آخر 10 مشاركات
الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          قصر لا أنساه - مارغريت مايلز- عبير الجديدة -(عدد ممتاز ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          79 - قسوة وغفران - شريف شوقى (الكاتـب : MooNy87 - )           »          1 - من أجلك - نبيل فاروق (الكاتـب : حنا - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          492 - حبيبها - كارول مارينيلي (عدد جديد) (الكاتـب : silvertulip21 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree678Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-08-20, 04:49 PM   #41

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي رد


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة KHALLOUDA مشاهدة المشاركة
Merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii bonne continuation 😍😍😍😍😍😍



Merciiiii 😘😘😘😘😘💞


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-08-20, 05:59 PM   #42

اميرةm*

? العضوٌ??? » 412422
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » اميرةm* is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملك علي مشاهدة المشاركة
يهنيك ربي حنونة ⁦❤️ التنزيل راح يكون يومي ان شاء الله البارتات الاولى قصيرة لذلك ستكون بارتين كل يوم بعدها راح يكون بارت يوميا 😉
ان شاء الله... كثري البارتات باش تبرد قلوبنا 😁❤️


اميرةm* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-08-20, 06:39 PM   #43

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي







البارت الرابع عشر المصائب لا تأتي فرادى






فيما كان الفندق و عماله , يرزح تحت وطأة البركان الذي انفجر فجأة ,
كانت ملك تغط في نوم عميق في فندقها , رغم أن الساعة تجاوزت منتصف النهار ,



لم يسبق أن فعلتها حتى بعد مناوباتها المنهكة , لكنها كانت على حافة الانهيار من شدة التعب و التوتر ,

و لم تستفق الا حينما استمر الهاتف في الرنين , للمرة الثالثة و أقلق راحتها




أخرجت ملك يدها من تحت الغطاء , تناولت الهاتف و دون أن تفتح عينيها ردت

" ألو "

قالت بصوت خافت




و رد الطرف الآخر بحماس

" ألو صباح الخير آنسة ملك "



بما أن ملك لم ترد قبلا , فقد اعتقدت أمينة أنها لن ترد عليها , و لكنها تفاجأت بها تفتح الخط في المرة الثالثة ,


بمجرد أن سمعها علي , حتى أشار لها بأن تفتح المكبر , و أن تتبع التعليمات التي يكتبها لها ,



لم تعرف ملك من معها على الهاتف

" صباح الخير , عفوا من معي ؟ "


" أنا أمينة مسؤولة العلاقات العامة من فندق فينوس "



بمجرد أن سمعت ملك اسم الفندق , حتى تذكرت كل ما حصل ليلة أمس ,
فتحت عينيها و جلست في مكانها بسرعة ,
و بدأت بالتفكير في الوضع و هي تشبك أصابعها في شعرها



" هل يعقل أن ذلك المجنون لا يزال يلاحق الأمر ؟
و قام بالاشتكاء عليها الى مسؤولي الفندق ؟

ربما كان عليها أن تشتكي عليه أولا و ألا ترحل بكل بساطة "


فكرت ملك بينها و بين نفسها دون أن تبدي شيئا , و كانت أمينة من بادر بالكلام




" في الحقيقة آنستي , اتصلت لأعتذر عن الفوضى التي حصلت بالأمس ,
أعلموني صباحا أنك غادرت باكرا , بعدما حصل خطأ في الحجز "




تنهدت ملك باطمئنان لأن الأمر لا يتعلق بذاك الرجل المستفز , و أجابتها بتهذيب كعادتها

" لا بأس سيدتي , لا داعي للاعتذار أنا فعلا بخير "



شعرت ملك ببعض الارتياح , مادام مسؤول من الفندق قد اتصل للاعتذار ,
أكيد أن الموضوع قد تمت تسويته ,
و أن ذلك الرجل قد أخذ جزاءه , و لن تتعرض لمضايقته مجددا




" لا آنستي أنا مصرة على التعويض , اسمحي لي أن أتصل لاحقا لأحدد موعدا على الغداء "

قالت أمينة قاطعة عليها تفكيرها , لكنها رفضت بلباقة




" لا داعي لأن تتعبي نفسك سيدتي , لم يكن الأمر خطأك ,
ثم أنا فعلا لا أفكر فيما حصل الآن "

لم ترد ملك أن تكون لها أية علاقة بذلك الفندق مجددا , فالأمر يثير سخطها و توترها .




لكن أمينة أصرت مجددا بايعاز من علي , حتى رضخت ملك لطلبها لتنهي الحاحها المحرج ,

و ما كان منها الا أن أعطتها عنوان الفندق حيث تقيم , كان يبعد خمسمائة متر فقط عن فندقهم .



بعد تبادل حديث عادي , و تكرار الاعتذار أقفلت أمينة الخط ,


كان علي بما فعله يريد جس نبضها و عدم ارباكها , حتى لا تتخلص سريعا مما أخذته .

ان شعرت أنه عرف الحقيقة , و أنها متهمة بالسرقة ستختفي دون أثر ,
لذلك قرر التصرف بترو و عقلانية حتى يستعيد ممتلكاته .



" لم تبتعد كثيرا "

علق علي ردا على مكان تواجدها , ثم توجه بالسؤال الى أمينة


" كيف بدت حينما ردت عليك ؟ "



فكرت المرأة لبرهة ثم أجابت بكل بساطة

" كانت تبدو نائمة "




"....."

حسنا ليست الاجابة التي توقعها , هو يعترف الآن أن هذه اللصة تصدمه في كل مرة بتصرفاتها .




" ضع مراقبة لصيقة عليها , خاصة هاتفها و فتش غرفتها بدقة ,

اعرف بمن تتصل الى أين تذهب و ما خططها ؟

أريد كل تفاصيلها اليومية ثانية بثانية "


قال علي موجها كلامه لكريم , و هما في طريق العودة الى الشركة ,
لم يعد هناك ما يفعلانه في الفندق , فالجهاز ليس هناك بالتأكيد .




فكر علي قليلا ثم أضاف

" أريد تقريرا دقيقا عن حياة هذه المخادعة , منذ ولدت الى هذا اليوم ,

أقسم أنها لن تفلت بما فعلته , سأجعلها تلعن اللحظة التي فكرت فيها اعتراض طريقي و الاحتيال علي "





بعد أن دخلا المكتب بساعة , و فيما علي غارق في التفكير في كيفية الخروج من هذا المأزق ,

رن هاتف كريم و بعد أن أجاب , تغيرت ملامح وجهه الى الاستياء



بالنظر اليه راود علي احساس سيء , لم يبدو بأن هذا اليوم لن ينتهي على خير ؟


و ما لبث كريم أن أكد هواجسه و مرر له الهاتف

" سيدي مسؤول الاعلام و الاعلان في الشركة يريد التحدث معك "




هذا الرجل مهندس اعلام آلي محنك , مكلف مع فريقه بادارة الاعلانات , و الصفحات الالكترونية الخاصة بالشركة و أعمالها ,


عمله أن يقوم يوميا بتمشيط المواقع بحثا عن أخبار تخص مجموعة
" العلي للسياحة و الفندقة "

السيئة منها قبل الجيدة , عادة يتولى الأمور بنفسه , لا يتصل بعلي الا في الأزمات الكبرى ,

و اتصاله الآن مؤشر سيء جدا , صحيح صدق من قال أن المصائب لا تأتي فرادى .




أخذ علي نفسا عميقا و مد يده و تناول الهاتف من كريم

" أنا أستمع "



" مساء الخير سيدي , هناك أمر خطير أود ابلاغك به "


" تكلم "

أعطاه علي الاذن بصوته الجهوري , و صمت الرجل لثانيتين قبل أن يسترسل


" ظهر اليوم مقطع فيديو في قناة على اليوتيوب , يحظى بنسبة مشاهدة عالية ,
أعتقد أنه يخص حضرتك ,

أنا بصدد التعامل مع المشكلة بالفعل , لكن أرتأيت أن تطلع على الأمر بنفسك "




طوال الوقت هناك اشاعات كثيرة تحوم حول علي , كونه رجل أعمال مشهور و شخصية عامة ,

بين زواج طلاق خسائر في الأعمال , جدل حول المشاريع و الثروة و الكثير غيرها .



لكنه لم يكن يرد على معظمها , لأنها دون مصداقية و دون أدلة , لذلك كان يكتفي بتجاهلها , و هي ما تلبث أن تختفي سريعا و تلقائيا ,


لكن ما تحدث عنه المهندس للتو أمر مغاير تماما , ورطة حية بالصوت و الصورة ,




أغلق علي الخط سريعا , و فتح هاتفه على القناة التي ذكرها الرجل قبل قليل و صدم لما رآه


كان فيديو من خمس دقائق , يصور ما حصل ليلة أمس , من لحظة خروج ملك مطرودة من غرفته ,


ثم تم تقطيعه الى غاية خروجه بعدها من الغرفة , و نظرة الاحتقار على وجهه , فيما ملك تجلس في الرواق بيأس ,

وصولا الى لقطة رجلي الأمن , و هما يحاولان اخراجها من المكان , و جدالها معهم بشراسة .





تمت منتجة الشريط بطريقة احترافية , ليظهر علي كوحش شديد القسوة , يطرد امرأة ضعيفة من غرفته بعدما استغلها , و تركها لعماله حتى يقوموا بطردها



كانت الوجوه مموهة و لم يتعرف أحد على ملك , لكن الكثيرين تعرفوا على علي ,
كيف لا و هو شخصية عامة معروفة , حتى أنهم أشاروا اليه بأحرف اسمه الأولى .



لكن كل ما في التسجيل شيء , و عنوان الفيديو مصيبة لحالها

" فضيحة رجل أعمال مع بائعة هوى في فندقه "

كلمات قاتلة بالنسبة لرجل في مثل مكانته .



