آخر 10 مشاركات
117 - توأم التنين _ فيوليت وينسبير ج2 شهر عسل مر ((حصرياً)) -(كتابة /كاملة بالرابط) (الكاتـب : SHELL - )           »          وهج الزبرجد (3) .. سلسلة قلوب شائكة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          حب في الصيف - ساندرا فيلد - الدوائر الثلاثة (حصريــا)** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          بريئة بين يديه (94) للكاتبة: لين غراهام *كاملة* الجزء الثاني من سلسلة العرائس الحوامل (الكاتـب : Gege86 - )           »          52 - خداع المرايا - أجاثا كريستي (الكاتـب : فرح - )           »          ليالي صقيلية (119)Notti siciliane ج4من س عائلة ريتشي:بقلمي [مميزة] كاملة و الرابط (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          287 - كذبة العاشق - كاتي ويليامز (الكاتـب : عنووود - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree678Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-10-20, 03:22 PM   #571

نور الدنيا

? العضوٌ??? » 341
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 1,548
?  نُقآطِيْ » نور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond repute
افتراضي


سلمت أناملك عزيزتي فصل رائع
كريم وصل مرحلة متقدمة من الإعجاب بأسيل لدرجة أنه احتفظ بالكعكة المحنطة و يكلمها عن مشاعر اشتياقه لأسيل و ذهابه لجامعتها فقط لرؤيتها 🙄
ملك و على بعد تحسن العلاقات فى الفصل السابق رجعت إلى ما كانت عليه فى هذا الفصل علاقة متفجرة عند أقل كلمة اتمنى ان تتحسن بوجود علياء


نور الدنيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-10-20, 09:42 PM   #572

طلع القمر

? العضوٌ??? » 121842
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 238
?  نُقآطِيْ » طلع القمر is on a distinguished road
افتراضي

بالنسبه لملك من اسلوبها واضح بدات تميل لعلي
مو يقولون القطو يحب خناقه


وعلي ذايب معها بكل تفاصيلها


طلع القمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-10-20, 09:49 PM   #573

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور الدنيا مشاهدة المشاركة
سلمت أناملك عزيزتي فصل رائع
كريم وصل مرحلة متقدمة من الإعجاب بأسيل لدرجة أنه احتفظ بالكعكة المحنطة و يكلمها عن مشاعر اشتياقه لأسيل و ذهابه لجامعتها فقط لرؤيتها 🙄
ملك و على بعد تحسن العلاقات فى الفصل السابق رجعت إلى ما كانت عليه فى هذا الفصل علاقة متفجرة عند أقل كلمة اتمنى ان تتحسن بوجود علياء




يسلمك حبيبتي 💖💖🌹
بالنسبة لعلاقة علي و ملك هي تقوم على الاختلافات و النقاشات و ما راح تنطفي شعلة جنونهم قريبا 😉😅


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-20, 01:14 PM   #574

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين 🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-20, 02:47 PM   #575

آلاء الليل

? العضوٌ??? » 472405
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 477
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » آلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

جمعة مباركة
لا إله إلا الله محمد رسول الله
سبحان الله و الحمد لله و الله أكبر
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


آلاء الليل غير متواجد حالياً  
التوقيع
تابعوا معنا رواية أسيرة الثلاثمئةيوم للكاتبة المتألقة ملك علي على الرابط التالي
https://www.rewity.com/forum/t471930.html
رد مع اقتباس
قديم 30-10-20, 07:29 PM   #576

ام حاتم الطائي

? العضوٌ??? » 464229
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 345
?  نُقآطِيْ » ام حاتم الطائي is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

ام حاتم الطائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-20, 08:09 PM   #577

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي

أسعد الله أوقاتكم
مساء الخير 💖💖💖💖


ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-20, 09:05 PM   #578

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي




البارت الواحد و الثمانون
مفتاح السعادة 💞






" تكرهني "

قال علي بنبرة متألمة , محاولا اخفاء احباطه و انزعاجه ،
بأن هز كتفيه بلامبالاة , رغم المرارة التي شعر بها في حلقه



لكن الجواب صدم علياء

" ماذا ؟ كيف ذلك ؟ "



هز علي رأسه مؤكدا على ما قاله

" فعلا , قالت بفمها في وجهي بأنها تكرهني , و تتمنى أن أعاني بقية حياتي ،

و أنني حتى لو توسلتها , و طلبت الصفح الى آخر رمق , هي لن تسامحني أبدا "


همس علي آخر جملة , و كأنه يتمنى أن يمحيها من الذاكرة , أو ربما يمحيها من قلب ملك ,
لكنه لن ينسى أبدا ملامحها الحاقدة عليه يومها .



شعرت علياء بمزيد من الحيرة

" لكن أليس هذا مبالغا فيه ؟

أعرف أن ما فعلته معها في البداية , لا يغتفر و ليس صائبا أبدا ،
و لن أؤيد يوما ما أقدمت عليه بخصوصها ,


لكنك الآن تعاملها بكل ود و احترام ، و تحاول عدم التعرض لها ,
بالعكس أنت تحاول جهدك لاسعادها و تحسيسها بالراحة ,

كما أن مشاعرك صادقة أليس كذلك ؟

ألا يعني لها كل هذا شيئا ؟
ألا يغير من نظرتها لك و لو قليلا ؟ "



ابتسم علي بمرارة , و أجاب بما يراه واقعا قاسيا

" لا ليس كذلك ، بالنسبة لها أي شيء أفعله أو أقوله ، هو لاذلالها و الحط من قيمتها ،
مهما كانت نتيجة تصرفاتي ناحيتها فهي لاهانتها ,

كل شيء تفسره على أساس هاته القاعدة ، و لا شيء يشفع لي عندها مهما فعلت ,
و بالتأكيد لن أقول هذا جهرا , لأنها لن تصدقني مهما شرحت "



صمت علي قليلا يحدق في الفراغ أمامه , و كأنه انتقل الى مكان آخر , يداري فيه جراحه و استرسل بنبرة خافتة


" أنا بالنسبة لها مجرد زير نساء ، منفلت أخلاقيا أتبع غرائزي ،
و أعامل النساء كمناديل حمام دون أي احترام ,


هي تراني رجلا دون مبادئ أو أخلاق , و أتصرف ناحيتها بكل خبث و نوايا سيئة ، و هدفي الوحيد هو تحطيم حياتها لتعيش في جحيم ,
بما أنني السادي المتسلط الذي يستمتع بتعذيبها ,


لن تصدقي علياء , حتى أنني صرت أحسب ألف حساب لأفعالي و كلماتي معها ،
لأن تفسيرها سيكون مخيفا جدا في عقلها "





عبست علياء من شرحه المتشائم و حاولت مناقشته

" ألا يمكن أنك تبالغ ؟

أقصد هي امرأة متعلمة و عاقلة ، لا يعقل أن تكون جاهلة و عمياء ،
إلى درجة ألا ترى محاسنك , و نواياك الجيدة ناحيتها "



ابتسم علي مجددا و رد بهدوء

" فعلا ؟ أتحداك اذا أن تعرفي بنفسك الحقيقة ،
متأكد أن رأيها في شخصي و أخلاقي سيصدمك ,

و لن نذهب بعيدا ، أراهنك على أنها تشعر الآن بالاشمئزاز , من وجودنا سويا لوحدنا هنا ،
معتقدة أنك احدى صديقاتي , لأنها لا تعرف أنك شقيقتي "




اندهشت علياء أكثر من وضع شقيقها المعقد و اقترحت

" و أنت ألم تحاول المبادرة ، لم تترك نظرتها السوداوية ناحيتك تتفاقم ؟

يعني بامكانك أن تخطو ناحيتها و تشرح نفسك ، لم تنتظر أن تفهم وحدها ؟ "



قصدت علياء أن يجعل مشاعره واضحة و يصرح بها , يعني حتى لو لم يعترف هو بعد بماهيتها ,
بامكانه اخبارها عن اهتمامه على الأقل , و يترك التطورات للأيام لتجليها .


