آخر 10 مشاركات
وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          إمرأة الذئب (23) للكاتبة Karen Whiddon .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          116 - أريد سجنك ! - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )           »          91-صعود من الهاوية - بيتي جوردن - ع.ج ( إعادة تصوير )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )           »          [تحميل] حصون من جليد للكاتبه المتألقه / برد المشاعر (مميزة )(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree678Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-09-20, 03:43 PM   #261

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lolav مشاهدة المشاركة
الرواية جدًا رائعة وأحلى حاجة الطب والمصطلحات الطبية
أهنيك عليها جداً أبدعتي وامتعتينا
ننتظر الفصول الجاية ع أحر من الجمر 🤩🤩👍🏻





يسلمك شكرا على المتابعة و التشجيع 💖💖💖⁦🌹🌹🌹


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-09-20, 10:10 PM   #262

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي





البارت السادس و الخمسون نار الغيرة 🔥





بلع الرجل ريقه و كأنه رأى قدر عسل أمامه , لمعت عيناه ثم رد بصوت أجش

" مساء الخير "



تقدمت بعدها ملك بخطوات حذرة , حتى لا تنسكب منها القهوة , و وضعت الصينية على المكتب أمام علي , تحت أنظار ذلك الرجل , الذي كانت عيناه تكاد تلتهمها ,



كان المهندس يتفحصها من رأسها الى أخمص قدميها بكل وقاحة , و يركز في كل مكان تقع عليه عينيه بشهوة ,

و اعجابه المريض كان واضحا , لدرجة أنه ابتلع ريقه بعناء أكثر من مرة ,



طبعا لم يفوت علي ما يحصل أمامه , فالرجل كان مندمجا في تحرشه بملك بعينيه ,
لدرجة أنه لم يلاحظ نظرة علي , التي أصبحت حادة جدا , تنم عن استياء و غضب , و هو يحدق ناحيته بعبوس واضح جدا .



وضعت ملك فنجان علي على مكتبه , و حملت فنجان الضيف لتضعه أمامه ,

الا أن هذا الأخير كان تائها في التحديق الى صدرها , حيث أصبحت نظرته أكثر خبثا , يلعق شفتيه مع ابتسامة غير بريئة على ثغره ,




استقامت ملك سريعا و غادرت , و استمر بعدها المهندس بمراقبتها من الخلف , و هي في طريقها الى الخارج ,
بعدما أشار لها علي بذلك , و هو يحاول جاهدا تمالك أعصابه .


فالرجل كان يراقب ملك و هو يراقب عينيه , و يرغب في اقتلاعهما من مكانهما .




تدريجيا شعر علي أن الدم بدأ يغلي في عروقه , احتقن وجهه و ضغط على أصابعه بشدة , حتى كادت تتحطم مفاصله ,


و رغم ردة فعله الواضحة , الا أن الرجل لم يخف قلة أدبه , و توجه الى علي بسخرية بالغة

" يبدو أن الخادمات هنا مميزات , مثل صاحب المنزل "



قال ذلك معتقدا أن ملك مجرد خادمة , فهو لم يتصور أن رجلا مثل علي ، قد يترك نساء عائلته تخدم الضيوف ,


و استمر بعدها بالابتسام بخبث , متجاهلا الغضب العارم الذي اجتاح وجه مضيفه , ثم مد يده ليتناول الفنجان من أمامه ,



لكن علي الذي وصل حده و لم يعد يتحمل , وقف فجأة من مكانه , و دون أن يسمح لضيفه حتى بارتشاف القهوة , بادره بلهجة ساخطة

" المخطط لم يعجبني , و أخبر شريكك أنني لن أتعامل مع مكتبكم ثانية "




"....."

صدم الرجل من ردة فعل علي و لم يفهم شيئا , منذ دقائق قليلة كان راض تماما عن عمله , و لم يبق سوى امضاؤه ليبدؤا التنفيذ



" لكن سيدي "

حاول الرجل يائسا الاحتجاج ، و هو يجلس مكانه و يحدق في وجه علي , الذي قاطعه و هو يرمقه بنظرات قاتلة

" و أخبر شريكك أن لديكما ثلاثة أيام لاغلاق المكتب هنا ,
و الانتقال للعمل في أي مكان آخر "




"....."

تلعثم لسان الرجل و شحب وجهه , و لم يتمكن من الرد الا بصعوبة , و قد وقف هو الآخر من مكانه بركبتين مرتجفتين ,
فالتهديد الذي سمعه للتو أسوء من حكم بالاعدام


" لكن سيدي ما الذي أخطأنا به "





لم يجبه علي هذه المرة , و قد بدأ يشعر بالغثيان من سماع صوته المهزوز , الذي ينم عن شخصية جبانة ,

لكنه حمل هاتفه و طلب المهندس المسؤول , و بمجرد أن فتح الخط قال مباشرة , دون حتى أن يسلم عليه

" مستقبلا حينما توظف أشخاصا , يكفون أعينهم القذرة عن حريم الرجال ,

عد و افتح مكتبك هنا , و لكن ليس و أنا على قيد الحياة "

و أغلق مباشرة دون منحه فرصة ليقول حرفا واحدا




"....."

لم يجد الرجل ما يقوله , و قد اتسعت عيناه عن آخرها , بعدما أدرك أخيرا سبب ما يفعله علي .



تحرك بعدها علي من مكانه , و اتجه ناحيته و الغيظ يتآكله , فيما وقف الرجل متسمرا في مكانه , دون حركة يراقب بخوف ظاهر ,


خلال ثانيتين كان يمسكه من ياقة قميصه , و يلكمه على خده بكل قوة , ترنح الرجل حتى كاد يسقط أرضا , لكن دون أية ردة فعل ملموسة ,


لم يسمح له علي بالاسترجاع , التقطه سريعا و جره الى الخلف , الى أن ارتطم بالحائط بعنف ,

واضعا ذراعه اليسرى على رقبته يرغب في خنقه , و رافعا قبضته اليمنى التي تورمت , أمام وجه الرجل المرتعب ,




راقبه علي للحظات يحاول تخمين ما يجب فعله معه , و قد بدا مغريا جدا ضربه حتى ينتبج وجهه , أو ربما ارساله الى المستشفى بنزيف في الدماغ ,


لكنه تمالك نفسه , و استغفر في آخر لحظة , و قد علقت قبضته في الهواء ,

اقترب منه و هو يصر على أسنانه و همس له

" احمد الله أنك في بيتي و أنا لا أؤذي ضيوفي ,

و إلا لم يكن ليكفيني الا أن أقتلع عينيك و قلبك من أماكنهم ,

و أرسلك في كفن الى والدتك , التي لم تحسن تربية ابنها "




بلع الرجل ريقه و هز رأسه بخوف , فكل ما رآه في عيني علي هو الجنون و الجدية في التهديد



أطلقه بعدها علي بدفعة قوية و أشار له يطرده

" غادر لدي انشغالات أخرى "





كان علي يحاول ألا يتهور , و يستمر في لكم هذا الوقح في منتصف وجهه , حتى تتورم عيناه التي تجرأ و تحرش بهما بملك ,

لكنه في بيته و رنا هنا , لا يريدها أن ترى والدها عنيفا و مجنونا .




شعر الرجل بالاحراج و لم يجد ما يقوله , فليس لديه ما يبرره , و قد أدرك للتو أنه ارتكب خطأ فادحا بالتحدث عن الخادمة ,


لذلك جمع أوراقه و خرج من المكتب مسرعا , و هو يضع يده على أذنه , التي أصيبت بصمم جزئي بسبب الضربة .



