آخر 10 مشاركات
أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          خلاص اليوناني (154) للكاتبة: Kate Hewitt *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          أسيرة الكونت (136) للكاتبة: Penny Jordan (كاملة)+(الروابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          رهين الشك _ شارلوت لامب _ روايات غادة(مكتوبة /كاملة) (الكاتـب : منة الله - )           »          زوج لا ينسى (45) للكاتبة: ميشيل ريد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          جدائلكِ في حلمي (3) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          ألـمــــاســة الفــــؤاد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          كلوب العتمةأم قنديل الليل ؟! (الكاتـب : اسفة - )           »          52 - عودة الغائب - شريف شوقي (الكاتـب : MooNy87 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree678Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-12-20, 09:55 PM   #1511

كنوز كنوز
 
الصورة الرمزية كنوز كنوز

? العضوٌ??? » 481077
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 123
?  نُقآطِيْ » كنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم نحييك علي الرواية التي اقل مايقال فيها مبهرة من جميع النواحي ممتازة بمعني الكلمة ربي يوفقك ونتمنالك المزيد من النجاح والتألق بانتظار الفصل القادم ونتمني مطوليش علينا 😘😘😘😘😘😘😘😘😍😍😍😍😍😍

كنوز كنوز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-12-20, 09:59 PM   #1512

نادية الليل

? العضوٌ??? » 425998
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 201
?  نُقآطِيْ » نادية الليل is on a distinguished road
افتراضي

أهلا ملوكة، في أنتظار فصل اليوم

نادية الليل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-12-20, 10:20 PM   #1513

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي




البارت الرابع بعد المائة سيدة البيت 💘





" ماذا تفعلين هنا ؟ "

سأل كريم بصوته الأجش , أسيل التي كانت تقف على مقربة منه ,
و قد رآها تغادر الحمام الى الشرفة قبل مدة , دون أن تعود الى الصوان , فقرر استفسار الأمر .



أجفلت أسيل بسبب صوته , فلم تتوقع أن تراه هنا , اعتقدته مشغولا في الخارج ,
لكنها سرعان ما أجلت صوتها و أجابته

" أهرب من زوجة والدي "

كانت صريحة معه تماما , مما أدى الى عبوسه و امتعاضه

" هل أزعجتك ؟ "

سألها بنبرة متحفزة

هو لم ير تلك المرأة الا مرة واحدة خلال الخطبة ,
و لكنها كانت كافية , لاثارة قرون استشعار النفور لديه , فقد بدت فضولية و متملقة بطريقة مبالغ فيها .



لكن أسيل سرعان ما ابتسمت له و شتتت انتباهه

" لا شيء فقط ثرثرتها لا تنتهي , فأردت بعض الهواء النقي ,
كيف حالك ؟ "

غيرت الموضوع تماما , لا تريد أن تثير حفيظته ضدها , فيدخل و يخنقها هنا .




هز كريم رأسه و اقترب منها قليلا , و قد وجد فرصة اخيرا للانفراد بها , منذ زمن بدا بعيدا جدا

" بخير , اشتقت لك كثيرا "

همس لها بحنان كبير , و كان مباشرا كما عودها دائما



احتقنت وجنتا أسيل لتجيبه بتذمر مصطنع

" أكيد لذلك فررت من الخطبة ,
و لم تفكر أن تسأل عني , سوى مرتين خلال هذه الأيام "



تجمدت ملامح الرجل أمامها , و كأنه أصيب بالذعر , و سارع ليدنو منها , قبل أن يعتذر بجدية تامة

" آسف صولا , كنت مشغولا جدا "



لكن أسيل سارعت لنفي التهمة عنه , فهي كانت تمزح فحسب

" أعرف أعرف , كنت أشاغبك فقط ,

كان الله في العون فالعائلة المسكينة , كانت بحاجة ماسة الى وقوفك معهم ,

لا تقلق سيكون لدينا الكثير من الوقت لاحقا للجلوس و التحدث "



تنهد كريم و قد راوده شعور عارم بالرضا , فأسيل تدرك جيدا مقام هذه العائلة عنده ,
و هو مسرور جدا لأنها تفهمت الوضع , و لم تلمه كما توقع , لذلك سارع بمراضاتها

" شكرا , أعدك أن أعوض عليك ,
لقد أفسدت فرحتك بالخطبة "



هنا كانت أسيل من خطا ناحيته بملامح متأسفة , وضعت يدها على ذراعه في حركة مساندة و بادرته

" هاي كيمو لا تقل ذلك , كان ظرفا طارئا و متعلقا بحياة أحدهم ,

ثم أنا لا أحتاج حفلة مطولة , لأكون سعيدة بارتباطنا , فلدينا العمر كله أمامنا "



ابتسم لها كريم أخيرا , قبل أن يمسك يدها و يقبلها , ثم يحدق باعجاب الى بنصرها الذي زينه خاتمه

" أنا أيضا سعيد جدا بارتباطنا "

تبادل بعدها الثنائي حوارا سريعا , قبل أن يشد انتباههما صوت ضوضاء في الصالون .



.
.
.



" ماما ملك , أنا جائعة "

كان صوتا دافئا رقيقا كأنغام الناي , حلوا جدا لم تسمع ملك في حياتها , أجمل منه و لا أرق منه يخاطبها ,



استدارت ملك مباشرة ناحيته لتصاب بصدمة , فمصدر الصوت لم يكن الا رنا , التي كانت تقف في مدخل الصوان ,

ترتدي منامتها التي ألبستها اياها , سماوية اللون مع الكثير من الزهور عليها ,
مع شعرها المجعد الأسود متناثرا على كتفيها ،

كانت الطفلة تلبس خفها , و تحك عينيها بيدها الصغيرة , و قد استيقظت لتوها من النوم , مع ملامح متذمرة تعلو وجهها .






ساد صمت رهيب الصوان , حتى أصوات الهمسات خبت , ليحل محلها الوجوم على الوجوه , و الجميع يحدق ناحية الطفلة بدهشة ,
فالكل تقريبا هنا يعرف أن ابنة علي , لا تتكلم منذ سنوات طويلة

فمتى بدأت بالتحدث ثانية ؟

و من ملك هذه التي تناديها بماما ؟




شلت حركة ملك , التي تسمرت مكانها بسبب الصدمة , شخصت عيناها و ارتجفت يداها ,
و لم تعرف ما يجب أن تقوله أو تفعله , و هي لا تكاد تصدق أذنيها ,


أمام عدم صدور أية ردة فعل , من المرأة التي حدثتها , ما لبثت رنا أن كررت ما طلبته , بنفس النبرة العذبة الرقيقة ,
و هي تزيح خصلة غطت وجهها بطريقة فوضوية

" ماما ملك , أريد أن آكل شيئا أنا جائعة "



بتكرار ما قالته الطفلة , لم يعد هناك شك , في أن ما حصل قبل قليل , حقيقي و ليس من نسج خيالها ,
و هي التي اعتقدت أن هلوساتها , قفزت الى مستوى آخر , يوشك أن يفقدها ما تبقى من عقلها


لم تدر ملك بنفسها , الا و هي تركض ناحيتها , تجلس أمامها و تأخذها بين أحضانها بشدة
ثم تقبلها في كل مكان في وجهها و هي تبكي




" حبيبتي , يا الهي تكلمت أخيرا "

كانت ملك تقول الكثير من الكلمات المتداخلة , و كأنها فقدت القدرة على ترتيبها بسبب حماسها


و سارعت رنا الى لف يديها الصغيرتين , حول عنقها و احتضنتها هي الأخرى ,
فلطالما أحبت الاندساس في حضنها


أصيب جميع من في الصوان بالدهشة , و لم يحرك أحد ساكنا و قد صدمهم المنظر .




