آخر 10 مشاركات
كلوب العتمةأم قنديل الليل ؟! (الكاتـب : اسفة - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          52 - عودة الغائب - شريف شوقي (الكاتـب : MooNy87 - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أسيرة الكونت (136) للكاتبة: Penny Jordan (كاملة)+(الروابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          605-زوجة الأحلام -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          غيث أيلول -ج5 سلسلة عائلة ريتشي(121)غربية - للكاتبة:أميرة الحب - الفصل الــ 44*مميزة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          ترافيس وايلد (120) للكاتبة: Sandra Marton [ج3 من سلسلة الأخوة وايلد] *كاملة بالرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree678Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-09-20, 04:15 AM   #151

اميرةm*

? العضوٌ??? » 412422
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » اميرةm* is on a distinguished road
افتراضي


💕❤️💕💕❤️💕❤️💕❤️💕💕❤️💕❤️💕💕

اميرةm* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-20, 02:42 PM   #152

ام حاتم الطائي

? العضوٌ??? » 464229
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 345
?  نُقآطِيْ » ام حاتم الطائي is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

ام حاتم الطائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-20, 03:56 PM   #153

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام حاتم الطائي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .







و عليكم السلام ورحمه الله وبركاته 💞💞
شكرا حبيبتي على المرور الطيب و المشاعر الجميلة ⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-20, 09:19 PM   #154

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي





البارت الثاني و الأربعون لا أسمح لك باهانتها






" أهلا سيدة صفية , أهلا سيدة سعاد "

ردت صفية التحية بايماءة من رأسها , و قد بدت ملامحها جادة جدا ,


أما سعاد فقد تجاهلتها تماما و كأنها لم تكلمها , تجاوزتها بسرعة و بدأت تجول بنظرها في كل مكان , و كأنها تبحث عن شيء ما , و عينيها تطلقان شرارا أخاف فاطمة




" أين ابني ؟ "

سألت صفية أولا بنبرة حادة



أشارت فاطمة الى المكتب , و قد استشعرت عاصفة هوجاء قادمة , من حالة التحفز التي بدت على وجه المرأتين ,


و سرعان ما صدقت تخميناتها , حينما همست صفية بضع كلمات في أذنها , و هزت فاطمة رأسها بالموافقة , و قد بدا عليها بعض الانزعاج .



اندفعت بعدها المرأتان ناحية المكتب , كانت سعاد من دق على الباب , و دخلت مباشرة تتبعها صفية ,


بمجرد دخولهما قام علي من وراء مكتبه , لاستقبال الزائرتين غير المتوقعتين , و قد تفاجأ بتواجدهما في هذا الوقت ,

اضافة الى أن والدته تتصل عادة قبل القدوم , لتتأكد من وجوده هو و رنا في المنزل .





وقف علي يتساءل عن سبب هذا الانزال الجوي المفاجيء , الا أنه سرعان ما تقدم ببطء و حياهما بكل لباقة

" مساء الخير أمي , مساء الخير عمتي "



سلمت عليه صفية بقبلتين , و رد هو بتقبيل رأسها كما تعود , أما سعاد فقد تجاهلته تماما , و قد بدت ملامحها متشنجة و نظرتها حادة ,

اتجهت مباشرة و جلست على الأريكة , مشيحة بوجهها الى الجهة الأخرى , واضعة رجلا على رجل و كأنها في خصومة معه .



استشعر علي أن هناك أمرا مريبا في الأجواء , عادة عمته تكون ودودة جدا و متملقة حينما تراه , و لا تتوقف عن الثرثرة و الأسئلة لدرجة الازعاج

فما الذي حصل لتأخذ منه موقفا معاديا ؟



نظر علي الى والدته و حرك رأسه بايماءة , متسائلا بعينيه و كأنه يقول

" ما الموضوع ؟ "



رمقته والدته بنظرة معبرة , و كأنها تطلب منه أن يصمت , ثم بدأت هي تتكلم بكل هدوء

" بني سمعت كلاما غريبا من د. جلال , جئت و عمتك لنستفسر منك "



بمجرد أن أنهت صفية كلماتها , و قبل حتى أن يستوعب علي ما قالته , حتى انتفضت سعاد من فوق الأريكة ,

كأنها قنبلة انتزع أحدهم فتيلها , و هي على وشك الانفجار في وجهه , و بادرت بلهجة معاتبة و شبه باكية



" هل هذا آخر ثقتنا فيك يا ابن أخي ؟

يتوصل بك الأمر أن تحضر عشيقتك الى منزل ابنتي ؟ "

قالت بصوت مرتفع و قد احتقن وجهها , و امتلأت عيناها بالدموع نتيجة انفعالها الشديد , و بدا واضحا أنها على وشك الدخول في معركة كلامية معه .





فجأة فهم علي سبب الزيارة , الظاهر أن المرأتين قصدتا جلال للمعاينة , و هو قد ثرثر بشيء ما كان عليه قوله أمامهما , و هما الآن هنا لاستجوابه .



شعر علي بالانزعاج و تشنجت عروقه , لكنه لم يبد أي تغير على ملامحه , غير انعقاد حاجبيه السوداوين ,

ففي النهاية هذه أمه و الأخرى عمته , لن يبدأ بالصراخ في وجهيهما و اكتفى بالسؤال

" ماذا قال د . جلال ؟ "




سأل بهدوئه المعتاد و هو يتكيء على المكتب , واضعا يده في جيبه باسترخاء استفز عمته ,

و كانت صفية من رد عليه , بعدما أشارت لسعاد بالتزام الهدوء و تركها تتحرى الوضع

" قال أنه التقى شابة هنا , كانت مريضة و هو عالجها , و أنك أخبرته أنها ضيفتك "





ما شك به علي قبل قليل وضحته صفية , و ها هو الآن منزعج لأن د . جلال تدخل فيما لا يعنيه , و سيحرص على أن يريه حدوده لاحقا ,



لكن مهما كان ما قاله الطبيب , هذا لا يبرر للمرأتين استجوابه هكذا , هذا بيته و هو حر فيما يفعله فيه , و لا يسمح لأحد بالتدخل في حياته الخاصة ,

و لو لم تكن المرأة الواقفة أمامه والدته , لكان رده سيئا جدا واضعا حدا لهذا التطفل .




لكن علي تمالك نفسه بتعقل , حك جبينه و أجاب بكل هدوء

" حسنا أجل "

رد بكل بساطة مؤكدا على كلام د. جلال




فجأة انطلق صوت سعاد الحاد , و كأنها دخلت جنازة و شرعت بالنحيب , و قد أصبحت نبرتها أكثر غضبا , و هي تلطم على صدرها بقبضتها

" يا ويلي , يعني تعترف أنك أحضرت امرأة أخرى , هنا الى بيت ابنتي و في وجود ابنتك ؟

كيف أمكنك فعلها يا ابن أخي ؟ لطالما ضربت بك المثل في وفائك و عفتك ,

كيف أمكنك تدنيس هذا البيت بهذه الطريقة ؟

هل هذا آخر ثقتنا فيك ؟ أن تسمح لعشيقتك أن تدخل هذا البيت , و تقيم فيه كأنها صاحبته ؟ "





تقدمت اليها صفية محاولة تهدئتها دون جدوى , و نهرها علي الذي لم يعد يتحمل أخيرا

" عمتي أنا لا أسمح لأحد بأن يقيم تصرفاتي أو يعلق عليها و .."



