14-12-20, 10:25 PM | #1423 | |||||
| اقتباس:
✌😊 مع اني دائما اشاهد المحتوى ولا مرة قرات اسمي | |||||
14-12-20, 10:56 PM | #1425 | |||||||||||
نجم روايتي
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 82 ( الأعضاء 36 والزوار 46) موضى و راكان, أميرةالدموع, هانا مهدى, Just give me a reason, هدوء الصمت222, Kemojad, توتا احمد غ, hapyhanan, tota642000, Maha27, راء!, همس الضلال, الق الزمرد, بلانش, هدى الحسني, أسـتـر, سبحان اللة وبحمدة, Alzeer78, أم نسيم, ملك علي, هاجرر55, Narimano, ام ارومة, ملوكه*, برية انا, NoOoShy, منيتي رضاك, عمرااهل, غدنا, أمنيات بريئة, Hiba mohamed, بيسان الفنانه, مروة عز, نرمين ممدوح, غير عن كل البشر, Alaa_lole أسمك منور يا Narimano يا جميلة | |||||||||||
14-12-20, 10:56 PM | #1426 | ||||
| البارت الثاني بعد المائة فراق 💔 بعد العشاء وقف سالم يودع ضيوفه , الذين أصر على تناولهم الطعام في بيته , بعد انتهاء مراسم الخطبة , بانصراف العريس و مرافقيه , و فيما أسيل منهمكة في رفع الطاولة لتنظيف المطبخ , دنت منها زوجة والدها لتسألها بفضولها المعتاد " اذا لذلك الرجل زوجة أخرى فعلا ؟ " سألت بحيرة عن مريم , و قد اعتقدت لوقت طويل أنه يكذب بهذا الشأن , فقط حتى يتهرب من الارتباط بربيبتها لتجيبها أسيل بنبرة حزينة " أجل زوجته الأولى هي مريضة جدا " لم تكتف المرأة بهذا القدر الضئيل من المعلومات لتسترسل " و هل تعلم التي أتت قبل قليل بشأنها ؟ بدت قلقة جدا على ضرتها " قلبت أسيل عينيها تذمرا , بسبب تطفل المرأة المعهود , قبل أن ترد على تساؤلها علها تعتقها " أجل تعرفان بعضهما , حتى أنها طبيبتها الخاصة " مصمصت المرأة شفتيها بغل واضح , رفعت حاجبها باستنكار , و بدأت وصلتها الانتقادية " أرأيت أيتها الساذجة , عليك أن تتعلمي من مثيلاتها , أتت لمعالجة المرأة و انتهت بأخذ زوجها منها , تبدو ملامحها بريئة , لكنها مخادعة جدا لتقدم على ذلك " تنهدت أسيل باستياء من تلميحاتها المتشككة و أجابتها " هما تزوجا قبل أن تصبح طبيبتها " هذا ما أخبرها كريم دون تفاصيل أخرى , هو قال أن مريم و ملك صديقتين مقربتين , و أن علي ارتبط بملك , قبل أن تبدأ بالعناية بمريم . لكن الاجابة لم تكن شافية كما اعتقدت , لتضيف بطريقتها التهكمية , مستغلة انهماك أسيل في جمع الصحون المتسخة " غريب أمرها , لم أر امرأة في حياتي كلها تحب ضرتها هكذا , بدت و كأنها على وشك فقدان وعيها , بمجرد أن ذكر علي أمر وعكة زوجته لكن صراحة جيد أن والدك , لم يصر على تزويجك له , من الواضح أنه لم تكن لديك أية فرصة للسيطرة عليه , كان يبدو غارقا في حب الطبيبة , لم يشح بنظره عنها لثانية , و كأنها اختطفت عقله " تنهدت المرأة بحسد كبير ثم أضافت , و قد برقت عيناها مظهرة طبيعتها الفظة " لكن أتعرفين هي محظوظة جدا , غدا تموت زوجته الأولى العليلة , و تحتفظ هي بكل الثروة , و الرجل تحلية فوقها و أي رجل ؟ " تأففت أسيل و توقفت عن جدال المرأة المتطفلة , لم تر في حياتها أكثر لؤما منها , بدل أن تتعاطف مع انسان مريض , و لو من باب الانسانية , هاهي تقف هناك , و تذكر موته الوشيك دون أي احساس . بدأت أسيل بعدها بجمع الأغراض المتناثرة في الصالون , لتهرب من ثرثرة زوجة والدها , تريد أن تنهي سريعا , حتى يتسنى لها الاتصال , و الاطمئنان على حال المريضة . " أسيل عودي الى هنا لتريني الخاتم و الطقم , لا أصدق أن ذلك السكرتير , اقتناه من الماس من أجلك " عادت أم خالد للتركيز في موضوع الساعة , فهي لم تصدق عينيها , حينما رأت هدية كريم , و قد تجدد أملها في الحصول على صيد ثمين , بعدما اعتقدت أنه مجرد عامل بسيط , رغم ذلك هي لا تتردد , في نعته بالسكرتير نكاية في أسيل , التي لا تعيرها أهمية مهما قالت , فهي آخر من سيؤثر على مشاعرها و احترامها لكريم , لذلك غادرت مجددا الى المطبخ , للالتهاء بغسل الأواني , بدل أن تستمع الى التلوث السمعي , الذي تبثه زوجة والدها في روحها بكل حقد . في المطبخ دخل خالد خلف أسيل , التي كانت تساعد الخادمة في التنظيف , و بادرها بنبرة فضولية تشابه نبرة والدته " أسيل هل أنت متأكدة , أن خطيبك ذاك ليس رجلا آليا ؟ " عبست شقيقته و رمقته بنظرة مستنكرة ليضيف مباشرة " راقبته طوال الاحتفال لم يتذوق شيئا , كان يجلس و كأنه على وشك مهاجمتنا و ضربنا , و كان يحدق في الأرجاء , و كأن قنبلة على وشك الانفجار " "...." صدمت أسيل من وصف خالد له , لكنها لم تمنع نفسها من الضحك بصوت عال , و قد ظهرت ملامح التشوش على وجه شقيقها , بعدما تذكرت ما فعله به في المشفى , و كيف شوه وجهه المتجهم هذا بكل بساطة " فقط لو يعلم أنه الجني العاشق , سيركض من هنا الى آخر القارة حافيا " تمتمت أسيل بينها و بين نفسها باستمتاع , قبل أن ترد عليه بنبرة جادة " تأدب ذلك خطيب شقيقتك , و هو أكبر منك بكثير , ثم هو لا يحب الحلويات لذلك لم يأكل شيئا , أؤكد لك أنه انسان من لحم و دم " حك خالد خده مكان اللكمة , التي تلقاها منه يوم أوصل أسيل , و التي لا تزال تؤلم في ذاكرته , و كأنه حصل عليها البارحة , و لحسن الحظ لم يذكر كريم , أي شيء بخصوصها اليوم , و الا كان سيحرجه بشدة , و استرسل في انتقاداته الحذقة " تبدين معجبة به جدا , من يراك هكذا لا يراك و أنت تعارضين , كل خطيب يقترحه والدي عليك " اكتفت أسيل بالتزام الصمت , و قد علت وجهها ابتسامة مشرقة , فلا أحد يدرك حجم الحب , الذي تحمله في قلبها لكريم , ليقطع خالد تفكيرها مجددا " المهم أسيل أنا أحذرك عليك الانتباه , فذلك الرجل يبدو متوحشا , و صدقيني اذا لم يجد يوما ما يفطر به , سيلتهمك داخل سندويش مع شرائح طماطم " علت حمرة واضحة وجه أسيل من تلميح خالد , و رشقته بمنديل كانت تحمله في يدها , قبل أن تبادر لطرده صراحة " أخرج من