رغم أن ما يسميه علي ميلا أو اعجابا , تراه علياء حبا واضح المعالم من طرفه مبدئيا ,
و يتهرب هو من الاعتراف به ,


بما أن شقيقها لم يصدق يوما , بوجود ما يسمى الحب الحقيقي ,
فهو يعتبره مجرد غطاء غبي للبلهاء , الذين يحاولون تبرير نزواتهم الحمقاء ,

أو بالأحرى هذا ما أخبرها اياه حينما خطبها زوجها , و قالت أنها تحبه و تريد الارتباط به .





لكن علي نظر لها نظرة حائرة , و أجاب بصوت جاد جدا

" ملك امرأة بشخصية استثنائية متصلبة ، تأخذ كل شيء بجدية بالغة ،

بالنسبة لها هذا العالم اما أسود أو أبيض ، لا وجود للون الرمادي فيه ،
إذا صنفت أحدهم فهي لا تغير رأيها مهما حصل ,

أحيانا أتساءل فعلا , كيف عاشت بشخصية مماثلة طوال حياتها ؟

هي تضع حدودا واضحة لكل شيء ، و أنا على اللائحة السوداء منذ البداية ,
قبل حتى أن أدرك الوضع كنت من المنبوذين ,


الأسوء أنني لا أستطيع أن أخطو شبرا واحدا ناحيتها ، متعديا هذه الحدود دون موافقتها ،
فقد أفقدها إلى الأبد "



قال علي معلنا لأول مرة , عن رغبته في الإبقاء على ملك إلى جانبه ،
و تخوفه من ردة فعلها ازاء ذلك , كما بدا واضحا قلة حيلته في التعامل مع الوضع .




أضاف بعدها بامتعاض واضح

" ثم هي لديها بالفعل شخص في حياتها , سبق و أن أخبرتك عنه "



كانت نبرة الغيرة واضحة في صوته ، لكن علياء تجاهلتها , و لم ترد أن تزيد الأمر سوءا

" أجل أتذكر ذلك "



أضاف علي

" جاء ذلك اليوم للبحث عنها ، حتى أنه تذكر عيد ميلادها , و أرسل لها هدية أفرحتها كثيرا ,
دون اكتراث لكونها امرأة متزوجة ,


أعتقد أنه غاضب حاليا بسبب بقائها هنا ، و لكنها واثقة من مشاعره ناحيتها ، و أن بإمكانها شرح الأمر بعد عودتها ,

قالت أنها تضمن تفهمه , و أكيد هو ينتظر تحررها لاستعادتها "


قال بنبرة حزن في صوته ، و هو يضم قبضته يحاول السيطرة على أعصابه ,
فالحديث في هذا الموضوع يشبه القبض على الشوك .




لكن علياء ردت بصوت مشجع , لتخرجه من المزاج السيء , الذي تسببت فيه بفضولها

" لا تكن واثقا كثيرا أخي , ألا يعقل أنها نسيته و غيرت رأيها ؟

كما تعرف العلاقات بعيدة المدى ، غير ناجحة في كثير من الأوقات "




حدق علي ناحيتها بعمق و كأنه يحلل ما قالت , قبل أن يهز رأسه بالنفي

" يا ليت , لكن حينما ترفض المرأة , دخول رجل آخر إلى حياتها ،
معناها أنها لم تتنازل بعد عن الرجل الأول ،

ثم كما قلت ملك بشخصية متصلبة و عنيدة ، لا تغير رأيها بسهولة , أكيد هي اختارته سابقا عن قناعة ,

اضافة ... "



صمت علي و قد بدا عليه التردد ثم همس لها

" اضافة الى أن تخليه عنها قد يكسر قلبها , ستكون نتيجة كارثية أخرى لكل ما حصل بيننا ,

يعني أمر بغيض آخر قد يثقل ضميري , و لا أعتقد أنني سأجيد تحمل نتائج انفصالهما "


قال علي بكلمات واثقة , ساد بعدها صمت كئيب المكان , و كأنهما فتحا جرحا مؤلما , كان ينزف ليعمق معاناة علي ,

رغم ذلك كان شاكرا جدا لوجود شخص , يمكنه أن يتحدث أمامه بحرية و ثقة دون انتقاد .




بعد دقائق كان علي من خرج من المزاج النكد سريعا

" دعينا نغير الموضوع , أين آدم و ألين ؟ "



ابتسمت علياء له , و قلبها يؤلمها من رؤية مكابرته , تماما كما كان طوال حياته ,
يقسو على نفسه حتى لا يظهر ضعيفا


و أجابته و هي تمشط شعره بيدها كما تعودا دائما

" مع والدتي , تعرف أنهم لا يستمتعون إلا في مزرعة الخيول خاصتها ,
أخبرتهم أن رنا تريد رؤيتهم ، لكنهم طلبوا مني ارسالها إلى هناك ,

و لأكون صريحة أنا مرتاحة للتخلص من شغبهم قليلا , يكادون يفقدونني عقلي "



ضحك علي على يأسها

" لا بأس سنرى لاحقا ، هل ستبقين مطولا ؟ "


أشرق وجه علياء , و كأنها عثرت على كنز و أجابته بحماس

" أجل أنا لم أستطع الزيارة في رمضان بسبب سعد ،
لذلك لن أعود إلا إذا انقضت إجازتي السنوية "





بقي الاثنان يتجاذبان أطراف الحديث مطولا في المكتب ، لدرجة أن علي نسي أمر المغادرة إلى العمل ,

لكن بعد ساعة ورده اتصال من كريم ، لتذكيره بالاجتماع الهام الذي ينتظره

" علي أن أغادر الآن لدي عمل ، تعالي ليلي سأعرفك عليها "



قام علي من مكانه و قامت علياء معه , قصد الاثنان الصالون و أرسل علي فاطمة , لاستدعاء ملك من المطبخ ،



هذه الأخيرة كانت تجلس مستاءة , تجتر غضبها و هي ترتشف عصيرها , مما حصل بينها و بين علي في المكتب ,


لكنها كانت أكثر حنقا عليه بسبب الضيفة , التي ارتمى عليها و كأنه يحاول التهامها ,

حتى أنه كان يناديها باسم دلال , دون مراعاة لحرمة بيته , و هي كانت قليلة الحياء لتقبله أمامها
تماما كما فعلت المرأة في الفندق .



" لم يبدو أنه مطلي بالعسل , لتقوم كل امرأة يقابلها بتقبيله ؟

لا أدري أي سحر يلقيه عليهن , ليقعن في هواه بكل غباء ؟ "

تمتمت ملك بتذمر , و هي تضغط على علبة العصير , الى أن أصبحت بحجم الكرة في يدها .



