18-10-20, 10:49 PM | #482 | ||||||||
| بااارت لطييييف 🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩 كريم و اسيل متناقضان و مختلفان لدرجة كبيرة لكن الانجذاب و الكيمياء التي تجمعهما لا يعلى عليها 😍😍😍😍😍😍😍 فكرة انه اسيل لجات الى كريم في محنة تعني انها تثق به رغم قلة لقاءاتهما و تبين مدى مرارة واقعها بحيث كان يجب ان تلجئ لشخص أقل ما يقال عنه غريب و لكنها اتبعت حدسها و حكمها الأولي على كريم كريم شخصية واضحة جدا اعجبني رد فعله عند اقتراب اسيل منه رغم قوته لكنه تأثر كرجل بأسيل و عفويتها ان يخجل و يحمر من مجرد شبه تقارب فهذا يعني قلة خبرته مع النساء و ربما كانت اسيل هي الحلقة المفقودة في حياته بشخصيته لن تسنطيع أي امراة اختراقه كان لابد ان تكون اسيل❤❤❤❤❤❤ جدا متشوقة لتطور علاقتهما و اتمنى ان لا يسيء كريم فهم الموقف في المشهد الأخير مريم شخصية واعية واقعية لأبعد درجة و بدات تزن الامور و اجمل شيء انها فكرت في رنا و لم تتخل عن ابنتها 🌹🌹🌹🌹🌹 في انتظار البارت الجااااي 🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺 | ||||||||
18-10-20, 11:56 PM | #483 | ||||
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 51 ( الأعضاء 13 والزوار 38) ملك علي, mango20103, Waafa, رهف أوس, ليلى هشام, ban jubrail, سحاب الحربي, Lolav, منبع حياة, Alzeer78, 7oda174, لاار, الاوهام شكرا حبايبي 💖💖💖💖💖💖💖💖💖🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺 | ||||
19-10-20, 12:01 AM | #484 | |||||
| اقتباس:
اجمل تحليل من اروع متابعة 💖💖💖 رأيك من رأيي ان اسيل انسب امرأة لكريم بشخصيته المتوحشة وحدها يمكنها اختطاف قلبه 😉💖💖💖 | |||||
20-10-20, 10:44 PM | #488 | ||||
| البارت السادس و السبعون ليس ذنبك 💔 " ها هل تمكنت من الاتصال به ؟ " سألت ملك بلهفة كبيرة , و هي تستقبل علي العائد لتوه من شركته أمام الباب , لأول مرة منذ وصولها هنا . حدق علي ناحيتها بصمت و هو يتقدم نحوها , كانت عيناها تلمعان بشوق غريب , و هي تسأله عن اتصاله بجدها , البارحة كان عيد ميلادها , و قد توقعت أن يصلها اتصال منه لتهنئتها , لكن ظنها خاب حينما لم تستطع التواصل معه , و بقي علي يحاول طوال اليوم دون جدوى . " لا لم أكلمه , أعتقد أن لديه مشكلة في الشبكة " أجاب علي عن سؤالها بهدوء , و هو يراقب تحول ملامحها من الترقب الى الخيبة , و سرعان ما أشاحت عينيها عنه , تحاول ايجاد تبرير للأمر , مما أشعره بالحزن هو الآخر . لم يطل علي الوقوف , حينما مد يده بكيس يحمله و خاطبها " خذي أرسله أحدهم الى مكتبي باسمك " " فعلا ؟ " اتسعت عينا ملك بمفاجأة كبيرة , و اختطفت منه الكيس فورا . طبعا أحدهم هذا هو السيد عثمان صديق جدها , لكن ملك لا تعرف بوجوده الى الآن , و علي لا يخطط لاخبارها أبدا , هو لن يخاطر بلقاء بينهما , قد تنتهزه ملك للانتقال للعيش معه , و في اعتقاده هذا ما يريده جدها أيضا , و الا لكان طلب منه تدبير موعد بين الاثنين . لكنه لن يسمح له بأخذها من هنا حتى لو طلب , هو أعطى كلمته لجدها , و لن يسمح لأحد بانتزاعها منه . " فقط من أجل وعدك لجدها ؟ " سأل علي نفسه و أرخى ربطة عنقه , و قد شعر بالاختناق للتفكير في الأمر , و حاول محاورة نفسه بعقلانية , و هو متأكد أن وعده لم يكن يوما , السبب في استبقائه لملك هنا . فكر علي أنه لو كان وضعها سيتغير , بذهابها من هنا الى بيت آخر لما مانع , على الأقل سيتوقف عن رؤية حزنها الذي صار يؤلمه , لكن لن تستفيد ملك شيئا , بالتواجد بين غرباء آخرين , على الأقل هنا لديها من يؤنسها و يهون عليها , لديها رنا و فاطمة مقربتين منها و هي تحبهما و لديها " هو " تنهد علي بعمق و سأل نفسه " هل هو فعلا متواجد من أجلها ؟ " و تفاجأ لجوابه الآني " أكيد هو بامكانه فعل أي شيء تطلبه و يسعدها , بشرط ألا تخرج من هنا " كان علي يسأل و يجيب عن نفسه و كأنه يحاورها " لكنها ستغادر يوما ما , و ربما في وقت أقرب مما تتخيل , فمن تريد الخداع اذا ؟ " " لكن ذلك لا يعني أنها ستقطع علاقتها بالجميع , أكيد ستكون هناك فرص أخرى للقاء " حاول علي طمأنة نفسه , لكن وسواسه البغيض طفا الى السطح و عكر مزاجه " هل أنت متأكد أنها لن تخرج دون رجعة ؟ هي لن تتذكر حتى اسمك بعد ثوان من مغادرتها , أؤكد لك فأنت نكرة بالنسبة لها " تأفف علي بصوت مكبوت , و توقف عن مجادلة أفكاره السوداوية , و عاد للتحديق الى المرأة أمامه . أثناء شروده كانت ملك , قد أخذت من يده الكيس , بصمت تام و ترقب شديد , متأملة أن يكون من أحد أفراد عائلتها , جلست على الأريكة في الصالون , فتحته بحذر و حدقت لثوان في الداخل , قبل أن تخرج علبة كبيرة علقت عليها بطاقة " حبيبتي , أعرف أنك تنتظرين اتصالي , لكنني آسف اضطررت للانتقال الى مزرعتي , بنصيحة من طبيبي لتلقي علاج فيزيائي مكثف , اصابتي لا تتحسن بسبب الحركة الكثيرة , لذلك سأنقطع عن الاتصال لبعض الوقت , كل عام و حبة قلبي بخير و هناء , أرجو أن تعجبك هدية هذه السنة , أحبك " ابتسمت ملك للرسالة بدفء , دون أن تنتبه الى الدمعتين اللتين نزلتا من عينيها , و تسلقتا خديها الى أن بللتا قميصها , و قد خمنت طبيعة الهدية قبل فتحها , داخل العلبة كانت هناك دمية بالحجم الكبير , بشعر ذهبي و عينين خضراوين , ترتدي فستان عروس أبيض فضفاض , هذه هدية جدها المفضلة , في كل عيد ميلاد لها منذ ولادتها , و هذه الدمية السادسة و العشرين في تشكيلتها , هي لديها كل الأحجام و الأشكال في غرفتها , فالرجل العجوز يقول بأنه سيهديها دمى الى أن تصبح جدة . اتسعت الابتسامة على وجه ملك , و تدفأ قلبها بكل تلك الذكريات الجميلة , و قد اجتاحت قلبها فرحة عارمة , لأن جدها لم يتخل عن عادته في تذكر ميلادها , مما يعني أنه ليس غاضبا منها كما اعتقدت . لكن ملامحها عادت و تجهمت للجملتين المحبطتين , لأنه سينقطع عن محادثتها لفترة , و هي التي كانت تتحرق شوقا لتكلمه كل مرة , لامت ملك نفسها في سرها , لأنها تعلم أنها هي السبب , فرغم أن جدها برر الأمر بحالته الصحية , الا أنها متأكدة أنه لم يعد يتحمل , رؤيتها باكية كلما كلمها , و هي لا تستطيع حبس دموعها كلما رأت وجهه . " أكيد هو يعرف " تمتمت لنفسها بحزن , فيبدو أنها نسيت أن الرجل عجوز لكنه ليس بليدا , و أكيد هو يشك في كل ما حصل معها , و عجزه عن مساعدتها يثير استياءه , هي متأكدة لو كان في كامل صحته , لكان أتى و لكم المجنون على وجهه , و لقنه درسا بسبب ما فعله , و لذلك هي مستغربة فعلا " كيف يستأمن جدها هذا الرجل عليها هكذا بكل بساطة , و هو يشك فيما حصل معها ؟ " تساءلت ملك دون أن تعرف أنه اتصل به و كلمه , و أن حكمته في الحكم على الناس , و أولوية سلامتها غلبت حبه لها . كان علي يقف بقربها , يضع يديه في جيبه , يراقب تفاعلها مع الهدية في يدها , و يحلل كل أطياف المشاعر , التي مرت على ملامحها الرقيقة خلال ثوان قبل أن يتدخل و يسألها " هل هي من جدك ؟ " هو يعرف بالفعل ممن هي , لكنه أراد أن يخرجها من ذلك المزاج العاطفي العاصف . رفعت ملك وجهها ناحيته بتيه , و قد نسيت وجوده و اكتشفته الآن فقط , ثم ما لبثت أن هزت رأسها و أجابته بصوت هامس , امتزجت فيه الغبطة بالألم " أجل هدية عيد ميلادي , و قال أنه لن يستطيع الاتصال خلال الفترة القادمة , بسبب انتقاله الى مكان فيه شبكة ضعيفة " هز علي رأسه بارتياح , و قد فهم السبب أخيرا , كاد يفقد عقله منذ البارحة , لعدم قدرته على الوصول اليه , متخوفا من أن يكون حصل معه مكروه , فهو لا يستطيع اخراج ملك من هنا , و كانت ستنهار أمام عينيه و هو يقف متفرجا . " دمية ؟ " علق بمرح على الهدية , التي تبدو من آخر اصدارات الدمى , فهو خبير في الأمر بفضل رنا , لكن كون الدمية عروسة , قد تكون اشارة جيدة أن الرجل تقبل أمر زواجها , حتى و ان كان مزيفا أو هذا ما يأمله . عادت ملك للتحديق بابتسامة الى العروسة في يدها , و ردت عليه و هي تمشط شعرها بأصابعها " أجل ماركة مسجلة لهداياه لي , يا الهي كنت سخرية العائلة بسببها , أتعلم لدي فريق منها في البيت " بهتت ابتسامتها فجأة و اغرورقت عيناها مجددا , و قد همست آخر كلمة بين شفتيها , و كأنها حلم و تسرب من بين أصابعها . " تبا " تذمر علي من عودتها الى حالة الحزن تلك , مرر يده على شعره بتوتر , و هو يرغب في أخذها من يدها و القائها بعيدا , حتى تتوقف عن اغراق نفسها في هذا الأسى . " و ماذا يوجد داخل الكيس أيضا ؟ " سأل بفضول عن محتوى العلبة الثانية داخل الكيس , محاولا تشتيت انتباهها , و آملا في أن تكون هدية ما من والديها تجبر بخاطرها . مدت ملك يدها بحذر , و أخرجت العلبة الصغيرة من هناك و فتحتها , كان داخلها ساعة رقيقة جدا و فاخرة , و سرعان ما صرخت ببهجة " هدية من سامي " "...." عبس علي و قطب جبينه , ليته لم يطلب منها فتحها , لو كان يعرف أنها من ذلك الأشقر المتملق , ما كان حملها الى هنا , ربما كان تخلص منها دون علمها . ثم لم تبدو فرحة جدا بها , و كأنها لم تر ساعة من قبل ؟ تنهد علي من أعماق قلبه , و قد شعر بالانزعاج فجأة " ألا يزال متعلقا بها ليتذكر عيد ميلادها , و يكلف نفسه عناء ارسال هدية ؟ ألا يجب أن يكون قد يئس من استعادتها الآن ؟ ثم ما علاقته بجدها حتى يرسل هدية مزدوجة ؟ هل حصل بالفعل على رضاه مسبقا , ليرتبط بها قبل قدومها الى هنا ؟ و هو الآن يرسل له رسالة مشفرة , بأنه يحظى بتأييد الرجل العجوز ؟ " استاء علي بشدة بالتفكير في الأمر , فذلك الرجل أرسل هدية لامرأة متزوجة , دون مراعاة لخاطر زوجها , و ملك لا تقول شيئا لتوضيح الوضع , بالعكس تبدو سعيدة جدا باهتمامه " لكن ماذا ستوضح لك و لماذا ؟ تعتقد أنها تهتم لما تفكر فيه أنت , أو ربما تراعي مشاعرك , و أنت عدوها رقم واحد ؟ " هل تعتقد أنك بهذه الأهمية حتى تأتي و تخبرك مرحبا علي هذه هدية الرجل , الذي سأتزوجه بعدما تطلق سراحي ؟ " شعر علي أن أحدهم اجتث قلبه من مكانه , تسارع تنفسه و احتقن وجهه , و هو يتخيلها مع ذلك المدعي في وضعية حميمية . نفض علي تخيلاته سريعا و حاول رفع معنوياته , فالأهم أنه لم يأت بنفسه ليحضنها , و يقبلها كما فعل سابقا , و الا كان خنقه بيديه و فقأ عينيه . كان شعور علي سيئا و محبطا جدا , لكن الأسوء منه ادراكه , أنه لم يتمكن من اهدائها ما اشتراه , و كأن سامي المغفل ذاك أكثر شجاعة منه . تمالك علي نفسه و ضم قبضتيه , حتى لا يمسك الساعة اللعينة البشعة , و يحطمها على أقرب جدار ليستريح , و قرر التصرف على سجيته , كما تعود دون حسابات " ملك أنا .." خرج صوته أكثر رقة مما يبتغي . رفعت ملك رأسها ناحيته مجددا , و حدقت اليه باستغراب منتظرة باقي الجملة , لكن الكلمات غصت في حلقه , و ارتبك بشدة لدرجة أنه أعطاها ظهره , و مسح وجهه بكفيه بيأس " يا الهي ماذا دهاني ؟ هي سبق و قالت أنها لا تتوقع هدية مني , اذا أعطيتها واحدة الآن قد ترفضها و تحرجني " تذكر علي زجاجة العطر تلك , لكن خوفه من ردة فعل معارضة من ملك , جعل كلماته تختفي و زاد امتعاضه , كيف لا و هي تأخذ ما يقدمه , حبيبها السابق برحابة صدر , و في نفس الوقت لا تقبل منه شيئا و كأنه موبوء . كانت مقارنة مؤلمة غير متكافئة , جعلت صدره يضيق و عينيه تغيمان . " حبيبها " كلمة تركت طعما صدئا في فمه , و كأنه على وشك الاستفراغ . " ما بك ؟ " سألته ملك و قد لاحظت تغير مزاجه , و عبوس ملامحه الباردة . لكن علي عاد و حدق ناحيتها بنظرة حادة , و أجابها بنرفزة كبيرة " لا شيء , أنا في المكتب اذا احتجتني " و في لحظة اختفى من أمامها , دون أن تفهم ملك ما سبب غضبه , لكنها سرعان ما سمعت , صوت ارتطام كبير داخل مكتبه , فألقت الهدية من يدها و لحقته بذعر , توقفت ملك في باب المكتب , و هي تراه يقف محدقا بوجوم , في المزهرية المحطمة أمامه , و التي تحولت الى شظايا . " هل أنت بخير ؟ " سألته بقلق ظاهر زاد انزعاجه , و قد ظهر أمامها كرجل أرعن , يخرج سخطه على الجماد كطفل مدلل . " أجل " أجاب باقتضاب و خطا بعدها ناحية كرسيه , جلس بكل ترو آخذا وقته , لالتقاط أنفاسه ثم أضاف " ارتطمت بيدي , كانت تعترض طريقي " "...." لم تعلق ملك بشيء , فالمزهرية المسكينة كانت هناك لوقت طويل , و لم تكن حاجزا له يوما , لكنها اكتفت بهز رأسها باستسلام فقد كان واضحا أنه غاضب لسبب ما , لذلك اكتفت بالانسحاب من أمامه بهدوء . " ما الذي يجري معك أيها الرجل الصخرة ؟ يبدو أنك بدأت تفقد عقلك " همس علي لنفسه , و هو يراقب سبب جنونه , تنسحب بهدوء تام , ينافي البركان الذي يتفجر داخل صدره . . . . " و طفلك ؟ " صرخت أسيل في وجه الشاب أمامها , مما تسبب في صدمة له و لكريم , الذي كرر الكلمة بذهول , فهو لم يتصور في أسوء تخميناته أن العلقة حامل , مما جعله يعبس باستياء , و كأن ظنه خاب بشدة . " طفل ؟ هل هي حامل فعلا ؟ يا الهي لا تقولي أنك تصدقين ذلك " رفع الشاب فجأة صوته و صرخ في وجهها , و قد اختفت لا مبالاته في ثانية , لكنه سرعان ما أبدى غضبه " لكنني قلت أنني لم أعدها بشيء , هي من كانت تخطط لكل هذا منذ البداية , ليس علي تحمل مسؤولية غبائها و خططها الخبيثة , لاجباري على الزواج بها , ثم أنا متأكد أنها اخترعت قصة الحمل هذه لتهديدي , و لكنني لن أتزوجها أبدا هذا قرار نهائي " ظهر الاستياء على وجه أسيل , التي ردت بسرعة و بنبرة معاتبة " يا الهي حسام لا أصدق أنك تقول ذلك الآن , أنت رجل و تعرف أكثر من أي شخص , الى أي مدى وصلت العلاقة بينكما , ندى لم تكن تخفي عني شيئا " لكنه قاطعها نافيا دون تردد " لكنها تكذب بهذا الشأن أنا متأكد " أمام اصرار الشاب في الانكار , لم تجد أسيل غير الصراخ في وجهه , و بدت غاضبة لأول مرة منذ وصولها " بلى ندى حامل و حالتها النفسية سيئة جدا , أرجوك حسام هي حاولت الانتحار قبل مدة , بابتلاع كمية كبيرة من الأقراص المنومة , و قمنا بنقلها الى المستشفى , و لولا ستر الله لكانت ماتت , و اضطررت أنا و والدتها أن نكذب , بخصوص معاناتها من قرحة معدية , و الا كان والدها قتلها و تشوهت سمعتها و الآن هي تموت كل لحظة خشية انكشاف أمرها , و تنتظرك لتتحمل مسؤوليتك كرجل , و ترد لها اعتبارها أمام نفسها , و أمام والدتها التي تعرف بالأمر " كانت أسيل تلوح بيدها الصغيرة أمام وجهه , و هي تلومه على كل ما حصل . في الطرف الآخر تشوشت أفكار كريم لما سمعه " من ندى هاته ؟ و لم تحول الحديث فجأة الى طرف ثالث ؟ " تساءل و هو يحاول التذكر , أين سمع هذا الاسم سابقا , لكنه استمر بالانصات باهتمام دون تدخل . قطع عليه حسام تساؤله بصوته الحاد المزعج " لهذا السبب بالذات أنا لا أحبها , ضعيفة العزيمة و مهزوزة الشخصية , تبحث دائما عمن يحميها و يرضيها , و أنا غير مستعد لفعل ذلك معها , لست مربيتها المخلصة لأتحمل دلالها و مساوئها باقي عمري " " و أين كان عقلك هذا حينما كنتما على علاقة ؟ " أنبته أسيل بجرأة كبيرة و حاول هو التملص " كانت مجرد نزوة , أنا لم أجبرها على شيء , ثم هي ليست رضيعة حتى لا تدرك العواقب " شعرت أسيل بالحزن لسماع تبريره الجبان , و ردت عليه بنبرة متوترة " و لكن ندى تحبك لذلك وثقت فيك و سلمتك نفسها , هل ستتخلى عنها الآن ؟ يا الهي ستموت ان أنت تركتها " رد حسام بكل قسوة و كأن شيطانا تملكه , لسماع دفاعها عن صديقتها " فلتمت اذا ليس لدي ما أفعله بشأنها , أنا لا أحبها أنا أعشق امرأة أخرى " صدمت كلماته الفظة أسيل , التي نظرت اليه بملامح متألمة , و كأنها هي من تعرض الى التجريح " من هاته المرأة التي سمحت لنفسها أن تفرق بين حبيبين ؟ " قالت بغضب و رد حسام بانزعاج كبير و قلة صبر " يا الهي أكاد أفقد عقلي , متى ستفهمين علي أسيل ؟ ندى ليست حبيبتي و لن تكون يوما , أنا تقربت منها فقط لأنها صديقتك , و هي آخر امرأة قد أفكر في الارتباط بها أنت لا تدركين مدى عذابي بابتعادي عنك , يؤلمني كثيرا أن تتصلي أنت , و تمرري لها الهاتف لتكلمني , و يؤلمني أكثر ألا أرد على اتصالاتك , لأنني أموت لأسمع صوتك " ردت أسيل بملامح مستغربة , و هي تحدق الى وجه الشاب أمامها , و كأنه يلقي ألغازا مبهمة " ماذا تعني ؟ " أخذ حسام نفسا عميقا , ألقى قفازيه جانبا , و خلع خوذته التي قبض عليها بشدة بين يديه ثم حدق في عينيها البنيتين اللامعتين , و قال بصوت عذب ملتاع " يعني أنك لم تكوني تقبلين اقامة علاقة مع أحد , الجميع في الجامعة يعرف ذلك , كنت معجبا بك منذ اللحظة الأولى , لكنني لم استطع التقرب منك خشية أن تصديني , فاخترت أن أكون قريبا من ندى لأنها صديقتك الوحيدة , و بالتالي كنت طوال الوقت قريبة مني و تحت عيني , لكن ندى بدأت تطلب المزيد و أصبحت طماعة , و أنا لا أحبها و لا أريد الزواج منها , لذلك علاقتنا مستحيلة كما أخبرتك " كانت كلماته بمثابة القنبلة التي سقطت , ليس على رأس أسيل فقط و انما كريم أيضا , الذي بدأ يشعر بالغضب من وقاحة هذا الرجل . كانت أسيل هي الأخرى تشعر بالصدمة , لا تفهم نصف ما قاله حسام , و كأنه يتحدث بلغة أجنبية , و بقيت تحدق الى وجهه بدهشة بالغة . فجأة تذكر كريم يوم لاحقته الى المطعم , حينما غفت على الطاولة و تعرضت للتحرش , يومها أخبرته أنها متعبة , لأنها كانت ترافق صديقتها المريضة في المستشفى ، الآن فقط أدرك كريم أين سمع ذلك الاسم " ندى " " اذا هذا الأحمق المتأنق , هو حبيب ندى و هي حامل منه , و لكنه لا يريدها لأنه يريد أسيل , و التي تقف كالحمقاء أمامه لا تفهم قصده , و تترجاه ليتزوج صديقتها , التي استخدمها في الأصل كسلم للوصول اليها اذا هي أتت هنا فقط لترمم العلاقة بينهما , و هذا النذل يستغل الموقف للحصول عليها ؟ " بوصول كريم الى هذا الاستنتاج , بدأت حمم غضبه في الثوران , و كان يجاهد ليكبح جماح نفسه , حتى لا يندفع و يلكم هذا الوقح عديم الحياء , مباشرة على أنفه ليفقد وعيه . في المقابل استغل حسام دهشة أسيل الظاهرة , مع عينيها الجاحظتين و فمها المفتوح دون رد , و استمر في حديثه بصوت مغو " أنا أحبك أسيل و لم أحب غيرك في حياتي , فقط قولي نعم و أنا سأكلم والدك فورا لخطبتك , أؤكد لك هو لن يمانع أبدا , أنا مستقبلي جيد و بعد سنوات سأرث الكثير , أعدك ستكونين سعيدة معي , لن أدعك تحتاجين شيئا " أفلت بعدها الخوذة من يده لتقع على الأرض , و دنا بخفة من أسيل و أمسك بيديها , يحاول أن يترجاها لاقناعها , مصدرا الكثير من الوعود الرنانة . لكن أسيل ردت بوجه شاحب و بكل براءة , و قد اتسعت عيناها عن آخرها " لكنني لا أحبك , لا أستطيع الزواج منك , لا أستطيع خيانة ندى , هي صديقتي الوحيدة , لا أريد " كانت تحرك رأسها يمينا و يسارا بتشنج , و من هول الصدمة لم تنتبه الى يديه , اللتين تطوقان يديها باصرار . برؤية المنظر غلى الدم في عروق كريم , و لم يعد يرى أمامه الا السواد , شعر بأن جسمه كله ينتفض , و أن قلبه يكاد يخرج من غلافه حنقا , فهو لا يحتمل الخونة و يحتقر الوقحين منهم , لكن بمجرد أن خطا خطوة واحدة , ليلقن هذا السافل درسا لن ينساه , مر بجانبه طيف شخص ما , اتجه راكضا بسرعة الريح باتجاه حسام و أسيل . تراجع كريم مجددا يراقب الشخص القادم , كانت شابة في عمر أسيل , لكنها كانت أطول منها قليلا , بشعر قصير و بشرة سمراء , و كان وجهها يبدو متجهما و متورما , و كأنها بكت لوقت طويل بمجرد أن صارت الشابة خلف أسيل مباشرة , أمسكتها من ذراعها و أدارتها ناحيتها بعنف , ثم رفعت يدها و صفعتها بكل قوة على خدها . تجمد كريم مكانه بسماع صرختها , و هو يتساءل عمن تكون هاته المرأة ؟ وضعت أسيل يدها على خدها المحتقن , و نظرت بألم الى الشابة أمامها , و التي بدأت بالصراخ بصوت عال كالمجنونة " كنت أعرف أنك خبيثة و حقيرة , لكن لم أكن أعرف أنك منحطة , الى درجة أن تغوي خطيبي و تأخذيه مني " " اذا هاته هي ندى ؟ " تمتم كريم بينه و بين نفسه , و تكلم النذل بعدها محاولا الظهور مظهر العاشق , و هو يقف ممسكا برسغ أسيل " هل جننت , لم تصفعينها ؟ أنا لست خطيب أحد , أنا لا أحب الا أسيل , و عليك أن تخرسي لأنها أشرف منك " بسماع ما قاله بدأت ندى بالصراخ بشكل هستيري , و هي تلقي التهم و كل أنواع الشتائم على أسيل , التي كانت تكتفي بالنظر اليها باندهاش , غير مصدقة لما يحصل . اتضح أنها أتت الى هنا قبل مجيء أسيل , و تصادمت مع حسام لأنه رفضها و قام بطردها . و فيما هي عائدة أدراجها , لمحت أسيل في السيارة مع كريم , فلاحقتها معتقدة أنها هي من أغوت حسام ليتخلى عنها , و من سوء حظها أنها سمعت اعترافه المشين كاملا . لكن برؤية ملامح أسيل في هذه اللحظات , حتى الأعمى بامكانه أن يقول , في أي وضع هي و ما مدى علاقتها بالأمر . فقد وردتها أخبار من صديقة , أن حسام لم يسافر من الأساس , و أنه يقيم بصفة دائمة في أحد مشاريع والده , لذلك قررت اخفاء الأمر عن ندى مؤقتا , حتى تتمكن من التحدث معه , و قد بدا واضحا أنه يتهرب منها عن قصد , لكنها لم تعرف أن نفس الصديقة , أخبرت ندى بالفعل لتأتي هنا قبلها . استمرت ندى في وصلتها الهجومية المهتاجة , و كان حسام يصرخ في وجهها ردا عليها , محاولا تبرئة ذمته منها , لخلق فرصة مع صديقتها , أما تلك الساذجة التي كلفت نفسها عناء اصلاح العلاقة , ثم أصبحت طرفا متهما بالخيانة , كانت تقف بينهما دون حراك بملامح مذهولة , كان وجهها شاحبا و قد بدأ خدها بالتورم , و عينيها تلمعان بدموع على وشك النزول , لكنها بالكاد كانت تسمع , كل تلك القذارات التي تخرج من فميهما , و كأنها دخلت غيبوبة و شلت مؤقتا . " أنت ألا تفهمين ؟ لا أريدك و لن أتزوجك و لو ركعت أمامي , أسيل فقط من أحبها , و وحدها من ستحمل اسمي " ارتفع صوت حسام البغيض مجددا , فدفعته ندى بعنف من صدره , و للمرة الثانية رفعت يدها لصفع أسيل , حتى تشفي غليلها بعدما صدها حبيبها بأسوء طريقة . لكن في هذه المرة لم يستطع كريم التزام مكانه , هو كان قد قرر ألا يتدخل في أمور العلقة , و أن يدعها تحل مشاكلها بمعرفتها , لأنه لا يريد التورط , لكن الوضع أمامه أوصله الى ذروة سخطه , و صار من المستحيل التغاضي عما يحصل . يد ندى التي رفعتها , أوقفت في الهواء بيده اليسرى , فيما أمسك أسيل من ذراعها بيده اليمنى , و افتكها من قبضة حسام عنوة , ثم سحبها مباشرة الى حضنه , و طوق كتفيها بيده جاعلا وجهها على صدره . " من سمح لكما بلمسها ؟ " كان صوته مخيفا ثابتا و قويا , اندهش الاثنان و استدارا يحدقان بوجهين مرتعبين , في الجدار البشري الذي وقع من السماء فجأة , و قد أخرس منظره لسانيهما تماما . أثناء ذلك أفاقت أسيل , و بدأت تتشبث بقميص كريم , و تغرس وجهها في صدره , محاولة التقاط أنفاسها المختنقة , و كأنها وجدت الملجأ من ألمها أخيرا . لم يفوت كريم ارتجافها الذي انتقل الى صدره , مما أشعره بالسوء لأنه سمح بحصول الأمر تحت أنظاره , أخذ نفسا عميقا حتى لا يفتك بهما , و أضاف بنبرة حادة جدا " اذا أردتما مناقشة مسائلكما الخاصة , ناقشاها بعيدا عنها لا تزعجاها " كان الكلام مرافقا لنظرة تهديد جادة جدا لم يجرؤ الاثنان على الرد بحرف واحد , و قد علت وجهيهما ملامح الرعب , دون أن يعرفا حتى من يكون هذا العملاق , الذي تحمل عيناه تهديدا صريحا بالقتل . حنى بعدها كريم رأسه ببطء , نظر الى أسيل بقلق و سألها , و هو يمسح على شعرها بحركة عفوية " هل نغادر ؟ " قالها بنبرة هادئة و حنونة , مختلفة تماما عن نبرة التهديد قبل لحظات , حتى أن نظرته المخيفة لانت بالتحديق في وجهها , و أصبحت نظرة شفقة و تعاطف . حسام "...." ندى "...." تحت الأنظار المصدومة من الوقحين , لم تقو أسيل على الرد و قد خنقتها دموعها , التي كانت تحاول منعها من النزول , لذلك هزت رأسها موافقة على اقتراحه , فهي لا تريد أن تبقى هنا للحظة أخرى , و قد سقطت الأقنعة عن الوحشين , اللذين اعتقدتهما صديقيها المقربين , و كانت هي أول شخص يطعنانه ببشاعة . برؤية ردة فعلها شعر حسام أن كبرياءه انجرح , و أنه بمجيء هذا الرجل الغريب هنا في ثوب المنقذ , قد تهددت فرصته مع أسيل و قد يأخذها منه . لذلك استجمع شجاعته و صرخ على كريم , الذي استدار فورا و أسيل في حضنه استعدادا للمغادرة " من أنت حتى تأخذها من هنا ؟ " سأله و خطا ناحيتهما بسرعة " لن أسمح لك بأخذ حبيبتي و إبعادها عني " و في لحظة تهور مد حسام يده , ليفتكها من قبضة كريم غصبا , و الذي شعر بأن شدة تمسك أسيل بقميصه , أصبحت أكبر و كأنها على وشك تمزيقه , للتغلغل بصدره و التشبث بقلبه الثائر , و قد كانت اشارة جلية منها , أنها لا تريد البقاء مع هذا السافل , و لا تريده أن يفلتها أبدا لتبقى وحدها في مواجهته , و هذا ما أعطاه الضوء الأخضر للتصرف ، خاصة أن كلمة حبيبتي , التي قالها الجبان استفزته بشدة . دون أن يقول كريم كلمة واحدة , و دون أن يفلت أسيل من بين أحضانه , استدار فجأة و ركله بضربة من رجله الى جانب وجهه , ألقته مترين الى الوراء بطريقة عنيفة , وقع بعدها حسام و هو يصرخ من الألم , و بدأ الدم بالخروج من فمه و أنفه بغزارة , و قد أخذ ما يستحقه لدناءته , كانت ضربة موفقة جدا , أشفى بها كريم غليله من هذا النذل , الذي وتر أعصابه منذ لحظة وصوله إلى هنا . " المسها ثانية و سأحفر قبرك " قال بتهديد واضح بصوت كالفحيح , ليس له فقط بل لندى أيضا , التي تجمدت مكانها و قد أخذت نصيبها من النظرات الزاجرة , عليها أن تشكر الله أنها امرأة و هو لا يضرب النساء , و الا لم يكن ليغادر قبل أن تحمل على نقالة الى المستشفى . بعدها أمسك كريم أسيل من يدها , و غادرا المكان مسرعين في صمت تام . كانت أسيل تتبعه بكل هدوء , و هو يجرها كدمية دون مقاومة تذكر , فالفرق الجسماني بينهما كبير جدا , يكفي أن يشدها بلطف لتهرول خلفه , و الحذاء الذي ترتديه يزيد الأمر سوءا . وصل الاثنان أخيراً إلى السيارة , فتح كريم الباب و أجلسها الى مقعدها , وضع حزام أمانها قبل أن يغلق الباب , و يعود الى مكانه خلف المقود , فكر بعدها قليلا ثم أدار المحرك , و عادا أدراجهما و قد أوشك الظلام على الحلول . ظلت أسيل صامتة كحجر , تجلس محدقة الى الخارج عبر النافذة , تشيح بوجهها عن مرافقها القلق , كانت مغيبة تماما و شاردة و كأنها في عالم آخر , حتى أنها لم تعد تشعر بألم الصفعة على خدها , الذي كان متورما بشدة مع أصابع مرسومة