آخر 10 مشاركات
أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          والروح اذا جرحت (2) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة في الميزان (الكاتـب : um soso - )           »          كوب العدالة (الكاتـب : اسفة - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          قصر لا أنساه - مارغريت مايلز- عبير الجديدة -(عدد ممتاز ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          79 - قسوة وغفران - شريف شوقى (الكاتـب : MooNy87 - )           »          1 - من أجلك - نبيل فاروق (الكاتـب : حنا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree678Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-09-20, 05:11 PM   #141

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mansou مشاهدة المشاركة
انا ثاني راني نستنى لازم الفصل يكون طويل كان ماكانش راح نغضب😤😤😤
تهلي فينا ملوكة





ان شاء الله 😉 ما تزعفيش برك 😅💖💖💖💖


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-20, 07:55 PM   #142

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 6 والزوار 7)
‏mansou, ‏ملك علي, ‏Rasha kazem, ‏آلاء الليل, ‏مرمرية, ‏نجمة القطب


mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-20, 08:51 PM   #143

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mansou مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 6 والزوار 7)
‏mansou, ‏ملك علي, ‏rasha kazem, ‏آلاء الليل, ‏مرمرية, ‏نجمة القطب




البارت بعد قليل يحمل بعض الحقائق 😉💖💖💖


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-20, 09:28 PM   #144

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي




البارت الأربعون صدمة نفسية 💔





في المستشفى و بعد أن عاين الطبيب المناوب يد رنا , قال نفس ما قالته ملك

" حرق سطحي من الدرجة الأولى , دون خطورة تذكر , و أن الاسعاف الأولي رغم بساطته , الا أنه أوقف الالتهاب وخفف الألم ,

و أنها تحتاج الى علاج موضعي لبضعة أيام , بعدها ستختفي الاصابة دون ندب "



" شكرا "

شكر علي الطبيب بملامح متجمدة , و حمل رنا مجددا عائدا الى سيارته باتجاه البيت , لكنه لم يكن على ما يرام ,

فالتشخيص بقدر ما أسعده و أراح باله , بقدر ما شوش تفكيره و زاد حيرته ,



لم يعرف علي لم يشعر بخيبة أمل مجددا , و كأنه يبحث عن مبرر يؤكد سوء ظنه بملك , فهو لا يفعل مؤخرا الا هذا ,

يتصيد أخطاءها و عثراتها ليثبت أنها سيئة , و أن ما فعله معها هي تستحقه , و أنه لم يخطئ أبدا بردة فعله ,

يحاول اثبات أنها مذنبة مهما قال الآخرون عنها , فقط هذا ما يريح باله و يرضي غروره اللامتناهي .





" لكن ماذا يحصل معها الآن ؟ "

تمتم علي بينه و بين نفسه , و هو يحاول التركيز على طريق العودة , و ألف استفسار يلوح على خاطره

أليس من المفترض أنها تكرهه و تريد الانتقام منه ؟

ألم تهدده بايذاء أحبائه و عائلته ؟

أليست من صرخ في وجهه , و قال أنه يعرف ألف طريقة للقتل ؟



لم يبدو اذا أنها الوحيدة التي تصرفت بحكمة , خلال تلك اللحظات الحرجة ؟


ففي الوقت الذي اكتفى فيه الجميع , بالصراخ و الارتباك حتى هو نفسه , كانت هي قد قامت بأفضل ما يمكن فعله , حتى أن الطبيب أثنى على اسعافها ,



" ربما لأنها طبيبة و بالتالي يمكن اعتبار الأمر ردة فعل طبيعية منها , و لا علاقة لها برنا ؟ "

سأل علي نفسه و لكنه عاد و عارض رأيه



" لكن كان يمكنها أن تدعها و لا تفعل شيئا , و ما كان أحدا ليلومها , و لكنها قامت بما يجب فعله و أكثر ,

هي كان بامكانها علاج يدها فقط , دون محاولة تهدئتها و التخفيف عنها ,



لكنها أظهرت عاطفة غريبة ناحية ابنته , حتى أنها صرخت في وجهه , و هو الذي يدرك جيدا أنها ترتجف رعبا , كلما غضب أمامها أو رفع صوته ,

و كأنها تحولت الى شخص آخر أكثر شجاعة , بمجرد رؤية دموع الطفلة و يدها المحترقة "




" ألا يمكن مثلا أن يكون مجرد عرض تمثيلي , حتى آمنها على ابنتي ثم تقوم بايذائها ؟ "


تدخل الشق المهووس من عقله ليفرض شكوكه و وساوسه , لكنه لم يستطع السيطرة على ادراك علي , بأن الوضع لم يكن كذلك


" لهفتها قلقها استياؤها و حنانها مع ابنته لم يكن زيفا , هو لم يفقد بصيرته الى هذه الدرجة "




تنهد علي بعمق و لام نفسه بتذمر

" و أنت بدل شكرها هددتها بقطع يدها , أنت فعلا مجنون متهور "



تذكر بعدها كلامها و نظرتها اليه , بملامح متألمة و عينين دامعتين , حينما هددها و انقبض قلبه فجأة


" تلك العينين اللعينتين "

همس بسخط و هو يتمنى أن تغطيهما , و هي تحدق ناحيته حتى لا تؤثر على حكمه , كما يحصل في كل مرة ,

و قد صار لديه شعور سيء , بأنها تستخدم تلك النظرة البريئة , كسلاح للسيطرة على عقله .





كان علي طوال الطريق عائدا الى البيت , شارد الذهن يكلم نفسه من جهة يلومها , و من جهة أخرى يحاول تبرير موقفه ,

لكن هناك أفكار أخرى قوية , بصوت أعلى تقول أنه أخطأ التقدير هذه المرة , و تهور في سوء ظنه ,

و صراع الأفكار هذا داخل رأسه , كان أكثر ما يزعجه و يسبب له صداعا سيئا .



" أستغفر الله العظيم "

مسح علي على وجهه و شعره بيده , و كأنه ينفض تلك الأفكار من عقله


" ماذا الآن ؟

طبعا لن أعتذر , لم أفعل ذلك يوما في حياتي , و هي آخر شخص قد أفكر في الاعتذار منه ,

تلك مشكلتها هي , فطريقة كلامها توحي بأنها تقدم على ارتكاب جريمة شنيعة ,

لا يمكنني الا الشك بأمرها , و أفضل تصرف أن أستمر بتجاهلها "


هز رأسه و كأنه اتخذ قرارا مهما أخيرا , و أسند مرفقه على النافذة المحاذية ,

علي يعتقد أنه بهذا يتجاهلها , لكنه لا يعرف أنها أصلا احتلت تفكيره و اهتمامه .





كانت فاطمة تجلس الى جانبه في السيارة , تلتزم الصمت هي الأخرى , و تحتضن رنا التي استسلمت للنعاس , و غطت في نوم عميق , بعد وصلة البكاء التي مرت بها .




