آخر 10 مشاركات
39 - ابنة الريح -روايات أحلام قديمة (الكاتـب : فرح - )           »          [تحميل] الــخــوف مــن الــحــب للكاتبة : bent ommha (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          عذراء في ليلة زفافها (22) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          إشاعة حب (122) للكاتبة: Michelle Reid (كاملة) (الكاتـب : بحر الندى - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          عذراء اليونانى(142) للكاتبة:Lynne Graham(الجزء2سلسلة عذراوات عيد الميلاد)كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          الخلاص - سارة كريفن - ع.ق ( دار الكنوز ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          عذراء الإيطالى(141)للكاتبة:Lynne Graham(الجزء1سلسلة عذراوات عيد الميلاد) كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree678Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-12-20, 07:36 PM   #1571

monyati

? العضوٌ??? » 247488
?  التسِجيلٌ » Jun 2012
? مشَارَ?اتْي » 1,255
?  نُقآطِيْ » monyati is on a distinguished road
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

monyati غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-12-20, 09:38 PM   #1572

توتا احمد غ
 
الصورة الرمزية توتا احمد غ

? العضوٌ??? » 474336
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 216
?  نُقآطِيْ » توتا احمد غ is on a distinguished road
افتراضي

في انتظار البارت الجديد يا قمر .......

توتا احمد غ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-12-20, 10:09 PM   #1573

Just give me a reason

? العضوٌ??? » 320550
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 299
?  نُقآطِيْ » Just give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخيرات تسجيل حضور بانتظار الفصل

Just give me a reason غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-12-20, 10:24 PM   #1574

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي





البارت السادس بعد المائة لست زوجتك 💔







جلست ملك مقابل علي تنتظر ما يود قوله , أطرق الرجل أمامها للحظات ,
قبل أن يبادرها بنبرة متأثرة , و قد رفع عينيه أخيرا ليحدق الى وجهها

" أريد أن أعبر لك عن شكري لكل ما فعلته , من أجل مريم خلال مرضها و أثناء الجنازة ,
أنا ممتن جدا لك "



" رحمها الله "

تمتمت ملك بحزن واضح , ثم التزمت الصمت لبعض الوقت قبل أن تجيبه , و قد بدا صادقا جدا فيما قاله

" لا داعي للشكر , المرحومة كانت أكثر من مجرد مريضة بالنسبة لي ,
أنا كنت أعتبرتها الأخت التي لم أحظ بها يوما

كانت طيبة و روحها جميلة , لم تستحق الا كل خير رحمها الله "

همست ملك آخر كلمتين , و قد بدت على وشك البكاء بعينيها الدامعتين ,


و لم يجد علي ما يقوله ردا عليها , حتى أنه نسي سبب رغبته في التحدث معها ,
و كل ما كان يريده الآن , أن يقف من مكانه يحتضنها لمواساتها , و يستمد منها بعض الدعم الروحي .




سارعت ملك لتمالك نفسها , قبل أن تبادره بصوت فيه بحة

" قلت أنك تريدني في موضوع هام , هل حصلت مشكلة ما ؟ "



عاد علي الى أرض الواقع , و هز رأسه نافيا افتراضها ,
و قد انتبه الآن فقط أنهما لا يتفقان الا في المصائب

" لا ليست مشكلة بالمعنى الحقيقي , لكن بقيت بضعة أيام , و تنتهي اجازة رنا المدرسية السنوية ،

ستعود بعدها للدراسة بصفة عادية , طبعا و نظرا لوضعها النفسي الحديث ,
أريدها أن تسترخي لبعض الوقت قبل استئناف الدراسة "




" طيب أمر جيد , أنا متأكدة أنها ستندمج بسرعة ,
رنا ذكية و ستتخطى مخاوفها سريعا "

أجابته ملك بتفاؤل دون أن تفهم دائما ,
ما الذي يزعجه أو ما الذي يريدها أن تفعله ؟



و سارع علي لاجلاء ضبابية تفكيرها , و هو مستغرب كيف أن سقف آمالها دائما مرتفع , حينما يتعلق الأمر بابنته

" أجل و طبيبتها النفسية أوصت بذلك أيضا ،

قالت أن رنا دخلت مرحلة جديدة ، حيث حصل تغيير كلي في حياتها ،
فقدت والدتها و استعادت النطق ,

لذلك أخبرتني أنها تريد تكثيف , الجلسات العلاجية قبل عودتها ، لأنها لا تزال هشة نفسيا ،
و تخشى انتكاسة قريبة , تعيدها الى حالتها السابقة "



عبست ملك من افتراضه , و وضعت يدها على صدرها جزعا

" لا سمح الله "



أضاف علي مختتما تقرير الطبيبة الذي وافته به

" لذلك طلبت الطبيبة أمرا هاما منا "



" ماذا ؟ "

تأهبت ملك لسماع ما تريده المرأة , اذا كان ما ستطلبه , سيمنع تكرر المشكلة لدى الطفلة , فهي ستفعله بكل سرور



" تريدك أن ترافقيها خلال الجلسات القادمة ، قالت بأن وجودك الى جانبها مهم جدا ،
من أجل استقرارها نفسيا , في هذه المرحلة الحساسة ،

أعتقد أن رنا تحدثت عنك بكثرة , معها خلال الفترة الماضية ,
و هي تريد مقابلتك و التحدث معك باسهاب "



طبعا سبق للطبيبة أن قابلت ملك بطريقة عابرة , حينما كانت تصطحب رنا من و الى عيادتها ,
و هي رأتها يوم انهارت الطفلة بمعية علي , حينما كانت تحاول السيطرة على نوبة هلعها ,


سبق كذلك لعلي أن تحدث بشأنها خلال اتصاله بها , و رنا لم تكف يوما عن الاشارة لها بالصديقة الجميلة ,


لكنها لم تخض معها حديثا خاصا أبدا , لم تشأ أن تفعل , قبل طلب الاذن من علي ,
و اطلاعه على دورها المحتمل في جلسات ابنته ,


فملك لا علاقة رسمية لها بالطفلة , سوى أنها زوجة والدها ,
و طبيبتها لا تملك الحق بمناقشة وضعها الصحي معها , الا برخصة من علي نفسه .




ابتسمت ملك لسماع طلبه و سارعت للقبول

" أكيد علي لا مشكلة ، أفزعتني اعتقدت الموضوع خطيرا ,

سأرافقها لرؤية الطبيبة بكل تأكيد , إن كان هذا سيساعد , سأكون مسرورة لتنفيذه "



ابتسم علي برضا لأن ملك لا تتردد , في فعل شيء من أجل صالح رنا ،
و هذا شيء يدفئ قلبه بشدة .


تردد قليلا قبل أن يضيف بنبرة متخوفة

" يعني ستبقين من أجلها ؟ "

قطبت ملك جبينها , فقد فاجأها بسؤاله و أجابته بتشوش

" أكيد , قلت بأنني سأفعل ,
ثم أين سأذهب ؟ أنا عالقة هنا على كل حال "



أخذ علي نفسا عميقا , و قد اعتبر نفسه أخذ موافقتها ,
على البقاء الى أن تستقر حالة ابنته , حتى لو لم يكن طلبه صريحا تماما من طرفه ,


الطبيبة قالت أنها تحتاج أربعة أسابيع فقط , لمراقبة الوضع و ايجاد حلول ,
بعدها يمكنه اقناع رنا , بأن ملك ستتغيب عنها لفترة محددة ,

سيطلعها بعدها على أمر عودتها , و قد يتمكن من احياء الخطة القديمة ,
بعرض مشاعره عليها , و محاولة معرفة رأيها في الارتباط به ,

فما حصل مؤخرا جعل الوقت غير مناسب بالمرة , مع كل الفوضى العاطفية التي يعيشونها .




" لن يتغير شيء في الأمر صحيح ؟
هي ستبقى من أجل رنا على كل حال ,
بضعة أيام زيادة لن تغير في الوضع شيئا صح ؟ "


تساءل علي بينه و بين نفسه , محاولا اجراء تنويم مغناطيسي لضميره , الذي يؤنبه دون رحمة ,
لأنه يؤخر مغادرة المرأة , التي يحب بتأثير من قلبه .



