آخر 10 مشاركات
ألـمــــاســة الفــــؤاد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          كلوب العتمةأم قنديل الليل ؟! (الكاتـب : اسفة - )           »          52 - عودة الغائب - شريف شوقي (الكاتـب : MooNy87 - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أسيرة الكونت (136) للكاتبة: Penny Jordan (كاملة)+(الروابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          605-زوجة الأحلام -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          غيث أيلول -ج5 سلسلة عائلة ريتشي(121)غربية - للكاتبة:أميرة الحب - الفصل الــ 44*مميزة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          ترافيس وايلد (120) للكاتبة: Sandra Marton [ج3 من سلسلة الأخوة وايلد] *كاملة بالرابط* (الكاتـب : Andalus - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree678Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-11-20, 09:55 PM   #1201

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي





البارت السادس و التسعون كبرياء و تحامل







أنهى كريم ما كان بصدد قوله , ثم رفع رأسه و قد استغرب صمت أسيل , التي لا تتوقف عن الثرثرة عادة ,
لكنه اندهش لرؤية وجهها , يغرق بالدموع تأثرا بما قاله ,


لم يجد الا أن يبتسم لها , و يمد يده لمسح دموعها , مع بعض المشاكسة التي تعودها معها دون غيرها

" لم تبكين أيتها المشاغبة ها ؟
أنا من كان يتلقى الضرب و ليس أنت "





لكنه أخطأ حينما اعتقد , أن هذا سيهدئ من روعها , فقد بدأت بالبكاء بصوت أعلى ,
و قد بدت كطفل تركته والدته وحيدا ,

مما أربكه خاصة أن بعض رواد المطعم , بدؤوا بالتحديق ناحيتهما بفضول ,
الآن سيعتقدون أنه يتحرش بها أو يؤذيها , خصوصا مع فارق الحجم بينهما .



حدق كريم في الأرجاء بملامح معتذرة , و عاد ليضع أصابعه على شفتيها حتى تصمت ,
و بالفعل هدأت أسيل مجددا , حينما همس لها بسخرية

" لا تخافي لم تعد تؤلم , لم تعد كذلك منذ زمن بعيد "


كان كريم يقصد آثار الجروح , التي رأتها سابقا في المحل , و التي سألته عنها بفضول يومها ,
آثار لها علاقة مباشرة بماضيه الذي لن ينمحي .



هزت أسيل رأسها فقد فهمت الآن فقط , سبب كل تلك الندوب البشعة على جسده , و التي كانت نتيجة عراكات كثيرة ,
و حتى ان لم يكن يشعر بها الآن كما يقول , فأكيد كانت تؤلم كالجحيم حينها ,


و عرفت أسيل أيضا لم بدا مدربا بشكل جيد , أثناء تعامله مع الحرس تلك الليلة ,
و آخر أمر توقعته أن يكون أحد أفراد القوات الخاصة ,

لا عجب أنه سيطر على رجال بهجت بحركات بسيطة , و هي التي كانت خائفة من أن يتعرض للقتل ,
لكن واضح أن أولئك الحرس كانوا محظوظين كفاية , حتى يخرجوا أحياءا من هناك .




بعد أن هدأت أسيل و تناولت شربة ماء , لتستعيد ابتسامتها المشرقة مع أنف منتبج ,

أكمل كريم ما كان بصدد قوله , أسيل أطلعته على الكثير من خبايا قلبها , و هو لا يمانع مشاطرتها خاصته


" بقي الأمر على ما هو عليه لسنوات طويلة , الى أن التقيت بعلي الذي أنقذ حياتي حينها , بكل ما تحمله الكلمة من معنى ,
و لأول مرة في حياتي صرت مدينا لأحدهم ,

في البداية عرضت عليه أن أعمل معه , كرجل أمن لتسديد ما فعله من أجلي ,
و لكنني تدريجيا اكتشفت أنه رجل محترم و محل ثقة , و أصبحنا أصدقاء مقربين مع الوقت "




أسيل لا تعرف الكثير عن علاقة الرجلين ببعضهما , و لكن مما رأته فكريم يقدر علي كثيرا ,
و يحرص على سلامته و مصلحته , كما يفعل الأخ مع أخيه .



قاطع كريم تفكيرها بنبرة أكثر غموضا

" لكن ذلك لم يختلف كثيرا عما سبق , كنت أعيش حياتي وحدي , و لا أقبل أية علاقات من أي نوع ,

رغم طبيعة عملي الذي يتطلب تفاعلا اجتماعيا , الا أنني بقيت داخل عالمي الخاص ,
دون السماح لأحد مهما كان اصراره على ولوجه ,


لأنني اكتشفت أن انعدام ثقتي بالآخرين , كانت أكبر حتى مما اعتقدت ,
و لامبالاتي بما حولي استمرت لوقت طويل , الى أن قابلتك "

قالها كريم بصوت دافيء و عينين حنونتين , و قد تغيرت نبرته فجأة من الاكتئاب الى التفاؤل .




ارتجفت يدا أسيل بعد تحديقها في عينيه , اللتين تحول الألم الذي كان فيهما الى شغف و دفء عارم ,
و قد اختفت كل تلك البرودة , التي لطالما حاول التخفي خلفها .



التقط كريم ردة فعلها الايجابية , و شعر برضا كبير لكنه قرر استفزازها

" حسنا كنت أشعر بالانزعاج الشديد , لأنك كنت تبكين دون انقطاع ,
في الكرسي الخلفي لسيارتي , مسببة لي صداعا سيئا ,

و فجرت براكين استيائي , حينما كنت تلحقين بي كمترصدة الى المطعم , حتى أنني كنت أراك كعلقة لحوحة "


قال لمشاكستها مجددا , و بالفعل سرعان ما احمرت وجنتاها و عبست ملامحها ,
هي بالكاد تمكنت من نسيان احراج ذلك اليوم , و ها هو المارد يجلس باستمتاع يذكرها به



لكن كريم سارع لمراضاتها , مع ابتسامة ودية اكتشفتها اليوم فقط , و رغم ذلك تطلق سرب فراشات في معدتها


" لكن حينما رأيتك تنامين في المطعم , تملكني فجأة احساس بوجوب حمايتك ,
يا الهي كنت تبدين قليلة الحيلة بطريقة مؤلمة ,

و لأول مرة يؤلمني قلبي , و أشعر بالغضب الشديد من أجل أحدهم , حينما قامت تلك الشابة بضربك ,

أردت ربطهما هناك و احراق المكان على رأسيهما "



"...."

اتسعت عينا أسيل و قد شعرت بالرعب فجأة , لكن كريم ضغط مجددا على يدها , بكل حنان
لطمأنتها و أضاف


" أنا مستعد لاحراق العالم , لو رأيت أحدهم يؤذيك "



لم تصدق أسيل ما سمعت , فتحت فمها و أغلقته كسمكة في الماء , و لكنها لم تجد ما تقوله
فالرجل يجلس أمامها بكل ثبات , و يعترف بمشاعره بطريقته الخاصة ,


و لم تجد الا أن تضع يدها الأخرى على يده , التي تضم كفها و تبتسم له بكل اشراق ,
في اشارة منها الى تقبلها لمشاعره الجميلة ,

هي أصلا تقبلتها يوم سمحت له بتقبيلها في المرآب , كيف لا و هو الرجل الوحيد , الذي سمحت له بالاقتراب منها و احتضانها , و كريم يدرك هذا جيدا .