قبل أن يكمل أخذ علي نفسا عميقا , و قد كان يحاول ترتيب أفكاره , هو لا يريد التبرير لهما أو شرح أي شيء يخص مسألة ملك

لكن اذا أراد قول شيء ما فماذا سيقول ؟



" و الله الأمر ليس كما تظنان , فأنا جررت هذه المرأة من قارة أخرى , و فرضت عليها عقد زواج , لأنني أشك أنها سرقتني ,

ثم احتجزتها و اتفقت معها , على أن تعمل كخادمة في بيتي لمدة سنة لأطلق سراحها "





يا الهي هذا آخر شيء , قد يفكر بقوله أمام المرأتين و خاصة سعاد , لأن الخبر لن يأخذ أكثر من ساعة ليسمع به البلد بأكمله ,

فقدرة عمته على الثرثرة و نشر الشائعات تتعدى سرعة الضوء .




استمرت سعاد في اللوم و النواح , فيما كانت صفية تحاول أن تطيب خاطرها و تهدئها ,

قبل مجيئهما أقنعتها أن الموضوع مجرد سوء فهم , فعلي آخر رجل يصطحب امرأة الى بيته ,

و لكنها لم تجد ما تقوله الآن , أمام تأكيد ابنها على حصول الأمر فعلا , و قد كانت ترمقه بنظرات زجر , موضحة موقفها الغاضب هي الأخرى منه .



أما علي فقد كان يقف مكانه صامتا , يحاول ضبط أعصابه التي توترت , و ينتظر فاصلا من وصلة عمته , ليكمل ما كان بصدد قوله .



في هذه اللحظة بالذات , دق أحدهم باب المكتب , و دخل آخر شخص يرغب علي في رؤيته الآن ,

كانت ملك تحمل صينية القهوة , التي طلبت منها فاطمة تقديمها , بعد أوامر صفية لها بارسال المرأة الغريبة , التي تحدث عنها جلال الى المكتب لمعاينتها ,



فقامت فاطمة بتنفيذ الطلب بحسن نية , معتقدة أن صفية تعرف بأمرها بالفعل , فلا يعقل ألا تعرف المرأة شيئا عن كنتها ,



ملك التي لا فكرة لديها عن هوية المرأتين , استغربت لبعض الوقت طلب فاطمة ,

و هي التي كانت تمنعها في وقت سابق من خدمة الضيوف , حتى أنها تحرص ألا تظهر أمامهم , لكنها نفذت دون اعتراض ,




بمجرد أن خطت داخل المكتب , حتى سكت الجميع و تحولت النظرات ناحيتها ,

كانت نظرات حقد و كره غريبين , خاصة من طرف المرأة القصيرة , كانت و كأنها توشك على الانقضاض عليها و قتلها .





علي الذي تفاجأ بدخول ملك , انتصب واقفا و قد امتعض و بدأ يكلم نفسه

" يا الهي ما الذي أحضرك الآن ؟ ليس وقتك أبدا "


لكنه لم يقل كلمة واحدة لصرفها , مفترضا أنهما لن تعرفا من تكون , و هي ستغادر سريعا كعادتها , و لا داعي لاثارة شكوكهما ناحيتها ,





تجاهلت ملك الجو المكهرب داخل المكتب , فهذا الموقف كأي شيء غريب , يحصل في هذا المنزل منذ وصولها



" مساء الخير "

ألقت ملك التحية بأدبها المعتاد , ثم تقدمت خطوات الى الأمام , و وضعت الصينية على الطاولة الزجاجية أمام المكتب ,


لكن بمجرد أن استقامت واقفة استعدادا للخروج , حتى انطلقت سعاد كالسهم ,

و دون اعطاء فرصة للحاضرين لاستيعاب الأمر , وقفت أمام ملك رفعت يدها و صفعتها بكل قوتها .



ملك التي تفاجأت بالتصرف العنيف من المرأة , لم تستطع كتم ألمها و صرخت بصوت عال

" آه "



اخترقت صرختها أذني علي و صفية , و حتى فاطمة التي تقف بالباب , و قد انقبض قلبها للمشهد ,

لم تكن تعلم أن ارسال ملك الى هنا , كان لاهانتها و تعنيفها بهذه الطريقة ,



وقفت ملك تنظر بدهشة الى المرأة التي صفعتها , واضعة يدها على خدها , الذي ارتسمت عليه الأصابع الخمس

كانت تتنفس بصعوبة و قد علا الألم ملامحها الرقيقة , فيما كانت تحاول حبس دموعها ,

هي وعدت نفسها سابقا , ألا تبكي أبدا أمام هذا الرجل , لن تسمح له بأن يستمتع بألمها و اذلالها .




لكن علي كان أبعد من أن يشعر بالرضا لما حصل , و لم يدري بنفسه الا و قد ارتفع صوته الغاضب

" عمتي "

صرخ في وجه عمته , التي لم يبد عليها أي شعور بالذنب , بل بالعكس تجرأت و أمسكت ملك من ياقة قميصها , و استمرت بهجومها العنيف عليها




" اذا أنت عديمة الحياء التي أغوت ابن أخي , و أتت لتهين ابنتي في بيتها ؟

أيتها المنحطة عديمة الأخلاق , تعتقدين بأنك ستحتلين مكانة سيدة البيت بكل سهولة ؟

هذا وهم في رأسك الخبيث هذا , أيتها اللقيطة ابنة الشوارع ,

أنا لا أعلم فعلا كيف أصابه العمى , لينظر اليك واحدة رخيصة و طماعة مثلك ,

تستحق أن تضرب بالنعال و ترمى في القمامة , لا أن تدخل بيت الشرفاء و تدنسه "



قالت سعاد كل ما تفكر فيه في نفس واحد , بكل اشمئزاز و عدوانية و صعقت علي لفضاعة الاتهامات , التي لا يفهم كيف استطاعت قولها في حضوره ,



ملك التي آلمتها اهانة والديها أكثر من أي شيء , كانت تحاول تحرير نفسها من قبضتها , لكن سعاد كانت تطبق عليها بشدة ,

كانت نظرات ملك محتارة و مشوشة , فهي لم تكن تعرف عم تتكلم هذه المرأة

من تكون ؟ و من ابنتها ؟ و لم تحقد عليها بهذه الطريقة ؟

لم تتم اهانتها من طرف أشخاص لا تعرفهم , منذ أن وطأت قدمها هذا البيت ؟





في هذه اللحظة تقدم علي الذي وصل حده , و لم يعد يكتفي بالتحدث مع عمته ,
فواضح أنها أصبحت مغيبة بسبب غضبها و لا تسمع ما يقوله , و قد بدا على وجهه الاستياء الشديد



أمسك علي بيد سعاد , و حرر ملك من قبضتها بالقوة

" غادري "

طلب منها بنبرة هادرة



و المسكينة من شدة حرجها , لم تستطع حتى أن ترفع رأسها و تنظر اليه , متفادية نظرة الشماتة على وجهه

أليس أكثر من يستمتع بذلك ؟ أليس أكثر شخص يكرهها ؟

و من يدري ربما هو من طلب من هذه المرأة فعل ما فعلته .



