آخر 10 مشاركات
أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          كلوب العتمةأم قنديل الليل ؟! (الكاتـب : اسفة - )           »          52 - عودة الغائب - شريف شوقي (الكاتـب : MooNy87 - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أسيرة الكونت (136) للكاتبة: Penny Jordan (كاملة)+(الروابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          605-زوجة الأحلام -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          غيث أيلول -ج5 سلسلة عائلة ريتشي(121)غربية - للكاتبة:أميرة الحب - الفصل الــ 44*مميزة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          ترافيس وايلد (120) للكاتبة: Sandra Marton [ج3 من سلسلة الأخوة وايلد] *كاملة بالرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree678Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-12-20, 03:33 PM   #1611

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maha_1966 مشاهدة المشاركة
حبيبتى ملك ألف سلامة عليكى و ربنا بعطيكى الصحة و العافية
مش هعلق على الفصل لكن هعلق على التزامك بالتنزيل بالرغم من تعبك
احترامك لقرائك و التزامك لاتسعفنى الكلمات لوصقه انت بجد انسانه محترمه
احب اعرفك انى قارئة صعبة الارضاء من ابتدائي لحد الجامعة مصروفى كله رايح لبند الكتب و الروايات وفى كل المجالات لدرجة ان بابا الله يرحمه كان كل مرة يدينى غيره و طلعت ولادى غلى كدة
بالرغم من اني الان جدة لاربعة احفاد ما شاء الله لكن نهمة جدا للقراءة وألمح من المقدمة اذا كان الكاتب كويس و لا العكس احب اسجل شهادتى المتواضعة انك كاتبة اكثر من رائعة يكفى اخلاقك و اهتمامك بالردعلى المتابعين و اهتمامك بموعد التنزيل مهما كانت ظروفك يارب تفضلى كده حتى بعد زيادة عدد الفراء للالاف او حتى ربنا يكرمك ان شاء الله و تطبعى رواية كتاب زى البعض هنا فى المنتدى اتمنى تبقى زى ما انت
طولت عليكى باتمنى يكون احساسى وصلك و سلامتك الف سلامة




يعزك ربي حبيبتي و يبارك في عمرك و في عمر اولادك و احفادك ماشاء الله عليكي لم أتوقع انني امتلك متابعين من العيار الذهبي بقدرك فقد فاجأتني 💖💖💖💖💖
داءما اقول ان اقل قدر من الاحترام هو الرد على أشخاص يحادثوننا بكل ود و ليس هناك اجمل من جبر الخواطر و لو بكلمة 💞💞 أما بالنسبة للالتزام اعتقد أنه نتيجة تأثير طبيعة عملي على شخصيتي انا مهووسة قليلا بالوقت و الدقة ☺️🤗 لأن ثانية واحدة قد تفصل بين الموت و الحياة 💞
شكرا على الدعم الجميل الذي احظى به من طرفكم 🌹🌹🌹🌹🌹و اعدك ان لا شيء سيغير طبيعتي في المستقبل مهما كتب لي من نجاح ان شاء الله في هذا المجال ⁦❤️ فأنا و الحمد لله ناجحة في عملي و لم يؤثر ذلك يوما على تصرفاتي فمحبة الناس و احترامهم لا يقدر بثمن 🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-12-20, 07:19 PM   #1612

نور الدنيا

? العضوٌ??? » 341
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 1,548
?  نُقآطِيْ » نور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond repute
افتراضي

سلامتك من الشر و الله يعطيك الصحة و العافية و تسلم أيدك على الفصل الرائع و المؤثر و بانتظار البارت القادم صراحة اشتقت لانفجارات على و ملك 💥💥💥💥

نور الدنيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-12-20, 09:58 PM   #1613

توتا احمد غ
 
الصورة الرمزية توتا احمد غ

? العضوٌ??? » 474336
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 216
?  نُقآطِيْ » توتا احمد غ is on a distinguished road
افتراضي

ان شاء الله تكوني بصحه افضل
فانتظار البارت الجديد على نااااار


توتا احمد غ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-12-20, 10:07 PM   #1614

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة توتا احمد غ مشاهدة المشاركة
ان شاء الله تكوني بصحه افضل
فانتظار البارت الجديد على نااااار


شكرا حبيبتي
البارت بعد نصف ساعة مع الكثير من الحماس


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-12-20, 10:22 PM   #1615

nora74

? العضوٌ??? » 314626
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 193
?  نُقآطِيْ » nora74 is on a distinguished road
افتراضي

بنت بلادي ❤❤❤❤❤

nora74 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-12-20, 10:34 PM   #1616

Just give me a reason

? العضوٌ??? » 320550
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 299
?  نُقآطِيْ » Just give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضوور فى الانتظار ان شاء الله

Just give me a reason غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-12-20, 10:48 PM   #1617

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي




البارت السابع بعد المائة زيارة مفاجئة 💖






" الوفد الأمريكي وصل قبل دقائق , و هم بصدد تجهيز أنفسهم , في قاعة الاجتماعات الكبرى "

اختتم كريم تقريره الصباحي على مسامع علي , الذي كان يعمل بتركيز على حاسوبه ,
محاولا مراجعة آخر اللمسات على المشروع ,
الذي اقترح من طرف شريك أمريكي , يخص أعمال فندقة على نطاق واسع هنا و هناك .



" جيد سأوافيهم خلال ربع ساعة "

أجابه علي بنبرة هادئة , اختطف بعدها نظرة متفحصة على وجه صديقه ,
قبل أن يعود لتمشيط الأوراق أمامه و يسأله بفضول

" ما بك تبدو متجهما هذا الصباح ؟
اذا كنت متعبا بامكاني اعفاؤك من الاجتماع "


اقترح علي على كريم , رغم أنه متيقن أن حال صديقه ,
أبعد ما يكون عن التعب , فالرجل يعمل مثل آلة حصاد دون انهاك ,


و كما توقع كانت اجابة كريم حاسمة

" لا لست تعبا لن أفوت هذا اللقاء الهام , سأكون مسؤولا عن القاء الشق الخاص ,
بالتدابير الأمنية في المشاريع الجديدة
لن يأخذوا عنا فكرة جادة ان فوتت الاجتماع "


هز علي رأسه برضا قبل أن يضيف

" ما الذي يشغل بالك اذا ؟
لا أريد أن يتفجر بركان غضبك في الداخل , و نتسبب في حرب عالمية بين البلدين "




"...."

أصيب كريم بصدمة من كلامه لكنه لم يستغرب ,
فلطالما كان علي أفضل , من يقرأ تعابيره مهما كانت جامدة ,

تنحنح قليلا قبل أن يبوح بما يزعجه

" أسيل لديها مشكلة و لا أجد لها حلا "




" و ما نوع المشكلة ؟ "

سأل علي و أومأ برأسه , و قد توقع بالفعل سبب توتر صديقه ,
فحسب ما يراه مؤخرا , فان كريم يفقد صوابه , لمجرد تساقط بضع شعرات , من رأس تلك الشابة ,


هو يقدر مشاعرهما ناحية بعضهما كثيرا , لكنه لحد الساعة لا يفهم , كيف أن انسانة رقيقة و هشة مثل ابنة سالم ,
بامكانها السيطرة على هذا الجبل المتحرك بابتسامة صغيرة ,




تنهد علي بعمق بعدما تذكر حاله , هو لا يمكنه أن يلومه أبدا , لأنه هو نفسه أصيب بنوبة ذعر , حينما رأى جرحا بسيطا , في كف ملك ذاك اليوم ,
و كاد يصاب بنوبة قلبية , حينما مثلت عليه الغرق سابقا .




" تريد أن تتدرب في شركة جيدة "

أجاب كريم قاطعا عليه أفكاره , التي أعادته ليغرق في عينين عسليتين يشتاق لهما بألم ,

لكنه يصر على الاعتكاف هنا , و قد حطمت كلمات ملك , التي قالتها ذلك اليوم , معظم آماله في الاحتفاظ بها أو اختطاف قلبها ,


صحيح أنه لا يعارضها فيما قالت , لكنه تفاجأ لكل تلك الواقعية و العقلانية التي تحلت بها ,
فيما حاد هو الرجل الذي عرف عنه الحكمة عن طريقه ,
ليستسلم لوهم أفاقته منه ملك على واقع مر ,


أدرك علي بعد أن سمع كلماتها القاسية تلك , و كررها مرارا مع نفسه طوال الأيام الماضية ,
أن ملك محقة في جزء كبير من تفكيرها ,

هو اذا أراد بناء حياة حقيقية معها , فعليه أن يهدم أولا , الصورة الزائفة التي صدرها للآخرين ,
و يسعى لكتابة عقد جديد , على أسس متينة و شرعية , يعرف أن طريقه لتحقيقه شاق و مزروع بالشوك .



