آخر 10 مشاركات
جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          116 - أريد سجنك ! - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )           »          91-صعود من الهاوية - بيتي جوردن - ع.ج ( إعادة تصوير )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )           »          [تحميل] حصون من جليد للكاتبه المتألقه / برد المشاعر (مميزة )(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          والروح اذا جرحت (2) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة في الميزان (الكاتـب : um soso - )           »          كوب العدالة (الكاتـب : اسفة - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree678Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-10-20, 11:18 PM   #551

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آلاء الليل مشاهدة المشاركة
فصل رااااائع كالعادة تسلم ايدك👏👏👏👏👏
تفاجأت من قوة أسيل وأحبب شخصيتها أكثر فبعد كل شيء ليست انسانة ضعيفة و لكنها متسامحة مع الآخرين لأقصى درجة 😊😊😊😊
تأكدت ان سالم شخصية كريهة اكثر و اكثر هو بتعنيفه لاسيل يعاقب طفة لمجرد اختيارها امها فعلا انسان مريييض😡😡😡😡
كريم المسكيييين و تخبطااااته و لكنه معذوووور انسااان عاش كل حيااته وحيدا أكيد سيرهب من حياة جديدة بمشاركة اي كان
جد متشوقة للقاء أسيل و كريم القادم خاصة بعد انسحاب اسيل خوفا عليه😔😔.
المشاهد ببيت علي حبيييييتهم❤❤❤❤❤❤ فعلا لا استطيييع وصف مدى الفخر و الفرح عند ذكر تقاليدنا في رمضان و العيد 😍😍😍





اكيد حبيبتي لكل بلد خصوصياتو و عراقتو بالاحتفال بالاعياد و انا احب اطلع على مختلف الثقافات والحضارات الأخرى 💖💖

على العموم استمتعوا بالاحداث الرايقة و المشاعر الجميلة في هذه البارتات لأن الحرب راح تقوم قريبا 😋😏💖💖💖💖


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-20, 03:38 PM   #552

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 6 والزوار 4)
‏موضى و راكان, ‏المارينا, ‏طلع القمر, ‏خفقات قلب, ‏ملك علي, ‏fawzia mohammed


موفقة بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . 🌹


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-20, 09:41 PM   #553

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 6 والزوار 4)
‏موضى و راكان, ‏المارينا, ‏طلع القمر, ‏خفقات قلب, ‏ملك علي, ‏fawzia mohammed


موفقة بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . 🌹


شكرا عزيزتي 😘🌹🌹🌹🌹🌹
💖💖💖💖💖💖💖💖💖


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-10-20, 12:25 AM   #554

rooody mohamed

? العضوٌ??? » 455008
?  التسِجيلٌ » Sep 2019
? مشَارَ?اتْي » 17
?  نُقآطِيْ » rooody mohamed is on a distinguished road
افتراضي

حلووووووووووووووووووووووو ووو

rooody mohamed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-10-20, 11:39 AM   #555

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي

صباح الخير أسعد الله صباحك
وسنينك دايمة حبيبتي 💞
الفصل رائع وجميل ولا سيم بوجود كريم وأسيل
لا اعرف اعشق هذين الاثنبن اتمنى ان يجدا السعادة سريعا
أرى ان ملاك بدأ تتأثر اخيرا يا بخت علي
الا ان امامه الكثير بعد.
ليت عائلتها تسامحها وما بال والدها عنيد هكذا
سلمت يداك حبيبتي.
💖💖💖


ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-10-20, 06:42 PM   #556

آلاء الليل

? العضوٌ??? » 472405
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 477
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » آلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسجييييييل حضوووور من الآن 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

آلاء الليل غير متواجد حالياً  
التوقيع
تابعوا معنا رواية أسيرة الثلاثمئةيوم للكاتبة المتألقة ملك علي على الرابط التالي
https://www.rewity.com/forum/t471930.html
رد مع اقتباس
قديم 28-10-20, 09:45 PM   #557

طلع القمر

? العضوٌ??? » 121842
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 238
?  نُقآطِيْ » طلع القمر is on a distinguished road
افتراضي

اي يوم البارت ينزل في الاسبوع كم بارت يكون

طلع القمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-10-20, 10:21 PM   #558

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي




البارت الثمانون أناني معقد




خلال أيام العيد , حضر الكثير من الأشخاص للمعايدة , بعضهم تعرفهم ملك و بعضهم لم يسبق لها رؤيتهم ,

لكنها كعادتها لم تلتق أحدا منهم , فقد كانت تلزم غرفتها أو المطبخ حتى يغادروا ,


رغم أن علي لم يعد يطلب أن تتفادى لقاءهم , كما كان يفعل سابقا ,
الا أنها لا تريد أية صدامات مع أشخاص لا تعرفهم , كما حصل سابقا مع والدة مريم .



لقاؤها الأول مع سعاد و الاهانة التي تلقتها , جعلاها لا تتعاطى مع أحد من هذه العائلة ,
غير صفية والدة علي , و التي كانت تستدعيها كلما حضرت , و تدردش معها لبعض الوقت ,


و قد بدا واضحا أن العلاقة أخذت منحى ايجابيا , بعد زيارتها الأخيرة لها أثناء مرضها ,
خاصة أن ملك لم تحرجها أمام ضيوفها بسبب اختراعاتها .



و رغم أن المرأة صارمة جدا , مع الكثير من البروتوكولات في التعامل مع الآخرين ,

الا أن ملك تروقها كثيرا , لأنها تتعامل معها بأدب و لا تقلل من احترامها , رغم الظروف الشائكة بينها و بين علي ,
فهي تجيد الفصل بينها و بين ولدها , شيء لطالما قدرته صفية في الناس .




و لكنها من جهة أخرى لم تكن مسرورة أبدا , لأنها كانت تبحث عن بوادر , تبشرها بقرب مجيئ أحفاد جدد لعائلتها ,
دون نتيجة مرضية , و لا حتى قبولا من طرف كنتها ,


خاصة أن ملك كانت دائما , تقطع الطريق على أفكارها بلباقة , و تعود هي خائبة في كل مرة ,


حتى علي لا يعطيها أي بصيص أمل , تاركا والدته في حيرة من أمرها , دون أن تعرف ما عليها فعله لتغيير الوضع .




فلطالما تقربت الفتيات منها , لاكتساب ثقتها و اعجابها , حتى يتمكن من الارتباط بعلي ,
بما أن الجميع يعرف حالة مريم و عجزها , و لكنها كانت تضعهن عند حدهن تجنبا لغضبه ,



لكن ملك استثناء غريب , فهي تعاملها بطريقة جيدة و تحب رنا كثيرا ,
و لكنها لا تريد شيئا مع علي , و لا حتى أن تكون بقربه ,


خبرتها تقول أنها ترتجف كلما دنا منها ولدها , لكن ليس بطريقة جيدة تجعلها متفائلة لهما .