هنا و الا سأخبره عن كل ما قلته الآن , و سأدعك تجرب توحشه بنفسك " ظهرت ملامح الرعب على وجه خالد , و تراجع للخروج من المطبخ , خشية أن تنفذ تهديدها , لكن قبل أن يغادر خاطبها بنبرة مرحة " مبارك عليك أختي , بدوتما لائقين جدا هناك , ستنجبان لنا قريبا روبوتات صغيرة " قال و هو يحرك حاجبيه لاستفزازها . ابتسمت أسيل بحنان ناحية شقيقها متقلب المشاعر , فرغم أنه كان يتنمر عليها طوال الوقت , الا أنها تعرف أن داخله روح طفل صغير , و لولا دلال والدته و تربيتها غير السوية , لكان أفضل أخ في العالم , لكنها تأمل دوما في أن يتحسن حاله و شخصه حينما ينضج أكثر , ففي النهاية هي لا تملك غيره من لحمها و دمها , و من يدري قد يكون سندها في يوم ما . . . . " اهدئي سيكون كل شيء بخير " استمر علي في اقناع ملك , أنه لم يكن بسببها , و استمرت هي في البكاء الى أن اتنبج وجهها , لكنه لم يتحرك من مكانه , و تركها تأخذ المواساة التي تحتاجها من حضنه . في هذه اللحظات سمع صوت خطوات مهرولة , في رواق المستشفى الهاديء , مع الكثير من الضوضاء المصاحبة " أين ابنتي ؟ ماذا فعلتم بابنتي ؟ " تنهد علي بعمق , فالقادم لم يكن الا سعاد , التي كانت تنوح بصوت عال يثير الاشمئزاز , و قد وصل نحيبها قبل وصولها , لكنها كما توقع تماما , لم تتجه الى الزجاج المطل , على غرفة ابنتها المريضة , بل خطت مباشرة ناحية علي , الذي كان يجلس محتضنا ملك بوجهها الباكي , و الذي أخذ نفسا عميقا , تحضيرا لمواجهة ضارية معها , فنظراتها الحاقدة و الملتهبة , لا تنم عن أي خير . برؤية الجالسين على الكرسي في الرواق , استنفرت مشاعر سعاد الساخطة , و شعورها بالحزن لم يمنع لسانها السليط , من التعليق بكلمات سامة و مغرضة " أنتما تتغازلان هنا دون خجل , بعدما أوصلتما ابنتي الى حتفها ؟ " ارتجفت ملك لسماع صوتها و اتهاماتها , لتطلق يد علي الذي استغفر في سره , ثم استقام ليقف أمام عمته مباشرة , أراد بداية أن يرد بحزم كعادته , لكنه تمالك نفسه في آخر لحظة , و قرر تجاهلها تقديرا لحالتها النفسية , ليرد بعقلانية محاولا السيطرة , على ثورة يكبتها منذ ساعات " مريم حالتها مستقرة الآن , و هي تنام في الغرفة هناك " أراد أن يوصل لها أن من يجب أن تحزن عليها , تنام في غيبوبة بعيدا عن هنا , و ألا مكان لها بينه و بين ملك , علها تريحه من تعليقاتها السمجة . لكن سعاد لم تبال بتعليقه المقصود , و استمرت في النواح و توجيه اتهاماتها ناحية ملك , التي وقفت هي الأخرى خلف علي , متخذة منه درعا بشريا , بعد أن تراجعت خطوة الى الوراء بملامح شاحبة , خوفا من عنف هذه المرأة , التي بدت مهتاجة جدا حد الجنون " أنت أيتها الحية الرقطاء , ألم يكفك أنك احتللت منزلها و أخذت زوجها ؟ ماذا تريدين منها الآن ها ؟ أو أنك تنتوين ارسال ابنتي الى قبرها , حتى تستمتعي بكل شيء أيتها المتسولة ؟ " مسحت سعاد جسم ملك بنظراتها الثائرة , لتولول بصوت أكثر حدة , و كأنها دخلت جنازة للتو " أنظروا اليها هذه الخبيثة عديمة الحياء , تضعين زينة كاملة على وجهك المنافق هذا , و ترتدين زيا للاحتفال بتخلصك منها بكل وقاحة ؟ أسأل الله أن يجف رحمك , كما تذبل ابنتي كل يوم من قهرها , و لا تري ذرية صالحة الى نهاية عمرك " قالت المرأة الحانقة تعليقا على مظهر ملك , دون أن تكلف نفسها عناء السؤال , عن سبب تأنقها من الأساس , لكن حتى لو قالا أنهما كانا في خطبة كريم , كانت ستبدأ جولة ساخنة من الانتقادات , عن أنهما من تسبب في جلطة لابنتها , بتسكعهما سويا أمام الناس , و لن ينجوا أبدا منها , لذلك لم يبررا لها شيئا . " عمتي " دوت صرخة علي في الرواق لينهرها عما قالته , و استرق نظرة متأسفة ناحية ملك , التي تيبست مكانها تضع يدها على بطنها , و قد صدمتها دعوة المرأة عليها , مما أشعره بالألم من تعرضها لكل هذا , خاصة أنها تقف هناك لا ترد عليها بنصف كلمة . لكن سعاد لم تبال بمعارضته , كانت تصرخ بشدة , بعدما أثار حنقها بالدفاع عنها , غير عابئة أنها في قسم الانعاش , و استفزها أكثر وقوف علي بينهما , مانعا اياها من الوصول اليها , و قد كانت ترغب باشفاء غليلها , بشدها من شعرها و ضربها حتى تفقد وعيها , لتضيف بنفس النبرة الممتعضة " لم تبكين ها ؟ وفري دموع التماسيح هذه , ستحتاجينها لترثي نفسك , بعدما تعود ابنتي بالسلامة الى بيتها , لا أحد هنا يريد رؤية فألك السيء , و أنت تبكين على مريم و كأنها ستموت " شعر علي بصداع سيء يجتاح رأسه , لكنه كز على أسنانه , و ضم قبضتيه ليمنع نفسه من التهور هنا , فما يحصل كثير جدا , هو كان قد طلب من كريم , اعلامهم بعد خروج مريم من غرفة العمليات , لم يتوقع وصولهم بهذه السرعة , و لم يكن لديه الوقت الكافي لابعاد ملك من هنا . " عمتي " كرر علي اسمها باستياء شديد , و قبل أن يكمل ما أراد قوله , نطق أحدهم ليستوقفها بصوت جاد " سعاد " كان زوجها أحمد يقف خلفها مباشرة , برفقة ابنتيه مروة و مرام , و اللتين رأتهما ملك مرة واحدة سابقا , فهن لا يزرن شقيقتهن الا نادرا " اهدئي لنطمئن على مريم أولا " خاطب الرجل زوجته بنبرة حازمة , ثم استدار نحو علي بملامح متجمدة " مساء الخير علي , أين غرفة ابنتي ؟ " سأل بهدوئه المعتاد , و رمق ملك بنظرة متفحصة زادت من توترها " مساء الخير عمي , هناك " و أشار الى الغرفة المقابلة . رمقت سعاد ملك بنظرة حاقدة تكاد تلتهمها , لكنها التزمت الصمت أخيرا , و اتجهت مع الآخرين حيث أشار علي . بسبب تعليقات سعاد المهينة , توقفت ملك عن البكاء الذي كانت غارقة فيه , طأطأت رأسها و قد شعرت بالخجل , لأن ما قالته المرأة هو ما تشعر به و تعتقده بالضبط , و هي لا يمكنها لومها على التفكير بهذه السلبية ناحيتها . علي الذي بقي صامتا لبرهة يراقبهم , بمجرد أن ابتعدوا عنهما , مد يده مجددا و أمسك كف ملك , ثم جرها خلفه في الرواق باتجاه المصاعد , ما ان دخلا المصعد , حتى انتبهت ملك و بدأت في الاعتراض " أرجوك علي لا أريد أن أغادر , أريد أن أبقى من فضلك , بامكانها أن تقول ما تشاء , لن أرد عليها أعدك " كانت ملك تعتقد أن علي , ضاق ذرعا بما يحصل كلما تقابلت مع عمته , و يريد تجنب الصدام مع سعاد بصرفها من هنا , و هي لا تريد الذهاب الى المنزل , لأنها لن تكون مرتاحة أبدا , و هي لا تعرف كيف هي حال مريم , لكن في الحقيقة علي لم يعد يتحمل , هجوم عمته في كل مرة على ملك , هو يلوم نفسه لسماحه بتكرر الأمر , فقد كان بامكانه تجنبه بكل سهولة , فما الذي توقعه من ابقاء ملك معه في الرواق ؟ طبعا هو كان بامكانه افحامها مع أول كلمة , فلسانه أكثر حدة من لسانها , لكنه لا يرغب في دخول مشاحنة معها في هذه الظروف , و لأنه متأكد أن المرأة , ستعود قريبا من أجل غارة أخرى , فقد قرر أخذها الى مكان آخر الى أن ترحل . " لا تقلقي لن نغادر " طمأنها علي بصوته الدافيء , و هو يضم يدها في يده , منحها ابتسامة ترضية خفيفة , ثم ضغط على زر الطابق العاشر , أين توجد أجنحة الفي أي بي هنا . بالوصول الى الطابق المنشود , خطا علي أولا و ملك تتبعه باذعان تام , فتح باب احدى الأجنحة ثم تقدم و أضاءها " تفضلي " جالت ملك بنظرها في المكان , قبل أن تخطو للدخول بتأن و علي في اثرها . " ما هذه ؟ " سألت ملك باستغراب , و قد أدركت أن علي يريدها أن تبقى هنا , لكن بدا من غير المعقول , بقاؤها هنا فقط , لاستخدام غرفة مجهزة داخل مشفى , فيما المريضة ترقد في الأسفل , هي ليست هنا للاستجمام . ليجيبها علي بكل بساطة " الجناح الذي ستقيم فيه مريم , بعد تعافيها ان شاء الله , لقد حجز لها مسبقا , هو الآن فارغ خذي بعض الراحة " لم تحرك ملك ساكنا و كأنها لم تفهم ما قاله , و قد علا وجهها نظرة استفهام واضحة , خطا علي مجددا ناحيتها , أمسكها من يدها و أجلسها على السرير ثم خاطبها برقة " استلق لبعض الوقت , سعاد ستغادر بعد قليل " ارتخت ملامح ملك بعدما أزال علي التباسها , و فهمت ما يريده منها , و قد قدرت كثيرا عدم اصراره على ابعادها , لكنها استغربت تصريحه " كيف ستغادر قريبا ؟ مريم حالتها حرجة جدا , ألن تبقى للاطمئنان عليها ؟ " فكرت ملك أن سعاد , بعد كل تلك الثورة لطردها من هنا , أكيد سترابط أمام غرفة الانعاش , و هي لن تلومها أبدا فهذا حقها , لذلك لم تستوعب فكرة أنها ستدع ابنتها , بين الحياة و الموت و تغادر كما يقول صهرها . فهم علي قصدها و أجابها بهدوء العارف " سعاد لا تتحمل المستشفيات و رائحة الأدوية , و هذه ليست المرة الأولى التي تمرض فيها مريم " قال علي مشيرا الى أن هذه عادتها , تنوح و تثير ضجة لاستدرار عطف من حولها , و لكنها أول من يغادر مع عائلتها , لذلك لم يكلف نفسه عناء اعلامها سريعا . هزت ملك رأسها بتفهم , و لم تطل الأسئلة , تفحصت بعدها المكان سريعا , كانت الغرفة واسعة و فخمة جدا , بسريرين طبيين متجاورين و حمام مستقل , مع باقات ورود في كل زاوية . قررت ملك أخيرا الانصياع لطلب علي , هو متعب كفاية و يبدو على وشك الانهيار , لا تريد اضافة نزاعها مع عمته الى همومه , لذلك تخلت مؤقتا عن عنادها و رضخت . " حاضر " ردت ملك على طلبه بالايجاب , لتخلع حذاءها و تستلقي على السرير تحت أنظاره , ثم أسرعت باغماض عينيها كطفلة مطيعة , حتى تستطيع الاستيقاظ قريبا و العودة الى أسفل . بقي علي واقفا يراقب المرأة النائمة , و قد شعر ببعض الراحة أخيرا , مرر عينيه على وضعية استلقائها , لينتبه فجأة الى قدميها المتورمتين بشكل سيء , مع جلد ملتهب و أصابع مكدومة , أشاح علي بنظره فورا الى الحذاء , الذي كانت ترتديه و تجهم وجهه بشدة " يا الهي " تمتم بانزعاج بينه و بين نفسه , هو نسي تماما أنهم كانوا في الخطبة , لم يتسن لملك تغيير ما تلبس , حينما هرعوا الى هنا بعد سماع الأخبار , و هي كانت تنتعل هذا الحذاء , ذو الكعب العالي طوال الوقت , فيم هي متعودة على الأحذية المريحة المسطحة , فهذه ثاني مرة يراها ترتدي هكذا . " تبا متى تتعلم هذه العنيدة , أن تشتكي حينما يؤلمها شيء ؟ " تذمر علي من الوضع باستياء , لم ير أحدا في حياته يتحمل المشقة , مثلما تفعل هذه المرأة , مد يده بعدها و عدل غطاءها , ثم استدار و خرج من هناك بكل هدوء . بعد مغادرته فتحت ملك عينيها لثوان , و هي تراقبه يبتعد في الرواق بخطى مثقلة , و قد شعرت بألم في قلبها , لرؤية ملامحه الحزينة و البائسة . غفت ملك لساعة , قبل أن تستفيق على باب الغرفة يفتح , كانت الممرضة أتت لالقاء نظرة عليها , جلست ملك مكانها تحاول تعديل ملابسها و شعرها , لم تعرف حتى كيف نامت كل هذا الوقت لكن السرير كان مريحا فعلا و هي كانت منهكة . " مساء الخير سيدتي , تفضلي السيد طلب أن تتناولي شيئا " ألقت الشابة التحية بلطف , و أشارت الى الصينية الموضوعة على الطاولة , برؤيتها تذكرت ملك للتو أنها فوتت العشاء , قبل أن تنبهها الممرضة الى أمر آخر " و أن تلبسي هذا " حدقت ملك الى الحذاء الطبي , الذي وضعته الممرضة الى جانب السرير ثم الى رجليها , و أدركت أن علي أكيد لاحظ حالة قدميها , و الا ما طلب منها التصرف . برؤية الخف الأبيض شعرت ملك بشيء ما , يقبض قلبها و يدفئ صدرها , كيف أن هذا الرجل رغم كل المصائب التي يعيشها , الا أنه لا يفوت أي تفصيل يخصها , رغم انشغاله الا أنه لا ينسى اهتمامه براحتها , فيما هي نفسها لم تنتبه الى ما يؤلمها , أمر لم يفعله معها أحد سابقا سوى والدها . " كم أن هذا الرجل دقيق لا يفوت أي تفصيل " علقت ملك على الأمر برضا بالغ . لكن ما يثير استغرابها فعلا , أنه لا يفعل هذا مع الجميع , انما هو يهتم ببعض الأشخاص فقط , و هي واحدة منهم و هذا بالضبط ما يشوش تفكيرها , فعلي رجل بارد مع الكل تقريبا الا مع قلة , هو كان يبدو متسلطا غير مبال و عديم المشاعر , لكنه أصبح منذ مدة يتصرف باهتمام غريب ناحيتها , و الذي تعزوه هي الى شعوره بالمسؤولية ناحيتها , لكن رغم تقديرها لكل مجهوداته , ملك لا تريد التعود عليه , لأنها ستشتاق له حينما تغادر , فاهتمام الآخرين بها لطالما كان نقطة ضعفها . " شكرا " شكرت ملك الممرضة و اتجهت ناحية الصينية , لكنها لم تكن تشعر بالجوع بسبب التوتر , و اكتفت بقضم تفاحة ثم أعادتها الى مكانها . غادرت ملك بعدها الغرفة بهدوء باتجاه المصاعد , بمجرد أن وصلت الى رواق غرفة الانعاش , حتى ألقت نظرة أولا , باحثة عن سعاد و بناتها , لا تريد مجابهة أخرى معهن , لكن المكان كان هادئا جدا , الأنوار مضاءة و لا أثر لهن , يبدو بأن علي يعرفهن جيدا , فقد اكتفين بالقاء نظرة سريعة , و التحدث قليلا الى الطبيب , ثم غادرن بسرعة تاركات رسالة لعلي بأن يعلمهن بالتطورات . تقدمت ملك بخطوات حذرة , بعد أن لمحت علي يجلس على الكرسي هناك , يسند رأسه الى الحائط , و يغمض عينيه و كأنه يأخذ غفوة سريعة , كان منظره و هو يجلس هناك وحيدا يؤلم القلب , منظر جعلها ترغب في احتضانه و مواساته , لكنها تمالكت نفسها و اتجهت الى الغرفة , و قررت القاء نظرة على المريضة . وقفت ملك أمام الزجاج مجددا , محدقة الى مريم التي لا تزال في غيبوبة , و بقيت مليا تدعو في سرها أن تنجو من مصابها , بعدما شعرت بالتعب في رجليها عادت هي الأخرى , لتجلس الى جانب علي على الكرسي . حدقت اليه عن قرب بتمعن , كان وجهه منهكا مع هالات سوداء تحت عينيه , كان نفسه منتظما و يغلق جفونه كشخص نائم , و كانت خصلة من شعره تنزل لتغطي جبينه , لطالما كان حريصا جدا على منظره , لم تره يوما بحالة غير مرتبة الا الآن , حتى حينما يكون في المنزل , يحرص على هيئته الفخمة , فما كان منها الا أن مدت يدها و عدلت شعره بلطف , دون أن تفكر مرتين فيما أقدمت على فعله . استمرت ملك بعدها في النظر , الى وجهه لبضع دقائق أخرى , قبل أن تستدير أمامها و تأخذها أفكارها بعيدا " لم أنا هنا أواسي هذا الرجل و أقلق لقلقه ؟ لم أهتم من الأساس بما يعيشه ؟ ألسنا مجرد أعداء و خصوم ؟ أليس من المفترض أن كل ما يحزنه يسعدني , بسبب كل ما فعله معي ؟ لم يبدو اذا بأنني أصبحت , مصدر رعاية له و لبيته و عائلته ؟ لم أشعر اذا بالألم كلما رأيت عينيه حزينة , لم أشعر بالحزن كلما عانى هو ؟ هل هذا هو السبب الذي من أجله , جرني القدر الى هنا بأغرب طريقة ؟ لأخفف ألم هذا الرجل و ابنته , و أقاسمهما معاناتهما مع مرض مريم , و امكانية رحيلها قريبا ؟ لكنني لم أقرر هذا بكل ارادتي , فأين العدل في كل ما يحصل , و لم يجب أن أكون أنا ؟ " ملك تدرك جيدا أن علاقتها بعلي , تجاوزت الحقد و الكره الذي كانت تحمله له في البداية , و أصبحت بينهما علاقة غريبة جدا , فهما ليسا عدوين و لكنهما أيضا ليسا مقربين , أو أن هذا ما تعتقده هي على الأقل . في السابق كانت اجابتها حاضرة , حينما تسأل عن شعورها ناحيته , هي كانت تكرهه و تحقد عليه , لكنها الآن لم تعد متأكدة من شيء , و هي تتألم لرؤية ألمه , حقيقة لا يمكنها انكارها . المشكلة أنها صارت تشعر , بأن القدر زج بها هنا , للعب دور لم تستوعبه سابقا , و قد صارت متوجسة من المجهول القادم , و لا تملك الا أن تسأل الله اللطف في قضائه . " ترى لو طلبت منه اطلاق سراحي , هل سيدعني أرحل ؟ " سألت ملك نفسها بتأمل كبير , لكنها عادت و لامت نفسها على أنانيتها , فيما الرجل ينهار قهرا , على شريكة حياته المريضة , تجلس هي و تفكر في استغلال الموقف لصالحها . تنهدت ملك و فكرت بحذر في أمر آخر " ثم هل ستتركين مريم في حالها هذه و رنا و ترحلين ؟ " طبعا الاجابة كانت لا دون تردد , كيفما بدا القرار مجنونا حاليا , هي ليست قاسية القلب لتتركهم , و تغادر في هذه الظروف الحالكة , هي التي لطالما تعاطفت مع أناس لا تعرف شيئا عنهم , لن تأتي الآن و تتخلى عن أشخاص , تكن لهم كل الود و المحبة , بغض النظر عن طريقة تعرفها عليهم , و علاقتهم بالرجل الذي تسبب في أذاها . " لا تكوني لئيمة ملك , ليس وقته أبدا " نهرت ملك نفسها و هي لا تعرف , أن جواز سفرها مع بطاقة الطائرة , في جيب كريم منذ الصباح , و أنه لم يكن يفصلها عن مغادرتها , من هنا غير ساعات قليلة , لو لم يتأزم الموقف في آخر لحظة , لكانت الآن تجمع أغراضها للمغادرة . لكن علي نسي الأمر تماما مع كل ما حصل , و كريم لن يجرؤ أبدا على تذكيره , هو يدرك أن أسوء شيء يمكن أن يحدث مع صديقه الآن , هو أن ترحل ملك و تترك العائلة التي تعيش أزمة , هذا سيحطم الجميع دون شك و يزيد في معاناتهم , فأكثر شيء يحتاجه علي الآن , هو وجود ملك بقربه لمواساته . فيم ملك غارقة في أفكارها , صدم شيء جانبها الأيمن , استدارت لتكتشف أنها رأس علي , التي كانت تستند على الحائط , انتقلت الآن الى كتفها , أرادت التحرك في البداية كردة فعل و ابعاده مجددا , الا أنها توقفت حينما لاحظت مدى الانهاك , الذي يظهر على وجهه الرجل النائم , و لم تملك الا أن تشعر بالشفقة عليه , رغم أنها تعيش معه منذ أشهر , الا أنها لم تره يغفو يوما في حضورها , و الآن ينام جالسا متكئا عليها بكل استسلام , و وجهه رغم نظارته الا أنه تغزوه الوحدة و الشعور بالألم . قررت ملك أخيرا أن تبقى ساكنة , و تسمح له باستعارة كتفها , حتى يقرر الاستيقاظ بنفسه , ما لم تلاحظه أن علي , كان في البداية مستيقظا بالفعل , حينما جلست هي الى جانبه , هو كان فقط يغمض عينيه ليريحهما قليلا , و لم يحتج أن يفتحهما ليخمن من القادم , فهو يعرف رائحتها على بعد ميل , لكن لبرهة خطر له أن يسند رأسه على كتفها , باحثا عن بعض السند و المواساة , و لم يكن يخطط للنوم , لكنه غفا بعد دقائق دون أن يدري بنفسه , بعد فترة غفت ملك هي الأخرى , و أسندت رأسها الى رأس الرجل النائم بجانبها . ظل الاثنان جالسين دون حراك , بطريقة تثير الشفقة للناظرين , و مرت الليلة و كأن دهرا مر عليهما , لم يوقظهما الا صوت الممرضة , التي كانت تسارع لاستدعاء الطبيب , حيث انتبهت ملك أولا ثم تبعها علي . دنا بعدها الاثنان من الغرفة محاولان معرفة التطورات , و قد شعرا بالرعب للحظات , مخافة حصول مكروه هناك , وقف الزوجان يراقبان الطبيب يقوم بفحص دقيق , و الذي انتهى بازالة أنبوب التنفس الاصطناعي و أطفأ بعدها الجهاز تحت النظرات القلقة للاثنين , لكنه سرعان ما خرج لطمأنتهما " مؤشراتها الحيوية مستقرة حاليا , لا أثر لنزيف جديد , ضغطها مقبول و أصبح تنفسها تلقائيا , سننقلها الى الغرفة في انتظار استفاقتها من الغيبوبة " ابتسمت ملك بامتنان , و بدا على وجه علي الارتياح و سارع للسؤال " و متى تستفيق ؟ " أجاب الطبيب و علامات قلة الحيلة بادية على وجهه " آسف سيدي لا يمكنني الاجابة بدقة , فمؤشراتها الحيوية كما قلت استقرت , لكن النزيف و العملية أثرا على وظائف المخ , ستبقى في غيبوبة الى أن تستفيق تلقائيا , ليس هناك ما يمكن فعله " هز علي رأسه بتفهم ليسأل ثانية " و كم من الوقت قد يستغرق الأمر ؟ " " لا يمكن الجزم , بعد ساعات أو بعد أيام أو أكثر , آسف فعلا لا فكرة لدي " ارتسمت علامات الاحباط مجددا على وجه علي , لكن ملك حاولت رفع معنوياته " لا تبتئس , مادامت نجت من العملية ستكون بخير قريبا " قالت و هي تربت على كتفه , ليبادلها مواساتها بابتسامة شاكرة . بعد أن غادر الطبيب , اصطحبت الممرضات مريم في سرير متحرك الى جناحها , و رافقها علي و ملك مجددا , رغم أنه حاول اقناعها مرارا بالمغادرة , لأن لا شيء تفعله هنا , الا أنها رفضت بشدة , فلا شيء تفعله في البيت أيضا . استمر بعدها الأمر ليومين كاملين , كانت مريم تغط في نوم عميق , تستلقي مغيبة عن الوعي دون حراك , الممرضات تراقبنها كل ساعة بمساعدة ملك , و الأطباء يمرون بانتظام لمعاينتها , كانت موصلة الى أجهزة مراقبة دقيقة , مع محاليل معلقة قناع أكسجين , تغذية اصطناعية مع تصفية كلى يومية . لم تزرها سعاد سوى مرة واحدة , و لم تمكث أكثر من ربع ساعة , قصدت أثناءها ملك الكافيتيريا لاقتناء قهوة , تفاديا لتكرار ما حدث سابقا . كان ملك و علي يتناوبان على مراقبتها , العناية بها و مرافقتها بكل صبر , حتى أثناء الليل كانا يقتسمان النوم بينهما , الأربع ساعات الأولى لعلي , و من الرابعة الى الثامنة ملك , كان علي يغادر من وقت الى آخر , لاجراء مكالمات مهمة , و يعمل على حاسوبه داخل الجناح , كانا يتفاهمان بالنظرات , و لا يتبادلان الكلمات الا نادرا , و كأنهما يقومان بهذا العمل منذ سنوات كانت فاطمة ترسل ملابس نظيفة , و أكلا مجهزا من البيت يوميا , رغم أن المستشفى تقدم طعاما صحيا , الا أن علي يرفض أن تأكله ملك , و التي كانت تكتفي بالتذوق في كل مرة , و حاله هو لم تكن أفضل , رغم حرص ملك على استيفاء شروط النظافة , التي يفرضها علي بهوسه , الا أنه يكتفي بالقليل في كل مرة , فما يحدث مع مريم أثر على نفسيتهما و شهيتهما . في اليوم الثالث بعد منتصف النهار , بدأت مريم بتحريك عينيها دون فتحهما , لتحرك بعدها أصابع اليد اليمنى , جذب الأمر انتباه علي , الذي كان يجلس على مقربة منها , استدعيت الممرضات و الأطباء , اللذين بدأوا بفحص المريضة , و بعد ساعتين فتحت مريم عينيها , و استجابت للتنبيهات العصبية بطريقة فعالة , كان وجه علي القلق و ملامح ملك الباكية , أول ما التقطهما نظرها المشوش , ابتسمت لهما بصعوبة و ابتسما هما ردا عليها . " مريم هل أنت بخير , بم تشعرين ؟ " كان علي أول من تكلم , و هزت مريم رأسها بالايجاب دون قول كلمة , كانت تبدو منهكة القوى , كيف لا و قد خرجت منذ يومين , من عملية خطيرة جدا . لم يصر علي على التحدث معها و ارهاقها , لكنها أشارت له بأنها تريد شيئا , قرب هو أذنه من فمها , لتهمس له مريم بصوت خافت " رنا " كانت تفتقد ابنتها كثيرا و تريد رؤيتها . في الأيام الماضية تجنب علي احضارها للزيارة , حتى لا تحزن لحال والدتها , لكنه الآن لا يملك الا أن يستجيب للطلب , و اتصل فورا بكريم لجلب رنا من المنزل . جلس علي و ملك على جانبي السرير , في صمت تام منتظرين وصول رنا , لكن قلقهما لم يخف أبدا . كانت مريم تغلق عينيها من وقت الى آخر , و تعود لفتحهما مجددا و كأنها تقاوم النوم , و كانت ملك تضغط على يدها لطمأنتها . بمجرد أن دخلت الطفلة , حتى ركضت بحيويتها المعتادة ناحية والدتها , ما ان صارت أمام السرير , حتى نهضت ملك من مكانها , لتتيح الفرصة لها مع أمها , لكن مريم تعلقت بيدها , و منعتها من الابتعاد و هي تهمس لها " ابق أرجوك " لم تجد ملك بدا من تلبية طلبها , رغم أنها أرادت منح العائلة الصغيرة , وقتا خاصا لقضائه سويا , الا أنها تعرف أن أسوء شيء تقدم عليه , هو اثارة مشاعر مريم في هذه اللحظات الحرجة , لذلك عادت و جلست مكانها بكل هدوء . ارتمت رنا في حضن والدتها , و عانقتها بحرارة لوقت طويل , أثناء ذلك كانت مريم تأخذ أنفاسا عميقة , و كأنها تستمتع برائحة ابنتها , قبل أن تعود و تجلس بجانبها على السرير . بقي الأربعة يجلسون بصمت , لا يسمع سوى صوت الأنفاس المتواترة , و كأنهم يستمتعون بوجودهم سويا لا أكثر . بعد مرور ساعة , كانت مريم من قطع الصمت الطويل , أشارت الى رنا التي دنت منها مجددا , و تمتمت في أذنها ببضع كلمات , كانت الطفلة تحرك رأسها بالايجاب , و مريم تمسح على شعرها بكل حنان , قبل أن تقبل وجهها في كل مكان . توجهت مريم بعدها ناحية ملك , أمسكت يدها و قالت بصوت متقطع " أولا أعتذر عما فعله زوجي المجنون , أريدك أن تسامحيه , هو يتصرف بحماقة أحيانا " شعرت ملك بالاستغراب لما قالته , لم تعلم أن علي تجرأ , و أخبر مريم بحقيقة ما حصل , لكنها لن تفتح هذه المواضيع الحساسة الآن " لا بأس , لا تزعجي نفسك بهذا الأمر " كان هذا كل ما خطر على بال ملك لحظتها , بعدما استرقت نظرة ناحية الرجل , الذي لا يعلق على ما يسمعه . ابتسمت مريم مجددا و أضافت " ثانيا شكرا لكل ما فعلته من أجل عائلتي , منذ أول يوم لك معنا , لم أر ابنتي سعيدة كما رأيتها معك , لذلك هل يمكن أن تعديني بشيء ؟ " كانت مريم بالكاد تأخذ أنفاسها بين الكلمات المتقطعة , لكنها كانت مصرة على استكمال ما تفكر في فعله . هزت ملك رأسها , بعدما ألقت نظرة سريعة ناحية علي , الذي يجلس و يراقب دون قول كلمة , و قد شعرت بالفضول عما تريده مريم منها أخذت المرأة نفسا عميقا , و قالت بصوت متأثر مستجد , و هي تحدق الى ملك بكل عزيمة " أريدك أن تبقي و تعتني برنا و علي " اندهشت ملك من الطلب , و لم تعرف بم ترد , و اكتفت بالنظر متسائلة بحيرة الى علي , الذي لا يجد ما يقوله هو الآخر , فقد تفاجأ بقدرها من مطلب زوجته , لكن مريم كانت مصرة على الحصول , على الوعد الذي ترغب في سماعه " عديني أنك ستعتنين بها الى أن تكبر , أعرف أنك تحبينها تماما كما تحبك " مدت بعد ذلك مريم يدها , و انتزعت خاتما تلبسه في اليد اليسرى باستمرار , كان خاتما بسيطا من الزمرد , أهدته اياها جدتها يوم زفافها من علي , و كان يعني لها معنويا الكثير , و ملك تدرك ذلك جيدا . أمسكت بعدها بأصابع ملك مجددا , ألبستها الخاتم بيد مرتجفة و أضافت " أعطها هذا يوم زفافها , من الرجل الذي تحبه و تختاره , عديني أنك لن تتخلي عنها " انعقد لسان ملك و اتسعت عيناها , فهذه المرأة تطلب وعدا لعشرين سنة على الأقل , و هي ستغادر بعد بضعة أشهر , ارتبكت ملك فهي لا يمكنها , منح وعد لا تستطيع الوفاء به , لامرأة على فراش المرض , و قد تكون في لحظات احتظارها , نظرت مرة أخرى ناحية علي متوسلة منه التدخل , لكنه بدل اقناع مريم بالتراجع , هز رأسه ناحيتها مشجعا يطلب منها القبول , و عدم اثارة أعصاب المرأة العليلة , فما كان من ملك الا أن أخذته بتردد " حاضر " كانت اجابتها لها بصوت متأثر , و هي تفكر في طريقة لالغاء هذا الوعد أو تغييره , فكرت أنها يمكن أن تغادر , و لكن هذا لا يعني أنها ستنقطع عن رؤية رنا , تماما كما فكرت مطولا سابقا , لذلك طمأنت نفسها و هدأت روعها " فلتتحسن مريم الآن , و الأمر قابل للنقاش لاحقا , سأجعلها تحلني من الوفاء بهذا العهد في أقرب فرصة " بعد أن أعطتها ملك الوعد الذي ترغب في سماعه , أخذت مريم نفسا عميقا براحة كبيرة , و استدارت ناحية علي الذي يجلس في الطرف الآخر , و أمسكت بيده فقد أتى دوره " آسفة لأنني أتعبتك طوال السنوات الماضية , سامحني فقد استحقيت امرأة أفضل مني بكثير " لم يتوقع علي سماع اعتذار من مريم , اعتقدها ستوصيه بأمور هامة كما فعلت مع ملك , لكنه ابتسم لها برضا , فقد كان فعلا يفعل ما بوسعه , بكل حب و عن طيب خاطر للاهتمام بها , و لم يعده يوما واجبا أو فرضا عليه " لا تقولي ذلك أنت قرة عيني " هز علي رأسه نافيا , لتتوقف مريم عما تقوله , فهذا أكثر ما يكره سماعه . لكنها ابتسمت له بلطف , و رفعت يدها لتمسك بيد ملك , و تضعها على يده التي بقيت مكانها , في حركة فاجأت الاثنين , و توجهت له بالكلام مجددا بلهجة جادة " لا تدعها ترحل ابقيا سويا , أنت تحبها و تستحق بقاءها معك " صدمت الجملة ملك أكثر من علي , كيف يعقل أن تفكر مريم , في أمر كهذا في هذا الوقت ؟ و لم يبدو و كأنها تودعهم , و هي تبثهم آخر وصاياها ؟ لكن مريم لم تعطهما وقتا للاستيعاب , فقد اختفت ابتسامتها تدريجيا , و هي لا تزال تمسك بيدي الاثنين , اللذين بقيا يجلسان هناك دون حراك , بوجوه علاها الشحوب و الخوف , أغمضت مريم عينيها , و أسلمت روحها بكل هدوء , بعد أن تشهدت تحت أنظار الجميع , الذين كانوا تحت هول الصدمة . كان علي أول من سحب يده , أمسكها من كتفيها و حركها محاولا ايقاظها , موهما نفسه أنها فقدت وعيها لا أكثر , لكن تحول وجهها الى اللون الشاحب , و ازرقاق شفتيها كانا يقولان أمرا آخر . تعالت الصيحات داخل الغرفة , لتحضر الممرضات سريعا مع الطبيب , الذي ما لبث أن أكد أن مريم توفيت , رغم أنه حاول انعاشها لبعض الوقت , الا أن حالتها كانت خطيرة فعلا و متأخرة , بسبب جسد أنهكته كل تلك السنوات من المرض , و هي قد تكون قاومت فقط , لتقول كلماتها الأخيرة لعائلتها الصغيرة . غادر الطاقم الطبي بعد تقديمه التعازي , مفسحين المجال لبعض لحظات من الوداع , كانت ملك تجلس على الأريكة , تضم رنا الى صدرها , و الاثنتان تبكيان بكل حرقة , أما علي فقد تسمر مكانه الى جانب السرير , يضم جثة مريم و يغرس وجهه في عنقها , لا يعرف كيف ينفس عن حزنه , غير ذرف بعض الدموع , التي نزلت دون وعي منه . هو اليوم فقد المرأة التي أحبها منذ فتح عينيه , فقد الصديقة و الرفيقة و الابنة , هو رآها تكبر تبتسم و تبكي , واكب كل لحظات فرحها و حزنها , وحده الله يعلم كم بذل من جهد لاسعادها , و كم أراد منحها مزيدا من السعادة , و لكن كان للقدر رأي آخر . كان شعوره كمن فقد جزءا من روحه بصعود روحها , بموت مريم قبل قليل , شعر علي بأن جزءا من قلبه مات معها . استمر الوضع لساعتين في صمت رهيب , قبل أن تفقد رنا وعيها فجأة , و هي تستلقي في حجر ملك , مما أدخل الكل في حالة هلع قصوى , فقد غرق علي و ملك في الحزن على وفاة مريم , و نسيا بأن رنا الضعيفة حساسة جدا , و لا تتحمل الضغط النفسي الكبير . نقلت بعدها مريم الى مصلحة حفظ الجثث , و انتقل علي مع رنا و ملك الى جناح آخر , بعد المعاينة قال الطبيب , أنه اغماء بسبب التوتر النفسي , أعطاها مهدئا مناسبا لحالتها , و طلب منهم عدم ازعاجها حتى تستيقظ وحدها . جلس علي و ملك هناك يلتزمان الصمت , يتبادلان النظرات الحزينة و لا يجدان ما يقولان , و استمرت بعدها الطفلة , في النوم لساعات الى أن حل الليل , لم يغادر علي للحظة , فكيف يترك ابنته الوحيدة مريضة و