لكن علي كان غاضبا فعلا , هو لم يكن يوما رجلا عنيفا و عدوانيا , و لا يحب رؤية أحد يعنف أمامه .



ركضت ملك مسرعة من المكتب , و لحقتها فاطمة التي اصطدمت بها أثناء خروجها و اتجهتا الى المطبخ ,

لم تستطع ملك تمالك نفسها أكثر , و بدأت دموعها بالانهمار , الصفعة كانت مؤلمة لكن ألم روحها أكبر .



احتضنتها فاطمة التي لم تستطع حبس دموعها هي الأخرى , و دخلت الاثنتان في وصلة بكاء حادة , تحت الأنظار المستغربة للخادمات ,

و لم تجد المرأة ما تقوله سوى الاعتذار , و هي تمسح على شعرها و ظهرها بحنان

" آسفة ابنتي لم أعلم أن هذا ما سيحدث , و الا ما كنت أرسلتك الى هناك "





ارتباك ملك و احراجها , كانا أكبر حتى من رغبتها بالسؤال عم حصل , فالسكوت أفضل رد في هذه اللحظات , هي لن تستفيد شيئا بمعرفة من تكون المرأة ,

اكتفت بالصمت و افراغ حزنها , ثم عادت بعدها سريعا الى غرفتها , و أغلقت الباب على نفسها .





في المكتب علي الذي لا يفقد أعصابه بسهولة , احتقن وجهه و ظهرت عروق رقبته , وقف أمام سعاد و هو يضع يديه على خصره , و بدأ بتوجيه كلام لاذع لها

" عمتي اما أن تبقي باحترامك , أو أن ترحلي الآن "



شعرت صفية بالانزعاج , فولدها لا يرفع صوته في وجودها الا نادرا

" بني اهدأ "



حاولت صفية تهدئة الوضع , لكن علي كان قد وصل حد السخط

" لن أهدأ أمي لن أهدأ , ألا ترين ما يحصل ؟

بأي حق ترفع يدها عليها ؟ "



زاد حقد سعاد بسماع دفاع علي عن ملك , و ارتفع صوتها بالعتاب مجددا

" بعد كل شيء أنت تدافع عنها , و تصرخ في وجه عمتك ؟

بدل أن تمسكها من ذراعها , و ترميها الى الشارع مكانها الأصلي ,
تعطيها مكانة لا تستحقها و تغضب لأني صفعتها , كان علي خنقها بيدي هاتين حتى أشفي غليلي "



توجهت بعدها لصفية دون منح علي فرصة للتدخل

" أرأيت صفية أرأيت , كيف سيطرت تلك الحية على دماغ ولدك ؟ "

ثم دخلت وصلة نحيب جديدة




مع اهانة سعاد لم يتراجع علي كما توقعت , بل زادت نبرته حدة و ملامحه امتعاضا , أكثر شيء يكرهه أن يتجاوز أحدهم حدوده أمامه

" قلت احترميها عمتي تلك المرأة زوجتي , لا أسمح لك باهانتها "



ربما خرجت الكلمة دون حساب من فم علي , لكنه يعلم أنها المعلومة الوحيدة , التي تضع عمته موضع المخطئ , لتتوقف عن التدخل في أموره ,

و هي الأمر الوحيد الذي يبريء ذمته , من الشبهات التي ألصقت به للتو , على لسان أقرب الناس اليه .





و بالفعل بمجرد أن سمعت المرأة الكلمة , حتى انعقد لسانها و بدت الصدمة على وجهها , الذي شحب كأن زوحها غادرت جسدها ,
و توقفت عن البكاء الذي يسبب الصداع للجميع ,


ساد بعدها صمت رهيب داخل المكتب , لا تسمع فيه الا أنفاس الحاضرين .



حدقت سعاد الى وجه علي بتمعن , منتظرة نفيا أو تفسيرا من طرفه ,

لكنه التزم الصمت التام , و لم يقل شيئا يشبع فضولها , و قد بدت ملامحه جادة جدا , و هو يشيح بوجهه ناحية الباب , و قد بدا راض جدا عن افحامها و ايقاف جنونها .





أمام تجاهل علي أدركت سعاد أنها لن تنال ما أرادته من الزيارة , بالعكس فقد اتضح أن الوضع أكثر تعقيدا مما اعتقدت ,

و أن علي قد يطردها في أية لحظة , في المقابل تلك المرأة لن تغادر الى أي مكان , فيما يبدو أنها أنبتت جذورا قوية هنا بالفعل , بزواجها من صاحب البيت .



فما كان منها الا أن انتفضت بنرفزة كبيرة , وضعت خمارها و عباءتها بتوتر , و اختفت في لحظات خارجة من البيت كله , و هي تتمتم بغضب عارم

" سنرى من يهين من ؟ " .





صفية هي الأخرى شعرت بالصدمة مما قاله علي , و بقيت واقفة بصمت لدقائق تحدق ناحيته , قبل أن تبادر بالسؤال

" بني متى تزوجت ؟ "



كان علي قد نفس عن غضبه بالفعل , لذلك رد بكل هدوء و هو يعود الى كرسيه

" منذ مدة "

" و لم لم تخبرني ؟ "



استمرت والدته في الاستفسار , و لكن اجابته كانت غير متوقعة

" تلك المرأة ترفض هذا الزواج , علاقتنا على الورق فحسب , ليس بيننا شيء "



علي يدرك أنه بعد انسحاب عمته , بامكانه قول بعض الحقيقة لوالدته ,

هو مدين لها بهذا القدر من الشرح , و هذا واجبه ناحيتها , كما أنه لا يحب أن يكذب عليها .





لكن جوابه زاد حيرة صفية , التي لا تفهم مالذي يعنيه ولدها الوحيد بما قاله للتو

" اذا كانت الشابة ترفض هذا الزواج , لم تزوجتها اذا من الأساس ؟

و لم لا تطلقها الآن ؟

لو أنك أخبرتني برغبتك , لكنت رشحت لك مائة بل ألف امرأة , تركع عند قدميك و تتمنى منك الرضا ,

لم ترتبط بامرأة لا تريدك ؟ "



كان اعتراض صفية واضحا جدا , و قد حرصت على قول ما تفكر فيه علانية ,

لم يرد علي الذي أطرق برأسه , فاستمرت والدته بحثه على الكلام , محاولة تخمين أصل الموضوع



" بني هل أثارت هذه المرأة فضيحة ؟ هل ورطتك في أمر ما ؟

هل هي حامل مثلا ؟

أو أن أهلها أجبروها على الزواج منك ؟

هل أسرتها معدمة و بالتالي باعوها مقابل المال ؟ أو أنها هربت منهم ؟ "



أسئلة صفية كانت كثيرة , و تخميناتها مخيفة و لكنها منطقية , فلا شيء يفهم مما قاله علي , الا هذه الأشياء المريبة ,

فمن تكون هذه المرأة حتى ترفض ولدها , الذي بامكانه باشارة من أصبعه , الزواج من أجمل نساء الأرض ؟



علي الذي كان استياؤه يزداد تدريجيا , حتى تحول لون وجهه الى الأسود , لم يستسغ أطروحات والدته ,

و صرخ دون وعي منه , في وجهها لأول مرة في حياته

" لا "



نافيا كل تلك التفسيرات و مستهجنا ما تقوله , فهو يهينه و يحط من كرامته , أكثر ألف مرة مما يهين ملك ,

فكيف يعقل أن يقبل رجل يعتز بنفسه , يقدس كرامته و وضعه الاجتماعي , مقايضة رخيصة كهذه ,

ثم هو لا يحتاج أن يحصل على امرأة , بمثل هذه الطرق المنحطة .