حدقت الى ملامحه التي تتغير كل ثانية , ثم قطعت عليه تفكيره بسؤال مفاجيء

" بني هل ملك طبيبة ؟ "



فاطمة كانت قد سمعت الطبيب يردد بعض الكلمات التي قالتها ملك , و التي لم تفهم معناها , فاستنتجت أنها مصطلحات طبية ,


اضافة الى أن علي أخبر الطبيب , أن طبيبة من قامت بالاسعاف الأولي , و هي تتذكر جيدا أن يد رنا , لم يقترب منها أحد غير ملك .



صمت علي لبعض اللحظات , ثم أجاب بكل هدوء و عينيه على الطريق

" أجل طبيبة أطفال "



صدم الخبر فاطمة و زاد حيرتها

ما الذي يجعل طبيبة تقدم على زواج غريب كهذا ؟
و تقبل بأن تكون خادمة و زوجة مع وقف التنفيذ ؟

كان سيكون الأمر أكثر منطقية , لو كانت امرأة جاهلة و معدمة ,

الأمر الأكثر غرابة أن علي نفسه يعرف هذا , و رغم ذلك يوافق على عملها في بيته .




كانت فاطمة فعلا مشوشة التفكير , لولا أن علي قال هذا بنفسه لما صدقته أبدا ,

هي تشعر أن قدوم ملك الى هذا البيت , خلفه قصة مريبة جدا , أكثر مما يبوح به هذان الاثنان , لكنها لا تصل الى أية تفاصيل مهما فكرت و خمنت .

.
.
.

استيقظت ملك على صوت السيارة تصل , قامت من سريرها و فتحت باب غرفتها , و وقفت هناك منتظرة قدوم فاطمة .



أرادت فقط الاطمئنان على رنا , فرؤية ملامحها الباكية تذيب قلبها , و لكنها في نفس الوقت , لا تريد رؤية وجه المجنون , تستفزها ملامحه و تثير غضبها ,



لم تلبث فاطمة أن وصلت متجهة الى غرفتها , فبادرتها ملك التي كانت بالكاد تقوى على فتح عينيها , لكنها أبت أن تنام قبل أن تسأل عن حال الطفلة



" كيف هي رنا ؟ "

سألت بصوتها الرقيق و بنبرة قلقة



استدارت فاطمة و ابتسمت لها , فقد فاجأها وجود ملك هناك ,

لم تتوقع أن تسأل عن رنا , بعدما أساء لها علي بتلك الطريقة أمام الجميع



" بخير ابنتي , الطبيب قال أنه ليس بالأمر الخطير "



هزت ملك رأسها برضا و هي تحك عينيها , فهذا ما توقعته من حالة الاصابة سابقا

" جيد اذا تصبحين على خير "



حيت ملك فاطمة و استدارت للعودة الى غرفتها , لكن المرأة استوقفتها

" ملك "



" نعم "

عادت مجددا و حدقت ناحيتها بتساؤل



صمتت فاطمة للحظات و هي تراقب ملامحها , ثم قالت ما أملاه عليها قلبها

" شكرا لك , أقدر تصرفك كثيرا "

ردت ملك بابتسامة و هي تهز أكتافها

" لا بأس , لم أفعل شيئا "



كان واضحا أن هذه لم تكن مجرد كلمة شكر , بل اعتذارا مبطنا منها على ما حصل مؤخرا ,

هي التي كانت تراقب كل تحركاتها بايعاز من علي , لاكتشاف أية محاولة لايذائه أو الاساءة لرنا , حتى أنه أثار هلعها بوساوسه ,



لكن ما حصل الليلة قلب الطاولة , على هذا التفكير السيء و اقتلعه من جذوره , و بدأت هي أيضا في التفكير فيما فكر فيه علي قبل قليل

" ملك التي أتتها الفرصة لايذاء رنا , لم تستغلها بل بالعكس , كانت أكثر افادة من الجميع ,

لا يبدو معقولا أن تختلق فرصة , للاساءة لأصحاب المنزل , و لا يبدو أنها قادرة أصلا على فعل ذلك "





فاطمة بخبرتها في الحياة , غيرت رأيها في ملك الى حد ما , و قررت أن تمنحها بعض الثقة , و قلبها ينبؤها بأنها لن تخيبها ,

على عكس علي الذي لا يحب أن يحسن الظن بأحد , حينما يتعلق الأمر بابنته و أحبائه , يتعصب لأفكاره و لا يتراجع عنها ,



في الطرف الآخر وضع علي الطفلة في سريرها , و قرر التوقف عن التفكير في الأمر , فقد أخذ منه أكثر مما يجب , و لم يجن الا التوتر و وجع الرأس .

.
.



في الصباح الموالي , استيقظت ملك على صوت بكاء ياو , التي جمعت أغراضها استعدادا للمغادرة , بعد أن طردها علي كما خمن الجميع ,


هي لا تحتك بهن كثيرا , لكنها لم تستطع منع نفسها من التعاطف معها , فكل شيء يحصل هنا يؤكد أن هذا الرجل , بقلب من حجر لا يعرف الرحمة و لا الصفح ,



و كل موقف جديد يشير الى أنه مجنون متسلط , و لا يبدو أن أي شيء سيغير تفكيرها ناحيته قريبا , خاصة أنه هو نفسه لا يحاول تغيير رأي الآخرين به .





رنا هي الأخرى بمجرد أن استيقظت , ركضت ناحية المطبخ بمنامتها , مصرة على رؤية ملك , و اتجهت ناحيتها مباشرة دون الانتباه الى الباقين ,


بمجرد أن وقفت أمامها بعينين متأملتين , و هي بصدد غسل الكؤوس , نظرت ملك ناحية فاطمة , و كأنها تطلب الاذن للتعامل معها ,

بعدما سمعته البارحة من علي , هي تخشى أن ينغص عليها حياتها , بسبب احتكاكها بابنته .



لكن فاطمة ابتسمت بلطف , و أشارت اليها أن ترد على الطفلة , التي فتحت ذراعيها و أصرت على احتضان ملك و تقبيلها من خدها .



قبلتها ملك بدورها بتردد , لكنها ابتسمت لها و رق قلبها , و قد نسيت تماما ما سمعته البارحة من والدها ,


بقيت الطفلة متعلقة بها للحظات , استعادت ملك أثناءها ذلك الشعور بالدفء الذي افتقدته , منذ تركت والديها بيتها و عملها



أرتها رنا بعدها الحرق الذي حصلت عليه , و أشارت الى أنه لم يعد يؤلم كالبارحة , و أخبرتها كتابة أنها تعتبرها بطلتها الجديدة ,

فهي لم تعالج الحرق فحسب , و انما منعت والدها من الصراخ عليها و معاقبتها , و هي سابقة من نوعها .