كانت صفية مستغربة فعلا أمرها , كيف تكون لها صلاحية الانتقال , الى الغرفة الرئيسية في هذا البيت بكل صلاحياتها , و تفضل البقاء في غرف الخدم ؟

و استغرابها مما يحدث بين هذين الاثنين , يجعلها فضولية بشأنهما طوال الوقت .





" ها بني , هل يوجد أي جديد ؟ "

سألت و هي تحتسي قهوتها في الصالون , بعدما أنهت زيارة لمريم لمعايدتها ,
و علي يجلس قبالتها يركز في هاتفه .



" بشأن ماذا أمي ؟ "

سأل علي دون أن يرفع رأسه ناحيتها , و هو مشغول بالبحث في صفحة البورصة


" فعلا , ألا تعرف بشأن ماذا ؟ "

ردت سؤاله بتذمر و أطلقت تنهيدة مسموعة



نظر ناحيتها علي هذه المرة , بحيرة كبيرة و هز رأسه نافيا

" لا لا أعرف , عما تتحدثين أمي لا أفهم ؟ "




" بشأن علاقتك مع ملك "

أجابته صفية مباشرة دون مداراة , و قد حملت نبرتها الكثير من الاتهام .



أدار علي عينيه تذمرا و تنهد هو الآخر

" آه , هذا الموضوع مجددا "


ثم وضع هاتفه من يده , و أجاب على كلام والدته بكل هدوء

" أمي سبق و أن أخبرتك , أن ملك موجودة هنا بشكل مؤقت ,
و ستغادر قريبا دون نقاش , لذلك لا داعي لالحاحك , لن يحصل أبدا ما تفكرين فيه "

قال قاطعا عليها طريق آمالها العريضة , بطريقة قاسية بعض الشيء .




" يعني ستخيب أملي فيك , و تشيخ دون أطفال ؟ "

صرحت صفية عن هواجسها التي تخيفها منذ سنوات , و رد عليها علي بترو ,
و بكل احترام كما تعود


" لم تتحدثين و كأنني أصبحت عجوزا أمي ؟

أنا في الرابعة و الثلاثين , من هم في مثل سني لم يتزوجوا بعد ,

ثم سبق و أن وعدتك أن لكل أمر أوان , و الأطفال نصيب و رزق من الله ,
فلم القنوط اذا ؟ "

كالعادة يضرب علي على وتر المشاعر و المسلمات الدينية , حتى يرضي والدته دون آجال محددة .





لكن المرأة أجابته بنبرة استياء واضحة

" و نعم بالله بني , لكن هذا ما أتحدث عنه الى أن جف ريقي ,

أي أوان أكثر ملاءمة , من وجود امرأة جميلة معك , تربطكما علاقة زواج تحت سقف بيتك , لتبدآ بانجاب الأطفال ,

لا أفهم لم تؤجلا الأمر ؟
و أكبر خوفي ألا تكونا تخططا لذلك من الأساس ,


أو أنك تتصرف ككازونوفا عصرك , لتأسر قلوب كل النساء في الخارج ,
و تأتي الى زوجتك لتنقلب العلاقة الى الجميلة و الوحش ؟ "




كتم علي ضحكة ساخرة مما سمعه , فوالدته تلقي انتقادا لاذعا بملامح جدية جدا

" أستغفر الله و أتوب اليه "

تمتم بهمس ثم رد على افتراضاتها

" المرأة التي تتحدثين عنها , لا تدخل في هذه الحسابات ,

عليك أن تنسي أمرها أمي , لأن هذا ما أحاول فعله "




لكن والدته تأففت من جداله , وضعت فنجانها من يدها بقوة , و استدارت نحوه بتحفز واضح


" أتعرف بني أنا فعلا لا أفهمك , واضح أنك معجب بهذه الشابة , ان لم نقل أنك واقع في هواها ,
لكن ما لا أفهمه بالضبط هو ,

لم لا تستطيع اقناعها بأن تكون زوجتك حقا , و تنجب منها أطفالا ؟ "



"....."

لم يجد علي ما يرد به , تنحنح بحرج و حك رقبته , و هو يحدق في الأنحاء حوله ,
خشية أن تكون ملك سمعت ما قالته أمه , و تقوم الحرب العالمية الثالثة بعدها ,


هو متأكد أنها ستختفي تماما من هنا , ان شعرت بأن ما تقوله صفية صحيح , و لو واحد في المليون , و الأمر يرعبه بمجرد التفكير فيه ,



لكنه لم يقل شيئا لينفي ما خمنته المرأة العجوز , فواضح أن لا أحد يفهمه بقدر والدته , و التي أضافت بعدما لاحظت ارتباكه

" هل ستسمح لها بالرحيل فعلا ؟ "



كانت نبرتها متأثرة بشكل واضح , و استغرب علي اصرارها على ملك بالذات , فهي لا تتوافق مع أي من مواصفاتها التي تتعصب لها .



تنهد علي مجددا بسماعه , السؤال الذي يسأله الجميع , و لا يملك هو أية اجابة عنه ,
أو بالأحرى لن تعجب الاجابة بنعم صفية ,


و هو لا يستطيع أن يخلف وعده لملك , باطلاق سراحها بمجرد تبرئتها , نزولا عند رغبات أمه ,
لذلك بدا كمن يرزح بين المطرقة و السندان ,



لكنه وصل حده و ضاق ذرعا , من سماع هذا السؤال بالذات , لذلك كان مباشرا في اجابته لدرجة الحدة

" أمي هي لا تحبني , لا يمكنني اجبارها "

قال علي معترفا بكل صراحة , آملا أن تتوقف عن الحاحها .



( ربما كان علينا الجلوس في المكتب تفاديا لهذا الاحراج )

تمتم علي بينه و بين نفسه , و هو يراقب تغير ملامح وجه والدته , لسماع ما تفوه به




و كما توقع تماما , ثارت ثائرة صفية لما قاله , على غير عادتها في الرد برصانة ,

حتى أنها وضعت يديها على خصرها , بتحفز في لقطة غير مألوفة , و زفرت في وجهه بحنق كبير


" هذا بالضبط ما أتحدث عنه بني , و يكاد يذهب عقلي بالتفكير فيه ,

هي انسانة رقيقة لطيفة و سهلة المعشر , و واضح أن الجميع هنا يحبها و هي تحبهم ,

رنا فاطمة الخادمات , و صالح المعقد الذي يكره النساء , و لم يتزوج في حياته ,
لكنه لا يتردد في الجلوس معها , و هي تدردش معه بكل أريحية ,


يا الهي حتى مريم ضرتها تحبها , و قد أصبحتا صديقتين مقربتين , بطريقة غريبة و في مدة قصيرة


بالله عليك اذا أجبني , لم لا تحبك أنت اذا ؟

مالذي فعلته لها بالضبط حتى تثير سخطها , و تنفر منك الى هذه الدرجة ؟ "





"...."

يبدو أن والدته انظمت الى نادي المعجبين بملك , و الا ما كانت لامته بهذه الحدة ,

هي لطالما كانت مع قراراته , و تصرفاته حتى السيئة منها , انقلابها عليه هكذا مخيف فعلا .