" الأسوء أن ذلك الأحمق , ترك مناقشة أمر مصيري يخص ابنته ,
ليختلي بتلك الدخيلة و يضيع عليها وقته , و الله وحده يعلم ماذا يفعلان الآن ,


ثم يأتي و يتبجح أمامي , أنه يحب مريم و يريد مصلحتها ,
أكيد يفضل التسكع مع تلك المتأنقة , لذلك يرفض خروج مريم من هنا ,

محتال مخادع بغيض يستحق الشنق "



دون ادراك منها شعرت ملك , بالضيق الشديد من الوضع الذي شهدته , و قد كانت أكثر استياءا من يوم الفندق ,
حينما كانت مضطرة أن تجمع ملابسه المتناثرة , بعد ليلته الحمراء مع زوجته التي طلقها .



كالت ملك الكثير من النعوت السيئة لعلي و ضيفته , قبل أن تقاطعها فاطمة , لتطلب منها أنهم يريدونها في الصالون ,

هذه الأخيرة اعتقدت أن علي عرفها على علياء , و استغربت ملامحها المتجهمة .




" حاضر "

ردت عليها بعصبية غير مفهومة , و كل ما ترغب فيه أن تمسك عصا , لتضربهما على رأسيهما هذين المنحرفين .



بمجرد دخولها المكان ، عبست ملك لرؤية وجهه مجددا ، و حدقت بحقد واضح بينه و بين علياء ،
فيما كان علي مستمتعا بما التقطه من انزعاجها ,


" استغفر الله العظيم "

تمتمت ملك و هي تسخط على هذا الرجل , الذي لا تكفيه نساء الكون بكل ذرة من كيانها .



وقفت ملك بعدها بصمت تام , تربع يديها على صدرها بتحفز ,
منتظرة عرضا جديدا يثير اشمئزازها و يلوث عينيها ,

و هي لا تفهم لم يأتي هذا المتسلط في كل مرة ، و يعرض عليها نساءه بكل وقاحة ؟

لم لا يأخذهن ليستمتع بعيدا , بدل أن يقتادهن لرؤيتها ، و كأنها قرد في حديقة ؟

و هي لا تفهم حتى , لم تقع النساء في هواه بسهولة ؟

و لا لم تبتسم هاته المرأة كالبلهاء هكذا ,
و تحدق اليها مثل البقرة الضاحكة ؟





فيم ملك غارقة في نظرة الاستهجان ناحيته ، نظر علي إلى شقيقته نظرة معبرة تقول

" ألم أخبرك ؟ "



و ردت عليه علياء بضحكة ساخرة من ضحكاتها المدوية , تعاطفا مع حاله البائسة ,
لكنها زادت تجهم ملك بطريقة لطيفة ,


رغم رغبته في مشاغبتها أكثر , الا أنه لم يطل الأمر كثيرا ، فقد تصيبه احدى الرصاصات من نظراتها و ترديه قتيلا



" أعرفك ملك هاته علياء "

مد علي يده ناحية شقيقته مستهلا التعريف بينهما .




طبعا نظرة ملك لم تتغير , مادامت تعتقد أنها امرأته , و تمتمت بينها و بين نفسها بتهكم

" و بعد ؟ ماذا يغير اسمها في الموضوع ؟ "



أما علي فقد تعمد أخذ فاصل ، لأنه يريد رؤية هاته النظرة بالذات ، بعدها أضاف ليخيب ظنها

" شقيقتي "




فجأة تبدلت ملامح ملك , من الاستهجان الى الدهشة في ثانية واحدة ,
و عادت تحدق بينهما مجددا ، محاولة اكتشاف اي خدعة يقوم بها هذا المجنون


" شقيقتك ؟ "

همست و كأنها لا تصدق الأمر .



و هز علي رأسه مع ابتسامة متشفية في ردة فعلها البلهاء

" أجل , وصلت قبل قليل من السفر "




بقيت ملك واقفة فاتحة ثغرها دون قول شيء , فيما تقدمت علياء التي كانت تراقبها بكل فضول
و احتضنتها بين ذراعيها بحرارة , في حركة فاجأتها بشدة ,


اتسعت عينا ملك بدهشة , لكنها سرعان ما ردت تحية علياء الودودة ,
دون أن تفهم لم تتصرف ناحيتها بكل حميمية , و كأنها تعرفها منذ دهر .





بعدما أطلقتها المرأة غريبة الأطوار , لم تفلتها تماما بل ابتسمت لها , و سألت بنبرة دافئة

" مرحبا ملك كيف حالك ؟
علي كلمني عنك كثيرا ، كنت جد متلهفة للتعرف عليك "



" بخير شكرا "

أجابت ملك بتردد حذر



نظر علي بتحذير جلي الى أخته , لا يريد أن تفضحه و همس بين شفتيه

" اصمتي "



أما ملك فقد نظرت ناحيته بحيرة , متسائلة عما قاله هذا المجنون , أمام شقيقته لتود التعرف عليها ,

لكنها لم تقل كلمة واحدة ، و كانت تقف هناك متصنمة , تكتفي بالنظرة الحائرة اتجاه الشقيقين .



قطع عليها علي تأملها حينما ابتسم ، ثم دنا منها و همس في أذنها

" سنتكلم في موضوع مريم لاحقا "

متعمدا مداعبة خدها بنفسه الدافئ , متظاهرا بتعديل خصلة من شعرها .



تفاجأت ملك من حركته المربكة , فانحنت في الاتجاه الآخر لتفاديه ،
و قد احتقن وجهها من تغيره المريب , و تصرفه الحميمي المفاجئ , و تسارعت دقات قلبها بطريقة فاضحة .



" أنا أغادر الآن استمتعا "

ودعهما علي و غادر , بعدما أغاض ملك كما يحب قلبه و يرضي غروره .



أما علياء فقد زاد فضولها , برؤية تصابي شقيقها النادر مع ملك ،
و الذي لم تره يفقد رصانته يوما أمام أحد ,


أمسكت بيد ملك فورا و جرتها ناحية الأريكة

" خالة فاطمة , أحضري لنا فنجاني قهوة ، أريد التعرف على ملك "



لم تجد ملك مفرا من الجلوس , و التحدث مع المرأة التي تتعامل معها بكل حميمية ,

و كأن بينهما معرفة قديمة , فيما هي تراها لأول مرة ,
و لكنها لا يمكن أن تنكر أنها ارتاحت لها .



جلست الاثنتان في الصالون مطولا , فعلياء تعرف أن رنا في المدرسة , و مريم لا تستيقظ باكرا , لذلك استغلت الأمر للتعرف على ملك ,



استمتعت المرأتان بالجلسة الدافئة , فشخصية علياء مغايرة لشخصية علي , بشوشة اجتماعية تحب الفكاهة و سهلة المعشر ,

و ربما انسجمتا سريعا , بسبب أنهما في نفس المجال , فعلياء أيضا طبيبة صيدلانية ,

و قد استقرت منذ سنوات في أوروبا مع زوجها و طفليها , و هذا سبب آخر لشخصيتها المتفتحة و المرحة .