و سرعان ما تنحنح لتصفية فكره , قبل أن يستفسر منها

" و أنت ماذا تحتاجين ؟ "

سألها باهتمام مشيرا اليها , و تذكرت ملك أخيرا ما جاءت من أجله

" آه أجل ,
أردت أن أطلب منك أن تتصل بالمحامي , الذي قرأ الوصية أريد رؤيته "



استغرب علي طلبها , و قطب جبينه ليسألها , يريد أن يفهم أسبابها الغامضة

" لماذا ؟ "


لتجيبه ملك بنبرة عادية

" أريد أن أطلب منه اتخاذ الاجراءات المناسبة , لتحويل ما تركته المرحومة لي باسم رنا "




تفاجأ علي بما قالته , و ظهر الاستياء على وجهه ليسألها مباشرة

" لم تريدين فعل ذلك ؟ "

كانت نبرته حانقة , لكن ملك فوتتها و سارعت لطرح أسبابها

" لأنني لا أملك الحق في أخذه ،
لذلك من الأفضل تمريره الى رنا "



سارع علي للاعتراض , بلهجة مغتاضة لا تقبل النقاش

" رنا ليست بحاجة اليه "



انتبهت ملك أخيرا الى ردة فعله المعارضة , و ردت بتحفز تماما كما تعودت ,
حينما يدخلان في جدال مصيري

" لم تتكلم نيابة عن الطفلة ؟
أنا أريد التنازل عن هذه الممتلكات من أجلها , لم تتدخل ؟ "



" لأنها قاصر و أنا وليها الشرعي ، و أنا أقول لك أنني لا أريد هذا المال ,
لست بحاجة إليه "

كعادته يضعها أمام الأمر الواقع بتسلطه , دون ابداء أسباب ترضي فضولها ,



امتعضت ملك بشكل واضح لتزمته المعهود ،
هي لا تفهم لم يصعب عليها هذا الرجل , كل شيء ترغب في فعله ؟
و لم يفرض وصاية على قراراتها , و كأنها قاصر هي الأخرى ؟


" و أنا أيضا لست بحاجة اليه "

ردت بثقة مصعدة من موقفها و مصرة عليه , و قد استفزتها غطرسته غير المبررة ,
و التي اعتقدت أنه تخلى عنها مؤخرا , و قد صارت شخصيته أكثر لينا .



عبس علي فقد سئم سماع هذه الجملة , و كأن ملك تعاقبه بها عمدا في كل مرة ،
رغم أن ما تركته مريم لها يعتبر ثروة , قد تغري أيا كان للحصول عليها ، إلا أنه متأكد أنها لن تأخذها مهما فعل .


ليرد عليها مع شبه ابتسامة ساخرة على زاوية فمه

" إذا انتظري حتى تبلغ رنا سن الرشد , و ناقشي معها الأمر شخصيا ,
بما أنك لا تقبلين بقراراتي كوصي عليها "

كعادته يحشرها في الزاوية , بعقلانيته التي تفقدها صوابها .



" سن الرشد ؟ "

صدمت ملك لما قاله , يعني بعد عشرة سنوات على الأقل ،

هل هذا الرجل مجنون ؟
هي لا يمكنها الاحتفاظ بذلك الميراث طوال هذه الفترة .



نظرت اليه ملك باستياء و طلبت مجددا

" لا , لا أريد الانتظار الى ذلك الوقت ، فقط صلني بالمحامي قريبا ،
و أنا متأكدة من أن هناك طريقة ما "



طبعا آخر شيء قد يفعله علي أن يصلها بالمحامي ، سينكشف أمر براءتها و استعادة جواز سفرها مباشرة ،
فالرجل لا يعرف أن لا فكرة لديها عن الحكم ,

و هو لا يريدها أن تعرف من غيره , كما أنه غير مستعد بعد للتنازل عنها .




" ليس لدى المحامي ما يفعله في أمر كهذا ، اذا كان صاحب الشأن , يرفض استلام ما تعرضينه ,
لن يساعدك وجوده في شيء ,

ثم لا تنسي أيتها الطبيبة الذكية ، أنت لا تملكين بطاقة هوية لاستكمال الاجراءات "


( عدا جواز سفرك الموجود في خزنتي منذ أيام )

أكمل علي بينه و بين نفسه , حسنا كذبة أخرى لتغطية الكذبات السابقة ,
يبدو أن سلسلة الخداع هذه , ستلتف على رقبته في الأخير لتخنقه .




نظرت اليه ملك بحقد أكبر , و لامته بنبرة اتهام واضحة

" و الفضل لمن في هذا ؟ "

قالت تقصد تجريدها من جواز سفرها من الأساس , بسبب تلفيقه تلك التهمة لها .




لدهشتها لم يرد علي على غضبها الا بابتسامة ، و عاد للتحديق في أوراقه متجاهلا إياها ,
متسببا في تراكم سخطها , من لا مبالاته بمشاعرها اتجاه الموضوع ,
و كأنه يتباهى هنا بما أقدم على فعله .



زفرت ملك في وجهه بصوت مسموع , ثم قامت من مكانها و هاجمته مجددا

" أتعرف أنا المخطئة ،
لأنني أردت مناقشة هذا الأمر معك بكل تحضر ،

اعتقدت أنك تغيرت و لو بمقدار ضئيل ،
لكنك للأسف لا تزال متسلطا و دكتاتورا كما كنت دائما "

قالت بكل غضب منتقدة موقفه , و غادرت المكتب بعد أن ألقت آخر كلماتها , تحت أنظار علي الذي لم يعد يجد ما يقوله لتهدئتها ,
و هو يفكر كيف أنها تبدو ظريفة جدا , و هي تنتقده و تزجره هكذا كطفل صغير .



" أنا لا أحتاج رأيك , سأجد حلا بنفسي "

أضافت بحنق و هي في طريق الخروج ، ثم تمتمت بينها و بين نفسها بغيظ

" و أنا التي اعتقدت كالغبية , أنه يريد أمرا آخر مما يفعله ،
و هو يعاملني بكل لطف و حمية ,

اتضح أنه لا يسمح للآخرين بازعاجي ، حتى يستمتع هو وحده بفعل ذلك ,
سادي مجنون متسلط "



بسماع امتعاضها من معاملته , لم يملك علي الا أن يتنهد من أعماق روحه ,
و يحرك رأسه بسبب الشعور باليأس الذي يخالجه حاليا ،

هو ربما كان يأمل أن يكون ارث مريم ، الرابط الأبدي بينه و بين ملك خاصة الأسهم ،

لكنها لا تفكر إلا بطريقتها البسيطة ، و لا شيء من نواياه و مشاعره ،
يلامس ذرة من قلب هذه العنيدة ، التي أصبحت متسلطة مثله تماما .


يا الهي كل هذا النفور من كل ما يخصه , و هي لا تعرف بعد بمكنونات قلبه ,
هو متأكد أنها ستشتري سما خاصا لقتله , ان قال حرفا واحدا , عن طوفان المشاعر الذي يغرقه .


" هل يعقل أن تراني يوما كرجل يستحق حبها ؟ "

كان السؤال الذي صار يؤرقه كثيرا , دون أن يعرف أنه سيحصل على اجابته قريبا .



.
.
.


خرجت ملك من مكتب علي ترغو و تزبد , لتستوقفها فاطمة في الصالون

" ما بك ابنتي ؟ لم تبدين غاضبة ؟ "


" استغفر الله العظيم "

همست ملك قبل أن تجيبها , محاولة السيطرة على استيائها الذي أثاره علي

" الرجل المجنون الذي تعبت لتربيته , يكاد يفقدني صبري بتصرفاته "




عبست فاطمة لتسألها بتوجس

" ماذا فعل هذه المرة ؟
هل أزعجك بالكلام مجددا ؟ "


هي تعرف أن علي سليط اللسان , لكنها اعتقدت أن ملك , دخلت القائمة الاستثنائية , للأشخاص الذين لا يجرؤ على اثارة غضبهم منذ مدة ,

و الا هي ستوقفه عند حده اذا لزم الأمر , فملك كابنة لها حاليا , تماما كما هو في مقام ابنها .




تأففت ملك بملامح محبطة و أجابتها

" هو لا يقبل أي شيء أطلبه , يصادر كل حقوقي في تقرير أي شيء ,
تصوري أردت أن أتنازل عن الميراث لرنا , لكنه يرفض دون حتى أن يكلف نفسه , عناء ابداء أسباب منطقية "




ضحكت فاطمة بارتياح على تذمرها , فقد اعتقدت الأمر أخطر من هذا ,
حدقت ملك ناحيتها بنظرة مستنكرة , هي لم تتوقع أن تسخر المرأة منها .

برؤية انزعاجها دنت فاطمة منها و طوقتها لتحتضنها , و تطيب خاطرها تماما كما تفعل مع رنا ,
ثم بادرتها بلهجة حنونة جدا

" يا ابنتي لا تستمعي فقط لكلماته ,
علي حنون و طيب و يستحق ألا تسيئي فهمه ,

أنظري بقلبك الى ما يفعله و ما يقوله ,
لا تستخدمي عينيك و أذنيك فقط , فالمظاهر خادعة أحيانا "




حدقت ملك ناحيتها باستفهام كبير , و هي لا تفهم لم صار الكل هنا ,
يتحدث بالألغاز في الفترة الأخيرة , لكنها سارعت لتشتيت الجو ,

فالمرأة أمامها تزكي الرجل الذي ربته طوال الوقت , و أكيد ستبدأ بعد قليل باقناعها , بأنه أفضل رجل على وجه الخليقة , و لا ينقصه الا جناحان ليطير كملاك .



