب منقوع الأعشاب الخاص بفاطمة بعد العشاء . في هذه الأثناء دخلت فاطمة تحمل طبق الفاكهة , تفاجأت في البداية لجلوس ملك هناك ، و لكنها ابتسمت بسرور , لأنها أخذت مكانها على الطاولة أخيرا , هي كانت سابقا أشارت إلى الأمر مع علي ، و أبدت استياءها من أكلها في المطبخ , و لكنه قال لها أن تدع الوضع كما هو , إلى أن يأتي الوقت المناسب . أشار علي الى فاطمة المبتهجة " ضعي المزيد من الصحون ، و اعملي حسابك من الآن فصاعدا , ملك ستأكل معنا في كل الوجبات " " حاضر بني حالا " و عادت أدراجها تحت أنظار ملك المتذمرة ، التي حاولت الاستنجاد بها لإخراجها من هنا , لكنها لم ترد عليها , و قد بدت متحمسة أكثر من علي لجلوسها هناك . فتحت ملك فمها لتقول شيئا ، لكن علي أرسل لها نظرة تحد ، صمتت بعدها مباشرة و طأطأت رأسها ، متفادية النظر إليه ، مما جعله يبتسم بانتصار . هو لا يعرف لم أبسط الأمور , هي صعبة التنفيذ مع هذه المرأة . لم تجد ملك مفرا من قبول الدعوة الإجبارية على الأكل ، و جلست هناك بكل طاعة ، فهي لن تتخلص من هذا المجنون مهما حاولت ، فما كان منها إلا الرضوخ ، و بدأت تأكل طعامها بهدوء تحت نظراته المتفحصة . طبعا رنا كانت أسعد شخص على الطاولة ، و قد تغير جو الحزن الذي عاشته قبل ساعات , كانت تأكل و ترسل الابتسامات لملك ، التي كانت تبادلها إياها تحت أنظار علي ، الذي كان يشعر بالغبطة هو الآخر , دون أن يعلم السبب . مر العشاء على خير , و رغم استغراب ملك من الوضع الجديد , الا أنها استمتعت بكل لقمة تناولتها , بعدها و بمجرد أن غادرت الطفلة لغسل أسنانها و يديها , نهض علي و تبعته ملك مباشرة , و كعادة آلية لها مدت ملك يدها , و شرعت في جمع الصحون المتسخة , لنقلها الى المطبخ في طريقها , لكن علي مد يده هو الآخر , و قبض على رسغها لايقافها " ألم نتفق ألا تعملي شيئا من عمل الخادمات , منذ بداية اعتنائك بمريم ؟ " نهرها و قد بدت نبرته حازمة لكن قبل أن تفتح ملك فمها , و ترد عليه بأنها ستحمل هذه الصحون فقط , و أن ذلك لا يزعجها أبدا قطب علي جبينه فجأة و سأل بتوتر " لم يدك ملتهبة هكذا ؟ هل تعانين من حمى ؟ " و في غفلة منها مد يده الثانية , و تحسس جبينها ثم خدها للتأكد , دون أن يطلق يده الأولى " يا الهي أنت تشتعلين " ارتجفت ملك من لمسته , لثاني مرة خلال ساعات , و سارعت للتراجع هربا منه , و هي لا تفهم لم أصبح أكثر جرأة في التعامل معها ؟ كان الوضع أفضل حينما كان يمقتها , على الأقل لم يكن يضع يده عليها متى أراد . انسحبت ملك خطوة الى الوراء , مع نظرة مستنكرة على وجهها , لكن علي رفض أن يفلت يدها , و سألها مجددا بالحاح " أنا أسألك منذ متى و أنت مريضة ؟ لم تهملين صحتك ؟ " أمام اصراره على التعلق برسغها , تجهمت ملامح ملك و أجابته بحدة " منذ الأمس و الأمر ليس خطيرا , مجرد رشح بسيط , ثم لم تهتم من الأساس ؟ " تفاجأ علي للسؤال , و قد أدرك الآن فقط أنه تهور دون وعي منه , و خطا داخل مساحتها الشخصية دون اذنها فما كان منه الا أن أطلق يدها برفق , و بلع ريقه محاولا ايجاد مبرر لاندفاعه , و هو نفسه لا يستوعب لم شعر بالهلع لثوان , حينما أدرك أنها مريضة و لا تقول شيئا ؟ لكن كعادة الرجل الصخرة , لا أحد يجيد فن التلاعب بالكلام مثله " ألا تعرفين لم ؟ " هزت ملك رأسها بتشوش , و هي تضم نفسها بيديها محاولة استعادة هدوئها , الذي عكره بلمسته الدافئة الغريبة " لأنك ستعدين مريضتك بالزكام , و مريم ضعيفة قد لا تتحمل و تنتكس , لطالما حذرنا جلال من هذا الأمر , مناعتها سيئة كما تعرفين " هزت ملك رأسها موافقة , و قد بدا على وجهها أنها صدقت تبريره المدعي , فيم أخذ علي نفسا عميقا لاقتناعها , فهو لا يريد اخافتها منه باهتمامه المفاجئ , الذي لا يفهمه هو نفسه . و سرعان ما قطعت ملك تأمله , بصوت هادئ و نبرة متأثرة " لا تقلق أنا لم أقصد غرفتها منذ الصباح بالفعل , و مررت التعليمات الى سارة , اذا تطلب الأمر تواجدي معها سأضع كمامة , أنا أيضا لا أريدها أن تنتكس " شعر علي بالانزعاج لعدم قول السبب الحقيقي , صحيح أنه يخاف على صحة مريم , لكنه متأكد أن ملك تراعي ذلك بقدره , و بشكل غريب آلمه أن تعتقد أنه لا يهتم الا بحال مريم , فيما هي أيضا مريضة تحتاج لرعاية . أنهى علي الجو المريب بينهما بأن تحرك من مكانه , و قبل أن ينصرف حدثها بصوت حنون " سأحضر لك أقراص رشح مفيدة , أحضرتها معي من لندن , استريحي الليلة و لا تجهدي نفسك " لمست ملك حلقها الذي يحترق , و تذمرت من وسواس هذا الرجل , هي متأكدة أنه يخشى أن تعديه هو و ليس مريم , لم تر أحدا يخشى الأمراض بقدر هذا المهووس , و سارعت لاسماعه رأيها قبل اختفائه " لا تقلق سأكون بخير غدا صباحا , و لن يتأثر اعتنائي بمريم بمرضي " لم يرد علي عليها و أكمل طريقه , و لكنه أنب نفسه في سره , لأنه يتراجع للمرة المائة أمامها , و لا يقول ما يفكر فيه براحة , كما يفعل مع الجميع حوله , حتى مع والدته التي أنجبته , و يراجع كلماته و معانيها عشر مرات قبل قولها لها , فملك الوحيدة التي تعطيه احساسا , أنه يتحرك على لوح جليدي , قد يتحطم في أية لحظة , ليغرقه في دوامة مميتة . . . . مر أكثر من شهر على بداية عناية ملك بمريم , و على الاتفاق الذي تم بينها و بين علي , صارت العلاقة بينهما أكثر تحضرا و هدوءا , على الأقل لم يعودا يصرخان في وجهي بعضيهما , و يكيلان التهم و يرسلان الشتائم , في الاتجاهين في كل مناسبة . لم يعد علي يستفزها , و هي لم تعد تحقد عليه بنفس المقدار , أما ابنته فقد أصبحت أكثر تعلقا بملك , لدرجة تثير دهشة الجميع . حال مريم أصبحت أكثر استقرارا , تحسنت شهيتها و كسبت بعض الوزن , و صارت أكثر حيوية و تقبلا للتعليمات , صارت لا تعاند كثيرا من أجل أخذ الدواء , أو تناول الطعام و القيام بالتمارين الرياضية , أما بالنسبة لرنا فقد صارت أكثر تعاملا مع والدتها , و أكثر انسجاما معها كما لم يحدث سابقا . فمريم التي بدأت تشعر بأنانيتها , و بتقصيرها إثر انسحابها من حياة ابنتها و أسرتها , التي بأمس الحاجة إليها , بدأت تعود بخطوات قزمة إلى حياتها قبل مرضها , و ملك كان لها النصيب الأكبر من هذا التحول , فهي من ساعدت مريم على رؤية الدافع الحقيقي , الذي قد يوقظ حب الحياة في قلبها مجددا و هو رنا , هاته الفتاة التي يوجهها الجميع بعدم إزعاج والدتها , صارت تقف على الهامش لسنوات , رغم حاجتها الكبيرة لها و لدعمها , شعورها أنها كانت السبب في حالتها تلك , بسبب تواجدها معها أثناء النوبة الأولى , و عدم مقدرتها على فعل أي شيء , جعلها ترتعب من كل فعل و لو كان بسيطا , خشية أن يتكرر الأمر و تفقد أمها . ملك أدركت منذ البداية أن رنا