أخرج علي نفسه عنوة , من أفكاره الداهمة التي تشتت عقله , فيما هو بحاجة الى كل ذرة تركيز , قبل الدخول الى الاجتماع المصيري , و سارع للاستفسار من كريم

" جيد أنا أقدر طموحها , لكن أين المشكلة في كل هذا ؟
أو أنك ترفض عملها ؟ "



" لا ليس كذلك , أنا لا أمانع عملها ,
لكنني أمانع ما تفكر في فعله "


قص عليه بعدها كريم بايجاز ما حصل , طبعا دون أن يذكر مساعي حسام السابقة للايقاع بها ,
و كل تلك القصة المحرجة عنها ,

مهما كان تقديره و احترامه لعلي , هو لن يبوح بأسرار خطيبته أمامه .




" أعتقد أن تفكيرها يستحق الاحترام ,
هي لا تريد الاعتماد عليك , لبناء مستقبلها و ذلك حقها ,

الآن هل أنت متأكد أن العمل , الذي تحصلت عليه غير مناسب بالفعل ؟
يعني ألا يجوز أنك تبالغ في حمايتك لها ؟ "


حاول علي استيعاب أصل المشكلة , ليجيبه كريم بصوت حانق

" لا كما أخبرتك , ابن صاحب المشروع شاب غير موثوق ,
سبق و أن أوقع بصديقتها , لتحمل منه ثم غدر بها , و نظراته ناحية أسيل لم تعجبني يوما "




" حسنا اذا أرسلها الى أحد مشاريعنا , ما دمت أقنعتها بتغيير اختيارها بالفعل "


" أرغب بذلك بشدة , لكنها كما قلت لا تقبل بالأمر ,
و تعتقد أنني أفرض عليها أمورا ضد ارادتها "

تذمر كريم و تأفف بصوت عال , و تفهم علي موقفه مباشرة ,
فلديه نسخة مطابقة من أسيل في بيته



" ليس ان لم تعلم أنه مشروعنا من الأساس "

هز علي كتفيه و عرض عليه فكرة جديدة .


قطب كريم جبينه لما سمعه و أجابه باستنكار

" تقصد أن أكذب عليها ؟ "



"...."

قلب علي عينيه تذمرا و أضاف

" ليس كذبا أنت ستخفي عنها بعض الحقيقة فقط , أنتما أرسلتما بالفعل بعض الطلبات الى مشاريع مناسبة ,

جد أحد شركائنا ليبعث برد قبول لها , و اذا أردت رأيي ضعها , تحت عناية احدى المهندسات , هناك الكثير منهن موثوقات ,
هكذا تكون أنت مطمئنا و مرتاحا , و تقوم هي بما ترغب به "




انفرجت أسارير كريم , و لمعت عيناه بحماس , فهو لم يفكر في هذا الحل أبدا ,

هو كان يحمل هم ارسالها , الى أية ورشة مخافة التعرض للتحرش , حتى لو أبعدها عن حسام , سيكون هناك الكثير غيره ,

لكن هكذا سيحرص على التوصية عليها سرا , و لن تتعرض لمكروه أبدا .




" و ماذا لو عرفت بالأمر ؟ "

سأل كريم بتردد , و هو يطلب رأي صديقه الخبير مجددا ,
رغم أن شعورا بعدم الارتياح كان يخالجه



" لن تعرف الا اذا أخبرتها أنت , و حتى و ان فعلت , من المفروض أن تكون سعيدة لأنك تهتم لراحتها "

حاول علي تخفيف عقدة الشعور بالذنب عنه , و التزم كريم الصمت و قد بدأ بالفعل , في تقليب الاحتمالات المناسبة , للمواقع التي يمكنه ارسالها لها .




" سيدي الاجتماع جاهز , ينتظرون قدومك "

قاطعت ليلى السكرتيرة النقاش , ليشير لها علي بالانصراف


" سأوافيك خلال دقيقتين "



ثم خاطب كريم بلهجة جادة

" فكر جيدا قبل أن تقرر , ستعاني مع وساوسك اذا كان اختيارها غير موفق ,
لنذهب لأننا سنتأخر عليهم "


غادر بعدها الاثنان الى قاعة الاجتماعات , من أجل حرب حضرا لها جيدا .



.
.
.


" ماذا هناك خالة فاطمة ؟ "

سألت ملك باهتمام بعدما رأت قلقها



" لا أدري ابنتي , المشرفة في مدرسة رنا قالت , أنها تحتاج علي لأمر هام يخص ابنته ,
و لكنها لم تتمكن من التواصل معه "



شعرت ملك بالتوتر هي الأخرى

" ألم تقل ما المشكلة ؟ "



" لا لم تخبرني أية تفاصيل , لكنها قالت أن الأمر عاجل , و يتطلب حضور علي بنفسه "

قالت فاطمة و هي تحاول الاتصال , على هاتف علي الخاص , المغلق منذ الصباح دون جدوى .



في أوراق المدرسة الخاصة برنا , وضع علي رقمه الخاص , و بعده مباشرة رقم البيت للحالات الطارئة ,

حتى يتصلوا عليه في حالة , لم يستطيعوا الوصول اليه شخصيا , كأن يكون مسافرا مثلا ،

لأنه متأكد أن فاطمة , أكثر من يمكنه أن يأتمنه على ابنته في غيابه , هو يثق في امكانية تصرفها , بحكمة و فاعلية في وقت قصير .


و طبعا رقم صفية يأتي في المرتبة الثالثة , يعني لن يتصلوا بها , الا اذا كان الأمر خطيرا جدا ,

والدته تعاني من السكري و الضغط , لا يريد التسبب في أزمة قلبية لها ,
فقط لأن رنا سقطت , و آذت ركبتها خلال الرياضة .





بسماع كلام فاطمة و رؤية انزعاجها , شعرت ملك بقلقها يتزايد تدريجيا

" هل يمكن أن تكون رنا أصيبت بمكروه ؟ "

كان أسوء الاحتمالات التي تبادرت على ذهنها .



لتطمئن فاطمة بالها قليلا

" لا أعتقد و الا كانت أخبرتني , لكنني متأكدة أنها مشكلة جادة ,
و الا ما طلبته هنا بهذا الالحاح ,
فكل ما قالته المرأة أنها تريده هو شخصيا , و أنا لا أستطيع الوصول الى هاتفه "



" هل اتصلت بالشركة ؟ "

اقترحت ملك تفكر في حل سريع



" أجل و السكرتيرة الخاصة به قالت , أنه في اجتماع هام جدا مغلق منذ الصباح ,
و سألتني ان كان الأمر خطيرا حتى تقاطعه , و أنا لم أعرف ما أقوله لها ,

أخشى أن يكون الأمر عاديا و أثير هلعه , أو مجرد معاملات خاصة بالطفلة ,
و التي يقومون بها من وقت الى آخر ,

حينما قلت هذا اعتذرت لعدم قدرتها على ازعاجه , لكنها وعدتني أن تعلمه بمجرد أن ينتهي "

قالت فاطمة و هي تعيد هاتف البيت الى مكانه .



معلوم لدى الجميع أن الاجتماعات المغلقة الهامة , ممنوع فيها المقاطعة منعا باتا ,
الا اذا كانت مسألة حياة أو موت , فعلي صارم الى هذه الدرجة في عمله ,


صحيح أن ابنته أولوية في حياته , لكنه لن يقبل أن تهتز أعماله , لأن علامة رنا في الرياضيات , لم تكن مرضية هذا الشهر , فلكل شيء مكانه و قيمته .



" سأقصد المدرسة لتقصي الموضوع , و اذا كان أمرا هاما فعلا , سأعلم علي و هو يتصرف "

قالت فاطمة و هي بصدد العودة الى غرفتها , لتغيير ملابسها و احضار حقيبة يدها ,
لن تكون المرة الأولى التي تتدخل فيها , من أجل موضوع يخص الطفلة ,


لكن ملك استوقفتها و اقترحت عليها

" ما رأيك أن أذهب أنا لأرى ما المشكلة , قد يكون أمرا بسيطا لا يستحق الجزع ,
و اذا كان الموضوع خطيرا نبلغه ؟ "




فكرت فاطمة قليلا قبل أن توافق بنبرة ممتنة

" و الله ستسدينني معروفا يا ابنتي , تلك المشرفة سامحها الله ,
تتحدث معظم كلامها بالانجليزية ,

و أنا لا أفهم ما تقوله في المرات القليلة , التي ذهبت فيها الى هناك ,
أعتقد أنك ستكونين أكثر افادة مني "



" أكيد خالة فاطمة لا مانع لدي , و ربما أصطحب رنا معي في طريق العودة "

أرادت ملك الذهاب بنفسها للاطمئنان , و تغيير جو البيت الذي صار يخنقها , خاصة في غياب علي الحانق .




