آخر 10 مشاركات
جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          116 - أريد سجنك ! - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )           »          91-صعود من الهاوية - بيتي جوردن - ع.ج ( إعادة تصوير )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )           »          [تحميل] حصون من جليد للكاتبه المتألقه / برد المشاعر (مميزة )(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          والروح اذا جرحت (2) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة في الميزان (الكاتـب : um soso - )           »          كوب العدالة (الكاتـب : اسفة - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree678Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-12-20, 10:14 PM   #1331

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي


سيكون بارت أكيد الليلة ان شاء الله لكنه سيكون متأخر قليلا بسبب طوله
شكرا على التفهم


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-20, 10:15 PM   #1332

ali.saad
 
الصورة الرمزية ali.saad

? العضوٌ??? » 334068
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 490
?  نُقآطِيْ » ali.saad has a reputation beyond reputeali.saad has a reputation beyond reputeali.saad has a reputation beyond reputeali.saad has a reputation beyond reputeali.saad has a reputation beyond reputeali.saad has a reputation beyond reputeali.saad has a reputation beyond reputeali.saad has a reputation beyond reputeali.saad has a reputation beyond reputeali.saad has a reputation beyond reputeali.saad has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم تسجيل حضور على احر من الجمر انت كاتبة مبدعة ومتميزة ارجو لك كل التوفيق والنجاح والاستمرار بقلمك الرائع وأسلوبك الشيق وإن شاءالله ابقى من المتابعين لك في كل ما تخطى يدك ،،،🌹

ali.saad غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-20, 10:18 PM   #1333

زمردة الاسلام

? العضوٌ??? » 474237
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 68
?  نُقآطِيْ » زمردة الاسلام is on a distinguished road
افتراضي

أحجز اليوم مقعدي الدائم لمتابعة الرواية كالعادة وسبقى شاغرا وملكي إلى النهاية ..
فمنذ وطأة أرضك أصبحت أسيرة سجنك لأدري كم الأيام التي تمضي هنا حتى نصل للنهاية
وكأن كل عابر هنا قد نسج اسمه بعنوان روايتك
طالما نحن هنا فإننا دوما ندعمك ونقدر جهدك وحرصك .. 20 فصلا باقي لينتهي الأسر
لكن صدقا أحبتت أسرك وأود لو تجودين علي بأنهار مشاعرك ، وصدق كلماتك ، في صحاري عقولنا لنرتوى وتزهر عقولنا ..ننتظر إبداعتك على أحر من الجمر


لك ودي أختي في لله وبالتوفيق ،
[rainbow]دمت لنا يا ملك وسلمت أناملك [/rainbow]
متابعتك المخلصة - خديجة -


زمردة الاسلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-20, 10:37 PM   #1334

suzyy

? العضوٌ??? » 352048
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 308
?  نُقآطِيْ » suzyy is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل الدخول♥♥♥

suzyy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-20, 10:42 PM   #1335

هدى نور الدين

? العضوٌ??? » 381383
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 261
?  نُقآطِيْ » هدى نور الدين is on a distinguished road
افتراضي

سلامات في انتظار الجديد

هدى نور الدين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-20, 10:45 PM   #1336

أميرة الساموراي
 
الصورة الرمزية أميرة الساموراي

? العضوٌ??? » 398007
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 763
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » أميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc4
¬» اشجع shabab
?? ??? ~
كن على على ثقة أن الله بسط لك الرزق في أي مكان ذهبت وستذهب اليه
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 91 ( الأعضاء 33 والزوار 58)
‏أميرة الساموراي, ‏سوووما العسولة, ‏إيثار سليم, ‏هدى نور الدين, ‏Kokinouna, ‏نوره خليل, ‏Lolav, ‏سنفووورة, ‏Just give me a reason, ‏suzyy, ‏ملك علي, ‏راء!, ‏الزهراء الجميلة, ‏NoOoShy, ‏ali.saad, ‏نرمين ممدوح, ‏وردة الطيب, ‏زمردة الاسلام, ‏فراولة البيت, ‏شيماء ستار, ‏كنوز كنوز, ‏nora74, ‏Rere4040, ‏هدوء الصمت222, ‏نادية الليل, ‏انجيليك, ‏همس الضلال, ‏بلانش, ‏أمنيات بريئة, ‏سبحان اللة وبحمدة, ‏هدى الحسني, ‏آلاء الليل, ‏ابنة العرب


أميرة الساموراي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-20, 10:52 PM   #1337

Narimano
 
الصورة الرمزية Narimano

? العضوٌ??? » 459758
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 171
?  نُقآطِيْ » Narimano has a reputation beyond reputeNarimano has a reputation beyond reputeNarimano has a reputation beyond reputeNarimano has a reputation beyond reputeNarimano has a reputation beyond reputeNarimano has a reputation beyond reputeNarimano has a reputation beyond reputeNarimano has a reputation beyond reputeNarimano has a reputation beyond reputeNarimano has a reputation beyond reputeNarimano has a reputation beyond repute
افتراضي

بانتظار البارت 🌚
تسجيل حضور🌹


Narimano غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-20, 11:01 PM   #1338

توتا احمد غ
 
الصورة الرمزية توتا احمد غ

? العضوٌ??? » 474336
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 216
?  نُقآطِيْ » توتا احمد غ is on a distinguished road
افتراضي

بالانتظار على احر من الجمر

توتا احمد غ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-20, 11:08 PM   #1339

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي




البارت المائة ألا تحبها ؟






فتحت عدراء باب بيتها , الذي دق في الثامنة صباحا , لتجد زوجها يقف هناك , بوجه شاحب و عينين غائرتين ,
و سرعان ما استند عليها , و قد كان على وشك فقدان وعيه


" يا الهي عز الدين ما بالك ؟ "

سارعت المرأة و سندته الى غرفتهما , ثم ساعدته للتمدد على السرير ,
و فتحت أزرار قميصه , لمساعدته على التنفس بطريقة طبيعية .




" أنا بخير لا تقلقي "

حاول عز الدين طمأنتها دون جدوى , فقد بدا صوته مرتجفا مما أخافها أكثر

" متى وصلت ؟ "

" منذ ساعة تقريبا "



امتعضت عدراء و نهرته

" لم لم تتصل بي اذا لأقلك ؟
ما كان عليك العودة وحدك "



حاول عز الدين الابتسام لها و تخفيف انزعاجها

" لم أرد ازعاجك , ثم أنا بخير مجرد تعب سفر "



عدلت عدراء وسادته قبل أن تغطيه و تبدأ بلومه

" أنت تزعجني حينما تعود هكذا ,
هل تناولت شيئا في الطائرة ؟ "



هز الرجل رأسه نفيا , هو لم يذق لقمة واحدة , منذ فطور البارحة صباحا .



" كان علي توقع هذا ,
أكيد مستوى السكري لديك منخفض , و الا ما تعرقت بهذه الطريقة و ما شحب وجهك "


أنهت عدراء تذمرها و عتابها , و اتجهت الى المطبخ لتحضر له فطورا دسما ,
استلقى بعدها الرجل , و غط في نوم عميق و كأنه دخل غيبوبة .



بعد ساعة , فتح عز الدين عينيه المثقلتين , ليحدق الى وجه عدراء الساخط أمامه ,
كانت تقف عند نهاية السرير , تمسك قميصه بيد و جواز سفره في اليد الأخرى


و سرعان ما بادرته بنبرة غاضبة جدا

" لم كذبت علي عز ؟
لم قلت أنك كنت في باريس , و جواز سفرك عليه تأشيرة الامارات ؟ "




اتسعت عينا عز الدين بصدمة , و رفع يده يمسد جبينه , لتخفيف الصداع الذي داهمه

" منذ متى تفتشين أغراضي من ورائي عدراء ؟ "



حاول الهاءها عن الموضوع الرئيسي , و أجابته هي بغضب عارم , و اغرورقت عيناها بالدموع

" منذ بدأت بالكذب علي عز , و اخفاء أمور مهمة و مصيرية بالنسبة لنا ,

هل ذهبت لرؤية ملك دون أن تخبرني ؟
كيف طاوعك قلبك لخداعي ؟ "



أصلا عدراء كانت لديها شكوكها , فالملابس القليلة التي أخذها , لا علاقة لها بجو باريس هذه الأيام ,

رفضه التام لمرافقتها له , و حالته السيئة التي شابهت , وضعه حينما عاد منذ أشهر من زيارة ابنتهما , حركت شكوكها ناحية الأمر ,

و ما كان عليها الا التفتيش , في جواز السفر لاكتشاف حقيقة الموضوع ,
كأول مرة تفعل فيها ذلك , فهي كانت تصدق ما يقوله زوجها دون طلب دليل .