يذهب , هو فقد مريم للتو , لا يريد فاجعة أخرى باصابة رنا بمكروه . غادر بعدها الثلاثة في العاشرة مساءا , بعدما تأكدا أن رنا لا تشتكي من شيء , لكن الطبيب أوصى أن تبتعد عن جو الحزن و المشفى , أثناء ذلك تسلم كريم و فاطمة تحت اشراف صفية , ترتيب أمور الجنازة في البيت . بعد عودتهم اتجهوا مباشرة الى غرفة رنا , حيث وضعها علي في سريرها , و بعدما اطمأنا عليها أرادت ملك المغادرة , لكن علي استوقفها بنبرة مترجية " ابق لو سمحت " نظرت اليه ملك باستغراب , و قد تذكرت يوم اهتاج حينما نامت معها , لكن علي استدرك الأمر و أضاف " قد تستفيق في أية لحظة و تشعر بالفزع , علي تنظيم الكثير من الأمور لا يمكنني البقاء , سأشعر بالاطمئنان أكثر لو بقيتي معها " بدا استجداءا أكثر منه طلبا , و لم تجد ملك بدا من الاستجابة و البقاء . غادر علي سريعا , و استلقت ملك الى جانب رنا و احتضنتها , رغم التعب و الارهاق الشديدين طوال أيام , الا أنها لم تستطع أن تغمض لثانية , قضت ملك الليلة تفكر في معنى ما طلبته مريم , و كيف يمكنها التحرر من الوعد , الذي قطعته لها على فراش الموت , أدركت أنها تسرعت في لحظة تأثر , و ما كان عليها أن تعد المرأة المسكينة بشيء . ليس هذا فقط ما شغل بال ملك , و لكن الكلمات التي قالتها لعلي كانت غريبة جدا , و الأغرب ردة فعله بعدم نفيه الأمر , فبينه و بينها لا يوجد شيء , و هي متأكدة أن علي لا يحمل لها أية مشاعر فمن أين أتى مريم يقينها بأن علي يحبها ؟ و لم طلبت منه عدم السماح لها بالمغادرة ؟ ما الذي تعرفه مريم و لا تدركه هي ؟ و لم لم يقل الرجل شيئا ردا عليها ؟ أو أنه أراد مجاراتها فقط تجنبا لتوترها ؟ كان هناك ألف سؤال يطرح نفسه , و لا اجابة واحدة شافية . بقيت ملك على هذه الحال , الى ما بعد الرابعة صباحا , غفت بعدها من شدة التعب , لكنها ما لبثت أن استيقظت مجددا في السادسة , حينما سمعت ضجة في الفناء , حيث كان الجميع يعمل دون توقف تحضيرا للجنازة . انسحبت ملك من الغرفة بهدوء و نزلت الى الصالون , حيث كانت علياء و صفية تشرفان على التحضيرات , و قد عادتا على جناح السرعة , بعدما وصلهما خبر انتكاسة مريم , لتصدما بنبأ وفاتها قبل حتى أن تتمكنا من مقابلتها احتضنت ملك علياء و بكت بحرقة , تبادل بعدها الجميع التعازي , لينشغلوا في ترتيب البيت تحضيرا لاستقبال المعزين . خصص الصالون الكبير و قاعة الأكل بعد افراغها لصوان النساء , و خصصت غرفة المعيشة لعزاء الرجال , كما تم نصب خيمة كبيرة مع طاولات و كراس , في الفناء و أمام المسبح , لاستيعاب العدد الكبير المتوقع من الرجال . فكل مشاهير المجتمع يعرفون علي من قريب أو من بعيد , لن يفوتوا هذه المناسبة الحزينة , لابداء تعاطفهم و تقديم عزائهم , حدد الدفن بعد الظهر , و بدأ المعزون بالتوافد ابتداءا من التاسعة صباحا . رغم أن علياء و فاطمة طلبتا من ملك , الجلوس مع المعزيات من النساء , الا أنها طلبت اعفاءها , لأنها لا تعرف أحدا تقريبا , و من الأفضل أن تقوم صفية و والدة مريم بذلك , بدل ذلك فضلت المساعدة في خدمة الضيوف , شيء تعودت على فعله أثناء الجنازات في الجزائر , فالجميع يخدم المعزين , حتى لو لم يكن من أصحاب البيت , لم تكن ملك تعرف أحدا فعلا من الوافدين , الا بعض أفراد العائلة المقربين , الذين رأتهم في زيارات سابقة . في منتصف النهار أدخلت الجنازة , نقلت من المستشفى في سيارة اسعاف , للخروج بها لاحقا الى المسجد للصلاة عليها , كان علي قد قرر ألا يطيل الأمر , تجنبا للهرج الذي قد يسببه بقاء الجنازة طويلا , و احتمال تأثر رنا بذلك . هو كان قد تناقش مطولا مع طبيبها و طبيبتها النفسية , و الاثنان أبديا تأييدهما لابقائها بعيدا , عن المشهد المهيب للجنازة , بالنسبة لهما لن تستفيد رنا شيئا غير توتر أعصابها , لذلك وافق علي على استبعادها , من لحظات الفراق المؤلمة , و رأى أن من الأفضل أن تحتفظ رنا بصور عن والدتها , و هي تودعها على الفراش بدل مشاهدة نعشها , شيء لن يفيد طفلة في السابعة بأية طريقة . فما كان من الطبيب الا أن أعطاها , مهدئا مجددا لابقائها في غرفتها . تحلق الكل حول النعش , و بكى الجميع بحرقة على فراق مريم , و كان أكثر المتأثرين والدتها ملك و صفية . مع اقتراب صلاة الظهر , شيعت الجنازة و تبعها كل الرجال , من المسجد الى المقبرة رجوعا الى البيت , و رغم مرور وقت الدفن , الا أن عدد المتوافدين لم يقل , بل كان يزداد تدريجيا , بالنسبة لهم حتى لو ضيعوا خروج الجنازة , لم يريدوا تفويت أجر التعزية , خصوصا الأشخاص القادمون من أماكن بعيدة . كانت ملك تجوب على المعزيات من النساء , مع فاطمة و الخدم لخدمتهم , و كان كريم و زوج علياء يخدمون الرجال , حيث أصر علي على تقديم الطعام و القهوة للجميع , فيما التهى هو باستقبال الوافدين . " الخادمة تبقى دائما خادمة , لا شيء يغير أصلها " تمتمت سعاد بغيظ , مسمعة ملك التي مرت بالقرب , و هي تحاول مسح دموعها , الا أن حزنها لم يمنعها من انتقادها , و ارسال نظرة حقد ناحيتها , ردت عليها ابنتها التي تجلس بجوارها " لا تزعجي نفسك أمي , اللي اختشوا ماتوا " بسماع الانتقاد اللاذع من فم المرأتين , بدأت بعض النسوة بالهمس و الثرثرة , و التحديق ناحية ملك بفضول , مما أربكها بعض الشيء , لكنها تجاهلتهن و أكملت ما كانت بصدد فعله , هي لن تدخل معهن في جدال أمام الزائرات , لن تعطيهن الفرصة لاثارة فضيحة مجانية هنا , و لأنها كانت متأكدة أن سعاد لن تمرر اليوم على خير , قررت أن تبتعد عن أنظارها قدر الامكان . بعد الانتهاء سريعا غادرت ملك الصوان , كانت تحمل صينية القهوة الفارغة , حينما صارت وسط الرواق عائدة الى المطبخ , استوقفتها احدى المعزيات , كانت امرأة في العقد الثالث , ملك متأكدة أنها رأتها سابقا , لكن أين هي لا تتذكر , كانت الشابة ترتدي فستانا أسودا طويلا , تجمع شعرها الأسود كعكة خلف رأسها , و لم تكن تضع أية مساحيق . " مرحبا ملك كيف حالك ؟ " بادرتها المرأة بكل ود . هزت ملك رأسها بالتحية , و هي تحاول أن تتذكر دائما , أين رأتها سابقا دون جدوى " مرحبا " لكن المرأة كانت مصرة على تذكيرها " أنا آسفة , ذلك اليوم اعتقدت بأنك خادمة , و علي المخادع لم يخبرني شيئا , لم أعرف الا مؤخرا من خالة صفية عن زواجكما " جعلت الكلمات ملك تستفيق أخيرا " لحظة أليست هذه الشابة , هي نفسها التي كانت في غرفة علي , في الفندق ذلك اليوم , قبل يوم من طلاقهما ؟ تبدو مختلفة جدا دون مكياج " بالكاد تعرفت ملك عليها , و هي لا تتذكر اسمها مهما حاولت , لكن ما قالته شد انتباهها " يعني حتى صفية تعرف بأمر العلاقة مع ولدها ؟ و هي الآن هنا لأخذ مكان سيدة البيت بعد مريم أو ماذا ؟ أكيد فالمرأة تكاد تخرج روحها لرؤية أحفادها " كان هذا كل ما فكرت فيه ملك , و قد شعرت ببعض الانزعاج , دون أن تعرف لماذا . لكنها بقيت صامتة لا تجد ما تقوله , فيما تلك المرأة مسترسلة , في ثرثرتها تماما كالمرة الماضية " أردت الاعتذار سابقا , لكن لم تتح لي الفرصة الا الآن , أرجو ألا تحقدي علي , لو أخبرني علي الحقيقة , ما كنت تصرفت بغباء , و طاوعته ذلك اليوم " كان الكلام مبهما قليلا , لكن ملك فهمت أنها تقصد التنمر عليها , وصفها بالخادمة و التصرف بحميمية مع علي تحت أنظارها , لكنها لا تبال ففي الأخير اتضح أنها زوجته , و هو حر في أفعاله هي ليست وصية عليه , ثم المرأة هنا تبدو أكثر تواضعا بطريقة غريبة . " لا بأس لا داعي للاعتذار , أنا لا أتذكر الأمر أساسا " حاولت ملك تشتيت الجو المربك , الذي حل فجأة حولهما . ابتسمت المرأة لها بامتنان غريب , و أمسكت بيدي ملك فجأة لتضيف " فعلا ؟ يا الهي خالة صفية كانت محقة , حينما قالت بأنك طيبة و متواضعة جدا " اندهشت ملك للوصف المتغزل منها , لم تعرف أن رأي صفية فيها , جيد الى هذه الدرجة الا الآن , لكن قبل أن ترد على اطرائها , تدخلت علياء لتقصي الأمر , فعلى حد علمها ملك لا تتعاطى مع أحد , فكيف تعرفت على هيا بالذات دونا عن الجميع . " مرحبا هيا كيف حالك ؟ " " مرحبا علياء , عظم الله أجرك " " شكر الله سعيك و غفر لنا و لك " تبادلت المرأتان التعازي بكل حرارة . حدقت ملك الى علياء باستغراب , و التي اتضح أنها تعرف المرأة أيضا , يبدو أن هيا هذه تلقى قبولا من الجميع هنا , و قد تجدها قريبا مقيمة في الطابق الثاني . كيف لا و علي كان يبدو , على وفاق تام معها ذلك اليوم في جناحه , كان يظهر عليهما أنهما منسجمين جدا , و الآن بعدما غادرت مريم , لن يكون مجبرا على اخفاء العلاقة . شعرت ملك بنغزة في قلبها , و ارتجفت يداها حتى كادت تسقط الصينية , لكنها لم تبد شيئا , غير ترقرق عينيها بالدموع , التي سارعت لحبسها بتذمر , و هي حتى لا تعرف , لم يجب أن تستاء من وضع مماثل . عادت المرأة و ابتسمت لملك " أعتذر مجددا منك ملك , سأعود الى الصوان عن اذنكما " بعدها مشت بدلالها المعهود ناحية صوان النساء , تاركة علياء تشعر بالفضول الشديد " ما الذي كانت هيا تعتذر بشأنه ؟ هل التقيتما سابقا ؟ " أخرجت أسئلتها ملك من تيهها , حكت جبينها و أجابت ببساطة " كانت تعتذر عن سوء تصرفها , ذلك اليوم في الفندق " استغربت علياء أكثر " أي فندق ؟ " " فندق فينوس , التقيتها مع علي هناك " أجابتها ملك دون تحفظ , و عبست علياء بطريقة مستنكرة " تقصدين فندقه ؟ " صدمت ملك لسماع المعلومة الجديدة " هل ذلك الفندق لعلي ؟ " سألتها و قد علت الدهشة ملامحها لتجيبها علياء بلهجة مؤكدة " أجل واحد من سلسلة فنادق يملكها أخي , و الجناح اقامة دائمة له , ما الذي كانت تفعله هيا عنده ؟ " أصرت علياء على معرفة الأسباب , تشوش ذهن ملك و أجابتها بشرود " كانا معا هناك يوما قبل طلاقهما " ارتعبت علياء من الاجابة , شحب وجهها و كأنها رأت شبحا , و صرخت في وجه ملك بعينين شاخصتين " طلاق من و من ؟ " . هذا البارت أتعبني نفسيا 😔😢 من يتذكر هيا من بارت سابق ؟ و ما محلها من الاعراب هنا ؟ 😘💞💞 ...... | ||||
14-12-20, 11:44 PM | #1427 | ||||
| حبيبتي سلمت يداكِ على البارت الرائع❤ ،مع اني حزنت جدا على مريم واقدر جدا شجاعتها وقوتها وحرصها مثل اي ام على سعادة عائلتها حتى في اسود الاوقات، حفظ الله امهاتنا جميعا ورحم الله الاموات منهم 🙏🏻، لدي شعور بان هيا تكون اخت علي غير الشقيقه او (اخت بالرضاعه) 🤔 المهم ننتظر البارت القادم على احر من الجمر 💥التفكير والتشويق يقتلني 😅 | ||||
15-12-20, 12:00 AM | #1429 | ||||
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 122 ( الأعضاء 49 والزوار 73) ملك علي, amatoallah, umnasser15, الذيذ ميمو, ban jubrail, توتا احمد غ, تماارا+, رااما, ميمي777, روجا جيجي, بلانش, شيماء ستار, NoOoShy, maha_1966, the dream song, nada alamal, نوره خليل, صباح مشرق, Lazy4x, لولو نادرة, Kokinouna, الرسول قدوتى, tota642000, Rere4040, البدر1414, غدنا, هانا مهدى, ملوكه*, منيتي رضاك, hapyhanan, حنين غول, همس الضلال, Maha27, نادية الليل, مروة عز, هدوء الصمت222, راء!, Just give me a reason, موضى و راكان, rahafsoo, أم نسيم, أمنيات بريئة, 3alloa, k_meri, غادة 1990, هدى الحسني, أسـتـر, سبحان اللة وبحمدة, Alzeer78 شكرا حبيييييييباتي على الحماس و المتابعة و الهرج الجميل و المنعش لمتابعتكم 💖💖 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹 | ||||
15-12-20, 12:05 AM | #1430 | |||||
| اقتباس:
اهنؤك حبيبتي تخميناتك محقة بنسبة كبيرة 😉👍 سنرى ان صحت باقي التكهنات ☺️ شكرا على الحماس الجميل 💖🌹🌹🌹🌹 | |||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ، |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|