" حسنا ابنتي جهزي نفسك , سأخبر ابراهيم ليقلك اذا ,
اذا حصل أي خطب أعلميني , سأجد من يجد علي و لو كان في آخر الأرض "


عرضت فاطمة ترتيب الأمر , لكن ملك كانت مستعجلة للمغادرة

" لا داعي خالة , فقط أطلبي لي تاكسي , سنضيع الوقت بانتظار عودة ابراهيم ,
و استمري بالاتصال على هاتف علي فقد يفتحه "



" حسنا كما تريدين , سأعلمهم في المدرسة , بأنك في طريقك اليهم "


أجلت فاطمة قليلا أمر الاتصال بعلي , لأنها لا تعلم ما الذي يحصل بالضبط ,
و قد تثير حالة طواريء قصوى في الشركة , ثم يظهر أن الأمر مجرد اشكال بسيط ،

لذلك وثقت في قدرة ملك على التصرف ، و تركت الأمر في يدها مؤقتا .






غادرت ملك سريعا في اتجاه المدرسة , و هي لا تزال قلقة , من تعرض رنا لأمر خطير ,

رغم تطمينات فاطمة الا أن بالها كان مشغولا , فلأول مرة يتصلون بعلي , في البيت فترة وجودها هنا ,


بمجرد وصولها دعتها السكرتيرة للدخول , ملك هناك لا تحتاج أي تقديم ,
فالكل هنا يعرف أنها زوجة علي و والدة رنا الثانية ,

فقد رأوها مرارا مع الطفلة توصلها أو تستعيدها , و قابلوها أثناء الحفل المدرسي مع علي و مريم ,

كما أن رنا تناديها ماما ملك مؤخرا , فمن ذا الذي يجرؤ على اعتراض طريقها ؟




بمجرد أن سلمت ملك على المشرفة , سارعت للاستفسار بقلق جلي

" أنا هنا بشأن اتصالكم بحثا عن علي "

ثم أضافت تحت أنظار المرأة المتسائلة

" علي غير متفرغ حاليا , هل بإمكانك اخباري ما الذي يجري ؟ "




بدت ملك متوترة جدا , خشية أن تكون رنا تعرضت لحادث , أو ربما تعرض لها أحدهم و أزعجها ,
خاصة أنها تسير بخطوات قزمة , في طريق العودة للاندماج مع أقرانها .



ابتسمت المرأة الخمسينية بحرج , و بادرتها بعدما دعتها الى الجلوس مقابلها

" سيدتي أنا آسفة بشأن إثارة قلقكم , لم يكن الأمر مقصودا بهذه الطريقة ,

لكننا نحتاج امضاء السيد , على قبول تنقل رنا معنا في رحلة تعليمية ,
الى متحف اللوفر بأبو ظبي نهاية هذا الأسبوع ,

سلمنا الورقة للطفلة كباقي الطلاب منذ يومين , و لكنها أعادتها اليوم صباحا دون امضاء ,
و قالت أنها لا تريد الذهاب , رغم أنها كانت متحمسة جدا في البداية ,



في الحقيقة أردت ترك الأمر , معتقدة أن السيد من يرفض ,
لكن طبيبتها النفسية كانت قد أوصت , بضرورة ادماجها مع باقي الأطفال , في مثل هذه النشاطات الجماعية ,


لم أتوقع أن أثير خوفك آسفة جدا , و لكن اليوم آخر موعد للحصول على موافقة الأولياء ,


لذلك أردت عمل محاولة أخيرة , و الاستفسار من السيد علي بنفسي , عن سبب رفضه مرافقة ابنته لنا "


قالت المرأة ما يحصل مرة واحدة دون انقطاع , محاولة التخفيف من جرعة الذعر , التي لمحتها على ملامح ملك منذ دخولها .




تنهدت ملك بعمق , و استعادت وجنتاها توردهما , بعدما تلاشى شحوبها و قد شعرت بالارتياح , لأن الأمر ليس خطيرا كما تخيلت ,

و قد استوعبت الآن فقط سبب , سؤال رنا عن علي بالحاح ، و استفسارها عن وقت عودته خلال الفترة الماضية ,
و شعرت ببعض الذنب يتآكلها , لأنه متغيب عن ابنته بسبب نقاشهما ذاك .




لكنها لم تفهم لم لم تخبرها رنا بالأمر ؟
عادة هي تعلمها بكل تفاصيل دراستها و يومياتها

أو أنها شعرت أنهما متخاصمين , و لم ترد ازعاجها أكثر ؟


في النهاية الطفلة حساسة جدا ، و أكيد شعرت بالقطيعة التي بينهما منذ أيام ,
و لم ترد أن تزيد الوضع سوءا .



أو ربما أنها أخبرته بالفعل و هو رفض ,
و بالتالي تخلت عن المشاركة التي تتوق لها ؟

شعرت ملك بالاستياء يعتريها ، لأن المجنون سيحرمها من فرصة كهذه بتسلطه و وسوسته ,
فهي أكثر من يعرف , كم أنه يعارض اختلاط الطفلة بالآخرين .




تمالكت ملك نفسها سريعا , و فكرت بعدها قليلا قبل أن تقترح

" حسنا سيدتي , ألا يمكنني امضاء الورقة بدلا عنه ؟ "


ستمضيها الآن و ستجعله يوافق رغما عنه لاحقا , ستكسر مزهرية على رأسه ان تطلب الأمر ذلك
لن يكون الوضع جديدا على علاقتهما المجنونة , التي تظل النقاشات الساخنة عنوانا لها .





لكن المرأة التي بدت متعاونة جدا منذ وصولها , ابتسمت لها مجددا و رفضت بتهذيب

" لا سيدتي آسفة لا يمكنك ,
صحيح أن السيد أضاف اسمك في اللائحة , لكن قانون المدرسة واضح ,

في المسائل المماثلة فقط ولي أمرها , هو الوحيد المخول للموافقة ,
أو رفض أي قرار يخص الطفلة "





لم تستوعب ملك ما قالته المرأة و سارعت للاستفسار

" عفوا أية لائحة ؟ "



" لائحة الأشخاص الذين بامكانهم اصطحاب الطفلة , و حضور الاجتماعات و النشاطات معها ,
السيد فعل ذلك مؤخرا ، أضاف اسمك الى جانب اسمه و اسم والدته ,
ألم يخبرك ؟ "

سألت المشرفة باستغراب , و هي تحدق ناحيتها بعينين متفحصتين , خلف نظاراتها الطبية الأنيقة .



بلعت ملك ريقها و قد فهمت قصدها , و بعد تردد لثوان ردت عليها , بصوت هامس و شبه ابتسامة

" بلى "

لم تجد بما تجيبها به غير هذا , و قد شعرت بالصدمة لسماع الأمر ,
فهو لم يخبرها شيئا عن الموضوع , رغم أنهما تناقشا في تفاصيل دراسة رنا سابقا .




" هل يعقل أن هذا تأكيد مضاعف لثقته بي , و التي اتهمته بعدم وجودها ؟ "

تساءلت ملك بحيرة كبيرة , و قد انتبهت ملك الآن فقط لأمر مهم آخر

" ثم لم يبدو بأنه يحاول اشراكي , في كل أمر يخص ابنته ,
و كأنني وصية شرعية عليها ؟ "



و الجواب كان واضحا , هي بإمكانها رفض العلاقة معه , مقاطعته و نبذ ذلك العقد الزائف ,

لكنها ليس بإمكانها رفض مشاعر الطفلة , تحمل مسؤوليتها و ارتباطها بها ,
هي حتى لا يمكنها رفض كلمة ماما ، التي تناديها بها و تكسر خاطرها .



" لكن لم يستغل علي ذلك ؟ "

ليس من مصلحته و لا من مصلحة رنا ، تعليقها بها الى هذه الدرجة , سيتحول الوضع الى كابوس بعد رحيلها .




بدأت ملك تشعر بالخوف يتسلل الى قلبها , بسبب ثقل الرابط الذي أصبح بينهما ,
و الذي أدركته مؤخرا فقط , بموت مريم و عودة رنا الى التحدث ,


هي كانت تعمل جاهدة , على أن تكون وصلة همز بين المرأة و ابنتها , لاستعادة العلاقة الخاصة بينهما لا أكثر ,

متى تحولت الى جزء فاعل في المعادلة ؟ هي لا فكرة لديها .


و هي الآن فعلا لا تعرف , ما مصير هذه العلاقة التي تتوطد كل يوم ,
و قد راودها فجأة شعور , بأنها تورطت أكثر مما ينبغي .




