09-10-20, 12:58 AM | #411 | |||||
| اقتباس:
مرحبا bambolina شرفتيني بحضورك مع باقي المشاركات الجميلات 🌹🌹🌹💖💖💖💖 بما أنني حديثة التواجد هنا يبدو أنني احتاج وقتا معتبرا حتى أبدأ بالتعرف على نجوم الموقع ☺️🤗 اعتمد على مساعدتك موضى و راكان و باقي الاعضاء المخضرمين لمساعدتي 😉😘 شكرا للجميع على الدعم الجميل❤️💖🌺🌺🌺🌺 | |||||
09-10-20, 09:39 PM | #413 | ||||
| البارت السبعون هي تكرهك و أنت ؟ " من أين أتى هذا المبلغ اذا ؟ " قال علي مشيرا الى الرزمة أمامه و كأنها وباء معدي بلعت فاطمة ريقها و أجابت " لا أعلم بالضبط بني , هي لم تخبرني شيئا , و لكن بما أنك ذكرت الأمر الآن يمكنني التخمين " " تكلمي " صرخ علي و قد فقد صبره , و سارعت فاطمة لقول ما في جعبتها لتلافي غضبه " ابراهيم أخبرني أمرا لم أرد أن أزعجك به ، لكن ما دام الوضع هكذا سأخبرك " صمتت المرأة لثانيتين تحت الأنظار المترقبة , للرجل الذي على وشك الانفجار , ثم أضافت " ابراهيم قال أنها حينما ذهبت معه مساءا لاصطحاب رنا ، طلبت ملك منه التوقف أمام محل مجوهرات وسط المدينة , و بقيت في الداخل لنصف ساعة قبل أن تعود , هو لم يعرف ماذا حصل هناك , و لكن خشي أن تكون هناك مشكلة , لذلك جاء و أخبرني مباشرة أنا اعتقدت أنها ذهبت لاصلاح قطعة ما ، لكن بما قلته الآن أعتقد أنها ... " " أنها ماذا ؟ " سأل علي بصوت منخفض لكنه مخيف , و أجابت فاطمة على عجالة " قامت ببيع بعض الحلي التي ترتديها ، عندما عادت لم تكن تلبس السوار و العقد الذين تضعهما عادة " غلى الدم في عروق علي بسماع ما قالته فاطمة , اشتعلت عيناه غضبا , و خاطبها بلهجة غير مصدقة " تقصدين أنها باعت حليها , فقط لإعادة ثمن تلك العدسات اللعينة ؟ " " أعتقد ذلك بني ، لا يعقل أنها ذهبت الى محل مجوهرات لشراء شيء , هي لا تملك مالا لاقتناء ملابس جديدة حتى ، لا أتصور أنها تفكر في شراء حلي " اتسعت عينا علي لسماع ما تقوله , و ما لبث أن تحرك من مكانه و هرول خارج المكتب ، تاركا فاطمة تقف هناك ، و هي تدعو ألا يتقاتلا كما تعودا , هي تحمد الله يوميا , لأنهما توقفا عن التناحر منذ مدة ، و أصبحا مقربين أكثر من قبل , لكن الآن واضح أن اعصارا جديدا قادم . قصد علي الصالون ثم المطبخ بحثا عن ملك , بمجرد أن دخل الى هناك طلب من الخادمات المغادرة , و اللاتي اختفين في لمح البصر , تجنبا لاصابة غير مقصودة , كانت ملك تقف أمام الحوض تحضر شيئا ما , بمجرد أن سمعت صوته الهادر حتى استدارت , و دون أن يبدأ بالكلام , كانت قد خمنت عما تدور كل هذه الثورة . حدق اليها علي بشرر يتطاير من عينيه , و بادرها بلهجة غاضبة جدا " أنت هل جننت ؟ كيف تقومين ببيع حليك مقابل بعض المال ؟ " نظرت اليه ملك بهدوء و ابتسمت , و قد تعلمت التحكم في ردات فعلها أمامه , أفضل مما يفعل هو أمامها " ها قد قلتها مجوهراتي و بعتها , ما شأنك أنت ؟ " كانت نبرتها عادية عكس النيران التي تشتعل أمامها , و لوهلة رغبت في الركض للفرار منه , لكنها لزمت مكانها باصرار , هي لم تفعل ما تخجل به , و عليه أن يفهم ذلك . ما قالته أجج غضب علي و رد باستنكار " لا أصدق أنك عرضت نفسك لاهانة مماثلة , فقط من أجل عنادك الغبي هذا " أخذت ملك نفسا عميقا , و هي تدرك أي اتجاه يسلك هذا النقاش , فقد مرت به عدة مرات سابقا , لكنها أجابت بنفس الهدوء و الثقة " و لكنني لا أشعر بالاهانة أبدا , الا اذا