05-11-20, 02:28 AM | #651 | ||||
| حبيبتى ملك جميل انك تكونى ابنة بارة و تحققى حلم والدك و الاجمل انك تحققى حلمك ان شاء الله يكبر حلمك و تصبيحين من اشهر الاديبات صدقينى ما فيش اجمل من لغتنا يكفى انها لغة القران و لغة اهل الجنة ربنا يحقق كل احلامك و امالك شكرا على الرد | ||||
05-11-20, 06:51 PM | #652 | |||||
| اقتباس:
آمين حبيبتي شكرا على المشاعر الجميلة 💖💖💖🌹💖🌹 عندنا مثل جزايري يقول " اتبع كلمة الوالدين اذا ما ربحتش تخرج منها بخير " 😉 ربي يحفظ والدينا كلنا 💖💖💖💖 | |||||
05-11-20, 10:43 PM | #655 | ||||
| البارت الرابع و الثمانون اتهام 💔 " أنظري أمي " أرتها علياء الصور التي التقطتها لملك في المحل , و وضعت صفية نظاراتها لترى جيدا , و سرعان ما علا ثغرها ابتسامة رضا " تبدو جميلة و مختلفة هنا " رمقتها علياء بنظرة تذمر و عارضتها بابتسامة " جميلة فقط , ما بالك أمي تبدو فاتنة و الله " علياء كانت تشاغب والدتها , فهي تعرف أن ذوقها صعب للغاية , و مجرد قولها عن ملك جميلة , فذلك يعني أنها رائعة بالفعل . تمعنت المرأة في الصور , بعين انتقادية تماما كولدها و علقت " أكيد ستبدو جيدة بثوب مماثل , حسنا فقط لو ترتدي فساتين و عباءات , طوال الوقت لبدت جميلة دائما , لطالما كان جمال النساء , في ارتداء ما يظهر أنوثتهن , و ليس التشبه بالرجال في مظهرهن , لا أعرف فعلا كيف تحشرن أنفسكن , في تلك السراويل لساعات طويلة ؟ أنا متأكدة أنها تؤثر على الأنوثة و الانجاب بشكل ما " ألقت صفية بانتقادها اللاذع لمظهر شابات اليوم , فلطالما عرفت بتعصبها للباس الأنثوي الخالص . ضحكت علياء على تعليق والدتها و ردت عليها " زمننا غير زمانكم أمي , أنتن كنتن تستمتعن بالبقاء في المنزل , تعاملن كأميرات و تجدن راحتكن , في ارتداء كل ما هو جميل و أنثوي , أما نحن فالأمر غير ممكن , أخبريني كيف ستعمل ملك بعباءة , لست و ثلاثين ساعة متواصلة , الأمر سهل مع السراويل تكون مرتاحة أكثر " تفحصت صفية الصور مجددا و استرسلت " سعيدة لأنهما اتفقا أخيرا , و أنهيا القطيعة بينهما , المهم علياء ابنتي , ألم يخبرك شقيقك شيئا عن علاقته بملك ؟ أشعر أنه يخفي مصيبة كبرى " حاولت صفية استدراج علياء , لمعرفة السر الذي ينفيه علي طوال الوقت . لكن ابنتها كانت أكثر وفاءا لكلمتها لعلي " آسفة أمي , لن أكذب عليك هو أخبرني بالفعل الكثير من الأمور , لكن اعفني ليست خصوصياتي لأبوح بها لك , حينما يصير الوقت مناسبا , علي سيخبرك أنا متأكدة , لكن حاليا بامكاني أن أقول , أنه التقى امرأة تناسبه كثيرا , و علينا أن ندعو الله ألا يفترقا أبدا , المهم أمي أرجوك لا تتدخلي بينهما , علاقتهما معقدة كفاية لا ينقصها المزيد من التشابك " هزت صفية رأسها موافقة , و تنهدت بعمق قبل أن تضيف " أعرف أن البنت لا شائبة عليها , المشكلة في أخيك الذي لا يريد , أن يريح بالي و يحرك الأمور قليلا , رغم أنه غارق لأذنيه و يحاول الانكار , الا أنه يكابر بكل حماقة , و كلها سنوات تضيع من عمره و من سعادته , و كل ما أخشاه أن تعارض مريم , و يتعقد الأمر أكثر تعرفينه لا يحب احزانها " ابتسمت علياء على وصف والدتها الدقيق لعلي , فلا أحد غيرها يفهمه بقدرها و همست لها " لا أمي مريم لا تعارض أبدا , و سأفشي لك سرا لم تخبره حتى لأخي " " ماذا ؟ " سألت صفية بحماس و أجابتها علياء " أخبرتني أنها تتمنى أن تبقى ملك هنا , و أنها تتحرك بالفعل لاقناعها , بأن تكون زوجة لعلي و أما لرنا " " فعلا ؟ " شعرت صفية بغبطة عارمة , فلأول مرة تقف مريم في صف احداهن , لكن ملامح علياء تحولت الى اليأس , و هي تخبرها بأهم عقبة في الطريق " المشكلة في ملك نفسها , لا أعتقدها جاهزة لتقبل هذه المكانة , و لا البقاء هنا من الأساس " " أسأل الله أن يوفق بينهما , و يجمعهما في خير في أقرب وقت " دعت صفية من قلبها , و أمنت علياء على دعوتها " آمين أمي آمين , على العموم سنعرف أول البوادر , بعد عودتهما من العشاء اليوم " كانت علياء متفائلة جدا , بشأن مرافقة ملك لعلي هذه الليلة , و تنتظر بفارغ الصبر انتهاء العشاء لتهاتفها , و لم لا قد تجدهما قد اتفقا , و يحضران لزفاف حقيقي و شهر عسل , دون أن تعرف أن انفجارا مدويا , في طريقه الى الوقوع في المطعم . . . . " هيا لا داعي للتمثيل أيتها المثيرة , أعدك أنني سأرضيك أكثر مما يفعل هو , أنا أكثر ثراءا و صيتا منه , و أكثر خبرة في الفراش , أعرف أصلا أنك لست زوجته , أي ملياردير سيدع زوجته الشابة , تتجول هكذا دون خاتم زواج , لو كنت مكانه لوضعت طوقا على رقبتك , و ربطتك الى سريري ليل نهار " قال بهجت بوقاحة سافرة و لعق شفتيه بشهوة . اتسعت عينا ملك لثانيتين من الدهشة , لم تتوقع أن ينتبه هذا السافل , الى أمر خاص جدا كهذا , يبدو و كأنه يضعها