تمالك علي نفسه مجددا , و نظر اليها بكل جدية مجيبا على تساؤلاتها

" هي ليست من هنا , هي جزائرية طبيبة و ابنة عائلة محترمة ,

والديها ثريين لا يحتاجان أن يبيعا ابنتهما "



علي الذي كان يحاول , دحض الشكوك في عقل والدته , أربك تفكيرها أكثر بما قاله

" اذا كان ما تقوله صحيحا لم اذا زواجكما على الورق فقط ؟

لم لا تقبل أن تكون زوجتك حقيقة ؟ "



سؤال منطقي آخر من صفية , و جواب علي كان سريعا

" بسبب بعض الظروف أمي , فقط لأسباب ظرفية , هي ستبقى هنا لبعض الوقت و سترحل بعد مدة ,

لذلك لا داعي لأن تشغلي نفسك بالموضوع "



صفية التي لم تستوعب الأمر , كانت تقف و تطالب بتفاصيل أكثر

" و لكن بني ؟ "



لكن علي قاطعها بتذمر

" أرجوك أمي ليس لدي ما أقوله أكثر مما فعلت , أنا الآن منزعج جدا اذا أردت ابق ,

و لكن دون أن تخوضي في هذا الأمر ,

و لا داعي لتذكيرك بعدم قول شيء بشأنه أمام أحد "





بعدما قاله علي صار واضحا لوالدته , أنه لن يضيف حرفا حتى و ان أصرت ,

فما كان منها الا أن وضعت هي الأخرى عباءتها , و جهزت نفسها للانصراف

" قد لا تجد سببا لتشرح لي , لكن فكر فيما ستقوله لعمك و للناس ,

حينما يكتشفون أنك تزوجت بهذه الطريقة المريبة "

و غادرت بعدها دون اضافة شيء



أما علي فلم يلق بالا لما قالته والدته , هو لم يسمح لأحد أن يتحكم في حياته , أو يتدخل فيها سابقا و لن يفعل الآن ,

خطا ناحية مكتبه بسرعة تناول هاتفه , و اتصل مباشرة على من تسبب بهذه الفوضى ,




بمجرد أن فتح الخط هدر علي بصوته المستاء مباشرة

" حينما سمحت لك يا دكتور بدخول بيتي و معرفة أسراري , لم أعتقد أنك ستكسر ثقتي , و تذهب لتثرثر في كل مكان عما تراه و تسمعه ,

اعتقدت أنك أكثر احتراما , لتكف لسانك و بصرك عن حرمة الرجال "



شعر جلال بالاحراج و قد أدرك عما يتحدث علي , فقد توقع ذلك بعدما رأى ردة فعل والدته و عمته صباحا ,
و قد اكتشف متأخرا أنه قال شيئا ما كان عليه قوله



" أنا أعتذر يا علي كانت زلة لسان "

قال بصوت خافت معترفا بخطئه , لكن علي لم يتراجع



" و ما سأفعله باعتذارك أنا الآن ؟

اعتقدت أنك صديق وفي يا جلال , لكنك تسببت بتهورك في مشكلة كبيرة في بيتي ,

و لولا أن زوجتي قد تنتكس ان توقفت فجأة عن علاجها , لكنت قطعت كل علاقاتي بك ,

على العموم لدينا نقاش آخر قريبا "


أغلق بعدها الخط مباشرة , و ألقى هاتفه بعنف على الأريكة مقابله .




تحرك علي داخل مكتبه جيئة و ذهابا , كأسد جريح و الغيظ يتآكله , ثم بدأ في فتح أزرار قميصه البيتي , و هو يصعد الى الطابق الثاني ,

متجها مباشرة الى قاعة الرياضة خاصته , باحثا عما يفرغ فيه شحنة غضبه , أدار آلة الركض و سرعان ما وصل الى سرعة كبيرة .



كان علي يستعيد تفاصيل ما حصل قبل قليل , و أكثر ما كان يشغل باله فعلا , هو الصفعة المؤلمة التي تلقتها ملك ,

هو لم يعتقد أن عمته ستكون عنيفة هكذا , و لم يحسب جيدا لردة فعلها العدوانية , و الا كان صرف ملك مباشرة , و لم يسمح لها بالبقاء لثانية واحدة معهم .



هو لا يعرف لم أصبح هذا الزواج , مصدر ازعاج له أكثر من كونه مشكلة لملك , كان عليه أن يفكر مرتين قبل أن يوافق مارك على اقتراحه المجنون .





بعد ساعتين من الرياضة كان علي قد انهك تماما , أخذ دشا دافئا و نزل ليبقى مطولا في مكتبه ,

فيما يبدو أن ما حصل لن يغادر باله قريبا , و قد أثر على تركيزه في عمله ,


كان يفكر لم تحشر تلك العنيدة , دائما في الزاوية و تتعرض للأذى ؟

ألا تتحداه و تستفزه كلما رأت وجهه ؟

ألم تصرخ في وجهه عدة مرات , حتى أنها أمسكته من ياقته و كادت أن تصفعه ؟



لم اذا تبدو جبانة دون حول و لا قوة أمام الآخرين ؟

أما كان بامكانها تفادي الصفعة مثلا ؟

لم اذا وقفت هناك كالبلهاء تتلقى الضرب ككيس ملاكمة ؟

أو أن ينابيع غضبها لا تتفجر الا أمامه ؟





" أففف , أستغفر الله "

لم يكن علي يعرف لم كان منزعجا بشدة ,
بسبب انكشاف أمر العلاقة بينهما , أو بسبب غضب والدته و كل تلك الاتهامات , أو لأن عمته صفعت ملك .



و لكن ما كان متأكدا منه , أنه لم يستسغ أن تتعرض ملك للظلم , ما رآه ترك طعما مرا في حلقه و غصة في قلبه ,

فهي لم تفعل شيئا لتستحق أن تعامل هكذا , و لا يمكنه بأي حال من الأحوال , القاء اللوم عليها كما فعل سابقا ,

فملك لم ترد على عمته بكلمة واحدة , و هي التي كانت قادرة على اهانتها , و الحط من قدرها أو حتى رد الصفعة لها ,

لكنها فاجأته فعلا بضبط النفس و الرصانة غير المعهودتين .










