06-12-20, 09:01 PM | #1301 | ||||||||||
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 61 ( الأعضاء 18 والزوار 43) أميرة الساموراي, إيثار سليم, ملك علي, شوشو عبدالهادى, هدى الحسني, rowdym, Hiba mohamed, رششا, لاار, ميمي777, testarosisa, houdadenguir, شيماء ستار, الزنبقة الجميلة, الصلاة نور, سعيده ببلادي, Rosey36, ابتسم تسعد | ||||||||||
06-12-20, 10:20 PM | #1303 | ||||
| البارت التاسع و التسعون لغز الحاسوب 🔥🔥 بعودة كريم الى شقته بعد منتصف الليل , كان أول شيء فعله هو الاتصال بأسيل , التي كانت لا تزال تحت الصدمة في انتظار اتصاله , لكنه انشغل بشدة و لم يتفرغ الا الآن , علي سيكون متغيبا لثلاثة أيام , و سيكون وحده المسؤول عن كل شيء هنا . استلقى على الأريكة في الصالون , و قد منعه حماسه حتى من الدخول للاغتسال , و تناول الطعام أولا , و كالعادة تثرثر أسيل لساعة ليجيب هو بكلمة , لكن فرحته بخطبتهما رسميا , كانت واضحة في نبرة صوته , بعد أخذ و رد سألت أسيل باستغراب " ما الذي تعتقد أن السيد علي , قاله لأبي ليقنعه بالقبول هكذا ؟ " فكر كريم قليلا فهو نفسه يشعر بالحيرة لما حصل , لكنه متأكد من أمر واحد , أن علي استخدم ضغطا ما للتأثير على الرجل و لا يستبعد أن يكون هدده بافلاسه ان هو رفض , صديقه مجنون و يعرف طرقه المتسلطة , لكنه لن يقول شيئا أمام أسيل فقد يزعجها الموضوع " لا أدري بالضبط مالذي دار بينهما , لكن علي متحدث لبق و يجيد المجادلة , أكيد حاصر والدك و لم يجد مفرا من القبول " رد بدبلوماسية دون الخوض في أية تفاصيل لتصرخ أسيل بغبطة في أذنه بطريقة عفوية " أكيد فعلي انسان رائع " زمجر كريم في الطرف الآخر , تجهم وجهه و عبست ملامحه , فلم يعجبه كلام الاطراء من فمها , لرجل آخر و سارع لنهرها " الآن صرت معجبة به ؟ " انتبهت أسيل لزلة لسانها غير المقصودة , ضحكت بلطف و حاولت شرح الموقف و تطييب خاطره " ماذا هل تغار منه ؟ أنا لم أقصد ما فهمته , أنا قلت انسان رائع , أما أنت فرجل رائع الأروع على الاطلاق , ثم هو لديه امرأة رائعة يحبها بالفعل , أو أنني مخطئة ؟ " صمت كريم قليلا لا يجد ما يقوله , فأسيل لا تعلم شيئا عن حقيقة علاقتهما , و هو لن يخبرها سرا كهذا لا يخصه في الوقت الحالي , لكنه حاول اعطاءها صورة مبسطة " ملك هي زوجته الثانية " " فعلا ؟ " تفاجأت أسيل لسماع الأمر , هي لاحظت كم المشاعر الواضحة , في تصرفات علي اتجاه ملك , ليجيبها كريم بتوضيح أكثر " زوجته الأولى مريم تعاني من مشاكل صحية معقدة , و لديهما طفلة في الثامنة , لكنها لا تستطيع الكلام منذ سنوات " شهقت أسيل و قد آلمها قلبها مما قاله لها " يا الهي الطفلة المسكينة , و هل تتقبل مريم الأمر , أقصد زواجه من ملك ؟ " هز كريم كتفيه و اجابها باقتضاب كما تعود " هي طبيبتها الخاصة , و أعتقد أن العلاقة بينهما مثل الصديقتين أو أكثر , هذا ما يقوله علي على الأقل , كما أنها تحب ابنته كثيرا , و الطفلة متعلقة بها بطريقة غريبة " ابتسمت أسيل من الطرف الآخر , فلطالما اعتقدت أن أي امرأة ستكره ضرتها , و تحيك ضدها المؤامرات , لكن واضح أن لكل قاعدة استثناء " ألم أقل أنها امرأة رائعة ؟ " " اممم و أنت أيضا فتاة رائعة " ألقى كريم احدى مجاملاته النادرة , لتجيبه أسيل بتهديد جلي " شكرا , لكن ليس الى درجة قبول ضرة علي , و الله أقتلك بيدي كيمو " احتجت بطريقتها الطفولية المتذمرة , و ضحك كريم بصوت عال " لن أستطيع , فعلقتي الجميلة لن تتركني , الا بعد أن تمص روحي " غير بعدها كريم الموضوع تماما , و قد صار أكثر جدية " جهزي نفسك سأمر عليك بعد الجامعة خلال يومين , لنذهب و نختار الخواتم و بعض الأغراض من أجل الخطبة , و سآخذك لدار أزياء مميزة , متأكد انك ستجدين ما يعجبك هناك , أريدك أن تكوني متألقة يومها " " شكرا كيمو على اهتمامك بكل شيء يخصني , أنا أحبك " شعرت أسيل بغبطة عارمة , ليس لأنه سيتسوق معها , لكن لأنه يجد الوقت رغم انشغاله , و يفكر بها و بما تحتاجه , كأول شخص يفعل ذلك في حياتها . قاطع كريم شرودها و صمتها حينما أضاف " بعد عودة علي من ايطاليا , سنأتي للخطبة في نهاية الأسبوع , سأحرص على الحصول على موعد من والدك " " بهذه السرعة ؟ " سألت أسيل بدهشة , ليجيبها كريم بصوته الدافئ معترضا " لو كان الأمر بيدي لجعلت الزواج غدا صباحا , يكفي أنني سأنتظر الى أن تتخرجي " بعد حديث مطول أنهى كريم المكالمة , لكن أسيل لم تتمكن من النوم , فهي لا تصدق أنها وجدت حب حياتها أخيرا , رغم أنها لا تزال تشعر بالاحراج , حينما تتذكر كيف كان لقاؤهما الأول , بعدما بكت أمامه كطفل رضيع , و طلبت منه شوكولا بطريقة بائسة , لكنها ممتنة جدا لكل تلك المواقف , لأنها عرفتها على أكثر رجل عطوف في العالم , جعلها تغير رأيها في الزواج و الانجاب . فما كان منها الا أن غطت وجهها بلحافها , و استمرت في الاستمتاع بحلمها , الذي أوشك على أن يصبح حقيقة . . . . ساد صمت المطبخ , و كان علي يراقب ملك , أكثر مما يحدق في صحنه , تململت المرأة قليلا أمامه , قبل أن تقرر أن تفاتحه في الموضوع الذي يشغل بالها , مستغلة السلام الذي تنعم به علاقتهما " هل يمكن أن أطلب منك أمرا هاما ؟ " هز علي رأسه موافقا , و بقيت عيناه متعلقة بها تنتظر حديثها الهام " أكيد ماذا هناك ؟ " تنحنحت ملك باحراج قبل أن تبادره " بشأن رنا " " ما بها رنا ؟ هل طلبت منك أمرا ما ؟ " سألها علي فهذا صار الروتين هنا , فملك صارت مفاوضة الطفلة الخاصة في كل أمورها . " لا لم تطلب , لكن أنا من أفكر في امكانية , البقاء على اتصال بها بعدما أغادر " قالت ملك بصوت خافت و هي تشعر بالاحراج . ارتجفت يدا علي و دق قلبه مرتين لأمرين مختلفين , أولا كمدا لأنها ذكرت أمر مغادرتها من هنا , و التي يبغضها كما يبغض الموت , و ثانيا غبطة لأنها تريد البقاء على اتصال مع ابنته , يعني أنها قبلت فتح باب أمل يبقيهما على اتصال , و لو كانت شعرة رفيعة جدا , بعدما كانت تتوعد أن تغادر دون رجعة , و أنها ستنسى ما حصل معها هنا , هاهي تطلب منه ترخيصا للاتصال بهم , مما اعتبره علي قفزة كبيرة في علاقتهما مستقبلا . أمام صمت الرجل الذي تفاجأ للطلب , رفعت ملك رأسها ناحيته بعينين متوسلتين , و قد اعتقدت أنه سيعارض ذلك , و أعادت ما قالته بنبرة أكثر استعطافا " أرجوك الطفلة متعلقة كثيرا بي و أنا كذلك , لا أريدها أن تحزن حينما أرحل " راقب علي ملامحها المتأثرة , و عينيها اللامعتين بدموع خائنة ليسألها " الطفلة فقط ؟ " بلعت ملك ريقها و قررت أن تكون أكثر وقاحة في طلبها , داعبت أزرار منامتها بتوتر و أضافت " لا , مريم و فاطمة أيضا , اذا سمحت بذلك طبعا " قطب علي جبينه بانزعاج , فلم تكن الاجابة التي يريدها , لذلك قرر أن يسأل مباشرة , مادامت هذه العنيدة لا تفهم الحديث بالغمز , و ستسبب له بجلطة دماغية قريبا " و أنا ؟ " سأل بنبرة متأملة صدمت ملك , التي رفعت وجهها ناحيته بفم مفتوح , فهي لم تعتقد أنه يرغب بالبقاء , على صلة معها من الأساس , هي حتى لم تفكر في الأمر لتعرف الاجابة , و قد افترضت أنه لا يريد رؤية وجهها مستقبلا , أمرا غير قابل للنقاش . برؤية نظراتها المشوشة ناحيته , حصل علي على اجابته بطريقة مؤلمة , و قرر أن يكون مقداما و متهورا , أكثر مما تعود و يصدمها مجددا " يعني لازلت تكرهينني و تحقدين علي " " أنا لا أكرهك " أجابت ملك مباشرة دون تردد أو تفكير , لتأتي صدمة علي هذه المرة مدوية , تسببت في زلزال ضرب قلبه , سكت الرجل الذي تيبست عضلاته و جف حلقه , و هو يحدق الى ملك التي احتقنت وجنتاها , و قد بدا بأنها قالت أمرا لم تخطط للادلاء به . " يا الهي لم تعد تكرهني , و قالتها بلسانها لي " علت ابتسامة مشرقة وجه علي , فيما غرست ملك وجهها في صحنها , و هي تعض على شفتها بقوة , قبل أن تسترسل مجددا , محاولة محو ما تورطت في قوله " أقصد نحن فتحنا صفحة جديدة مؤخرا , أنت قلت أن نتصرف على أساس أننا أصدقاء , و أنا وافقت خاصة بعدما وعدتني باثبات براءتي " صمتت ملك لثانيتين لتأخذ نفسا عميقا , لا تريده أن يعتقد أنها تستغله , لتحقيق أهدافها بالتمثيل أمامه , و كان علي يجلس بكل صبر ينتظر باقي الكلام " صحيح أنني لم أتجاوز بعد ما حصل في البداية , و لازلت مستاءة لما فعلته بي , و رغم انني أعترف أن رصيدك , من الأفعال الحسنة لدي يشفع للكثير , لكن أن نبقى على علاقة لاحقا , لا أعتقد أن الوضع سيكون مناسبا " ( طبعا لن يكون مناسبا , فملك تخطط لبدء حياتها مجددا بعيدا عن هنا , يعني أن تتزوج و تنجب , و تعود الى والديها و عملها , وجود علي كزوج سابق بغض النظر عن الحقيقة , سيكون كأمر شاذ وسط كل هذا , حتى لو تقبل والداها الفكرة , فلن يفعل زوجها المستقبلي و عائلته ) بالوصول الى هذا الاستنتاج شعر علي , أنها اقتلعت قلبه من مكانه و تركته يحتضر , و قد أيقن أن وضعه معقد أكثر مما اعتقد , لكنه سارع بتبديد الوجوم الذي حل بالمكان فجأة " لندعها لوقتها و سنقرر ما المناسب لاحقا , أعدك بذلك " "شكرا " هزت ملك رأسها بامتنان لوعده , حتى و ان لم يوافق لن تلومه , لطالما راعى صالح ابنته في كل ما يفعله , و لا يمكنها الاعتراض أبدا , بأية صفة تفعل ؟ لكنها شعرت بخيبة كبيرة تتسلل الى قلبها , فقد توقعت أن يقول بأنه يريد ذلك من طرفه على الأقل , ربما تأملت لجزء من الثانية , أنه يرغب في رؤيتها مستقبلا , فقط كارضاء لشعور الأنثى فيها , و التي تحب شعور أن تكون مرغوبة فيها , لكنه كالعادة ينهي النقاش على طريقته الغامضة , متسببا في مزيد من الارباك لأحاسيسها و مشاعرها . بعد أن أنهى علي وجبته الخفيفة , التي استمتع بها كما لم يحصل في حياته , رغم القصف الذي تعرض له في آخرها , حملت ملك الصحون لغسلها , و ساعدها هو في نقل الكؤوس الى الحوض , و تنظيف الطاولة في سابقة هي الأولى من نوعها , بعد أن أنهيا ما كانا بصدد فعله , ناولته ملك منديلا لتجفيف يديه , ليتذكر علي أمرا مهما آخر " بالمناسبة ملك , كريم سيصطحبك بعد غد لزيارة طبيبة من أجل الفحص " " أنا بخير لا أحتاج فحصا " اعترضت ملك سريعا , لكن علي لا يستمع كعادته " لا تكوني عنيدة , الطبيب قال أن هناك مضاعفات , بعيدة المدى للمخذر خاصة على القلب , علينا أن نطمئن " حدقت ملك اليه باستغراب , و هو يخبرها بقلقه على صحتها , و لم تجد مهربا من الموافقة , لأنها تعلم بما أن علي أوكل الأمر لكريم , فهو سيأخذها حتى لو اضطر , لوضعها في كيس و حملها الى هناك " لا بأس سأذهب و لكن لمرة واحدة " " حسنا اذا كانت النتائج مطمئنة , لن أجعلك تذهبين مجددا " وافقها علي بشروطه الخاصة بعد الانتهاء من التنظيف غادر الاثنان المطبخ , كانا يمشيان جنبا الى جنب بتأن , بالوصول الى الرواق بدأت ملك بالتثاؤب , و حك عينيها بيدها بسبب النعاس , ابتسم علي لرؤية ذلك , و قبل أن تنصرف الى غرفتها , مد يده و أمسك ذراعها بلطف و استوقفها حدقت ملك اليه و هي لا تفهم , ما الذي يحاول فعله الآن , خاصة أنه كان يرمقها بهذه النظرات الجدية . صمت علي قليلا ثم بادرها " أريدك أن تهتمي بنفسك و بمريم و رنا , ستأتي ممرضة جديدة للمناوبة الليلية بعد يومين , اذا احتجت أي شيء أعلمي كريم مباشرة , حتى فيما يخص الأمور البسيطة لا تترددي " هزت ملك رأسها موافقة , و هي لا تفهم لم يتصرف علي بغرابة في هذه الليلة , يوصيها على كل شيء و كأنه سيغيب دهرا , لكن ما قاله لاحقا أربكها أكثر " تذكري أنني أثق في قراراتك " ظهرت الدهشة في عيني ملك , هذا آخر شيء توقعت سماعه , لطالما أظهر هذا الرجل شكه فيها و عدم الثقة بها , فما الذي دهاه الآن ؟ لكنها سارعت للرد لطمأنته " حسنا أكيد , تصبح على خير " و غادرت مباشرة دون أن تلتفت اليه . فيما بقي علي واقفا مكانه يراقب انسحابها , و لم يفوت التشوش الذهني , الذي تسبب فيه لها , هو عزم على ألا يدع الأمور للصدفة أكثر مما فعل , سيشرح مشاعره في أقرب وقت , و سيقبل بأي قرار تتخذه ملك , حتى و ان كان ضد ما يريده , هو سيحترمه و يعطيها ألف فرصة أخرى . على الأقل سيتخلص من عذاب , وجوده معها في مكان واحد , دون قدرته على ضمها و تقبيلها و محادثتها بكل راحة , سيكرر طلبه ألف مرة اذا تطلب الأمر , لأنه يريدها زوجة حقيقية له , و ليس زواجا مع وقف التنفيذ . قبل أن تدخل ملك غرفتها مباشرة , استدارت ابتسمت له و أضافت " رحلة سعيدة " رد علي ابتسامتها بأخرى دافئة " شكرا , تصبحين على خير " بمجرد أن ولجت ملك غرفتها و أغلقت الباب , أضاف علي همسا بينه و بين نفسه " سأشتاق لك حبيبتي " هي لم تسمعها لكنه ارتاح بقولها , هو لاحظ أن سفراته قلت كثيرا مؤخرا , لم يعد يسافر الا للضرورة , و كأنه لم يعد يطيق فراق البيت و من بالبيت . صعد بعدها بخطوات متثاقلة الى غرفته , و قد بدأ المخطط بالاعتراف بمشاعره يتخمر في رأسه , سيعد جلسة رومانسية في مكان ساحر , و سيخبرها بكل ما يجيش به صدره , هي قالت أنها لم تعد تكرهه , و هذه نقطة انطلاق جيدة بالنسبة له , لأنه سيحرص على غرس حبه في قلبها مهما كلفه الأمر , و هو الذي لم يعتقد يوما , بأن ثمان شهور من حياته , كافية لايجاد توأم روحه . دخل علي غرفته و غير ملابسه , و باله لا يزال مشغولا بما يجب فعله , هو فكر مطولا بأن استمالة مشاعر ملك , ليست أسوء و أصعب ما في الموضوع , فاقناع عائلتها أكثر صعوبة لدرجة تصل المستحيل , هو لا يتخيل أن يقصد والدها و جدها , و يخبرهما كيف احتال على ابنتهم , و احتجزها في بيته تحت الاجبار , ليس بامكانه أن يتوقع ما ستكون ردة فعلهما . حينها سيكون هو في فريق , و هي معهم في فريق مجابه , و عليه أن ينسى أمرها تماما , لأنها لن تختاره أبدا في هذه الظروف , اذا كان لا يستطيع التأثير عليها , و هي تحت سقف بيته وحدها , هم لن يسمحوا له حتى برؤيتها ان هي غادرت . نظرات والدها له ذلك اليوم , في الصالون كانت ناقمة و حاقدة , لو كانت رصاصات لكان اغتاله في لحظات , و هو متأكد أنه يمقته , أكثر من أي انسان آخر . فكر علي أنه لا يمانع أبدا , الذهاب و توضيح الصورة لعائلتها , ذلك جزء من تجمل مسؤوليات أفعاله و تبعاتها , بشرط أن تكون لديه ضمانة دامغة , تمكنه من استعادة ملك في يده , و مبادلة ملك لمشاعره و تصريحها بحبها له , هي الأمر الوحيد الذي سيرجح كفته , و الذي سيجبرهم على التخلي عنها , و الى أن يحصل ذلك عليه أن يبذل , قصارى جهده حتى يضمن فوزه بها . في الطرف الآخر بقيت ملك مشغولة الفكر لوقت متأخر " هل يعقل أنه يقصد ثقته في قراراتي كطبيبة ؟ لا يمكن أنه يقصد الثقة بصفة عامة , سيكون الأمر مستحيلا " و لكنها لم تركز مطولا , ففي كثير من الأحيان لا تفهم ما يقصده علي , خاصة في الآونة الأخيرة . . . . مر يومين منذ سافر علي , البارحة اصطحب كريم ملك , كما طلب منه الى الطبيبة , حيث أجرت فحصا شاملا ، بعد مراجعة كل التحاليل , طمأنتها الطبيبة أن لا شيء سيء , سوى بعض الأنيميا نتيجة لعزوفها عن الأكل مؤخرا , اضافة الى التوتر الذي تسبب , في اضطراب دورتها الشهرية , وصفت لها بعض المقويات و دواء للأنيميا , مع حمية غذائية غنية و عادت أدراجها . وصلت الممرضة الجديدة اليوم , و قامت ملك بمراجعة كل التفاصيل معها بحضور ميرنا , و كما توقعت فدكتور جلال أرسل أفضل العاملين لديه , رغم انشغالها مع رنا و مريم طوال الوقت , الا أن ملك كانت تشعر بفراغ كبير يملأ حياتها , كانت تشتاق لأمر لا تعرف ما هو , و كانت تشعر بوحشة غريبة , لم تشعر بها حتى في بداية اقامتها هنا , كانت ملك تشغل وقتها بالمطالعة , و مرافقة مريم و ابنتها لساعات , لكن شعورا غريبا باليتم , تسلل الى قلبها مجددا , و كأنها فارقت والديها البارحة , هذا الشعور البغيض كان قد خف كثيرا مؤخرا , لكنه تجدد بطريقة مزعجة بغياب علي عن البيت , لم تفهم ملك أسبابه ربما لأن وجوده كرجل مسؤول هنا , يمنحها الكثير من الأمان و الطمأنينة , أو ربما لأنه حملها مسؤولية بيته في غيابه , مهما كان المبرر كانت ملك تشعر , باحباط كبير لعدم رؤيته أو سماع صوته , فقد كانت تفتقد تعليقاته المتسلطة , و مشاكساته السمجة التي تجعل وجنتيها تتوردان و تربكانها بشدة , و طلباته الغريبة التي صار يمطرها بها من وقت الى آخر , كانت ملك تسترجع بطريقة متكررة , ما دار بينهما في المطبخ قبل مغادرته , و قد أحبت فعلا صفاء الأجواء التي تكلما بها , و قد صار علي متفهما و هادئا بطريقة غريبة , يجعلها ترغب في التحدث اليه لساعات دون ملل , و الاستماع الى ما يقوله , دون الشعور بالتوتر كما كان يحصل مسبقا , فيما يبدو أن علاقتهما أخذت منحى مغايرا , عن الجدالات المنهكة التي ميزتها منذ وصولها , لتقفز الى مستوى آخر من التقبل و التفاهم , ملك نفسها مستغربة من حصوله في هذا الوقت الوجيز . بينما كانت هي و رنا تجلسان في الحديقة , توقفت سيارة أمام باب المنزل , و لمحت علي ينزل منها , و هو يبتسم و يلوح ناحيتهما . ركضت رنا ناحية والدها و تبعتها ملك لااراديا , و التي وقفت على بعد خطوات تراقبه , يغرق ابنته بالقبلات و يحتضنها بقوة , و لم تنتبه الى الابتسامة , التي ارتسمت على وجهها الا لاحقا , حينما وقعت عيناه عليها و ابتسم هو الآخر لها , شعرت ملك بأن معدتها انقبضت فجأة , و بدأ قلبها يدق على غير العادة . " هل يعقل أن مزاجها كان سيئا بسبب تغيبه ؟ و هي الآن فرحة لأنه عاد أخيرا و هو بخير ؟ حتى أنها تبتسم لأول مرة منذ ثلاثة أيام , و قد راودها شعور عارم بالدفء فجأة , في السابق لم تكن ترتاح الا و هو غائب , فما الذي تغير اذا ؟ " سألت ملك نفسها في صمت , و لم تنتبه الى الرجل الذي وضع ابنته أرضا , و ناولها كيس هدايا في يدها ، ثم اتجه ناحيتها بخطا سريعة , و قبل أن تتاح لها الفرصة للانسحاب , كان يطوقها بين ذراعيه الاثنين , و يطبع قبلة دافئة على جبينها , قبل أن يأخذ نفسا عميقا من رائحة شعرها , شيء رأته يفعله كثيرا مع رنا و مريم , و الآن انظمت هي للقائمة بطريقة نهائية , بقرار تعسفي غير قابل للنقاش من هذا المتغطرس . جفلت ملك و احمرت وجنتاها , و لم تجد بما ترد على ما يفعله هذا المجنون , و لا أين تحدق أو تضع يديها بسبب الاحراج , و قد شعرت أنها صارت حبيسة أحضانه الدافئة حتى بادرها بصوته الأجش الى جانب أذنها " كيف حالك ؟ " أطلقها بعدها بتردد و تراجع خطوة الى الوراء , و هو يلتهمها بعينيه فقد اشتاق لها كثيرا , و لم يدرك ما أقدم على فعله الا الآن . عدلت ملك خصلة من شعرها خلف أذنها , و أجابت بارتباك بعدما أشاحت بنظرها عنه " احمم بخير و أنت ؟ " ابتسم علي و أجاب بنبرة عاطفية هامسة " أصبحت بخير بعدما رأيتكم " نظرت ملك الى عينيه نظرة خاطفة , و استدارت مغادرة و هي لا تفهم , ما الذي تبدل مؤخرا في هذا الرجل , لكن علي يبدو كمن تناول شيئا ما , أثر على عقله و شخصيته . هو ليس على طبيعته أبدا , لم يعد باردا و متسلطا معها كما تعودت عليه , صار دافئا و مقربا جدا منها تماما كصديقين حميمين , هو حتى لا يلجم نفسه , من التودد اليها و القاء المجاملات , و لسبب غريب الأمر يخيفها , و يطمئنها في نفس الوقت . هي كانت تقف هناك , تريد الاطمئنان عليه فقط , فقد بدا عليه الانهاك و كأنه فقد بعض الوزن , كما لو أنه لم يكن يأكل و ينام جيدا لأيام , لكنه أربكها بسبب ما فعله , و ضيع فرصة اطمئنانها عليه و جعلها تفر . بعد خطوتين استوقفها علي , بابتسامة ساخرة على وجهه " بالمناسبة ملك , كريم لديه موضوع هام يحدثك به " استدارت ملك ناحيته , و أومأت برأسها سريعا دون قول كلمة , ثم استكملت طريقها تحت أنظار علي المتفحصة . قطعت رنا على والدها شروده هو الآخر , و ألحت عليه لفتح الهدايا كعادتها لكنه اعترض " سنفتحها لاحقا حبيبتي , أريد أن أرى ماما الآن , و آخذ دشا ثم أنام قليلا , بابا منهك جدا " أمام البوابة كانت هناك عينان عسليتان تراقبان , ما يحصل في الداخل بشوق و ألم كبير , و قد داهمتها عبرات حبيسة منذ أشهر , حينما أخذ علي ملك في حضنه , و حينما قبلها على جبينها بكل حنان , و قد ذكره المشهد بأمر مماثل , لطالما حصل بينهما في الماضي القريب , ليترك غصة في قلبه و ألما في روحه . قبل ثلاثة أيام , على طاولة العشاء الاحتفالية بعيد زواجهما , بادر عز الدين زوجته " عدراء سأسافر ليومين بداية الأسبوع " استغربت زوجته الترتيب المفاجئ الذي لم تسمع عنه " الى أين ؟ " " الى باريس , ابن صديقي الذي أجريت له عملية قبل مدة , يقول أنه يعاني من بعض التعقيدات , سألقي نظرة سريعة و أعود " قال الرجل محاولا اخفاء ارتباكه , كي لا يثير شكوك زوجته بوجهته , و التي اقترحت سريعا " هل تريد أن أرافقك ؟ " " لا لا داعي , قلت لك بأنها زيارة سريعة , ستتعبين دون سبب جاد , لنوفرها لرحلة خاصة لاحقا الى أوروبا عزيزتي " تملص الرجل من مرافقة زوجته و أقنعها بالبقاء , ان هو اصطحبها الى حيث يذهب , ستصر على مقابلة ابنتها و التحدث معها , و ستصاب بخيبة أمل كبيرة , لو رفضت ملك العودة معها كما حصل معه . نعم فقد قرر عز الدين , القاء نظرة على حياة ابنته الجديدة , و استقصاء الأمر مجددا , فقد يكون هناك لبس ما , أو سر ما يجعله يعيد النظر في قراراته , لكن مما يراه من مكانه هذا فملك تعيش جيدا , تبتسم باشراق و تمارس حياتها كزوجة طبيعية فيما يبدو أنها نسيت أمرهم تماما , و قد ملأ هذا الرجل الفراغ بطريقة مؤثرة , شعر عز الدين أن قلبه طعن لمرة ثانية , فقد كان يمني نفسه بأن تكون حزينة لفراقهم , أو تعيش حياة بائسة بعيدا عنهم , و أنها اذا رأته فستتعلق به و تطلب العودة معه , و هو سيخرجها من هنا دون حسابات أخرى , لكنها تعيش في كل هذه السعادة , و لا تفكر حتى في الاتصال بهما , زيارتهما أو معرفة أخبارهما فيما يبدو أنها اتخذت قرارها بالانفصال عنهما , دون نقاش و بطريقة نهائية , بما حدث تحت أنظاره الآن , فهم عز الدين أن ملك لازالت عند موقفها , هي مغرمة بهذا الرجل و لن تفرط فيه , و قد تختاره مجددا اذا واتتها الفرصة ثانية , تنهد عز الدين من اعماق روحه , و قد أدرك أنه عمل صوابا , بمنع عدراء من معرفة وجهة زيارته , و الا لكانت الآن منهارة تريد أن تكلمها و تقابلها , هو كان لديه أمل و لو ضعيف , أن يعود بملك في يده , و يجعلها مفاجأة سارة لها , لكن بدا واضحا أن الرفض سيكون مصيره , لذلك قرر أنه لن يغامر , بأن يكسر قلبه مجددا و تهان كرامته , أمام ذلك الوقح عديم الحياء الذي اختطفها منهم , و الذي لا يرغب في شيء , أكثر من رغبته في ازهاق روحه . " سيدي هل تحتاج شيئا ؟ " قاطع حارس من حراس البيت شرود عز الدين , الذي حدق اليه بملامح جادة ثم أجابه " لا لا شيء , أخطأت العنوان , اعتقدته بيت ابنتي " ألقى بعدها نظرة أخيرة على مكانها الخالي , و استدار عائدا الى سيارة الأجرة , التي بقيت في انتظاره لتقله الى المطار , و الوجهة الحضن الوحيد الدافئ , الذي حظي به في حياته كلها , قلب عدراء التي لن تتخلى عنه مهما واجها . بالصعود الى الطائرة , أرخى عز الدين رأسه الى مسند الكرسي , أغمض عينيه المحتقنتين بدموع أبت أن تغادر محجريهما , و قد اتخذ قرارا نهائيا قاسيا , بأنه كانت لديه ابنة يوما ما و ماتت , فقدها و فقد معها كل ما هو ثمين في هذه الحياة , مع فرق أن الوضع كان باختيارها , و هو لا يمكنه أن يقضي بقية حياته يرثي ابنة جاحدة . . . في البيت صعد علي الى غرفة مريم , أما ملك فقد دخلت الصالون و جلست , في انتظار كريم و ما يريد قوله لها , و الذي دخل بعد علي مباشرة , هو لم يشأ أن يكلم ملك في غياب صديقه , لذلك انتظر حتى عودته . " نعم كريم , علي قال أنك تحتاجني في موضوع , ما الأمر ؟ " حك كريم رقبته و كأنه يشعر بالاحراج , ثم قال دفعة واحدة " خطبتي على أسيل الأسبوع القادم , و أنا أريدك أن ترافقي السيد علي لو تفضلت " تفاجأت ملك بما سمعته , لكنها ابتسمت سريعا باشراق , و قد أسعدها الخبر كثيرا , هي تعرف أن كريم دون عائلة , و اختيارها هي شخصيا للقيام بالأمر , تقدير كبير من طرفه لا يمكنها تجاهله . فكرت أنها لا يمكنها أن تكسر بخاطره , هي لم تر منه الا كل خير منذ وصولها الى هنا , فهو يحترمها و يدافع عنها حتى في أسوء المواقف , تماما كما يفعل مع علي . " فعلا ؟ يا الهي أسيل تلك الشابة من العشاء ؟ " قالت ملك و قد تعرفت عليها , ليشير لها كريم برأسه أنها محقة , و تضيف هي ببهجة واضحة " ألف مبروك أنا سعيدة جدا من أجلكما , أتمنى لكما كل السعادة " ابتسم كريم لأول مرة أمامها , و قد بدأ يشعر ببعض الهدوء " شكرا سيدتي " و سارعت ملك لتأكيد حضورها " حسنا أنا ليس لدي شيء أفعله , سيسرني مرافقتك بالتأكيد " " شكرا " شكرها كريم مجددا , هو يعلم أنه لن يجد أفضل من علي و ملك , قدرا و لباقة و احتراما لتمثيله أمام أصهاره , و هو ممتن جدا لذلك . في المساء بعد فتح الحقائب , كان نصيب رنا الأكبر من الهدايا , و كعادته علي لا ينسى أحدا " تفضلي " قال مناولا كيسا كبيرا لملك , بعدما لاحقها الى غرفة المعيشة , حيث تقضي سهرتها . " ما هذا ؟ " سألت دون أن تمد يدها لتتناوله , و أجاب علي ببساطة تحت أنظارها المتفحصة " هديتك كالجميع و لن أقبل الرفض " لكن ملك سارعت للرفض , دون أن تبرح مكانها " شكرا على اهتمامك , و لكن لن أستطيع أخذها آسفة " أصر علي أكثر في محاولة يائسة لاقناعها " و أنا لا أستطيع استردادها " أخذت ملك نفسا عميقا و أجابته بهدوء , و هي تقف أمامه على بعد خطوتين " آسفة , لكن لم تجعلني أكرر كلامي في كل مرة , أنا لا أريد ... " قاطعها علي بنبرة محبطة " أعلم أنك لا تريدين شيئا , و لا تأخذين شيئا مني , و لا علاقة لك بمالي حفظت الدرس , و لكنها هدية لم تكلفني شيئا , ألم تأخذي يوما هدية , من شخص لا تتفاهمين معه ؟ " كان هناك بعض المرارة في كلمات علي , هو لم يعد يتحمل أن تعامله ملك بكل هذا الجفاء , و تبقي مسافة كبيرة بينهما كأنهما غريبين , و كل ما يأمله هو بعض الألفة في التعامل من طرفها , كل ما يريده الآن أن يمنحها كل ما يملك , و لكنها لا تقبل حتى بالنذر اليسير , و ما يؤلمه أكثر أن هذا كله بسبب جنونه و شكه , جعلها تنفر من كل ما له علاقة به , و الأمر صار يقوده الى اليأس . " أنا أتفاهم مع الجميع الا معك " ردت عليه ملك , و هي ترمش بعينيها بكل جدية "....." حسنا كان هذا ردا مؤلما جدا . لكن علي لم يعلق بل أصر أكثر , حتى قبلت ملك القاء نظرة دون وعد بأخذه , هي تعلم أنه لن يتوقف عن الجدال , حتى ترى ما في الكيس , معتقدة أنها تشكيلة كتب جديدة مثلا , كما أنها صارت تضعف أمام ملامح , الاستعطاف و الاحباط على وجهه , و التي تحولت الى غبطة عارمة بمجرد أن وافقت . لكنها بمجرد أن فتحت الكيس حتى أصيبت بصدمة , ففي الداخل لم يكن هناك هدية بسيطة , كما قال هذا المتلاعب المدعي , و انما طاقم كامل فاخر , مكون من سروال و قميص بلون البيج , من الساتان و الدانتيل و واضح أنهما كلفاه ثروة . ارتبكت ملك و أغلقت الكيس مجددا , ثم مدت يدها سريعا لاعادته " آسفة هذه هدية ثمينة جدا , لا يمكنني قبولها " تنهد علي بعمق يحدق ناحيتها بعينين منزعجتين , و قرر انتهاج طريق الخداع ككل مرة لاقناعها " حسنا هذا ليس من أجلك " لم تفهم ملك قصده لذلك أضاف " هذا من أجل خطبة كريم , ألم يدعك ؟ لا أعتقد أنك تملكين شيئا مناسبا للحضور به , لا يعقل أن تحرجيه أمام أصهاره , هم يعلمون أنك زوجتي , و سيبدو غريبا أن تذهبي بملابسك العادية " فتحت ملك فمها للرد عليه , و لكنها لم تجد ما تقوله , و بقيت تحدق بينه و بين الكيس بتردد , و تفكر بعمق في أنه محق فيما قاله , هي لا يمكنها الذهاب بملابسها اليومية , لو كانت علياء لا تزال هنا , لاستعارت منها شيئا مناسبا , لكنها الآن لا حل بديل لديها . برؤية ردة فعلها المترددة , تأكد علي أن كلامه أثر فيها , و أضاف بنبرة مستعطفة ليحسم الموقف " حسنا بامكانك رميه أو اعادته بعد الخطبة ، و لكن لا تفسدي فرحة كريم أرجوك " هو يعلم كم أن ملك رقيقة , تقدر مشاعر الآخرين و لا تقو على ايذائهم , و هذه طريقته الوحيدة لاقناعها , حتى لو لبسته لثوان و ألقته بعدها , سيكون ممتنا و راض جدا ، أصلا لو كان الأمر بيده , لما ارتدت شيئا أكثر من مرة واحدة , في كل مرة يراها ترتدي ملابسها القديمة , يشعر بالأسى كيف أنه قليل الحيلة رغم كل ما يملكه . " لنتناول العشاء أنا جائع " قطع علي عليها تأملها , قبل أن تفكر في اقتراح آخر . " حسنا شكرا لك " و لم تجد ملك غير الانصياع , الذي أسعد علي كثيرا . على العشاء جلس الجميع الى الطاولة في صمت , وضعت فاطمة الأكل كالعادة , و حملت طبق كبد مشوي و وضعته أمام ملك , و التي عبست بمجرد أن رأته " خالة فاطمة ما هذا ؟ أريد شوربة مثل الجميع , أنا لا أحب الكبد " هزت فاطمة رأسها بالرفض " السيد أمر بذلك , ستأكلين الكبد يوميا بداية من الليلة , عليك التعود " ثم غادرت عائدة الى المطبخ . أشاحت ملك بوجهها المتجهم , ناحية علي تريد الاستفسار " هل هذا عمل متسلط آخر من طرفه ؟ بأن يجعلها تأكل أمورا لا تحبها , أو أنه انتقام لقصة الحليب ؟ " تمتمت لنفسها بامتعاض . علي من ناحيته كان يتجاهلها تماما , مركزا في طبق الشوربة أمامه , هو يعلم أنها لا تحب اللحوم أساسا , و لكنه مصر على ما يفعله . باستمرار تحديقها المستنكر ناحيته , دون أن تتناول طعامها , و رفض فاطمة تغيير الطبق من أجلها , أخذ علي نفسا عميقا و أجابها أخيرا " الطبيبة قالت أنك تعانين أنيميا حادة , و أنك بحاجة الى غذاء غني بالحديد , و هي من أعطتني قائمة الطعام اللازمة , و المستحب تناولها و الكبد من ضمنها " استغربت ملك تصريحه لتسأله " هل اتصلت بالطبيبة ؟ " هو كان مسافرا في بلد بعيد , و هي اعتقدت أنه نسي أمر زيارتها للطبيبة , لكنه فاجأها باهتمامه " اتصلت بها بعد مغادرتك العيادة مباشرة " أجابها علي بكل بساطة أكل بعدها ملعقة من صحنه ثم أضاف " أخبرتني أن الأنيميا اذا استمرت دون علاج , قد تؤثر على فرص انجابنا , و حصول حمل معافى لاحقا , بسبب الاضطراب في .. " صمت علي فجأة و قد أدرك متأخرا , أنه دخل في منطقة محظورة , صحيح أن هذا ما قالته الطبيبة , لكنه يعرف كم أن ملك تحرج , لمناقشة مواضيع حساسة معه . صدمت كلماته ملك التي اتسعت عيناها , و احتقن وجهها بشدة حتى أذنيها , و قد فهمت ما أوصلته طبيبتها الى علي عن دورتها الشهرية ، معتقدة أنهما زوجين حقيقيين , لم تجد بعدها ما تقوله لشدة احراجها , و رغم أن علي تظاهر كعادته باللامبالاة , الا أنها نهضت من مكانها و قررت عدم الأكل هنا , ليس قبل أن يتوقف هذا الرجل عديم الحياء , عن حشر أنفه في أمورها الخاصة . لكن علي سارع لامساك يدها , وقف أمامها و أعادها برفق الى الطاولة , ثم خاطبها بهدوء محاولا ترقيع الأمر " عليك أن تأكلي لا أريد أن أفقد ماء وجهي , لأن الطبيبة تعتقد أساسا أنني أقسو عليك , بسبب مسألة عدم حصول حمل بعد , لقد تعرضت لتأنيب واضح من طرفها , لأنني أتسبب لك بتوتر نفسي , و دعتني الى التروي لأن كل شيء بأوان " "...." صدمت ملك من كلماته , فما قاله علي زاد الطين بلة " يا الهي ما الذي قالته , هذه الطبيبة المنحرفة لهذا المجنون , و هو يجلس هناك يكرر ما سمعه بكل بساطة ؟ " تذمرت ملك بطريقة واضحة , لكنها استعادت يدها من كفه و جلست , غرست رأسها في الطبق أمامها , و قد انعقد لسانها و تاهت كلماتها , تحت أنظار علي الذي ابتسم بانتصار , بعدما أدمن رؤية وجهها المتورد من الاحراج . . . . في الصباح الموالي , اتصل علي بسالم كما وعد كريم , و حددا موعد الخطبة بعد أسبوع , و بعدها مباشرة سيشرعان في تنفيذ , المشروع المشترك الذي اتفقا بخصوصه , كانت الفكرة لعلي حتى يبدو بأنه , يوطد علاقة المصاهرة بعلاقة عمل و ليس العكس , لأن الصفقة لو تمت قبل ذلك , سيكون واضحا أنها مجرد مقايضة . " جهز نفسك يا عريس , سنذهب للخطبة بعد أسبوع , صهرك وافق على اقتراحك أخيرا " أخبر علي كريم في الهاتف , و الذي لم يخف فرحته بالخبر , قبل أن يسأله مجددا " تلك الأفعى ألم تغادر بعد ؟ " قال متسائلا عن رحيل سارة , ليجيبه كريم بنبرة جادة " رحلتها الليلة تأكدت من حجزها بنفسي " بعد انهاء المكالمة مع كريم , غرق علي مجددا في الأعمال التي تراكمت , منذ ثلاثة أيام خلال غيابه عن الشركة , بعد ثلاث ساعات دقت ليلى الباب و دخلت " سيدي , الممرضة سارة هنا تريد مقابلتك " ليلى سبق و أن قابلت سارة , هي تعرف أنها ممرضة مريم الخاصة , و لديها اذن مرور مفتوح لحالات الطوارئ , و لكنها لا تعرف بأمر طردها بعد , و الا ما كانت سمحت لها , بتجاوز مكتب الاستقبال , تماما كالضيوف الذين لا يملكون موعدا . تفاجأ علي لحضورها غير المتوقع , لكن دون أن يبدي ردة فعل أجابها ببرود تام " أخبريها أن ترحل , لا يمكنني رؤيتها " استغربت ليلى الأمر و لكنها أضافت , للتأكد من الأوامر قبل تنفيذها " لكنها قالت أن لديها شيئا هاما تعطيك اياه " شعر علي بالاستياء يجتاحه , لأن الكلمات تبدو مبتذلة , خصوصا من امرأة مثل سارة , لكن قبل أن يفتح فمه مجددا بالرفض , اقتحمت عليهما سارة المكتب دون انتظار الاشارة , لأنها أدركت أنه لن يستقبلها أبدا . حاولت السكرتيرة اخراجها بلطف , لكنها تسمرت مكانها كعمود انارة , و أصرت على البقاء و التحدث اليه , فما كان من علي الا أن أشار لليلى بالانصراف , حتى يعرف أية ألاعيب تريد تمثيلها أمامه الآن , و قد ضاق ذرعا بها و بخبثها . بقي علي جالسا مكانه يحدق الى سارة , بنظرات حاقدة تكاد تخترق وجهها , منتظرا ما الذي تريد قوله , دون حتى أن يسمح لها بالجلوس , يريدها أن تغادر في أقرب وقت , و الا لن يمانع استدعاء رجال الأمن هنا . وقفت سارة بملامح متصلبة , و قد علا التوتر وجهها الشاحب , ليلاحظ علي أنها لا تضع أية مساحيق , فيما بدت متعبة بشكل واضح , أمام صمتها رمقها علي بنظرة اشمئزاز , و عاد للتحديق الى أوراقه , كان يتجاهلها و كأنها حشرة غير مرئية , انقبض قلب سارة لمعاملته المحتقرة , فهي لم تعتقد بأنه سيحقد عليها , الى هذه الدرجة بسبب ملك , لتسارع الى قول ما أتت لأجله " أعلم أنك لا تريد رؤيتي , لكنني أتيت فقط لأعطيك هذا " قالت بنبرة مستاءة و مرتجفة , ثم تقدمت و وضعت أمامه حاسوبا صغير الحجم . توقف علي عن الكتابة بعدما قاطعته , للوهلة الأولى اعتقد أنه أمر سخيف , تريد سارة به كسب بعض الوقت , ليتغاضى عن رحيلها أو ربما لابتزازه , لكن بالتدقيق في الغرض الموضوع أمامه , أصيب بصدمة شحب وجهه و شخصت عيناه , و ارتجفت يده التي يضعها على الورقة , حتى أسقط القلم منها دون شعور منه . بلع علي ريقه بصعوبة و قد انخنقت أنفاسه , ضاق صدره و تعرقت يداه , و لم يستفق الا و سارة تعلق على الأمر بسخرية " ماذا ألا تتعرف على حاسوبك ؟ " رفع علي عينيه ناحيتها , و قد كانت نظرته مصعوقة كمن رأى شبحا , و بعد ثوان تمالك نفسه و سأل بملامح مندهشة " من أين حصلت عليه ؟ " كان صوته حادا و غاضبا بنبرة هامسة , فلم يقو على الصراخ رغم رغبته بذلك , و عاد للتحديق الى الحاسوب , و كأن شيطانا تمثل أمامه . جفلت سارة مكانها , و قد أخافتها نبرة صوته , لكنها أتت الى هنا من أجل هدف ما , و لن تغادر قبل اتمامه , لن يشفي غليلها غير شعور الذنب القاتل , الذي سيفرق بين ملك و علي . أخذت نفسا عميقا و أجابته " في ذلك اليوم بعدما أوصلك ابراهيم الى الفندق , من أجل حضور الحفل الخيري , اتصلت به بعدما أنهيت زيارة لدكتور جلال , في المشفى من أجل تحاليل مريم , و طلبت منه اعادتي معه الى المنزل ككل مرة , بعدما ركبت مباشرة , رأيت حاسوبك ملقى هناك بين رجلي , لم يبد أن ابراهيم انتبه لوجوده , و الا كان أعاده لك فورا , في البداية أردت أن أعطيه اياه , و لكنني غيرت رأيي " وقف علي من مكانه فجأة , و توقفت سارة عن الكلام , لكنه أشار لها بذقنه للاستمرار , فيما كان ينظر اليها نظرة تعنيف , يريد بقية القصة التي لا تصدقها أذناه . استمرت المرأة بعدها بكل ثقة " فضولي غلبني يومها , كان الجميع يتكلم عن عارضة أزياء جميلة , توشك على الزواج منها , و لكنني لم أعلم بأمرها , لذلك أردت أن أعرف من تكون " كان واضحا نبرة الغيرة في كلامها , و لكنها لم تكن تشعر بأي تأنيب ضمير , مما فجر غضب علي الذي تحرك من مكانه , و اتجه ناحيتها كالثور الهائج . وقف علي على بعد خطوة منها , محاولا السيطرة على غضبه , فما كان منها الا أن تراجعت خطوتين الى الخلف , لكنها استرسلت