لكن سعاد سرعان ما استفاقت من صدمتها , و هرولت ناحية ملك , التي تجثو على ركبتيها أمام الطفلة ,

و قطعت عليهما اللحظات المؤثرة , بصوتها الحاد و لسانها السليط , بعدما استنفر المنظر كل ذرة كراهية , و غيض تشعر بهما ناحية ملك


" أنت يا عديمة الحياء , كيف تجعلين حفيدتي تناديك أمي ؟

رنا ابنة مريم و مريم وحدها أمها ,
من تكونين أيتها النكرة حتى تأخذين مكانها ؟

أيتها الأفعى السامة , ألم يكفك اختطاف زوجها بأساليبك المنحرفة ؟
و الآن تجبرين ابنتها اليتيمة , على أن تناديك أمي "





جفلت ملك مكانها بسب ما سمعته , و قد أخرجتها سعاد من لحظات كالحلم بهجومها ,

كانت تضم رنا التي تخاف من الأصوات العالية و الصراخ , و لا ترد على المرأة الغاضبة بكلمة ،

الا أن عينيها كانتا تظهران رعبها , فسعاد هي الشخص الوحيد , الذي تجرأ على ضربها في وقت سابق ,

هي كانت تتفاداها طوال العزاء , حتى أنها لا تمر بمحاذاة مكان جلوسها ,
حتى لا تعطيها فرصة لاستفزازها ,


لم تتوقع أن تثور ثائرتها لهذا السبب , و تجد فرصة لتتهمها و تهينها هكذا ,
بدل أن تفرح لأن حفيدتها تكلمت أخيرا .




تقدمت ابنتي سعاد لمساعدتها , في التهجم على ملك , فيما تقدمت صفية ناحيتهن لتهدئة الجو , و منع حصول فضيحة أمام الزائرات ,

وحدها علياء من كانت تقف أمام ملك , مانعة عمتها من أن تطالها ,
هي تعلم أنها عدوانية للغاية , و قد ترفع يدها مجددا عليها , و هي لن تسمح لها بذلك .




الا أن ذلك لم يمنع سعاد , من الاستمرار فيما تجيد فعله , و قد زادت نبرتها حدة و انتقادها قسوة

" ارفعي يدك القذرة هذه عن حفيدتي أيتها المتسولة , أنت أحط شأنا من أن اسمح لك بلمسها ,

لا تتظاهري أنك تحبينها , لتكسبي نقاطا لدى والدها , مرتدية قناع الطيبة و الحنان المزيف يا زوجة والدها ,

لو كنت شجاعة فعلا , فأظهري وجهك الحقيقي و ردي علي ,
حتى يعرف الجميع , أي نوع من الساقطات أنت ,

لا أن تتخذي طفلة درعا لك , لتحيكي خططك السافلة هنا "


قالت سعاد بنبرة ساخطة , و قد كانت عيناها تطلقان شرارا , و هي تحاول الفكاك من قبضة ابنتيها , للوصول الى ملك و تأديبها ,


هاتين الأخيرتين ما لبثتا أن انضمتا , الى سيرك والدتهما بالكلام الجارح ,
لكن دون السماح لها بالتمادي , فهما يعرفان أن علي , لن يمرر الأمر على خير


" أنت أيتها الوقحة , لم تصرين على استفزاز مشاعر والدتي ,
و جرحها لوفاة مريم لا يزال ينزف ؟ "


كانت هذه مروى الكبرى , و التي أطلقت عنان نحيب سعاد مجددا بما قالته ,

لتضيف مرام الصغرى بكثير من الحقد

" هي تتقصد ذلك حتى تثير غضبها , و تظهر بمظهر المسكينة هنا لتنال الشفقة ,
متناسية أنها الضرة التي اقتحمت هذا المنزل و حطمت العائلة "




" مروة مرام ألا تحترمان وجودي هنا ؟
لم تثيران أعصاب والدتكما بدل تهدئتها ؟
هيا توقفا عن هذه المهاترات , و لنتكلم في مكان آخر بهدوء "


قالت صفية بنبرة متعقلة , محاولة السيطرة على الوضع , و هي التي لم تجد فرصة , لتفرح بسماع صوت رنا من جديد ,
و قد ألقيت فجأة وسط هذه المعركة الكلامية ,

علت وجهها ملامح متجهمة و ارتعش صوتها , فأكثر ما تكرهه الفضائح لعائلتها ,


لكن سلفتها و ابنتيها كانتا أبعد من التفكير بعقلانية , و لم يبد أنهن سيتراجعن عن ايذاء ملك ,
و الانتقام منها هنا لتشفين غليلهن .



كانت علياء تلتزم الصمت تماما كملك , احتراما لوالدتها و للجو الجنائزي , لكنها كانت تقف بتأهب محاولة طمأنة ملك , التي علت وجهها ملامح الخوف ,

قبل أن تشير لفاطمة التي كانت على مقربة , بالتصرف قبل انفلات الوضع هنا , و حدوث ما لا يحمد عقباه .





تعالت الأصوات في الصالون , و وصلت الى مسامع علي في صوان الرجال , و الذي قطب جبينه و عبس بطريقة واضحة ,
و قد اعتقد في البداية , أن سعاد دخلت وصلة نحيب جديدة ,

صحيح أنه لا يحب البكاء بصوت عال , الا أنه لا يمكنه منع أم مكلومة ,
من أن تبكي على ابنتها المتوفاة ,


لكنه فوجيء بفاطمة تقف في باب القاعة بعد دقائق , تطلب حضوره بوجه قلق و مستاء .





قام علي من مكانه و قد انتابه شعور سيء , و استعجلته فاطمة ليتبعها دون شرح شيء ,

بمجرد أن وصل باب الصوان حتى أصيب بالصدمة , حينما أدرك أن كل تلك الضوضاء لم تكن رثاءا ,
و انما كانت تهجما من عمته و بناتها ,
ناحية ملك التي تحتضن رنا و تجلس على الأرض , بملامح مفزوعة و لا تعرف كيف تغادر ,


فيما كانت صفية تقف هناك تشعر بالعجز و الانزعاج , لعدم قدرتها على السيطرة , على الموقف المسيء لسمعة العائلة .





" عمتي "

صرخ علي بصوت قوي جدا , لدرجة أن كل تلك الفوضى , سكنت في لحظة واحدة ,
كلمة واحدة منه كانت كافية لاسكات الكل .



جال علي بعينيه لثوان على الوجوه , محاولا أن يفهم ما الذي يحصل , و قد بدا سخطه واضحا على ملامحه المكتئبة ,
لكنه سرعان ما كتمه و أضاف

" الى المكتب "

قال بنبرة غاضبة و عيناه تطلقان شرارا , و استدار مغادرا دون منح أحد فرصة للنقاش ,

في اشارة منه الى تدخله , و انهاء الجدال بعيدا عن هنا ,
فهو لا يريد أن يشهد كل هؤلاء , على ما سيحدث لاحقا .




كانت ملك و رنا تتمسك بيدها بشدة أول من غادر , و كأن علي أنقذها من الطوفان الذي كاد يبتلعها ,
فهو وحده من يقدر على وضع حد لجبروت عمته ,

تبعتهما سعاد و ابنتيها مع صفية و علياء , تاركين القاعة في هرج كبير , تحليلا لما حصل للتو .





بمجرد أن أغلق باب المكتب , و قد اكتمل عدد الحضور , صدر صوت علي الغاضب مرة أخرى

" ما الذي يجري ؟
لم تثيرون فضيحة أمام الضيوف ؟ "



كان صوته أجشا و مستاءا ، هو وصل حده من التعب ,
لن يتحمل أية تفاهات أخرى بسبب ثرثرة النساء , و قد خمن مسبقا سبب كل هذه الجلبة ,


و كالعادة كانت سعاد أول من يتحدث , فهي لا تعرف كيف تضبط لسانها

" الفضيحة تثيرها هذه المنحطة بتصرفاتها يا ابن أخي ,
تلك اللقيطة التي أدخلتها بيت ابنتي , جعلت رنا تناديها أمي في جنازة والدتها "

قالت بكثير من الحقد موجها اتجاه ملك , التي ارتجفت أوصالها بسماع ,
كل تلك الشتائم الموجهة ناحيتها .



كانت سعاد تقف و الى جانبها ابنتيها مقابل علي ,

ملك و رنا التي تحتضنها , تقفان خلفه مباشرة بينه و بين مكتبه , فهذا أبعد مكان عن سعاد ,

أما علياء و صفية فقد جلستا جانبا على الأريكة , فلا دور لهما هنا , و قد تسلم علي زمام الأمور .



