آخر 10 مشاركات
دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          عيون الغزلان (60) ~Deers eyes ~ للكاتبة لامارا ~ *متميزة* ((كاملة)). (الكاتـب : لامارا - )           »          93- رجل من ورق - كارول مورتمر - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          خلاص اليوناني (154) للكاتبة: Kate Hewitt *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          شريكها المثالي (50) للكاتبة: Day Leclaire *كاملة* (الكاتـب : Andalus - )           »          حقد امرأة عاشقة *مميزه ومكتملة* (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          عزيزتى لينا (61) للكاتبةK.L. Donn الجزء4من سلسلة رسائل حبLove Letters كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ألـمــــاســة الفــــؤاد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          عزيزى مافريك(60)للكاتبةK.L. Donn الجزء3من سلسلة رسائل حب Love Letters .. كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree678Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-12-20, 05:43 PM   #1701

Kimso

? العضوٌ??? » 405345
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 237
?  نُقآطِيْ » Kimso is on a distinguished road
افتراضي


رواية مشوقة وبانتظار القادم

Kimso غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-12-20, 06:38 PM   #1702

شهيناز21

? العضوٌ??? » 418670
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 308
?  نُقآطِيْ » شهيناز21 is on a distinguished road
افتراضي

اين باقي الرواية البارت 108

شهيناز21 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-12-20, 06:44 PM   #1703

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شهيناز21 مشاهدة المشاركة
اين باقي الرواية البارت 108

تجدينه في الصفحة 165


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-12-20, 07:25 PM   #1704

سبحة علي

? العضوٌ??? » 482781
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 2
?  نُقآطِيْ » سبحة علي is on a distinguished road
افتراضي

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

سبحة علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-12-20, 08:17 PM   #1705

ملكة زمن

? العضوٌ??? » 477575
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 102
?  نُقآطِيْ » ملكة زمن is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم 👋👋👋👋
نتمنى يكون تم تصليح المشكل في الحاسوب ونحن بانتظار البارت بإذن الله دمتي سالمة تحياتي 😘😘😘😘


ملكة زمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-12-20, 08:56 PM   #1706

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملكة زمن مشاهدة المشاركة
السلام عليكم 👋👋👋👋
نتمنى يكون تم تصليح المشكل في الحاسوب ونحن بانتظار البارت بإذن الله دمتي سالمة تحياتي 😘😘😘😘


و عليكم السلام ان شاء الله التنزيل بعد ساعة من الآن


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-12-20, 10:06 PM   #1707

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي




البارت التاسع بعد المائة موعد على العشاء 💕





" مساء الخير "

همست بين شفتيها بنبرة مثيرة مغرية , محاولة لفت انتباه الرجل , الذي خطا لتوه من الباب ,
و الذي لم يكلف نفسه , حتى عناء السؤال عن صاحبة البيت .



أخذ علي نفسا عميقا , و شرع في خلع سترته بتأن , قبل أن يجيبها بصوت يملؤه السأم

" مساء الخير "


رغم أن نبرته كانت تصرخ ممنوع الاقتراب , الا أنها لم تهتم يوما لردات فعله المعادية ,
لكل ما يصدر منها فلم ستفعل الآن ؟


تقدمت المرأة تتمايل بكل غنج و دلال , و مدت يدها ذات الأصابع الرقيقة , و الأظافر المشذبة بعناية و المطلية باللون الأحمر ,
لتلتقط سترته التي سارعت لتعليقها على المشجب ,


و عادت لتقف قريبا منه , في احدى محاولاتها المستميتة , لايقاعه في حبائلها و التأثير عليه جسديا على الأقل ,
بما أنها يئست من اختطاف قلبه , كما منت نفسها طويلا قبل الزواج .




كانت ملامح علي باردة كالجليد , بحدقتين زجاجيتين لا يقرؤ منها شيء ,
عيناه تحملان نظرة حادة كصقر , يوشك على الفتك بفريسته , ليمزقها اربا لا ليفترسها ,

لكنها معه صارت تعشق البرد , الذي ترسله كل ذرة من كيانه , تماما كما عشقت كل تفصيلة , مهما كانت صغيرة تخصه لدرجة الهوس ,


تشجعت المرأة المولعة أخيرا , و رسمت أكثر ابتسامة مثيرة تجيدها , مسحت بعينيها جسد الرجل أمامها بوله لم تخفه ,

قبل أن تمد يديها مجددا , و تضعهما على كتفيه المتشنجة , و تبدأ في حركة متواترة لتمسيدهما ,
مدعية اعطاءه مساجا سريعا , للتخفيف من تعبه و انهاكه ,


لكن ما كانت تفعله في الحقيقة , كان أبعد من مجرد لمسات بريئة , و الرجل أمامها أكثر خبرة , من أن يفوت مقاصدها الواضحة ,

تشنج جسده كله و اختلجت عضلاته , فجأة حينما دنت من أذنه , و همست له بكلمات فيها بحة مغرية ,
و قد تجرأ ذلك العطر الفخم الذي تضعه , على دغدغة مشاعره المحنطة منذ زمن طويل .




" لقد جهزت لك الحمام , خذ دشا دافئا بعدها سنأكل معا ,
كنت أنتظرك و قد طبخت لك بيدي "


ثم تراجعت قليلا تحدق الى عينيه , اللتين تحملان صد العالم فيهما لها وحدها ,
مقاومة تغذيها كرامته المجروحة , من فكرة أنه أجبر يوما على هذا الزواج ,


لكنها كانت تلمح تلك الجذوة من الاثارة , تستعر في أقصى زاوية من روحه محاولا اخمادها , و التي تخبرها أنها تؤثر عليه و لو قليلا ,

و هي ستتمسك بها و تقيدها من روحها اذا تطلب الأمر , اذا كانت النتيجة أن يحترقا , في النهاية بلهيب حبها المهووس له .



ألقى علي نظرة آلية , على الطاولة المقابلة في قاعة الطعام , كانت هناك الكثير من الزينة و الشموع , و كأنهما سيحتفلان بأمر ما كزوجين طبيعيين سعيدين ,

كانت تحمل كل ما يحبه من أطباق , و هو متأكد من أن والدته , قد ساهمت مجددا في بيعه لها
من أجل مساعيها اليائسة , لدفعه لاتمام هذا الزواج البائس ,

فهذه المرأة أكثر غرورا , من أن تقف من أجل خاطره , في المطبخ لساعات كما حاولت ايهامه .



عاد الرجل المتصلب البارد , و رمقها بنظرة متمعنة فيما تلبسه , مانحا اياها أملا جعل قلبها يدق دون هوادة ,

كانت تضع عليها ثوبا حريريا أسود اللون , يضم جسدها المثير مظهرا كل تضاريسها , التي تفقد أي راهب عقله و رصانته ,

طافت عيناه على كامل جسدها بثبات , وصولا الى حذائها ذو الكعب العالي , و الذي جعلها تقف ندا له بكل شموخ ,

عاد و حدق في شعرها الحريري الأسود , و عينيها اللتين تنافسان خصلاتها الداكنة سوادا ,
و اللتين كانتا تلمعان بانتصار خفي , و كأنها نالت الجائزة الكبرى .



لطالما كانت أميرة أيقونة في الأناقة و الأزياء , و الكثيرون كانوا يحسدونه بالفعل على زواجه منها ,
فهي كما يقال تبرع في ارضاء أي رجل ترضى عنه ,

لكنه وحده يعرف أنها مجرد قشرة زائفة , لروح بشعة برائحة نتنة , تثير اشمئزازه لا عواطفه ,

مجرد طلاء رخيس لامرأة , بامكانها فعل أي شيء لتحقيق ما تريده ,
و ما تريده الآن و بجنون هو وصاله , الذي بخل بها عليه حتى و هي زوجته ,


لا لشيء سوى لأنه أقسم , ألا يكون لعبة في يد امرأة جشعة ,
تعتقد نفسها بغرور بالغ , قادرة على جعله يجثو على ركبتيه , بمجرد اظهار بعض المفاتن الآنية , و ليس هناك أكثر من أميرة عشقا للتحدي .



ارتجف قلب أميرة من نظراته المتفحصة , التي اعتقدتها نظرات اعجاب , لتشعر بالانتشاء و قد عزز ثقتها في نفسها , على أنها توشك أن تنال مرادها ,

و أن علي سيعيد اليها أخيرا , مجدها البائد في الاغراء , الذي كانت ملكته المتوجة دون منافس ,
و الذي داسه هذا الرجل بقدميه دون رحمة , يوم اشترط عليها ذلك الشرط اللعين .



تصلب علي في وقفته دون تقدم أو تراجع , مما أعطى المرأة أمامه , التشجيع الكافي للاستمرار فيما تفعله , رامية بكرامتها عرض الحائط ,

و أية كرامة أو كبرياء قد تمنعها , من الاستسلام للرجل الوحيد الذي أحبته .




