آخر 10 مشاركات
52 - خداع المرايا - أجاثا كريستي (الكاتـب : فرح - )           »          ليالي صقيلية (119)Notti siciliane ج4من س عائلة ريتشي:بقلمي [مميزة] كاملة و الرابط (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          287 - كذبة العاشق - كاتي ويليامز (الكاتـب : عنووود - )           »          284 - أنت الثمن - هيلين بيانش _ حلوة قوى قوى (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          275 - قصر النار - إيما دارسي (الكاتـب : عنووود - )           »          269 - قطار النسيان - آن ميثر (الكاتـب : عنووود - )           »          263 - بيني وبينك - لوسي غوردون (الكاتـب : PEPOO - )           »          التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree678Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-10-20, 11:13 PM   #471

نور الدنيا

? العضوٌ??? » 341
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 1,548
?  نُقآطِيْ » نور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond repute
افتراضي


روعة فعلا فصل مشحون يا عيني يا ملك ما تبي تشوف على قليل الحيلة أمامها شكلها بدأت تحبه بدون ما تدري و على ضحكني شكله ما بتخلص الرواية الا فتح متجر من عدد الهدايا اللي مخزنها لملك فى حجرته 😂😂😂😂😂😂

نور الدنيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-20, 11:15 PM   #472

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ban jubrail مشاهدة المشاركة
فصل جميل فيه مواقف محرجة لعلي بعد زيارة علي وملك لوالدته وحضور ابنة عمه ووالدتها والتي كانت موعودة له وابتدأت كذبات والدته البيضاء حول زواج علي وحمل ملك والعرس الضخم الذي سيقيموه الاثنين . إبتداء علي بحالة العشق التي انتابته من تصرفات ملك المراعية الحنونه واخلاقها الشفافة في التصرف لجميع المقربين له ترى ماذا سيحصل من أحداث ماذا ستعمل سارة من خطط ومكائد شريرة نحو ملك وما ذا سيكون موقف مريم وتعلق رنا بملك هل ستترك الجميع اذا أغلقت قضيتها وعادت لبلدها .في انتظار الفصل القادم بشوق عزيزتي ملك علي . شكرا لك .




شكرا للتحليل الجميل 🌺🌺🌺🌺🌺
و اعتقد انكم صرتم تعرفون اسلوبي و كل ما استطيع ان اعدكم به أنني ساحافظ على نفس المستوى و النسق إن شاء الله و ستكون هناك الكثير من المفاجآت و الأحداث المثيرة 😉💖💖💖💖💖🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-20, 11:19 PM   #473

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور الدنيا مشاهدة المشاركة
روعة فعلا فصل مشحون يا عيني يا ملك ما تبي تشوف على قليل الحيلة أمامها شكلها بدأت تحبه بدون ما تدري و على ضحكني شكله ما بتخلص الرواية الا فتح متجر من عدد الهدايا اللي مخزنها لملك فى حجرته 😂😂😂😂😂😂





وضع علي راح يصير مثير للشفقة صدقيني و تصرفاته ستصير اكثر جنونا و غرابة 😉
راح تخرجلو ملك قلبو و كلو سلف و دين 😅😅
شكرا للاهتمام فرحتوني بحضوركم 💖💖💖🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌹🌹


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-20, 11:40 PM   #474

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
Chirolp Krackr

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 18 ( الأعضاء 6 والزوار 12)

‏موضى و راكان, ‏k_meri, ‏ملك علي, ‏رااما, ‏نور الدنيا, ‏شموسه3






أعجبنى الفصل جدا و خصوصا عندما أخذت صفية حقها من وردة و أبنتها حتى و لو بالمكايدة
بالنسبة لرنا الوضع سيكون صعب عليها عندما تغادر ملك
مفيش أخبار عن كريم و أسيل وحشونى ههههههه


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-20, 12:04 AM   #475

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 18 ( الأعضاء 6 والزوار 12)

‏موضى و راكان, ‏k_meri, ‏ملك علي, ‏رااما, ‏نور الدنيا, ‏شموسه3






أعجبنى الفصل جدا و خصوصا عندما أخذت صفية حقها من وردة و أبنتها حتى و لو بالمكايدة
بالنسبة لرنا الوضع سيكون صعب عليها عندما تغادر ملك
مفيش أخبار عن كريم و أسيل وحشونى ههههههه



يعني انت في حزب كريم و أسيل 🙄🧐
اذا جهزي نفسك لأنهم راح يحتلو الصدارة في الفصول القادمة مع الكثير من القنابل 😅😉
شكرا لكم احبائي 💖💖💖💖💖💖


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-20, 12:29 AM   #476

آلاء الليل

? العضوٌ??? » 472405
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 477
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » آلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملك علي مشاهدة المشاركة
يعني انت في حزب كريم و أسيل 🙄🧐
اذا جهزي نفسك لأنهم راح يحتلو الصدارة في الفصول القادمة مع الكثير من القنابل 😅😉
شكرا لكم احبائي 💖💖💖💖💖💖
ملك اذا سمحت انا ما عندي حزب معين لانه حاسة كل شخصيات الرواية ابطال فاتمنى اذا تقدري تدمجي في الفصل الواحد مناصفة قصة علي مع ملك و كريم مع اسيل حتى ما نشتاق لكوبل على حساب الآخر 😍😍😍😍😍😍😍
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷


آلاء الليل غير متواجد حالياً  
التوقيع
تابعوا معنا رواية أسيرة الثلاثمئةيوم للكاتبة المتألقة ملك علي على الرابط التالي
https://www.rewity.com/forum/t471930.html
رد مع اقتباس
قديم 18-10-20, 12:51 AM   #477

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آلاء الليل مشاهدة المشاركة
ملك اذا سمحت انا ما عندي حزب معين لانه حاسة كل شخصيات الرواية ابطال فاتمنى اذا تقدري تدمجي في الفصل الواحد مناصفة قصة علي مع ملك و كريم مع اسيل حتى ما نشتاق لكوبل على حساب الآخر 😍😍😍😍😍😍😍
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷




في الحقيقة بمجرد أن تبدأ احداث في جبهة لا يمكنني قطع الحماس و التشويق و الانتقال الى الجبهة المقابلة القراء راح يقتلوني 😅😅🔫🔫
لكن اكيد خلال الفصول القادمة راح يكون تفاعل للشخصيات الرئيسية بطريقة مشوقة 😉💖💖💖💖


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-20, 02:02 AM   #478

مرمرية

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية مرمرية

? العضوٌ??? » 84453
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,014
?  نُقآطِيْ » مرمرية has a reputation beyond reputeمرمرية has a reputation beyond reputeمرمرية has a reputation beyond reputeمرمرية has a reputation beyond reputeمرمرية has a reputation beyond reputeمرمرية has a reputation beyond reputeمرمرية has a reputation beyond reputeمرمرية has a reputation beyond reputeمرمرية has a reputation beyond reputeمرمرية has a reputation beyond reputeمرمرية has a reputation beyond repute
افتراضي

رواية جميلة جداا تسلم ايدك موفقة دائما باذن الله وبانتظار جديدك مع على وملك ابطالك الرائعين