" لم أتوقع أن تشكي بي "

قال عز الدين بنبرة محبطة , و هو يغمض عينيه تفاديا للصدام معها ,


لكنها كانت لحوحة جدا , و كيف لا تكون كذلك و الأمر يخص ملك

" لن أكون عدراء التي تعرفها لنصف قرن , لو لم أكن أشك بالموضوع ,

أنت سبق و أن غضبت و هددتني بالطلاق , اذا أنا تهورت و اتصلت بها ,
لأكتشف أنك ذهبت لزيارتها سرا دون اعلامي "


قالت و بدأت بالبكاء فورا , ثم استدارت و فتحت خزانة ملابسها ,
و بدأت باخراج بعض القطع تأهبا للخروج , و هي مستمرة في هجومها الغاضب على زوجها


" من حقي أنا أيضا رؤيتها , هي ابنتي التي حملتها تسعة أشهر و ربيتها لسنوات , فرحتي التي انتظرتها أربعين سنة ,

أنا أحق منك برؤيتها , أنت لم تتوحم بها و لم تتألم في المخاض ,
كيف تسمح لنفسك بأمر و تمنعه عني ؟ "



دخلت عدراء نوبة بكاء حادة , هي تحاول التماسك منذ مدة حتى لا تثير قلقه ,
لتكتشف أنه منح نفسه الحق لرؤيتها دون اعلامها حتى .




نهض عز الدين بخطى بطيئة , طوق عدراء بذراعيه من الخلف ,
و وضع رأسه على كتفها محاولا مواساتها


" أنا آسف لم أكن أريدك أن تحزني ,
هيا توقفي عن البكاء , تعرفين أنني لا أطيقك باكية "



لكنها استمرت في ذرف الدموع , و قررت استغلال الموقف عله يغير رأيه , و يسمح لها بالسفر هي الأخرى

" أريد أن أراها أنا أيضا "

قالت بلهجة متوسلة آلمت قلبه , لكنه سارع لاجابتها

" لن ينفع صدقيني "



استدارت عدراء ناحيته , و وضعت يديها على صدره , لتستمر في محاولاتها لاقناعه

" لماذا ؟ بامكاني السفر ليومين كما فعلت ,

هل رأيتها ؟ هل كلمتها ؟ كيف حالها هناك ؟ "


أمطرته المراة بوابل من الأسئلة , مد عز الدين يده و عدل خصلات شعرها ,
قبل أن يجفف دموعها الغالية و يجيبها



" أردت رؤيتها لربما غيرت رأيها و عادت معي , كنت أريدها مفاجأة لك , لكن لم يعد الأمر نافعا "

قال بنبرة حزينة و بقيت عدراء , تحدق الى عينيه منتظرة باقي الكلام ليسترسل


" كانت تبدو سعيدة جدا هناك , تبتسم باشراق لذلك الرجل الذي أخذها من حياتنا ,
و هو يعاملها بحميمية كبيرة يحتضنها و يقبلها ,

لم يبد للحظة أنها تشتاق لنا أو تحتاجنا , خفت ان رأتني أن ترفض العودة معي مجددا ,
و قلبي لم يكن ليتحمل رفضا مرة أخرى ,

حمدت الله أنني لم أصطحبك , كنت ستحزنين كثيرا هناك "




عادت عدراء الى نوبة بكائها و بادرته

" كنت سأراها فقط , لم أكن لأطلب منها العودة ,
كنت سأحتضنها و أقبلها و أغادر "




لكن عز الدين عارضها مباشرة , بنبرة بدت أكثر قسوة

" على جثتي , لن أسمح لهما بدوس كرامتك هكذا ,
ملك أخطأت خطأ لا يغتفر , اذا لم تعتذر و باردنا نحن و سامحناها , ستعتبر أننا تغاضينا عما حصل ,

و سنجدها غدا تجر ذلك الرجل من يده لتعريفه علينا ,
أموت و لا أضع يدي في يد ذلك السافل عديم الأخلاق , انه مجرد لص لا يستحق أن نسامحه على جريمته "




دست عدراء وجهها في صدره , و بكت كما لم تفعل يوما , قبل أن تهدأ و تستكين في حضنه ,
و عز الدين يربت على ظهرها لتطييب خاطرها ,


هي تعرف أنه محق , فلحد الساعة ابنتهما لم تكلف نفسها عناء تبرير ما حصل ,

مسامحتها دون اعتذار ستكون حطا من قدرهما , و ستمرغ كرامتهما في الوحل ,
أمام ذلك الرجل الذي لا يعترفان به صهرا لهما ,

لكن ماذا تفعل في هذا القلب الخائن , الذي يحن اليها رغم كل ما فعلته .



بعد دقائق سألت عدراء بصوت مبحوح

" هل وضعت طفلها ؟ "

عبس عز الدين فقد نسي الأمر تماما و أجابها بصراحة

" لا أدري , لم يبد أنها حامل حينذاك "



هزت عدراء رأسها و قد خمنت مسبقا

" أكيد وضعت منذ شهر على الأقل "

منذ عرفت المرأة بأمر الحمل المزعوم , و هي تعد الشهور لمعرفة موعد الوضع ,
و قد كان لديها أمل , أن تعود بعد ذلك لتعريفهما بحفيدهما الأول , لكن آمالها خابت مجددا



التزم عز الدين الصمت محاولا السيطرة على مشاعره , ففي يوم ما كان حلما جميلا جدا ,
الحصول على حفيد يحبه و يدللة .



" متأكدة أنه سيرث عينيها الجميلتين "

استمرت عدراء في تخيل حفيدها , متأملة أن يأتي يوم تعود العلاقات فيها كما كانت سابقا ,
رغم أن الأمر مستحيل حاليا , الا أن كل شيء بأمر الله ممكن .



.
.
.



غادر علي الشركة دون وعي منه , ركب في السيارة مشوش الذهن , و انطلق بعدها ابراهيم ناحية المنزل ككل يوم ,


في الطريق كان عقله يكاد يتوقف عن العمل , بسبب كل تلك المعلومات التي تلقاها , و بدأ في لوم نفسه مرارا و بعنف

" كيف خطر لي منذ البداية أن ألقي بالتهمة عليها ؟

يا الهي كان واضحا أنها لا تعرف عنه شيئا , كنت أعمى البصيرة لعدم ادراك الأمر حينها ,

فقط لو كنت بحثت أكثر , فقط لو كنت تريثت أكثر "




في البداية كان علي شبه متأكد , أن ملك من استولت على الحاسوب ,
فكل القرائن كانت تشير اليها دون شك , حتى بعد تقرير كريم كانت لديه وساوسه ,


و لكن مع الوقت أصبح متأكدا أنها لم تفعل , لا شيء من تصرفاتها و ردات فعلها يقول أنها فعلت ,


رغم ذلك كان يحاول الهاء نفسه و اقناعها , أنها يمكن أن تكون فعلتها في لحظة ضعف , أو لمجرد فضول عابر راودها آنذاك ,


بعدها بدا هذا الاحتمال أيضا مستحيلا , لذلك افترض أنها أخذته غلطة مع أغراضها ,
و تخلصت منه بعدما اكتشفت وجوده , ما دام الشيء المفقود لا أثر له ,

و أنكرت الأمر بعدها بسبب , كل الضغط و الملاحقة التي فرضها عليها ,
لأنه لم يكن سيصدقها لو قالت ذلك .



لكن مؤخرا لم يعد الأمر مهما بالنسبة لعلي , فقد صارت كل الاحتمالات أمامه سواء ,
لأن الأهم أنه كان قد سامحها بالفعل و منذ مدة طويلة ,


حتى لو أتت و اعترفت الآن , ما كان عاتبها بكلمة واحدة , كيف يفعل و هو لم يعد يمانع منحها حياته بأكملها , و ليس مجرد ثروة زائلة ,

علي سامحها لدرجة أنه صار ممتنا , لهذه الحادثة لأنها ربطتها به و أدخلتها حياته .




لكن ما لم يخطر على باله للحظة , أن ملك لم تكن الفاعل من الأساس ,
و إنما شخص ممن وثق بهم , أدخله بيته و استأمنه على حياة عائلته ,


ليكتشف مريضا عقليا مهووسا بترصده , لدرجة الاستيلاء على أغراضه الهامة ,
بغية تحصيل معلومات سخيفة , كامرأة أشيع أنه يواعدها سرا , و على وشك الارتباط بها ,


اشاعات كان يصر على عدم نفيها , حتى يعيش في هدوء من ضغط من حوله لبعض الوقت ,
لينقلب مخططه عليه و يقع في براثن , امرأة شيطان كسارة أفسدت حياته , و تهدد مستقبله مع المرأة التي يحبها .






