11-09-20, 08:43 PM
| #174 | |||||
 
|  اقتباس:
شكرا كثير على التشجيع 💞💞💞 البارت بعد قليل راح يجيب عن اسئلتك 😉 اتمنى ما تخيب توقعاتك 🤗 | |||||
|  |
|
11-09-20, 09:14 PM
| #176 | ||||
| البارت السادس و الأربعون لديها رجل حقيقي " من فضلك سيدي احترم نفسك , و أفلت يد موظفتي " قال جان بصوت هادئ محاولة السيطرة على الموقف , دون التسبب في فوضى أكثر مما حصل , منع نفسه من التقدم و افتكاك ملك من يد هذا الرجل , لكن عينيه كانتا غاضبتين جدا , و قد استفزه منظر ملك المغلوبة على أمرها , و علي يجرها دون هوادة , معتقدا أنه يحاول التحرش بها . توقف علي فجأة عن التقدم , حينما سمع ما قاله جان , استدار ناحيته رافعا حاجبه باستنكار , و تأمله من رأسه الى اخمص قدميه , جان شاب أشقر وسيم , في نفس طول علي تقريبا , بجسم رياضي و ملابس أنيقة , مع نظرة حادة في عينيه , مما أثار فضول علي فجأة لمعرفة من يكون ليتدخل " و من حضرتك ؟ " سأل علي بلهجة ساخرة , دون أن يطلق يد ملك كما طلب منه , بالعكس ضغط عليها أكثر لدرجة ايلامها , و هو لا يعرف لم رؤية هذا الرجل , تضغط على أعصابه بشدة , و تستفز خلايا دماغه بطريقة مريبة , تجعله يرغب في لكمه , الى أن تتورم هذه العيون الخضراء التي تشبه عيون الفتيات . رد جان بنفس الهدوء السابق , و لكن بلهجة أكثر حدة تشبه الأمر " أنا صاحب هذا المطعم , و أنت تتحرش بعاملتي , لذلت أطلب منك أن تفلت يدها فورا " ابتسم علي بطرف فمه , بسماع ما أمر به الشاب , و دب القلق في قلب ملك , هي تعرف جيدا هذه الحركة , فهي بعيدة كل البعد عن كونها مجرد ابتسامة , بل اشارة الى أن بركانا على وشك الانفجار , و عادة لا يوقفه شيء عن جنونه , لكنها تدرك قلة حيلتها و ألا شيء بامكانها فعله , فاكتفت بسحب يدها من يده , و لم يصر هو على استرجاعها هذه المرة . " لا أعتقد بأنني أحتاج اذنك لاصطحاب زوجتي " رد علي بلهجة متحدية , تثير الرعب في قلب من يقف في طريقه , متعمدا ترك فاصل زمني قبل كلمة زوجتي , لمراقبة ردة الفعل أمامه فجأة صمتت كل الوشوشات من حولهم , و تركزت الأنظار على ملك التي احتقن وجهها , عضت على شفتها باحراج و خفضت رأسها , متجنبة النظر في عيني جان , بسبب شعورها بالخجل للكذب عليه . هذا الأخير ظهرت الدهشة في عينيه , حينما تحركت نظراته بين الاثنين , محاولا استبيان الحقيقة من الكذب , و معطيا اجابة شافية لفضول علي , الذي افترض عدم معرفته بالأمر , و زادت ابتسامته الساخرة عمقا . بلع جان ريقه و سرح في أفكاره " هي لم تقل أنها متزوجة سابقا , حتى في استمارة توظيفها سجلت أنها عزباء , و الجميع يناديها آنسة دون اعتراض منها , هي حتى لا تلبس خاتم زواج , و لكنها تقف هناك صامتة , و لا تنفي ما يقوله هذا الرجل " ثم أشاح بنظره ناحية علي مجددا متفحصا اياه " لا يبدو بأنه رجل يحتاج أن تعمل زوجته لتسديد ديونه , فما يرتديه يساوي ثروة , من الحذاء الى نظارات الشمس , حتى العطر الذي يضعه بامكانه تخمين قيمته , التي تعادل ما يجنيه محله خلال أسبوعين , اضافة الى أنه شبه متأكد , أنه رأى وجهه في مكان ما , لكن واضح أن انكارها لوجوده , له علاقة بأمور أخرى