تعاقب نفسها , بسبب هذا الذنب بالامتناع عن الكلام لسنوات , فكل الأطباء أجمعوا على أن الأمر صدمة نفسية بحتة , و لا أثر لأي ضرر عضوي , إذا فأكثر ما تحتاجه الطفلة الآن في سنها هذا , أن يخبرها أحدهم أنه لم يكن بسببها , أن يطمئنها أنها لن تفقد والدتها , إذا عانقتها و لعبت معها , أنها لن تنهار إذا أزعجتها و أثارت جلبة حولها , لكن لا أحد يفعل ذلك , غير طبيبتها النفسية الغريبة , أما كل من حولها فهم يغذون هذا الشعور بالذنب , و هاته الفكرة العقابية , في كل مناسبة و لا إراديا . فقط ملك و منذ البداية , أدركت أن إدخال رنا مجددا بكل انشغالاتها في حياة مريم , قد ينتشل الاثنتين من الظلام الذي تعيشان فيه ، و الآن بدأت مريم تطور رغبتها , و تطلب كل يوم أمورا جديدة و إيجابية , جعلت ملك راضية لأن رسالتها وصلت , و الآن عليها استغلالها إلى أبعد مدى , لا يعقل أن تدع مريم حبيسة هاته الغرفة إلى يوم وفاتها , حتى المساجين يسمح لهم بالفسحة . و هذا هو الأمر الوحيد الذي لم تستطع ملك اقناع مريم بفعله بعد , و هو النزول و مشاركة عائلتها يومياتهم , بدل التفرج عليهم من شرفة غرفتها , فوق كرسيها المتحرك , و لكنها لن تستسلم فهي لم تبدأ بعد . بعد الإفطار مع رنا و علي , و الذي أصبح أمرا مفروضا لا مفر منه , صعدت ملك إلى غرفة مريم ككل يوم , و التي بمجرد أن رأتها بادرتها " صباح الخير مريم " " صباح الخير ملك " " كيف حالك ؟ " ابتسمت مريم بدفء للسؤال اليومي " بخير شكرا , ملك ما رأيك أن نجري بعض التمارين ؟ أشعر أنه يمكنني استخدام يدي أفضل من السابق , أريد أن ألعب مع رنا لعبة الفيديو التي اشترتها أمس " ابتسمت لها ملك و قد فاجأها الاقتراح , الا أنها لم تفعل غير التقدم , و البدء في مساعدتها في عملية الاحماء , حتى أنها عرضت عليها استخدام بعض الأجهزة , التي أحضرت سابقا و بقيت في صناديقها , لأن مريم رفضت استخدامها , لكنها تتقبلها الآن باستعداد تام . في الوقت الذي كانت فيه مريم و ملك , منشغلتين بالرياضة مع أحاديث جانبية , تبتسمان تارة و تركزان تارة أخرى ، كانت سارة تقف في الجانب الآخر من الغرفة , تراقب بصمت و الغل يتآكلها , هي لا تستوعب كيف يمكن لملك , أن تكسب ود الجميع بكل سهولة ؟ حتى الرجل الذي عرفته دائما , على أنه بارد المشاعر بقلب حديدي , نظراته تفضحه و حركاته مكشوفة للأعمى , فعينيه تلمعان بشكل غريب حينما تقع على ملك , التي يفتح معها مواضيع عامة في أوقات كثيرة , و يبدو مستمتعا جدا بمناقشتها , و هو الذي لا يطيق الثرثرة , هو يبدو و كأنه تحت تأثير مخدر ما , حينما يقف و يراقبها بتيه , حتى و إن كانت لا تفعل شيئا مثيرا للاهتمام . و تلك الحمقاء لا تفهم شيئا , في نظراته و تلميحاته المفضوحة , و ما يذهلها أنه هو نفسه لا يدرك معظم الوقت , ما يقدم على فعله من تصابي . من جهتها سارة التي تملك خبرة كبيرة , في تحليل شخصيات الرجال من تجاربها , لم تدع شيئا إلا و جربته للتقرب من علي , لكنه يضعها كل مرة في مكانها كمجرد ممرضة , دون حتى أن يوحي لها , بأنه فهم ما الذي تصبو اليه . هذا الرجل الذي لم تتحرك فيه شعرة واحدة , أمام أنوثتها الطاغية و جمالها و دلالها , تراه و قد سقطت جميع حصونه و أسواره , أمام هاته الشابة بوجه طفلة , هو لم يكتف فقط بجعلها تعتني بمريم و رنا , التي لا