لم تعرف ملك بم ترد على الطفلة , التي تعاملها بكل ود و مرح , الا أن تدعها تتصرف على راحتها ,

بعد دقائق طلبت منها فاطمة , أن ترتدي زيها المدرسي , و تنزل لتفطر حتى لا تتأخر عن المدرسة ,

و المفاجأة أنها نفذت مباشرة دون اعتراض , بمجرد أن حثتها ملك على فعل ذلك .




بعد مغادرة رنا أبدت فاطمة تفاجؤها و بادرت ملك

" رنا لا تقبل الكثيرين , لا تفعل ذلك الا مع من تحبهم "


الظاهر أن الطفلة تجيد الحكم على الآخرين أفضل من البالغين , تمتمت بينها و بين نفسها



ابتسمت ملك لها و ردت بهدوء

" الأطفال يشعرون بعاطفة من أمامهم , لا يمكن خداعهم و لا يخدعون أحدا "

كان اعترافا غير مباشر من ملك , أنها تبادل الطفلة ودها دون أية ضغائن , مما أراح فاطمة أكثر .




بعد نصف ساعة , عادت رنا و قد ارتدت ملابسها , تحمل المشط في يدها و شعرها المبعثر يتطاير حولها

ياو غادرت نهائيا و هي مسرورة للأمر , لأنها لم تحبها يوما , و هي لا تريد أن يهتم بها أحد الآن غير ملك .



برؤيتها أمامها مجددا ترددت ملك قليلا , قبل أن تنصاع لالحاح الطفلة , بمباركة من فاطمة دوما ,

أخذت بعدها المشط من يدها , و وضعتها على الكرسي أمامها و خاطبتها

" حسنا أنت لا تحبين الظفائر صح ؟ لنمشطه بطريقة أخرى اذا "

و سارعت رنا للموافقة بابتسامة عريضة



بدأت ملك بتمشيط شعرها برفق , هذه الأخيرة كانت تجلس بكل هدوء و طاعة , أمام دهشة فاطمة من الألفة التي نشأت بينهما بسرعة كبيرة .




رنا التي لطالما رفضت الكثير من المربيات , و تمردت على الخادمات , لدرجة أن علي كان يفصل واحدة كل شهر تقريبا ,

رنا التي تختبئ كلما دخل زائر من الباب , و لا تسمح لأحد بالاقتراب منها أو تقبيلها ,

فجأة تتقرب من أكثر شخص , لا يجب أن تتعاطى معه , و تسمح لملك بلمسها و التصرف معها بحميمية .



ما لم يلاحظه الحاضرون في المطبخ , أن علي كان يقف في الردهة , يراقب ما يحصل بكل اهتمام و بسكون تام ,



هو كان عائدا من تمارين الصباح , حينما مرت عليه رنا راكضة , في يدها المشط متجهة الى المطبخ , حتى أنها لم تعطه قبلة الصباح المعتادة ,



الطفلة التي تستيقظ يوميا بحفلة كبيرة , و تركض في كل الأرجاء , رافضة أن يلمس أحد شعرها

هاهي تقوم باكرا على غير العادة , و تأتي طواعية طالبة من ملك أن تمشطها ,

ألا يبدو الأمر غريبا ؟



تأمل علي ملامح ابنته المرحة و المرتاحة , ثم انتقل بنظراته لوجه ملك الذي تعلوه ابتسامة مشرقة ,
تشبه تلك التي رآها في صورها مع الأطفال في المخيمات , فيما يبدو أنهم نقطة ضعفها الكبيرة و الغامضة



وقف علي مكانه لبضع دقائق , قبل أن يعود أدراجه بملامح مندهشة , متجها الى غرفته بخطوات متأنية ,

هو لا يعرف ان كان عليه التزام الحياد , و تركهما على راحتهما دون معرفة النتائج , أو التدخل و ابعاد رنا عن ملك بالقوة حماية لها ,


لكن الأمر غير مضمون العواقب , فابنته عنيدة جدا و الظاهر أن لا شيء ينفع معها ,

و استعمال الاجبار هذه المرة قد يجر نتائج عكسية , كما أن تدخله قد يصل الى سوء فهم آخر كما حصل بالأمس .



لذلك قرر أخيرا أن يتغاضى عن هذا التقرب , مقابل عدم اعتذاره عن تسرعه , و بالتالي فسيكون بمثابة تعويض لتلك العنيدة عما قاله ,


حسم علي أمره بأن يدعها ترافق ابنته تحت مراقبته الحثيثة , و سيحيل حياتها الى جحيم مع أول زلة .



في المقابل كانت رنا بمثابة النسمة الباردة , في جهنم التي تعيشها ملك , و لن تفكر للحظة أن تسيء لها .




أثناء تحضير الغداء , استغلت ملك فرصة لين فاطمة , و قررت أن تسألها عن سبب حالة رنا ,

و بالفعل لم تتردد المرأة في قول الحقيقة , فلا شيء يستحق الاخفاء و الغموض



" رنا ولدت طبيعية كأي رضيع , كانت طفلة جميلة جدا و ذكية جدا , حبت وقفت مشت , و حتى تكلمت قبل الأوان "



" كانت تتكلم ؟ "

سألت ملك باندهاش , لطالما اعتقدت أن الأمر خلقي منذ الولادة , لكن فاطمة قيظت ظنونها

" أجل كانت تتكلم الى عمر الرابعة , لم تكن تشكو شيئا طوال سنوات ,

حصل بعدها أمر سيء جدا أمامها , أصيبت بسببه بصدمة نفسية , فقدت على اثرها النطق تماما , و من يومها لم نسمع منها كلمة واحدة "



قالت فاطمة بنبرة حزينة تفطر القلب ثم استرسلت

" تسمعنا جيدا و تنفذ ما نطلبه , لكن في بعض الأحيان تتمرد , و تصبح عصبية و عنيدة جدا ,

خاصة حينما تحتاج شيئا و تتعب من الشرح , و لا نفهم نحن ما تريد قوله "




ظهرت الشفقة في عيني ملك و استمرت في أسئلتها

" أليس لديها أصدقاء في سنها ؟ "



هزت فاطمة رأسها بأسف

" لا فحالتها تمنعها من التواصل مع من في سنها من الأطفال , لذلك أصبحت تدريجيا خجولة جدا و انطوائية ,

لأنها تخشى أن يسخر منها الآخرون , أو يضايقوها بسبب عجزها ,

لأجل ذلك هي لا تغادر البيت , و تكتفي بالتنقل بين الغرف و الحديقة للعب "



" و لكنها تقصد المدرسة ؟ "

قالت ملك و هي تناولها قطع اللحم التي قامت بتقطيعها , وضعتها فاطمة داخل القدر ثم غطتها و أجابت



" أجل هي في مدرسة خاصة , لكن يدرس بها أطفال عاديون ,

بما أنها تسمع جيدا تفهم و تكتب , لم يكن ممكنا بأي حال من الأحوال , وضعها في مدرسة للصم البكم ,

