آخر 10 مشاركات
أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          والروح اذا جرحت (2) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة في الميزان (الكاتـب : um soso - )           »          كوب العدالة (الكاتـب : اسفة - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          قصر لا أنساه - مارغريت مايلز- عبير الجديدة -(عدد ممتاز ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          79 - قسوة وغفران - شريف شوقى (الكاتـب : MooNy87 - )           »          1 - من أجلك - نبيل فاروق (الكاتـب : حنا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree678Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-01-21, 09:52 PM   #1911

أميرة الساموراي
 
الصورة الرمزية أميرة الساموراي

? العضوٌ??? » 398007
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 763
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » أميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc4
¬» اشجع shabab
?? ??? ~
كن على على ثقة أن الله بسط لك الرزق في أي مكان ذهبت وستذهب اليه
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملك علي مشاهدة المشاركة
البارت بعد ساعة من الآن ان شاء الله
جهزوا المناديل و لا تدعوا علي أنا أحبكم (●'◡'●)


لا... لا...لا من فضلك.. لاااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااا
ااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا اا


بالانتظار


أميرة الساموراي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-21, 10:27 PM   #1912

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي




البارت الثالث عشر بعد المائة وعد احتضار 💔





" ماما أنا أحبك ,
لكنني يجب أن أذهب معه هو ينتظرني "

قالت ملك بابتسامة مشرقة لوالدتها , أعطتها قبلة حارة على خدها , قبل أن تستدير و تشير الى الماء أمامهما ,

حيث كان علي يقف مبتسما , وسط الأمواج المتلاطمة , يمد لها يده و يدعوها للانظمام اليه .




تشبثت عدراء بيد ابنتها , خاطبتها بنبرة متوسلة , و دموعها تغرق عينيها

" ملك حبيبتي أرجوك لا تذهبي , ابق معنا نحن نحبك "

و أشارت الى عز الدين , الذي يقف بعيدا عنهما بملامح متجهمة .




" لكن بابا لم يعد يريدني , و علي هناك يحتاجني ,
علي أن أذهب إليه , الوداع "

أجابتها ملك بصوت حزين و بائس , أفلتت بعدها يدها ثم شاروت لتوديعها , قبل أن تتحرك ناحية المياه مجددا , باتجاه علي الذي يبتسم لها , ممسكا قلادتين في يده .



استدارت المرأة ناحية زوجها تطالبه بتوسل

" عز الدين لا تدعها ترحل أرجوك "

لكن الرجل كان يقف صامتا , يحدق ناحية الأفق بنظرات قاتمة ,
و كأنه يترقب حصول مصيبة ما .



تقدمت ملك ناحية علي , و هي ترتدي ثوبا فضفاضا ناصع البياض , تبتسم له بكل حب تمد له يدها ,
و تحاول مصارعة الأمواج الهادرة للوصول اليه ,

فجأة تحولت المياه حولهما الى طوفان عاصف , ليختفي علي وسطها دون أثر , و تلاحقه ملك محاولة بلوغ مكانه ,

و في لحظة ابتلعتها الأمواج التي تحول لونها , في رمشة عين الى اللون الأحمر القاني .





" ملك "

صرخت عدراء بأعلى صوتها , و جلست مكانها تلتقط أنفاسها المختطفة ,
و تمسح جبينها الغارق في العرق البارد .



" ما بك عدراء ؟ هل أنت بخير ؟ "

سألها عز الدين بقلق بعدما أفزعته صرختها ,
و قد كان يغط الى جانبها في نوم عميق .




حدقت المرأة اليه بشرود , لتكتشف أنه كان مجرد كابوس سيء ,
و أنها لم تغادر سريرها أو غرفتها , فهم زوجها ما تعانيه , ليسرع في احضار ما يهدؤها

" سأحضر كأس ماء باردة من المطبخ ,
خذي نفسا عميقا حبيبتي , كان مجرد كابوس "



هزت المرأة رأسها موافقة , و بقيت تجلس مكانها دون حركة , تقرأ بعض الآيات محاولة تهدئة روعها , دون أن تقدر منع بعض العبرات , من الانسياب من بين رموشها ,

لكنها سارعت لمسحها بيدها , بمجرد أن دخل عز الدين , من الباب متجها ناحيتها ,


التقطت عدراء الكأس من يده و ارتشفت منها , قبل أن يستعيدها من يدها , و يطلب منها الاستلقاء مجددا ,

شدها الرجل الى حضنه , و استلقى هو الآخر على وسادته , مرر أصابعه بين خصلات شعرها الذهبي و خاطبها

" ماذا رأيت بالضبط ؟
كنت و كأنك تغرقين و لم أستطع ايقاظك "



أخذت زوجته أنفاسا متلاحقة لتجيبه بصراحة

" ملك كانت تغرق في بحر من الدم , و ذلك الرجل كان هناك ،
يبتسم لها ثم اختفى و تركها ,
لا أدري عز لكن قلبي ينبؤني , أنها تعاني من خطب ما "


كانت نبرة صوتها لا تزال مرتجفة , و كأن ما رأته من مشاهد مرعبة كان حقيقيا ,
حتى أنها كانت تدلك صدرها , مقابل قلبها و كأن الضيق حقيقي .



ربت عز الدين على ظهرها بحنان قبل أن ينهرها

" كل ذلك من نسج خيالك , هي تعيش بخير و رأيت بنفسك , كم كانت تبدو سعيدة في الصور ,

ثم ألم أطلب منك التوقف , عن مطاردة أخبار ذلك الرجل ؟

لم تصرين على تعليق نفسك بأناس , لا يريدوننا في حياتهم , فلم تعذبين نفسك ؟

هيا أعطني هاتفك "



ترددت عدراء قليلا , قبل أن تمد يدها ناحية الطاولة و تمرر له هاتفها , و بقيت تراقب ما يريد فعله به ,

اعتدل عز الدين في مكانه , و فتح الأخبار التي كان متأكدا , أنها موجودة على صفحاتها الاجتماعية , ثم قام بالغاء الاشتراك منها كلها




" مالذي تفعله ؟ "

تذمرت عدراء من تسلطه ، ليجيبها بكل بساطة

" أبعدك عما يعكر مزاجك , منذ رأيت تلك الصور منذ أيام , و أنت تعانين من كوابيس متعددة , و تقومين صباحا مرهقة و محبطة ,

لا تعتقدي أنني لا ألاحظ شرودك , طوال الوقت و التصاقك بهاتفك , أنت حتى لم تخرجي الى أي مكان أيام العيد ,

الآن أنا ألغيتها كلها , و لم يبق الا الصفحات الطبية المتعودة على رؤيتها ,
و أريدك أن تعديني أنك لن تتبعي أخبارهما بعد الآن "



مطت المرأة شفتيها أمامها باعتراض واضح , ليرفع عز الدين حاجبه باستنكار و يصر

" هيا عديني أو سأخصامك "




لتسارع هي و تعطيه كلمتها

" حسنا أعدك , أصلا لم يضعوا من يومها خبرا عن ملك , كل أخبار ذلك الرجل اقتصادية و مالية ,
ثم أنا أصبحت قلقة أكثر بما رأيته , و أردت الاطمئنان لا أكثر "




" ما الذي رأيته ؟ "

عز الدين لم يحاول يوما , الاطلاع على أخبار ذلك الرجل , لأنه يمقت وجهه حد الرغبة في القتل ,
هو حتى يخرج مباشرة , من أية صفحة قد يجده فيها ,

و لحسن الحظ لا يصادفه كثيرا , و الا ألغى الانترنت من هاتفه تماما ,
و بقي يترقب ما تريد زوجته قوله




صمتت عدراء لثوان قبل أن تجيبه

" يقولون أنه زير نساء متعدد العلاقات , و أن زوجته توفيت مؤخرا في سن صغيرة ,
و بعض الشائعات تقول أنها ماتت منتحرة ، لأنها اكتشفت زواجه من امرأة أخرى "


قطب عز الدين جبينه

" تقصدين ملك ؟ "



" لا أدري لم يذكروا أسماءا , لكنهم يقولون أنها ليست الزوجة الوحيدة ,

حتى أنهم نشروا صورا كثيرة , لامرأة جميلة جدا قالوا أنها طليقته ,

و وجدت الكثير من الأخبار القديمة , عن مشاكل جمة مع نساء , ارتبط بهن في أوقات مختلفة ,
حتى أن بعضهن من المشاهير "




امتعض عز الدين أكثر لما سمعه , و قد توقع ما هو أسوء مسبقا , ليؤكد ما قاله لعدراء

" ألم أخبرك أن هؤلاء الأثرياء , لديهم حياة اجتماعية معقدة ؟

لا أعرف فعلا كيف علقت ملك معه , و لا كيف وقعت تحت يده ؟

لم أكن لأصدق يوما أنها تقبل برجل , لديه أكثر من زوجة ، و بهذه السمعة السيئة "




وضعت عدراء يدها على صدره , و حاولت تطييب خاطره سريعا

" لا تزعج نفسك عزيزي , هي اختارته و أتمنى فقط ألا يؤذيها ,
لكن هل يمكن أن تعدني بشيء ؟ "



تنهد عز الدين و قد خمن مسبقا , ما تريده زوجته طيبة القلب

" عدني أنك ستستمع لها ، ان هي انفصلت عن ذلك الرجل ,
و عادت الى هنا دون أن تطردها مباشرة "


" لكن عدراء ..."