تحت المراقبة , منذ دخولها ليتحدث بهذه الثقة . لكن سرعان ما تحولت نظرتها الى تحديق بقرف , و هي تجلس على حافة كرسيها بتحفز , و قد أدركت الآن فقط حجم خطئها , بعدم قبول الخاتم الذي قدمه علي لها , الآن فقط فهمت أنه كان يحاول , تجنب سوء فهم من هذا النوع , هو يعرف جيدا هذا المجال , و يعرف مدى وضاعة البعض , و أكيد خمن مسبقا امكانية حدوث ما يحدث الآن , لكنها كانت غبية كفاية لرفض الخاتم , و عدم الاصغاء اليه و اتباع عنادها الأحمق . استفاقت ملك أخيرا , و قد أدركت أن هذا البرميل الأصلع , يبحث عن علاقة آثمة معها , معتقدا أنها ستقبل لأنهما غير متزوجين فعلا , و سرعان ما اختطفت كأس العصير الملوثة , التي وضعها أمامها سابقا , و ألقتها على وجهه البغيض , كانت ترغب بصفعه بشدة , لكنها عافت لمس وجهه بأناملها , تشعر و كأنه يحمل وباءا معديا , كما أنه قد يستغل الفرصة للتمسك بيدها , و يحصل أمر أكثر انحرافا من طرفه . لذلك تمالكت ملك نفسها , ثم هددته بنبرة جادة و مستاءة , محاولة السيطرة على شعورها بالغثيان " اخرس أو سأخبر زوجي " لأول مرة تقول ملك عن علي زوجها , لم يبد اعترافا بالعلاقة بينهما , بقدر ما كان سلاحا مؤثرا , تحاول الدفاع به عن نفسها و شرفها , قالت ملك تهديدها بصوت واضح , و هي تحدق في أرجاء المكان , لربما تجد من ينقذها من هذا الحقير , لكن لا أثر لعلي دائما , كما أن كريم لم يعد الى مكانه بعد , و هي لا تثق في غيرهما هنا . الشخص الوحيد الموجود هي سكرتيرة هذا الحيوان , و التي تجلس مثل الحائط تلتهم طبقها , فرغم أنه كان واضحا أن مديرها يتحرش بها , الا أنها لم تبد أية ردة فعل . مسح بهجت قطرات العصير , التي أغرقت وجهه و قميصه , دون أن تختفي تلك الابتسامة المقززة من على وجهه , كانت عيناه تلمعان بشر عارم , يكفي لاحراق العالم كله , و كان يزمجر و كأنه سيلقي كيس قمامة في وجهها . برؤية تلك الملامح توجست ملك شرا , و قررت انقاذ نفسها قبل فوات الأوان , فلم يبد عليه أنه سيتراجع عن انحطاطه قريبا , لذلك همت بالمغادرة بحثا عن علي , هو من أحضرها الى هنا , بعدما ضمن لها ألا يعترض طريقها أحد , و هو من عليه أن يتصرف مع ضيفه قليل المروءة . لكن بمجرد وقوفها من مكانها , فاجأها الرجل بأن ضحك بهستيرية كبيرة , ثم مد يده و أمسك معصمها بشدة أوجعتها , ليبتسم بعدها بطرف فمه و يقول بصوته المقزز , ما لم تفكر فيه ملك , و لو في أسوء كوابيسها " فعلا ؟ هل تعتقدين أنه لا يعلم ؟ في رأيك لم أحضرك هنا بكل هذه الزينة و التأنق ؟ لم تركك معي وحدنا و انصرف , مدعيا الانشغال بالعمل , و نحن هنا أصلا من أجل العمل ؟ " شلت كل حواس ملك لما قاله الرجل , و شعرت بدوار في رأسها و تخدر في رجليها , و قد نسيت أصلا أنه يحتجز رسغها في يده القذرة , حتى أنها توقفت عن محاولتها المغادرة , علا وجهها مائة تعبير في ثانية واحدة , صدمة دهشة ألم عدم تصديق , و أسوؤها خيبة أمل موجعة حد الموت , شعر بهجت بالرضا لرؤية ردة الفعل هذه , استغل بعدها تصلبها و جال لثانيتين , بعينيه على وجهها و صدرها , نظرة قلبت معدة ملك , و جعلتها ترغب بالاستفراغ على وجهه اللعين , لكنها كانت خارج أية محاولة للتركيز و التصرف , كانت تحدق اليه بعينين تائهتين مستجديتين , و كأنها تنتظر منه بعض الرحمة , ليخبرها أنه يمزح أو أنها مجرد كذبة , فلم يكن بامكانها تصور , أن علي بهذا الانحطاط و القذارة , ليعاملها كسلعة رخيصة كما يقول هذا الرجل . لكن بهجت كان أبعد ما يكون , عن الرأفة بها و التراجع فيما تجرأ و قاله , بالعكس أضاف الزيت على النار , و أكد لها ادعاءاته السافلة بلهجة ساخرة " تو تو تو , لا يعقل أنك لا تفهمين عليه , هو فقط يريد افساح المجال لنا أيتها الجميلة , حتى نتفاهم سويا فيما يرضيني , هل تعتقدين أنه سيغامر بخسارة صفقة مهمة , فقط من أجل مجرد مرافقة نكرة ؟ " بهجت رجل ذكي جدا و بخبرة عتيقة , و قد التقط الاشارات منذ دخول ملك برفقة علي , و لم تنطل عليه قصة أنهما زوجين مغرمين , التي حاولا تمثيلها لثانية واحدة , هو لاحظ أنهما لا يتصرفان بحميمية كزوجين حقيقين , لم ير علي يلمس ملك لمرة واحدة , غير مسكة يدها التي أجفلتها بطريقة واضحة , تنم عن عدم تعودها على الأمر , و التي بدت محاولة استعراضية من غريمه , لاظهار تملكه نكاية في تعليقه المستفز المتعمد , فقد أراد بهجت منذ البداية تصنيف ملك , ان كانت زوجة أو عشيقة أو نكرة , حتى يعرف ان كان سيتقرب منها أو سيكتفي بالتفرج . فرغم أن علي كان يتصرف بحب اتجاهها , الا أنه لم يتعد حدود اللباقة , كسحب الكرسي لها أو عرض طعام معين عليها , ملك أيضا كانت تبادله الاحترام لا غير , كانت تتوتر كلما قام علي بأمر حميمي تجاهها , اضافة الى أن نظراتهما لبعضهما بدت غريبة و مرتبكة , و جاءت ملاحظة الخاتم في الأخير لتؤكد ظنونه , و بالفعل سرعان ما استنتج , بعقله المريض أنها مجرد مرافقة , قد تكون مدفوعة الأجر أو تسديه معروفا , و أعلن علي عنها أنها زوجته دفعا للاحراج , خاصة أنه يشاع عنه أنه زير نساء بامتياز . و بالتالي فقد اعتقد , أن لا بأس في تجريب حظه , فقد يحظى بليلة صاخبة و مثيرة مع هذه الحسناء , تنعش قلبه الذي يشعر بالملل منذ مدة , و من يدري قد يصاحبها لوقت أطول ان أعجبته ؟ لن تكون أول مرة على أي حال , هو متعود على اختطاف مرافقات شركائه , و عادة ما يحصل على مراده في النهاية دون أية تعقيدات . كان الكلام المبتذل الذي قاله الرجل , مثل سكاكين غرسها في قلب ملك , مثل سم نفثه في دمها , و تركها تحتضر تحت تأثيره , جف حلقها و بردت يداها , و كأن القاعة غرقت في جو جليدي غلفها , و كعادتها في المواقف البائسة , اغرورقت عيناها بالدموع , لم تعرف ان كانت دموع غضب أو حزن , أو دموع حقد على نفسها قبل غيرها , تصاعدت صرخة مكتومة في صدرها , كادت توقف قلبها دون القدرة على اطلاق عنانها , صرخة غدر و امتهان لكرامتها , حاولت ملك جهدها تمالك نفسها دون جدوى , فقد شحب وجهها و ارتجفت أوصالها , تحت الأنظار المتفحصة من قاتلها , نعم فبهجت اغتال أية نية طيبة و تعاطف , قد شعرت بها نحو علي يوما , و خنق الثقة الهشة التي قررت اعطاءها له هذه الليلة . و كان كل ما قدرت على فعله , هو المبادرة بافتكاك يدها عنوة للمغادرة , فأي حديث قد تبادله اياه , سيحط من احترامها لنفسها أكثر مما حصل , و هي لا تعرف حتى ان كان عليها انكار أمر , هي نفسها غير متأكدة من صحته من عدمها . لكن الرجل زاد تمسكه بمعصمها , ليدس شيئا في يدها و يضغط عليه بقوة , و لدهشة ملك كان مفتاحا الكترونيا ثم همس لها بثقة مع غمزة من عينه " الجناح الثامن في فندق فينوس , سأنتظرك الليلة في العاشرة , لا داعي لتغيير زيك يعجبني كثيرا , لا تتأخري " أطلقها بعدها مع ابتسامة خبيثة , و غادر عائدا إلى مكانه الأصلي , لينسجم مجددا في حديث مع سكريتيرته . تسمرت ملك مكانها كتمثال شمعي , حدقت مطولا إلى البطاقة في يدها , و بدر على ذهنها أمر واحد " نفس الفندق الذي التقت فيه علي أول مرة , و نفس الفندق الذي رأته فيه مع زوجته التي طلقها , و الآن هو يرسلها الى هناك لمقابلة شركائه و امتاعهم " بدأ تنفس ملك في التسارع , ضاق صدرها و كأن صخرة جثمت عليه , كانت و كأنها على وشك الاصابة بنوبة ذعر , و قد تجمعت الدموع في عينيها سريعا , و أصبحت رؤيتها ضبابية و غائمة , وهنت ركبتاها لدرجة أن مدت يدها للتمسك بالكرسي , خشية أن تخونها قدماها و تقع أرضا , لم تعرف ملك ماذا عليها أن تفعل , و كأنها أصيبت بتشوش ذهني شل حركتها , بعد أن أدركت أي فخ قذر وقعت فيه بارادتها , هي كانت تفكر قبل لحظات بالاستنجاد بعلي , لكنها لم تعد واثقة ان كان سينصفها , أو سيأخذ بيدها ليوصلها بنفسه الى الفندق المشؤوم . استمر الأمر لخمسة دقائق كاملة , استمرت فيها ملك بالوقوف , دون أن تظهر عليها أية بوادر للحياة , كانت تقف و كأنها أسلمت روحها , مع آخر كلمات قالها النذل أمامها , لكنها سرعان ما استجمعت قواها , و تحركت من مكانها راكضة ناحية الحمام . . . . عاد كريم إلى القاعة بعد انهاء مكالمته , ألقى نظرة على مكان أسيل , التي لم تعد بعد الى كرسيها , ثم سأل النادل الواقف لدى الباب عن ملك , فأخبره أنه رآها تدخل الحمام هي الأخرى قبل قليل , بالنسبة له ملك فرد من العائلة , و حمايتها مسؤوليته تماما كما هي حماية علي . بعد ثوان عاد علي هو الآخر من الشرفة , يتبعه سالم المنتشي باللقاء الناجح ، و الذي استغرب عدم عودة ابنته بعد من الحمام , و هي التي غادرت منذ مدة طويلة ، لذلك استأذن لإلقاء نظرة عليها و غادر . بهجت الذي كان يجلس مكانه , بكل رصانة و كأن شيئا لم يكن ، أشعل سيجارا و بدأ يدخن بتأن و هو يحدث سكرتيرته , بمجرد أن صار علي بقرب كريم , سأله عن ملك و هو أشار له أنها في الحمام , فاطمأن و جلس مكانه مجددا ، دون أن يشك بما حصل في غيابه . مرت دقائق أخرى و بدأ كريم يشعر بالقلق , لتأخر أسيل في العودة , خصوصا أن سالم لحق بها , و هو يعلم كم أنه رجل فظ , و سيء التعامل مع ابنته , لذلك حزم أمره , و قام ببطء من مكانه ليلحق بها , و هو يشعر بعدم الراحة يجتاح قلبه ، بما أنه كان متأكدا أنها تتعرض للتعنيف في البيت ، أراد فقط أن يطمئن و يلقي نظرة . في مدخل الحمام التقت أسيل و ملك ، الأولى مغادرة بعدما اتصل والدها على هاتفها , نهرها و طلب منها المجيء فورا , و الثانية تهم بالدخول تجر خيبتها و آلامها , كانت كل واحدة منهما تغرق في همها الخاص , تفكران بنفس النوع من الورطة , فأسيل يعرضها والدها و ملك يعرضها من يقول أنه زوجها , و دون أن تتبادلا أي حديث , اكتفتا بتبادل النظرات الصامتة و افترقتا . بمجرد أن دخلت ملك الى الحمام ، فتحت صنبور الماء و بدأت في غسل وجهها , دون اعتبار للماكياج الذي كانت تضعه , بدأت دموعها التي كتمتها , في طريقها إلى هنا في الانهمار ، فيما كانت تحدق إلى وجهها في المرآة ، تحاول تهدئة نفسها أو جلدها " الام تنظرين ألا تصدقين ما سمعته ؟ " سألت نفسها و غص قلبها بألم هزت رأسها بتيه و همست " لا غير صحيح تلك كانت كذبة وقحة ملك , علي رجل عصبي و غاضب طوال الوقت صحيح ، و لكنك في بيته منذ أشهر ، لم يحاول أن يلمسك يوما , لم يفرض عليك نفسه يوما , فكيف يجرك إلى هنا , من أجل ما يقوله هذا الرجل المنحط ؟ " حاول منطق ملك و عقلانيتها التبرير لعلي , و لكن جانب آخر من قلبها كان معارضاً و متألما بشدة " بلى أيتها الحمقاء ، و لم سيكذب و أنت أدرى منه , بالوضع الحقيقي المشين بينكما ؟ هو لم يرك يوما إلا مجرد امرأة رخيصة ، يحاول استغلالها و رميها بعيدا , كقميص متسخ استعمله و سئم منه , أنت بالنسبة له مجرد منحرفة لا تساوين شيئا , يقرف حتى من النظر اليها ، و بالتالي فبإمكانه التصدق بك لأول عابر سبيل " انهمرت دموعها مجددا بغزارة , و قد آلمتها الفكرة المشينة ، و أطلقت صرخة مكتومة كادت تشق حنجرتها , و عاودتها أفكارها المعارضة بخجل كبير " لا يفعلها ملك لا يمكنه , أنت رأيت أخلاقه مع الجميع , هو يقول عنك زوجته , لن يهين نفسه بما سمعته " وضعت ملك يديها على أذنيها , تخرس الصوت المدافع عن علي , و الذي بدأ يشعرها بالغضب الشديد من نفسها " اخرسي اخرسي اخرسي , أنت حمقاء غبية دون عقل و دون كرامة " نهرت ملك المتألمة ملك المسالمة بشدة , و ابتسمت بسخرية على صورتها البائسة , ثم صرخت في المرآة , تجلد نفسها بقسوة مجددا , قاطعة الطريق على طيبة قلبها , و حسن ظنها بمن لا يستحق " طبعا أنت الحمقاء لأنك سمحت له بالتفكير في ذلك , أنت الغبية لأنك وثقت فيه دون تردد , هل نسيتي رأيه العظيم بك ؟ هل نسيتي كل تلك الاهانات و الاذلال , الذي أغرقك به في كل مناسبة ؟ كيف نسيت فجأة أنك محتجزة هنا بسببه ؟ و متهمة بأمر لفقه لك , ضيع شهورا من عمرك , و خلق فرقة مع والديك ؟ و رغم كل ذلك تتصرفين و كأنك امرأته ، و تعتقدين جدية أنه أحضرك هنا كزوجة له ؟ هذا خطؤك ملك خطؤك بالكامل , لو لم تقبلي المجئ إلى هنا معه ، لما فكر بأنك سهلة لمقايضتك مقابل صفقة , أنت بالنسبة له أرخص بكثير , من أن يعتبرك زوجته أيتها البلهاء " لامت ملك نفسها بقسوة ، و بكت بحرقة دون أن تعرف ما عليها فعله ، في هذا الوضع المهين الذي وضعها فيه علي , الألم و خيبة الأمل اللذين كانت تشعر بهما ، كانا أكبر من محاولة ايجاد أعذار أو كلمات مناسبة ، لتبرير ما حصل قبل قليل ، فقد بدا ذلك الرجل واثقا من كل كلمة قالها ، اتهامه لعلي لم يكن مزحة , لم يبد عليه التهور و فعل أمر كهذا , دون الحصول على الضوء الأخضر منه . وضعت بعدها ملك يديها على وجهها ، و دخلت في نوبة بكاء حادة . . . . خارج الحمام التقت أسيل بوالدها الغاضب ، الذي جعلته ينتظر كثيرا ، و قد كانت تحاول تهدئة أعصابها في الداخل , حتى تقدر على الاستمرار , في رؤية كريم دون أن تجهش بالبكاء , بمجرد أن لمحها سالم أمسكها من ذراعها , و دفعها بقوة إلى أن ارتطمت بالحائط خلفها , آلمتها الضربة في كتفها ، لكنها لم تتفوه بكلمة , هي تعرف هذه الملامح على وجه والدها جيدا ، و هي أعقل من أن تستفزه أكثر . في هاته اللحظة بالذات , غادر كريم قاعة الأكل ، و تفاجأ بما يجري في آخر الرواق الذي يقف فيه , شله المشهد و لم يستطع التقدم , خطوة واحدة و لا حتى التراجع . في الطرف الآخر لم يبذل سالم , أي مجهود لخفض صوته ، أو كبح غضبه و التظاهر بالهدوء , فلا يوجد هنا من يستحق أن يمثل أمامه , كان يقف هناك يؤنب أسيل بشدة ، و يضرب على جانب رأسها , من وقت إلى آخر بأطراف أصابعه ، لدرجة أنها كانت تنحني إلى الجانب ، ثم تعاود الاستقامة مجددا ، في استسلام تام دون أن ترد عليه بكلمة واحدة . " ما الذي تعتقدين أنك تفعلينه ها ؟ لم تحرجينني و تتصرفين بتهور ؟ هل تعتقدين أنك لا زلت طفلة ، للمجيء و الاختباء في الحمام ؟ أكيد خرقاء مثلك لا يناسبها إلا هذا المكان لتبقى فيه " أخذ سالم أنفاسا متسارعة , محاولا جهده السيطرة على غضبه و أضاف " أرأيت المرأة المثالية التي اختارها ؟ لولا تصرفك بطفولية و مغادرتك ذلك اليوم ، لكنت مكان تلك المرأة الآن , أنظري اليها ماذا ترتدي , و كيف يعاملها زوجها كالملكات , فيم أنت تستمرين بالعناد و الرفض , علام لا أدري ؟ لا مال و لا جمال و لا حتى ذرة عقل , لا تستحقين رجلا في مثل قدره خسارة فيك " قال سالم منتقدا ابنته بقسوة بالغة , و كانت هي تكتفي بالتحديق الى الأرض تزم شفتيها . برؤية سلبية تفاعلها معه استرسل سريعا " أو ربما أنك تشعرين بالسعادة لأنه تزوج ؟ ابنتي و أعرفك غبية و بليدة و لا تعرفين مصلحتك , أعلم أن غبائك هذا الذي ورثته عن والدتك ، هو من سيجعلك تبقين عانسا لوقت طويل , فمن سيرغب بفتاة بنصف عقل مثلك ؟ لا تتوقعي أبدا أن تحصلي على رجل مناسب يقبل بك ، سأكون مسرورا جدا لاعطائك لأول من يطرق الباب ، حتى لو كان عجوزا شحاذا ، يكفي أنه سيريحني منك " كانت أسيل تقف هناك بكل ثبات ، تلتزم الصمت و لا ترد على والدها ، الذي نفس عن غضبه فيها , هي متعودة على ما يقوله منذ وقت طويل ، ليست المرة الأولى التي تتلقى فيها هذا النوع من الإهانات ، رغم أن أكثر ما يؤلمها هو حديثه عن والدتها المتوفية ، و لكنها لا تملك بما ترد ، فقد يصبح العقاب أكثر عنفا و حدة . لكن من كان مصدوما بالفعل , هو كريم الذي تجمد مكانه ، و قد بدأ يشعر بالغضب يتصاعد في داخله ، يحاول أن يضبط نفسه , حتى لا يركض و يمسك سالم من رقبته ، و يخنقه حتى يسلم روحه . استمع كريم لكل كلمة , بدهشة كبرى و هو لا يصدق ، أن الرجل الذي كان يقول عن أسيل قبل قليل أميرته ، أكثر من مرة على العشاء , و على مسمع الجميع , يعاملها الآن بهذا الاحتقار و العنف , حتى أنه يلومها لأنها لا تجاريه , في صفقة بيعها الرخيصة . كان كريم يضم قبضتيه بشدة , و يطلقهما لتفريغ شحنة غضبه , مانعا نفسه بالقوة من التدخل ، و لكم الرجل السافل في منتصف وجهه ، أو ربما اقتلاع عينيه و قلبه , عله يشفي غليله منه , لكنه كان يردد لنفسه أنه والدها " ماذا ستخبره إن تدخلت ، أو إذا علم أنك على معرفة سابقة بها ؟ ستكون عقوبتها أسوء ، إذا تدخلت بتهور الآن ، فأسيل هي من سيدفع ثمن ذلك , هل نسيت منظرها تلك الليلة في المشفى ؟ " أغمض كريم عينيه لثانيتين , يحاول استحضار تلك الصور لها , و هي تتألم فوق السرير مكدومة في كل مكان , و التي حفرت عميقا في ذاكرته , مستعينا بها لتبريد نيران مستعرة , تدعوه الى التدخل و اختطافها من هنا . كان كريم يحاول جاهدا أن يهديء غيضه ، لكن ذلك لم يمنع قلبه , من الشعور بالاستياء الشديد و الألم , عبس بشدة و هو يحدق في وجهها متسائلا " لم هذه الفتاة متعثرة الحظ هكذا ؟ لم يلومها الكل على ما يحصل في حياتهم ؟ لم تسول لكل شخص في حياتها نفسه ، أن يرفع يده عليها ؟ و هي لم لا تدافع عن نفسها ، لم لا ترفع صوتها و يدها كالجميع ؟ لم تقف هناك ككيس ملاكمة , تتلقى الضرب بكل هدوء و استسلام ؟ " فيم كريم غارق في تذمره ، كان سالم قد أنهى موشحه ، بامساك ذقن أسيل بين أصابعه بشدة ، و رفع رأسها ناحيته ليقول بصوت مهدد " أنت لم لا تنظرين إلي ؟ لم لا تردين علي حينما أسألك ؟ و تضعين رأسك بين رجليك كالنعامة ، أخبرتك ألف مرة ألا تتجاهليني و أنا أكلمك ، أو أنك أصبحت خرساء ، إضافة الى كونك غبية " بمجرد أن رفعت أسيل رأسها ، استجابة لتأنيب والدها المستاء ، حتى وقعت عينيها في عيني كريم الغاضب ، الذي كان يقف على مقربة , و لم تنتبه الى وجوده إلا الآن . حدقت أسيل إليه بعينيها المتلألأتين بسبب الدموع ، التي كانت على وشك النزول لكنها تحبسها ، حتى لا تثير حنق والدها أكثر , و تمعنت في هذا الوجه البارد عديم الملامح ، الذي يقف هناك بصمت , ليشهد على موقف محرج آخر في حياتها . يا لسخرية القدر فمنذ أول مرة التقيا فيها ، استمر هذا الرجل التمثال , في حضور أسوء مواقف حياتها احراجا , من ركوبها معه خطأ في سيارته , و بكائها كطفلة حتى اضطر لشراء الكعك لاسكاتها , إلى ملاحقته في المطعم , و التعرض للتحرش تحت أنظاره ، وصولا الى الحادثة التي تعرضت فيها للاهانة ، على يد ندى و خطيبها ، لولا تدخله و اخراجها من هناك . و الآن ها هو يقف هناك مراقبا الفتاة الغبية ، التي اعتقدت لوقت طويل أنه مجرد سائق ، و أحرجت نفسها باكتشاف الحقيقة قبل قليل ، تتعرض للتأديب كطفل من طرف والدها . لكن ما آلمها أكثر هو السخرية , التي تجول في عقله الآن منها ، أكيد هو يعتقد أنها مجرد فتاة رعناء , تستحق ما يحصل معها و أكثر , و أكيد هو أخبر علي بكل تلك المواقف ، و ربما ضحكا سويا لساعات على تفاهتها . كانت نظرتها متألمة و غريبة ، لم تكن نظرة احراج فقط ، و لكنها نظرة عتاب و لوم و كأنها تقول له " ماذا الآن ؟ هل يعجبك أن ترى الفتاة الغبية ، التي اعتقدتك مجرد سائق تتعرض للتأديب ؟ " لكن أسيل كانت مخطئة ، فآخر ما يشعر به كريم الآن , هو الرضا عما يراه , فقد كان قلبه يؤلمه و دمه يغلي ، لرؤيتها في ذلك الموقف , و لولا خوفه عليها لأدب سالم هنا , بطريقة أسوء مما فعل مع ابنه . بعد برهة انتبه سالم , أن ابنته تحدق إلى مكان ما , خلف ظهره في آخر الوراق , بتتبع نظراتها رأى كريم يقف هناك ، يضم قبضتيه بشدة و وجهه يعلوه الاستياء , كما أن عروق رقبته بارزة ، و كأنه يستعد للهجوم على أحدهم . شعر سالم بالارتباك فجأة , لأنه لم يعرف منذ متى , هو يقف هناك و يراقب ما يجري ؟ و لكنه تمالك نفسه بنفاقه المعروف ، و حاول التغطية على الموضوع , بأن أشار له بيده " مرحبا كريم , أتيت لألقي نظرة على طفلتي ، اعتقدت أنها فقدت وعيها في الحمام هاها " و بدأ بالضحك بصوت عال , و لكنه توقف مباشرة و تنحنح ، بعدما أدرك ملامح كريم المتجمدة , و نظرته المستهجنة التي لم تتفاعل مع مزحته السمجة ، و فهم أخيرا أنه أحرج نفسه . استغلت أسيل فرصة انشغال والدها بالتمثيل أمام كريم ، و مرت خلف ظهره بخطوات مسرعة ، عائدة الى قاعة الطعام ، تحت أنظار كريم المتأملة و المتألمة ، و الذي كان يرغب في مد يده و احتضانها لمواساتها ، لكنه لجم نفسه المهتاجه , حتى لا يتسبب لها بمشكلة أكثر مما حصل . كانت أسيل تريد مغادرة المكان ، فهي لم تعد تتحمل ما يحصل , لكنها تعرف أن ذلك سيؤزم الوضع مع والدها و يزيد غضبه منها ، لذلك قررت العودة الى هناك و الجلوس بهدوء ، حتى ينتهي العشاء و يغادرا سويا . وقف سالم مكانه دون أن يدري ماذا يفعل ، و كريم يرمقه بنظرات قاتلة و حاقدة ، و كل ما كان يرغب به , هو أن يجره إلى طاولة الطعام ، و يغرس سكين الفاكهة في رأسه ، حتى يبقى مخه هناك و يشفي غليله . لكنه لملم حرجه و اكتفى بالانصراف , دون أن يكلف نفسه عناء الاستئذان ، من أمام الرجل الذي أرعبه منظر وجهه المتجهم , أخذ كريم أنفاسا عميقة , ثم تقدم بخطى بطيئة ناحية حمام الرجال , لكن بمجرد أن لاحظ سالم يعود إلى غرفة الطعام ، حتى توقف مكانه و اتكأ على الحائط ، ألقى رأسه الى الخلف باسترخاء , محاولا استجماع أفكاره المشتتة . هو يريد فرصة فقط للحديث مع أسيل ، سيكون ممتنا جدا حتى لو كانت لعشر دقائق ، نظرتها قبل قليل أشعرته بالذنب ، لأنه ابقاها في الظلام بخصوص هويته , صحيح هو لا يحب أن يطلع أحد على حياته الخاصة , لكن أسيل بوضع خاص جدا , و عليها أن تفهم أنه لم يقصد أبدا استغفالها , هو لا يعرف لم لا يتحمل , أن تتألم تلك الفتاة بسببه ، هو لم يبال يوما بما يشعر به الآخرون ، لكن الوضع مع أسيل مختلف ، فهي تحتل حيزا كبيرا مما يشغل باله و قلبه , لكنه يقف مكتفا لا يجد مخرجا . فكر كريم في الاتصال على هاتفها , بما أنه يملك رقمها منذ ليلة الورشة , و يطلب منها الخروج ليراها لبعض الوقت , لكنه تراجع لأنها لا تعرف بوجوده معه , و قد يسوء ظنها أكثر به , و تعتقده مترصدا مريضا , فآخر ما يحتاجه الآن اضافة اتهامات أخرى , الى اللائحة اللعينة التي تحملها عنه . فيم كريم غارق في تفكيره ، فتح باب حمام السيدات المقابل له , و خرجت منه ملك بتأن , و قد بدا وجهها متعبا و شاحبا ، و تغيرت ملامحها المشرقة , التي علت وجهها مساءا الى أخرى باهتة و مهمومة , استقام كريم مكانه , و كالعادة لا يتدخل في أمر لا يخصه ، لكن ما حرك فضوله فعلا كان اتجاه سيرها ، حيث كانت ملك تغادر ناحية الدرج الى خارج المطعم , و لم تكن تتجه عائدة الى قاعة الطعام . فما كان منه الا أن لحقها بخطوات متأنية و حاول تنبيهها " سيدتي هذا طريق الخروج ، قاعة الطعام في الاتجاه الآخر " قال و هو يقف على بعد خطوات خلفها ، اعتقادا منه أنها ضيعت الطريق ، خاصة أنها لا تحمل حقيبة يدها معها لكن لم يبد على ملك أية ردة فعل ، سوى أنها رمقته بنظرة باردة تقول " لا دخل لك " و أكملت سيرها باصرار . ملك بعد أن أنهت رثاء عزة نفسها في الحمام , حزمت أمرها و قررت المغادرة من هنا دون رجعة , هي لن تبق مع هذا الوغد , تحت سقف واحد مهما كلفها الأمر , حتى لو نامت على الرصيف لن تعود الى بيته معه , هي وصلت حدها من علي و ألاعيبه , ضاقت ذرعا بكل الشرك الذي أوقعها به , و عليها أن تتحلى ببعض الشجاعة و تضع حدا لابتزازه , قررت ملك أنها لن ترضخ لتهديده بعد الآن , بامكانه أن يفعل ما يريد , فالسجن أهون عليها من التحول الى بائعة هوى . هنا انتبه كريم الى عينيها الباكيتين ، و أدرك أن الموقف مثير للشك ، فما كان منه إلا أن مد يده أمامها ليوقف حركتها , لم يرد أن يمسك بذراعها ، ليس فقط لأنها حركة غير لائقة ، و لكن لأنه لا يحب التواصل الجسدي مع الآخرين , و هو اذا قرر امساك أحدهم ، فسيكون لضربه لا غير . بعد هذه الحركة توقفت ملك مكانها ، لكنها لم تبد أية نية للعودة ، فما كان منه إلا أن سألها باهتمام " سيدتي هل أنت بخير ؟ هل هناك مشكلة ؟ " لم ترد ملك على سؤاله بكلمة ، لكن دموعها خانتها و انسكبت بغزارة على وجنتيها , و كأنها تقول الكثير من معاناتها تفاجأ كريم لما يراه و قطب جبينه , فرغم أنه يلازم علي طوال الوقت ، و رغم أنه أكثر شخص اطلاعا , على ظروف تواجد ملك هنا ، إلا أنه لم يسبق له أن رآها باكية , هو رآها غاضبة ساخطة مصدومة ، حتى أنه رآها سليطة اللسان مجنونة , و لكنه لم يرها يوما منهارة هكذا . أدرك كريم أخيرا أن الوضع , جاد جدا و لا يبشر بخير ، و أن عليه إعلام علي للتدخل ، فهو ليس بيده شيء يفعله , لذلك و دون انزال يده من أمامها خشية مغادرتها ، أخذ هاتفه من جيبه و اتصل على علي . في الطرف الآخر كان علي يدردش دائما مع بهجت , بمجرد أن رن هاتفه مظهرا رقم كريم الخاص ، حتى رفع رأسه و جال بنظره في القاعة ، معتقدا أنه موجود هناك ، و هو يحاول استدعاء انتباهه بالاتصال عليه ، لكنه لم يلمح له أثرا . عاد علي و فتح الخط و أجاب " نعم ؟ " أجاب كريم مباشرة بصوته الأجش " علي السيدة ملك تعاني من أمر ما و تريد المغادرة " " أين أنتما ؟ " قطب علي جبينه و سأل بتوجس " في الرواق أمام حمام السيدات " كريم لم يخبر علي أن ملك تبكي ، لأنه يعلم أن الأمر سيفزعه , لذلك تركه يكتشف الوضع بنفسه , و قد خالجه شعور سيء , بأن خطبا خطيرا على وشك الوقوع . غادر علي مسرعا باتجاه الرواق حيث أشار كريم , في البداية اعتقد أنها تشعر بالملل , و تريد المغادرة بعدما تركها وحدها هناك و انشغل بالعمل , لكن بمجرد أن أصبح أمامها , و رأى وجهها الباكي توقف قلبه خوفا , و لجم لسانه عن السؤال مباشرة . حرك علي رأسه بتساؤل لكريم , الذي هز كتفيه معلنا جهله لما يجري , فما كان منه الا أن اقترب منها قليلا ، بعد أن ابتعد كريم خطوتين الى الوراء دون أن يغادر ، فحدسه أخبره أن هناك مصيبة على وشك الحدوث . " ما بك ملك ؟ لم تبكين ؟ هل أنت مريضة ؟ " سألها علي بصوت هامس مراع , محاولا فهم ما يجري بمجرد سماع صوته حدجته ملك , بنظرة حقد و غضب عارم ، أصبح علي يحفظها كما يحفظ اسمه , و دون أن تجيبه , أكملت طريقها للخروج متجاهلة كلامه . لكن علي تقدم و أوقفها مجددا ، بأن أمسك بذراعها بلطف هذه المرة , فيما بدأ صبره ينفذ ، تكلم علي ثانية , و قد أصبحت نبرة صوته أكثر استياءا ، معتقدا أنها واحدة من نوبات تمردها ، و هو ليس متفرغا الآن لجدالها المجنون " الى أين تذهبين ؟ أنا أسألك ما خطبك ؟ أجيبيني " بمجرد أن أنهى كلامه ، دخلت ملك في وصلة بكاء حادة , و هي تطأطئ رأسها و تلتصق بالحائط ، ردة فعل صدمت علي و حتى كريم " أنت لم تبكين أجيبيني ؟ ما الذي يحدث معك ؟ " أصبح صوته أكثر قلقا , و قد وقع قلبه في قدميه . و أخيرا نطقت ملك بعد أن رفعت عينيها ، و رمت علي بنظرة حقد أخرى , استلت مرفقها عنوة من يده , ثم نفثت في وجهه , كل الكلام المسموم الذي آلم قلبها " كنت أعلم أنك رجل دون أخلاق و عربيد ، و لكن لم أكن أدرك أنك ديوث أيضا ، عديم الكرامة يقايض زوجته بصفقة " و بدأت بالبكاء بحرقة مجددا , لدرجة أنها كانت تشهق , واضعة يدها على فمها لكتم صوتها . ما قالته ملك نزل كالصاعقة على أذني علي ، و همس متسائلا غير مستوعب , و قد تجمدت ملامحه و اتسعت عيناه " ماذا ؟ " فنبرتها المتهمة آلمت قلبه , أكثر من أية مرة سابقة هاجمته فيها , فهي تمس كرامته و شرفه , و ليس مجرد انتقاد لتصرفاته أو شخصيته . أضافت ملك بعدها بغضب , و قد تصاعد حنقها مجددا , و قررت أن تشفي غليلها فيه قبل أن ترحل " ماذا هل اعتقدت أنني لن أعلم بالأمر ؟ أو ربما فكرت أنني صدقت أنك تريدني مرافقة لك , في سهرتك الماجنة هاته ؟ " علا صوتها المستاء , و الذي زاد علي تشوشا , و عاد للضغط على ذراعها رغم تمنعها " ملك توقفي عن التحدث بالألغاز , و أخبريني ماذا تقصدين ؟ " أخذت ملك نفسا عميقا , و حدقت الى عينيه بتحد و أجابته " إذا أردت أن تعرف ماذا أقصد , فما عليك الا أن تذهب الى هنا , في العاشرة بنفسك و سترى " و ألقت على وجهه بطاقة الجناح , التي دسها بهجت عنوة في يدها , و التي كانت تصرها بين أصابعها لا شعوريا طوال الوقت , لمست البطاقة وجنته ثم سقطت على الأرض , لتلاحقها عيون علي المشتعلة , و سرعان ما تعرف عليها , كيف لا و هي بطاقة فندقه , و مما يراه الآن لا يمكنه إلا أن يفهم أمرا واحدا , من كل ما قالته ملك للتو " أن الشخص الذي أعطاها البطاقة , طلب منها ملاقاته هناك في العاشرة , و مما لا شك فيه أن هذا الشخص أحد الحضور لكن فقط بهجت و سكريتيرته , من حصلوا على غرف في فندقه , إلا أن هذه الأخيرة حصلت على غرفة عادية , و البطاقة لجناح كامل أخذها .. " جحظت عينا علي عن آخرها , و هو يحدق الى البطاقة , التي تقبع عند قدميه , بعدما استنتج أنها لبهجت , و حاول استيعاب الأمر دون جدوى . كريم أيضا صدم للأمر ، فقد بدا واضحا أن بهجت تحرش بملك ، و عرض عليها أن ترافقه , حينما انشغل علي مع سالم قبل قليل . " يا الهي " تمتم كريم بعدم تصديق غلى الدم في عروق علي , و ارتجفت يداه بسبب ثورة غضبه ، و سرعان ما رفع عينيه الساخطتين من على الأرض , و حدق في وجه ملك الباكي ، متنقلا بين عينيها بصدمة واضحة . تسارعت نبضات قلب علي , و هو لا يعرف بما يجب أن يفكر , فقد قفزت كل الأفكار السوداء الى رأسه , عما يكون بهجت فعله معها , لتصل الى هذه الحالة المزرية , و شعر بأن قلبه سيخرج من صدره . برؤية شرارات الغضب تتطاير من عينيه , توقفت ملك فجأة عن البكاء , فهذه ليست ردة الفعل التي توقعتها " ألم يكن هو من وافق , على استعمالها في هذه الصفقة ؟ ألم يجلبها الى هنا كهدية فوق البيعة ؟ " كانت ملك تتوقع أن ترى ابتسامته الساخرة المستفزة , و تسمعه يقول ما يردده على مسامعها لمدة طويلة , عن أنها امرأة منحطة دون أخلاق ، و أن هذا هو مستواها الذي يليق بها ، مجرد مرافقة لرجل مقرف بغيض مقابل المال . " لم هو غاضب اذا الآن ؟ لا هذا ليس غضبا مجردا , يبدو بركانا على وشك الانفجار , و احراق المكان بأكمله " تمتمت ملك لنفسها , دون أن تضيف شيئا منتظرة ما سيحصل , و هي تكاد تقسم أنها لمحت , طيف رغبة بالقتل تلوح في عيني الرجل أمامها . بعد دقيقة من الصمت الرهيب , و تصاعد حمم الغيظ في عيني علي و على ملامحه , و دون أن يقول كلمة واحدة , استدار و عاد أدراجه مهرولا ناحية قاعة الطعام , كان كريم وحده من فهم شعور علي , و خمن ما الذي سيحصل بعد لحظات , كيف لا و هو يرافقه منذ سنوات ؟ فما قالته ملك أحرق كل الموانع الحمراء , و حرر وحشا لم يره في حياته الا مرة واحدة , و نهايته سابقا لم تكن جيدة أبدا . فقد كان الشاب الذي سرب صورا , معدلة بانحراف لعلياء على الانترنت لابتزازها , على وشك الموت حينما انتهى منه , متسببا له بعاهة دائمة في عينه , و هذه المرة لا تبدو مختلفة عنها . " ابتعدي سيدتي سيقتله " كان كل ما قاله كريم , و هو يتجاوز ملك التي تقف وسط الرواق , ليلاحق علي بخطوات كبيرة . لم تفهم ملك مالذي قصده كريم ، تسمرت في مكانها للحظات , قبل أن تحرك رجليها ، و تلحق بهما هي الأخرى الى القاعة مشوشة التفكير . 😘💞💞 ....... | ||||
05-11-20, 11:14 PM | #657 | ||||
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 60 ( الأعضاء 21 والزوار 39) ملك علي, samam1, هاجرر55, أميرةالدموع, مرمر-980, Lolav, ابتسم تسعد, Berro_87, ملك اسامة, الاوهام, maha_1966, آلاء الليل, طربيزة, شموسه3, وردة الطيب, amana 98, منيتي رضاك, nada alamal, شاكرة, nora74, DEE92 شكرا حبيباتي 💖💖💖🌹🌹🌹🌹🌹 | ||||
05-11-20, 11:32 PM | #658 | ||||||||
| ملك و الله حرااااام ما هذا البارت الرهييييب 🔥🔥🔥🔥🔥لكن العتب انه قصييييير و القفلة علاه هكا واش يصبرنا يومييين 😭😭😭 بهجت الحقيييير 😡😡😡😡😡😡انا قرفت من شخصيته فعلا ملك المسكينة رغم انها عاشت مع علي فترة ليست ببسيطة كان يمكنها ببساطة ان لا تصدق افتراء بهجت و لكنها معذورة كأنها و أخيرا و جدت سببا لتحقد على علي من جديد كأنها وجدت عذرا لتسحب الهدنة بينهما كأنها و اخيرا وجدت مبررا لتعاقب علي على كل ما فات بدليل الصراع الذي خاضته في الحمام و بدليل انها أعادت جرد كل اتهامات علي السابقة لها و ماترتب عنها من تغربها و قطيعة والديها و تجميد حياتها لهذا انا لا الومها لانه للاسف علي يستحق 😔😔😔😔 علي الحياة سلف و دين و ها هو يتجرع من نفس الكأس التي سقاها لملك و هي الاتهام و سوء الظن مع فارق ان ملك و رغم كل شيء عندها أساس صحيح تبني عليها اتهامها و هو معاملته السابقة عكسه هو الذي اتهم انسانة لم يسبق له معرفتها 😔😔😔😔 أسيل المسكينة و احساسها انها تعرت بمشاكلها و امام من كريم النسان الذي شهد اسوء موافقها متحمسة لاتصال كريم و كيفية حل سوء الفهم بينهما ❤❤❤❤ في انتظار البارت الجاي على 🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥 🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺 | ||||||||
05-11-20, 11:35 PM | #659 | ||||
| تسلم ايديكى ملك على الفصل المأساوى بامتياز أنا مع ملك فى شكها فيه هو اللى ابتدا البذرة اللى زرعها فى بداية العلاقة طرحت شك و عدم ثقة وبتظهر فى المواقف اللى زي دى ما فعله معها من البداية و الله و لا شياطين الجن يعملوه حتى لو كانت احتالت عليه بالفعل ربنا معاه فى اللى جاى كريم لازم ياخد موقف بدل دور المتفرج ولا مستنى لما يخلصوا عليها و هو نفسه شاف سذاجتها و سلبيتها قبل كده انا معجبة جدا ب علياء وكمان صفية اللى فاهمة ابنها زي الكتاب المفتوح فصل رائع و في انتظار الجديد | ||||
05-11-20, 11:47 PM | #660 | |||||
| اقتباس:
علي حفر حفرة و عليه ايجاد طريقة للخروج منها 😔 اعترف ان القفلة شريرة لكن الكثير من الأحداث لا تزال قادمة لا يمكنني البدء فيها و قطعها 😉 المهم اللي عندو رقم طبيب رضوض كفؤ يحطو هنا لانو راح يكون عندنا مصابين في البارت القادم 🙄🧐 شكرا عزيزتي دائما وفية 💖💖 | |||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ، |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|