الفرق بينها و بين باقي التلاميذ , أن المعلمين لا يطلبون منها الواجبات المقروءة "




أطرقت فاطمة قليلا و أضافت

" حاول علي مرارا ادماجها في بعض النشاطات التي يمارسها أترابها , كالباليه و الرسم و العزف , حتى أنه سجلها في صفوف سباحة و كراتيه ,


لكن طفلتي المسكينة كانت تعود في كل مرة حزينة و محبطة , و بدل أن تحل مشكلة انطوائها زادتها سوءا ,

لذلك كان علي يوقفها مباشرة , دون أن يفهم في أحيان كثيرة أين المشكلة ,

لكن بالتفكير في الأمر أعتقد أن مشكلة النطق تكون حائلا دائما , لتكوين علاقات طبيعية مع الأطفال الآخرين "





هزت ملك رأسها بتفهم و استرسلت

" ألم تحاولوا معالجتها ؟ "



ابتسمت فاطمة بقلة حيلة و أجابت

" أرجوك ابنتي هي بؤبؤ عيني علي , لو طلبوا قلبه لتتحسن لأعطاه دون تردد , المسكين طاف بها العالم , لكنه نفس التشخيص في كل مرة :

فقدان النطق كان نتيجة صدمة نفسية , لا وجود لضرر عضوي , و الكل ينصح بالعلاج النفسي لا غير ,

لذلك هي تحضر جلسات أسبوعيا , و لكن لا تحسن يذكر الى اليوم ,



في البداية كانت الطبيبة من يأتي الى هنا , لكنها لاحقا اقترحت أن تذهب رنا الى عيادتها , من أجل جلسات جماعية , لتحسين تعاملها مع الآخرين و اندماجها مع أقرانها ,


كما أنها هي من أوصت بالمدرسة العادية , لأن وضعها في مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة , قد يرسخ المشكلة دون فرصة للتخلص منها "



صمتت فاطمة قليلا , و كأنها تستعيد ما حصل في الماضي القريب , و ملامحها يكسوها حزن واضح ,



تاهت ملك هي الأخرى في تفكيرها

" مسكين و يعطي قلبه ؟

أرجوك أخبريني أمرا معقولا أصدقه ,

اذا كان ذلك المجنون لا يملك قلبا من الأساس , فكيف سيفكر بالتضحية به ؟ "



ثم سألت فاطمة مجددا , مع نظرة شك على وجهها

" هل للمجنون يد في الأمر ؟ أقصد الصدمة النفسية ؟ "



هزت فاطمة رأسها بالنفي , لكن دون أن تنهرها هذه المرة , و كأنها تعودت على سماع هذا اللقب من فم ملك

" لا السيد علي ليس السبب , كما قلت لو طلبوا روحه , لتتحسن ابنته لأعطاهم اياها "





اجابة فاطمة لم تقنع ملك كثيرا , و ظهر هذا على ملامحها المستنكرة , فأضافت بعد أن تنهدت بعمق

" ملك ابنتي , لا أدري ما الذي حصل بينكما بالضبط , جعلك تأخذين موقفا عدائيا اتجاه علي ,

لكنه فعلا رجل طيب و حنون "




"...."

ابتسمت ملك بسخرية و ردت على كلامها

" أرجوك سيدتي اذا كان ما رأيته طيبة , فما هو الشر اذا ؟ "



كان واضحا أن فاطمة تحاول جهدها , لتحسين صورة علي أمام ملك , فقد تستطيع تقريبهما و ازالة الاحتقان بينهما



بعد أن مسحت المرأة يديها في منديل , و ربتت على كتف ملك , قالت بنبرة حنونة تماما كنبرة والدتها

" علي ولد على يدي و أنا ربيته , رافقته طوال سنوات حياته , و لم أفارقه يوما و ربيت أخته علياء كذلك ,

لم أره يوما يؤذي أحدا , صدقيني ليست الأمور دائما على ما تبدو عليه "




استمرت ملك بالابتسام بسخرية

" فعلا ؟ يظهر اذا أنه قرر جمع كل الظلم في حياته , و تسليطه علي وحدي "



بقدر ما كانت فاطمة متعصبة لرأيها بعلي , بقدر ما تمسكت ملك برأيها ضده

فهذا رجل متعسف مستبد , و لا شيء سيغير مشاعرها اتجاهه .




برؤية ملامحها المعارضة , قررت فاطمة أن تسترسل , و أشارت لها للجلوس الى الطاولة

" علي توفي والده في عمر الثامنة , لم أره يبكي من يومها , كان ولدا حنونا جدا و مطيعا ,

لكنه فجأة وجد نفسه مسؤولا في سن صغيرة , عن والدته التي ترملت في عمر الثلاثين , و أخته الصغرى الرضيعة ,

في البداية كانت السيدة صفية والدته مسؤولة عن كل شيء , لكنه سرعان ما أخذ عنها الحمل سريعا ,



في الوقت الذي كان فيه الكثير من الأولاد , في عمر المراهقة يستمتعون بوقتهم و يعيشون دون أعباء , كان هو يدفن نفسه بين الأوراق , محاولا استيعاب عالم الأعمال المعقد ,



واجه ابني الكثير من الصعاب , و تعرض الى الكثير من الخيانات , من الأقرباء قبل الأعداء , الذين تكالبوا لتجريدهم مما ترك والده ,

و لولا الشخصية القاسية التي يظهرها الآن , لما تمكنوا من البقاء على قيد الحياة ,

ثقته اهتزت في مواقف كثيرة , لذلك هو لا يأتمن أحدا بسهولة , لكن اذا تأكد أن أحدهم موضع ثقة , يفديه بحياته صدقيني "





كانت ملك تنصت بتركيز , و لكنها تفادت التعليق على ما قالته المرأة , لا تريد احباطها بأفكارها فواضح حبها الكبير له

و اكتفت بالتمتمة بينها و بين نفسها مجددا

" هل علي أن أشفق عليه الآن أو ماذا ؟ "




توقفت ملك عن طرح الأسئلة عن حياة الرجل الخاصة , أو بالأحرى أوقفت فاطمة عن الاستمرار في اخبارها عنه , فهذا أمر لا يهمها ,

كما أنها لا تريد أن توحي لها , أنها فضولية بشأنه لأن الأمر غير صحيح .