شعر علي بأن كل حواسه شلت , أغرق عرق بارد جبينه و ظهره , و ارتجفت يداه مع كل تعليق قرأه تحت الفيديو


" وحش يتخفى خلف قناع البر و الاحسان "

" بسبب أمثال هذا الحيوان انحط المجتمع و فسدت الأخلاق "

" يعتقد أن بامكانه معاملة الآخرين كالحيوانات مادام لديه بعض المال "

" حسبنا الله و نعم الوكيل على هذا ال..."



وابل من الشتائم و غضب عارم من المعلقين , أجمعوا كلهم على ادانته و التعاطف مع ملك .




أغلق علي الصفحة و عاود الاتصال بالمهندس

" اتصل بالمحامي و أعلمه بالموضوع ,
لديك الضوء الأخضر , افعل كل ما يلزم ليختفي الفيديو "

قال بصوت بارد لكن نبرة الغضب كانت واضحة جدا



" حاضر سيدي "

أجاب الرجل باحترافية و أغلق الخط .



طبعا الأمر هين فيما يتعلق بصفحة اليوتيوب , لأنهم بمجرد أن يصلهم اخطار من المحامي برفع قضية على قناتهم , فانهم سيوقفون بثه مباشرة ,


فمن ذا الذي يجرؤ على الوقوف , أمام رجل مثل علي في المحاكم في قضية تشهير ؟



المشكلة كانت في باقي الصفحات , و الأفراد الذين حملوا الفيديو و بدأوا ببثه ,

كان لزاما على الفريق تقفي أثرهم واحدا واحدا , و الزامهم بالتوقف عن نشره ,

و ان لزم الأمر قرصنته , فعلي طلب محوه بأية طريقة و الأمر واضح .






بعد انتهائه من المكالمة , فتح علي صفحة البورصة ,

و كما توقع بدأت خسائر أسهمه , على وطأة الأخبار المنتشرة , و هي مستمرة و بوتيرة سريعة , بما أنه لا يزال هناك وقت على الاغلاق ,


لا يمكن ألا يؤثر خبر كهذا على أعماله , هذه ضريبة الشهرة و الثراء .




زاد غضب علي حتى بانت عروق رقبته , ألقى الهاتف بغيظ ناحية الحائط مقابله و الذي تفكك الى أجزاء

ضم يديه الى جانبي كرسيه بكل قوة , حتى كادت تتحطم مفاصله ,


محاولا ألا يفقد أعصابه في المكتب و أمام عماله , لكنه لم يلبث أن مد يده , و ألقى ما على المكتب الى الأرض




" جيد جيد جدا , منحرفة نكرة لا تساوي فلسا ,
تتلاعب بي و تسرق أغراضي , و تتسبب في فضيحة بهذا الحجم ,

تجعل العالم كله يلعنني , و أخسر بسببها كما لم يحدث في حياتي "

قال مكلما نفسه بغضب , و هو يكز على أسنانه و يمسح على جبينه , مع ابتسامة استياء على جانب فمه



كان علي ساخطا و قلبه يملؤه الحقد , لو كان تعرض لسطو مسلح مباشر , ما كان ليغضب الى هذه الدرجة ,

لكن ما يحز في نفسه , أنها احتالت عليه و تسببت في اهانته و اذلاله ,



ففكرة أن يخدعه أحدهم , و يستولي على ما يخصه و يشهر به , أمر يجرح غروره و كبرياءه , و يهز ثقته في نفسه ,

علي الذي كان طوال عمره , يعتز بذكائه و هيبته التي لا يهزها شيء ,
تأتي امرأة عديمة الأخلاق بائعة هوى , لتضرب بكل هذا عرض الحائط ,


لا يمكنه الا أن يحقد عليها و يخطط للانتقام منها , حتى لو استعاد ما أخذته ستدفع الثمن غاليا ,
يريدها عبرة لمن تسول له نفسه اعتراض طريقه ,



هو الآن فعلا يريد أن يضحك بصوت عال على نفسه ,

كيف كان غبيا ليتركها تفلت من بين يديه بتلك البساطة , و تغادر تلك المحتالة تحت أنظاره هكذا ؟
حتى أنها سلمها الأغراض بيده



" أدع الله ألا تقعي في يدي , لأنني لن أرحمك أيتها الساقطة "

قال محدثا نفسه ثم خاطب كريم




" شدد المراقبة عليها بقدر ما تستطيع , و ضع مراقبة على حراس الأمن و عامل الاستقبال "


الفيديو الذي شاهده علي , كان مقتطعا من كاميرات المراقبة الخاصة بالفندق ,
لم يكن تسجيلا عشوائيا على هاتف أو كاميرا ,


لا يعقل الا أن يكون قد سرب من طرف العاملين فيه , لأن لا أحد يمكنه الولوج الى التسجيلات عداهم ,


اضافة الى أنه أدرك أن هذه المرأة محترفة , و أكيد هناك من يقف خلفها ,
و الا ما خططت للأمر بهذه الدقة , و هو الآن يريد العصابة كلها .



" حاضر سيدي " .




.
.
.
.
.
.
.
.
.
.





البارت الخامس عشر لم يكن خطأ أنا رتبت الأمر






في الفندق كانت ملك قد استفاقت تماما , بعدما أنهت المكالمة مع أمينة ,
و بدأت تشعر بالجوع فقد فوتت الافطار , و على وشك تفويت الغداء .


مدت يديها و مددت جسمها و قد شعرت أنها استعادت حيويتها , بعد ليلة الرعب التي عاشتها ,

و أول شيء فعلته كان أن اتصلت بوالديها , قبل أن تغادر الفراش لطمأنتهما


" صباح الخير ماما "

" صباح الخير حبيبتي , كيف حالك ؟ "


" بخير اشتاق لكما كثيرا "


" كيف سار الأمر البارحة , هل وفقت في تقديم عرضك ؟ "

كانت ملك قد تفادت الاتصال بوالدتها , البارحة مساءا لأن الوقت كان متأخرا , و لم تواتها الفرصة الا الآن



" أجل حبيبتي كل شيء سار على ما يرام , لا تقلقي "


طبعا ملك لن تخبر والدتها شيئا مما حصل , و الا ستنتابها نوبة ذعر و ستكون معها خلال ساعات ,
ما دام لم يحصل مشكل كبير و هي بخير فلا داعي لذكر الأمر .




استمرت المكالمة لدقائق , و أغلقت ملك بعد أخذها وابلا من التعليمات , للاعتناء بنفسها و الاستمتاع بوقتها و عدم تفويت الوجبات .



قامت بعدها ملك و أخذت دشا ساخنا , ثم غيرت ملابسها استعدادا للمغادرة ,

كعادتها لم تتكلف في لباسها , مجرد قميص أسود بكمين , مع سروال جينز بنفس اللون و حذاء رياضي أبيض ,

ثم أضافت سترة جلدية خفيفة , تحسبا لبعض البرد في الخارج .



بعد تناول غدائها خرجت ملك للتجول , كانت قد وضعت قبل وصولها برنامجا عبر الانترنت ,
لزيارة الأماكن السياحية الأكثر شهرة , و وزعته على عدد الأيام التي تبقاها هنا ,


أرادت رؤية غروب الشمس من مصاعد برج خليفة ,
و الاستمتاع بمنظر النافورة الراقصة التي ذاع صيتها عالميا ,


أرادت الاسترخاء في حديقة الزهور ليوم كامل , أخذ أنفاس نقية و التقاط الصور للذكرى .



دون أن تنسى برمجة زيارة لأكواريوم دبي , و الاستمتاع بمنظر الكائنات البحرية هناك .





الآن فقط أدركت أن عدد أيام بقائها هنا قد لا يكون كافيا , و ربما هي بحاجة للعودة مجددا في مناسبة أخرى ,

لكنها قررت أنها في المرة القادمة , ستقوم باصطحاب والدتها لقضاء عطلة , لعلمها بولعها بهذه الأمور الممتعة .

.
.



في الطرف الآخر كان الفيديو قد اختفى دون أثر , بعد ستة ساعات من العمل الجاد من طرف الفريق ,
كما أن خسائر البورصة استقرت مباشرة بعد اغلاقها ,



لكن الشيء الوحيد الذي لم يهدأ هو حنق علي , و غضبه الذي تسبب له في أرق شديد .

.
.
.



بعد يومين كانت ملك قد استرخت كلية , و نسيت ما واجهته في أول يوم ,

كانت تستيقظ باكرا لتبدأ جولتها , تتنقل من مكان الى آخر , تلتقط الصور و تستمتع بالتسوق ,


حيث حرصت على ابتياع الكثير من الهدايا , لنفسها و لعائلتها و أصدقائها , لدرجة أنها اضطرت لاقتناء حقيبة أخرى .





في هذه الأثناء كان علي يعيش على أعصابه , لا يغادر مكتبه و يعمل طوال الوقت , على محاولة استرجاع المعلومات التي فقدها .


كان يجري اتصالات مكثفة مع مديري البنوك التي يتعامل معها , من أجل اعلامهم بالاستيلاء على معلوماته الخاصة ,

حيث كان يقدم طلبات لتغيير كلمات المرور و الأرقام السرية ,



كان الأمر هينا فيما يخص البنوك المحلية , لكن نظيرتها الأجنبية اقترحت تجميد التعامل بالأرصدة , مادام هناك شبهة استيلاء , الى أن يقدم علي طلبا شخصيا و يحضر بنفسه ,



بما أن الأمر يتعلق بملايين الدولارات , لن تتغير الأمور بمجرد اتصال هاتفي , حتى مع حضوره قد تستغرق الاجراءات وقتا مطولا ,


لم يجد علي بدا من قبول الأمر , رغم أن وقف الصرف من أرصدته , و مناقشة كل معاملة مهما كانت بسيطة معه شخصيا , سيؤثر على تمويل مشاريعه في الخارج ,

لكنه لم يجد مفرا من ذلك , في انتظار تنقله بنفسه الى هناك ,



رغم تعقد الوضع الا أنه يبقى أفضل الحلول المتاحة , فهو لا يريد المغادرة الآن , و ترك المشكلة معلقة دون حل , خاصة أن أمينة أخبرته أن ملك سترحل بعد أيام .