في طريقه الى الخروج صادف ملك في الصالون , رمقها بنظرة انزعاج و كأنه يتهمها , ثم تخطاها متكلما في الهاتف مع الطرف الآخر

" لم أرسلتني الى هنا , ألم تقل أنك حصلت على الموافقة على المخطط ؟

هذا الرجل طردني و أنهى الاتفاق , و كأننا لا نزال في المحادثات الأولية , و بطريقة مفاجئة قام بالقاء ذلك التهديد "

صرخ مدعيا جهله بسبب ثورة علي




صمت للحظات ثم أضاف

" لا أدري عما يتحدث ذلك المهووس , أنا لم أتحرش بأحد , لم أرى أيا من الحريم اللواتي يتحدث عنهن ,

لم ألتق الا احدى خادماته , أنا متأكد أن لديه انفصاما في الشخصية "


قالها بغضب للطرف الآخر , و استمر في تذمره حتى خرج من الباب , و هو مصر على أنه لم يرتكب أي خطأ .





كانت ملك تراقب ما يحدث بتعجب

" واو ذلك المجنون يتفوق على نفسه , في كل مرة ينجح في استفزاز أحدهم لدرجة الهذيان "



فيم هي تقف هناك خرج علي من مكتبه , كان مهتاجا جدا تعلو وجهه علامات الغضب و بدأ بالصراخ

" فاطمة فاطمة "



علا صوته مرسلا نظرة تهديد ناحية ملك , و كأنه يحاول الركض ناحيتها و قتلها , لكن دون أن يوجه أية كلمة لها ,

هاته الأخيرة عبست تحدق ناحيته , دون أن تفهم ما خطبه

" ما به هذا المجنون ؟ لم يرمقني بهذه النظرة الشزراء ؟

لست أنا من طرد العميل , أحمق "




نزلت فاطمة مسرعة بعدما استمر علي في الصراخ , و كأن المكتب يوشك على أن ينهار على رأسه ,

بمجرد أن لمحها في آخر الدرج , حتى بدأ بالتحدث بغضب عارم

" أنت لم لا أحد ينفذ ما أقوله ,

لم الكل يتجاهل أوامري في هذا البيت ؟ "




" ماذا هناك بني , من تجاهل ما تقوله ؟ "

قالت فاطمة مستغربة , و قد استشعرت سخطه الكبير ,


أخذ علي نفسا عميقا و مسح وجهه بكفه , يحاول تهدئة أعصابه دون جدوى

" ألم أقل بوضوح ألا تخدم ملك الضيوف , لم لا أحد يتبع الأوامر هنا ؟ "

و علا صوته مجددا و هو يكز على أسنانه




شعرت فاطمة بمزيد من الحيرة , هي اعتقدت أن فانغ من حمل القهوة الى المكتب , فما دخل ملك هنا ؟



بمجرد أن سمعت ملك ما قاله , حتى بدأت تساورها الشكوك

" أوه لا , هل القهوة بها خطب ما ؟

يا الهي لقد تسببت في مشكلة أخرى لخالة فاطمة "

تمتمت بتوتر و تبعت الاثنين , اللذين دخلا الى المكتب بخطى سريعة





كان غضب علي يزداد و لا يخمد , فتصرف الرجل بتلك الطريقة أثار جنونه , فيم كانت فاطمة تقف أمامه تحاول التبرير

" بني اهدأ , أنا طلبت من فانغ احضار القهوة الى هنا ,

ما علاقة ملك بالأمر ؟ "




لكن ملك قاطعتها بصوت صارم

" خالة فاطمة لا علم لديها , فانغ كانت تعاني ألما في بطنها و ذهبت الى الحمام ,

و أنا عرضت عليها تقديم القهوة قبل أن تبرد "



أغمض علي عينيه و أخذ نفسا عميقا , محاولا السيطرة على غضبه , ثم توجه بكلامه ناحيتها و عينيه تطلقان شرارا


" فلتبرد القهوة أو تذهب الى الجحيم , ما شأنك لم تتدخلين ؟

ثم أنت اصمتي , من تحدث معك من الأساس ؟ "



أمام نهره لها بطريقة سيئة , رد ملك كان سريعا كالعادة , لا تجيد السكوت خاصة اذا طلب أحدهم منها ذلك

" لا لن أفعل , أنت تصرخ في وجهها بسببي و تتهمني ،

و أنا أشرح لك الأمر , لماذا أصمت إذا ؟ "



حدق علي الى وجهها بتحذير , و رفع سبابته كالمرة الماضية

" أنت ، لا تتصرفي في كل مرة كمحامية للمساكين "



وضعت ملك يديها على خصرها و ردت بتحد

" أنا لا أدافع عن أحد لأننا لسنا في محكمة , و لا أرى سببا لكل هذا الهياج ,

ثم أنا فقط قمت بتقديم القهوة , لا أعتقد أنني اقترفت جرما "




ظهرت الضحكة الساخرة على فم الرجل أمامها

" فعلا , اذا أصبح يعجبك أن تعاملي كخادمة ؟ "

قال علي متهكما محاولا استفزازها لكنها فاجأته




" أنا أصلا خادمة هنا , أو أنك فقدت ذاكرتك ؟ "

رد ملك كان أكثر تهكما , و زاد استياء علي فجأة , بعد أن ذكرته بالاتفاق الذي يحاول تجاهله .




تحولت الابتسامة الى ضحكة غاضبة , و هو يمرر يده على جبينه بتوتر , يمنعها من أن تطال المرأة المستفزة أمامه , ليضعها على ركبته و يؤدبها



" فعلا ؟ يعجبك التنقل بملابسك المكشوفة هذه , و الاستعراض بها أمام الضيوف , صح ؟

تحبين أن ترسمي تلك الابتسامة الغبية , أمام الجميع لتنالي الاهتمام و الاعجاب , هاه ؟

و ذلك الأحمق كادت عينيه تخرج من رأسه "

اتهمها و هو يشير بأصبعه الى ما تلبس من رأسها الى قدميها .





"...."

قطبت ملك جبينها فهي لم تفهم , ما الذي يقصده باتهامه هذا ؟

حدقت سريعا الى ملابسها باستغراب , كانت ترتدي سروال جينز , قميص مخطط قصير و حذاء مسطح ,

هذه نوعية هندامها منذ أتت الى هنا , بل هذه نوعية ملابسها منذ الأزل لم يتغير شيء ,



لم يكلمها هذا المجنون إذا , و كأنها ترتدي قميص نوم فاضح و تتجول به ؟


احتقن وجهها و سارعت للاعتراض

" ما بها ملابسي ؟ محترمة لا شائبة عليها , ما الذي تريدني أن ألبسه ؟

أو أنك تريدني أن أتجول بالمنامة أمام الآخرين ؟ "


أجابت و هي تحدق الى عينيه في تحد صارخ منها , هي لن تسمح له باهانتها و انتقاد ملابسها





بمجرد أن ذكرت ملك المنامة , تذكر علي تلك الليلة في المطبخ , و دق قلبه بقوة ارتعابا من الفكرة

" يا الهي هذه المرأة بليدة أو ماذا ؟ فتلك الملابس أكثر اغراءا مما تلبسه الآن ,

أي شيء أسوء من منامة زهرية اللون على هيأة أرنب ؟ "




تجهم وجهه و اتسعت عيناه , ثم صرخ في وجهها بسخط

" أنت هل جننت ؟ "


" بني اهدأ "

تدخلت فاطمة بعد صمت مطول , و قد بدأت تخشى أن يتهور و يجرها من شعرها




تنهد بعدها بعمق ثم أضاف يقصد افحامها , و هو يدنو منها بخطوات بطيئة

" حسنا اذا ,

إذا أعجبك عمل خادمة الى هذه الدرجة , فما عليك إلا ارتداء زي الخادمات "




نظرت إليه ملك بانزعاج و قطبت جبينها , ثم هزت أكتافها و حركت رأسها بالنفي

" لا أريد , لا تعجبني التنانير , أجبرني اذا استطعت أو اطردني "

قالتها مع ابتسامة مستفزة , و هي تحرك حاجبيها أمام وجهه .