و لم تمر الساعة الأولى , الا و أخبرتها عن قصة حبها مع سعد طبيب الأسنان ,
و كيف واجه شقيقها المجنون لاقناعه بالزواج بها .




و رغم أن ملامح علياء , قريبة جدا من ملامح شقيقها , خاصة العينين السوداوين الواسعتين , اللتين تعتبران سمة العائلة الوراثية ,

الا أن ملك كانت مقتنعة منذ أول لحظة , أن عليهم اجراء فحص حمض نووي ،
فمن غير المعقول أن تكون هذه المرأة الجميلة , كقطعة السكر شقيقة للمجنون .





بقيت الاثنتان منسجمتان , تتبادلان أطراف الحديث عن مواضيع عامة ,

و رغم أن علياء تفادت أن تكون فضولية أو وقحة , و تبحث في علاقة علي بملك من أول لقاء ,
لكنها أدركت أخيرا لم شقيقها متعلق بهاته الشابة ,


فهي فريدة من نوعها , لا تشبه أية واحدة من النساء اللواتي تعرف عليهن , و لا حتى زوجته السابقة أميرة ,

عادة هن متكبرات و مغرورات , يبقين مسافة مع من حولهن , لدرجة أنها لم تكن تتفق مع أية واحدة ,

لكن ملك متواضعة تلقائية و دمثة الخلق , بابتسامة طفولية جميلة و دافئة .




بعد مضي ساعتين استأذنت علياء

" سأذهب لأرى مريم ، علي العودة لرؤية أمي و أطفالي , لكنني سأعود للزيارة بعد يومين ،

أتمنى أن نستكمل حديثنا , سررت فعلا بالتعرف عليك ملك ، أنت امرأة رائعة "

قالت و هي تمسك يدها



" شكرا علياء سررت بالتعرف عليك أنا أيضا "

لكن قبل أن تغادر ملك من أمامها بادرت علياء

" ملك لحظة "


" نعم "

ظهر الحماس على وجه علياء فجأة و سألتها

" سمعت من علي أن مريم تخرج الآن الى الحديقة "



" أجل تفعل من وقت الى آخر "

ردت ملك بابتسامة من قام بانجاز , و سارعت علياء للاقتراح

" ما رأيك اذا أن نخرج الى الحديقة لنتسامر قليلا ؟
لا أحب الغرف المقفلة "



و لم تجد ملك مانعا لتنفيذ الأمر

" حسنا أكيد لنخبرها و نرى ماذا تقول "




و بالفعل تقابل حماس علياء و اصرار ملك , و تحولت الجلسة الثنائية الى ثلاثية ,
وسط الورود في الحديقة في ظرف وجيز .


كانت مريم فرحة جدا هي الأخرى بزيارة علياء , تحلقن حول مائدة الطعام و تعالت الضحكات ,
و قد بدين مستمتعات جدا برفقة بعضهن .



" يا الهي كنت منهكة في الرابعة صباحا , كانت مناوبة مجنونة ليلتها ,

لكن الرجل المهووس كان مصرا , أن أحد توأميه سعل ثلاث مرات خلال النوم , و لكنه لم يعرف أيهما ,

لذلك جلب كليهما و وضعهما على طاولة الفحص , و طلب مني بكل جدية و توتر , أن أفحصهما مجددا و أحدد من منهما مريض ,

قال لي بالحرف الواحد
" افرزيهما من أجلي " "



أنهت ملك ما كانت بصدد قوله بضحكة هستيرية و أضافت

" المشكلة أن المسكينين كانا يغطان في نوم عميق , و لا أثر لأية أعراض مرضية عليهما ,
فأنا من كنت على وشك الاغماء بسبب التعب "



مسحت مريم دموعها التي تساقطت بسبب الضحك و سألتها بفضول

" و ماذا فعل هل غادر ؟ "


هزت ملك رأسها ببؤس

" ليس على الفور , استغرقني الأمر ساعة كاملة ,

و لكنه اقتنع أخيرا حينما أخبرته أن يجلس أمامهما , ليعرف من سعل و يعيده وحده لاحقا "



" أكيد بات ليلته جالسا على كرسي مقابلهما "

قالت علياء تخمن ما فعله الرجل الموسوس , و أكدت ملك عليها

" كيف عرفت ؟
لكنه عاد في الغد ليخبرني , أن والده هو الذي سعل في الغرفة المجاورة ,
و لم يكن أحد الطفلين و اعتذر بشدة "



" يا الهي أين تجدين هؤلاء المجانين يا ملك ؟ "

" لا أدري لكن زملائي يقولون , أنني أجتذب غريبي الأطوار بطريقة مريبة "


كانت علياء مستمتعة جدا بخفة ظل ملك , و هي متأكدة أن شقيقها لم ير شيئا منها .



حينما أذن لصلاة العصر , نظرت ملك الى ساعتها و قامت من مكانها ،
و كأنها تذكرت أمرا مهما للتو

" عن اذنكما الآن , فرنا ستصل بعد قليل , أصلي و أحضرها الى هنا لترى المفاجأة "





بعد انصراف ملك ارتشفت علياء عصيرها , و حدقت ناحية مريم قبل أن تسألها بفضول

" تبدوان على اتفاق أنت و ملك ؟ "

" أجل كما ترين هي لطيفة ، لا يمكن لأحد تجاهلها "




ترددت علياء قليلا قبل أن تسألها مجددا

" يعني أنك لا تنزعجين من وجودها هنا ؟ "



حدقت مريم ناحيتها ، و قد تحولت نطرتها الى جدية تامة

" تقصدين لأنها زوجة علي ؟ "



" أجل يعني اعتقدت أن لديك تحفظا على وجودها هنا "

قالت علياء بتحفظ خشية احزانها , لكن مريم فاجأتها بأن ابتسمت بدفء و أجابتها

" بالعكس أرى وجودها هنا هبة كبيرة من الله "



قطبت علياء جبينها , و كأنها لم تفهم قصدها , و أضافت مريم بنبرة غامضة

" من يدري ربما لوجودها هنا حكمة أخرى ؟ "



اتسعت عينا علياء بدهشة و سألتها بتوجس

" هل تقصدين ما فهمته ؟ "




أخذت مريم نفسا عميقا و أجابتها

" أجل تماما ما فهمته , أنا لا أريدها أن ترحل في أي وقت ,

أرى فيها الشخص المناسب الذي بامكانه اسعاد ابنتي , و مرافقتها خلال أصعب سنوات حياتها "



شهقت علياء بصدمة

" يا الهي , ما الذي تخططين له مريم ؟ "



" لا شيء محدد , فقط يحق لي ببعض الطمع لرؤية ابنتي سعيدة ,
و سأنتهز كل فرصة مواتية لتحقيق الأمر ,

لن أذكرك لا تقولي شيئا أمام علي , لا أريده أن يبدأ افتاءه قبل الوقت "



لم تجد علياء ما تقوله , و قد بدا واضحا أن مريم حزمت أمرها فعلا , بمحاولة التأثير على ملك للبقاء هنا ,
لا يهم أن تظل علاقتها بعلي زائفة , ما دامت تقبل الاعتناء بالطفلة ,


لكنها شعرت بالراحة لأن موقفها , لن يكون عقبة في طريق سعادته , ان قبلت ملك أن تكون زوجته حقيقة .




