آخر 10 مشاركات
للقلب رأي أخر-قلوب أحلام زائرة-لدرة القلم::زهرة سوداء (سوسن رضوان)كاملة (الكاتـب : زهرة سوداء - )           »          هل يصفح القلب؟-قلوب شرقية(33)-[حصرياً]للكاتبة:: Asma Ahmed(كاملة)*مميزة* (الكاتـب : Asmaa Ahmad - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          أغلى من الياقوت: الجزء الأول من سلسلة أحجار كريمة. (الكاتـب : سيلينان - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          39 - ابنة الريح -روايات أحلام قديمة (الكاتـب : فرح - )           »          [تحميل] الــخــوف مــن الــحــب للكاتبة : bent ommha (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          عذراء في ليلة زفافها (22) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree678Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-09-20, 11:37 PM   #181

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ban jubrail مشاهدة المشاركة
فصل أكثر من رائع متحمسة لأرى علي يقع ويتخبط بأسلوب ملك الراقي ثقافتها اصلها كبريائها ونقائها وحبها لمساعدة كل من يحتاجها كلها كالمغناطيس الذي يجذب علي اليها وتصريحه لأكثر من شخص بأنه زوجها دون ان يشعر وبالمقارنة بينها وبين غيرها من النساء المتهاتفات إلى النيل منه ومن ثروته تترجح الكفة إلى تالفة أعصابه طبيبته العنيدة زوجته الحسناء ملك ... شكرا ملك علي بانتظار البارت القادم بشوق...







تحليلك جميل و مميز جعلني أتأكد ان ما أريد ايصاله من تفاصيل و مشاعر يصل بحذافيره 💞💞💞💞💖💖💖
بالنسبة لعلي كلما زاد احتكاكه بها و صدامه معها كلما غرق اكثر دون ان يدري حينما سيستفيق اؤكد لك ان حاله سيشفق عليها الارض و السماء 😉
لا يزال الكثير من المفاجآت لأنني بدأت للتو ⁦❤️ لا تبخلو علي بانتقاداتكم 💖💖💖💖


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-09-20, 10:11 PM   #182

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي





البارت السابع و الأربعون أنا هنا معك 💞







" ابنتي اذا كان الألم سيئا , أستدعي طبيبا أو نذهب الى المستشفى ؟ "

استغرب علي لما سمعه و توقفت خطواته عند المدخل , فهو لم يلاحظ أنها مريضة أصلا .



ابتسمت لها ملك بتعب و ردت بصوت خافت

" لا خالة فاطمة , سيسخرون منا ان ذهبنا الى المستشفى بسبب أمر بسيط كهذا ,

لا تقلقي هذا ألم شهري معتاد , سآخذ حبة دواء و أستلقي سيزول بعد قليل ,

أنا متعودة لا تقلقي "


رغم أنها حاولت طمأنة المرأة القلقة على حالها , الا أن الألم كان أقوى من العادة , بسبب فترات التوتر التي تعرضت لها مؤخرا , لكنها لا تحب الشكوى .



وافقتها المرأة على مضض

" حسنا ابنتي اذهبي و ارتاحي في غرفتك , سأغلي لك بعض الأعشاب , و أحضر لك كأس ماء دافيء "

" شكرا فاطمة "




رفع علي حاجبيه , و كأن مصباحا أنار في رأسه

" يا الهي هل هي تقصد آلام الدورة ؟ "




ضرب على رأسه بيده و قال بصوت هامس

" تبا يعني هي مشت كل تلك المسافة , عملت في المحل و دخلت عراكا معي لساعة ,

و أنا حتى لم ألاحظ , أنها تعاني ألما سيئا في بطنها ,

يا الهي أنا حقا أحمق "



قال مخاطبا نفسه و قد أدرك الآن فقط , أن ردات فعلها كانت أقل حدة بسبب ذلك

عادة هي ترغو و تزبد في وجهه , و تتحداه دون تردد لكنها بدت هادئة جدا قبل قليل .



تنهد علي بعمق , فهو لم يعد يعلم فيم تفكر هذه العنيدة ,
و لم تحب لعب دور المرأة الخارقة أمامه ؟


كان بامكانها تجنيب نفسها , كل ذلك الجدال بقول أنها مريضة , و هو كان سيؤجل الأمر الى وقت لاحق .





عاد علي الى مكتبه قبل أن تلاحظه احداهما , و قد أصبح شعوره بالاستياء أكبر , و كأنه على وشك الاختناق ,

هو لا يعلم لم يشعر بالذنب كلما رأى وجه ملك , و الأمر يصبح أسوء مع الوقت , و بعد كل صدام بينهما ,


لم يحدث ذلك معه يوما , فهو عادة لا يراجع شيئا يفعله , و دائما يكون مرتاح البال مهما كانت النتائج ,

لكن ما يحصل مع العنيدة موضوع آخر , رغم أنها تستفزه في كل مرة ,
لكن بمجرد أن يتطور النقاش بينهما , حتى يراوده احساس مزعج بالضعف , و كأن عينيها ترسلان خناجر تدمي قلبه




بمجرد دخوله من الباب حتى تجدد غضبه , حينما لمح المال المتناثر على الأرضية ,

و على الجانب بطاقة شخصية لجان , دسها وسط الأوراق دون انتباهه



" ذلك المتهور منحها بطاقته , حتى بعد أن أخبرته أنها زوجتي "

كز علي على أسنانه غيظا , ثم أخذها بعد ذلك و دسها في جيبه ,


قد يكون وعد ملك أن لا يتعرض له , ان لم تعد الى هناك ثانية , و لكنه سيحرص على أن يعرف حدوده ذلك المتملق .



" صباح الخير "

أخرج علي من شروده صوت سارة , التي كانت تقف بباب المكتب , منذ متى لا فكرة لديه


استدار علي ناحيتها بوجه متجهم , و زاد استياؤه برؤية ما تلبسه , كانت ترتدي شورتا قصيرا من الجينز , و بلوزة ضيقة بلون أسود و تلعب بشعرها ,


حدجها علي بنظرة زجر لكنه لم يعلق , و عاد لجمع أغراضه استعدادا للذهاب الى العمل .




أمام تجاهل الرجل لها تنحنحت سارة و تكلمت فيما تريد

" أحتاجك في موضوع هام "


قالت بنبرة رقيقة مصطنعة , لكن علي قاطعها مباشرة بصوت حازم

" اسألي فاطمة أي شيء تريدينه , لست متفرغا لأمور خاصة "


أخذ بعدها حقيبته و غادر على عجالة , دون حتى أن ينظر ناحيتها .




وقفت سارة بباب المكتب , ترافق الرجل الذي تركها و رحل بعينيها الساخطتين , و ضربت رجلها بحنق على الأرض


" لي أنا لا يملك دقيقتين , و تلك المتسولة يلاحقها منذ ساعتين ,

سنرى كيف ستصمد أمامي تلك المدعية "

تمتمت بينها و بين نفسها بغضب , و قصدت المطبخ لتفطر .




بمجرد خروج علي من البيت , فتح له الحارس باب السيارة , لكنه وقف جانبا و أخرج بطاقة جان ,

كان ينوي أن يطلب من كريم أن يؤدبه و يضايقه , لكنه تراجع بعدما تذكر ملامح ملك المتألمة لأنه هددها بايذائه



" استغفر الله العظيم "

مسح علي على شعره بتوتر , و بدل ذلك أعادها الى جيبه , ثم أخذ هاتفه و اتصل على مدير المستشفى


" أرسل طبيبا الى بيتي ,

لا لا انتظر أرسل طبيبة نسائية متمكنة لمعاينة زوجتي "


هو كان يريد جرها الى المستشفى بهوسه , لكنه يعلم أنها لن توافق و ستشعر بالحرج ,

و قد تلقي بنفسها من السيارة هروبا منه , لذلك فاستدعاء طبيبة الى هنا أفضل بكثير .





استمر علي في أفكاره حتى بعد ركوبه السيارة , و استغرب كريم الهدوء و الصمت من طرفه ,

هو اعتقد أنه سيستمر في الثوران و الغضب كعادته , لكنه فاجأه لذلك سأل بهدوء

" هل السيدة بخير ؟ "



هز علي رأسه و أجابه

" بخير كانت تريد العمل كنادلة و أنا أوقفت الأمر "



تعمد علي شرح الموضوع , لأنه لا يريد لكريم أن يسيء الفهم ,

خاصة أن الحالة التي خرجا بها من المحل , كانت توحي بأن أمرا مريبا قد حصل هناك ,
لذلك أوضح الصورة , فهو لا يريد شبهات تدور حول ملك .




بعد دقائق سأل كريم مجددا

" هل السيدة في حاجة لعمل ؟ "



" تقول بأنها تريد مدخولا لا علاقة له بي "

أجاب علي بصراحة ثم استدار و حدق الى كريم قليلا و أضاف

" تقول أنها تقرف من مالي "



قالها علي بمرارة غريبة و كأن الامر يزعجه ,
لكنه يعلم بأن كريم صديقه , و هو يعرف الكثير من التفاصيل بالفعل , و عادة هو لا يمنع نفسه من البوح أمامه .



كريم بدوره التقط هذه التعابير , لكنه فضل عدم التعليق بسبب طبعه البعيد عن الفضول ,

لكن دهشته زادت حينما أدرك أن علي , مستاء من نفسه أكثر مما هو مستاء من ملك , حتى أنه يجلس يبرر فعلتها و يشرح أسبابها ,



تساءل كريم بينه و بين نفسه عما يحدث حقيقة , ليتأثر علي بما تفكر به ,
أو تقوله تلك المرأة عنه ؟

المرأة التي من المفترض أنها عدوة له و أن بينهما ضغينة ؟

و منذ متى يلقي هذا الرجل الصخرة بالا لما يفكر به الآخرون ؟

ناهيك عن كون الطرف الآخر ملك ؟

استمر بعدها الرجلان في الجلوس , بصمت مطبق طوال الطريق .







في المطبخ كانت ملك تجلس بهدوء الى الطاولة , منتظرة أن يجهز شراب الأعشاب الذي وعدتها به فاطمة ,

رغم أنها ألحت عليها للذهاب الى غرفتها , الا أنها فضلت البقاء قليلا حتى يبدأ الدواء مفعوله ,

لكن مزاجها تغير بمجرد أن رأت سارة تلج المطبخ , و ترمقها بنظرة الكره التي لا تفهم معناها ,



حدقت ملك الى ما تلبس , و انتابها شعور بالغثيان و قد انقلبت معدتها فجأة


" خالة فاطمة سأقصد غرفتي "

قالت ملك بتعب و نهضت من على الطاولة مغادرة , متجاهلة أنظار الشقراء المشمئزة , التي اتجهت الى الثلاجة و أخرجت علبة العصير .



بمجرد أن اختفت ملك من المطبخ , خاطبت فاطمة سارة بلهجة محذرة

" ما هذه الملابس سارة ؟

ألم أنبهك مائة مرة أن تتستري حينما تنزلين الى هنا ؟

أو تريدينني أن أفتح هذا الموضوع مع علي شخصيا ؟ "



مطت الشقراء شفتيها و أجابتها ببعض التعالي

" علي غادر بالفعل و قد رأى ما أرتديه و لم يعلق ,

ثم لا أراك تنتقدين ملابس تلك المرأة "


قالت بتذمر واضح مشيرة الى ملك , لكن فاطمة نهرتها بشدة

" اسمعيني جيدا لأنني سأقول هذا الأمر لآخر مرة ,

أولا اسمه سيد علي عليك احترامه ,

ثانيا ملك ليست أية امرأة هي زوجته , حتى لو تجولت بملابس داخلية لا شأن لك بها ,

ثالثا هي لا تحتاج الانتقاد , لأنها ترتدي ملابس محترمة بالفعل , و ليس الأزياء المكشوفة التي تستعملينها ,

و كون ابني لم يعلق على شيء , فلأنه يثق بأنني أتحكم في الوضع جيدا "




رمقتها سارة بنظرة منزعجة , لكنها لم ترد بكلمة واحدة , لأن فاطمة أوضحت مكانتها بتسمية علي بابنها ,



هذه الأخيرة شعرت بالرضا لأنها أفحمتها و أضافت

" آخر مرة أراك تتجولين هكذا مفهوم ؟ "



هزت سارة رأسها مجبرة و استرسلت فاطمة


" و آخر مرة تضعين نفسك في مقارنة مع زوجة السيد , و الا لن أخبرك عن مدى صلاحياتي و مقدرتي لاخراجك من هنا ,

و أمر أخير لا تعتقدي أنني لا أعرف بما يدور حولي , أنا عجوز صحيح لكنني لست غبية "




بمجرد أن أنهت فاطمة كلماتها الزاجرة , ألقت سارة الكأس داخل الحوض , و عادت متذمرة الى الطابق الثاني .