أرادت بعدها أن تسأل عن والدة رنا , لكنها غيرت رأيها , فواضح أنها اما متوفية أو مطلقة , فأي امرأة تتحمل رجلا سيء الطباع مثله ,

و مما تراه هو يتحمل مسؤوليتها وحده جيدا , فهو قادر على ذلك بجبروته , الذي يغطي على طيبته المزعومة ان وجدت ,



لذلك قررت ملك أن تعود مجددا الى الموضوع الأساسي رنا

" ألا يوجد من يتواصل معها بالاشارات هنا في المنزل ؟ "



ردت فاطمة سريعا دون تفكير

" فقط السيد و .. "


و توقفت فجأة و كأنها تذكرت أمرا هاما , و لكنها سرعان ما تداركت ارتباكها و أضافت

" و لكنه في بعض الأحيان لا يفهم عليها جيدا , أحضر سابقا الكثير من الكتب لتعلم لغة الاشارة , و لكنه لم يقرأها كلها لانشغاله ,


في المقابل رنا تلقت دروسا مكثفة و خاصة في هذه اللغة لسنوات , لذلك هي تجيدها باتقان و لا يمكن مجاراتها "



" الكثير من الكتب ؟ "

همست ملك لنفسها , و توقفت عن سؤال فاطمة , التي قامت لأداء أشغالها , و أرسلتها هي الأخرى لاكمال عملها .









💞💞😘



.......





ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-20, 05:32 AM   #145

اميرةm*

? العضوٌ??? » 412422
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » اميرةm* is on a distinguished road
افتراضي

اكيد ملك راح تغامر وتدخل المكتب تاعو او غرفتو باش تهز كتاب وتحصل معاه
فاطمة انسانة حنونة رغم صرامتها... اعجبتني وهي تحاول اقناع مبك ان علي طيب.
ملك راسها خشيين حجرة ربي يعين علي عليها (ولو اني حاليا مازلت في صف ملك 😊)
بانتظار المزييييد 😍😍😍


اميرةm* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-20, 05:34 AM   #146

اميرةm*

? العضوٌ??? » 412422
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » اميرةm* is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملك علي مشاهدة المشاركة
البارح عطلة كنت غلبانة 😅😅😅😅 المهم القصة مطولة عندك ما تقراي أنا بالي طويل 😉😉💖💖

ان شاء الله.. دائما بالانتظااااااااار
وربي يعينك ويقويك 😘


اميرةm* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-20, 12:58 PM   #147

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اميرةm* مشاهدة المشاركة
اكيد ملك راح تغامر وتدخل المكتب تاعو او غرفتو باش تهز كتاب وتحصل معاه
فاطمة انسانة حنونة رغم صرامتها... اعجبتني وهي تحاول اقناع مبك ان علي طيب.
ملك راسها خشيين حجرة ربي يعين علي عليها (ولو اني حاليا مازلت في صف ملك 😊)
بانتظار المزييييد 😍😍😍






قلتلك اني حسبتك من فريق ملك من البداية ممنوع التغيير 😉😉


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-20, 02:54 PM   #148

اميرةm*

? العضوٌ??? » 412422
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » اميرةm* is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملك علي مشاهدة المشاركة
قلتلك اني حسبتك من فريق ملك من البداية ممنوع التغيير 😉😉
الله غالب نميل لأصحاب التخصص 😂


اميرةm* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-20, 03:45 PM   #149

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اميرةm* مشاهدة المشاركة
الله غالب نميل لأصحاب التخصص 😂




ماعليش فرصة ثانية نزيدو شوية و نشوفوك اذا تبقاي على رأيك 😉😉


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-20, 09:23 PM   #150

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي






البارت الواحد و الأربعون شكرا !؟َ






مر شهر عن وصول ملك الى بيت علي , كل الأيام تمر متشابهة و طويلة هنا , و لا يبدو أن شطب الخانات في اليومية يخفف من ملل الانتظار ,


لا زالت ملك تشعر بالغربة , كلما آوت ليلا الى فراشها , لا زالت دموعها تجد طريقها الى الوسادة حتى بعد نومها ,


و لا زالت تستيقظ من وقت الى الآخر فجرا , بسبب كوابيس تؤرقها و تذكرها بما مرت به ,



رغم ذلك بدأت ملك تتعود على الأشخاص الذين يعيشون معها , و على طريقة حياتها الجديدة المؤقتة ,

الأمر الوحيد الذي لا تستطيع تقبله الى الآن , هو انفصالها المؤلم عن والديها .



صحيح أنها كانت تذهب من وقت الى آخر , في عطلات طويلة سابقا خارج البلاد , لكن هذه المرة مختلفة فوالديها غاضبين منها و يقاطعانها ,



حاولت ملك اقناع نفسها مرارا بالاتصال و سماع صوتيهما , لكنها خشيت أن يصداها و يرفضا الحديث معها ,

أو يحصل الأسوء أن تنهار و تعترف بما حصل حقيقة , لو استفسرا مجددا عن زواجها و ذلك الرجل , و هي ليست مستعدة لمواجهة بين والدها و المجنون ,


لذلك كانت تتمسك بموقفها في أخذ اللوم من طرفهما حاليا , ربما تسنى لها يوما شرح الأمر لهما .





رغم ألمها الكبير و الذي تترجمه دموعها كل ليلة , الا أنها تتماسك نهارا بشجاعة أمام الجميع ,

لا تريد شماتة على وجه أحد , لا تريد نظرة شفقة من عيون أحد ,

حتى من فاطمة التي تقربت منها كثيرا مؤخرا , و أصبحت تعاملها بكل ود و حنان تقدرهما ملك كثيرا .





في الطرف الآخر لا يعترض علي طريقها , و يكتفي بالمراقبة من بعيد , لكنها تراه يوميا و تتجاهله يوميا , فهو لا يفوت مواعيد الأكل الا نادرا ,


لكنه أصبح أكثر هدوءا مؤخرا , و كأن دعواتها بأن يبتعد عنها استجيبت , حتى تنعم ببعض الهدوء بعيدا عن صوته الشجي .





أما الشقراء فهي لا تراها الا كل يومين أو ثلاثة , و كأنها تتجنب الالتقاء بها , و غالبا يكون الأمر في المطبخ أو الصالون ,

و في كل مرة يحدث نفس الأمر , تحدق اليها بنظرات فضولية بصمت لدقائق , قبل أن تعود مباشرة الى الطابق الثاني ,


لكن لا فكرة لملك ان كانت دائمة الاقامة هنا , أو انها تذهب و تعود من حين الى آخر , حتى فاطمة اكتفت بالقول بأنها من المعارف دون أية تفاصيل .




رأتها ملك عدة مرات تقف و تتهامس مع الطبيب , الذي عرف عن نفسه سابقا أنه د . جلال ,

واضح أنه هنا لمعاينتها و الاشراف على علاجها , و هي متأكدة أنه طبيب أمراض عصبية و نفسية , لأن لا أحد يبقى تحت نفس السقف مع المتسلط و لا يفقد عقله .



لكن ملك تشعر بالارتياح لتجاهلها لها هي الأخرى , لأنها ليست مجبرة على التواصل معها , أو رؤية أية مشاهد خليعة لعلاقتها مع المجنون ,

لكنها لسبب مجهول هي لا تشعر بالارتياح في وجودها , و لا لنظراتها المريبة التي لا تفهم معناها .