ركزت نظرها في عينيه الغامضتين , و استطالت لتدنو منه قاصدة شفتيه ,
تنشد قبلة تعيد احياء روحها , التي جفت من جفائه لها و بخله عليها ,


تتبع علي حركتها البطيئة , و كأنها كانت تطلب اذنه بطريقة مستترة , بمجرد أن صارت على بعد شعرة من شفتيه ,
انطلق صوته الذي لا يتحفها كثيرا بسماعه , و قد كانت نبرته ممتعضة و زاجرة

" ما الذي تفعلينه ؟ "



أجفلت أميرة من صوته ليس لأنه أخافها , و لكن لأن نبرة الاهانة و النفور فيه , لم تكن مراعية أبدا
و متى راعى هذا الرجل مشاعرها , حتى يخفي مكنونات صدره , التي تمقت قربها منه .


تراجعت أميرة خطوة الى الوراء , و كأن أفعى سامة لدغتها , وقفت تائهة تحدق بنظرة مجروحة , في هذا الرجل متحجر القلب جاف المشاعر ,
كصحراء قاحلة لا تظهر الا سرابا , يختفي بمجرد أن تدنو منه , ليتركها ظمآنة حد الموت ,

بروح كالرمضاء لا يفلح معها شيء , من محاولاتها لريها و احيائها , و لولا أنه متزوج و لديه طفلة , لاعتقدت أنه عاجز في هذا المجال .



لكنها لملمت كرامتها الهشة , التي بعثرها بسؤاله المختصر , و لم يكلف نفسه حتى عناء الانصراف من أمامها ,
فقط ليؤكد لها أنها و الباب , الذي دخل منه للتو سواء بالنسبة له ,


لطالما طمأنت أميرة نفسها أنه يختفي بالأيام , و لا يتنازل حتى للسؤال عن حالها ,
لأنه كان يتهرب من تأثيرها عليه , و خوفا من ضعفه أمامها ,

مما كان يخفف وطأة المهانة , التي كانت تئن بها أنوثتها و كبرياؤها .



" هو لا ينفر مني و لا يكرهني ,
هو فقط لا يراني في مجاله حتى يتأثر بي "


كانت أميرة تردد هذه العبارة , لوقت طويل على نفسها بمنتهى الاصرار ,
محاولة رفع معنوياتها المحطمة بسبب مقاطعته ,

لكن كل شيء انهار في تلك الليلة منذ شهرين , حينما تجرأت و اقتحمت غرفته و سريره ,
مستخدمة كل أسلحة الاغراء التي تعرفها ,
متأكدة من انتصارها على صده المقيت , فهو في النهاية رجل , و هي امرأة تجيد أصول اللعبة ,


و محاولة الحصول على ما تتحرق له , منذ وقعت عيناها على علي , و قد قررت أنها تريده و لن تتخلى عنه ,


ليلة واحدة فقط ليلة واحدة , هي ما كانت تحتاجه لتحمل بوريثه الوحيد , و ليصبح هذا الرجل كالخاتم في أصبعها ,

لكن الوضع انتهى بها مطرودة , من هناك شر طردة , مع الكثير من الكلمات المهينة و المؤلمة ,
و التي احتاجت لوقت طويل من محو الذاكرة , حتى تتشجع و تعيدها هذه الليلة , مقاومة كل مخاوفها من اذلال جديد .



" نعم هو زوجها حلالها , و لا اهانة في استمالته أو اغرائه ,
ما دامت تفعل كل ما هو مباح "

كانت الكلمات التي تنوم بها كرامتها المجروحة , و التي أيقظها علي بسؤاله الساخر قبل لحظات .




أخذت أميرة نفسا عميقا , لتهدئة البركان الذي على وشك الانفجار , استعادت صلابتها التي يعرف علي , أنها أكثر صفة حقيقية في شخصيتها , و بادرته بنبرة واثقة

" أقبل زوجي ؟ ألا يحق لي ؟ "



حدق علي ناحيتها لثوان , قبل أن ينفجر بالضحك سخرية منها , ضحكة اخترقت قلبها و أدمته قبل أذنيها ,
فهذا الرجل هو الانسان الوحيد , الذي يجيد تحطيم عزيمتها بمجرد ضحكة , و هي من منحه هذه القدرة .


سرعان ما تمالك علي نفسه , ليسألها بنبرة تشبه الفحيح

" من منحك هذا الحق ؟ "



بلعت أميرة ريقها بعناء , و قد قررت أن تلعب كل أوراق حظها الليلة , لتجيبه ببساطة

" عقد الزواج الذي بيننا "




هز علي رأسه استنكارا لجرأتها , و ظهرت ابتسامته الساخرة مجددا على جانب شفتيه ,
و قد بدت أكثر ايلاما من ضحكته السابقة


" عقد زواجنا فعلا ؟
أعتقد أنك فقدت ذاكرتك , اذ نسيتي الاتفاق بيننا "

يقصد أن يكون زواجا على ورق بغرفتين منفصلتين , حتى يقرر هو أن يرسمه , بعلاقة حقيقية حينما يصبح جاهزا .





ردت أميرة سريعا بنبرة مجروحة , فقد توقعت ذكره هذا الشرط الأحمق , الذي وافقت عليه في لحظة غباء ,
اعتقدت فيها أنها قادرة , على جعله يلغيه بنفسه , بعدما تطبق عليه تكتيكاتها الأنثوية ,


لكن ظنها خاب بطريقة مزرية , و هاهي تقف الآن ذليلة تحاوره بشأنه , عله يتنازل أخيرا و يرحمها

" لا لم أنس , لكنك قلت أن علاقتنا , ستصبح حقيقية حينما تكون جاهزا ,
و قد مر الكثير من الوقت بالفعل , لتتعود على وجودي في حياتك ,

و هذا الصد و الحرمان الذي تبادلني اياه حرام شرعا , أنا لدي حقوق عليك مراعاتها "



توترت عضلة في فك علي و تهدجت أوداجه , أصبحت نظراته نارية جعلتها ترتجف مكانها ,
ليبادرها بصوت بارد كالجليد

" حرام ؟ "


صمت للحظات قبل أن يضيف

" و هل من الحلال أن تتصرفي , بخبث و حيلة و انحطاط , لتضغطي على والدتي كي تزوجنا ,
مستغلة احترامي لها و وعكتها الصحية ؟

هل من الحلال اقتحام عائلة امرأة أخرى , لاختطاف زوجها و احتلال مكانتها ؟

هل من الحلال ابتزاز أحدهم بنقطة ضعفه , فقط لأنك قررت في لحظة غرور ,
أنك تريدينه عند قدميك ؟ "


صرخ علي آخر كلماته بغيظ مدمر , فهذا ما وصله من أصداء , عن أميرة قبل أن يرتبطا , و قد كانت دائرة معارفهما مشتركة .




ارتجفت أوصال المرأة أمامه , أغمضت عينيها للحظات , حتى تستعيد رباطة جأشها التي شحذتها لأيام , و التي على وشك أن تشهد انهيارها أمامه ,

لكنها عادت و فتحتهما سريعا , و قد احتقنتا بدموع تحاول حبسها , لا تريده أن يشمت بها و باهانتها


" أنا لم أبتزك أنا أحببتك , و قاتلت من أجل أن نتزوج "




اتسعت عينا علي بدهشة , فهو لا يصدق قلة حياء هذه المرأة التي ارتبط بها , في لحظة ضعف و اذعان


" عزيزتي اذا اختلطت عليك الأمور , فالحب يحتاج مبادلة حتى يكلل بنجاح ,
لست قطعة حلوى ترغبين بها لتشتريها ,

و أنا بكل فخر لا أحبك , و لا أعتقدني أفعل يوما , أتعرفين لماذا ؟ "



أوقف تصريحه الخالي من أية رحمة قلبها , و تجمدت مكانها منتظرة باقي الموشح ,
دون أن ترد عليه بالرفض أو القبول , هي استفزته و عليها سماع ما يقوله ,


و قد خمنت بالفعل أنه سيكون , أسوء من الموت نفسه حينما يتلفظ به ,
فلا أحد في حياتها كلها يمتلك اللسان اللاذع , الذي يتمتع به زوجها العتيد


و لم يخيب علي ظنها حينما قصفها بكل قسوة

" أنا لا أحبك لأنني لا أثق بك ,
و لا أتصور امرأة أنانية مثلك يوما أما لأطفالي "


بالنسبة لعلي فالأمر نفسي أكثر منه جسدي ,
الحب لا علاقة له بعواطف جياشة , أو قلب يذوب من نظرة عين أو ابتسامة ,
الحب لا علاقة له برغبات حيوانية تتبخر مع الوقت ,


الحب بالنسبة له مرتبط بالثقة , لا يمكنه أن يصل اليه دون أن يمر بمحرابها ,
الثقة التي لا يمنحها , الا لعدد قليل ممن حوله , و اللذين يمرون باختبارات روحية قاسية , يجريها بنفسه و لمرة واحدة ,
فهو مجنون و عديم الثقة بالآخرين الى هذا الحد المخيف .