بالوصول الى غرفتها آوت ملك الى فراشها , و هي تعاني من صداع أضيف الى ألم بطنها ,

استلقت على بطنها منتظرة , أن تهدأ التقلصات قليلا بسبب الدواء , كان جسمها منهكا لكن عقلها لا يتوقف عن التحليل



هي لا تستطيع التعود أبدا , على ما يفعله أو يقوله ذلك الرجل ,

لا تفهم لم يلاحقها و يحشر أنفه في كل أمورها , و لم يصر على ربطها به بتلك الصفة البغيضة ,



هي لم تتمن يوما أن يختفي أحد من حياتها , كما تتمنى أن تفتح عينيها , على عالم خال من انسان اسمه

" علي "


كل شيء فيه يستفزها , تكره رؤية وجهه , سماع صوته , رائحة عطره , تسلطه قسوة قلبه ,

و تلك البسمة الساخرة التي تظهر على طرف فمه , كلما حصل على مراده في السيطرة عليها كرجل مهووس .



هي فعلا مشوشة لم لا يدعها و شأنها ؟
لم يعلق على تصرفاتها و ينسى نفسه ؟

هو الذي يحتفظ بعشيقته الشقراء , تحت سقف واحد مع ابنته الوحيدة .



هي تشعر بالقرف كلما رأت وجهها , تلك الشابة التي تتجول في البيت , من وقت الى آخر بملابسها الفاضحة ,


لا تعلم حتى متى تأتي و متى تغادر , أو ان كانت تغادر أصلا , فيما يبدو أنها تقيم في الطابق الثاني ,

المكان الذي يبدو مثل مغارة علي بابا , التي تطلق أناسا جددا في كل مرة بدل الكنوز ,



المريح في الأمر أن النفور متبادل , فتلك الشقراء كلما رأتها , رمقتها بنظرة غريبة حاقدة و كأن بينهما ثأرا ,
و كأنها على وشك أن تنقض عليها و تشد شعرها ,


لولا أن ملك تتجاهلها و تغادر المطبخ , كلما دخلت تلك المرأة الى هناك كما حصل قبل قليل ,
فآخر شيء تريده صداما مع المجنون دفاعا عن عشيقته .




تلاعبت الأفكار بعقل ملك , قبل أن يتسلل النعاس الى جفونها , على أمل أن تفتحهما مجددا , و تكتشف أن كل ما يحصل معها مجرد كابوس سيء .


لكن الأمر لم يدم مطولا , فقد دقت فاطمة الباب , و دخلت تحمل معها كوب شراب الأعشاب ,
ترافقها امرأة غريبة تضع نظارات و تحمل حقيبة كبيرة



عقدت ملك حاجبيها , و تساءلت بعينيها عمن تكون الزائرة . التي ألقت التحية و جلست مقابلها على الكرسي , تحت أنظارها المستغربة


تنحنحت فاطمة في حرج و أشارت لها

" احم هذه دكتورة طلبها علي لمعاينتك "



"...."

شعرت ملك بالصدمة , و لم تستوعب ما قالته فاطمة للحظات ,
هذه الأخيرة كانت تشير لها بعينيها , حتى تدع الطبيبة تقوم بعملها


قاطعت المرأة وصلة التحديق المصدوم بينهما , بأن أشارت الى ملك

" تمددي سيدتي و ارفعي قميصك "



الآن فقط انتبهت ملك أن الحقيبة , هي جهاز أشعة فحص نسائي متنقل

"...."



" يا الهي فاطمة هل أخبرته أمرا محرجا كهذا ؟ "


احتجت ملك متجاهلة نظرات الطبيبة , و سارعت فاطمة للانكار

" أبدا ابنتي لم أجن لأوصل له أمرا كهذا , لو أردت لطلبتها بنفسي لكن لا أعرف كيف علم "



" يا الهي هذا الرجل يعاني جنون العظمة , و هوس من النوع المستعصي ,

من يرسل في طلب طبيب من أجل ألام الدورة ؟ "


تمتمت ملك بسخط , و عادت تحدق في الطبيبة , التي عدلت نظاراتها و أجابتها


" قد لا تكون مجرد آلام دورة سيدتي , السيد قال أنك زوجته لذلك قد يكون أمرا جادا ,
كتكيس مبايض أو حمل خارج الرحم , هو يريد أن يطمئن "



"...."

احتقن وجه ملك مما قالته و انعقد لسانها , و هي لا تعرف بما ترد ,
و الطبيبة تنظر اليها بجدية تامة , فيما فاطمة تجاهد لحبس ضحكتها


لكنها سرعان ما وجدت صوتها و ردت بتلعثم

" أنا لا يمكن أن أكون كذلك , خالة فاطمة أخبريها أن تخرج من هنا "




احتجت ملك بطريقة صبيانية على هذا الاتهام , لم يخبروها أثناء الدراسة , أنها يمكن أن تحمل بمجرد الجدال مع أحدهم ,
فهذا كل ما تفعله مع علي منذ وصولها الى هنا .



" أرجوك سيدتي اذا عدت دون فحصك قد أفصل من المستشفى , تعاوني لو سمحت و دعيني أكمل عملي ,

لأرسل التقرير الى السيد فهو بانتظاره "



أمام اصرار الطبيبة على اكمال مهمتها , تفاديا لتلقي التوبيخ من المتسلط ,
غطت ملك وجهها بيديها في حرج شديد , استلقت على ظهرها و تركتها تجري لها تصويرا .



أرادت أن تطردها لكنها أشفقت عليها , لأنها تعرف أنها محقة في تخوفها من انتقام المجنون ,
الذي تسبب في زيادة تشنجاتها ثم أرسل الطبيبة لمعالجتها .


و ها هي تتأكد يوما بعد آخر , أن هذا الرجل يحتاج فحصا عقليا , و أن يتلقى علاجا نفسيا مكثفا .



أنهت الطبيبة الفحص , و كتبت على بعض المسكنات الملائمة , ثم غادرت مع أحد السائقين .




لزمت ملك بعد ذلك فراشها , و بعد النوم لساعات استيقظت على صوت الباب يفتح ,

كانت رنا تحمل كراسة الحساب في يد , و علبة شوكولا كرشوة في اليد الأخرى .



رغم أن فاطمة ردعتها عن ازعاج ملك , الا أنها غافلتها و تسللت الى غرفتها ,

هي تحاول أن تحل الواجب منذ وصولها , و لكنها عجزت عن فعل ذلك , فقد تعودت مؤخرا على مساعدة ملك لها .



بقيت الطفلة واقفة أمام الباب , منتظرة الموافقة للدخول بملامح متوسلة , و لم تطل ملك الأمر , و سرعان ما ابتسمت و أشارت لها بالاقتراب ,


ابتسمت رنا بدورها بسعادة غامرة , و ركضت نحوها تمد يدها بالشكولا , التي أخذتها ملك سريعا بلهفة , بسبب اشتهائها في هذا الوقت من الشهر



" تريدين رشوتي هاه ؟ لو تراك فاطمة ستعاقبك "



طأطأت الطفلة رأسها و قد شعرت بالخجل , لكن ملك مدت يدها احتضنتها و أجلستها قربها

" أرني ماذا لديك ؟ "



بعد حل الواجب بدأت رنا تخبرها , عما حصل معها في المدرسة , خاصة عما يخص بعض الأطفال الذين يزعجونها ,

لكنها كانت تشير بسرعة , و في كل مرة كانت ملك تستوقفها لتفهم ما تقوله , و حينما يتعذر عليها تفتح احدى الكتب , التي أخذتها من مكتبة علي لتعليم الاشارات ,



قبل أسبوع كانت قد طلبت من فاطمة , أن ترافقها لأخذها كما اشترط علي ,

رغم أن فاطمة استغربت الأمر , فلا أحد يستعمل ما في المكتبة حتى رنا , الا أنها لم تشك في صدق ملك , و سمحت لها بأخذ ما تريد .




منذ ذلك الوقت بدأت ملك في تعلم الاشارات بجد , و حفظت الكثير منها بمساعدة رنا التي أصبحت أكثر سعادة , لأنها وجدت من يتحدث اليها دون الحاجة للكتابة .




في الشركة شعر علي ببعض الطمأنينة , بعدما اتصلوا به من المستشفى , و أرسلوا له تقريرا كتابيا مفصلا من الطبيبة ,


و كالعادة هو يجد تفسيرا لكل فعل غير منطقي , يقوم به مؤخرا يخص ملك

" حسنا لا أريدها أن تموت في بيتي , علي التأكد أنها لا تعاني من أمر خطير أو معد قد يقتل أحدنا "

أي تبرير مقبول عدا أن يعترف أنه كان قلقا على حالها .

.
.
.



مر يومين منذ حادثة المطعم , و ملك تتفادى الالتقاء بعلي , أو حتى النظر الى وجهه ,

بسبب غضبها مما حصل من جهة , و شعورها بالاحراج من جهة أخرى , حتى هو لم يكن يحاول التواصل معها أو ازعاجها ,



لكن في اليوم الثالث , فوجئت بفاطمة تخبرها أنه ينتظرها بعد الفطور ,

اعتقدت بداية أنه جدال اخر , لكن علي فاجأها بمجرد الدخول الى الصالون

" جهزي نفسك , لديك موعد مع قاضي التحقيق في العاشرة "



شعرت ملك بالارتباك و ارتجفت يداها , يعني بعد ساعتين ستكون أمام قاضي التحقيق , و هذا المتسلط لم يخبرها الا الآن

قبل أن يهم علي بالانصراف استوقفته متسائلة

" من أجل ماذا ؟ "



نظر اليها علي مستغربا

" من أجل قضية التهريب , أنت في الخارج بسبب الكفالة ,

و لكن هناك قضية يجب البت فيها , هذا أمر لا يمكن تفاديه "



حدقت اليه ملك بامتعاض , و عينيها تتهمانه أنه هو السبب , لكنه أشاح بوجهه سريعا و أضاف

" سنمر على المحامي ليرافقك الى هناك , و يناقش معك التفاصيل "

قال ببروده المعتاد و غادر الى سيارته لانتظارها .





لم تجد ملك مفرا من الذهاب , سارعت و غيرت ملابسها , كعادتها لم تحتج الى الكثير من الوقت , حملت حقيبتها و غادرت ناحية السيارة ,

و كما حصل قبل يومين , جلست الى جانب علي دون قول كلمة , و قاد ابراهيم باتجاه مكتب المحامي .



كانت ملك تحاول أن تظهر أنها هادئة , و لكنها في الحقيقة كانت ترتجف من الداخل ,

لم تجلس يوما أمام قاض , و ما حصل سابقا في قسم الشرطة , ترك انطباعا سيئا لديها .



أغمضت عينيها و أخذت نفسا عميقا , كم تتمنى لو كانت والدتها الآن هنا لتحتضنها , و تخبرها أن كل شيء سيكون بخير , و أنها ستكون هناك دائما من أجلها ,



و لكنها بمجرد أن تفتح عينيها , تجد نفسها الى جانب هذا الجبل الجليدي عديم الاحساس ,

الذي تسبب في كل هذه الفوضى , و الآن يأتي بكل وقاحة , و يطلب منها أن تكمل اللعبة السخيفة التي بدأها .



