17-08-20, 10:51 PM | #61 | ||||
| مازلت عند رايي.. علي غبي واناني..وعايش دراما وعذب المسكينة اللي معندهاش ذنب اما ملك عزيزتي.. حظها المعوج.. لما ارادت الاستمتاع قليلا وقعت في شرك علي ( حاقدة عليه وبقوة وهو ومارك الخبيث) 😂 لكن تعجبني شخصيتو 😍😍 | ||||
17-08-20, 11:06 PM | #62 | |||||
| اقتباس:
تحليل صائب و بالمناسبة لو كان هناك عنوان ثاني لروايتي سيكون سوء فهم لأن كل الأحداث مبنية على اعتقادات خاطئة و شكوك 💔 بالنسبة للبارتات راح تكون اطول لاحقا لأن القصة الحقيقية لم تبدأ بعد 💞💞 شكرا للتشجيع ❤️❤️ | |||||
17-08-20, 11:08 PM | #63 | |||||
| اقتباس:
😅😅 صح زهرها المعوج مسكينة المهم اني سمعت رأيك في علي نتحداك تغيريه لاحقا 😅😅😉 ❤️❤️❤️ | |||||
18-08-20, 10:35 PM | #65 | ||||
| البارت الثاني و العشرون أنا عذراء غادر علي قسم الشرطة , يحمل ملك الغائبة عن الوعي باتجاه السيارة , كانت خطواته هادئة لكن ملامحه ساخطة , أما ملك فقد كانت في عالم آخر , و هي تدس رأسها في صدره , ذراعاها تتدلى من الجهتين , و شعرها يتطاير ليلتصق برقبته , مما زاد من امتعاضه كان إبراهيم يجلس هناك بصبر , منتظرا عودته مع كريم من داخل القسم , إلا أنه فوجئ به يعود وحده حاملا امرأة بين يديه , حدق الرجل بدهشة لثوان , قبل أن يركض ناحية باب السيارة و يفتحه , هو لم يتعود خلال سنوات عمله الطويلة مع علي , أن يسأل عن أي شيء يخصه , لكنه الآن فعلا فضولي بشأن المعجزة التي حصلت , حتى تتغير طباع هذا الرجل الصخرة , و يقبل أن يحمل امرأة غريبة بهذا الشكل و في مكان عام , رغم أنه حاول القاء نظرة مقربة , الا أنه متأكد أنه لم يرها قبلا مع سيده كان وجه علي أسودا بسبب الانزعاج و عينيه ترسلان شرارا , و ملك تستلقي باستسلام بين أحضانه بمجرد أن فتح إبراهيم باب السيارة الخلفي , ألقى علي ملك بالداخل دون مراعاة , كأنه يلقي كيسا مهملا بعدها نزع سترته بتذمر شديد و ألقاها معها , كانت تعابير القرف تعلو وجهه و كأنه على وشك الاستفراغ , جلس بعدها إلى جانب إبراهيم , في الكرسي الأمامي للسيارة و أشار له بالانطلاق " قد الى المستشفى و لا تنس إحراق تلك السترة " قالها بغضب و لم يجرؤ السائق على معارضته أو حتى الاستفسار منه , و انطلق بالسيارة مباشرة . في قسم الشرطة بعد مغادرة ملك مع علي , خرج عبد الحفيظ و المحامي جوزيف أولا , تاركين كريم و محاميه لاستكمال اجراءات الافراج بمجرد وصولهم إلى باب القسم حتى وقفا قليلا للتحادث " ما رأيك متر فيم حصل قبل قليل ؟ " سأل عبد الحفيظ حيث لم يعد يستطيع إخفاء حيرته , عدل جوزيف نظاراته ثم أجاب " صراحة أعتقد أن الحقيقة ما رواها المحامي و موكله " " كيف ذلك ؟ " سأل عبد الحفيظ وقد شوشته الإجابة أكثر تنهد جوزيف و أضاف " الرجل الذي جاء قبل قليل قائلا أنه زوج السيدة , هو رجل أعمال ثري جدا أو بالأحرى ملياردير , أنا البارحة حينما قرأت اسمه اعتقدت أنه مجرد تشابه أسماء لا أكثر , و لكن برؤيته قبل قليل تعرفت عليه , و أؤكد لك لا يعقل أن يخادع امرأة للزواج به , حتى لو كانت أميرة , لأنه ببساطة لا يحتاج إلى ذلك , ربما حضرتك لست ملما بعالم المال و الأعمال , و لكنه فعلا ذائع الصيت و محترم جدا , كنت تفهمت الأمر لو كان معكوسا , و لكن هكذا بالوضعية التي تصفها الطبيبة , لا يمكن للعقل تقبله " لم يفهم عبد الحفيظ قصده دائما " وضح لو سمحت " فاسترسل الرجل بثقة " يعني اذا جاءت امرأة و قالت أنها زوجته و حامل منه , و هو أنكر لبدا الأمر أكثر منطقية فرجل بثقله تحلم أية امرأة أن تكون زوجته أو حتى رفيقته و لكن أن يأتي من مكان بعيد , ليروي تفاصيل حياته الخاصة أمامنا , من أجل امرأة لا يعرفها فهذا أمر لا يصدق , ثم صراحة كان قلقه على زوجته واضحا جدا , حضر بنفسه إلى القسم رغم مكانته الاجتماعية المرموقة , أرسل محام ذو وزن في المجال حصل على كفالة في ظرف قياسي , و دفع مبلغا طائلا مقابل اطلاق سراحها , و لولا شهادة ملكية القطعة التي أظهرها المحامي , لكان الحكم بالسجن مؤكدا بالنسبة لها , أخبرني أي رجل قد يقوم بكل هذا , من أجل امرأة لا تربطه بها أية علاقة ؟ ثم كان واضحا جدا أنها تعرفت عليه بمجرد دخوله , لم يبد أنها تلتقيه لأول مرة أو أنه غريب عنها " زادت حيرة عبد الحفيظ , بتذكر ردة فعل ملك بمجرد رؤية علي , و بدأ رأسه يؤلمه بسبب الضغط " هل تقصد أنها تكذب ؟ " سأل و قد لاحظ أن ملك كانت تبدو صادقة في كل ما قالته , لم يبد عليها أنها تمثل أو تدعي في أي وقت من الأوقات أجاب جوزيف و هو يطرق رأسه " لم أقل ذلك سيد عبد الحفيظ , لكن ما قاله المحامي و تقرير الطبيب النفسي واضح , هي تعبة نفسيا و منهارة لدرجة إنكار الواقع , بسبب الظروف المحيطة بزواجها و مشكلة الحمل , أكيد أن الضغط عليها كان رهيبا , لذلك وجب مجاراتها بدل تكذيبها أو مواجهتها , و هذا ما يفعله زوجها بكل مراعاة " صمت قليلا ثم أضاف " أنا رأيي أن لا نتدخل , إلا إذا أرادت الطلاق منه فأنا في الخدمة , رغم أن الرجل بدا متعلقا بها أما بخصوص اتهام التهريب , فالمحامي علوان الأفضل في المجال , و هو من سيتابع الأمر لكنني سأكون دائما تحت تصرفكم " لم يجد عبد الحفيظ بما يعقب و قد بدا أن كل ما قاله المحامي منطقيا , و اكتفى بمد يده للمصافحة " حسنا شكرا لك متر على تعبك معنا , سأتصل بك إذا استجد أمر آخر " صافح الرجلين بعضهما و افترقا , اتجه جوزيف الى سيارته و غادر , أما عبد الحفيظ فكان قلبه غير مرتاح , فنظرة الفزع في عيون ملك حين رؤيتها لعلي لا تفارق ذاكرته " حتى لو كان زوجها لن يجبرها على البقاء معه , إن هي رفضت الأمر ستتدخل السلطات لصالحها " قال محدثا نفسه ثم بقي في الانتظار , حتى غادر كريم يحمل أمتعة ملك التي حرزتها الشرطة سابقا , و تبعه المحامي عطية و الذي ما لبث أن غادر سريعا , اتجه عبد الحفيظ ناحية كريم و بادره " سيدي من فضلك , هل يمكن أن أعرف عنوان المستشفى الذي نقلت إليه زوجة رئيسك ؟ " أراد على الأقل الاطمئنان على حالها , و قد كانت فاقدة الوعي عند مغادرتهما , لم يقل كريم شيئا بل تنحى جانبا و اتصل بعلي , و أخذ الاذن لاصطحاب الرجل معه , لم يرد أن يراوغه لأنه اذا أراد ايجادها سيفعل دون عناء , كما أنه لا يريد أن يثير شكه أكثر مما فعل , لذلك اتجه الاثنان بعدها مباشرة الى المشفى . . . . في غرفة المستشفى , كانت ملك تستلقي دون حراك على السرير , بوجه شاحب و عينين مغلقتين , شعرها الكستنائي منثور على الوسادة , و جسمها مغطى بازار أبيض على ظهر يدها اليمنى , وضعت ابرة موصولة بزجاجة مصل معلقة تتدفق قطرة بقطرة , حينما وصلت كانت منهارة و غير واعية و كان ضغطها منخفضا جدا , أعطاها الطبيب حقنة مهدئة و أوصى بتركها ترتاح دون إزعاج حتى تستفيق تلقائيا , مقابلها في آخر الغرفة , يجلس علي بملامحه الباردة على الأريكة واضعا رجلا على رجل , و يتفحص لوحه الالكتروني متفقدا أخبار البورصة بكل تركيز , لم يستطع أن يغادر رغم أنه أراد ذلك بشدة , فلا شيء يوتر أعصابه أكثر من رؤية وجه هذه المرأة , لكنه خشي أن تستفيق و تكلم أحدهم , و تفسد خطته قبل أن يكملها , كان يرفع عينيه من وقت لآخر , متفقدا وجهها إن كانت أفاقت أو لا , و نظرته الحادة تحمل الكثير من الحقد و الضغينة , كان يرغب أن يخطو نحوها , يمسكها من رقبتها و يجعلها تستفيق فورا لتخبره عما يريده , لكنه كان يتريث حتى لا يضيع ما فعله سدى , بعد انقضاء ثلاث ساعات فتحت ملك أخيرا عينيها بعد عدة محاولات فاشلة , كان جفنيها مثقلين من تأثير المهدئ , رؤيتها ضبابية و حلقها جافا و ملتهبا , إضافة الى صداع رهيب في رأسها عبست ملك قليلا دون إصدار صوت , و حينما همت برفع يدها لتدليك جبينها من أجل تخفيف الألم , انتبهت إلى الخط الوريدي على ظهر يدها و المصل الموصول به , رفعت عينيها و تفحصت السرير , لتتأكد أنها في غرفة مشفى , لا يمكنها أن تخطئ المكان الذي قضت فيه سنوات حياتها الأخيرة , أخذت نفسا عميقا و استجمعت ما بقي من قوتها , و اتكأت بمرفقها على السرير محاولة الجلوس , فجأة انطلق صوت بارد برودة الثلج من الجانب الآخر من الغرفة " أفقت أخيرا ؟ " جفلت ملك لسماع الصوت و رفعت رأسها ناحيته , و قد انتبهت الآن فقط الى الرجل الذي يجلس هناك على الأريكة في الزاوية , و يحدق ناحيتها بنظرات قاتلة برؤية وجهه تذكرت كل ما حصل قبل مجيئها إلى هنا الاحتجاز , التهم الموجهة لها , هويتها الزائفة و كل تلك الأكاذيب التي قالها هذا المعتوه المترصد , تنهدت ملك بعمق ثم جلست مكانها بعناء و اعتدلت " ماذا تفعل هنا ؟ " سألت بصوت خافت فيه بحة و لكن انزعاجها كان واضحا " ما رأيك ؟ " رد علي عليها بسخرية بالغة , و قد رفع إحدى حاجبيه متسائلا , طبعا هو هنا لرؤية نتيجة ضغطه عليها , و ليس لمشاهدة الجمال النائم أشارت ملك بأصبعها الى الباب و قالت بصوت مرتجف " أخرج لا أريد رؤية وجهك أيها المخادع , و سأجعلك تدفع ثمن كل ما فعلته معي أيها البائس " قطب علي جبينه مستاءا و رمقها بنظرة زاجرة , لم يشتمه أحد في حياته بقدر ما فعلت هذه المرأة " صوني لسانك أو سترين الوجه الآخر " قال بصوت عميق غاضب جفلت ملك و قد ارتجف قلبها من تهديده "هل هناك وجه آخر لهذا المجنون ؟ ماذا بقي ليفعله الا أن يخنقني بيديه الاثنتين " حدثت نفسها و زاد استياؤها بسببه , لكنها قررت ألا تدخل معه في جدال آخر , فالارهاق قد بلغ مبلغه منها , أشاحت بعينيها الى الاتجاه الآخر , و عادت للاستلقاء على الوسادة مغمضة عينيها ملتزمة الصمت , و معطية ظهرها لأكثر شخص يزعجها في هذا العالم , فربما يسأم و يخرج و يدعها و شأنها , للتفكير في مخرج لمشاكلها الذي هو سببها الرئيسي , صمت علي هو الآخر لثوان منتظرا أن تعود للنقاش مجددا , لكنها خيبت ظنه فما كان عليه إلا أن بادر هو بالكلام , لا يريد أن يبقى طوال اليوم هنا , و يلعب معها لعبة التجاهل , وقته أثمن من يضيعه على مماطلتها " كوني عاقلة و أعيدي ما أخذته , لقد رأيت ما يمكنني الإقدام على فعله " بسماع كلامه المستفز مجددا غيرت ملك رأيها بتجاهله ، و بدأت باستجماع ما تبقى من طاقتها , كي تستطيع النهوض و الرحيل من هنا , الآن هي لا تريد أن تبقى معه في مكان واحد , و لكنها ضاقت ذرعا بهذه الجملة الغبية , فردت عليه بأنفاس متقطعة و لكن بصوت مرتفع و واثق " اسمع سبق أن قلت أنني لا أعرفك , و لم آخذ منك شيئا , فتوقف إذا عن لعبتك السخيفة هذه و اخرج من حياتي " بالرغم أن ملامح علي كانت تبدو في غاية الهدوء , إلا أن نظرته كانت مستاءة جدا و غاضبة , لم يتوقع أن تستمر في الإنكار بعد كل ما فعله ، و هي لا تتردد في شتمه في كل مناسبة مما بدأ يفقده صبره نهض علي من مكانه بكل تأن , عدل كم قميصه , وضع يده في جيبه و قال بكل هدوء " حسنا إذا هذا اختيارك , اذا أردت الاستمرار في هذه اللعبة فلا مانع لدي , متأكد أنني سأستمتع كثيرا " قال بنبرة تهديد معربا عن نيته في عدم التراجع عما يفعله ، و خطا نحو الباب بخطوات متأنية استعدادا للمغادرة , و قد بدأ دماغه في التفكير في وسيلة جديدة لحل الموضوع . قفزت ملك من فراشها و تقدمت خطوتين خلفه , و قد غلب غيظها الانهاك الذي كانت تعانيه , بعدما أدركت أن معنى ما يقوله ، أنه لن يتوقف عن جنونه و لن يعتقها من هذا الجحيم " ما الذي تريده مني بالضبط ؟ أنا لم آخذ منك شيئا ألا تفهم ؟ أنا لست زوجتك لست مريضة نفسيا و لست حامل " كانت ملك تصرخ عاليا خلفه و كأنها فقدت صوابها , صمتت بعدها لبرهة ثم استرسلت و كأنها تذكرت شيئا هاما ، حدقت الى الأرض بشرود و أضافت بصوت خافت " أنا أنا عذراء أصلا , سأطلب كشف طبيب نساء ليقول بأنني لست حاملا ، و لم يسبق أن كنت كذلك يوما " توقف علي قبل الباب بخطوة واحدة بعد سماع ما قالته , و قد تفاجأ بشدة من ثقتها بقول كلمة مثل هذه . . . . . . . . . . . البارت الثالث و العشرون سادي مجنون💔 " أنا عذراء سأطلب كشف طبيب نساء , ليقول بأنني لست حاملا و لم يسبق أن كنت كذلك يوما " قالت ملك بجدية كبيرة و اصرار لاثبات الحقيقة , هي لن تسمح له بتشويه سمعتها بما يهذي به توقف علي قبل الباب بخطوة واحدة , بعد سماع ما قالته و قد تفاجأ بشدة , على حد علمه سبق لهذه المرأة و أن رافقت رجالا كثرا , كيف يمكنها أن تقول كلمة كهذه بكل ثقة ؟ هل يعقل أن قلة حيائها بلغت مستوى أعلى مما كان يتوقعه أو ماذا ؟ لكنه تمالك نفسه و رسم ابتسامة سخرية على وجهه مجددا و استدار ناحيتها , و قد قرر المجادلة و عدم الانصراف استعدادا لمجاراتها في لعبتها " فعلا ؟ جيد اذا اطلبي هذا و سأتهمك باجهاض الجنين ابني و اجراء عملية ترقيع و ستخدمينني بشدة على الأقل ستوفرين علي جهد انتاج واحد , ثم أرني أين ستضعين وجهك أمام الآخرين أيتها العذراء ؟ " اتكأ علي بقوة على آخر كلمة , بطريقة توحي بأنه يستهزئ بها , يتحداها و يستعرض مقدرته على قلب الحقائق , تشوشت أفكار ملك أكثر , نظرت اليه بعينيها العسليتين المحتارتين , و عبست ملامح وجهها الرقيقة و سألت بكل براءة " ماذا تعني ؟ " أجاب علي بكل ثقة دون أن يبرح مكانه , و دون أن تختفي ابتسامة السخرية من على شفتيه " أعني أن بامكاني دحض كل ما تقولينه , و باشارة من أصبع يدي سأقوم باحضار ألف شهادة لاثبات ما أريده أنا , لن يجرؤ أي طبيب على قول عكس ما أريده , فأنت هنا في مجالي و تحت سلطتي فلا داعي أن تتعبي نفسك " ردت ملك عليه بنفس الاصرار رغم صوتها المرتجف " لكنني متأكدة من وجود طبيب شريف يؤكد بأنني لم أكن حاملا سابقا , ليس الجميع مخادعا مثلك " اتسعت ابتسامة علي بخبث , و بدأ بالعودة ناحيتها بخطوات بطيئة " فعلا ؟ أمم تفضلي اذا , أنا أرغب فعلا في رؤيتك تحاولين فعل ذلك " صمت قليلا ثم أضاف و هو يحدق اليها بتفحص , من رأسها الى اخمص قدميها " لكن لا تتأخري كثيرا , لأنني يؤسفني أن أعلمك أنك حتى لو لم تكوني حاملا سابقا , بامكاننا أن نبدأ الآن , و سيكون لدينا جنين بعد أيام , أنت طبيبة لا يعقل ألا تعرفي ذلك " ما قاله علي أفزع ملك بشدة , نظرة عينيه كانت مخيفة بل مرعبة , شحب وجهها و هي تحاول تفسير معنى ما قاله , و بدأت بالتراجع الى الخلف , و قد شعرت بخطر قادم , خاصة أن هذا الرجل يشعرها بالاختناق , كلما غطتها قامته و هو ينظر اليها بتسلط , دون تفكير استدارت فجأة و اختطفت زجاجة المصل الموصولة بيدها , و المعلقة على الخطاف الى جانب السرير , في رمشة عين حطمتها بضربها على الحائط خلفها , و وجهت قطعة الزجاج التي علقت في عنقها الى رقبتها كانت ملك ترتجف بأكملها , بعدما أدركت أن هذا الرجل يهدد بجدية بالاعتداء عليها , و جعلها حاملا رغما عنها لاستكمال خطته , لا تفسير آخر لكلامه و نظرته , حينها سيكون الموت أهون عليها , على الأقل ستموت بشرف " أنت محق أنا طبيبة لذلك أجيد التصويب في أماكن قاتلة , لا تقترب و الا حصلت على