بعد دقائق قطعت عليهما ملك خلوتهما , و هي تقتاد رنا مغمضة العينين لرؤية عمتها ,
و كما توقعت كادت تطير من الفرحة , بمجرد أن عرفت عن المفاجأة .




بعد انتهاء زيارة علياء القصيرة , اكتمل نصاب الأشخاص المقربين من علي ، و قد تعرفت عليهم ملك كلهم ،
والدته مريم رنا كريم و فاطمة ثم شقيقته ،


كلهم ودودون و محببون جدا , و قد اتفقت معهم بيسر كبير , و لولا الظروف التي قادتها الى هنا ,
ربما كانت ستكون صداقة رائعة مع علياء , خصوصا أنهما متقاربتين في السن .



و رغم أن ملك وعدت نفسها في البداية , ألا تتعود على أحد أو شيء في هذا البيت ،
الا أنها لا تملك خيارا للتواصل مع الجميع هنا ,


و الآن بدأت تفكر بجدية ان كانت ستقدر , على تجاوز تعودها عليهم و اشتياقها لهم , باستثناء علي طبعا .


في النهاية هي عاشت معهم لشهور طويلة , لا يمكنها محو أناس شغلوا حياتها , كل هذه الفترة في طرفة عين .



" هل هذا سيكون تأثيرا سلبيا آخر لاحتجازي هنا ؟ "

شعرت ملك بكثير من الحيرة , فقد عانت الكثير هنا , و هي لا تريد تسديد أثمان أخرى ،
كأن ينفطر قلبها للانفصال عن هؤلاء ,


هي لم تكن متأكدة من تأثير الوضع عليها , لكنها متأكدة من أمر واحد ,
و هو أنها ستغادر من هنا بنهاية السنة , مهما كلفها الأمر و مهما كانت التبعات .

.
.
.



في المساء استدعى علي ملك للتحدث

" هل تعرفت على علياء ؟ "

سأل و هو يجلس الى مكتبه ، و يشير لها بالجلوس على الأريكة


هزت ملك رأسها مبتسمة

" أجل تحدثنا لبعض الوقت "



" جيد , علياء ودودة و اجتماعية ستتفقان "

قالها و قد بدا عليه الرضا , خاصة بعدما وصله من أصداء , بخصوص التجمع النسوي المسائي



" أجل أفضل منك "

تمتمت ملك بينها و بين نفسها



" ماذا ؟ "

علي سمع ما قالته , لكنه أراد نهرها لأنها تنتقده ,


و ملك سارعت لانقاذ نفسها ، لا تريد عراكا آخر معه , خاصة أنهما لم يفتحا موضوع الصباح مجددا

" ها لا شيء "





حدق علي ناحيتها قليلا قبل أن يتحدث

" بشأن ما طلبته صباحا أنا موافق ، سأكلم مريم لتحضر ان أرادت ،

كما أنني أفرغت جدولي , للحضور أنا أيضا كما وعدت رنا "




ابتسمت ملك و اتسعت عيناها من الفرحة , و عدلت جلستها لتقابله بسبب حماسها

" فعلا وافقت ؟ جيد ستفرح رنا كثيرا "



" لكن لدي شرط "

قطع علي فرحتها بالخبر , و في لحظات تغيرت ملامح ملك و بدا الاستياء عليها ،
فواضح أن الشرط يخصها و اعترضت مباشرة


" أي شرط ؟
و لم يجب أن يكون هناك شروط ؟ "



" لم أقل أنني سأفعل ذلك دون مقابل ، ثم لا تقلقي ليس شيئا لا تستطيعين فعله "


أكد علي شكوكها في أن الشرط متعلق بها , و نظرت اليه ملك بطريقة أصبح يحفظها ,
نظرة اتهام صريحة و واضحة .



أكيد هي تفكر في شيء مبتذل أو منحرف ، و قد صار الأمر يثير استياءه ،
دون أن يعلم متى تكف عن اساءة الظن به ؟


لذلك سارع لتبديد وساوسها بصوته الجاد

" الأسبوع المقبل لدي عشاء عمل مع عميل أجنبي ،
أريدك أن ترافقيني "



عبست ملك و سارعت للرفض

" و لم يجب أن أرافقك ؟ "



" لأن الجميع سيحضرون مع مرافقات ، و لا أريد أن أبدو شاذا وسطهم "

رد علي بواقعية ,

و لكن ملك استمرت بالجدال ، هي لا تريد الذهاب معه إلى أي مكان

" لم يجب أن أكون أنا بالذات ؟
بامكانك الذهاب مع أي شخص آخر , لم تورطني معك ؟ "




ابتسم علي و رد بسخرية

" ليقولوا أنني أطارد النساء ، و أجمعهن حولي لأشعر بكمالي ؟
لا شكرا للاقتراح "




"...."

لم تجد ملك بما ترد , و هو يردد ما قالته له صباحا , فيما يبدو أنه يحاول محو تلك الصورة الشنيعة عنه .



أسرع علي بالشرح بعدما شعر بالرضا لأنه أفحمها

" الوقت ضيق لا يمكنني ايجاد مرافقة مناسبة ،
ثم أن الآخرين لا يدينون لي بخدمة "

قال علي ملك الابتزاز , على مسامع ملك ملكة الاستفزاز ،



ثم أضاف دون أن يسمح لها بالرفض

" سنذهب لمدة ساعتين ، نأكل نمضي العقود ثم نرحل ،
لن يأكلك أحد لا تخافي "




فكرت ملك لبعض الوقت تحت نظراته المتفحصة ، كانت تعض شفتها و هي تركز ,
محاولة حصر الخسائر و الفوائد مما يطلبه , قبل أن توافق على مضض


" حسنا فقط لأنني وعدت رنا , بأن أساعدها سأذهب معك ,
لكن إذا شعرت بعدم الارتياح , سأغادر مباشرة و لن تمنعني "

قالت و هي تشير اليه بسبابتها محذرة



ابتسم علي و هو يعرف , أنه لن يسمح لأحد بازعاجها ، و بالتالي لن تغادر قبل أن يفعل هو ،
و لم يجد إلا الموافقة على شرطها

" جيد إذا اتفقنا ، سأتصل بعلياء لترافقك الى التسوق "



لم يصدق علي أنها وافقت ، لذلك أراد أن يضرب الحديد و هو ساخن ،
لكن ملك لا تجيد التزام الصمت

" لم يجب أن نتسوق ؟
هذا مجرد عشاء و ليس عرسا "



و جادلها هو بتعقل

" أجل أعرف و لكنه في مكان راق جدا , لذلك لن أسمح أن تذهبي معي بملابسك العادية ,
علي أن أحافظ على صورتي أمام الآخرين "



في الحقيقة لم يهتم علي في حياته , بما يفكر فيه الآخرون , و لم يكن سيعلق ان ذهبت معه ملك كما هي الآن ,
لكنه يريد استغلال الموضوع , لاحداث بعض التغيير في حياتها .

هي منذ أتت الى هنا , لم يرها تخرج و تغير جوا , و هو يريدها أن تستمتع و ترفه عن نفسها قليلا .