" أرجوك عز الدين من أجلي أنا , لتصغ الى أسبابها و بعدها نحكم , نحن لا ننجب ابنة كل يوم "



لم يجد عز الدين بدا من اعطائها كلمته , و الا هو يعرف أنها ستبدأ بالبكاء فورا ,
و الوقت متأخر و هو لن يتحمل نوبة نحيب الآن


" حسنا عدراء أعدك لندعها لوقتها , لكن اذا اتضح أن كل ما حصل حقيقي , هي ليست ابنتي و لا أنا أعرفها "


" حسنا حسنا لا تغضب , أنا أحبك "




ابتسم عز الدين لها ، قبل أن يقبل خدها و يعرض

" حسنا وعدك بعدم ترصد أخبارهم , مقابل وعدي بالاستماع لها مستقبلا , ان غششت سألغي كلمتي "


" لا لا تلغيها أنا وعدتك , ثم كما قلت معظم الأخبار قديمة , و أنا قرأتها كلها بالفعل "

اعترفت عدراء بكل سذاجة على فعلتها



"...."

صدم الرجل و هو يكتشف لتوه كم أن زوجته , صارت فضولية و تحب النميمة , لكنه سارع لتغيير الموضوع

" ما رأيك أن أصطحبك , لزيارة والدك في المنتجع الذي يقيم فيه ؟ "



أشعت عينا المرأة فرحا بالخبر , لتنتصب مكانها محاولة التأكد مما سمعته

" فعلا ؟ يا الهي عز الدين أنا أشتاق له كثيرا "



شعر عز الدين بوخزة في قلبه برؤية ملامحها المتحمسة , هو يعرف أنها متعلقة بوالدها كثيرا , و لكنها لم تتمكن من زيارته مؤخرا , بسبب انتكاسه في كل مرة ,

اضافة الى أنها لا تطلب منه مرافقتها , لمعرفتها بكم التشنج الذي يسبغ لقاءتهما , فهو المنافس رقم واحد لوالدها على قلبها ,

لكنه ليس قاسيا ليحرمها منه , هي حتى لم تتمكن من رؤيته يوم العيد , و اكتفت بمكالمة هاتفية للتهنئة .



" أكيد سنذهب غدا اذا أردت , و سنقيم هناك لثلاثة أيام متتالية , ترينه و نستجم نحن أيضا ثم نعود ,
ها ما رأيك ؟ "


صفقت عدراء بيديها كطفل صغير رأى قالب حلوى , و سارعت للتعلق برقبته فرحا , و قد نسيت كل تلك الكوابيس المشؤومة التي راودتها

" شكرا عزيزي , أنا ممتنة جدا لك "



" لا بأس , هيا علينا أن ننام لنصحو مبكرا ,

لكن أحذرك منذ الآن , اذا طلب والدك لعب شطرنج , فلن أوفر جهدي لأهزمه ,
و لا يهمني ان امتعض أو خاصمنا , أنا لن أخسر كل مرة ، فقط من أجل ألا تحزني "



ضحكت عدراء من تصريح زوجها المتصابي بصوت عال , و هو يتذمر كولد خسر كرته و حاولت مواساته

" حسنا أنتما متعادلان الى حد الآن , أنت تهزمه في الشطرنج و هو في السكرابل ,
لكنك تعرف كم يمقت أن يتغلب عليه أحدهم ,

هو في العادة شاطر جدا , لكنك الوحيد الذي يهز ثقته بنفسه في هذه اللعبة ,
تعامل معه بروية أرجوك "



زفر عز الدين بحرقة قبل أن يجيبها

" حسنا خسارة أخرى فقط و لأجلك , بعدها أنا لن أتنازل عن حقي في الربح "


قبلته عدراء على خده و شكرته

" أعرف أنك تحبني و لن تحزنني "


" جيد أنك تعرفين , حتى لا تقولي العكس حينما أنسى , اقتناء الفطائر التي تحبينها كل صباح "


" لا لن أقول أعدك , هيا لننام تأخر الوقت "



هي تعرف أنه يحبها ، و يفعل ذلك من أجلها , فهو رغم شخصيته العنيدة و الصلبة , و رغم الماضي المشحون بينه و بين والدها ,

الا أنه لا يتردد في اظهار دعمه و احترامه له , في كل المناسبات اكراما لها ,
و لهذا بالذات هي تحبه , لأنه يفصل بين ضغائنه ، و معاملة غيره باحترام و عدل .



خلد الزوجان الى النوم مجددا , لكن قلب عدراء لم يتوقف , عن الشعور بالتوجس الذي داهمه فجأة ,

و لم تتوقف هي طوال الليلة على ترديد أدعية , عل الله يستجيب لها و يحمي ابنتها .



.
.
.



" ماذا دهاك كريم ؟

ألهذه الدرجة أنت غاضب مني , و لا تريد أن تكلمني ؟ "

همست أسيل بينها و بين نفسها , و قد بدأت دموعها بالتساقط , بسبب جفائه لأول مرة معها ,



بعدما يئست من سماع صوته , حملت هاتفها و أرسلت رسالة الى ندى , معتقدة أنها قد خلدت الى النوم ,
لكن أرق صديقتها كان أسوء من أرقها , و أجابتها برسالة مباشرة

" ندى كريم لا يرد علي ,

اتصل منذ ساعات و أرسلت بضع رسائل , لكنه لم يجب و لا على واحدة , رغم أن هاتفه متاح و ليس مغلق ,

أشعر أنه يريد فسخ الخطوبة بجدية هذه المرة "



" أيتها المجنونة أخبرتك ألا تضغطي عليه , الرجل غير متعود على دلال الفتيات ,
سيعتقد أنك لم تتصلي به , لأنك مصممة على الانفصال عنه "

نهرتها ندى دون تردد , لترسل أسيل كلمات متذمرة أخرى

" و الآن ماذا أفعل ؟ اذا تركني كريم سأموت "

أرسلت أسيل الرسالة مع وجوه باكية كثيرة , مرافقة لدموعها الحقيقية ,



لترد عليها ندى بوجوه عابسة و تزجرها

" فات أوان البكاء الآن , الوقت متأخر توقفي عن ازعاجه ,
قد يكون مشغولا فحسب و لم يرد عليك ,

غدا صباحا اذهبي مباشرة لزيارته و ترقيع العلاقة "




" لكنني لا أريد "

حاولت أسيل التمسك بموقفها , لكن ندى لم تسمح لها بالاستمرار بالعناد

" بلى تريدين و الا لم تبقينني ساهرة , الى حد الساعة أستمع الى نحيبك ؟
أنا لدي عمل مبكرا تصبحين على خير ,

و اياك أن أكلمك غدا , و تخبرينني أنكما لم تتصالحا بعد "

و أرسلت لها لكمة كتهديد .



ابتسمت أسيل لرؤية عنف ندى , لكن عليها الاعتراف أنها محقة ,

هي بالغت في ردة فعلها عما فعله , غدا ستزوره في الشركة لتصالحه ,
لكن عليه أن يفهم أنه أخطأ بدوره .



بعد اتخاذ قرارها أخيرا , فتحت صفحة الرسائل بينها و بين كريم , و أرسلت له رسالة أخيرة

" أحبك أيها الملاك الحارس , أنا آسفة "

مع الكثير من القبل و القلوب , ألقت بعدها الهاتف جانبا , و غفت على وسادتها ,

دون أن تدرك أن كريم , لم يكن يتجاهل اتصالاتها لكنه كان مشغولا , بوضع فيه حياة أو موت بعيدا عن هاتفه .



.
.
.



" آسف لافساد هذه اللحظة الرومنسية الجميلة , عليكما يا عصافير الغرام ,
و لكن لدينا أمور أخرى علينا مناقشتها , أليس كذلك دكتورة ؟ "

قال بهجت بسخرية سمجة و مستفزة .