لم يستوعب علي ما قالته سعاد , رغم اعتراضه على الألفاظ القبيحة , التي تلفظت بها دون حياء أمامه ,

و التي فتح فمه لأول وهلة لافحامها و نهرها , الا أنه جفل لثوان لا يعرف بما يرد ,
و قد توقف عقله عن تحليل الكلمات التي سمعها


" ما الذي تعنينه ؟ "

همس لها بعبوس شديد , و قد اكتسحت عينيه نظرة مشوشة



" ماذا هل تعتقد أن اخفاء خبر , أن رنا عادت للتحدث مجددا ,
لن يمكننا من اكتشاف الأمر ؟ "

ردت سعاد بنبرة لائمة , موجهة هجومها ناحيته , و كأن علي ارتكب جرما في حقها .




زادت دهشة علي الذي اتسعت عيناه , و قد شعر فجأة بتوتر شديد مع غبطة عارمة ،
لدرجة أن جسده ارتجف بأكمله حماسا ,

لكنه كبح جماح نفسه و خيالاتها , لا يريد أن يصاب باحباط قاس ,
ان اتضح أن سعاد تلقي بالأكاذيب هنا , فهي ملكة التأليف في العائلة .



و ما كان منه الا أن استدار ناحية رنا , و هي تتعلق برجل ملك و تضمها ,

بلع ريقه الذي جف فجأة , و سأل بصوت مرتجف غير مصدق

" متى تكلمت رنا ؟ "

قال بحذر شديد ثم رفع عينيه , و قد أصبحت رؤيته ضبابية , لينظر الى وجه ملك منتظرا ردا ,
و التي أكدت الأمر بأن أومأت برأسها , مع عينين دامعتين و أجابته بصوت باك

" قبل قليل في الصوان "




بسماع ما قالته ظهرت ابتسامة مترددة على وجه علي , الذي نزل على ركبتيه أمام ابنته , و سألها بترقب قاتل

" حبيبتي هل تكلمت ؟ "




نظرت اليه رنا ببراءتها المعتادة و أجابت ببساطة

" أجل بابا "



بمجرد أن سمع صوتها الملائكي تناديه بابا , حتى اختطفها علي من مكانها ,
و ضمها الى صدره بقوة ,

كان قلبه يكاد يقفز من صدره , فلا شيء يمكن أن يصف فرحته في هذه اللحظات ،
و هو الذي لم يعتقد أن أي أمر قد يفرحه , في دوامة الحزن التي يعيشها منذ أيام ,


و لكن و كأن الله اختار أسوء أيامه , ليجبر بخاطره و يعيد له ما دعا لأجله بالحاح ,
منذ وقت طويل جدا , لدرجة أنه قارب على بلوغ اليأس , بسبب عدم الاستجابة ,


لكن سماع كلمة بابا من فم ابنته الآن , بعد كل سنوات الحرمان القاسية لا تقدر بثمن ,
و هو الذي اعتقد أنه حرم منها الى الأبد .




لكن سعاد كعادتها , لا تترك أحدا لحاله , لتقطع عليه فرحته العارمة ,
بصوتها النشاز و كلماتها المسمومة

" و هذه المرأة العقرب الخبيثة , جعلتها تناديها ماما دون خجل "




استغرب علي الأمر و تجمدت ملامحه , هو توقع أن تتكلم رنا في يوم من الأيام ,
بل و تمنى ذلك بشدة ,


فالأطباء أكدوا على أن الأمر نفسي بحت , و أن امكانية الشفاء كبيرة جدا ,
لكنه لم يتوقع في أفضل تكهناته , أن تنادي ملك بأمي كأول شيء تقوله ,


لذلك رفع رأسه سريعا , و تساءل بعينيه مجددا ناحية ملك , التي كانت تقف بتململ تشعر باحراج شديد ,
لأنها فعلا لا تعرف شيئا عن الموضوع , و تفاجأت مثل الجميع بتحدثها هناك ,



حركت ملك رأسها بحركة مهتزة , دون أن تدري كيف تنفي التهمة عن نفسها , لأن علي قد لا يصدق تورطها ,
فالطفلة لم تكن تنفصل عنها لدقيقة , طوال الفترة الماضية مما يجعلها موضع شبهة .


" يا الهي سيعتقد الآن أنني مجرد محتالة , تحاول ابتزاز ابنته عاطفيا للسيطرة عليه ,
فهذا ما كانت عمته تحاول قوله منذ دخولها "


هذا ما كان يجول في خاطر ملك , و هي تدعو الله ألا يتسبب الأمر , في سوء فهم آخر بينها و بين علي ,
فهي لم تعد تتحمل قطيعة أخرى معه .



ساد صمت مهيب المكتب , و الأعين تترقب جوابا من ملك , مع نظرات شامتة من سعاد و بناتها ,

و نظرات متأملة من علي , الذي لم يكن يتهمها , بقدر ما كان يريد أن يعرف , ان كانت تلك الحقيقة ,
فلا شيء يسعده أكثر , من اقناع ابنته بالتحدث , بغض النظر عما قالته .



أمام صمت ملك , كانت رنا من قطع تأمل الجميع ,
و أجابت مستغربة لم يؤخر هؤلاء , أمر حصولها على وجبتها


" ماما ملك لم تطلب مني أن أناديها ماما ملك ، ماما مريم من طلبت مني ذلك ,
هل يمكن أن أحصل على بيتزا الآن ؟ "

قالت رنا بكل عفوية , مستخدمة صوتها حديث العهد ,
و هي تحدق ناحية والدها بعينيها الواسعتين , لتصيب الجميع بصدمة , بسبب نبرة الثقة فيه .




ابتسم علي لسماع جوابها , رغم أنها فاجأته بتصريحها , فهو لم يعرف أن هذه كانت , واحدة من أماني مريم الا الآن ,

ظهر الارتياح جليا على وجه ملك , التي أخذت نفسا عميقا خفية , رغم اندهاشها هي الأخرى لسماع الأمر ,


لكن في المقابل سعاد التي لا ترضخ , لا تتوقف عن الجدال أبدا

" أنت تكذبين , هذه المرأة من طلبت منك ذلك و ليس مريم ,
هيا رنا قولي الحقيقة "


صرخت المرأة في وجه الطفلة , التي أجفلتها نبرتها الغاضبة , لتعود و تلتصق بخصر ملك ,
قاطعة الطريق على علي , للتعليق عن الأمر و استبيان تفاصيله .




" سعاد ليس هكذا دعينا نفهم "

كانت صفية من نهرها هذه المرة , و قد استشعرت تزايد غضب ابنها ,
و لم تكن لتلومه ان بادرها برد سيء .



و بالفعل علي الذي وصل حده و فقد صبره ، قاطعها مباشرة بصوت غاضب ,
بعدما استدار ليواجهها بعينين ثائرتين , واضعا يديه على خصره بتحفز كبير

" عمتي أولا ابنتي ليست كاذبة , لن أسمح لك بقول ذلك "



كانت نبرته تهديدية واضحة , أخذ بعدها نفسا عميقا , و أضاف بصوت لا يقبل الجدال

" ثانيا إذا كانت مريم رحمها الله , تريد أن تنادي ابنتنا ملك بذلك فلا مانع لدي ،
و ليس مكانك للاعتراض أو القبول هنا "




أخذت سعاد شهقة مسموعة , و وضعت يدها على صدرها , مدعية أن ما قاله جرح شعورها ,
بعدما أدركت متأخرة أنها ما كان يجب , أن تفقد عقلانيتها و تتهم الطفلة ,

و هي تعرف أنها نقطة ضعف والدها , و قد ألبته ضدها الآن بتسرعها ,
و أنها كان يجب أن تتمسك , باتهام ملك فهي عدوتها هنا .

لم تضف سعاد كلمة واحدة , و بقيت تقف تراجع استراتيجيتها ,
فيما استمرت ترمق ملك , بنظرات حارقة تكاد تزهق روحها ,



في المقابل تمالك علي نفسه , هو لم يكن غافلا عن المشاعر العدوانية لعمته ,
لكنه لم يرد أن يفقد أعصابه في حضور الطفلة , التي بالكاد تعافت من علتها ,

و بعد أن دخل الجميع وصلة صمت بسماع ما قاله , انحنى ناحيتها مع ابتسامة تعلو وجهه لطمأنتها

" حبيبتي اذهبي الى المطبخ مع فاطمة ,
ستأتي ملك بعد قليل لتعطيك ما تريدين "

قال و هو يربت على شعرها بحنان لاقناعها بالانصراف .