خاصة و غامضة بينهما " و عاد جان للتحديق في ملك , التي كانت تتمنى أن تنشق الأرض و تبتلعها , و هي لا تعرف لم يكون لهذا الرجل , علاقة بكل مواقفها المحرجة و المهينة . تمالك جان نفسه سريعا و وضع أفكاره بعيدا , و أجاب بهدوء يخفي خيبة أمله " و ان يكن سيدي , ذلك لا يغير في الوضع شيئا , حتى و ان كانت السيدة زوجتك , لا يمكنك اجبارها على مرافقتك , ان لم ترغب في الذهاب معك , لذلك تنحى لو سمحت , قبل أن أتصل بالشرطة و أبلغ عنك " فجأة رفعت ملك عينيها ناحية جان , لم تتوقع أنه سيكون شهما الى هذه الدرجة , و يدافع عنها أمام علي رغم كذبها عليه , و زاد شعورها بالخجل من نفسها , لأنها خدعت رجلا مثله نظرت ملك اليه بعينين ممتنتين , فيم هز جان رأسه ليؤكد لها موقفه , كان الرجل يقف بكل ثقة و أنفة , يكتف يديه على صدره في تحد واضح منه لعلي , صحيح أنه لا يفهم ما الذي يجري بين هذين الاثنين , لكنه يعرف أن ملك امرأة محترمة , و لا تستحق الا كل الاحترام , و هو لا يملك الا أن يساندها , لن يسمح أن تتعرض للاهانة , ممن يقول أنه زوجها و يكتفي بالمراقبة . بملاحظة علي لتغير ملامح ملك , و اصرار جان على موقفه , مع نظراته المعبرة ناحيتها , زاد غيضه و قد أصبحت لديه تهمة عنف منزلي للتو . لكنه ابتسم مجددا و أخذ نفسا عميقا , ثم انحنى عليها و همس في أذنها , متعمدا التصرف بحميمية تحت أنظار الشاب " هل تريدين أن نستدعي الشرطة كما طلب , يا زوجتي العزيزة ؟ " قال في محاولة منه الظهور بمظهر المتساهل , لكنه كان تهديدا أكثر منه سؤالا , مع نظرة تشفي في عينيه السوداوين , اللتين صارت تكرههما بشدة ارتعبت ملك من الاقتراح المزيف , انقبض قلبها و شحب وجهها فجأة , و سرت رعشة في سائر جسدها ( ان تدخلت الشرطة فسيعرف جان بأمر القضية , و ستكشف كذبتها كلها ) هذا ما كانت تقوله عيناها , لذلك أضاف علي و قد أدرك تأثيره عليها " أو ربما تريدين البقاء هنا , مع هذا البطل المدعي ؟ " نظرت اليه ملك نظرة متألمة , ارتجف لها قلبه لكنه لم يظهر أي تردد فيما قاله , هو يعرف جيدا وضعها البائس , فرغم أنها لا تطيقه و تكره البقاء معه , الا أنه هو ملاذها الوحيد , لا مكان آخر لديها لتذهب اليه , و قضيتها كلها في يده . في المقابل هي لا يمكنها الاعتماد على جان , فقد يتوقف عن مد يد المساعدة لها في أية لحظة , خصوصا اذا اكتشف القصة بأكملها , كما أن بقاءها هنا قد يجلب له المتاعب , فعلي ليس رجلا يتلاعب به أو يسامح في تحديه , و اغضابه ستكون نتائجه وخيمة , و هي لن تسمح أن يتأذى جان بسببها . أخذت ملك نفسا عميقا , لتهدئ قلبها الذي يحثها على ضربه في منتصف وجهه , أشاحت بنظراتها العاتبة عن وجهه المستفز , ثم خطت نحو جان بهدوء , متجاهلة نظرات علي المستاءة منها , وضعت ملك الكراسة التي في يدها على الطاولة , و خلعت المئزر الذي تلبسه و ناولته اياه " شكرا لك على منحي الفرصة للعمل هنا , و شكرا على ثقتك الكبيرة , أنا آسفة على احداث كل هذه الفوضى , و أعدك أن الأمر لن يتكرر " قالت بصوت هامس , و لكن واضح لمن حولهما . كانت ملك تتكلم بابتسامة خفيفة تخفي توترها الكبير , جسمها الصغير وجهها الشاحب , صوتها المرتجف و عينيها الدامعتين , تجعل الواقف أمامها يرغب باحتضانها لحمايتها . لكن جان تمالك نفسه , مانعا يديه من أن تطالها , و ابتسم هو الآخر لها متجاهلا وجود علي , الذي أصبحت نظراته قاتلة , و وجهه أسود بسبب غضبه المتزايد . " لا تقلقي لم يحدث شيء , ثم أنت تستحقين الثقة " قال بنبرة حنونة جدا , ثم اختطف نظرة جانبية سريعة ناحية علي و أضاف " و تذكري اذا احتجت أي شيء لاحقا , لا تترددي في طلبه , أنا دائما متوفر للمساعدة " كانت الكلمات موجهة للرجل الثائر , الذي يقف متخصرا مستعدا للقتال , أكثر مما هو لملك نفسها " شكرا لك جان , أقدر ذلك كثيرا " لم تجد ملك غير كلمة الشكر , لتعبر له عن امتنانها الكبير دس بعدها جان يده في جيبه , و أخرج مبلغا من المال وضعه في يد ملك , و شد عليها بقوة مستفزا علي أكثر " هذا راتب الأيام الماضية " كان امساكه ليديها بتلك الطريقة الودودة , بمثابة القطرة التي أفاضت كأس صبر علي , و رغم أنها سارعت لسحبها , الا أنه كان على وشك الانفجار , و تحطيم كل ما يحويه المحل فوق رأس صاحبه البغيض . هو قبل قليل قال أنها زوجته على الملأ , ثم ها هي تقف الآن و تتغازل مع هذا الشاب المتملق , تبتسم له و هو يمسك يدها تحت أنظار الجميع , دون أي احترام لوضعه , تسارعت أنفاس علي و نبضات قلبه , و قد فهم الآن فقط سبب اصرارها , على العمل هنا و اخفاء الأمر عنه , أو هذا ما صوره له عقله المتملك , فقد تكون العلاقة بينهما من أغرب العلاقات , و لا شيء يربطهما حقيقة غير عقد مزور , و لكن تملكه المجنون , لا يمكنه الا أن يصور له أن ملك تخصه , و حتى ان لم يرد شيئا معها , لا يمكن لرجل آخر أن ينظر ناحيتها نظرة واحدة , حتى و ان كانت نظرة تعاطف و شفقة . قبل أن يفكر علي في جرها مجددا و كسر ذراعي جان , خطت ملك مهرولة الى خارج المحل بنفسها , دون أن تعيره اهتماما . تريث علي قليلا يرسل نظرات تهديد لغريمه , ثم تبعها هو الآخر للمغادرة , لكن جان وقف في وجهه مجددا , و قال بكلام هامس لم يسمعه الا هما " لا تتنمر عليها , هي ضعيفة صحيح و لكنها ستجد مائة رجل ليحميها " كان تهديده واضحا و لم يكن علي ليقبل به , فأجاب بشدته المعهودة " لا تقلق لديها بالفعل واحد حقيقي , لا تحتاج المائة " مع نظرة تحد تقول اهتم بشؤونك أو ستدفع الثمن غاليا , ثم غادر بعدها دون اضافة كلمة أخرى . تقدم جان مجددا محاولا اللحاق بهما , حتى يعرف الى أين يأخذها هذا المتسلط , و قد شعر بالقلق عليها و آلمه قلبه , لكن تينا اعترضت طريقه , و وضعت يدها على صدره لمنعه من المغادرة , حدق اليها جان باستنكار دون ردة فعل مبالغة , يكفي العرض الذي حصل قبل لحظات " لنتحدث قليلا " قالت تينا في محاولة للتدخل , ألقى جان نظرة على باب المحل , ثم هز رأسه بالموافقة , و عاد أدراجه مثقلا الى مكتبه اعتذرت تينا بلطف من الزبائن المتواجدين , عن الفوضى التي حصلت و لحقته الى هناك " ما الذي كنت تفكر في فعله ؟ " سألته باستهجان و بلهجة تأنيب , مرر جان يده على شعره بتوتر و أجاب " كنت فقط أود الاطمئنان أنها بخير " " هل تعرفت عليه ؟ " فاجأته بسؤالها و قطب جان جبينه , محاولا استحضار ذاكرته دون جدوى " لا أدري رأيته في مكان ما , لكنني لا أتذكر أين فذهني مشوش جدا " " علي الشراد ألا يعني لك شيئا ؟ " سألته تينا بوضوح و تركت له الوقت للاستيعاب , اتسعت عيناه فجأة و بدت الصدمة على ملامحه " رجل الأعمال ؟ " سألها بدهشة و هزت هي رأسها , و أضافت على كلامه للتأكيد " الملياردير تنين البورصة و سوق المال , أو لوح الثلج كما تسميه الصحافة " مسح جان على وجهه غير مصدق لما أدركه للتو , بدا يائسا مما آلم تينا , التي دنت منه و حاولت مواساته " اسمعني جان أنا أكثر من يعرفك , فأنا كما تسميني رفيقة درب نجاحك , و أتمنى لك كل الخير الذي في العالم , أعترف أن ملك شابة بمواصفات مميزة جدا , و أدركت أنك معجب بها منذ اللحظة الأولى , حينما قررت مساعدتها خارج القانون , أنا شخصيا كنت سأدعمك في أية خطوة في هذا الاتجاه , لكن ما حصل قبل دقائق غير الوضع " قاطعها جان بنبرة حزينة " لكن واضح أنها لا تريده و لا تطيقه " " و بعد ؟ هل أنت من سيتدخل لافتكاكها منه مثلا ؟ هل ستواجهه و تخسر كل ما شقيت لتحقيقه طوال عمرك ؟ و مقابل ماذا ؟ مشاعر من طرف واحد اتجاه شابة عرفتها ليومين , من أجل امرأة لم تأتمنك حتى لتخبرك أنها متزوجة , و لم تقل غير الأكاذيب المتتالية منذ وصولها هنا ؟ " كانت تينا تحاول ثنيه عن التهور و التدخل فيما لا يعنيه , رغم أنها تدرك أن ملك تستحق هذه المغامرة , لكن ليس مقابل مستقبله و حياته , صمتت بعدها قليلا و أضافت " قد لا تصدق وجهة نظري , لكن أنا لا أعتقد أن رجلا مثله , ملك في مجاله سيتنازل و يأتي هنا , معرضا نفسه للفضيحة من أجل امرأة يكرهها , بالعكس أعتقد أنه يحبها و متعلق بها , و الا لكان صفعها و جرها من شعرها أمامنا , و أهانها بعدما فعلته من ورائه , لكنه أبدى صبرا كبيرا و لم يقلل من احترامها " حدق اليها جان بيأس , محاولا هضم ما قالته و اعترض مجددا " لكن كان واضحا أنها لا تتحمله " " لا يمكنك الجزم في أسرار علاقة رجل بزوجته , قد يكونا اختلفا لسبب ما و هو عاد الآن لاستعادتها , لا يهم أين ستنتهي علاقتهما , الأهم أنك لا يجب أن تتورط , و أنا أضمن لك لو كانت ملك تحمل لك أية مشاعر من أي نوع , تأكد أنك ستكون أول رجل , ستلجأ اليه بعد الانفصال عنه مما رأيته منها , لذلك بامكانك الانتظار بصبر , لكن لا يمكنك أن تتقدم و تجتثها من بين يدي هذا التنين , لأنك الوحيد الذي سيتأذى فكر جيدا عزيزي لا أريد لهذا الأمر أن يحطمك " ربتت بعدها بحنان على ذراعه , و عادت الى القاعة لخدمة الزبائن . حدق جان الى أثرها للحظات , قبل أن يلقي بجسده المتعب على كرسيه , محاولا هضم أن يفقد ملك هكذا بكل بساطة , و هو الذي اعتقد أنه وجد فتاة أحلامه أخيرا , بعد كل الشقاء الذي عاناه في حياته . . . . بالخروج من المحل لمحت ملك كريم , يقف أمام سيارة علي التي تعرفها جيدا , و الذي سارع لفتح الباب الخلفي لها للركوب بمجرد أن رآها , لم تعترض ملك هذه المرة و ركبت بكل هدوء , لكن بمجرد دخول علي السيارة من الجهة الأخرى , حتى أشاحت بوجهها ناحية النافذة , أسندت رأسها الى الكرسي و أغمضت عينيها , متفادية الدخول معه في نقاش آخر , كانت تضع يدها