هو يعلم ان ركبت هذه المحتالة الطائرة و عادت الى بلدها , فعليه أن ينسى تماما مسالة استعادة حاسوبه .





فيما هو غارق في التفكير , يحاول التخلص من الصداع الذي لازمه لأيام ,
دخل عليه كريم و قد بدا مصدوما , و تكلم دون أية مقدمات


" سيدي خسرنا المناقصتين اللتين دخلناهما منذ شهرين "


كانت احدى المناقصتين لبناء برج سكني مع مول وسط المدينة ,
و الأخرى لقرية سياحية على شاطئ البحر في امارة عجمان .



نزل الخبر كالصاعقة على علي , فقد كان واثقا من تحصله عليهما ,
لأن الاستطلاعات كانت تقول أن عرضه كان الأفضل , لكن خاب ظنه و حساباته ,


كانت هذه ضربة موجعة أخرى , بعد خسائر البورصة قبل أيام ,

كان علي كمن يخرج من ورطة ليقع في مصيبة , حتى أنه فقد القدرة على النقاش ,



تنهد بعمق حنى رأسه الى الخلف , أغمض عينيه المحتقنتين و مرر يده على شعره بتوتر

" لمن ذهبت الصفقات ؟ "


" الأولى لشركة سباركل الايطالية , و الأخرى لشركة الزعفري للبناء و التعمير "
أجابه كريم و عبس علي

هذا كان أكبر منافس له في مجاله , لطالما تنافسا بضراوة للظفر بالمشاريع .




غمغم علي بينه و بين نفسه لكن كريم فهم قصده , لا يعقل أن تكون مجرد مصادفة بحتة ,
أكيد لها علاقة بما حصل قبل أيام , بادراك الأمر بدأ الخوف يدب في قلب علي



" هل هذا معناه أنهم تمكنوا من الدخول , و فك شفرات مختلف الملفات في الداخل ؟

هل يعقل أن هؤلاء هم من استخدموا تلك المرأة ؟

أم أنها تعاملت مع آخرين غيرهم ؟

هل هذا معناه أنه سيخسر كل صفقة يدخلها مستقبلا ؟ "



لم يعرف علي فيم عليه أن يفكر , فقد انهكت قواه و استنزفت أفكاره



" ما أخبار المراقبة ؟ "

سأل مجددا بصوت خافت



" آسف سيدي فتشنا غرفتها ثلاث مرات دون جدوى , لا تتصل بأحد عدا أهلها و بعض معارفها من بلادها ,

لا تتواصل مع أحد هنا , و لم تلتق أحدا منذ أيام ,

قصدت بعض الأماكن السياحية و العامة , لا أماكن مشبوهة لحد الساعة ,
يعني تستمتع بوقتها كأي سائح عادي , حتى أنها لا تغادر غرفتها بعد العاشرة مساءا "




" و اتصالات الانترنت ؟ "


رد كريم بصوت خائب

" لا يمكننا الاطلاع عليها , هي تستخدم هاتفها طوال الوقت ,
لكن لا نعرف ان كانت على اتصال بأي شخص أو لا "




استمر علي بالسؤال

" و التقرير الذي طلبته ؟ "


" استغرق الأمر مني بعض الوقت , حتى أجد شخصا موثوقا للقيام به , كما تعلم لا حلفاء لدينا هناك ,

لا يمكنني أن أطلب من أي كان , التحقيق في خلفية المرأة و الا اتهمنا بالتجسس ,


الأجهزة الأمنية هناك لا يستهان بها , و على أعلى مستوى من اليقظة , لكنه سيكون جاهزا خلال أيام "




نظر علي الى كريم بحيرة و سأله

" أتعتقد أنها لا تزال تحتفظ به بعد كل هذه التسريبات و الفضائح ؟

أنا متأكد أنها سلمته و انتهى "



فكر كريم قليلا قبل أن يجيبه

" ربما سيدي و لكن قد لا تكون فعلت بعد ,

أو على الأقل تخبرنا لمن سلمته و نحن نتصرف "




كانت الأخبار التي قالها كريم , بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس , بعد التفكير في الأمر أصدر علي آخر أوامره


" أخبر أمينة أن تحدد معها موعدا على الغداء غدا , في أحد مطاعمنا و استدع مارك "




لمعت عينا كريم بتوتر , فهو يعرف أن استدعاء علي لمارك , كاستخدامه لقنبلة نووية لحل المشكلة ,


و أنه وصل حد اليأس لايجاد حل على طريقته , لكنه لم يسعه الا تنفيذ الأوامر



" حاضر سيدي " .

.
.
.



في مطعم فاخر متخصص في المأكولات البحرية وسط المدينة , مجهز بغرف خاصة من أجل الزبائن المميزين و المهمين ,


عند منتصف النهار وصل علي يرافقه كريم و مارك ,


كانوا قد اجتمعوا لساعتين قبل القدوم الى هنا , حيث قدم علي شرحا مفصلا لكل تفاصيل أزمته لمارك .



هذا الأخير هو مستشار أزمات ملم بكل التخصصات , يلجأ اليه المشاهير و الساسة , للحصول على حلول للخروج من أزماتهم و فضائحهم ,


مهما كانت نوعيتها سياسية مالية أو أخلاقية , هو دائما لديه الحلول المشروعة و غير المشروعة ,

المهم أن ينقذ زبونه من الورطة التي وقع فيها , مقابل الحصول على مبالغ خيالية .



لم يتوقع علي يوما أن يحتاج رجلا مثله , ليحل مشاكله و لكن للضرورة أحكاما .





بعد جلوسهم مباشرة دخلت ملك المطعم , كانت قد اتفقت مع أمينة على الالتقاء هنا ,

دنت من النادل و سألت عن الغرفة رقم عشرة , و اقتادها هذا الأخير الى أمام الباب قبل أن ينصرف ,



دقت بعدها ملك برفق ثم دخلت الغرفة , توقعت أن تجد السيدة في الداخل , لكنها فوجئت بوجود ثلاثة رجال ,

اثنان يجلسان الى الطاولة , و الآخر يقف قرب الباب ,



شعرت ملك بالاحراج و سارعت للاعتذار

" آسفة لقد أخطأت المكان "



قالت بارتباك دون أن تحدق في وجوه الحاضرين , ثم همت بالعودة تريد معاودة الاتصال لتصحيح مكان اللقاء .


لكن قبل أن تخطو خطوة واحدة , سبقها كريم و أغلق الباب من الداخل , ثم وقف خلفه مانعا اياها من المغادرة ,


كان كريم يسد الباب بجسمه الضخم , و يضع ذراعيه أمام صدره بطريقة متحدية ,
ناهيك عن نظرته الباردة , التي تجمد دماء من يقف أمامها .




جفلت ملك من هذه الحركة المفاجئة , و دب الخوف في قلبها ,

فهذا الرجل يبدو و كأنه يجهز نفسه لجولة مصارعة , مع عضلاته المفتولة التي تكاد تمزق البدلة التي يرتديها ,

و قامته التي تقارب المائة و التسعين , كما أن ملامحه المتجهمة لا تحسن في الوضع شيئا .




لم تفهم ملك لم يبدو بأن هذا الرجل يحاول احتجازها هنا


" عفوا أريد المغادرة "

ابتلعت ريقها و قالت بصوت هادئ , طالبة منه بكل أدب أن يدعها تمر ,


كانت يداها ترتجفان , و هي تضم حقيبتها الى جانبها محاولة تخفيف توترها .






لكن كريم كان يقف كالصنم دون حراك , و كأنه لم يسمع ما قالت , هو حتى لا يرمش لتعرف ان كان حيا أو لا

"...."



بعدها انطلق صوت من ورائها , قاطعا وصلة تأملها مع كريم

" اليوم لم يكن خطأ أنا رتبت الأمر " .









في رأيكم كيف سيكون الصدام الثاني بينهما ؟


💞💞💞





.........







ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-08-20, 07:13 PM   #44

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

متشوقة كثيرا لردة فعل ملك

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-20, 08:52 PM   #45

اميرةm*

? العضوٌ??? » 412422
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » اميرةm* is on a distinguished road
افتراضي

عندك روايات مكتملة اخرى... اغرمت باسلوبك في الكتابة؟

اميرةm* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-20, 09:34 PM   #46

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي




البارت السادس عشر لم آخذ شيئا لأعيده








" اليوم لم يكن خطأ أنا رتبت الأمر "

كان الصوت باردا و حادا , يرسل قشعريرة في جسد كل من ينصت اليه .

بسماع هذا الصوت , خفق قلب ملك بقوة و شحب وجهها ,

كيف لا و هو الصوت الذي هددها تلك الليلة , ببروده و تسلطه و جبروته ,

صوت لا يمكنها أن تنسى رنته و لو بعد ألف سنة .



بلعت ملك ريقها و استدارت بحذر , تريد التأكد من ظنونها ,

ألقت نظرة متفحصة على الرجلين خلف الطاولة , و دون أدنى شك كان ذلك الرجل المجنون يجلس هناك .



صحيح أنها لم تكن ترتدي عدساتها , تلك الليلة و نظرتها كانت مشوشة ,

و صحيح أن هيأته متغيرة عما كانت عليه , يبدو أكثر رسمية و هيبة في بدلته من سرواله القصير ,


لكنها لا يمكن أن تنسى هاتين العينين السوداوين , اللتين تطاردانها في كوابيسها منذ ليال , و كأنهما تحملان الموت لها .




فيم هي تقف هناك متجمدة دون حراك , محاولة استيعاب الموقف نطق مارك

" اجلسي لو سمحت , هناك أمر يريد السيد مناقشته معك "

و أشار الى الكرسي مقابل علي .