تنحنح كريم و خفض رأسه , و كأنه على وشك قول أمر مهم , هو حصل على فرصته أخيرا , للبوح بما يريده و لن يضيعها ثانية

" أسيل , أنا رجل مباشر و صريح , و لا أحب التلاعب بمشاعر الآخرين ,

أعتقد أنني مهتم بك بشكل خاص , و منذ أول مرة التيقتك فيها صدفة ,

أريد أن أكون مقربا منك طوال الوقت , أريد أن أسمع صوتك و أرى ابتسامتك ,

و في كل مرة أقرر الابتعاد عنك , لا يمكنني السيطرة على الوضع , لدرجة أنني صرت أحدث كعكتك و أشتكي لها ,
و لدرجة أصبحت أراقبك طوال الوقت و أتحرى أخبارك ,

صراحة لم يحدث ذلك معي يوما , لذلك أعتقد أنني معجب بك بشدة "



كان واضحا شعور كريم بالاحراج الشديد , كيف لا و هو يوضع في هذا الموقف المربك , لأول مرة في حياته , و زاد في ارتباكه صمت الشابة أمامه ,


تعرقت يداه و احمرت وجنتاه , رغم ذلك قرر المضي قدما و الافصاح عن نواياه ,
لن يسمح بأن تضيع أسيل من يده بسبب جبنه , ليضيف محاولا تفادي رفض مدو من طرفها ,


و قد بدأ قلبه بالارتجاف خوفا من صدها له , مع كل لحظة تمر دون سماع صوتها , أفقدته كل ذرة تعقل اكتسبها في حياته



" أعرف أنك لا تعرفينني جيدا , و قد تخشين التقرب مني , بسبب ما حصل في المطعم ,
و بسبب ما رويته لك عن حياتي قبل قليل ,

لكنني لست رجلا عنيفا أبدا , ستتأكدين من ذلك حينما تعرفينني بالقدر الكافي ,

و كل ما أستطيع تأكيده الآن , أنك تحتلين مكانة مميزة في قلبي , حتى ... "



استرسل كريم في وصلة ثرثرته العاطفية النادرة , و التي حضرها منذ وقت طويل ,
منذ اكتشف أنه يريدها معه لباقي عمره ,

لكن عقله لم يسعفه لترتيب , كل تلك الكلمات ترتيبا منطقيا , للوصول الى النتيجة المرجوة ,
و قد شعر لأول مرة في حياته , بأنه سخيف و قليل الحيلة ,



قبل أن تقاطعه أسيل بحماسها المعتاد و صوتها العذب , لتمحي كل قلة الثقة و الارتباك الذي شعر بهما

" أنا أحبك "



رفع كريم رأسه بصدمة , يراقب وجه المرأة أمامه , محاولا استبيان صدقها من عدمه ,

مقابله كانت أسيل تجلس بعينين متسعتين , خدين مشتعلين و فم مفتوح ,
و هي لا تصدق أنها اعترفت لتوها , لهذا الرجل بمشاعرها دون تردد .



كانت ملامح كريم أيضا مصدومة , مع جبين مقطب و عينين مندهشتين

" ألا يجب أن يقول هو هذه الكلمات أولا ؟

يا الهي كاد يفقد عقله , معتقدا أنها تعارض ما تفوه به , و تخطط كيف ترفض عرضه ,
لتلقي هذه المفاجأة السارة في وجهه ,

لكن ماذا يتوقع من هذه العلقة المتهورة غير هذا ؟ "



هو أراد قول ذلك مباشرة , أراد أن يبوح بحبه لها بشكل واضح , لكنه خشي أن يصيبها الذعر أو تسارع لرفضه ,

لذلك استبدل الكلمة بالاعجاب , ريثما يعرف ردة فعلها على مشاعره , أو ربما يعطيها وقتا للتفكير
لم يعرف أنها تبادله اياها , و ستنفجر اعترافاتها هكذا على مسامعه .



شعر كريم بدفء عارم يلف روحه , بعدما وفرت عليه هذه العلقة المزيد من المعاناة , ليقول بصوت هامس حالم

" و أنا أحبك أيضا "

رفع بعدها يدها ناحية فمه , و طبع قبلة على أصابعها ليزيد احراجها , و لم تجد أسيل غير تغطية وجهها بيدها لتفادي نظراته .



" هاي لم تغطين وجهك هكذا ؟
أحب رؤية غمازتيك و قلتي الشوكولا "

نهرها كريم بجدية و مد يده لابعاد يدها ,

فلم تجد أسيل الا أن تشيح بوجهها الى الجانب الآخر , و قد وصل احتقان وجهها الى أذنيها .




ابتسم كريم مجددا من احراجها , و لم تفوت هي التعليق على الأمر بشغبها المعتاد , عله يعتقها من طوفان الغزل الذي فتحه فجأة

" عليك أن تبتسم كثيرا , تبدو وسيما هكذا "


رفع كريم حاجبه استنكارا , و قد عاد الجمود الى ملامحه , ليذكرها بما قالته سابقا عنه

" ألم يسبق أن قلت أنني بشع ؟
و أنني سأموت قريبا "



عبست أسيل بتصنع و شهقت , واضعة كفها الحر على قلبها

" لا سمح الله , متى حصل هذا ؟
كنت أمزح لا غير , لا تقل ذلك مجددا "



" أعرف "

قال كريم مع ابتسامة أخرى , ثم عادت ملامحه الى جديتها المعهودة و أضاف

" أسيل أعرف ظروفك في البيت , و أعرف نوايا سالم ناحية زواجك "



طأطأت أسيل رأسها , و قد وضع كريم يده على جرحها , ليساورها فجأة شعور بالخوف و عدم الأمان , من احتمال رفض والدها له ,

فكما ترى هي أن كريم هو الرجل الوحيد , الذي تحبه و قادر على اسعادها ,
هي متأكدة أن والدها سيجد ألف عيب ليرفضه .



لكن كريم سارع ليشد من أزرها و يريح قلبها

" أنا أقول لك هذا لأنني أريد بعض الوقت فقط , لأتمكن من التقدم لوالدك بشكل لائق ,

و لا أريدك أن تقلقي بخصوص أي شيء , لن يحصل الا ما ترغبين فيه "



هزت أسيل رأسها بالموافقة , فهي تعرف أنه جاد بشأنها , حتى لو لم يقل ما قاله هي تثق به ,
لكنه يحب طمأنتها طوال الوقت , و هذا ما تحبه فيه .



قاطع النادل لحظات سعادتهما , باعلانه عن قدوم الطعام , انفصل الثنائي على مضض , و بدآ بتناول ما أمامهما بكل هدوء .



لكن بال أسيل كان لا يزال مشغولا , بما سمعته قبل قليل , حاولت استغلال جو التفاهم بينهما و سألت بهدوء

" ألم تحاول البحث عن عائلتك بعدما كبرت ؟ "

هي تحبه و لا تريده أن يعيش في ضغينة طوال عمره .



نظر اليها كريم قليلا ثم أجاب ببساطة

" لا , لم أفعل يوما ,

لكن منذ سنة تقريبا , اتصل بي أحدهم يقول أنه عمي ,

و أن جدي يرغب في رؤيتي , و هو على فراش الموت , بسبب ندمه على ما فعله "




" هل ذهبت ؟ "

سألت أسيل بفضول , ليجيبها كريم بحزم تماما كما عهدته

" لا و لن أفعل , لم أجدهم في أسوء أيام حياتي ,
و لا أحتاجهم الآن بعدما صرت رجلا ,

عائلتي الوحيدة التي أحبها هي قبرين متجاورين
و في المستقبل ستكون أنا و أنت و أطفالنا "



صمت كريم قليلا قبل أن يضيف بنبرة باردة

" أعتقد أنه أراد تكفير ذنوبه قبل وفاته , و ترك لي ارثا معتبرا , لكنني لا أخطط لتسلمه ,
لا أريد شيئا منهم "



بدا واضحا أن كريم لا يزال متحاملا عليهم , و لن يسامح أحدهم ما بقي على قيد الحياة ,
مما أزعج أسيل بعض الشيء , و حاولت التدخل بطيبتها المعتادة

" ألا يعني لك هذا شيئا ؟ "



لم يفهم كريم قصد أسيل من السؤال , و شرحت هي بطريقتها اللطيفة

" ألا يعني أن ما عانيته مع والديك ليس سببه الحب , و انما التزمت لأفكار متعصبة , تافهة لا تعني شيئا كالثأر ,

و الدليل أنها تغيرت مع الوقت , و أدركت عائلتك أخطاءها لتحاول استعادتك "




أطلقت أسيل الشوكة من يدها , و تمسكت مجددا بيد كريم , التي تمنحها دفء العالم


" لا أدري عنك لكن بالنسبة لي , لو لم يكن والداك شجاعين كفاية ,
لما حصلت أنا الآن على كيمو خاصتي "


و ابتسمت أمام احمرار وجه الرجل أمامها , لم تعرف أن هذا الضخم يمكن أن يخجل هكذا ,


لانت عيناها الجميلتان و أضافت بصوت متأثر

" صحيح أنت فقدتهما مبكرا , لكنني أعدك أن أبقى معك الى آخر العمر "




سعل كريم باحراج و لم يقل شيئا , فذلك اللقب آخر شيء توقع سماعه في حياته ,
و المفاجأة أنه لا يراه سخيفا كما اعتقد سابقا ,

فقط لو أن علي يسمعه منها , سيشهر به في كل القنوات الاخبارية .