فكر علي أن بظهور الحاسوب الآن , قد وقع في ورطة حقيقية ,
فما الذي يمكنه أن يفكر فيه , ما الذي يمكنه أن يقوله , و هو حتى لا يتقبل الأمر بينه و بين نفسه ؟



" أنا آسف ملك , لكن ما حصل منذ أشهر , كان بسبب سوء فهم سخيف ,

أو سامحيني حبيبتي , فالحاسوب الذي اتهمتك بسرقته , اتضح أن سارة أخذته ,

لأنها تحبني و كانت تشعر بالفضول لتقصي أخباري , و أنت كنت ضحية جانبية ؟ "



يا الهي لو طلب الصفح بهذه الطريقة , الى نهاية حياته هي لن تغفر له ، هو حتى لن يغفر لنفسه .




انتبه علي على البوابة الالكترونية لمنزله تفتح , و شعر بالارتباك و التوتر فجأة

" ما الذي سيفعله الآن هنا ؟ ما الذي يمكنه قوله أو شرحه لها ؟

هو حتى لن يقو على النظر في عيني ملك ,
و هي تسأله ان كان بخير , و قد صارت تجيد قراءه تعابير وجهه .

لن يستطيع الاستمرار في تبرير فعلته , و لن يضمن ألا ينهار و يعترف لها بكل ما حصل .




" عد بنا الى وسط المدينة "

أمر ابراهيم الذي فاجأه الأمر , و لكنه عاد و استدار كما طلب منه ,

لكن بدل أن يقصد الشركة مجددا , طلب منه علي أن ينزله على الكرنيش ,
يريد بعض الوقت للانفراد بنفسه .



ترك علي سترته في السيارة و أرخى ربطة عنقه , كان يشعر بالاختناق حتى أنه فك الأزرار العلوية لقميصه ,
دون مراعاة لهيأته التي لطالما اهتم بها ,


مشى لوقت طويل على طول الكرنيش , واضعا يده في جيبه و غارقا في أفكاره ,
في النهاية وجد كرسيا جلس عليه , محدقا في البحر بنظرة تائهة .



" ماذا عليك أن تفعل الآن علي ؟
كيف يمكن أن تصلح ما قمت بافساده بجنونك ؟ "


كانت الأسئلة كثيرة و اجاباتها شبه مستحيلة

غرس بعدها علي وجهه بين كفيه بيأس , و بقي مكانه لا يحرك ساكنا .



بعد مرور ثلاث ساعات , رن هاتفه و كان كريم , فتح علي الخط دون أن يقول حرفا


" هل أنت بخير ؟ "

سأله صديقه باهتمام و رد علي بصراحة

" ما رأيك ؟ "


كان صوته محبطا , و لم يعلق كريم بكلمة على حاله , فهو يعرف بأن علي يعيش أسوء لحظات حياته .



صمت كريم لثوان قبل أن يضيف

" أنا خلفك في السيارة , في حالة أردت المغادرة "



بعد أن أخبره ابراهيم أنه تركه في الطريق , كان كريم يشعر بالقلق الشديد على صديقه ,

لذلك ركب سيارته و سار على طول الكرنيش الى أن لمحه ,
و توقف خلفه لساعات الى أن غابت الشمس , منتظرا أن يهدأ و يقرر المغادرة .




ابتسم علي و استدار لرؤيته , حيث شعر بالراحة لوجود شخص يهتم لأمره

" طيب انتظر أنا قادم "



بعدما ركب علي السيارة , أسند رأسه مباشرة على الكرسي , و أغمض عينيه و قد بدا منهكا جدا

" خذني الى الفندق "

كان كل ما قاله قبل أن يلتزم الصمت مجددا .




لم يجادله كريم بل اصطحبه كما طلب , صعد علي بعدها الى جناحه مباشرة ,
اتجه الى الحمام و أخذ دشا ,


ثم استلقى على فراشه يغمض عينيه , و لا يحرك ساكنا و كأنه تمثال ,
بعد مدة فتحهما و حدق الى المكان الفارغ من سريره ,



تذكر علي حينما كانت ملك , ذلك اليوم مستلقية هناك , لم ير وجهها في البداية ,
حتى أنه اعتقد أنها أجنبية , بسبب لون شعرها الفاتح ,


تذكر كيف اعتقدت أنه والدتها , و كيف أصيبت بالذعر حينما رأته , و ركضت في الاتجاه الآخر لتفر منه ,


تذكر كيف وقفت بملامح مرتعبة , تلاصق الحائط و تحاول تعديل منامتها ,
و كيف خرجت راكضة الى خارج الغرفة , و هي حافية القدمين بعد أن هددها .



تنهد علي بعمق و قد أدرك الآن فقط , أن الأمر كان واضحا منذ البداية , و أن هوسه و وسواسه هو من صور له ما حصل ,

فردة فعلها ليلتها لم تكن توحي , بأنها دخلت عنوة الى هنا , أو أنها خططت للأمر من الأساس .



عاد علي بكثير من الندم الى الماضي القريب , فقط لو عرفها بمقدار ضئيل , ما كان ألقى عليها التهمة جزافا ,
ما كان اعتقد خطأ أنها اقتحمت جناحه لاغوائه , أو الاستيلاء على أغراضه ,



كان عرف أن نظرة الارتباك و البراءة في عينيها كانت حقيقية , و أنها غادرت في الرابعة صباحا , ليس لأنها تفر من مسرح الجريمة , و لكنها كانت تشعر بالرعب من اعتدائه عليها .




وضع علي ذراعه على عينيه , و هو يتذكر كيف أنها كانت تنام , هناك كطفلة بكل هدوء و سكينة ,
و هو من عكر صفوها بجنونه و تسلطه ,


تنهد علي مجددا و الألم يعتصر قلبه , بعدما أدرك للمرة الألف ,
أنه بالغ حينها في ردة فعله , و أنه أخطأ في تقدير الأمور .



دون أن يتناول شيئا , و دون حتى أن يدرك الأمر , غط علي في نوم عميق متململ ,
تجتاحه الكوابيس بعد ساعات من التأمل و جلد الذات .



" أنا أكرهك أكرهك , لن أبقى معك أبدا ,
تستحق المعاناة في الجحيم أيها المجرم ,

ستتعذب الى أن تموت , بسبب ما فعلته بي علي ,
و لن أسامحك "



كانت ملك تحدق اليه بوجه غاضب و عينين باكيتين ، ترتدي فستانا أبيض ملطخا بالدم ،
و تتراجع إلى الخلف لتفر منه .



مد علي يده يريد احتضانها ، لكنها كانت تبتعد تدريجيا

" أرجوك ملك أنا آسف ، ابق أرجوك "

حاول استدرار عطفها و اقناعها بالبقاء قربه دون جدوى


" و أنا لا أقبل أسفك , قلت بأنني أكرهك ، أبدا لن أسامحك علي أبدا "

صرخت في وجهه مجددا ، و هي ترمقه بكل حقد و كراهية ,



راقبها علي تبتعد عنه و تختفي وسط الظلام , ركض في كل الاتجاهات ليلاحقها ,
لكن لا أثر لها , و لم يبق الا صدى صوته المستجدي

" ملك , ملك حبيبتي , عودي أرجوك "

نادى بأعلى صوته بفزع لكن دون رد .



استفاق علي فجأة و جلس مكانه , كان العرق يغرق جسده و قلبه يدق بشدة ,
و كان هاتفه يرن دون توقف



" استغفر الله العظيم "

أخذ علي نفسا عميقا ، و أدرك أنه كان كابوسا سيئا , مرر يده على شعره و وجهه ثم فتح الخط ,

في الطرف الآخر , كان كريم يحاول الاطمئنان عليه , لم يكن مرتاحا لحاله بعدما أوصله مساءا ,


نهض علي بعدها يبحث عن كأس ماء , فقد جف ريقه و انقطعت أنفاسه , و لو استمر كابوسه لدقائق أخرى لأصيب بنوبة قلبية .


.
.
.



استمر الأمر على ما هو عليه لليومين التاليين , كان علي يلهي نفسه لدرجة الانهاك في عمله
ثم يعود لينام في الفندق كجثة هامدة ,

كانت الكوابيس تطارده و تقض مضجعه , و تجبره على أن يبقى مستيقظا لوقت متأخر ,
مما زاد في ارهاقه و معاناته , فقد كان كمن يفر من شيء ما يحاول القضاء عليه .