هي تعلم أنه لا يمكنه طردها , و إلا عليه تطبيق الشرط بتركها ترحل , و هذا ما تريده بالضبط ,

فالفخ الذي نصبه لها بالبداية لابتزازها , أصبح يطبق الآن على رقبته , لا يستطيع الافلات منه ,

و واضح أنها أدركت أن أمر خدمتها للضيوف يزعجه , فأكيد ستستغل الأمر لاحقا لاستفزازه .



" ملك ابنتي توقفي عن التصرف هكذا "

نهرتها فاطمة لكنها سارعت للتذمر

" ألا ترين ماذا يقول خالة فاطمة ؟

ثم هو من بدأ العراك , أنا لم أكلمه من الأساس "




بسماع شكواها لفاطمة منه , تأجج غضب علي و استياؤه , في المقابل كانت ملك تستفزه بكلامها و حركاتها أكثر ,


دخل بعدها الاثنان في جدال حاد , و فاطمة تقف في المنتصف ، تحاول انهاء العراك دون جدوى ,
لذلك اكتفت بالوقوف و التفرج من طرف الى آخر .



و كالعادة فالشخص الذي يقف مراقبا , يمكنه التحليل بدقة و عقلانية , فمنذ البداية كان جليا أن ما يقوله و يفعله علي هو غيرة واضحة ,


رغم أنها لم تكن في المكتب آنذاك , الا أن ما قاله علي واضح جدا , أكيد أن الضيف قال أو فعل أمرا ما تجاه ملك , استفز علي و أثار حفيظته ,



لكن الغريب في الموقف , لماذا يحدث ذلك أساسا ؟

اذا كان علي يعتبر ملك فعلا , واحدة من الخادمات بإقامة مؤقتة ,
لم عليه أن يهتم إلى هذه الدرجة ؟




هو لم يتدخل يوما في الحياة الشخصية لخادماته , حتى سارة هو يعلم أنها تشرب و تدخن في عطلتها الأسبوعية ,
تخرج للسهر ليلا في أيام راحتها , و لديها الكثير من الأصدقاء الرجال ,


لكنه لم يتدخل يوما في حريتها , و لم يعلق مرة على ملابسها ,
رغم أن ما ترتديه , هو أكثر إثارة من ملابس ملك بمراحل , و يكتفي بترك الملاحظات لها لردعها .



اذا لم هو منزعج إلى هاته الدرجة من هيئة ملك , كرجل مهووس يغار بجنون ؟




المشكلة هنا أن ملك لا تلتقط الرسالة , و تزيد في غضبه بجدالها , معتقدة أنه يصرخ فقط من أجل الصراخ , و هي تتحداه بكل عناد .




استمر الأمر لبعض الوقت , قبل أن يقاطعهما صوت من باب المكتب

" بني ماذا هناك ؟ "



صمت الإثنان فجأة و استدارا ناحية الباب , حيث كانت صفية تقف مستغربة مما يحدث .



تمالك علي نفسه سريعا , ثم دنا من والدته تاركا ملك خلفه

" لا شيء أمي , تفضلي بالدخول
متى أتيت ؟ "




حدقت صفية ناحية ملك لثوان , قبل أن تخطو ناحية ابنها و تسلم عليه

" أتيت لزيارة مريم , أخبروني أنها تعرضت لنوبة مجددا "



منذ آخر زيارة لها مع سعاد , لم تعد صفية الى هنا , لذلك استغرب علي قدومها المفاجيء ,


أما ملك فقد شعرت بحرج شديد , و لم تجد مفرا إلا أن تتوجه الى صفية بالتحية

" مساء الخير سيدتي "



" مساء الخير "

ردت المرأة بهدوء و ملامح الاستغراب تعلو وجهها .


و ما لبثت ملك أن غادرت المكتب تتبعها فاطمة , و عاد علي للجلوس على كرسيه ، يحاول أن يبدو طبيعيا قدر المستطاع ,


بعدما هدأ غضبه قليلا ، بدأ بالتحدث إلى والدته ، التي تعمدت عدم ذكر ما حصل قبل قليل ,



تبادل الاثنان الحديث في مواضيع عامة لنصف ساعة , ثم قامت صفية لزيارة مريم ,

و قد شعرت ببعض الاحباط , لأن علي لم يفتح معها موضوع ملك مجددا ,
اعتقدته سيضيف معلومات جديدة عما قاله آخر مرة ,
لكنه بدا متكتما جدا بخصوص الزوجة السرية .




عادت فاطمة و ملك الى المطبخ

" ابنتي هل حدث شيء في المكتب أثار غضبه ؟ "

بادرتها فاطمة بمجرد الدخول , و هزت ملك رأسها نافية

" لا أدري خالة يبدو و كأنه جن ، حتى أنه طرد الرجل الذي كان يستضيفه ، و ألغى العمل بينهما ،

سمعته و هو يشتكي في الهاتف , حتى أن خده بدت متورمة , أعتقد أنه قام بضربه "


همست لها ملك المعلومة خشية أن يسمعها , و لم تعلق فاطمة أكثر .




التزمت بعدها المرأتان الصمت ، لكن فاطمة أصبحت متأكدة أكثر من تحليلها قبل قليل ،

فالرجل فعل شيئا أثار سخط علي و أشعل فتيل غضبه ، لدرجة طرده من مكتبه و ربما اعتدى عليه فعلا ،


والأكيد أكثر أن الأمر متعلق بملك , و الا ما كان تشاجر معها و علق على ملابسها ,

و كما فكرت فاطمة سابقا , لا يمكن تفسير الأمر الا أنه غيرة

لكن لم يغار علي على ملك ؟ هذا ما لا تستوعبه .



فليس هناك رجل يغار على امرأة , الا اذا كان مهتما بها أو يحبها , هي حتى لم تر هذا التصرف المهووس مع مريم .



فجأة و كان مصباحا أنار داخل رأسها

" لحظة هل علي يحب هاته المرأة ؟ "

قالتها فاطمة بينها و بين نفسها في حيرة ,
و هي تحدق الى ملك التي كانت غارقة في التذمر من معاملة علي لها , و تقوم بتحضير شيئ ما .



لطالما اعتقدت فاطمة أن هناك سببا غامضا , لوجود ملك في هذا البيت ,
لكن آخر سبب فكرت فيه , هو أن يحمل سيد هذا المنزل مشاعر لهذه الشابة ,


شعرت فاطمة بالاستغراب و الدهشة , فملك لا تطابق مواصفات أية واحدة من النساء , اللواتي تعرف عليهن سابقا ,

تكثر جداله و استفزازه , متمردة عنيدة و متحدية , حتى أنها تتصرف كالأطفال في أحيان كثيرة ,
كل الصفات التي لا يتحملها تجتمع في شخصيتها ,



لكنه فعلا يغار عليها , هي لا يمكن أن تخطئ الأمر , فهي ليست وليدة البارحة .




" خالة فاطمة سأعود الى غرفتي , هذا عصير قدميه الى والدة المجنون "

قاطعت ملك تفكيرها و غادرت , تاركة المرأة في حيرتها متسائلة

" لم يبدو بأنها لا تفهم شيئا مما يحدث اذا ؟

أو أنها تتظاهر بالتمنع لايقاعه في شباكها أكثر ؟ "

سألت فاطمة نفسها , لكنها سرعان ما نفت الأمر , و عادت لمعارضة تفكيرها

" لا لا يبدو حتى أنها تدرك ماهية هذه التصرفات و المشاعر من الأساس "




الحقيقة التي لا يعرفها أحد , و لا حتى ملك نفسها , هو أنه رغم تجاربها الاجتماعية الكثيرة و علاقاتها المتشعبة , رغم قوة شخصيتها و تحررها ,

الا أنها عقلانية جدا في تصرفاتها , و متحفظة في تكوين العلاقات مع الجنس الآخر ,


معرفتها بعقلية الرجال و معنى تصرفاتهم أو كلامهم , ضئيلة و تكاد تكون معدومة ,

فهي تعاملهم تماما كما تعامل أصدقائها و مرضاها , بكل ود دون تخطي الحدود ,

و لا تجيد ترجمة دوافع من أمامها , حتى أنها تقول و تفعل الكثير بحسن نية ,



مما جعل الكثير من الشباب , الذين حاولوا دخول عالمها , و التقرب منها ييأسون من تجاهلها ,

و يرحلون دون حتى أن تشعر بوجودهم , و دون أن يحظوا بفرصة لبدء علاقة ,

أما بالنسبة لعلي فالوضع أسوء , لأنها تعتقد أساسا أنه يكرهها , و لن تستوعب أبدا أنه يشعر بالغيرة عليها .