نظرت رنا بداية ناحية ملك , و كأنها تطلب اذنها للتنفيذ ,
مما جعل ضغط سعاد يرتفع , و هذه المرأة تتحول الى الآمر الناهي هنا تحت أنظارها ,


بمجرد أن شارت لها ملك بالذهاب , هزت الطفلة رأسها , و غادرت راكضة ناحية المطبخ ,
بعد أن أخذت قبلة أخيرة من والدها ,


استقام علي مكانه مجددا بكل ثبات , يواجه ملك التي حدقت ناحيته بعتب لأنه أبقاها , و كل ما تريده الآن هو الابتعاد من هنا ,
ليهديها ابتسامة تهدئة , و ترد عليه بنظرة تذمر واضحة ,

دون أن تعرف أنه كان يرغب , في صرفها مع ابنته بالفعل , لابعادها عن ثورة عمته و لسانها السام ,

و لكنه غير رأيه في آخر لحظة , فسعاد تعدت حدودها في اذلالها ,
و عليه أن يضع نهاية لهذا , فملك تستحق بعض الاحترام , في بيته على الأقل .





بعد أن أغلقت الطفلة باب المكتب مباشرة , استدار علي ناحية سعاد بعينين ساخطتين ,
ليدوي صوته الجهوري في المكان

" عمتي اعتذري لملك عما قلته قبل قليل "




اندهشت سعاد و كل الحاضرين من طلبه , فقد اعتقدوا أنه سيفتح تحقيقا عما قيل ,
و لكنه غير مجرى السجال , ليطالب باعتذار من أجل ملك ,

مما أجج غضب المرأة أكثر

" ماذا ؟ هل ستجعلني أنا عمتك والدة مريم ,
أعتذر من هذه المتشردة الطماعة "

قالت بنبرة تهكمية محتقرة , دون تقدير لمشاعر أحد هنا .



علا صوت علي أكثر , ردا على ما قالته , لدرجة جمد فيها الدم في عروق الجميع ,
كيف لا و عمته تتمادى في تصرفاتها الرعناء , ضاربة كل ذرة احترام عرض الحائط



" عمتي الزمي حدك , و اعتذري عن اهانتك لها فورا "

كرر علي دون تردد طلبه , و قد بدا أكثر اصرارا عليه مما سبق , فلم تؤثر به كلماتها قيد أنملة
هو يعرف قدر المرأة التي يحبها , و لن يغير أي كان رأيه بها .



جفلت ملك التي تقف وراءه مباشرة , و وضعت يدها على فمها بعدما أفزغها صوته ,

هي لم تره غاضبا الى هذه الدرجة , سابقا الا مرة واحدة , يوم مرضت مريم و قامت باسعافها , و هو اعتقد أنها حاولت قتلها ,

رغم خوفها من اهتياجه النادر , لكنها لم تبرح مكانها , فظهره أكثر موقع آمن هنا .



تبعت سعاد التي تراقبها الحركة بعينيها , و لمحت الخاتم في يدها و تعرفت عليه

" أنت أيتها اللصة أعيدي خاتم ابنتي , ألا تخجلين من سرقة أغراض شخص ميت ؟ "

صرخت بجنون متجاهلة طلب علي لها , و مدت يدها تريد شد ملك من شعرها لتأديبها .



لكن علي كان متقدما عنها بخطوة , و وقف أمام ملك كحائط ,
مانعا عمته من أن تمد يدها عليها , و عاد للتحدث اليها بهدوء زائف

" عمتي قلت توقفي عن اهانتها و اعتذري ,
أنا لا أريد أن أكرر طلبي هذا ، لأنه لن يعجبك أسلوبي في المرة القادمة "



قاطعته سعاد باعتراض بلهجة منتحبة

" لكن هذا خاتم مريم و هي سرقته "



ليقاطعها علي بدوره , معطيا تبريرا لاتهاماتها المغرضة

" غير صحيح , مريم من أعطتها ذلك الخاتم بنفسها و في حضوري ,
هيا لا تطيلي الأمر و اعتذري , لأن صبري قد نفذ فعلا "

كانت عينا علي تطلقان شرارا و نظراته قاتلة , لكنه كان يقف بكل ثبات مصرا على موقفه .





شعرت سعاد بالصدمة تجتاحها , فهي اعتقدت أن علي لم ينتبه للخاتم , و أنه سيغتاظ حينما ستشير الى الأمر ,
و ينسى مسألة الاعتذار هذه , ليتوقف عن الدفاع عنها و يطلب شرحا ,

و لكنها لم تعد تفهم شيئا , و هو يصر على حمايتها و الوقوف في صفها ,
و كأن ملك تلقي بسحرها على ابن أخيها .



تبادل الاثنان نظرات التهديد الصامتة , اعتدلت المرأة بعدها في وقفتها بكل جرأة ,
و نظرت اليه بتحد واضح لتضيف

" و إن لم أفعل ؟ "



صمت علي قليلا يستعيد هدوءه , مع استمراره في الوقوف أمام ملك ,
و قد كانت أنفاسها الدافئة , التي تلمس قميصه تطمئنه أنها بخير ,

فهو لا يضمن ألا تقوم عمته , بحركة عنيفة و تؤذيها , هو سمح لها بقلة حرصه سابقا بفعل ذلك ,
و لكنه أخذ وعدا على نفسه , أن الأمر لن يتكرر في حياته .



" تعرفين ما الذي سيحصل عمتي "

أجاب علي بهدوء وسط حيرة الحضور , فلا أحد فهم ما يعنيه ما قاله ,
غير سعاد التي سارعت للرد عليه

" آه صحيح , نسيت أن ابن أخي لحمي و دمي ,
هددني بافلاس عائلتي و تشريدنا في الطريق "



اندهش الجميع من الكلام , و بدا عدم التصديق على ملامحهم ,
لكن علي لم يتوتر أو ينف الأمر , بل أكده بنبرة جادة باردة برود الجليد

" جيد اذا أنك تتذكرين ذلك و تعرفين النتائج ,
فأنا لا أحب تكرار ما أقوله "



أصيب الجميع بصدمة , فعلي رجل مباشر لا يكذب و لا يراوغ , يعترف بأفعاله حتى لو كان مخطئا , و ها هو يقف معترفا أنه هددها بالفعل .



تدخلت أخيرا صفية التي لم تصدق ما تسمعه , بعد أن وقفت من مكانها و تقدمت ناحيتهما

" علي ما هذا ؟ "

قالت متسائلة عن حقيقة ما أدلت به سعاد , التي وجدت أخيرا السند لموقفها ,
و دخلت في وصلة بكاء حادة , استدرارا لعطف قريبتها , و هي أكثر من يدرك مدى تأثيرها على علي


" نعم صفية ابنك الذي اعتبره مثل ابني , و من أجل هذه النكرة عديمة الحياء ,
هددني ان أنا لم أتوقف عن ازعاجها , سيقوم بافلاس زوجي و أصهاري ,
و أن يحيل حياتنا الى جحيم "





عبست صفية و حدقت ناحية ابنها , بملامح متجهمة طالبة تفسيرا ,
ليرد عليها علي دون أي شعور بالذنب , أو ابداء أية بوادر للتراجع عن موقفه

" عمتي قلت بأنني لن أسمح لك باهانتها , و أنا لا زلت عند كلمتي "



كانت ملك لا تزال تقف خلف علي , و قد شعرت للحظات أن مصدر أمانها , يقف أمامها مباشرة كسد منيع , لكنها لا تصدق ما تسمعه ,

اتسعت عيناها و انقبض صدرها , و رفعت رأسها لتحدق بفم مفتوح , في الرجل الذي يعيرها ظهره ,

و الذي يقف بملامح جادة , و لا ينفي ما قالته سعاد , بالعكس هو يصر عليه دون تردد



و تبادر الى ذهنها سؤال واحد

" لم سيهدد علي عمته من أجلي ؟ "

اذا كان هناك شيء يقدسه هذا الرجل فهو عائلته , هذا ما عرفته عنه طوال هذا الوقت

لم اذا يتمرد على مبادئه هنا ؟
و من أجل من ؟


ألهذا لم تعد المرأة تتعرض لها في الأشهر الأخيرة ؟

رغم زياراتها المتكررة مؤخرا , الا أن سعاد كانت تكتفي بتجاهل ملك ,
و قد خفت حدة عدوانيتها معها ,

و هي التي اعتقدت أن مريم شرحت لها وضعها , لذلك توقفت عن حقدها عليها ,
أو أنها اقتنعت أخيرا , بحسن نواياها اتجاه ابنتها ,

ليتضح الآن أنها كانت واهمة , و أن سعاد فعلت ذلك تحت التهديد .