في البيت كانت الأمور أكثر هدوءا , فانشغال علي في أعماله , بعد عودته من سفراته كان أمرا معتادا ,
و كانت رنا هي الوحيدة , التي تحظى باتصال منه من وقت الى آخر .





في اليوم الثالث بينما كريم في طريقه , لجلب بعض الملفات من بيت علي , تلقى اتصالا من أسيل

" آسف حبيبتي أعرف أنني وعدتك , أن نخرج للتسوق لكنني مشغول جدا "


" لا بأس كيمو أنا أتفهم , اشتقت لك لذلك قررت الاتصال "


" و أنا أيضا اشتاق لك كثيرا , لكن أعدك أن أتفرغ غدا ان شاء الله لأصطحبك ,
أريد أن نقضي بعض الوقت سويا "

" أكيد أحب ذلك كثيرا كيمو , سآخذك الى محل جديد يصنع كعك شوكولا ممتاز ,
متأكدة أنك ستأكل منه هذه المرة "



كان كريم يقود و يحاول التركيز مع اتصال أسيل , قبل أن يقاطعهما اتصال على هاتفه الخاص ,
الذي لا يرن الا في المصائب ,


عبس كريم و التزم الصمت لثانيتين , قبل أن ينهي اتصاله الأول

" حسنا صولا حبيبتي , لدي اتصال عمل هام ,
سأعاود الاتصال بك لاحقا , اعتن بنفسك "


" حاضر كيمو اعتن بنفسك أنت أيضا "




أغلقت أسيل الخط من جهتها , و سرعان ما التقط كريم هاتفه الثاني ,

بمجرد أن سمع بضع كلمات من الطرف الآخر , حتى تجهم وجهه بشدة ليعلوه الاندهاش ,
داس الفرامل مباشرة , و قفل عائدا الى الشركة .



بعد نصف ساعة ولج كريم مكتب علي , الذي لم يغادر كرسيه , تماما كما تركه قبل انصرافه ,
و سرعان ما بادره بنبرة منزعجة


" علي هناك أخبار سيئة "


" ماذا هناك ؟ "


حدق علي ناحيته بملامح قلقة , معتقدا أن الأمر يخص بيته , حتى أنه قام من مكانه بتحفز ,
فكريم كان في طريقه الى هناك , أكيد حصلت مصيبة لتجعله يعود سريعا بكل هذا التوتر .



لكن كريم أجابه بكلمة واحدة

" سارة "


قلب علي عينيه تذمرا من سيرتها , التي تثير غضبه و عاد للجلوس الى مكتبه

" ماذا فعلت هذه المجنونة مجددا ,
أقسم سأخنقها بيدي هذه المرة "


هي هددته باحالة حياته الى جحيم , و هو قد يتوقع منها أية حركة متهورة ,

لكن كريم فاجأه حينما أخبره

" توفيت البارحة ليلا "



ظهرت الصدمة على وجه علي , فهذا آخر ما توقع سماعه

" يا الهي كريم , كيف ماتت ؟
لا تقل بأن لديك يدا في الأمر "


صديقه قال بأنه سيتصرف معها بنفسه , لكنه لم يتوقع أن يتخلص منها هكذا ,

لكن كريم سرعان ما نفى افتراضه

" لا , ليس بطريقة مباشرة "



تشوش تفكير علي أكثر , بسماع اجابته و سارع للاستفسار

" كيف ذلك ؟ "



جلس كريم أمامه على الكرسي و بادره


" حسنا أنا فتحت تحقيقا في خلفية تلك المرأة , بعدما حصل مع السيدة ملك ,
و قبل حتى أن يظهر موضوع الحاسوب "



هز علي رأسه ليحثه على الاسترسال , ليضيف كريم بنبرة جادة


" سابقا لم تثر أي شكوك لدي , لأنها كانت مجرد ممرضة للسيدة مريم ,
أنا حتى لم أتحر عن شخصيتها بعد دخولها الى بيتك ,

لكن قضية التخذير تلك كانت تشير الى وجود , الكثير من القاذورات المدفونة تحتها "



" بما أنها أتت عن طريق المشفى الخاص بي , لم أر ضرورة للبحث خلفها ,
كان ملف توظيفها نظيفا , و المدير بنفسه استقصى عن صحة شهاداتها , كما تعود مع كل عامليه "



أجاب علي على افتراضه , و أومأ كريم برأسه يوافقه

" أجل لكن ما قالته لم يكن الحقيقة كلها "


ظهرت لمحة توجس في عيني علي , الذي استعجل ما يريد قوله

" ماذا هناك كريم أنت تخيفني ؟ "



" صحيح أن شهاداتها كانت مطابقة , لكنها لم تأت الى هنا بعقد عمل , من المشفى الذي عملت فيه سابقا كما أوهمتنا ,
هي قدمت من بلدها في مجموعة فتيات زاك "




" من زاك هذا ؟ "

علي لا يتذكر أنه يعرف أحدا بهذا الاسم , لم يسبق أن سمع به , و سارع كريم لتبديد جهله


" أنت لا تعرفه هو لا يعمل في مجالنا , هو رجل أعمال روسي , يدير ملهى ليليا هنا بطريقة قانونية ,
لكن الأخبار تقول أنه ينشط , في مجال الدعارة و ترويج المخذرات , و حتى تجارة الأسلحة مع الكثير من الشبهات حوله ,


السلطات الأمنية المحلية و حتى العالمية , تحاول الايقاع به منذ مدة دون جدوى ,
هو محتاط جدا كثعلب ماكر , و سارة كانت من ضمن ارسالية , لصالحه قبل ثلاث سنوات "




علت ملامح الاستياء وجه علي بما سمعه

" يا الهي و ماذا بعد ؟ "

" عملت سارة لديه لشهرين , قبل أن تقدم على عمل بشهادتها و تغادر دائرته ,
لكنهما بقيا على علاقة حميمة كثنائي متعدد العلاقات "


قصد أنهما لم يكونا مرتبطين بطريقة ملتزمة , كل واحد فيهما كانت لديه الكثير من العلاقات ,
بمعرفة الآخر دون اعتراض أي علاقة مفتوحة .



ظهر الاشمئزاز على وجه علي , فما قاله كريم أجج نفوره من تلك المرأة , التي كانت تمثل طوال الوقت العفة و الطهارة ,

و استمر صديقه بالسرد

" كما قلت التحقيق الذي بدأته , قادنا ناحيته بطريقة شبه مؤكدة ,
كان هو من زود سارة بالمخذر الذي استخدمته ,

لكننا لم نكن سريين بما يكفي , و أطلقنا جرس انذاره بوجود من يحفر وراءه "

تحدث كريم عن مجموعته الخاصة للتحري , و التي تستخدم أساليب متطورة لاستقاء المعلومات .



" أعتقد أن الأمر أثار غضبه , لأن سارة بتهورها و حماقتها قادتنا اليه ,
و أعتقد أنها لم تخبره حقيقة , سبب طلبها لذلك المخذر بالذات ,

فاستحقت العقاب بالتصفية على طريقة العصابات ,
كما أنه أرادنا أن نفهم أن لا علاقة له بما حدث , و كانت جثتها بمثابة الترضية التي ستبعدنا عن طريقه "


اختتم كريم ما أراد قوله لعلي الذي سارع للاستفسار

" هل كان هو من قتلها ؟ "



" أجل على الأرجح ,
و جعل موتها يبدو كعملية انتحار بجرعة زائدة من المخذر ,

لكن التحريات التي تقودها الشرطة , و أول نتائج تحاليل الطب الشرعي ,
تقول أن مادة سامة كانت مخلوطة مع الجرعة , و هي من تسبب في وفاتها فورا ,
و كما أخبرتك الآثار تقود الى زاك دون دلائل دامغة "




اتسعت عينا علي عن آخرهما , و سأل بنبرة مرتجفة

" لا تقل لي أنها كانت تتعاطى و هي داخل بيتي ؟ "



أومأ كريم بالايجاب ليثير غضب علي

" يا الهي تلك السافلة ,
كيف تمكنت من خداعي طوال هذه الفترة ؟ "


فلولا ما حصل مع ملك و كشفها لنفسها , لظلت ممرضة لمريم لسنوات أخرى ,
و لبقي يعتقد أنها امرأة بامكانه الوثوق فيها




" و أين وجدوها بالضبط ؟ "

سأل علي فبعدما هددته سارة يومها هنا , حاول كريم تعزيز المراقبة عليها ,
لاحباط أية محاولات أذية من طرفها ,