يدنو منهما أحد , بل صار واضحا أنه يعطيها تدريجيا , مكانة رفيعة في هذا المنزل , من تشارك طاولة الطعام , الى مناقشة أمور مريم و مشاكل رنا الحساسة , وصولا الى سلطتها على تلك العجوز فاطمة , التي تؤازرها في كل رأي دون اعتراض , و على هذا المنوال ستصل قريبا إلى غرفته , و لن يمنعها شيء من فعل ذلك و المطالبة بحقوقها , فهما متزوجين أصلا , و لولا عناد ملك السخيف الذي يؤجل الموضوع , لكانا يقضيان شهر العسل في جزيرة ما . و الآن هي أصبحت مقربة من مريم أيضا , و كأن احتلالها لهذا البيت لا ينقصه الا هذا , إن هي أحبتها فعلا قد لا تمانع , أن تكون الزوجة الثانية لعلي و أما أخرى لرنا , فهذا ما تفعله ملك على كل حال , حينها عليها أن تفقد كل أمل , في الحصول على قلب علي , و مكانة سيدة هذا البيت كما تخطط منذ وصولها . كانت سارة تقف مع وساوسها التي لا تنتهي , تحاول الالتهاء بتعقيم الأجهزة , و قد أطلت بعض الأفكار الشيطانية على رأسها " ماذا لو عرفت مريم أن ملك ضرتها , هل ستحبها و تستلطفها كما تفعل الآن ؟ ماذا لو عرفت بطريقة سيئة عن هذا الخبر , و أن علي أخفى عليها الأمر و استغفلها , و تركها تحت رحمة زوجته الثانية ؟ " تنهدت سارة ثم استمرت بمناقشة أفكارها السوداوية " أنا لا يمكنني أن أخبرها مباشرة , إذا علم علي سيطردني , هو لم ينس بعد حادثة التحاليل تلك " لكنها ابتسمت بعدها بكل خبث و حدثت نفسها " صحيح أنا لا أستطيع قول شيء , لكن لا بأس ببعض الوساوس و التلميحات في كل مناسبة " في هذا الوقت دخل د .جلال من أجل الفحص الأسبوعي ، الآن صار يأتي مرة واحدة في الأسبوع بدل ثلاث مرات , فملك تطلعه يوميا على حالة مريم , و تناقش التطورات التي تطرأ أولا بأول ، و هو متفائل جدا بالتقدم الذي تحرزه , فلطالما كانت مريم في خانة المريض المستعصي في قائمته . بعد فحص مريم بمساعدة ملك و تحت أنظار سارة , طلبت منه أمرا جعل ملك تتأكد من التفكير الإيجابي , الذي أصبحت مريم تتحلى به مؤخرا " دكتور هل يمكن أن تعيد فحص العينين , من أجل تصحيح الرؤية ، النظارات التي أضعها لم أعد أرى بها جيدا , أو بالأحرى لأنني لم أضعها منذ مدة طويلة , لم أكتشف أنني أحتاج واحدة جديدة إلا الآن " و ضحكت برقة قبل أن تضيف " أريد أن أساعد رنا في حل واجباتها من الآن فصاعدا , أنت تعلم كم هي لحوحة " ابتسم جلال بسعادة بالغة , و كأنه يرى مريم أخرى غير تلك التي يعرفها " أكيد " كان يبدو متحمسا هو الآخر , و نفذ مباشرة قبل أن تتراجع عن طلبها , حمل هاتفه و اتصل على طبيب العيون , الذي يعمل في نفس المشفى ، و حدد معه موعدا بعد ساعة . د .جلال يقوم بنفسه بفحص دوري لعيني مريم , بحثا عن مضاعفات ارتفاع ضغط الدم , لكن تصحيح الرؤية يحتاج فحصا متخصصا . بعد ساعة قدم طبيب العيون , الذي قام بفحص شامل , و قدم وصفة فيها تصحيح رؤيتها " تفضلي سيدتي , ليس هناك تراجع كبير في القياسات , ما رأيك أن نرسل إلى محل النظارات , من أجل تجريب بعض الإطارات لتجهيزها سريعا , و هنا أيضا وضعت مقاس عدسات , في حالة أردت واحدة " ابتسمت مريم و نظرت إلى ملك , التي شجعتها بهز رأسها قبل أن ترد " أكيد أحب ذلك , لا أريد أن أذهب إلى أي مكان " بالنسبة لكل هؤلاء الأشخاص , مكانة علي الرفيعة تمكنه من استدعاء أي أحد في أي وقت , و لأنهم يعلمون أن مريم لا تبارح البيت , كان من الأسهل نقل الخارج الى هنا , إذا كانوا قد نقلوا غرفة مستشفى بأجهزتها إلى هنا , لن يصعب عليهم إحضار متخصص نظارات , حتى أنهم لا يرسلون موظفين صغار , حينما يتعلق الأمر ببيت السيد علي , فالجميع على اختلاف مراتبهم , يحضرون عن طيب خاطر . بعد انتهاء الأطباء , رافقتهم ملك التي عرفها د .