ابتسم كريم لنفسه , و قد اختلطت عليه الكثير من الأحاسيس , الا أن ما قالته أسيل , حفر عميقا في قلبه ,
و قد وجد حب حياته أخيرا , و لا شيء سيغير هذه الحقيقة أبدا .





بعد ساعتين من الأحاديث الكثيرة بينهما , دون أي تردد أو عوائق أتت التحلية أخيرا ,
و فيما أسيل تحتفل برؤية كعكتها المفضلة , دنا منها أحدهم و نادى اسمها


" أسيل "


رفعت أسيل و كريم رأسيهما , ليحدقا باستغراب الى الشابة الواقفة قربهما ,
و لم تكن غير ندى التي سارعت , الى القاء التحية مع ابتسامة مترددة

" مرحبا كيف حالكما ؟ "



نهضت أسيل من مكانها , تحت أنظار كريم المستغربة , لتحتضنها ندى بطريقة حميمة جدا , و تقبلها على وجنتها ,


بعد أن أطلقتها استدارت أسيل ناحية كريم , لتعريفهما بطريقة لائقة , بعد الصدام الذي حصل آخر مرة , في الورشة بوجود حسام

" ندى هذا كريم "



" مرحبا "

حيته الشابة مع ابتسامة لطيفة , و اكتفى هو بهز رأسه ردا عليها , دون أن يقدر على اخفاء نظراته الحادة ناحيتها ,

فهي تجرأت و صفعت أسيل سابقا , و هو لم ينس الاعتداء بعد , لكن مادامت أسيل راضية الآن فهو لن يفسد الأمر .



لم تفوت ندى انزعاج الرجل من رؤيتها , و حاولت استغلال الفرصة لتصفية الأجواء مجددا

" أحب أن أعتذر عما بدر مني , في حق أسيل سابقا , في حضورك سيد كريم ,

أنا آسفة جدا فقد كنت أعاني من انهيار عصبي , و لم أجد التحكم في ردات فعلي ,

لكنني أعتذر مجددا عما حصل "



هز كريم رأسه مرة ثانية ناحيتها , في اشارة منه لتقبله اعتذارها , و سرعان ما قطعت أسيل الجو المريب بسؤالها

" هل أنت هنا وحدك ؟ "


غامت عينا ندى قبل أن تجيبها , و قد اختفت الابتسامة من على ملامحها , و بدت نبرتها يائسة و مرتجفة

" لا لست وحدي , أنا مع حسام و والدتي و والدته , نحاول ترتيب حفل زفاف بسيط ,
والدته تصر على انجاح الموضوع "



ربتت أسيل على كتفها لدعمها و همست لها

" مبروك , لا تدرين قد يكون خيرا ان شاء الله "


أسيل تعرف جيدا الظروف , التي خطب فيها هذان الاثنان , فقد دعتها ندى للحضور ,
لكنها اعتذرت لم ترد رؤية حسام بعدما فعله ,


والدته لا تعرف شيئا عن الموضوع , و قد كانت سعيدة جدا حينما فاتحها مع والده في الأمر ,
معتقدة أن الله هداه أخيرا ليستقر و يكون عائلة , فهي ليست لديها أية تحفظات على ندى ,

لكن والده كان من ضغط عليه للملمة الفضيحة , بعدما هدده والد ندى بفضحه في السوق .



و من صور الخطبة التي أرسلتها لها ندى , و التي لم يتعد الحضور فيها ستة أشخاص , كان واضحا أن الجو كئيب جدا ,

عدا عن الابتسامة الحقيقية على وجه حماتها , بدت ندى حزينة و بدا حسام ممتعضا , و كأنه مجبر
على البقاء و اتمام الأمر , و قد أشفقت أسيل كثيرا عليها


" خطة ألمانيا لا تزال سارية المفعول , انتهى الأمر بالنسبة لي أسيل "

قاطعت ندى تفكيرها , و هي تهمس لها بصوت محبط جدا , لترد أسيل همسها

" دعيها على الله , أنا متأكدة أنك ستجدين سعادتك يوما "



اكتفت ندى بهز رأسها لموافقتها , و قررت العودة الى طاولتها ,
لكن قبل أن تستدير خاطبت كريم مجددا

" سيد كريم اعتن بأسيل , هي تستحق كل خير ,
واضح أنك تحبها و تراعي خاطرها "


ثم التفتت الى صديقتها التي علا وجهها الدهشة من جرأة ندى

" و أنت تمسكي به لا تدعي شيئا يفرقكما "



ابتسم كريم أخيرا للمرأة التي كان يمقتها , و قد غير رأيه و قرر أن يحبها ,
مادامت تشجع علاقته مع أسيل .



" عن اذنكما "


انصرفت ندى ناحية طاولة , في آخر ركن من المطعم , و رافقها الاثنان بعينيهما ,
و سرعان ما التقت نظرات كريم مع النذل حسام , الذي بدا الغضب على ملامحه و هو ينتظر قدومها ,


رمقه كريم بنظرة حاقدة تطلق شررا , قبل أن يرسل ناحيته بحركة شماتة من فمه , بسبب الاعوجاج الظاهر الذي تركته لكمته على أنفه .




" هل تصالحتما ؟ "

لم يستطع كريم كتم فضوله بشأن الأمر , أسيل ساذجة و تسامح بسهولة ,
و هو لن يستطيع ترك هؤلاء ليؤذوها مجددا .



" أجل , تعرضت ندى لاجهاض مؤخرا , و أتت الى الجامعة للاعتذار مني ,
و أنا سامحتها فقد كانت تبدو صادقة و منهارة "


صمت كريم لثوان يرتب أفكاره , قبل أن يقول بجدية و صرامة

" أسيل أنا لن أمانع أن تظلي , صديقة مع تلك الشابة , أنت حرة في انتقاء علاقاتك ,

لكن أنا لن أسمح لذلك الوغد , بالتحرش بك مجددا على جثتي "



بدا كريم منزعجا جدا , من مجرد وجود حسام في المكان , و لم يفوت كيف رمق أسيل , بنظرات عاطفية قبل ثوان ,
و لولا وجود المرأتين معه , لافتعل مشكلة و هشم وجهه .



لكن أسيل سارعت لطمأنته

" أعرف و أقدر ذلك كثيرا , لكن لا تقلق ليس لوقت طويل "

" ماذا تقصدين ؟ "



تنهدت أسيل باحباط واضح و ردت عليه

" سيكون زواجا صوريا لانقاذ سمعتها , ثم ستسافر ندى و تستقر في ألمانيا ,
بعدها لن يعود هناك ما يجمع بيننا و لن أراه ثانية "


عبس كريم بسماع الأمر , و زاد حقده على ذلك القزم الجبان

" هل خطة هروبك الى ألمانيا كانت بصحبة ندى ؟ "



" نعم و لكنني ألغيتها , لأن ماردا خرج من المصباح ,
و أوقعني في سحره لأبقى هنا "

و ضحكت و هي تتمسك بيده مجددا , و لم يجد كريم الا أن يعود الى مزاجه المتفائل بسماعها .




لكنهما لم يطيلا الجلوس , ليغادرا تحت الأنظار المتأسفة لندى , على ضياع حلمها بالحصول على رجل حياتها ,

و قد أفسده هذا الوغد , الذي لم تعد ترغب حتى في رؤية وجهه ,
و قد أدركت أخيرا أنه حتى لو لم يكن معجبا بأسيل , ما كان ارتبط بها فلم يكن جادا بصددها يوما .