" ماذا لو لم يصدق القاضي ما ستقوله ؟ هل ستذهب مباشرة الى السجن ؟

المحامي سابقا قال بأن الحكم قد يكون ثقيلا , في حال ثبوت التهمة عليها ,

هل يعني أنها ستفترق عن والديها لسنوات ؟ دون حتى فرصة أخيرة لتوديعهما ؟

هل سيضيع مستقبلها هكذا بكل بساطة ؟ "



كانت ألف فكرة تدور في عقل ملك , و توصلها حد الانهيار و الجنون .





في الجانب الآخر كان علي يجلس , يعمل على حاسوبه متظاهرا بالبرود و اللامبالاة ,

لكنه في الحقيقة كان قلقا جدا من هذا الموعد , و الأسوء أن توتر ملك يصل اليه ,



هو حاول سابقا الغاء الأمر , لكن المحامي أخبره أنها لا يمكنها تفويت اللقاء بأية طريقة ,

و أن أي خطأ أو تضارب في الأقوال , قد تكون نتائجه سيئة و تنتهي بها في السجن .

و لكنه أكد على أنها بامكانها الحصول على البراءة , بعد المحاكمة ان هي اتبعت تعليماته بدقة .




المشكلة أن علي لم يدرك أن هذا الأمر يوتر أعصابه الا الآن ,
ربما لأنه يعرف أن ملك , لم تقم فعلا بأي شيء تستحق عليه السجن , على الأقل فيما يخص تهمة التهريب .



هو حتى لا يدري منذ متى أصبح يشفق عليها , و يصر على مرافقتها الى هناك , رغم أنه يحاول ان يظهر العكس في كل مناسبة .



توقفت السيارة أمام مكتب المحامي , لكن ملك لم تحرك ساكنا , كانت شاردة في كل تلك الأفكار السيئة , و لم تنتبه الا بعد أن ناداها علي أكثر من مرة

" ملك ملك "



استفاقت على صوته رفعت رأسها ناحيته , و حدقت اليه بعينين تائهتين و دامعتين ,

رغم أنها حاولت أن تخفي , خوفها و حزنها الا أنها لم تفلح

" نعم "

أجابته بصوت مهزوز



هزت حالتها قلب علي لكنه اكتفى بتنبيهها

" وصلنا الى مكتب المحامي , يجب أن تنزلي "



جالت بنظرها في الأرجاء ثم هزت رأسها بالايجاب , فتحت باب السيارة و نزلت بهدوء ,

لم تتوقع أن يرافقها علي , لكنه نزل بعدها مباشرة , و دخل معها الى مكتب المحامي .



جلس الثلاثة لساعة من الزمان , أفهمها المحامي خلالها كل ما يجب أن تقوله ,

بدءا بزواجها من علي دون موافقة والديها , ثم حملها غير المتوقع , خلافهما و تعبها نفسيا , وصولا الى ظروف القبض عليها ,

و أكد على ضرورة الاصرار , على عدم قصدها أخذ القطعة معها .



كانت ملك تكتفي بهز رأسها , موافقة على كلام المحامي , دون تعليق محاولة كل جهدها التركيز ,

و كان علي يكتفي بالجلوس , الى جانبها بكل هدوء يراقب ردات فعلها .



رغم أنها كانت تحاول اخفاء توترها , الا أنه يعلم أن خلف ستار العناد و الشجاعة الذي تحاول ابداءه , هي خائفة جدا و ترتعش من الداخل ,

و لكنه لا يعرف ما الذي يجب عليه فعله لتخفيف الأمر , أو حتى ان كان عليه التصرف أصلا ,


فما حصل قد حصل , و لا فائدة الآن من مناقشة الأسباب , الأهم ايجاد حل مرض يجنبها الذهاب الى السجن ,

و لأنه يدرك الى أية درجة , هي لا تتحمله و لا تطيق ما يقوله , قرر التزام الصمت كأفضل الحلول .





" هل أنت متوترة سيدتي ؟ "

سأل المحامي باهتمام حينما رأى شحوبها



" أجل قليلا "

أجابت ملك بملامح متصلبة دون ابتسامتها المعتادة , و هي تشبك أصابعها بتوتر واضح .



و حاول متر عطية طمأنتها

" لا داعي للتوتر سيدتي , سأكون معك "

" أعلم شكرا , أنا فقط لست معتادة على هذا الكم من الكذب "

قالت بكل صدق و نظرت الى علي لثانيتين , قبل أن تشيح بوجهها مجددا ,



كانت تلك نظرة اتهام أخرى , و لم يجد علي الا أن يضم قبضته تعبيرا عن استيائه , دون أن يوجه لها أية ملاحظة , فهو لا يريد أن يزيد من توترها .





" أكيد أكيد , لكن هذا محتم حتى أستطيع تبرئتك "

قال المحامي محاولا تلطيف الجو .



طبعا هو لا يعرف الكثير عن تفاصيل العلاقة بينهما ,

و لا يشعر حتى بالفضول لمعرفة ذلك , المهم بالنسبة له ان تكون القصة مقنعة ,

لاخراج موكلته من التهمة , دون التدخل في الحياة الشخصية , لواحد من أهم رجال الأعمال في البلد .





بعد التأكد من استيعاب ملك لكل التفاصيل , غادر الثلاثة من أجل الموعد ,

ركن ابراهيم السيارة أمام المبنى , ترددت ملك قبل أن تمد يدها المرتجفة لتفتح الباب , و قد كانت تقرأ بعض الآيات لتهدئة نفسها ,



لكنها فوجئت بعلي الذي كان صامتا طوال الوقت , يمسك ذراعها في آخر لحظة و يشدها ناحيته , استدارت ملك و نظرت اليه باستغراب ,


تردد علي قليلا محدقا بعمق في عينيها , قبل أن يخبرها بصوت هامس

" أعدك أنه لن يحصل لك شيء , أنا هنا معك "


كان وعدا واضحا بالحماية و المؤازرة , و من نظرته الجدية بدا جليا قدرته على فعل ذلك .



زاد استغرابها أكثر بما قاله , قطبت جبينها و تمعنت في ملامحه المتوترة , و هي لا تفهم سبب اهتمامه المفاجئ ,

لكنها عادت و رجحت أن أمر دخولها الى السجن , قد يسيء اليه تماما كما يسيء اليها



بما أنه يقول أنها زوجته , اذا كان قد شعر بالسخط , حينما اكتشف أنها تريد العمل كنادلة ,
فأكيد سيشعر بالرعب , ان خرجت فضيحة اتهامها بالتهريب ,

في النهاية هي لن تتوقع منه , أن يقف الى جانبها بسبب الشفقة , و لن تصدق أنه يتعاطف معها .



لذلك هزت رأسها بهدوء دون أن ترد عليه , و سحبت ذراعها من يده , ثم نزلت باتجاه مبنى النيابة يرافقها المحامي .





في السيارة بقي علي جالسا مكانه , يراقب ملك و هي تصعد الدرج بخطوات صغيرة , و تختفي داخل المبنى المهيب


هو لم يعرف لم قال ما قاله , ما الذي دهاه اليوم و في الأيام السابقة ؟

أصبح قوله لكلمات و ارتكابه لأفعال , يتم دون حساب مسبق , و كأنه فقد السيطرة على قراراته .



منذ بدأت مشكلة ملك , و كأن أحدا آخر دخل عقله , و أصبح يتلاعب بمواقفه و ردات فعله ,

لكنه قبل لحظات , شعر فجأة برغبة كبيرة , في تهدئتها و منحها الثقة , أرادها أن تتأكد أن أحدهم هنا ليحميها مهما حصل ,

ربما لأنه يشعر أساسا بالذنب لتوريطها في كل هذا .



هو لم يرغب بقتل أحدهم يوما , كما يرغب الآن في خنق مارك , بسبب توصيته الغبية تلك ,

و لكنه لا يمكنه أن يلوم الا نفسه , لأنه وافقه على هذا التلاعب و الاحتيال .



لم يتخيل علي يوما أن يصل به الأمر , الى احتجاز أحدهم و تهديده بهذه الطريقة , حتى و ان كان متورطا في أمور أفضع ,

و لكن فات أوان التحسر , الآن عليه أن يضمن ألا تسوء الأمور أكثر , و هو لن يسمح لها بالذهاب الى السجن مهما حدث .



" هل نغادر سيدي "

قطع صوت ابراهيم حبل أفكاره و شروده



" لا سننتظر هنا "

رد عليه بنبرة مستاءة



بقي بعدها الرجلان في السيارة منتظرين , رغم أن المحامي قال أنه سيوصل ملك بعد انتهاء التحقيق ,

و أن لا شيء بامكان علي فعله بالبقاء هنا ,

الا أنه لم يستطع الذهاب هكذا بكل بساطة , و ترك ملك وحدها تتحمل نتائج ما حصل .



هو حتى ناقش المحامي , في امكانية حضوره في الداخل لكنه أقنعه بالعكس , لأنه لن يستطيع الدخول معها على أي حال ,

و لأنهم سيجدون الصحافة في وجوههم , بمجرد أن يغادروا و تلك مغامرة غير مستحبة .





مرت ثلاث ساعات طويلة , قبل أن تنهي ملك ما جاءت من أجله ,

أجابت على كل الأسئلة , تماما كما أوصى المحامي ,

رغم أن لا شيء فيها حقيقي , الا أنها مجبرة على ذلك , اذا أرادت الخروج من هنا و العودة الى بلدها .



وقفت بعدها مع المحامي أمام المبنى , يتبادلان أطراف الحديث ,

حيث أثنى على تعاونها و ذكائها , و طمأنها أنه سيبذل جهده , للحصول على البراءة أثناء المحاكمة .



و لكن أمل ملك خاب , حينما أخبرها أن لا فكرة لديه عن موعد برمجتها , و أن الأمر قد يطول , لأنه متعلق بكثافة القضايا و عمل القضاة .



أثناء ذلك كان علي يراقب المشهد , من داخل سيارته خلف النافذة المظللة ,

أطلق نفسا طويلا لم يكن يدرك أنه يحبسه الى الآن , و مرر يديه على وجهه , حيث بدأ يشعر ببعض الارتياح ,



أشار بعدها الى ابراهيم

" لنعد الى الشركة "



بعد أن أنهت ملك حوارها مع المحامي , شكرته مجددا قبل أن تجد سيارة مع سائقها في انتظارها , أرسلها كريم من الشركة ,

رغم أن المحامي كان قد أخبر علي , أنه سيوصلها بنفسه بعد الاستجواب , لكنه رفض لا يريد أن يدين لأي أحد بمعروف .





" متر عطية سأقول هذا الكلام مرة واحدة , ملك لن تذهب الى أي مكان , يخص هذه القضية ثانية جد حلا "

كلم علي المحامي بعد مغادرته مباشرة , هو لا يريد أن يتكرر توتر هذا الصباح مجددا .



و طمأنه الرجل بدوره

" لا تقلق سيدي , أعتقد أن القاضي اكتفى بتحقيق اليوم , و سترسل القضية مباشرة الى المحكمة ,

بالنسبة للمحاكمة لا تقلق , حضورها ليس محتما , سأحضر أوراقا تقول أنها متعبة نفسيا ,

لا تشغل بالك بالموضوع "



عاد علي الى عمله و قد شعر بارتياح أكبر , و عادت ملك أدراجها الى البيت ,

كانت هي الأخرى قد استرخت قليلا , حتى و ان كان الاتفاق مع علي يستمر لأشهر أخرى ,

لكن مجرد تبرئتها و استعادتها لجواز سفرها , سيشعرها الأمر بالأمان و الحرية اللذين تفتقدهما .