مرمرية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-20, 02:36 AM   #479

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مرمرية مشاهدة المشاركة
رواية جميلة جداا تسلم ايدك موفقة دائما باذن الله وبانتظار جديدك مع على وملك ابطالك الرائعين




يسلمك و يهنيك ربي حبيبتي 💖💖
شكرا على المشاعر الجميلة و ان شاء الله القادم افضل و اكثر تشويقا بدعم القراء الرائعين امثالك 💖💖🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-20, 09:25 PM   #480

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي





البارت الخامس و السبعون طفلك ؟





أثناء انغماس علي في أفكاره رن هاتفه و كان كريم

" مساء الخير "

" مساء الخير "

" ماذا هناك ؟ "



كريم لا يتصل في هذا الوقت الا لأمر هام جدا , و كما توقع انطلق صوته الأجش من الطرف الآخر

" أردت أن أعلمك أن التخطيطات , الخاصة بالقرية السياحية جاهزة ،

لكن السيد سالم اتصل و قال , بأن رجل الأعمال التركي ، أجل موعد قدومه إلى بعد العيد "

قال بنبرته الآلية




" ألم يذكر أسبابا ؟ "


سأل علي و هو يفرك جبينه , و قد بدا عليه الامتعاض ,
لأن الرجل لم يكلف نفسه , عناء الاتصال شخصيا كرجل أعمال محترم , و تبرير تأجيله كل هذا الوقت ,

بل و يكتفي بارسال الرسائل مع الوسيط سالم , و كأنه لا يضع له اعتبارا .



" لا سيدي , قال لأسباب خاصة لا يمكنه القدوم قبل العيد "

أجابه كريم للتوضيح




تنهد علي و قد بدأ بفقدان صبره بالفعل ، فالانشاءات قائمة بوتيرة سريعة ، و موعد تسليم المشروع اقترب ،

و على هذه الشركة أن تسرع , في عملية التشطيبات و التجهيزات ، حتى يتسنى له احترام آجال التسليم ،

لكن هذا الرجل بدأ يستفزه بعدم التزامه ، و تأجيل مواعيده مرة بعد أخرى .



" حسنا سننتظر الى العيد , لكن إذا ماطل مرة أخرى ، سأعلم المسؤولين و نلغي الشراكة ،
لا أريد التعامل مع شخص لا يحترم كلمته "




بعد لحظات من الصمت أجاب كريم

" لكن أنت تعلم كم هي معارفه متشعبة هناك ، و إلا ما كان حصل على هذا الامتياز لمشاركتنا المشروع ,

إذا احتجينا عليه قد نخسر فرصتنا , للقيام بمشاريع أخرى هناك ,

كانوا واضحين جدا حينما وقعنا العقد , أن من يطلب استبعاد الآخر ، هو من سيدفع ثمن الخسائر و الشرط الجزائي "





دلك علي رأسه بيده محاولا تخفيف الصداع , و قد راوده شعور بأنه وقع في فخ و تم التلاعب به

" أعلم ذلك كريم ، أصلا ما كان يجب أن أقبل استلام المشروع بشروط مماثلة ،

أنا اعتقدت أنه أكثر احترافا من هذا ، لكن يبدو أن بهجت هذا يتعمد إثارة غضبي "





لم يجادله كريم أكثر , هو فقط أراد مناقشة الوضع معه لتخفيف الضغط عليه ,

لطالما فعل ذلك في الأزمات التي مرت بها الأعمال , و علي يثق دائما في نظرته الى الأمور .




صمت علي قليلا ثم أضاف

" لا يهم سننتظر الموعد القادم ، لكن عليه أن يدعو الله ، ألا أمسك عليه زلة أخرى ,

ثم أنا لا يهمني فيما يفكرون فيه ، المهم ألا تتأثر سمعتي في السوق ,


أصلا لا أفهم لم اشترطوا دخوله معنا , فالبناء علينا نحن و نحتاج فقط الى التجهيزات ،

لأننا نريد تغيير النمط المستخدم في قرانا السياحية ، لجذب المزيد من السياح ، دون التأثير على الطبيعة المحيطة ،

لكنني لن أتحمل تماطله أكثر مما فعلت "



رد علي باستياء واضح ، و أجاب كريم من الجهة الأخرى

" فهمت , تصبح على خير "



أغلق كريم الخط و على ذكر اسم سالم ، تذكر ابنته المتطفلة أسيل ،

هو كان ينتظر أن تأتي لتزعجه مجددا لكنها خيبت ظنه , فهو لم يرها منذ ذلك اليوم في الورشة , و لم تقابله منذ يوم المطعم .



" يبدو أنها ليست مشاغبة بالقدر الذي ظننته "

تمتم كريم لنفسه و هو يقف وسط مطبخه , لكنه لم يشغل باله كثيرا ,

ألقى نظرة أخيرة على قطعة الكعك المحنطة في المجمد , و التي أصبحت مؤنسه في الآونة الأخيرة ,
أطفأ الأضواء بعدها و ذهب للنوم .





في اليوم الموالي , انشغل علي و كريم طوال النهار بالعمل و الاجتماعات ، و لم يتسنى لهما حتى تناول الطعام .


في الثالثة عصرا ، غادر كريم المكتب باتجاه البنك ، لتسليم بعض الأوراق المهمة , بخصوص تمويل تهيئة مول تجاري على أطراف المدينة ,



بمجرد أن أصبح في المرآب و دنا من سيارته ، حتى لمح وجها مألوفا يجلس القرفصاء إلى جانبها ,


" أذكر الشيطان "

همس في سره بتسلي , فالبارحة فقط هو كان يفكر فيها , و الآن هي أمامه مثل عفريت العلبة .




كانت أسيل تتكئ إلى جانب الحائط ، ترتدي سروالا زهريا متوسط الطول ، مع حذاء دون كعب و قميص أبيض اللون ،
و تعلق حقيبتها الزهرية الصغيرة كساعي البريد ,



كانت تجلس بملل تداعب خصلات شعرها الحريري ، الذي تسدله على كتفيها و هي تحدق في هاتفها .


تأملها كريم لدقائق بتفحص , قبل أن يقطع عليها انشغالها بصوته الخشن

" ماذا تفعلين هنا ؟ "



قفزت أسيل من مكانها واقفة ، اتسعت عيناها و قد أفزعها صوته في البداية ،

لكنها سرعان ما انفرجت أساريرها ، بعدما رأت صاحب الصوت ، تماما كمن ينتظر خبرا سعيدا .



وضعت أسيل الهاتف في حقيبتها ، و اتجهت ناحيته بعينين مبتسمتين و غمازتين مثيرتين ,
فيما بدت متحمسة جدا بلقائه .



كريم الآن مستغرب فعلا من هذه العلقة

" هل هي توزع هاته الابتسامات بمقابل أو ماذا ؟ "




" مرحبا كيف حالك ؟ "

كانت أسيل من بادر بالتحية قاطعة عليه تأمله , سألته بمرحها الذي اكتشفه في لقائهما السابق .