انتبهت ملك من شرودها ، على صوت المشرفة تحدثها بلطافتها المعهودة

" لكن لا بأس سيدتي لا تشغلي بالك , سأرسل أحدهم للحصول على امضائه ,
أنا فقط أردت تسريع الأمر , باستدعائه و مناقشته بنفسي "



قاطعتها ملك عارضة التدخل

" لا داعي سيدتي , سأحصل لك على الامضاء , قبل انتهاء اليوم أعدك ,
أين الأوراق اللازمة ؟ "


هي تعرف أن الساعي قد يعود أدراجه , اذا لم يستقبله علي سريعا ,
و هي لا تريد تفويت الفرصة على الطفلة , فمن حقها الاستمتاع أخيرا كأقرانها .




بعدها أجرت ملك اتصالا سريعا , بفاطمة من مكتب المشرفة , أخبرتها ما المشكلة و طمأنتها ,
ثم أعلمتها أنها ستقصد الشركة , قبل العودة الى البيت .



عرضت عليها فاطمة الاتصال بالشركة , لتسهيل مهمتها كما فعلت مع المدرسة ,
لكنها أخبرتها أنها ستتدبر أمرها , ليس و كأنها طفل يحتاج توجيها و توصية .

بعدما سلمتها المشرفة الأوراق , استقلت ملك سيارة أجرة , و اتجهت الى الشركة مباشرة .



.
.
.


" عادت الطفلة الى مزاولة دراستها قبل أسبوع سيدي "


" و لم تأخرت الى هذا الوقت ؟ "

سأل الرجل في الطرف الآخر بصوت ممتعض , ليجيبه الشاب المكلف بالمراقبة

" كانت في حداد على وفاة والدتها ,
اضافة الى أنها كانت تتلقى علاجا نفسيا مكثفا "



" اذا ماتت تلك العاهرة , خسارة كنت أرغب بتحطيمها بيدي "

تمتم الرجل بينه و بين نفسه بسخرية , قبل أن يبادر حارسه مجددا

" ماذا تفعل طفلة لدى طبيبة نفسية ؟ "



" الممرضة التي أصادقها الآن , قالت أنها كانت بكماء , و عادت للتحدث مؤخرا ,

و هي تزورهم ثلاث مرات أسبوعيا في جدول ثابت ,
و ترافقها احدى المربيات طوال الوقت , لا تأتي وحدها كما تعودت "



" و الشحنة ؟ "


" ستصل في موعدها المقرر سيدي , و لا تعديل الى غاية اللحظة "


" جيد اذا , تابع المراقبة و انتظر الضوء الأخضر مني "

أعطى الرجل تعليماته بصرامة و أغلق الخط ,

أخذ بعدها نفسا عميقا من سيجاره الكوبي , ثم نفث الدخان في الهواء محدثا غمامة بيضاء ,

قبل أن تظهر ابتسامة خبيثة على جانب فمه , و تلمع عيناه البندقيتان بشر لا متناه .



" سنتواجه قريبا أيها السافل , و سنرى من فينا الرجل الحقيقي "

تمتم بحقد و ركل الطاولة أمامه , ليقع فنجان قهوته من عليها , و يتهشم محدثا صوتا مزعجا .



.
.
.



بعد أربعين دقيقة من مغادرة المدرسة , توقفت السيارة التي تقل ملك , أمام بناية هائلة مكتوب على مدخلها

" aac العلي للانشاء و التعمير "

لأول مرة تأتي ملك الى هنا , و لولا أن سائق التاكسي أوصلها , ما كانت تمكنت من ايجادها وحدها أبدا .





وقفت ملك هنيهة تراقب البناية الفخمة , و قد شعرت بالرهبة فجأة , لمواجهة وشيكة مع علي بعد خصامهما لأيام ,

و قد أصبح الرجل يتصرف كطفل متمرد حانق , كلما تناقشا بجدية في أي موضوع .


لكنها أخذت نفسا عميقا تصفي ذهنها , هي لن تسمح له بأن يخيفها ,
هي لم تخطئ في شيء مما قالته , و هو لن يفرض عليها طريقة تفكيرها ,

ستجادله بدل المرة مائة اذا تطلب الأمر , فلتنتهي أولا من موضوع رحلة رنا , و تتفرغ له و لجنونه
مجددا .



دخلت بعدها ملك مباشرة الى البهو ، و اتجهت الى عاملة الإستقبال , لتبادرها بنبرتها الرقيقة

" صباح الخير سيدتي ، من فضلك أريد رؤية المدير "





رفعت العاملة رأسها من على شاشة الكمبيوتر ، و قد كانت شابة بشعر أشقر مصبوغ , ترفعه كذيل حصان خلف رأسها ,

ترتدي بدلة رسمية باللون الأزرق الداكن , و مكياج نهاري موضوع بمهارة ,
و قد بدت الصورة المثالية للعاملة المتمكنة .


و قبل أن ترد على طلبها , تفحصت الشابة ملك بتمعن , من رأسها الى اخمص قدميها ,
مركزة على ما تلبسه بنظرة تقييمية ,

سروال أبيض مع قميص زهري و سترة خفيفة , ترتدي حذاءا رياضيا أبيضا ، و تحمل حقيبة صغيرة بنفس اللون ,
مع ملف أوراق في يدها , دون وجود لخاتم ارتباط أو أي حلي , غير عقد رقيق جدا , حول رقبتها يبدو من الفضة .



رفعت المرأة حاجبها بتأفف واضح ، و استنتجت مباشرة أنها واحدة من الطلاب الكثر ،
الذين يقدمون على فترة تدريب في شركتهم ، للحصول على شهادات تفيدهم في مستقبلهم المهني ,

فهي تبدو متواضعة المنشأ , و غريبة عن هنا بسبب لكنتها ,
كان هذا تقريرا سريعا تجريه العاملة , لكل شخص يدخل الى هنا ,
و النتيجة شابة متطفلة و تائهة , تبحث بيأس عن فرصة ترفعها عاليا .




" لكن أليس من المفترض استقبالهم , في قسم الموارد البشرية ,
لم تبحث هذه المراهقة اذا عن المدير نفسه ؟ "

تساءلت الشابة بصمت في عقلها , و حدقت إلى ملك بكل تكبر ,
ثم سألتها بسأم لم تكلف نفسها عناء مداراته ,

فالبنسبة لها هذه الشابة تصنف , في خانة غير المرغوب في وجودهم هنا ,
و ليس عليها تضييع وقتها الثمين على أوهامها و ثرثرتها


" هل لديك موعد ؟ "

السؤال الكلاسيكي لعدم المرحب بهم هنا .



نظرت اليها ملك بقلة حيلة , و أجابت بكل بساطة و صراحة

" لا ليس لدي موعد , لكن الأمر مستعجل أخبريه أن ... "





بسماع جوابها بالنفي , ابتسمت الشابة بسخرية و قد صدقت ظنونها ,
و هي التي اعتقدت لوهلة أنها احدى معارفه , أتت الى هنا بتوصية من أحدهم ,
لذلك طلبت رؤيته بكل جرأة , ليتضح الآن أنها فعلا , مجرد مغامرة مغرورة كما توقعت .


بالوصول الى هذ الاستنتاج , الذي ضاعف نرجسيتها المتفجرة ,
قاطعتها العاملة مباشرة بنبرة زاجرة , لا تريد سماع تبريراتها عديمة الأهمية

" آسفة اذا آنستي ، لا يمكنك مقابلته اليوم ،
قدمي طلب موعد و السكرتارية ستقوم بدراسته "




" موعد ؟ "

سألتها ملك بنبرة مستنكرة , لتجيبها الشابة بلهجة مستهزئة

" أجل , و سيتم اعلامك بمجرد حصولك عليه "



بدا واضحا أنها تتخلص منها بلباقة ، لكن ملك لم تتراجع ,
هي لديها ساعتين فقط لتوقيع الأوراق , و الموعد الذي تتحدث عنه الشابة قد يأخذ أشهرا ,

سيكون أسهل التقاؤه في البيت , لذلك قامت بمحاولة أخرى علها تقنعها

" من فضلك أخبريه أن ملك هنا لرؤيته ،
أنا متأكدة أنه سيسمح لي بمقابلته "



لم تعلم ملك من أين أتى يقينها هذا ، هو غادر غاضبا جدا منها قبل أيام ، و قد يلقيها خارج الشركة ان هو رأى وجهها الآن ,
أو قد ينكر معرفته بها أمام هؤلاء و يحرجها ،

لكن كان عليها الإصرار و التصرف بثقة ، و الا لن تسمح لها هذه المرأة برؤيته أبدا ,
فواضح أنها بالكاد تتحمل وجودها أمامها ،

و هي التي اعتقدت أن الأمور ستسير بسلاسة , كما حصل عند الطبيبة و المشرفة ،
ربما ما كان عليها رفض مساعدة فاطمة منذ البداية .