.
.
.



في البيت لا أحد يسأل عن ملك بالحاح الا رنا , رغم أن علي خطط لبقاءها , لبعض الوقت لدى والدته مع أولاد عمتها ,
لكنها عادت في الغد تبحث عن ملك , و سببت له صداعا حادا بتذمرها .


بما أن فاطمة قالت أن علياء , اصطحبتها للتسوق فقد صدق الجميع , الكل يعرف ولع ليلي بالأمر ,
لا عجب أنها ستشغلها ليومين أو ثلاثة , مما أثار استياء الطفلة لأنها لم تأخذها معها .





في بيت العطلات كانت المرأتان مستلقيتان في الصالون , تتبادلان أطراف الحديث الى أن حل المساء ,
فملك لا تزال منهكة , و لا تستطيع الخروج للتجول كما خططتا ,


قررت علياء بعدها تحضير الطعام , بعد أن رفضت طلب ملك فعل ذلك بسبب تعبها ,
و لكنها سمحت لها بتحضير الطاولة , بعد أن أقنعتها أنها بخير .



أثناء انشغالهما رن هاتف علياء و كان رقم علي , سارعت للرد عليه قبل أن تجده أمامها


" مساء الخير ليلي "

" مساء الخير أخي , كيف حالك ؟ "

" بخير كيف حالكما ؟ "

" بخير تكلمنا في كل المواضيع التي قد تخطر على بالك , و أؤكد لك أن ملك صارت ثرثارة بقدري "

و ضحكت بصوت عال



" جيد اذا , هل ملك بوضع أفضل ؟ "

تطرق علي الى الأهم مباشرة لتطمئنه شقيقته

" أجل تعاني بعض الصداع من حين الى آخر ,
و لا تزال مرهقة بعض الشيء , لكنها بخير "




صمتت علياء قليلا بعدما حدقت الى ملك , التي تنظر ناحيتها باهتمام و أضافت

" هل تريد أن تكلمها ؟ "

علياء تعلم أن لا شيء يهديء قلب أخيها , أكثر من سماع صوت ملك .



لذلك اقترحت و مررت الهاتف مباشرة الى ملك , دون أن تنتظر اجابته ,
و لكن علي رد عليها سريعا

" لا لا داعي , هي أصلا متعبة و تتوتر أعصابها , حينما تراني أو تسمع صوتي ,
دعيها على راحتها لا أريد ازعاجها "

قال بنبرة محبطة فهو يريد العكس تماما .



علي منذ غادر لم يعد الى هنا , كان يشعر بالعجز و الاحراج ,
و لم يستطع مواجهة ملك مجددا , ليس بعد كل ما اكتشفه ,

و قرر التزام خطة البقاء بعيدا , لبعض الوقت الى حين توضح الصورة , لكنه لا يتوقف عن السؤال عن حالها .





كانت ملك من تلقى الكلام , و كلمت نفسها و هي تستمع الى حديثه المراع

" هل هذا سبب مغادرته دون كلمة , لأنه يعتقد أنه يوتر أعصابي و يزعجني ؟
و هي التي اعتقدت أنه منشغل بالعمل "



ترددت ملك قليلا قبل أن ترد بصوت هامس

" مرحبا "



جفل علي في الجانب الآخر , لم يعتقد أنها من يستمع اليه , حتى أنه وقف من مكانه

" احمم , مساء الخير , كيف حالك ؟ "

قال و قد ظهر التوتر على صوته , أشعر ملك بالاستمتاع لأنها فاجأته

" بخير شكرا "



عاد علي و جلس على كرسيه , و حاول فتح حوار معها , لم يعرف لم صار الأمر مربكا , الى هذه الدرجة بعدما حصل ,

حتى أنه مد يده و تلمس مكان العضة , الذي وضع عليه لاصقا تجنبا للفضائح ,
مسترجعا كل تفاصيل تلك الليلة التي بدت محرجة حينها , و لكنها صارت مثيرة جدا الآن في ذاكرته


تنحنح علي ليركز فيما يريد قوله و لا يفضح نفسه , و أعاد السؤال بنفس درجة الاهتمام

" احمم , علياء قالت أنك تعانين صداعا "



" أمم فقط ألم بسيط و متقطع "

أجابت ملك بصوت دافئ , و قد شعرت بالغرابة لاهتمامه ,

سابقا كانت تتحلى بكل الشجاعة , حينما يتعاركان و تمطره بوابل من الانتقادات ,
و الآن لا يمكنها قول , أكثر من جملة دون أن يرتجف صوتها , بعدما أظهر بعض التعاطف و اللين .




" هل تريدين أن أرسل طبيبا للاطمئنان ؟ "

قال علي و قد ظهر الاستياء على صوته , لكن ملك سارعت للمعارضة

" لا داعي الأمر مؤقت , ليس شيئا يصعب تحمله "




لم تعرف ملك ما يجب قوله , لم تعتقد بأن علي سيكون قلقا , الى هذه الدرجة بسببها , هو لم يكن كذلك يوما ,

هي حتى لا تصدق , أنه يتصل خصيصا للاطمئنان عليها , و يجعل شقيقته الوحيدة تبقى لمرافقتها ,
لكنها شعرت بقشعريرة غريبة تسري في جسدها , أمام هذا الاهتمام المفاجيء .




صمت الاثنان لدقيقتين , لا يسمع الا صوت أنفاسهما , كما لو أنهما لا يجدان ما يقولان ,
أو أنهما يستمتعان بالهدوء , الذي يدور بينهما لأول مرة ,


فحينما لا يتعلق الأمر بنقاش ساخن , هذان الاثنان يبدوان كأخرسين , و كان علي من نطق أخيرا

" في الحقيقة رنا تزعجني منذ الصباح , تريد الاطمئنان عليك ,

أخبرتها أنك ستحدثينها فيديو غدا , لذلك ستتحدثان قليلا الآن قبل أن تذهب للنوم "




" آه أكيد "

سارعت ملك للموافقة ببهجة ظاهرة .



كلم علي رنا التي بجانبه , و التي تلح عليه منذ ساعات

" ملك تريد أن تكلمك "




أخذت الطفلة الهاتف بفرحة كبيرة , وضعته على أذنها و بدأت الانصات ,
هي لا يمكنها الكلام و لكن بامكانها سماع ما تريد ملك قوله لها ,


هي كانت تريد مكالمة فيديو , حتى تكون على راحتها , لكن علي أجل الأمر للغد ,
ملك لا تزال متعبة مع صداع سيء , و رنا لن تتركها و شأنها ان رأت وجهها .



ابتسمت ملك للأمر فهي تحب رنا كثيرا , و قلبها متعلق بها بطريقة غير معقولة , لكنها تفهمت قرار علي بخصوص المكالمة


" مرحبا رنا اشتقت اليك كثيرا حبيبتي , أنا منشغلة حاليا مع أنتي علياء في بعض الأمور ,

كوني مطيعة و تناولي طعامك , و أنا سأعود في أقرب وقت ,

أعدك ان أحسنت التصرف أن أحضر لك هدية "



ابتسمت رنا و هي تهز رأسها و كأن ملك تراها , سلمت بعدها الهاتف لوالدها و طلبت ترجمته

ليأخذ علي الهاتف و يكلم ملك


" تقول أنها تشتاق لك كثيرا , لكنها ستتصرف بأدب حتى تعودين ,

و أن لديها لعبة جديدة تريد تجريبها معك , اضافة الى أنها تشتاق الى البيتزا التي تعدينها "



ضحكت ملك في الطرف الآخر , و طلبت منه أن يخبرها , أنها ستعدها لها بمجرد عودتها .