و لكنه ندم على ما قاله , بمجرد أن لمح نظرة مجروحة في عينيها ,
فهو لم يقصد أن يهينها بانتقاد هيئتها ,



لذلك سارع و أنقذ الموقف بصوت دافئ

" ليس من أجلك , بل من أجل صورتي أمام العميل ,
اذا كان لديك شيء مناسب لحضور العشاء لن أمانع ,

ثم أنت لن تأخذي شيئا , اختاري ما تريدين و بعد انتهاء العشاء , بامكانك اعادته أو رميه لا فرق "

قال علي مقللا من شأن الموضوع , خشية أن تغير رأيها و ترفض عرضه .



التزمت ملك الصمت بعدما أدركت أنه محق ، هي لم تجلب معها شيئا ,
يمكن أن يستخدم في أية مناسبة ،

كل ملابسها للخروج و هي قديمة نسبيا ، لا شيء قيم لتحضر به العشاء .




بعد تفكير عميق أجابت بصوت هامس

" حسنا سأرافق علياء ، و لكن ليكن في علمك , هذه آخر مرة أفعل فيها ذلك "




هز علي رأسه بارتياح , مع ابتسامة رضا على طرف فمه ,

كم أن هاته المرأة صعبة الارضاء ، لو كانت واحدة أخرى ، لقفزت فرحا لأنه يدعوها الى الخروج ،
و لما احتاج لأكثر من كلمتين لاقناعها .

و لهذا السبب بالذات هو لا يريد الا هاته العنيدة ، التي تجلس أمامه تهدده و تفرض شروطها .



.
.
.



كانت أسيل تسير بتأن , باتجاه احدى الاستراحات داخل الجامعة , لتتناول كوب قهوة و تعمل على مشروعها قليلا , قبل وقت المحاضرة التالية ,



هي لا تصادق أحدا هنا , و لذلك تستغل كل وقتها لانهاء واجباتها ,
و كل ما تصبو اليه أن تتخرج في أقرب وقت , حتى تتخلص من تسلط والدها و طمعه ,


سمعته البارحة يتحدث الى زوجته , يخبرها بأن محاميا تقدم لطلب يدها ,
لكنه رفضه لأنه لا يملك الكثير , و هو مجرد شخص عادي من عائلة متواضعة .



نعم الثروة هو الشرط الوحيد , الذي يفرضه سالم على من يريد الارتباط بابنته ,

و هو لا يخجل من اذاعة الأمر مما يشعرها بالانحطاط , و كأنها سلعة معروضة في المزاد لمن يدفع أكثر .



صحيح أنها مرتاحة لأنه رفض هذا الشاب , و لكنها متأكدة أن الأمر لن يطول كثيرا , قبل عثوره على صيد وفير ,


حتى لو كان رجلا عجوزا أو مقعدا , ما دام يملك الكثير فسيزوجها دون تردد ,
و كل ما تخشاه أن يوقع عقد قرانها دون استشارتها ,


و هي تدعو الله ألا يحصل الأمر , قبل أن تتمكن من الحصول على استقلاليتها , التي لن تأتي الا بالحصول على عمل مناسب .



من جهة أخرى , كانت أسيل تشعر ببعض الراحة أخيرا في البيت , لأن لا أحد من عائلتها صار يتعرض لها , منذ يوم الحادث و كأنهم أصيبوا بمرض ما ,


خالد لا تراه الا نادرا , و والدها لا يكلمها الا اذا خطبها أحدهم ,

أما زوجة والدها فهي لا تبقى معها , في مكان واحد مهما كلفها الأمر ,
و كأنها تخاف من أمر مس الجن ذاك بطريقة جادة جدا ,


و رغم انزعاجها من شائعاتها , التي أخبرتها حتى لصديقاتها و جيرانها ,
الا أنها ممتنة لأنهم لم يعودوا , يعكرون صفو يومياتها بتنمرهم و عنفهم .



خلال سيرها مطأطأة الرأس , غارقة في عالمها الخاص , لمحت أسيل وجها مألوفا ,
يقف خارج البوابة و يتكئ على سيارته .


اتسعت عيناها عن آخرها , ارتجفت يداها و همست بعدم تصديق

" كريم "


كان الرجل يقف تحت أشعة الشمس , مرتديا بدلة أنيقة جدا , و يضع نظارة سوداء على عينيه .



كانت أسيل متأكدة أنه هو , و أنه كان يحدق ناحيتها بتركيز , لكن قبل أن تخطو خطوة واحدة ,
استدار الرجل و دخل سيارته و غادر , دون التفاتة واحدة منه .



عبست أسيل و قد خاب ظنها , فهذا الرجل يثير فضولها و أحاسيسها ,
بطريقة فريدة لم تختبرها يوما ,

بجمود وجهه و صلابة شخصيته , التي تعاكس قلبه الدافئ , مثل طفل متذمر و حانق طوال الوقت .



هي لم تره منذ تلك الليلة المشؤومة , و قد حرصت على قطع كل اتصال به ,
حتى لا يجد حسام سببا لاتهامها او اتهامه بأمر مشين ,


لكنها كانت سعيدة جدا لأنها رأته هنا , و قد فكرت أن تدعوه الى فنجان قهوة , في الكافتيريا و تعرف أخباره ,

أرادت أن تشكره مجددا , على مساندته لها و نصائحه القيمة ,
لكن واضح أنه لم يرها من الأساس , أو ربما يتفادى الحديث معها بسبب مشاكلها .



" أكيد لديه عمل ما هنا و الا ما أتى "

تمتمت لنفسها باحباط و أكملت سيرها .





في السيارة لام كريم نفسه بشدة , ليس لأنه سمح لها برؤيته اليوم ,
و لكن بسبب مغادرته المكان , كرجل جبان لا يعرف كيف يواجه ,


فقد شعر بالارتباك بمجرد أن حدقت ناحيته , و لم يكن يعرف ماذا سيقول لها ان جلسا و تحدثا ,


أكيد كان سيفقد سيطرته الهشة , و يبوح لها بكل شيء كرجل أحمق ,
و آخر شيء تحتاجه أسيل الآن , أن يربطها معه في علاقة غريبة لن يقبلها أحد .



حتى هي نفسها لا يضمن قبولها له و لمشاعره , و سيجلب على نفسه الاحراج و المعاناة ,
فيما لا يبدو أنها ترى فيه أكثر من صديق ملائم .


لذلك قرر كريم أن يوفر على نفسه الاذلال , و ينسى أمرها بأية طريقة , و ألا يعود لرؤيتها مجددا مهما كلفه الأمر ,

هو عاش عمره كله وحيدا , و لن يضره شيء ان استمر على نفس النسق ,
فقد كان يبلي جيدا مع كعكة و صورة .



بالتفكير في الأمر داس كريم على المكابح بقوة , أرخى رأسه الى الوراء و فتح زري قميصه ,

و قد شعر بأن نفسه يضيق و قلبه يختنق , بمجرد تخيل خروجها من حياته التي لم تدخلها بعد .

.
.
.


" أسيل "

انتبهت أسيل و هي تجلس داخل الاستراحة , على صوت مألوف آخر ينادي اسمها ,
و بمجرد أن رفعت رأسها عن حاسوبها , عبس وجهها و تجهمت ملامحها

" مرحبا أسيل " .

.
.
.



بعد يومين حضرت علياء كما وعدت , و هذه المرة كانت لديها مهمة من طلب علي ,
و قد كانت مسرورة جدا للمساعدة .