على بطنها و تضغط برفق , محاولة التخفيف من الألم و التقلصات التي تعانيها منذ الصباح . قاد كريم السيارة ناحية البيت , وسط صمت مطبق في الخلف , هو لم يعرف تفاصيل ما حصل داخل المطعم , الا أن ما رآه عبر واجهة المحل الزجاجية , تنبؤه أن مواجهة دامية في طريقها الى الحصول , هو منذ عرف علي لم يره يتقاتل مع أحد , بقدر ما رآه يفعل مع ملك منذ أول لحظة , كأن هذه المرأة تملك زر التحكم الأحمر , الذي يثير أعصابه و يشعل فتيل غضبه . علي بدوره لم يقل شيئا , أشاح بوجه هو الآخر للنافذة , و قد بدا مستغربا لحالة الهدوء التي تظهرها ملك , كان يتوقع أن تثور في وجهه , و تسمعه كلاما قاسيا كما تعودت , لكن تصرفها بتجاهله تماما , كان غريبا و طريقة جديدة للتعامل بينهما , لكنه لم يعلق بكلمة و التزم الصمت . بعد نصف ساعة دخلت السيارة باحة البيت , و بمجرد أن توقفت فتحت ملك الباب , و نزلت مسرعة ناحية المدخل . لكن علي نزل خلفها مباشرة , و دون أن يعطيها فرصة للاستمرار بتجاهله , أمسك ذراعها و جرها ناحية مكتبه , فيما بقي كريم خلف مقود السيارة , لا يعرف أين يذهب أو ماذا يفعل . بمجرد أن لامست أصابع علي ذراعها , عادت ملك للاستياء مجددا " أنت أترك يدي , أخبرتك مائة مرة ألا تلمسني , ثم لم تجرني بهذه الطريقة المهينة في كل مرة ؟ " كانت ملك تتلوى محاولة التخلص من قبضته , و لكنه لم يفلتها الا بعد دخوله المكتب , وقف بعدها قبالتها متخصرا , قاطعا عليها طريق الخروج , و طبعا لم يفوت التعليق على ما قالته " فعلا ؟ جيد اذا أنك بدأت تشعرين بالاهانة , أو أنك لا تفعلين الا اذا أمسكت أنا بيدك أو لمستك ؟ لكن الباقين لا بأس تتقبلين ذلك بابتسامة غبية " صرخ علي في وجهها باستياء شديد , و قد كان يشير بكل وضوح , الى امساك جان بيديها دون اعتراض منها . لكن ملك كالعادة لا تفهم ما الذي يقصده , و اكتفت بالوقوف هناك دون قول كلمة واحدة , و هي تحضن نفسها و ترمقه بنظرات حاقدة , تريد أن تسمع كل ما يريد قوله و تنتهي من الموضوع , ما دامت تعرف أن لا مجال لتفادي الأمر . أخذ علي نفسا عميقا محاولا ضبط أعصابه , حتى لا يعود و يهشم وجه ذلك المغرور , وضع يديه على خصره مجددا و انطلق صوته " هل يمكن أن تشرحي أيتها المرأة المحترمة , ما الذي يدور في رأسك هذا حتى فعلت ما فعلته ؟ " قال بهدوء زائف ردت ملك هي الأخرى بهدوء و لكن بنبرة الواثق " لم أفعل شيئا , احتجت عملا و حصلت على واحد , و لا أفهم لم تهتم بما أفعله من الأساس " زاد غضب علي لاجابتها المستفزة , و علا صوته مرة أخرى " فعلا ؟ ألا تشعرين بالخجل لفعل ما فعلته ؟ " قطبت ملك جبينها مستنكرة تعليقه " لم تتحدث و كأنني قمت بشيء مشين ؟ أنا لم أذهب للعمل في ملهى أو مكان مشبوه , أنا عملت في محل محترم , كنت أرتدي مئزرا و ليس بدلة رقص " قاطعها علي بنرفزة كبيرة " يا الهي هذا ما كان ينقص هاه , آخر ما كنت أتوقعه أن زوجة علي الشراد تعمل نادلة , و كل من سولت له نفسه يأمرها لخدمته " قال علي و كأنه يكلم نفسه , ثم وجه كلامه ناحية ملك المغتاضة , التي كانت تحاول السيطرة على نفسها , و عدم القفز ناحيته و لكمه " ألم تفكري للحظة أيتها الذكية , أن بامكان أي أحد أن يتعرف عليك , و تتسببي لي في فضيحة ؟ لم تنسين دائما أنك محسوبة علي ؟ " ارتفع صوته بحدة في آخر كلمتين , رغم ذلك كان رد ملك هادئا على غير العادة " هل يمكن أن تتوقف عن الدراما التي تفتعلها ؟ أنا لم أختر أن أكون محسوبة عليك , لم أوافق يوما على هذه العلاقة المزيفة بمحض ارادتي , لذلك لا يمكنك اجباري على الالتزام ناحيتها " كانت لهجة الاستياء واضحة , جعلت علي يفقد صبره و يتقدم ناحيتها " و لهذا السبب تريدين التخلص منها بهذه الطريقة المنحطة ؟ ألهذا كنت تقفين هناك , و تتغازلين مع من هب و دب , متناسية بأنك زوجتي ؟ " علي يتعمد قول هذه الكلمة كلما أراد استفزاز ملك , لأنه يعرف تأثيرها عليها , خاصة اذا وضعها مع اتهام مماثل , و حصل على ما أراده " أولا متى رأيتني أتغازل مع أحد ؟ ثانيا أنا لست زوجتك و لن أكون أبدا على جثتي , و اذا أردت ألا تتعرض للاحراج بسببي , توقف عن التجول في كل مكان معلنا ذلك , لأن لا أحد يعرف بالأمر من الأساس " زاد توتر ملك أثناء النقاش بسبب تعنته الغبي , مما زاد حدة الألم الذي تشعر به , و داهم عرق بارد جبهتها و يديها . لكن ما قالته أغضب علي أكثر , و حدجها بنظرة مستنكرة مصدومة " يا الهي هل تشعر هذه المجنونة بالعار , لأنه يخبر الآخرين أنها زوجته ؟ ياللهول لم يعرف أنه سيعيش ليشهد يوما كهذا " همس بينه و بين نفسه في السابق حينما كانت تنتشر اشاعة , عن علاقته باحدى المشاهير من النساء , كن يستغللن الفرصة و يتباهين في كل مكان , و لا ينفين الأمر الا اذا نفاه هو بنفسه , و هذه المرأة المجنونة الحمقاء , تقف أمامه غاضبة لأنه يقول ذلك , و هو الآن يرغب فعلا في خنقها و تعليقها من رجليها . لكنه تمالك نفسه بعناء , ابتسم ابتسامته الغاضبة , و غير الموضوع للسيطرة على الحوار أو التناحر الدامي بينهما " يبدو أنك تنسين اتفاقنا آنسة ملك , حيث لا يحق لك العمل في مكان آخر , أو أنك تفعلين ذلك عمدا لفسخ العقد " قال بسخرية مشيرا الى شرط الليلة الواحدة . اتسعت عينا ملك من الصدمة , و قد تذكرت مالذي يعنيه فسخ الاتفاق , شعرت بالخوف و سارعت للاعتراض " لا يحق لك الغاؤه , أنا فقط أردت الاعتماد على نفسي و الحصول على مدخول مناسب , لا شيء يتعارض مع اتفاقنا , اسأل خالة فاطمة اذا أردت , أنا أقوم بكل الواجبات التي تعطيني اياها دون تأخير " و سارع علي للمعارضة هو الآخر " اذا أردت راتبا كما تقولين , لم لم تأخذي ما عرضته سابقا , بدل الذهاب و اذلال نفسك , و التسكع هنا و هناك ها ؟ " هزت ملك رأسها بتقزز " لا أريد مالك و لا أي شيء آخر منك , فقط دعني و شأني ألا تفهم ؟ " استفزته الكلمات و دنا منها أكثر " يعني تقبلين بضع دراهم من ذلك المتخلف , و لا تقبلين الأخذ مني ؟ أو لأنه ابتسم أمامك مثل الأخرق , و أمسك يدك لا تستطيعين الرفض ؟ أو ربما لأنه سبل عيونه الملونة , و تحدث معك بلهجته المغرية فماله أفضل ؟ " ظهرت ملامح التشوش على وجه ملك , هي لا تفهم لماذا يلمح هذا المجنون منذ وصلا , الى وجود علاقة بينها و بين جان و لم يهتم من الأساس ؟ و لكنها وصلت حدها من التحمل , و هذا الرجل يقف أمامها كالحائط , و يمطرها بوابل من الاتهامات تزيد في حدة تشنجاتها . فجأة رشقته بالمال الذي كانت لا تزال تصره في قبضة يدها , و الذي ضرب على صدر علي ثم تناثر على الأرض , و أجابت على أسئلته بمرارة واضحة " أجل بامكاني أن آخذ مالا من أي شخص آخر الا أنت , بامكاني أن أتسول ما أحتاجه و لا أمد يدي لك أتعرف لماذا ؟ " سألته و حدقت الى وجهه باشمئزاز ثم أضافت " لأنني أقرف منه و منك , لأن لا أحد آخر غيرك وصفني باللصة الطماعة و منحطة الأخلاق , التي تبيع نفسها مقابل المال , لأن ذلك الرجل المدعي كما سميته يحترمني و .. " علا صوت ملك لأول مرة منذ دخولهما المكتب , و لكنها لم تكمل جملتها , حيث علت ملامح الألم وجهها , مع بعض العرق على جبينها , و هي تضع يدها على بطنها , دون أن يلاحظ الرجل الواقف أمامها شيئا , حيث كان منغمسا في سخطه من رفضها المتكرر . جفل علي لجوابها فهو لم يعتقد أنها ستقول هذا , و لكنه التزم الصمت و قد أدرك أنها وصلت حدها . تأمل وجهها للحظات , ثم خفض صوته أخيرا و تحدث بنبرة باردة " خلاصة القول لن تعودي الى هناك , و لا الى أي مكان آخر للعمل " هو لن يسمح لذلك الأشقر و لا لأي رجل آخر , بلعب دور الفارس المنقذ , لأنها ببساطة لا تحتاجهم و قاطعته ملك فورا " لا يمكنك منعي , أنا حرة لست جارية لديك " قالت بلهجة متحدية جعلت علي يبتسم مجددا و صعد كعادته " حسنا أنت حرة أكيد , لكن لا أعتقد أن محل أحدهم سيصمد أكثر من ساعتين أمام عاصفة غضبي , باشارة من أصبعي سيتبخر كالسراب , و لا تلوميني اذا وجدت ذلك المتخلف , يشحذ أمام الجوامع ابتداءا من الغد " هذه نقطة ضعفها التي اكتشفها علي و يجيد استغلالها , هو يعلم كم أنها تكره أن يتأذى الغير بسببها , و هو لن يتردد في استخدامها للضغط عليها بسماع تهديده ظهر الخوف في عيني ملك , هي تعلم أنه متهور و قاسي القلب , و قد يفعلها حقيقة دون تردد " هل جننت ؟ لا يمكنك فعل ذلك " أدرك علي أن تهديده أفلح , اقترب منها خطوة أخرى , محدقا في عينيها و همس بتحد " جربيني اذا " طبعا ملك تعرف أكثر من أي شخص آخر معنى هذه الكلمة , قطبت جبينها مستنكرة و نهرته " أنت أكثر رجل متسلط رأيته في حياتي " " جيد اذا أنك تدركين ذلك , فتوقفي عن العناد و تحدي صبري " أغمضت ملك عينيها و هي تطأطئ رأسها , توقفت عن الجدال و مسحت جبينها , في اشارة منها للتراجع , مما أرضى غرور علي " و الآن جوابك ؟ ليس لدي الكثير من الوقت لتضييعه " قال علي باستعجال يريد قرارا قبل أن تعود في كلامها . و لكن قبل أن تفتح ملك فمها , رن هاتفه كان كريم المتصل , ضغط علي الزر للاجابة عليه , بعدما أشار لملك بانتظاره لكنه بمجرد أن استدار قالت " أحمق " بصوت منخفض و غادرت المكتب , ضاربة بتهديداته عرض الحائط " نعم كريم " " سيدي اتصل المحامي عطية , يقول بأن الطبيبة تم استدعاؤها من قبل قاضي التحقيق , لسماع أقوالها في القضية و الموعد بعد يومين " تنهد علي و قد نسي الأمر تماما " حسنا أخبره أنها ستكون هناك في الموعد " " حسنا سيدي , هل نغادر أو أتصل لتأجيل الاجتماع ؟ " كان علي في طريقه الى أحد المواقع من أجل المعاينة , قبل اللحاق بملك و دخوله في جدال معها و الآن ألغي الأمر و عليه أن يغادر , ليدرك الاجتماع الهام بعد ساعة . " لا لا تلغي شيئا , سأخرج بعد دقائق " بعد اغلاق الخط أراد علي أن ينهي الأمر سريعا , و يحصل على تعهد من العنيدة بعدم تكرار الأمر , و لكنه فوجيء بنفسه يقف وحده هناك , و سرعان ما غادر المكتب يبحث عن المرأة الفارة متوعدا " اذا اعتقدت أنها ستتجاهل كلامي , فهي واهمة صاحبة الرأس المتحجرة " تمتم بينه و بين نفسه مهددا , و لكنه توقف في مدخل المطبخ , حينما سمع فاطمة تتحدث مع ملك , و هي تقف متكئة على الطاولة هناك , فيما كانت المرأة تناولها كأس ماء " ابنتي اذا كان الألم سيئا , أستدعي طبيبا أو نذهب الى المستشفى ؟ " المهم لا ينقصنا الا الرشاشات و المدافع هنا 😉 بارت مطول نسبيا لعيونكم 😉 😘💞💞 ......... | ||||
|
| |
|
11-09-20, 09:54 PM
| #177 | ||||
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 30 ( الأعضاء 11 والزوار 19) ملك علي, sona81, Kokinouna, نور الدنيا, عشقي لديار الخير, zezeabedanaby, أم نسيم, أم أحلام, منيتي رضاك, Berro_87, ملك اسامة شكرا لاهتمامكم الجميل ❤️❤️❤️❤️❤️ | ||||
|
| |
|
11-09-20, 10:18 PM
| #178 | ||||||||
| شخصية علي فعلا منرفزاني قاع الشي اللي عملو فيها لا و شكك فبرائتها و مع الآخر يقولك علاش كارهتني وانا الف وحدا تتمناني و بلا بلا بلا الله لا تربحه دمر حياة الطفلة و لا مرة اعتذر و بعدها عن اهلها و بلدها فعلا مغرووووور😡😡😡😡😡 بالعكس منه ملك شخصيتها روعة قوية و شجاعة متمنية انها ماتتغير وتروح تطيح فيه بسهولة و ان شاء الله ما يزوجهاش حتى ترجع لبللدها و يرجع يزحف وراها زحف و عي ولا معبراه لانه فعلا مستفز يااااااريييت ياملك بليييييييييز مع انه الرواية منتهية و هذي إعادة تنزيل انه والدها يعرف الحقيقة كاملة و انه علي عذبها نفسيا لانه ولا حاجة تستااااهل كسرة الوالدين فبنتهم خاصة الاب الروااااية روعة و الأحداث اروع و لو اني عندي عتب صغير وهو انه فصووول قصية و قفلااااتك تجنن و حمااااس مع انه التنزيل يومي و احيانا ما بصبر💖💖💖💖💖💖💖💖💖🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺 | ||||||||
|
| |
|
11-09-20, 10:26 PM
| #179 | |||||
| اقتباس:
😅😅😅بالراحة صحتك بالدنيا 😊😊 صح شخصية علي مستفزة لكن هذا هو لب الموضوع لان مشاعره هي اللي راح تغير من طباعو و بعد عدة بارتات مش راح تعرفيه 😉 شكرا على الاطراء الجميل تفرحوني و الله 💞💞💞💖❤️ | |||||
|
| |
|
11-09-20, 11:27 PM
| #180 | ||||
| فصل أكثر من رائع متحمسة لأرى علي يقع ويتخبط بأسلوب ملك الراقي ثقافتها اصلها كبريائها ونقائها وحبها لمساعدة كل من يحتاجها كلها كالمغناطيس الذي يجذب علي اليها وتصريحه لأكثر من شخص بأنه زوجها دون ان يشعر وبالمقارنة بينها وبين غيرها من النساء المتهاتفات إلى النيل منه ومن ثروته تترجح الكفة إلى تالفة أعصابه طبيبته العنيدة زوجته الحسناء ملك ... شكرا ملك علي بانتظار البارت القادم بشوق... | ||||
|
| |
 |
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ، |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
678Likes
العرض العادي