صمت علي قليلا منصتا الى الذبذبات العذبة , التي تصله عبر الهاتف , قبل أن يكمل بنبرة دافئة

" أحبك كثيرا "

قال بصوت متأثر جدا و خافت



صدمت ملك للجملة التي قطعت , وصلة ضحكها و ارتجف لها قلبها ، و قد اعتقدت أنها أخطأت السمع ,

لكن بعد فاصل قصير من الارتباك المقصود , سارع علي لتوضيح الأمور

" أقصد رنا تقول أنها تحبك كثيرا "




حسنا لم تكن كذبة حينما قالها بصوته أولا , لكن لا يمكنه صدم ملك بأمر كهذا حاليا ,
ربما هو كان لديه بعض الشك سابقا , لكنه الآن يعرف ماهية مشاعره ,


و هو ناضج كفاية حتى يدرك أنها مشاعر حب , قد تكون غير متبادلة , و لكنه لن ينكر الأمر ,
و اذا قرر اخفاء ذلك الآن فسيكون فقط , مراعاة لحال ملك و منحها وقتا للاستجابة .




" أخبرها أنني أنا أيضا أحبها "

لم تجد ملك بما ترد غير هذا , و ساد الصمت مجددا المكالمة ,
فيما بدا أن رنا غادرت المكان , برضا تام بعدما أعطتها قبلة ,

لم يجد علي هو الآخر ما يضيفه فقرر انهاء المكالمة .



" حسنا اعتن بنفسك , اذا حصل أي شيء أعلماني "

" حاضر "

ردت ملك بصوت هادئ , و لأول مرة تكون مطيعة معه ,
و لا تعارضه فيما يقوله مما أثار استغرابه .



قبل أن يقفل علي الخط , بادرت ملك على عجالة

" أنت أيضا اعتن بنفسك "



ابتسم علي في الجانب الآخر , هو يعلم أن ملك قلقة عليه , بسبب تحقيقه في أمر تخذيرها , رغم ذلك يشعر بالغبطة لاهتمامها ,

على الأقل هي لا تشعر بالحقد اتجاهه الآن , سيأخذ الأمور بروية و يعطيها كل ما تحتاجه من وقت , للتجاوب مع مشاعره , كان هذا كل ما قرر فعله حاليا .




لكنه رد عليها بجدية ساخرة

" حاضر , تصبحين على خير "

" تصبح على خير "



أقفلت ملك الخط و أعادت الهاتف لعلياء , التي تقف قبالتها تراقب الحديث باهتمام

" ماذا قال أخي في الأخير ؟ "

سألت بفضول بعدما رأت وجه ملك المحتقن , و التي ردت عليها بصراحة

" أخبرته أن يعتني بنفسه و هو قال حاضر "



"...."

سألت علياء باندهاش

" علي قال حاضر ؟ "



حكت ملك رأسها باحراج , و قد أدركت ما تقصده

" أجل , أعتقد ذلك "

" يا الهي غير معقول , حتى والدتي لا يقول لها حاضر , يكتفي بهز رأسه هكذا "

قلدته بطريقة هزلية و ضحكت بطريقة هستيرية .



" حسنا لا أدري , ربما لأنني لا يمكنني رؤيته "

بررت ملك الموقف المريب , و ابتسمت علياء بذهول

" حسنا ربما , لنأكل قبل أن أفقد وعيي "



فهمت ملك تلميحات علياء و لكنها تجاهلتها , و تظاهرت بالانشغال بتحضير الطاولة مجددا ,

ليست أول مرة و لا أول شخص , يشير الى معاملة علي المميزة و الفريدة ناحيتها ,

لكنها بدأت تقتنع فعلا , أنه يشعر بالندم لما حصل بينهما , و يحاول التعويض لا أكثر , و شقيقته نفسها أشارت الى الأمر البارحة .





بعد العشاء عادت المرأتان للصالون , مع كأسي شاي و الكثير من المكسرات ,
و قد اتفقتا على مشاهدة فيلم لتمضية السهرة ,


بدأت علياء بالبحث عن فيلم مناسب قبل أن تصرخ بفرح

" نعم انه هنا , كنت متأكدة أنني سأجده "



حدقت اليها ملك بتساؤل

" ما هذا ؟ "

" فيلم كبرياء و تحامل "

" لكايرا نايتلي ؟ "



" هل تعرفينه ؟ "

سألت علياء بعينين لامعتين

" أكيد رأيت المسلسل و الفيلم , بنسختيه القديمة و الجديدة ,
و حتى قرأت الرواية لجين أوستين على ما أذكر "



" واو أنت تماما مثل أخي , هذا فيلمه المفضل يحفظ كل تفصيلة عنه , هو مهووس به "

علقت علياء على شغفها , و نظرت لها ملك باندهاش

" لم أتوقع أن شقيقك يحب هذا النوع من الأفلام "



عارضتها علياء مباشرة

" أنت فقط لا تعرفينه جيدا , أخي عاطفي جدا لكنه لا يجيد اظهار ذلك ,
أو بالأحرى يحب اعطاء فكرة عن أنه قاس و بارد , لكنه طيب جدا و حساس أؤكد لك "



نظرت اليها ملك باستنكار , و كأنها أخبرتها أن الصحراء مكسوة بالثلج , لكنها لم ترد احباطها في شقيقها .



أدارت علياء عينيها بتذمر , و قد فهمت ما تريد ملك قوله , جلست بعدها على الأريكة و تربعت أمامها , قبل أن تخبرها بملامح متحمسة


" أتذكر مرة أنني و مريم حينما كنا في الثامنة , عثرنا على جرو هائم في الشارع , كان قذرا جدا و لديه طفح جلدي غريب ,


أدخلناه البيت خلسة لنعتني به , لكن والدتي اكتشفت الأمر , و أصبحت غاضبة جدا منا ,


فقام علي باخراجه نزولا عند رغبتها , و بكينا أنا و مريم ليومين متتالين حتى انتبجت أعيننا ,
لأننا اعتقدنا أنه أخذه لرميه أو قتله ,

و خاصمناه لأننا اعتقدنا أنه قاتل , و هو لم يقل شيئا حينها ,

لكنه عاد بعد أسبوعين و معه الجرو , مع كل المعدات التي يحتاجها من بيت صغير و أكل ,



اتضح بعدها أنه اصطحبه الى البيطري , لأجل علاج الطفح و بعد تعافيه أعاده ,
بعدما أقنع أمي أن لا ضرر في تربيته , خارج البيت في الحديقة ,


حينها عرفت أنه لا يختلف كثيرا عنا , و لكنه لا يحب اظهار ذلك لأنه يعتبره ضعفا ,
و لأنه يختار الوقت الملائم لتحقيق أهدافه , دون الحاجة للصدام مع أحد ,

صحيح علي لا يحب اظهار مشاعره , لكنه يذهلك حينما يقوم بذلك "




لم تجد ملك ما تقوله غير أن تهز رأسها , و تشيح بنظرها لمشاهدة الفيلم ,
هي متأكدة اما أن علياء , تحب شقيقها كثيرا و تراه مختلفا ,

أو أنها تتكلم عن شخص آخر تماما , غير علي المتسلط المجنون الذي تعرفه .

لكنها باستعادة مواقفه , تذكرت كيف يعامل رنا و مريم و حتى فاطمة ,
فيما يبدو بأن لديه انتقائية في التعامل مع الآخرين .




جلست الاثنتان بعدها تتفرجان بتركيز تام , حينما أشرف الفيلم على الانتهاء ,
علقت علياء مجددا , و كأنها اكتشفت شيئا هاما

" ملك أتعرفين ؟ أعتقد أن هذا الفيلم يشبهكما أنت و أخي كثيرا "



استغربت ملك التعليق و سألت بفضول

" فعلا ؟ كيف ذلك ؟ "


" أخي مثل الممثل الرئيسي " مستر دارسي "

يبدو غاضبا عابسا و كئيبا طوال الوقت , بقلب قاس و مشاعر متبلدة ,

و لكنه في داخله عطوف جدا حنون و مراع , حينما يحب أحدهم لا يوفر جهدا لاسعاده , و يفعل المستحيل لكسبه "



صمتت علياء قليلا و هي تفكر ثم أضافت

" أما أنت فمثل ايليزابيث , عنيدة متمردة و مقدامة , تأخذين كل شيء على محمل الجد ,
و لا تدعين دينا دون تسديده ,

و لكنك في داخلك عاطفية جدا , رقيقة و حساسة رغم أن كبرياءك يخفي الكثير "



"...."