حسنا هو أدرك الآن فقط , أن هذا ثالث لقاء بينهما ،
دون حساب يوم الورشة , الذي راقبها فيه من بعيد دون دراية منها ,


و هو لا يعرف سبب استمرارها بالمجئ إلى هنا ، و كأن بينهما معرفة قديمة ,
يا الهي هي حتى لا تعرف من يكون .



لم يرد كريم بكلمة واحدة عليها ، و وقف يراقب الفتاة التي بدأت بتدليك رجليها ،
و تحريكهما بطريقة هزلية في كل الاتجاهات ،


لكن دون أن تتوقف عن الابتسام له ، حتى بعد أن تجاهلها و لم يرد على سؤالها ,
و هو يقف و يرمقها بنظرات مستغربة .




برؤية ملامحه المتسائلة عن سبب الزيارة الكريمة , بادرت أسيل للشرح بصوتها الرقيق ،
دون أن تتخلى عن ابتسامتها العذبة

" آسفة سيد كريم , أشعر بتنميل في ساقي "



استمر كريم في تجاهلها و كأنها غير موجودة ، و اتجه الى سيارته ليفتح الباب ، لكن قبل أن تصل يده إليه ,

تكلمت أسيل مجددا بتردد

" أنا كنت أجلس هنا أنتظرك "


قالت مجيبة عن سؤاله الأول بحرج , و قد خفتت نبرتها في آخر كلمة ,
و عضت على شفتها السفلى , و هي تحدق ناحيته بعيون متأملة .




تفاجأ كريم لسماع الأمر و رفع حاجبه ، فكيف أنها لا تعرفه و لكنها تنتظره ،

ثم تذكر أنها تعتقد أنه مجرد سائق , و لا تعرف أين يعمل و لا كيف تتصل به ،


لذلك فهي تبحث عن سيارته , في الموقف الخاص بالشركة ، و تبقى أمامها حتى تلتقي به ,
كطريقة ترصد جديدة ابتكرتها هذه العلقة ,



حسنا هذا مفهوم بالنسبة له , و لكن ما لا يفهمه هو

" لماذا ؟ "


فلا شيء في ملامحه أو تصرفاته معها ، يوحي لها بأنه مرحب بها هنا ، بالعكس هو يعاملها ببرود لا مثيل له ,

من المفروض أن تكون خائفة جدا الآن , من عدم مراعاته لخاطرها , و خشونته في التعامل معها ،
و أن تبتعد هاربة كلما رأت وجهه .



لكنه لا يفهم لم تستمر باقتفاء أثره مثل قط ضائع ؟


استدار كريم ناحيتها , و الاستغراب يعلو وجهه المتجمد ، و لم يبد عليه أنه يفهم شيئا مما يحصل هنا .



برؤية ملامحه المتجهمة و المنزعجة , و التي على وشك التحول الى غضب ,
ردة الفعل الوحيدة التي تخافها أسيل ممن تتعامل معهم , و التي لا تنتهي عادة الا بتعنيفها ,


بهتت الابتسامة من على وجهها , و احمرت وجنتاها بسبب الشعور بالاحراج ,
و قالت بصوت هامس و ملامح متوسلة

" أنا أنتظرك هنا منذ الساعة الحادية عشر "

داعية في سرها ألا يرفع يده عليها , لأن صفعة من هذا الهرقل قد تزهق روحها .



زادت دهشة كريم حدة , و رفع يده للتحديق في ساعته , و التي أشارت الى تجاوز الوقت الثالثة بقليل .



" هل هذا يعني أنها تجلس هنا تنتظره , منذ أكثر من أربع ساعات دون يأس ؟

هل هذه الفتاة مجنونة أو أنها مترصدة ؟

لا عجب أنها كانت تعاني من تشنجات في رجليها قبل قليل "


لكن ما لا يفهمه كريم دائما هو لماذا ؟

ما سبب انتظارها له باصرار لهذا الوقت الطويل ؟



لم يرد كريم أن يضيع وقتا أكثر لأنه مستعجل , و سأل مباشرة كعادته بلهجة مخيفة و هو يعبس

" ماذا تريدين ؟ "


و أراد أن يضيف اجابته الجاهزة مسبقا ألا و هي

" لا "


بما أنه يعرف أن هاته العلقة , لا تجلب معها الا المشاكل و الشغب , و هو متأكد أنها أتت , لتطلب أمرا مزعجا مثلها ,

لكنه شعر فجأة بالفضول , و يريد أن يسمع ما لديها على كل حال قبل أن يصدها .




بسماع سؤاله ابتسمت أسيل مجددا , و قد تجدد أملها و قالت بصوتها المرح

" أريدك أن ترافقني الى مكان ما "



تجهم وجه كريم أكثر من التعبير , و قد شعر كأنه حقيبة يد , ستأخذها للتباهي بها في مكان ما ,
أو ربما هي تعتقد أنه يقدم خدمة مرافقة مجانية .



برؤية نظرته الحادة ناحيتها , أدركت أسيل أنها أخطأت التعبير و تداركت سريعا

" أقصد أريدك أن تقلني الى مكان ما "




نظر اليها كريم بنظرة مستهجنة مجددا و نهرها , لا يريد ان يفقد أعصابه أمامها

" اسمعي أيتها الطفلة , أنا لست سائقك الخاص , ثم أنا غير متفرغ لدي أعمالي الخاصة "

ثم قصد باب سيارته و فتحه , منهيا الجدال قبل أن تبدأ بالثرثرة .



لم تحتج أسيل على وصفها بالطفلة كما حصل سابقا , بل استاءت لرفضه طلبها الهام , و بادرت بصوت مستعطف



" آسفة سيد كريم لم أقصد هذا , أريدك فقط أن تقلني الى مكان ما ,
و أنا سأعطيك كل ما تطلبه كأجرة ,

فقط رافقني لا أستطيع الذهاب هناك لوحدي , أرجوك "



نظر كريم الى هيئته و هو فعلا محتار

" أي شيء في مظهره يوحي بأنه فقير و مسكين يحتاج مالا "

لكن لم يكن هذا ما شغل باله , بل ما قالته لاحقا هو ما حرك فضوله

" أي مكان هذا الذي لا تستطيع الذهاب اليه لوحدها و تريد مرافقة ؟ "



فكر عقل كريم فورا في أماكن مشبوهة , كملهى ليلي أو حفلات ماجنة في شقق خاصة ,
أو ربما أحد الأحياء المعدمة حيث يبيعون المخذرات .


بتفكيره المتوجس زادت نظرة الاستهجان على ملامحه , حدق ناحيتها بحركة واحدة و سألها بصوت مهدد

" أين تريدين الذهاب و لا تستطيعين وحدك ؟ "



هو شبه متأكد أن هذه الفتاة متهورة , و هي أكيد تنوي على أمر مريب و تريد توريطه معها .



صمتت أسيل قليلا تراقب وجهه , و كأنها تحاور نفسها في اخباره من عدمه ,

خاصة أنه لم يعدها أن يرافقها بعد , لكنها أجابته أخيرا بصوت هادئ متردد

" المباني السكنية قيد الانشاء خارج المدينة "

قالت و هي تشير بأصبعها بحذر الى الخارج





عبس كريم بشدة فهذا أسوء مما توقع , المكان قيد التعمير لا وجود لسكان هناك ,

فقط عمال انشاء و مهندسين , معظمهم من جنسيات أجنبية , و كلهم تقريبا من الرجال .