شعر علي أن ملك ارتجفت بين يديه , حينما سمعت صوت هذا السافل ,
و دست وجهها في صدره أكثر و كأنها تفر منه ,


هذه المرأة شجاعة لا تخاف عادة ، و الله وحده يعلم ما الذي فعله ، هذا الكلب لارعابها هكذا ؟

هو أصلا يدرك أنها لم تكن لتحتضنه هكذا , لو لم تكن منهارة نفسيا و بشدة ,
و هو يحاول كبح جماح تفكيره الذي يوسوس له , بأمور بشعة عما حصل هنا قبل وصوله ,

لأنها اذا انفلتت فستكون النتائج وخيمة , و قد تنتهي بمقتلهما في هذا المكان القذر ,
بما أنهما في موقف ضعف ، تحت تسلط هذا الرجل الغدار ,


لكنه تمالك نفسه فلم يكن وقت الحساب الآن , الأولوية لاخراج ملك بخير من هنا ,
مادامت ستكون على قيد الحياة , أي شيء آخر لن يكون مهما أبدا .



أمام عيني علي الحاقدتين , ازدادت ابتسامة بهجت اتساعا ، و أضاف بكل وقاحة

" لماذا أنت متفاجيء ؟
ألم تتوقع أن أكون أنا من فعلها ؟
ألهذه الدرجة لديك الكثير ممن يكرهك , و يود الانتقام منك ؟ "



تغيرت ملامح علي من الفرح لرؤية ملك بخير , الى الغضب الشديد بمعرفة الفاعل ,

طبعا هو كان قد شك في بهجت من أول الأمر , كأحد أعدائه الذين يرغبون في أذيته مع عائلته ,

لكن التحريات كانت تقول ، أنه لم يغادر ايطاليا , و قد مكث لوقت طويل في مشفى خاص ,
لاجراء عمليات تجميلية لأنفه و وجهه , بعدما تسبب علي بلكماته العنيفة يومها في تشويهه ,

لكن واضح أن طرقه الملتوية ليست محدودة , حتى يدخل الى هنا دون ترك أثر يقود اليه ,
و قد زاد قلقه بخصوص ما يحصل هنا بادراك هذه الحقيقة .





" اعتقدتك أذكى من هكذا , أليس كذلك دكتورة ؟ "

كرر بهجت سؤاله و ضحك برعونة , مظهرا صف أسنانه الأصفر المثير للغثيان .



لتتمسك ملك بقميصه أكثر , مغمضة عينيها و قد أرعبتها ضحكته , حتى أن علي شعر بدقات قلبها تتزايد و هي تضمه ,
ليشد هو قبضته أكثر حول خصرها , حتى يمدها ببعض الشعور بالأمان .


كانت ملك تحاول ضبط أعصابها , و قد بدت ممتنة جدا لدعم علي , فما حصل هنا خلال اليومين الماضيين كان فوق احتمالها ,

و فقط قربها من علي في هذه اللحظات , هو ما يجعلها تحتفظ بآخر ذرة , من عقلها حتى لا تصاب بالجنون ,

و قد أدركت خلال الدقائق الماضية من وصوله , أنه الشخص الوحيد الذي تمنت رؤيته , قبل موتها الى جانب والديها ,

ليس فقط لأنه قادر على حمايتها , و امدادها بشعور بالأمان لم تحسه الا مع والدها ,

و لكن لأنه الانسان الوحيد , الذي وجدت نفسها تفكر فيه , في أحلك لحظات حياتها , و لم تتمن الا أن تراه لمرة واحدة قبل رحيلها .



ربما لفظ حبيبتي الذي أطلقه على مسامعها , حينما كانت تستنجد به في غير وعي , و الذي لم تتذكره الا لاحقا بعدما توقفت المطاردة , هو ما حرك هذه المشاعر الغريبة و الجياشة ناحيته ,

أو ربما رؤية وجهه حلو التقاسيم , يطل عليها بعد كل عذابها , هي ما زرعت هذا الدفء في روحها ,

خاصة أن بعض الشكوك اللعينة , كانت قد راودتها سابقا بسبب يأسها , بأنه لن يأتي أبدا اليها , و يخاطر بنفسه في سبيلها ,


لكن عليها الاعتراف الآن , أن لا شيء يضاهي اغتباطها بتخييب ظنها , و هو يبتسم لها بملامحه المنهكة ,
و يفتح ذراعيه لها لاحتضانها , حتى أنها اعتقدته سرابا من وحي خيالها ,


ملك لا تفهم شعورها الداهم , مع كل هذا التشوش و الضغط , لكن كل ما يمكنها تحليله حاليا , أن علي انتقل الى مكان ما , في قلبها و لن يغادره أبدا ,

و هي ستؤجل معرفة هذه المكانة , لأوقات أخرى أكثر هدوءا و تعقلا .





" اهدئي ملك لا تخافي أنا هنا "

حاول علي تهدئتها بالهمس لها و تقبيل جبينها , و لمفاجأته فقد نجح الأمر , و خفت ارتجافاتها قليلا ,

رمق بعدها الرجل الحقير ، بنظرة قاتمة قبل أن يزجره

" لا تحدثها , لا كلام لك معها ,
أنت طلبتني و أنا هنا , فما الذي تريده ؟ "



ابتسم بهجت بسخرية بغيضة , وترت أعصاب علي أكثر , ليضيف بكل وقاحة

" حسنا ما كنت أريده هي أفسدته ,

فقد حاولت العثور على العصفورة الصغيرة لألعب معها قليلا , لكن هذه الحمامة الجميلة طيرتها من يدي ,

لكن لا بأس أنا أحب الطيور الناضجة أيضا ، و استمتع بها كثيرا "

قال في تعليق سمج على رنا و ملك , و لعق شفتيه بطريقة منفرة .




" أيها السافل "

صرخ علي و قد شعر أن الدم غلى في عروقه , من تلميحاته المنحطة عن ابنته و ملك ,
و حاول التقدم ليلكم وجهه المقيت و يشفي غليله ,


لكن ملك لم تكن تطلقه , و قد زاد تشبثها به حتى لا يهجم عليه ,
هي تعرف أنه إن دخل في عراك مع بهجت سيتأذى , لأن رجاله لن يدعوه و شأنه ,


حتى علي أدرك أن عليه عدم مجادلته , هذا الرجل جبان حتى النخاع , و لن يقاتله وحده ان طلب ذلك , لذلك سارع لانهاء الجدال بتعقل


" المال الذي طلبته أخذه رجالك , سآخذ زوجتي و أرحل الآن "

قال علي بصوت ثابت ، محاولا عدم فقدان أعصابه , و التسبب في رفضه تحريرهما ,

هو لا يمانع قتالا هنا ، حتى ضد كل هؤلاء , لكن ليس و هناك احتمال ، بقاء ملك خلفه لتعاني .



لذلك قرر اتخاذ خطوة جريئة , لجس نبض العصابة و معرفة نواياهم ، دون أن ينتظر اذنا من بهجت لتركهما يرحلان , أمسك بيد ملك المرتجفة , و استدار ليغادر من هذا المكان الخانق ,

لكن الشابين اعترضا طريقهما فورا , مع نظرة مهددة تعلو وجهيهما , و استعراض المسدسات التي كانا يحملانها .



حدق علي اليهما بصمت محاولا حصر حظوظه , المشكلة بالنسبة له لم تكن في العدد , بل في الأسلحة التي يحملناها ,

و هو متأكد أنهما لن يتوانيا عن استخدامها , لمنعهما من الرحيل باشارة صغيرة من بهجت ,
لتعود ملك و تلتصق بجانبه , بمجرد أن توقفت خطواته .



فجأة أنار مصباح كبير المكان , و خطا بهجت بتأن ناحية أريكة قديمة , وضعت هناك في المنتصف ,

جلس عليها بكل راحة , واضعا رجلا على رجل , أشعل سيجارا و أخذ منه نفسا عميقا , ثم رد بكل تكبر

" أكيد سآخذ المال فهو التعويض عما خسرته , بسببك أنت و زوجتك المصون ,

بعدما جعلت شركائي يطردونني , و أصبحت على حافة الافلاس ، حتى أنهم جعلوني أبيع أسهمي بسعر منخفض جدا ,

أنا أقدر كثيرا ذكاءك سيد علي , لكنك نسيت أنك لعبت مع المافيا الايطالية , و لهذا ثمن أيضا و أغلى مما تخمن "



ألقى بهجت أولى أوراقه , ليزيد من توتر علي الذي أدرك الآن , أن الأمر يتخطى مجرد اختطاف من أجل المال ,
و أن هذا اليوم لن ينتهي على خير مما يبدو , فالرجل مجنون و أكيد يريد أمرا غير معقول منه .