كان الأمر يحرجك أنت " أصبحت نظرة علي أكثر حدة , لكن ملك لم تكتف باستفزازه فزادت الجرعة " لا تقلق لم أخبر الصائغ أنني أعرفك , كما أخبرت أنت صاحب محل النظارات , لذلك لا داعي للشعور بالاحراج " صمتت بعدها لدقيقتين تتأمل ملامحه المتجهمة , ثم أضافت محاولة مخاطبة عقلانيته " ثم سبق و أخبرتك أنني اتدبر أموري بنفسي ، لدي طرقي الخاصة ، لا داعي لازعاج نفسك " لكن بدل أن يقتنع بكلامها , أزعجته سخريتها أكثر , و أصبح يعميه الغضب , و قد فكر في ألف معنى مشبوه لما قالته , اقترب منها بخطى بطيئة , و عيناه تكادان تلتهمانها , كصقر يوشك الانقضاض على فريسته ، هو لا يفهم عن أي طرق خاصة تتحدث هذه العنيدة ؟ " هل تفكرين فعلا بهاته الطريقة ؟ " سألها بسخرية قاتمة , و هزت ملك رأسها للتأكيد , معتقدة انه اقتنع بتركها و شأنها , و تقبل استقلالها عنه , و الذي يفرضه فرضا عليها لكنه سرعان ما صدمها حينما أضاف بصوته البارد و حينما ينفذ ما معك , ما الذي تفكرين ببيعه و التنازل عنه ؟ " كانت محاولته لاستفزازها واضحة . اتسعت عينا ملك و شعرت بالإهانة ، منذ دخوله من الباب , و هي تعلم أن النقاش , سيصل الى نقطة التجريح و رمي الاتهامات , أمر تفادته طوال الأيام الماضية , و لكن لا مفر منه الآن . اختفت ابتسامة السخرية التي كانت ترتسم على ثغرها , نظرت اليه بحدة بالغة , و اقتربت منه خطوتين و أجابت " ما رأيك أنت ؟ لا أعتقد أنك ستكون خائب الظن كثيرا ، ما دمت منذ البداية تعتقد أنني مجرد امرأة رخيصة , تعيش على التنقل بين غرف الرجال ، و أنني أمثل العفة بطريقة مبتذلة , أنا بهذا السوء في نظرك , لن يتغير رأيك على كل حال , و أنا حتى لا أهتم لتغييره , لذلك فكر بما تشاء " قالت ملك بألم صدم علي هو لم يعتقد أنها تتذكر تفاصيل , كل ما قاله لها سابقا بهذه الدقة , و قد أصبح الآن أكثر سخطا , ليس عليها فقط و لكن على نفسه أيضا , ما كان عليه الانجرار خلف غضبه و حقده , و القاء كل تلك الاهانات في وجهها . " أنت " قال علي بنظرة مهددة , تقدم و أمسك ذراعها و شدها إليه , الى أن صارت ملاصقة لصدره , و قد أصبحت أنفاسها تلفح وجهه " ما الذي تفكرين فيه بالضبط ؟ " قال بغضب رافعا صوته هي تقوده الى الجنون بتصعيدها , هو لا يصدق أنها يمكن أن تفعل شيئا مماثلا , فقط من أجل أن تتحداه . لكن ملك أصبحت أكثر برودا , فلم يعد يؤثر فيها تهديده كالسابق , حدقت الى عينيه السوداوين المحتقنتين و أجابته " لا تقلق سيدي لست بهذا الانحطاط , الذي يصوره لك عقلك , لكن بإمكاني أن أبيع كليتي إذا اضطررت , و لكنني لن أبيع نفسي خصوصا لك " حدق علي الى عينيها ليتبين صدقها , خلف الدمعتين العالقتين هناك , و التي كانت تجاهد حتى لا تتساقطا و تفضحا ألمها أمامه , و قال بصوت حاد و مستاء , بين أسنانه و هو يهزها بغيظ " من قال أنني أريد شراءك أيتها المجنونة ؟ " استمرت نظرات التحدي بين الاثنين لدقائق في صمت مطبق , و كانت ملك من قطع التأمل , بأن افتكت ذراعها من يده عنوة , و غادرت المطبخ بخطى سريعة , واضعة حدا لوصلة الاتهامات و التجريحات , التي صارت لا تنتهي الا بانسحاب أحدهما . اتجهت بعدها الى غرفتها , المكان الوحيد الذي لا يصلها فيه , بمجرد أن أغلقت الباب اتكأت عليه بتعب , و همست بينها و بين نفسها " اذا لم ترغب بشرائي ما الذي أفعله أنا هنا ؟ إذا كان الأمر غير متعلق بالمال بم هو متعلق إذا ؟ " غادرت ملك تاركة علي يقف وسط المطبخ , يحاول تمالك نفسه , رافعا رأسه الى السقف بيأس , و هو لا يصدق أنه لا يستطيع اقناعها بشيء , حتى قبول عدسات لا تساوي قيمتها بقشيشا يتركه في مطعم , هو استخدم معها كل الطرق , بين اللين و الشدة , الطلب و التهديد لكنها لا ترضخ , هي تفقده صوابه , لأنه معها لا يمكنه السيطرة على شيء لا شيء . هي تصبح بلا عقل حينما تحكم عليه , ملك بامكانها اعطاء محاضرة تحليل نفسي , في حكمها على الآخرين , لكنها تصبح صماء عمياء حينما يتعلق الأمر به , لا يعقل أنها طوال هذه المدة , لا يمكنها رؤية من أي معدن هو هذا الرجل , هو لم يكن طيعا مع أحد يوما كما هو معها , لكنها لا تتذكر الا ما حصل قبل أشهر . و الآن هو على وشك أن يفقد عقله , لا يعقل أنها لا ترى فيه الا السوء , صحيح أنه أعطاها متعمدا , فكرة سيئة عنه حتى تهابه ، لكنه لم يعتقد أنها ستغلق عقلها نهائيا منذ ذلك اليوم , و تفسر كل نفس يأخذه ناحيتها , بهذا الانحطاط و الوضاعة . ملك أيضا لا تفهم سبب غضبه , هي تعتقد لأنها أعادت المال و لم تخضع لسلطته , و لأنه لا يمكنه التحكم في حياتها بهوسه الغريب , لكن علي كان غاضبا على نفسه أكثر مما هو عليها , كان يشعر بالذنب بطريقة سيئة , فأي رجل سيشعر بالاحراج و قلة القيمة , حينما تبيع امرأته حليها من أجل المال , فكيف يكون الأمر اذا كان هذا الرجل علي , غول الاستثمار الذي يعتمد عليه الغرباء قبل الأقرباء , لكنها لا تقبل منه شيئا و كأن ماله حرام . بعد دقيقتين انتبه علي لتفكيره " امرأتي ؟ " هو قال الكلمة في سره دون انتباه , بلع بعدها ريقه و أضاف " و لكن ملك ليست امرأتي " لم هو غاضب اذا ؟؟ سأل نفسه و تشوش فكره أكثر , مد علي يده و بعثر شعره , قبل أن يستدير و يغادر هو الآخر , الى خارج البيت يجتر غضبه . اتجه علي مباشرة الى السيارة التي يقودها ابراهيم , الرجل بمجرد أن رآه حتى حياه , لكن علي أشار اليه بالركوب , و صعد الى الكرسي الخلفي مباشرة , لم يطل ابراهيم الوقوف , و سرعان ما أخذ مكانه خلف عجلة القيادة " قد الى حيث أخذت ملك سابقا " لم يكن من ابراهيم الا الاستجابة , خاصة أن نبرة علي كانت مخيفة " حاضر " و قاد في صمت الى وسط المدينة . بعد ساعة ركن ابراهيم السيارة الى جانب الطريق , و أشار إلى المحل الذي رأى ملك تدخله قبل ساعات , بقي علي جالسا مكانه في السيارة , لنصف ساعة أخرى فالموقف مربك جدا ما الذي أتى به الى هنا ؟ حسنا هو هنا لاستعادة ما باعته تلك المجنونة , لكنه يفكر فيما سيقوله لصاحب المحل . موقف محرج لم يسبق أن وضع فيه , هو عادة يختار المجوهرات من الكاتلوغ , لاهدائها لابنته أو المقربين منه , و حينما يتعلق الأمر بهدايا مجاملة للشركاء و زوجاتهم , فالسكرتيرة تفي بالغرض . " أي موقف وضعتني فيه يا ملك ؟ كيف أمكنك فعل ذلك ؟ " قالها بينه و بين نفسه يلوم ملك , ثم أضاف يلوم نفسه " و أنا لم أفعل هذا من الأساس ؟ لم أهتم أصلا ؟ لتفعل ما تريد هي حرة " أغمض علي عينيه و استغفر محاولا ايجاد مبرر ، هو لم يرها تضع غير تلك الحلي منذ وصولها , أكيد هي تعني لها شيئا , أكثر من مجرد مجوهرات للزينة , من معرفته البسيطة بملك , هو متأكد أن قيمتها المعنوية , أكبر من قيمتها المادية . تردد علي قليلا بين البقاء و المغادرة , خطر على باله ارسال كريم لاستعادتها , فهو الوحيد الذي لن يطرح الاسئلة , و سيوفر على نفسه الاحراج . لكنه تراجع سريعا , بما أن هذا الأخير لن يتعرف على القطع , و قد يقضي يومين ليصف له شكلها , و في النهاية لن يتمكن من تخيلها و استعادتها , فالرجل علاقته بالحلي , كعلاقة الدب القطبي بالصحراء . أخذ علي نفسا عميقا حازما أمره , و قرر النزول و الاتجاه الى المحل , بمجرد دخوله بدأ العامل بالترحيب به بحرارة , كيف لا و هيبة الرجل الطاغية تتحدث عن نفسها , اقتاده الشاب بلباقة الى أمام الواجهة الزجاجية , و هو يتحدث باسترسال عن آخر المعروضات و الصيحات , حينما قاطعه علي بنبرة محرجة " احم , في الحقيقة أنا هنا لاسترداد غرض يخصني " توقف الرجل عن الكلام , و حدق الى علي باستفهام " عفوا ؟ " تنحنح علي و أجاب " في الحقيقة زوجتي أتت اليوم هنا , و قد كانت غاضبة و قامت ببيع سوار و عقد أهديتها إياه ، هل يمكن أن استعيدها ؟ " طبعا لم يجد علي كذبة غير هذه , فهو لن يخبر الرجل أن الزوجة , التي لا تعترف أنها زوجته , و التي لا تطيقه لأنه يحتجزها , باعت حليها لتعيد له ثمن عدسات اشتراها من أجلها , و الشاب لن يصدق حتى لو أخبره , و قد يتصل بمستشفى المجانين لاحتجازه , لذلك وفر على نفسه هذا العناء , لكن عليه الاعتراف أن تلك العنيدة , بامكانها فعلا دفعه الى درجة الجنون , كما لم يفعل أحدهم يوما . ابتسم الشاب بسخرية لم ترق علي , لكنه لم يقل شيئا " لحظة لو سمحت " ثم غادر و عاد بعد دقائق يصحبه صاحب المحل , رجل كهل تعرف على علي بمجرد أن رآه , كيف لا و الرجل في السوق منذ سنوات طويلة , لن يخطيء في رجل أعمال بوزنه . " مرحبا سيدي مرحبا , فيم أخدمك ؟ " علت نظرة استغراب وجه الشاب أمام تصرفات مديره , الذي استدار إليه و نهره " هيا اذهب و اجلب قهوة أو عصيرا للسيد " كان جليا أن العامل قال شيئا سيئا بشأن طلب علي , و هو أحضر المالك ليحرجه , لكنه هو من تعرض للاحراج ابتسم علي بهدوء و ثقة , واضح أن اسمه لديه تأثير في كل مكان . انصرف بعدها العامل تحت أنظار التهديد من رئيسه , و الذي ما لبث أن عاد لخدمة علي " نعم سيدي , بماذا يمكنني خدمتك ؟ " بعد أن أعاد علي سرد ما أتى من أجله , دون أن ينسى تكرار السبب المزيف لما حصل , ابتسم الرجل و غادر ثم عاد بعد دقائق , يحمل صندوقا كبيرا للحلي , وضعه على الطاولة أمامه و أضاف " لا أعرف فيم تفكر المرأة , لتنتقم من زوجها ببيع هديته ؟ لكن ماذا عسانا نقول , علينا أن نتحملهن بني " ابتسم علي الذي كان يشعر بالاحراج أصلا , و جال بنظره على ما في الصندوق , و ما لبث أن أشار الى الاسورة و العقد اللذين يعرفهما جيدا " هذا و هذه " أخرجهما الرجل مباشرة , و علق متفحصا القطع لمسحها " آه صحيح , أتذكر صاحبتها كانت مترددة لتركها , قالت أنها هدية عزيزة على قلبها , و لكنها تحتاج بيعها , في الحقيقة أنا اعتقدت أنها تحتاج المال , لأن القطعتين تحفة فنية من الذهب الأبيض , و بعض فصوص الماس الصغيرة , حاولت أن أقنعها ألا تبيعها و لكنها أصرت " نظر علي الى الرجل و هو لا يجد ما يقوله , و قد تفاجأ بما سمعه حيث لم يكن يعرف , أن القطع ثمينة الى هذه الدرجة , هو كان يعتقد أنها فضة أو حتى ذهب أبيض لا أكثر , لكن واضح أن قيمتها المعنوية كبيرة أيضا , ربما هي هدية من والديها أو من ذلك الرجل , الذي كانت مرتبطة به أو ربما لا تزال كذلك . التزم علي الصمت , و حك جبينه لا يعرف بما يعلق , لكنه سارع لتغيير