ملك لا تجد ما تقوله , و تنظر بصدمة الى علياء , التي لا تعير ردة فعلها اهتماما , و تكمل ما كانت بصدد قوله


" كما أن قصتكما بدأت بسوء تفاهم تماما مثلهما , ربما لهذا أنتما متوافقان رغم كل الخلافات ,
و ستكون نهايتكما سعيدة "



" هاي "

اعترضت ملك أخيرا و نهرتها

" أعتقد أنك اما تملكين خيالا خصبا , أو أنك تتحدثين عن أشخاص آخرين ,

أين التوافق الذي ترينه و لا أراه ؟

يا إلهي نحن نكاد نقتل بعضنا بسبب الجدال اليومي , لا ينقصنا الا السلاح "



هزت علياء كتفيها و ارتشفت شايها

" قولي ما تريدين أنا مقتنعة , و سأذكرك في المستقبل القريب "

" كفي عن المزاح لنكمل الفيلم "

عادت و أسكتتها بوضع حبة جوز في فمها .



صحيح أن ملك تعتقد أن علياء تبالغ , و لكنها كانت جادة جدا , لأن هذا ما يعتقده كل المحيطين بهما ,

فالثنائي متلائم جدا و منسجم , رغم كل تلك الصراعات , التي تطفو في كل مرة على السطح ,

فواضح تقدير علي لملك , مراعاته لها و خوفه عليها ,
و واضح اهتمامها هي بكل ما يخصه كزوجين حقيقيين ،

بعيدا عن العلاقة الجسدية غير الموجودة , فالارتباط الروحي بينهما كبير جدا .





بعد دقائق شعرت ملك بالصداع يعاودها مجددا , و في لحظة أغمضت فيها عينيها , سمعت ذلك الصوت ثانية

" يا عيون علي "



أمسكت ملك رأسها بين يديها , و هي لا تعرف ان كانت هذه , مجرد هلوسات بسبب المخذر ,
أو أن هذا من وحي خيالها , أو ربما بسبب كل ما تقوله علياء باصرار ،

لكنه يبدو حقيقيا لدرجة مخيفة , لذلك قررت بعدها انهاء الأمر , بالصعود الى غرفتها و الخلود الى النوم .






في الصباح استيقظت الاثنتان متأخرتين , بعد الافطار اقترحت علياء الخروج , في جولة للتسوق و لم تعارض ملك ,

رغم أنها ما زالت متعبة بعض الشيء ، الا أنها كانت تشعر بالذنب , لابقائها معها رغم أنها في عطلة ,
لذلك رافقتها بطيب خاطر , رغبة في تغيير الجو .




بعد دخولهما الى المول , بدأتا تتجولان في محلات الألبسة ,
كانت علياء تختار أشياء , تأخذ رأي ملك فيها ثم تجعلها تقيسها ،

جربت كل شيء منامات قمصان , سراويل و حتى أحذية و حقائب ، و كانت تبدي رأيها بالاعجاب أو الرفض .



اعتقدت ملك أنها تتسلى فقط ، خاصة أن علياء كانت تصر , على مقاسات و ألوان تناسبها ,
لكنها فاجأتها بأن طلبت من البائعة وضعها في أكياس


" علياء ألا يجدر بك أن تقيسي هذه الأشياء بنفسك ؟
نحن لا نملك نفس المقاس "



" أعرف لذلك أجعلك تقيسينها ، لأنها لك و ليست لي "

أجابتها المرأة بكل بساطة , و هي تتلمس فستان سهرة قصير



"...."

علياء كانت تعرف أن ملك , لم تشتر ملابس منذ قدومها ،
و هي ترفض أن تأخذ أي شيئ من علي ،

لذلك قررت التصرف بنفسها , و وضعها أمام الأمر الواقع




" ماذا ؟ لا لا أستطيع أخذها "

لكن ملك اعترضت تماما كما يحصل مع علي , هي لا تريد صدقة من أحد ,



ادعت علياء أن كلماتها جرحتها ، و وضعت يدها على صدرها

" يا الهي ملك اعتقدت أننا أصبحنا صديقتين مقربتين , هل سترفضين هديتي ؟ "

و مثلت أنها على وشك البكاء .



سارعت ملك لنفي الأمر , هي تحب علياء و تقدرها كثيرا ,
لأنها أكثر شخص عاملها بشكل جيد منذ أتت هنا ، و لا تريد أن تكسر بخاطرها


" لا ليس كذلك نحن صديقتين بالفعل ، لكن هذا كثير ,
آسفة لكنني لا أستطيع قبوله "





" أقسم أنه من مالي الخاص ، لا علاقة لأخي به "

أضافت علياء لاقناعها ، لكن ملك هزت رأسها بالرفض

" أعلم لكن ثمنها باهض ، أنا لا أستطيع اهدائك أمورا مماثلة ,
يكفي العطر من تلك المرة "



حدقت إليها علياء قليلا , و قد شعرت بتأنيب الضمير لكذبها عليها , الا أنها حاولت مجددا


" حسنا أنت خذيها كهدية متأخرة لعيد ميلادك ،
و أنا سأقبل أي شيء , تهدينني إياه لاحقا في عيد ميلادي ,

اتفقنا ؟ أقسم سآخذ أي شيء تعطينني إياه ،
هيا ملك لا تكوني لئيمة "

قالت علياء متوسلة



فكرت ملك قليلا قبل أن توافق على مضض

" حسنا لا بأس ، لكن لن آخذ كل هذا كثير جدا "



انحنت بعدها على الأكياس , و اختارت منامتين و فستانا بسيطا و أعادت الباقي ,

رغم الحاح علياء الشديد , إلا أنها رفضت بشدة ، فما كان من المرأة إلا أن رضخت و تركتها على راحتها .





قصدتا بعدها مكانا للترفيه و قامتا بالتنافس لساعتين ، و بعد عدة جولات ربحت ملك دبا كبيرا , و كانت سعيدة جدا به

" سآخذ هذا لرنا , وعدتها أن أحضر لها هدية "




لم تجد علياء ما تقوله ، كان بإمكانها الاعتماد عليها , في اقتناء هدية للطفلة ،
في النهاية هي ابنة أخيها و لا تمت لملك بصلة ,

لكنها الآن فقط فهمت يأس علي في اقناع ملك ، بأخذ شيء منه و لو كان بسيطا .




اتجهت بعدها المرأتان الى محلات المجوهرات ، و فيما هما تتفرجان على بعض الحلي و تتبادلان الآراء ،

دنت ملك من علياء و همست في أذنها ، و قد لاحظت أمرا مريبا

" علياء أعتقد أن أحدهم يتبعنا "

قالت بتوجس و قد بدا عليها الخوف , و حدقت إليها علياء بجدية لتسألها

" فعلا أين ؟ "



هي لديها حزام أسود في الجيدو ، لن تمانع ضرب أحدهم و طرحه أرضا ، الفكرة وحدها تثير حماسها بشدة .



أشارت ملك خلسة الى الركن البعيد في الرواق , و همست لها مجددا

" هناك أولئك الرجال في البدلات السوداء ، أعتقد أنني رأيتهم يتبعوننا ,
منذ غادرنا البيت قبل ساعات
لا تلتفتي سيرونك "



ألقت علياء نظرة متخفية ثم ردت عليها

" تقصدين ذلك الذي يضع سماعة ؟ "


" أجل و الأصلع الذي يقف قربه "

هزت ملك رأسها و قد زاد خوفها ، خاصة أن أحدهما استدار , و حدق ناحيتهما مباشرة ,


لكن علياء هزت يدها أمامها بلا مبالاة و أجابت

" لا تقلقي ذلك واحد من الحراس , الذين أرسلهم أخي لحراستنا "


"....."