بكل وقاحة , و كأنها تحدثه عن استعارة قلم منه " لذلك وضعته في حقيبتي , و طلبت منه ايصالي الى شقتي بدل البيت , لكن حينما فتحته كان مشفرا , جربت الكثير من كلمات الدخول دون جدوى , توقفت بعدها عن المحاولة و ألقيته جانبا " تذكر علي ليلتها أن ابراهيم أخبره بالأمر فعلا , و هو سمح له باصطحابها معه , و لم تكن أول مرة يحصل فيها ذلك , فسارة كانت واحدة من أصحاب البيت القلائل , الذين يسمح لهم باستعمال سيارته , و أغراضه بعيدا عن الشبهات , بعدها هو لم يشك فيها , لأنه كان متأكدا من أنه فقد حاسوبه , بعد دخوله الى جناحه و ليس قبله . حاول علي بعدها تجميع قصاصات الأحجية , التي شوشت عقله لأشهر , فقد تذكر أيضا أنه حينما كان في طريقه الى الفندق , و قبل الوصول اليه بخمس دقائق , داس ابراهيم الفرامل فجأة ليخبره , أن طفلا أفلت يد والدته و عبر الشارع , و الذي باغته و كاد يدوسه , حينها كان علي ملته بالمكالمة الهامة التي وصلته , عن مشكلة خطيرة في أحد مشاريعه , و لم يعر ما حصل انتباها , ليشير الى ابراهيم بالاستمرار بالقيادة , حتى لا يتأخر على ضيوفه , " أكيد تلك المكالمة أربكته , و هو أوقعه حينها دون انتباه , و لم يره تحت المقاعد بسبب الظلام , بعدها هو حمل الحقيبة فارغة معتقدا أنه فيها " بادراك ما حصل و كأنه وقع البارحة , تقدم علي فجأة و أمسك بذراعها بقوة , ليصرخ في وجهها بسخط " لم لم تعيديه ؟ " أجابت سارة بنبرة متوترة , و قد بدأت تخاف من أن يؤذيها حقيقة , لتعترف بكل ما في جعبتها " حاولت ذلك بعد العودة الى البيت , أردت أن أتركه في مكتبك أو غرفة نومك , اعتقدت أنك لن تتذكر أين تركته , و سيبدو الأمر منطقيا , لكنك تغيبت ليومين , و حينما عدت كنت مغتاظا جدا بسبب اختفائه , عرفت حينها أنك قلبت الدنيا عليه , و أنني لن أستطيع خداعك بدسه في أي مكان , حينما سمعتك تتحدث مع كريم , عما سيحصل للطبيبة بعد أن اتهمتها بسرقته , خفت و قررت التريث لفترة , و التفكير بأخذ اجازة قصيرة , لكن بعدما عرفت بما حصل , مع ملك بسبب شكك فيها , قررت ألا أعيده أبدا و أتجاهل الأمر تماما " بسماع ذلك تحولت ملامح علي الى غضب عارم , أمسك سارة من كتفيها , و بدأ في رجها دون وعي منه " يعني هذه الورطة طوال الأشهر الماضية , كانت بسببك أيتها الحشرة ؟ هل أنت انسان حتى ؟ ألا تمتلكين أية مشاعر بالذنب , لأن أحدهم دفع ثمن فعلتك ؟ يا الهي يعني تلك المسكينة , لم تلمحه حتى بعينيها , و أنا اتهمتها زورا بدلا عنك ؟ يا الهي كيف أمكنني أن أكون أعمى البصيرة الى هذه الدرجة ؟ كيف أمكنني أن أعتبرك هكذا محل ثقة ؟ " كان علي يردد عبارات غير متراكبة , و كأنه يهذي أو أنه فقد صوابه , لدرجة بثت الرعب في قلب المرأة أمامه , فهو لم يتخيل أن يصل هوسها به الى هذا الحد , حاولت سارة أن تتملص من قبضته , خشية أن يؤذيها دون جدوى , حيث كان علي غاضبا جدا , كما لم تره يوما , و قد بدأ استجوابه للتو بعد أن تذكر أمرا آخر " و الصفقتين اللتين خسرتهما ؟ هل فتحه أحدهم , هل رأى شخص آخر ما بداخله ؟ أجيبيني " و صرخ أخر كلمة انتفض معها عرق في جبينه , هزت سارة رأسها برعب نافية " لا , حينما فشلت في فتحه وضعته جانبا , أعلم أنه حاسوبك الخاص , لم أتجرأ على أن أدع أحدا غريبا يلمسه " أطلقها علي فجأة و تراجع خطوة الى الخلف , واضعا يده على رأسه , غير مصدق لما يسمعه " يعني حتى تلك الخسارة كانت مجرد صدفة ؟ يا الهي ما الذي فعلته أنا ؟ رحماك ربي " كان يتمتم بينه و بين نفسه , و كأنه مغيب العقل في هذه اللحظة دخل كريم المكتب , بعدما استدعته ليلى بسبب الصراخ , فقد خشيت حصول أمر مفجع , خاصة أن علي رفض مقابلة سارة من الأساس , لم يفهم كريم ما الذي يحصل بالضبط , كانت سارة تقف ملتصقة بالحائط , و كان وجه علي شاحبا لدرجة مخيفة , و ملامحه يملؤها الغضب و السخط , بمجرد أن لمحه أشار اليه " أخرجها من هنا حالا , أطلق عليها الرصاص اذا استطعت , لا أريد رؤيتها حية " صرخ علي بأعلى صوته , ارتجفت معها جدران المكان . لكن سارة كانت مصرة , على اثارة جنونه و تحديه , تريد تخليص ثأرها من خيبتها به " أردت أن أعلمك أن لا داعي لازعاج نفسك , أنا لن أغادر من هنا أبدا , سأبقى و أتفرج عليك , تخسر كل ما حلمت به مع تلك الحمقاء , أردتك فقط أن تدرك , أنها لن تسامحك يوما , لأنك ظلمتها بقسوة و دون وجه حق , و أنا سعيدة لأن ذلك حصل بسببي , ستعيش دائما في ندمك و حسرتك , و سأحرص على تدمير كل شيء جميل بينكما " كانت نبرتها الانتقامية واضحة . اشتعلت نار الغضب في قلب علي بسماعها , و في لمحة بصر تقدم ناحيتها بخطوات سريعة , و في ثوان كان يطبق على رقبتها بيديه الاثنتين , و يضغط بشدة يريد روحها , قبل أن يتدخل كريم و يبعده عنها بالقوة , لا يريد لصديقه أن يرتكب جريمة , بسبب امرأة عديمة الأخلاق , و سارع لنهرها بنظرة قاتلة " غادري فورا أو سأكون أنا من سيخنقك " رمقتهما سارة بنظرة غل كريهة , و هي تحك رقبتها و تحاول التقاط أنفاسها , ثم استدارت بعدها مباشرة و غادرت المكتب " أتمنى أن تعيش في الجحيم ما بقي في حياتك , و ألا تسامحك تلك البلهاء أبدا " كان آخر ما قالته و هي تلعنه بلغتها الأم , مع ضحكة هستيرية توجت بها زيارتها الكارثية . " دعني كريم , أريد قتلها لأشفي غليلي منها " حاول علي التملص من قبضة صديقه , الذي رفض افلاته و هو يحتضنه تحت ابطيه " دعها لي سأحاسبها بنفسي , لا داعي لتلطيخ يديك " خاطبه كريم بنبرة متأنية , و أطلقه حينما أصر علي عليه عاد علي و وقف أمام مكتبه يحاول التقاط أنفاسه , و بقي كريم واقفا مكانه , لا يفهم معنى ما سمعه قبل قليل , و لا ما سبب ثورة علي الغريبة ليسأله بترو " ماذا حدث ؟ " أكيد هي مصيبة أفضع من قصة تخذير ملك , فعلي يبدو كمن تلبسه جن في هذه اللحظات . بسماع السؤال طأطأ علي رأسه قليلا , يحاول استرجاع أنفاسه المختطفة , و هو يشعر أنه على وشك فقدان وعيه , لكنه لم يستطع الاجابة , و لا أن يقول حرفا واحدا , قبل أن يقطع عليه كريم أفكاره مجددا يحاول الاطمئنان عليه " هل أنت بخير ؟ " أشار علي برأسه نافيا " لا " هو أبعد من الشعور بأي خير في هذه اللحظة . تحت أنظار كريم المستغربة , مد علي يده و تلقف الحاسوب , الذي ألقاه في حضن صديقه , و هرول خارجا من المكتب دون وجهة واضحة , لم يصدق كريم عينيه , برؤية الجهاز الذي يعرفه جيدا , فهو لم يفارق علي لحظة قبل اختفائه . فهم كريم سريعا ارتباط عودته بظهور سارة , و الأسوء أنه فهم سبب ردة فعل علي المخيفة , كريم يتذكر جيدا عملية التمشيط الدقيقة , لكل مكان تقريبا بحثا عنه , يتذكر كل ما حصل مع ملك و علي من جنون , بعد افتراضه أنها أخذته , و باعته لأحد المنافسين ثم اعلانه الحرب عليها . بدا الأمر حساسا جدا و معقدا , فهو يدرك جيدا مدى المشاعر , التي يحملها علي لملك حاليا , رغم أنه برأها منذ وقت طويل , قبل حتى ظهور الحاسوب , الا أنه متأكد أن علاقتهما , ستصير أسوء بظهور الجاني الحقيقي , خاصة أن سارة فعلت ذلك بسبب مشاعرها ناحية علي , و ملك لن تسامحه يوما على ما حصل لها بسببه . فكر كريم قليلا و قد شعر بقلة الحيلة , فلا شيء يمكنه فعله لحل هذه الأزمة الجديدة , فما كان منه الا أن غادر الشركة ملاحقا صديقه , لا يريده أن يرتكب حماقة في لحظة جنون . و أخيرا ظهرة حضرة الحاسوب المفدى , مطلب الجماهير العريضة منذ مدة من يتذكر الحاسوب ؟ و من شك في سارة مسبقا يجي هنا 😉 في رايكم ماذا سيكون موقف علي لاحقا ؟ 😘💞💞 ....... | ||||
06-12-20, 10:55 PM | #1304 | |||||
| اقتباس:
يعزك ربي حبيبتي و يبارك في عمرك و قلبك 💖💖💖💖 انت أروع بهذه المشاعر الجميلة و الكلمات الطيبة 🌹🌹🌹 بالنسبة للرواية لايزال لدي الكثير لقوله انا بالي طووووووويل و راح يكون كل شيء بأوان 😉 اما التنزيل اليومي فغير ممكن حاليا كما ترين البارتات صارت طويلة جدا حوالي ثلاثة أضعاف الفصول الأولى و تأخذ مني الكثير من الوقت و الجهد 😔 شكرا للحماس و الدعم 😘💖💖💖🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹 | |||||
07-12-20, 12:11 AM | #1305 | ||||
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 99 ( الأعضاء 41 والزوار 58) ملك علي, أميرة الساموراي, ام ارومة, الصلاة نور, انجيليك, موضى و راكان, كنوز كنوز, ايمان الجزيري, أميرةالدموع, amana 98, سبحان اللة وبحمدة, سحاب الحربي, حوراء ١, راء!, Rosey36, زمردة الاسلام, testarosisa, هانا مهدى, رششا, رحاب نبيل+, مروة عز, Kemojad, the dream song, hbooya, ابنة العرب, ميمي777, فيروزية الهوى ه, Perr, نجمة القطب, نادية الليل, همس الضلال, monyati, تماارا+, بلانش, وردة الطيب, NoOoShy, هدى نور الدين, أمنيات بريئة, Hiba mohamed, Berro_87, Alaa_lole شكرا حبيباتي 💖💖💖🌹🌹🌹 رغم ان صمتكم يوترني ما فهمت والو 🙄 اما ان البارت لم يرضي توقعاتكم او ان كل دا من حلاوتها 🧐🙄 Hello anybody here 🤯☺️ | ||||
07-12-20, 12:48 AM | #1306 | |||||||||||
نجم روايتي
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 106 ( الأعضاء 39 والزوار 67) موضى و راكان, زمردة الاسلام, سعيده ببلادي, نوره خليل, ام ارومة, الصلاة نور, انجيليك, كنوز كنوز, ايمان الجزيري, أميرةالدموع, amana 98, سبحان اللة وبحمدة, سحاب الحربي, حوراء ١, راء!, Rosey36, testarosisa, هانا مهدى, رششا, رحاب نبيل, مروة عز, Kemojad, the dream song, hbooya, ابنة العرب, ميمي777, فيروزية الهوى ه, Perr, نجمة القطب, نادية الليل, همس الضلال, monyati, تماارا, بلانش, وردة الطيب, NoOoShy, هدى نور الدين, أمنيات بريئة, Hiba mohamed أيوه كده على أربك ملك بمشاعره تجاهها و جميل منها أنها بتشعر بالأمان فى وجوده أحزنتنى مشاعر والدها و اعتقاده أنها نسيتهم بالنسبة لسارة أرجو أن يخنقها كريم و يريحنا منها و هى محتفظة بالحاسوب و أحنا بندور عليه مع على طوال الفصول الماضية تسلمى يا ملوكة و ربنا يسعدك و يحفظك من كل شر | |||||||||||
07-12-20, 01:37 AM | #1307 | |||||
| اقتباس:
شكرا يا جميلة دايما جابرة بخاطري 😘💖💖 سيتغير مسار الأحداث ابتداءا من هذا الفصل 💞💞💞💞💞 | |||||
07-12-20, 01:43 AM | #1308 | ||||
| البارت تحففففففففه .. تسلم افكارك و ايدك عز صعب عليا جداااا .. و كتير المظاهر بتخدعنا مريم ما بنتش و خطوتها لتقريب ملك من علي فرحت لكريم و اسيل و منتظرة خطوبتهم على خير بدون مشاكل ... بس المفروض مكنش قلها على حياه علي و علاقته بملك و مريم لانها ممكن تثرثر و خصوصا باباها و مراته بيحبو ينشرو الاخبار سارة دي المفروض تتسمى حيه مش سااارة ... فظيعه و كانت عارفه بموضوع علي و ملك و ساكته عالظلم حسبي الله ملك ملوكه حبيبتي ... انا بحب الاسم ده جدااا و حبيته اكتر لانه اسمك و شخصيه الملاك في روايتك هفرح لو حست بعلي و خصوصا ندمه و اهتمامه بيها و حبه ليها و هو اتعاقب بالقرب البعيد عنها و عرف قيمتها بجد امتعتينا و هنتظر البارت اللي حاي بفااااارغ الصبر متتأخريش .. ودمتي في رعايه الله و حفظه | ||||
07-12-20, 02:01 AM | #1309 | |||||
| اقتباس:
شكرا عزيزتي مسرورة لأن التطورات أعجبتك 💖💖 بالنسبة للي يقول لازم علي يعوض ملك فأنا شايفة أنو عذابو المستمر افضل تعويض من الله ليها خصوصا أنها السبب فيه اما كريم فهو يثق في اسيل و الا ما خبرها 💞💞 ان شاء الله راح اكون في الموعد رغم معاناتي مع ضيق الوقت و ضغط العمل و رغم أنني لا اجد الدعم الا من القلة القليلة لكن كما قلت في البداية أنني سانهي روايتي كما أحلم بها حتى لو كان القراء شخصا واحدا 💖💖💖💖💖 | |||||
07-12-20, 08:08 AM | #1310 | ||||
| يا سلااااام عليك يا ملك دائما تبدعي وابهرينا في كل فصل 🥰 ماتوقعت ابدا انه الحاسوب عند ساره المجرمه 😡 احزنني جدا والد ملك 🥲 مواقف علي وملك واهتمامه بها رائعه 😍 دائما اكرر وأقول انت مبدعه وراااااائعه في سرد الاحداث حفظك ربي ووفقك لما يحب ويرضى 😘😘 | ||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ، |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|