كانت ملك غارقة في أفكارها , و لم تنتبه الى المفاجأة التي كانت بانتظارها ,

بمجرد أن فتحت باب البيت و دخلت الصالون , حتى اتسعت عيناها دهشة , و صرخت بحماس شديد

" سامي " .



















القصة مازالت طويلة , الكثير من المفاجآت و الشخصيات راح تظهر لاحقا ,
لكن أعدكم انكم راح تستمتعوا تماما كما أنا مستمتعة بمرافقتكم 😉






💞💞😘











............





ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-20, 01:36 AM   #183

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

شكرا على الفصل ملوكة في انتظار الاحداث القادمة

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-20, 01:56 AM   #184

اميرةm*

? العضوٌ??? » 412422
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 331
?  نُقآطِيْ » اميرةm* is on a distinguished road
افتراضي

خوفي لا يكون سامي جايب اخبار سيئة 💔💔💔

اميرةm* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-20, 02:20 AM   #185

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mansou مشاهدة المشاركة
شكرا على الفصل ملوكة في انتظار الاحداث القادمة






العفو حبيبتي
💖💖💖💖💖😘💖💖💖💞💞💞💞


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-09-20, 09:10 PM   #186

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي




البارت الثامن و الأربعون فرصة أخيرة 💔








" سامي "

صرخت ملك بغبطة عارمة , و ركضت ناحية الرجل و احتضنته بشدة , و لم تستطع منع الدموع التي بدأت في النزول ,


و كأن قناع التظاهر بالقوة الذي تضعه منذ الصباح قد انهار فجأة , و وجدت فرصتها أخيرا لاخراج كل همومها المكبوتة ,


بادلها سامي الحضن و هو يربت على رأسها , و ارتسمت على وجهه علامات الارتياح لرؤيتها بخير .





استغرقت ملك عشرة دقائق , لتتراجع و تحدق في وجه الرجل الذي اشتاقت لرؤيته كثيرا ,
فيما أمسك هو بوجهها بين يديه و سألها باهتمام بالغ

" كيف حالك أنجل ؟ "




هزت ملك رأسها بابتسامة كبيرة محاولة اخفاء حزنها

" بخير بخير سامي و أنت ؟ "



" أنا أيضا بخير , اشتقت لك كثيرا , تبدين و كأنك فقدت بعض الوزن "


سأل و قد بدا القلق على ملامحه , لكن ملك سارعت لتغيير الموضوع و تشتيت انتباهه


" لا تهتم أنا بخير , ثم أنت من أصبحت أكثر بدانة , هيا لنجلس "


قالت مشيرة الى أكثر أمر يزعجه , لكنه فاجأها بأنه بدأ بالضحك بصوت عال , قبل أن يسمح لها بجره ناحية الأرائك ,




جلس الاثنان على أريكتين متجاورتين

" لا يبدو بأنك اشتقت الي "

قال سامي متذمرا مدعيا الغضب




لكن ملك سارعت لنفي الأمر

" كيف تقول ذلك سامي ؟ أكيد اشتقت لكم جميعا "



" ألهذا لم تكلفي نفسك عناء الاتصال و السؤال طوال هذه المدة ؟ "

قال سامي معاتبا مقاطعتها غير المبررة له



لكن ما لا يعرفه أن ملك منذ فقدت هاتفها , لم تعد تملك أي رقم من أرقام معارفها ,
غير رقم المستشفى و الجمعية , و اللذين حصلت عليهما من الانترنت ,



اتصلت بضع مرات في البداية , و لكن لا أحد من والديها , أجاب على اتصالاتها أو أعاد مهاتفتها ,


لذلك استسلمت بعد أن أدركت , أنهما غاضبين جدا منها و لا يريدان محادثتها , كما أنها ليس لديها ما تقوله لهما ,

فقررت أن تعطيهما بعض الوقت لتقبل الوضع , خاصة أنها لم تكن تنوي أن تخبرهما بالحقيقة .




" فقدت هاتفي , سرق مني منذ بعض الوقت , و لا أملك أي رقم "

أجابت ملك بكل بساطة و تفاجأ سامي للأمر

" أنا آسف لم أكن أعلم "




" لا بأس حاولت الوصول لبابا و ماما و حتى لك , لكن في كل مرة كانت الاجابة أن لا أحد منكم هناك ,

لذلك اعتقدت أنكم لا ترغبون في التحدث معي "

شرحت ملك بصوت ملئ بالمرارة



تحرك سامي قليلا الى الأمام , و ملامح الاستنكار بادية على وجهه , أمسك يديها بين يديه و تحدث بهدوء

" لا تقولي هذا أنا فعلا آسف , و لكننا كنا في حالة طوارئ طوال شهر "




" ما الذي تعنيه ؟ "

شعرت ملك فجأة بالخوف من كلامه , و حدقت ناحيته بترقب و قد راودها شعور سيء



تنهد سامي و عدل نظارته , و قد بدا عليه أنه يحاول اختيار كلماته


" بعد أن خرج عم عز الدين من هنا ذلك اليوم , كان غاضبا جدا و لم يقل كلمة واحدة ,

اعتقدت بداية أنه يتماسك جيدا , لكن بعد انطلاق الرحلة بساعات شعر بتوعك ,

حاولت التحكم في الوضع , لكن حالته ساءت جدا , و أصيب بجلطة على مستوى القلب ,

و اضطررنا الى استدعاء سيارة اسعاف , الى أرضية المطار لنقله بمجرد أن حطت الطائرة "




وضعت ملك يدها على فمها , لتكتم بكاءها و تخفي خوفها الشديد , و قد شعرت بأنها على وشك الاصابة بأزمة قلبية




و سارع سامي لطمأنتها

" لا تفزعي أجرينا له عملية قسطرة استعجالية ثانية , و ظل في الانعاش لأسبوعين , بسبب بعض المضاعفات ,

صحيح كانت أوقاتا عصيبة جدا , لكنه استطاع الصمود و مرت على خير ,

والدتك كانت تلازمه طوال الوقت , و أنا كنت أحاول ادارة المستشفى أثناء هذه الأزمة ,

لذلك أعطيت تعليمات ألا يوصلوني بأحد , إلا إذا كان لديه علاقة مباشرة بسير العمل ,

معتقدا أنك ستتصلين على هاتفي مباشرة اذا احتجت شيئا , لذلك أعتقد أن لا أحد أعلمني باتصالاتك "





" و كيف حاله الآن ؟ "

سألت ملك بصوت مرتجف و عينين دامعتين , و حاول سامي طمأنتها

" مستقرة الحمد لله , لكننا نحاول ابقاءه بعيدا عن أي توتر أو قلق "




تنهدت ملك بارتياح و تمتمت

" الحمد لله "

صمتت بعدها قليلا ثم أضافت




" و ماما ؟ "

سألت ملك عن ردة فعل والدتها بتأمل , و أجاب سامي بعد تفكير بسيط


" لم تتقبل الموضوع في البداية , و أصرت على أن تأتي الى هنا بنفسها و تتحرى الأمر ,

قالت بأن ما سمعته مستحيل و لا يصدق , و لكن حالة والدك الحرجة حالت دون مجيئها آنذاك "





تنهد سامي و أكمل

" لكنها حتى بعد نقله الى غرفة عادية و تماثله للشفاء , لم تستطع فتح الموضوع معه ,
خشية أن يتوتر و تنتكس حالته مجددا ,

لذلك قررت أن تأتي لرؤيتك , دون إعلامه بمجرد أن تتأكد أنه بخير "




بلعت ملك ريقها و توتر تنفسها , و قد اعتقدت أن والدتها هنا مع سامي ,

ربما هي فقط لا تريد أن تدخل بيت علي لأنها غاضبة منها , لكن سامي سرعان ما خيب أملها و أضاف



" لكن والدك اكتشف الأمر بطريقة ما , غضب بشدة و أخبرها أنه تبرأ منك ,

و أنها إذا خرجت من باب البيت , فليس عليها أن تعود مجددا لأنه سيطلقها "



شهقت ملك بسبب ما قاله فهو صادم بكل المقاييس ,

هي تعلم أكثر من أي شخص طبيعة العلاقة بين والديها , و كيف عانيا قبل أن يتزوجا ,

و تهديد والدها بأمر كهذا , يدل على غضبه الشديد منها ,

مما زاد حرقة قلبها و حسرتها , على الحال الذي وصلت اليه بسبب جنون أحدهم .




بلعت ملك غصة في حلقها

" و كيف أتيت إذا ؟ "




" والدتك لم تتوقف عن القلق للحظة , و أرادت مني الاطمئنان عليك شخصيا , لذلك أخبرته أنني بصدد حضور مؤتمر طبي في جنيف ,

و في الحقيقة اضطررت للذهاب إلى هناك , قبل المجيء إلى هنا حتى لا يكتشف الأمر ,

تعرفين مدى علاقاته , و قدرته على اكتشاف الأمور "

قال سامي وهو يشعر بالاحراج من الكذب على والدها





هزت ملك رأسها مجددا , و نظرت إليه بامتنان كبير

" شكرا جزيلا لك سامي , أنا أقدر كثيرا ما تفعله من أجلي "




" أيتها الفتاة الحمقاء , ليس هناك شكر و امتنان بيننا ,

تعرفين بأن بإمكاني فعل الكثير من أجلك , تعلمين كم أحبك "

قال و هو يربت على رأسها كما تعود دائما



ابتسمت ملك له بعناء

" شكرا "



صمت الإثنان لدقائق لتتمالك ملك نفسها , قبل أن يكملا الحديث ,

حيث سألته عن أحوال المقربين , و عن الأحداث التي حصلت بعد رحيلها , محاولة تشتيت انتباهها عما قاله سامي في البداية .



بعد مرور ساعة , كانا قد تكلما في كل المواضيع المتاحة , و لم يبق أمام سامي إلا أن يقول ما جاء من أجله



" ملك عزيزتي لم لا تعودين معي ؟

فقط زيارة لوقت قصير بعدها يمكنك العودة إلى هنا , أعدك أنني سأحرص على مرافقتك ذهابا و ايابا ,

ثم أنا متأكد أن والدك سيراجع قراره , إن رآك سعيدة مع الرجل الذي اخترته "




هزت ملك رأسها بالرفض مباشرة

" لا أستطيع "


و لم تضف كلمة واحدة , لأن المشكلة تحتاج كتابا لشرحها ,

ثم هي لا تضمن ألا يثور سامي , و يتواجه مع علي أو يتصل فورا ليخبر والديها بالوضع .




في المقابل صمت سامي دون أن يصر أكثر , لكن ملك طالبت بأمر آخر

" هل يمكن أن أكلم ماما ؟ "



" أكيد "

أخرج سامي هاتفه فورا , و طلب رقم عدراء ثم مرره إلى ملك .



أمسكت ملك الهاتف بيد مرتجفة , كانت رنات الانتظار و كأنها تدق منذ دهر , و كأنها العد التنازلي لخروج روحها ,



بعد عدة ثوان فتح الخط , و سمعت صوت والدتها الحنون الدافئ , الذي افتقدته منذ وصلت إلى هنا



" ألو "

فتحت ملك فمها للرد , لكن الكلمات علقت في حلقها , و كأنها فقدت صوتها و أصيبت بالخرس



" ألو سامي ؟ "

سمعت ملك صوت والدتها مجددا , و قررت الرد عليها هذه المرة

" ألو ماما ؟ "



أجابت ملك أخيرا بعناء , ثم ساد صمت المكالمة لدقيقتين , و كأن والدتها كانت تفكر فيما عليها قوله لها ,

قبل أن تتحدث مجددا

" هل مازلت تتذكرين أن لديك أما ؟ "

قالت عدراء معاتبة بصوت مستاء




" أنا آسفة ماما "

ردت ملك بصوت شبه باك هامس , فلم تجد ما ترد به غير هذا .