نظرت ملك الى وجهه نظرة خاطفة , ثم أعادت التركيز في وجه علي , و قد راودها احساس أنه ملك هذه الجلسة


بلعت ريقها مجددا و أجابت , بصوت واثق قدر الامكان دون أن تبرح مكانها

" ليس هناك أمور عالقة بيننا لنناقشها , أنا أريد الرحيل فورا "



لم تفهم ملك عما يريد هؤلاء التحدث معها , هي حتى لا تعرف من يكونون , لا يعقل أنه لا يزال يحقد عليها بسبب تلك الليلة ,


و رغم أنها حاولت أن تبدو قوية , الا أنها كانت ترتجف من الداخل , و لم تستطع القيام بأية حركة .



تكلم مارك مجددا بنبرة هادئة , فيم علي مستمر في التزامه الصمت ,
و نظرة الاشمئزاز و الاحتقار المعتادة لا تفارق وجهه , متسببة لملك في انقلاب معدتها ,


كان يحدق الى عينيها بكل تسلط , و كأنه على وشك الانقضاض عليها و خنقها


" فعلا آنستي لا شيء ؟ و الفيديو ؟ "



شعرت ملك بالحيرة أكثر , و نظرت ناحية مارك باستغراب

" أي فيديو ؟ "


لم تعرف ملك عن أي فيديو يتحدث , فولوجها للانترنت محدود بالصفحات الطبية , و النشاطات الاجتماعية التي تهتم بها ,

لا علاقة لها بسياسة أو رياضة أو اقتصاد , آخر همها هو البحث عن النميمة في الصفحات الصفراء ,


بالنسبة لها هو مضيعة للوقت , فما الذي ستستفيده من مشاهدة فضيحة شخص لا تعرفه أساسا ؟




بسماع جوابها علت ابتسامة سخرية وجه علي , دون أن تختفي تلك النظرة القاتلة من عينيه ,

لاحظتها ملك لكنها لم تعلق , و استمرت بالتحديق فيما يفعله ,


فجأة أخرج دفتر صكوكه من جيبه , و ألقى به على الطاولة أمامها , و الذي فتح على مصراعيه

" أكتبي المبلغ الذي تريدينه "



كان صكا أبيضا دون أرقام , كان علي مستعدا للتنازل عن أي مبلغ لاستعادة حاسوبه ,
فلا يبدو بأن النقاش المتحضر مع هاته المنحرفة يؤتي أكله .



أما ملك فقد زادت حيرتها , قطبت جبينها و سألت

" مقابل ماذا ؟ "



تكلم مارك مجددا

" مقابل اعادة ما أخذته من غرفة السيد ,

و سنعتبر الأمر مجرد سوء فهم , و نعدك ألا نتصل بالشرطة "




كان مارك متحدثا لبقا يجيد اختيار ألفاظه , و تجنب استفزاز من يقوم بمحاورته , هذا جزء من موهبته في حل المشاكل ,

و كان قد استنتج سابقا مما رواه علي , أن هذه المرأة طماعة , و الا لم تكن لتقدم على تلك المخاطرة للسرقة ,

و بالتالي نصح علي بأن يعرض عليها , مبلغا مغر من المال لتعيد ما أخذته دون مشاكل .




انزعجت ملك بشدة , و قد أدركت أنهم يتكلمون عن أمر لا تعرف عنه شيئا ,

و لكن بدا واضحا أنهم يحاولون الصاق تهمة سرقة بها , هي ليست غبية الى هذه الدرجة .



لذلك قررت ضبط النفس و التعقل , ان أرادت الخروج من هنا سالمة ,
لأنها ليست ندا لثلاثة رجال أحدهم كحائط بشري , فكانت نبرتها هادئة و واثقة

" آسفة سيدي , أنا لم آخذ منك شيئا لأعيده "



عقد علي حاجبيه فقد كان يعتقد , أن لعابها سيسيل و عينيها ستجحظان لرؤية الشيك , لكنه لا يفهم ردة الفعل هذه ,

أو أنها تريد المساومة علها تحصل على أمور أخرى ؟


لذلك أجاب هو هذه المرة و قد نفذ صبره

" فعلا ؟

لم دخلتي الى غرفتي اذا تلك الليلة , ان لم يكن من أجل السرقة ؟ "

قالها متهما اياها صراحة



مما أغضب ملك و قررت أن تتخلى عن هدوئها أمام استفزازه , و علا صوتها أخيرا

" احترم نفسك أيها السيد أنا فعلا لا أعرفك ,

و لا أعرف لم تهينني في كل مرة تراني ,

سبق و أن أخبرتك أن الأمر كان خطأ من الفندق , اذا أردت التحقيق فما عليك الا أن تتصل بهم "



طبعا هي لا تعرف أنه فندقه , و أنه حقق في الأمر بالفعل , و أن كل ما توصل اليه يدينها وحدها ,

و أن اعتذار أمينة المزيف , ما هو الا شرك لجر رجلها .



زادت ابتسامة السخرية على ثغر علي , و هو يراها تجادله بكل اصرار , و قال بطريقته المستفزة

" لا تعرفينني ؟

لم اذا كنت تستلقين في سريري تلك الليلة ؟ "



كان الكلام يحمل شبهة سيئة مقصودة , و اهانة لا يمكن تجاهلها



" أنت راقب ما تقوله ألا تخجل ؟ "

علا صوت ملك التي أصبحت غاضبة أكثر , حيث لم تعد تتحمل وقاحته و قلة أدبه ,



لكن علي لم يتراجع , بل كان رده أكثر إهانة و تجريحا

" آه نسيت أن مثيلاتك يستلقين في فراش أي رجل , لا يهم من يكون ما دام يدفع بسخاء "


قالها و هو يتفحصها من رأسها الى قدميها بنظرة ازدراء مقززة .



صدمت ملك من جرأة و وقاحة كلماته ,

لم تفهم لم يتحدث هذا الرجل عنها و كأنه يعرفها منذ سنوات ؟


احمر وجهها خجلا و انعقد لسانها , هي لم تعد تتحمل اتهاماته , و لا يبدو بأن الحوار معه يؤتي ثماره ,


لذلك خطت خطوتين الى الأمام , اختطفت كأس الماء من فوق الطاولة , و في لحظة خاطفة ألقت به كله على وجهه و ملابسه ,


ثم رمته جانبا ليقع على الأرض محدثا صوتا مدويا , تحت نظرات الدهشة من مارك و كريم من جرأتها ,

صرخت بعدها في وجهه بحدة , و هي ترفع أصبعها مهددة


" اسمع يا هذا أنا لا أعرفك , و لا أريد أن أعرف من تكون ,

في المرة الماضية تغاضيت عن الأمر , لأنني اعتبرته مجرد سوء فهم ,

لكن اذا تكرر ما حصل الآن , فأنا أعدك أنني سأقدم ضدك شكوى للشرطة , بالترصد و التحرش و أطلب الحماية من السفارة

هذا انذارك الأخير , فلا تتعد حدودك معي مجددا "



أنهت ملك تهديدها و هي تحاول التقاط أنفاسها , و قد نفست غضبها الذي تكبته منذ دخولها الى هنا ,

لا بل منذ لقائها أول مرة , مع هذا المتعجرف عديم الحياء .




أما علي فلم يحرك ساكنا , لم يمد حتى يده لمسح الماء , الذي أغرق وجهه و قميصه ,


و لكن وجهه كان أسودا و نظرته قاتلة , ناحية هذه المرأة التي تجرأت , و رفعت يدها عليه و أهانته ,

حتى والدته التي أنجبته لم يسبق أن فعلتها .




لم تهتم ملك كثيرا لردة فعله , أصلا هي فعلت ذلك لتشفي غليلها , و هو نال جزاء تعجرفه و تسلطه غير المبرر , مما أشعرها ببعض الرضا


رمقته بنظرة تهديد أخيرة ثم استدارت بعدها مباشرة متجهة نحو الباب تريد الخروج من هنا , حيث كان كريم يقف بنفس الوضعية السابقة ,


نظرت الى وجهه بكل تحد , و قد اختفى هلعها السابق و صرخت في وجهه

" ابتعد عن طريقي أريد الخروج "




أشار له علي بالتنحي و تركها تمر , فلم يعد هناك فائدة من احتجازها هنا , الا التسبب في فضيحة تضاف الى رصيدها معه .



خرجت ملك من هناك راكضة , و في رأسها ألف سؤال , دون اجابة واحدة منطقية

" من يكون هذا الرجل ؟

لم يلاحقها بهذه الطريقة و يصر على أنها سرقته ؟

ثم ما الذي ضاع منه و يتهمها بأخذه ؟

و لم يهينها كلما رأى وجهها ؟

و ما قصة الفيديو الذي تكلم عنه , و علام يساومها بالمال ؟ "




أرادت ملك اللجوء الى الشرطة , لكنها لا تعرف حتى اسمه لتشتكي عليه ,

ثم بماذا ستتهمه ؟ لا دليل لديها قد ينكر بكل سهولة معرفتها .


سارعت ملك و أوقفت سيارة أجرة للعودة الى فندقها , و قد تجددت مخاوفها التي لازمتها لأيام ,



في الطريق أخرجت هاتفها و حظرت رقم أمينة , هي أكيد متواطئة مع هذا الرجل , لأنها من حدد موعد اليوم ,

و لامت نفسها بشدة ما كان عليها أن تثق في الغرباء .




بعد ذلك بحثت في صفحة الحجوزات , التابعة لطيران الامارات عن رحلة مبكرة , أشارت المعلومات أن هناك رحلة بعد يومين ,

و لكنها بمجرد ادخال اسمها لاستكمال الحجز , كانت الصفحة تشير الى خطأ .



تكرر الأمر بعدها عدة مرات , قبل أن تقوم ملك بالاتصال على رقم مكتب الاستعلامات المدون في الصفحة .