" لكن متى حصل ذلك ؟ "

تساءلت ملك في نفسها لتجيبها سعاد , التي كانت ترغب في جمع الأدلة ,
ضد علي لادانته هنا , و تأليب والدته عليه


" أرأيت صفية كيف يعاملني ولدك ؟
حينما بدأت هذه المتسلقة العناية بمريم , استدعاني ابنك ليطالبني , بعدم التدخل و اعتراض طريقها ,

و حينما أبديت ممانعتي , هددني صراحة بافلاس عائلتي "



شخصت عينا ملك و انعقد لسانها , فالفترة التي تتحدث عنها سعاد , تلت مناوشة كبيرة جدا بينها و بين علي ,
بعد حادثة الفندق تلك , التي عرفت عن حقيقتها قبل ساعات قليلة ,

و هي التي اعتقدت أنه فعل ذلك , بعدما عقدا هدنة بينهما , و تحسنت علاقتهما مؤخرا .



" حسنا كما قلت , جيد أنك تتذكرين التفاصيل عمتي ,
و الآن بامكانك الاعتذار منها , على كل الاهانات التي تفوهت بها "

لم يبد على علي أن ما قالته سعاد , قد حرك شعرة من شعر رأسه , ليصر على طلبه مجددا .



قطعت صفية الجو المكهرب بتأنيب حاد

" علي ما الذي دهاك ؟
احترم عمتك "



لكن علي لا يتردد في الاجابة و بحزم , حتى أنه وضع يديه في جيبه ليهديء أعصابه

" أنا أحترمها أمي , طالما تحترم بيتي و من فيه ,
ملك زوجتي و سيدة هذا البيت ,
و أنا لن أسمح لها و لا لأي مخلوق , باهانتها و الحط من قدرها "



صدمت ملك مجددا بما قاله علي , بصوت قوي واضح لا اهتزاز فيه , و شعرت أن قلبها توقف عن النبض للحظات ,
و عاد للدق مرة أخرى باضطراب شديد ,

هي لطالما اعتقدت أن علي , يستفزها بقول كلمة زوجتي ,
أو يستخدمها في حالة الطواريء فقط لحماية رأسه ،
أو حتى يستخدمها كغطاء شرعي لوجودها هنا ,


ذلك اليوم قالها بينه و بين علياء , و هي اعتقدت أنه يبرر ما حصل في المطعم ,
بعدما تحرش بها بهجت , و قال أنها عرضه و شرفه , في لحظة حمية عارضة .



لكنه وصفها الآن بسيدة البيت دون أية ضغوط , و أمام من لا يحتاج التبرير أمامهم

فعلا ؟ أليس هذا كلام مبالغ فيه ؟


لم تعتقد ملك للحظة , أنه جاد في اعطائها هاته المكانة ,
لدرجة أن يدخل في صدام , مع المقربين منه من أجل ذلك .



ارتجفت يداها تشوش ذهنها و غص حلقها , و قد صارت غير قادرة على أخذ أنفاسها ,

و لم تعد تعرف أين تضع عينيها , و كل هذه النظرات المستغربة , من الحاضرين موجهة ناحيتها .

لم يحدث كل هذا فجأة ؟

لم تنهال عليها المفاجآت كالمطر منذ الصباح , و هي تكتشف أمورا غريبة , و ترى أمورا أغرب ؟

و كأن جنازة مريم تحولت الى صندوق الساحر , الذي يحوي الكثير من الأسرار التي لا تنضب .



كانت سعاد تبكي بصوت عال , و صفية تحاول مواساتها و اسكاتها ,
و هي تدرك أن ابنها لن يتراجع عما قاله , لذلك كانت تطيب خاطرها ببضع كلمات

" اهدئي سعاد , علي متوتر لا داعي لتكبير الموضوع ,
عودي الى الصوان الآن , و سنتحدث بهدوء لاحقا أعدك "

قالت و هي ترمق علي اللامبال بالمشهد أمامه بنظرات متوعدة .





أمام اصرار صفية على صرفهن , اقتادت شقيقتي مريم الحانقتين , اللتين التزمتا الصمت طوال الوقت , خوفا من ردة فعل ساخطة من طرف علي ,
والدتهما الى الصوان مجددا , بعدما رمقت ملك بنظرة حاقدة أخيرة قبل مغادرتها .


كانت الشقيقتان مستاءتان للغاية , و ترغبان في الانظمام الى والدتهما , في هجومها على ملك ,
لكن سماعهما بأمر التهديد ذاك , جمد الدم في عروقهما , و منعهما من قول حرف واحد ضدها ,


هما لم تعتقدا أن لتلك المرأة , كل هذه الهيمنة على بيت شقيقتهما المرحومة ,
و فضلتا بأنانيتهما الانسحاب , بدل أن ينالهما ما نال والدتهما , من سخط علي و انتقامه .





بمجرد أن اختفت المجموعة , عاد علي و استدار ناحية ملك , التي لا تزال تقف خلفه مباشرة , و كأنها تسمرت هناك كصنم جامد ,
و بدأ يمشط وجهها بعينيه , و يراقب ملامحها باهتمام بالغ

" هل أنت بخير ؟ "

سألها بنبرة قلقة أخرجتها من تأملها و تيهها .



فاجأت حركته ملك التي تراجعت خطوة الى الوراء , فهي كانت تعتقد أنه سيبدأ , بلومها على ما حصل ,
و يحملها مسؤولية الفضيحة , التي أثيرت قبل قليل , و كانت هي مركزها و بطلتها الرئيسية ,


و لكن هاهو يقف أمامها بقلق , و يسأل عن حالها باهتمام ,
متجاهلا السخط الذي اعتلى وجه والدته , و كل تلك الفوضى التي أثيرت قبل قليل .



كانت كلماته و تصرفه مباغتين , و لم يكفها الوقت لمسح الدمعتين العالقتين في عينيها ,
تأثرا بكل هذا الاهتمام الدافئ , الذي يغرقها فيه فجأة ،

و ما كان منها الا أن طأطأت رأسها , لتفادي اكتساح عينيه السوداوين لروحها ,
و اللتين لم تعد تعرف ما الذي تقولانه , و كأنها تلقي عليها ألغازا تهز كيانها .



بعد بضع لحظات بلعت ملك ريقها بعناء , و أجابت بصوت هامس

" أنا بخير "



لكن علي لم يصدقها و قد بدت مرتبكة , هو لم يصل منذ البداية ,
و كان يخشى أن تكون سعاد , فعلت أكثر من مجرد الكلام

" لم تبكين اذا ؟ "



سأل بنبرة متوجسة مع جبين عابس , و سارعت ملك للنفي , دون أن ترفع رأسها , تفاديا لاستجواب حار من طرفه

" لا شيء , فقط تأثرت لأن رنا تكلمت أخيرا ,
كانت مريم ستفرح بشدة "



ملك قالت فقط جزءا مما تشعر به , هي بالفعل متأثرة جدا لأن رنا تكلمت ,
و حزينة لأن مريم فوتت الأمر الذي لطالما تمنته , و لكنها ليست كل الحقيقة ,


فقد اهتزت مشاعرها بشدة , بسبب موقف علي المدافع عنها بقوة ,
و هي لا تعرف كيف تشرح ذلك , و لا حتى تستطيع فهمه .