جلال إلى الطبيب الآخر , مبديا رضاه التام عن حالة مريم , التي لم تكن بهذه الحيوية , منذ كانت في بداية مرضها , هو رآها تستسلم و تنسحب من الحياة تدريجيا , بعدما كانت تقاتل بكل عزيمة . " أهنؤك دكتورة , لا أعرف فعلا أي سحر ألقيته لتحدثي كل هذا التحول " قال مثنيا على اجتهاد ملك مع مريم , و التي ردت بابتسامتها المعتادة " لا داعي أنا لم أفعل شيئا , مريم شجاعة بطبيعتها , لم تحتج أكثر من مجرد دفعة " قالت بتواضع و لكن جلال لم يتراجع " و أنت أفضل من رأيته يفعل ذلك " تبادل الأطباء بعض الحديث في الصالون قبل أن يغادروا , في هاته الأثناء كانت سارة , قد بدأت تبث سمومها في أذني مريم " أنا مسرورة لأنك قررت أن تعودي للاهتمام برنا , على الأقل لن تتعلق أكثر بالغرباء " قطبت مريم جبينها , و قد شعرت بغرابة حديث سارة " ما الذي تقصدينه ؟ " حاولت هذه الأخيرة تصنع البلاهة " ها لا لا أقصد شيئا , فقط أرى أنها أصبحت أكثر قربا من ملك مثلا ، فيما أنت أحق بهذا الأمر" لم تنتظر مريم كثيرا حتى أبدت انزعاجها " ملك شخص جيد , لا أمانع أن تتعلق بها رنا , حتى أنني لا أمانع أن تكون قدوتها " " أكيد أكيد , أنا لم أقل غير ذلك " قالت سارة بخبث و قد اشتعلت نار قلبها أكثر , فقط مريم قادرة على التأثير في علي , و جعله يطرد تلك المتطفلة من هنا الى الأبد , و مريم المستسلمة لن تتدخل , إلا إذا اشتعلت نار الغيرة في قلبها , خصوصا أنها تقدرها كثيرا لذلك سارعت و أضافت " فملك شخص جيد بالفعل , لدرجة أنها نالت رضا السيد علي و اعجابه و مساندته " كان واضحا من نبرتها ازدواجية المعنى , سارة تعرف أن مريم ليست ساذجة , حتى و إن لم تخبرها مباشرة , أكيد هي ستبدأ بالشك بالأمر و هذا كل ما تحتاجه . بمجرد أن انتهت من نفث سمومها , غادرت سارة الغرفة مزهوة بنفسها , تاركة مريم محتارة فيما قالته " ما الذي تقصده برضا علي , مالذي ترمي إليه هاته المرأة ؟ " تساءلت بينها و بين نفسها , و لكنها لم تطل التفكير في الأمر , فسارة أجنبية و هي تعتقد أن لا حدود بين النساء و الرجال هنا , تماما كما في بلدها , لكنها لن تنساق خلف أية شكوك , لأنها حتى لو لم تعرف ملك بالقدر الكافي , فهي تعرف زوجها جيدا . بعد نصف ساعة , عادت ملك الى غرفة مريم , و قد قررت أن تضرب الحديد و هو ساخن , بما أن مريم بدأت بتحطيم قيود عزلتها , فقد أرادت أن تطلب أمرا آخر " مريم أريد أن أقترح شيئا " " ماذا ؟ " ترددت ملك قليلا " ما رأيك أن تنزلي إلى الصالون قليلا , أو أن تشاركي الآخرين تناول طعام العشاء , ستفرح رنا كثيرا " طأطأت مريم رأسها , و كأنها أصيبت ببعض الاحباط و أجابت " لا لا داعي , ليس إلى هذا الحد , أنا مرتاحة هنا لا داعي للتغيير حاليا " لم ترد ملك أن تضغط أكثر , و لكنها قررت أن تعيد الاقتراح في وقت آخر قريبا , و هي متأكدة أن مريم ستتراجع , تماما كما تراجعت عن كل اللاءات السابقة . في المساء قدم صاحب محل النظارات بنفسه , بعدما