" لم تريد هاته العلقة الذهاب الى هناك ؟ "

فكر كريم قليلا و هو يحدق اليها بتوجس , ثم خطا خطوتين متأنيتن ناحيتها و بادرها

" لكن المكان هناك شبه مهجور , لا وجود الا للعمال فيه ,

ثم سيستغرق الأمر أكثر من ساعة للوصول اليه "

لخص كريم الوضع كما يراه عقله الأمني .



هزت أسيل رأسها بالموافقة فورا

" لهذا بالضبط أريدك أن ترافقني "




رغم مجادلتها بخصوص المكان , الا أن كريم أجاب سريعا , قاطعا عليها الطريق للاستمرار في اقتراح الأمر

" آسف لا أستطيع , أطلبي من أحد سائقي والدك أن يقلك ,

أو خذي احدى السيارات منه , أنا لست متفرغا للعبك "



لكن أسيل كانت ترفض الانصياع , مصرة على الاستمرار في استعطافه ,
و قد طبع على ملامحها وجه حزين , دون أن تنتبه الى أمر معرفته بوالدها



" أرجوك سيد كريم لا أستطيع , لا يجب أن يعرف والدي عن ذهابي الى هناك ,
ان طلبت من أحد سائقيه أن يقلني سيخبره بالتأكيد ,


و لا أستطيع المجازفة و أخذ سيارة وحدي , أنا لدي شهادة لكنني لا أجيد القيادة ,
آخر مرة أدخلتها في حائط الجيران ,

و أقسم والدي ألا يسمح لي بلمس المقود مجددا , حتى أنه باع السيارة التي تلقيتها هدية في عيد ميلادي ,


اضافة الى أنني لا أستطيع أخذ سيارة أجرة , أخاف الذهاب الى ذلك المكان المقفر وحدي مع غرباء "


قالت بكل جدية و هي مشغولة , في تعداد الأسباب الهامة على أصابعها الرقيقة .





"...."

حسنا كريم الآن ليس مصدوما , لأنها قالت كل ذلك في نفس واحد ,

و لكنه مندهش من صبره في الاستماع لها , و هي على وشك أن تحكي له قصة حياتها بأكملها ,
و هما يقفان هنا وسط مرأب .




" ثم ما قصة غرباء هاته ؟ "

على حد علمه هو ليس ابن عمها , الذي تربى معها منذ الصغر ,

فهو أيضا غريب و بالكاد يعرفها , فقط لأنها تلاحقه في كل مكان مفسدة عليه حياته .





حدق كريم اليها قليلا و رفع حاجبه باستنكار , فبقدر ما هاته الفتاة ثرثارة , بقدر ما كلماته هو نادرة ,
خلطة غريبة جدا تكاد تفقده صبره .




أخذ الرجل المستفز لدرجة الحنق أنفاسا عميقة , وضع يديه على خصره بتأهب , و انطلق صوته الجليدي


" من ستلتقين هناك ؟ "

اختصر كريم الجدال و سأل , بعدما تآكله الفضول عمن ستقابله هناك , و لا تريد أن يعرف والدها بأمره



" أكيد هو حبيبها أو صديقها الحميم ,

هل قررت مثلا أن تفر معه , أو أنهما يخططان فقط للقاء حميمي بعيدا عن الأعين ؟ "


تساءل في سره و لزم مكانه منتظرا اجابة مفيدة , و كأنه بصدد استجواب متهم يقف أمامه .




فكرت أسيل قليلا بعد و أجابته , متجاهلة دائما نبرته المتهمة

" لا أستطيع اخبارك آسفة , لكنني أقسم أن الأمر مستعجل و هام ,

هي قضية حياة أو موت , و الا ما كنت طلبت مساعدتك ,

أرجوك , أرجوك , أرجوك "



كررتها ثلاث مرات , و كأن ذلك سيغير شيئا في الموضوع , فقد هز كريم رأسه مجددا بالرفض القاطع

" آسف قلت أنني لا أستطيع مساعدتك , لدي عمل هام و لن أذهب الى أي مكان ,

أنت لا تقولين شيئا يقنعني بالمرافقة , ثم لو ذهبنا الآن سنعود بعد حلول الظلام "




رغم تردده الا أن كريم لم يود الذهاب , و كأنه شاة تجر الى مكان مبهم ,

اذا أرادت منه هذه العلقة الخدمة , فيجب أن تكون صريحة معه , و تخبره كل التفاصيل التي يريدها ,
على الأقل يكون على بينة فيما سيتورط ان ساء الوضع .



بسماع اجابته الحاسمة , صمتت أسيل و قد شعرت بخيبة أمل ,
ظهرت بسرعة على ملامحها , و كأن وجهها مرآة تعكس كل ما يدور بداخلها


" حسنا لا بأس , شكرا لك على أي حال , سأتدبر أمري بنفسي "


انحنى فمها الى الأسفل بحزن , ثم طأطأت رأسها و همت بالمغادرة ,
و قد بدت على وشك البكاء .




" تبا "

تنهد كريم بعمق و راقبها تغادر مخيبة , و قد راوده شعور سيء فجأة ,
فهو رغم معرفته القليلة بهذه الفتاة , الا أنه يدرك أنها متهورة و لا تخشى شيئا ,


اذا قررت الذهاب الى هناك , فستذهب مهما كلفها الأمر ,
حينها سيكون في مأزق اذا حدث لها شيء , لأنه سيكون آخر من رآها .


كما أن باله كان مشغولا فعلا , من أن تتعرض للأذى و قلبه لا يطاوعه ,
خاصة أنه لا يعرف أية مصيبة تفكر في اقترافها .




تردد كريم قليلا و هو يراقبها , تبتعد بخطوات متثاقلة ثم خاطبها

" أنت انتظري "




توقفت أسيل و استدارت ناحيته , منتظرة ما الذي يريد قوله ,
دون أن تغادر الملامح المبتئسة وجهها



فكر كريم مليا و أضاف , و هو يعرف أنه سيندم لاحقا

" سأقلك لكن عليك أن تنتظري , حتى أوصل هذه الأوراق أولا "



انفرجت أساريرها فجأة للمرة الثانية اليوم , و ارتسمت ضحكة على فمها ,
أشرق معها وجهها الذي كان مكتئبا , و ظهرت غمازتيها الجميلتين مجددا ,


ركضت بعدها أسيل بخطوات سريعة ناحية كريم , الذي فاجأه الأمر و قد بدت , و كأنها على وشك احتضانه ,

تراجع خطوة الى الخلف الى أن ارتطم بسيارته , و قد سحب يده أمام صدره استعدادا لردعها ,


تيبس مكانه محدقا في وجهها بترقب , و منتظرا ما الذي تفكر في فعله ,
فلا شيء يربكه بقدر التواصل الجسدي مع الآخرين .