💞💞😘



......




التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 07-09-20 الساعة 10:49 PM
ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-20, 03:17 AM   #155

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

فصل مليئ بالمفاجائات
صراحة ماتوقعتش ابدا انو الشقراء تكون ام رنا
ومنين طلعتلنا سعاد هاذي دخلت بعجاجها تمنيت انو ملك رجعتلها الكف
فيانتظار الاحداث الجاية
شكرا ملوكة الرواية ماشية وتحلى اكثر😘😘😘😘


mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-20, 03:18 AM   #156

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 6 والزوار 6)
‏mansou, ‏روجا جيجي, ‏أمل و ترقب, ‏ام حاتم الطائي, ‏Lolav, ‏ملك علي


mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-20, 09:54 AM   #157

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mansou مشاهدة المشاركة
فصل مليئ بالمفاجائات
صراحة ماتوقعتش ابدا انو الشقراء تكون ام رنا
ومنين طلعتلنا سعاد هاذي دخلت بعجاجها تمنيت انو ملك رجعتلها الكف
فيانتظار الاحداث الجاية
شكرا ملوكة الرواية ماشية وتحلى اكثر😘😘😘😘





مازلت مفاجآت أكثر 😉 شكرا 💞💞💞💞💞


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-20, 09:55 AM   #158

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mansou مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 6 والزوار 6)
‏mansou, ‏روجا جيجي, ‏أمل و ترقب, ‏ام حاتم الطائي, ‏Lolav, ‏ملك علي






Merciiiii 💞💞💞❤️


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-20, 09:50 PM   #159

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي







البارت الثالت و الأربعون لن أسامحك أبدا





بعد مرور ساعتين طويلتين , دقت فاطمة باب المكتب مجددا و دخلت

" بني العشاء جاهز "

ترددت قليلا ثم أضافت بصوت خافت

" بني , أنا آسفة "

بدت فاطمة نادمة جدا على التورط في الأمر دون استشارته



" ألم أطلب منك ألا تخدم ملك الضيوف ؟ "

لامها علي باستياء لكن صوته كان هادئا



ردت فاطمة بلهجة باكية و قد بدت شديدة التأثر

" آسفة بني , أعلم أنني أخطات و ما كان علي ارسالها , حتى لو كان امرا مباشرا من السيدة صفية "



نظر اليها علي بعينين متسائلتين , و قد فهم الآن فقط أن دخول ملك الى هناك , لم يكن تطوعا منها ,

و لكن لأن والدته طلبت ذلك مباشرة , يعني أن الأمر كان مدبرا منذ البداية , مما ضاعف شعوره بالذنب .



أشار بعدها لفاطمة بالانصراف , فلم يعد يفيد الاعتذار الآن فما حصل قد حصل , لكنها قبل خروجها أضافت أمرا آخر



" أردت أن أخبرك أن ملك تغلق على نفسها منذ انصرافها , لا ترد علي و لا تفتح الباب مهما أصررت ,

أخشى أن يكون أصابها مكروه "



كانت المرأة قلقة جدا , لكن علي لم يعلق بكلمة , و كأن الأمر لا يهمه و عاد للعمل في الأوراق أمامه .



بقيت المرأة واقفة أمامه لبعض الوقت قبل أن تنصرف , و قد يئست من اقناعه للتدخل , و ترضية ملك أو تطييب خاطرها ,

هي تعلم كم هو عنيد و لا يعتذر من أحد , و أنه يتصرف أحيانا بقسوة , و لا يجيد مراضاة الآخرين ,

و لكنها كانت تأمل أن يتنازل قليلا , و يتخلى عن غروره ليطمئن على حال المرأة , التي تسبب في تعرضها للضرب .




بعدما أغلقت فاطمة الباب خلفها , رفع علي رأسه و قد بدى الاستياء الشديد على وجهه , و هو الذي كان يدعي التجاهل قبل لحظات ,


حتى أنه ألقى القلم جهة الحائط ليتحطم محدثا جلبة , و اتكأ على كرسيه الى الخلف , واضعا كفيه على وجهه ,



أغمض علي عينيه و أخذ نفسا عميقا , لم يشعر يوما بقلة الحيلة كما يحدث معه الآن ,

أيعقل أن قرارا واحدا متسرعا في لحظات مجنونة , قد تنجر عنه كل هذه الفوضى ؟


الآن هو يرغب فعلا في خنق مارك بسبب نصائحة المدمرة , هو لا يصدق أنه دفع مالا للتورط في كل هذه المشاكل .





بعد العشاء استمر علي في اغراق نفسه في العمل , محاولا تناسي ما حدث مساءا ,

في التاسعة دقت رنا الباب و دخلت بوجه حزين , كانت تبدو محبطة على وشك البكاء ,

أخذها علي فوق ركبته و قبلها من خدها , ثم بدأ بالمسح على شعرها بحنان

" هل أنهيت فروضك ؟ "

أشارت برأسها

" نعم "

" لم لم تنامي اذا ؟ "



أشارت الطفلة له ببعض الحركات , و فهم علي أنها دقت على ملك باب غرفتها , لتقرأ لها قصة قبل النوم كما تعودت , لكنها لم ترد عليها و لم تفتح لها ,

كما أنها أخبرته أنها ربما تكون مريضة , و بالتالي هي قلقة عليها بشدة .




تنهد علي بعمق و فكر لبرهة , قبل أن يجيب ابنته اللحوحة , يبدو أن الجميع أصبحوا قلقين على ملك و يطلبون منه التدخل

" هي ليست مريضة حبيبتي , هي متعبة قليلا و تريد أن ترتاح , لذلك لا يجب أن تزعجيها ,

و الآن لنضعك في فراشك , أنا من سيقرأ لك الليلة "





حمل علي ابنته بين ذراعيه و قصدا غرفتها , و لم يغادر الا بعد أن تأكد أنها تغط في نوم عميق ,

نزل بعدها مجددا الى الصالون , لكن هذه المرة بدأ يشعر هو الآخر ببعض القلق , و هو يحدق ناحية المطبخ بملامح متجهمة ,

فملك تحبس نفسها منذ ساعات , و لم تفلح لا فاطمة و لا رنا باخراجها




" هل يعقل أنها آذت نفسها كما قالت فاطمة ؟

أو ربما حاولت انهاء حياتها مثلا ؟ "

تساءل علي في حيرة لكنه عاد و عارض نفسه


" الأمر مستبعد فهي تعرضت لضغط أسوء من هذا , و كانت صامدة و متماسكة جدا "




لكن قلبه كان ينبؤه بأمر آخر , و كأنه يحاول تحسيسه بالذنب


" لا لا هي امرأة مجنونة لا تبقى في مكان واحد مطولا , و انزواؤها الآن فعلا مريب "



بالتفكير في الأمر شعر علي ببعض الخوف , حاول الهاء نفسه في عمله مجددا , لكنه لم يستطع الا التفكير في الأسوء ,

و لم يدر بنفسه الا و هو يقف , في الرواق المؤدي الى غرف الخدم .