بالنسبة لرنا فهي المفاجأة الكبرى , الطفلة لا تفارقها و لا تتوقف عن تتبع خطواتها , تبدو كقطة تتمسح في أرجل صاحبها , و ملك تحب ذلك كثيرا لا تتذمر و لا تنهرها أبدا



بالعكس ترافقها طوال وقت مكوثها في البيت , تلعب معها تراجعان الدروس , تجلسان في الحديقة مطولا ,

تشاهدان الأفلام سويا , حتى أنها صارت تقرأ لها قصة قبل النوم كل ليلة , و رنا تستمتع بكل لحظة .



من جهتها ملك تصنع لرنا كل ما تطلبه دون تردد عن طيب خاطر , و دون أن تربط بين حقدها على والدها و بين ابنته , ففي النهاية لا ذنب لها فيما حصل ,



حتى علي صار يمر على علاقتهما , كأنها مشهد يومي روتيني تعود عليه , فرنا تبدو سعيدة جدا بوجود ملك معها ,

و هو لا يمكنه أن يتدخل أكثر مما فعل , و لكنه يبقي عينيه مفتوحتين عن آخرهما , خشية حصول أية مفاجآت غير محسوبة .



في نفس الوقت كانت ملك تبذل جهدها , لتتعامل مع الطفلة بطريقة طبيعية , بعيدا عن مشكلة النطق التي تعاني منها , لكن حاجز التواصل بالاشارات لا يزال قائما ,

فمن الصعب ايصال الفكرة كاملة بالايحاء , و الكتابة تعطل الأمر و تشعر رنا بعجزها , كما أن هناك أشياء يصعب على طفلة في سنها كتابتها ,





كانت ملك تحاول باستمرار , ايجاد حل لحفظ الاشارات المتكررة و المتواترة من رنا , لكن ذلك لم يكن كافيا فكلها متشابهة و سريعة ,


تذكرت ملك ما أخبرتها فاطمة , عن كتب تعلم الاشارات , و التي بحثت عنها بجد في المكتبة الصغيرة في غرفة المعيشة , و لكنها لم تجد شيئا ,

ففكرت في امكانية وجودها , في المكتبة الهائلة في مكتب علي الشخصي .



قررت في البداية التغاضي عن ايجادها , و لكنها عادت و فكرت أن الكتب قد تفيدها مستقبلا , في عملها مع أطفال في نفس حالة رنا ,

فهي معرفة اضافية مفيدة من جهة , و من جهة أخرى تشغل وقت فراغها الكبير هنا , و تتحدث براحة مع الطفلة التي لا تحتك بغيرها ,

و لكنها مجبرة على طلبها من صاحبها , و هذا ما لا يروق لها .





فيما هي تفكر في طريقة مناسبة تحصل بها على هذه الكتب , بادرتها فاطمة

" خذي ملك "

و مدت يدها بظرف أبيض



" ما هذا ؟ "

سألت ملك باستغراب و هي تنظر الى الظرف , دون أن تمد يدها لأخذه



ترددت فاطمة قليلا قبل أن ترد

" راتبك للشهر الماضي , الكل أخذ راتبه عداك "



طبعا هي كانت محرجة و ترددت ليومين , قبل أن تقرر اعطاء الظرف لملك , فلم يبد لائقا منح راتب لزوجة صاحب البيت

ألا يجدر بها هي أن توزع عليهم رواتبهم ؟


لكن علي طلب منها أن تعاملها كالبقية , و هذا حقها لقاء عملها بجد لن تبخسها اياه .



و رغم أنها تعرف أن هناك حربا باردة بين الاثنين , و هي عنيدة جدا و لن تأخذ منه شيئا , الا أنها قررت أن تعطيها الظرف , و تترك لها حق الاختيار ,



وضعته سريعا في يدها , و قبل أن تبدأ بالرفض , كانت فاطمة قد غادرت بالفعل , واضعة اياها أمام الأمر الواقع



" و لكنني لا أريد راتبا "

سارعت ملك للاعتراض



" تفاهمي مع السيد اذا "

هذا أقصى ما يمكنها فعله , فليحلا مشاكلهما سويا اذا أرادا .



امتعضت ملك و بدا الاستياء على وجهها , كانت كمن وضعوا جمرا في يديه ,

حملت الظرف و اتجهت ناحية المكتب , دقت الباب و دخلت مباشرة دون انتظار الاذن ,

ربما لأنها أدركت سابقا , أن هذا التصرف يستفز المجنون , فصارت تكرره كلما سنحت الفرصة .




قطب علي جبينه و رفع رأسه باستياء , فهو يعرف من الشخص القادم



" أتعرفين ؟ ستتوقفين عن هذه العادة السيئة حينما تدخلين يوما ما , و تجدين موقفا محرجا أمامك "

حدجها بنظرة زجر و قال محاولا انتقادها ,




لكن ملك لم ترد عليه بامكانه أن يقول ما يشاء , لن يغير ذلك في الأمر شيئا , فرأيه بها سيء بالفعل منذ البداية

بدل ذلك تقدمت بسرعة , و ألقت الظرف فوق المكتب أمامه .



نظر اليه علي باستغراب , ثم رفع رأسه يحدق ناحيتها و سألها

" ما هذا ؟ "



" مال أعطتني اياه فاطمة , تقول بأنه راتب "

ردت ملك بكل هدوء




تنهد علي و سأل مجددا

" لم تلقينه هنا اذا ؟ هل تريدين استثماره مثلا ؟ "

قال ساخرا و رمقته ملك بنظرة استهجان , قبل أن تشرح الأمر ببساطة

" لا أحتاجه لم نتفق عليه , لست خادمة براتب أنا أعمل لتطلق سراحي "





حدق علي اليها بتفحص , أخذ نفسا عميقا و استرخى على كرسيه , ثم رد بهدوء تام هو الآخر , يحاول أن يتحاور معها بتحضر بعيدا عن الصراخ

" ليس راتبا هو لمصروفك الشخصي , لا أريد أن يتهمني أحد , أنني أستغل العاملات و أسيء معاملتهن ,

كما لا أريد أن يعلق أحد على مظهرك "



و نظر اليها بنظرة متفحصة , حسنا هو لا يعرف لم ذكر مظهرها , و لكن ربما تقتنع فأية امرأة سيهمها شكلها و أناقتها .





لكنه أخطأ التقدير و ملك استاءت أكثر , و ظهر ذلك على ملامحها الممتعضة , ردت عليه بعد ان لفت يديها على صدرها في حركة دفاعية

" لا داعي لقلقك لن يعلق أحد , و لن يهمني رأيهم حتى و ان فعلوا ,

ثم أنا لدي ما أحتاجه لا داعي لتدخلك "





وضع علي رأسه في الأوراق أمامه مجددا بقلة حيلة , متفاديا الاستمرار في جدال عقيم و تضييع وقته سدى ,

فقد يئس من التحاور معها , و لا شيء يقوله يقنعها , لم يقابل في حياته من هو أكثر عنادا منها .