أما أسيل فقد توقفت أمامه مباشرة , ضمت يديها أمام وجهها بامتنان شديد ,
و حدثته بنبرة حالمة , و عيون تطلق قلوبا

" شكرا لك سيد كريم , أنت الأفضل على الاطلاق "


كان يبدو و كأنها على وشك تقبيله , و هي تقف على أطراف أصابعها , على بعد انشات من وجهه تحاول شكره .



احمرت وجنتا كريم فجأة , لسماع الاطراء غير المتوقع , و قد شعر بالخجل و الارتباك بسبب تصرفها ,
كما أن قلبه تسارعت دقاته بطريقة غريبة .



لم تنتبه أسيل الى ردة فعله اللطيفة , التي حاول اخفاءها بنهرها للابتعاد عن وجهه

" الام تحدقين ؟

هيا أسرعي و اركبي أو سأغير رأيي "



زجرها و هو لا يصدق أن هذه العلقة , تحطم كل الحواجز التي يضعها , عادة حوله من أجل الجميع
و تتعامل معه دون بروتوكولات ,


لم يسبق أن سمح لأحد أن يدنو منه أكثر من متر , لو كان شخصا آخر لكان فاقدا لوعيه بالفعل , فحساسيته الأمنية كارثية ,


لكنه لا يعرف كيف تثبط هذه العلقة جهاز انذاره , الذي روضه لسنوات ,
و لا يستفيق الا و هي تدخل حيزه الخاص , دون أية ممنوعات أو انذارات ,

تقول و تفعل ما تريده , و المشكلة أنه لا يحتج و يدعها تفعل ما يحلو لها .




هزت أسيل رأسها بالموافقة سريعا , و استدارت لركوب السيارة كما طلب منها .



لمس كريم وجهه و قد شعر أن حرارته قد ارتفعت

" هل أنا على وشك أن أمرض أو أنني مرضت فعلا ؟ "

تساءل بتوتر ثم أخذ نفسا عميقا , و دخل سيارته آخذا مكانه خلف المقود .





بركوب سيارته توقع كريم أن يجد أسيل , جالسة في الكرسي الذي بجانبه ,

لكنها فاجأته بأن فتحت الباب , انحنت على الكرسي و قامت بسحبه الى الخلف ,

ثم دخلت الى المكان المقابل للدواسات , عند موضع الأرجل و تكورت كقطة هناك .



صحيح أن سيارة كريم واسعة , بما أنها سيارة دفع رباعي , الا أن المكان ضيق لاستيعاب انسان ,
و بالكاد كان يسعها لولا حجمها الصغير ,


أغلقت أسيل بعدها الباب بكل هدوء , ثم رفعت نظرها لتلتقي عينيها , بعيني كريم المصدومة من حركتها .



" ماذا تفعلين عندك ؟ "

كان أول ما سأل كريم باندهاش ,

فيما يبدو أن لا شيء تفعله هاته الطفلة منطقي , و كأنها تتعمد ذلك لتشويش تركيزه و ارباكه .



لكن أسيل ابتسمت بهدوء و ردت عليه

" لا شيء لا تشغل بالك , قد أنت السيارة و حسب ,

و أنا سأبقى هنا الى أن نغادر وسط المدينة "



لكن كريم لم يحرك ساكنا , و نهرها بلهجة أكثر حدة

" لم تختبئين هناك ؟ أخرجي من عندك "



لوحت له أسيل بيدها محاولة طمأنته

" لا بأس أنا بخير , لا تشغل بالك سيد كريم لنغادر فقط "



و لكن كريم أصر على عدم الانطلاق , منتظرا منها التوقف عن شغبها غير المبرر

" قلت اخرجي من هناك ألا تسمعين ؟ أو سأغير رأيي "

هددها بجدية بالغة



عبست أسيل لما قاله , و علت حمرة خدودها بسبب الاحراج , و ترددت قليلا قبل أن ترد عليه


" حسنا لا أستطيع , اذا رآني أخي أركب معك السيارة سيقوم بضربك بشدة ,

و أنا لا أريد أن تتأذى بسببي , يكفي أنك تساعدني ,

أرجوك دعني هنا أنا مرتاحة "





صمت كريم قليلا و قد فاجأته كلماتها , و تحولت نظرته من استغراب الى غضب , لكن دون أن تلاحظ أسيل هذا التغير



" و أنت ألن يعاقبك ؟ "

سأل بصوت مستهجن خافت , و سرعان ما ردت أسيل بعفوية دون أدنى تفكير

" بلى لكن أنا متعودة على ذلك "


قالتها مع بعض المرارة , التي لم تنجح ابتسامتها الدائمة في اخفائها ,
و قد مر طيف ألم على بركتي الشوكولا خاصتها .



عقد كريم حاجبيه و قد ازداد استياؤه

" هاي أنت , هل تتعرضين للتعنيف باستمرار أو ماذا ؟ "



واضح مما قالته أنها متعودة , على التعرض للضرب و الاساءة , من عائلتها خاصة شقيقها هذا ,

لكن ما يفاجؤه أنها تحاول حمايته , و هي لا تستطيع حتى حماية نفسها .



بسماع سؤاله أدركت أسيل زلة لسانها , و سرعان ما اختفت ابتسامتها و تجمدت ملامحها ,


ابتلعت أسيل ريقها , و تفادت النظر في عيني كريم , اللتين تخترقانها لاستبيان الحقيقة و أجابت

" لا تبالي بما أقوله , هيا علينا أن نذهب ,

تأخر الوقت أرجوك "





كانت اجابتها المتهربة ردا بالايجاب على سؤاله , هو يعرف كم هي صريحة و مباشرة ,

و لو أنه أساء الفهم , لكانت صححت له مباشرة و أنبته , لكنها بتفاديها النظر في عينيه أكدت شكوكه .




شعر كريم بغضب يجتاحه , و ضغط بيديه على المقود بشدة بغية التنفيس عنه ,

صحيح أنه رجل ضخم قوي البنية , بامكانه القتال مع خمسة رجال و هزمهم دفعة واحدة ,


لكنه لم يظلم امرأة في حياته , و لم يتنمر يوما على من هم أضعف منه ,
حتى أن الأمر يثير سخطه و يوتر أعصابه .



نظر كريم الى وجه أسيل مجددا , و فكر لوهلة أن يخرجها من هناك بالقوة , و ليجرؤ شقيقها على فعل شيء معه ,

لكنه تراجع لأنها بدت خائفة فعلا , و لأنه يعرف جيدا أن أخاها سيجبن عن مواجهته , لأنه بامكانه صرعه بضربة واحدة ,

لكن في المقابل من سيتلقى العقاب , هو هذه الفتاة الساذجة , و هو لن يكون قادرا على حمايتها لذلك لن يورطها .





" تبا "

قال كريم بصوت هامس , و قد أدرك أنها قد تكون في ورطة فعلا ,
و هو وافق على مساعدتها دون ادراك الوضع .