لكن صفية امرأة ناضجة , و رأت من الحياة ما جعلها سريعة البديهة , و ذكية جدا لتدرك بأن ملك مميزة ,

و هي لا تمانع أن تكون كنتها حقيقة , خاصة أن ابنها يكن لها مشاعر خاصة .




برؤية صمته المطبق بعدما ألجمته بتعليقها , تقدمت صفية قليلا الى جانبه , و همست له و كأنها تخمن سرا خطيرا


" أصدقني القول بني , هل تعديت حدودك معها سابقا ؟

أقصد هل حاولت اجبارها مثلا لتكون معك , و هذا ما خلق الحاجز النفسي بينكما ؟
فقط أخبرني و أنا أعدك أن أجد حلا "



صدم علي لما سمعه من والدته , جحظت عيناه و رد عليها باستياء , و بنبرة مستنكرة و كأن عقربا لدغته

" يا الهي أمي ما هذا الذي تقولينه ؟
هل تعتقدينني منحطا الى هذه الدرجة ؟ "



لانت ملامح المرأة قليلا , و شعرت بالراحة بعدما رأت انكار ولدها , هي متيقنة أنها لا تنجب و تربي متحرشا أبدا ,

لكن ما قاله علي بدد وساسها , فقد كانت متخوفة فعلا لمدة طويلة , من أن تكون هذه هي
الحقيقة .



لذلك ربتت على ركبته بحنان , و حاولت تطييب خاطره برؤية ملامحه المتجهمة

" أكيد بني لا أشك بالأمر أبدا , لكن كل ابن آدم خطاء ,
و أنا كنت أخشى أنك فعلت ذلك , في لحظة ضعف مثلا , لكنني سعيدة جدا بسماع العكس "

و ابتسمت له لأول مرة منذ جلوسها .



نظر علي ناحيتها باحباط كبير , فعلاقته مع ملك تضعه في مواقف محرجة , لم يتخيل يوما أن يقف فيها ,


مسح وجهه بكفيه بعدها , و أجاب بصوت منخفض

" حصلت مشاكل كبيرة بيننا , و سوء فهم سيء جدا أمي , لا تستطيع هي تجاوزها ,
و لا يمكنني اجبارها كما قلت سابقا ,
و بالتالي لن يتغير شيء في قرار مغادرتها "



لم يستطع علي أن يقول , بأن أول لقاء بينهما , كان في جناحه و على سريره ,

و أنه طردها و عاملها كحشرة مقززة ليلتها , أهانها و قضى على كل ذرة ثقة ممكنة بينهما ,
و هذا ما يجعل فرصه معها معدومة ,

متأكد أن أمه ستكسر المزهرية التي بجانبها على رأسه , ان شمت خبرا عن ذلك .




لاحظت صفية قلة حيلة ابنها , لأول مرة في حياتها , و كأن ملك تعجزه كما لم يحدث يوما ,

لذلك توقفت عن الضغط عليه , لأنه لن يخبرها بالحقيقة في كل الأحوال

" طيب سنرى أين سينتهي هذا التماطل ؟

فقد مرت أصلا أشهر على وجودها هنا دون تطور يذكر , كان من الممكن أن تكون حاملا في الشهر الرابع الآن ,
لكنني لا أرى الا تبريراتك التي لا تنتهي ,


و لكن أنا أحذرك علي أن صبري قليل جدا , فقط لديكما القليل من الوقت ,
اما أن تتفاهما أو سأتصرف بنفسي "




ابتسم علي ابتسامة عريضة , و هو يتصور ملك تقف قبالة الحائط , و والدته تهددها كما كانت تفعل معه و مع علياء ,

يا الهي ستكون النظرة على وجهها بمليار دولار , و حماتها تتدخل في حياتها الخاصة , لتجبرها على أن تحمل طفلا منه ,

لكنه متأكد من أمر واحد , أنها ستطلق عليهم النار , قبل أن تسمح لوالدته بتنفيذ ما تخطط له .




قبلها علي على جبينها , و حاول تطييب خاطرها هو الآخر

" فقط ادع لي بالخير أمي , و كل شيء سيكون على ما يرام "



استسلمت المرأة أخيرا كما يحصل كل مرة

" حسنا وفقك الله بني و جبر بخاطرك , أنا علي أن أغادر الآن ,

و بالمناسبة علياء قالت أنها ستأتي قريبا , مع الأولاد من أجل قضاء عطلة ,
و هي غاضبة منك لأنك لا تتصل بها "



" أعلم أمي , سبق و أن قالت أنها ستحضر آدم و الين معها , و لا تقلقي سوف أراضيها "




هو يعلم أن والدته لا تقصد اخباره فقط , و انما تعلمه أنها ستكلفها بمهمة البحث في علاقته مع ملك ,

و لكن لا بأس معه في ذلك , لأن التفاهم مع شقيقته أهون بكثير من النقاش مع أمه ,

على الأقل هي تعرف بالحقيقة من البداية , و لن تلومه كما يفعل الجميع .


بعدها أوصلها علي الى سيارتها , ثم عاد الى مكتبه و غرق مجددا في عمله .



لكن ما قالته والدته بقي ينخر في رأسه لوقت طويل

" ماذا اذا غيرت ملك رأيها , و قررت البقاء و منحه فرصة ,
هل سيتقدم و يستغلها ؟


هل يعقل أن يراها كامرأة مناسبة , و ينقض كل انتقاداته المسيئة لها منذ البداية ؟


و ان حصل كيف سيصلح حينها ما أفسده , و يعوضها عما فعله بها ,
و كل العذاب الذي تسبب فيه لها ؟ "



خرج علي الى الشرفة , و قد فقد تركيزه تماما على ما أمامه , رفع رأسه الى السماء , و أخذ نفسا عميقا و هو يتساءل

" هل ما يشعر به و ما يراه الجميع حبا , و لا يعرف هو بعد تصنيفه كاف للتأثير عليها ؟


ماذا عن حياتها التي توقفت ؟ هل ستقبل التنازل عن كل ذلك ,
و القبول به و بحياتها الجديدة معه ؟

و الأهم من كل هذا , هل ستتغير مشاعر ملك يوما ناحيته ؟ "



كانت هذه الأسئلة المستعصية , هي أكثر ما يؤرق علي منذ مدة , و الاجابة الوحيدة التي تتبادر الى ذهنه

" مستحيل , كل ما يفكر فيه مستحيل الحدوث "



رغم ادراكه الوضع التعجيزي الذي يفترضه , الا أن علي تفاجأ لعدم معارضته , بقاء ملك معه من الأساس ,

و هو الذي كان يرتعب بمجرد التفكير , أنها ستبقى معه تحت سقف واحد , لأنهما سيقتلان بعضهما على حسب تعبيره ,


دون أن يعرف أن للقدر , تدابير أخرى لا يمكنه حتى تخمينها , و أن القلوب في يد مقلب القلوب .

.
.
.