جثة قبل أن ترفع رجلك من هناك " قالت بصوت مرتجف و لكن بعينين ثابتتين , مهددة بالانتحار دون تردد , كانت تصوب الجزء الحاد من الزجاجة مباشرة على الشريان السباتي أية حركة ببضع مليمترات تحدث قطعا و نزيفا حادا , يؤدي للموت خلال ثوان قبل أية محاولة للاسعاف , ردة فعلها صدمت علي , لم يتوقع منها أن تتصرف هكذا , و لا أن تكون ردة فعلها بهذه الحدة , لكنها كانت تبدو على حافة الانهيار , و هي تبدو جادة جدا فيما تريد الاقدام على فعله ثبت علي في مكانه دون أن يدنو أو يتراجع , اختفت الابتسامة من على وجهه , و وقف يحدق اليها بعينيه الباردتين , و يده في جيبه متصنعا الراحة في النهاية هو يريد استرجاع ما يخصه , لا يريد الحصول على جثة , لن يستفيد بذلك شيئا استمر الاثنان في لعبة التحديق لثوان , و فجأة فهم علي ما الذي أثار أعصابها و أشعل غضبها , علت وجهه ملامح الاشمئزاز و القرف , و سارع لنفي شكوكها " هل تعتقدين فعلا أنني مهتم بك ؟ يا الهي هل تتوهمين أنني سأدعك تحملين طفلي ؟ آسف لتخييب ظنك , و لكنني رجل أعتز بنظافتي الشخصية , لا ألمس شيئا دنسه غيري و ألقاه " قال بذكاء حتى يدفعها للتراجع عما تهدد به , حسنا هو لم يقل أكثر من الحقيقة , بما أنه يعتبرها بائعة هوى , فهي على رأس لائحة أكثر الأشخاص الذين يكرههم في حياته , و بالفعل أرخت ملك يدها التي تحمل الزجاجة , و أخذت نفسا عميقا و أغمضت عينيها , صحيح أن الكلمات كانت مهينة و مذلة , لكنها على الأقل أشعرتها ببعض الأمان , تنهد علي بسرية هو الآخر , لكنه لم يسمح لها بالراحة لوقت طويل , و أضاف بطريقته المستفزة " لكن لا تقلقي , هناك مائة طريقة لجعلك تحملين اذا أردت أنا ذلك , فلا تستعجلي و لا داعي لتمثيل العفة لأن لا أحد هنا يصدقك " نظرت اليه ملك بعينيها اللتين اجتاحهما حزن و ألم عميق , بلغت قمة اليأس من النقاش معه , و كأنها تكلم جدارا لا يستوعب ما تقوله و تحاول شرحه , بدأت الدموع بالتجمع في عينيها , و صرخت في وجهه و هي تحدق اليه بحقد " أنت فعلا سادي مجنون " " و أنت لم تري الجنون على أصوله بعد " سارع للاجابة على كلامها بصوت هادئ , و قد وقع منظرها في عينيه , كانت تبدو بائسة جدا و منظرها يثير الشفقة , ارتجفت يده قليلا قبل أن يضم قبضته بشدة ليوقفها دون أن تكشف ملك تأثره , لم يطل علي التحديق طويلا , و سرعان ما استدار ليتلافى رؤية تلك النظرة في عينيها , رغم أنه رجل صلب كالصخرة , الا أن دموع الآخرين و توسلهم لطالما كانت نقطة ضعفه لكنه هنا لا يريد أن يتراجع أو يتأثر لأي سبب , هذه المرأة مدعية و ممثلة بارعة , و أكيد سبق و أن استخدمت هذه الطريقة ألف مرة على ضحاياها , و هو لن يسمح لها بالتأثير عليه , قال مذكرا نفسه بعدم اللين أثناء ذلك كانت ملك قد بدأت فعلا في ذرف الدموع , و بدأ صوت نحيبها يصبح أكثر وضوحا , لكن دون أن توجه كلمة أخرى الى هذا الرجل عديم الرحمة بقي علي يقف قرب الباب معطيا ظهره لها