لكن والدتها كانت أكثر قسوة , و استمرت في عتابها دون تردد

" فعلا ؟ هذا كل ما لديك لتقوليه لي بعد كل ما حصل , آسفة ؟

و ماذا تفعل هذه الكلمة في رأيك ؟

تعالج ألم خيبة أملنا فيك , أو تعيد لوالدك صحته و عافيته ؟

أو ربما تخرس الأصوات الشامتة , التي تشكك في صحة تربيتك ؟ "





كانت دموع ملك قد عادت للانهمار مجددا , فهي تدرك جيدا أن والدتها , لديها كل الحق لتكون غاضبة منها ,

و لكنها هي أيضا مغلوبة على أمرها , و ليس بوسعها فعل شيء حاليا لترضيتها .





" الأمر ليس كما تعتقدين ماما "

اكتفت بنفي الاتهامات عنها بصوت متألم , لكن والدتها استرسلت في كلامها القاسي


" فعلا ؟ أخبريني إذا ما الحقيقة ؟

ألم تتزوجي دون علمنا ؟

ألم تختاري رجلا لم يفكر حتى في المجيء , و تقديم نفسه و طلب يدك لحفظ كرامتك , كما يفعل الرجال المحترمين ؟

هل هذا هو الرجل الذي يستحق , أن تضحي بكل شيء للبقاء معه ؟ "




أسئلة منطقية أخرى لا إجابة لدى ملك عنها , مهما حاولت اختلاق الأعذار ,

في النهاية هي لا يمكنها أن تخبر والدتها , أن الأمر برمته مجرد لعبة مجنونة هي ضحيتها الرئيسية ,



إذا أخبرتها بأمر القضية , و الشرك الذي وقعت فيه ,
هي متأكدة أن والدها لن يبقى ساكنا , سيأتي على أول طائرة لمواجهة علي و إخراجها من هنا ,


و ذلك الرجل عديم الرحمة , يمكن أن يتسبب له بأزمة قلبية أخرى , قد تودي بحياته هذه المرة .



هي أصلا قررت أن تقبل بكل هذا الوضع البائس , حتى لا ينتقل الصراع الذي بينها و بين علي إلى والديها ,



و الآن و قد أخبرها المحامي أنها ستنال البراءة قريبا , لم يعد هناك معنى لاثارتها الموضوع مجددا ,

فقد تتأزم الأمور و يرفض المجنون تركها ترحل , هي تعلم مدى تسلطه و عناده , و لا تتحمل نتائج تحديه .





أمام صمت ملك المطبق , أدركت والدتها أنها لن تقول كلمة لتبرير ما حصل , و قررت التصرف بحزم كعادتها


" اسمعيني جيدا يا ابنة قلبي ,

أنا سأكون أما لمرة أخرى , و سأعطيك فرصة جديدة أخيرة , لاستعادة مكانتك كابنة لنا ,

عودي مع سامي اليوم , و أنا أعدك أن أتوسط لدى والدك لمسامحتك , و سنحاول أن ننسى ما حصل ,

و لا يهم أن تصطحبي ذلك الرجل , فنحن لا نرغب في لقاء لص سرق فرحتنا , و لا يشرفنا حتى التعرف عليه "




صمتت المرأة قليلا و أخذت نفسا عميقا , ثم أضافت بصوت متأثر


أما إذا قررت البقاء هناك الآن , فلا تكلفي نفسك عناء العودة لاحقا ,
لأن والديك سيكونان قد توفيا بالنسبة لك "



كانت كلمات عدراء كخنجر غرسته في قلب ملك , التي اشتد بكاؤها و لم تجد ما تقوله غير كلمة واحدة


" آسفة "

كررتها عدة مرات بهمس , و كأنها أصيبت بهستيريا حادة



انقطع بعدها الخط مباشرة , دون فرصة أخرى للنقاش , و قد حصلت ملك على آخر مقايضة مقبولة , من وجهة نظر المرأة التي أنجبتها ,




ضمت ملك الهاتف بين يديها , اسندت رأسها عليه و دخلت في وصلة نحيب شديدة ,


لم يملك سامي الذي آلمه الموقف هو الآخر , إلا أن يتحرك ناحيتها و يربت على ظهرها ,

محاولا التخفيف من حزنها بقول كلمات مواساة , هو يدرك جيدا أنها لن تغير في الوضع شيئا .




هو أكثر شخص يعرف مدى تعلقها بهما , مما جعله يرجح أن مشاعر ملك لعلي , أقوى بكثير من حزنها لفراق والديها ,

و إلا ما كانت اختارت البقاء معه , بدل تلبية أمنية والدتها بالعودة .




فقدت ملك الشعور بالمكان و الزمان , و هي بصدد التحسر على ما قالته والدتها ,

كانت تبكي دون انقطاع , و هي تتعلق بقميص سامي الذي كان يحاول تهدئتها ,

و لم ينتبه أحد من الاثنين الى علي , الذي كان يقف بباب الصالون واضعا يده في جيبه .






فاطمة كانت قد اتصلت به منذ ساعة , و أخبرته أن ضيفا وصل يريد رؤية ملك ,

و هو رجح من وصفها له أن يكون صاحب المطعم , دون أن يطلب تفاصيل إضافية ,
أو يصدر أية تعليمات خاصة , و استمر فيما كان يفعله .



هو سبق و أن حذرها من التعاطي معه , و هي يجب أن تعرف ما عليها فعله دون تدخل من طرفه ,

علي لا يريد أن يجعلها تعتقد أنه مهووس بها , أو يخيل لها أنه يغار عليها مثلا ,

لذلك عليها أن تفهم أن الأمر متعلق فقط , بمصلحته وضعه الاجتماعي و مظهره أمام الناس لا أكثر ,




لذلك توقع أن تكون ملك عاقلة , و تصرفه بهدوء دون إثارة مشاكل ,

لكنه تفاجأ حينما عاود الاتصال , و أخبرته فاطمة أن الرجل لم يرحل , بل يجلس في الصالون غارقا في حديثه مع ملك ,


و زادت مفاجأته حينما أخبرته , أنه نفس الرجل الذي جاء مع والدها للزيارة مسبقا ,

و أنها لم تتذكره إلا لاحقا , بما أنها لم تره إلا لمرة واحدة , لبضع دقائق حينما استقبلتهما على الباب .





استبد الفضول بقلب علي , لذلك قرر المجيء و تحري الأمر ،

و لكنه فوجيء بمنظر الخطيب السابق , يواسي ملك التي تبكي بحرقة بطريقة حميمية ,
أو هذا ما صوره له عقله , و هو متأكد بأن ذلك بسبب فراقهما .



شعر علي بالاستياء

" لم كلما وقعت عيناي على هذه المرأة مؤخرا , وجدت أحدهم يحتضنها و يمسك يديها ,
و كأنها مدهونة بالغراء ؟


بالكاد تخلصت من ذلك الأشقر , ليخرج لي أشقر آخر أكثر استفزازا ,

يبدو أنها تجتذب أصحاب العيون الملونة هذه العنيدة "




تمتم علي متذكرا جان الذي أفهمه بطريقته الخاصة , من يكون و أنه ليس عليه اعتراض طريق ملك مجددا .




" أحم , أحم "

سعل علي بخفة منبها الشخصين الذين يجلسان في عالمهما الخاص , و تسبب في افتراقهما فورا ,

نهض سامي من مكانه بتأن , و حدق ناحية علي بعينيه الزرقاوين , بنظرة متفحصة خلف النظارات الطبية ,



تقدم علي بعدها ناحيته بخطى متباطئة , و مد يده للترحيب بالضيف بكل لباقة

" مساء الخير "



و رد سامي بهدوئه المعتاد بعدما مد يده هو الآخر

" مساء الخير "



أما ملك فقد كانت تشيح بوجهها , إلى الجهة الأخرى لا تريد رؤية وجه علي , و لا تريده أن يرى ألمها و بؤسها ,



ساد صمت المكان لثوان , لم يتبادل الرجلين غير النظرات الباردة , قبل أن يقطعه سامي بصوته الدافئ

" حسنا أنجل علي المغادرة , طائرتي بعد ساعتين "



هزت ملك رأسها دون قول كلمة , و قطب علي حاجبيه لسماع الاسم , الذي ناداها به هذا المتأنق ,


لكن سامي لم يبال بردة فعله التي لم تفته , بل مد يده و مسح على رأس ملك مجددا ,

ثم طبع قبلة خفيفة على شعرها كما تعود دائما , تحت أنظار علي المستنكرة ,


كان سامي و كأنه يبحث عن اجابة لسؤال يحيره , بخصوص هذا الثنائي الغريب , فهو لا يعرف ما الذي يدور بينهما ,

و لكن شيء ما ينبؤه أن هذا الزواج به خطب ما , و إلا ما كانت ملك جفلت لسماع صوت علي ,
و تفادت النظر إلى وجهه و كأنها تحقد عليه ,

ألا يجب أن يكون هو سندها في لحظات حزنها ؟

ألا يجب أن ترتمي في حضن زوجها بدلا عنه ؟




لكنه سرعان ما استبعد ذلك ، حينما رأى ملامح علي التي تنم عن اهتمام كبير من جهة ,

و لأنه يعرف كم أن ملك عنيدة , و أن لا أحد يستطيع إجبارها على شيء لا تريده من جهة أخرى .

و قد تكون ردة فعلها هذه ، بسبب حزنها على والديها فقط .




" اعتن بنفسك و اتصلي بي إذا احتجت أي شيء , الى اللقاء أتمنى أن أراك قريبا "

خاطبها سامي ثم دس في يدها بطاقته الخاصة , التي تحمل كل أرقامه .





" واو الأسبوع العالمي لإلقاء البطاقات "

تمتم علي بسخرية و مسح على شعره , و قد استفزه ما فعله الرجل أمام عينيه



استدار بعدها سامي ناحية علي و استأذن

" عن اذنك سيدي , سررت للقائك "



هز علي رأسه بالتحية دون رد , و قد اكتفى بالصمت و التحديق , إلى الرجل الذي غادر سريعا .




" واضح أنه أتى لاستعادة ما كان يخصه , و ملك لم تعطه ردا شافيا و لم تشرح شيئا ,

و الا ما كان رحل هكذا بكل بساطة "

قال بينه و بين نفسه



و قبل أن يوجه كلمة واحدة لملك , كانت قد غادرت هي الأخرى إلى غرفتها , دون منحه فرصة للسؤال عما حدث بينهما .




بقي علي واقفا لبعض الوقت وحده وسط الصالون , قبل أن يتوجه إلى مكتبه ,


لم يعد هناك فائدة من العودة إلى الشركة فقد تأخر الوقت , لذلك قرر أن ينهي بعض أعماله هنا ,


أغرق علي نفسه بالأوراق التي أمامه , و لكنها لم تلهه عما رآه قبل قليل , و لم تنسه شعوره بالاستياء .



رغم أنه حاول تذكير نفسه أن ملك لم تغشه , هي أخبرته منذ أول يوم , أنها مرتبطة بأحدهم و أنهما كانا على وشك الزواج ,

و أنها متأكدة من أنه سيتفهم الأمر , إن هي أخبرته الحقيقة لاحقا ,


و ما مجيؤه اليوم إلى هنا , إلا دليل آخر على قوة العلاقة بينهما , و استمرار تأمله في استعادتها في حياته ,

كيف لا و هو كان يعاملها بكل حنان , تلك القبلة على رأسها التي يطبعها كلما رآها ,

و دموعها الغزيرة التي حاولت اخفاءها دون جدوى , اضافة الى أن الحزن في عيني الاثنين كان قاتلا .



لكن لم لم تخبره إذا ؟

إن كانت تثق فيه و في مشاعره هكذا , لم لم تطلب منه المساعدة لاخراجها من هنا ؟

أو أنها تحاول حمايته من مواجهة معه ؟

ألهذه الدرجة هي تحبه , و تخاف عليه من أن يؤذيه ؟





تنهد علي و قطب جبينه , هناك شيء ما يزعجه في كل ما يحصل ,

هو يدرك جيدا أن ليس من حقه الاستياء , لأنه هو من دخل بين هذين الاثنين و بعثر حياتيهما ,
هو من اقتحم العلاقة و أفسد خططهما بالارتباط .