" هل نامت رنا ؟ "

سألتها بعدما رأتها , تصطحبها الى الطابق الثاني , قبل دخولها مكتب علي

" آوت الى فراشها ,
لكنها تنتظرك كما عودتها لتقرئي لها "


أجابت فاطمة مع ابتسامة دافئة , هدأت غضب ملك فورا ,
و التي تنهدت و استدارت ناحية الطابق الثاني , من أجل مهمتها الليلية , مرافقة الطفلة حتى تنام .



" حسنا تصبحين على خير "

ألقت ملك التحية و غادرت , تاركة المرأة واقفة مكانها ,
و قد غزا وجهها الوجوم و الأسى

" متى تتشجع أيها الشقي و تبوح لها ؟
ستفقدها قريبا ان استمريت , على هذا المنوال في اثارة حنقها "



تذمرت فاطمة من موقف علي , و قررت قول كلمتين له , فلطالما كانت منبع نصائحه الثمينة ,
لذلك قصدت مكتبه , و بعد أن دقت الباب و دخلت بادرته


" بني هل يمكن أن أقول شيئا ؟ "

طلبت الاذن بالتحدث , و أشار لها علي بالايجاب , مشيرا لها للجلوس أمامه


" بني أنت و ملك لستما طفلين ,
أنتما ناضجين و مرتبطين بالفعل "

هز علي رأسه , دون أن يفهم سبب التصريح المفاجئ ,
لتضيف المرأة بنبرة أمومية يحبها , و قد كبر يستمع لها

" ملك شابة بسيطة التفكير , أنت أكثر تجاربا منها ,
اذا أردتها أن تفهمك , قل ما تريده مباشرة في وجهها ,

لم تغامر في كل مرة بحدوث سوء فهم بينكما ؟

اذا تراكمت المشاعر السلبية في قلبها ناحيتك , سيكون صعبا عليك لاحقا محوها ,

عاملها برفق بني , و صارحها بما يعتمل في قلبك ,
بدل الغموض الذي تلف به علاقتكما , و أنا متأكدة أنها ستكون لك نعم الزوجة "




"...."

صدم علي لما قذفته فاطمة في وجهه , لم يعتقد أن ما يفعله , مفضوح الى هذه الدرجة ,
لكنه اكتفى بأن ابتسم لها و أومأ برأسه , موافقة على ما أسدته من نصائح


" حاضر فاطمة , يفعل الله خيرا "

أجابها بما كان يفكر فيه , منتظرا الوقت المناسب لتنفيذه ,
و اكتفت المرأة بحمل صينية الشاي من أمامه

" أسعدك الله بني و جبر بخاطرك , تصبح على خير "


دعت له من قلبها كما عودته , و غادرت تاركة اياه غارقا في ما يجب فعله ,
لانجاح مساعيه في امتلاك قلب تلك العنيدة .



.
.
.


" رنا هل نمت ؟ "

أطلت ملك من الباب , و همست بخفوت خشية أن توقظها ,
لكن الطفلة رفعت رأسها , و انسحبت الى الجانب تاركة مكانا لها

" لا لم أنم بعد , أنتظرك لتقرئي لي "



ابتسمت ملك و دنت من سرير الطفلة , و جلست في المكان الذي أصبح باسمها ,
ستطلب من علي تغييره بآخر أكبر , حتى يتسنى لها البقاء معها وقتا أطول براحة .


اندست الطفلة في حضنها كما عودتها , و ناولتها الكتاب الذي ترغب في قراءته معها ,
أزاحت ملك شعر رنا عن وجهها , لتحدثها قبل أن تبدآ فقرة المطالعة


" لدي خبر جميل لك "

اتسعت عينا الطفلة , و برقتا بحماس فياض قبل أن تسألها

" هيا أخبريني أريد أن أعرف "

استعجلتها لتضحك ملك من فضولها

" والدك أخبرني أنني سأرافقك ,
ابتداءا من الغد في زيارتك لطبيبتك , ما رأيك ؟ "



هتفت الطفلة بحماس كبير , و تعلقت برقبة ملك كقط على شجرة

" هاي مرحى , أخيرا ستذهبين معي ,
و سيعرف الأطفال الآخرون , أن لدي ماما أنا أيضا "



شعرت ملك بألم داهم يعصر قلبها , لم تعرف أن الطفلة ترغب بشدة , بظهور أم لها على الملأ ,
و سارعت لاحتضانها و هي تربت على ظهرها


" أنت لديك أم منذ ولدت رنا , ماما مريم كانت تحبك كثيرا ,
حتى و ان لم يرها الآخرون , لكنها ستظل أمك "

حاولت افهامها برفق .


انسحبت رنا من حضنها , و قد علت ملامح الحزن وجهها لتجيبها

" أعرف و أنا أيضا أحبها كثيرا جدا ,
لكنها لن تأتي بعد الآن كما قالت الطبيبة , و أنا أريد أن تظل لدي ماما دائما ,

لا أريد أن يعتقد الأطفال , أنني بت وحيدة بعد ذهابها ,
أنت ستبقين معي صح ؟ "

قالت بنبرة متأملة لامست روح ملك , التي ارتجفت يداها للطلب الحميمي المفاجئ ,
و انعقد لسانها و لم تعرف بما ترد .



" ماما ملك أنت لن تذهبي , و تتركيني أنت أيضا صح ؟ "

سألتها رنا بنبرة مستعجلة شبه باكية , و قد بدت مرتعبة من فكرة رحيلها هي الأخرى ,


لتخرج ملك من شرودها , و هي تفكر في اجابة ملائمة ,
دون الكذب عليها أو تخييب ظنها


" حبيبتي أنا الآن هنا معك , و سأرافقك ما دمت تريدين ,
أما المستقبل فهو في علم الغيب , لا يمكننا الا أن نقول ان شاء الله "


هزت الطفلة رأسها و قد فهمت تقريبا , أن ملك لن تتركها الآن على الأقل ,
و هذا القدر من الوعود يكفيها , لذلك سارعت للاستلقاء تأهبا لسماع قصتها ,

و قبل أن تنهي ملك صفحتين , كانت قد غطت في نوم عميق ,
تاركة وراءها روحا معلقة و بالا مشغولا , عما سيحدث حينما سيحين وقت رحيلها , و قد صار الأمر مخيفا أكثر منه مبهجا .



.
.
.



في الغد بعد الافطار مباشرة , رافقت ملك رنا الى عيادة الطبيبة النفسية , بصحبة ابراهيم كما وعدت علي



" مرحبا سيدتي , أنت اذا ملك الصديقة الجميلة ؟ "

سألت الطبيبة بكل فضول , بعد استقبالها لها في مكتبها ,
و ابتسمت ملك بارتباك و هي تصافحها , فيما يبدو أن المرأة تعرفها بشكل جيد

" أجل تشرفت دكتورة "



أشارت لهما الطبيبة بالجلوس و استرسلت

" رنا لا تتحدث الا عنك ,
تحبك كثيرا لدرجة أصبحت فيها متشوقة , لرؤيتك و تبادل الحديث معك "



" فعلا ؟ و أنا أيضا أحبها كثيرا "

قالت ملك و قد أحرجها الاطراء غير المتوقع , و هي تمسح على شعر الطفلة التي تلتصق بها .



أضافت الطبيبة و كأنها تستعرض معلوماتها عنها

" السيد علي قال أنك طبيبة أطفال ,
لا عجب أنك تجيدين التعامل معهم "



تفاجأت ملك أن علي تحدث عنها , مع طبيبة ابنته الخاصة , هو لم يذكر الموضوع سابقا أمامها , هي اعتقدت أن رنا وحدها من يفعل ذلك ,

لذلك شعرت بالفضول لمعرفة التفاصيل , الا أنها خجلت أن تسأل مباشرة ,
رغم ذلك كان واضحا الانطباع الجيد الذي تركه علي , لدى الطبيبة عنها مما زاد استغرابها .



" في الحقيقة رنا فتاة بسيطة و مرهفة الاحساس , لذلك لم أجد صعوبة في اكتساب ودها و صداقتها "

ردت ملك بتواضعها المعتاد على كلام الطبيبة .