رمقتها العاملة بنظرة استهزاء أخرى ، لكنها لم تعلق و حملت السماعة لاجراء اتصال

" ألو ليلى ، هناك شابة هنا تريد رؤية الرئيس "



صمتت لثوان مستمعة لما تقوله المرأة في الطرف الآخر , قبل أن تضيف و هي ترمقها بنظرة شاملة

" لا , ليس لديها موعد "


أنهت جملتها و أغلقت بعدها مباشرة ، ثم ردت على ملك بنفس النبرة المتكبرة

" آسفة آنستي , لكن السكرتيرة الشخصية للمدير ،
قالت بأنه في اجتماع هام جدا و مغلق ،
و أنها لا تستطيع إبلاغه حاليا ، كما أنها لا تعرف متى ينتهي "



" لكنك لم تخبريها أن ملك هنا تريده "

احتجت ملك على تجاهلها المعلومة , لكنها لم ترد الاشتباك معها ,
و التسبب للمجنون بفضيحة في شركته , سيخنقها لأنها تثير البلبلة هنا .



أدرات العاملة عينيها بتذمر , و أجابت بكل عنجهية و لا مبالاة

" آسفة آنستي , لكن اسمك لن يغير في الأمر شيئاً ،
التعليمات صارمة هنا , المدير لا يقابل أحدا دون موعد , غادري لو سمحت "

لتطردها مباشرة هذه المرة .




شعرت ملك بالاستياء يجتاحها

" لم يبدو بأن اجراءات الأمن هنا مشددة كبناية مخابرات ؟ "



بلعت ملك ريقها متحكمة في أعصابها , و قررت طلب فاطمة للمساعدة , فربما تصدقها هذه المتسلطة , و تسمح لها بالدخول ,
فيما يبدو بأن علي يختار , عمالا يشبهونه في تسلطهم .




" طيب سيدتي , هل يمكن أن أستخدم الهاتف ؟ "

ملك لا تملك هاتفا منذ سرق منها خاصتها , و لا تحفظ غير رقم البيت ، الذي لقنته إياها فاطمة لحالات الطواريء .



لكن الشابة نظرت إليها من فوق الى أسفل , و ردت باستهزاء متقصدة احراجها

" لا لا يمكنك ,
قوانين الشركة تمنع استخدام الهاتف للأغراض الشخصية "



عبست ملك و شعرت بالاحراج , و قد أدركت أنها كانت تعيش , معزولة عن العالم لمدة طويلة
فمن لا يملك هاتفا في هذه الأيام ؟



لكنها حاولت الصمود في وجه رفضها قليل الذوق ، ابتسمت ملك للمرأة رغم ملامحها المتيبسة ، و طلبت بتهذيب مجددا

" هل يمكن أن أنتظر إذا , الى أن ينتهي الاجتماع و تخبريه مجددا ؟ "




تنهدت المرأة بصوت مسموع ، و هزت كتفيها بلامبالاة لتجيبها

" أنت حرة بإمكانك الانتظار ،
لكن أنا لن أضمن لك , أن يستقبلك المدير بعد ذلك "

و أشارت برأسها الى أرائك موضوعة في قاعة الاستقبال .



شكرتها ملك بلطف رغم قلة لباقتها ، و اتجهت للجلوس حيث أشارت لها .

هي أرادت لوهلة أن تخبرها أنها زوجته ، و تستخدم هذه البطاقة للوصول له ،
ستفعل هذا فقط من أجل رنا ،

لكنها تراجعت في آخر لحظة , اذا كانت العاملة لا تصدق أساسا أنه يعرفها ،
أكيد ستسخر منها إن قالت أمرا كهذا .



فكرت ملك أيضا أن تسأل عن كريم ليوصلها له ، لكنها تراجعت بعدما تذكرت غضبه العارم ،
حينما ذهبت من ورائه , و طلبت منه أن تكلم المحامي ,

لا تريد توريط كريم في سوء فهم آخر , و لا تريد جدالا آخر مع علي بشأنه ,

اضافة الى أنه قد يكون في الاجتماع الهام هو الآخر ، و تحرج نفسها مع هذه المتنمرة مجددا دون فائدة ,

لذلك قررت الجلوس هناك بكل صبر ، منتظرة موعدا للمقابلة لا يبدو قريبا .






" ايمي من تكون تلك الشابة ؟ "

سألت إحدى العاملات الشابة , التي كانت تكلم ملك قبل قليل

" تلك ؟ نكرة تريد مقابلة الرئيس دون موعد "

أجابت إيمان و ضحكت بسخرية



" هل هي مراهقة مترصدة ؟ "

سألت زميلتها مجددا ، و هي تتفحص ملك مشيرة الى هيئتها



ضحكت ايمي مجددا و أجابتها

" لا أدري , لكنها أعطتني اسمها بكل جرأة و ثقة ،
مؤكدة على أنه سيستقبلها بمجرد أن أذكره ,
تخيلي هي حتى لا تملك هاتفا للاتصال , و تريد رؤية المدير مرة واحدة "



ضحكت المرأتان باستهزاء , و علقت الأولى مجددا

" يا الهي شابات هذه الأيام ، أصبحن أكثر وقاحة في مطاردة الرجال ،
تبدو صغيرة السن , الا أنها أكيد متمرسة , لتطارد الرجل بكل ثقة و اصرار "



تدخلت شابة ثالثة كانت تكتفي بالانصات

" أجل متمرسة لكنها مجنونة أو انتحارية ,
ألا تعرف من يكون ؟ "



ردت ايمي بحماس كبير

" لا أعتقد ذلك ,
لكن لا تقلقي الرئيس يجيد التعامل مع مثيلاتها ,

لذلك طلبت منها الانتظار ، أريد رؤية عرض ممتع , لم نر ذلك منذ مدة طويلة "



" أجل منذ طرد أرملة الصياد من مكتبه , و ملابسها تغرقها القهوة "


" تقصدين السيدة جنا في طقم شانيل "



ضحكت العاملات على التعليق , ثم أثنت احداهن على تصرف ايمي

" أجل خيرا فعلت , تستحق ما سيحصل معها بسبب وقاحتها ,
تريد أن نصدق أنها تعرفه , اذا كانت هي صديقته فأنا زوجته "

و ضحكن مجددا و بصوت عال .




لم تسمع ملك تفاصيل ما قالته الشابات ، و لكن طريقة تهامسهن و تحديقهن ناحيتها ،
كانت كافية لتعرف أنهن يتغامزن عليها ،

كان واضحا تحامل تلك العاملة عليها ، لكنها لم تبال بما يحصل ,
هي هنا من أجل هدف محدد ، و لن تغادر قبل رؤية المجنون .





بقيت ملك تجلس هناك بترقب تمسك الأوراق بيدها ، و تنظر في ساعتها من وقت الى آخر بتوتر .

بعد نصف ساعة نهضت من مكانها ، استعجلت العاملة إيمان و ذكرتها بوعدها ،

و لكنها تلقت نفس الرد مع تصعيد في اللهجة ، و إظهار لنفاذ الصبر بطريقة فظة ,

و نفس الشيء حصل في المرة الثالثة و الرابعة .




أصبحت الساعة تشير الى الثالثة زوالا ، و علي لم يظهر له أثر بعد

" هل هو يتحاشى مقابلتي ،
أو يتعمد اهانتي و ازعاجي بتجاهلي ؟ "

تساءلت ملك و هي تراقب الأرجاء ,

لا شيء يفسر الوضع إلا هذا ، هي تعرف أنه رجل لا ينسى ديونه ،
و أكيد هو يتعمد استفزازها بعد جدالهما ذاك , حتى يريها من المسيطر بينهما .



شعرت ملك بالمرارة بالتفكير , في أن علي لا يريد رؤيتها أو التحدث معها ,
آلمها قلبها و حاولت المغادرة ،

و قد كانت على وشك البكاء , لم تعتقد أن نبذ علي لها , و ابتعاده عن طريقها , الذي لطالما طالبت به , سيكون مؤلما الى هذه الدرجة .


وقفت ملك من مكانها لتخرج من هنا , قبل أن تبدأ بالبكاء فعلا , غير مستوعبة ما الذي دهاها لتكون حساسة هكذا ؟

لكنها تراجعت حينما تخيلت وجه رنا الحزين ، و قد فوتت عليها الرحلة مع زملائها , أكيد ستكتئب لأيام بسبب الموضوع .

فالمشرفة كانت واضحة في كلامها ، هي لن تستطيع ضم رنا للمجموعة ، دون الأوراق الممضاة من طرف علي .