بعد مغادرة والدته بقي علي في مكتبه غارقا في تفكيره , فلا يبدو أنه سيدع أمر ما حصل يمر بسهولة

"طيب ملك , يعجبك اذا أن تكوني خادمة ؟

و تحاولين استفزازي بالتودد الى كل رجل يدخل الى هنا ؟

حسنا , سأجعلك تندمين و تطلبين بنفسك اعفاءك "

قال بينه و بين نفسه , مع بسمة ماكرة على طرف فمه .






بقيت صفية لبعض الوقت في غرفة مريم ثم استأذنت للمغادرة ,

لكن فضولها كان كبيرا , خاصة أنها تأكدت أن مريم , لا تعرف بأمر ملك على الاطلاق ,

لذلك قصدت الشخص الوحيد الذي يعطيها بعض الاجابات

" فاطمة ما الذي حدث في المكتب قبل قليل ؟

و مالذي يجري بين ابني و تلك الشابة بالضبط ؟ "



طبعا صفية مستغربة لأن علي أخبرها سابقا , أن بينه و بين ملك لا يوجد شيء ,

و أنها مجرد علاقة على ورق لأسباب خاصة , و أنها سترحل قريبا دون تعقيدات ,


و لكنها كانت واقفة بباب المكتب لوقت كاف , حتى تدرك أن الموضوع مختلف , و أن هناك أمورا أخرى عليها معرفتها .



ابتسمت فاطمة و أجابتها , و هما يقفان بالرواق المؤدي الى باب الخروج

" مجرد جدال بينهما سيدتي "



صمتت صفية قليلا , ثم سألت مجددا

" هل تلك الشابة تكلم ولدي دائما هكذا ؟ "



هزت فاطمة رأسها

" لا سيدتي , فقط حينما يزعجها "

و أضافت في سرها

" و هذا يحدث طوال الوقت تقريبا "

لكنها لم ترد الافصاح , حتى لا يكبر الموضوع .




" فاطمة أنت تعلمين أن علي لا يسمح لأحد بأن يكلمه هكذا , هو حتى لا يغضب بسهولة ,

فلم تلك الشابة لديها هذه الرخصة اذا ؟

كان يبدو على وشك الانهيار أثناء جدالهما "



صفية تعرف ولدها جيدا و هي محقة , فعلي الذي تعتقده ملك تنينا غاضبا , ينفث نارا طوال الوقت ,

هو انسان رصين و متزن , يسيطر على ردات فعله جيدا , و في أسوء المواقف يرد بعقلانية و حكمة ,

لكن فقط ملك من يفقده صوابه , و ما لا تعرفه أنه غضب منذ وصولها الى هنا , أكثر مما غضب في حياته كلها .



فكرت فاطمة بينها و بين نفسها مجددا , دون أن تعلق بشيء ,

و ساد صمت لبعض الوقت بين المرأتين , قبل أن تسأل صفية عما يشغل بالها منذ رأت ملك

" هل هناك شيء يحدث بينهما ؟

كان واضحا أن ابني يغار على تلك المرأة "





نظرت اليها فاطمة و قد فهمت قصدها , ترددت قليلا قبل أن تجيبها

" لا أدري سيدتي , السيد قال أنها زوجته يوم أحضرها الى هنا , لكن لا شيء يحدث فعليا بينهما , حتى أنها تنام في غرف الخدم ,

و لأكون صريحة معك , هي حتى لا تحاول شيئا لتكون معه ,

أنت تفهمين قصدي صح ؟ "




اندهشت صفية أكثر

" فعلا ؟ لم تبق هنا اذا ؟

و علي كيف يتصرف ؟ "

تقصد ان كان عدم الاهتمام متبادلا


و ردت فاطمة بعفوية بالغة

" لا شيء محدد سيدتي , كما رأيت كل جدالهما بهذا الشكل , يبدوان كطفلين في الحضانة يتجادلان على لعبة "




"...."

زادت حيرة صفية , على حد علمها هذه الشابة تبقى هنا شفقة من علي , الى أن تحل مشاكلها الغامضة ,


آخر شيء توقعته هو احتمال أن يكون ابنها , واقعا في هوى هذه المرأة و هي ترفضه ,

هل هذا معقول حتى ؟


كانت المرأة تريد اجابات , أصحاب العلاقة أنفسهم لا يملكونها .





ودعت صفية فاطمة , و غادرت في سيارتها التي كانت تنتظرها , و في عقلها ألف تحليل

" أنا لا أريد أن أتدخل في حياته , لا يهمني من تكون هذه المرأة ,
لم تبقى هنا و لا حتى ان كانت تحبه أو لا ,

كل ما يهمني هو أن تكون بينهما علاقة , سأكون سعيدة ان أقنعته بالانجاب منها ,

أنا صبرت طوال فترة زواجه من مريم , لكن لا يمكنني التزام الصمت أكثر ,

لا يمكنه أن يشيخ دون أطفال أو سند , حتى الابنة الوحيدة التي أنجبها مريضة و ضعيفة "



ما تريده صفية واضح , هي تريد أحفادا يحملون اسم العائلة ,
لا يهمها من تكون الوالدة , لأنها تثق في اختيار ولدها , يكفي أن تكون مناسبة ذلك يرضيها ,




رأيها تغير مع السنوات , في الماضي كانت شروطها كثيرة و مشددة لدرجة التعجيز , في المرأة التي تريدها زوجة لعلي ،


لكن تعلقه بمريم و ظروف زواجه منها , و عزوفه عن الاستقرار مع غيرها قادها الى اليأس ,


لذلك قررت أن تلتزم الصمت لوقت أكبر , فملك تبدو الآن كقارب نجاة , كجنية تمتلك الحل السحري لانشغالاتها ,


لا يهم ان بقيت معه أو رحلت لاحقا , المهم أن تنجب منه طفلا أو اثنين و تريح بالها ,


تأملت برجاء دون أن تعلم أن ملك , لا تسمح لعلي بالاقتراب منها أقل من مترين , فكيف ستنجب منه أطفالا .





من جهة أخرى , علي الذي لم ينس ما حدث بالمكتب , بقي منشغلا في التفكير في كيفية ,

تجعل ملك تطالب بنفسها اعفاءها من كونها خادمة , دون الحاجة الى تنفيذ الشرط الغبي , بأن تكون زوجته لليلة واحدة ,


فهو لا يريد أن يجبرها على أمر منحط كهذا , و لكنه في نفس الوقت , لا يريد أن يتراجع أمامها عن اتفاقهما ,

ان هو طلب منها التوقف عن العمل ستطالبه بالرحيل .




شيء واحد هو متأكد منه , أنها عنيدة جدا و تعشق تحديه ,

و أنها لن تتوقف عن العمل , الا اذا أصر على بقائها كخادمة , فهي دائما تفعل عكس ما يطلبه لاستفزازه ,

لذلك هو يحتاج الى صدمة أو أمر منفر ، يجعلها تكره كونها خادمة , و تتوسله ليلغي الاتفاق مع ضمانة ألا تغادر .