لكن هذه الأخيرة عارضتها , بعد أن أشارت لمساعدتها باصطحاب رنا , الى غرفة الألعاب للتحدث بهدوء


" اسمحي لي أن أعارضك سيدتي , بالنسبة لرنا هي صحيح فتاة حساسة جدا ,

و لكنها كانت محاطة بظروف صعبة لسنوات , لدرجة أنها كانت ترفض الحديث ,
حتى لوالدتها المرحومة و والدها ,

أن تتحدث الآن و تناديك ماما , أعتقد أن هذا انجاز تشكرين عليه ,

بالنسبة لي أنت وجدت , مفتاح الطريق الى قلبها , حينما بذلت مجهودا مضاعفا , لدخول عالمها الخاص بتعلم لغة الاشارة ,
و بالتالي رافقتها للخروج من أزمتها بسلاسة ,

فيما كان الجميع يكتفي بالوقوف على مسافة آمنة , ليجبرها على العودة وحدها الى التكلم مجددا , و هذا ما شكل الفرق معك "



طبعا كل هذا أوصلته الطبيبة الى علي , و هو شعر بالامتنان الى أقصى الحدود ,

هو نفسه أهمل أمر التعامل مع رنا بلغتها , و منحها مساحة من الراحة و الوحدة ,
لتتعمق معها أزمتها دون قصد , لكن ملك فعلت ذلك بكل تلقائية .





تبادلت ملك مع المرأة الودودة أطراف الحديث مطولا , قبل أن تخبرها بما تريده منها

" في الحقيقة سيدتي , أنا أود أن تحضري مع رنا الجلسات الجماعية ,
و التي تعتبر مفيدة جدا للانخراط الاجتماعي , و التخلص من الانطواء و عدم الثقة في النفس , الذي يلازمها و يؤثر على حياتها ,


في السابق الطفلة كانت ترفضها لأنها خجولة جدا , و لأن باقي الأطفال يرافقهم أمهاتهم معظم الوقت , و هي كانت ستكون وحيدة ,

أما الآن فقد قبلت أخيرا المشاركة بشرط حضورك معها , آمل فعلا أن توافقي لأن الأمر مهم جدا "




فهمت ملك أخيرا هدف الحوار , الذي أجرته البارحة مع علي ,
فهذا بالضبط ما طلبه منها تاركا التفاصيل للطبيبة , و هو ما جعل رنا تفرح لأنها قبلت العرض ,


بلعت ملك ريقها و قد انتبهت للتو , مدى تعمقها في حياة الطفلة , و للمرة الثانية تشعر بالقلق و الحزن , لأنها ستتركها و ترحل قريبا ,


أكيد سيؤثر ذلك على رنا سلبا , هي خمنت ذلك مسبقا , لكن يبدو بأن التأثير على حياتها هي , لن يكون أقل ضررا ,


لكنها لم تجد بدا من الموافقة على الاقتراح , حتى و ان كانت ستفعل ذلك لمدة بسيطة ,
لا بأس بالتجربة من أجل خاطر الطفلة , التي تحبها كابنة لها .



استمرت بعدها الجلسة الفردية لساعتين , قبل أن تعود ملك و رنا الى البيت ,
بعد أن اتفقت مع الطبيبة , على برنامج الجلسات للفترة القادمة .


.
.
.


بعد الجدال الحاد بين علي و ملك , في المكتب بسبب موضوع الارث ,
توقف الاثنان عن التحدث مع بعضهما , و استمر الأمر لثلاثة أيام كاملة ،

كانت ملك تخاصم علي بجدية , و لا تزال غاضبة من تسلطه ,
لا يلتقيان الا على طاولة الطعام , و حتى آنذاك كانت ملك تأكل بكل هدوء , و تتحاشى النظر ناحيته أو التحدث اليه ,

لكن علي لم يكن متضايقا , و كان يدعها على راحتها ,
فيما يبدو أن مستوى عنادهما صار متساويا , و لا أحد بينهما يفكر في التنازل قريبا .





أمام ثبات موقف علي المعارض , و بعدما فكرت ملك مليا , قررت سلوك طريق آخر , فواضح أن الرجل لن يتراجع أبدا عن قراره ,

هي ستغادر بعد فترة بسيطة , و لا تريد أن يربطها شيء بهذا المكان , خصوصا أمور مادية بحجم ثروة ,

فامتلاكها لأسهم في شركة علي , يعني أنها ستكون مسؤولة بطريقة ما , عن اتخاذ قرارات بخصوص عمله ,

و أنها يجب أن تبقى على مقربة طوال الوقت , و هذا ما لا تضمن حدوثه مستقبلا ,

اضافة الى مانع نفسي , تضمره في نفسها و لا تبديه لأحد , يجعل أمر احتفاظها بدرهم واحد , مما ترك لها مستحيلا و مرفوضا .



لذلك ترقبت ملك عودة علي , في المساء ككل يوم يصطحبه كريم , و اعترضت طريق الصنم للخروج

" كريم هل يمكن أن أطلب منك خدمة ؟ "

بادرت باستعجال خشية أن يقاطع علي حديثها معه .



استغرب كريم الأمر , فحسب علمه علاقة ملك مع علي تحسنت كثيرا مؤخرا ,
و لا يعرف فيما تريد استخدامه , الا أنه لا يتردد أبدا في تلبية طلباتها

" أكيد تفضلي سيدتي "




ترددت ملك قليلا قبل أن تطلب ما تفكر فيه مباشرة

" أريدك أن تخبر المحامي الخاص بالعائلة ,
أنني أريد التحدث اليه في أمر هام "



تفاجأ كريم بما سمعه , فهذه أول مرة تتخطى فيها ملك علي , و تطلب مقابلة أحد من طرفه ,

المشكلة أنه لا يعرف ان كان علي فاتحها , في أمر مغادرتها من عدمه ,
و ان كان من المناسب وصلها بالمحامي ,

لذلك شعر بالاحراج بين قبول الطلب و رفضه , لكنه رد بتهذيب كعادته

" سأرى ما يمكنني فعله سيدتي "

" شكرا لك كريم "



.
.
.



في الغد صباحا في الشركة , كان كريم يشعر ببعض التردد , لمفاتحة علي في موضوع ملك ،


هو كان قد فكر مطولا , في الطلب الذي تقدمت به , و شعر بقلة الحيلة في تنفيذه ,

فمن جهة هي وثقت به و التجأت اليه , و هو لا يريد خيانة هذه الثقة باخبار صديقه ،

و من جهة أخرى هو أكثر من يدرك , خصوصية العلاقة بين هذين الاثنين ,
أية حركة خاطئة قد تهدم المعبد على رأس علي ,

كما أن تخطي صديقه لتقديم المحامي لزوجته , بدا أمرا غير لائق بالمرة , اذا فعلتها أسيل مع أحدهم سيشعر بالغضب و الخيانة .



في النهاية حزم كريم أمره , و قرر اطلاع علي على الموضوع , فالعلاقة بينهما ملغمة أساسا و ليست عادية , و هو لن يساهم في توترها أكثر بتدخله .





" علي هناك ما أريد اخبارك به "

بادره كريم بمجرد أن أنهيا الاجتماع , و عادا الى مكتب المدير


" ماذا لديك ؟ "

أشار له علي بالاسترسال , و تردد كريم قليلا قبل أن يقول , ما يريده دفعة واحدة ,
و قد علت وجهه ملامح الأسف

" السيدة ملك طلبت مني البارحة , أن أصلها بالمحامي لأمر هام "



توقف علي عن الكتابة في أوراق أمامه , و رفع رأسه ناحية كريم , و قد قد صار وجهه أسود من الغضب ,

لكنه لم يقل كلمة واحدة , فقد فهم ما يقصده ,
وقف من مكانه اختطف سترته بعنف , و غادر المكتب على عجل , متجها مباشرة الى المنزل .


بقي كريم واقفا مكانه , يشعر بالاستياء لما سيحصل بسبب ما قاله , لكن لم يكن بيده حيلة .





بعد خروج علي رن هاتف كريم , و أخرجه من شروده

" صباح الخير كريم , أين أنت ؟ "

كانت أسيل على الطرف الآخر

" في المكتب , أين أنت ؟ "

" في مكاننا المعهود "





أغلق كريم الخط , و خطا ناحية المصعد باتجاه المرآب ،
بمجرد أن لمحته أسيل , التي كانت تقف الى جانب سيارته , حتى سارعت لاحتضانه و تقبيله



" تعالي "

ابتسم كريم لها و جرها من يدها متجاوزا سيارته

" تفضلي "

و أشار الى سيارة مركونة آخر الصف و فتح الأبواب ،

تشوش تفكير أسيل و لم تفهم قصده

" ما هذه ؟ "

" سيارة اقتنيتها من أجلك , تعالي لنجربها "

كانت اجابته مقتضبة كالعادة .



وقفت أسيل مكانها مندهشة لدقائق , قبل أن تستفيق و تعترض

" يا الهي كريم هذا كثير جدا ،
لا أستطيع قبولها تبدو باهضة الثمن ,
ثم أنا سبق و أخبرتك أنني لا أجيد القيادة "

قالت بصوت محرج , فالسيارة تبدو فارهة و حديثة الطراز , و هي متأكدة أنها كلفته ثروة .