و أميرة لم و لن تكون أحدهم , لأنها فقدت فرصتها الوحيدة , قبل حتى الحصول عليها بكل ما فعلته .




بسماع ما قاله تخبطت روح المرأة أمامه , كحمامة أصابتها رصاصة , توشك على أن تسلم روحها ,

و كان ردها مستفزا , فهي ليست ممن يصمتون حينما يهانون , و هي لا تجيد الردود اللبقة أمام الكلام المنتقد


" آه نسيت أنك تحب زوجتك المريضة , التي لا تستطيع حتى ...."




لم يسمح لها علي بالاسترسال , و قد خمن مسار حديثها المغلول , دنا خطوتين سريعتين منها , أمسك بذراعها و شدها ناحيته ,
مرسلا نظرات قاتلة ناحيتها , و قد أشعلت فتيل غضبه أخيرا


" اياك ثم اياك أن أسمعك , تهمسين بكلمة واحدة عن مريم ,
أقسم سأجعلك عبرة لم لا يعتبر ,
تلك المرأة التي لا تعجبك ظفرها يساوي رقبتك , و أنا لا أحتاج آراءك المقيتة لأحبها ,


و كلمة أخيرة اسمعيها مني , اذا أردت أن يستمر هذا الزواج البائس ,
فابقي ساكنة هنا في البيت الذي وفرته لك , و الذي لم تكوني تحلمين بعشره فخامة و رقيا ,

و بدل تضييعك وقتك الثمين , في حياكة المصائب و الحيل لايقاعي ,
صل ركعات لله و ادعه باخلاص , أن يتغير قلبي قبل أن يشيب شعرك ,
لأنني صراحة لا أخطط لالغاء ذلك الشرط , قبل عشر سنين على الأقل "



اتسعت عينا المرأة رعبا , مما صرح به بكل غل , و هو يكز على أسنانه , فهي أكثر من يعرف أنه لا يلقي بالكلام جزافا ,


اذا كان صده لها جرحها بعمق , فتقليله من شأنها الذي لا يرقى حتى , الى مقام امرأة سقيمة بالنسبة له طعنها في الصميم ,

فأي شيء أسوء من أن تخسر أمام شبح امرأة , لا تملك ذرة مما تملك هي , مما زاد في اذلالها و عذابها .




لدقيقتين تاهت كلماتها و انعقد لسانها , و لم تنتبه الا حينما أطلقها علي , مبعدا اياها عن طريقه كحيوان موبوء ,
ثم اختطف سترته من مكانها , و غادر مجددا صافقا الباب وراءه ,

لتنهار أميرة أخيرا خلف الجدران الباردة , باكية حظها النحس الذي قيدها برجل لا يرحم .




بعد ساعتين هدأ نشيجها , و لمعت عيناها بفكرة شيطانية ,
هو متعلق بتلك الكسيحة , و هي ستعلمها بكل ما يحصل بينهما , لترى ان كانت ستحبه بعد ذلك و تبقى معه .



تذكرت أميرة كيف قصدت , في اليوم الموالي بيت علي , بعدما تأكدت أنه غادر الى عمله ,

و كيف اعترضت تلك المرأة العجوز التي يوظفها , طريقها بكل جرأة و قلة احترام , لتطردها بصراحة و تطلب لها حراس الأمن ,


استرجعت أميرة كيف صرخت , و رفعت صوتها يومها كالمجنونة , كامرأة يائسة فظة آتية من الشارع ,
و قد أفقدها ما بثه علي من سموم في قلبها , كل ذرة رقي تمتلكها ,
لتوصل الكلام الى زوجته المريضة , علها تموت و تريحها و تحرق قلبه عليها .


لكن لم يحصل شيء مما تمنته , سوى أن الحراس أخرجوها عنوة , من هناك مجرورة ككيس قمامة ,

ليزورها علي خلال ساعة واحدة , ملقيا عليها يمين الطلاق و هو في أوج غضبه ,
اليمين التي أفقدتها عقلها , و جعلتها تفر من البلد كلها الى لندن , لتقيم فيها فترة طويلة , محاولة اعادة بناء حياتها .





" أميرة , أميرة ما بك ؟ "

نادت عليها شقيقتها الصغرى خلود , مخرجة اياها من دوامة ذكرياتها الأليمة ,
لترمش مرتين محاولة حبس دموع القهر , لما آلت اليه حياتها ,

مسترجعة آخر لقاء بينها و بين علي , و الذي انتزع منها روحها دون رجعة , ليتركها خيال امرأة كانت يوما سيدة النساء .



تنحنحت أميرة بارتباك قبل أن تجيبها , محاولة الحفاظ على ثباتها

" لا شيء خلود , ماذا تريدين ؟ "

هزت الشابة كتفيها و ناولتها قدح قهوة , طلبت منها اعداده سابقا

" لا شيء ؟
أنا أكلمك منذ ربع ساعة , و أنت في عالم آخر ,
ماذا دهاك هل أنت بخير ؟ "



تأففت أميرة من السؤال السخيف , الذي يكرره الجميع منذ يوم عودتها , مما اضطرها الى الانتقال للاقامة , مع شقيقتها في شقتها الخاصة ,
و التي اقتنتها لأنها قريبة من مقر عملها , علها تحظى ببعض الخصوصية و الهدوء


" طبعا بخير ماذا ترين ؟ "

كالعادة تكابر دون تردد



" أرى أنك لا زلت متعلقة بأوهام الماضي ,
و لن ينالك الا الأحزان و الدموع "


قالت مشيرة بذقنها الى هاتف أميرة , الذي فتحته على صفحة ثرثرة نسائية ,
انظمت لها خصيصا , لأن فيها معظم عاملات شركة علي , و الكثير من أصدقائه و معارفه ,

و التي نشرت قبل ساعة , صوره مع ملك معلنين أنها زوجته الجديدة ,
مع الكثير من الوضعيات الحميمة بين الاثنين , جعلت دمها يغلي من الغيرة .




لوت أميرة شفتيها و نفت افتراض شقيقتها مباشرة

" مجرد فضول عابر , من قال أنني لازلت أفكر فيه ؟ "


طبعا مجرد كذبة تحاول تصديرها للآخرين , فهي لم تعد الا حينما , وصلتها أخبار وفاة مريم , و قد راودها الأمل مجددا في استعادة العلاقة مع علي ,


كان عليها أن تطير الى هنا , في أول رحلة و تعيد ترتيب حساباتها , لتدخل حياته قبل أن يجد الفرصة , للعثور على امرأة أخرى , فمن يعرفها أفضل ممن لا يعرفها ,


هي كانت تتبع أخباره طوال الفترة الماضية , و هو لا يزال يعيش راهبا كما تركته ,
عدا عن اشاعات فضيحة واهية , في فندقه منذ أشهر , مع امرأة أجنبية سرعان ما اختفت .




" حسنا ما رأيك فيما نشروه ؟ "

كانت الكثير من صفحات المشاهير الالكترونية , و حتى بعض الصحف العريقة ,
قد نشروا صورا لزيارة ملك الى شركة علي , دقائق بعد التقاطها دون ذكر تفاصيل ,


و قد اضطرت الكثير منها , الى تموية الوجه قليلا , خشية أن يقاضيهم الرجل المجنون المتملك ,
لأنهم نشروا صور زوجته الغامضة , لكنه سبق يستحق المغامرة ,


الا أن أميرة التي رأت , ما يكفي للحكم على الموضوع , سارعت لهز كتفيها بلامبالاة , و نفي ما تراه كوضوح الشمس في كبد السماء


" ليست زوجته مستحيل ,
واضح أنها مجرد تمثيلية , أو ربما مجرد تخمين , من مجموعة العاملات هناك "



طبعا لم تذكر الشابات اللواتي نزلن الصور , شيئا عن حادثة صدام ملك مع ايمي ,
أو تهديد علي و اعلانه غير المسبوق هناك ,

و اكتفوا بأن نشروا الصور , مع عناوين مقتضبة عن كونها زوجة مديرهم .