قد لا يفكر الرجل المتكبر في الاعتذار منها , و لكن عليه على الأقل أن يتأكد أنها بخير , فآخر شيء يريده جريمة انتحار داخل بيته .





وقف علي أمام غرفة ملك لدقيقتين , أخذ نفسا عميقا كأنه يجهز لمواجهة سيئة , ثم دق الباب و هو يحاول اقناع نفسه

" سأتأكد فقط أنها على قيد الحياة ثم أرحل , لا داعي لفتح مواضيع معها , و الا لن أخلص من جدالها "




بعد الدقة الثالثة قرر علي الرجوع اذا لم تفتح له , فلن يبات واقفا هنا منتظرا منها أن ترضى ,
بامكانها التصرف كما يحلو لها , هذه العنيدة سليطة اللسان ,

و سيكتفي بخلع الباب غدا صباحا اذا لم تظهر , ليرى كيف ستستمر بالاختباء ,




لكن بمجرد أن هم بالانصراف , حتى سمع صوت خطوات خافتة قادمة من داخل الغرفة ,

كانت ملك تعتقد أنها فاطمة أو رنا عادت مجددا , فلم ترد أن تكسر بخاطريهما , لذلك قررت فتح الباب هذه المرة ,


لم يخطر على بالها أن آخر شخص ترغب برؤيته , سيكون واقفا هناك يحدق اتجاهها بكل فضول .




فتحت ملك الباب و تراجعت خطوتين الى الوراء , و قد تفاجأت بوجوده أمام غرفتها في هذا الوقت ,



فجأة ساد الرواق صمت رهيب لعدة ثوان , لم يقل علي كلمة واحدة , و استغرق بالتحديق ناحية ملك , ربما لأنه تفاجأ بمنظرها ,


كانت ملك قد توقفت عن البكاء منذ قليل , عيناها لا تزالان متورمتين تلمعان بسبب الدموع , تملؤهما المرارة و الألم و قد أصبح لونهما أكثر قتامة ,



حرك بعدها علي عينيه ببطء , ناحية خدها المتورم الذي بدا ملتهبا , و قد انطبعت عليه الأصابع الخمس بطريقة سيئة ,

هو لاحظ سابقا أن بشرتها حساسة جدا , أي ضغط و لو بسيط يترك علامة ظاهرة ,




استقرت بعدها عينيه السوداوين على شفتها النازفة , التي تورمت هي الأخرى و ظهرت فيهما المفاجأة , هو لم يعتقد أن الضربة كانت عنيفة الى هذه الدرجة ,




شعر علي بالسوء و الشفقة للحظات , عقد حاجبيه وقطب جبينه ,
لكن الحركة كانت خفيفة , لذلك لم تلاحظها ملك الغاضبة , و التي قطعت تأمله فجأة بصوت حانق


" لم أنت هنا ؟ "



علي و كأنه أفاق فجأة من شروده , و عاد للتحديق في عينيها مجددا ,

ثم رد عليها بتردد و هو يضع يده خلف رقبته , و كأنه يحاول تخفيف الحرج , متسائلا عما أحضره هنا من الأساس


" في الحقيقة .. "



قاطعته ملك مجددا لا تريد سماع صوته , و قد تجدد سخطها برؤية وجهه , و قررت التنفيس عن غضبها



" ماذا أيعجبك ما تراه ؟

هل أتيت لتتأكد أن الصفعة كانت مؤلمة كفاية ؟

أو أن ما حصل لم يكن كافيا لك , و هناك أحد آخر يرغب بضربي , و شد شعري أو حتى قتلي ربما ترضى ؟

هل هم كثر حتى تشفي غليلك و تستمتع ؟ "



و أدرات خدها ناحيته , و قد بدا أكثر تضررا من هذه الزاوية و زاد في امتعاضه



بلع علي ريقه بعناء و لم يجد ما يقوله , فيما استمرت ملك و قد وجدت فرصتها لاخماد نار قلبها


" لكن أتعرف أنا لا ألوم تلك المرأة أبدا , لأن ما فعلته مجرد ردة فعل ,

الفعل الحقيقي أنت المسؤول عنه باحتجازي هنا , و الآن تأتي بكل وقاحة و تتظاهر أنك تهتم ؟ "




لم يرد علي بحرف واحد على اتهاماتها , سوى أنه كان يعبس و هو يقف مكانه في الرواق ,
واضعا يديه في جيبه يعقد قبضتيه , محاولا منع نفسه من لكم الحائط بدل خنقها


و محدقا الى كمية الحقد و الغضب , في عينيها قبل كلماتها , و ملك مسترسلة في اخراج ما بقلبها



" أنا لا أعرف فعلا ما الذي فعلته في حياتي , لأستحق أن أقابل أناسا عديمي الرحمة مثلكم ,

و لكن أتعلم شيئا أنا أثق في العدالة الالاهية , و سأخبرك أمرا واحدا تذكره جيدا , أيها الرجل المعتز بنفسه "




تقدمت ملك بخطوة متأنية الى الأمام , و أمسكت مقبض الباب بيدها و أضافت

" سيأتي اليوم الذي ستتوسل فيه أمامي بندم طالبا الصفح , و أنا لن أسامحك أبدا , أبدا لن أسامحك "


قالتها ملك بنبرة مخيفة ارتجف لها قلب علي , و أغلقت الباب في وجهه مباشرة .



علي الذي لم يستوعب ما حصل سريعا , بقي واقفا لدقيقة أمام الباب الموصد , تنهد بعدها بعمق و عاد بخطى متباطئة الى غرفته ,


كان غاضبا و مغتاضا هو الآخر , فلم يسبق أن أهانه أحد بهذه الطريقة , لم يسبق أن حدثه أحدهم بهذه اللهجة

لم تأخذ هذه العنيدة هذا الامتياز اذا ؟



" يا للهول لقد صفقت الباب في وجهي و كأنني شحاذ "

غمغم علي باستياء شديد و هو يؤنب نفسه

ألم يكن ذاهبا للتأكد أنها بخير ؟ لم هاجمته و أمطرته بوابل من الاتهامات ؟



ليس هو من طلب من عمته فعل ما فعلته , حتى أنه لامها على تهورها و عنفها , قلل من احترامها و تقريبا طردها

هل هذا جزاؤه ؟



الآن تأكد فعلا أن هذه المرأة , لا تصبح فرسا جامحة الا أمامه , أما أمام الآخرين فطفل صغير قد يسقطها أرضا


" أتمنى ان تكون السيدة فاطمة و رنا راضيتين , بعدما أخذت على رأسي كلص , أمسك به في خم الدجاج , و أنا أحاول التأكد من سلامة الأميرة المجنونة ,


لا و كانتا خائفتين من تعرضها للأذى و كأنها امرأة ضعيفة , لتأتيا الآن و تريا البلدوزر الذي دهسني للتو ,

متأكد أنها ستقضي علي قبل أن تصاب بشيء , تلك العنيدة سليطة اللسان "

تمتم متذمرا في طريقه الى الأعلى




في غرفته استلقى علي على سريره , و رغم أنه أقنع نفسه أنه لا يهتم , لما تقوله و لا ما تفعله تلك المرأة ,

و أن آخر شيء قد يفكر في فعله , هو طلب الصفح منها , حتى يخاف حرمانه من مغفرتها كما هددته ,



لكن كلماتها هذه المرة لم تفارق أذنيه , و كلما أغمض عينيه رأى أمامه , تلك العينين العسليتين الباكيتين , اللتين تشعرانه بضيق في صدره و ألم في رأسه .