😘💞💞







......




ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-09-20, 10:21 PM   #263

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

ما رأيكم في الشخصيات التي اخترتها لابطالي على الصفحة الأولى للرواية 😉⁦☺️⁩

ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-09-20, 10:46 PM   #264

آلاء الليل

? العضوٌ??? » 472405
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 477
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » آلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

👏👏👏👏👏👏👏
فصل جميييل كالعادة متشوقة لأعرف خطة علي باش يكره ملك فعملها كخادمة و حاسة راح يتفاجى اكثر
😘😘😘😘😘😘😘


آلاء الليل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-09-20, 09:50 PM   #265

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي




البارت السابع و الخمسون بم تشعرين ؟






بعد ثلاثة أيام من التفكير المعمق , حزم علي أمره و قرر تنفيذ ما يدور في رأسه ,

رغم أنه لم يكن متأكدا من النتائج , الا أنه لم يجد بديلا من التجربة ,



في تلك الليلة اصطحبت فاطمة رنا الى المطبخ وقت العشاء , أجلستها الى الطاولة و بدأت في سكب الطعام


" السيد سيأكل في الخارج اليوم , رنا لا تريد الأكل وحدها , ستأكل معنا "

قالت مشيرة الى ملك , التي أضافت طبقا لها دون اعتراض .



و بعدما أنهت الطفلة أكلها , وضعتها فاطمة في فراشها بدل والدها .




لم يكن هناك أي شيء يدعو للريبة , فملك منذ قدومها الى هنا , لا فكرة لديها عن جدول علي اليومي ,

متى يأتي أو متى يغيب ؟ الأهم بالنسبة لها أنها لا تهتم , هي فقط تشعر بالراحة أثناء غيابه .



حينما آوت ملك الى فراشها تلك الليلة , رأت حلما غريبا جدا ,

كانت ترتدي فيه ثوبا أبيضا , و تقف على حافة جرف سحيق مقابل البحر , و فجأة ظهرت يد في الظلام و دفعتها الى الهاوية ,



صرخت ملك في منامها برعب , لكنها لم تسقط الى أسفل , و قد التقطتها يد كبيرة في منتصف المسافة ,



حاولت ملك التعلق بتلابيب المنقذ الذي لم تر وجهه , و الذي طوقها بذراعيه و ضمها الى صدره ,

فجأة بدأت ملامحه تتوضح أمامها , حينما رأت وجه والدها التي تشتاقها ,

و الذي رفع يده ليريها زوج حلق , مرصع بالزمرد كأنه يهديه لها , كانت الفردتان متشابهتان جدا , مع نتوء ظاهر في الفردة اليمين



ابتسمت ملك بسعادة بالغة و مدت يدها لتتلمسه , بمجرد أن لامسته أصابعها , حتى تحول الرجل في لمحة واحدة الى علي ,


الذي كان يقترب منها رويدا رويدا , و هو يبتسم لها كما لم تره يفعل يوما , و الحلق يتلألأ بين أصابعه ,


فجأة صارت أذنيها اللتين زينهما الحلق , تقطران دما لطخ فستانها الأبيض , و أغرق جانبها الأيمن كله ,

فيما علي يمسك بيديها , و يضحك بصوت عال بطريقة مخيفة .



صرخت ملك عاليا و استفاقت من منامها , الذي تحول من حلم جميل رأت فيه حبيب قلبها , الى كابوس مزعج احتله ألد أعدائها


جلست مكانها تستغفر بهلع , و قد كان قلبها يرتجف و ملابسها متعرقة


" يا الهي ما هذا المنام السيء "



مسحت ملك بيديها على شعرها , و نهضت بتململ لتغسل وجهها , و قد أرجأت الأمر لنفسيتها المضطربة , و اشتياقها لرؤية والديها بشدة ,


لكن ما لم تفهمه ما علاقة علي بما رأته ؟
خاصة أن الضحك بصوت عال , معروف أنه فأل سيء في المنام ,

و ما كل تلك الدماء التي تشعرها بالقشعريرة بمجرد تذكرها ؟



حاولت ملك العودة مجددا للنوم , لكنها لم تستطع اغماض جفنيها , و أمر واحد يراود عقلها المتوتر

" على ما يبدو لا يزال ينتظرها الكثير من العذاب على يد ذلك الرجل "




لم تستطع ملك النوم لذلك دخلت المطبخ باكرا , و حضرت كعكا بالشوكولا مما تحبه رنا ,


و فيما هي منهمكة بعد الافطار , فاجأتها فاطمة بطلب غريب

" ملك خذي هذا الطقم , أوصليه للسيد علي هو في انتظاره "


كانت فاطمة تحمل في يدها بدلة من ملابس علي , مغلفة بغطاء و تقف تحاول تعديلها برفق .




شعرت ملك بالاندهاش , فلأول مرة تطلب منها فاطمة , فعل شيء خارج المنزل و من أجل علي .



" أوصلها الى أين ؟ "

سألت ملك بتوجس و أجابت فاطمة مباشرة

" السيد قضى الليلة خارجا , و هو سيذهب من هناك مباشرة الى مكتبه ,

اتصل صباحا يقول أنه يحتاج ملابس نظيفة , و طلب أن توصليها أنت الى هناك "




زاد ارتياب ملك بما سمعته , بلعت ريقها و سألت مجددا

" هناك أين ؟ "



" في الفندق , ابراهيم السائق أوصل رنا , و هو في انتظارك خارجا ليقلك "

أجابت فاطمة ببساطة




لكن بسماع ملك لكلمة " فندق " ارتجفت كل أوصالها , و شعرت باحساس سيء يعتريها ,

هي أصبحت لديها حساسية لهذه الكلمة , فأول لقاء بينهما كان في فندق , كان كارثيا بكل المقاييس , و النتائج كانت وخيمة ,

و قد تركت لديها ذكريات سيئة لا تنسى , لذلك هي لا تريد التورط في أمر مجهول آخر .





" لم لا يأخذها عم ابراهيم أو احدى الخادمات , لم أنا ؟ "

استمرت ملك في الممانعة , فهي لا تريد الذهاب الى حيث يريد , لا تشعر بالراحة لفعل ذلك .




هزت فاطمة كتفيها و أجابت

" لا أدري ابنتي هو طلب مني أن أرسلك الى هناك , ربما لديه أمر آخر للنقاش لا أدري ,

هيا اذهبي تأخر الوقت , سيغضب ان فوت مواعيده "





أخذت ملك الأغراض من يد فاطمة بتأفف , و هي تتمتم بينها و بين نفسها متذمرة

" ما الذي يريد المجنون مناقشته معي في غرفة فندق ؟

ألا يستطيع هذا المتسلط الانتظار الى حين عودته الى هنا ؟

ثم لا مواضيع بيننا أساسا , أنا بالكاد أكلمه "



رغم اعتراضها ركبت ملك مع السائق , و ظل قلبها منقبضا طوال الطريق , تحاول تشتيت أفكارها السيئة دون جدوى



" اهدئي ملك , لا يجب أن تفكري هكذا , هو أكيد يقوم باستفزازك فقط ,

سأدخل ألقي البدلة في وجهه , و أخرج مباشرة هو لا يستطيع منعي ,

ثم نحن سنكون في فندق , اذا حاول أي شيء سأصرخ و أطلب الأمن ,

لن أسمح له بايذائي ليس مجددا "



أخذت ملك أنفاسا عميقة و أغلقت عينيها , في محاولة يائسة لتهدئة نفسها ,

لكن كل جهودها تبخرت , بمجرد أن أعلن السائق , أنه وصل الى الوجهة التي يقصدانها

" وصلنا سيدتي "



فتحت ملك عينيها و أخذت صدمة عمرها , بعدما وجدت نفسها في مدخل الفندق , الذي أقامت فيه يوم وصولها الى هنا ,

نفس الفندق الذي أهينت به و طردت منه سابقا , و الذي كان شاهدا على بداية معاناتها كلها .