" هل نحن نتنقل الآن بحراسة ؟ "

سألت ملك مصدومة



حكت علياء جبينها و أجابتها

" حسنا أجل , علي أصر على أن نصطحب حراسة اذا أردنا الخروج ،
و أنا أخبرته أن يبقوا بعيدين عنا قدر الإمكان

بعدما حصل لك نحن لا نعرف بعد من فعلها , و علي أصبح قلقا جدا و مهووسا لتأمينك ,

أنا اقترحت أن نمكث لدى والدتي , لأن البيت آمن هناك ,
لكنه رفض لأنك ستشعرين بعدم الراحة ,

لذلك اتفقنا على ابقاء حراسة قريبة و هو أرسل هؤلاء , و هم كما ترين يقومون بعملهم بكل هدوء ،

اعتقدت أنني أخبرتك أصلا "

قالت و هي تراقب إحدى القلادات التي أعجبتها باهتمام




" لا لم تخبريني أبدا "

قالت ملك بنبرة متذمرة

( لم تبدو علياء و كأنها تتحدث عن الطقس ؟

ثم ما بال علي و تصرفاته الغريبة ؟

فقط لأنني لا أشعر بالراحة يرسل حراسا شخصيين ,

لم يبدو الأمر و كأنني شخصية شهيرة على وشك أن تغتال ؟ )


شعرت ملك أن قلبها يدق أكثر مما يجب ، لم تعتقد أن علي يهتم بسلامتها الى هذه الدرجة .



قطعت علياء عليها تفكيرها

" لا داعي للتوتر ملك , نحن متعودون على استخدام حراس في الأزمات ,

أنت فرد من العائلة الآن أمنك من أمننا , دون الحاجة لتضحيم الأمور ,
بيني و بينك هؤلاء أفضل من كريم , كان سيخنقنا بضخامته و وسواسه ,

لنذهب أنا جائعة ، هناك مطعم في الطابق الأخير طعامه رائع , و سنكمل جولتنا التسوقية لاحقا "



و مدت يدها لتسحبها معها منهية النقاش , و لم تجد ملك بدا من اتباع علياء ، رغم التشوش الفكري الذي تعانيه .






" أين أنتم ؟ "

سأل علي و هو يتكئ على كرسيه في مكتبه ، و أجاب مسؤول الحراسة

" خارج المحل سيدي "



" و هما ؟ "

" داخل المحل سيدي "



" لم لستم معهما ؟
ألم أطلب أن تلازماهما في كل مكان ؟ "

سأل علي باستياء من عدم تطبيق أوامره


" محل فيكتوريا سكريتس سيدي "

"....."



" علياء المجنونة ، كان علي توقع الأمر ,

أكيد سيشعر هؤلاء الرجال بالحرج ، للتواجد في محل ملابس داخلية نسوية "


قطع علي الخط و اتصل على علياء , ليعلو صوته بنبرة زجر

" لم لستما مع الحراسة ؟ "



" أحاول اختيار بعض القطع مع ملك ، أريد ايجاد ثوب سباحة مناسب لها ،
الشاطيء هناك مغر جدا "

قالت بصوت عادي لكن ساخر



" إياك علياء "

نهرها علي لأنه يعرف جنونها



" لماذا أخي الشاطيء خاص ؟ "

و تذمرت هي من رفضه , لكنه أصر بتسلطه المعهود

" لا يعني لا , بإمكان أي أحد الاقتراب منكما بقارب أو بدراجة مائية ، دون أن تنسي الحرس ،

لا أريد لصوركما أن تتصدر الجرائد غدا ، ليس و أنا لست معكما "



" صوري أو صور ملك ؟ "

شاغبت علياء كعادتها باستمتاع , و قد صارت تحب استفزازه كثيرا

" هل أنت غاضب لأن ملك ستسبح أو لأنك لن تراها ؟ "




" علياء "

قال علي بصوت مهدد



" أوه أخي لا تكن متزمتا , حتى أنني اخترت بالفعل واحدا أبيض اللون ,
من قطعتين مميز جدا ، ستبدو رائعة فيه "

همست و هي تحدق الى ملك , التي تراقب المعروضات بفضول , و لا فكرة لها عن الجدال الذي يدور حول رأسها




" علياء أقتلك "

" أيها الغيور المهووس ، أنا أشفق على ملك المسكينة منذ الآن "


" حسنا اذا سأطلب إغلاق الشاطيء "

كان آخر ما بإمكانه التهديد به , قبل الذهاب الى هناك و منعهما بالقوة .




ضحكت علياء و ما كان منها الا أن تراجعت

" حسنا لا بأس كف عن الصراخ , لكن بامكاني شراء بعض القطع لها على الأقل ,
صح ؟ "


طلبت و قد صارت تعرف نقاط ضعفه , و خفت نبرته المزعجة أخيرا

" اممم ذلك مسموح , لا تتأخرا كثيرا "


" حاضر "




أغلق علي الهاتف بعدما حصل على وعد من أخته ، أنهما سيستخدما حمام السباحة الداخلي بدل الشاطيء ,

و لم تتركه حتى أشعرته بالذنب ، بسبب احباط ملك المزعوم لأنهما لن يسبحا ,

لكنه لا يبالي سيحجز لاحقا , في مكان أكثر خصوصية إذا أرادت ذلك .



.
.
.


بعد يومين كان علي قد نفذ صبره ، فهو لم ير ملك منذ تلك الليلة ،

يكتفي بالاطمئنان عليها بالهاتف ، لكنه لم يجرؤ على الذهاب الى هناك ، لأن شعوره بالذنب كبير ،

لم يستطع النظر في وجهها ، و قد تأذت في بيته و تحت أنظاره , ليس قبل أن يجد الفاعل و يعاقبه بنفسه .



اضافة الى أنه لم يحسم أمره , في الافصاح عن مشاعره من عدمها ,
لكنه لا يستطيع منع نفسه من الاشتياق لها , لرؤية وجهها و سماع صوتها .





بعد الظهر وصله التقرير الذي كان ينتظره بلهفة , و كان كريم من أحضره بنفسه ,

كانت النتائج تقول بأن تحاليل دم ملك , و مكونات علب الحليب , احتوت على روهيبنول بجرعات متفاوتة ,
و لكنها كانت كلها متوسطة و غير قاتلة ،


كانت مخلوطة مع مادتين أخريين , لم يستطع تحديدهما بالضبط ,
و لكنه رجح أن تكون مخذرات قوية .



فقط علب الحليب من احتوت على هذه المواد , مما عزز فرضية أن ملك هي المقصودة بهذا الأمر ,
بما أن لا أحد غيرها يشرب منها في البيت .



المفاجأة أن كل علب الحليب التي صادرها كريم , احتوت على بصمات لشخص واحد هو
" سارة "



حتى ملك لم يجدوا بصماتها الا على اثنتين منها , و فاطمة التي من المفترض أنها اشترتها و رتبتها , لم تحمل الا بعض العلب بصماتها ,

مما يؤكد أن سارة قامت , بحقن العلب بنفسها و لم تفوت واحدة ,
كانت تريد انجاح خطتها بأي ثمن .



علي و كريم كانا قد خمنا الأمر بالفعل بعد تفكير مطول , فالشخص الذي فعلها يتمتع بميزتين


أولا معرفته الدقيقة بالأمور الطبية , المهدئات و جرعاتها مع امكانية حصوله على هذا الدواء بيسر ,


ثانيا هو شخص بامكانه الوصول , بسهولة الى داخل البيت , يعني شخص موثوق من سكانه .



و لا أحد في البيت , تنطبق عليه هذه المواصفات سوى سارة ,
خاصة بعدما طلبت فجأة أياما للراحة , و كأنها تهرب من شيء ما .



و تسجيلات الكاميرا عززت الفرضية , رغم أنها لم تظهر الكثير , الا أنها التقطت سارة عدة مرات
في اليوم الذي سبق الحادثة , تقف مطولا أمام الثلاجة ,
متظاهرة باختيار شيء ما , لكنها تغادر في كل مرة , فارغة اليدين بطريقة غريبة .



و الدافع بدا واضحا لهما , فهي الشخص الوحيد الذي يكره ملك و يحقد عليها ,
حتى يعرضها لهذه التجربة الرهيبة .


لكن علي كان يتريث حتى يحصل على النتائج , ليغادر بعدها المكتب لتصفية حساب لطالما أجله .