لكن العنيدة بقيت واقفة مكانها , دون نية للمغادرة و هي تحدق باهتمام الى المكتبة خلفه ,

هي أتت لتعيد الظرف في البداية , لأن فاطمة فرت من أمامها , لكنها الآن انتبهت الى أنها تريد طلب أمر آخر .





" ماذا تريدين الآن ؟ أو أنك غيرت رأيك و تريدين استعادته ؟ "

كان يقصد الراتب و ألقى عليها نظرة خاطفة بفضول , بعدما لاحظ أنها لا تزال تقف هناك ,




سؤاله قطع تفكيرها و نظرت اليه نظرة انزعاج

" كم أنت مستفز "

قالتها بينها و بين نفسها , ثم كتمت غضبها و سألته بكل هدوء




" أريد أن تسمح لي باستعارة الكتب من مكتبتك "

قالتها بتردد و أشارت برأسها , الى المكتبة الهائلة التي خلفه , و هي تعض على شفتها السفلى , و تشابك أصابعها الرقيقة أمامها و كأن الأمر يحرجها ,




توقف علي لبرهة عن النقر على حاسوبه , و رفع رأسه ناحيتها مجددا , مع حاجب مرفوع و سأل بتوجس

" لماذا ؟ "



استفزها سؤاله الغريب , فرفعت حاجبها هي أيضا مقلدة له , و وضعت يديها على خصرها , و قررت رد استفزازه

" لأن أكل الكتب مفيد للصحة "





كان ردها الساخر مثيرا لانزعاجه , و بالفعل نجحت في اثارة حفيظته

" أنت ؟ "

نهرها بنبرة غاضبة مع نظرة تهديد , و ضرب على المكتب بكفه بقوة , فكيف تجرؤ على أن تسخر منه .



تراجعت ملك خطوة الى الوراء , و قد أخافتها نبرته و ابتلعت ريقها بصعوبة ,

لكنها تداركت سريعا فليس عليها اغضابه , ان أرادت أن يسمح لها باستعمال مكتبته

" طبعا لقراءتها , لا أريد أن أصاب بالخرف في هذا المكان "


كان صوتها مرتجفا قليلا , لكنها حافظت على ملامحها الجادة مظهرة شجاعتها , لا تريد ارضاء غروره باظهار خوفها .





حدق علي الى الكتب خلفه , ثم فكر مليا و لم يجد مانعا فوافق بشرط

" لا بأس لكن أخبري فاطمة أولا , لا أحب أن يفتش أحد في أغراضي "



طبعا آخر شيء يريده علي , أن تقع أوراقه المهمة في أيدي غرباء , أصلا ملك هنا لأنه فقد حاسوبه , لا يريد حربا شعواء أخرى بحثا عن أمر آخر ,


ثم هي هنا منذ مدة , و هذا أول أمر تطلبه منه , في النهاية هي ليست في سجن لتصادر حقوقها , لذلك لم يجد سببا للرفض .




بعد الحصول على مرادها عادت ملك أدراجها , كانت راضية جدا لقبوله طلبها , و علت ملامحها ابتسامة رضا ,

لكن قبل أن تخرج مباشرة عادت و تحدثت اليه

" شكرا "

قالتها باقتضاب بصوت خافت و هرولت خارجة .




اعتقد علي بداية أنه أخطأ السمع , و بقي يحدق جهة الباب لبضع دقائق يحاول الاستيعاب

" شكرا ! هل قالت شكرا !؟؟ "

سأل نفسه مستغربا

فالمرأة التي كانت تهاجمه قبل لحظات , و كادت تضربه على رأسه , أصبحت مؤدبة فجأة و شكرته .




ضرب كفا بالأخرى و هز رأسه بحيرة

" الآن هل هذه المرأة مجنونة , أو أن لديها انفصاما في الشخصية ؟

بعد كل ذلك القصف و في الأخير شكرا ! ؟ "


علي لا يفهم لم تثير هذه العنيدة دهشته على الدوام , هو فعلا يشعر بالعجز لتخمين كلامها أو أفعالها .





لكن بالنسبة لملك فالأمر ليس غريبا , فكلمة الشكر خرجت بطريقة تلقائية , لشخص طلبت منه أمرا و وافق عليه ,

هذا عقلها الباطن و الأخلاق التي تربت عليها , لا يمكنها التحكم فيها و الغاؤها حسب المواقف و الأشخاص ,



حتى هي نفسها لم تدرك ما قالته , الا بعد أن غادرت المكتب , الا أنها لم تتدارك الأمر , فكل شخص يتصرف بأدبه هذه قناعاتها .





بقي علي جالسا مكانه , يفكر مطولا في حل لغز هذه المرأة و حقيقة شخصيتها ,

هو لا يعرف لم أصبح فجأة , يقدر تربيتها و هو الذي كان يقول بكل ثقة , أنها سيئة و منفلتة أخلاقيا ,



لكنه الآن لا يعرف في أية خانة يضعها , خاصة أن ابنته مقربة منها و قد تتأثر بها , و هو لا يريدها أن تلتقط أمورا سيئة أو غير مقبولة تفسد تربيته لها .




بعد تفكير معمق استدعى فاطمة

" نعم بني "



أشار اليها علي بالجلوس أمامه , و بعد صمت لدقيقتين سأل مباشرة

" فاطمة ما رأيك في ملك ؟ "





استغربت فاطمة السؤال و حدقت له بحيرة

أليس من المفروض أنه هو أفضل من يجيب على هذا السؤال ؟

أليست زوجته التي اختارها بنفسه , و أحضرها هنا الى بيته , كسابقة لم تشهدها قبلا ؟

و بالتالي ألن يكون أكثر من يعرفها ؟





تمالكت فاطمة نفسها و كتمت فضولها و سألت

" من أية ناحية بني ؟ "



قرص علي بين عينيه و شرح باقتضاب

" من كل النواحي فاطمة , يعني تصرفاتها أخلاقها شخصيتها ,
ما رأيك بها ؟ "




فكرت فاطمة بعمق لدقائق قبل أن تجيب

" في الحقيقة بني ملك فتاة مهذبة بتربية جيدة , تتحدث بكل أدب مع الجميع , كل كلامها شكرا من فضلك لو سمحت ,

لا تستثني أحدا من قول صباح الخير أو تصبح على خير , و لا يسبقها اليها أحد ,

حتى الخادمات اللواتي كن يعادينها في البداية , تحسنت علاقتها بهن بسبب طيبتها و تواضعها ,



طريقة لباسها جلوسها أكلها و تصرفاتها عامة , تشير الى أنها فتاة راقية بأصول جيدة ,



هي مراعية جدا مع الآخرين , خاصة مع رنا و أعتقد أنك لاحظت مدى قربهما ,

فالطفلة و بصفة غريبة تتفاهم معها , تلعب تجلس تدرس معها , حتى أنها تنام في حضنها ,