لذلك قررت ملك أن تأتي على نفسها و كرامتها , و تقوم بخطوة أخيرة علها تفلح ,

أصلا هذا الرجل لا يصدر , ردة فعل إلا بالجدال و الصراخ , لذلك ستمنحه ما يريده ,
فهذا أفضل ما تبرع في فعله على كل حال , إثارة سخطه و إخراجه من عقله .

و لن يهمها ان شهد كل هؤلاء جدالهما , على الأقل سيصدقن أنها تعرفه فعلا .



عادت ملك أدراجها إلى أمام العاملة ، التي بادرتها بتذمر كبير و ملامح متجهمة

" من فضلك آنستي أنت تعطلين عملي ، قلت أنني سأعلمك بمجرد أن يسمح لك ,
لذلك الزمي مكانك أو غادري , أنا لست متفرغة لك أنت فقط "




و ردت ملك عليها بكل برود , و قد اختفت كل اللباقة , التي تحلت بها الى غاية الآن ,
فاثنان وقحان بامكانهما اتقان اللعبة

" لا داعي , أنا سأذهب وحدي "



هي كانت قد قرأت على اللوح مقابلها , في أي طابق هو مكتب علي ،
ما ستحتاجه هو الركوب في المصعد , و التوجه الى هناك بكل بساطة ،

لا يهمها الحصول على إذن , كما هو معمول به هنا ،
هي لا تخضع لأية قوانين حينما يتعلق الأمر به , و سترى كيف سيرفض رؤيتها .



بمجرد أن سمعت ايمان إجابتها الصارمة , حتى شعرت بالهلع يعتريها ،

فالمدير لا يسمح للغرباء بالتجول بحرية في الشركة ، خاصة بالقرب من مكتبه الخاص ،

ان صعدت هذه المتطفلة الآن , و أثارت فضيحة أمام الضيوف ، فأكيد ستخسر عملها و تطرد فورا .



" آنستي لا يمكنك الذهاب الى هناك , عودي الى هنا "

حاولت إقناعها للعدول عن رأيها ، لكن نبرتها كانت قليلة التهذيب كعادتها .


في المقابل تجاهلتها ملك تماما ، استكملت طريقها و قد ضاقت ذرعا بتنمرهن ,
بامكانها فعل ما تراه مناسبا , و هي ستتحمل نتائج تصرفها , كما تعودت طوال حياتها .



فما كان من العاملة الا أن حملت الهاتف , و اتصلت على حارس الأمن , لتعطيه تقريرا بنبرة مذعورة ,

بعد دقيقتين أتى أحد الحراس , رجل ضخم البنية و مفتول العضلات ،
يرتدي بدلة حراسة خاصة , مع نظرات حادة و ملامح واجمة .



فيما ملك تنتظر وصول المصعد , الذي طلبته قبل قليل ،
وقف الرجل أمامها , مشرفا عليها بسبب قامته الفارهة , و طلب منها المغادرة بنبرة آمرة

" من فضلك آنستي غادري لو سمحت ، غير مسموح لك الصعود الى فوق "



لكنها تجاهلته هو الآخر , و لم ترد عليه بكلمة , حتى أنها لم تنظر في وجهه , مستمرة في مراقبة اللوح الالكتروني ,

فما كان منه الا أن أمسك بذراعها ، و جرها بعيدا عن المصعد دون أدنى مجهود .




انزعجت ملك بشدة لحركته الجريئة , و ثارت في وجهه غاضبة

" أطلق يدي , من سمح لك بلمسي ؟ "



ترك الحارس يدها كما طلبت , و حذرها مجددا بنبرة مخيفة

" من فضلك غادري بهدوء ، لا نريد استدعاء الشرطة "



حدقت ملك اليه بوجه مستنكر , فهي فعلا لا تفهم ,
لم يهددها كل من يرى وجهها باستدعاء الشرطة ؟

هي لم تكن تعلم أن ملامحها اجرامية الا الآن .





لكنها ثبتت على موقفها ، و ردت عليه بنفس الحدة , مظهرة الشخصية العنيدة المتحدية , التي تفقد علي صوابه

" استدع من تشاء , أنا لن أغادر من هنا ، أريد أن أرى علي و فورا "



بسماع ما قالته بدأت عاملات الاستقبال ، بالضحك و التهامس مرة أخرى ،
فهذه الحالمة تدعو الرئيس باسمه مجردا و كأنه صديقها ,

و زاد فضولهن لرؤية بقية العرض ، فالشابة تبدو عنيدة جدا , و لن تغادر بسهولة .


زاد بعدها انزعاج ملك حدة , و دخلت في مشادة كلامية مع حارس الأمن ، الذي بدأ يضيق ذرعا بها .





في هذه الأثناء كان كريم يجلس , في مكتبه يكمل بعض الاتصالات ,
هو كان من المفترض حضوره للاجتماع الى آخره , لكن باله كان مشغولا بأمور أكثر أهمية , خاصة بعد اقتراحات علي الثمينة .



" أجل يجب أن يكون مشروعا قريبا من وسط المدينة "

كان يتحدث إلى واحد من الطاقم الهندسي ، لمشروع مشترك مع شركة أخرى .



" أجل دعها تتعامل مع المهندسة ليديا ، أنا أثق بها و بقدرتها على مساعدتها ،
سأحدثها لاحقا حتى تعتني بها لا تقلق ، شكرا لمجهودك "



طبعا هو كان قد وعد أسيل ، أنه لن يجبرها على التدرب في مشاريعهم ،

و علي اقترح عليه ارسالها الى مشروع , يشرف عليه شركاءهم دون اعلامها ,
في النهاية هي لن تعرف بالأمر أو هذا ما يأمله .



لكن لم يكن لديه حلا آخر , هو قلق لأنها متهورة و ساذجة ، و تقع في المصائب بسرعة البرق ،
و هذه طريقته الخاصة لحمايتها , مشروع مناسب مع مهندسة كفؤة و موثوقة .



استمر بعدها كريم في عمله ، و كان يلقي نظرة من حين الى آخر ، على كاميرات التسجيل أمامه كما تعود .



بعد صدام ملك مع الحارس ، بدأ بعض الزوار الفضوليين بالتجمع ، و ظهرت حركة غريبة على الشاشة أمامه شدت انتباهه ,

في البداية لم يفهم كريم ما الذي يجري ، و بدأ بتمشيط المكان بعينين متفحصتين ,
فجأة وقع نظره على وجه ملك المحتقن ، و هي بصدد مجادلة الحارس الضخم , الذي كان يعلو وجهه السخط .



شخصت عيناه لثانيتين بصدمة ، ثم قام من مكانه راكضا ,

أراد في البداية النزول , و حل المشكلة لكنه تراجع ,
لا أحد هنا يعرف من تكون ملك ، و لا ما علاقتها مع علي ،

ان تدخل قد ينجم عن الأمر سوء فهم آخر ، و هو لم ينس بعد ملامح علي المتجهمة ،
حينما أخبره بموضوع المحامي قبل أيام ,

لذلك فضل اخباره و هو يتصرف ، هي زوجته و هو أحق بالدفاع عنها .





اتجه كريم بخطا سريعة الى قاعة الاجتماعات ، حيث وصلت المناقشات ذروتها ، بخصوص الشراكة مع العميل الأمريكي ,

لم يحرك علي ساكنا , و هو يراقب كريم بعينيه الباردتين ، يدخل القاعة و يتجه ناحيته ,
و قد بدا على وجهه , أن لديه بعض الأخبار المهمة ،



دنا كريم من أذنه , و بمجرد أن همس كلمتين ، حتى ظهرت المفاجأة على وجه علي ، الذي اعتدل على كرسيه , محاولا هضم ما سمعه ,

اختصر كريم ما يريد قوله , اتسعت عينا علي بصدمة , ليلقى القلم الذي يمسكه , و يقوم مهرولا من مكانه , دون قول كلمة واحدة ,

تاركا الجميع في ذهول من تصرفه غير المسبوق , لطالما اعتقدوا أنه رجل آلي , لا يحرك مشاعره شيء .



لكن كريم ظل مكانه و استأذن نيابة عنه

" آسف لكن الاجتماع سيؤجل لساعة بسبب طاريء عائلي ,
أنا أعتذر نيابة عن السيد علي "



و طلب من السكرتيرة اقتيادهم الى غرف للراحة ، حتى يعود علي من اشتباكه هذا إن عاد .






بعد ثلاث دقائق , كان علي المتوتر قد وصل الطابق الأرضي ، مستقلا مصعده الخاص بسرعة البرق ,

أثناء ذلك كانت ملك , قد وصلت حدها من الغضب ، و أغضبت الحارس الذي نفذ صبره ،
و الذي مد يده يريد اخراجها بالقوة من الاستقبال .



حاولت ملك تفادي قبضته بالتراجع الى الخلف ، و لكنه بمجرد أن أمسك مرفقها ،
حتى تعثرت و سقطت أرضا ، تحت الأنظار الشامتة للعاملات .