لكن كريم أمسك يدها بحنان , و خاطبها بهدوء يوفره لها وحدها

" أولا هذه هدية خطوبتنا , التي غادرت في منتصفها و تركتك وحيدة ,

ثانيا لا شيء كثير من أجلك ، أنت تستحقين العالم و ما فيه ,

أخيرا هذه سيارة بعلبة أوتوماتيكية ،
يعني لن تحتاجي سوى لاستعمال الدواسة , و كل شيء سيكون سهلا ،

سأحرص على تدريبك عليها لا تقلقي "



نظرت اليه أسيل بعينين مترددتين , كستهما لمحة من الامتنان و الحب ,
صمت كريم قليلا ثم أضاف لاقناعها

" ثم أنا أفعل هذا من أجل راحة بالي ، أنا لا أستطيع مرافقتك الى كل مكان ,

و أكون قلقا لأنك تستقلين تاكسي طوال الوقت ، هكذا سأكون مطمئنا أكثر "

قال باحراج و هو يحك رقبته , لأول مرة يلقي خطابا عاطفيا , بهذا الطول على أحدهم .



ابتسمت أسيل فهي الشخص الوحيد , الذي يتحدث معه هذا الصنم ,
أكثر من جملتين متتاليتين , ناهيك عن محاولاته المستميتة لارضائها ,

و قبل أن يسمع ردها على عرضه , كانت تتعلق برقبته و تندس في حضنه


" شكرا لك "

قالت بنبرة متأثرة باكية , فكريم هو الشخص الوحيد , الذي يهتم بكل تفاصيل حياتها , قبل حتى أن تفكر هي نفسها فيها .

طوق كريم خصرها النحيل مباشرة , و حملها من على الأرض كريشة , كما تعود أن يفعل دائما .



بعد دقيقتين تكلم الرجل مجددا , بصوت أجش الى جانب أذنها , مرسلا رعشة اجتاحت كيانها

" صولا حبيبتي , اذا بقيتي تتعلقين بي كعلقة هكذا ,
فسنصعد فورا الى الطابق الأخير , و لن أدعك تغادرين قبل شهر ،

و سيضطر والدك لجلب الامام هنا , لعقد القران و إتمام الزواج , بعد يوم بدل سنة "

قال يقصد شقته في البناية .



أطلقت أسيل عنقه فورا , و تراجعت خطوتين الى الوراء , و قد احتقن وجهها مما قاله ,
و هي تحاول التجول بنظرها في كل مكان , متفادية عيني كريم التي تكاد تلتهمها وقوفا ,

هي تصبح جريئة معه بطريقة غريبة , و قلما تتحكم في ردات فعلها .



ضحك هو بخفة من احراجها , ثم دنا منها مجددا و قبل شعرها , قبل أن يطلب مجددا

" لنجربها , سأريك كيف تعمل "



ركب الاثنان السيارة , و حاول كريم تبسيط الأمور من أجل أسيل , التي كانت سعيدة جدا بهديتها

" يا الهي , هذه أبسط من السيارات العادية , شكرا لك كيمو ،

هكذا بإمكاني الذهاب و العودة الى الورشة بكل راحة "



تجمدت ابتسامة كريم , الذي سألها باستغراب حذر

" أي ورشة ؟ "


ارتبكت أسيل و اتسعت عيناها , و كأنها قالت شيئا ما كان عليها قوله ,

انتبه كريم للأمر لكنه لم يقل شيئا , و التزم الصمت منتظرا اجابتها لتضيف

" أممم قبل فترة قدمت على طلب للتدرب , كمهندسة مبتدئة في عدة شركات "

قالت مع ابتسامة محرجة ,


و هز كريم رأسه لمؤازرتها

" جيد , لم لم تخبريني اذا ؟ "

استفسر مع نفس النبرة المتوجسة , لكنه أبدى مزيدا من الصبر على غير عادته ,
لن يدع وساوسه و قلة ثقته في الاخرين , تقوده مع المرأة التي يحبها .


" ها ؟ نسيت "

أجابت أسيل بنفس الارتباك , مما أثار شكوك كريم

" هي عادة تخبره بكل تفاصيل حياتها ,
فلم أخفت هذا عنه ؟ "



لكنه لن يتصرف بهوس حتى يتأكد

" أمم و هل حصلت على رد ؟ "

" أجل قبل أسبوعين , جاءتني موافقة من احدى الشركات "

ردت بصدق




" أيها ؟ "

سأل كريم بفضول , و عضت أسيل على شفتها السفلى ,
و كأنها مترددة أو خائفة من الاجابة

لكنها تعرف أن هذا الرجل مركب للاستجواب , و سيعرف بالأمر سواءا قالته له أو لا ,
لذلك قررت مصارحته و ليكن ما يكون .



برؤية ملامحها توتر كريم أكثر , قبل أن تتكلم أسيل مجددا و تزيد قلقه

" سأخبرك لكن عدني أنك لن تغضب "



حدق اليها كريم بتوجس , ثم ضيق عينيه و قد بدأ بالغضب فعلا

" شركة والد حسام "



كان صوته مستاءا يكز على أسنانه , و هو متأكد من أنها الاجابة الصحيحة ,

اتسعت عينا أسيل عن آخرها بسبب دهشتها , و سألت غير مصدقة صحة تخمينه

" كيف عرفت ؟ "



طبعا بمجرد التفكير في الأمر , بدا واضحا أن هذا هو الاحتمال الوحيد ,
لا أحد يثير غضب كريم , من جهة أسيل الا ذلك الوقح .



لكن كريم أجاب بأمر آخر

" و كنت تخططين لاخفاء الأمر عني ؟ "


و سارعت أسيل للنفي

" لا كنت سأخبرك "



هي كانت فقط تفكر , في طريقة لاقناعه قبل الذهاب , لكن كريم لن يصدق أبدا

" متى ؟
بعد أن توقعي العقد و تبدئي العمل بالفعل , أليس كذلك ؟ "





تصاعد سخط كريم سريعا , فأكثر شيء يكرهه هو وضعه أمام الأمر الواقع ,
و سرعان ما أخذ نفسا عميقا , ثم قال جملة واحدة

" الأمر مرفوض نهائيا "



" لماذا ؟ "

اعترضت أسيل باحباط واضح , و نظر اليها كريم باستغراب

" فعلا ؟ ألا تعرفين لماذا ؟
لأنك ستكونين بقرب ذلك النذل طوال الوقت "



هو لن ينسى أبدا زيارتها , ذلك اليوم الى الورشة مع والدها ,
و كيف التف حولها أولئك العمال , مع بدلتها الملونة تلك , و قبعتها الغريبة ذات اللون الزهري ,

لدرجة أنه اضطر لهشهم , من حولها كالذباب باستخدام سلطته هناك , و هو لا يتخيلها تتجول لساعات ,
بين رجال قد يستغلونها و يتحرشون بها , خصوصا في وجود ذلك المنحط حسام .



" يا الهي كريم سيكون مكان عمل , مع الكثير من الموظفين و قد لا ألتقيه أبدا ,
ثم ألا تثق بي ؟ "



عبس كريم لافتراضها و سارع للنفي

" طبعا أنا أثق بك أسيل , لكنني لا أثق بذلك السافل عديم الأخلاق ,

ثم لو أنك أخبرتني أنك تريدين تدريبا , لكنت وفرت لك ذلك في أحد مشاريعنا ,
دون الحاجة لاجهاد نفسك "

حينها سيحرص على أن يفقأ عين , أي شخص يحدق ناحيتها , فلن يجرؤ أحدهم على أن يدنو مما يخص الهرقل .




غضبت أسيل هي الأخرى و احتقن وجهها

" لهذا بالذات لم أخبرك , لا أريد أن يكون أول عمل لي في حياتي بالواسطة ,
لا أحب أن ينعتني الآخرون بالمستغلة و المتسلقة ,

ما فعلته من أجلي الى حد الآن كثير , لا أريد استغلالك أكثر "



" آه و الموافقة على عملك هناك لم تكن بالواسطة , لو لم يكن ذلك الوغد يريد أمرا آخر ,
هل تعتقدين أنهم كانوا وافقوا على طلبك ؟ "



اعترضت أسيل مجددا و قد جرحها بكلامه

" هل تقصد أنني غير مؤهلة للعمل في أي مكان ؟ "


تدارك كريم زلة لسانه فلم يكن هذا قصده

" لا أنا متأكد أنك مهندسة كفؤة , لكن واضح أن معرفة حسام بك من جعلهم يوافقون ,

كنت سأؤيدك في كل الأحوال , لكن ليس و أنت تعملين , تحت يد رجل حاول استغلالك سابقا "



حاولت أسيل مجاراته , فهو يلين حينما تترجاه و تحدثه بتعقل

" حسنا صحيح أن والده صديق لوالدي , لكن أكيد وافق لأنه يحتاج متدربين ,
و هم متعودون على قبول مهندسين ناشئين ,

عكس شركتكم التي يعرف عنها , أنها لا تقبل هذا النوع من الطلبات ,
لم أرد أن أحرج نفسي أو أحرجك "



رد كريم بحدة و قد علا صوته

" شركتنا ترفض طلبات الآخرين , لكن زوجتي استثناء ,
أنا أملك أسهما هناك يعني ستعملين معي ,

ثم ما خطب استغلالك لي , أخبرتك أنني لا أمانع "



" لكن أنا أمانع "



" أيتها المجنونة أنت ستكونين زوجتي , اذا لم أساعدك من أساعد ؟ "



احتدت بعدها المناقشة بينهما , حيث صعدت أسيل من موقفها , فيما تمسك كريم برفضه .