ليكتشف أنها غادرت الشقة نهائيا مع أغراضها , فأطلق بحثا عنها قبل أن تأتيه أخبار ,
عن مقتلها في شقة صديق لها



" تقيم مع صديقها الحميم , الذي ألقي عليه القبض , للاشتباه في تورطه في مقتلها ,
و هو مرشد سياحي في شركة معروفة ,

لكنه قال بكل بساطة أنها كانت مدمنة , و أنه نصحها عدة مرات للاقلاع , لكنها لم تستمع ,

هو أحد رجال زاك بالمناسبة , و سيطلق سراحه بكفالة قريبا "



حك علي جبينه بتوتر واضح , فما قاله كريم شبهة كبيرة بالنسبة له ,
تزج باسمه و أعماله في مستنقع الاشاعات ,



قبل أن يسترعي صديقه انتباهه مجددا

" الأهم من كل هذا , هناك محققين في طريقهما الى هنا الآن لاستجوابك ,

رجالي قالوا أنهم يريدون استسقاء معلومات أكثر , عن حياة سارة سابقا دون أية اشتباهات ,

و الآن ركز معي لنتفق عما يجب قوله أمامهما , لا أريدك أن تثير أي شكوك ناحيتك ,
و أهم شيء لا تجعلهما يعرفان عن الضغينة التي بينكما "



ما ان اتفق الرجلان على ما يجب قوله , حتى دقت السكريتيرة الباب عليهما , لتعلم علي بوجود محققين , يريدان استجوابه في تحقيق رسمي ,

أشار لها علي بالايجاب قبل أن يقوم كريم

" سأقصد البيت لاحضار الملفات "

" طيب "



غادر كريم تحت أنظار الرجلين , اللذين ما لبث علي أن استقبلهما أمامه على مكتبه ,
بعد أن عرفا عن نفسيهما بادراه بالسؤال

" متى آخر مرة شاهدت المدعوة سارة بيلينسكي ؟ "

حاول علي أن يبدو هادئا , و ألا علم له بما يجري

" قبل ثلاثة أيام على ما أتذكر ,
لماذا هل حصلت مشكلة ؟ "



حدق المحققين الى بعضهما قبل أن يجيبه أحدهما

" وجدت ميتة البارحة مساءا في شقة صديقها "


تظاهر علي بالصدمة , و سألهما بجدية كبيرة

" كيف ميتة و أين ؟
ألم تغادر المدينة للعودة الى بلادها ؟ "



نفى المحقق افتراضه و سأل ما جاء من أجله

" لا كما أخبرتك و نحن نحقق في وفاتها ,
لذلك أريدك أن تخبرني ما علاقتك بالضحية ؟ "



عبس علي لتلميحه المقصود و سارع لنفيه

" سارة مجرد ممرضة خاصة لزوجتي منذ سنتين ,
صحيح أنها كانت تقيم بطريقة متقطعة في بيتي , لكن ما بيننا مجرد علاقة عمل رسمية "

" و لم غادرت بيتك اذا ؟ "



" لا أعرف , قبل عشرة أيام تقريبا , قالت أنها تريد اجازة قصيرة لأنها متعبة ,

فسمحت لها بأخذها , و استدعيت ممرضة مؤقتة الى حين عودتها ,
كما قلت مجرد عاملة لدي لا أكثر "


أجاب علي بمنتهى السلاسة على سؤاله المفخخ , الذي أوصله الى ما يريد قوله منذ البداية


" و هل السيد علي يزور عماله في شققهم الخاصة ؟ "

سأل الرجل مشيرا الى اليوم , الذي ذهب فيه علي من أجل مواجهة معها ,
لم يعرف أن الأمر سيورطه , لكنه أجاب مجددا بمنتهى الرصانة


" كما أخبرتك هي طلبت اجازة مفاجئة , و أخذت معها بعض التحاليل الخاصة بزوجتي ,

و لأنها لم تتصل و لم تعد كما قالت , قصدت شقتها لاستعادتها ,
بامكانك سؤال طبيب زوجتي الخاص "



كريم كان متأكدا أنهم مشطوا تسجيلات البناية , للأيام التي سبقت الحادثة , و عرفوا عن زيارة علي لها ,

فاستبق الاتهام بهذه الحجة , لأن شقة سارة تحوي بالفعل , الكثير من الأوراق التي تخص صحة مريم ,
و التي كانت تنقلها من و الى دكتور جلال , و سيبدو الأمر منطقيا جدا .




" حسنا هل يمكن أن نعرف عما دار حديثكما يومها , و كيف بدت الضحية ؟ "



هز علي كتفيه بلامبالاة قبل أن يرد

" لا شيء معين سلمتني الأوراق , و قالت أنها تريد اجازة لمدة أطول ,
لأنها تفكر في زيارة عائلتها ,

أعتقد أنها بدت مكتئبة و محبطة , و أنا سمحت لها بذلك , و غادرت بعد عشرين دقيقة على الأكثر

بعدها سافرت الى ايطاليا من أجل عملي , و في اليوم الموالي لعودتي , تفاجأت بها تأتي هنا دون موعد ,
لتقول بأن موعد رحلتها ليلا , و أنها جاءت تريد توديعي ,

حتى أنني جعلت نائبي يؤكد على حجزها ,
لذلك اعتقدت أنها غادرت بالفعل , و لم أتصل بها أبدا "



قال علي كل ما في جعبته , مختصرا الطريق على أسئلة الرجل المزعجة ,
لولا أنه تحقيق رسمي ما كان استقبلهما ,

و قد صار يمقت تلك المنحرفة أكثر , لأنها أجبرته على الكذب بهذه الطريقة لانقاذ سمعته .



" سؤال أخير , كيف كانت تصرفات القتيلة في بيتك ؟ "


" عادية تقوم بعملها بتفان , و الا ما أبقيتها طوال تلك الفترة ,
أما حياتها الشخصية فلا صلة لي بها , و لا حكم لي عليها "


" حسنا شكرا لك سيدي لتعاونك , و نعتذر عن الاقتطاع من وقتك الثمين "


" على الرحب , صحبتكما السلامة "


غادر بعدها المحققان بصحبة ليلى , و أخذ علي نفسا عميقا ,
بعدما كاد يتورط في أمر لا فكرة لديه عنه , و قد شعر بالراحة لأن سارة , أخذت جزاءها بعيدا عنه .


.
.
.




بعد مغادرة مكتب علي قصد كريم البيت , لاستعادة بعض الأوراق من مكتبه الخاص ,
بمجرد دخوله التقته ملك

" صباح الخير كريم كيف حالك ؟ "



أجاب كريم دون أية تعابير على وجهه

" صباح الخير سيدتي , أنا بخير شكرا لك "



" ألا تحتاج أية مساعدة في التحضيرات للخطوبة ؟ "

عرضت ملك بصدر رحب المساعدة



" شكرا لك سيدتي , لكنني رتبت لكل شيء بالفعل ,
سيكون احتفالا محدودا ، أنا أوفرك لتحضيرات العرس "


أجابها كريم بنبرته الروبوتية التي اعتادتها ,
و ابتسمت ملك دون أن تدرك , أنها قد لا تكون حاضرة حينذاك , و لكنها كانت سعيدة لأنه فكر في ذلك .



صمتت بعدها لدقائق تراقبه , فيما كريم يبحث عن ملفات محددة ,
بادرته ملك بعد لحظات من التردد

" كريم هل علي مسافر ؟ "



رفع كريم رأسه ناحيتها و أجاب

" لا سيدتي هو هنا "



" آه اذا هو مشغول جدا ؟ "

" أجل سيدتي , هناك الكثير من العمل "

أجاب كريم محاولا التغطية , على حالة اليأس التي يعيشها صديقه ثم أضاف

" هل تحتاجين شيئا سيدتي ؟ "



تفاجأت ملك للسؤال

" ها لا لا شيء , فقط رنا كانت تسأل عنه باستمرار ,
ثم هو بدا متعبا جدا مؤخرا ، بعد تلك الرحلة الى ايطاليا "



حدق كريم قليلا اليها بتمعن قبل أن يجيبها

" هو بخير سيدتي لا تقلقي "



بسماع ما قاله , أدركت ملك أنها أظهرت اهتماما بشؤون علي , أكثر مما يجب و سارعت للانسحاب

" لا لست قلقة , سألت فقط لمجرد السؤال , عن اذنك "



ثم غادرت تاركة اياه وحده , فقد أحرجتها كلمات كريم التي قالها ,
هي لا تريد أن تبدو قلقة على علي , من تكون لتفعل ذلك و تهتم لأمره ,

لا صفة لها لتحشر أنفها في شؤونه ، ما بينهما مجرد علاقة صداقة حديثة لا أكثر ,
آخر شيء تريده أن يعتقد علي أنها تتجسس عليه .