ردت عليها العاملة سريعا , و بعدما عرضت عليها ملك مشكلتها

" انتظري سيدتي سأقوم بالحجز لك "

و لكنها عادت بعد دقيقتين و قالت كلاما آخر

" آسفة سيدتي , لكن لا أماكن شاغرة على هذه الرحلة "




استغربت ملك الأمر

" و لكن الصفحة تقول أنها متوفرة "


ابتسمت العاملة و ردت عليها بهدوء

" آسفة لم يتم ادخال آخر المعطيات , تم حجز الأماكن الشاغرة كلها لا أماكن متوفرة "



و أضافت

" اذا أردت أضعك في لائحة الانتظار "


تنهدت ملك بقلة حيلة

" حسنا أكيد أية رحلة أبكر من رحلتي هي مناسبة بالنسبة لي "



بعد أن أعطتها معلومات الاتصال بها أغلقت ملك الخط ,

هي فكرت لوقت طويل أن تقصد أي بلد آخر , و منه تعود الى الجزائر , كتركيا أو مصر و لكنها تراجعت ,


لأنها قد تستغرق وقتا أطول للعودة , من انتظار رحلتها المحجوزة سابقا , و قد يثير ذلك قلق والديها دون داع , لذلك قررت التروي .




لكنها لم تكن مرتاحة للبقاء في الفندق , لأنها تذكرت أن المرأة تعرف مكان اقامتها , هي لا تريد أن يتكرر ما حصل للمرة الثالثة ,


لذلك قصدته و جمعت أغراضها على عجل , و حجزت في آخر بعيد عنه .


.
.
.
.
.
.
.
.
.
.


البارت السابع عشر تميمة نحس











في المطعم ساد صمت رهيب المكان بعد مغادرة ملك , كان علي يبدو على وشك الانفجار ,
فجأة مد يده و ألقى كل ما على الطاولة , محدثا فوضى عارمة


لم يجرؤ مارك و كريم حتى على التنفس أمام هذا الاعصار , كان وجهه مخيفا و كأنه على وشك القتل


أخذ علي وقته لاستعادة هدوئه و التقاط أنفاسه ثم نظر ناحية مارك بنظرة مهددة و قال

" أنا أستمع "


كان يقصد أن يبوح الرجل بما في جعبته من حلول .




هذا الأخير شعر بالخوف الشديد , من ردة فعل علي قبل قليل ,

هو سبق أن سمع الكثير عن شخصيته الصارمة و المخيفة , و لكنه لأول مرة يتعامل معه , و واضح أنها لم تكن مجرد اشاعات



بلع مارك ريقه و حاول ترتيب أفكاره , باحثا عن حل مرض لهذا الوحش الغاضب

" في الحقيقة أنا اعتقدت أنها مادية و طماعة و يمكننا اغراؤها بالمال , لكن الظاهر أنها محترفة لا تتراجع عن عقودها , مهما كانت الاغراءات و لا تبيع مستخدميها ,


اضافة الى أنها ذكية كفاية حتى لا تأخذ المال , لأنها بذلك تعترف على نفسها و تعطينا دليل ادانتها "




رمقه علي بنظرة زاجرة فهو استأجره ليجد حلا , لا أن يبدأ في ابداء اعجابه بتلك المنحرفة ,

صمت الرجل قليلا فبادر كريم بالاقتراح

" ماذا لو اتصلنا بالشرطة و أبلغنا عنها ؟ "



هز مارك رأسه بالمعارضة

" حل سيء ان لم نقل أسوء الحلول لأننا ان فعلنا سيكون هناك احتمال من اثنين "



" ماذا ؟ "

قاطعه كريم فأضاف

" اما أن لا يصدقوا اتهامنا , و يقتنعوا بروايتها الكاذبة و هذا الأقرب ,

لأن لا أحد سيصدق أن امرأة غريبة نكرة , دخلت بكل سهولة الى فندقكم ,
و وصلت الى أرقى جناح فيه دون رقابة مستعملة بطاقة خاصة , و سرقت ما تريده ثم غادرت دون اعتراض طريقها ,


حينها سيقولون أنك اصطحبتها لقضاء الليلة , و لكنك فضحت بسبب الفيديو المسرب ,
فاخترت ان تلصق بها تهمة كهذه حتى تنظف صورتك , و تظهر بمظهر البريء المجني عليه ,

و الا ما كنت انتظرت حتى الآن و أبلغت عنها , لم لم تبلغ عنها في اليوم الموالي مثلا ؟



حينها سيتعاطف معها الكثيرون , انطلاقا من كونها امرأة ضعيفة تعرضت للظلم ,
و أنت بنفسك رأيت ردة الفعل على الفيديو سابقا ,

وبعدها ستصبح قضية رأي عام , و قد تتدخل السفارة و يتحول الامر الى أزمة سياسية اقتصادية , أنت الوحيد الخاسر فيها لا تنسى مصالحك في بلدها "


نظر اليه علي بامتعاض , و كأنه انتبه الآن فقط الى أمر هام

" هل هذا سبب تسريب الفيديو ؟ "



رد مارك و هو يحاول التخمين

" على أغلب الظن ,
أعتقد أنها فكرت في أفضل تغطية لها , و استبقت أمر لجوئك الى الشرطة بتسريب ذلك التسجيل

للحصول على تعاطف الجميع في حالة انكشاف فعلتها , و هذا دليل آخر على أنها محترفة "




زاد الصداع في رأس علي و أشار له

" أكمل "




أخذ مارك نفسا عميقا و استرسل

" حسنا اذا صدقتنا الشرطة و أدانتها , فلن يفعلوا اكثر مما فعلتموه ,

يستجوبونها يفتشون غرفتها و يراقبون هاتفها , و في النهاية لن نستفيد شيئا , لأن أقوالك ستكون ضد أقوالها لا دليل مادي لدينا ,

و هي لم تترك أثرا خلفها يدينها , بالعكس هي موقفها أقوى بكثير منك ,


اضافة الى أن انتشار الخبر , سيؤدي الى أن ستهتز ثقة العملاء و الزبائن بسلسلة فنادقك و قراك السياحية ,

و تسوء سمعتها بسبب شبهة انعدام الأمن فيها ,

فاذا كانت لصة اقتحمت جناح المالك و سرقته بكل بساطة , فكيف الحال مع عميل عادي ,
و في النهاية أنت من سيخسر الكثير "




قاطعه علي

" أنا لا أمانع أن أخسر الكثير , ان كنت سأستعيد حاسوبي "


وصل علي حد اليأس من كل هذه التحليلات المتشائمة و الكارثية ,
لم يبدو أنه يخسر في كل مرة يواجه تلك المدعية ؟

لم يشعر بأن تلك المرأة هي تميمة نحس في حياته ؟

ما الذي فعله ليبتلى بشخص مثلها ينغص عليه هدوءه و راحة باله .



رد مارك كان سريعا

" أكيد أنا معك و لكن للأسف , حتى مع خسارة مماثلة لن نربح شيئا ،
اضافة الى أنها قد تستغل الأمر , و تطلب حكما بعدم التعرض , حينها أنت من سيتابع قضائيا ان تأذت شعرة منها ,

و أعتقد ان هذا أيضا تم التخطيط له بدقة , هي تستفزك لتتهور بعدها تطلب الحماية من الشرطة و السفارة كما هددت قبل قليل ,
حينها لن تطالها يدك مهما حاولت "




صمت مارك قليلا ثم أضاف

" هناك نقطة أيضا علينا الانتباه لها "



" ماذا ؟ "

سأل علي بتوجس



" اذا أشعنا الخبر فسيعرف الجميع بأمر اختفاء جهازك , حينها سيسعى الكثيرون للحصول عليه ,
يعني من أخذه قد يبيعه مجددا ,
حينها سنفقد أثره نهائيا و أنت أدرى مني بعدد من يريده "



علي يعرف أن منافسيه كثر داخل البلاد و خارجها , و لطالما حاولوا الحصول على أسرار و تفاصيل أعماله , و بالتالي هذا سيكون حلما و تحقق بالنسبة لهم




أضاف مارك

" لو أننا فقط حصلنا على التحقيق بشأن هويتها , لكان بامكاننا ايجاد نقاط ضعفها و ابتزازها حتى ترضخ ,

لكن كريم يقول ان الأمر يحتاج بضعة أيام , و أخاف ان طال الأمر أكثر أن نفقد كل أثر خاصة أنها على وشك المغادرة "




أمسك علي بجبينه فالصداع أصبح رهيبا

" هل يعني هذا أنني فقدت الأمل في العثور عليه ؟

هل ستفلت بفعلتها و تستغبيني كرجل أحمق ؟

أرغب فعلا في امساكها و ربطها الى كرسي حتى تعيد ما أخذته "



"...."

صدم مارك و لكنه قال محاولا تهدئته

" بالعكس العنف لن يأتي بأية نتيجة معها ، أهم شيء التصرف بروية "



" ماذا تعني ؟ "

سأل كريم هذه المرة



" أعني أن نلاعبها بنفس طريقتها , هي تعتمد على الخداع للتعامل معنا , لذلك سنرد عليها أسلوبها "

قال مارك مع نظرة خبيثة في عينيه , و كأنه على وشك أن يفتح أبواب الجحيم لاحراق روحها .




اعتدل علي في كرسيه و قد لاح له أمل أخيرا

" أنا أستمع "


.
.
.


بعد ثلاثة أيام أمضتها ملك متوجسة , من تكرار ما حدث معها سابقا , حان أخيرا موعد رحلة عودتها

قضت الأيام الماضية في حذر , لم تكن تغادر الفندق الا قليلا , حتى أنها لم تكمل البرنامج الذي وضعته خشية ان تلتقي ذلك المجنون مجددا



كانت ملك طوال الوقت تخفي الأمر جيدا عن والدتها , حتى لا تزعجها و تثير قلقها ,

و لحسن الحظ لم يظهر أثر للرجل و لا لمرافقيه , مما أشعرها ببعض الراحة في انتظار موعد رحلتها ،

و قد قررت ألا تعود الى هنا مجددا , الله وحده يعلم بمقدار الرعب الذي شعرت به .




