21-09-20, 10:10 PM | #262 | ||||
| البارت السادس و الخمسون نار الغيرة 🔥 بلع الرجل ريقه و كأنه رأى قدر عسل أمامه , لمعت عيناه ثم رد بصوت أجش " مساء الخير " تقدمت بعدها ملك بخطوات حذرة , حتى لا تنسكب منها القهوة , و وضعت الصينية على المكتب أمام علي , تحت أنظار ذلك الرجل , الذي كانت عيناه تكاد تلتهمها , كان المهندس يتفحصها من رأسها الى أخمص قدميها بكل وقاحة , و يركز في كل مكان تقع عليه عينيه بشهوة , و اعجابه المريض كان واضحا , لدرجة أنه ابتلع ريقه بعناء أكثر من مرة , طبعا لم يفوت علي ما يحصل أمامه , فالرجل كان مندمجا في تحرشه بملك بعينيه , لدرجة أنه لم يلاحظ نظرة علي , التي أصبحت حادة جدا , تنم عن استياء و غضب , و هو يحدق ناحيته بعبوس واضح جدا . وضعت ملك فنجان علي على مكتبه , و حملت فنجان الضيف لتضعه أمامه , الا أن هذا الأخير كان تائها في التحديق الى صدرها , حيث أصبحت نظرته أكثر خبثا , يلعق شفتيه مع ابتسامة غير بريئة على ثغره , استقامت ملك سريعا و غادرت , و استمر بعدها المهندس بمراقبتها من الخلف , و هي في طريقها الى الخارج , بعدما أشار لها علي بذلك , و هو يحاول جاهدا تمالك أعصابه . فالرجل كان يراقب ملك و هو يراقب عينيه , و يرغب في اقتلاعهما من مكانهما . تدريجيا شعر علي أن الدم بدأ يغلي في عروقه , احتقن وجهه و ضغط على أصابعه بشدة , حتى كادت تتحطم مفاصله , و رغم ردة فعله الواضحة , الا أن الرجل لم يخف قلة أدبه , و توجه الى علي بسخرية بالغة " يبدو أن الخادمات هنا مميزات , مثل صاحب المنزل " قال ذلك معتقدا أن ملك مجرد خادمة , فهو لم يتصور أن رجلا مثل علي ، قد يترك نساء عائلته تخدم الضيوف , و استمر بعدها بالابتسام بخبث , متجاهلا الغضب العارم الذي اجتاح وجه مضيفه , ثم مد يده ليتناول الفنجان من أمامه , لكن علي الذي وصل حده و لم يعد يتحمل , وقف فجأة من مكانه , و دون أن يسمح لضيفه حتى بارتشاف القهوة , بادره بلهجة ساخطة " المخطط لم يعجبني , و أخبر شريكك أنني لن أتعامل مع مكتبكم ثانية " "....." صدم الرجل من ردة فعل علي و لم يفهم شيئا , منذ دقائق قليلة كان راض تماما عن عمله , و لم يبق سوى امضاؤه ليبدؤا التنفيذ " لكن سيدي " حاول الرجل يائسا الاحتجاج ، و هو يجلس مكانه و يحدق في وجه علي , الذي قاطعه و هو يرمقه بنظرات قاتلة " و أخبر شريكك أن لديكما ثلاثة أيام لاغلاق المكتب هنا , و الانتقال للعمل في أي مكان آخر " "....." تلعثم لسان الرجل و شحب وجهه , و لم يتمكن من الرد الا بصعوبة , و قد وقف هو الآخر من مكانه بركبتين مرتجفتين , فالتهديد الذي سمعه للتو أسوء من حكم بالاعدام " لكن سيدي ما الذي أخطأنا به " لم يجبه علي هذه المرة , و قد بدأ يشعر بالغثيان من سماع صوته المهزوز , الذي ينم عن شخصية جبانة , لكنه حمل هاتفه و طلب المهندس المسؤول , و بمجرد أن فتح الخط قال مباشرة , دون حتى أن يسلم عليه " مستقبلا حينما توظف أشخاصا , يكفون أعينهم القذرة عن حريم الرجال , عد و افتح مكتبك هنا , و لكن ليس و أنا على قيد الحياة " و أغلق مباشرة دون منحه فرصة ليقول حرفا واحدا "....." لم يجد الرجل ما يقوله , و قد اتسعت عيناه عن آخرها , بعدما أدرك أخيرا سبب ما يفعله علي . تحرك بعدها علي من مكانه , و اتجه ناحيته و الغيظ يتآكله , فيما وقف الرجل متسمرا في مكانه , دون حركة يراقب بخوف ظاهر , خلال ثانيتين كان يمسكه من ياقة قميصه , و يلكمه على خده بكل قوة , ترنح الرجل حتى كاد يسقط أرضا , لكن دون أية ردة فعل ملموسة , لم يسمح له علي بالاسترجاع , التقطه سريعا و جره الى الخلف , الى أن ارتطم بالحائط بعنف , واضعا ذراعه اليسرى على رقبته يرغب في خنقه , و رافعا قبضته اليمنى التي تورمت , أمام وجه الرجل المرتعب , راقبه علي للحظات يحاول تخمين ما يجب فعله معه , و قد بدا مغريا جدا ضربه حتى ينتبج وجهه , أو ربما ارساله الى المستشفى بنزيف في الدماغ , لكنه تمالك نفسه , و استغفر في آخر لحظة , و قد علقت قبضته في الهواء , اقترب منه و هو يصر على أسنانه و همس له " احمد الله أنك في بيتي و أنا لا أؤذي ضيوفي , و إلا لم يكن ليكفيني الا أن أقتلع عينيك و قلبك من أماكنهم , و أرسلك في كفن الى والدتك , التي لم تحسن تربية ابنها " بلع الرجل ريقه و هز رأسه بخوف , فكل ما رآه في عيني علي هو الجنون و الجدية في التهديد أطلقه بعدها علي بدفعة قوية و أشار له يطرده " غادر لدي انشغالات أخرى " كان علي يحاول ألا يتهور , و يستمر في لكم هذا الوقح في منتصف وجهه , حتى تتورم عيناه التي تجرأ و تحرش بهما بملك , لكنه في بيته و رنا هنا , لا يريدها أن ترى والدها عنيفا و مجنونا . شعر الرجل بالاحراج و لم يجد ما يقوله , فليس لديه ما يبرره , و قد أدرك للتو أنه ارتكب خطأ فادحا بالتحدث عن الخادمة , لذلك جمع أوراقه و خرج من المكتب مسرعا , و هو يضع يده على أذنه , التي أصيبت بصمم جزئي بسبب الضربة . في طريقه الى الخروج صادف ملك في الصالون , رمقها بنظرة انزعاج و كأنه يتهمها , ثم تخطاها متكلما في الهاتف مع الطرف الآخر " لم أرسلتني الى هنا , ألم تقل أنك حصلت على الموافقة على المخطط ؟ هذا الرجل طردني و أنهى الاتفاق , و كأننا لا نزال في المحادثات الأولية , و بطريقة مفاجئة قام بالقاء ذلك التهديد " صرخ مدعيا جهله بسبب ثورة علي صمت للحظات ثم أضاف " لا أدري عما يتحدث ذلك المهووس , أنا لم أتحرش بأحد , لم أرى أيا من الحريم اللواتي يتحدث عنهن , لم ألتق الا احدى خادماته , أنا متأكد أن لديه انفصاما في الشخصية " قالها بغضب للطرف الآخر , و استمر في تذمره حتى خرج من الباب , و هو مصر على أنه لم يرتكب أي خطأ . كانت ملك تراقب ما يحدث بتعجب " واو ذلك المجنون يتفوق على نفسه , في كل مرة ينجح في استفزاز أحدهم لدرجة الهذيان " فيم هي تقف هناك خرج علي من مكتبه , كان مهتاجا جدا تعلو وجهه علامات الغضب و بدأ بالصراخ " فاطمة فاطمة " علا صوته مرسلا نظرة تهديد ناحية ملك , و كأنه يحاول الركض ناحيتها و قتلها , لكن دون أن يوجه أية كلمة لها , هاته الأخيرة عبست تحدق ناحيته , دون أن تفهم ما خطبه " ما به هذا المجنون ؟ لم يرمقني بهذه النظرة الشزراء ؟ لست أنا من طرد العميل , أحمق " نزلت فاطمة مسرعة بعدما استمر علي في الصراخ , و كأن المكتب يوشك على أن ينهار على رأسه , بمجرد أن لمحها في آخر الدرج , حتى بدأ بالتحدث بغضب عارم " أنت لم لا أحد ينفذ ما أقوله , لم الكل يتجاهل أوامري في هذا البيت ؟ " " ماذا هناك بني , من تجاهل ما تقوله ؟ " قالت فاطمة مستغربة , و قد استشعرت سخطه الكبير , أخذ علي نفسا عميقا و مسح وجهه بكفه , يحاول تهدئة أعصابه دون جدوى " ألم أقل بوضوح ألا تخدم ملك الضيوف , لم لا أحد يتبع الأوامر هنا ؟ " و علا صوته مجددا و هو يكز على أسنانه شعرت فاطمة بمزيد من الحيرة , هي اعتقدت أن فانغ من حمل القهوة الى المكتب , فما دخل ملك هنا ؟ بمجرد أن سمعت ملك ما قاله , حتى بدأت تساورها الشكوك " أوه لا , هل القهوة بها خطب ما ؟ يا الهي لقد تسببت في مشكلة أخرى لخالة فاطمة " تمتمت بتوتر و تبعت الاثنين , اللذين دخلا الى المكتب بخطى سريعة كان غضب علي يزداد و لا يخمد , فتصرف الرجل بتلك الطريقة أثار جنونه , فيم كانت فاطمة تقف أمامه تحاول التبرير " بني اهدأ , أنا طلبت من فانغ احضار القهوة الى هنا , ما علاقة ملك بالأمر ؟ " لكن ملك قاطعتها بصوت صارم " خالة فاطمة لا علم لديها , فانغ كانت تعاني ألما في بطنها و ذهبت الى الحمام , و أنا عرضت عليها تقديم القهوة قبل أن تبرد " أغمض علي عينيه و أخذ نفسا عميقا , محاولا السيطرة على غضبه , ثم توجه بكلامه ناحيتها و عينيه تطلقان شرارا " فلتبرد القهوة أو تذهب الى الجحيم , ما شأنك لم تتدخلين ؟ ثم أنت اصمتي , من تحدث معك من الأساس ؟ " أمام نهره لها بطريقة سيئة , رد ملك كان سريعا كالعادة , لا تجيد السكوت خاصة اذا طلب أحدهم منها ذلك " لا لن أفعل , أنت تصرخ في وجهها بسببي و تتهمني ، و أنا أشرح لك الأمر , لماذا أصمت إذا ؟ " حدق علي الى وجهها بتحذير , و رفع سبابته كالمرة الماضية " أنت ، لا تتصرفي في كل مرة كمحامية للمساكين " وضعت ملك يديها على خصرها و ردت بتحد " أنا لا أدافع عن أحد لأننا لسنا في محكمة , و لا أرى سببا لكل هذا الهياج , ثم أنا فقط قمت بتقديم القهوة , لا أعتقد أنني اقترفت جرما " ظهرت الضحكة الساخرة على فم الرجل أمامها " فعلا , اذا أصبح يعجبك أن تعاملي كخادمة ؟ " قال علي متهكما محاولا استفزازها لكنها فاجأته " أنا أصلا خادمة هنا , أو أنك فقدت ذاكرتك ؟ " رد ملك كان أكثر تهكما , و زاد استياء علي فجأة , بعد أن ذكرته بالاتفاق الذي يحاول تجاهله . تحولت الابتسامة الى ضحكة غاضبة , و هو يمرر يده على جبينه بتوتر , يمنعها من أن تطال المرأة المستفزة أمامه , ليضعها على ركبته و يؤدبها " فعلا ؟ يعجبك التنقل بملابسك المكشوفة هذه , و الاستعراض بها أمام الضيوف , صح ؟ تحبين أن ترسمي تلك الابتسامة الغبية , أمام الجميع لتنالي الاهتمام و الاعجاب , هاه ؟ و ذلك الأحمق كادت عينيه تخرج من رأسه " اتهمها و هو يشير بأصبعه الى ما تلبس من رأسها الى قدميها . "...." قطبت ملك جبينها فهي لم تفهم , ما الذي يقصده باتهامه هذا ؟ حدقت سريعا الى ملابسها باستغراب , كانت ترتدي سروال جينز , قميص مخطط قصير و حذاء مسطح , هذه نوعية هندامها منذ أتت الى هنا , بل هذه نوعية ملابسها منذ الأزل لم يتغير شيء , لم يكلمها هذا المجنون إذا , و كأنها ترتدي قميص نوم فاضح و تتجول به ؟ احتقن وجهها و سارعت للاعتراض " ما بها ملابسي ؟ محترمة لا شائبة عليها , ما الذي تريدني أن ألبسه ؟ أو أنك تريدني أن أتجول بالمنامة أمام الآخرين ؟ " أجابت و هي تحدق الى عينيه في تحد صارخ منها , هي لن تسمح له باهانتها و انتقاد ملابسها بمجرد أن ذكرت ملك المنامة , تذكر علي تلك الليلة في المطبخ , و دق قلبه بقوة ارتعابا من الفكرة " يا الهي هذه المرأة بليدة أو ماذا ؟ فتلك الملابس أكثر اغراءا مما تلبسه الآن , أي شيء أسوء من منامة زهرية اللون على هيأة أرنب ؟ " تجهم وجهه و اتسعت عيناه , ثم صرخ في وجهها بسخط " أنت هل جننت ؟ " " بني اهدأ " تدخلت فاطمة بعد صمت مطول , و قد بدأت تخشى أن يتهور و يجرها من شعرها تنهد بعدها بعمق ثم أضاف يقصد افحامها , و هو يدنو منها بخطوات بطيئة " حسنا اذا , إذا أعجبك عمل خادمة الى هذه الدرجة , فما عليك إلا ارتداء زي الخادمات " نظرت إليه ملك بانزعاج و قطبت جبينها , ثم هزت أكتافها و حركت رأسها بالنفي " لا أريد , لا تعجبني التنانير , أجبرني اذا استطعت أو اطردني " قالتها مع ابتسامة مستفزة , و هي تحرك حاجبيها أمام وجهه . هي تعلم أنه لا يمكنه طردها , و إلا عليه تطبيق الشرط بتركها ترحل , و هذا ما تريده بالضبط , فالفخ الذي نصبه لها بالبداية لابتزازها , أصبح يطبق الآن على رقبته , لا يستطيع الافلات منه , و واضح أنها أدركت أن أمر خدمتها للضيوف يزعجه , فأكيد ستستغل الأمر لاحقا لاستفزازه . " ملك ابنتي توقفي عن التصرف هكذا " نهرتها فاطمة لكنها سارعت للتذمر " ألا ترين ماذا يقول خالة فاطمة ؟ ثم هو من بدأ العراك , أنا لم أكلمه من الأساس " بسماع شكواها لفاطمة منه , تأجج غضب علي و استياؤه , في المقابل كانت ملك تستفزه بكلامها و حركاتها أكثر , دخل بعدها الاثنان في جدال حاد , و فاطمة تقف في المنتصف ، تحاول انهاء العراك دون جدوى , لذلك اكتفت بالوقوف و التفرج من طرف الى آخر . و كالعادة فالشخص الذي يقف مراقبا , يمكنه التحليل بدقة و عقلانية , فمنذ البداية كان جليا أن ما يقوله و يفعله علي هو غيرة واضحة , رغم أنها لم تكن في المكتب آنذاك , الا أن ما قاله علي واضح جدا , أكيد أن الضيف قال أو فعل أمرا ما تجاه ملك , استفز علي و أثار حفيظته , لكن الغريب في الموقف , لماذا يحدث ذلك أساسا ؟ اذا كان علي يعتبر ملك فعلا , واحدة من الخادمات بإقامة مؤقتة , لم عليه أن يهتم إلى هذه الدرجة ؟ هو لم يتدخل يوما في الحياة الشخصية لخادماته , حتى سارة هو يعلم أنها تشرب و تدخن في عطلتها الأسبوعية , تخرج للسهر ليلا في أيام راحتها , و لديها الكثير من الأصدقاء الرجال , لكنه لم يتدخل يوما في حريتها , و لم يعلق مرة على ملابسها , رغم أن ما ترتديه , هو أكثر إثارة من ملابس ملك بمراحل , و يكتفي بترك الملاحظات لها لردعها . اذا لم هو منزعج إلى هاته الدرجة من هيئة ملك , كرجل مهووس يغار بجنون ؟ المشكلة هنا أن ملك لا تلتقط الرسالة , و تزيد في غضبه بجدالها , معتقدة أنه يصرخ فقط من أجل الصراخ , و هي تتحداه بكل عناد . استمر الأمر لبعض الوقت , قبل أن يقاطعهما صوت من باب المكتب " بني ماذا هناك ؟ " صمت الإثنان فجأة و استدارا ناحية الباب , حيث كانت صفية تقف مستغربة مما يحدث . تمالك علي نفسه سريعا , ثم دنا من والدته تاركا ملك خلفه " لا شيء أمي , تفضلي بالدخول متى أتيت ؟ " حدقت صفية ناحية ملك لثوان , قبل أن تخطو ناحية ابنها و تسلم عليه " أتيت لزيارة مريم , أخبروني أنها تعرضت لنوبة مجددا " منذ آخر زيارة لها مع سعاد , لم تعد صفية الى هنا , لذلك استغرب علي قدومها المفاجيء , أما ملك فقد شعرت بحرج شديد , و لم تجد مفرا إلا أن تتوجه الى صفية بالتحية " مساء الخير سيدتي " " مساء الخير " ردت المرأة بهدوء و ملامح الاستغراب تعلو وجهها . و ما لبثت ملك أن غادرت المكتب تتبعها فاطمة , و عاد علي للجلوس على كرسيه ، يحاول أن يبدو طبيعيا قدر المستطاع , بعدما هدأ غضبه قليلا ، بدأ بالتحدث إلى والدته ، التي تعمدت عدم ذكر ما حصل قبل قليل , تبادل الاثنان الحديث في مواضيع عامة لنصف ساعة , ثم قامت صفية لزيارة مريم , و قد شعرت ببعض الاحباط , لأن علي لم يفتح معها موضوع ملك مجددا , اعتقدته سيضيف معلومات جديدة عما قاله آخر مرة , لكنه بدا متكتما جدا بخصوص الزوجة السرية . عادت فاطمة و ملك الى المطبخ " ابنتي هل حدث شيء في المكتب أثار غضبه ؟ " بادرتها فاطمة بمجرد الدخول , و هزت ملك رأسها نافية " لا أدري خالة يبدو و كأنه جن ، حتى أنه طرد الرجل الذي كان يستضيفه ، و ألغى العمل بينهما ، سمعته و هو يشتكي في الهاتف , حتى أن خده بدت متورمة , أعتقد أنه قام بضربه " همست لها ملك المعلومة خشية أن يسمعها , و لم تعلق فاطمة أكثر . التزمت بعدها المرأتان الصمت ، لكن فاطمة أصبحت متأكدة أكثر من تحليلها قبل قليل ، فالرجل فعل شيئا أثار سخط علي و أشعل فتيل غضبه ، لدرجة طرده من مكتبه و ربما اعتدى عليه فعلا ، والأكيد أكثر أن الأمر متعلق بملك , و الا ما كان تشاجر معها و علق على ملابسها , و كما فكرت فاطمة سابقا , لا يمكن تفسير الأمر الا أنه غيرة لكن لم يغار علي على ملك ؟ هذا ما لا تستوعبه . فليس هناك رجل يغار على امرأة , الا اذا كان مهتما بها أو يحبها , هي حتى لم تر هذا التصرف المهووس مع مريم . فجأة و كان مصباحا أنار داخل رأسها " لحظة هل علي يحب هاته المرأة ؟ " قالتها فاطمة بينها و بين نفسها في حيرة , و هي تحدق الى ملك التي كانت غارقة في التذمر من معاملة علي لها , و تقوم بتحضير شيئ ما . لطالما اعتقدت فاطمة أن هناك سببا غامضا , لوجود ملك في هذا البيت , لكن آخر سبب فكرت فيه , هو أن يحمل سيد هذا المنزل مشاعر لهذه الشابة , شعرت فاطمة بالاستغراب و الدهشة , فملك لا تطابق مواصفات أية واحدة من النساء , اللواتي تعرف عليهن سابقا , تكثر جداله و استفزازه , متمردة عنيدة و متحدية , حتى أنها تتصرف كالأطفال في أحيان كثيرة , كل الصفات التي لا يتحملها تجتمع في شخصيتها , لكنه فعلا يغار عليها , هي لا يمكن أن تخطئ الأمر , فهي ليست وليدة البارحة . " خالة فاطمة سأعود الى غرفتي , هذا عصير قدميه الى والدة المجنون " قاطعت ملك تفكيرها و غادرت , تاركة المرأة في حيرتها متسائلة " لم يبدو بأنها لا تفهم شيئا مما يحدث اذا ؟ أو أنها تتظاهر بالتمنع لايقاعه في شباكها أكثر ؟ " سألت فاطمة نفسها , لكنها سرعان ما نفت الأمر , و عادت لمعارضة تفكيرها " لا لا يبدو حتى أنها تدرك ماهية هذه التصرفات و المشاعر من الأساس " الحقيقة التي لا يعرفها أحد , و لا حتى ملك نفسها , هو أنه رغم تجاربها الاجتماعية الكثيرة و علاقاتها المتشعبة , رغم قوة شخصيتها و تحررها , الا أنها عقلانية جدا في تصرفاتها , و متحفظة في تكوين العلاقات مع الجنس الآخر , معرفتها بعقلية الرجال و معنى تصرفاتهم أو كلامهم , ضئيلة و تكاد تكون معدومة , فهي تعاملهم تماما كما تعامل أصدقائها و مرضاها , بكل ود دون تخطي الحدود , و لا تجيد ترجمة دوافع من أمامها , حتى أنها تقول و تفعل الكثير بحسن نية , مما جعل الكثير من الشباب , الذين حاولوا دخول عالمها , و التقرب منها ييأسون من تجاهلها , و يرحلون دون حتى أن تشعر بوجودهم , و دون أن يحظوا بفرصة لبدء علاقة , أما بالنسبة لعلي فالوضع أسوء , لأنها تعتقد أساسا أنه يكرهها , و لن تستوعب أبدا أنه يشعر بالغيرة عليها . بعد مغادرة والدته بقي علي في مكتبه غارقا في تفكيره , فلا يبدو أنه سيدع أمر ما حصل يمر بسهولة "طيب ملك , يعجبك اذا أن تكوني خادمة ؟ و تحاولين استفزازي بالتودد الى كل رجل يدخل الى هنا ؟ حسنا , سأجعلك تندمين و تطلبين بنفسك اعفاءك " قال بينه و بين نفسه , مع بسمة ماكرة على طرف فمه . بقيت صفية لبعض الوقت في غرفة مريم ثم استأذنت للمغادرة , لكن فضولها كان كبيرا , خاصة أنها تأكدت أن مريم , لا تعرف بأمر ملك على الاطلاق , لذلك قصدت الشخص الوحيد الذي يعطيها بعض الاجابات " فاطمة ما الذي حدث في المكتب قبل قليل ؟ و مالذي يجري بين ابني و تلك الشابة بالضبط ؟ " طبعا صفية مستغربة لأن علي أخبرها سابقا , أن بينه و بين ملك لا يوجد شيء , و أنها مجرد علاقة على ورق لأسباب خاصة , و أنها سترحل قريبا دون تعقيدات , و لكنها كانت واقفة بباب المكتب لوقت كاف , حتى تدرك أن الموضوع مختلف , و أن هناك أمورا أخرى عليها معرفتها . ابتسمت فاطمة و أجابتها , و هما يقفان بالرواق المؤدي الى باب الخروج " مجرد جدال بينهما سيدتي " صمتت صفية قليلا , ثم سألت مجددا " هل تلك الشابة تكلم ولدي دائما هكذا ؟ " هزت فاطمة رأسها " لا سيدتي , فقط حينما يزعجها " و أضافت في سرها " و هذا يحدث طوال الوقت تقريبا " لكنها لم ترد الافصاح , حتى لا يكبر الموضوع . " فاطمة أنت تعلمين أن علي لا يسمح لأحد بأن يكلمه هكذا , هو حتى لا يغضب بسهولة , فلم تلك الشابة لديها هذه الرخصة اذا ؟ كان يبدو على وشك الانهيار أثناء جدالهما " صفية تعرف ولدها جيدا و هي محقة , فعلي الذي تعتقده ملك تنينا غاضبا , ينفث نارا طوال الوقت , هو انسان رصين و متزن , يسيطر على ردات فعله جيدا , و في أسوء المواقف يرد بعقلانية و حكمة , لكن فقط ملك من يفقده صوابه , و ما لا تعرفه أنه غضب منذ وصولها الى هنا , أكثر مما غضب في حياته كلها . فكرت فاطمة بينها و بين نفسها مجددا , دون أن تعلق بشيء , و ساد صمت لبعض الوقت بين المرأتين , قبل أن تسأل صفية عما يشغل بالها منذ رأت ملك " هل هناك شيء يحدث بينهما ؟ كان واضحا أن ابني يغار على تلك المرأة " نظرت اليها فاطمة و قد فهمت قصدها , ترددت قليلا قبل أن تجيبها " لا أدري سيدتي , السيد قال أنها زوجته يوم أحضرها الى هنا , لكن لا شيء يحدث فعليا بينهما , حتى أنها تنام في غرف الخدم , و لأكون صريحة معك , هي حتى لا تحاول شيئا لتكون معه , أنت تفهمين قصدي صح ؟ " اندهشت صفية أكثر " فعلا ؟ لم تبق هنا اذا ؟ و علي كيف يتصرف ؟ " تقصد ان كان عدم الاهتمام متبادلا و ردت فاطمة بعفوية بالغة " لا شيء محدد سيدتي , كما رأيت كل جدالهما بهذا الشكل , يبدوان كطفلين في الحضانة يتجادلان على لعبة " "...." زادت حيرة صفية , على حد علمها هذه الشابة تبقى هنا شفقة من علي , الى أن تحل مشاكلها الغامضة , آخر شيء توقعته هو احتمال أن يكون ابنها , واقعا في هوى هذه المرأة و هي ترفضه , هل هذا معقول حتى ؟ كانت المرأة تريد اجابات , أصحاب العلاقة أنفسهم لا يملكونها . ودعت صفية فاطمة , و غادرت في سيارتها التي كانت تنتظرها , و في عقلها ألف تحليل " أنا لا أريد أن أتدخل في حياته , لا يهمني من تكون هذه المرأة , لم تبقى هنا و لا حتى ان كانت تحبه أو لا , كل ما يهمني هو أن تكون بينهما علاقة , سأكون سعيدة ان أقنعته بالانجاب منها , أنا صبرت طوال فترة زواجه من مريم , لكن لا يمكنني التزام الصمت أكثر , لا يمكنه أن يشيخ دون أطفال أو سند , حتى الابنة الوحيدة التي أنجبها مريضة و ضعيفة " ما تريده صفية واضح , هي تريد أحفادا يحملون اسم العائلة , لا يهمها من تكون الوالدة , لأنها تثق في اختيار ولدها , يكفي أن تكون مناسبة ذلك يرضيها , رأيها تغير مع السنوات , في الماضي كانت شروطها كثيرة و مشددة لدرجة التعجيز , في المرأة التي تريدها زوجة لعلي ، لكن تعلقه بمريم و ظروف زواجه منها , و عزوفه عن الاستقرار مع غيرها قادها الى اليأس , لذلك قررت أن تلتزم الصمت لوقت أكبر , فملك تبدو الآن كقارب نجاة , كجنية تمتلك الحل السحري لانشغالاتها , لا يهم ان بقيت معه أو رحلت لاحقا , المهم أن تنجب منه طفلا أو اثنين و تريح بالها , تأملت برجاء دون أن تعلم أن ملك , لا تسمح لعلي بالاقتراب منها أقل من مترين , فكيف ستنجب منه أطفالا . من جهة أخرى , علي الذي لم ينس ما حدث بالمكتب , بقي منشغلا في التفكير في كيفية , تجعل ملك تطالب بنفسها اعفاءها من كونها خادمة , دون الحاجة الى تنفيذ الشرط الغبي , بأن تكون زوجته لليلة واحدة , فهو لا يريد أن يجبرها على أمر منحط كهذا , و لكنه في نفس الوقت , لا يريد أن يتراجع أمامها عن اتفاقهما , ان هو طلب منها التوقف عن العمل ستطالبه بالرحيل . شيء واحد هو متأكد منه , أنها عنيدة جدا و تعشق تحديه , و أنها لن تتوقف عن العمل , الا اذا أصر على بقائها كخادمة , فهي دائما تفعل عكس ما يطلبه لاستفزازه , لذلك هو يحتاج الى صدمة أو أمر منفر ، يجعلها تكره كونها خادمة , و تتوسله ليلغي الاتفاق مع ضمانة ألا تغادر . 😘💞💞 ...... | ||||