" كانت تبدو جميلة جدا اليوم , و قد طال شعرها كثيرا , و لم تعد تربطه مؤخرا , حتى أنها قصت الغرة قبل يومين ,

لكن للصراحة تلك السراويل القصيرة تبدو بشعة عليها "



تمتم كريم بصوت مستاء , و هو يتكئ على الحوض في مطبخ شقته ,
يرتشف قهوته الصباحية المركزة , مرتديا بدلته الأنيقة استعدادا للخروج الى العمل



" لا تنظري الي هكذا ؟

سيقانها جميلة صحيح أنا لا أنكر , لكن هذا لا يعني أن تتجول لتستعرضهم لكل الناس ,

عليها أن تتحشم قليلا , لتتفادى النظرات التي تلتهمها , و هي تتختل في كل مكان "


قال متذمرا من ملابس أسيل , التي رآها بها البارحة مساءا ,
و قد كانت ترتدي جينز قصير , يصل الى تحت ركبتها , مع قميص أبيض خفيف جدا .



" أنا لا أعرف لم لا تشتري ملابس أكثر طولا و احتشاما ؟

أنا متأكد أنها تدخر بحرص , و تقتني ملابس طفل في العاشرة "



صمت كريم قليلا مطرقا رأسه , و كأنه ينصت الى محدثته , ثم أجاب باعتراض واضح

" لم تقولين ذلك ؟ أنا لا أحاول التحكم في حياتها ,
ثم أنا لا أراقبها أبدا و لا أترصدها ,


أنا كنت مارا من أجل الذهاب الى مول وسط المدينة , و تصادف أن مررت بجانب جامعتها و هي مغادرة "



" حسنا علي أن أعترف صاحبتك تثير فضولي , و لا أدري بنفسي الا و أنا أركن أمام الجامعة لرؤيتها ,
لكنني لا أبقى أكثر من ساعة أقسم "



حك رقبته بتوتر بعدها و أضاف

" ثم ماذا أفعل اذا كنت أرى كوابيس , تخص تعرضها لأمور سيئة ؟

أصاب بالقلق لرؤيتها حزينة و باكية , و لا يهدأ بالي الا و أنا أطمئن عليها بنفسي "



قال كريم يحدث قطعة الكعك المحنطة , التي تقبع أمامه على طاولة الأكل منذ ربع ساعة ,
و التي صارت مؤنسه الوحيد ,


حينما يشعر بالوحدة يخرجها من المجمد , و يتحدث معها مطولا و دون تحفظ ,
حتى أنه يناقشها في كل التفاصيل الخاصة ,


ينقلها بين المطبخ و غرفة نومه , حتى أنه يحملها معه الى غرفة الرياضة الخاصة به , حينما يكون متوترا و يحتاج التحدث .



هو لم يحاول الاتصال بأسيل أبدا كما وعد نفسه , رغم أنه يحتفظ برقم هاتفها , في حالة الضرورة للاطمئنان عليها ,
و يقنع نفسه كل ليلة ألا يمحيه , حتى لا يتهور و يكلمها ليسمع صوتها الرقيق

لكنه لا يستطيع منع نفسه من الاشتياق لها , و الذهاب لرؤيتها من بعيد , كلما سنحت له الفرصة ,



و قطعة الكعك رفيقته الوفية , تدرك أنه يغالط نفسه , و لكنه يحاول اقناعها منذ الصباح ,
أن تصرفاته لا تعني شيئا , أكثر من مجرد فضول عابر و اهتمام غبي .



" حسنا أعدك ألا أتجنبها ان أتت و تحدثت معي , و سأوضح لها كل الأمور ,
الآن توقفي عن الثرثرة , و دعيني أغادر لقد تأخرت "



وضع بعدها الكأس من يده في الحوض , و خطا ناحية القطعة التي يصدعها يوميا ,
بتخبطه الذي لا ينتهي , و الذي لا يفهمه هو نفسه ,


أعادها الى المجمد , و طبع قبلة على أصابعه , ألصقها على غلافها البلاستيكي كتحية وداع ,
ثم غادر سريعا للنزول الى عمله , في الطوابق السفلى من البناية .



تغيرت تصرفاته كثيرا مؤخرا , و صار يتصرف بغرابة لا يفهمها , و لم يعد ذلك الرجل متصلب الأحساس الذي كان عليه ,


و رغم أنه يقنع نفسه , ألا جدوى من تعليق نفسه بمشاعر مبهمة ,
الا أنه لا يستطيع مقاومة , أية فرصة للذهاب و مراقبة أسيل , و كأن ذلك القدر الضئيل يرضيه , حتى و لو لم تدرك هي الأمر .



الكعكة ليست الجماد الوحيد , الذي يكاد يفقده صوابه , فصورتها تلك في سيارته مع قبلتها المغرية , و التي تركتها على هاتفه حكاية أخرى ,

فهو يفتحها مائة مرة يوميا ليحدق بها , و يبتسم لها كشخص مخبول ,
و لا ينام الا اذا أخذ قبلته الوهمية منها ,



لكنه كتوم كعادته و لا يجد من يفتح قلبه له , غير الكعكة التي تذكره بها , و الصورة التي يخفيها ببراعة في قلبه قبل هاتفه ,

فعلي صديقه الوحيد المتوفر , و باله مشغول بكل التقلبات التي تمر بها حياته , و هو لن يزيده هما على همه ,
خاصة أنه لا يعرف حتى ماذا يخبره


" علي أنجدني , أنا متعلق بفتاة تصغرني بعقد كامل ,
و لا أعرف ماذا أفعل لأخرجها من رأسي ؟ "



يا الهي سينال تهمكا لم يره في حياته كلها , لذلك هو يفضل كتم الأمر و تركه و شأنه ,

لكنه بدأ يخشى على قواه العقلية , أن تذهب مع قطعة الحلوى , كما ذهبت برودة قلبه مع صاحبتها ,
و قد يحتاج قريبا لطبيب نفسي .


.
.
.


مرت أيام العيد و عاد البيت , الى روتينه القديم و هدوئه المعتاد ,
مريم مع علاجها و رنا الى مدرستها , و قد أشرفت على الخروج في عطلة ,


أما ملك فكانت بين هذا و ذاك , منتظرة انقضاء السنة و العودة الى حياتها السابقة ,


كانت من وقت الى آخر , تسأل علي عن أمر القضية , لكنه كان يجيب دائما , بأن الأمور تحت سيطرة المحامي , و أنها ستعرف بمجرد صدور الحكم ,


لكنه في قرارة نفسه , كان يدعو أن يتأخر الأمر لسنوات أخرى , حتى يقوم بفرز كل المتاهات التي أدخل نفسه بها ,

الا أنه لم يتدخل لتعطيل الأمر يوما , لأنه يعلم أن ملك ان علمت لن تسامحه أبدا .





على طاولة الافطار صباحا , كانت ملك و رنا تجلسان صامتتين , و تتبادلان الاشارات فيما بينهما ,


حاول علي التقاط ما تقولانه لكنه فشل , فقد كان واضحا أن رنا تريد من ملك انجاز أمر ما من أجلها , و كانت تستعطفها بشدة ,
و في المقابل كانت ملك تحاول التملص باصرار .