" اذا تمسكت بهذا العمل , فلن تري وجهي مجددا "

قال كريم منهيا النقاش بسخط , و فتح باب السيارة و نزل منها , تاركا أسيل تشتعل غضبا لردة فعله ,
فيما بدا أنه على وشك فقدان السيطرة و تحطيم المكان .



لكن أسيل ما لبثت أن فتحت الباب , نزلت هي الأخرى و ركضت خلفه لخطوتين ,
قبل أن تتوقف و يعلو صوتها

" أجل هكذا أدر ظهرك لي , ككل الأشخاص في حياتي ,
و غادر دون أن تنظر وراءك "



أخذت بعدها أنفاسا متقطعة , قبل أن تتكلم مجددا , و قد تحول صوتها الى نبرة باكية

" كم كنت مغفلة و غبية , حينما اعتقدت أنك مختلف عن الجميع ,

و اتضح لي الآن أنني دمية فقط بالنسبة لك أيضا , تتلقى الأوامر دون مناقشة ,
و عليها التنفيذ مباشرة , تماما كما كان يفعل والدي ,

دون أية فرصة للجدال أو ابداء الرأي , حتى لو كان الموضوع يخص حياتي و مستقبلي ,
لا يحق لي اتخاذ أي قرار "



باكمال جملتها بدأت أسيل بالبكاء بالفعل , و قد شعرت بأن لا أحد يفهمها , و أن الجميع يحاول السيطرة على حياتها ,
مما حرك هواجسها القديمة , التي اختفت بدخول كريم حياتها .



أمام التزام كريم الصمت , استدارت هي الأخرى لتغادر المرآب ,
فيما يبدو أنها حصلت على أول خصومة , مع كريم منذ بداية علاقتهما ,

هي تعرف أنه رجل صارم و لا يتراجع أبدا , لكنها لن تتوسله ليبقى معها أو يفهم ما تريد .



هرولت أسيل تريد الابتعاد و قلبها يؤلمها , لكن بعد بضعة أمتار ,
طوقتها ذراعين قويتين من الخلف , و سحبتها ناحية صدر صلب دافئ ,


كان كريم يقف خلفها مباشرة , يدس وجهه في عنقها و قلبه يدق بجنون ,
فقد كان على وشك التهور , و فسخ العلاقة بسبب غيرته المجنونة .



أخذ الرجل نفسا عميقا يستنشق عبيرها , و لم تحاول أسيل التملص من قبضته ,
لكنها لم تقل حرفا واحدا ردا على حركته , حتى تكلم هو أخيرا

" أيتها المجنونة أنت لست دمية أحد , أنت حبيبتي وحدي ,
و ستكونين زوجتي و أم أطفالي قريبا "



بقيت أسيل ساكنة , لا يسمع الا صوت أنفها , و هي تحاول السيطرة على دموعها ,
طبع كريم قبلة رقيقة على خدها قبل أن يضيف


" أنا آسف لم أقصد تهديدك أو المغادرة , لكنني أفقد صوابي كلما تخيلتك بقرب ذلك الرجل ,
أردت بعض الهدوء لضبط أعصابي لا أكثر ,

لم أرد أن تتأذي من لحظات اهتياجي , أنا آسف لن أتركك أبدا "



كريم يعرف أنه حينما يفقد السيطرة , على أعصابه يحرق الأخضر و اليابس ,
وحدها أسيل من يهدئ هذا الوحش فيه ,

لكنها حينما كانت تقف هناك , و تعانده بكل شراسة , خشي عليها من انفلات لفظي ,
قد يفقده اياها في لحظات جنون .



أمام غياب أية ردة فعل , من طرف أسيل بالرفض أو الموافقة , أدارها كريم برفق لمواجهته ,
و بدأ بمسح وجهها الصغير بأصابعه الخشنة , قبل أن يراضيها ارضاءا لقلبه


" صولا حبيبتي تذكري شيئا هاما , أنا لن أقف يوما في وجه طموحك ,

سأدعمك في كل قرار تتخذينه لأجل مستقبلك , لأن نجاحك سيكون نجاحي أنا أيضا ,

لكن ليس على حساب كرامتك و راحتك , ليس و أنا على قيد الحياة "





صمت كريم قليلا ثم أضاف بتعقل

" حسنا لن تتدربي في شركتنا , لن أجبرك على ذلك ما دمت لا تريدين ,

لكن هناك الكثير من الشركات الجيدة , التي تقبل بالمهندسين الشباب ,

ستقدمين طلبات جديدة لهم , و سأكون معك في كل خطوة ,
و أنا متأكد أنك ستجدين ما ترغبين بفعله "



قال كريم يحاول مراضاتها , و ذاب قلب أسيل مما يقوله ,

هي تعرف أنه لا يجيد مسايرة الآخرين , لكنه يقف الآن يحاول تطييب خاطرها ,
فما كان منها الا أن هزت رأسها موافقة .



هي نفسها لم تكن مرتاحة للذهاب الى هناك , و كانت تؤجل الموضوع في كل مرة ,
فآخر شيء ترغب فيه , هو مواجهة مع حسام البغيض ,

هي لن تنسى أبدا ما فعله مع ندى , و التي نفيت وحيدة الى ألمانيا , و بقي هو يتسكع هنا كرجل نذل ,

لكن لم يكن لديها الكثير من الوقت و الاختيارات , و لم تكن تستطيع الانتظار , للحصول على موافقة أخرى .



لكنها الآن لا تريد احزان كريم و اثارة قلقه , بمعارضته فقط من أجل المعارضة ,
هو محق في مسألة حسام , لذلك قررت تقبل التسوية التي يعرضها .




" اتفقنا ؟ "

سأل كريم للتأكد من أنها لم تعد غاضبة , و هزت هي رأسها لطمأنته



ابتسم كريم بعدها و طبع قبلة على جبينها , و أخرى على خدها قبل أن يغريها

" هيا سنقصد محلا لشراء كعك شوكولا , و ستقودين في الطريق الى هناك ,

و توقفي عن البكاء , لا أريد التجول مع وجه المهرج هذا "

قال مشيرا الى أنفها الأحمر و عينيها الدامعتين .



ضحكت أسيل ضحكة عريضة , فهذا الرجل يعرف نقاط ضعفها و يجيد استخدامها .

غادر بعدها الاثنان في السيارة الجديدة محاولين تجريبها , و قد نسيا بالفعل ما حصل قبل قليل .


.
.
.



في البيت بمجرد دخول علي من الباب , سأل فاطمة باستياء يعلو وجهه

" أين ملك ؟ "


" في غرفة المعيشة "

قبل أن تكمل فاطمة جملتها , كان علي قد فتح باب الغرفة فعلا



جفلت ملك من طريقة دخوله , فعادة هو يدق الباب كرجل مهذب ,

نهضت من مكانها بتأن , و هي تمسك أحد كتبها في يدها ,
لكن قبل أن تقول كلمة واحدة , بادرها هو بغضب عارم

" ما الذي تفكرين فيه بالالتفاف خلف ظهري , و الطلب من كريم ايصالك بالمحامي ؟
ماذا هل ترغبين باحراجي ؟ "



فهمت ملك أخيرا سبب دخوله الاستعراضي , لكنها أخذت نفسا عميقا و أجابت بهدوء

" لأنك رفضت ذلك حينما طلبته منك "



اغتاظ علي أكثر لشرحها المتفلسف و حاول زجرها

" ألا تدركين اذا أنني اذا رفضت أمرا ما , فمعناه أن تتوقفي عن فعله ,
لا أن تجدي طريقة أخرى لتنفيذه ؟ "




كان علي يحاول السيطرة على غضبه , لكنه كان مستاءا جدا ,
و أثار استياء ملك التي لم تعد قادرة على التهدئة أمام هجومه


" لماذا يجب أن أفعل ذلك ؟

اذا أنت عارضت أمرا ما فأنت حر ، و أنا أيضا حرة لقبوله أو لا ،

ليس علي أن أخضع لأوامرك و تعليماتك , لسنا في الجيش سيد علي ,

أو بالأحرى لست جارية هنا , عليها تنفيذ ما يملى عليها دون اعتراض ,
لم يخبرني أحد أنك اشتريتني من سوق العبيد "