شحب وجهها ارتجفت يداها , و تسمرت مكانها تحدق الى البوابة ,
لم يخرجها من شرودها الا صوت ابراهيم , و هو يفتح لها الباب و يطلب منها المغادرة


" تفضلي سيدتي , سأكون في انتظارك بعدما تنهين "

خاطبها الرجل بكل احترام , و وقف بصبر منتظرا نزولها




حدقت ملك الى وجهه قليلا , بلعت ريقها بعناء ثم نزلت بتأن , مترددة بين الدخول أو الركض في الاتجاه الآخر ,


لكنها تراجعت في آخر لحظة , لا تريد الدخول مع المجنون في جدال آخر , عن كونها لا تريد العمل كما ينص عليه العقد , سيخنقها ان تأخر عن عمله بسببها ,


ثم هي لا تريده أن يعتقد أنها تخاف منه , أو أنه يهز ثقتها في نفسها بما يحاول فعله , لأنه سينتهز بعدها أية فرصة لازعاجها ,


كان واضحا أن الأمر مقصود , و أن اختياره لهذا المكان له دلالة واحدة , و هو تذكيرها بما حصل مسبقا بينهما ,

يريد توتير أعصابها و اغضابها , و هي لن تمنحه هذا الشعور بالرضا .





تمالكت ملك نفسها سريعا , و جرت رجليها بتردد ناحية الباب , بمجرد دخولها الى ردهة الفندق اتجهت الى الاستقبال

" مرحبا "

" مرحبا "

" من فضلك أين غرفة السيد علي الشراد , لدي أغراض له ؟ "



ابتسمت الموظفة التي كانت تقف هناك و أجابت

" آه السيد في انتظارك , هو في الجناح 3030 , خذي المصعد المقابل مباشرة "



أغمضت ملك عينيها مجددا , و هي تقف مكانها بتوتر شديد ,

أخذت نفسا عميقا , و قد تعرفت لتوها على المكان المقصود ,
نفس الجناح الذي تصادمت معه فيه سابقا , و طردها منه تحت جناح الظلام



" أكيد هو يتعمد ما يفعله , هذا المتسلط يريد أن أستعيد الذكريات السيئة , لتلك الليلة بجري الى هنا ,

لكنني لن أمنحه الفرصة للاستمتاع بالأمر , سيسمع مني ما لا يرضيه عديم الرحمة هذا "


زاد حقد ملك باستيعاب ما يحاول فعله , و قد حفز فيها شخصيتها المتحدية .



" شكرا "

شكرت ملك الشابة باقتضاب , و توجهت ناحية المصعد كما أشارت لها ,

و كانت طوال الطريق صعودا , تردد أدعية في قلبها , في محاولة منها لتهدئة نفسها .



فتح باب المصعد سريعا , و خرجت ملك الى الرواق بخطى متثاقلة ,

و رغم محاولتها البائسة لتشتيت أفكارها , الا أن كل ما حدث سابقا , عاد و بقوة في مخيلتها , بمجرد أن لمحت الديكور و أبواب الغرف ,


لكنها عادت و هدأت من روعها , و اتجهت مباشرة الى الجناح الذي تحفظ مكانه جيدا ,

وقفت أمام الباب لدقيقتين , قبل أن ترفع يدها و تدق برفق .




بعد بضع لحظات فتح الباب , و المفاجأة كانت تقف خلفه امرأة جميلة جدا هيفاء القامة ,

ببشرة فاتحة شعر أسود طويل يصل الى خصرها , و عينين سوداوين واسعتين يحددهما الكحل بطريقة رائعة ,


كانت ترتدي فستانا أبيض مثير متوسط الطول , يبين كل تفاصيلها الأنثوية , مع كعب عال و حلي كثيرة في كل مكان تقريبا ,


تضع مكياجا كاملا , و كأنها ذاهبة الى سهرة , أما رائحة عطرها الفاخر , فهي تصل الى آخر الرواق ,

كانت المرأة تبدو كعارضة أزياء , تستعد للصعود على المنصة من أجل العرض .





شعرت ملك بالارتباك , و قد اعتقدت أنها أخطأت الجناح بسبب شرودها , و تراجعت خطوة الى الوراء , محاولة التأكد من رقم الطابق و الغرفة ,


لكن تلك المرأة قطعت عليها تأملها , و هي تعاينها من رأسها الى رجليها

" تبحثين عن علي ؟ أنت الخادمة صحيح ؟ "



بمجرد أن أنهت المرأة سؤالها , حدقت ملك الى وجهها مجددا بتشوش , و قد أصبح من المؤكد الآن أنها لم تخطئ المكان



" و لكن من تكون هذه السيدة ؟ "

سألت ملك نفسها بحيرة , لكنها لم تطل التأمل , و هزت رأسها مجيبة بنعم , دون أن تقول كلمة واحدة .



أشاحت المرأة وجهها بتأفف متجاهلة ملك تماما

" يا الهي خادمة و خرساء ؟ لا أعلم فعلا أين يجدكن علي ؟ "


كلمت نفسها غير مبالية بمشاعر ملك , و عادت بخطوات متأنية الى الداخل , لتقف أمام عربة الافطار , التي وضعت في وسط الغرفة .



من جهتها ملك هدأت نفسها , و دخلت بخطوات بطيئة خلفها , بعد أن أشارت اليها بذلك

" أدخلي علي يأخذ دشا , سيخرج بعد قليل "



ملك لا تجيب المرأة دائما , لكنها تتساءل بينها و بين نفسها

" اذا كان المجنون يأخذ دشا في جناحه , فمالذي تفعلينه أنت هنا ؟

هل هذه المرأة احدى عشيقاته , أو هي زوجة أخرى من زوجاته ؟ "



تساءلت محدقة الى المرأة أمامها , و هي تتناول كأس عصير من العربة بكل أريحية , و ترتشفه على مهل و هي تراقب طلاء أظافرها الأحمر ,



لكنها لم تبال بالوضع المشبوه هنا , فبالنسبة لها علي هو مجرد عربيد زير نساء ,


مادامت سولت له نفسه تزوير عقد زواج بينهما , و اجبارها على البقاء معه بابتزازها , فبامكانه أن ينحط الى أسوء المستويات .

هذا كان رأي ملك المجرد به دون زيادة أو نقصان .





قطعت المرأة شرودها بأن نادت بصوت عذب مليء بالاغراء

" علييي , الخادمة هنا مع ملابسك "



و عادت تتأمل ملك التي كانت تقف عند المدخل , تمسح المكان بنظرة تائهة , تشعر بالحرج و تضم البدلة الى صدرها .



بعد خمس دقائق فتح باب الحمام أخيرا , و خرج علي يرتدي ثوب استحمام أزرق , و ينشف شعره بمنشفة صغيرة ,

بمجرد أن لمحته المرأة , اتجهت ناحيته بخطى متسارعة , و هي تتمايل بكل غنج و دلال

" أوه علي عزيزي , لم تأخذ كل هذا الوقت للاستحمام , أنت فعلا بطيء ؟ "


و ناولته فنجان قهوته , الذي أخذه من يدها ارتشف منه , و وضعه على الطاولة بجانبه


لم يجب علي على كلامها , و اكتفى بابتسامة خفيفة

" هل أنت مغتاظة لأنني جعلتك تنتظرين ؟ "

سألها بهدوء تام , و هو منهمك بتجفيف شعره , ثم ألقى نظرة خاطفة على وجه ملك , التي تقف مكانها دون حراك .