حاول الرجل تجاهل الأمر في البداية , فبين هاتين الاثنتين لا مجال للتدخل ,

لكنه بعد نصف ساعة ضاق ذرعا بهما , وضع فنجانه من يده محدثا صوتا أفزعهما ,
ثم حدق الى رنا بنظرة محذرة

" ما الذي يجري ؟

ألم أقل لكما أنني لا أحب أن تتجادلا على طاولة الطعام ؟ "



نظرت الاثنتان ناحيته بملامح مفجوعة , و أشاح هو بعينيه ناحية ملك ,
لأنه لا يتوقع اجابة من رنا

" ماذا هناك ما المشكلة ؟ "

و سألها بنبرة حادة أجفلتها



نطقت ملك أخيرا بارتباك , و كأنها تحاول تجميع أفكارها

" في الحقيقة .... "



لكن قبل أن تكمل ما كانت بصدد قوله , نهضت رنا من مكانها سريعا , قبلت والدها على خده ثم قبلت ملك ,

و هرولت خارجة الى السيارة التي تنتظرها , تحت أنظار علي المستغربة , كأنها تهرب من شيء مخيف .



قطب علي جبينه و أعاد سؤاله بتعجب , على المرأة الجالسة بجانبه

" ما الذي يجري هنا ؟ "


التقطت ملك أنفاسها ثم أجابت بتمهيد , و قد بدا مصرا على معرفة الموضوع

" رنا أخبرتني أن حفل نهاية السنة الدراسية قريب "



قاطعها علي بتفهم

" أعلم و أخبرتها أنني سأبذل جهدي للتفرغ و الحضور
ما المشكلة اذا ؟ "



نظرت اليه ملك بتوجس , و ردت بصوت خافت , و كأنها تخشى انفجاره في وجهها

" أعلم و لكنها ترجتني أن أطلب منك , أن تسمح لمريم بالحضور هي الأخرى "

قالت كل ما أرادته في نفس واحد , حتى لا يقاطعها مجددا .



حدق اليها علي و كأنها فاجأته , و لكنه سرعان ما رد على طلبها

" لا , مريم لا يمكنها الحضور ,
ثم لم تطلب رنا منك ذلك ؟ لم لا تخبرني بنفسها ؟ "



بدا علي مستاءا لأن ابنته اتخذت وسيطا , لطلب أمر مهم كهذا منه ,
لم يبدو بأن مساحة ملك لديها , تتوسع على حساب مساحته ؟



لكن ملك سارعت لتلطيف الجو , لا تريده أن يغضب قبل بدء المفاوضات الحثيثة

" لا أدري , هي قالت بأنك سترفض ان هي طلبت , و بالتالي طلبت مساعدتي لسؤالك ,
أرجوك اسمح لها بالذهاب "

قالت بنبرة مترجية لم يتعودها منها , و بعينين لامعتين ارتجف لهما قلبه .




حدق اليها علي بعمق , و هو يفكر بينه و بين نفسه

" يا الهي , حتى رنا أدركت أنني لا أرفض لملك طلبا , و هي تستغل الأمر لصالحها ,

هذه المرأة اما بليدة أو معدومة المشاعر , حتى لا تلاحظ أمرا لاحظته طفلة في الثامنة "



لكنه سرعان ما استعاد تركيزه , و رد عليها ببروده المعتاد ,
و هو يشيح يعينيه عنها , لا يريد أن يضعف و يوافق

" قلت لا , و الموضوع غير قابل للنقاش "



وضع علي بعدها المنديل من يده على الطاولة , و قام من مكانه بتأن ,
لكن بمجرد أن استدار للمغادرة , بادرته ملك بنبرة متذمرة

" لماذا ؟ لم لا تسمح لمريم بالحضور ؟
ستشعر رنا بالحزن هكذا "



قالت و كأنها تلومه بسبب قسوته اتجاه ابنته , لكن علي لم يتخل عن حزمه

" قلت لا , ليس شيئا يخصك لذلك لا تتدخلي ,

ثم أهذه هي خطتك العظيمة , لحل مشكلة رنا مع تنمر رفاقها ؟ "

قال بسخرية و لم ينتظر رد ملك , التي بدا الاستهجان على ملامحها و أكمل طريقه .



هو قام بالفعل بالكثير , منذ اليوم الذي عادت فيه ابنته باكية , و أقفلت على نفسها غرفتها ,
بعدما اقتنع بما قالته ملك يومها ,


بدأ بمرافقتها في زيارات متعددة الى مدرستها , و شارك لعدة مرات في الاجتماعات الدورية ,
حتى أنه ناقش مسألة تنمر التلاميذ مع مدرسيها , بروية بالغة غير معروفة عنه ,


انخرط في بضعة نشاطات تشمل الأولياء , لدرجة أنه وجد نفسه مرة في حصة رياضية , مع جمع من الأطفال و آبائهم دون تذمر ,



كان الأمر صعبا عليه في البداية , لأنه لا يحب الأماكن المكتضة و الضجيج ,

لكنه كان راض جدا لرؤية رنا سعيدة , و لم يفهم لم لم يفكر في فعل كل ذلك سلفا ؟


ر بما لأن لا أحد لفت انتباهه , لضرورة القيام بتلك الأمور البسيطة , و التي تدخل البهجة على قلب ابنته .



في المقابل ترك لملك أمر مساعدة رنا , على تخطي أزمتها مع أقرانها بدعمها في البيت ,
حتى أنه شبه متأكد أنهما تخططان لأمر ما ,

و قد كان ممتنا جدا , لأن ابنته لم تعد تبكي بسبب تنمر زملائها ,


لكن ما تطلبه ملك الآن كثير , و هو لن يسمح لها بادارة حياته مع ابنته كما تريد ,
ليست هي من سيريه كيف يسعدها و يرضيها .



اعتقد علي أنه أنهى النقاش مع العنيدة , لكنه بمجرد أن قصد مكتبه , لاستعادة أغراضه و المغادرة
حتى لحقت به و أصرت على موقفها , هي لم تبدأ بعد لتتراجع

" بلى يخصني , ما دامت رنا فوضتني للتفاوض معك فأنا أسألك ,

لم لا تسمح لمريم بالذهاب ؟ "



تجاهلها علي قليلا متظاهرا بالانشغال بترتيب أوراقه , ثم رد عليها باختصار محاولا انهاء الجدال سريعا

" مريم مريضة و متعبة , لا تتحمل الضجيج و الزحام ,
أعتقد أنها أسباب أكثر من كافية "



" لم اذا لا تسألها لم ترفض مباشرة ؟

ألا يمكن أن توافق هي , و ترغب في مرافقة ابنتها ؟


رنا أرادت أن تطلب منها مباشرة , لكنها تعلم أنها لن تذهب , ان لم تسمح أنت لها بذلك ,


ثم أنت سبق و قلت , أنها لا تستطيع النزول من غرفتها , و لكنها تشاركنا الطعام الآن ,
و تخرج الى الحديقة من وقت الى آخر ,