" و كيف تكونين متأكدة ؟ "

سألت خلود بفضول كبير , لترد أميرة بكل ثقة

" ألا ترينها ؟ تبدو نحيلة جدا و شقراء ,

فيما علي يفضل السمراوات بملامح عربية , ممتلئات الجسم و مكتملات الأنوثة ,
و هذ الشابة تبدو صغيرة الحجم الى جانبه , كدمية عرض ملابس بلاستيكية ,

ثانيا هو لا يصطحب زوجته الى مكان عمله "


هذا ما أخبرها به يوما , حينما طلبت مرافقته الى مكتبه ,
للتعرف على محيطه , قال لها بالحرف الواحد

" ليس هناك ما يستحق الرؤية "

لتصر عليه كما تفعل دائما

" بلى كل حياتك تهمني , أنا متأكدة أن هناك الكثير , مما يستحق التعرف عليه "


رماها علي بابتسامة ساخرة , ليصحح مفهومها بكل قسوة

" أقصد أنك أنت من لا يستحق الرؤية و ليس شركتي "



هزت أميرة رأسها لتنفض أفكارها بعيدا , و قد عادت لتغرق مجددا ,
في احدى الذكريات المشؤومة , حينما لم يكن الرجل يتردد , في تحقير وجودها في حياته .



و أضافت تحدث شقيقتها بنبرة طبيعية , و كأنها لم تحلق بعيدا عنها , الى حيث أشباحها التي تفر منها


" أراهنك أنها مجرد واحدة من معارفه من الأجانب ,
ثم هو لا ينف اشاعات ارتباطه , لذلك لن نتوقع تكذيبا قريبا "

أو هذا ما تحاول اقناع نفسها به لقتل وساوسها ,


هي عادت لتثأر لكرامتها و كبريائها , اللذين تمرغا في الوحل , و صارت سخرية مجتمعها بسببه ,
بعدما لفظها علي من حياته , كما تلفظ اللقمة المرة من الفم ,

هي أحبته سابقا , كما لم تفعل في حياتها , و قامت بحياكة الكثير من الخطط لايقاعه و الارتباط به ,

و هو تزوجها لتلقينها درسا عن الأنانية و التهور , جاعلا اياها عبرة لكل من تسول له نفسه اقتحام حياته عنوة ,
غير عابئ بما خلفته , خطته الخبيثة تلك على نفسيتها و سمعتها ,


لذلك وحده ارتباطه بها مجددا , سيعيد ترميم روحها و يداوي جراحها الدامية ,
و لن تسمح لأي امرأة أخرى باختطافه مهما حصل .





" اتصلت صديقاتك , لم لم تخرجي معهن للعشاء ؟ "

غيرت خلود الموضوع الحساس , بعدما لاحظت اكتئاب ملامح شقيقتها , و التي سارعت للرفض مجددا


" لا أريد , هن يصررن على الذهاب الى المطاعم , التي يمتلكها علي نكاية بي ,
و أنا لا أريد أن أمنحن فرصة الشماتة بوضعي , سأدعوهن هناك قريبا كمالكة للمكان "




" أختي لا تتوهمي كثيرا , فقد يكون مرتبطا بالفعل "

حاولت خلود منع شقيقتها , من التدخل مرة أخرى في حياة علي ,
هي التي شهدت انهيارها البائس بعد طلاقهما ,


لكن أميرة لم تكن لتتنازل عن انتقامها , ليس دون قتال على الأقل .

" لا تقلقي سأكون بخير "

خففت من قلقها مرسلة ابتسامة واهية اتجاهها , و ألقت هاتفها جانبا بتذمر ,
واضعة حدا للأفكار السوداء التي انتابتها .



.
.
.



بعد ساعة أنهى علي اجتماعه ، الذي علقه سابقا بسبب قدوم ملك ، بعد أن قدم اعتذارا مناسبا للشركاء ،

حتى أنه تنازل عن أحد البنود , التي كان يصر عليها بشدة , ترضية لهم نظير الجلبة التي حدثت ,
ليعود بعدها مباشرة الى المكتب متجها الى غرفته , تقوده اللهفة لرؤيتها مجددا .



حينما دخل كان الهدوء يسود المكان ، و لم يلمح وجه ملك أو يسمع حركتها ،

للوهلة الأولى اعتقد أنها غادرت ، بما أنه يعلم مدى عنادها , أكيد ملت و انصرفت بطريقتها الخاصة .

و لكنه فوجيء برؤيتها نائمة هناك على الصوفا ، و لا يظهر منها سوى رجلها المصابة ،
و التي كان كيس الثلج , لا يزال موضوعا عليها .



دنا علي منها بكل هدوء , ابتسم و هو يحدق الى المرأة , التي تنام هناك بكل راحة , و كأنها تستلقي في فراشها .

بعد وقوفه أمامها لدقائق متأملا , قرر علي نقلها الى السرير ، فوضعية نومها لم تكن مريحة ،
و قد تعاني من تشنجات بعد أن تستيقظ , اضافة الى أن الشال الخفيف الذي يغطيها غير كاف .





أخذ علي المجلة من يدها أولا , ابتسم برضا بعدما رأى المقال , الذي كانت تقرؤه قبل أن يضعها جانبا ،
ثم انحنى و حملها برفق بين يديه ,

أطلقت ملك أنة متذمرة لأنه أزعجها ، و لكنها ما لبثت أن هدأت مجددا ،
و تكورت بين يديه كقطة ، بعد أن وجدت وضعية مريحة في حضنه .



حنى علي رأسه ناحيتها , و أخذ نفسا عميقا , مستنشقا رائحة شعرها ,
لا يعلم لم يخفق قلبه بشدة جنونية ، كلما لامس هذا العبير أنفه , فهو أكثر تأثيرا من أقوى العطور .



وقف علي مكانه دون حراك لثوان ، يراقب ملامح ملك المتوترة , منتظرا أن تهدأ حتى لا تستفيق ,

بمجرد أن استكانت بين ذراعيه , حتى خطا بعدها بتأن باتجاه السرير ،
وضعها برفق ثم وضع الغطاء عليها , و وقف يراقب مجددا عن قرب .

هو الآن مندهش من قدرة هذه المرأة ، على النوم بعمق في أي مكان ،
لا عجب أنها نامت في جناحه ، دون أن تدرك وجوده هناك .



استعاد علي سريعا كلامها القاسي معه , حينما فتح موضوع زواجهما ,
و شعر بالضيق لأنها كانت منهارة و تبكي بسببه ,

لكن بتذكر كل ما حصل قبل أيام , شعر أيضا ببعض الراحة , فرغم أنهما تقاتلا و غادر غاضبا ,
الا أنها لم تتردد للمجيء , و البحث عنه متناسية الخصام , بمجرد أن ظهرت مشكلة , أكثر أهمية من غضبها منه .

حتى أنه استغرب كيف كانت تكلمه بكل هدوء , دون تذكر موضوع نقاشهما الحامي ,


رغم ذلك هو يدرك الآن , أن ملك لا تحمل ضغائن لأحد , هي امرأة تسامح و تنسى بسهولة , و ربما هذا من حسن حظه , سيسهل أمر مراضاتها لاحقا .



انحنى علي ناحيتها مجددا , عدل الوسادة و أزاح شعرها عن وجهها ، ثم طبع قبلة سريعة على جبينها ,

ليغادر بعدها عائدا الى مكتبه , حيث كانت هناك بعض الأوراق , التي تحتاج الى مراجعة و توقيع .




أثناء ذلك طلب علي من ليلى , عدم السماح لأي كان بالدخول ، حتى أنها ألغت مواعيده للمساء

حتى كريم حينما أتى لاستلام الملفات ، أشار له بالتزام الصمت , حتى لا يزعج ملك النائمة ,

طبعا دون أن ينسى أن يطلب ابراهيم ، و يعطيه باقي اليوم اجازة , حتى لا تنكشف كذبته .



أنهى علي سريعا أعماله و عاد الى الغرفة ، حيث كانت ملك لا تزال نائمة ,

أخذ دشا سريعا , و غير ملابسه الى بدلة أخرى ، ثم وقف أمام المرآة ليراقب مظهره ،

لكنه تذكر فجأة ما سمعه في الأسفل من احداهن ، عن أن ملك تبدو صغيرة بالنسبة له .



" هل المشكلة في البدلة الرسمية , التي تعطيني أكبر من عمري ؟ "

سأل علي نفسه بامتعاض , و هو يراقب مظهره بعدم رضا , ثم قصد الخزانة مجددا و قرر التغيير .



ارتدى هذه المرة جينز بلون البيج ، مع قميص أبيض دون ربطة عنق , و ترك الأزرار العلوية مفتوحة ,
أخذ بعدها نظارة شمسية , و وافق الطقم مع حذاء رياضي ,

ثم وقف مجددا أمام المرآة مبتسما ، و مبديا رضاه عن شكله الجديد .



علي نادرا ما يرتدي هذا النوع من اللباس ، هو يفضل البدلات أو القمصان الفخمة ,
لأنها تعطيه مزيدا من الرسمية و الهيبة ،

لم يستهوه يوما الألبسة الشبابية خارج عطله , و ملك أول شخص يقنعه , بتغيير ستايله من أجله .