غادرت المرأتان للتسوق صباحا , و الذي صادف أنه تخصص علياء و عشقها ,



قصدتا في البداية بعض محلات , فساتين السهرات الراقية من الماركات العالمية ,
لكن ملك أبدت عدم رضاها عما رأته

" علياء أنا لا أحب الفساتين المبهرجة و البراقة , أريد شيئا بسيطا "

( و أقل سعرا )

تمتمت ملك في نفسها , فكل الفساتين التي رأتها , رغم أن بعضها مناسب الا أن أسعارها خيالية ,

هي لا تريد أن يعتقد علي أنها تستغل الأمر , حتى و ان كانت ستعيده له لاحقا .




" حسنا لا بأس فيما تفكرين ؟ "

سألت علياء باهتمام , فملك من سيرتدي الفستان , و رأيها هو الأهم
و سارعت ملك للاقتراح

" لا أريد المبالغة , هل يمكننا أن نختار بدلة تقليدية بسيطة ,
قفطان مثلا سأكون أكثر ارتياحا "



أعجبت علياء بالفكرة و تحمست فجأة , القفطان سيكون مناسبا و أكثر حشمة ,
كيف لم تفكر في الأمر سابقا ؟


لم تضيع الاثنتان كثيرا من الوقت , و قصدتا محلا خاصا لبيع الملابس التقليدية المغاربية .



بعد عدة قياسات , استقر الاختيار على قفطان جزائري بسيط ,
مصنوع يدويا بقماش من الساتان , و أكمام طويلة شفافة ,

برقبة دائرية و حزام ذهبي ، لونه فيروزي مع تطريز خفيف بخيوط ذهبية ,



و قد حرصت علياء على دفع ثمنه , أثناء تغيير ملك لملابسها , لأنها متأكدة أنها لن تأخذه ان رأت سعره ,
و قد فهمت أخيرا معاناة شقيقها مع رفض ملك المتكرر .



بعدها اختارتا حذاءا و حقيبة يد مناسبين ، ثم قصدتا صائغ العائلة لاختيار بعض الحلي ،

و استقرتا على عقد بسيط مع سوار , بأحجار زرقاء من الياقوت ،
يتناسب مع التطريز على القفطان ، و لا يغطي على جمال ملك الطبيعي .



بالخروج من المحل , أصرت علياء على أن يقصدوا صالون التجميل ، الذي تتعامل معه عادة أثناء زياراتها و مناسباتها ،
و حجزت موعدا من أجل الشعر و الماكياج ,


ألقت صاحبة الصالون نظرة على شعر ملك و بشرتها , و أبدت بعض التعليقات البسيطة ,
لتفادي مفاجآت يوم العشاء ,


لم تكن ملك تعارض ما تقتنيه علياء ، لأنها تعلم أنها ستعيده لاحقا لعلي ,
هذا الأخير لم يتدخل في أي شيء ، لقناعته بشطارة أخته في تنفيذ هاته الأمور .


في المقابل توطدت العلاقة , بين الاثنتين بطريقة جميلة جدا , جعلته متفائلا جدا بمستقبلها .


.
.
.


في عطلة نهاية ذلك الأسبوع ، كان الحفل الختامي للسنة الدراسية في مدرسة رنا ،
الذي وعد علي بحضوره مع مريم ,

و التي لم تأخذ وقتا طويلا , للموافقة من أجل ابنتها على عكس توقعه ,

فيما بدا تطورا آخر في حالتها النفسية , التي تشهد ثورة مؤخرا , بطريقة ايجابية أسعدت قلبه .



كان من المفترض أن يحضر الثلاثة فقط , لكن رنا ألحت على مرافقة ملك لهم ,
و انضمت مريم إلى الأمر


" هيا ملك نريد أنا و رنا أن ترافقينا ، هي تريدك أن تشاهديها و هي تؤدي مع رفاقها ،

و أنا لا أريد أن أشعر بالملل لوحدي ، هيا لا تكوني عنيدة "

قالت مريم باصرار في محاولة منها , لدمج ملك في شؤون عائلتها الصغيرة .



" لكن ليس لدي ما أفعله هناك "

ردت ملك باحراج



بسماع رفضها فكرت مريم قليلا , و قررت اللعب على وتر ملك الحساس : المرض

" أنت طبيبتي سأكون أكثر ارتياحا بوجودك بقربي ،
فقد تحدث مضاعفات في أي وقت "



لم تكن ملك ترفض الذهاب عنادا ، بالعكس كانت تريد رؤية ما ستفعله رنا بشدة ،
و لكنها لم تكن مرتاحة لمرافقة العائلة ، لأنها تشعر ككل مرة أنها الطرف الثالث ،

و تتذكر معها أنها الضرة هنا ، و هذا ما لا يريحها طوال الوقت ,
لكنها رضخت أخيرا لمحاولات الأم و ابنتها ,

و لم يعلق علي على الأمر ، لكنه شعر بالسرور لذهابها معهم .





استقل الأربعة سيارة سوداء كبيرة , بحجم شاحنة بنوافذ معتمة ، مجهزة لاستيعاب كرسي مريم المتحرك ،
مع مصعد خاص دون الحاجة لتحريكها دونه .

كان المكان واسعا جدا ، و كانت الرحلة مريحة ، على عكس ما اعتقدت ملك .




بالوصول الى المدرسة ، رحبت بهم المديرة و المشرف العام ،
مع باقي طاقم التدريس أمام البوابة ، و الذين كانوا في استقبال الأولياء ,


اقتيدوا بعدها الى قاعة نشاطات فسيحة ، تتقدمها منصة كبيرة أمامها طاولات مزينة ،
وضعت عليها جوائز المتفوقين و شهاداتهم ,


خلفها رصت صفوف من الكراسي على الجانبين مزينة بالقطيفة , مع الكثير من الزينة الورود و البالونات في الأرجاء .



فيم اصطحب علي مريم , التي كانت تجلس على كرسيها المتحرك ، للجلوس في المكان المخصص لهما ،
رافقت ملك رنا الى كواليس المسرح ، استعدادا للمشاركة في العروض .



بمجرد دخولهما كان الزوجان محط أنظار الفضوليين و تساؤلات المتطفلين ،

لكن علي كان يجلس بكل هدوء ، يضع رجلا على رجل بفخامة ، و يمسك بيد مريم في يده , ليعزز ثقتها بنفسها و يخفف توترها ،


كان يبتسم لها من حين الى آخر ، و يهمس في أذنها بكلمات تشجيعية ,
هو يعرف كم أن الأمر صعب عليها ، و لكنه لم يتمكن من احباط رنا و رفض طلبها .



بعد أن أخذ الجميع أماكنهم , ساد صمت القاعة و خففت الإنارة ،
ألقت المديرة كلمة ترحيبية , و بدأت العروض بعدها تتوالى بطريقة سلسة ،


أغاني جماعية و فردية , مقاطع من مسرحيات عالمية ،
القاء أشعار و خواطر من اجتهاد الطلاب و غيرها .



لم تبرح ملك مكانها خلف الكواليس ، رغم أن علي أبقى كرسيها شاغرا الى يساره ،
و بحث عنها بعينيه طوال الوقت , متأملا أن تأخذ مكانها المناسب الى جانبه ,


إلا أنها لم ترد أن تظهر في المشهد ، ذلك ليس مكانها و وجودها هناك , سيشوه الصورة الجميلة لعلاقته مع مريم ,

لذلك اختارت أن تبقى مع رنا , لتساعدها في تغيير بدلاتها ، و تسريح شعرها في كل مرة .