في الطرف الآخر , اتكأت ملك على الباب بجبينها بأنفاس متسارعة , و قد تخلصت أخيرا من خوفها من هذا المتسلط , و شعرت بالراحة بعدما أسمعته ما تفكر فيه


اتجهت بعدها الى خزانتها أخرجت ملابس نظيفة , و دخلت الحمام من أجل دش دافئ .

.
.
.


عادت سعاد الى بيتها و الغضب يتآكلها , و انتظرت عودة زوجها بتوتر , لتبادره بمجرد دخوله و تخبره عن تفاصيل زيارتها لبيت علي ,



العم أحمد بهدوئه المعتاد , رد عليها بتأفف محاولا اسكاتها هذا ان استطاع

" و ماذا تريدينني أن أفعل الآن ؟ "

قال و هو يخلع سترته و ردت سعاد بصوت عال و غاضب

" أريدك أن تكلمه و تفهمه خطأه , ألست في مقام عمه و لديك كلمة عليه ؟

كيف يجرؤ على احضار امرأة الى هناك في وجود .. "



قاطعها أحمد المنهك من العمل طوال النهار

" اسمعي يا سعاد علي رجل بالغ , بهيبة توازي الجبال و مقتدر , بامكانه الزواج بأربعة نساء ان شاء ,

و لا يملك أي واحد منا الاعتراض هذا حقه ,

ألا يكفي أنه صبر طوال هذه السنوات ؟ "



شعرت سعاد من جواب زوجها و انهزاميته المعتادة , بالحنق أكثر و اشتعلت النار في قلبها

" و لكن .."



قاطعها زوجها مجددا لكن بلهجة أشد حزما , هو ابن عمها و كان الصديق المقرب من والد علي , لكنه يدرك حدوده جيدا


" اسمعيني جيدا يا امرأة , لا أريدك أن تحشري أنفك فيما لا يخصك , علي رجل محترم و ليس نحن من سنملي عليه أفعاله أو سنعلمه الأخلاق ,


و لا داعي لتذكيرك أن أعمالي , و أعمال صهرينا هي بمباركته و تحت مظلته , و الا لم تكوني يوما لتحلمي بالعيش في هذا المستوى "

قال مشيرا الى أرجاء الفيلا , و الى قطع الذهب في يديها .



" لذلك اذا أردت أن نطرد الى الشارع , فاستمري في فضولك المزعج هذا ,

و أنا أحذرك من الآن , اذا خرج شيء من تحت هذا الأمر , فلا تلومي الا نفسك "




دخل بعدها الى الحمام , بعدما أشار الى رغبته بتناول الطعام ,

قاطعا عليها الطريق للاستمرار بالنقاش , و تركها واقفة هناك تثرثر بينها و بين نفسها

" سنرى كيف ستبقى تلك المتسولة هناك , لن يكون اسمي سعاد ان تركتها و شأنها " .

.
.
.

في صباح اليوم الموالي , كانت ملك التي لم تستطع النوم الا لساعات قليلة , أول المتواجدين في المطبخ مع فاطمة المبكرة كعادتها

" صباح الخير خالة فاطمة "

قالت بنبرة مبحوحة



" صباح الخير ابنتي "

ردت المرأة منهمكة في تحضير الفطور , لكنها بمجرد أن استدارت و رأت ملامح ملك , حتى بدى عليها الاستياء

" ابنتي ما خطب وجهك , لم تبدين شاحبة هكذا ؟ "



حسنا لم يكن الشحوب فقط , بل الهالات السوداء تحت عينيها الحمراوين , جفنيها و شفتها المتورمين ,

اضافة الى الآثار على خدها من صفعة البارحة , لكنها لم ترد أن تحرجها أكثر بالشارة الى حالتها المزرية



جلست ملك على الكرسي قبالتها , و أجابت بصوت مرهق

" لم أنم جيدا خالة فأنا أعاني صداعا سيئا , و قد فقدت احدى عدساتي البارحة ,

لا أرى من دونها جيدا , لذلك رأسي تؤلمني بشدة "



مسحت فاطمة يديها بمنديل و دنت منها باهتمام

" ألا تتذكرين أين أضعتها ؟ "



هزت ملك رأسها بالنفي

" لا لا أتذكر ذلك , آخر مرة كنت أضعها , كانت قبل الذهاب الى المكتب "

و صمتت فجأة فهي كانت بعد ذلك تبكي طوال الوقت , و رؤيتها ضبابية بسبب الدموع , و لم تلاحظ ضياعها الا في وقت متأخر .



" هل بحثت جيدا ؟ "

" لا أدري بحثت هنا , في الغرفة و الصالون و لا أثر لها "

و هزت كتفيها مشيرة الى يأسها لايجادها



فكرت فاطمة قليلا ثم تذكرت

" و المكتب ؟ "


نفت ملك بحثها فيه , ليس لأنها لم تفكر في الأمر , و لكن ذلك خندق العدو ,
لا يمكنها أن تدخله دون صدام آخر بينهما , و هي لم تنس بعد ما حصل بالأمس حينما قصد غرفتها .



" لا داعي خالة فاطمة , سأتعود من دونها "

سارعت لثنيها على التفكير في الأمر



لكن فاطمة كانت مصرة

" هيا لا تكوني عنيدة , سنبحث لبضع دقائق و نغادر مباشرة ,

لا تقلقي ستكونين معي لن يقول شيئا , ثم لا يجوز أن تبقي هكذا "



بعد الحاح فاطمة و طمأنه ملك , اتجهت الاثنتان ناحية المكتب لتفتيشه , بدأت هي بالبحث تحت الأرائك , أما فاطمة فقد بدأت بتمشيط السجاد على أمل ايجادها



فيما هما منهمكتان بالبحث , شعرت ملك أن أحدهم يقف بالباب , بعدما سمعت خطوات خفيفة تدخل المكتب ,

طبعا تمييزها لوجوده و رائحة عطره لا حدود له , و لكنها تظاهرت بعدم الملاحظة .