لكن لا بأس أصلا هناك فرق ثمان سنوات بينهما ، لن يزيد الأمر سوءا بارتداء بدلات ،
خاصة أن ملك تبدو و كأن نموها الجسدي , توقف في عمر الثامنة عشر .


اندهش علي من طريقة تفكيره ، الذي تحول مائة و ثمانين درجة , فلطالما غيرت الكثيرات من أنفسهن لاعجابه ،
هو لم يكلف نفسه يوما عناء ارضاء امرأة ما , و لم يفعل و كلهن يرونه فارس أحلامهن ,

لكن و لأول مرة تهتز ثقته في نفسه ، و يحاول اثارة اعجاب احداهن , و عليه الاعتراف أن الأمر يستحق و بقوة , بما أن هذا الشخص هي المرأة التي يحبها .





دنا بعدها علي من السرير , و جلس على جانبه بخفة فهد يراقب غزالة هائمة ،
و قرر ايقاظ الحسناء النائمة ,
بقدر ما يرغب في البقاء هكذا لساعات أخرى , بقدر ما يريد اخراجها من هنا , من أجل برنامجه معها .


همس علي اسمها مرتين في أذنها , و طبع قبلة خفيفة على أنفها الصغير , قبل أن يبدأ بحكه بطرف أصبعه بكل حنان .



حركت ملك رموشها الكثيفة , كأجنحة فراشة لامست قلبه , ثم فتحت عينيها العسليتين ببطء ,

حدق علي بتركيز في الشمسين المشرقتين , اللتين أدفأتا قلبه و حياته منذ أطلتا عليه ,

و ترقب بلهفة ما خلف جفونها , فهو يعشق هذه النظرة التائهة , في عينيها لحظة استيقاظها , يرى فيها صفاء و أمان العالم بأسره ,



هو يعلم أنها تكون مشوشة الذهن , بعد أن تستيقظ من النوم , و تحتاج لدقيقتين قبل أن تستعيد انتباهها كلية ,
لذلك التزم الصمت , و بقي جالسا هناك منتظرا بكل صبر .

حدقت ملك التائهة الى الرجل الجالس قبالتها , لبعض الوقت قبل أن تدرك الوضع ,
لتجلس بعدها فجأة مكانها ، محاولة التركيز و هي تحدق في الأرجاء .



" كيف وصلت الى هنا ؟ "

سألته بنبرة مبحوحة خافتة , و حدقت ناحيته بعينين مصدومتين ,
فآخر شيء تتذكره أنها غفت على الصوفا , فيما كانت تتصفح احدى المجلات ,

فكيف و متى انتقلت الى السرير ؟



طبعا علي لن يعترف أبدا بفعلته ، لن يغامر باغضابها اليوم بالذات ,
حك عنقه بتردد و تنحنح ثم أجابها

" اححمم لا أدري ، عدت من الاجتماع و وجدتك تنامين هنا "



شعرت ملك بالاحراج الشديد ، و أشاحت بعينيها بوجل ظاهر ,
أكيد هي استيقظت لاحقا ، و نامت هنا دون وعي منها ، هي تفعل ذلك أحيانا حينما تكون منهكة .


المشكلة أنها تعرف أن هذا الرجل , لا يحب أن يستعمل أحد أغراضه الخاصة ،
يشعر بالقرف ان لمسها أحدهم , مما زاد في شعورها بالارتباك , لاحتلالها سريره دون اذن منه .



" كيف حال قدمك ؟ "

سأل علي بجدية مغيرا الموضوع ، و مخرجا ملك من توترها , الذي لاحظه دون أدنى عناء ,
فهو أكثر من يجيد قراءة ردات فعلها المحببة .



نظرت اليه ملك بتمعن , محاولة استبيان استيائه من تصرفها , لكن لم يبد عليه الغضب أبدا ,
بالعكس كان و كأنه يستمتع بمراقبتها ,

لذلك أخذت نفسا عميقا و أجابت بهدوء

" بخير لم تعد تؤلم كالسابق "



و أخرجت قدمها من تحت الغطاء لمعاينتها , و التي كانت أقل تورما , مما أشعر علي بالراحة .



" جيد اغتسلي اذا لنخرج تأخر الوقت "

و أشار الى الحمام



نهضت ملك بتمهل و دخلت الى هناك , غسلت وجهها و يديها , و أخذت منشفة نظيفة ,

حينما أصبحت بالباب , انتبهت أخيرا الى ما يرتديه علي , لم تتعود رؤيته هكذا سابقا , يبدو أصغر سنا بكثير


" هل غيرت ملابسك ؟ "

سألت و هي تحدق ناحيته بفضول , محاولة تجفيف وجهها



شعر علي بالرضا لأنها انتبهت الى الأمر أخيرا

" أجل , ألا يبدو جيدا ؟ "




حدقت ملك لثوان اضافية , و حدثت نفسها بعدما استفاقت تماما

" كيف لا يبدو جيدا , و هذا الرجل بمواصفات عارض أزياء بامتياز ؟ "

لكنها لن تقول هذا أمامه أبدا , سيعتقد أنها تغازله و قد يسخر منها , و لن تتخلص من غروره و تباهيه بعدها .



هدأت ملك قلبها الذي يخفق دون هوادة , و لا تعلم سببا منطقيا لذلك , و أجابت متصنعة عدم الاهتمام

" بلى , لكنه مختلف "

كان كل ما فكرت فيه , بعيدا عن أية مجاملات محددة , و أشاحت بوجهها تريد اخفاء ارتباكها , مدعية انشغالها بتحسين مظهرها .




لكن الابتسامة زادت على وجه علي اشراقا , حتى لو حاولت ملك تفادي الموضوع , الا أن وجنتاها المتوردتين تفضحانها ,

صحيح أنه لا يعرف بعد , مقدار المشاعر في قلبها له , لكنه متأكد من أمر واحد , أنه يؤثر بها بطريقة ترضي قلبه المجنون ,
و هذا كاف للوقت الراهن , سيرى كيف سيستغل الموضوع لصالحه لاحقا .



" هل نذهب ؟ "

أنهى علي حصة الارتباك و الاحراج , موفرا على ملك مزيدا من الفرار ,
و التي سارعت لاجابته بالقبول , و كأنها وجدت الخلاص أخيرا ,

فوجودها مع علي في مكان واحد , صار يثير لديها أحاسيس غريبة لم تختبرها يوما , كسرب فراشات ينطلق داخل روحها و يزلزلها ,

في البداية اعتقدته خوفا و نفورا , لكنه الآن تحول بطريقة مريبة , الى انجذاب لم تعد متأكدة من قدرتها على مقاومته ,

و كل ما ترغب فيه أن تركض هاربة , خشية أن تمد يدها و تربت على وجنته ,
كطفل صغير يثير فيها غرائز أمومية متفجرة ,

خاصة و هو يرمقها بهذه النظرات الدافئة , التي لم تعد تستطيع فك شفراتها السرية .



.
.
.



غادر الاثنان المكتب باتجاه المصعد , و منه الى الطابق الأرضي ,

كان الوقت يشير الى السادسة مساءا , لكن الموظفين كانوا لا يزالون على مكاتبهم ,
لا يغادرون عادة الا بمغادرة المدير , أو حينما يصرفهم بنفسه , اذا كانت لديه نشاطات متأخرة .



برؤية علي يخرج من المصعد , تجدد فضول العاملات و قمن لتحيته , و هن يخمن عما بقي هذان الاثنان يفعلانه ,
طوال الوقت في الطابق العلوي , مع الكثير من الأفكار المنحرفة و الجريئة ,

دون أن يعرفن أنها كانت تغط في نوم عميق , فيما هو يختار طاقما يلبسه لاثارة اعجابها .



و لم يخيب علي ظنهن , بمجرد أن فتح باب المصعد , حتى أمسك مجددا بيد ملك ,
التي فاجأها بكفه الدافئ بين أصابعها , مرسلا تيارا كهربائيا كاد يوقف قلبها

" لم تمسك يدي الآن ؟ "

سارعت للاعتراض بارتباك واضح , و كأن علي أصبح مهووسا بيدها .



" رجلك تؤلمك لا أريد أن تسقطي مجددا ,
و نضطر للذهاب الى المستشفى , أنا متعب "


"...."



كعادته المتسلط يجد مبررا لكل شيء يفعله , و في النهاية ينفذ ما يفكر فيه حتى أمام ممانعتها , حتى أنه يبدو مستمتعا بالأمر ,

كان الاثنان يتناقشان بكل جدية , فيما أعين المراقبين تأكلهما بغيرتهم الواضحة ,
قبل أن يقررا انهاء العرض و المغادرة .