عادت المرأة للتحدث بدلال كبير , و قطعت عليه تأمله بصوتها الحاد

" لا عزيزي أبدا على راحتك , حسنا ها قد جاءت خادمتك ,

علي أن أغادر لأنني تأخرت بالفعل "




دنت تلك المدللة منه مجددا , طبعت قبلة خفيفة على خده و أضافت

" شكرا مجددا على المساعدة , أنا لا أعرف ماذا أفعل من دونك "



بقي علي يقف مكانه لا يقول شيئا , و ملك تقف متجمدة تحتضن البدلة , كأنها تنشد منها الحماية من نظراته الحادة ,

تحاول استيعاب المشهد , بوجه تعلوه الحمرة حتى أذنيها , و ملامح الدهشة بادية عليها ,
و تجتهد لأن تبتعد بعينيها عن المشهد المحرج .



انتبهت المرأة لردة فعلها , ابتسمت و حملت حقيبة يدها , عدلت خصلات شعرها ثم توجهت ناحيتها


" يا للفتاة المسكينة , هل ترين لأول مرة امرأة جميلة تقبل رجلا وسيما ؟

لا أصدق أن هناك امرأة بحجمك , لا زال وجهها يتورد لرؤيتها ذلك "



و ضحكت بصوت مرتفع حاد النبرة , تحت أنظار ملك المستنكرة و غير المستوعبة لما تقصده .


لكن لا هي و لا علي قالا كلمة واحدة , كانت تلك المرأة هي الشخص الوحيد الذي يثرثر في الغرفة ,



سارت بعدها المرأة ناحية الباب , و قبل أن تفتحه أشارت الى علي

" حسنا عزيزي , ألتقي محاميك غدا في المحكمة , من أجل قضية الطلاق ,

شكرا لك مجددا , باااااي "

و أرسلت له قبلة طائرة في الهواء




" احمم , الى اللقاء هيا , و شكرا على الوقت اللطيف "

قال علي محدثا المرأة و مشيرا لها بيده , رغم أنها غادرت بالفعل .



لكن نظراته كانت باتجاه ملك , التي طأطأت رأسها و الصدمة بادية على وجهها , كانت تفرك يديها بتوتر و تفكر بالكثير


" هل يعقل أن تكون هذه زوجة لليلة واحدة , كما كان يفترض بي أن أكون ؟

و ستحصل على الطلاق غدا ؟

لكن ما هي الصفقة هذه المرة ؟


ثم كيف يمكن أن تكون معه هكذا بكل حميمية الآن و غدا ينفصلان ؟

أو أنهما تزوجا فقط من أجل هاته الليلة ؟


ما الذي يعتقده هؤلاء عن الزواج ؟ أليس أمرا مقدسا و أبديا ؟

ألا يجب أن يكون مبنيا على أسس كثيرة , غير اتباع الغرائز و الشهوات ؟ "



كانت عشرات الأسئلة و الأفكار تتلاعب بعقل ملك , التي كانت تحت أعين علي الحادة , يراقب ارتباكها باهتمام حتى نطق أخيرا


" ما بك أنت ؟

لم تقفين عندك أين البدلة ؟ أو تريدينني أن أصاب بزكام ؟ "



أنهى سؤاله الجو المريب , الذي ساد الغرفة منذ مغادرة المرأة ,


و رفعت ملك رأسها ناحيته , و كأنها أفاقت للتو من غيبوبة , الفتت يمينا و يسارا بارتباك , ثم تقدمت خطوتين و وضعت البدلة على أريكة أمامها ,


و دون حتى أن تحدق في وجهه أو تستأذنه , همت بعدها فورا بالمغادرة ,

فهي لا تريد البقاء أكثر بجانبه , تشعر بالغثيان من المكوث معه تحت سقف واحد .



لكن لم يبد على علي أنه سيتوقف قريبا

" أنت الى أين ؟ "



نظرت اليه ملك مدعية الهدوء , و أجابت بنبرة حاولت أن تكون واثقة

" البدلة عندك , سأعود الى المنزل "




ابتسم علي بسخرية , وضع يديه على صدره و رفع حاجبه

" فعلا ؟ و الملابس التي كنت أرتديها ,

هل أتبرع بها للفندق , أو أطلب منهم أن يجمعوها من أجلي ؟ "



وقفت ملك لبرهة و هي تراقب حال الغرفة , ثم تقدمت متفادية النظر الى وجهه ,
و بدأت تجمع الملابس المتناثرة , من على السرير و الأريكة و الأرض



" يبدو بأنها كانت ليلة صاخبة "

كان ذلك كل ما خطر على بالها , بينما عاد وجهها للاحتقان مجددا بالتفكير في الأمر .



كان علي يقف على مقربة منها يرتشف قهوته , مع بسمة خفيفة على فمه , كان يبدو مستمتعا و مراقبا بفضول ,



طبعا هي لا تعلم أن الفندق ملكه , عادة هو يترك أغراضه هنا دون مشاكل ,
و الموظفون يقومون بجمعها و ارسالها الى التنظيف , ثم يعيدون ترتيبها في خزانته ,


فالجناح اقامة شبه دائمة بالنسبة له , يمكث فيه بعد عقد الصفقات أو الاحتفاليات , حينما يتأخر الوقت للعودة الى البيت ,

لكن ما يفعله الآن هو لاستفزاز ملك لا أكثر .




" لماذا تبدين منزعجة ؟ "

سأل ببروده المعتاد , و لكن ملك تجاهلته تماما و كأنه لا يكلمها ,



فما كان منه الا أن وضع فنجانه جانبا و أضاف

" أو أن عملك كخادمة لم يعد يرضيك ؟

كنت تبدين سعيدة جدا به قبل يومين "



تحدث علي بنبرة ساخرة , لكن ملك لا ترد عليه بكلمة , و تكتفي بترتيب قطع الملابس , حتى تحملها معها كما طلب ,

هي حتى لا تنظر الى وجهه , و تستمر في تجاهله باصرار .




برؤية لامبالاتها صعد علي في لهجته , و تحدث بنبرته المتسلطة المعتادة , هي لن ترحل من هنا حتى يحقق مراده



" على العموم عليك التعود على الأمر , لأنك من سيقوم بهذه المهمة من الآن فصاعدا "

قال و هو يراقب بدقة ردة فعلها و تغير تعابيرها



توقفت ملك فجأة عما كانت تفعله و تصلبت حركاتها , انتصبت بانفعال تحدق الى وجهه , و قد كانت تنظر اليه بعينين محتارتين متسعتين


" لا يمكنك فعل ذلك "

ردت بصوت مستاء و مستنكر , آخر شيء تريده أن تتبعه من مكان لمكان لتشهد مجونه .



تنهد علي و قد نجح أخيرا في جعلها تتحدث اليه , هذه العنيدة لا ينفع معها الا التهديد و الضغط ,


ابتسم مجددا بسخرية و أضاف

" ماذا ألا يعجبك الأمر ؟ هذا كان اتفاقنا منذ البداية أو أنك نسيتي ؟


على العموم ها أنا ذا أذكرك , أنا وحدي من يقرر من يفعل ماذا ,

أنت مجرد خادمة لا يمكنك الاعتراض , و اذا لم يعجبك بامكانك طلب اعفائك "



كانت ملك متوترة تحدق الى وجهه باستنكار , و قد علقت غصة في حلقها ,

و أوشكت دمعتين على النزول من عينيها , الا أنها منعتهما لا تريده أن يستمتع برؤيتها تبكي ,
و هي تحاول تحليل الموقف أمامها بعدما قاله



( يا الهي لا أستطيع طلب اعفائي , ان أنا فعلت سأكون مكان تلك المرأة التي غادرت قبل قليل ,

لكن ان لم أفعل , سأضطر لمشاهدة كل غرامياته المقرفة مع عشيقاته في كل مرة )


فكرت و اعتراها فجأة شعور بالاشمئزاز و الغثيان , فهي لا تريد التعرض لهذا الاذلال في كل مرة .