في صباح اليوم الرابع استيقظت ملك مبكرا , جمعت كل أمتعتها و غادرت الفندق صباحا باتجاه المطار ,

رغم ان رحلتها كانت في العاشرة صباحا , الا أنها لم تر ضرورة للبقاء أكثر ,

اتصلت بوالدتها و ذكرتها بموعد وصولها حتى يكونوا في استقبالها



قصدت بعدها مطعما في بهو المطار لتناول فطورها , بمجرد أن أنهت وجبتها جلست تنتظر إعلان التسجيل لرحلتها ,

لم يطل انتظارها فقد أعلن سريعا عن بداية التسجيلات استعدادا لدخول قاعة الركوب ,





تنهدت ملك بعمق و قد شعرت أخيرا بالارتياح لخروجها من هنا , و كأنها على وشك الافلات من شرك نصب لها ,
أخرجت جواز سفرها و بطاقتها , جرت أمتعتها و وقفت في الصف تنتظر دورها ,



تقدمت الى أمام المسؤول عن التسجيل , قدمت أوراقها و بقيت في انتظار استكمال الاجراءات لتحميل حقائبها ,


حدق المسؤول مطولا الى وجهها تارة , و في أوراقها تارة أخرى ,
و بعدها انتقل الى صفحة الحاسوب أمامه , يركز نظره عليها أكثر مما يجب ,



مرت عشر دقائق و لم يقل الرجل شيئا , فجأة نهض من مكانه يحمل أوراق ملك و دخل الى غرفة مجاورة , و عاد بعد دقائق مرفوقا برجلي شرطة من أمن المطار ,

الذين تقدموا بخطوات سريعة ناحية ملك , و تكلم أحدهما معها و هو يمسك أوراقها بيده


" سيدتي رافقينا لو سمحت نحتاجك لأمر هام "







💐💞💞



......











ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-08-20, 10:21 PM   #47

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اميرةm* مشاهدة المشاركة
عندك روايات مكتملة اخرى... اغرمت باسلوبك في الكتابة؟



شكرا على الاطراء الجميل ⁦❤️⁦❤️ لكن هذه روايتي الاولى 💞
لطالما كنت شغفة بالكتابة لكن الأمر تأخر الى الآن بسبب دراستي
لكنني استمتع بافراغ طاقتي هنا ارجو ان تنال كتابتي القبول ⁦❤️⁩⁦❤️⁩

Maha bint saad likes this.

ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-08-20, 09:36 PM   #48

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي





البارت الثامن عشر شرك الشيطان 💔




" سيدتي رافقينا لو سمحت نحتاجك لأمر هام "

قالها أحد الشرطيين و هو يشير لها بالتنحي عن الصف ، حتى يمنح بقية الركاب فرصة التسجيل ,

لم تفهم ملك سبب هذا الطلب و احتجت بسرعة

" آسفة سيدي ,
لكن اذا كان هناك ما تود قوله قله هنا , أنا علي التسجيل في هذه الرحلة إن رافقتك ستفوتني "




أبدى الرجل صبرا كبيرا و خاطبها بصوت هادئ

" آسف سيدتي
لكن نحتاج إلى أن ترافقينا إلى المكتب للتأكد من أمر هام , بعدها يمكنك المغادرة لا يزال لديك متسع من الوقت "



في البداية لم ترد ملك الذهاب , لكنها رأت بأن الرجلين مصرين على موقفهما ، و أنها إذا استمرت بالجدال فستضيع الرحلة فعلا ,

لذلك قررت الرضوخ و كسب الوقت , إذا ذهبت بسرعة ستعود قريبا




رافقت ملك الرجلين بكل هدوء إلى غرفة مجاورة , بمجرد الدخول أشار لها أحدهما بالجلوس فيما أخذ الآخر حقائبها من أجل التفتيش ,

لم تعارض ملك ذلك لأنها لا تحمل شيئا مشبوها , و حقائبها كانت ستفتش قبل قليل على كل حال



جلست على الكرسي بتوتر و بادرت

" عفوا سيدي هل هناك خطأ في الاجراءات , أخبرني ربما يمكنني تداركه و الرحيل "


نظر الرجل الى وجهها قليلا و كأن لديه شيئا يصعب قوله , لكنه لم يجب عن سؤالها بل بادر


" من فضلك سيدتي نريدك أن تجيبي على بعض الأسئلة "



كانت ملك تود الخروج من هنا بأية طريقة , فسارعت للتجاوب معه و هزت رأسها بالايجاب

" الإسم ؟ "

" ملك الصافي "

" السن ؟ "

" ستة و عشرون سنة "

" الجنسية ؟ "

" جزائرية "

" المهنة ؟ "




ضاقت ملك ذرعا بأسئلة الرجل غير المبررة , التي تستهلك وقتها و تضيع عليها سفرتها ,
أليست كل المعلومات مدونة لديهم ؟


" عفوا سيدي إذا لم يكن لديك سبب وجيه لاستجوابي , فأنا أريد أوراقي للمغادرة "


رد الرجل بسرعة

" آسف سيدتي
و لكن أريد التأكد من معلوماتك ، لأن لدي هنا قرار حظر سفر يحمل اسمك , لذلك لا يمكنك استرجاع جواز سفرك و لا المغادرة "


شعرت ملك بالدهشة

" ما الذي تعنيه بحظر سفر ؟ "

لأول مرة يمر عليها تعبير كهذا



و أجاب الرجل بكل صدق

" يعني هناك حكم قضائي بمنعك من السفر إلى خارج البلاد , أصدره قاض قبل أربع و عشرين ساعة "



تحولت دهشة ملك إلى صدمة

" هل يعني هذا أنني لا يمكنني العودة الى بلدي الآن ؟ "



هز الرجل رأسه

" أجل سيدتي آسف لكن حظر السفر يحمل معلوماتك "


شعرت ملك بالخوف فجأة

" لماذا أكيد هناك خطأ ما , أنا لم أفعل شيئا لأمنع من السفر ما السبب ؟ "



" لا أعلم سيدتي ,
أنا لدي قرارا قضائيا بمنعك من مغادرة البلاد و مصادرة أوراقك الثبوتية علي تنفيذه ,

أما بالنسبة للتفاصيل و الأسباب فلا فكرة لدي ، إذا أردت بإمكانك الإطلاع على الأمر من المحكمة ، أو تكليف محام بتتبع القضية "


كان الشرطي جد متعاون , و كأنه يريد مساعدتها بأقصى ما يستطيع , و لكن لم يكن بيده الكثير ليفعله



كانت ملك تحاول استيعاب الأمر ,

فكيف يمكنها العودة للبحث في أمر شائك كهذا و طائرتها تقلع بعد ساعة ؟

ثم ما الذي فعلته لتمنع من السفر مثل المجرمين ؟

كانت تسأل نفسها لكن دون إجابة شافية



أثناء ذلك دخل الشرطي الذي رحل قبل قليل مع أمتعتها , يحمل علبة مجوهرات في يده و وجه سؤاله لملك


" سيدتي وجدت هذه بين أغراضك , هل يمكن أن تعرفي على طبيعتها ؟ "



كانت علبة المجوهرات صغيرة , مغلفة بالقطيفة ذات اللون الأزرق الملكي مربعة الشكل ,
تحمل داخلها قطعة براقة كبيرة .

لم تعرف ملك إن كانت من زجاج أو كريستال , كما أنها لا تعرف كيف وصلت الى حقيبتها

" لا أدري سيدي لم أرها سابقا "


نفت ملك معرفتها بها ، أراها الرجل علبة عطر كانت علبة المجوهرات داخلها

" وهذه سيدتي ؟ "



أجابت ملك بسرعة هاته المرة

" أجل هذا العطر اشتريته هدية لوالدتي قبل يومين "

و حدقت إليهما بحيرة




نظر الرجلين لبعضهما , ثم عادا للتحديق في وجهها و سأل أحدهما مجددا

" سيدتي هل أعطاك أحدهم شيئا لنقله ؟ "


هذا إحتمال لطالما واجهه رجال الأمن هنا , حيث يصطاد المهربون بعض الأشخاص غير المشبوهين ,

يستغلون سذاجتهم و جهلهم و يطالبونهم بنقل بضائع قيمة مهربة على أنها هدايا لأهلهم ,


و لكن ينكشف الأمر غالبا , و يتورط الوسيط دون ادراك منه , لكن ملك نفت الأمر بثقة

" لا سيدي لم آخذ شيئا من أحد ، لكنني لا أعرف شيئا عن هذه العلبة "



كانت دهشة ملك كبيرة لرؤية العلبة ، لكنها لم تعر الأمر اهتماما أكثر من اهتمامها بحظر سفرها

" سيدي هل قطعة الزجاج هذه مهمة ؟ ,

من فضلك أنا أحاول إيجاد حل للخروج من هنا و الوقت يمر سريعا "




حدق الشرطي إليها قليلا ثم أجاب

" سنعرف إن كانت مهمة أو لا بعد المعاينة "



طبعا الرجل لديه خبرة كبيرة في التهريب ، و يجيد التفريق بين السلع الحقيقية و المقلدة ,

و بامكانه القول من مجرد نظرة من أي معدن هذه القطعة , لكنه أراد التريث لأن التهمة ليست بسيطة


" استدع خبير المجوهرات خاصتنا "

طلب من الشرطي الآخر الذي سارع للتنفيذ , ثم عاد لمخاطبة ملك


" سيدتي عليك أن تبقي هنا لبعض الوقت , لحين تأكدنا من بعض التفاصيل "



في البداية لم يكن الرجل ينوي اعتقالها , مهمته كانت حجز جواز سفرها و إتمام الإجراءات , و تركها تعود أدراجها ,

و لكن مع ما ظهر قبل قليل , كان لزاماً عليه احتجازها لبعض الوقت حتى يتبين الأمور



لم تبد ملك أية معارضة , أصلا هي لا تملك مكانا تذهب إليه .