و ذلك اليوم أخذتها في نزهة على القارب , أليس هذا خروجا ؟


لم تتصرف بتزمت هكذا اذا حينما يتعلق الأمر برنا ؟
أو لأنني من يطلب ذلك ؟ "

قالت ملك في نفس واحد باصرار , و قد استشعرت أنه يرفض فقط عنادا لها



لكن علي كان أكثر عنادا مما اعتقدت

" لا لا داعي لسؤال مريم , هي لا تستطيع الذهاب و كفى ,

هي لا تحب الظهور أمام الناس , ذلك يجرحها و يؤذي مشاعرها ,
الأمر غير متعلق بك على الاطلاق ,


ثم من قال أن هذا سيحل وضع رنا مع زملائها ؟

بالعكس سيزيد الأمر سوءا , و سيسخر منها الأطفال أكثر ,

تعتقدين أنها فكرة جيدة , أن تأخذي مريم على كرسيها المتحرك ,
و تسمحي لكل أولئك المتطفلين , بالقاء نظرة و كأنهم في عرض ؟

هل تعتقدين أن رنا ستكون ممتنة لك من أجل ذلك ؟ "



شعرت ملك بالغضب لكلامه غير المراع و القاسي , و دخلت حالة النوبة المعتادة ,
التي تفجر فيها القنابل في وجهه دون مبالاة بمشاعره


" هل سألتها حتى ؟ أليس من حقها أن تقبل أو ترفض ؟
لم تصادر قراراتها دون حتى أن تشاورها ؟

يا الهي هي ليست في غيبوبة , و هي عاقلة كفاية حتى تختار ما يناسبها مما يزعجها ,

ثم ألا يمكن أن من يشعر بالاحراج هو شخص آخر ؟ "



بسماع تلميحاتها المقصودة , ترك علي ما في يده استدار و خطا ناحيتها ,

بدا على وجهه الاستنكار و هو يقطب جبينه , و قد بدأ غضبه يثور ,
فلا يبدو أنه سينهي الوضع دون اقتتال كالعادة



" مالذي تقصدينه ؟ "

قال بحدة بين أسنانه , و أدركت ملك أنها داست على ذيله , لكنها لم تتراجع بل اتسعت عيناها بتحد

" تماما ما فهمته أيها الرجل العاقل ,

ألا يمكن أن تكون أنت من يشعر بالاحراج , من وجودها الى جانبك و ليس ابنتها ؟ "




بدأ سخط علي بالظهور , و أشار لها بسبابته محذرا

" أنت , راقبي ما تقولين "


و اقترب أكثر يريد ايصال ما يريد قوله , فيما كانت هي تتراجع بخطوات صغيرة


" مريم تتألم من نظرات الشفقة في عيون الناس , و نفس النظرات ناحية رنا تقتلها ,

هي لا تتحمل الأمر على الاطلاق , و تتأزم كلما تعاملت مع الآخرين في العلن "



لكن رد ملك كان سريعا , و هي تشير الى صدره بسبابتها كما يفعل معها


" ألا يجوز أنك أنت من يتألم لهاته النظرات ؟
ألا يجوز أنك أنت من لا يتحمل الوضع ؟


أنت رجل مغرور ترى نفسك متكاملا , مشهور سليم ثري و ذو صيت ,

سيزعجك بالتأكيد أن تكون المرأة , التي بجانبك عليلة و مقعدة ,
فذلك يحط من برستيجك أمام الآخرين , و يهز الصورة المثالية التي تحاول رسمها لنفسك ,


لذلك تبرر ابقاءها في الظل , بعيدا عن العيون بأنه لصالحها , فيما هو في الحقيقة فقط ارضاءا لغرورك "



شخصت عينا علي و تجهمت ملامحه , لدرجة اسود فيها وجهه , و قد آلمته الاهانة و الاتهام فعلا ,
لم يقل أحد يوما في وجهه , أنه مغرور غير هذه المجنونة العنيدة


" أنت الزمي حدك , لا تتكلمي و كأنك تعرفين كل شيء ,
أخبرتك ألف مرة ألا تتدخلي في حياتي و قراراتي ,

ثم من تظنين نفسك لتحاسبيني ؟ "

و علا صوته في آخر كلمة



جفلت ملك لسماع صرخته الساخطة , لكنها أجابت مخفية خوفها من تهديده

" ما الذي لا أعرفه أنا ها ؟
أنا اعيش هنا منذ أشهر و أرى كل شيء بوضوح ,

أليس صحيحا شعورك بالنقص ؟

أليس هذا سبب بحثك عن نساء أخريات لسد الفراغ ,
و تكملة صورتك المثالية أمام الناس ؟ "




"...."

لم يصدق علي ما يسمعه , متى رأته هذه المجنونة سليطة اللسان يطارد النساء ؟



اقترب علي أكثر يحاول تحذيرها , و لم يبق بينهما أكثر من شبر واحد ,
دون حتى أن يلاحظا الوضع الذي يقفان فيه

" أنت مجنونة فعلا ؟
كيف تفكرين بهذه الطريقة ؟ "



بدا علي مستاءا جدا , و مستغربا في نفس الوقت , لكن ملك لا تتوقف تحب استفزازه كالعادة


" اذا لم يكن هذا صحيحا اذا , لم تحرم رنا من أن تكون مع والدتها ككل الأطفال ؟

تظل أمها حتى لو كانت هيكلا عظميا , لن تخجل بوجودها أبدا , لم لا تفهم ذلك ؟



ثم ألا تعلم أن ابنتك أيضا تتألم , لأن جميع زملائها ترافقهم أمهاتهم الا هي ,
خاصة أن موضوع الحفل هو عن الأم ,


لم تجعلها تبدو يتيمة و أمها على قيد الحياة ؟
هذا أكبر ظلم لها من والدها ,


أنت لست مغرورا فحسب , أنت أناني و معقد ,
و تجبر رنا على أن تعاني من عقدة نقصك "


أنهت ملك وصلتها و هي تنهج , بسبب التوتر و الجهد الذي بذلته , لكنها أوصلت ما أرادت قوله




في المقابل لم يعد علي يتحمل لسانها اللاذع , فما سمعه منها وحدها من انتقاد , أكثر مما سمعه في حياته كلها ,

أمسك فجأة بذراعها بقوة , جعلها تقف مباشرة أمام وجهه , و قال بصوت محذر

" يبدو بأن لسانك أصبح أكثر حدة من قبل , طال أكثر من اللزوم و يحتاج قصه "




لكن ملك لم تعد تخاف تهديده منذ وقت طويل , بل حتى صارت تستمتع باثارة غضبه

" جرب اذا استطعت , لا يمكنك أن تخرسني ,
لأنك تعلم أنها الحقيقة "


قالت بنبرة هادئة و هي تحدق الى عينيه , و كأنها لا تهتم بما يقوله .



حدق علي الى وجهها المحتقن المتحدي , و فتح فمه للرد عليها و اخراسها ,
لكن فجأة قاطعهما صوت رقيق من أمام الباب

" صباح الخير "

جفل الاثنان و استدارا لمعرفة من المتكلم .