و لكن الحقيقة أنه مستاء جدا , ليس فقط منهما و لكن من نفسه ,
هو مستاء بسبب انزعاجه لما رآه ,

لم يجب أن يؤثر فيه ما يحصل , و كأن أمر تلك المرأة يهمه ؟



لم يشعر أن أحدهم خانه ؟

رغم أن ملك لم تكن تخصه يوما , و في وقت ما لم يكن يعني موتها من حياتها له شيئا .



حاول علي طرد كل تلك الأفكار الدخيلة من رأسه , و إقناع نفسه أن لا تأثير لما يحصل عليه ,


و لكنه في أعماق عقله , يعلم أن أمرا ما لا يعلم ماهيته بعد , بدأ بالتسلل إلى أحاسيسه و يشوش تركيزه ,


و أن عليه التخلص منه , قبل أن يسيطر عليه و يتحول إلى هوس , بامرأة لا يجمعه بها شيء ,
لأنها ستؤول الى تدميره في النهاية دون فرصة للسعادة .




طبعا علي يدرك مشكلة التملك التي يعاني منها منذ الصغر , فأي شيء يسمى على اسمه هو ملكه , إلى أن يقرر الاستغناء عنه ,


و حتى بعد ذلك لا يحق لأحد أخذه منه , أو حتى التفكير فيه و النظر ناحيته .




و لكن ما حصل خلال الفترة الماضية فاجأه هو نفسه , بداية مما حدث بالمطعم , و النقاش الحاد حول صاحب المطعم ,

مرورا بالزيارة الى مكتب المحامي , ثم مكتب القاضي و اصراره على مرافقتها و انتظارها ,

وصولا الى مجيئه راكضا قبل قليل , لأنه علم أن ذلك الرجل هنا , مدعيا أنه أنهى عمله و عاد الى بيته , رغم أن الفضول كان يتآكله .




هذا ليس هو ليس تصرفه , و لا طريقة نظرته و تحليله للأمور ,
لطالما عرف برصانته لا مبالاته , و برودة تعامله مع من حوله ,

فلم يصبح الأمر مخالفا للعادة حينما يتعلق بملك ؟

نفس السؤال الأحمق الذي يلح عليه منذ مدة





علي يدرك جيدا أن استمرار ما يحصل و تكرره , سيصبح عبئا نفسيا عليه , و لن يجر معه إلا الخراب ,

لذلك من الأفضل تجاهل هذه المرأة , و اعتبارها غير موجودة في حياته , الى أن يحين موعد رحيلها من هنا ,



و بالتالي وعد نفسه أن ما حدث خلال الأيام الماضية لن يتكرر أبدا ,

و أنه لن يضع نفسه أبدا في منزلة المهتم من الآن فصاعدا , هو لن يسمح أبدا لتلك المرأة أن تفقده صوابه .











أعرف أن البارت قصير نسبيا , لكنني أمر بفترة صعبة حاليا على الصعيد النفسي , و أحاول جهدي للتركيز و نشر فصول بنفس مستوى الفصول الماضية

أعتمد على تفهمكم و متابعتكم الجميلة 💞💞







😘💞💞







.......



ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-09-20, 03:28 AM   #187

ام حاتم الطائي

? العضوٌ??? » 464229
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 345
?  نُقآطِيْ » ام حاتم الطائي is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

ام حاتم الطائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-09-20, 09:56 AM   #188

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام حاتم الطائي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .





و عليكم السلام ورحمه الله وبركاته 💞💞💞💖💖💖💖💖💖


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-09-20, 09:35 PM   #189

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي





البارت التاسع و الأربعون مكالمة هامة 💞






بعد العشاء استأنف علي عمله بكل جدية , بعدما قام بتصفية ذهنه , و اتخذ حزمة من القرارات الهامة ,
التي تخص ابتعاده عن كل ما يخص ملك , و عدم التعرض لها مهما بلغت متاعبها ,



كان غارقا بين أوراقه , حتى أنه لم يلاحظ فاطمة , و هي تضع قهوته أمامه على المكتب ,


و لم يقطع انشغاله سوى صوت هاتفه , انزعج بداية لكنه عاد ابتسم بمجرد أن رأى اسم المتصل
, و سرعان ما فتح الخط و بادر بالكلام .




" هاي مرحبا علياء كيف حالك ؟ "

صدرت ضحكة خافتة رقيقة جدا من الطرف الآخر , و بدأت المرأة مباشرة بالعتاب و القاء اللوم


" مرحبا حبيبي كيف حالك ؟ اعتقدت أنك نسيت أن لديك أختا "




نهض علي من مكانه مباشرة , و غادر المكتب بخطوات متباطئة باتجاه غرفته , و هو يفك ربطة عنقه و أزرار قميصه العلوية ,

هو يعلم أن شقيقته حينما تتصل , لا ينتهي الأمر قبل ساعة على الأقل .



" لم تقولين ذلك و أنت الأخرى لا تسألين ؟ "

حاول رد عتابها عليها لكنها شاكسته كعادتها

" حسنا ها أنا أسأل , كيف حالك أيها الرجل الحديدي ؟ "

ردت علياء بشغبها المعهود



أجاب علي باقتضاب على أسئلة شقيقته بخصوص أخباره , متجنبا ذكر أمر ملك , و كل الفوضى التي نجمت عنها



استمر الحديث مطولا عن أخبار العائلة و العمل و الأولاد , و كالعادة لا تتوقف علياء عن الثرثرة بخصوص مغامراتها في غربتها , و طبعا زوجها المسكين هو محور الحديث ,


كان علي يستمع بكل صبر , الى أن صمتت لدقيقة قبل أن تفاجئه

" أخي هل تزوجت ؟ "

قالت بصوت هامس و كأنها مترددة لسؤاله



كان علي قد دخل غرفته و استقر على طرف سريره , صمت هو الآخر لبضع ثوان قبل أن يرد بسؤال

" اتصلت بك امي اذا ؟ "

خمن علي مباشرة , فلا أحد غير والدته قادر على ايصال الأمر الى علياء ,

لكنه شعر بالتوتر لذكر الأمر , و قد بدا واضحا أن عليه الخضوع لاستجواب بعد لحظات




" اذا فالأمر صحيح ؟ "

استمرت علياء بأسئلتها بنبرة استغراب , و كان رد علي مختصرا كعادته

" أممم , لم تخبريني كيف عرفت بالموضوع ؟ "



" اتصلت أمي قبل أيام لاخباري , و لكنني أرجأت الاستفسار عن الأمر , بما أنك كنت مسافرا و لم أرد ازعاجك ,

اضافة الى أنني لم أصدق ما سمعته "




" مالذي قالته بالضبط ؟ "

كان علي فضوليا بشأن رأي والدته فيما يحصل , و ان كانت صدقت ما قاله أو أن لديها شكوكها .




تريثت علياء قبل أن تجيب , متأملة في الحصول على تكذيب أو نفي من طرف شقيقها

" في الحقيقة لم تقل الكثير ,

عدا عن أنها قامت بزيارة مع عمتي سعاد الى بيتك , و أنها رأت شابة هناك أخبرتها أنها زوجتك ,

و أنكما تزوجتما لظروف خاصة , و سترحل قريبا فقط هذا "




التزم علي الصمت فاستمرت علياء في عتابها , و قد بدا الاستياء في صوتها ,

فشقيقها هو أقرب انسان الى قلبها , و لم تتوقع منه اتخاذ خطوة مهمة كهذه , دون حتى أن يفكر في اخبارها


" هل يعني هذا أنك تزوجت فعلا , دون حتى أن تخبر شقيقتك الوحيدة ؟ "




بلع علي ريقه و دلك جبينه لتخفيف توتره , ثم قرر أن يخبر علياء ما لم يجرؤ أن يقوله أمام أحد ,

فالأمر لا يتعلق بتجاهلها , بقدر ما يتعلق بعدم معرفته , ما الذي يجب عليه قوله لها ؟



لكنه بعد دقيقتين أخذ نفسا عميقا , و رد أخيرا على أخته المحتارة

" حسنا علياء سأخبرك التفاصيل , و لكن عديني ألا تبوحي بكلمة واحدة ,
و لا حتى لزوجك أرجوك "



دب القلق في قلب علياء , لما قاله أخوها فقد بدا جادا جدا , و سارعت لاعطائة كلمتها , فلطالما كانت بئر أسراره


" أكيد أخي لديك وعدي "




بدأ بعدها علي في سرد الوقائع مجردة , منذ أول مرة التقى فيها ملك الى اليوم , دون أن يغفل أي تفصيل ,


احتفاظه بالأمر بينه و بين نفسه , طوال هذا الوقت جعله على وشك الانفجار ,

كان الموضوع يقوده الى الجنون , دون وجود مستشار موثوق , و هو الآن بحاجة ماسة الى شخص يبوح له ,
و هاقد واتته الفرصة التي يدعو ألا يندم عليها ,




هو فكر سابقا أن يفضفض لأحدهم , و كان كريم اختياره الأفضل , فهو يعرف الكثير من التفاصيل بالفعل , كما أنه صديقه الكتوم ,

الا أنه لا يستطيع مناقشة شيء حساس كهذا معه , بسبب قلة كلامه و شخصيته الباردة من جهة ,

كما أنه شعر أنه منحاز لصف ملك , منذ يوم التقرير من جهة أخرى ,

خاصة أنه عارض منذ البداية خطة مارك , بطريقة واضحة و حازمة لكنه لم يستمع له ,



و هو يعلم ان هو فتح معه الموضوع ثانية , سيكرر ما قاله دون تردد ,
فهو مثل المدفع و صراحته مؤلمة في أوقات كثيرة , و قد يلومه و يزيد من استيائه .





أما والدته و الآخرون فهم اختيار سيء جدا , لأن البلد كلها ستسمع بالخبر بعد ساعتين , و سيكون اسمه على صفحات الجرائد في اليوم الموالي ,


لذلك فعلياء هي أفضل اختيار , فهي توأم روحه و لا تخشى شيئا , لقول رأيها في وجهه بكل صراحة ,



لكنها صدمته بردة فعلها التي لم يتوقعها , فبمجرد أن أنهى ما أراد قوله , حتى صرخت من الطرف الآخر

" يا الهي أخي , ما الذي دهاك ؟

أنت تقريبا تختطف هذه المرأة في بيتك "




قرص علي بين عينيه بتعب و تنهد , فهذا ما كان يخشاه منذ البداية , لذلك أخفى المشكلة عنها ,
هو أكثر من يدرك تعصبها لكل ما يخص المرأة و حقوقها




" أرجوك علياء ليس عليك قولها , بهذه الطريقة الفظة في وجهي , فأنا أصلا أشعر بالاستياء الشديد من الوضع ,

ثم ليس و كأنني أربطها داخل قفص في قبو بيتي "


قال بتأفف واضح , و استلقى على السرير خلفه بانهاك , و كأنه أزاح حملا ثقيلا من على كتفيه , حينما قال كل ما قاله .