أمام الشركة كانت سيارة بورش سوداء في انتظارهما , ليست السيارة التي تعودت ملك , على رؤية علي يستقلها مع ابراهيم ,

و لكنها خمنت أنها احدى سياراته الكثيرة , التي لم تتعرف عليها بعد ,

علياء قالت سابقا أن لديه تشكيلة من السيارات الفارهة , التي يبقيها في مرآبه الخاص , و لا يسمح لأحد بقيادتها و لا حتى هي ,
كجزء من الهوايات المهووسة التي يحب ممارستها .



فتح الحارس الباب لملك , فيما اتجه علي و جلس خلف المقود ,

جلست ملك مكانها تحدق اليه , و تراقب ملامحه المسترخية باهتمام ,
لأول مرة تراه يقود بنفسه , حتى اعتقدت أنه لا يملك رخصة قيادة من الأساس .

أدار علي المفتاح و قبل أن ينطلق , نظر ناحية المرأة التي تحدق فيه بشرود ,
و انحنى فجأة عليها , و قد لمعت عيناه بشقاوة ,

جفلت ملك من حركته و التصقت بالكرسي , هي لم تفهم ما الذي يريده ,
و لم تدرك الأمر الا حينما غطاها كلية , و مد يده الى جانبها الأيمن .



" ماذا هناك ؟ "

سألت ملك بصوت مرتجف , و قد شعرت بالفزع و أمر آخر لا تعرفه ,
بمجرد أن أغشتها رائحة عطره ,

علي لم يقدم على التحرش بها يوما , و لم يقم مسبقا بحركة مبتذلة اتجاهها , حتى أنها تقدر ذلك كثيرا ,

لم يبدو الآن كمن فقد عقله اذا ؟



لكن علي ابتسم بخبث , بعد أن أخذ وقته و عاد الى مكانه , ممسكا حزام الأمان الخاص بها بيده , بعدها أغلقه و علق بكل برود

" لا أريد الحصول على مخالفة بسببك "


"...."



عاد علي و اعتدل مكانه استعدادا للانطلاق , مهنئا نفسه على أفكاره الجديدة للمغازلة ,

هو صار يحب ارباك العنيدة , و تشويش تفكيرها بما يفعله , بما أنها تستمر في تجاهله فعليها تحمل صبيانيته .




بدأ قلب ملك يدق مجددا بجنون , و احتقنت وجنتاها و رقبتها , ليس فقط بسبب ما يفعله المجنون ,
و انما رائحة عطره التي تملأ المكان و توتر أعصابها ,

في السابق كانت هذه الرائحة تشعرها بالغثيان , لكن الآن تبدو كدواء لزيادة نبضات القلب و رفع الضغط ,


و كعادتها تتهرب من احراجه لها ببراعة

" كنت سأفعلها بنفسي "


تمتمت و أشاحت بوجهها الملتهب ناحية النافذة , و هي تتمسك بالحزام و كأنها تستمد منه بعض الدعم ,
محاولة تفادي نظرته الشغوفة التي تلتهمها ,


لم يطل علي الأمر خشية أن تصاب المرأة , بنوبة قلبية و تفسد مخططاته ,
و اكتفى بأن وضع حزام أمانه هو الآخر , و غادرا من أمام باب الشركة .




" هل تعجبك هذه السيارة ؟ "

سأل علي فجأة محاولا تبديد الجو الصامت بينهما .



" أجل جميلة و مريحة جدا , تبدو الكراسي و كأنها صالون خاص ,
لكن أعتقد أن اللون الأبيض كان سيكون أكثر فخامة "

ابتسم علي و هز رأسه , و قد دون الملاحظة دون أن يعلق .




بعد ربع ساعة في زحام السير , انتبهت ملك الى خط سيرهما , و نبهته بنبرة متشككة

" هذا ليس طريق المنزل , أتذكر أننا أتينا من الجهة الأخرى "

الى أين يذهب هذا المجنون ؟


بعدما حصل طوال اليوم , و الشخصية الجديدة الرقيقة المراعية , التي أظهرها هذا الرجل منذ الصباح ,
و كأن قنبلة عواطف انفجرت في رأسه , هي ليست خائفة منه فحسب , بل خائفة من ضعفها أمامه .



" لم يبدو بأنها لا تستطيع , رفض أي شيء يطلبه ؟ "

سألت ملك نفسها برعب ,
فآخر شيء تريده علاقة مع هذا الرجل , في لحظة ضعف مجنونة , و ترمى بعدها دون اهتمام , فهي لم تعد تضمن نفسها ان بقيا وحدهما .


ملك تعرف بأن شعورها هذا ليس عاديا , لم يسبق أن عاشته سابقا ,
و لا تجد له اسما أو وصفا ,

انجذاب غريب يجعلها تذعن لكل طلباته , بمجرد أن يبتسم أمامها و تلمع عيناه ,
و كأنه يجري تنويما مغناطيسيا عليها ,


و لكنها لسبب مجهول تخاف , من هذا الاحساس الحديث و ترفضه , لأنه بالنسبة لها مجرد وهم مهما كانت ماهيته , هي حتى لن تجرؤ على التحدث عنه أمامه ,

مادام ما يجمعها بهذا الرجل , ورقة مزورة و اتفاق غبي , لن تسمح لنفسها بالانجرار خلف أوهام , فهي وحدها من ستفقد روحها في النهاية .




قطع علي عليها معارك تفكيرها

" أعلم لن نذهب الى البيت , سنأكل أولا أنا جائع "




" و لكن رنا لن تأكل من دوننا "

حاولت ملك التهرب من الدعوة , و لكن علي لن ينصاع أبدا , لأول مرة يخرجان لوحدهما ,
و هو لن يفوت الفرصة للعشاء معها , لن يدعها تفسد متعته لليلة التي انتظرها مطولا .



" لا بأس , اتصلت بفاطمة و أخبرتها أننا لن نعود "


" كيف لن نعود ؟ "

صرخت ملك في وجهه باستنكار , و اتسعت عيناها بصدمة ,
و قد بدأ عقلها يفكر في ألف اجابة مشبوهة .



ابتسم علي مجددا و رد بهدوء , دون أن يشيح بنظره عن الطريق , فهذه النظرة المتهمة في عينيها تؤلم قلبه ,
و هي تؤكد له أنها لا تثق فيه تمام الثقة بعد


" أقصد على العشاء "

أجاب و قد بدت نبرته محبطة بعض الشيء .



لم تستسغ ملك تلاعبه بالكلمات معها , و كأنه أدمن مشاهدة فزعها و ارتباكها بمشاغبتها ,
لذلك اكتفت بالصمت و لم تضف شيئا , و تجاهلته و كأنه غير موجود , في انتظار ما الذي يفكر فيه بالضبط .




وصل الزوجان الى مطعم وسط المدينة , بمجرد أن دخلا جنبا الى جنب , حتى اختطفا أنظار الحاضرين ,

كانت ملك تتلافى التحديق الى زبائن المطعم , ما ترتديه ملابس يومية عادية غير مناسبة هنا ,

بحق الله هي كانت ذاهبة , لحل مشكلة رنا في المدرسة , لم تعرف أن هذا المتسلط ، سيجرها الى مطعم فاخر لتناول الطعام .




لكن علي لم يكن مهتما من الأساس , هو يحبها هكذا على طبيعتها , من لم يعجبه مظهرها , لا ينظر ناحيتهما و سيسديه معروفا ,

أصلا هو يريحه ألا ترتدي ما يجلب الانتباه , على الأقل لن يضطر لضرب أحدهم , على وجهه بسبب الغيرة في كل مرة .



تحدث علي كلمتين مع مسؤول الاستقبال , اتجه بعدها و هو يمسك بيد ملك ناحية المصعد , و لم تعارض هي هذه المرة , مستمدة بعض الثقة منه .


.
.
.


في الزاوية كان هناك مجموعة من الشابات , كن بصدد تناول العشاء و الثرثرة

" أليس ذلك علي الشراد ؟ "

لفتت احداهن انتباه رفيقاتها , اللواتي حدقن بفضول كبير ناحية المدخل

" أجل انه هو , يا الهي لم أره منذ مدة طويلة ,
يبدو ساحرا كما كان دوما "



" انتظري سآخذ له صورة "

اقترحت واحدة من المجموعة , قبل أن تعلق على الصورة بعد أن كبرتها

" يبدو مختلفا , و من تلك التي معه ؟ "



" لا أدري زوجته توفيت حديثا , أيمكن أن تكون صديقته الجديدة ؟ "

" ممكن , لكن ما أنا متأكدة منه , أن أميرة لن يعجبها الأمر أبدا "

ضحكت الشابات الثلاث بصوت عال , سخرية من صديقتهن و محاولاتها المستميتة .