لم تفهم ملك ما الذي تفوه به هذا الرجل للتو , هي اعتقدت أنه هنا للانتقام من علي , بعدما أهانه ذلك اليوم في المطعم ,
حتى أنها كانت تلوم نفسها , لأنها كانت سببا غير مباشر , في حصول تلك المشكلة ,

لكن واضح أن علي فعل أمرا أكثر من هذا بكثير , أثار حنقه و جلبه هنا لأخذ ثأره ,
و الا ما كان وقف هنا بهدوء , دون أن يرد عليه , هي تعرف هذا المتسلط لتدرك ذلك .

" هل التقيا مجددا بعد تلك الحادثة ؟ "

تساءلت في سرها , و هي تراقب ملامح علي المتجمدة , قبل أن يرد عليه أخيرا

" لأنك تستحق "

كان كل ما قاله علي بصوت حازم , أكد ظنون ملك و أصابها بالدهشة

" هل يعقل أنه لاحقه الى حيث يعمل و قام بمعاقبته ؟ "

تساءلت مجددا و قد شعرت بالصدمة , فهو لم يذكر شيئا عن هذا الأمر مسبقا .




ابتسم بهجت ردا عليه , و انكمشت كل تجاعيد وجهه البغيض ليجيبه

" جيد أنك مصر على موقفك ,

لذلك يسرني أن أعلمك أن الصفقة لم تنته بعد , فهذا المال لتعويض الخسائر المادية ,

لكنني لم أحصل بعد على اعتذار مناسب , بسبب ما فعلته سابقا أمام هذه الجميلة "



و نظر ناحية ملك بشهوة , جعلتها تخفي وجهها مجددا في صدر علي , الذي شد ذراعيه أكثر حول كتفيها و خصرها .


و حاول مرة أخرى معه

" الأمر بيني و بينك , تصفية حساب بين الرجال ,
لا داعي لاقحام زوجتي فيها ,

دعها ترحل و سنحل المسألة , دون الوصول الى الشرطة "




" لا "

تفاجأ علي بملك تعارض عرضه , و تطبق كفيها الصغيرين على قميصه

خفض عينيه ليحدق الى وجهها الشاحب المكدوم , و شفتيها المرتجفتين الجافتين لتضيف

" لن أخرج من هنا الا معك "



غص حلقه و ارتجف قلبه , اعتقدها سترحب بالاقتراح و تغادر مباشرة ، لتتخلص من هذا الكابوس أخيرا ,

لكن الاصرار الذي رآه في عينيها ، أخبره أنها جادة جدا , و هو يعرف مقدار عنادها حتى لا يعارضها هنا ، لكنه حاول إقناعها بعقلانية

" من أجلك ملك يجب أن تغادري , أنا لا يمكنهم ايذائي الا بالقتل ,
و هو أجبن من أن يفعلها ,

أما أنت فسيكون الأمر مختلفا , أرجوك اذا قبل ستغادرين "




" لا "

رددتها ملك بعزيمة أكبر , هي تفهم قصده بما أنها امرأة , فهناك أكثر من مائة طريقة لاذلاها , أبشع من مجرد ميتة سريعة ,

و تقدر كثيرا محاولته لتجنيبها أية تجربة مؤلمة , لكنه لا يعرف ما ينتظرهما حقيقة , و هي لا يمكنها قول حرف واحد أمامهم .

في المقابل لم يفهم علي , لم تصر على البقاء معه , هي لم تكن يوما بهذا الغباء .

كانت تساؤلات علي الصامتة كثيرة , و الأجوبة في عيني ملك غامضة جدا , و كأنها تعرف أمورا لا يعرفها هو .





أثناء نقاشهما الهامس تلقى بهجت اتصالا , فتح الخط و استمع دون أن يقول حرفا , لتتغير بعدها ملامحه الى التجهم , و كأن ما سمعه لم يرضه ,

لكنه أغلق الخط و استرخى أكثر على الأريكة , يراقب الزوجين بعيون خبيثة قبل أن يتدخل


" أرأيت ؟ حتى الدكتورة الجميلة لا تريد تركي ,

لكنني سأريحكما من الجدال ، لأن لا أحد منكما سيغادر ،
الا بعد أن أحصل على ما أريده "

أضاف بهجت مستنزفا أعصاب علي , الذي بدأت عضلاته بالتشنج , رغبة منه في ضربه و ازهاق روحه .



" ما الذي تريده ؟ "

هدر فيه علي مستعجلا سماع طلباته , فقد كانت ملك على وشك الانهيار ,
و كل ما كان يريده هو الخروج , من هنا في أقرب وقت ,

حتى لو طلب بهجت نصف ثروته , سيعطيه اياها دون تردد , اذا كان المقابل أن يغادرا سالمين من هنا .



لكن بهجت كان أكثر انحطاطا مما اعتقد , صمت لدقائق و هو يحدق بغل ظاهر ، الى الاثنين يقفان متلاصقين , ثم طلب بثقة بالغة

" تعال هنا و اركع أمامي ,
و اطلب الصفح بكل جدية و ندم , و أنا سأعفو عنكما "



بهجت لم ينس يوما أنه أهين , أمام رجاله على يد علي ، كبرياؤه كرجل مافيا يدفعه , الى الانتقام بأسوء طريقة ممكنة ,

بالنسبة له لم تعد هذه مسألة خسائر مادية فقط , و لكنها كرامته التي داسها علي دون اكتراث , و التي ذاع صيتها في وسطه ,

ان هو تغاضى عما فعله به هذا الرجل , سيخسر سمعته و هيبته بين شركائه و رجاله الى الأبد .





بما قاله بهجت وصل علي حده من التحمل , و صرخ في وجهه باحتقار

" أبدا لا تحلم بذلك أيها الوغد ,
لن أعتذر أبدا حتى لو قتلتني "





" ها ها ها "

دوت ضحكة بهجت المنفرة المكان , ارتجفت معها ملك مجددا و استرسل

" حسنا لا بأس أيها الشريك , أنا رجل حنون و لن أجبرك على فعل ما لا تريده ,

لذلك تفضل و غادر تصحبك السلامة , و أنا سآخذ اعتذاري من هذه الجميلة بطريقتي ,

و لا تقلق سأعيدها لاحقا الى باب منزلك , إن بقي فيها شيء صالح للاستعمال "



هم علي بالقفز عليه , و قد اشمأز مما قاله , و قد كان تهديدا صريحا بالاعتداء على ملك ,

لكن هذه الأخيرة شدت على قميصه , بقوة محاولة ابقاءه هنا , هي لا تريد أن تفقد شعور الأمان , الذي حصلت عليه أخيرا بعد كل ما عانته ,

كما أنها لا تريد أن ترى علي يتأذى , بسبب استفزاز هذا المجرم له .




شعر علي برعبها مجددا , و وقف مكانه لا يريد افلاتها هو الآخر ، خاصة مع امكانية اعتداء الشابين خلفه عليها ,

لكن لا يمكنه منع نفسه من الغضب , فهذا الرجل يطلب منه اما أن يركع أمامه ,
أو أن يترك ملك هنا , ليغتصبها مع هؤلاء الرجال , الذين يلتهمونها بأعينهم منذ دخوله .



" مليار دولا سأضعه في أي حساب تقترحه في أية دولة , و نرحل من هنا فورا "

اقترح علي محاولا حل الموضوع باغرائه بالمال

هز بهجت رأسه رفضا للعرض , و أشار الى الأرضية أمامه , مطالبا بالتعويض الذي قاله .



صمت علي لثوان قبل أن يضيف دون تردد

" عشرة مليار دولار "

أصدرت ملك شهقة خافتة , و حدقت بينه و بين الرجل الآخر , متأملة أن يوافق و يدعهما و شأنهما .




ظهرت ابتسامة سخرية على وجه بهجت , معلنة عن رفضه المطلق لأية تسوية

" تركع أولا بعدها سنناقش أمر الملايير , التي تلوح بها ارضاءا لهذه المرأة "



تنهد علي بيأس مما سمعه , هو لو كان في موقف مختلف , لما ركع و لو قطعوا رأسه , فكرامته أغلى من روحه ,

لكن في هذه الوضعية , هو لا يمكنه الرفض و المغامرة بايذاء ملك ,
المقايضة لم تعد تخصه ليتعنت لكبريائه , لذلك فقد كان الاختيار الأول أهون بالنسبة له .



نظر علي الى وجه ملك الخائف و عينيها المرتعبتين , ثم وضع يده على خدها الذي تعلوه الخدوش , مسح بابهامه عليه و ابتسم لها بلطف

" لا تقلقي سنخرج من هنا سويا "

حاول طمأنتها رغم شكه , في حقيقة حصول ذلك بسهولة .