فيلم كبرياء و تحامل أو pride and prejudice

أكثر فيلم أحبه من كلاسيكيات السينما 💞 , كاتبته جين أوستين تحدت عصرها , و عبرت عن أفكارها المتحررة فيه , لكنها توفيت في سن صغيرة بسبب مرض السل ، اللي ما شافو فاتو كثير 😉 .






أحب أن أهنيء منتدى روايتي بعيد ميلاده , عقبال مائة سنة من التألق

😘💞💞







.......





ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-20, 10:27 PM   #1202

نجمة القطب

? العضوٌ??? » 395783
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 369
?  نُقآطِيْ » نجمة القطب is on a distinguished road
افتراضي

فصل جمييل يا ملك
أسيل وكريم أخيرا تصارحو ،أجمل شئ يكون الرجل شديد مع الجميع حنون مع زوجتو
واو طلع علي كمان يحب pride and prejudice ،حقيقة كل مرة يفاجئنا بجزء جميل مخفي في شخصيتو

الفلم أنا تاني نحبو وساعة ساعة نعاودو ،أجمل لقطة كي اعترف سيد دارسي لإليزابيث بحبو وطلب إيدها والمطر ينزل ،أنا أحيانا أعيد أتفرج هداك المشهد برك هههههه


نجمة القطب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-20, 10:43 PM   #1203

فوزززز

? العضوٌ??? » 130021
?  التسِجيلٌ » Jul 2010
? مشَارَ?اتْي » 672
?  نُقآطِيْ » فوزززز has a reputation beyond reputeفوزززز has a reputation beyond reputeفوزززز has a reputation beyond reputeفوزززز has a reputation beyond reputeفوزززز has a reputation beyond reputeفوزززز has a reputation beyond reputeفوزززز has a reputation beyond reputeفوزززز has a reputation beyond reputeفوزززز has a reputation beyond reputeفوزززز has a reputation beyond reputeفوزززز has a reputation beyond repute
افتراضي

رواية راااااااااااااااااااائعة ارجو لك كل التوفيق

فوزززز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-20, 11:21 PM   #1204

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 96 ( الأعضاء 44 والزوار 52)
‏ملك علي, ‏ريم 74, ‏شيرى حازم, ‏almoucha, ‏Hiba mohamed, ‏سيدة قصرها, ‏فوزززز, ‏نوره خليل, ‏طلع القمر, ‏Kokinouna, ‏TotaMahmed, ‏مرمرية, ‏Wafaa elmasry, ‏همس الضلال, ‏سنا القمر, ‏Lazy4x, ‏صباح مشرق, ‏راء!, ‏amatoallah, ‏suzyy, ‏أميرة الساموراي, ‏hapyhanan, ‏Rosey36, ‏Just give me a reason, ‏زمردة الاسلام, ‏أم نسيم, ‏3alloa, ‏ali.saad, ‏نادية الليل, ‏أمنيات بريئة, ‏rowdym, ‏ام ارومة, ‏ملك اسامة, ‏هدى الحسني, ‏كلابي, ‏توتا احمد غ, ‏ايمان الجزيري, ‏ميمي777, ‏بلانش, ‏نجمة مساء, ‏Amal_388, ‏أميرةالدموع, ‏مها عياد, ‏هانا مهدى


💖💖💖💖💖🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-20, 11:23 PM   #1205

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة القطب مشاهدة المشاركة
فصل جمييل يا ملك
أسيل وكريم أخيرا تصارحو ،أجمل شئ يكون الرجل شديد مع الجميع حنون مع زوجتو
واو طلع علي كمان يحب pride and prejudice ،حقيقة كل مرة يفاجئنا بجزء جميل مخفي في شخصيتو

الفلم أنا تاني نحبو وساعة ساعة نعاودو ،أجمل لقطة كي اعترف سيد دارسي لإليزابيث بحبو وطلب إيدها والمطر ينزل ،أنا أحيانا أعيد أتفرج هداك المشهد برك هههههه



اخيرا لقيت واحدة تشبهني ☺️ انا حاطتو في الكمبيوتر و كل يومين نطل عليه 😅 و اللقطة اللي حكيتي عليها هي المفضلة عندي و بعدها لقطة النهاية في الفجر 😍💖💖💖


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-20, 11:44 PM   #1206

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فوزززز مشاهدة المشاركة
رواية راااااااااااااااااااائعة ارجو لك كل التوفيق

شكرااااااااااااااا على ذوقك 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-20, 12:27 AM   #1207

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 82 ( الأعضاء 40 والزوار 42)

‏موضى و راكان, ‏ريجينا فلانجي, ‏أميرةالدموع, ‏انجيليك, ‏ميمي777, ‏الذيذ ميمو, ‏مها عياد, ‏مرمر-980, ‏ملك علي, ‏سنا القمر, ‏hapyhanan, ‏Amal_388, ‏صباح مشرق, ‏غير عن كل البشر, ‏نوف كرسبي, ‏nada alamal, ‏amatoallah, ‏هانا مهدى, ‏monyati, ‏ايمان الجزيري, ‏Lolav, ‏ratiba selma, ‏نور الدنيا, ‏روجا جيجي, ‏رحاب نبيل, ‏نجمة القطب, ‏ali.saad, ‏ريم 74, ‏سيدة قصرها, ‏طلع القمر, ‏TotaMahmed, ‏Wafaa elmasry, ‏همس الضلال, ‏راء!, ‏suzyy, ‏أميرة الساموراي, ‏Rosey36, ‏أم نسيم, ‏3alloa, ‏نادية الليل

فصل رائع الرومانسية فيه عالية بجد

أنتى جميلة يا ملك و مشاعرك مرهفة

دمتى مبدعة متألقة


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-20, 01:25 AM   #1208

هدى نور الدين

? العضوٌ??? » 381383
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 261
?  نُقآطِيْ » هدى نور الدين is on a distinguished road
افتراضي

مشكورة عزيزتي على الفصل الرائع و إن شاء الله تكون النهاية سعيدة مثل نهاية الفيلم .

هدى نور الدين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-20, 01:36 AM   #1209

ام على تيتو

? العضوٌ??? » 428446
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 130
?  نُقآطِيْ » ام على تيتو is on a distinguished road
افتراضي

شكرا ملك على امتاعنا .. لكن لي تساؤلات عن مم هم بالجزائر من اهل ملك وكيف هى احوالهم ولما لا تحدث جدها حتى لو هاتفيا
وما علاقة سامى بها ؟ وزملائها ... وايضا لم نسمع اليوم عن ابو خالد
ولا عن زوجته


ام على تيتو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-20, 02:01 AM   #1210

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 82 ( الأعضاء 40 والزوار 42)

‏موضى و راكان, ‏ريجينا فلانجي, ‏أميرةالدموع, ‏انجيليك, ‏ميمي777, ‏الذيذ ميمو, ‏مها عياد, ‏مرمر-980, ‏ملك علي, ‏سنا القمر, ‏hapyhanan, ‏amal_388, ‏صباح مشرق, ‏غير عن كل البشر, ‏نوف كرسبي, ‏nada alamal, ‏amatoallah, ‏هانا مهدى, ‏monyati, ‏ايمان الجزيري, ‏lolav, ‏ratiba selma, ‏نور الدنيا, ‏روجا جيجي, ‏رحاب نبيل, ‏نجمة القطب, ‏ali.saad, ‏ريم 74, ‏سيدة قصرها, ‏طلع القمر, ‏totamahmed, ‏wafaa elmasry, ‏همس الضلال, ‏راء!, ‏suzyy, ‏أميرة الساموراي, ‏rosey36, ‏أم نسيم, ‏3alloa, ‏نادية الليل

فصل رائع الرومانسية فيه عالية بجد

أنتى جميلة يا ملك و مشاعرك مرهفة

دمتى مبدعة متألقة


يسلملي ذوقك يا حبيبتي عيونك أجمل 🌹🌹🌹 مسرورة ان الفصل اعجبك 💖💖💖💖
شكرا حلويات للمتابعة 💖💖💖


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:36 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.