في مدخل المكتب كانت تقف شابة , في مثل سن ملك تقريبا , ببشرة بيضاء و شعر أسود حريري طويل ,
جميلة الملامح بعينين سوداوين واسعتين

ترتدي قميصا صيفيا مخططا , و سروالا أسود مع حذاء بكعب عال ,
تربع يديها على صدرها , و تقف مبتسمة تحدق الى الاثنين بفضول .



اتسعت عينا علي باندهاش واضح , ترك ذراع ملك و ركض ناحية المرأة بغبطة كبيرة ,
احتضنها بشدة و رفعها عن الأرض , بعد أن نادى على اسمها بكل حب

" ليلي حبيبتي متى وصلت ؟
اشتقت لك كثيرا أيتها الجاحدة "



بادلته الشابة الحضن الحار , و سارعت الى تقبيله على خده , و هي تطوق عنقه بيديها , و تضحك بصوت عال

" بخير أيها الرجل الغاضب "



جمدت ملك مكانها أمام الحائط , فوضعها مع علي قبل قليل كان مريبا ,
فقد كانا يقفان متلاصقين و هو يمسك بذراعها , و وجهيهما على وشك التلامس ,


طبعا هو كان على وشك خنقها , لكن الأمر قد يبدو محرجا , من وجهة نظر المتفرج ,


حدقت قليلا بعد الى الضيفة القادمة , و التي لم تتوقف عن النظر ناحيتها ,
حتى أنها غمزتها من فوق كتف علي , و لثوان شعرت باستياء من المنظر المثير .



" يا الهي ما الذي ستفكره هذه المرأة الآن ؟

أكيد هي احدى نسائه الكثيرات , تماما مثل امرأة الفندق تلك المدعوة هيا ,

لكن لم يبدو أنها لا تمانع ايجاده , في وضع غير لائق مع احداهن ؟
حتى أنها تبدو سعيدة جدا برؤيته ,


و هو الذي كان غاضبا , لأنني قلت الحقيقة في وجهه قبل قليل , عن أنه عربيد زير نساء ,
ألا يتوقف هذا الكازانوفا أبدا ؟ "



كلمت ملك نفسها , و نظرت ناحيتهما بامتعاض ظاهر , لكنها لم تنتظر انتهاء الفيلم بقبلة فرنسية حارة ,
و غادرت بخطا سريعة متجاوزة الثنائي بعد أن تمتمت

" صباح الخير "

مخاطبة المرأة دون حتى أن تدرك أنها شقيقته .



نظرت علياء ناحية المرأة المغادرة , و كأنها تهرب من حريق , و سألت علي بفضول كبير

" هل هذه هي ملك ؟ "


من كثرة كلام علي عنها في كل اتصال , أصبحت علياء تعرفها دون حتى أن تراها .


قلب علي عينيه متذمرا و هز رأسه بالتأكيد

" هذه هي المجنونة "



" تبدو لطيفة جدا , لم غادرت أريد التعرف عليها ؟ "

قالت بحماس كبير و هي تحدق ناحية الباب ,

لكن علي أمسك بيدها و قادها ناحية الأريكة

" دعيها الآن هي أكيد تشعر بالاحراج "



و بالطبع علياء لا تفوت الفرصة لاستفزاز أخيها

" ما الذي كنتما تفعلانه ؟ "

مع ابتسامة ماكرة على فمها و تحريك حاجبيها , لكن علي رد بحزم

" لا شيء كالعادة كنا نتشاجر , أو بالأحرى كانت تفعل ما تجيده اثارة غضبي "




" بربك أخي كنتما تبدوان منسجمين جدا ,
هل أنتما تتجادلان دائما هكذا ؟ "

تهكمت علياء على ما قاله , و نهرها علي بجدية

" كفي عن التحدث بالغمز ليلي , ليس هناك ما تفكرين فيه ,

كنا نتجادل بشراسة و لو أنك تأخرت قليلا , ربما كنت ضربتها أو ضربتني "




ضحكت علياء بصوت مرتفع , و علقت على ما قاله بسخرية

" الآن فقط فهمت كلام أمي ,

واضح أن عراككما لا ينتهي , لدرجة أن أي شخص يأتي للزيارة يحظى بفرصة للمشاهدة ,

تبدوان كطفلين في الحضانة يتقاتلان على لعبة "




"...."

استمرت بعدها علياء بالضحك , و استمر علي في ادعائه الغضب ,
و ارسال نظرات مهددة ناحيتها , لتصمت لكن دون جدوى

" أرجوك علياء توقفي , يكفي أن تلك العنيدة تكاد تفقدني صوابي "



تمالكت علياء نفسها أخيرا و تكلمت بهدوء

" حسنا أنا جادة الآن , لقد بدوتما رائعين فعلا معا ,
كنت أقف بباب المكتب منذ دخولكما , فيما كنتما تتناقشان ؟ "



تنهد علي بعمق ثم أجابها

" رنا طلبت منها أن تطلب مني , أن أسمح لمريم بحضور حفل نهاية السنة الدراسية "




هزت علياء رأسها بتفهم و استفسرت

" اممم فهمت الآن , و أنت لم ترفض ؟ "


" أرجوك علياء , تعرفين أن مريم لا تحتمل الأماكن المزدحمة ,
و لا تحب الاختلاط خاصة مع الغرباء "

رد علي بقلق واضح , حكت علياء جبينها و ردت عليه

" لكن ملك محقة فيما قالته "




" بربك علياء هل تمزحين ؟

أنا لست معقدا من وجود مريم الى جانبي , لم أكن كذلك يوما و لن أفعل ,
و أنت أكثر من يعرف ذلك "

رد علي بانزعاج كبير , و سارعت هي لتوضيح ما قصدته



" أنا لا أتحدث عن هذا الأمر أخي , أعرف مكانة مريم في حياتك جيدا ,

أنا أتحدث عما ذكرته ملك , بخصوص شعور رنا باليتم و التهميش ,
و صراحة أؤيد كل كلمة قالتها "



اقتربت علياء من علي أكثر , و تمسكت بيده لمآزرته

" أخي ابنتك أصبحت كبيرة كفاية , لتدرك أنها ليست كأقرانها ,

أنت مشغول طوال الوقت , و مريم استقالت منذ سنوات من مهامها ,

أعرف أن ظروفكما غير طبيعية , و لكن لا يجب أن يؤثر الأمر على الطفلة , سيكون ظلما كبيرا لها ,

أنا أعرف أنك تحاول حماية مريم , و لكن اهتمامنا بأحبائنا يصبح مضرا حينما يتعدى حدوده "




ظهرت لمحة حزن في عيون علي , فرغم ثورته في وجه ملك , الا أنه يدرك هذه الحقيقة تماما ,

لكن ما بيده حيلة , فكل الحلول تبدو غير مناسبة , و ليست بالبساطة التي تقترحها ملك و علياء ,

لأن الأمور قد تنفلت في أية لحظة , و آخر ما يرغب به أن يفقد مريم ,
فقط لأنه يريد بعض الاندماج الاجتماعي لابنته .