" ما الذي دهاك ؟ لم يجبرك أحد على الانصياع "

نهر كريم نفسه ثم مد يده لفك حزام أمانه , نزع بعدها سترته و ألقاها على رأسها


" ضعي هذا عليك , سيبدو غريبا اذا رآك أحدهم تجلسين هناك , و كل هاته الكراسي فارغة "



" شكرا لك "

ابتسمت أسيل مجددا لتعاونه , عدلت السترة فوق جسمها المتكور , و لم يبق منها الا وجهها .


انطلق بعدها كريم بالسيارة , و الفضول يتآكله عما تتورط به هذه العلقة , و على وشك توريطه هو الآخر .





مر كريم في طريقه أولا على البنك , و سلم الأوراق المهمة على عجالة قبل موعد الاغلاق ,
ثم عاد ليرافق أسيل الى خارج المدينة ,


أثناء انشغاله بالقيادة , اشتمت أسيل السترة التي تلتف بها و سألته

" عطرك زكي جدا , من أية ماركة تشتريه ؟ "




"...."

صدم كريم لتصرفها و تعليقها

" يا الهي , ألا تدرك هاته الغبية أية حركة جريئة هذه ؟ "

سأل نفسه و لكنه لم يجبها , و اكتفى بنظرة زاجرة من عينيه ناحيتها .



لكنها لم تبال و قد تعودت على ردات فعله المتجاهلة اتجاهها , و التي لم تزعجها يوما ,
و لا تمنعها أبدا من الاسترسال في فضولها اتجاهه .



عادت بعدها و تدثرت بالسترة , لكنها لمست هاتفه داخل جيبها , فمدت يدها و أخرجته .


أثناء ذلك كان كريم قد عاد للقيادة بكل تركيز , غير مدرك لاستيلاء هذه المتطفلة على هاتفه الخاص ,

و فيما هو شارد مع ملامح جدية , استغلت هي الأمر و التقطت له صورة ,
مما أربكه و فاجأه و كاد يحيد عن الطريق .




" أنت ماذا تفعلين ؟ "

اكتفى بالسؤال بحدة قبل أن يدخل في حادثة سير , و أجابت أسيل و هي تحدق الى الهاتف بتمعن

" آخذ صورة لك , أتعلم أنت لا تبتسم أبدا , سيبدأ وجهك في الانكماش قريبا ,

تبدو كئيبا حينما تعبس , أنظر ألا تبدو الصورة بشعة ؟ "




"...."

صدم كريم لتعليقها غير المراع , فهو في الحقيقة رجل شرقي ,
حنطي البشرة بملامح دقيقة , و عينين سوداوين تغطيهما رموش كثيفة ,


حتى شفاهه تبدو و كأنها مرسومة بلون داكن , جسمه الرياضي و قامته الهائلة , يصنفانه ضمن الرجال الوسماء ,


و لطالما تلقى الاطراء على مظهره , لكنه هو من لا يبالي , و الآن تأتي هذه العلقة لتقول أنه بشع يا للهول .



" أعطني هاتفي "

نهرها كريم بشدة لاخافتها , مد يده اليمنى ناحيتها , و ثبت المقود باليسرى مستمرا بالقيادة .



لكن أسيل لم تبال بغضبه , و بدل تسليمه هاتفه كما طلب , قلبت الكاميرا ناحيتها و قالت له

" أنظر "



ثم أخذت صورة لنفسها و هي تبتسم , و تشير بأصابعها اشارة النصر ,

بعدها وجهت الشاشة ناحيته , و أرته الصورة التي التقطتها , ثم رفعت حواجبها بتحد


" أترى الفرق بين الصورتين ؟

أراهنك أنني سأعيش أطول منك "





"...."

صعق كريم مجددا , هذه الفتاة لا تعرف الممنوع من المسموح , تتصرف كقطار يدهس في اتجاه واحد دون تراجع ,


و الشيء الوحيد الذي هو متأكد منه , أنه فعلا لن يعيش طويلا ,
لأنه اذا استمر بالالتقاء بهذه المتطفلة , فسيموت بجلطة دماغية قريبا جدا .



ضغط كريم على المكابح بشدة , و أوقف السيارة جانبا , ثم انحنى عليها و اختطف الهاتف من يدها ,
و ألقاه بنرفزة على لوحة القيادة أمامه ,


مستغلا انشغالها بفرك جبهتها , التي ارتطمت بالكرسي أمامها بعد التوقف المفاجئ .



" أنت , ألا تعلمين أن التفتيش في أغراض الآخرين , دون اذن قلة أدب ؟ "



عبست أسيل بسبب الألم و تأنيبه لها

" لم أكن أفتش , أنا فقط أخذت صورة , و أنت موجود هنا كيف يكون ذلك دون اذن ؟

ثم ألا يجب أن تنبهني قبل أن تفرمل ؟

ماذا كان سيحصل لو أصبت بارتجاج في المخ ؟ "



" تستحقين "
قال بين أسنانه شامتا بها .



" حسنا ليس بامكانك التهرب مني , اذا شعرت بأية أعراض ستتحمل المسؤولية كاملة ,

و تضمنني لزوجي المستقبلي , فمن سيتزوج شابة بنصف دماغ ؟ "



" تقصدين دون دماغ , لأنك ستفقدين الربع الذي تمتلكينه الآن "

جادلها كريم بغيظ , و هو يدعو الله ألا يحصل معها مكروه , لأنه لا يعرف كيف سيتخلص منها حينذاك .



" أنت عديم الذوق "

احتجت أسيل على وصفه لها , و أشاحت بوجهها الى الطرف الآخر ,
لكنها ابتسمت مباشرة لأنها متأكدة الآن , أنه سيتوقف عن ازعاجها .



أخذ كريم نفسا عميقا محاولة تهدئة نفسه , و هو يلعن اللحظة التي وافق فيها على مرافقتها ,

و كأنها ألقت عليه سحرا لتقنعه , ثم عاد لتحذيرها بنبرة جدية جدا متجاهلا تعليقها

" اسمعي اما أن تبقي هادئة و تتوقفي عن ازعاجي ,
أو سأغير رأيي و سأنزلك هنا , و لن أبالي بما ستفعلينه "




جفلت أسيل لتهديده و اتسعت عيناها , وضعت يديها على فمها حتى لا تتكلم مجددا ,
و هزت رأسها لتؤكد له أنها لن تزعجه أبدا ,



بدا منظرها مضحكا جدا , و منح كريم شعورا بأنه أب , يحاول تأديب ابنته المشاغبة ,

كان على وشك الضحك و لكنه تراجع , لأنه لو فعل فستبدأ مناوشاتها مجددا , و هو لم يعد يتحمل .



بعد انصياعها قاد كريم السيارة مجددا , و بمجرد أن أصبحا خارج المدينة ,
جعل أسيل تخرج من مخبئها و تجلس مكانها ,


بقيت هادئة و لم تكن تتكلم كما وعدته , و لكن يديها لم تتوقف عن تلمس السيارة ,
و البحث في كل الزوايا و كأنها تستكشفها ,


كانت عيناها تعكسان انبهارها , بكل الأمور حتى البسيطة منها , كطفلة صغيرة كلما كف يدها عن مكان , بحثت عن آخر لتعبث به .