لذلك و قبل أن يسترسل علي , في أسئلته و يحرجها أكثر , أو يقرأ ما تخفيه عيناها سارعت للاستئذان

" عن اذنكم , رنا تنتظرني في المطبخ "



لكن علي مد يده الدافئة , أمسك مرفقها بلطف و أدارها ناحيته ،
و كأنه يريد قول أمر آخر , بعد تردد للحظات بادرها

" ملك أنا آسف عما بدر من عمتي , أعتذر نيابة عنها "

قال بهدوء و جال بعينيه يراقب ملامحها , و كأنه لا يصدق أنها فعلا بخير .




لم تستطع ملك تجاهله أكثر , فقد بدا صوته صادقا جدا ,
و رفعت أخيرا عينيها للنظر الى وجهه , محدقة الى بحر السواد اللامع الذي يغرقها ,

هي لم تتوقع أن يعتذر منها هذا الرجل يوما , خصوصا على خطء ليس خطأه ,
و قد بدت المفاجأة على وجهها لما قاله ,

لكن صدمة صفية كانت أقوى , فهي لم تر ابنها يعتذر من انسان مطلقا في حياته .





ابتسمت ملك و سارعت لتبسيط ما يحدث , هي لا تريد احراجه أكثر أمام والدته و شقيقته

" لا داعي للاعتذار , أنا أقدر حالتها النفسية السيئة , فقد فقدت ابنتها للتو ,

و لا داعي للقلق أيضا , أنا لن أرد عليها احتراما للمرحومة , بامكانها قول ما تشاء "



هي اعتقدت للحظة , أنه يحاول تلطيف الجو و الاعتذار , تفاديا لحصول فضيحة أمام الأغراب ,
و أنه أراد التأثير عليها , حتى يضمن ألا يتكرر الأمر مجددا ,

لكن ملامحه تقول أنه يعتذر بصدق , فقط من أجل خاطرها , و لا يهمه أحد غيرها .



" جيد , سنتحدث لاحقا اذا "

كان كل ما قاله علي , قبل أن يطبع قبلة طائرة على جبينها لترضيتها ,
متجاهلا العيون الفضولية و المستغربة لوالدته .

مما زاد في احراج ملك , التي غادرت المكتب بسرعة , و هي خائفة من أن يحدث أمر آخر
أو أن يقوم علي بحركة أخرى , قد يتوقف معها قلبها , الذي يركض كفرس جامحة منذ الصباح .





بعد خروجها بادرت صفية مباشرة بنبرة مستاءة

" بني عليك السيطرة على مشاعرك أمام هذه المرأة ,
تهديدك لعمتك لم يكن مبررا "



أخذ علي نفسا عميقا , هو لا يريد أن يرفع صوته في وجه والدته , لكن عليها أن تعرف بما يفكر

" أمي أذكرك أن هذه المرأة اسمها ملك , و هي زوجتي و هذا بيتها ,

و لن أكرر أمر أن احترامي من احترامها , و من لا يفعل لا أحتاج وجوده هنا ,

و سبق و أن قلت أن مكانتها هنا , مثل مكانة علياء تماما ,

هل ستقفين جانبا تشاهدين أحدهم , يهين ابنتك بذلك الشكل و تدعيه و شأنه ؟ "





بدا استهجان علي لما حصل واضحا , و اعترضت صفية على انتقاد ولدها لموقفها المحايد

" أنا لم أقف متفرجة ,
أنا كنت أحاول تهدئة الجو , و تفادي الفضيحة أمام الحضور ,

و لكن ما فعلته أنت كثير "

كررت رفضها لما قاله سابقا .



" بامكاني فعل ما هو أكثر "

رد علي بثقة مصعدا الموقف , هو يعرف بأن والدته امرأة عاقلة و عادلة ,
لذلك هو متأكد أنها لن تؤيد أي ظلم , يحصل تحت عينيها حتى لو كان من المقربين .



" هل ستطرد عمتك فعلا من هنا ؟ "

سألت صفية بفزع , أمام ملامح علي المستاءة , و الذي رد بكل هدوء

" و الله لن أفعل الا اذا اضطرتني "





وضعت صفية يدها على صدرها و قد هالها جوابه

" يا الهي علي ما الذي دهاك ؟

من أجل تلك الغريبة التي تعرفها منذ أشهر , و التي لا أعلم حتى كيف وصلت الى هنا ,

تريد إهانة عمتك و طردها , من بيتك و من جناوة ابنتها ؟ "




بلغ علي حده من الصبر , و قرر قول ما يفكر فيه لوالدته

" أمي تلك الغريبة هي أكثر حزنا , على مريم رحمها الله من عمتي و بناتها ,

تلك الغريبة رافقت مريم , الى آخر لحظة من حياتها , و كانت تعتكف في غرفتها كأخت حقيقية ,
فيما كانت عائلتها تكتفي بالاتصالات , من وقت الى آخر كالأغراب ,

تلك الغريبة كانت مؤدبة كفاية , حتى لا ترد على جنون عمتي , احتراما للجنازة و لنا ,

في رأيك هل يجب أن أطردها هي ؟ "



أخذ علي نفسا عميقا قبل أن يسترسل , فلم يستسغ أبدا وصف والدته لملك هكذا

" تلك الغريبة كانت تقف صامتة , و تضع يديها على أذني رنا , حتى لا تتأثر بالجدال الدائر ,

فيما السيدة عمتي المبجلة , تتحفنا بوابل من الشتائم و الاتهامات ,
و تنعت ابنتي حفيدتها بالكاذبة , دون مراعاة لسنها و حالتها النفسية ,

و للتذكير فقط أمي , اذا كان هناك فضل لأحد , لأن رنا تكلمت اليوم بعد سنوات طويلة ,
فسيكون لتلك الغريبة "





صمت علي لثوان قبل أن يضيف

" بالله عليك أمي ,

ألا يعني لك شيء أن الطفلة , التي لم تقل حرفا واحدا منذ دهر ,
يكون أول شخص تحدثه , هو ملك و تناديها ماما ؟

فيما كنتن كلكن هناك , عمتها خالتيها و جدتيها , لكنها لم تتوجه بالكلام الا لملك .



ألا تنتبهين لشيء مثلا , حينما عرفت أن مريم طلبت منها ,
و هي على فراش الموت , أن تناديها ماما و رنا فعلت ذلك مباشرة ؟

يا الهي هي كلمتها , قبل حتى أن أسمع منها كلمة بابا ,


بسبب كل ذلك أمي أنا أعلمك منذ الآن , اذا كنت سأقف في صف أحدهم ,
فسأقف في صف من يحب ابنتي أكثر , و يراعي خاطرها و مصلحتها "



قال علي مكنونات قلبه , بكثير من التأثر دفعة واحدة , في وجه والدته التي التزمت الصمت

فرغم أن الجو كان مكهربا , و جد متوتر داخل المكتب , الا أن علي لم يفوت حركة ملك ,
التي غطت فيها أذني الطفلة , حتى لا تسمع كل تلك الاهانات .


هو لطالما لاحظ محاولاتها حماية رنا , و ابعادها عما يؤثر على نفسيتها سلبا ,
فلطالما فصلت ملك بين حقدها عليه و علاقتها بابنته ,



حتى حينما كانا يتقاتلان بشراسة في بداية علاقتهما , حتى حينما كان يستفزها بالكلام و التصرفات ,
ملك كانت تنسحب بمجرد ظهور ابنته , و تغير الموضوع حتى و لو كانت تشعر بالغضب الشديد ,

أمر لطالما قدره في طريقتها في التربية .

مراعاتها لابنته رغم أنها لا تدين له بذلك , كان أكثر ما جذبه ناحيتها ,
حتى في الأوقات التي لم يتفاهما فيها .



تنهدت صفية بعمق , و قد فهمت ما الذي يثير أعصابه , هي لم تقصد ما فهمه ,
لكنها لن تجادل أكثر

" حسنا اهدأ الآن , سنرى لاحقا ماذا يحصل "

و غادرت بهدوء عائدة الى مكانها .




علياء التي تفادت التدخل , و بقيت جالسة تراقب منذ البداية , لم تجد بعد خروج والدتها , الا أن تشير بابهاميها الى الأعلى في اتجاه شقيقها ,
معربة عن اعجابها بما فعله , و عن تأييدها لموقفه .