" سمعت أنها تحاول العودة اليه منذ وفاة زوجته , لكنها لم تفلح بعد "

" و لن تفلح صدقيني , هو ليس أي رجل ليقع في فخها مرتين "

" فعلا لا أعتقد أنه مهتم بها الآن , لديه طريدة جديدة على ما يبدو "




" ما رأيكن أن نرى وجهها بأنفسنا ؟ "

فتحت احداهن هاتفها فورا , و أرسلت صورة لعلي يمسك يد ملك , الى هاتف أميرة و علقت

" أين أنت ؟ أميرك طار مجددا "

مع عنوان المطعم تحتها , و بقين هناك تنتظرن رؤية عرض ساخن .


.
.



وصل علي مع ملك الى الطابق الرابع , كتب في مدخله
" في في أي بي "

كانت قاعة فسيحة جدا و فخمة , لكن عدد الطاولات لا يتجاوز السبعة ,

بديكور غربي مع اضاءة خفيفة , كراسي و طاولات بأغطية حريرية مطرزة ,
أواني فضية و شمعدانات مضاءة , مع الكثير من العطور المثيرة في الأجواء .


كان الجو يبدو رومانسيا جدا , لكن المشكلة أن القاعة فارغة تماما ,
غير علي و ملك و النادل الذي يقتادهما , لا أحد موجود هناك .


استغربت ملك الوضع , خاصة أن الطابق الأرضي كان يعج بالزبائن , لا يبدو أنه مطعم يبقى فارغا هكذا وقت الذروة ,
لكنها لم تعلق على الأمر , و استمرت في المشي تتبع خطى علي بكل طاعة .



تقدم علي أمامها و سحب الكرسي لها لتجلس , تفاجأت ملك للحركة خاصة في وجود النادل ,
الذي تراجع بمجرد أن قام علي بمهمته ,
لكنها تصرفت بطريقة طبيعية , و جلست مكانها بعد أن شكرته ,


هي تعرف أنه رجل لبق جدا , بتربية راقية و محترف اتيكيت , حتى و ان كان مجنونا و متمردا طوال الوقت ,
الا أن هذا لا يلغي المستوى الراقي , الذي نشأ و يعيش فيه ,

هذه أول مرة تتناول فيها معه الطعام خارج المنزل , لكن أكيد هو متعود على فعل ذلك , مع مرافقاته الكثيرات من النساء , مما أثار زوبعة غيرة صغيرة داخل قلبها .



لكن الحقيقة أن علي , لم يسبق أن فعلها , الا مع مريم في مرات قليلة ,
قبل أن تلزم البيت بسبب مرضها , و لم تعد ترافقه الى أي مكان عام ,

أما الباقي فلم يكن يكلف نفسه عناء ذلك , و يدع الأمر للندل للقيام به , هو لا يسحب الكرسي الا لامرأته .



جلس علي مكانه قبالة ملك , و سأل مخرجا اياها من مشاعر الاحباط , التي صاحبت أفكارها الغريبة


" ها ملك , هل يعجبك المكان ؟ "

" أكيد مستواه رفيع جدا "

علقت و هي تحدق في الأرجاء باهتمام , و قد عادت الى شخصيتها المرحة , ثم دنت منه قليلا و همست

" لكن ألا يبدو غريبا أن المكان فارغ ؟ "




لمعت عينا علي و قد اعتقد أن ملك , أدركت أمر ترتيبه للقاعة , ليتناولا العشاء وحدهما هنا

هو اتصل قبل ساعتين , و طلب من مدير المطعم الغاء الحجوزات , و اخلاء قاعة الفي في أي بي , لأنه سيصطحب زوجته لتناول العشاء ,

و ما كان من المدير الا الانصياع , فكيف يخالف أوامر مالك المطعم ؟



لكن ملك تفكيرها دائما بسيط , و أكثر براءة مما تخيل , لذلك أضافت بكل جدية , قاطعة عليه حماسه المؤقت

" المكان فارغ اما لأن أكلهم سيء , أو أن أسعارهم غالية جدا "


"...."

صدم علي لخيالها الواسع , لكنه لم يعد بامكانه قول الحقيقة الآن , و الا شعرت بالاحراج فاكتفى بمسايرتها

" ربما ، سنعرف بعد قليل "



طبعا سبق لملك أن أكلت , في أماكن مشابهة و مطاعم فاخرة , سواء برفقة عائلتها أو أصدقائها ,

و لكن لم يسبق أن أفرغت قاعة بأكملها من أجلها , لذلك لم تتخيل أن هذا الأمر , من فعل الرجل الجالس أمامها .



بعد دقيقة حضر النادل لأخذ الطلبات , و أشار علي لملك بطلب ما تريده أولا


حدقت ملك مليا الى قائمة الطعام ثم طلبت

" حسنا أريد سلطة نباتية , شوربة سمك كثيفة , و عصير برتقال طبيعي من فضلك "

و تركت التحلية الى ما بعد .



حدق علي الى ملك التي كعادتها , لا تطلب الا بقدر ما تأكل , هو لم يرها سابقا تترك بقايا في صحنها ,
شيء يحاول تعليمه لرنا بعناء , لكن ملك من أعطتها القدوة .



نظر بعدها علي ناحية النادل و أضاف

" نفس الطلب لكن أضف , شريحة لحم متوسطة الاستواء مع صلصة فطر ,
الكثير من المقبلات ,
سلطة نباتية سلطة كافيار , طبق فواغرا بالصلصة , مع مشاوي متنوعة , و أحضر لي عصير كوكتال طبيعي "



" حاضر سيدي "

أومأ النادل بعد تدوين الطلبات ,

أشار له علي بعدها بالانصراف , هو لا يريد أن يبدو بخيلا , أمام المرأة التي يدعوها على العشاء ,
هذا أول موعد لهما و لن يدعها تفسده بتواضعها .



" ألا تعتقد أنك طلبت الكثير ؟ "

كما توقع شرعت ملك في تأنيبه , ليرد عليها معارضا

" لا أنا جائع لم أتغدى ,
ثم أنت لديك أنيميا , الفواغرا أفضل طعام للعلاج "



صمتت ملك و حدقت ناحيته , و هي لا تعرف لم تشعر أن هذا الرجل , يتذكر كل تفصيل عنها , من شعرها الى اخمص قدميها ,

هو لا يفوت شيئا يخصها , حتى الأمور الصغيرة التي تنساها هي يذهلها هو بتذكرها ,

هي لم تعتبر الأنيميا يوما مرضا خطيرا , الا بعدما سمع به هذا الرجل المهووس ,
فهو يعاملها و كأنها مصابة , بمرض عضال على وشك قتلها .



لولا أنها تعرف شخصيته الباردة اللامبالية , لاعتقدت أنه يفعل ذلك مع الجميع , لكنها تدرك أنه لا يفعل ذلك الا معها ,

والدتها أخبرتها ذات مرة , أن الرجل حينما يحب و يهتم , يتذكر حتى عدد الشامات التي في وجهها ,
و حينما يحصل العكس , هو لا يتذكر حتى كيفية تهجئة اسمها , و ملك ضحكت يومها بشدة



لكن الوضع هنا فعلا مثير للاهتمام ,
هل يعني هذا أنها مهمة جدا بالنسبة له ؟

أو أن هذا جزء من هوسه بما حوله ؟

هي لا تعرف يقينا , لكنها تتمنى في جزء ما من قلبها , أن يكون السبب الأول .




لم يلبث الندل أن قدموا الطعام , و شغلوا موسيقى كمان هادئة , تواكب الجو الحميمي الذي يجلس فيه الزوجان .

كانت ملك تشعر بارتياح كبير , و خطر على بالها استغلال الهدوء , الذي تمر به علاقتهما للحصول على بعض الاجابات ,

ترددت قليلا ثم سألت

" علي هل يمكن أن أسألك شيئا ؟ "



أشار لها علي بالايجاب , فيما وضع قطعة لحم في فمه , منتظرا سؤالا فضوليا حول عمله .

صمتت ملك مجددا , حتى اعتقد أنها لن تقول شيئا , ثم همست له بحذر واضح

" ما الشيء الذي أضعته , و اعتقدت أنني أخذته منك ؟ "

( قلبي )

كانت الاجابة التي أوشكت , على الانزلاق من طرف لسانه , و منعها في آخر لحظة .



توقف علي عن المضغ مرة واحدة , و تجمدت ملامحه و قد فاجأه السؤال

هو كان في البداية يتجنب ذكر الحاسوب , منتظرا أن تتحدث هي عنه و تفضح نفسها ،
كان يتحدث عن غرض ما أضاعه , مترقبا زلة من لسانها تورطها ,

لكنه مع الوقت أدرك يقينا , أنها لا تعرف عنه شيئا , خاصة بعد استعادته من سارة .



لم يتوقع أن تسأل عنه الآن ، لكنه لم يجد مانعا من قول الحقيقة

" حاسوبي "



اندهشت ملك لتسأله

" ماذا مجرد حاسوب ؟ "

( و ارتكبت كل ذلك الجنون من أجله )

أرادت أن تضيف لكنها كبحت لسانها , لا تريد افساد الهدوء الذي يجلسان فيه .