كان علي لحظتها يهم بالخروج من مصعده ، باحثا عن ملك التي وقع منظرها في عينيه ،
و صرختها المذعورة في أذنيه .

جن جنونه و لم يدر بنفسه ، إلا و هو يركض ناحية الحارس ،
أمسكه من كتفه و في اللحظة التي استدار بها ، لكمه على منتصف وجهه بكل قوة .



تراجع الرجل الى الوراء خطوتين , قبل أن تستقر قدماه ، و بدأ أنفه بالنزيف فقد كانت اللكمة قوية ،
و الذي شعر فجأة بغضب شديد ، و عاد ليرى من الفاعل حتى ينتقم منه ,

لكن قبل أن يرفع قبضته لرد الضربة ، تجمدت يده في الهواء , و اتسعت عيناه للمفاجأة ،
فالشخص الذي لكمه للتو , لم يكن الا المدير .



لم يلق علي بالا لردة فعله المصدومة ، حيث سارع الى مكان سقوط ملك ، التي لم تتحرك بسبب الألم , الذي سببته السقطة في كاحلها ، و كانت تحاول جهدها للنهوض .



انحنى علي على عقبيه قبالتها ، و أمسك يدها محاولا تقديم المساعدة

" هل أنت بخير ؟ مالذي تفعلينه هنا ؟ "



سأل بقلق و رفعت ملك عينيها ناحيته ، و هي تحدق اليه كطفل ، قام أحدهم بالتحرش به و التنمر عليه ، غير مصدقة أنه نزل أخيرا لرؤيتها ,

كانت و كأنها على وشك البكاء ، وجهها شاحب و عينيها دامعتين ,
لكنها لم تقل شيئا للشكوى .

قام علي من مكانه ببطء , شد ملك معه و رفعها عن الأرض , و هو يحاوط خصرها بذراعه .




" أنا بخير "

تكلمت أخيرا بصوت هامس متأثر , و بدأت تحاول نفض الغبار الذي علق بملابسها ,

هي لم تتوقع أن يصل الدعم الآن ، خاصة أن ذلك الرجل البلدوزر كان ضعف حجمها , و لم يبد مترددا في رفع يده عليها .



جال علي بعينيه على جسدها كله بتفحص ، محاولا التأكد أنها بخير فعلا ،
و مد يده ليعدل قميصها ، الذي جعدته السقطة و فتحت أزراره العلوية .



ساد صمت رهيب القاعة , بمجرد وصول علي الى هناك ,
و كأن صاعقة حطت على رؤوسهم , و حولتهم أصناما متجمدة في رمشة عين ,

العاملون الزوار و حتى الحرس ، الكل يراقب الرئيس الصخرة , الذي لطالما تصرف بعجرفة و هيبة ،
يركض لانقاذ هذه الشابة ، التي كان يتنمر عليها الجميع منذ ساعات ،

حتى أنه لكم الحارس ، دون أي أثر لتلك العنجهية و الرصانة , التي كان يظهرها طوال الوقت .





بعد أن اطمأن علي أن ملك لا تعاني شيئا ، رفع رأسه و استدار الى الحضور ، كان وجهه ساخطا و عيناه تطلقان شرارا

" ما الذي يحدث هنا ؟
منذ متى تعتدون على الناس في شركتي ؟ "



كان صوته مخيفا كدوي الرعد ، و قد وجه كلامه للحارس ، الذي شعر بالرعب و تجمد مكانه ,

فواضح أن المدير يعرف هذه المرأة ، و هو قام قبل قليل بدفعها بقوة , الى أن سقطت أرضا و كادت تتأذى ، أكيد لن تكون نهايته جيدة ,

لذلك سارع للرد عليه لإنقاذ نفسه

" أنا أنا آسف سيدي "



كز علي على أسنانه بسماع صوت الحارس , و غلى دمه بغضب مجددا ,
ليستدير الى كريم الذي يقف خلفه , و الذي وصل قبل لحظات

" افصله مع كل طاقم الحراسة "

أمر دون تردد , و هز كريم رأسه بكل هدوء .



توتر الرجل أكثر فقد صدمه القرار , و حاول يائسا تبرير موقفه

" سيدي لم يكن ذنبي , أنا لم أقصد اعتراض طريقها ,
ايمي استدعتني لأن السيدة كانت تثير جلبة , تريد رؤيتك و ترفض المغادرة "



عكس ما توقعه الحارس ، فما قاله زاد من سخط علي , و صرخ في وجهه مستفسرا

" من هي ايمي هذه ؟ "


كان هذا كل ما سمعه مما قاله الرجل ، و توجهت فورا أنظاره بالسؤال ,
ناحية العاملات الواقفات عن قرب , و قد كن تستمتعن بالمشاهدة قبل دقائق .



أصيبت مجموعة الشابات بالشلل ، بمجرد أن استدار علي ناحيتهن ,
و رمقهن بنظرة قاتلة ارتعبت لها أوصالهن ،

هن كن يثرثرن عن هذه الشابة منذ الصباح ، توقعن رؤية عرض لإهانتها و اذلالها ،

لكن لم يتوقعن في أسوء كوابيسهن , أن ينزل المدير بنفسه لتلبية فضولهن ,
و يحدث فوضى بشكل عكسي مخيبا آمالهن .



تقدمت ايمان ناحيته بخطى مترددة , كانت ترتجف بوجه شاحب ، و ردت بصوت لا يكاد يسمع

" أنا سيدي أنا آسفة ، السيدة لم يكن لديها موعد مع حضرتك ، و أنا أخبرتها أن تنتظر ،
لكنها ثارت و قالت أن الأمر مستعجل ، و أرادت الصعود الى مكتبك بالقوة "



طبعا هي فوتت كل سوء المعاملة ، الذي وجهته ناحية ملك منذ الصباح ،

و علي متأكد أن هناك الكثير من التفاصيل ، فقد عرف بمجرد النظر الى ملامح ملك ،
و هي تحدق الى ايمان بنظرة مستنكرة ،
لكنه سيتحرى هذا لاحقا , سيرى التسجيلات بنفسه فالآن وقت الحساب .



كانت ملك تراقب وجه علي الغاضب ، و وجوه الآخرين الخائفة و المصدومة ،

متعجبة من اختفاء كل ذلك التكبر و الغرور ، من وجوه العاملات في لحظة واحدة ،
و بنظرة واحدة من هذا الرجل المجنون .



" كيف يعقل أن يكسب أحدهم هيبة بهذا الكبر ، لدرجة أن يرتجف من يقف أمامه ؟ "

في المقابل شعرت ملك بالرضا ، لأنه لم يتجاهلها كما اعتقدت ،
و إنما لم يعلمه أحد بوجودها ، أمر أدفأ روحها و هز قلبها .





بمجرد أن أنهت ايمان تبريرها المستفز ، حتى استدار علي الى كريم مجددا

" اصرف لها راتبها و أنه عقد عملها "

و كأنها لم تقل شيئا يستحق المداولة .



صدمت ايمان لرصاصة الرحمة , التي أطلقها علي ناحيتها , و بدأت بالبكاء و النحيب

" أرجوك سيدي أنا آسفة ، أنا لم أطلب منه أن يؤذيها ،
أردت منه اخراجها فقط من هنا ,

حتى بإمكانك سؤال الزميلات , كن هناك و أنا أحاول اقناعها بالانتظار "





رفع علي حاجبه بادراك , و حدق مجددا ناحية مجموعة الاستقبال

" يعني لم تكوني وحدك من تنمر عليها ؟
كنتن عصابة كاملة ؟ "



تجمدت الشابات مكانهن , قبل أن يسمعن ما يخشينه

" كريم اصرف كل طاقم الاستقبال ,
لا أحتاج عمالا قليلي التهذيب ، و عديمي الاحترام في شركتي ,

أنا لا أدفع رواتب خيالية لكم , ليتم الاساءة لأفراد عائلتي هكذا "



بمجرد أن أنهى علي كلامه ، حتى حدقت ايمان بفم مفتوح و ملامح شاحبة ,
الى وجه ملك التي تقف بقربه , تراقب الوضع بعينيها دون اضافة حرف ,

و قد صدمت بمعرفة أنها من عائلة المدير , و للحظة أرسلت نظرة متوسلة ناحيتها ,
فيما شعرت ببعض الامتنان لها , لأنها لم تغرق موقفها رغم استطاعتها .





بدأت الشابات بالشكوى للتنصل من المسؤولية , و استعطاف علي لالغاء القرار ,

و بدأ الحراس أيضا في اقناع علي بالعدول عن قراره ، رغم أن الأمر بدا مستحيلا ،
هو لم يراجع قرارا اتخذه في حياته أبدا , لكنهم لا يريدون أن يخسروا عملهم , بسبب تصرف طائش من أحدهم .