تفاجأت ملك بداية لما قاله و اتسعت عيناها , هي لا تصدق أن هذا الرجل المعتز بنفسه , سيركع أمام هذا النذل فقط من أجلها ,

حينما سمعت الطلب التعجيزي , هي اعتقدت أنه سيتركها و يذهب ,

ملك تعرف أنه قد يستميت لاخراجها من هنا , بأية طريقة أخرى لكن ليس مقابل اذلاله ,
و قد آلمها الأمر قبل حتى أن يفعله ،

لكنها شعرت بالراحة في قلبها لسماع كلماته , مادام علي معها فهي ستكون بخير , لذلك هزت رأسها بنظرات ممتنة و واثقة .



من جهته علي كان يعلم أن الخروج من هنا , سيكون صعبا للغاية ان لم يكن مستحيلا ,

لأنه حتى و لو نفذ ما طلبه بهجت , فقد يخرج هذا الرجل بمائة اقتراح آخر , لمنعهما من الذهاب دون أذى ,

لكنه مستعد لفعل أي شيء يطلبه , ما دامت ملك ستكون بخير , و على بهجت أن يقتله أولا , قبل أن يسمح له بلمسها .





" يا الهي تبدوان مثل الأبطال في الروايات الرومنسية , أنتما فعلا لائقين سويا ،
أكاد أذرف الدموع تأثرا ,
لكن أنا آسف , لا أملك الكثير من الوقت لغرامياتكما "

قال بكل سخرية محدقا في ساعته , و تغيرت ملامح علي مجددا , من الدفء الى الغضب .


لكنه قرر انهاء هذا الأمر بسرعة , فك يدي ملك من قميصه , و بعد تردد لدقيقتين أخذ نفسا عميقا , و خطا بتأن ناحية الأريكة , على بعد عشرة أمتار .



أشار بهجت بكل غطرسة الى المكان , الذي يريده أن يركع فيه و يطلب الصفح , مشترطا أن يستمر الأمر , لخمس دقائق كاملة حتى يعفو عنهما ,


أخذ علي نفسا عميقا مجددا , و وقف حيث أشار له , ثم انحنى ببطء على ركبته اليمنى ثم اليسرى ,
حنى رأسه كما طلب الرجل , و كان يضم قبضتيه بشدة و الغيض يتآكله .



بقيت ملك تتابع علي بعينيها المشفقتين على حاله , و للحظة أرادت أن تنضم له هناك ,
و قد آلمها قلبها لأنه مضطر لفعل ذلك من أجلها .



أثناء ذلك تقدم الشاب الأشقر , الذي اصطحب علي من الخارج , و وقف الى جانب ملك المذعورة بتأهب ,
حتى يمنعه من التصرف بتهور , لأنها من سيتأذى ان فعل ,

حتى الاشارة التي اتفق مع كريم عليها طلبا للتدخل , لم يستطع المغامرة بفعلها ,

وقوفهما متباعدين هكذا يعني أن على كريم , أن يختار من ينقذ بينهما , و هو لا يريد أن يكون الطرف , الذي يغادر حيا من هنا ,

ملك عانت بما فيه الكفاية بسببه , لن يختتمها بالتضحية بها مقابل حياته .





هذا الأخير كان يستلقي وسط الظلام , على سطح مخزن مجاور , يراقب ما يجري في الداخل , عن طريق منظاره الليلي و تحته بندقية رشاشة ,

لم يكن كريم يسمع ما يقولونه , و لكنه كان يراقب الحركات بدقة , و يحاول قراءة حركة الشفاه ،

هو لم يفعل هذا منذ مدة , لكن في السابق كان هذا كل ما يبرع فيه , و هو لن يدخر جهدا لاستعماله هنا ،

لذلك خمن بسرعة ما يحدث مع علي , فما كان بهجت بصدد فعله واضح جدا ,



كان كريم يضع سبابته على الزناد , منتظرا اللحظة المناسبة للتدخل , فمما يراه لم يبد بأن الخاطفين سيتركونهما و شأنهما قريبا ,

و هو لن يقف متفرجا عليهم يغتالونهما تحت أنظاره , لكنه كان يتريث حتى لا يحدث فوضى , منتظرا اشارة علي المتفق عليها .





بعد مرور ثلاث دقائق من العقوبة , في صمت رهيب داخل المخزن , و علي يجلس بنفس الوضعية المذلة ,
صرخت ملك فجأة صرخة مدوية منادية باسمه

" علي "

ليرفع رأسه فورا ناحيتها , و قد شعر بالرعب في صوتها ,

و قبل أن يفهم ما الذي يجري معها , وجدها في رمشة عين تقف أمامه مباشرة ,
و خلال ثانيتين سمع صوت طلقة نارية مدوية .



نزلت بعدها ملك على ركبتيها مقابل علي , و حدقت اليه بعينين مصدومتين ،
ليبدأ مباشرة اطلاق نار كثيف , يصم الآذان في هذا المكان المغلق .

لم يتردد علي في احتضان ملك , واضعا يده اليسرى على خصرها و اليمنى تحت رأسها ,
و ينحني مجددا على الأرض يغطيها محاولا حمايتها , و آملا ألا تصيبهم الرصاصات المتطايرة .



استمر اطلاق النار لدقائق اضافية , مع الكثير من الضوضاء في الأنحاء ,
قبل أن يسود المكان صمت رهيب مرة أخرى , معلنا عن انتهاء الاشتباك .



تمالك علي أنفاسه المتسارعة , و رفع رأسه أخيرا محدقا في الأرجاء ,
بالقرب منهما كان بهجت مستلق هناك يغرق في دمائه , ممسكا مسدسه في يده , و لا أثر للشابين الآخرين .

فهم علي أن كريم تدخل أخيرا , لانهاء هذه اللعبة القذرة , و تنفس بعمق بعدما شعر بالراحة .




حدق علي بعدها ناحية المرأة التي تندس في حضنه , حيث كانت ملك تغلق عينيها , بوجه شاحب و لا تحرك ساكنا .

في البداية اعتقد علي , أنها فقدت وعيها بسبب الخوف , لذلك جلس مكانه و هي تتكيء على كتفه ,
ثم سحب يده التي يضعها على خصرها , ليضرب برفق على وجهها علها تفيق ،


لكنه بمجرد أن لامس وجنتها الباردة , حتى لاحظ سائلا أحمر , لزج و دافيء يلوث أصابعه ,

تجمد علي لثوان بذهن مشوش , قبل أن يدرك أن هذا دما ,
لكنه كان متأكدا أنه لم يكن مصابا , فلم يكن يؤلمه شيء



" أو أنها ملك ؟ "

سأل نفسه برعب كاد يوقف قلبه , قبل أن يعيد ملك الى حضنه مجددا و يلقي نظرة ,
ليكتشف أن جانبها الأيمن ينزف و بشدة .

ارتجف علي بعنف و قد اعتقد أن ملك , فارقت الحياة بسبب الاصابة .





" ملك ملك "

صرخ علي بذعر شديد , و هو يضرب على وجهها بكفه , حتى تفيق لكن لا إجابة تصدر منها ،

سارع و وضع أذنه على صدرها , و لحسن الحظ كان قلبها لا يزال ينبض ,
مما أعطاه أملا جديدا , و استمر في محاولة ايقاظها

" ملك أرجوك افتحي عينيك , أنا هنا لا تتركيني ملك أرجوك ,
حبيبتي لا يجب أن تموتي , أرجوك ملك ردي علي "



استمر علي في الصراخ بكل قوة , و استمرت ملك في الاستلقاء دون حراك ,
و جنبها ينزف بشدة حتى صار الاثنان , يجلسان في بركة من الدماء .



بعد جهد كبير فتحت ملك جفونها بعناء , ليشعر علي بفرحة كبيرة , و قد رأى عينيها مجددا

" ملك بماذا تشعرين ها ؟ "

سارع لسؤالها بلهفة علها تطمئنه , قطبت ملك جبينها , و علا وجهها تعابير ألم واضحة

" يؤلم "

كان كل ما قالته للرد على سؤاله .



لم يسمع علي ما قالته بصوت هامس , و قرب أذنه من فمها

" ماذا قلت ؟ "



" يؤلم , جسمي يؤلمني كثيرا "

" أعلم حبيبتي أعلم أنه يؤلم ,
لا تخافي أنا هنا , و سيصل الاسعاف بعد قليل "



كان علي يحاول أن يهدئ من روعها , لكنه هو نفسه كان مذعورا حد الموت .

و كل ما كان متأكدا منه أن كريم سيتصرف , خاصة أنه لا يملك بما يتصل لاستدعاء النجدة ,

فالهاتف الذي كان يصطحبه تركه في السيارة , كجزء من التعليمات التي تلقاها ,
كما أنه لن يخطو خطوة واحدة , خارج هذا المكان تاركا ملك المصابة خلفه .





استجمعت ملك قوتها أخيرا , رفعت يدها و أمسكت بيد علي المرتجفة , الملطخة بدمها و التي يحيط بها وجهها , و كلمته مجددا بصوت هامس .