بعد مدة رن هاتفها كانت والدتها على الخط

" حبيبتي أين أنت ألم تلحقي برحلتك ؟ "


كانت المرأة قلقة و لم تجد ملك بما تجيبها , إذا كانت هي نفسها لا تعلم ماذا يحدث هنا ، فكيف ستجيب عن هذا السؤال ,

و لكنها لا يمكنها إثارة قلقها أكثر , فقد يكون الأمر مجرد سوء فهم أو على الأقل هذا ما تأمله ,



حسنت مزاجها و تكلمت بصوت عادي قدر الامكان

" أجل ماما حدث خطأ في الحجز , و أنا أحاول حل الأمر , إن لم أستطع العودة اليوم فسأحجز على أقرب رحلة "



كانت والدتها متفهمة جدا

" طيب حبيبتي إذا تأخر الوقت لا تجهدي نفسك , فقط عودي إلى الفندق و احجزي لاحقا "


" حاضر ماما بمجرد أن أحل الأمر سأتصل بك سلمي على بابا "



أغلقت ملك الخط و هي تشعر باحساس سيء , أن خروجها من هنا ليس بهذه السهولة ,

و أن الأمر لا يقتصر على مجرد تحقيق روتيني , و لكنها هدأت روعها و حاولت رفع معنوياتها بالدعاء



بقيت ملك جالسة في المكتب طيلة ثلاث ساعات , حتى كاد ينفذ صبرها ,

فلا أحد يجيب على أي من أسئلتها , و الجواب الوحيد الذي حصلت عليه , هو أنهم ينتظرون عودة الشرطي الذي غادر سابقا



عاد الشرطي مع تقرير الخبير , و بمجرد دخوله شرع في طرح الأسئلة مجددا

" سيدتي هذه قطعة من الماس غير مصقولة , هل لديك صك ملكيتها أو تصريح بنقلها ؟ "



صعقت ملك لسماع ما قاله

" ماذا ؟ ماس ؟ "

" أجل سيدتي ماس من النوع النادر , الخبير قال بأن قيمة القطعة تتجاوز 3 مليون دولار "



شعرت ملك بدوار في رأسها

" من أين أتت هذه القطعة ؟ "

سألت الشرطي الجالس أمامها بدهشة



" لا أدري سيدتي وجدناها في أمتعتك ، داخل علبة العطر التي عرفت عنها قبل قليل , اذا أردت بإمكاننا مراجعة شريط المراقبة "


كان الشرطي يستبق اتهاما من ملك بدس القطعة من طرفهم ,
و لكن كل شيء هنا يتم بطريقة احترافية و دقيقة , و تسجيل تفتيش الأمتعة أمر روتيني ,



فيم هي تحاول إقناع الرجل بعدم معرفتها بالأمر , دخل شرطيان أحدهما امرأة و لكن زيهما مختلف عن زي أمن المطار ,

اقتربت منها المرأة و أخرجت اصفادا و خاطبتها بنبرة رسمية


" سيدتي سألقي القبض عليك بتهمة محاولة تهريب الماس , عليك التزام الصمت أي شيء تقولينه يمكن أن يستخدم و سيستخدم ضدك في المحكمة ,
من حقك تعيين محام و إن لم يكن بإمكانك ستعينه لك المحكمة "




تجمدت ملك مكانها و هي تراقب المرأة تضع الأصفاد في يديها , اتضح أن أمن المطار اتصل بالشرطة للابلاغ عن أمر التهريب لأنه يتعدى صلاحياته ,

و على الشرطة تولي التحقيق في الأمر ، و هم كانوا في انتظار وصولهم ,



بعد انتهائها من تلاوة حقوقها عليها أضافت المرأة

" سننقلك الآن إلى مركز الشرطة لاستكمال التحقيق , كوني متعاونة لو سمحتي"

تم بعدها اقتيادها من هناك تحت أنظار المسافرين الفضولية




كانت ملك مصدومة

" أنا فعلا لا أعرف من أين أتت تلك القطعة , أنا لا أعرف عنها شيئا , ثم أنا لم أفعل شيئا لأسجن "


دافعت ملك عن نفسها و تحدثت مطولا لكن دون جدوى , و بعدما احتجت لوقت طويل لم تجد أمامها إلا الصمت أمام عدم وجود أية ردة فعل من مرافقيها ,

فهم هنا لنقلها و ليس لإجراء حديث معها



رغم ذلك كانت ملك تطمئن نفسها طوال الطريق , أن الأمر مجرد سوء فهم كبير سيزول قريبا ,

بمجرد بدء التحقيق ستظهر الحقيقة و ستعود قريبا لعائلتها , و لكنها لم تكن تعرف أنها وقعت في شرك الشيطان و لا سبيل للافلات منه .




استمر التحقيق مع ملك لساعات ، كانت طوال الوقت تنكر معرفتها بما وجدوه في حقيبتها ,

و رغم تكرر الأسئلة إلا أنها ثبتت على افادتها , و لكنها مع بروز اتهام التهريب , نسيت تماما أمر حظر السفر و لم تفكر في أن تسأل عنه .



في العاشرة ليلا اقتيدت ملك المنهكة الى غرفة حجز لتمضية الليلة , هناك أعطيت طعاما و بقيت شرطية تحرس المكان




بعدها بساعة حضر ممثل عن السفارة الجزائرية و معه المحامي , أعلمتهم الشرطة بمجرد توقيف ملك عملا بالقوانين و لكن الرجل لم يتفرغ إلا الآن ,



توجه الرجلان مباشرة إلى الضابط المسؤول

" مرحبا أنا عبد الحفيظ شايب ممثل عن السفارة الجزائرية ,
و هذا متر جوزيف حنا ممثلنا القانوني , نريد الاستفسار عن توقيف مواطنتنا ملك الصافي "



قام الضابط بالتحقق من الهويات بعدها سلمهما محضر القضية , ثم طلب من الشرطية إحضار ملك من أجل الإجتماع مع محاميها



أثناء ذلك كانت ملك تعيش في توتر نفسي كبير و على وشك الانهيار , بمجرد استدعائها لاح لها أمل لانفراج أزمتها ,
اصطحبتها بعدها الشرطية إلى المكتب و تركتها هناك



كانت ملك تجول بنظرها بحيرة و توتر في كل مكان حتى حضر زوارها , نهضت من مكانها و سلمت عليهما

حيث شعرت براحة أكبر حينما تعرفت على عبد الحفيظ على أنه ممثل عن السفارة ,



كان الرجل في عقده الخامس من العمر , واضح عليه الوجاهة و الرصانة ,
ملامحه جدية توحي بالثقة , كيف لا و هو رجل دبلوماسي ,

أما المحامي فقد كان شابا ثلاثينيا بلكنة لبنانية



بعد انتهاء التعرف سريعا كان المحامي أول المتحدثين , و كان كلامه مباشرا لكسب الوقت

" سيدتي لم استصدر زوجك قرار منع بالسفر في حقك ؟ "

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.



البارت التاسع عشر المنقذ الغامض






" سيدتي لم استصدر زوجك قرار منع بالسفر في حقك ؟"

اندهشت ملك لما قاله المحامي و سارعت للاعتراض

" زوجي ؟ أي زوج متر أنا لست متزوجة و لم يسبق أن فعلت "



أخرج المحامي قرار الحظر من حقيبته و سلمه لها

" عفوا سيدتي و لكن تفاصيل القرار واضحة ,
تقول أن زوجك تقدم قبل يومين بطلب قرار استعجالي لمنعك من السفر للضرر و القاضي قبله "



كانت السفارة قد اتصلت بالمحامي بعد الظهر لاعلامه بالأمر , و هو تحرك بسرعة و حصل على تفاصيل الحكم ,


ردت ملك باصرار
" لكنني فعلا لا أعرف عما تتحدث , أنا لم أتزوج يوما في حياتي "



لم تعرف ملك فيم تفكر ,

لم يتكلم الجميع عنها و كأنها فقدت ذاكرتها , و لم تعد تعرف من تكون ؟
لم يتحدث الجميع عنها و كأنها شخص آخر ؟


حدقت الى المعلومات في القرار , و قرأت تفاصيله ثم أشارت الى محتواه

" هل هذا هو الرجل الذي يقول أنه زوجي ؟ "


حدق المحامي في الاسم ثم هز رأسه بالايجاب

" أجل "



نفت ملك معرفتها به مباشرة

" سيدي أنا لا أعرف أحدا يدعى بهذا الاسم , لم يسبق ان سمعت به في حياتي "



ثم استدارت ناحية عبد الحفيظ , فقد شعرت بألفة ناحيته ربما لأنه ابن بلدها


" سيدي أنا متأكدة أكثر من أي وقت مضى , أن هناك سوء فهم كبير في الموضوع ,

ربما هو مجرد تشابه أسماء , أنا متأكدة أن هو أتى سينفي أنه يعرفني "



بدت ملك صادقة في كل كلمة قالتها , و قام عبد الحفيظ بطمأنتها

" قاموا بالفعل باستدعائه يا ابنتي , و لكنه لن يتمكن من المجيء قبل الغد "




فرحت ملك قليلا و خاطبتهما متأملة

" جيد اذا أنا واثقة أنه لن يتعرف علي ,
هل يمكنني الذهاب معكم الآن ؟ "


قطب المحامي جبينه و نظر الى عبد الحفيظ ثم الى ملك

" آسف سيدتي لكنك غير محتجزة هنا بسبب حظر السفر , و انما بسبب تهمة محاولة تهريب الماس و هذه التهمة خطيرة "


جفلت ملك و كأنها تذكرت أمرا هاما و حدقت اليه بيأس

" هذا أيضا لا أعرف كيف وصل الى حقيبتي , لا أعرف عنه شيئا سيدي "




سأل المحامي مجددا و هو يحاول أخذ ملاحظات في دفتره

" سيدتي هل تركت أمتعتك دون رقابة ,
أو قصدت الحمام و تركتهم مع أحدهم مثلا ؟ "



نفت ملك مباشرة و بكل ثقة

" لا أمتعتي لم تفارقني لحظة واحدة , منذ مغادرتي الفندق أنا متأكدة ,
و لكن لا فكرة لدي عن تلك القطعة , أنا واثقة ان علبة العطر كانت فيها زجاجة عطر ,