22-09-20, 09:50 PM | #265 | ||||
| البارت السابع و الخمسون بم تشعرين ؟ بعد ثلاثة أيام من التفكير المعمق , حزم علي أمره و قرر تنفيذ ما يدور في رأسه , رغم أنه لم يكن متأكدا من النتائج , الا أنه لم يجد بديلا من التجربة , في تلك الليلة اصطحبت فاطمة رنا الى المطبخ وقت العشاء , أجلستها الى الطاولة و بدأت في سكب الطعام " السيد سيأكل في الخارج اليوم , رنا لا تريد الأكل وحدها , ستأكل معنا " قالت مشيرة الى ملك , التي أضافت طبقا لها دون اعتراض . و بعدما أنهت الطفلة أكلها , وضعتها فاطمة في فراشها بدل والدها . لم يكن هناك أي شيء يدعو للريبة , فملك منذ قدومها الى هنا , لا فكرة لديها عن جدول علي اليومي , متى يأتي أو متى يغيب ؟ الأهم بالنسبة لها أنها لا تهتم , هي فقط تشعر بالراحة أثناء غيابه . حينما آوت ملك الى فراشها تلك الليلة , رأت حلما غريبا جدا , كانت ترتدي فيه ثوبا أبيضا , و تقف على حافة جرف سحيق مقابل البحر , و فجأة ظهرت يد في الظلام و دفعتها الى الهاوية , صرخت ملك في منامها برعب , لكنها لم تسقط الى أسفل , و قد التقطتها يد كبيرة في منتصف المسافة , حاولت ملك التعلق بتلابيب المنقذ الذي لم تر وجهه , و الذي طوقها بذراعيه و ضمها الى صدره , فجأة بدأت ملامحه تتوضح أمامها , حينما رأت وجه والدها التي تشتاقها , و الذي رفع يده ليريها زوج حلق , مرصع بالزمرد كأنه يهديه لها , كانت الفردتان متشابهتان جدا , مع نتوء ظاهر في الفردة اليمين ابتسمت ملك بسعادة بالغة و مدت يدها لتتلمسه , بمجرد أن لامسته أصابعها , حتى تحول الرجل في لمحة واحدة الى علي , الذي كان يقترب منها رويدا رويدا , و هو يبتسم لها كما لم تره يفعل يوما , و الحلق يتلألأ بين أصابعه , فجأة صارت أذنيها اللتين زينهما الحلق , تقطران دما لطخ فستانها الأبيض , و أغرق جانبها الأيمن كله , فيما علي يمسك بيديها , و يضحك بصوت عال بطريقة مخيفة . صرخت ملك عاليا و استفاقت من منامها , الذي تحول من حلم جميل رأت فيه حبيب قلبها , الى كابوس مزعج احتله ألد أعدائها جلست مكانها تستغفر بهلع , و قد كان قلبها يرتجف و ملابسها متعرقة " يا الهي ما هذا المنام السيء " مسحت ملك بيديها على شعرها , و نهضت بتململ لتغسل وجهها , و قد أرجأت الأمر لنفسيتها المضطربة , و اشتياقها لرؤية والديها بشدة , لكن ما لم تفهمه ما علاقة علي بما رأته ؟ خاصة أن الضحك بصوت عال , معروف أنه فأل سيء في المنام , و ما كل تلك الدماء التي تشعرها بالقشعريرة بمجرد تذكرها ؟ حاولت ملك العودة مجددا للنوم , لكنها لم تستطع اغماض جفنيها , و أمر واحد يراود عقلها المتوتر " على ما يبدو لا يزال ينتظرها الكثير من العذاب على يد ذلك الرجل " لم تستطع ملك النوم لذلك دخلت المطبخ باكرا , و حضرت كعكا بالشوكولا مما تحبه رنا , و فيما هي منهمكة بعد الافطار , فاجأتها فاطمة بطلب غريب " ملك خذي هذا الطقم , أوصليه للسيد علي هو في انتظاره " كانت فاطمة تحمل في يدها بدلة من ملابس علي , مغلفة بغطاء و تقف تحاول تعديلها برفق . شعرت ملك بالاندهاش , فلأول مرة تطلب منها فاطمة , فعل شيء خارج المنزل و من أجل علي . " أوصلها الى أين ؟ " سألت ملك بتوجس و أجابت فاطمة مباشرة " السيد قضى الليلة خارجا , و هو سيذهب من هناك مباشرة الى مكتبه , اتصل صباحا يقول أنه يحتاج ملابس نظيفة , و طلب أن توصليها أنت الى هناك " زاد ارتياب ملك بما سمعته , بلعت ريقها و سألت مجددا " هناك أين ؟ " " في الفندق , ابراهيم السائق أوصل رنا , و هو في انتظارك خارجا ليقلك " أجابت فاطمة ببساطة لكن بسماع ملك لكلمة " فندق " ارتجفت كل أوصالها , و شعرت باحساس سيء يعتريها , هي أصبحت لديها حساسية لهذه الكلمة , فأول لقاء بينهما كان في فندق , كان كارثيا بكل المقاييس , و النتائج كانت وخيمة , و قد تركت لديها ذكريات سيئة لا تنسى , لذلك هي لا تريد التورط في أمر مجهول آخر . " لم لا يأخذها عم ابراهيم أو احدى الخادمات , لم أنا ؟ " استمرت ملك في الممانعة , فهي لا تريد الذهاب الى حيث يريد , لا تشعر بالراحة لفعل ذلك . هزت فاطمة كتفيها و أجابت " لا أدري ابنتي هو طلب مني أن أرسلك الى هناك , ربما لديه أمر آخر للنقاش لا أدري , هيا اذهبي تأخر الوقت , سيغضب ان فوت مواعيده " أخذت ملك الأغراض من يد فاطمة بتأفف , و هي تتمتم بينها و بين نفسها متذمرة " ما الذي يريد المجنون مناقشته معي في غرفة فندق ؟ ألا يستطيع هذا المتسلط الانتظار الى حين عودته الى هنا ؟ ثم لا مواضيع بيننا أساسا , أنا بالكاد أكلمه " رغم اعتراضها ركبت ملك مع السائق , و ظل قلبها منقبضا طوال الطريق , تحاول تشتيت أفكارها السيئة دون جدوى " اهدئي ملك , لا يجب أن تفكري هكذا , هو أكيد يقوم باستفزازك فقط , سأدخل ألقي البدلة في وجهه , و أخرج مباشرة هو لا يستطيع منعي , ثم نحن سنكون في فندق , اذا حاول أي شيء سأصرخ و أطلب الأمن , لن أسمح له بايذائي ليس مجددا " أخذت ملك أنفاسا عميقة و أغلقت عينيها , في محاولة يائسة لتهدئة نفسها , لكن كل جهودها تبخرت , بمجرد أن أعلن السائق , أنه وصل الى الوجهة التي يقصدانها " وصلنا سيدتي " فتحت ملك عينيها و أخذت صدمة عمرها , بعدما وجدت نفسها في مدخل الفندق , الذي أقامت فيه يوم وصولها الى هنا , نفس الفندق الذي أهينت به و طردت منه سابقا , و الذي كان شاهدا على بداية معاناتها كلها . شحب وجهها ارتجفت يداها , و تسمرت مكانها تحدق الى البوابة , لم يخرجها من شرودها الا صوت ابراهيم , و هو يفتح لها الباب و يطلب منها المغادرة " تفضلي سيدتي , سأكون في انتظارك بعدما تنهين " خاطبها الرجل بكل احترام , و وقف بصبر منتظرا نزولها حدقت ملك الى وجهه قليلا , بلعت ريقها بعناء ثم نزلت بتأن , مترددة بين الدخول أو الركض في الاتجاه الآخر , لكنها تراجعت في آخر لحظة , لا تريد الدخول مع المجنون في جدال آخر , عن كونها لا تريد العمل كما ينص عليه العقد , سيخنقها ان تأخر عن عمله بسببها , ثم هي لا تريده أن يعتقد أنها تخاف منه , أو أنه يهز ثقتها في نفسها بما يحاول فعله , لأنه سينتهز بعدها أية فرصة لازعاجها , كان واضحا أن الأمر مقصود , و أن اختياره لهذا المكان له دلالة واحدة , و هو تذكيرها بما حصل مسبقا بينهما , يريد توتير أعصابها و اغضابها , و هي لن تمنحه هذا الشعور بالرضا . تمالكت ملك نفسها سريعا , و جرت رجليها بتردد ناحية الباب , بمجرد دخولها الى ردهة الفندق اتجهت الى الاستقبال " مرحبا " " مرحبا " " من فضلك أين غرفة السيد علي الشراد , لدي أغراض له ؟ " ابتسمت الموظفة التي كانت تقف هناك و أجابت " آه السيد في انتظارك , هو في الجناح 3030 , خذي المصعد المقابل مباشرة " أغمضت ملك عينيها مجددا , و هي تقف مكانها بتوتر شديد , أخذت نفسا عميقا , و قد تعرفت لتوها على المكان المقصود , نفس الجناح الذي تصادمت معه فيه سابقا , و طردها منه تحت جناح الظلام " أكيد هو يتعمد ما يفعله , هذا المتسلط يريد أن أستعيد الذكريات السيئة , لتلك الليلة بجري الى هنا , لكنني لن أمنحه الفرصة للاستمتاع بالأمر , سيسمع مني ما لا يرضيه عديم الرحمة هذا " زاد حقد ملك باستيعاب ما يحاول فعله , و قد حفز فيها شخصيتها المتحدية . " شكرا " شكرت ملك الشابة باقتضاب , و توجهت ناحية المصعد كما أشارت لها , و كانت طوال الطريق صعودا , تردد أدعية في قلبها , في محاولة منها لتهدئة نفسها . فتح باب المصعد سريعا , و خرجت ملك الى الرواق بخطى متثاقلة , و رغم محاولتها البائسة لتشتيت أفكارها , الا أن كل ما حدث سابقا , عاد و بقوة في مخيلتها , بمجرد أن لمحت الديكور و أبواب الغرف , لكنها عادت و هدأت من روعها , و اتجهت مباشرة الى الجناح الذي تحفظ مكانه جيدا , وقفت أمام الباب لدقيقتين , قبل أن ترفع يدها و تدق برفق . بعد بضع لحظات فتح الباب , و المفاجأة كانت تقف خلفه امرأة جميلة جدا هيفاء القامة , ببشرة فاتحة شعر أسود طويل يصل الى خصرها , و عينين سوداوين واسعتين يحددهما الكحل بطريقة رائعة , كانت ترتدي فستانا أبيض مثير متوسط الطول , يبين كل تفاصيلها الأنثوية , مع كعب عال و حلي كثيرة في كل مكان تقريبا , تضع مكياجا كاملا , و كأنها ذاهبة الى سهرة , أما رائحة عطرها الفاخر , فهي تصل الى آخر الرواق , كانت المرأة تبدو كعارضة أزياء , تستعد للصعود على المنصة من أجل العرض . شعرت ملك بالارتباك , و قد اعتقدت أنها أخطأت الجناح بسبب شرودها , و تراجعت خطوة الى الوراء , محاولة التأكد من رقم الطابق و الغرفة , لكن تلك المرأة قطعت عليها تأملها , و هي تعاينها من رأسها الى رجليها " تبحثين عن علي ؟ أنت الخادمة صحيح ؟ " بمجرد أن أنهت المرأة سؤالها , حدقت ملك الى وجهها مجددا بتشوش , و قد أصبح من المؤكد الآن أنها لم تخطئ المكان " و لكن من تكون هذه السيدة ؟ " سألت ملك نفسها بحيرة , لكنها لم تطل التأمل , و هزت رأسها مجيبة بنعم , دون أن تقول كلمة واحدة . أشاحت المرأة وجهها بتأفف متجاهلة ملك تماما " يا الهي خادمة و خرساء ؟ لا أعلم فعلا أين يجدكن علي ؟ " كلمت نفسها غير مبالية بمشاعر ملك , و عادت بخطوات متأنية الى الداخل , لتقف أمام عربة الافطار , التي وضعت في وسط الغرفة . من جهتها ملك هدأت نفسها , و دخلت بخطوات بطيئة خلفها , بعد أن أشارت اليها بذلك " أدخلي علي يأخذ دشا , سيخرج بعد قليل " ملك لا تجيب المرأة دائما , لكنها تتساءل بينها و بين نفسها " اذا كان المجنون يأخذ دشا في جناحه , فمالذي تفعلينه أنت هنا ؟ هل هذه المرأة احدى عشيقاته , أو هي زوجة أخرى من زوجاته ؟ " تساءلت محدقة الى المرأة أمامها , و هي تتناول كأس عصير من العربة بكل أريحية , و ترتشفه على مهل و هي تراقب طلاء أظافرها الأحمر , لكنها لم تبال بالوضع المشبوه هنا , فبالنسبة لها علي هو مجرد عربيد زير نساء , مادامت سولت له نفسه تزوير عقد زواج بينهما , و اجبارها على البقاء معه بابتزازها , فبامكانه أن ينحط الى أسوء المستويات . هذا كان رأي ملك المجرد به دون زيادة أو نقصان . قطعت المرأة شرودها بأن نادت بصوت عذب مليء بالاغراء " علييي , الخادمة هنا مع ملابسك " و عادت تتأمل ملك التي كانت تقف عند المدخل , تمسح المكان بنظرة تائهة , تشعر بالحرج و تضم البدلة الى صدرها . بعد خمس دقائق فتح باب الحمام أخيرا , و خرج علي يرتدي ثوب استحمام أزرق , و ينشف شعره بمنشفة صغيرة , بمجرد أن لمحته المرأة , اتجهت ناحيته بخطى متسارعة , و هي تتمايل بكل غنج و دلال " أوه علي عزيزي , لم تأخذ كل هذا الوقت للاستحمام , أنت فعلا بطيء ؟ " و ناولته فنجان قهوته , الذي أخذه من يدها ارتشف منه , و وضعه على الطاولة بجانبه لم يجب علي على كلامها , و اكتفى بابتسامة خفيفة " هل أنت مغتاظة لأنني جعلتك تنتظرين ؟ " سألها بهدوء تام , و هو منهمك بتجفيف شعره , ثم ألقى نظرة خاطفة على وجه ملك , التي تقف مكانها دون حراك . عادت المرأة للتحدث بدلال كبير , و قطعت عليه تأمله بصوتها الحاد " لا عزيزي أبدا على راحتك , حسنا ها قد جاءت خادمتك , علي أن أغادر لأنني تأخرت بالفعل " دنت تلك المدللة منه مجددا , طبعت قبلة خفيفة على خده و أضافت " شكرا مجددا على المساعدة , أنا لا أعرف ماذا أفعل من دونك " بقي علي يقف مكانه لا يقول شيئا , و ملك تقف متجمدة تحتضن البدلة , كأنها تنشد منها الحماية من نظراته الحادة , تحاول استيعاب المشهد , بوجه تعلوه الحمرة حتى أذنيها , و ملامح الدهشة بادية عليها , و تجتهد لأن تبتعد بعينيها عن المشهد المحرج . انتبهت المرأة لردة فعلها , ابتسمت و حملت حقيبة يدها , عدلت خصلات شعرها ثم توجهت ناحيتها " يا للفتاة المسكينة , هل ترين لأول مرة امرأة جميلة تقبل رجلا وسيما ؟ لا أصدق أن هناك امرأة بحجمك , لا زال وجهها يتورد لرؤيتها ذلك " و ضحكت بصوت مرتفع حاد النبرة , تحت أنظار ملك المستنكرة و غير المستوعبة لما تقصده . لكن لا هي و لا علي قالا كلمة واحدة , كانت تلك المرأة هي الشخص الوحيد الذي يثرثر في الغرفة , سارت بعدها المرأة ناحية الباب , و قبل أن تفتحه أشارت الى علي " حسنا عزيزي , ألتقي محاميك غدا في المحكمة , من أجل قضية الطلاق , شكرا لك مجددا , باااااي " و أرسلت له قبلة طائرة في الهواء " احمم , الى اللقاء هيا , و شكرا على الوقت اللطيف " قال علي محدثا المرأة و مشيرا لها بيده , رغم أنها غادرت بالفعل . لكن نظراته كانت باتجاه ملك , التي طأطأت رأسها و الصدمة بادية على وجهها , كانت تفرك يديها بتوتر و تفكر بالكثير " هل يعقل أن تكون هذه زوجة لليلة واحدة , كما كان يفترض بي أن أكون ؟ و ستحصل على الطلاق غدا ؟ لكن ما هي الصفقة هذه المرة ؟ ثم كيف يمكن أن تكون معه هكذا بكل حميمية الآن و غدا ينفصلان ؟ أو أنهما تزوجا فقط من أجل هاته الليلة ؟ ما الذي يعتقده هؤلاء عن الزواج ؟ أليس أمرا مقدسا و أبديا ؟ ألا يجب أن يكون مبنيا على أسس كثيرة , غير اتباع الغرائز و الشهوات ؟ " كانت عشرات الأسئلة و الأفكار تتلاعب بعقل ملك , التي كانت تحت أعين علي الحادة , يراقب ارتباكها باهتمام حتى نطق أخيرا " ما بك أنت ؟ لم تقفين عندك أين البدلة ؟ أو تريدينني أن أصاب بزكام ؟ " أنهى سؤاله الجو المريب , الذي ساد الغرفة منذ مغادرة المرأة , و رفعت ملك رأسها ناحيته , و كأنها أفاقت للتو من غيبوبة , الفتت يمينا و يسارا بارتباك , ثم تقدمت خطوتين و وضعت البدلة على أريكة أمامها , و دون حتى أن تحدق في وجهه أو تستأذنه , همت بعدها فورا بالمغادرة , فهي لا تريد البقاء أكثر بجانبه , تشعر بالغثيان من المكوث معه تحت سقف واحد . لكن لم يبد على علي أنه سيتوقف قريبا " أنت الى أين ؟ " نظرت اليه ملك مدعية الهدوء , و أجابت بنبرة حاولت أن تكون واثقة " البدلة عندك , سأعود الى المنزل " ابتسم علي بسخرية , وضع يديه على صدره و رفع حاجبه " فعلا ؟ و الملابس التي كنت أرتديها , هل أتبرع بها للفندق , أو أطلب منهم أن يجمعوها من أجلي ؟ " وقفت ملك لبرهة و هي تراقب حال الغرفة , ثم تقدمت متفادية النظر الى وجهه , و بدأت تجمع الملابس المتناثرة , من على السرير و الأريكة و الأرض " يبدو بأنها كانت ليلة صاخبة " كان ذلك كل ما خطر على بالها , بينما عاد وجهها للاحتقان مجددا بالتفكير في الأمر . كان علي يقف على مقربة منها يرتشف قهوته , مع بسمة خفيفة على فمه , كان يبدو مستمتعا و مراقبا بفضول , طبعا هي لا تعلم أن الفندق ملكه , عادة هو يترك أغراضه هنا دون مشاكل , و الموظفون يقومون بجمعها و ارسالها الى التنظيف , ثم يعيدون ترتيبها في خزانته , فالجناح اقامة شبه دائمة بالنسبة له , يمكث فيه بعد عقد الصفقات أو الاحتفاليات , حينما يتأخر الوقت للعودة الى البيت , لكن ما يفعله الآن هو لاستفزاز ملك لا أكثر . " لماذا تبدين منزعجة ؟ " سأل ببروده المعتاد , و لكن ملك تجاهلته تماما و كأنه لا يكلمها , فما كان منه الا أن وضع فنجانه جانبا و أضاف " أو أن عملك كخادمة لم يعد يرضيك ؟ كنت تبدين سعيدة جدا به قبل يومين " تحدث علي بنبرة ساخرة , لكن ملك لا ترد عليه بكلمة , و تكتفي بترتيب قطع الملابس , حتى تحملها معها كما طلب , هي حتى لا تنظر الى وجهه , و تستمر في تجاهله باصرار . برؤية لامبالاتها صعد علي في لهجته , و تحدث بنبرته المتسلطة المعتادة , هي لن ترحل من هنا حتى يحقق مراده " على العموم عليك التعود على الأمر , لأنك من سيقوم بهذه المهمة من الآن فصاعدا " قال و هو يراقب بدقة ردة فعلها و تغير تعابيرها توقفت ملك فجأة عما كانت تفعله و تصلبت حركاتها , انتصبت بانفعال تحدق الى وجهه , و قد كانت تنظر اليه بعينين محتارتين متسعتين " لا يمكنك فعل ذلك " ردت بصوت مستاء و مستنكر , آخر شيء تريده أن تتبعه من مكان لمكان لتشهد مجونه . تنهد علي و قد نجح أخيرا في جعلها تتحدث اليه , هذه العنيدة لا ينفع معها الا التهديد و الضغط , ابتسم مجددا بسخرية و أضاف " ماذا ألا يعجبك الأمر ؟ هذا كان اتفاقنا منذ البداية أو أنك نسيتي ؟ على العموم ها أنا ذا أذكرك , أنا وحدي من يقرر من يفعل ماذا , أنت مجرد خادمة لا يمكنك الاعتراض , و اذا لم يعجبك بامكانك طلب اعفائك " كانت ملك متوترة تحدق الى وجهه باستنكار , و قد علقت غصة في حلقها , و أوشكت دمعتين على النزول من عينيها , الا أنها منعتهما لا تريده أن يستمتع برؤيتها تبكي , و هي تحاول تحليل الموقف أمامها بعدما قاله ( يا الهي لا أستطيع طلب اعفائي , ان أنا فعلت سأكون مكان تلك المرأة التي غادرت قبل قليل , لكن ان لم أفعل , سأضطر لمشاهدة كل غرامياته المقرفة مع عشيقاته في كل مرة ) فكرت و اعتراها فجأة شعور بالاشمئزاز و الغثيان , فهي لا تريد التعرض لهذا الاذلال في كل مرة . استغل علي شرودها , و اقترب منها ببطء يراقبها باهتمام بالغ , لأول مرة في حياته يثير أحدهم فضوله الى هذه الدرجة " أنت لم لا تردين ؟ أو ربما أنك تشعرين بالغيرة ؟ " سأل و كأن هناك تأملا في الاجابة ( هل يعقل أنها تشعر بالانزعاج لأنها رأت هيا هنا ؟ ) سأل علي نفسه و قد شعر بالرضا بشكل غريب لكن ملك قطبت جبينها باستنكار , و نظرت الى عينيه بتساؤل بينها و بين نفسها " عن أية غيرة يتحدث ؟ " شردت ملك مجددا و دون أن تلاحظ , كان علي الذي لا يضع عليه الا ثوب الاستحمام , الذي يصل الى فوق ركبتيه , مع شعره المنكوش و صدره شبه العاري , يقف أمامها مباشرة مكررا سؤاله , و مصرا على الحصول على الاجابة " أنا فعلا فضولي , بم تشعرين الآن ؟ لا يعقل أنك لا تشعرين بشيء " انتبهت ملك أخيرا الى الخطر المحدق بها , تركت ما بيدها و تراجعت الى الخلف تدريجيا , و علي يتقدم ناحيتها بنظرة متفحصة , حتى أصبحت ملتصقة بالحائط , أدركت ملك أنها أصبحت محاصرة , فما كان منها الا أن رفعت يديها أمام صدرها , في وضعية دفاعية و همست بصوت مرتجف " لا تقترب مني , ممما الذي تريده ؟ " كان خوفها واضحا جدا لكن علي استمر في الابتسام , و رفع حاجبيه مدعيا الاستفهام " امم ما الذي أريده ؟ " ثم حدق الى تفاصيل وجهها بتمعن , و قال بنبرة منخفضة هامسة " سألتك بم تشعرين ؟ و أريد سماع الاجابة " كان علي يقف قبالتها , و أنفاسه الدافئة تلامس وجهها , و رغم أنها وضعت يديها على صدره لتمنعه من التقدم , الا أنه طوقها واضعا يديه على الحائط خلفها , حتى أصبحت حبيسة أحضانه , فجأة و كأن الأمر يحصل مرة أخرى , تماما كتلك الليلة التي طردها فيها من هنا , هي تقف دون حول و لا قوة و هو يحاصرها , باسترجاع تلك الذكريات المشؤومة , بدأت دقات قلبها في التسارع , و يداها اللتين تمسكانه في الارتجاف , كانت ملك بالكاد تستطيع أخذ أنفاسها , و كأنها على وشك الاصابة بنوبة هلع , و قد تحول لون وجهها المتورد الى شاحب , رغم أن علي الذي يقف مراقبا , أشفق عليها بعد أن رأى ردة فعلها المرتعبة , و أدرك الوضعية المزرية التي وصلت اليها , الا أنه لم يتراجع و أصر مجددا " بم تشعرين همم ؟ " خفض بعدها علي رأسه قليلا , و همس أمام أذنها برفق , و عينيه تمسحان كل تفصيلة من تفاصيل وجهها الصغير , دون أن يفوت فرصة استنشاق رائحة شعرها التي تعجبه لسبب ما . كانت ملك ترتجف بين ذراعيه , كورقة توشك الرياح على اقتلاعها , تغمض عينيها المرتعبتين بشدة , خشية أن تخونها دموعها و تنزل رغما عنها , و تعض على شفتها السفلى لتمنعها من الارتجاف , تماما كما حصل قبل ثلاثة أشهر . رغم كل هذا الا أن علي بقي مصرا , على الوقوف هناك متجاهلا أجراس الانذار في رأسه , و التي تحثه على الابتعاد ليدعها تغادر , و رغم أنه كان على وشك أن يفقد جلادته و رباطة جأشه , ليمد يده و يحتضنها كما تخبره رغبته المجنونة , الا أنه تمالك نفسه مذكرا اياها بهدفه الأساسي , بعد لحظات معذبة طويلة , رفع علي يده و عدل خصلة من شعرها الذهبي , التي كانت تلامس وجنتها , و وضعها خلف أذنها الصغيرة , متعمدا لمسها بأطراف أصابعه بخفة كبيرة , كانت حركته حميمية و رقيقة جدا , لكن ملك لم تلاحظها بسبب رعبها , معتقدة أنه سيقدم على التحرش بها حقيقة في أية لحظة , لكنه لم يفعل أكثر من ذلك , و أضاف بنفس النبرة الهامسة " ماذا ؟ أنت طبيبة , لا أصدق أنك لم تري يوما رجلا عاريا , لم أنت مرتبكة هكذا اذا ؟ " . 💞💞😘😔 .......... | ||||
22-09-20, 11:56 PM | #268 | |||||
| اقتباس:
لا هو لأنو ذكي جدا فمن أمامه يحتاج وقت اكبر للتفكير حتى يدرك ما يريده 😉🧐 يعني مشكل سرعات سيدي القاضي 🙄😅😅 شكرا على تعليقك بدأت اشك ان القصة فقدت التشويق المطلوب نظرا لقلة التفاعل 😔😔💞 | |||||
23-09-20, 12:22 AM | #269 | ||||||||
| علي فعلا انساااان ........لا أجد له وصف مناسب ياااا أخي شادخلك خليها تعمل خادمة برك باش يتحداها و يبين قوته ينزل للدرك الأسفل ليس من حق أي رجل أن يرهب أي امرأة بهذا الشكل حتى لو ليس جديا علي حسابه كل ما بيثقل و الصراحة مع هذه التصرفات اتشوق كيف لكاتبتنا المبدعة ان ترأب الصدع بينهما لانه علي بغبائه صعب الأمر كثيرا الفصل اكثر من رائع لكنه قصيييير و القفلة حمااااس 😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍 | ||||||||
23-09-20, 12:36 AM | #270 | |||||
| اقتباس:
علي انسان مسيطر ماشي بعقلية اكون او لا اكون و ملك انسانة عنيدة ماشية بعقلية معزاة و لو طارت يعني قطارين متعاكسين يسيران بسرعة جنونية باتجاه بعضهما اكيد الاصطدام سيخلف الكثير من الضحايا 😉 المهم تابعي و ستعرفين ماذا سيحصل 💞💞 | |||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ، |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|