للحظات , أخذ نفسا عميقا أغمض عينيه لبرهة , حتى يرتب أفكاره التي يشوشها صوت البكاء خلفه , و دون أن يستدير ناحيتها , و لا أن يظهر أية بوادر للين قلبه اتجاهها قال بصوت مهدد " تذكري أنك بدأت هذه اللعبة , و لكن أنا من سينهيها , لذلك استعدي جيدا " خطا بعدها بسرعة فتح الباب و غادر الغرفة , تاركا ملك في يأس شديد , انهارت بعدها مباشرة على الأرض , تضم ركبتيها و تبكي بحرقة , بعد أن ألقت الزجاجة جانبا , دون حتى أن تبالي بالجرح , الذي أحدثته في كف يدها التي كانت تنزف بعد انصراف علي عاد الهدوء الى الغرفة , و ما لبثت أن دخلت احدى الممرضات التي تفاجأت بحالة ملك , و سارعت لمساعدتها بالعودة الى السرير , ثم أعادت تثبيت المصل مجددا حاولت الممرضة تهدئتها ببضع كلمات , و قامت بتضميد الجرح الذي بيدها , دون التعليق على شيء , أثناء ذلك دخل السيد عبد الحفيظ , كان قد حضر قبل ساعتين لكنها كانت نائمة , ففضل البقاء في البهو حتى يفتح لهما المجال للتحاور , بمجرد خروج علي من الغرفة حتى تبادلا حوارا سريعا , ثم طلب أن يراها للاطمئنان عليها " ابنتي لم تبكين هكذا , أنت مريضة لا تجهدي نفسك ؟ " بسماع صوت الرجل لاح لملك أمل آخر , فقد اعتقدت أن الكل تخلى عنها و ألا أحد يصدقها , بعدما قاله ذلك الرجل عنها , لم تتوقع أن يتبعها عبد الحفيظ الى هنا , جففت دموعها و جلست على حافة السرير " سيدي أرجوك صدقني , أنا لا أعرف من يكون ذلك الرجل , هو يقول بأنني أخذت منه شيئا لا أعرف حتى ما هو , و لذلك هو يقوم بكل هذا لاحتجازي " ابتسم الرجل بهدوء و اقترب منها , ربت على كتفها برفق يحاول مواساتها " اهدئي ابنتي و أنا متأكد أننا سنجد حلا " كان عبد الحفيظ يفكر بجدية , أن الأمر الذي أخذته ملك من علي , و تحاول ابعاده عنه هو ابنه , و هو يرى أن من حقه الدفاع عنه , لكنه لا يمكنه قول هذا الآن أمامها " هل ستساعدني ؟ " سألت ملك بكل يأس , و هز الرجل رأسه مع ابتسامة دافئة , و كأنه يحاول ارضاء طفلة باكية " أكيد أنت فقط تعافي , و أنا لن أدعك أبدا حتى تسوى كل الأمور " كانت كلماته مطمئنة جدا , وسط حالة الضياع التي تعيشها , أخرج بعدها هاتفا من جيبه " خذي هذا هاتفك الذي صادرته الشرطة " أخذت ملك الهاتف بكل لهفة , و قد تذكرت الآن فقط أنها لم تكلم والديها منذ مساء الأمس , فسارعت للاتصال بهما " ابنتي أين أنت , لم لا تردين منذ أمس قلقنا عليك ؟ " كانت والدتها متوترة و قد ظنت أن مكروها أصابها " لا شيء ماما لا تقلقي , البارحة كنت جد متعبة و نمت لوقت طويل أنا آسفة " كانت ملك تحاول أن تخفي اضطرابها و حقيقة وضعها , و لكن صوتها الحزين كان واضحا جدا كي لا تلاحظه والدتها , التي حاولت تكذيب احساسها " حسنا متى تعودين لقد بدأت أقلق ؟ لو أنك أخذت جواز سفرك الآخر , لحجزت رحلة الى أوروبا و منها الى هنا " رغم عدم ارتياحها لما قالته ملك , الا أنها لم ترد التشكيك في كلامها , فلا سبب لتكذب ابنتها عليها لم يسبق أن فعلتها في حياتها " ماما سبق و أخبرتك أن هناك مشاكل في الحجز " حاولت ملك طمأنتها مجددا و أضافت " في الحقيقة أنا الآن مع ممثل سفارتنا هنا , نحاول ايجاد حل لا تقلقي , ألست أنت من طلب مني أخذ عطلة طويلة ؟ " قالت مع ابتسامة مصطنعة لتهدئة بالها , و تظاهرت والدتها بالارتياح , و قد أخفت ما تشعر به من قلق " حسنا حبيبتي لا تغفلي عن هاتفك , أعلمينا بكل المستجدات و اذا تعسر الأمر سيقوم والدك بالتدخل " " حاضر ماما لا داعي لازعاج بابا , هنا يقولون أن الأمر معتاد , و لن يأخذ أكثر من 48 ساعة " قالت ملك بتوتر فآخر شيء تريده أن يتدخل والدها , لأنه سيعلم مباشرة بحظر السفر , و كل تلك الأكاذيب التي يرددها ذلك المجنون هي تريد ايجاد حل أولا و العودة بهدوء , و لن تسمح بتورط والديها , الا اذا وصلت الى طريق مسدود , متمنية أن تكون مهلة اليومين اللذين ذكرتهما كافية بعد أن أنهت ملك المكالمة تنهدت ثم استدارت لعبد الحفيظ " ماذا الآن سيدي ألا يمكنني استعادة جواز سفري على الأقل ؟ " بدت قلة الحيلة على وجه الرجل و أجاب بكل لباقة " المحامي حاليا يقول أن ذلك غير ممكن , الا بتنازل زوجك عن الطلب , لكننا يمكن أن نقصده لاحقا , للتحاور و مناقشة التفاصيل لايجاد حل , أنت ارتاحي اليوم و غدا اصطحبك لرؤيته " ردت ملك سريعا باستياء " ذلك الرجل ليس زوجي , أقسم على ذلك سيدي " " لا بأس يا ابنتي لا تتوتري , أعدك أن نجد حلا في أقرب وقت " قال محاولا مجاراتها لم يرد أن يعاندها , حتى لا تنهار مثلما حدث صباحا , هزت ملك رأسها موافقة ثم راقبت ما حولها " أنا لا أريد البقاء هنا علي الخروج من هذا المشفى " هي لا تريد رؤية وجه ذلك الرجل مجددا حتى لو اضطرت الى الفرار و الاختباء , بقاؤها هنا يعزز فرصه للعودة , و ازعاجها باسماعها كلامه السام " الطبيب قال ان بامكانك المغادرة اذا رغبت , لا شيء خطير في حالتك , هذه أمتعتك غيري ملابسك و سنذهب مباشرة " وافقها عبد الحفيظ و أشار الى الأمتعة , التي حملها كريم من القسم و وضعها أمام الباب , غيرت ملك ملابسها بسرعة , و حملت حقائبها و غادرت مع عبد الحفيظ , بالخروج من المستشفى تذكرت أمرا هاما " سيدي أنا لا أحمل أية بطاقة هوية غير جواز سفري المحجوز , هل يمكن ايجاد طريقة للاقامة في فندق أو حجز شقة " نظر اليها الرجل بجدية و أجاب " ممكن اذا ضمنتك السفارة , لكن أنت لا تعلمين الى متى ستبقين , ستكون المصاريف كبيرة جدا " عبست ملك بعدما أشار الى امكانية بقائها مطولا هنا , و ردت بصوت خافت " و لكنني لا أملك مكانا أذهب اليه " شعر عبد الحفيظ بقلة حيلتها " أعلم ابنتي لا تقلقي أنا سأتدبر الأمر , لنغادر تأخر الوقت " بدا الرجل مراعيا جدا لها و لحالتها النفسية , ركبا بعدها سيارته و رحلا . 😘💞💞 ........ | ||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ، |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|