هدأت أخته من روعها قليلا , ثم أضافت بصوت عاتب

" آسفة أخي و لكن هذه الحقيقة لا يمكنك انكارها , و لا يمكنني تزيينها حتى لا تنزعج "




" أعلم علياء أنا أفهمك , و لكن الأمر ليس سيئا كما تتصورين "

سارع علي للاعتراض مما أربك شقيقته أكثر



" كيف ذلك ؟ لم أفهم "


" يعني أنا لم أعد أتعرض لها , أو أضغط عليها بسبب كل ما حصل بيننا "


تصريح آخر مبهم جعلها تستفسر أكثر

" هل تقصد أنها لم تعد متهمة ؟ "



" حسنا لم تعد كذلك بنسبة ثمانين بالمائة "

اعترف علي بما يفكر فيه منذ مدة , مما شوش تفكير علياء



" حسنا جيد لم تبقها هناك اذا ؟

لم لا تدعها ترحل الآن , و تتأكد لاحقا من براءتها الفعلية ؟ "


و سارع علي للتوضيح

" لأنها هنا بسبب اتفاق بيننا , و ليس لديها مكان تذهب اليه "




بعدها سرد علي بصراحة بالغة , تفاصيل الاتفاق و قضية التهريب و حجز جواز السفر ,

لكن كل ذلك لم يخفف من استياء أخته بل زاده , و لم تتردد للومه بشدة ظاهرة


" يا الهي علي هل جننت , أي اتفاق استعبادي هذا ؟
منذ متى تبتز امرأة لتبقى معك ؟ "




انزعج علي لسوء فهم شقيقته , لو كانت شخصا آخر لكانت ردة فعله سيئة ,

و لكن علياء لطالما كانت الشخص الوحيد , الذي يشير الى أخطائه و يعاتبه دون خوف .




" أرجوك علياء لا تجعلي الأمر يبدو هكذا , أنا فقط اضطررت لفعل هذا لحمايتها و حماية نفسي ,

فهي لا تملك مالا , لدرجة أنها ذهبت للعمل كنادلة , قبل أيام من أجل راتب متواضع ,

و ليس لديها جواز سفر أو أية أوراق ثبوتية ,

و لا تقبل أن تأخذ شيئا مني , لأنها تحتقرني و تقرف من مالي ,



لذلك اذا سمحت لها بالمغادرة , فأنا لا أعلم أي عمل أحمق ستقدم عليه ,

هذه المرأة متمردة بجنون علياء , حتى أنني أخشى أن أغفل عنها , فتتسبب في كارثة بتهورها ,



و الواقع يقول أن بيني و بينها عقد زواج , حتى و ان كان غير حقيقي , و لم توافق عليه لكنه موجود ,
و هناك بعض الأشخاص يعلمون بشأنه بالفعل ,


ان هي خرجت من هنا و وقعت في ورطة , فأنا من سأفقد ماء وجهي , و لن أستطيع انكار العلاقة مهما حصل ,

و آخر شيء أحتاجه هو فضيحة في حياتي الشخصية , تكفيني الشائعات التي تصدر كل يوم "



قال علي بصوت يائس , كل تبريراته في نفس واحد , علها تقنع أخته اللحوحة




صمتت علياء قليلا و كأنها تفكر بعمق , لدرجة أنه اعتقد أنها ستترك الموضوع نهائيا و لكنها فاجأته

" يعني هي ذهبت للعمل كنادلة , و رفضت أن تأخذ منك مالا ؟ "




قطب علي جبينه و أجابها

" أجل حتى أنني علقت مع صاحب المطعم , الذي كان واضحا أنه معجب بها كثيرا "



" فعلا ؟ يعني هي لم تمد يدها لك , و لم تأخذ شيئا ثمينا من المنزل لبيعه و الاستفادة منه ؟

لكنها كلفت نفسها عناء البحث , عن عمل متواضع هكذا , و هي في الأساس طبيبة ,
فقط لأنها تقرف من مالك ؟ "



علياء تعرف أن علي ليس رجلا بخيلا , و أكيد هو عرض عليها الكثير , حتى و ان كان يعاديها ,

اضافة الى أن أقل تحفة في بيته تساوي ثروة , لذلك بدت متفاجئة جدا لتصرفها .




" اممم , لا أدري هذا ما حصل "

رد علي بتذمر و هو لا يفهم , أين تريد أخته الثرثارة الوصول بتحليلها , و التي سرعان ما انفجرت في أذنه , مثل قنبلة صوتية و أجفله صوتها



" بالله عليك علي ألا يعني لك هذا شيئا ؟

و ما زلت تقول أنك تشك بها ؟

أرجوك أخي منذ متى أصبحت أعمى البصيرة هكذا ؟

هذا التصرف لا علاقة له بلصة طماعة "





"...."

( أهذا كل ما علق في ذهنها , من الخطبة العصماء التي ألقيتها قبل قليل ؟ )

صدم علي من تعليقها و لكنه لم يزجرها , فهي على حق بطريقة ما



" حسنا أنا أدرك هذا الآن "

و قال بلهجة متراجعة , و هو يحك رقبته باحراج



أرادت علياء الاطمئنان أكثر

" و هل ستبقيها هناك اذا الى أن تنتهي السنة ؟ "



و سارع علي للنفي

" لا أكيد لن أفعل , بمجرد أن تحصل على البراءة , في قضية التهريب و تستعيد جواز سفرها ,

سأدعها ترحل لا نية لي في احتجازها أكثر , و المحامي قال أن البراءة مضمونة , لكن القضية ستأخذ بعض الوقت للبت فيها ,

لكنني لن أخبرها حاليا , لا أريدها أن تتمرد و تزعجني في كل لحظة "





هدأت علياء قليلا و قد أدركت أن علي يدرك سوء ما فعل و يبادر لتصحيحه

" طيب أخي هل ستبقيها في منزلك , الى أن يحين موعد رحيلها ؟ "




" أعتقد ذلك فلا خيار آخر لدي , هي لن تقبل أن أوفر لها مكانا تبقى فيه ,

قد أضطر لربطها في احدى الشقق , لكنها لن تذهب بارادتها , فأنا لم أرى في حياتي أكثر عنادا منها , تفقدني صوابي في أحيان كثيرة ,

اضافة الى أنها تنفذ الاتفاق الذي بيننا بمنتهى الجدية , و كأن بيتي تنقصه خادمات "

استمر علي في تذمره غير الاعتيادي , و الذي لاحظته شقيقته لكنها لم تعلق




" أعتقد أنها شخص مثير للاهتمام "

قالت و كأنها معجبة بالأمر ثم أضافت

" و ما علاقتها بسكان المنزل هناك ؟ "




فكر علي قليلا قبل أن يجيب

" حسنا كانت الخادمات في البداية تتنمرن عليها , لكنها تتفاهم الآن معهن بشكل تام ,
و لا تسأليني لماذا لأنني لا أعرف ,


أما فاطمة فهي تشكل معها فريقا ضدي , تحولت من مربيتي الى عرابتها ,

المرأة التي لم تعلق يوما على تصرفاتي , تنهرني و تؤنبني كلما تجادلنا و غضبت ,
و تتهمني أنني أحزنها و أسيء معاملتها ,



صدقيني علياء فاطمة تتحول بشكل غريب , كلما نادتها " خالة فاطمة " بصوتها الرقيق ذاك , و الأخرى تناديها ابنتي صراحة ,


و لا فكرة لدي كيف تفعل ذلك و تسيطر عليها , و قد بدأت أشعر أنني أتعرض لمؤامرة , هنا في بيتي من طرفهما "





ضحكت علياء بصوت عال , لكنها سرعان ما تمالكت نفسها , حينما نهرها علي و استرسلت

" حسنا و ماذا فعلت بشأن مريم و رنا ؟

هي تعيش معهما تحت سقف واحد "



أغمض علي عينيه و أجاب بصوت هادئ , و قد اختفى تذمره الصبياني , الذي لا يظهره الا أمام شقيقته

" لم تلتق مريم بعد , و قد لا تفعل أبدا قبل رحيلها , أما رنا فهي المشكلة "



" ماذا أخي ؟ لا تقل لي بأنها تسيء معاملة الطفلة "

قالت علياء بلهجة قلقة , و تنهد علي من أعماق قلبه قبل أن يجيب


" ليتها تفكر في فعلها لألقيها في الشارع و أريح بالي ,

المشكلة أن ما يحدث هو العكس , فعلاقتها برنا جيدة بل ممتازة ,


الطفلة تحبها جدا تلتصق بها كجرو صغير , تراجع معها تلعب معها , ترافقها طوال اليوم و كأنهما توأم سيامي ,
حتى أنها تنام في حضنها تخيلي "



تفاجأت علياء التي تعرف ظروف ابنته جيدا من المعلومة

" فعلا ؟ غريب هذا الأمر "



و أكد علي استغرابها

" أجل هذا ما اعتقده أنا أيضا ,

في البداية كنت خائفا جدا , من أن يتحول حقدها علي الى رنا , و قمت بمراقبتها بطريقة مشددة
, و لكنها .."


توقف علي للحظات و هو يفكر فيما عليه قوله , بعدما استرجع بعض المواقف التي حصلت معها بخصوص ابنته ,



و استكمل بصدق

" حسنا أعترف أنها خيبت ظني بشدة , و أصبحتا مقربتين جدا في وقت قياسي , لم يحصل حتى مع طبيبتها النفسية ,


الغريب في الوضع أن فاطمة أخبرتني , أنها تراجع معها تصرفاتها , و تؤنبها من وقت الى آخر ,

و تصحح لها بلطف لدرجة أنها أصبحت تأكل , كل ما يوضع أمامها بكل هدوء دون تأفف , و تنفذ الكلام دون اعتراض ,

يعني هي فعلت في أسابيع ما عجزت عنه في سنوات "

اعترف علي بالوضع بكل وضوح





" أخي أصبحت الآن فضولية جدا للتعرف عليها "

قالت علياء مع بهجة في صوتها و فضول واضح





الا أن علي أضاف بقلق كبير

" لكنني خائف جدا علياء , من أن يكون الأمر مجرد فخ منها , يعني تجعل الطفلة تتعلق بها , ثم تكسر قلبها انتقاما مني ,


في بعض الأحيان أخشى أن لا تتحمل رنا الفراق بينهما لاحقا , أنت تعلمين كم هي حساسة للعلاقات ,


و لكن لم تفلح كل المساعي لابعادها عن ملك , أنا أعترف "




لكن علياء نهرته

" يا الهي أخي لم تفكيرك سوداوي هكذا ؟
توقف عن وسوستك هذه ستقتلك يوما ما ,

من كل ما قلته لا أعتقد أن نية ملك , هذا اسمها صحيح ؟ "



" اممم "



" جميل جدا بالمناسبة , لا أعتقد أن نيتها سيئة اتجاه رنا ,
ثم من يسيء لطفلة مثل الملاك ؟

اضافة الى أنك قلت أنها طبيبة أطفال , أكيد هذا سبب اجادتها للتعامل مع ابنتك ,

أما بالنسبة لألم الفراق فلا حل له الا اذا ... "



فتح علي عينيه و رفع حاجبه و قاطعها بتوجس , فهو يعرف جنون شقيقته

" الا اذا ماذا ؟ "

قال علي بلهجة مستغربة , و أجابت أخته ببهجة ممزوجة بسخرية


" الا اذا قررت ابقاءها هناك للأبد , و تحويل الزواج الى أمر حقيقي , حينها لن تحزن .."