تنهد علي مجددا و رد عليها بصوت هادئ مع ابتسامة امتنان

" حسنا سأفكر بالأمر لاحقا "




صمتت علياء قليلا و قد شعرت بالرضا , لكنها سرعان ما عادت لشغبها المجنون

" أتعرف حينما رأيتها تجادلك , اعتقدت أنها طلبت شيئا يخصها و أنت ترفض بشدة ,
و قد بدت شرسة جدا حينها ,

أعترف أنها أول شخص أراه , يتحداك دون خوف بتلك الطريقة "



هز علي رأسه بالنفي , و قال بنبرة خائبة

" ليتها تفعل ذلك , منذ وطأت قدمها هذا المنزل , لم تطلب شيئا لنفسها ,

كلما جاءت لتكلمني أو تناقشني , كان طلبا لشخص آخر تستميت لتحقيقه له ,

هي لا تطلب شيئا و لا تأخذ شيئا كذلك "




" هل يزعجك الأمر ؟ "

سألت علياء بفضول , و كان شقيقها صريحا في جوابه

" أكيد يشعرني تصرفها بالعجز أحيانا , هي تبقي نفسها بعيدة عن كل ما يخصني ,
و لا تسمح لي بالتدخل في أمورها , حياتها منطقة ممنوعة و غامضة بالنسبة لي ,


تخيلي ذلك اليوم قامت ببيع حليها , لاعادة ثمن عدسات اشتريتها من أجلها , بعدما أتلفت عدساتها "



ردت علياء باستغراب

" فعلا ؟ هل فعلت ذلك ؟ "

و رد علي و هو يمرر يده على شعره بيأس

" أجل و صراحة لم أعد أعرف , ماذا يمكن أن أفعل مع عنادها ؟

هي لا تقبل شيئا مني , تصرف مما لديها من مال ,
و الذي أجزم أنه قليل جدا , لدرجة أنها لم تقتن أية ملابس جديدة منذ قدومها "



صمت علي قليلا ثم أضاف , بعدما حدق اليها بتحذير , من تعليقات مستفزة محتملة

" يوم عيد ميلادها طلبت زجاجة عطر من أجلها , لكنني لم أجد طريقة لاعطائها اياها ,
خشيت أن ترميها في وجهي أو تكسرها على رأسي "

بدا علي محبطا جدا




حدقت اليه علياء بصمت , هي تعرف أن علي لا يشتكي عادة ,
لكن بامكانها رؤية يأسه و قلة حيلته


" يبدو بأنك تقدرها كثيرا و لكنها لا تهتم , و أنا التي اعتقدت أن بينكما ضغينة متبادلة "



صمت علي قليلا ثم رد عليها و هو يشيح بوجهه , لا يحب الاعتراف بأمور حساسة أمام أحد


" حسنا في البداية حينما التقيتها و بعدما حصل بيننا , اعتقدت أنها مجرد شابة مغرورة مدعية ,
سليطة اللسان و سيئة الشخصية ,


لكن بعد معاشرتها أدركت أنها مختلفة جدا , تحترم مبادئها و تتعلق بها مهما تغيرت الظروف ,

بتربية جيدة خلوقة طيبة , و حنونة لدرجة السذاجة أحيانا ,

لا تجيد الحقد على أحد مهما أسيء اليها و لا حتى أنا "

كانت نبرته دافئة بطريقة لم تعهدها أخته , حتى أنها سمعت ارتجافة , بين الحروف لم تعرف تفسيرها .



ابتسمت علياء بخبث و قاطعته

" ليس الى هذه الدرجة , رأيتها كادت تقتلك قبل قليل "




ضحك علي بصوت عال و أجابها

" اذا أتحداك أن تخرجي الى الصالون , و تصرخي أنني فقدت وعيي ,

و سترين شخصا مختلفا تماما عما رأيته سابقا , يا الهي و كأنها تتحول في لحظات ,

لن أستغرب أن أجد نفسي , ممددا على الأرض خلال دقيقة , و هي تجري لي تنفسا اصطناعيا "



ضحك الاثنان لما قاله علي , و قد بدا الرعب على وجهه , و عاد هو لما كان يقوله

" لكنها عنيدة جدا برأس متحجرة , لدرجة الاستفزاز في كثير من الأحيان "



أنهى علي كلامه و نظر الى أخته , التي كانت تنظر اليه باهتمام ملتزمة الصمت

" ما بك ؟ لم تنظرين الي هكذا ؟ "




هزت علياء كتفيها , و أجابته بابتسامة غريبة

" لا شيء و لكن رأيك بها جميل جدا , كما لم يحدث مع أحد يوما ,
يجعلني أشعر بالغيرة منها ,

لم أعتقد أنها أخذت عقلك الى هذه الدرجة "



نظر اليها على بتهديد

" من هذا الذي أخذ عقلي ؟
أنا فقط أجيب عن أسئلتك , لا تبدئي تحليلاتك المجنونة "


و أشاح بوجهه الى الجهة الأخرى مجددا , و كأنه يهرب من نظراتها المتفحصة ,
لكن علياء لا تدعه و شأنه

" فعلا ؟ أنا أعرف أن أخي لا يتحدث عن أحد أكثر من خمس ثوان ,

الا اذا كان مهتما به أو يخطط لقتله , و أنت تتحدث عنها منذ نصف ساعة

ماذا هل ستقنعني أنك تكرهها ؟ "



استمر علي في نظرة الزجر و التهديد , رافضا الاجابة عن تساؤلاتها , مما دفع علياء الى التراجع

" حسنا لا بأس سأغير الموضوع , و هي ألم تقل شيئا ,
أقصد ما موقفها ناحيتك ؟

طالما أنك تقول أنها طيبة "




صمت علي قليلا مطرقا برأسه , تشنجت ملامحه و كأنه يفكر في أمر سيء , ثم أجاب بكلمة واحدة

" تكرهني " .






و أخيرا علياء هنا , و ستكون الكثير من التطورات بحضورها .

بارت مطول أتحفوني بآرائكم





😘💞💞







........




ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-10-20, 10:52 PM   #559

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

سلام عليكم 💞
كل عام و أنتم بخير و طيبين
اللهم صل و سلم على سيدنا محمد اشرف الخلق و خاتم الانبياء والمرسلين 💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹💖🌹💖


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-10-20, 10:54 PM   #560

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ظبية البان$ مشاهدة المشاركة
صباح الخير أسعد الله صباحك
وسنينك دايمة حبيبتي 💞
الفصل رائع وجميل ولا سيم بوجود كريم وأسيل
لا اعرف اعشق هذين الاثنبن اتمنى ان يجدا السعادة سريعا
أرى ان ملاك بدأ تتأثر اخيرا يا بخت علي
الا ان امامه الكثير بعد.
ليت عائلتها تسامحها وما بال والدها عنيد هكذا
سلمت يداك حبيبتي.
💖💖💖




يسلمك حبيبتي و يهنيك 💖💖
أنا أيضا احب كثيرا الثنائي كريم و اسيل 😉💖💖💖💖💖


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:19 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.