لكن علي قرأ ما بين كلماتها , و لم يحتج سماعها تقولها ليدركها , حدق اليها بجدية و رد باختصار

" حاسوبي الخاص , يحوي كل أسرار حياتي الشخصية و أعمالي "





هزت ملك رأسها و قد فهمت أخيرا , سبب الحرب الشعواء التي شنها عليها ,
هذا الرجل يقدس حياته و أعماله , لا عجب أنه كان ثائرا و ساخطا جدا لفقدانه ,

لكنها لم تتردد في انكار الأمر مجددا , وضعت شوكتها من يدها و توقفت عن الأكل ,
و قد أفقدتها السيرة شهيتها

" لكنني لم آخذه "



قاطعها علي مباشرة بنرفزة واضحة

" أعلم , و لم أعد أتهمك منذ وقت طويل "



لمعت عينا ملك من الغبطة , و قد شعرت بالراحة لجوابه , ثم استنتجت مباشرة بنبرة متحمسة

" لذلك غيرت الاتفاق , و قررت أن تدعني أرحل , بعد حصولي على البراءة ؟ "

أرادت فقط تذكيره بالأمر , آملة أنه لم يغير رأيه .



لكن علي شعر بمرارة في قلبه , و تجمدت ملامحه أمام ملامحها المتأملة ,
و خالجه شعور بالضياع و الخجل ,

لم يستطع الرجل الاستمرار , في التحديق في وجه ملك , و قد أفقدته نظراتها كل احترام ذاتي تمتع به يوما ,

لأنه أدرك أنه يخدعها باخفاء حقيقة تبرئتها عنها , و عدم اعلامها بايجاده للفاعل الحقيقي .



لكن كيف يعترف أمامها أنه يتصرف , بأنانية ناحيتها متعللا بأمور واهية ,
و ألا شيء حقيقي يبقيها هنا , غير مشاعره العاصفة من طرف واحد ,

و التي لا يجد طريقة آمنة , كي يوصلها للمرأة التي تجلس أمامه , و التي لا تعرف شيئا عنها .



طأطأ علي رأسه متفاديا نظراتها التي تقتله , و تظاهر بالأكل مجددا ثم أجاب باقتضاب

" ان شاء الله , بعد حصولك على البراءة "

كذبة أخرى قالها بصوت يائس , داعيا الله ألا تكتشفها قريبا .




كان علي يستمر في اختلاق الأعذار , و يتجنب قول الحقيقة الوحيدة في الموضوع كله ,

و هو أنه يحبها حد الجنون , و لا يضمن قدرته على فراقها , حتى بعد انقضاء عشرين سنة , و ليس سنة واحدة .



ابتسمت ملك ببهجة أمام جوابه و قالت بسرعة

" و أنا أيضا "



استغرب علي الجملة ليسألها بنبرة مشوشة

" أنت ماذا ؟ "



ترددت ملك قليلا قبل أن تجيب بصراحتها المعهودة

" لم أعد أكرهك منذ وقت طويل "



تفاجأ علي بجوابها الذي يسمعه , للمرة الثانية و كأنها تؤكد عليه , لكنه شعر بفرحة عارمة , لأنها توقفت عن حقدها اتجاهه أخيرا ,

مسح وجهها بعينيه الشغوفتين , ثم تشجع قليلا و قرر قول ما يفكر فيه

" ملك أنا .."



لكنه توقف و كأن الكلمات علقت في فمه , ابتلع ريقه بعدما غص حلقه ,
ثم مد يده و أمسك بيدها , التي تضعها على الطاولة , و كأنه يستمد منها بعض التشجيع ليسترسل

" أنا سعيد جدا لأنك معي هنا "



جفلت ملك لسماع تصريحه الجرئ , المصاحب للمساته الدافئة و التزمت الصمت ,
و هي تحدق الى عينيه , و قد بدا أنه كان على وشك قول أمر آخر , ليتراجع في آخر لحظة ,


لكنها كانت متأكدة أن امتنانه هذا , له علاقة بمساندتها له , و لابنته في أيام حزنهما ,
و قبل أن ترد على ما قاله , سارع علي لتشتيت انتباهها

" لم لا تأكلين , ألا يعجبك ؟ "

و عاد الى طبقه مجددا , متظاهرا بالانشغال في التهام قطعة اللحم .



" ها ؟ بلى أنا آكل "

أجابت ملك و طأطأت رأسها هي الأخرى , و قد شعرت ببعض الارتياح ,
بما أن علي يتذكر وعده , فهي سترحل بمجرد صدور الحكم ,



لكن وسط فرحتها تلك , هي لا تعرف لم تشعر ببعض الضياع ,
و كأن مغادرتها من هنا , تسبب لها ألما منذ الآن , ربما لأنها ستفترق عن أناس ألفتهم و أحبتهم .




عاد علي و رفع رأسه مجددا , و قد فقد شهيته تماما , بعدما جبن عن قول ما يريده , لأول مرة في حياته ,

و اكتفى بالتحديق الى المرأة , التي تأكل مقابله و هو يسأل نفسه

كيف يمكن أن يعترف لها بمشاعره دون أن تصده ؟

هي قالت لتوها أنها لم تعد تكرهه , لكن ذلك لا يعني بالضرورة أنها ستقبل بحبه ؟

كيف يقنعها بالبقاء معه ؟

كيف يجعلها تدرك أن يوم رحيلها ، هو يوم جنازة آخر في حياته ؟ .


.
.


أثناء هذا الوقت , كانت أميرة قد وصلت الى المطعم على جناح السرعة , بعدما تلقت اتصالا من صديقاتها

" مرحبا بنات , أين هو ؟ "

سألت مباشرة دون انتظار و أجابت احداهن

" أعتقد أنه صعد الى قاعة في أي بي , فالشراد لا يأكل مع عامة الناس "



اتجهت أميرة التي كانت في قمة زينتها و أناقتها , ترتدي فستانا أسود قصير مع حذاء بكعب عال , تسدل شعرها و تضع عطرا فواحا ,

اتجهت ناحية المصاعد , لتقصد الجناح الذي يوجد به علي , لكن العامل المسؤول هناك أوقفها

" آسف سيدتي , لكن القاعة محجوزة من طرف السيد علي بصفة خاصة ,

لا يمكنني السماح لك بالصعود "





تفاجأت أميرة للأمر لكنها ابتسمت و سألت مجددا

" هل هو وحده ؟ "

" ترافقه زوجته "

أجاب النادل ببساطة

تجمدت الابتسامة على شفتي أميرة , و قد صدمها ما قاله الشاب .









المهم اللي حاب أميرة تأخذ درس عمرها يجي معايا 😉🤗



😘💞💞





........



ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-12-20, 10:15 PM   #1708

sherin emam

? العضوٌ??? » 384389
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 154
?  نُقآطِيْ » sherin emam is on a distinguished road
افتراضي

موفقه باذن الله

sherin emam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-12-20, 10:35 PM   #1709

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 133 ( الأعضاء 43 والزوار 90)
‏ملك علي, ‏siham safi 22, ‏سبحة علي, ‏شيزكيك, ‏B.N.M, ‏كنوز كنوز+, ‏Alaa_lole, ‏الذيذ ميمو, ‏أمنيات بريئة, ‏Kemojad, ‏غير عن كل البشر, ‏لاار, ‏أميرة الساموراي, ‏منيتي رضاك, ‏3alloa, ‏Time Out, ‏Kimso, ‏Berro_87, ‏بلانش, ‏غوايش, ‏zezo1423, ‏راء!, ‏ايمي مجربي, ‏sherin emam, ‏آلاء الليل, ‏احلى بنات, ‏شوق البلد, ‏زمردة الاسلام, ‏hapyhanan, ‏Just give me a reason, ‏موضى و راكان, ‏الاوهام, ‏نادية الليل, ‏أميرةالدموع, ‏rowdym, ‏هدوء الصمت222, ‏maseelaseel, ‏amana 98, ‏همس الضلال, ‏Suzi arar, ‏samam1, ‏هاجر اشرف, ‏adeladel20100




شكرا لكل من اهتم و تابع بصبر 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹💖💖💖💖💖


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-12-20, 10:37 PM   #1710

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدى الجندى مشاهدة المشاركة
روااااايه تحفه ابدعت فكرا وقلما واحساسا من زمان عن الروايات الجامده دى
💖💖💖💖💖



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيدة ليل مشاهدة المشاركة
السلام انا جديدة بالمنتدى وسبب التحاقي بالمنتدى هو رواية اسيرة 300يوم لملك على التي أبدعت في الكتابة

شكرا للآراء الرائعة التي تشجعني للمضي قدما 😘💖💖💖💖


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:03 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.