عليه . كان كريم ينظر اليها من وقت الى آخر , و لا يعرف ما الذي عليه فعله , أو ان كان عليه التصرف من الأساس , فالفتاة التي كان يجد صعوبة , في اسكاتها قبل ساعتين و جعلها تصمت , تجلس الآن هناك كالصنم و لا تحرك ساكنا استمر كريم يقود أمامه , و يلتفت اليها كل حين خلسة , و هو لا يعلم ان كانت صامتة , لأنها لا تزال مصدومة مما رأته و سمعته , أو أنها محرجة بسبب وضعها في ذلك الموقف المهين . و لكنه كان متأكدا من أمر واحد , و هو أنها حزينة و هذا ما أربك تفكيره , ففي كل المرات السابقة التي التقاها فيها , كانت تبدو سعيدة جدا , حيوية و مرحة لدرجة التهور أحيانا , لم يبد أن أي شيء , بامكانه كسرها أو محو ابتسامتها , و لكن وجودها الآن في هذه الحالة , مخيف و كأنها على حافة الانهيار . نظرات كريم اليها أيضا كانت غريبة , تحمل بعض القلق بعض الخوف , و بعض الشفقة و هذا ما يوتره فرغم كل المآسي التي مر بها في حياته , بدءا من كونه تربى في ميتم , تنقل بين الشارع و دور الأيتام ، تعرض للضرب و الجوع و البرد ، مرورا بالأهوال التي رآها حينما كان رجلا عسكريا , جثثا مذبوحة قرى مدمرة , أشلاء موتى متناثرة و دماء في كل مكان , وصولا الى مقابلة مجرمين و قتلة , حتى حينما كان يتلقى كل تلك الرضوض و الجروح , التي تركت أثرها على جسده , هو لم يشعر يوما بالخوف , حتى و هو يرى كل تلك الكوارث , لم يشعر يوما بالشفقة على أحد , لم يهتز يوما قلبه أمام أي موقف مهما بلغت بشاعته , لأنه وصل مرحلة التبلد منذ دهر . فلم ينقبض قلبه الآن , و كأن أحدهم يضغط عليه بين يديه , فقط برؤية حالة هاته العلقة ؟ لم يخيفه صمتها و يشعر بالقلق , لرؤية دموع لم تنزل بعد , و كأنها ستحرق روحه ان فعلت ؟ أي شعور هذا أقوى حتى من ألم الاصابة برصاصة في الظهر ؟ مد كريم يده و فتح الأزرار العلوية لقميصه حتى يتنفس بسلاسة , و قد بدأ يشعر بالاختناق فعلا بعد الدخول الى المدينة , ركن كريم السيارة جانبا , فيما أسيل لا تشعر دائما بأي شيء يدور حولها , دخل سريعا الى محل تجاري , اشترى أغراضا و عاد أدراجه , بمجرد جلوسه الى مقعده , وضع زجاجة ماء بارد بين يديها . حدقت أسيل اليها قليلا , ثم نظرت الى كريم الذي أشار لها بأخذها , هزت رأسها و حملتها بلطف , فتحت الغطاء و شربت القليل ثم أعادتها مكانها . بعد لحظتين افتكها كريم من يدها , و وضعها على خدها الملتهب , مما أجفلها بسبب الألم " لم أشترها لتشربيها , بل لتضعيها على خدك المتورم , لا يمكنك العودة الى البيت هكذا " نظرت أسيل الى عينيه قليلا , ثم رفعت يدها و ثبتت الزجاجة مكانها بامتثال , و دون أن تقول شيئا أشاحت بنظرها بعيدا , و طأطأت رأسها و كأنها تتفادى النظر اليه . تنهد كريم من ردة فعلها " خذي " و ناولها شيئا آخر " خذي , لم أجد كعكا بالشوكولا , فأحضرت لك ألواح شوكولا , لا يمكن أن تعوضها أعرف , لكن تظل أفضل من لا شيء " قال و هو يفرك رقبته , و كأنه يشعر بالاحراج و قد احمرت أذناه , كانت نبرته خشنة كعادته , و لكن كمية المراعاة فيها لا يمكن تجاهلها . نظرت أسيل مجددا الى وجهه , و هي لا تصدق أن هذا الرجل الضخم الغريب , أكثر ودا و اهتماما من كل من عرفتهم في حياتها البائسة كلها . لكنها لم تقل شيئا للرد عليه , و كالمرة الفائتة تناولت الألواح من يده , بمجرد أن فتحتها و بدأت بتناولها , حتى بدأت دموعها بالتساقط في صمت , و كأن ما فعله كريم أذاب الجليد الذي كان يغلفها بدفئه . كانت أسيل تحاول جاهدة مسحها لايقافها , تحاول عبثا الالتهاء بالشوكولا , و تشيح بنظرها ناحية النافذة , حتى لا يراها كريم , لكنه رآها فعلا تتساقط كحبات كريستال هائمة , و لم يمكنه فعل شيء آخر حيالها غير الصمت , فهو لا يجيد غيره رغم الاستياء الذي اعتراه . تأفف كريم و هو لا يعرف كيف يخفف عنها , لأنه ببساطة لا يجيد مراضاة الآخرين , لم يفعل ذلك يوما في حياته , لذلك اكتفى بالتظاهر بالاستمرار بالقيادة , و عدم رؤية أي شيء , كان يضغط بشدة على العجلة أمامه حتى ابيضت مفاصله , و يعض على شفته مانعا نفسه من العودة بالسيارة , و ضرب ذلك السافل الى أن يسلم روحه , ذلك فقط ما سيرضيه و يشفي غليله . حينما اقتربا من بيت أسيل , ركن كريم السيارة جانبا , و حل سكون مهيب المكان فجأة كان الظلام قد حل فعلا , و هو متأكد الآن أنها ستتلقى عقابا سيئا , و لكن ليس بيده شيء يفعله , يكفي أنه حرص على اعادتها بخير الى هنا . حدقت أسيل الى مدخل البيت , بدت خائفة بعض الشيء , و لكنها بدأت في جمع أغراضها للنزول من السيارة " ليس ذنبك " تكلم كريم أخيرا بصوته الأجش , قائلا ما كان يفكر فيه طوال الطريق , لكنه كان يحدق أمامه . نظرت اليه أسيل باستغراب من الجملة , و قد اعتقدت أنه يكلم شخصا آخر " ماذا ؟ " تريث كريم قليلا ثم أضاف , و قد أصبح الآن يحدق الى وجهها باهتمام " سوء فهم الآخرين ليس ذنبك , دناءتهم و انحطاطهم أيضا ليس ذنبك " ابتسمت أسيل بسخرية , و ردت عليه بصوت هادئ ملئ بالمرارة " أوليس الغباء أسوء ذنب ؟ " " اسمها سذاجة و ليس غباءا " صحح كريم كلامها , جال بنظره في الأرجاء و كأنه يمسحها , ثم نظر ناحيتها و رد عليها " و حتى و ان كان كما تقولين , لا يحق لأحد معاقبتك و رفع يده عليك , لا تسمحي لأحد بفعل ذلك " قالها بنبرة جادة , و عاد للتحديق في عينيها الدامعتين , و قد بدا واضحا أن أكثر شيء يزعج كريم , و يثير أعصابه هو التنمر على الضعفاء . لم ترد أسيل بشيء و هربت بنظراتها , لأنها لا تعرف ما يجب أن تقوله , لتبدد الصورة الحمقاء التي ظهرت بها هناك . و انهمكت في البحث عن غرض ما , لكنها شعرت بالارتباك فجأة و صرخت " هاتفي , أين هاتفي ؟ " لم تعثر أسيل على هاتفها , هي متأكدة أنها كانت تحمله في يدها , قبل دخولها الى البناية و الآن لا أثر له , بدأ كريم هو الآخر بالبحث داخل السيارة , في الأماكن التي يمكن أنه وقع فيها لكن دون جدوى , هو أيضا رآها و هي تخرجه من حقيبتها , قبل أن تتركها في السيارة أثناء نزولها , و بعدما خرجا من هناك كانا على عجلة من أمرهما , و لا يتذكر أنها كانت تحمله . " هل يعقل أنها فقدته هناك ؟ " سأل نفسه و أكدت أسيل شكوكه " أعتقد أنني فقدته في الورشة " قالت بصوت باك و أضافت برعب " أكيد أن والدي و خالد يتصلان منذ الصباح , يا الهي سأتلقى عقابا شديدا لاخافتهم " لم يجد كريم بم يجيبها متسائلا كيف يمكن أن تكون هذه العلقة , شخصا سيء الحظ الى هاته الدرجة ؟ توقفت أسيل عن البحث بعد أن يئست من وجوده هناك , نظرت الى كريم مرة أخيرة و تنهدت " على العموم شكرا لك سيد كريم , أعتذر عن التسبب لك في كل ذلك الازعاج , أنا ممتنة لك كثيرا لمرافقتي اليوم , تفضل " و مدت يدها بمبلغ من المال "...." صدم كريم لرؤية المال في يدها , هو الآن يفكر فعلا في استشارة مختص في المظاهر , لأنه متأكد الآن أن هاته العلقة تراه كانسان معدم . " تستحقين الضرب فعلا " قال بينه و بين نفسه , ثم أشاح بوجهه و رد عليها " لا أريد , ساعدتك فقط دون مقابل , بامكانك تعويضي بالتوقف عن اثارة المتاعب " كان يتكلم و كأنه وصل حده منها أما أسيل فقد كانت تنظر اليه و هي لا تفهم " اذا لم يكن يريد المال لم ذهب معها اذا ؟ " قطع عليها كريم تأملها " ألن تنزلي ؟ تأخر الوقت فعلا " انتبهت أسيل من شرودها , و قد انتابها شعور بأنها بالغت في ازعاجه " أنا آسفة و شكرا مجددا " نزلت بعدها على عجلة و اتجهت ناحية البيت , حاولت الدخول خلسة لكن لم ينفع ذلك في شيء , لأن شقيقها خالد كان ينتظرها مع والدته في الصالون , و هو في أوج غضبه , بدأ بعدها الاستجواب العسير , مع مد اليد و رفع الصوت , لتدخل أسيل في مواجهة دامية أخرى , قبل حتى أن تلتقط أنفاسها من الأولى . 😘💞💞💋 أراؤكم ....... | ||||
20-10-20, 11:10 PM | #489 | ||||
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 45 ( الأعضاء 19 والزوار 26) ملك علي, shadow fax, وردة الطيب, amana 98, Kokinouna, بلانش, Just give me a reason, minion, علا سلامه, جولتا, k_meri, nora74, amatoallah, mango20103, Alaa_lole, Alzeer78, NoOoShy, يوسف طنجة, سحاب الحربي 💖💖💖💖💖🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹 | ||||
20-10-20, 11:18 PM | #490 | ||||
| سلام احبابي لا أعرف لم اشعر بأن الحماس لروايتي قل كثيرا و أن علاقة كريم و اسيل لا تحظى بالقبول الملاءم كما هي علاقة ملك و علي 🧐 يسعدني فعلا سماع انتقاداتكم و اشارتكم الى نقاط الضعف في الرواية كلها ستقابل بصدر رحب فأنا مستمعة جيدة 😉 على العموم شكرا لجميع القراء 💖💖💖💖 | ||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ، |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|