أما علي فقد كان قلقا من تكرر ما حصل

" علياء راقبي عمتي و بناتها , ان تجرأن على مهاجمة ملك و لو بالنظرات ,
لديك الضوء الأخضر للتصرف "



كان علي مصرا على عدم تعرضهن لها , اذا كانت ملك الآن موضع شبهة سيئة , فذلك بسببه هو وحده ,
و بسبب كل ما فعله ليوصلها الى هنا ، لا ذنب لها منذ البداية ,

و ما حصلت عليه من اهانات , الى حد الآن كاف جدا , و من مسؤوليته حماية مشاعرها على الأقل .

.
.
.



دخلت ملك الى المطبخ ، اتكأت على الباب بتشوش , و هي لا تعرف بما يجب أن تفكر ،
فقد كانت تحتاج بعض الوقت , لهضم كل ما حصل ،

لم يبدو بأن ما يفعله علي ، تخطى الامتنان و التعويض كما اعتقدت ؟

و لم كانت ردة فعلها بتلك القوة و الصدمة ؟



" يا إلهي مالذي يحصل هنا ؟
هل كان علي يقصد فعلا كل ما قاله ؟

كيف تحولت فجأة من مجرد خادمة متهمة ، الى سيدة لهذا البيت ؟ "



قطعت عليها رنا تأملها ، حينما أمسكت يدها و ابتسمت لها

" ماما ملك , أنا أتضور جوعا "


ردت ملك الابتسامة , و نزلت الى مستوى الطفلة ، و هي لا تصدق أن أحدهم يناديها ماما , قبل حتى أن تفكر في الانجاب ,


لكن لا يمكنها الانكار أن للكلمة , مفعول السحر على نفسيتها و روحها ,
و كأنها تنفث موجة حب تختطف قلبها و تحتله


" حاضر حبيبتي , اجلسي الى الطاولة ,
و سأحضر لك ما تريدينه "


ربتت ملك على رأسها بحنان , قبل أن تعطيها الطفلة قبلة حميمية على خدها ,
و تركض ناحية الكرسي و تتسلقه , في انتظار طعامها الموعود .



انهمكت ملك في تحضير ما طلبته الطفلة , بما أنه طبق رنا المفضل , و الذي تتناوله مرة كل يومين ,
فهي متعودة على تجهيز العجين الخاص بالبيتزا , لذلك لم يأخذ الأمر في يدها , أكثر من نصف ساعة ,


وضعت ملك الطبق أمام رنا على الطاولة , و جلست الى جانبها تراقبها تلتهمه

" هل هو لذيذ ؟ "


" امم لذيذ جدا , شكرا "

أجابتها و هي تأخذ , قضمة كبيرة من القطعة أمامها ,

و تجددت ابتسامة ملك بسماع صوتها , هي لا تصدق أنها كانت تحرم الجميع ,
من سماع هذه النبرة الناعمة الساحرة

" صحة حبيبتي "




صمتت ملك لبضع دقائق , قبل أن تبدأ سؤالها بحذر

" رنا كيف تشعرين الآن ؟
يعني كنت ترفضين الأكل , و الآن تبدين جائعة جدا "

كانت ملك تريد أن تعرف , لم تغير تصرفها فجأة , و انجلى كل ذلك الحزن من قلبها .



حدقت الطفلة ناحيتها , بعينين فضوليتين قبل أن تجيبها

" حلمت بماما مريم "


صعقت ملك لسماع الأمر و استفسرت مجددا

" جميل جدا أنت محظوظة , و ماذا قالت لك ؟ "



رمشت الطفلة مرتين , و كأنها تسترجع حلمها الثمين , قبل أن تجيبها

" قالت أنها سعيدة بي و تحبني ,
و أنني يجب أن آكل و أنام جيدا ,

و أتوقف عن البكاء حتى تأتي لزيارتي لاحقا "



اغرورقت عينا ملك بالدموع , فهذه كلمات الطبيبة النفسية لرنا , حينما كانت تواسيها ,
و تحاول شرح حقيقة الفراق لها


يبدو أنها تغلغلت الى أحلامها و اللاوعي لديها , كطريقتها الخاصة للخروج من حزنها ,
تماما كوسيلة للدفاع عن النفس


لكنها لن تقول ذلك أبدا أمامها , فهذا أفضل من حالة الانهيار التي عانت منها


" أكيد حبيبتي أنت طفلة جميلة و ذكية ,
و ماما مريم أكيد تحبك كثيرا , و هي سعيدة بك "


أطرت على تصرفاتها , و ختمتها بقبلة على رأسها , قبل أن تسألها مجددا بفضول كبير

" و هل أخبرتك حينها أن تناديني ماما ملك ؟ "



طبعا اعتقدت ملك أن ما حصل , جزء من تنفيذ الأوامر في الحلم ,
لكنها لن تدع الأمر يصل الى مسامع سعاد , فستلوم الطفلة على كذبتها البريئة ,



الا أن رنا صدمتها , حينما هزت رأسها بالنفي و أجابتها

" لا ماما مريم طلبت مني ذلك البارحة , في المشفى حينما كنا هناك نزورها ,
و قبل أن تنام و تتركنا ,

قالت أنك ماما أخرى , و أن علي أن أناديك هكذا ,
لأنك ستكونين ماما التي أحبها و تحبني دائما "



هنا لم تستطع ملك , حبس دموعها التي أغرقت وجنتيها , احتضنت الطفلة الى صدرها ,
و حاولت مواساتها و مواساة نفسها , و هي لا تفهم دائما التشوش الذي ألقيت فيه

آخر شيء توقعته عند وصولها هنا , أن تحصل على مثل هذه العلاقات العاطفية الجميلة .

لكن ما الذي كانت مريم تصبو اليه , لتقول كل ما قالته على فراش الموت ,
بخصوص علي و رنا ؟

و لم جعلت ابنتها اليتيمة , تنادي امرأة غيرها ماما هكذا بكل بساطة ؟

هل كانت تقصد فعلا توريثها عائلتها الصغيرة ,
أم أنها كانت حركة يائسة في لحظات احتظارها ؟

و الأهم لم يجب أن تكون هي بالذات مركز كل هذا ؟




بعد انهاء وجبتها اصطحبت ملك رنا , الى غرفتها لقراءة قصة لها ,
و قد حمدت الله أنها هدأت أخيرا , و تقبلت الوضع بشجاعة مبهرة ,

كما أنها قررت تجنب مواجهة أخرى مع سعاد ، لذلك أخذت الأمر على عاتقها ,
و تجنبت الظهور أمام الضيوف , الى أن غادرن ليلا .

.
.
.



بعد منتصف الليل , كان علي قد ودع آخر المعزين , و انشغل الخدم في ترتيب الفوضى ,

غادر بعدها كريم الى شقته , أما علياء و زوجها فقد أخذا غرفة للمبيت ,

حتى صفية التي لا تحب , أن تنام خارج بيتها منذ وفاة زوجها , قررت البقاء و قضاء الليلة هنا ,

هي كبيرة العائلة , و من غير اللائق أن تغادر الآن , أكيد سيكون هناك المزيد من المعزين في الغد .





كان علي شديد الانهاك , لم ير ملك منذ صدام المكتب , و كأنها كانت تتجنب رؤيته ,
لكنه لا يلومها فما حصل أكثر مما يمكن تحمله ,

أراد الاطمئنان عليها , قبل أن يأوي الى فراشه , لكن الوقت الآن متأخر جدا , و هي أكيد ذهبت للنوم بسبب ارهاقها ,
لذلك لم يرد ازعاجها , سيراها صباحا على كل حال .



صعد علي الى الطابق الثاني , و اتجه الى غرفة رنا , ليلقي نظرة عليها قبل أن ينام ,
و لكنه بمجرد دخوله الى هناك , فوجيء بتواجد ملك تنام معها .



كانت مستلقية نصف جالسة , رجليها الى جانب السرير , و رنا تحتضنها و تغط في نوم عميق ,
كان واضحا أنها كانت ترافق الطفلة لتنام , و لكن النعاس غلبها و نامت جالسة .