أنا جربتها قبل شرائها , كيف تحولت فجأة الى الماس , أنا فعلا لا فكرة لدي "



توترت أعصاب ملك مجددا , و كأنها أصبحت على حافة الانهيار , و كان الرجلان يحاولان تهدئتها


" اهدئي سيدتي عليك أن تتمالكي أعصابك , أنا اليوم حاولت الحصول على كفالة , لكن الوقت كان متأخرا
لكنني أعدك أن أحل الأمر غدا صباحا "



انتفضت ملك من مكانها بفزع

" غدا ؟ هل يعني هذا أنني سأبات هنا ؟ "



كان المكان مخيفا بالنسبة لها , هي لم تدخل قسم شرطة في حياتها , و الآن ستضطر للمبيت فيه كمتهمة



" أجل سيدتي أخشى ألا حل آخر أمامنا ,
لكن فقط لهذه الليلة , و غدا سنحاول ايجاد حل ثقي بنا "

قال عبد الحفيظ بقلة حيلة للتخفيف عنها , و ربما لأنه في عمر والدها , أعطتها كلماته بعض الثقة و المواساة ,

و خف بعض القلق و الحزن اللذين شعرت بهما , على الأقل هناك شخص يصدقها و يقبل بتقديم المساعدة



" حسنا لا بأس "

قالت بنبرة حزينة و قد رضخت للأمر الواقع



" هل تريدين أمرا آخر ؟ كاعلام عائلتك بالمشكلة مثلا ؟ "

سأل عبد الحفيظ في محاولة منه لتقديم المساعدة , لكن الاقتراح أفزع ملك ,

آخر شيء تريده أن يسمع والداها الكلام الذي يقوله الجميع منذ الصباح ,


لن يتحملا ذلك خصوصا والدها , قلبه ضعيف و قد يصاب بنوبة قلبية ,

مادام الرجلان قالا أن هناك فرصة لحل الأمر غدا فلا داع لاعلامهما , لذلك سارعت للرفض



" لا شكرا لك سيدي لا داع , فقط اذا أمكنني اجراء مكالمة لطمأنتهم ؟ "

قالت بلهجة متأملة و هي تحدق في وجهيهما



بعد التشاور مع الضابط المسؤول , سمح لملك باجراء مكالمة واحدة كحقها في الاتصال


" ألو ماما مساء الخير "

" ألو ملك حبيبتي أين أنت ؟ أتصل منذ الصباح و الهاتف مغلق شعرت بالقلق
و لماذا لا تتصلين بمكالمة فيديو ؟ "



كان هاتف ملك قد صودر بعد القبض عليها و تم اغلاقه , كما أنها لا يمكنها أن تكلمها عن طريق الفيديو , لأنها ستكتشف الأمر مباشرة ,

ان لم يكن من شكل المكان , سيكون بسبب ملامحها المنهارة
لذلك حاولت تظليلها بأية طريقة



" أنا آسفة ماما كنت مشغولة لحل المشكلة , و نسيت شحنه الآن فقط تذكرته ,
حينما ينتهي شحنه سأتصل بك عن طريق الفيديو و نتحدث مطولا "


كانت أكثر كذبة ملاءمة




أغمضت بعدها ملك عينيها بشدة , و هي تدعي الله ألا تشك والدتها بشيء



" حسنا حبيبتي الحمد لله , و ماذا بشأن عودتك هل حلت المشكلة ؟ "



أخفت ملك يأسها و ابتسمت بعناء

" ليس بعد ماما لكنهم وعدوني بايجاد حل غدا , يقولون ان الجدول مزدحم و لا أماكن شاغرة ,
لأنه موسم السياحة الآن "


" ان شاء الله حبيبتي , لا تجهدي نفسك و نامي جيدا ,
و اذا تعقد الأمر عاودي الحجز الى أي مكان آخر لتستطيعي العودة "



" حاضر ماما أكيد سأرى ما الذي سيحصل , أنا سأنام الآن لأنني مجهدة ,
لا تقلقي اذا لم أجب على الاتصال لاحقا , تصبحين على خير "



" تصبحين على خير ملاكي "



صمتت ملك لثوان ثم نادت بصوت حزين شبه باك
" ماما "


" نعم حبيبتي "


" أنا أحبك و أخبري بابا أنني أحبه كثيرا "



ابتسمت والدتها

" أيتها الطفلة و نحن نحبك كثيرا هيا اذهبي لتنامي "




أغلقت بعدها ملك الخط , و هي تشعر بمرارة في قلبها ,

لأول مرة تضطر للكذب على والديها , لطالما كانا سندها و عزوتها ,
لطالما كانا رفيقيها في الصغيرة قبل الكبيرة ,


و لكن لا يمكنها الا ابقاءهما بعيدا عن كل هذه الفوضى


أعادت ملك الهاتف للشرطية بعدما أطفأته , ثم ودعت الرجلين قبل أن تعود لغرفة الاحتجاز ,

لكنها لم تستطع لمس الطعام , جلست فوق الفراش تضم ركبتيها الى صدرها ,
و تغرس فيهما رأسها و بدأت بالبكاء بصمت .



هي كانت قد تمالكت نفسها طوال النهار , محاولة أن تبدو قوية , لا تحب أن يشفق عليها أحد , لا تحب أن يرى أحد دموعها ,


لكن الغربة و الوحدة اللتين تشعر بهما الآن أقوى من كل مقاومة ,

و لكن ما عساها تفعل غير عد الثانية بعد الأخرى , في انتظار يوم جديد و أمل جديد .
.
.
.


في العاشرة من صباح الغد , عاد المحامي جوزيف و عبد الحفيظ الى قسم الشرطة ,

و كانا قد ذهبا في وقت مبكر لتقديم طلب كفالة ,
و لكنهما فوجئا بالمسؤول يقول أن أحد المحامين , سبقهما و تحصل عليها و أخذ الأوراق لانهاء الدفع ,



استغرب الرجلان في البداية لأنه حسب علمهما , ملك لا معارف لها هنا و والديها في الجزائر ,

فمن هذا الذي تطوع لدفع كفالة بمبلغ طائل هكذا ؟

و الأهم من يكون هذا الذي استطاع تحصيلها في هذا الوقت القياسي ؟




لكن لم يدم تساؤلهما كثيرا فبمجرد ولوجهما قسم الشرطة ,

وجدا محاميا عرفهما عليه الضابط , لأنه كان يناقش معه نفس الموضوع الذي قدما من أجله


" متر عطية علوان ممثل عن زوج السيدة , و هو هنا للاطلاع على ملف القضية , و محاولة تقديم المساعدة "



ابتسم الرجل الخمسيني و مد يده للمصافحة , قدم بعدها عبد الحفيظ و المحامي نفسيهما , للمنقذ الغامض الذي استمر بمفاجأتهما بكلامه


" آه عرفت من الضابط أنكما قدمتما البارحة من أجل مساعدة موكلتي ,

أنا أشكركما كثيرا , لم أعلم بالأمر من زوج السيدة الا في وقت متأخر مساء أمس "



نظر الرجلان الى بعضيهما و قد لفت نظرهما كلمتي

" زوج السيدة و موكلتي "


لكنهما لم يعلقا على شيء , بالرغم من استغرابهما من الموقف عامة , الا أن جوزيف كان أكثر حيرة من عبد الحفيظ


فهذا المحامي من أشهر المحامين في البلاد , صيته ذائع بسبب القضايا المستعصية التي يترافع فيها و يكسبها ,
يكفي أن يقبل القضية , كي يضمن صاحبها ربحها دون عناء ,



حتى أن المواعيد لمقابلته قد تعطى بعد أشهر , أي خصم يقف أمامه في المحاكم يذل بسبب حنكته القانونية ,

و شهرته في الوسط القضائي هي وحش القانون




هو فعلا يشعر بالفضول عن هوية الرجل , الذي استطاع جعل هذا الثعلب يترك مكتبه ,

و يأتي هنا ليقوم بأمر بسيط , كطلب كفالة و طلب اطلاق سراح ,


قد يقوم به أي عامل بسيط في مكتبه , أو حتى ينهيه هو باتصال هاتفي


أي هرقل هذا الذي تمكن من اخضاع هذا الوحش و جعله خادما له ؟




قطع المحامي عطية حبل أفكاره

" أنا هنا بطلب من زوج السيدة , لمناقشة أمر الاتهام الموجه اليها و الكفالة قيد التسديد ,

أما السيد فسيصل بعد قليل , كان مسافرا خارج المدينة ,
لكنه قال أنه سيأتي على جناح السرعة "




لم يجد الرجلان شيئا لقوله , و جلسا هناك يراقبان المحامي , و هو يخرج ملفا سميكا من حقيبته بكل جدية
و كأنه يجهز لمرافعة في قضية قتل ,


ثم توجه بالكلام للضابط بنبرة جادة

" هل يمكن أن أرى موكلتي لانهاء الأمر و المغادرة ؟ "

قال بكل ثقة من قدرته على انهاء الأمر من جلسة واحدة .







أحب سماع الانتقادات السلبية قبل الايجابية , صمتكم يقلقني

أية أفكار عمن يكون الزوج الخفي ؟

توقعاتكم للقادم ؟

البارت القادم يوم الاثنين ان شاء الله بسبب انشغالي



😘💞💞



.......








ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-08-20, 11:03 PM   #49

اميرةm*

? العضوٌ??? » 412422
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » اميرةm* is on a distinguished road
افتراضي

رااائعة.. تحمست بزاف ❤️

اميرةm* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-08-20, 11:05 PM   #50

اميرةm*

? العضوٌ??? » 412422
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » اميرةm* is on a distinguished road
افتراضي

اكيد علي الزوج الخفي... لكنه غبي لم لم يطالب بحاسوبه فقط... واعاد حاسبها على اساس حدوث خطا فقط... عايش دراما تع واحد مخدوع 😁
Maha bint saad likes this.

اميرةm* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:10 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.