التعليق فاجأ ملك صحيح ، لكن كريم قاله عن قصد , أراد رؤية ردة فعلها و حصل على مبتغاه .

.
.
.



في المكتب

" تفضل الأوراق التي طلبتها "

وضع كريم الملفات أمام علي , الذي كان غارقا في عمله


" شكرا ضعها عندك "

أجاب علي دون أن يرفع عينيه عن حاسوبه و بادره كريم

" كيف سار التحقيق ؟ "


" بخير على ما أعتقد , أجبت على الأسئلة كما اتفقنا ,
لا أعتقد أنهم سيزعجونني مجددا "


كان علي يزال مستاءا مما عرفه من معلومات , لكن حاله النفسية لم تسمح له بالتأثر أكثر مما فعل ,
و استمر في استكمال عمله بكل تركيز .



وقف كريم مكانه مقابله قليلا , قبل أن يضيف بنبرة جادة

" السيدة ملك سألت عنك "



توقف علي عن الطباعة , و رفع رأسه ناحية كريم , و الاستغراب باد في عينيه

" هل تحتاج شيئا ؟ "




لكن رد كريم شوشه أكثر

" لا سألت فقط , قالت أنك بدوت متعبا مؤخرا ,
بدت قلقة على حالك "


أراد كريم من علي أن ينهي فترة اعتكافه , فهي لن تغير في الأمر شيئا ,
يريده أن يعود لبيته و عائلته , بدل البقاء في الفندق ,

هو يحب ملك و عليه عدم التأثر بما اكتشفه , و الا سيفسد العلاقة بيديه ,
لذلك فكر بأن ايصال اهتمام ملك به , سيحثه على العودة الى حياته .



حدق علي اليه قليلا , كانت نظرة جدية رغم طيف الابتسامة , الذي ظهر على جانب فمه

" حسنا فهمت "




حينما هم كريم بالخروج استوقفه علي مجددا

" كريم ؟ "

" نعم "



تمالك علي نفسه , و أجاب في جملة واحدة

" اتصل بالمحامي , أطلب منه الغاء حظر سفر ملك , و أن يستعيد جواز سفرها ,

و احجز لها على أول رحلة , لتعود بعد خطبتك مباشرة "




عبس كريم و كأنه لم يفهم شيئا , لكنه يستفسر عن أمر مباشر من علي ,
لأول مرة في حياته , ليس لأنه يشعر بالفضول , و لكن لأنه يعارض ذلك

" هل ستدع السيدة ملك ترحل ؟ "



هز علي رأسه بالايجاب و أشاح بنظره , لا يريد لكريم أن يرى الألم في عينيه

" أجل عليها ذلك "


" لكن ألم يكن ينبغي أن تبقى لمدة أطول ؟ "

قال متسائلا عما حل باتفاق السنة



" كان ذلك سابقا , الآن لا سبب لبقائها أكثر "

أجاب علي متصنعا الهدوء




" ألا تريد أن ترافقها ؟ هل أحجز لك معها ؟ "


هز علي رأسه نافيا , دون أن يشيح عينيه عن الشاشة أمامه

" لا , ستغادر وحدها "




كان اكتشاف الحقيقة ذلك اليوم من سارة , بمثابة الصفعة التي جعلت علي يستفيق من غياهب جنونه ,
التي صورت له أن من حقه اخفاء براءتها عنها , حتى يقرر هو الوقت المناسب ,

مدة الشهر التي طلبها لم تكن من حقه أبدا , ليس و صاحبة الشأن مجبرة , على البقاء تحت سقف بيته ,



هو أدرك أنه لم يخطئ مسبقا فحسب , و لكنه يصر على التمادي بأنانية ,
في جعل ملك ترضخ لما يريده قلبه , و يحاول اخضاعها و لو بالقوة للتجاوب معه ,


اكتشف علي أن ليس من حقه , الضغط عليها ببطاقة حريتها ان أراد قلبها ,
من حقها أن تعرف بأمر براءتها , و تختار الرحيل أو البقاء ,


لكن ليس قبل أن يقوم بالاعتذار بطريقة ملائمة , و يعرض تعويضا يرضي قلبها ,
ليفكر لاحقا كيف يبني علاقة سوية بينهما .



أيقن علي أن ملك لحد الساعة , لا تراه الا كمجرد رجل وعدها لتحقيق حريتها ,
ربما تحترمه تقدره و تثق به لكنها لا تحبه ,


و هو استغل ثقتها محاولا التسلل الى مشاعرها , التي لا يبدو أنها تتعدى مجرد اهتمام اتجاهه ,
تماما كفاطمة أو صالح او حتى كريم .


فكان قرار اطلاق سراحها , و ترك مساحة لها لترتيب حياتها أسلم قرار ,
لكنه لن يستطيع مرافقتها , فسيكون شرحها لما حصل أكثر سلاسة في غيابه ,

كما أن وجوده قد يؤزم وضعها مع والديها , خاصة أنها صرحت له في آخر حوار بينهما ,
أنها لا تريد البقاء على اتصال به لاحقا .



اختيارات علي لم تكن كثيرة في هذا الخصوص , فمرافقتها و تركها هناك و العودة , سيكون بمثابة حكم اعدام له ,

كما أن اعادتها معه ستكون صعبة جدا , كيف لا و هي لن تختاره أبدا على حضن عائلتها ,

خاصة أنه لا يجد الشجاعة لحد الساعة للادلاء بمشاعره , أو ربما لأنه يخاف رفضا صار يراه قطعيا ,


لذلك قرر منح نفسه و منحها بعض الوقت , و هو سيحاول استعادتها حينما يكون اختيارها حرا بالكامل .





قطع عليه كريم عاصفة تفكيره , تقدم خطوتين راجعا ناحية صديقه , و أبدى مزيدا من الاعتراض

" لكن أنت ..؟ "



قاطعه علي و كأنه على وشك الانهيار , و حدق الى صديقه بعينين مترجيتين

" أرجوك كريم لا أريد أن أعيد ما قلته , هذا القرار الصائب الوحيد الذي فكرت فيه لأيام ,
نفذه لو سمحت في أقرب وقت "



علي لا يريد وقتا لمراجعة الحسابات , لأنه قد يضعف و لا يدعها تغادر أبدا , و هذا خطأ آخر قد يدفع ثمنه غاليا .



فهم كريم أخيرا أن فترة الثلاثة أيام لم تكن هروبا , و انما كانت للتفكير المعمق ,
بحثا عن قرار صائب و عادل بعيدا عن الضغوطات .


بدا تألم علي من قراره هذا على ملامحه , و لكنه لا يدع سبيلا للتراجع ,


بما أنه ترك الأمر بيد كريم , فستكون مسألة أيام معدودة ,
قبل أن تكون ملك على أول طائرة ، عائدة الى بلدها و عائلتها .

.
.
.



في مساء ذلك اليوم , عاد علي الى بيته , و قد سكن قلبه قليلا ,
ربما لأنه اتخذ القرار الحكيم الذي يريحه ,

أخيرا سينتهي هذا الشعور بالذنب , أخيرا ستنتهي معاناة ملك , التي كانت تعذبه هو الآخر .



جلس علي داخل مكتبه , يكمل بعض الأوراق قبل العشاء , دقت ملك الباب و دخلت عليه بهدوء



" مساء الخير "

ألقت التحية و أجابها علي دون أن يرفع رأسه , هو لا يضمن ألا ينهار تحت نظراتها ,
و يعترف بما يحاول اخفاءه عنها ,


هو كان محتارا في اخبارها الحقيقة من عدمها , لكنه اكتشف أنها لا تعرف حتى ,
عما كان يدور كل ذلك ,

لذلك قرر التغاضي عن اخبارها و تجاهل الأمر , الأهم في نهاية المطاف , أنها ستحصل على مرادها بالمغادرة من هنا .




ساد الصمت المكتب لدقائق علي يتظاهر بانشغاله , و ملك تقف مكانها لا تقول شيئا منتظرة تفرغه ,

الى أن قطع هو تأملها بصوته الدافئ

" هل تحتاجين شيئا ؟ "



" أجل , لكن هل أنت بخير ؟ "

سألته بنبرة قلق واضحة .