استغل علي شرودها , و اقترب منها ببطء يراقبها باهتمام بالغ , لأول مرة في حياته يثير أحدهم فضوله الى هذه الدرجة


" أنت لم لا تردين ؟ أو ربما أنك تشعرين بالغيرة ؟ "

سأل و كأن هناك تأملا في الاجابة


( هل يعقل أنها تشعر بالانزعاج لأنها رأت هيا هنا ؟ )

سأل علي نفسه و قد شعر بالرضا بشكل غريب



لكن ملك قطبت جبينها باستنكار , و نظرت الى عينيه بتساؤل بينها و بين نفسها

" عن أية غيرة يتحدث ؟ "



شردت ملك مجددا و دون أن تلاحظ , كان علي الذي لا يضع عليه الا ثوب الاستحمام , الذي يصل الى فوق ركبتيه ,

مع شعره المنكوش و صدره شبه العاري , يقف أمامها مباشرة مكررا سؤاله , و مصرا على الحصول على الاجابة


" أنا فعلا فضولي , بم تشعرين الآن ؟

لا يعقل أنك لا تشعرين بشيء "




انتبهت ملك أخيرا الى الخطر المحدق بها , تركت ما بيدها و تراجعت الى الخلف تدريجيا ,

و علي يتقدم ناحيتها بنظرة متفحصة , حتى أصبحت ملتصقة بالحائط ,


أدركت ملك أنها أصبحت محاصرة , فما كان منها الا أن رفعت يديها أمام صدرها , في وضعية دفاعية و همست بصوت مرتجف


" لا تقترب مني , ممما الذي تريده ؟ "

كان خوفها واضحا جدا



لكن علي استمر في الابتسام , و رفع حاجبيه مدعيا الاستفهام

" امم ما الذي أريده ؟ "



ثم حدق الى تفاصيل وجهها بتمعن , و قال بنبرة منخفضة هامسة

" سألتك بم تشعرين ؟ و أريد سماع الاجابة "



كان علي يقف قبالتها , و أنفاسه الدافئة تلامس وجهها ,

و رغم أنها وضعت يديها على صدره لتمنعه من التقدم , الا أنه طوقها واضعا يديه على الحائط خلفها , حتى أصبحت حبيسة أحضانه ,



فجأة و كأن الأمر يحصل مرة أخرى , تماما كتلك الليلة التي طردها فيها من هنا ,
هي تقف دون حول و لا قوة و هو يحاصرها ,

باسترجاع تلك الذكريات المشؤومة , بدأت دقات قلبها في التسارع , و يداها اللتين تمسكانه في الارتجاف ,


كانت ملك بالكاد تستطيع أخذ أنفاسها , و كأنها على وشك الاصابة بنوبة هلع , و قد تحول لون وجهها المتورد الى شاحب ,



رغم أن علي الذي يقف مراقبا , أشفق عليها بعد أن رأى ردة فعلها المرتعبة , و أدرك الوضعية المزرية التي وصلت اليها , الا أنه لم يتراجع و أصر مجددا


" بم تشعرين همم ؟ "


خفض بعدها علي رأسه قليلا , و همس أمام أذنها برفق , و عينيه تمسحان كل تفصيلة من تفاصيل وجهها الصغير ,
دون أن يفوت فرصة استنشاق رائحة شعرها التي تعجبه لسبب ما .




كانت ملك ترتجف بين ذراعيه , كورقة توشك الرياح على اقتلاعها , تغمض عينيها المرتعبتين بشدة , خشية أن تخونها دموعها و تنزل رغما عنها ,

و تعض على شفتها السفلى لتمنعها من الارتجاف , تماما كما حصل قبل ثلاثة أشهر .




رغم كل هذا الا أن علي بقي مصرا , على الوقوف هناك متجاهلا أجراس الانذار في رأسه , و التي تحثه على الابتعاد ليدعها تغادر ,


و رغم أنه كان على وشك أن يفقد جلادته و رباطة جأشه , ليمد يده و يحتضنها كما تخبره رغبته المجنونة ,

الا أنه تمالك نفسه مذكرا اياها بهدفه الأساسي ,



بعد لحظات معذبة طويلة , رفع علي يده و عدل خصلة من شعرها الذهبي ,
التي كانت تلامس وجنتها , و وضعها خلف أذنها الصغيرة , متعمدا لمسها بأطراف أصابعه بخفة كبيرة ,


كانت حركته حميمية و رقيقة جدا , لكن ملك لم تلاحظها بسبب رعبها , معتقدة أنه سيقدم على التحرش بها حقيقة في أية لحظة ,




لكنه لم يفعل أكثر من ذلك , و أضاف بنفس النبرة الهامسة

" ماذا ؟ أنت طبيبة , لا أصدق أنك لم تري يوما رجلا عاريا ,

لم أنت مرتبكة هكذا اذا ؟ " .











💞💞😘😔




..........



ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-09-20, 11:49 PM   #266

اميرةm*

? العضوٌ??? » 412422
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » اميرةm* is on a distinguished road
افتراضي

😭😭😭😭😭😭بارت قصيييييير والقفلة دير الارق علاااااااه يا ملك 💔
سانتظر على احر من الجمر 🔥🔥🔥🔥


اميرةm* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-09-20, 11:51 PM   #267

اميرةm*

? العضوٌ??? » 412422
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » اميرةm* is on a distinguished road
افتراضي

علي مسكين اكيد لديه مرض الغباء الحاد والنذالة الزايدة... اكاد افقد الامل فيه 😁

اميرةm* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-09-20, 11:56 PM   #268

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اميرةm* مشاهدة المشاركة
علي مسكين اكيد لديه مرض الغباء الحاد والنذالة الزايدة... اكاد افقد الامل فيه 😁




لا هو لأنو ذكي جدا فمن أمامه يحتاج وقت اكبر للتفكير حتى يدرك ما يريده 😉🧐
يعني مشكل سرعات سيدي القاضي 🙄😅😅
شكرا على تعليقك بدأت اشك ان القصة فقدت التشويق المطلوب نظرا لقلة التفاعل 😔😔💞


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-09-20, 12:22 AM   #269

آلاء الليل

? العضوٌ??? » 472405
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 477
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » آلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

علي فعلا انساااان ........لا أجد له وصف مناسب ياااا أخي شادخلك خليها تعمل خادمة برك باش يتحداها و يبين قوته ينزل للدرك الأسفل ليس من حق أي رجل أن يرهب أي امرأة بهذا الشكل حتى لو ليس جديا
علي حسابه كل ما بيثقل و الصراحة مع هذه التصرفات اتشوق كيف لكاتبتنا المبدعة ان ترأب الصدع بينهما لانه علي بغبائه صعب الأمر كثيرا
الفصل اكثر من رائع لكنه قصيييير و القفلة حمااااس 😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍


آلاء الليل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-09-20, 12:36 AM   #270

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آلاء الليل مشاهدة المشاركة
علي فعلا انساااان ........لا أجد له وصف مناسب ياااا أخي شادخلك خليها تعمل خادمة برك باش يتحداها و يبين قوته ينزل للدرك الأسفل ليس من حق أي رجل أن يرهب أي امرأة بهذا الشكل حتى لو ليس جديا
علي حسابه كل ما بيثقل و الصراحة مع هذه التصرفات اتشوق كيف لكاتبتنا المبدعة ان ترأب الصدع بينهما لانه علي بغبائه صعب الأمر كثيرا
الفصل اكثر من رائع لكنه قصيييير و القفلة حمااااس 😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍





علي انسان مسيطر ماشي بعقلية اكون او لا اكون
و ملك انسانة عنيدة ماشية بعقلية معزاة و لو طارت
يعني قطارين متعاكسين يسيران بسرعة جنونية باتجاه بعضهما اكيد الاصطدام سيخلف الكثير من الضحايا 😉
المهم تابعي و ستعرفين ماذا سيحصل 💞💞


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:35 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.