تفاجأ علي لردها المفحم و زاد سخطه

" لم أنت عنيدة هكذا ؟
ما الذي يدور في عقلك المتحجر هذا ؟

مريم رحمها الله تركت لك بعض الأشياء , بكامل ارادتها و عن طيب خاطر ,

ألا يمكنك اكرامها قليلا بقبول أمنيتها الأخيرة ؟

لم يجب أن تتمردي على كل شيء ؟
لم يجب أن تعارضي كل ما يحدث ؟

لم يجب أن تتصرفي , و كأن هناك تهمة ألقيت على عاتقك ،
و تحاولين التخلص منها بلهفة ؟ "



باطلاقه هذه الكلمات على مسامعها , أصبح غضب ملك مساويا لغضب علي ،
فهو لا يفهم ما الذي تفكر فيه ، و يسارع للاستنتاج بتسلطه المعهود ,


و قررت ألا توفر جهدا لرد ما قاله

" لأن الأمر أشبه بقنبلة موقوتة بالفعل , بالنسبة لي هو أسوء حتى من اتهام بالقتل ,

لكن لم سأتوقع أن تفهم ذلك , فأنت لست مكاني و لن تكون أبدا ؟

لم سأخمن أن السيد علي المبجل المغتر بنفسه , يتنازل من عليائه ليفهم مشاعر امرأة في مقام محظية "




أخذت ملك أنفاسا متسارعة , و هي تحاول ألا تستعيد الطريقة , التي وصلت بها الى هنا ,
و التي لا تزال تؤلم في أعماق روحها , لكن ما يحصل لا يساعد أبدا


دنت منه خطوتين حذرتين , قبل أن تشير ناحيته بسبابتها , و كأنها تلقي عليه اتهاما بشعا


" لم يجب أن تتفهم دوافعي ها ؟

أنت لست مجبرا على سماع همسات الآخرين , يقولون عنك متسلقا طماعا و مستغلا ,
و ينعتونك بأبشع صفات , يمكن أن تسمعها في حياتك ,

لست أنت من يقولون أنك أفعى , دخلت هذا المنزل بخبث ، و استولت على العائلة كلها ،
حتى أنها أخذت نصيبا من الإرث ,

لذلك بامكاني اخبارك سيدي , بأن الأمر مؤلم حد الموت ,
و أنا لا أريد شيئا من كل هذا "



علا صوت ملك و هي تشير الى نفسها ,
توقف علي عن الكلام , و حدق ناحيتها بتفحص , هو لم يعتقد أن هذا سبب اصرارها على الأمر .


تنهد بعدها بعمق و مسح جبينه , الذي تعرق بسبب التوتر , ثم أجاب بهدوء أكبر

" أنت لست جارية هنا ,
أنت تبقين معززة مكرمة في بيتي , كأي امراة تستحق الاحترام ,

و اذا كنت تقصدين عمتي و ما تعتقده , فلتقل ما تشاء هي لن ترضى ,
حتى لو تنازلت عن كل ما تملكين "



و رد ملك كان سريعا و أكثر اندفاعا

" ليست عمتك وحدها علي ، ليست وحدها التي تعتقد ذلك ,
هي الوحيدة فقط التي قالت ذلك بصوت عال ،


لكنني أرى ذلك في عيون الجميع , و في نظراتهم لي ،
كيف يراني الكل على أنني , مجرد امرأة جشعة خبيثة , تحاول الاستيلاء على عائلة امراة أخرى , قد تكون قتلتها بسبب غيرتها "




حدقت ملك ناحية علي , بعينين دامعتين تخفيان عاصفة , تقتلع قلبها من مكانه كمدا ,
و عرف قبل حتى أن تنطق , أن ما ستقوله سيكون مؤلما مثل الجحيم


" و لم نذهب بعيدا ؟ أنت نفسك قلت بأنني طماعة متسلقة ،

أنت بلسانك قلت أنني , قد أبيع نفسي لمن يدفع أكثر ,
لدرجة جعلتني أحتقر كل ثانية من بقائي , تحت سقف بيتك هذا ,

كل شيء مادي يربطني بك , يشعرني بالقرف من نفسي ,
و احتفاظي بهذا الارث بالذات , يزيد من شعوري بالتلوث و قلة القيمة ,

و أنا لم أعد أتحمل علي , لم أعد أتحمل و وصلت حدي من التعقل ،

و لم أعد أعرف فيما أذنبت ، أين خطئي لتلتصق بي تهمة ,
مثل هذه طوال الوقت ؟ "

كان قلب ملك يدق بعنف , و قد احتقن وجهها , لكنها شعرت ببعض الراحة , لأنها أفضت ما تفكر به أخيرا .




عبس علي بشدة و تجهم وجهه , و هو يعرف أن الذنب ذنبه هو ,

هو من قلل من احترامها , مرارا دون وجه حق ,
هو من ألقى عليها بالتهم البشعة , الواحدة تلو الأخرى دون دليل ,
لدرجة هز بها ثقتها في نفسها ,


لكنه لا يعرف كيف يخبرها , أنه غير رأيه منذ وقت طويل جدا , و أن كل ذلك كان مجرد سوء فهم ,

و هو حاليا مستعد لكتابة ثروته كلها باسمها , دون أن يرف له جفن , لذلك حاول تخفيف الأمر عنها


" بالنسبة لما قلته أنا سابقا , أنا آسف و أعتذر بشدة ,
كان حينها وضعا خاصا و سيئا ، و أنا أعرف الآن جيدا من تكونين , لست بحاجة لاثبات أية وجهة نظر ,


أما بالنسبة للآخرين , فلست مجبرة على الاستماع اليهم ,
بإمكاني اخراس ألسنة الجميع , و لأرى من سيجرؤ على قول حرف واحد بحقك "



حدقت ملك اليه بيأس , و أشارت الى نفسها مجددا , و قد تحولت نبرتها الى همس ,
و كأن قواها قد خارت في جدالها معه


" المشكلة ليست في الآخرين فقط , المشكلة أنني أنا نفسي بدأت أصدق ,
أنني تسببت في موت مريم بأنانيتي , و أصبحت أكره نفسي و أحقد عليها "



و نزلت دمعة من عينيها , أحرقت قلب علي و آلمت روحه ,

هو يعلم كم أن الأمر مؤلم بالنسبة لملك , و يدرك مدى الدور الذي لعبه , لايصالها الى هذه الحالة ,

و لكن لا شيء بيده يفعله , ليقلب الوضع و يعيده الى نقطة البداية ,
رغم أنه مستعد ليدفع حياته ثمنا لذلك

" أخبرتك ألا تقولي عن نفسك ذلك , أنا و أنت أكثر اثنين نعرف ,
أن هذا غير صحيح و أنك لست كذلك "



" ماذا أنا اذا ها ؟
هل يمكن أن تخبرني ؟

لأنني لم أعد أعرف شيئا , أنا منذ دخلت بيتك هذا ,
فقدت كل معالمي و يقيني "

سألت ملك بصوت عال , مع استمرار دموعها بالنزول لتغرق وجهها ,
فقد وصلت حد الانهيار بالتحدث في الموضوع .



و رد علي دون تردد , و كأن الأمر من المسلمات

" أنت زوجتي و أموالي أموالك , ليست فقط الدراهم التي تركتها مريم ,
و انما كل شيء دون استثناء ،
و من يرد أن يتدخل فليواجهني "



صدمت الاجابة ملك التي تراجعت الى الوراء , و كأنها لا تصدق أذنيها ,
هي لم تتوقع من علي , قول ذلك مباشرة في وجهها , و لم تملك الا أن ترفض و بشدة


" لا لست زوجتك , لست زوجتك و لم أكن يوما كذلك ،

هذا الزواج مزيف و غير صحيح , و أنا أجبرت على البقاء هنا ضد ارادتي ,

عقد الزواج ذاك أنا لم أوقعه , و لا أعرف عنه شيئا ،
ذلك عقد باطل لم يستوف أية شروط , أهمها رضاي و رضا والدي , علاقة لم يباركها الله حتى نباركها نحن بتجاهل ,

و أنا و أنت ندرك هذه الحقيقة , و لا شيء في العالم سيغيرها ,

و تكرارك للكلمة طوال الوقت و في كل مناسبة , لن تجعل من هذه العلاقة شرعية سيد علي ,

أنا هنا رغما عني , هذه الحقيقة الوحيدة في كل هذا ,
و سيكون من الظلم أن أتحمل ذنب , كل ما ينجر عن ذلك ,

ما بني على باطل فهو باطل أيها الرجل المتعلم "



صرخت ملك في وجه علي , الذي لم يزد حرفا و بقي يقف هناك ,
يحدق بصدمة الى المرأة التي اعتقد , أنها قبلت مكانتها كسيدة لهذا البيت و كزوجة له ,
و ينتظر الفرصة المواتية لتصحيح الوضعية ,


و لكنها تفاجؤه بما قالته , و كأنها أعادته الى نقطة الصفر , يوم عقد معها الصفقة اللعينة في مكتبه ,
صفقة لم تنس ملك يوما أنها وقعتها بدمها , و لا يبدو أنها ستنسى أبدا .