رفع علي رأسه ناحيتها , و حدق الى وجهها لأول مرة منذ أيام , بنظرة متمعنة و قد اشتاق لها كثيرا ,
بعد أن فاجأه سؤالها عنه و هز قلبه , لكنه كان يحاول أن يبدو هادئا دائما أمامها

" أجل , هل يبدو أنني مريض ؟ "



قطبت ملك جبينها باستغراب , و هي لا تعرف لم تتغير شخصية هذا الرجل كالحرباء ,

فبعدما كان باردا و مجنونا , تحول الى مشاغب دافيء , و الآن يبدو مكتئبا محبطا ,
كمن يقيم حدادا على عزيز فقده ,


لكنها لم تتطرق الى ذلك و أجابت ببساطة

" تبدو شاحبا و متعبا "



بقي علي يحدق ناحيتها بعينيه الباردتين , اللتين ظهرت فيهما لمعة حنان و دفء غريبين ,
بسبب اهتمام ملك غير المتوقع ,


و لكنه لن يفقد رباطة جأشه الآن , ان هو قام من مكانه لا يضمن , ما الذي سيقدم على فعله ,
لذلك اكتفى بالابتسام بهدوء و أجاب

" أنا بخير , ضغط العمل فحسب "



شعرت ملك أن تيارا مر على جسدها برؤية هذه الابتسامة , حتى أنها نسيت لم أتت الى هنا ,
حتى ذكرها علي مجددا

" مالذي تحتاجينه ؟ "



ارتبكت ملك قليلا , و قد تذكرت سبب دخولها الى هنا , ابتلعت ريقها و بدأت تلاعب أصابعها ,
قبل أن ترد عليه بنبرة محرجة

" احمم , أردت أن أسألك عن الخاتم الذي ابتعته ذلك اليوم ,
هل مازلت تحتفظ به ؟ "



فاجأه السؤال و أجاب بتردد

" أجل "


" هل يمكن أن أستعيره يوم خطبة كريم ؟ "

سارعت ملك لطرح طلبها و فهم علي مقصدها .



هي لا تريد أن يتكرر ما حدث في المطعم يوم العشاء , بسبب عدم ارتدائها لخاتم كما طلب ,
رغم أن علي قدمها كزوجة له , الا أن ذلك الرجل لم يتردد في التحرش بها ,


طبعا ملك لا تتوقع أن يحصل , شيء مماثل في بيت أسيل ,
لكنها لا تريد أن تتسبب في موقف محرج آخر لعلي , خاصة أنهم يعرفون أنها زوجته .



" أكيد لحظة "

أجاب علي و قام دون تردد , متجها الى خزنة مكتبه و الغبطة تملأ قلبه ,
فلأول مرة تطلب ملك شيئا من أجلها , لكنها استوقفته بعد خطوتين لتضيف



" ليس الآن , سآخذه يوم الخطبة و سأعيده بعدها مباشرة "

قالت و أحبطت بعض الأمل , الذي شعر به قبل قليل .




توقف علي مكانه و حدق ناحيتها , بانزعاج من تعليقها ليقول ما يفكر فيه

" أنا لا أحتاجه اشتريته من أجلك , بامكانك الاحتفاظ به "



" لا لا داعي , أنا أيضا لا أحتاجه ,
بامكانك استعادته أو اعطاؤه لشخص آخر "

سارعت ملك للرفض كعادتها



استاء علي فجأة و رد بنبرة حادة

" هل أبدو لك رجلا يتجول مهديا خواتم لكل امرأة تقابله ؟

أو ربما أبدو لك رجلا يهدي امرأة , شيئا لبسته امرأة أخرى ؟ "


بدا علي و كأنه على وشك الغضب , و لكن ما حصل في الأيام الماضية ,
لا يزال يؤثر على مزاجه بطريقة سلبية .



صدمت كلماته ملك التي اتسعت عيناها , و قد فهمت قصده عن أن الأشياء , التي أعطاها اياها هي لها خصيصا ,

لم يسبق لأحد أن استعملها , و لن يستعملها غيرها حتى لو رماها .



شعرت ملك بمزيد من الارتباك , و لم تجد ما تقوله غير الانسحاب ,
الذي أصبحت تجيده في كل مرة

" أنا أستأذن أشعر بالنعاس , تصبح على خير "




لم يتسن لعلي حتى ايقافها و تدارك موقفه , الذي أبداه في لحظة استياء

" جيد علي أحسنت , هي الآن لن تتناول حتى عشاءها "



مسح علي وجهه بكفيه و لام نفسه , فقد بلغ حد اليأس من تجاوبها معه ,
و تغيير تفكيرها اتجاهه , هو لا يملك أي أساس ينطلق منه في مساعيه ,

فمجرد التلميح لأي أمر يخص , مشاعره ناحيتها أو تقديره لها , يجعلها تذعر و تفر من أمامه .


أدرك علي أن ملك لم تتوقف يوما , عن الخوف من قربه أو لمسته ,
لن يتوقع ردة فعلها ان هو اعترف بمشاعره صراحة , قد لا يرى وجهها مجددا .



الآن هو أصبح متأكدا أكثر , من أن قرار رحيلها هو الأنسب , هو سيعيد لها حياتها و حريتها ,
و بعدها سيحاول استعادتها ان أمكن , ابقاؤها هنا لا يثمر عن أي تقدم ,


بعدها ان هي رفضته هو لن يصر , لن يستمر في التعلق بامرأة لا تشعر ناحيته بشيء ,
ما يفعله تعذيب نفسي و محاولة انتحار .



في المقابل قصدت ملك غرفتها و مشاعرها مختلطة , صحيح أن علي لم يعد ذلك الرجل المتسلط , الذي قابلته أول مرة , و قد أصبح أكثر دفئا و مراعاة ,

لكن يخيل لها أحيانا أنه يريد التقرب منها , و يرسل اشارات بالاعجاب و التودد تشوش فكرها ,
و عينيه تقولان أمورا لا تقو على فهمها .




لكنها ترجع الأمر دائما الى امتنانه , بسبب ما تفعله مع عائلته من جهة , و شعوره بالندم و محاولة التعويض من جهة أخرى ,

لن يبدو معقولا أن الرجل , الذي قال عنها منحرفة قبل أشهر , يحاول التودد اليها أو اقامة علاقة معها ,

على الأقل ليس رجلا بشخصية ، أنفة و كبر نفس علي ، الذي لا يغير مواقفه و لو قتلوه .



رغم محاولة ملك العثور , على تبريرات منطقية لما يحصل , الا أن قلبها يستجيب بطريقة غريبة جدا لتصرفاته ,
لم تتعود عليها مع أي رجل آخر , و قد بدأ الأمر يخيفها فعلا .

.
.
.



بعد العشاء قصد علي غرفة مريم , التي لم يرها هي الأخرى لأيام , و كانت نائمة حين وصوله
هي لا تشتكي حتى , فقد تعودت أن يغيب بسبب عمله ,



بعد السلام و السؤال عن الأحوال , جلس الى جانبها على السرير , و أمسك يدها بلطف قبل أن يبادرها

" أريد أن أخبرك بأمرين "



ابتسمت مريم له و سألته

" ماذا ؟ "



تريث علي قليلا ثم أجاب

" أولا كريم دعا ملك لأجل أن ترافقنا الى خطبته , تعلمين هو لا يملك غيرنا و هي وافقت "

هو لا يريدها أن تعرف عن طريق شخص آخر , احتراما لمشاعرها على الأقل .




ابتسمت مريم مجددا و أجابت

" حسنا لا بأس مبروك له ,
لا أرى أية مشكلة "



استغرب علي ردة فعلها , فقد كان واضحا أن ملك ستحضر , على أساس أنها زوجته ,
كان يعتقد أن مريم ستشعر بالغيرة و الغضب , لأنها غير مدعوة لكنها فاجأته .



هز علي رأسه برضا و أضاف

" طيب بالنسبة للأمر الثاني , أردت اخبارك أن ملك ستغادر خلال أيام "



اختفت ابتسامة مريم فجأة , لتعبس ملامحها و يشحب وجهها , و كأنها أصيبت بالذعر لسماع الخبر ,
مما أدهش علي أكثر , فقد اعتقد أن الخبر سيفرحها و يريحها



" تغادر الى أين ؟ "

سألت مريم بصوت مستاء , و اعتدلت في جلستها



" الى بلدها "

أجابها علي بكل حذر



" لم ستغادر هكذا ؟ ألم تقل أنها ستبقى هنا حاليا ؟
ثم هي زوجتك هل ستنفصلان ؟ "

اعترضت مريم بنبرة أكثر حدة و امتعاضا .



تفاجأ علي أكثر فقد ظن أن ذلك سيريحها , خاصة أنها انزعجت كثيرا ,
حينما علمت نوع العلاقة بينهما , لم يتوقع أن تقول ما قالته و تمانع رحيلها .