" عدني "

قالت و قد استرعت انتباهه , لكنه لم يفهم قصدها

" بم أعدك ؟ "

سأل و هو يحدق في عينيها لتضيف

" عدني أن تعيدني لأدفن في بلدي , بقرب والدي أرجوك "

قالت ملك بصوت متألم يفطر القلب , و أغمضت عينيها تحاول عدم فقدان وعيها .





ارتجف علي بأكمله و كأن تيارا صعقه , و شعر ببرودة تجتاح أطرافه

" هل يعقل أنها تحتضر الآن بين يديه ,
و هي تخبره آخر وصية لها , و تطلب منه وعدا ؟ "



" لا لا لن تموتي , لن تتركيني لن تموتي "

كان علي يصرخ بطريقة هستيرية , و هو يضمها بشدة و كأنه فقد عقله ,
و كأن تمسكه بها بهذه الطريقة , سيمنعها من أن تسلم روحها .





لكن ملك فتحت عينيها , ضغطت على يده مجددا و أصرت

" أرجوك لا أريد أن أبقى هنا , عدني أرجوك "


كانت كلماتها منهكة و كأنها تجاهد آلامها , إلا أنه لم يبد عليها , أنها ستتوقف عن استعطافه حتى يوافق .




شعر علي بألم و حزن , لا مثيل لهما يجتاحانه ,
لطالما علم أن ما فعله مع ملك , منذ البداية كان خطأ فادحا ,
لكنه لم يشعر أنه اقترف جريمة بشعة , الا في هذه اللحظة المشؤومة ,

كيف لا و الأمر الوحيد , الذي تريده هذه المرأة وسط كل هذا الألم , و في لحظات قد تكون لحظات احتضارها الأخيرة ,
أن تعود الى وطنها و تسترد حريتها , و لو كانت في كفن .



" يا الهي هل هذا عقابه , لأنه نكث بوعده لها ,
أن يفقدها دون رجعة و دون فرصة جديدة ؟ "

كان كل ما جال في باله , حيث لم يحتقر علي نفسه , من أجل شيء فعله , في حياته كلها كما في هذه اللحظة .





" أنا آسف , أنا آسف حبيبتي ,
أعدك بكل شيء تريدينه ,

فقط لا تتركيني لا تموتي , أنا أحبك أرجوك "

تمتم بنبرة متوسلة و هو يضمها بقوة , لكن للأسف لم تسمع ملك ما قاله , لأنها فقدت وعيها مجددا .




" ملك "

صرخ علي صرخة فزع , دوت في المخزن الفارغ دون رد .





استمر علي على نفس الوضعية , جالسا على أرض المخزن , يضم ملك الى صدره , و دمها يلطخ كل شيء لربع ساعة أخرى ,

فجأة فتح الباب و سمع صوت أقدام مسرعة , حيث كان كريم يتقدم فرقة الاسعاف .




بمجرد أن انتهى اطلاق النار , مسح كريم المكان بمنظاره , و أدرك أن ملك مصابة ,

عاد خلال دقائق الى شاحنته الصغيرة , و استدعى الاسعاف الطائر , أملا في نجدتها قبل فوات الأوان .



سارع المسعفون و تقدموا ناحية علي , الذي كان يجلس في ذهول , و لم يفق الا بعد أن طلب منه الطبيب , أن يسمح له بالمعاينة ,

مدد بعدها ملك على الأرض برفق , لكنه لم يبرح مكانه ،
بمجرد أن تقدم مسعف آخر لمساعدته , حتى أشار اليه رافضا بصوت شارد

" لا داع أنا بخير , لست مصابا هذا دمها " .



حاول بعدها المسعف تقديم المساعدة لبهجت , الذي كان يستلقي على بعد مترين ,
لكنه سرعان ما أشار بأنه فارق الحياة , بعد أن تلقى رصاصة في القلب ,

لينضم بعدها هذا الأخير الى زميله ، في محاولته لاسعاف ملك .



بعد معاينة سريعة و اتخاذ بعض الاجراءات , وضعت ملك على سرير متحرك , و نقلت على جناح السرعة الى المروحية ,
يلاحقها علي ممسكا بيدها و رافضا اطلاقها , دون أن يعلق أحد على الموضوع .



في الطريق كان الطبيب قد اتصل فعلا , بالفريق الطبي في المستشفى للاستعداد لاستقبالها

" مريضة أنثى في السادسة و العشرين من العمر , مصابة بطلق ناري في جانبها الأيمن قبالة الكلية , دون أثر لثقب خروج ,

تعاني نزيفا حادا لا يمكن السيطرة عليه بالوسائل الخارجية ، و على وشك الدخول في صدمة ,

الضغط بدأ بالانخفاض 70 / 40 ، تسارع في ضربات القلب 130 و في التنفس 40 ,

فاقدة للوعي مع بؤبؤين متوسطي التوسع , يستجيبان جيدا للتنبيه بالضوء ,

أنا الآن أقوم بابقاء الضغط مستقرا , بضخ كمية معتبرة من المصل ,

لكن المريضة تحتاج الى نقل دم فوري ، جهزوا غرفة العمليات "



كان الطبيب يتحدث بكل تركيز في الهاتف , محاولا التحكم في استقرار الوضع أمامه ,
صحيح أن علي لا يفهم كثيرا في المصطلحات الطبية , الا أن تقرير الحالة المقدم بدا خطيرا جدا ,

و لم يملك الا أن يبتهل الى الله , ألا يحصل لها مكروه , و الا فهو لا يعرف في أي ظلام سيكمل بقية حياته .



.
.



مرت دقائق التحليق و كأنها ساعات , و وصلت المروحية أخيرا الى سطح المشفى , أين كان الطاقم الطبي بأكمله , في الانتظار للتكفل بالمصابة ,


نقلت ملك مباشرة الى غرفة العمليات , و هرع فريق من الجراحين للمساعدة , لا يصل مصاب بطلق ناري يوميا الى هنا ,

حتى د .جلال انضم اليهم , رغم أنه ليس جراحا , الا أن علي يثق فيه , أكثر من أي شخص آخر .





بعد اغلاق باب غرفة العمليات , بقي علي يقف وحده في الرواق , وسط هدوء و صمت قاتل , بوجه شاحب و الدم يلطخ كل أنحاء جسمه ،

وجهه يديه ملابسه حتى حذاؤه ، كان يقف مشدوها يستعيد كل لحظة مما حصل ,
و كأنه يعيش كابوسا , لا يمكنه أن يستفيق منه ,

كانت ملامحه بائسة , و كأن العالم انهار من حوله , و لم يبق شيء يستحق اهتمامه , الا ما داخل تلك الغرفة الباردة ,

و رغم الانارة الصارخة داخل الرواق , الا أن الظلام كان يلف كل ذرة من كيانه .





بعد ساعة وصل كريم أخيرا , اقترب من علي المصدوم , و الذي كان يبدو كيتيم فقد والدته للتو , و وضع يده على كتفه محاولا مواساته ,

لكن قبل أن يقول كلمة واحدة , كان علي قد أمسك بتلابيبه بكل غضب ,
و سحبه ناحية الجدار الذي ارتطم ظهره به بكل قوة



" لماذا أطلقت النار , ألم أقل ألا تتدخل حتى أشير لك ؟

أنظر ماذا فعلت بتهورك , ملك في الداخل بين الحياة و الموت بسببك ,

اذا حصل لها شيء , لن أسامحك طوال عمري كريم , لن أسامحك أبدا "

صرخ علي كرجل مجنون في وجه صديقه .



للحظة ظهرت المفاجأة في عيني كريم , و كأنه لم يفهم ردة الفعل هذه ,
و لكنه التزم الصمت و لم يرد بكلمة , و وقف منتظرا أن يفرغ علي غضبه .



بعد أن أفرغ علي بعض سخطه اكتفى كريم بقول

" أنا آسف "

كرد عليه دون أي تبرير , هو يقدر مدى حزنه و ألمه مما رآه ,
و لن يزيد من همه فما حصل قد حصل , و كلامه لن يغير شيئا على كل حال .



أطلق علي ياقة صديقه و أشاح بوجهه , لا يريد رؤيته و التحدث اليه ,
و ما لبث أن جلس الى كرسي الانتظار منتظرا التطورات , حتى دخل مسؤولون من الشرطة يبحثون عنه .



لكن كريم اعترض طريقهم بملامحه الجادة

" أنا بإمكاني افادتكم بما تريدون ,

السيد علي قلق جدا , لأن زوجته في حالة حرجة داخل غرفة العمليات "





نظر المحققان الى بعضهما , و لم يجدا مانعا من انتظار بعض الوقت لأخذ افادته , فعلى كل حال هو و زوجته ضحيتين في القضية ,

رغم أن الكثير من الغموض و الشبهات تحوم حول الموضوع , خاصة أن هناك جثتين و مصابا في الوسط ,

الا أنهما كانا مختطفين , و بإمكانهما الاستفادة من بعض المراعاة .