الا أن علي كما توقعوا , كان عنيدا جدا و لا يتراجع ، يقف يحدق ناحيتهم بنظرات ثائرة دون تأثر ,


أمام تعالي الأصوات أمامه أمر بغضب عارم , و علا صوته مسببا الرعب في قلوب الجميع

" كلمة أخرى و سأصرف كل عمال الشركة "

قال دون أن يرف له جفن , تماما كالمتسلط الذي هو عليه .




ساد بعدها صمت مهيب المكان ، أشعر علي بالرضا فهو مغتاظ جدا منهم ،

كيف يمكن لهؤلاء الذين يعيشون على حسابه ، أن يتسببوا في اهانة ملك بتلك الطريقة ،

و هو بالكاد كان يتمالك نفسه ، حتى لا يحطم المكان على رؤوسهم .





صدمت ملك بما سمعته , و قد ذهلت بسبب مراقبة هذا الرجل المجنون ، يطلق النار على الجميع دون استثناء ,

فما كان منها إلا أن أمسكت بذراعه , شدته ناحيتها برفق , و همست في أذنه تريد انتباهه

" لم أنت متسلط و ديكتاتور دائما ؟ "



حدق علي الى عينيها المنزعجتين ، و قد لانت نظرته الهائجة قليلا , فلمستها تهديء نيران غضبه ، و همس هو الآخر بانزعاج

" هل هو خطئي الآن لأنني أعاقبهم ؟
ألم يسيؤوا اليك ؟ "



" بلى و لكن ما تفعله أكثر مما يجب , عقوبتك لا تناسب حجم خطئهم ,
ثم هم كانوا ينفذون تعليماتك الصارمة ,
اضافة الى أنك عاقبت أناسا ، لا علاقة لهم بما حصل و هذا مجحف ,

ألا ترى أنهم كلهم متزوجون , و أكيد لديهم أطفال ، هل تريد تجويعهم ؟ "

همست ملك له بنظرة جادة لامست شغاف قلبه .




"...."

حسنا الآن أصبح هو المخطيء , كان عليه توقع الأمر , مع وجود ماما ملك أمامه .




لكن ملك بقدر ما كانت ممتنة ، لدفاع علي عنها بهذه الطريقة , التي تلامس قلبها في كل مرة
بقدر ما شعرت بالضيق الشديد , لأنه طرد الكل دون تحقيق ,

هي لا تحب أن يتأذى الآخرون بسببها , و علي أفضل من يدرك هذا .





أضافت ملك و هي تحدق الى عينيه بتركيز محاولة اقناعه

" أنا أيضا مخطئة , لم أخبرهم أنني زو.. "



ابتلعت ملك الكلمات التي انزلقت من بين شفتيها ، و قد أدركت أنها قالت شيئا ما كان عليها قوله ,

احمرت وجنتاها و طأطأت رأسها , متجنبة النظرات المتفحصة من علي ,
الذي التقط ما قالته بسرعة البرق , فالكلمة كانت واضحة جدا و جميلة جدا ,



لمعت عينا علي فجأة بحماس ، و ظهرت شبه ابتسامة على فمه , و لكنه تظاهر بعدم الفهم

" أنك ماذا ؟ "

خاطبها بنبرة صارمة حاول اجادتها , رغم أن قلبه كان يتراقص فرحا .



ترددت ملك قليلا تعض شفتها , مفقدة الرجل أمامها عقله , ثم أخذت نفسا عميقا لقول ما تريده ,
هي تعرف أنه لن يتوقف الا اذا أخبرته , لذلك ردت عليه بهمس

" أنني زوجتك "



شعر علي بغبطة كبيرة في قلبه بسماع الكلمة , قبل يومين كانت هذه العنيدة تنكر الأمر بشدة , و الآن تقولها بلسانها في وجهه .



لكن ملك قطعت عليه بهجته , حينما رفعت عينيها المتشككتين ناحيته , و أضافت بمرارة واضحة

" لكنني لم أفعل , لأنهن لم يكن ليصدقنني ,
لذلك تركت اسمي حتى تستقبلني "



عادت ملك للتحديق بتمعن الى وجهه ، الذي اختفت الابتسامة منه فجأة ,
عبس علي و قد اكتشف الآن فقط , أن ملك نكرة هنا لا أحد يعرف عنها شيئا ,

هو يثور و يحتج لأنه يريدها أن تعترف ، بالعلاقة بينهما على أنها رسمية ، و يريدها أن تدرك مشاعره الصادقة ،

لكنه لم يقدم يوما على منحها , هذه المكانة التي تستحقها بجدية , أمام الآخرين على الأقل ,



تجهم وجه علي و قد أدرك كم هي محقة , لو كانت أخبرت العاملة من تكون ،
لربما كانت طلبت لها الشرطة لانتحال شخصية ،

و هو لا يستطيع لومها , لأنه هو من أهمل تقديم المرأة التي يحبها في محيطه , و لم يمنحها الاحترام الذي تستحقه .




تحولت الغبطة في قلب علي إلى ألم ،
كيف أنه أغفل اعلان هوية ملك للآخرين ؟


فيما كان يحارب عنادها و ممانعتها للاعتراف به , لم يفعل شيئا واحدا لاثبات ذلك بالأفعال ,

بحق الله حتى سارة الخبيثة , كانت تمتلك تصريحا مفتوحا للوصول اليه .


المشكلة الأكثر إيلاما أن ملك تدرك الوضع ، و تعرف أنها لا صفة لها هنا ،
و لا صلاحية لها تمكنها , حتى من الدخول الى مكتبه ,

هي تعرف أنها لم تكن يوما , جزءا حقيقيا من حياته ، لذلك تتفادى الإحراج بذكر العلاقة بينهما .





رغم سلسلة انفجارات الطرد التي حصلت قبل قليل ، الا أن الجميع وقف يراقب بصمت ، و الذهول باد على ملامحهم ,

و هم يشاهدون مديرهم الصخرة ، و هو يقف مطأطأ الرأس ، يتحدث بكل اهتمام الى الشابة , التي تحرش بها الجميع سابقا ,


كان علي يضع يده على ذراعها ، و ملك تنحني ناحيته و كأنها تتكيء عليه ،

و الاثنان يقفان قريبين جدا , و يتهامسان بشكل حميمي واضح ،
و كأنهما انتقلا الى عالم معزول وحدهما ، متجاهلين كل الحاضرين و نظراتهم الفضولية .



لا أحد سمع كلمة واحدة , مما يقولانها تحت أنفاسهما المختلطة ،
و لكن وجه ملك المتورد بشدة ، و نظرة علي المليئة بالشغف و الحنان تقولان الكثير ,

و تفتحان المجال للتخيلات و التأويلات ، فيما يكونان بصدد النقاش بكل هذا الهيام .




فقط كريم يعرف حقيقة العلاقة بين الاثنين ، و قد خمن مسبقا أن ملك , بصدد معاتبة علي لأنه طرد الموظفين ,

لكنه وقف بكل هدوء ، يراقب هو الآخر منتظرا التطورات .





بعد أن فكر علي للحظات فيما قالته ملك ، خطرت له فكرة و انطلق صوته مجددا ،

دون أن يشيح بنظره , عن عيني ملك المندهشة , اللتين اشتاق لهما طوال الأيام الماضية ,
و قد كانت شركته آخر مكان توقع رؤيتهما فيه



" كريم اجمع كل من في الشركة هنا لاجتماع طاريء " .









مالذي يخطط المجنون لفعله ؟ 🤔 أية أفكار 😉 .







😘💞💞





......



ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-12-20, 11:33 PM   #1618

رم سلمان

? العضوٌ??? » 470618
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 154
?  نُقآطِيْ » رم سلمان is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

رم سلمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-12-20, 11:35 PM   #1619

نجمة القطب

? العضوٌ??? » 395783
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 369
?  نُقآطِيْ » نجمة القطب is on a distinguished road
افتراضي

تبانلي علي رح يدير اجتماع بش يعرف عمال الشركة على ملك وينسى الأمريكان اللي يستناو فيه لفوق
هكا خير مليحلهم ،يستاهلو ههههه


نجمة القطب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-12-20, 11:38 PM   #1620

توتا احمد غ
 
الصورة الرمزية توتا احمد غ

? العضوٌ??? » 474336
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 216
?  نُقآطِيْ » توتا احمد غ is on a distinguished road
افتراضي

البارت راااائع .. يسلمو ايديكي
اعتقد انه هيعرفهم ان ملك زوجته ... بس الوفد الامريكي هيعمل فيه ايه ؟؟
فانتظار ان ملك تفهم تصرفاته و تحس بمشاعره القويه تجاهها


توتا احمد غ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:30 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.