فجأة وصلت يدها الى المسجل , و شغلت الموسيقى بصوت عال , ثم صرخت في أذن كريم الذي أجفله صوتها


" يا الهي لا تخبرني أنك تحب فيروز , أنا أيضا أحبها كثيرا ,

أخيرا لدينا شيء مشترك بيننا أيها الرجل التمثال "

قالت بعينين حالمتين ,

و بدأت تردد أغنية " حبيتك تنسيت النوم " معه بصوت عال



تفاجأ كريم مرة أخرى , و قد تشوش ذهنه مجددا , عما ان كانت هاته الفتاة تدرك ما تفعله ,
أو أنها تقوم بهاته الأمور من منطلق سذاجة ؟

ستكون مصيبة أن تعاملت بهذا العبث مع كل من تراه ,


لكن ما هو متأكد منه , أنها تعاني من فرط حركة مرضي , يحتاج علاجا و أهلها يهملون الأمر ,
و عليه هو أن يدفع الثمن الآن من أعصابه .





شعر كريم بالحرج مجددا , و أسيل تردد على مسامعه كلمات الأغنية , التي يحبها و تهديها له بالحركات ,

لم يتعود أن يغني أحد له أو أمامه , و لكن هذه العلقة دائما الاستثناء ,


فما كان منه الا أن مد يده و أطفأ المسجل , تحت أنظار أسيل المستاءة ,
و قبل أن تقول كلمة تذمر واحدة , رفع أصبعه أمام فمه لاخراسها و نهرها ثانية



" قلت لا تلمسي شيئا , و الا أقسم بالله سأنزلك هنا "

انزعجت أسيل مما فعله كريم , لكنها لم تقل شيئا , و اكتفت بادارة وجهها ناحية النافذة ,

و بدأت في تأمل الخارج في هدوء تام , حتى لا ينفذ هذا الضخم ما هدد به .




ظهرت شبه ابتسامة على طرف فمه , و قد شعر بالرضا لأنها انصاعت أخيرا , فقد كادت تصيبه بالجنون ,

لهذا السبب بالذات هو لا يريد الزواج و الانجاب , لأنه سيضطر للتعامل مع تلك المخلوقات الصغيرة ,
التي لا تتوقف عن الحركة و الكلام , و الآن هو لا يعتقد أنه سيغير رأيه قريبا .

.
.
.

" أرني "

اعتدلت مريم مكانها , و مدت يدها لتعدل نظاراتها الجديدة , لمراقبة كراسة رنا و تصحيح واجبها المدرسي



كانت تقرأ بترو قبل أن تثني عليها

" صرت تجيدين الرياضيات أفضل من السابق "


هزت الطفلة رأسها بفخر , ثم أشارت لها أن ملك تشرح لها ,
بطريقة أبسط مما تفعله المعلمات , و هي لا تجد صعوبة كبيرة الآن .



برؤية اشارة ابنتها التي تخصصها لاسم ملك , و هو وجه امرأة جميلة مع قبلة في الأخير ,

توترت مريم مجددا , و عادت للتحديق في الكراسة أمامها , لكنها شردت سريعا فيما حصل



منذ ذلك اليوم الذي وضح فيه علي الأمور , هي لم تر ملك ثانية و لم تسمع صوتها ,


و عليها الاعتراف أن ظنها خاب , لأنها اعتقدت أن علي كذب عليها , بخصوص أن اخفاء الأمر عنها هو طلب من ملك ,

و أنه قال ذلك فقط لزيادة رصيدها لديها , بتصويرها امرأة مراعية و لطيفة ,
و لكن في الحقيقة كان هو من يمنعها , من اعلان زواجهما و الصعود الى هنا ,


لكنها اكتشفت أنه كان صادقا , لأنه من المفروض أنها بعد أن اكتشفت الأمر ,

فسيصبح اللعب مكشوفا , و ستبدأ ملك بالحضور الى هنا , على راحتها لاستفزازها و ازعاجها ,
و لكن لم يحدث ما توقعته , يعني ملك فعلا لا تريد احزانها .



في البداية استمرت مريم في الغضب و الخصام مع علي , الذي لم يكن يفوت يوما ,
الا و يأتي ليسلم عليها و يجلس معها , كما تعود حتى و هي لا ترد عليه ,


و في الأخير استسلمت لطيبة قلبها و قبلت صلحه , لكنها لم تأت على ذكر الموضوع مجددا , لا تريد لسيرة ملك أن تخلق هوة مع زوجها .



حاولت أيضا التمرد على البرنامج , و الترتيب الذي وضعته ملك , حتى لا تمنحها فرصة الاستمتاع , بالتمنن عليها أمام علي ,


فألغت التمارين و عادت للتذمر من الطعام و الدواء , حتى أنها عاودت أخذ حبوب النوم , و الاستلقاء لساعات طويلة ,



لكن كان هناك أمر وحيد , لم تستطع مريم التخلص منه , و هو الارتباط بابنتها التي صارت تلازمها و تؤنس وحدتها


هي حتى لم تستطع اعادة حصص التصفية , الى الفترة الصباحية نكاية في ملك ,

لأنها اكتشفت بكل بساطة , أنها ملتزمة بتناول لمجة بعد العصر مع رنا ,
و التي تتكون من قطع فريز و فواكه , مغموسة بالشوكولا الذائبة وجبتها المفضلة .



لذلك كانت الطفلة هي الاستثناء , من الرجوع الى الروتين القديم ,
فلم تستطع مريم التخلص من مراجعة دروسها معها , أو تحميمها أو التفرج على الأفلام و الأغاني سويا ,


لم يطاوعها قلبها أن تهملها مجددا , و هي التي أعادت الحياة الى روحها , و جعلتها ترى الدنيا بنظرة متفائلة مجددا .



لكن لم يكن هذا السبب الوحيد , فقد فكرت مريم أن ملك اذا رحلت قريبا كما يقول علي ,

فرنا ستصاب باكتئاب بسبب تعلقها بها , و لذلك قررت أن تكون سند ابنتها في هذه الأزمة ,
و لا تتخلى عنها كما حصل في أزمتها الأولى .



و رغم كل الحنق الذي عانت منه مريم خلال الأيام السابقة , الا أن عقلها كان يعود للتفكير ,
في تلك الظروف الخاصة التي تحدث عنها علي ,

و التي مهما فكرت في ماهيتها , لا تصل الى أية نتيجة مقنعة ,


هي تعرف أنه ليس رجلا يفرض عليه أحدهم شيئا , و حتى لو أجبر على هذه الزواج , فلا شيء يرغمه على الاستمرار فيه ,

كان طلقها في أول فرصة , زوجها مجنون و عنيد و تعرفه .



لكن احساسها يقول بأن الموضوع أكبر مما تعتقد , و ما أكد ذلك هو ما رأته في عيني علي ,
من شعور بالذنب يوم حدثها عن ملك , كما أن نبرة الندم في صوته لم تكن مجرد وهم ,



صحيح أن غضبها يومها شوش تفكيرها , لكن الآن بعد أن استعادت هدوءها ,
هي متأكدة أن أمرا مفجعا , يتوسط كل هذا الغموض في التصريح بالأسباب ,


و لأنها لا تحب رؤية علي يعاني بسببها , فقد قررت التغاضي عن تواجد ملك في بيتها ,
و التوقف عن الضغط عليه لاخراجها من هنا ,


ستكون عاقلة و تكسبه الى صفها , الى أن تظهر تطورات أخرى , تنفي أو تؤكد ما قاله لها يومها .



