20-09-20, 01:09 AM | #241 | ||||||||
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 40 ( الأعضاء 12 والزوار 28) mansou, اسيره صمت, ماريان عادل, NoOoShy, nadiazin, Moon roro, منيتي رضاك, روجا جيجي, Ririi, الرسول قدوتى, amatoallah, مالقيت إسم | ||||||||
20-09-20, 01:11 AM | #242 | |||||
| اقتباس:
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 42 ( الأعضاء 13 والزوار 29) ملك علي, mansou+, اسيره صمت, ماريان عادل, NoOoShy, nadiazin, Moon roro, منيتي رضاك, روجا جيجي, Ririi, الرسول قدوتى, amatoallah, مالقيت إسم شكرا 💖💖💖💖❤️❤️❤️❤️❤️ | |||||
20-09-20, 01:29 AM | #243 | ||||||||
| اختيارك للشخصيات فعلا موفق أكين بدور علي لما اتذكر نذالته مع ريان كميران فزهرة الثالوث وأسقطها على نذالة علي التطابق و ياللعجب مئة بالمئة شهرزاد كراشني مع ملك و قوة شخصيتها و لما لتخيلها تجابه علي و ترد الكلام 💖💖💖💖💖💖 كريم و هالة الغموض مع الرود و القوة جاية تحفة مع نواه ميلز صورة أسيل عمران اللي اخترتيها لمريم بالذات 👏👏👏👏👏تحسي شخصية مريم اللي سمعنا فاطمة توصفها لملك مجسدة فيها وفي صورة رنا كمية البراءة مع الشقاوة تجننننننن باقي الشخصية الجديدة أسيل واللي بتمنى تكون صديقة لملك و حافظة اسرارها بغربتها لاني لاحظت انه علي لقا اخته و حكالها لكن ملك ماعندها حتى واحد تفضفضلو 👏👏👏👏👏👏👏اخياراتك للشخصيات فعلا كانت موفقة بالتوفييييق | ||||||||
20-09-20, 02:02 AM | #244 | |||||
| اقتباس:
شكرا على التحليل الرائع رأيت ما رأيته بالضبط 💖💖 و شكرا لأنك أشرت للأمر سابقا 😘💖💖💖 | |||||
20-09-20, 09:44 AM | #246 | ||||
| [quote=ام حاتم الطائي;15101997]جميلتي وغاليتي،، سلام الله عليكي ورحمة الله وبركاته سلمت اناميلكي وإلى الأمام دوماً وجزاك الله ألف خير لمى الفصل قصير جداً ام من جماله أراه قصيراً أنتظر جديدك دوما ❤[/quote و الله عيونك انتي الي حلوين 💖💖 يسلمك ربي ان شاء الله 💞 الفصل متوسط بسبب ان التنزيل يومي يعني هذا ما يسمح به وقتي لكن ستكون الفصول القادمة غنية بالاحداث ☺️💖 شكرا على الاستمرار في اامتابعة 💖💖💖 | ||||
20-09-20, 10:03 PM | #248 | ||||
| البارت الخامس و الخمسون شكرا , أنا آسف بعد نقاشه مع فاطمة , أحس علي بتأنيب الضمير أكثر , لذلك قصد غرفة مريم للاطمئنان عليها , بعدما فقد تركيزه فيما كان يفعله , جلس الى جوارها على السرير , حيث كانت تغط في نوم عميق , أخذ يدها في يده و قبل كفها برفق , ثم مد يده الأخرى ليمشط شعرها بأصابعه , دنا بعد ذلك من وجهها و همس و كأنه يسألها " مريم ما الذي يجب علي فعله ؟ لم أعد أعرف ما الذي يجري معي " تململت مريم قليلا و لكنها لم تستيقظ , تراجع علي قليلا ثم قام من مكانه , لا يريد ازعاجها أكثر , يكفي أنها منهكة بسبب النوبة , عدل بعدها غطاءها بلطف و قبل جبينها , ثم أطفأ الأنوار و غادر بهدوء , لكن بدل أن يقصد غرفته اتجه الى الطابق الأرضي . هو كان قد قرر ألا يعتذر من ملك أو يشكرها , و لكنه غير رأيه في آخر لحظة , هو يعرف على الأقل بينه و بين نفسه , أن ما يفعله مجحف في حقها عليه الاعتراف بالأمر , قد تكون نواياها سيئة كما يفترض دائما , و لكن ما فعلته يوحي بعكس ذلك , هو ليس قاضيا ليحكم عليها كما يناسبه , فالله وحده من يحاسب على ما تكنه القلوب , بعد تفكير مطول اتخذ علي قراره , هو لن يتخلى عن حذره حاليا , و لكنه سيوقف كل هذا الجنون و الصدامات . بعد أن حزم علي أمره بخصوص الاعتذار , قصد غرفة ملك في رواق الخدم بحثا عنها , وقف أمام الباب لدقائق يلتقط أنفاسه , قبل أن يرفع يده و يدق عليه , لم يجبه أحد فأعاد الكرة , في هذه المرة فتح الباب تلقائيا , و الذي يبدو أنه لم يكن مغلقا منذ البداية , ألقى علي نظرة سريعة في الداخل , لكن لا أثر لملك هناك , مد بعدها يده و فتح الباب , ثم خطا الى الداخل بتأن " يبدو أنها ليست هنا " كلم علي نفسه , و توقع أن تكون في الحمام أو عند فاطمة , لذلك قرر انتظار قدومها لدقائق أخرى , و ان لم تأت سيغادر دون تردد , سيكون خطأها ان فوتت اعتذاره , هو لم ينتظر أحدا يوما في حياته . وقف علي وسط الغرفة , يضع يديه في جيب سرواله , و عينيه تراقب المكان بتمعن , كانت الغرفة نظيفة مرتبة و بسيطة , تشبه صاحبتها تماما برائحة الياسمين , لمح علي كتابا على الطاولة بجانب سريرها , فتقدم ليلقي نظرة على الغلاف , و تفاجأ أنه كتاب فلسفي قديم من مكتبته , هو لم يعرف أنها تحب قراءة الفلسفة , فنظرا لطول لسانها و براعتها في الجدال , هو توقع أن تقدم دروسا للآخرين . فيما هو غارق في تفكيره يحدق الى الكتاب , قاطعه صوت ملك الرقيق بنبرة مستغربة " ماذا تفعل عندك ؟ " استدار علي مرة واحدة , و حدق الى المرأة خلفه و قد أجفله صوتها , كانت ملك تقف في مدخل الغرفة دون أن تتقدم أكثر , و قد خرجت لتوها من الحمام , تمسك خصلات شعرها المبللة بين أصابعها , تحاول تجفيفها بمنشفة صغيرة , و قد التصقت الغرة بجبينها , كانت ترتدي قميصا يصل الى تحت ركبتيها , واضح أنها تستعد لأن تأوي الى سريرها . أخذ علي وقته لأخذ نظرة خاطفة لكن متفحصة , جعلت ملك تعبس و تضم نفسها بيديها , في حركة دفاعية واضحة , هي تشعر بأنه يعريها , بهذه النظرات الغريبة التي لا تشعرها بالارتياح , و ترسل قشعريرة باردة تعتريها من رأسها الى قدميها , لكنها جمدت ملامحها , و تفحصته هي الأخرى بنفس طريقته و كأنها تتحداه , و تفرست في هيئته حيث كان يرتدي سروالا بيتيا أسود اللون , مع كنزة قطنية بنفس اللون , و قد بدا مسترخيا جدا على عكسها . ساد صمت تام الغرفة , و استغرق علي الأمر دقيقتين لتقدير جمالها الطبيعي , أمر آخر لا يحب الاعتراف به , خاصة أن ملك لا تهتم بالتزين أمامه كما تفعل الأخريات , لكنه سرعان ما تمالك نفسه , بلع ريقه لتتحرك تفاحة آدم صعودا و نزولا , ثم عاد للتحديق في عينيها المنزعجتين , رفع حاجبه و أجاب باستفزازه المعتاد , و كأنه استفاق للتو من حلم " أقف في بيتي " مع نبرة بديهية تقول هل أنت عمياء ؟ رمقته ملك بنظرة استياء , و لكن على غير ما توقعه , لم تجادله بل استدارت مغادرة الغرفة , بادرها علي الذي لم يفهم ردة فعلها هذه " الى أين ؟ " ( ألا يجب أن تبدأ في مجادلته بشراسة ؟ ) حدث علي نفسه و كأن ظنه خاب , و بقي يحدق ناحيتها قلبت ملك عينيها بتذمر , استدارت ناحيته بسرعة و أجابت بتأفف , و كأنها ضاقت ذرعا به " أبحث عن مكان آخر لأبقى به , بامكانك أخذ الغرفة اذا أردت " علي "....." كانت ملك جادة جدا و هي تحدثه , فهي كانت تخطط للذهاب و النوم عند فاطمة , و همت بالانصراف سريعا لتفر منه , لكن علي استوقفها مجددا قبل أن تبتعد " لحظة " وقفت ملك مكانها تراقب الرجل الذي أغمض عينيه , و أخذ نفسا عميقا و كأنه يمارس اليوقا ( هل سينام واقفا هنا هذا الأحمق ؟ ) سألت ملك نفسها , و وضعت يديها على خصرها في وضع التأهب , و لكنها لم تغادر كما طلب منها , أكيد لديه جنون آخر يبثه في وجهها , و هي رغم انهاكها لكنها لن تجعله يهنؤ بازعاجها , دون رد مفحم من طرفها , و قد بدأت تعتقد أنه أدمن القنابل التي تلقيها على رأسه , كحكاية قبل النوم و هي قررت ألا تحرمه هذه المتعة . كانت ملك غارقة في تخميناتها , فيما كان علي من جهته يلوم نفسه , هو أتى هنا للاعتذار أساسا , لم يحاول استفزازها إذا , و بدء عراك آخر معها في هذا الوقت المتأخر ؟ استجمع بعدها الرجل كل شجاعته , فهو لم يكن مضطرا يوما للاعتذار من أحد , و الأمر يوتره و يقوده الى الجنون , هو لا يعرف حتى كيف خطرت له الفكرة من الأساس , و لا كيف جرته أرجله إلى هنا ؟ لكن بما أنه وصل الى هنا , سينهي الأمر سريعا و يغادر , تنهد أخيرا بعمق و فتح عينيه السوداوين , حدق ناحية ملك بنظرة أخافتها , لدرجة أنها تراجعت خطوتين الى الوراء استعدادا للفرار , كانت ملامحه جادة جدا و باردة جدا , ثم قال في نفس واحد مع حروف مبهمة " شكرا , أنا آسف " ملك "....." بمجرد أن أكمل علي ما جاء لأجله , خطا بخطى سريعة مغادرا الغرفة , دون أن يعود و يحدق ناحيتها , تجاوز ملك التي كانت تحت الصدمة أمام الباب , و التي بالكاد التقطت معنى الكلمات المتداخلة ، التي قالها هذا المغرور بسرعة البرق , و تبعته هي بذهن شارد لخطوتين , ثم بقيت واقفة تراقبه يختفي في آخر الرواق , كشبح متجول في آخر الليل . " هل يعاني هذا المجنون من حمى مثلا ؟ لم يبدو و كأن أحدهم وجه مسدسا الى رأسه , و أجبره على المجيء و قول ما قاله ؟ كان يبدو قادما لقتلها و ليس للصلح , و لم لم ينتظر ردها على ما قاله ؟ و كأن قبولها اعتذاره هو تحصيل حاصل ؟ ألم يخبره أحد أن وجهه ، يجب أن تعلوه ملامح الأسف , أثناء الاعتذار و ليس التكبر ؟ ثم لم يبدو و كأنه كان على وشك الاستفراغ , أثناء قوله تلك الكلمات ؟ " لم تطل ملك الوقوف هزت رأسها بذهول , دخلت بعدها غرفتها و أوصدت الباب , عليها الاعتراف أن هذا الرجل مثل أحجية معقدة , لا يمكنها أبدا تخمين ما يريده مهما حاولت , و لكنها أصبحت متأكدة , أنه فقد جزءا من دماغه في وقت ما . اندست ملك في سريرها , و أغمضت عينيها متناسية ما حدث قبل قليل , هي لم تتوقع منه الاعتذار من الأساس , و لكن مادام فعل فستتناسى ما حصل صباحا , لكنها متأكدة من أمر واحد , أن أفعاله المجنونة لن تتوقف قريبا . من جهته شعر علي بهدوء نفسي , بعدما اعتذر من ملك و شكرها بطريقته الخاصة , و كأن جبلا انزاح عن كتفيه , قصد هو الآخر غرفته , و قرر نسيان الأمر الذي لن يتكرر أبدا ( يقصد الاعتذار و ليس جنونه مع ملك ) . في صباح اليوم الموالي , قصدت ملك المطبخ حيث كان الجميع هناك , لكن لا أثر لفاطمة على غير العادة , فالمرأة لا تغادر المطبخ قبل أن يفطر الجميع , توجهت ملك بالسؤال الى الخادمات , لكن لا أحد يعرف أين هي , و ما زاد الأمر سوءا أن فانغ أخبرتها , أن السيد استدعاها مساءا ليكلمها , و قد بدت حزينة بعد مغادرة مكتبه , و من وقتها لم يرها أي واحد من سكان المنزل . دب الرعب في قلب ملك , و بدأت الاسئلة في التوارد على ذهنها " هل يعقل أن المجنون اكتشف أن فاطمة , هي من أخبرها بأمر مريم ؟ و أنها كانت تعلم بأمر صعودها الى الطابق الثاني , و أخفت الأمر عنه لذلك قرر معاقبتها ؟ هو كان غاضبا جدا بالأمس , أكيد قال لها كلاما جارحا أحزنها , لتغادر أو ربما طردها " بالتفكير في الأمر شعرت ملك بضيق شديد , لا يعقل أن تطرد فاطمة بسببها , هي لا تملك مكانا تذهب اليه , هل سيكون مصيرها مثل الخادمة ياو ؟ فاطمة كانت الشخص الوحيد الذي وقف الى جانبها هنا , لا يمكن أن تقف و تتفرج على ذلك المتسلط , و هو يقوم بطردها و بسببها , هي تعرف أنه لم يهتم يوما بما تقوله , لكنها ستسمعه رأيها على كل حال . قصدت ملك غرفة الطعام بحثا عن علي , و لكنها لم تجده لم ينزل للافطار بعد , قصدت بعدها الصالون , و لكن غضبها لم يسعفها للانتظار , فاتجهت الى الطابق الثاني مباشرة , تريد رؤيته فورا و الغيظ يأكلها في الدرج قابلتها سارة التي كانت بصدد النزول " أين غرفة سيدك ؟ " بادرتها ملك بنبرة مستاءة , تفاجأت سارة للسؤال , و لكنها أجابت باقتضاب , لا تريد أن تعلق معها منذ الصباح الباكر , و قد بدت متحفزة جدا للقتال " أول غرفة الى اليسار " تركتها ملك واقفة تراقب , و قصدت الغرفة التي أشارت اليها , دقت الباب مرتين ثم دخلت مباشرة , كان علي يقف أمام المرآة , يعدل ربطة عنقه استعدادا للمغادرة , و لكنه وقف هناك متسمرا , تعلو وجهه الدهشة لرؤية الشخص القادم , و كأنه يحاول التأكد مما تراه عيناه , فلأول مرة منذ قدومها الى بيته , تجرؤ ملك على أن تدخل غرفته . تجمدت خطوات ملك في المدخل , و ارتبكت و هي تحدق في أرجاء المكان ، كانت الغرفة واسعة و فخمة جدا ، كأي حجرة في هذا البيت ، لكن يغلب عليها اللون الأسود ، و يغزوها البرود تماما كصاحبها . شعرت ملك بالقشعريرة تسري في جسدها مجددا ، بلعت ريقها الجاف بصعوبة ، و تسارعت دقات قلبها بخوف , بمجرد أن وقعت عيناها على السرير الملكي ، الذي يحتل وسط الغرفة بكل أبهة , و قد تذكرت للتو العرض السافل , الذي عرضه عليها هذا المتسلط ، يوم قدومها إلى هنا ، و ارتجفت يداها المتعرقتين , استمر ارتباكها المفاجئ لدقيقة , لكنها سرعان ما تمالكت نفسها ، حينما تذكرت سبب قدومها إلى هنا ، و تغيرت ملامحها التائهة إلى أخرى جدية . استدار علي و راقب مكان تحديقها , و هو يخمن أنها تفكر في كيفية قتله , و دفنه في غرفته من نظرة عينيها القاتلة , أو ربما أنها تحقد على سريره مثلا , لأنها لا تحظى بواحد مثله ؟ لكنه ما لبث و أن عاد ليحدق اليها , و هو يرفع حاجبيه بتساؤل , متأملا ملامح المرأة الغاضبة , قبل أن تقطع تفكيره بسؤالها " أين خالة فاطمة ؟ " كانت نبرتها غاضبة , رغم أنها حاولت السيطرة على أعصابها عبس علي قليلا و كأنه لم يفهم السؤال , ثم عاد للنظر الى المرآة , ليكمل ما كان يفعله بهدوء , و أجاب بنبرته الحادة " الناس تقول صباح الخير أولا " قال آخذا كل وقته للاجابة لكن ملك لا وقت لديها للثرثرة " أنا أسألك , أين خالة فاطمة ؟ " قالت بنبرة أكثر استياءا و غضبا , فيم استمر علي بتجاهلها منشغلا بربطة عنقه , و قد بدت فكرة خنق هذه العنيدة بها مغرية جدا . لامبالاته استفزت ملك أكثر و صاحت في وجهه " طردتها صحيح ؟ " كان تصريحا أكثر منه سؤالا أمام برود علي المستمر و المتعمد , صعدت ملك من لهجتها بنبرة شبه باكية " أخبرتك أنها لم تقل لي شيئا , أنا دخلت الى هناك وحدي , لأنني تبعت رنا التي أخذت مني المقص , و خشيت أن تؤذي نفسها معتقدة أنها غرفتها , أعرف أنه ما كان علي الدخول الى غرفة زوجتك , و أعرف أن فاطمة كان عليها أن تعلمك بالأمر مسبقا , و لكن ذلك لا يبرر لك طردها و معاقبتها , اذا كنت أنا المخطئة عاقبني أنا , لماذا تتخطاني و تعاقب من لا ذنب لهم ؟ هل أنت سادي أو مجنون ؟ " فجأة علا صوتها معربة عن استيائها الشديد و غضبها منه , أما علي فقد رمقها بنظرة تهديد , و هو لا يجد ما يقوله ردا عليها , هو يعلم بالفعل أن ما تقوله ملك الآن هو الحقيقة , لأنه سبق و أن رآى ذلك بنفسه في التسجيلات , لكنه لا يعرف كيف يرد على شخص يقف هناك , و يطلب منه معاقبته و هو يصرخ في وجهه . لذلك اكتفى بحمل سترته من على الأريكة , و هم بمغادرة غرفته دون أن يقول حرفا واحدا , مما زاد من اهتياج ملك التي كانت تراقبه , و صرخت فيه بيأس شديد " هاي أنت أنا أكلمك لم تتجاهلني ؟ " وقف علي مكانه معطيا ظهره لملك , أغمض عينيه و أخذ نفسا عميقا , محاولا السيطرة على ردة فعله و استغفر " أستغفر الله العظيم " ثم استدار فجأة و عاد ناحيتها بخطى سريعة , أخافها الأمر و تراجعت خطوتين الى الوراء , حتى التصقت بالحائط خلفها , معتقدة أنه سيرفع يده عليها , حتى أنها رفعت يدها أمام وجهها للحماية , مما أشعر علي بالاستياء أكثر , لأنها تعتقد أنه قادر على ضربها , كما اعتقدت البارحة أنه يمكنه قتلها , و سرعان ما فقد صبره و جلادته " لا أنت لا تتكلمين , أنت تصرخين في وجهي , ترفعين صوتك , تهينينني و تقللين من احترامي , و أنا لا أجيد التحاور مع شخص يصرخ بهذا الشكل " صرخ علي في وجهها بجدية , و هو يشير اليها بسبابته , ثم استدار للمغادرة مجددا , قبل أن يتهور و يربطها الى الكرسي حتى يتوقف جنونها . بلعت ملك ريقها بعناء , و قد شعرت بحرج كبير بسبب انتقاده لها , فهي لم تتوقع أن يصفها بقلة