في البداية اعتقدت أن ذلك يحصل , لأن ملك تراضيها في كل ما تطلبه , يعني تدللها بطريقة مفرطة ,

لكن اكتشفت لاحقا أنها تعلق على تصرفاتها , و تشير الى الخطأ و الصواب , و لكن بطريقة ودية جدا ,

تجعل رنا لا تتمرد و تعاند معها كما تفعل معنا , حتى أنها تعطيها مثالا جيدا بالتصرفات , و لا تكتفي باصدار التعليمات ,



أما بالنسبة لأخلاقها , فبامكاني أن أقول أنها محافظة , يعني لم أرها يوما تتجول بمنامة أو بملابس مكشوفة ,

حينما تخرج الى الحديقة لا تتحدث مع أحد الا مع صالح , هي حتى لا تتعامل مع الحراس و باقي العمال ,

أنت تعرف أن مشكلتي الكبرى مع الخادمات علاقتهن مع العمال , لكنها تنأى بنفسها عن كل شبهة "





توقفت فاطمة للحظات , و كأنها تفكر في أمر مهم , ثم استرسلت دون أن يقاطعها علي , الذي كان يستمع باهتمام , و عليه يعترف أنها فاجأته ببعض ما قالته



استرسلت المرأة سريعا

" هي أيضا بسيطة جدا و غير متكلفة , أي شيء يرضيها رغم أنه يظهر عليها أنها تربت في مستوى رفيع ,

اضافة الى أنها تأكل مثل العصفور , لا أعرف لم لا تأكل كثيرا , تبدو نحيفة كفتاة في السادسة عشر , و كأنها أخت رنا الكبيرة و ليست زوجت .."



صمتت فاطمة فجأة , و قد شعرت أنها انجرت بالحديث , الى منطقة ما كان يجب أن تطأها ,



لكن علي لم يعلق بشيء , بل بدت ابتسامة خفيفة على وجهه

هو نادم الآن فعلا لأنه سأل مثل هذا السؤال , فواضح اعجاب فاطمة الشديد بملك ,

هو يعرف مربيته جيدا , عادة لا تقول الا كلمتين لوصف أحدهم , دون فرق ان كانت تحبه أو تكرهه ,

و لكنها سردت للتو موشح غزل , بمجرد أن ذكر اسم ملك , مما زاد من حدة الصداع الذي يعاني منه .



هو لا يفهم لم يتفق الجميع على نفس الوصف عن ملك

" خلوقة دون شبهات "



حتى كريم الذي لا يقف في صف أي أحد , خصوصا اذا كان امرأة ,

ذلك اليوم قال الكثير من التحليلات , التي تصل الى نفس النقطة , و هذا ما يشوش ذهنه أكثر .



لطالما كان حكمه على الآخرين صائبا دون شائبة , لكن ملك مثل حقل مغناطيسي يشوش داراته العقلية , و يتركه في ظلام دامس دون ادراك للاتجاهات ,



دلك علي جبينه دون أن يعلق على ما قالته فاطمة , ثم ناولها الظرف مجددا

" هذا راتب ملك تقول أنها لا تريده , جدي طريقة لاقناعها "



تنهدت فاطمة أمام هذا الطلب , فهي تعرف كم أن ملك عنيدة , و لن تأخذه منها مهما قالت , رغم ذلك حملته و غادرت المكتب , محاولة ايجاد طريقة ما .





في المطبخ

" ملك ابنتي لم لم تأخذي راتبك ؟ أنت تتعبين مثل الأخريات هذا حقك "



استمرت ملك فيما تفعله , دون أن تلقي بالا للظرف , الذي تحمله فاطمة أمامها

" لا أريد شكرا بامكانك أخذه , أو اعطاؤه لأحدهم لا فرق "





انزعجت فاطمة لموقفها

" و لكن من أين ستصرفين ؟ لا مدخول لديك "



ابتسمت ملك بعناء

" لا تقلقي لدي ما يكفيني , لا داعي لازعاج نفسك "



لكن فاطمة أصرت مجددا

" و لكن لا أفهم لم لا تريدين أخذه ؟ "



هزت ملك رأسها باصرار أكبر

" فقط هكذا لا أريده و لا أحتاجه , أرجوك سيدتي لا تضغطي علي لن آخذه "



حاولت فاطمة جاهدة اقناعها , بشتى العبارات و بأكثر من طريقة , لكن ملك ثبتت على رفضها بشدة ,



قد لا يفهم أحد أسبابها , لكنها بكل بساطة لا تريد مال ذلك الرجل , و لا أي شيء له علاقة به ,

هي تشعر بالقرف كلما تذكرت , ذلك الصك الذي عرضه عليها ذلك اليوم , باحتقار كبير بعد أن أذلها و أهانها ,

لن تنسى أبدا اتهامه لها بأنها امرأة رخيصة , تبيع نفسها و شرفها مقابل المال ,

و لا كيف تباهى بأنه دس تلك الماسة في حقيبتها , أو تهديده باتهام والدها بتهريب أموال .



هذا الرجل يعتقد أن الجميع يطارده , من أجل الاستفادة منه و استغلاله ,

هو يعتقد أن الجميع عبيد للمال , و أنه يستطيع شراء أي شيء ما دام يملك الكثير ,

و بالنسبة له هي ليست استثناءا , و هذا ما ترفضه بشدة لأنه يهين كرامتها ,



اضافة الى ذلك هي لن تقبل هذا المال , لأنه قد يعتبره تعويضا عن اذلالها و عذابها , الذي لا ثمن له و لا مبرر له ,

هي لن تمنحه هذا الرضا أبدا , و لن تسمح له بأن يجردها من آخر أمر تحافظ عليه

" عزة نفسها و احترامها لذاتها " .





عادت فاطمة خائبة الى المكتب

" تفضل بني لا تريد أخذه , حاولت بكل الطرق و لا فائدة "



فكر علي قليلا ثم طلب منها

" أبقه أمانة عندك , قد تطالب به في أي يوم "

" حاضر " .





أثناء حديث فاطمة و علي رن جرس الباب , و هرعت احدى الخادمات لفتحه ,

في المدخل كانت تقف زائرتين , في العقد السادس من عمريهما , الا أن ملامحهما تبدو أكثر شبابا ,

أنيقتين جدا بعباءتيهما السوداوين , و المجوهرات التي تضعانها , تتحدثان و تمشيان بمنتهى الأبهة و الفخامة .



بمجرد دخولهما الى الصالون نزعتا خماريهما , اللذين يغطيان شعرا أسود , بخصلات بيضاء و هيبة ملكية



بمجرد خروجها من المكتب , سارعت فاطمة لاستقبالهما مبتسمة

" أهلا سيدة صفية , أهلا سيدة سعاد "











💞💞😘

سمعوني آراءكم 💞





.......



ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:40 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.