غادر كريم مع المحققين الى غرفة منفردة , و قص عليهما كيف حصل علي , على الاتصال لطلب الفدية ,

و كيف ذهب الى هناك بمفرده , مصطحبا معه المبلغ خوفا على زوجته , و دون اعلام الشرطة تلبية لطلب الخاطفين .




" أين كنت أثناء ذلك ؟ "

سأل المحقق و هو يعرف أساسا , أن كريم رجل أمن سابق , و عسكري مدرب بشكل محترف ,

و أن المعاينات الأولية تقول , أن القتيلين أصيبا برصاص بندقية رشاشة , في الرأس و الصدر اصابات قاتلة مباشرة ,

و أن التصويب كان دقيقا جدا , و من محاولة واحدة , رغم أنه كان من مسافة بعيدة ,

لكن لم يجد أحد أثرا للقناص في الجوار , رغم أنهم عثروا على السلاح , و هي بندقية روسية قديمة الصنع من نوع دراغونوف .





أجاب كريم بكل هدوء على السؤال

" كنت في سيارتي على بعد كيلومتر من مكان التسليم ,
الخاطفون اشترطوا عدم حضور , أي شخص عدا السيد علي , لذلك بقيت أنتظره عن بعد "



كان كريم قد ترك شاحنته الصغيرة بالفعل حيثما أخبرهم , و هي الجهة المعاكسة لمكان اطلاق النار ,

لكنه استقل دراجته النارية التي يصطحبها داخلها , و انتقل الى مكان الحادث ,
دون أن يحمل معه , ما يحدد أثره خاصة الهاتف ،

بعد انهاء مهمته تعمد ترك السلاح هناك , و بعد أن انطلقت مروحية الاسعاف ,
تخلص من الملابس و عاد على متن شاحنته , و كأن شيئا لم يكن ,

تركه للسلاح هناك لم يكن اهمالا منه , لأن القطعة كانت هدية من قناص روسي توفي منذ مدة ,

رقمها التسلسلي ممسوح و لا بصمات عليها , و اقتفاء أثرها لن يوصل التحقيق لشيء , كما أنه سيبعد عنه الشبهات .



و هو يعرف أن الشرطة ستحقق فيما قاله , و تتبع مساره لذلك لم يترك أثرا يشير الى تورطه ,

فسيارته و هاتفه كانوا كما قال , بعيدا عن المكان طوال الوقت , و لا تسجيلات كاميرا لمسح المنطقة , فقد أحسن الخاطفون الاختيار .




" أنت مسلح صح ؟ "

كان تصريحا من المحقق أكثر منه سؤالا , و لم يتردد كريم في التأكيد , بأن رفع سترته ليريه المسدس الآلي , الذي يدسه في حزامه

" مسدسي مرخص ,
و أنا أحمله معي طوال الوقت بسبب عملي "



بعدها قام المحقق بتحريزه , للتأكد من عدم تورط رصاصاته في حادثة اطلاق النار ,
و لم يمانع كريم أخذه


" ستستعيده بعد انتهاء التحقيق "

أومأ كريم برأسه موافقا .



ليسأل الرجل مجددا , و كأنه يبحث عن ثغرات , فحدسه ينبؤه أن هذا الضخم متورط بطريقة ما

" كيف اتصلت بالاسعاف , و أنت لا تعرف ما يحصل ؟ "



" سمعت صوت إطلاق نار , و خمنت أن مكروها حصل في الداخل ,
كما أنني اتصلت بالشرطة أيضا "


أجاب بنفس النبرة الروبوتية الباردة , هو كان يتغلب بسهولة , على جهاز كشف الكذب و يضلله ,
لن يهزه مجرد استجواب شفهي ,

طبعا سيارات الشرطة وصلت , بفارق بسيط بعد مغادرة المروحية , و كريم كان سريعا كفاية للاختفاء قبل وصولهم ,



لم يطل المحققان بعدها الأمر , فاجابات كريم كانت مقتضبة , و لم يكن يعرف الكثير من التفاصيل ,
وحده علي و ملك من بامكانهما , اعطاؤهما الصورة الكاملة عما حصل ,

لذلك قررا انهاء المعاينات لمسرح الجريمة أولا , قبل العودة و أخذ الأقوال , هذا إن ظلت الضحية على قيد الحياة .



.
.



استمرت عملية ملك لأربع ساعات متواصلة , خرج بعدها الجراحون بتململ ,
و ملامح عدم الرضا بادية على وجوههم ,

برؤيتهم شعر علي بخوف شديد , و هرع ناحيتهم ليسأل بلهفة عن حالها ,
و اكتفى الجراح بتلخيص الوضع



" الرصاصة أصابت الكلية بشدة و مزقت الحالب , قمنا فقط بعملية ترميم سريعة لايقاف النزيف , و محاولة انقاذ الكلية اليمنى ,

لكننا نحتاج الى تصوير مقطعي , لأننا لا نجد الرصاصة , و نعتقد أنها استقرت في الكبد ,

لذلك علينا تحديد مكانها بدقة , و حصر الأضرار المصاحبة , قبل التدخل مجددا "



لم يفهم علي الكثير مما سمعه , لذلك توجه الى جلال بمجرد أن رآه

" جلال هل ملك في خطر ؟ "



و حاول الرجل طمأنته

" اهدأ علي , الجراح الذي كلمك هو الأفضل في تخصصه , و حالتها مستقرة الآن و الحمد لله "


" لكنه يقول أنه لم يفعل الكثير "

أضاف بقلق ليتنهد جلال و يجيبه


" في الحقيقة السيدة ملك تعاني , من اصابة بالغة في الكلية و قد نزفت كثيرا ,
و بالكاد استطاع الجراح ترميمها , لو كان أحدا آخر لاستأصلها مباشرة ,

هو قد قام بالعملية بصفة استعجالية , و دون تصوير دقيق , لأن مؤشراتها الحيوية كانت تنهار بسرعة بسبب النزيف ,
حتى أننا اضطررنا لنقل ثلاثة أكياس دم أثناء العملية ,

لكن و لله الحمد , حالتها الآن كما قلت مستقرة , و لا نزيف أو مضاعفات في الأفق ,

لكننا مازلنا لا نعلم أين استقرت الرصاصة , و نحتاج تصويرا مقطعيا مستعجلا ,
من فضلك لا تتوتر "





" يعني هي ستخضع الى عملية ثانية ؟ "

كان هذا كل ما فهمه علي وسط تشوشه الذهني , ليحاول جلال تهدئته

" أجل لكننا سنتريث قدر المستطاع , لتكون في ظروف أفضل "



شرح بعدها جلال كل التفاصيل لعلي , أثناء ذلك كانت ممرضتان تقومان بنقل ملك ,
على سرير متحرك باتجاه المصعد , يرافقها طبيب انعاش للنزول الى قسم الأشعة ,

كان وجهها أبيض اللون , يعلوه هدوء تام دون أي أثر للألم ,
تنام بعمق تحت تأثير المخذر , مع الكثير من الأنابيب و الخيوط الموصولة بها .



تقدم علي منهم قبل جبينها , أمسك يدها و رافقهم حيث يذهبون ,
متجاهلا نظرات الاستغراب في عيون كل من صادفهم ,

فهذا الرجل الذي كان كأنه تمثال شمعي , أو عارض أزياء نزل لتوه , من على منصة العرض بسبب أناقته ,
هاهو يتجول بشعر مبعثر و ملابس متسخة , بمظهر سيء و الدم يلطخ كل مكان ،

حتى أنه لم يكلف نفسه عناء غسل وجهه و يديه , و كأن مشكلة هوسه بالنظافة اختفت في ثانية .



و لكن الأكثر غرابة هو السبب في مظهره هذا , المستشفى كلها سمعت عن اصابة زوجة الرئيس ,
لكن لا أحد توقع أن يتأثر الرجل بهذه الطريقة , من أجل امرأة لم يسبق لهم أن رأوها عدا جلال ,


لذلك كان الكل يشعر بالأسى و الفضول , للتعرف الى المرأة التي أذابت الجليد , عن هذا الرجل التمثال , و جعلته يبدو انسانا طبيعيا يمشي على الأرض .





مكثت ملك لبعض الوقت داخل غرفة الأشعة , لاجراء تصوير مقطعي للبطن و الصدر ،

و كان علي يراقب طوال الوقت , عبر نافذة زجاجية في غرفة التحليل التابعة للأطباء ،
و الذين كانوا يتناقشون فيما بينهم , و هو ينتظر تشخيصهم بكل صبر .