التهذيب , و قد شعرت لأول مرة , أنها تجاوزت حدود الأدب معه , لذلك و قبل أن يبتعد من أمامها بادرته " أنا آسفة " قالتها ملك بنبرة حزينة و يائسة , حركت قلب علي الذي تجمدت خطواته , و وقف معطيا لها ظهره بباب الغرفة دون أن يستدير , لم يعرف ما عليه فعله أو قوله فقد فاجأته , و هذا آخر شيء توقعها أن تقوله , بعد كل تلك الثورة . أضافت ملك بعدها بصوت منخفض , و قد تغير جو النقاش في الغرفة من النقيض الى النقيض " أنا أعتذر عن الصراخ في وجهك , عن دخولي الى غرفة مريم , و عن تطفلي على حياتك , لكن خالة فاطمة لا ذنب لها , هي تعمل هنا طوال عمرها بتفان , ليس لديها مكان آخر تقصده , ألا يشفع لها هذا لديك ؟ " قالت بنبرة شبه متوسلة , و صوت مرتجف مدافعة عن فاطمة . كان علي لا يزال يقف مكانه دون حراك , و لا يجد صوته ليرد عليها , ثم ماذا سيقول لها , و هي تتوسله بهذه الطريقة ؟ فهذه العنيدة لا تنحني لأحد , و لكن مذهلة قدرتها على الاعتذار , من أجل حماية شخص آخر , مذهل شعورها بالآخرين و تعاطفها معهم , فهي لا تتردد في توسل أي شيء من أجل الآخرين , لكنها تستثني نفسها كالعادة . هو صار يعرفها فرغم عنادها و تسرعها , و لسانها الذي مثل المطواة , الا أنها لا تتردد في تقديم الاعتذار , ان شعرت أنها أساءت لأحدهم , حتى لو كانت ديونها لديه لا تعد . شيء ربما بدأ علي يحسدها عليه , لأنه لا يتقن هذا الفن , هو كاد يفقد عقله البارحة من أجل قول كلمتين , هو بإمكانه تصحيح أخطائه بأية طريقة و لكنه لا يعتذر أبدا , لا يفسر أفعاله و لا يشرح نفسه , هو حتى لا يتذكر أنه طلب الصفح من انسان يوما , أمر قد يعتبره الكثيرون قوة شخصية و ثقة في النفس , لكن علي نفسه يعلم أنها احدى عيوبه , التي لا يستطيع التخلص منها مهما فعل , ليته فقط كان مثل ملك يعتذر حينما يلزم الأمر , و ينتهي بذلك الخطأ و سوء التفاهم . دون أن يرد بحرف واحد , غادر علي غرفته سريعا , تاركا ملك تشعر بالحزن و قلة الحيلة , فالشخص الوحيد الذي ترتاح له , تشكيه همها و يخفف عليها غادر و بسببها , قضت ملك بعد ذلك يومها مهمومة , لم تأكل طعامها لا تكلم أحدا و تعمل دون تركيز , تحاول يائسة ايجاد طريقة , لاقناع المجنون بالعفو عن فاطمة و السماح لها بالعودة , لكن دون جدوى فلا حل يلوح في الأفق . في الصباح الموالي , مكثت ملك في فراشها متكاسلة عن النهوض , لا تريد أن ترى أحدا , بعد ان غادرت رنا الى مدرستها قبل قليل , لا شيء تفعله في الخارج , هي حتى لا تكلم باقي الخادمات , و علي آخر شخص تفكر في رؤيته . دق أحدهم الباب و دخل الغرفة " ما قلة الانظباط هاته ؟ أغيب يوما فتنامين للظهر " كان صوت فاطمة الحنون فتحت ملك عينيها و قفزت من فراشها , الى حضن المرأة مباشرة , كطفل افتقد والدته , ابتسمت فاطمة و بدأت بالمسح على شعرها , و قد تعلقت بها كقرد صغير و هي تصيح ببهجة " يا الهي هل عدت ؟ اعتقدت أنك رحلت للأبد , و أنني لن أتمكن من رؤيتك مجددا " استغربت فاطمة تصريحها و سألتها " لماذا أرحل ؟ أخذت يوم عطلة فقط " نظرت إليها ملك بدهشة و استفسرت " ألم يطردك المجنون ؟ " ضحكت فاطمة بصوت مرتفع , هي لم تعد تزجر ملك , حينما تصف علي بالمجنون , حتى أنها تشعر أنها لطيفة جدا حينما تقولها بلهجتها " لماذا يطردني ؟ ثم هو لا يستطيع طردي , أنا المسؤولة عن المنزل " فاطمة بعدما دار الحديث بينها و بين علي , حنت الى ابنتها التي لم تزر قبرها منذ مدة طويلة , فطلبت يوم راحة و سافرت لزيارتها , و لأنها خرجت مبكرة جدا , لم تفكر في إعلام ملك , لم تعتقد أنها ستقلق عليها الى هذه الدرجة . بسماع ما قالت تملك ملك الغضب " يعني ذلك الوغد سخر مني , و جعلني أصدق أنه طردك ؟ حتى أنه دفعني للاعتذار منه " احتقن وجهها فجأة و اختفت ابتسامتها , تركت فاطمة واقفة مكانها , و هرولت خارجة من الغرفة , باتجاه المكتب بحثا عنه , أكيد هو ذهب هناك بعد الافطار , و كالعادة تدخل مباشرة بعد أن تدق دون انتظار الإذن , فيما يبدو أن علي تعود على الأمر " هاي أنت لم كذبت علي و تلاعبت بمشاعري ؟ " قالت بغضب و هي تحدق إليه " يا الهي ليس مجددا " تمتم علي بينه و بين نفسه متذمرا , ثم حدق في وجهها بهدوء و سأل " فيم كذبت أنا عليك ؟ " زاد حنقها بانكاره و تقدمت أكثر لتفهمه خطأه " لم قلت أن خالة فاطمة رحلت ؟ " تنهد علي مجددا و أجاب " أنا لم أقل شيئا من هذا , أنت افترضت رحيلها و صدقت الأمر " عبست ملك و حدثت نفسها " صحيح هو لم يقل ذلك " ثم سألته مجددا بجدية " و لكنك لم تنف أنك طردتها , و جعلتني أعتذر منك رغم أنني لم أخطئ " رفع علي حاجبه باستنكار و هز رأسه " فعلا ؟ أنا من كنت أصرخ بوجهك اذا و أطلب معاقبتي ؟ اذا اعتبري أن تلك كانت العقوبة لا دين بيننا , ثم ما ذنبي أنا اذا كنت تتمتعين بخيال خصب و تصدقين أوهامك ؟ " وقفت ملك مكانها تحدق إليه , بعينيها الواسعتين و ملامحها المصدومة , غير مصدقة أن هذا الرجل يستغبيها للمرة المائة , فهو يجعلها دائما تبدو كساذجة يسهل خداعها , و الأمر بدأ فعلا يستفزها . برؤية النظرة في عينيها , و كأنها طفل على وشك البكاء , لأن أحدهم تحرش به , شعر علي أنه زاد الجرعة هاته المرة , و حاول تلطيف الجو قليلا " حسنا لا بأس , في المرة القادمة سآخذ رأيك , قبل أن أطرد أحدهم وعد " لكن كلامه الساخر زاد استيائها , حدجته بنظرة زاجرة , و غادرت دون قول كلمة واحدة , تجاهلته رغم أنه كان لا يزال يكلمها " هاي أنت , لم أنت غاضبة ؟ اذا طردتها منزعجة , و اذا لم أطردها مستاءة ؟ " لكنها لم تعد للتحدث معه , رغم أنها سمعت كل ما قاله . هز علي رأسه مبتسما , و هو لا يصدق أنه يحاول مراضاتها , أكثر شيء يزعجه في حياته , الأشخاص الغاضبين باستمرار , و الذين يبحثون عمن يواسيهم , هو لا يجيد تحملهم و مراعاة خاطرهم , لكن الغريب أنه يحب اثارة غضب هذه العنيدة , ثم لا يتوانى عن مواساتها و لو بالسخرية , رغم أنها لا تدرك ما يفعله معظم الوقت , الا أنه صار يستمتع بهذا كثيرا . . . . بعد كل التشنج الذي حصل , بين علي و ملك بسبب مرض مريم , عاد البيت الى روتينه القديم و مرت الأيام هادئة , مريم حالتها مستقرة و