استمر الحفل لساعتين ، و قبل تقديم الجوائز و الشهادات مباشرة ، أعلن مقدم العروض عن أغنية ختامية ،
تؤديها فرقة من التلاميذ عن الأم ، بما أنه موضوع هذه السنة ,


بدأ بعدها الأطفال في الارتصاص على المنصة ، و المفاجأة الكبرى التي لم يتوقعها علي أو مريم ،
هو وجود رنا وسطهم أو بالأحرى تتقدم المؤدين .



كانت تبدو كملاك صغير , مع فستان أميرات أبيض منفوش ، جناحين صغيرين على كتفيها ،
و تاج رقيق من الورود على رأسها .


عبس علي قليلا برؤيتها , فرنا لا يمكنها الغناء ، حتى أنها خلال العروض السابقة ،
كانت تكتفي بالرقص و التمثيل دون كلام ،

فكيف يعقل أن تشارك في آداء أغنية ؟



نظرت مريم ناحية علي باستغراب هي الأخرى ، فقد فكرت في نفس الأمر ,
لكنه طمأنها بابتسامة و ضغط على يدها المرتجفة بلطف .



لم يطل الأمر كثيرا ، فبعد دقائق بدأت المجموعة في الغناء بتناغم ،
أما رنا فكانت تترجم الكلمات بلغة الإشارة ، وسط صمت رهيب غزا القاعة و اندهاش الجميع ،


فقط ملك من توقع العرض , فقد تدربت معها على الأداء مطولا لأيام ,

و كان السبب الوحيد الذي دفعها , لطلب حضور مريم من علي ، و الالحاح على ذلك لدرجة القبول بشرطه ،

و إلا كانت رنا قد حزت كثيرا ، لأن جهدها ضاع سدى .




لكنها الآن تشعر بغبطة عارمة , و هي تراقب الطفلة الرقيقة ، التي يعتقد الجميع أنها ضعيفة , خجولة منطوية على نفسها ،
قابلة للتنمر و غير قادرة على التعبير عما يدور في خلدها ,


تقف الآن فوق المنصة بكل شجاعة ، غير مبالية بالعيون الفضولية التي تراقبها ,
تريد إيصال رسالة أنها لا تخجل من وضعها الاستثنائي , و لا من عجز والدتها المريضة ,



هي تعرف أنها لا تستطيع الكلام كباقي الأطفال ، و أن والدتها ليست بصحة جيدة كباقي الأمهات ،
لكن الأمر غير مهم بالنسبة لها , و لن تركض و تختبئ بعد الآن ،


مادامت تستطيع اخبارها بما تشعر به ، و هي تفهم رسالتها و تتفاعل معها ،
لا يهمها ما يفكر فيه الآخرون , لأن لا شيء يميزهم عنها , أكثر من مجرد امتلاك صوت .



كانت كلمات الأغنية تفيض بالمشاعر و الأحاسيس ، و رنا كانت منسجمة جدا في تعابيرها ،

هي فهمت قصد ملك ذلك اليوم ، أن عليها أن تجعل من نقطة ضعفها علامة تميزها ,
حتى أنها كانت شجاعة كفاية , لطرح الفكرة على المشرفة التي رحبت بها .



فما يفرقها عن باقي الأطفال ، هو اتقانها لغة الإشارة , و هي استغلتها هنا لإثبات تميزها ، و إثبات قوة وجودها ,

و هي لن تسمح لأحد بتجاهلها , و السخرية منها فقط لأنها لا تجيد الكلام ,

و ان كان هناك تلميذ متميز بينهم فهي نفسها , لأنها تبذل جهدا مضاعفا لتحقيق النجاح .





كان علي و مريم متسمرين مكانيهما ، ينظران بدهشة إلى المنظر أمامهما ، و لا يقولان حرفا واحدا ،

فجأة بدأت الدموع بالتجمع في عيني مريم ، و ما لبثت أن بدأت بالبكاء تأثرا ،
و هي تشد على يد علي تريد بعض المواساة ,

هي لم تتوقع أنها بمجيئها الى هنا , ستحصل على هدية خاصة كهذه .



بمجرد أن أنهت رنا وصلتها ، ركضت ناحية والدتها التي احتضنتها بشدة , الى صدرها و استمرت في البكاء ,

بعد دقيقتين كان نصف الحضور , قد دخلوا في وصلة بكاء ، و النصف الآخر في وصلة تصفيق حار .



احتضن علي الاثنتين بين ذراعيه , و هو يجلس على ركبة واحدة ، كان يشعر بشيء لم يختبره يوما ،


رغم أنه حاول طوال حياته جاهدا , لتسهيل حياة رنا و مريم ،
إلا أنه لم يصل يوما إلى هذا الشعور بالرضا و السعادة ، الذي يراه في عيني الاثنتين في هذه اللحظات .



هل رأت ملك ببساطتها ، ما لم يستطع هو رؤيته بكل ما يملكه ؟

هل استطاعت قراءة ما عجز عن فهمه طوال سنوات ؟

هل كانت محقة حينما قالت عنه أنه بقلب متصلب ، و لا يمكنه الشعور بآلام الآخرين ؟



هو اكتشف لتوه أن سعادة رنا , أن تكون مع مريم أمها ، و ليس أن يعزلها عنها ,
كما كان يفعل مخافة تأذيها ,


في النهاية هو اكتشف أن الحل , كان بسيطا جدا و لكنه عقده بنفسه ،
و أن ملك وجدت حل الأحجية , الذي لم يستطع ايجاده منذ سنوات ،



كل شيء هنا هو نفسه منذ دهر , بيته زوجته ابنته و حياته لم يتغير شيء ,
و كأنهم كانوا في صندوق مقفل بقفل صدئ , يحتاج مفتاحا خاصا لاطلاق السعادة التي بداخله ,


و يا للسخرية مفتاح السعادة كان في بيته ، لكنه لم يره يوما بسبب تعنته .











أؤمن أن الله لم يخلقنا لنشقى , مشكلتنا أننا لا نرى مفاتيح سعادتنا , التي قد تكون تحت أنوفنا , و نضيع نحن حياتنا تذمرا مراقبين سعادة غيرنا

أتمنى أن تجدوا مفاتيحكم سريعا , لأن العمر قصير كي نقضيه في تعاسة .

الحمد لله على كل خير و نعمة 😍





😘💞💞





.......



ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-20, 09:28 PM   #579

روجا جيجي

? العضوٌ??? » 371410
?  التسِجيلٌ » Apr 2016
? مشَارَ?اتْي » 554
?  نُقآطِيْ » روجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت ده من احلى البارتات ( معلش ده جمع جديد نزل السوق🙈🙈)
تسلم ايديكى حبيبتى
انا متابعه اول باول بس من ورا الكواليس ❤


روجا جيجي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-20, 09:35 PM   #580

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ظبية البان$ مشاهدة المشاركة
أسعد الله أوقاتكم
مساء الخير 💖💖💖💖



يسعدك ربي و يهنيك حبيبتي 💖💖🌹🌹🌹🌹🌹


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:29 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.