حدق علي الى المنظر أمامه لدقائق , قبل أن يدنو ناحيتهما بهدوء ,
أزاح الوسادة التي تتكئ عليها ملك , و رفع رجليها الى فوق السرير , ثم عدل رأسها حتى تنام براحة أكبر ,


و كالعادة ملك تنام بعمق بعدما تصاب بالارهاق , و ما كان منها الا أن اعتدلت في مكانها ,
و عادت للنوم مجددا دون اعتراض .



وضع علي غطاءا على الاثنتين , و وقف يحدق مجددا للحظات , أراد بداية العودة الى غرفته ,
و لكنه غير رأيه , فالوضع هنا مغر جدا للانظمام ,

لذلك سارع و نزع حذاءه , و استلقى الى جانب رنا , في الجزء المتبقي من السرير الصغير .



طبع قبلة على جبين ابنته , و أخرى على رأس ملك , ثم توسد مرفقه و استرخى ,
ليستمر في التحديق الى هذين الوجهين أمامه , أحب انسانين الى قلبه ,

رحلت مريم تاركة فراغا كبيرا , و قد تحول الثلاثة أشخاص الى اثنين ,

بالنسبة له حتى لو انهار العالم خارج هذه الغرفة , لن يهمه الأمر مادامت رنا و ملك معه هنا و بخير .





تأمل علي بعينيه يد ملك التي تحتضن بها رنا , و تذكر حركة مريم البارحة , و طلبها منه ألا يدعها ترحل ,

رفع بعدها يده و وضعها على يدها الصغيرة الدافئة و تمتم

" ابق أرجوك , اذا رحلت سترحل روحي معك "



لم تسمع ملك الكلمات , لكن علي شعر ببعض السكينة , لأنها لم تغادر بعد , و قد كان على وشك ارسالها بعيدا لولا ما حصل .





في باب الغرفة كانت تقف صفية , هي رأت ابنها يدخل غرفة ابنته , فلحقت به للاطمئنان عليهما ,
لكنها جمدت مكانها حينما رأت ما فعله , و كيف استلقى هناك بكل راحة .



لم تدرك صفية مدى تغير ولدها مؤخرا الا اليوم , كانت تعتقد أن زواجه مزيف ,
و على الورق فقط كما أكد لها مرارا ,

لكن مما رأته هي متأكدة أن المشاعر , التي غيرت ابنها الصخرة ليست بسيطة أو مزيفة ،

هو لم ينم في فراش غير فراشه يوما , و لم يسمح لأحد غير مريم بالاستلقاء الى جانبه .



هي لا تعلم ما الذي فعلته ملك , لتتربع على عرش قلبه البارد ,
و تقلب موازين حياته الرتيبة ,


و لكنها عقدت العزم على أن , تجعلهما يوضحان العلاقة قريبا , و يبشرانها بأحفاد كثر ، لن تقبل بأقل من عشرة ،

فلتمر أيام الحزن أولا , و هي لن تدع الأمر على ما هو عليه .

عادت بعدها المرأة بكل هدوء , و أغلقت الباب ثم غادرت .









😘💞💞






........




ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-12-20, 10:34 PM   #1514

ليل ادم

? العضوٌ??? » 482307
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 2
?  نُقآطِيْ » ليل ادم is on a distinguished road
افتراضي

جميل مزيد من التقدم
اريد رؤيه الفصل


ليل ادم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-12-20, 11:05 PM   #1515

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 138 ( الأعضاء 42 والزوار 96)
‏ملك علي, ‏نوره ام عبدالمجيد, ‏halloula, ‏Rosey36, ‏وردة الطيب, ‏soha ahmed5, ‏نووره, ‏nora74, ‏samam1, ‏mOon liGht82, ‏الاوهام, ‏بلانش, ‏ليلى هشام, ‏هدى نور الدين, ‏Just give me a reason, ‏أم سراج, ‏موضى و راكان, ‏ام ارومة, ‏هانا مهدى, ‏monyati, ‏مرمر-980, ‏غير عن كل البشر, ‏Alaa_lole, ‏ليل ادم, ‏كنوز كنوز, ‏Hiba mohamed, ‏همس الضلال, ‏ملك اسامة, ‏نادية الليل, ‏soe, ‏هبة الله 4, ‏ام على تيتو, ‏ببويه, ‏راء!, ‏عبد الرحمن على1, ‏سيدة قصرها, ‏شهباروزا, ‏منيتي رضاك, ‏اميمية, ‏سارة خذري, ‏نوف كرسبي, ‏أمنيات بريئة



شكرا حبيباتي 💖💖💖🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-12-20, 11:08 PM   #1516

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملكة زمن مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ايتها الكاتبة الرائعة لا اعرف كيف اصف مدى روعة و جمالية الرواية حقاا وانا فخوووووورة جدا بك 👌👌👍👍يا ابنة بلادي وتحياتي العطرة اليك 💕💕💕💕



يسلمك حبيبتي 💖💖 انا ايضا فخورة لأن لدي الكثير من المتابعين الأوفياء مثلك شكرا على المتابعة 💖🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-12-20, 11:09 PM   #1517

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملك اسامة مشاهدة المشاركة
الواحد حقيقى مش عارف لما تخلص الروايه هيعمل ايه. بشكر الكاتبه على هذا الإبداع ومن نجاح لنجاح بإذن الله


يبارك ربي في قلبك الجميل شكرا على هذه المشاعر الطيبة 💖💖💖💖
هناك دائما بدايات بعد كل نهاية ☺️ و من يدري قد اكتب رواية اخرى تنال اعجابكم 😉🌹🌹


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-12-20, 11:13 PM   #1518

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كنوز كنوز مشاهدة المشاركة
السلام عليكم نحييك علي الرواية التي اقل مايقال فيها مبهرة من جميع النواحي ممتازة بمعني الكلمة ربي يوفقك ونتمنالك المزيد من النجاح والتألق بانتظار الفصل القادم ونتمني مطوليش علينا 😘😘😘😘😘😘😘😘😍😍😍😍😍😍


يسلمك و يهنيك على هذا الاطراء 😘💖💖💖💖💖💖
شكرا للمتابعة 💞💖❤️❤️


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادية الليل مشاهدة المشاركة
أهلا ملوكة، في أنتظار فصل اليوم


مرحبا نادية فرحانة لأنك مستمرة معنا في المتابعة 💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖
احب اسمع توقعاتك التي صارت تخيفني 😅😉💞💞


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-12-20, 11:24 PM   #1519

Just give me a reason

? العضوٌ??? » 320550
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 299
?  نُقآطِيْ » Just give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond reputeJust give me a reason has a reputation beyond repute
افتراضي

سلمت يداك تطور الاحداث رائع وسلس جدا ما شاء الله احيكي عليه وايضا ع التزامك الكامل معنا ك قراء بتنزيل فصل طويل و دسم فى الوقت المحدد له بدون اعذار ... بالتوفيق ان شاء الله لا استطيع الانتظار لما ستقدمينه فى الرواية القادمة من الان .


Just give me a reason غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-12-20, 11:39 PM   #1520

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة just give me a reason مشاهدة المشاركة
سلمت يداك تطور الاحداث رائع وسلس جدا ما شاء الله احيكي عليه وايضا ع التزامك الكامل معنا ك قراء بتنزيل فصل طويل و دسم فى الوقت المحدد له بدون اعذار :ts_012: ... بالتوفيق ان شاء الله لا استطيع الانتظار لما ستقدمينه فى الرواية القادمة من الان .




كالعادة حبيبتي أول المصوتين حتى و ان لم تعلقي كثيرا يسعدني تواجدك دائما 😍💖💖
سيكون هناك الكثير بعد من الاحداث فعلي اكتشف مشاعره و دور ملك الآن لاستيضاح مشاعرها 😉
اما الرواية القادمة ان شاء الله خلينا نخلص هذي اولا راح تقضي علي قبل انهاءها و نفكر في الجديدة 😅😅
انا بطبيعتي ملتزمة في حياتي اليومية بالنسبة لي كل ثانية لديها قيمتها و اقل ما يمكنني فعله هو احترام من يبقى منتظرا بارت او حتى تعليق من متابعيني 💖💖💖 الا اذا كان فوق طاقتي و الحمد لله الامر يلاقي التقدير من طرفكم ادام الله الود بيننا 💖💖💖💖💖🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:25 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.