اتصل به طبيب العيون كما وعد , جاء حاملا حقيبة مليئة بكل نماذج النظارات الطبيبة الحديثة , إضافة الى العدسات من ماركات عالمية , و كأنه جاء لعرض مجوهرات , بعد أن دخل حيى مريم و سارة , بما أنه يعرفهما لأنه كان هنا سابقا لمرتين , أما ملك فقد قدمتها مريم على أنها طبيبتها الخاصة . كان الرجل الذي حضر , يتمتح بروح مرحة و حيوية كبيرة , حتى أنه جعل مريم تقيس معظم ما جلبه , خلال ساعة من الزمن , إلى أن أعجبتها إحداها , و اختارتها لتوقف عرضه الكبير . لكنه لم يتوقف بل فتح حقيبة أخرى تحوي عدسات , و بدأ بطرحها أمام مريم حتى تختار منها أيضا , لكنها رفضت عرضه بلباقة " لا شكرا لا أريد , تعرف أنني لا أحبها , لأنها تحتاج إلى عناية كبيرة , أفضل النظارات التي أضعها و أنزعها متى أريد , ثم أنا لا أستخدمها باستمرار , فقط من أجل القراءة و الرؤية القريبة " بدا الاستغراب على وجه الرجل من رد مريم و قال بتساؤل " فعلا ؟ في الحقيقة اعتقدت أنك غيرت رأيك منذ مدة , بعدما جاء السيد علي ذلك اليوم , و أخذ عدسات رؤية من المحل " صمتت مريم و قد بدا على وجهها الحيرة ثم أجابت " لا أنا لم أضع عدسات يوما , قد تكون اختلطت عليك الأمور " و ابتسمت له بلطف . لكن الرجل بدا شبه متأكد , حك رأسه و أجاب دون انتباه " لا سيدتي , حتى أنني أتذكر أن السيد قال بأنها لزوجته , و قد بدا مستعجلا جدا لأخذها , أتذكر أيضا أن احدى العدسات التي أحضرها لاستبدالها , كانت تالفة و متضررة بشدة , و هو أخبرني أن صاحبتها أوقعتها و داست عليها " . 😘💞💞 ......... | ||||
07-10-20, 11:11 PM | #393 | |||||||||||
نجم روايتي
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 27 ( الأعضاء 15 والزوار 12) موضى و راكان, Lazy4x, samam1, ملك علي, سوووما العسولة, Lolav, ملك اسامة, NoOoShy, Just give me a reason, غير عن كل البشر, shadow fax, Berro_87, هدوء الصمت222, amana 98, زمردة الاسلام صاحب محل النظارات قام بالواجب و كمل وسوسة سارة فى رأس مريم بدون قصد هههههههه | |||||||||||
07-10-20, 11:30 PM | #394 | |||||
| اقتباس:
هو أشعل الفتيل فقط في انتظار الانفجار 😉 شكرا 💖💖💖💖🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺 | |||||
08-10-20, 01:15 PM | #396 | ||||||||||
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 3 والزوار 9) أميرة الساموراي, blue fox, ملك علي اليوم سيكون فصل الصدمات، متووشقة لأعرف ماذا سيحدث لمريم ..... يجيبهالك ربي يا طبيب فضحت الحالة | ||||||||||
08-10-20, 05:55 PM | #398 | ||||||||
| فصل جمييييل كالعادة 💖💖💖💖💖💖💖💖💖 متشوقة جدا لدخول كريم لحياة اسيل المسكينه تعاطفت معها جدا اكره حاجة عندي العنف ضد المرأة و خاصة لما يكون من الاب اللي هو رمز الامان و الحماية لكل بنت😭😭😭😭😭 استمتعت بمشاهد علي و ملك و تخبطاتهم هما ماراهمش فاهمين رواحهم و لا بعضاهم 😍😍😍😍😍لكن مخوفتني سارة 😈😈😈😈😈اللي فهمتهم صح و رايحة تلعب بعقل مريم خاصة و اني من مناصرين صداقتها الوليدة مع ملك و ماتمنيتهمش يخسرو بعض في انتظار بارت اليوم على 🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹 | ||||||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ، |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|