قاطعها علي مستهجنا و قد علا صوته

" أرجوك علياء لا تقولي أمورا مستحيلة الحدوث "



و سارعت علياء للاصرار و جس نبضه

" لماذا ألم تقل أنك لم تعد تشك بها ؟
و أن كل ما تظهره ينم عن شخصية جيدة ؟

ثم ألا تستحق رنا أن تحصل على شخص تحبه كزوجة لك ؟

و أنا أعتقد أن ملك أفضل اختيار "




" لا لا لا توقفي أرجوك , بيني و بين تلك المرأة لا يمكن أن يصبح زواجا حقيقيا أبدا ,
يا الهي مستحيل "


قال علي باعتراض شديد و قد عاد للجلوس مكانه متحفزا , قاطعا الطريق على هلوسات أخته ,
و لكنها مشاغبة عنيدة كالعادة



" لم تقول ذلك بكل اصرار ؟

أنا لا أرى أي مانع , خاصة أن أمي لم تعد تتدخل في هذا الموضوع ,

أنتما تجاوزا كل الجنون الذي حصل في البداية , و ستكون حياتكما مستقرة أنا متأكدة "



" بلى علياء الموانع كثيرة , أولها أنها لديها بالفعل شخصا تحبه "

قال علي بمرارة متذكرا سامي



" و ما أدراك ؟ "

استغربت علياء من معرفة أخيها بالأمر ,
ألم يقل أن العلاقة بينهما سيئة جدا ؟

فكيف توصل الى أمر شخصي جدا هكذا ؟



و أجابها علي بكل بساطة , مع امتعاض ظاهر في صوته

" لأنه كان هنا منذ ساعات في الصالون , يحتضنها و يخبرها أنه يحبها , و كانت هي تبكي بحرقة لافتراقهما "



حزنت علياء فجأة و تغير مزاجها

" أوه أخي أنت قاسي القلب , كيف أمكنك التفريق بين شخصين يحبان بعضهما ؟ "




أدار علي عينيه بتذمر و زفر بحنق , فقد بدأت علياء العاطفية دروسها ,
و لكن أخته سرعان ما استعادت حماسها المجنون

" و لو , لا أعتقد أن علاقتهما قوية كفاية , و الا كانت أخبرته بما حصل بينكما "




" حتى و ان افترضنا ذلك أيتها اللحوحة , يبقى الأمر مستحيلا بيننا ,

لأنها ليست نوعي المفضل على الاطلاق "


قال علي و هو لا يعرف ان كان يحاول اقناع أخته , أو اقناع نفسه بصوت عال



" من أية ناحية ؟ "



تنهد علي مجددا و أجاب

" من كل النواحي علياء , من كل النواحي الجسدية و العقلية و الاجتماعية و الثقافية ,


ملك شابة نحيفة صغيرة الجسم , بوجه طفولي و ملامح شقراء , ترتدي مثل الأطفال أو طالبات الثانوية , لا تبدو كشابات هذه الأيام ,


نشأت في بيئة مختلفة تماما , نحن تقريبا لا نلتقي في أية نقطة ,


هي عنيدة جدا متمردة جدا و لسانها سليط , لا تسمع كلام أحد و ترد الكلمة بمائة , و بعض كلماتها أقسى من الخناجر ,

يا الهي لا يمكنني تخيل نفسي معها ليوم واحد , و ليس لسنوات قد أفقد عقلي ,


و أهم من كل هذا أنها تكرهني و تحقد علي , ستقتل نفسها ان لمحت مجرد تلميح للموضوع "




كان علي يبدو مرعوبا من الفكرة , مما جعل علياء تضحك بصوت مرتفع , حتى سالت الدموع من عينيها , و لم تتمالك نفسها هذه المرة الا بعناء



" أوه أخي الحمد لله , أخيرا وجدت ندا لك ,

يجيد استفزازك و تكسير ذلك الجبل الجليدي , و سيأخذ بثأر كل امرأة عذبت قلبها ببرودك ,

أنا أفكر فعلا في المجيء خصيصا لتهنئتها و اهدائها وساما "

و استمرت بالضحك و كأنها وجدت أخيرا أمرا يسليها




" توقفي علياء أنا لست أمزح , أنا أتحدث بكل جدية , ثم لنتوقف عن التحدث عنها , فقد أخذت منا الكثير من الوقت ,

و لا داعي لأذكرك بعدم قول شيء أمام أمي , لا أريد صداعا آخر أرجوك "




" حسنا حسنا أخي , لا داعي للقلق أنا سألتزم الصمت التام , حتى تدعوني الى حفلة العرس "

و عادت للضحك مرة أخرى



" تعلمين أنك مملة , تصبحين على خير و لا تتصلي مجددا "



" تصبح على خير عزيزي "



و قبل ان يقفل علي الخط , قررت أن تضيف شيئا أخيرا

" أخي أنا جادة الآن أرجوك لا تظلمها , أنت أيضا لديك ابنة ضع رنا مكانها , و تذكر أنه كما تدين تدان "




" تصبحين على خير ليلي "

قالها علي مدعيا الانزعاج و أغلق الخط مباشرة , قاطعا على شقيقته ثرثرتها التي لا تنتهي ,


ألقى بعدها الهاتف على السرير خلفه , و اتجه الى الحمام لأخذ دش , و قد شعر ببعض الراحة , بعد أن أفضى ما بداخله لشخص يثق فيه.



بعد انتهاء مكالمتها مع علي , اتصلت علياء بوالدتها لتعطيها آخر التفاصيل

" و ماذا قال شقيقك ؟ "

سألت صفية بكل فضول

" لا شيء أمي تماما كما أخبرك , هما متزوجين فقط على الورق لظروف خاصة "



" ألم يخبرك ما هي , أو متى ترحل ؟ "

أصرت المرأة و هي متأكدة أن علي لا يخفي شيئا عن علياء , لكنها استمرت في الانكار تنفيذا لوعدها

" لا أمي تعرفين أن علي كتوم جدا ,

لكنني شخصيا أعتقد أن هذه المرأة , ستبقى معه الى آخر عمره , هذا احساسي الذي ينبؤني به قلبي "



ما قاله علي ترك انطباعا جيدا لدى علياء , كل تلك المواقف و التصرفات , تقول أنه معجب بشخصيتها و أخلاقها , رغم نفيه الشديد للأمر ,

هي حتى لمست لمحة غيرة في حديثه عن حبيبها , شيء لن يشعر به شقيقها متحجر القلب , الا اذا كان هناك مشاعر خاصة .



تنهدت صفية بعمق من الطرف الآخر

" ان شاء الله , أتمنى فعلا أن يكون احساسك صحيحا و تفك عقده , سيريح قلبي و يطمئن بالي "


" لا تقلقي أمي أنا متأكدة أن هناك خيرا كثيرا في هذا الأمر , فعلي يستحق الكثير من السعادة بعد كل ما عاناه ,

أنت فقط لا تضغطي عليهما و لا تحاولي التدخل , و لا تدعي عمتي سعاد تفعل " .


.
.
.


في الطرف الآخر , كانت ملك تحاول تناسي مرارة قلبها , فالمكالمة مع والدتها قبل قليل , قضت على كل أمل لها , في الحصول على مغفرة والديها ,


و عليها الآن أن تنتظر حتى تعود الى بيتها , لتشرح الأمر هذا ان استطاعت , فهي لا تعرف ما يجب أن تقوله , لأن ما يحصل لا يصدقه العقل .



بكت لأكثر من ثلاث ساعات , و كعادتها فوتت العشاء بسبب مزاجها السيء , و بدأت معدتها تؤلمها آخر الليل ,

لكن شهيتها لا تطاوعها , فقررت التوجه للمطبخ من أجل كأس عصير .




أثناء وقوفها هناك وصلت الى مسامعها صوت أغنية وردة

" وحشتوني "



أغنية لطالما سمعت كلماتها و ترنمت بألحانها , و لكنها أدركت الآن فقط أن معانيها , مؤلمة و موجعة للقلب بطريقة قاتلة ,

و كأنها تسمعها لأول مرة , تصف شوقها و تحلل مشاعرها ,


و دون ادراك منها بدأت الدموع , التي توقفت قبل قليل بالانهمار مجددا , بكل صمت على وجنتيها , غص حلقها و تيبست يدها على الكأس ,



و رغم أن الخادمة التي كانت تنظف الأواني , نادت على اسمها أكثر من مرة , بعدما لاحظت تغير ملامحها و دموعها , الا أنها لم ترد عليها , فما كان منها الا أن تهرع لتخبر فاطمة



" ما بك ابنتي , هل أنت بخير ؟ "

سألت المرأة بكل حنان , و هي تربت على ظهرها ,


هزت ملك رأسها بالنفي , و بدأت فاطمة بالانزعاج , و قد اعتقدت أن الألم عاد مجددا

" هل زاد الألم ؟ "

هزت ملك رأسها مجددا دون كلمة , و لكن بالايجاب هذه المرة



" أين أخبريني ؟ "

أشارت ملك الى قلبها بدل بطنها , و استدارت ناحية فاطمة القلقة , و قد أدركت الآن فقط أنها تبكي ,


حدقت اليها بعينين حزينتين , و قالت بصوت هامس و كأنها تحدث نفسها

" اتضح أن السنة وقت طويل جدا , و الأيام لا تمر سريعا "



طبعا فاطمة لا تعلم بتفاصيل الاتفاق بين الاثنين , و لكنها ليست غبية حتى لا تدرك أن ملك تبقى هنا رغما عنها ,
و أنها تتوق للعودة الى أهلها و بلدها ,


و لكنها لا تجد ما تقوله أو تفعله , غير احتضانها و تهدئة حزنها , و أي شيء أفضل من اعارتها , صدرها الأمومي الدافئ لتبكي عليه .



استمرت ملك بالبكاء لبعض الوقت , و قد أدركت الآن فقط , أن السنة وقت طويل جدا لتحمله ,
و رغم كل ما حدث لم يمر الا أسابيع قليلة .




هي في البداية اتخذت هذا الخيار , كحل وحيد و مخرج ملائم , للورطة التي وقعت فيها ,

صحيح أن الخيار الآخر مستحيل , فهي لا تقبل أن تكون زوجة لذلك الرجل , عقلها و قلبها لا يقبلان الأمر ,

لكن الثمن الذي تدفعه غال جدا , أكثر مما تتحمل و لا يمكنها ألا تتألم , و الأفكار السوداوية تعصف برأسها



بعد مرور السنة هل ستقبل عائلتها عودتها , هل سيصدقون ان هي قالت الحقيقة ؟

و حتى و ان فعلوا , كيف سينظرون اليها ؟

ما الذي يفكر الآن فيه أصدقاؤها و أقاربها ؟

و ماذا بخصوص دراستها و مستقبلها ؟



لولا أنها تعلم جيدا مقدرة علي على ايذاء أحبائها , ان هي غادرت لما بقيت هنا لحظة واحدة

لكن هل هناك من سيقدر هذه التضحية ؟



هي امرأة مؤمنة و لطالما اعتقدت أن ما يحصل في حياتها , هو لسبب ما و من أجل شيء ما ,


و لكنها لا تستطيع استيعاب ما يحصل الآن , هي لا تجد تفسيرا لمعاناتها و ألمها مهما فكرت ,


ربما أملها الوحيد أن يرق قلب ذلك المجنون المتسلط و يطلق سراحها , و لكن الأمر بعيد المنال ,


كل يوم يمر يجعلها تشك في امكانية رحيلها , حتى بعد انقضاء السنة , ففي النهاية لا شيء يجبر علي , على الوفاء بوعده ان رفض ذلك .




الكثير من الأفكار السوداء و التساؤلات , و احساس قاتل بالضياع أفرغتها ملك في دموعها , التي ذرفتها في حضن فاطمة ,
و التي وقفت هناك بكل صمت تحتضنها , دون أن تسأل أي شيء منتظرة أن تهدأ .



بعد أن تمالكت ملك نفسها , اصطحبتها فاطمة الى غرفتها , و لم تغادر الا بعد أن تأكدت أنها آوت الى فراشها و أغمضت عينيها .



أثناء ذلك كانت ملك تشعر بالحرج الشديد , بسبب اظهار ضعفها أمام الآخرين , هي لم تفعل ذلك يوما ,
لكنها بكت منذ وصلت الى هذا البيت , أكثر مما فعلت في حياتها كلها ,



و كلما وعدت نفسها ألا تبكي مجددا , كلما وجدت الدموع طريقها الى عينيها , بعد كل صدام مع علي يذكرها بالمأزق الذي تعيشه ,


و هي فعلا لا تجد سبيلا للسيطرة على الأمر , فهذا الرجل يجيد ايلامها كما لم يفعل انسان قبلا .










اكتشفنا في هذا الفصل جزءا من حياة علي ألا و هي شقيقته , و ستتكشف الكثير من الأسرار لاحقا 😉





💞💞😘





..............



ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-09-20, 12:15 AM   #190

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

حزنت كثيرا عى حالة ملك صراحة متستاهلش
تعرفنا في هذا الفصل على علياء التي هي نقيض علي في كل شيء احببت ضهورها
شكرا ملوكة على الفصل


mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:22 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.