الموضوع مع الرجل , الذي كان منهمكا في تغليف الحلي , و طلب منه أن يرى بعض الأقراط الصغيرة للبنات , و اختار احداها من أجل رنا , هو يعلم ولعها بالمجوهرات الصغيرة , التي تحوي أشكالا و زهورا , اضافة الى أنه سيكون تعويضا للرجل على تعبه معه , ناوله بعدها بطاقة ائتمانه لخصم المبلغ , ثم غادر مباشرة متجها الى منزله . بمجرد أن دخل علي من الباب , استقبلته رنا بشغبها كالعادة , و كانت سعيدة جدا بالأقراط الذهبية , المزينة بقطعة زمرد ساحرة , و ما لبثت أن ركضت الى غرفة ملك , لتريها ما أهداها والدها . هنأتها ملك مع قبلة , و تذكرت الهدايا التي كانت تتلقاها من والديها طوال الوقت , تذكرت عيد ميلادها الذي صار وشيكا , و بدل أن تنتظر هدايا من أحبابها , ها هي تبيع حليها , حاولت ملك تمالك نفسها و قد غص حلقها , و رغم أن عينيها اغرورقت بالدموع , الا أنها لم تظهر شيئا أمام الطفلة الحساسة , و سرعان ما طمأنت نفسها , ألا فائدة من البكاء و الحزن , هذا الكابوس سينتهي يوما ما , و ستعود لحياتها الهانئة السابقة , و ستمحي كل ما حصل هنا من ذكرياتها الأليمة . عاد علي الى غرفته يحاول اخفاء ما استعاده , لأن ملك اذا علمت بالأمر فستقوم بخنقه , و قد يحصل سوء فهم آخر , و هو لم يعد يتحمل , جلس بهدوء الى جانب السرير , يقلب القطع بين أصابعه , و يفكر فيما يمكن أن يفعلها بها " اذا أعدتها سترميها في وجهي أكيد , و سيزيد غضبها و تمردها , كما أنني لا أستطيع أن أخبرها , أنني استعدتها من الأساس , لأنها ستعتقد أنني أحاول التحكم في حياتها , أو التقرب منها لغرض دنيء " تنهد علي و هو ينزع ربطة عنقه و يلقيها جانبا " ماذا الآن ؟ لم هو مهم الى هاته الدرجة أن تظن بك سوءا ؟ هي أصلا تكرهك , و قالتها على مسامعك أكثر من مرة , ألا يمكنك تجاهلها و ترك الأيام تمر ؟ هي أبدا لن تنسى كل كلمة مهينة قلتها لها " تذكر علي كل ما قالته ملك في المطبخ مساءا ، هو لم يدرك كم كانت كلماته تلك جارحة و مذلة , الا حينما كررتها ملك على مسامعه , بكل ذلك الحقد و الألم في عينيها . أغمض علي عينيه بشدة , و أخذ نفسا عميقا , و كأنه على حافة الانهيار " لا لا أستطيع تجاهلها هكذا و حسب , ليس و أنا أرى وجهها كل يوم أمامي , أعرف أنها قالت ذلك في لحظة غضب , أنا من استفزيتها لأخرج أسوء ما فيها , تلك العنيدة لا تعرف كيف تكره , و لا حتى كيف تنتقم , و الا كانت قتلتني منذ مدة طويلة " بعد دقائق هدأ و فتح عينيه مجددا , و حدق الى وجهه في المرآة المقابلة , و حدث نفسه سرا " حسنا هي تكرهك و أنت ؟ " نظر علي الى ملامحه لبرهة , ثم كرر السؤال على نفسه بصوت عال " و أنت فيم تفكر ؟ أنت أكيد لا تكرهها صح ؟ " أشاح علي بعينيه هاربا من صورته , و قد انتابه فجأة شعور غريب , يشبه الخوف من الحصول , على اجابة لهذا السؤال المفاجيء , و شعر بضيق في صدره مسح علي جبينه بتوتر , و حاول اجراء جرد لعلاقته مع ملك منذ التقاها في البداية هو لم يكن يطيقها , كان يحقد عليها و يشعر بالغثيان لمجرد ذكر اسمها , كيف لا و هو اعتقد لوقت طويل أنها امرأة وضيعة , بعد ما قاله كريم عنها ذلك اليوم , اهتز رأيه و صار مشوشا , لا يفهم ما يدور حوله , كان يتخبط محاولا تلمس الحقيقة من السراب , و هو يحاول جاهدا تجاهلها تحت سقف بيته , و لم يستقر انطباعه عنها الا حينما بدآ بالصدام , بسبب ابنته و زوجته و المقربين منه , ليكتشف