كان علي الذي أبكر , بسبب عدم قدرته على النوم منذ البارحة , يقف بأناقته المعهودة بباب المكتب يراقب الاثنتين , قبل أن يسأل ببروده المعتاد

" ماذا تفعلان ؟ "



بدا جليا أنهما تبحثان عن شيء ما , لكن ملك استمرت في تجاهله , وقفت من مكانها و دون أن تنظر الى وجهه ,


غادرت مسرعة تحت أنظاره , التي كانت تلاحقها دون اعتراض , مكتفيا برفع حاجبه في استهجان لخصامها له , و كأنه هو من ضربها , أو ألقى في وجهها كل تلك الشتائم



أما فاطمة فقد قامت من على السجاد , مسرعة هي الأخرى و ابتسمت له

" صباح الخير بني "



هز علي رأسه

" صباح الخير فاطمة , ماذا تفعلان هنا في هذا الوقت المبكر ؟ "



عادة لا أحد يدخل مكتبه للتنظيف الا بعد مغادرته , أجابته فاطمة بكل صدق

" ملك فقدت عدستها اللاصقة البارحة , و لا يمكنها الرؤية من دونها , لذلك أردت أن نبحث عنها ربما نجدها هنا "



" تستحق ذلك "

قالها علي بصوت خافت بينه و بين نفسه , و حاول اخفاء تشفيه الصبياني بكحة مفتعلة



" عفوا ؟ "

لم تسمع فاطمة ما قاله , لكن علي سارع لتغيير الموضوع , لا يريد سماع تعليق من مربيته



" لا لا شيء , اذا كان الفطور جاهزا , أريد أن أتناوله و أغادر لدي اجتماع مبكر "



ابتسمت فاطمة مجددا

" أكيد بني فقط خمس دقائق و بامكانك تناوله "

و غادرت مسرعة ناحية المطبخ , على أمل العودة لاحقا و استكمال البحث .



اتجه بعدها علي الى كرسيه , فتح أحد الأدراج و أخرج بعض الملفات , وضعها في حقيبة يده الجلدية , ثم حمل هاتفه و هم بالخروج ,

لكنه بمجرد أن خطا خطوتين , حتى توقف لأنه شعر أن شيئا ما علق بحذائه ,



عبست ملامحه قليلا , فهو حساس جدا و حريص بشدة , على نظافته الشخصية التي لا تشوبها شائبة , فقد يغير كل ما يلبس , اذا علقت به شعرة واحدة .



جلس علي مجددا الى الكرسي , رفع حذاءه برفق و استل الشيء العالق به , ركز نظره لوهلة ثم اتسعت عيناه

" انها العدسة "

قال بدهشة ثم سأل نفسه

" لكن كيف وصلت الى هنا تحت مكتبي ؟

هل يعقل أن قوة الصفعة رمتها كل هذه المسافة ؟ "



هذا التفسير الوحيد الذي تبادر الى ذهنه , فملك لم تصل الى هذا المكان , في أية مرة دخلت فيها الى هنا ,

حتى أنها لا تقترب من مكتبه أقل من مترين , و كأنه مصاب بالجرب و تخاف أن يعديها .




شعر علي بالاستياء مجددا مما حصل , و هم بمناداة فاطمة لاعادتها لها , لكن قبل أن يفتح فمه توقف فجأة , فقد لاحظ أنها تالفة ,

واضح أنه داس عليها بكرسيه عدة مرات البارحة , قبل أن تلتصق بحذائه الآن ,

و ملك لا يمكنها أن تضعها في عينيها بحالتها هذه , اضافة الى أنها سيكون لديها سبب آخر لخنقه .




تنهد علي بعمق و بعد تفكير لبعض الوقت , استدعى فاطمة و طلب منها أمرا ,

غادرت المرأة بعدها و عادت بعد عشرة دقائق



" تفضل بني هذا ما طلبته "

و وضعت أمامه علبة العدسات الخاصة بملك , و داخلها العدسة المتبقية السليمة



" أين وجدتها ؟ "

سألها بكل هدوء و أجابته فاطمة بهمس , و كأنها تخشى انكشاف أمرها

" على الطاولة في غرفتها , لم أجد صعوبة في ايجادها "



صمت علي قليلا ثم أضاف

" هل رأتك ؟ "

" لا سيدي هي منشغلة في المطبخ "



هز علي رأسه معربا عن رضاه و أشار لها بالمغادرة , بعدما أكد عليها ألا تقول شيئا , لا يريد جدالا على بكرة الصبح معها , تكفيه جرعة البارحة


وضع بعدها العدسة التالفة , الى جانب أختها في العلبة , و وضعها في جيب سترته .



بعد الافطار غادر مع ابراهيم الى الشركة , و غادرت رنا مع سائقها الى المدرسة .



في الطريق كان علي يمسك العلبة في يده , و يقلبها بين أصابعه مطرقا برأسه ,

أراد أن يطلب من كريم أن يستبدلها لاحقا , و لكنه تراجع في آخر لحظة

" يكفي أن فاطمة تعرف بالأمر , لا أريد أن أضيف شخصا آخر "




طبعا علي لم يرد أن يفكر أحد أنه مهتم بأمور ملك , رغم أن كريم لا يعلق كثيرا , الا أنه لا يريد اعطاء فكرة خاطئة لصديقه ,

فهو لا يفعل هذا الا لأن الأمر حصل بسببه , و هو رجل يتحمل مسؤولياته جيدا .




لذلك طلب من السائق التوقف في الطريق الى الشركة , أمام محل بيع نظارات طبية يملكه أحد معارفه ,


بقي لخمس دقائق فقط , سلمه العلبة و أصر عليه تحضيرها قبل المساء ,
و بعد أن أكد له أنه سيمر بنفسه لأخذها , عاد أدراجه الى السيارة متجها الى عمله



بعد انقضاء ساعات العمل , مر علي مجددا بالمحل لاستعادة طلبه , حيث قام الرجل بتجهيز ما طلبه في وقت قياسي .




بمجرد دخوله الى البيت , استدعى علي فاطمة مجددا الى مكتبه , و وضع العلبة أمامها

" تعرفين ما ستقولين "

قال بنبرة محذرة



" طبعا بني , لا تقلق "

قالت بعدما مدت يدها لأخذها بحماس



" أعطها اياها غدا "

" حاضر "



طبعا فاطمة تعرف أن علي , لا يريد أن تعرف ملك أنه من قام باقتنائها , لأنه متأكد أنها لن تأخذها , حتى لو أصيبت بالعمى ,

لذلك نبه فاطمة ألا تعطيها اياها , الا بعد سفره صباحا الى الأردن , من أجل بعض الأعمال العالقة ,

فتلك أفضل طريقة لابعاد الشبهات عنه , فهو لا يريد سوء فهم آخر معها بالذات .




ابتسمت فاطمة بغبطة و أضافت

" شكرا بني جزاك الله خيرا , المسكينة لا ترى من دونها , و تعاني صداعا منذ الصباح "


و غادرت المكتب فورا , تحت أنظار الرجل الذي لا يفهم كل هذا التعاطف , من مربيته مع عدوته اللدود ,

و هي التي كانت تبغض أي شخص يسيء اليه , حتى و ان كانت لا تعرفه .



هز علي رأسه بقلة حيلة , و صعد لتجهيز حقيبة سفره .








رأيكم في ردة فعل ملك محقة أو لا ؟

و في تصرف علي ؟



😘💞💞





........



ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-20, 11:22 PM   #160

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

انا مع ملك في ردت فعلها على خاطر علي هو لوصلها لهاذي الحالة

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:21 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.