اكتشف علي للتو أن ملك , لا تقبل حتى هذه الصلة الاسمية الصورية بينهما ,
أكيد هي ستخرج من الباب دون رجعة , ان هو قال ما يشعر به بالفعل ,

هو يعرف أن ما بينهما زائف على الورق , لكنه كان يتأمل أن توثقه مشاعره الصادقة

برؤية عينيها الجادة و المتألمة , و بسماع رفضها الواضح و القاطع ,
شعر علي أن أحدهم غرس سكينا في قلبه , و اجتثه من وسط صدره ,


شعر و كأن عالمه انقلب رأسا على عقب , فهو كان كمن يتقدم خطوة الى الأمام , ليتراجع عشرة الى الخلف ,

و قد اكتشف لتوه أنه كان , بصدد بناء قلعة على الرمال , أية موجة داهمة من الماضي , تهدمها دون رحمة و تحيلها الى أطلال .



دون جدال أو اصدار أي صوت , استدار علي مباشرة و غادر منهيا النقاش ,

حينما أصبح أمام الباب توقف للحظات , و دون أن ينظر خلفه , خوفا من رؤية المنظر الذي يقتله , قال ما كتمه طوال هذه الفترة

" مريم انتكست لأنني أخبرتها , أنك ستغادرين بعد فترة ,
لم تتحمل الأمر لأنها أرادتك أن تبقي ,
لذلك فالذنب ذنبي وحدي "

كان صوته متأثرا جدا بتذكر مريم , لكنه استكمل سيره بخطا سريعة , و خرج عائدا الى الشركة .





لم تصدق ملك ما سمعته , لم تعرف أن شعور علي بالذنب يفوق شعورها بمراحل ,

ما لا تدركه أنه يلوم نفسه كل ثانية , على ما حصل مع جميع من في هذا البيت ,

فالوحيد المخطئ بالنسبة له هو نفسه , بما فعله مع ملك و مريم , و أنه يستحق كل الألم الذي يشعر به الآن .

عادت بعدها للجلوس على الأريكة , و دموعها تغسل حزنها و رثاءها , لما يحصل في حياتها




لم يعد علي ليلتها الى المنزل , قصد مع كريم صالة رياضية , أراد بعض الوقت للتنفس بعيدا عن ضغط ملك , الذي يكاد يفقده عقله ,

ليس و كأنه يلومها , و لكن لأنه يدرك أنها محقة في معظم ما قالته ,
و كل ما كان يرجوه , أن يصفي ذهنه لاتخاذ قرارات مناسبة , لا تفقده سعادتهما معا .



و لم تكن ملك هي بدورها تشعر بالارتياح , لم يسبق أن غادر علي غاضبا الى هذه الدرجة ,

حتى حينما كانا يتجادلان بشراسة سابقا , لم يكن يغيب عن البيت , لكنها لم يكن بإمكانها السؤال عنه , بأية صفة ستفعل ذلك .

.
.



مر يومين على جدال ملك و علي , و استمر الرجل في التغيب على البيت , أراد بعض الوقت للتفكير و التخلص من التوتر ,

أغرق نفسه في العمل ، لكنه كان يطمئن على الجميع بالهاتف ,
كانت رنا تسأل عنه يوميا بإلحاح , و لكنها لا تكلمه لأكثر من خمس دقائق حتى تقفل الخط ,


و كانت ملك تستقي أخباره خفية منها , فقد كانت تشعر بثقل كبير ألقي على ضميرها ,
بعدما رأت تلك النظرة المجروحة يومها في عينيه ,

لكنها لم تكن نادمة أبدا , فالحقيقة تظل كما هي , مهما حاولنا اخفاءها و تحويرها , و مهما كان طعمها مرا .






في اليوم الثالث , ورد اتصال من مدرسة رنا في العاشرة صباحا ,
و كانت فاطمة من رد عليه


" ماذا هناك خالة فاطمة ؟ "

سألت ملك باهتمام بعدما رأت قلقها .



" لا أدري ابنتي , المشرفة في مدرسة رنا , قالت أنها تحتاج علي ,
لأمر هام يخص ابنته , و لكنها لم تتمكن من التواصل معه "




كنت سأؤجل هذا البارت الى الغد , بسبب نوبة شقيقة سيئة داهمتني البارحة , و لم أستطع كتابة حرف واحد
لكنني لم أرد احباطكم و قررت التنزيل , أرجو ان ينال اعجابكم


😘💞💞





........






جودي مجدي likes this.

ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-12-20, 10:46 PM   #1575

ام منار

? العضوٌ??? » 296157
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,485
?  نُقآطِيْ » ام منار has a reputation beyond reputeام منار has a reputation beyond reputeام منار has a reputation beyond reputeام منار has a reputation beyond reputeام منار has a reputation beyond reputeام منار has a reputation beyond reputeام منار has a reputation beyond reputeام منار has a reputation beyond reputeام منار has a reputation beyond reputeام منار has a reputation beyond reputeام منار has a reputation beyond repute
افتراضي

ما شاء الله فصل رائع بتوفيق

ام منار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-12-20, 10:57 PM   #1576

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 132 ( الأعضاء 46 والزوار 86)
‏ملك علي, ‏ebti, ‏همس الضلال, ‏rital00, ‏أميرةالدموع, ‏وردة الطيب, ‏ج. ش. م, ‏Aiosha, ‏فله بنت احمد, ‏بيكهيون, ‏نوره ام عبدالمجيد, ‏اسماء2008, ‏شوق البلد, ‏ام منار, ‏رم سلمان, ‏روجا جيجي, ‏rowdym, ‏منو6, ‏ملوكه*, ‏زمردة الاسلام, ‏نوف كرسبي, ‏الاوهام, ‏هدوء الصمت222, ‏إيثار سليم, ‏هدى نور الدين, ‏شيماء ستار, ‏Alaa_lole, ‏Normima, ‏ام ارومة, ‏Just give me a reason, ‏amana 98, ‏نادية الليل, ‏توتا احمد غ, ‏شهيناز21, ‏NoOoShy, ‏Berro_87, ‏adeladel20100, ‏Apink, ‏أمنيات بريئة, ‏الزنبقة الجميلة, ‏Lazy4x, ‏Jeyda, ‏انجيليك, ‏هانا مهدى, ‏سنا القمر, ‏Moon roro




💖💖💖💖💖💖💖💖💖🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-12-20, 11:10 PM   #1577

Just give me a reason

? العضوٌ??? » 320550
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 299
?  نُقآطِيْ » Just give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond repute
افتراضي

بارت رائع و مؤثر جدا سلمت يداك رغم تعبك انا اشعر بك جدا فألم الشقيقة لا يحتمل ويدمر اليوم بالكامل للاسف وبالرغم من ذلك قدمتى لنا كمية المشاعر الصادقة و ما يشبعه الصفعة لنستفيق على الحقيقة التى لم تغفلها ملك ولم تنساها ف فعلا ما بنى ع باطل فهو باطل ... بانتظار المزيد من المفاجأت من قلمك القوى ان شاء الله موفقة حبيبتى

Just give me a reason غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-12-20, 11:12 PM   #1578

نادية الليل

? العضوٌ??? » 425998
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 201
?  نُقآطِيْ » نادية الليل is on a distinguished road
افتراضي

فصل رائع شكرا لك ملوكة على هذا المجهود، و إن شاء الله لاباس.

نادية الليل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-12-20, 11:12 PM   #1579

Alaa_lole

? العضوٌ??? » 444507
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » Alaa_lole is on a distinguished road
افتراضي

شكرا هلباااا علي الفصل الحلو💛✨
والف لاباس عليك ملوكه✨🥺


Alaa_lole غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-12-20, 11:16 PM   #1580

توتا احمد غ
 
الصورة الرمزية توتا احمد غ

? العضوٌ??? » 474336
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 216
?  نُقآطِيْ » توتا احمد غ is on a distinguished road
افتراضي

بجد يسلمو ايدك و افكارك ... البارت طبعا تحفففففففه
و الف سلامه عليكي يا جميل .. و ان شاء الله شفاء عاجل
كل مدى يزيد احترامي و اعجابي بشخصيتك .. لاحترامك لقراءك و مواعيدك و يا رب دايما للافضل .. وفخورة اني من قراءك


توتا احمد غ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:45 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.