أنه أخطأ الحكم , و لتتحول مشاعره تدريجيا الى الامتنان و التقدير , وضع علي رأسه بين يديه , و غاص مجددا في حصة التجلي مع نفسه , و التي كان يتهرب منها مطولا " لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد " صارح صورته في المرآة , و كأنه يحاور طبيبا نفسيا , لكن عينيه اتسعتا تدريجيا , و قد صعقه ما فكر فيه " لا لا هذا مجرد اعجاب و انجذاب " " نعم " هز علي رأسه للتأكيد , هو لا يمكنه أن ينكر أن ملك , مميزة و جذابة بطريقة غريبة , و هو لم يسبق أن تعامل مع مثيلاتها , و بالتالي فكل ما حصل معه هو مجرد فضول , لشيء جديد على عالمه , تماما كاعجابه بجمال احداهن أو ذكائها و تميزها , اعجاب و انجذاب لا أكثر سيزول مع الوقت . علي يعرف بأن ما يحاول انكاره فيه هلاكه , و هو لن يسمح أبدا بأن يقع في شرك , مشاعر من طرف واحد , هو لا يعرف مقدار ألم المشاعر غير المتبادلة , لكنه سمع عنه الكثير و لا يريد تجربته . اضافة الى أن الأمر شبه مستحيل , مع امرأة مثل ملك , هي حتى لن تقبل أن يدخل حياتها ، ستقتل نفسها قبل أن تسمح له بفعل شيء معها . نهض علي من مكانه , و هو يحاول التخلص من هذا التفكير الغريب ، الذي اجتاح عقله فجأة و أوصله حد اليأس " ما الذي دهاه حتى ينجرف بعقله الى هذه الاحتمالات ؟ " رغم ذلك كان هناك سؤال واحد , لم يجرؤ على مواجهته " لو كانت امرأة أخرى مكان ملك , هل كان سيكلف نفسه عناء ملاحقتها , في كل مكان لضمان أمانها و كرامتها ؟ " قصد علي خزانة ملابسه , و وضع علبة المجوهرات هناك , هذا أكثر مكان أمانا , لأن ملك لن تصل يوما إلى هنا ، في انتظار فرصة لإعادتها لصاحبتها دون سوء فهم ، و دون أن يصرخ أحدهما في وجه الآخر . . . . عاد كريم الى شقته و الاستياء يعلو ملامحه , بعدما عرف بطريقته الخاصة , أن سالم الأحمق لم يغادر الموقع , الا بعد ساعة من رحيله مع علي , قصد غرفة الرياضة الخاصة به , و بدأ في افراغ شحنة توتره , و هو يتخيل كل النظرات الشائنة , التي حصلت عليها العلقة أثناء تواجدها هناك , من كل أولئك الشباب , الذين يتجمعون حولها كالذباب , و هي تبتسم للجميع كالبلهاء , دون أن يعرف سببا منطقيا واحدا , لتواجدها هناك من الأساس , نفض كريم شعره المتعرق , و حرك رجليه بخفة الى الأمام ثم الى الخلف , و قد صار فضوليا فجأة , لمعرفة أية أخبار تخصها , لكنه لجم نفسه عن الانجرار و البحث خلفها , فوالدها طماع جدا و قد يؤذيها , ان شعر بأنه مهتم بأمرها , و لو من باب الفضول . صحيح هو لم يشعر سابقا , بالحاجة للتقرب من أية شابة , لكنها تؤثر فيه بطريقة غريبة , لم يسبق أن عاشها , خاصة أنها تبدو صغيرة جدا بالنسبة له , هناك حزن و ألم تخفيهما , خلف تلك الابتسامة بغمازتين , و قلبه يحثه على استكشاف الأمر , و التوغل خلف احساسه لمعرفة الحقيقة . كان كريم يفكر و هو يلكم كيس ملاكمته , في كل تلك الطاقة الايجابية , التي تنبعث من عينيها بمجرد أن تبدأ بالتحدث , و في كل الدفء الذي يشع من وجهها , و كفيها الصغيرين دون ارادة منها , ليذيب الجليد الذي شكل حصونا حول روحه منذ دهر . أنهى الرجل حصته سريعا , أخذ دشا دافئا و قصد مطبخه , لتناول ما أحضره معه من عشاء , هو لا يجيد تحضير شيء تقريبا , و قد تعودت معدته على الأكل الجاهز , الذي لا يحتاج جهدا للتنظيف . بعدما أكمل فتح المبرد , لأخذ زجاجة ماء بارد , و وقعت عيناه على قطعة الكعك بالشوكولا , التي يقوم بتحنيطها منذ يوم الدعوة , دون سبب وجيه و عقلاني , أمال كريم رأسه ليحدق الى القطعة , التي لم ينقص منها الا قضمة صغيرة جدا , حاول اقناع نفسه بتناولها ارضاءا للعلقة , و اكتشف أمرا مثيرا جدا " و أنا الذي أقول أين رأيتك مسبقا ؟ " كان كريم يحدث الكعكة بطريقة جادة جدا , و ملامح متجمدة واضعا يديه على خصره , فهي تبدو مثل صاحبتها , صغيرة الحجم بأطراف لينة , بلون الشوكولا الذائبة تماما كعينيها , و بطعم مر قليلا كالذبذبات التي تصله من ابتسامتها . . . . مريم التي لعبت الوساوس برأسها ، لا تريد تصديق ما تفكر فيه , فعلي هو الرجل الذي لطالما أحبته , وثقت فيه و صدقته , علي حبيبها و صديقها الوحيد , و هي لا تريد صدمة من ناحيته , لا تريد أن تخسره لأي شخص آخر , هي تعرف أن معارفه من النساء كثيرة ، لا يمكنها أن تخدع نفسها ، و هي شبه متأكدة أنه تزوج سابقا , و لكنها لم تتأذى يوما , لأنها لم تكن مضطرة يوما لمواجهة احداهن . أما الآن و ملك تقف أمامها ، تعيش معها تحت سقف واحد ، تراها كل لحظة و تعلم قربها من زوجها ، لا يمكنها إلا الشعور بالغيرة و الألم يتآكلها , شعور يصبح أسوء مع مرور الوقت ، و يصبح أكثر مرارة كلما لمحت وجه ملك . هي تعلم أن ملك طيبة و شابة جيدة ، و لكنها طبيعة المرأة لا يمكنها إلا أن تغار , و ترفض مشاركة ما تملكه مع غيرها و لو كانت ملاكا . فكرت مريم في البداية في تجاهل الأمر , و تركه يمر لكنها لم تقدر ، كانت تريد أن تعرف و بشدة , الى أي مدى وصلت العلاقة بينهما , هل هي مجرد خطيبة أو أنهما ارتبطا فعلا ؟ و هي هنا لأخذ مكانتها كزوجة له ؟ هل تقيم في غرفته أو أنهما منفصلان حاليا ؟ هل يعرف الجميع عداها عن هذه العلاقة ؟ ما المميز في ملك , حتى تحصل على امتياز العيش هنا تحت سقف بيتها ؟ هي تعلم إن هي طرحت هذه الأسئلة ، فالاجابات لن تكون شافية ، لأن الجميع هنا يراعي خاطرها و يخاف مرضها ، و قد ينكرون الأمر من أساسه , لذلك فالأنسب هو رؤية ذلك بعينيها , أدركت مريم أنها لن تعرف شيئا , إذا بقيت حبيسة هذه الغرفة و الأفكار , لذلك حزمت أمرها , و قررت أن تقوم بتقصي الأمر بنفسها . صعدت ملك بعد العشاء إلى غرفة مريم , لإلقاء نظرة عليها قبل أن تنام كما تعودت , رغم أنها لا زالت تأكل على نفس الطاولة مع علي ، إلا أنهما في حرب باردة منذ يومين , منذ جدالهما الدامي بخصوص حليها , في البداية حاولت التمرد و عدم الحضور , لكنه أرسل لها مع فاطمة تهديدا , ان لم تأت فسيجرها بيده من غرفتها . لذلك قررت الحضور و تجاهل وجوده , هي لا تحدثه و لا تنظر ناحيته ، تكتفي بتناول طعامها و تغادر مباشرة , و علي لا يحاول أن يحسن من الوضع ، أو يفتح نقاشا جديدا معها ، هو يعرف أنها تخاصم مثل الأطفال ، ستعود للتحدث معه حينما تهدأ . " كيف حالك الآن ؟ لقد استقر الضغط بعد جلسة التصفية " قالت تكلم مريم و هي تراجع جهاز المراقبة ، و تدون ملاحظاتها في الملف " أجل الحمد لله , أشعر بتحسن " أجابتها مريم و هي تحاول الاستلقاء على جانبها , استعدادا للنوم و تجنبا لفتح حوار معها . تقدمت ملك منها و عدلت غطاءها بلطف " حسنا عليك النوم بعمق , و لا تفكري في أي شيء " حدقت إليها مريم بشرود , و هي تحاول استبيان صدقها من كذبها , لا يعقل أن يكون كل هذا الاهتمام مزيفا ، هل هناك أشخاص يمثلون بهذه البراعة , مع أقنعة على وجوههم طوال الوقت ؟ ترددت مريم قليلا , لكنها قررت أن تنفذ ما فكرت فيه على كل حال , لن تخسر أكثر مما فعلت " ملك هل تتذكرين ما طلبته مني ذلك اليوم ؟ " لم تفهم ملك عما تتحدث " لا لا أتذكر ، ما الذي طلبته بالضبط ؟ " أضافت مريم و هي تراقب عن قرب ردة فعلها " طلبت أن أنزل إلى الصالون ، و أتناول الطعام مع علي و رنا " قالت الأسماء بتأن , محاولة معرفة تأثيرها على غريمتها لكن ملك حدقت ناحيتها بحيرة و تذكرت أخيرا " آه أكيد و أنت أجلت الأمر " راقبت مريم ملامحها مليا ثم قالت ببطء " أنا موافقة " . رأيكم في تصرف علي 😉 😘💞💞 ....... | ||||
09-10-20, 10:41 PM | #414 | ||||||||
| دااااىما و أبدا تعجبني قوة ملك و عزة نفسها احببت تصرفها ووقوفها في وجه علي و تذكيره بإهاناته و انها لم تنس ابدا 💖💖💖💖💖💖 علي و رد فعله كان في محله كلما احس انه اقترب من ملك خطوة شموخها و عزة نفسها ترجعه للوراء عشرا و الحقيقة انه يستحق مبدئيا و بعد جلسة المصارحة مع مرآته توصل أنه منجذب لها فقط لأنه لم يقابل مثلها و لانه يعلم انها لن تبادله المشاعر متشوقة جدا لتطور علاقتهما 😍😍😍😍😍😍😍 كريم 😂😂😂😂😂😂الأخ بدا يفقد من عقله ووصل به الحال للتحدث مع الكيك هذا و لم يلتق باسيل غير مرتين 😂😂 يا ترى كيف سيكون تأثير خروج مريم من عزلتها على الجميع 🤔🤔🤔🤔🤔🤔 اجمل ما في هذه الرواية أن كل شيء يحدث في وقته و بالتدريج و التسلسل في الأحداث بارت رااااىع كالعادة في انتظار القادم إن شاء الله🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩 🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺 | ||||||||
09-10-20, 10:58 PM | #415 | |||||
| اقتباس:
شكرا حبيبتي❤️💖🌺😘 اكثر متابعة ترفع معنوياتي بتحليلاتك ☺️ 😘 بالنسبة لعلي عليه ان يفهم سوء ما اقترفه و أنا لن اسهل الأمر عليه 😉 اما كريم فقد عانى في حياته و يستحق بعض التعويض 🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺 | |||||
10-10-20, 01:00 AM | #416 | |||||||||||
نجم روايتي
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 7 والزوار 13) موضى و راكان, مريم@, ملك علي, آلاء الليل, ملك اسامة, Lolav, قلب الاحزان مساء الخير للجميع منورين مشاكسات على و ملك ممتعة | |||||||||||
10-10-20, 01:13 AM | #417 | |||||
| اقتباس:
يا بنتي يهديك ربي 🙄 هما قريب يرفعو السلاح على بعضهم و يحرقوا البيت 🔫🔫🔫💣💣💣 و انت تشوفي فيها مشاكسات 🧐🙄😅😅 شكرا لك حبيبتي و للجميع على الاهتمام 🌹🌹🌹🌹 رغم قلة المتابعين 😔 و انا التي كنت أطمع في الحصول على التميز 😢 🤗💖💖💖💖 | |||||
10-10-20, 01:26 PM | #418 | ||||||||||||
نجم روايتي
| اقتباس:
:heeheeh: إن شاء الله تتميز الرواية فاصبرى و ما صبرك إلا بالله انا لم انتبه للرواية إلا متأخر و لكن لم بدأت بقراءتها لم اتركها إلا وأنا منتهية منها | ||||||||||||
10-10-20, 03:02 PM | #419 | |||||
| اقتباس:
شكرا عزيزتي على المؤازرة الجميلة التي تحسن معنوياتي 😘🌺🌺💖💖 و أنا متعلقة بقصتي مهما كانت النتائج و حتى لو لم يكن هناك غير قاريء واحد وفي 💖💖💖💖 انا صبرت على الطب خمسة عشر سنة مش راح نصبر على روايتي شهرين 😉☺️☺️🌹🌹 | |||||
10-10-20, 03:36 PM | #420 | |||||||||
| اقتباس:
| |||||||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ، |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|