مرضية , ملك لم تعد تشتكي من شيء , خاصة أن علي لم يعد يضغط عليها و لا يثير استياءها , بعد أن وعد نفسه بأن يتوقف عن ازعاجها , على النقيض من والدها , أصبح واضحا أن رنا أدمنت مرافقة ملك , لا تكاد تفارقها الا أثناء النوم , بما أنه لا يسمح لها بولوج الطابق الثاني , أو بالأحرى هي لم تعد تحاول الصعود الى هناك , تفاديا لسوء فهم آخر و صدام مع المجنون , مؤخرا لم تعد ملك بحاجة الى الكتابة , لتفهم ما تقوله الطفلة , فالكتب التي صارت تطالعها باستمرار ساعدتها كثيرا , مما جعل رنا لا ترتاح الا بوجودها , تأكلان معا تدرسان تلعبان , تطبخان الكعك و بعض الوصفات الخفيفة , حتى أن الطفلة أصبحت أكثر حيوية و انفتاحا و أقل تمردا , لدرجة أن طبيبتها النفسية أشارت الى الأمر , في آخر اتصال لها مع علي , حتى أنها حاولت بطريقة مستترة , أن تتعرف عما تغير في حياة الطفلة . و رغم أن هذا الأخير يعلم أن لملك علاقة مباشرة بالأمر , الا أنه كان ينفي بينه و بين نفسه , تأثير المرأة التي يحتجزها عنوة و تحت التهديد , على صحة ابنته النفسية , و ينكر أمام الطبيبة حصول أية تغييرات . أما رنا فهي لا تهتم الى ما يقوله أي أحد , لدرجة أنها أصبحت تصطحب ملك معها , من وقت الى آخر الى المدرسة لتوصلها , و قبل يومين رافقتها الى عيادة الطبيبة , و انتظرتها حتى أنهت جلستها , و قد كانت ممتنة جدا لتبديل جو البيت الذي لا تفارقه . . . . " فانغ خذي القهوة الى السيد و ضيفه في المكتب " نادت فاطمة على الخادمة , و هي متجهة الى الطابق الثاني للاطمئنان على مريم رغم أنها عطلة نهاية الأسبوع , و رغم أن علي لا يستقبل أحدا , لمناقشة العمل في بيته الا نادرا , الا أنه أجبر اليوم على استقبال المهندس المسؤول , عن أحد مشاريعه لمناقشة المخططات . كان علي يجلس الى مكتبه , و الرجل يجلس مقابله على الكرسي , يفتح المخطط على مصراعيه , يعطي بعض الشروحات , و يتبادلان الأفكار و الاقتراحات . كان الحديث يسير بسلاسة حتى دق الباب , توقف الرجلان عن الحديث , و حدقا بالشخص القادم . دخلت ملك تحمل صينية القهوة في يدها , توقفت لبرهة عند المدخل , بعدما لاحظت نظرة علي المستغربة , لكنها تجاهلته و نظرت ناحية الضيف " مساء الخير " قالت بابتسامة خفيفة و صوت عذب , جعلت علي يصر على أسنانه . بلع الشاب ريقه و كأنه رأى قدر عسل أمامه , لمعت عيناه ثم رد بصوت أجش " مساء الخير " 💞💞😘 .......... | ||||
20-09-20, 10:59 PM | #249 | ||||
| واو... بارت رائع.. . وفيه كمية ظرافة ممتعة 👍👍👍😁 والان دور علي لتمزقه وتحرقه وتشويه نار الغيرة... يستااااهل.. 🔥🔥🔥😂😂😂😂 حبيت شخصية كراشني خاصة وانها انسانة حقا عفوية وظريفة. اما شخصية علي من بكري كارهة اصرفاتو وزدت نكره اكين يعني كملت 😂😂😂😂😂😂😂 بانتظار المزييييد من ابداعاتك بونوي 🤩😘😘 | ||||
20-09-20, 11:30 PM | #250 | |||||
| اقتباس:
و انا عطيتك الفرصة تبردي قلبك فيه 😉😅 | |||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ، |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|