لكنه أجاب بكل صدق

" أجل سننفصل على الأرجح ,
ثم أنا لم أقل أنها ستبقى , قلت أنها هنا مؤقتا لظروف خاصة ,

و قد انقضت و عليها الرحيل , هي لديها عائلتها و مستقبلها في انتظارها ,
لا يمكنها البقاء هنا الى الأبد "



توترت مريم أكثر و بدأت يداها بالارتجاف , قبل أن تعترض صراحة هذه المرة

" لا لا يمكنها الرحيل , عليها أن تبقى هنا ,
و أنت لم تدعها ترحل ألا تحبها ؟ "



صدم علي لما قالته زوجته , و ظهر التشوش على ملامحه , فلم يكن أبدا ما توقع سماعه ,

لكن مريم التي تجاوزت الغيرة منذ زمن طويل , أدركت أن بقاء ملك هو الأفضل لعائلتها ,

صحيح ستكون أنانية منها , و لكنها تريد أما حقيقية لرنا , و لم لا زوجة حقيقية لعلي ,



هي امرأة عاقلة تعرف أنها لن تعيش مطولا , تعلم جيدا ألا أحد سيعتني برنا أفضل من ملك ,

و تدرك جيدا مقدار المشاعر , التي يحملها علي لملك , حتى و لو حاول انكارها ,
و هي ستستغل الوضع لتنفيذ ما تريده .



ضمها علي محاولا تهدئتها

" اهدئي حبيبتي , بيني و بين ملك لا يوجد شيء و لن يوجد مستقبلا ,
و كما قلت حان موعد رحيلها ,

أنا أعرف أنك حساسة جدا للفراق , و لم أرد أن تفاجئي للأمر لاحقا ,
لذلك ها أنا أخبرك "



أنكر علي ببراعة ما افترضته مريم , التي حدقت اليه بامعان , و رفضت انهاء الموضوع لتسأله

" كيف تزوجتما ؟ "



السؤال الآن يفرض نفسه , اذا لم يكن هناك مشاعر بينهما ,
لم تزوجا من الأساس ؟

و لم ترحل ملك الآن , لم ليس سابقا ؟

لطالما برر علي ذلك بوصف ظروف خاصة , لكن مريم لن تتنازل عن معرفة التفاصيل مجددا ,
ليس و مستقبل ابنتها على المحك .





أطرق علي رأسه بحيرة , و لم يجد مفرا من مصارحة مريم

" حسنا سأخبرك , لكن لا أريدك أن تنزعجي أو تحزني "



بعدها سرد علي على مريم كل ما حصل , و أوصل ملك الى هنا بكل تفاصيله ,

كيف أساء الظن بها , و كيف احتال عليها لتوقيع عقد الزواج ,
و مسألة حظر السفر و القضية , و اتفاقهما على بقائها لسنة كاملة ,

أخبرها علي كل شيء دون تحفظ , فلطالما كانت مريم كاتمة أسراره و مستشاره الاجتماعي .





وضعت مريم يدها على فمها , و نزلت دمعتين من عينيها ,
فقد صدمها ما قاله علي , و لم تصدق ما سمعته بأذنيها , فهي لطالما اعتقدت أن عبارة


" ظروف خاصة "

قد تعني أنه أخطأ معها في لحظة ضعف مثلا , و قرر اصلاح خطئه بالزواج منها ,
أو أن أحدهم أثار فضيحة عن علاقتهما , فاضطر للرضوخ الى ابتزازها ,

حتى أنها كانت تنتظر في وقت ما , أن تعلن ملك حملها لطفله مثلا , أو شيئا من هذا القبيل .



رغم أن معاشرتها لملك و معرفتها بها , كانت كل يوم تنفي هذه الشكوك السيئة ,
الا أنها اعتبرت الأمر قد يكون حصل , في لحظة ضعف فالبشر يخطؤون ,


و هي لم ترد سماع علي يقول ذلك أمامها , لذلك لم تجرؤ على الالحاح في السؤال ,

لكنها توقعت كل شيء الا هذا .


لتخاطبه بنبرة مرتجفة باكية

" يا الهي علي هل جننت , كيف أمكنك فعل ذلك ؟ "



كان علي يلتزم الصمت , فهو يشعر بالفعل بندم غامر ,
و زادت مريم الطين بلة , و حاول شرح موقفه الحالي


" أعلم أنه كان قرارا غبيا في ساعة غضب ,
لكن أنا متأكد الآن أنها لم تفعل ذلك , و بالتالي عليها أن ترحل "





لكن مريم لم تتوقف عن معاتبته

" بربك علي ألم يعد بامكانك قراءة الناس ؟

واضح أن ملك لا علاقة لها بالأمر ,

هي معي منذ أشهر لا تأخذ مني شيئا , مهما كان بسيطا و مهما تحايلت عليها ,

يا الهي أنا لم أكن لألومها لو آذتني أو آذت رنا ,

كان بامكانها الانتقام منك بأسوء طريقة , و لكنها لم تفعل ألا يعني لك ذلك شيئا ؟ "




زاد تأنيب مريم في عذاب علي , هو ندم لأنه لم يصارحها سابقا ,
ربما كانت أفادته أكثر مما فعل الآخرون


و أجاب باقتضاب

" الآن أنا أعلم , في البداية أنا لم أكن أعرفها بهذا القدر "



" هل وجدت الفاعل ؟ "

حدق اليها علي بتوجس و أجاب

" سارة "

شعرت مريم بالاحباط أكثر , هي تساءلت طوال الأيام الماضية , عن سبب فصلها و الآن فهمت لماذا ,
لكنها لم تشعر بالصدمة , فمبادئ سارة و أخلاقها لطالما كانت فضفاضة ,

و سارعت لتغيير الموضوع



" هل أخبرتها عن رحيلها ؟ "

سألت مريم بتوتر أكبر , و استغرب علي الوضع , هو لا يفهم لم يزعجها الخبر بدل أن يفرحها



" لا لم أخبرها بعد , لكن أخطط لأفعل ذلك قريبا "


كان علي يريد وقتا , و لو بسيطا لتجهيز نفسه , يريد الترتيب لاعلامها بطريقة مناسبة ,
و يتناقشا فيما يمكن حصوله مستقبلا .



صرخت مريم في وجهه و هي تمسك يده

" لا تخبرها أرجوك "

" لماذا ؟ "

" فقط لا تخبرها الآن , أجل الموضوع قليلا لو سمحت "

" لكن .. "

" لكن لا شيء , فقط أعطني بعض الوقت "



نظر ناحيتها علي بفضول

" لماذا ؟ "

" هذا أمر يخصني فقط عدني "

لم يجد علي مفرا من الانصياع , الى طلب مريم غير المفهوم

" حسنا أعدك فقط لا تتوتري , ليس جيدا لصحتك ,
سأؤجل اعلامها لأيام أخرى , هيا عليك أن تنامي "



بعد تهدئتها عدل علي غطاءها و قبلها على خدها

" تصبحين على خير "



أطفأ بعدها الأنوار و غادر الغرفة , و هو في حيرة من أمره ,

ردة فعل مريم غريبة جدا , هو لا يعرف ما الذي تفكر في قوله لملك ,
أو ما الذي تفكر في اقناعها بفعله ؟

لكنه وعدها بالتزام الصمت حاليا , الى أن تتحدث معها , لاحقا هو سيجد الوقت المناسب لاخبار ملك .




لم تذق مريم طعم النوم ليلتها , كانت تفكر فيم يجب , أن تقوله لملك لاقناعها بالبقاء ,
و قد أزم ما قاله علي وضعها , و أشهر فشل مساعيها قبل بدئها بما اقترفه ,


هي لا يمكنها البحث عن شخص آخر , ليس لديها القدرة أو الوقت لفعل ذلك ,
كما أنها تشك في أن تجد شخصا مثل ملك في حبها لرنا .








أولا أعتذر عن التأخير ,

ثانيا أحب اعلامكم بأنني سآخذ ثلاثة أيام راحة , لقاؤنا السبت ان شاء الله




😘💞💞






.......



ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-20, 11:29 PM   #1340

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة monyati مشاهدة المشاركة
شكرا جزيلا لك عزيزتي على المجهودات الجميلة والرواية الاكثر من رائعة، دمتي لنا سالمة و يديم لنا اناملك الذهبية و المبدعة😍😍😍😍.اختك مونية من المغرب الشقيق.


مرحبا بيك حبيبتي شرفتيني 💖💖🌹🌹🌹🌹🌹


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:11 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.