انتبهت مريم من شرودها على دخول الخادمة , تحمل صينية اللمجة ككل يوم ,

فتنحت قليلا حتى تسمح لرنا بالجلوس الى جانبها , و بدأت تستمتع بلحظاتهما الخاصة مع طفلتها ,
بعيدا عن الوسوسات التي صارت تنخر قلبها دون رحمة .


.
.
.


بعد نوبة الشغب التي أحدثتها أسيل , و التي أحبطها كريم بتهديداته المتكررة ,

ساد الهدوء في السيارة طوال الطريق , الى أن وصلا الى وجهتهما ,
بمجرد أن تخطوا مدخل موقع البناء , حتى شغل الرجل قرون استشعاره ,



لا يبدو بأن أسيل تعرف المكان , لم يسبق أن أتت الى هنا الأمر واضح ,

لأنها كانت تقرأ كل لافتة تقابلهم , و تجول بنظرها في كل مكان , و كأنها تبحث عن أمر ما أو شخص ما ,
لكنه لم يعرف بعد ما الذي تريده هنا .



بمجرد أن ركن كريم السيارة , حتى فتحت أسيل الباب بسرعة و نزلت ثم بادرته بجدية

" ابق هنا سأعود بعد نصف ساعة , لن أتأخر "


و أغلقت الباب مباشرة في وجهه , دون أن تعطيه أي تفسير , أو تسمح له بمناقشة الأمر معها .



"...."

عبس كريم بشدة , فهو لم يتعود أن يتلقى التعليمات من أحد ,

حتى علي الذي من المفروض أنه رئيسه في العمل , يطلب منه بكل احترام و لا يفرض عليه شيئا ,
و هذه العلقة تصدر الأوامر و تغادر مباشرة .



لكنه سرعان ما أفاق من استيائه و سأل نفسه

" نصف ساعة فقط ؟

ما الذي ستفعله في نصف ساعة ؟
لا تبدو كافية لفعل شيء "



طبعا منذ البداية هو كان يفكر بأمور خبيثة , كأن تلتقي حبيبها الذي لا توافق عليه عائلتها ,
و الله وحده أعلم فيما يريدان تمضية الوقت وحدهما ,


لسبب مجهول شعر كريم بالسخط , و بدأ يشعر بالندم على موافقته المجئ الى هنا ,
ما كان يجب أن يسمح لفضوله , أن يتمكن منه و يجره الى هنا .




راقب كريم أسيل بعينيه الحادتين , و هي تتقدم بخطوات صغيرة حذرة , على الطريق غير المعبدة , و المملوءة بكل أنواع الركام ,


كان المكان كله عبارة عن عمارات قيد الانشاء , لا شيء هنا سوى الاسمنت و الحديد , و الكثير من الماكينات و العربات .



اقتربت أسيل من أحد العمال و سألته , فأشار بيده الى احدى العمارات القريبة , و اتجهت بعدها الى هناك مباشرة .



حس كريم الأمني كان ينبؤه , أن هناك ما يقلق في الموضوع , المكان شبه مهجور و العمال بدؤوا فعلا بالمغادرة ,

اذا قام الشخص الذي أتت العلقة لرؤيته بايذائها , لن يستطيع أحد منعه ,

و بالتالي فقد قرر أنه لا يمكنه , تنفيذ أوامرها بانتظارها في السيارة , و هو لم ينو فعل ذلك منذ البداية .



بعدما ابتعدت أسيل قليلا , نزل كريم من السيارة , و تبعها بخطى متسارعة على مسافة آمنة ,
حيث كانت تمشي أمامه على مرمى بصره , دون أن يسمح لها برؤيته ,


كان العمال يحدقون في الفتاة التي تمر بينهم , باستغراب من وجودها هنا , لكن دون أن يتعرض لها أحدهم .



دخلت أسيل احدى العمارات غير المكتملة , و صعدت الى الطابق الثاني ,

حينما لحقها كريم كانت تقف و تتحدث مع رجل عشريني , أبيض البشرة بملامح متجهمة و أطول منها بقليل ,



كان الشاب يضع خوذة واقية على رأسه , و يرتدي قفازات مطاطية , لكن ملابسه كانت لائقة ,

لذلك استنتج كريم أنه ليس أحد الأيدي العاملة هنا , قد يكون مهندس أو رئيس ورشة .




كانت أسيل تقف أمامه و تكلمه بملامح جدية , و نبرة حادة لم يعهدها كريم قبلا

" هل يعني أنها تظهر مرحها ذاك أمامي أنا فقط ؟ "


حسنا ذلك فاجأه , لأنه افترض أنها تجمعها علاقة حميمة بهذا الشاب ,

و بالتالي فيجب أن تكون أكثر راحة معه , لكن المنظر أمامه غير مفهوم تماما .





" أين اختفيت طوال هذا الوقت ؟ "

سألت أسيل بصوتها العذب , و كان الشاب يحاول الهروب بعينيه , و عدم الرد عليها منشغلا بقفازاته


لكنها أصرت و سألت أمرا آخر

" أنت تقيم هنا لتتفادى رؤيتي , صح ؟ "



" أجل "

قال الشاب بملل و تأفف



كتفت أسيل يديها الى صدرها بتحد و خاطبته بحدة

" و الهاتف , لم لا ترد على مكالماتي ؟ "


" كنت مشغولا "

رد مقتضب دائما و كأنه مجبر على التحدث معها .



تنهدت أسيل بصوت مسموع , و هدأت نبرة كلامها ليعود صوتها الى رقته

" أرجوك حسام لا يمكنك فعل ذلك ,

لن تستطيع انكار علاقة دامت لسنتين , الكثيرون يعرفون بها أصلا ,

هروبك و اختفاؤك لن يحلا الموضوع "


بدت و كأنها تسترضيه من أجل أمر ما أو تستعطفه .



شعر كريم بالرضا و قد صدق حدسه

" هي هنا اذا لمقابلة حبيبها الذي فر منها , و يحاول التملص من علاقتهما "

حدث نفسه و استمر بالانصات دون التدخل



لكن انتابه حدس سيء جدا , بأنه سيضطر الى الاستماع , الى سمفونية بكاء العلقة مرة أخرى , خلال طريق العودة بعد أن يصدها هذا المتأنق


" يا الهي أفضلها مشاغبة , على أن تنوح و تسبب لي صداعا "

تذمر كريم في سره و حك لحيته بتوتر



بعد لحظات من الصمت رد الشاب أخيرا , فيما بدا أنه شعر بالانزعاج من كلامها

" اسمعيني أسيل , أنا لم أعد أحدا بشيء "



حدقت اليه أسيل باستنكار , و نهرته و قد ارتجف صوتها بغضب

" و طفلك ؟ " .









😘💞💞



........



ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:54 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.