بعد الانتهاء من أخذ الصور , سمح لهم الطبيب بنقلها الى غرفة الانعاش مجددا , و قدم رأيه للجراح و علي



" الرصاصة استقرت في الكبد , على بعد مليمترات من الوريد البابي "

قال الجراح شارحا ما قاله متخصص الأشعة لعلي , لكن وجهه لم يبد بخير بمعرفة الأمر .



" و ماذا الآن ؟ ألن يجروا عملية أخرى لاستئصالها كما خططوا ؟ "

توتر علي و تدخل جلال مرة أخرى

" بلى علي , لكن ذلك يحتاج الى تحضير مكثف ,

لن أخفي عنك الأمر , مكان الرصاصة خطير جدا ,
هذا الوريد هو أكبر الأوعية الدموية ، و يصل الكبد بالقلب مباشرة ,

ان حصل خطأ بسيط , أو عوملت الرصاصة بقلة حرص , قد يتمزق جداره و يحصل نزيف و وفاة خلال دقائق ،

و الأسوء أنه لا يمكن ترميمه "




اسود وجه علي من سماع التحليل و انقبض قلبه

" لم يبدو و كأن جلال ينصحه بالذهاب و تجهيز الجنازة ؟
و لم يبدو الأمر أخطر مما اعتقد ؟ "

فكر بهلع ثم أضاف بانزعاج واضح

" ماذا الآن ؟
هل ندعها مع هذه الرصاصة اللعينة في بطنها ؟
ألن يقتلها الأمر ؟ "

سأل علي الجراح مباشرة , يستعجل سماع حلول ترضيه .





" لا أكيد سيد علي , يجب ازالتها و في أقرب وقت ,
لكن علينا دراسة الوضع جيدا بعد استلام الصور ,

و حتى أكون صريحا , أفضل استدعاء متخصص في جراحة الكبد , لأنه سيكون أكثر خبرة منا "



" كيف ذلك , ألا يمكنك اجراؤها ؟ "

استفسر علي سريعا لأنه يدرك أن الأطباء هنا , هم من أكفأ المتخصصين في البلد كلها



" بلى و لكن هذه الحالات الخطيرة و الخاصة , تحتاج جراحا متخصصا لاجرائها ,
لضمان نسبة نجاح أكبر "

رد الجراح بكل صدق



" سم واحدا "

استعجله علي فلن ينتظر الدهر كله حتى يقرروا .




" هناك العديد منهم , لكن أغلبهم في أوروبا و أميركا ,

أقربهم بروفيسور ستيفن براون , الذي يعمل في المستشفى السعودي الألماني في الرياض ,

حضرت الكثير من محاضراته و دوراته التكوينية , و هو متمكن جدا "





" هل يمكن أن تتصل به و تعرض عليه الحالة ؟ "

سأله علي و هو يخرج هاتفه , ليبادر الطبيب للاتصال

" أكيد "



رغم أن الوقت مبكر جدا , فلم تتجاوز الساعة السادسة صباحا بعد , الا أن الجراح لم يجد بدا من الاتصال , فالحالة لا تستطيع الانتظار ،

و لحسن الحظ رد البروفيسور من الجهة الأخرى , و تناقشا مطولا حتى أنه أرسل له مقاطع الصور , و تبادلا الآراء حول الوضع , قبل أن يبدي موافقته على المجيء و اجراء العملية .





" سيد علي البروفيسور موافق , على القدوم و اجراء عملية السيدة ,
بقيت مسألة تنقله الى هنا ,

لا أدري ان كان بامكانه الحجز على أقرب رحلة , أو كيف يمكننا تدبر ذلك "

رفع علي يده و استوقفه فهذا الأمر عليه هو .





اتصل علي على هاتفه سريعا , قبل أن يرد أحدهم

" هاي أيها الشبح صباح الخير ,
لم أسمع صوتك منذ مدة , أيها الجاحد كيف حالك ؟ "

قال الرجل ساخرا من الطرف الآخر , لكن علي لم يكن في مزاج للتسامر و كان مستعجلا

" صباح الخير تركي , هل يمكن أن تعيرني طائرتك الخاصة ,
أريد نقل جراح لأجل عملية مستعجلة لزوجتي "

دخل مباشرة في صلب الموضوع .



شعر الرجل بجدية الموقف و أجاب سريعا

" أكيد خيرا ان شاء الله "



" أصيبت في عملية اختطاف , و الجراح الوحيد المتخصص في حالتها ,
في المنطقة هناك في الرياض ,
هل يمكنك المساعدة ؟ "



طبعا كان واضحا أن علي يريد اختزال الوقت , الذي تتطلبه طائرته للذهاب و العودة ,
و الا ما كان طلب المساعدة منه , و الرجل لم يخيبه

" لا حول و لا قوة الا بالله , أكيد علي أعطني دقيقتين "



أغلق الرجل الخط , و عاود الاتصال فعلا بعد دقائق

" الطائرة ستكون جاهزة في المطار , مع طاقمها بعد ساعة واحدة ,
اذا أردت أتدبر أمر الجراح من هنا "





لكن علي قاطعه بامتنان

" شكرا جزيلا لك تركي , لكن سبق و ان اتفقنا معه ,
أقدر لك كثيرا تعاونك "


" لا تقل ذلك علي أنت أخي , لن أطيل عليك سأتصل لاحقا للاطمئنان ,
أتمنى لها الشفاء العاجل "


" شكرا "





بعد أن أغلق علي مباشرة , عاد للتحدث مع الجراح

" أخبر البروفيسور أن الطائرة , ستكون جاهزة بعد ساعة من الآن لتقله ,
و ألا يقلق كل شيء سيكون جاهزا من أجله "

و أعطاه المعلومات اللازمة , ثم استدار ناحية كريم

" أرسل طوافة لنقل الطبيب من المطار الى هنا , و تكفل بأمر اقامته "



كان علي لا يزال مستاءا من كريم , لكنه يدرك أنه أكثر شخص جدير بالثقة , و جاد في تنفيذ الأوامر

" حاضر "



" و لا أريد أي تلميح لما حصل , في أي مكان في الصحافة "


انتشار الخبر الآن و وصوله الى الجزائر , كان هاجس علي الأكبر , هو لا يعرف ماذا يمكنه أن يفعل , ان قدم أهلها و هي على هذه الحالة ,

انتكاس والدها أو جدها بسبب ما حصل , سيضاف الى ذنوبه الكثيرة , التي صارت تثقل كاهله و هو بالكاد يتحمل ,
سيحاول انقاذ حياتها حاليا , و بعدها ستحل كل الأمور العالقة .



هو يعرف أنها أنانية منه , أن يحرمهم من أن يكونوا الى جانبها , في هذه الظروف الصعبة ,
لكن هذا في مصلحتهم منعا لانهيارهم , و هو سيدعو الله أن تكون بخير , حتى يمكنه مواجهتهم مستقبلا .



لم يضف علي شيئا , و اتجه مباشرة الى غرفة الانعاش حيث ترقد ملك ,
ارتدى رداءا خاصا و جلس الى جانب السرير , ممسكا يدها بين يديه , داعيا الله ألا يصيبها مكروه


" ملك لا تستسلمي أرجوك , كوني بخير حبيبتي "

كان يهمس لها من وقت الى آخر , مستمدا كل قوته من مراقبة تنفسها و نبضها .


.
.


مر الوقت متباطئا كسلحفاة عجوز , و كان علي يتلقى أخبار وصول الجراح المتخصص تباعا ,

كانت ملك دائما تحت تأثير المخذر , بينما يجلس هو بكل هدوء , يراقب المرأة النائمة أمامه ,

فجأة انطلقت أصوات الآلات المرتبطة بها , مدوية بصفارات الانذار مما أفزعه .



ركضت بعدها ممرضة يتبعها طبيب الانعاش , فيما تنحى علي جانبا مفسحا لهم المكان

" ماذا يجري هل هي بخير ؟ "

سأل و قد راوده خوف جلي .



فتح الطبيب المصل عن آخره و خاطب الممرضة

" هبوط حاد في الدورة الدموية , استدع الجراح فورا "



ثم توجه الى علي

" من فضلك سيدي غادر الغرفة "



" لا , أريد الاطمئنان على زوجتي "

صرخ علي في وجهه , و قد وصل حده من القلق , و بدأ يفقد صبره المتهاوي ,
كان غاضبا متألما و يائسا , لذلك توقف الطبيب عن محاولة اخراجه من هناك .



قدم بعدها الجراح راكضا , بمجرد أن أعطاه طبيب الانعاش تقرير حالة المريضة , حتى توجه بالكلام الى الممرضة

" حضروا غرفة العمليات بسرعة "



ثم استدار ناحية علي بوجه متجهم

" الظاهر أن الكلية التي قمنا بترميمها انهارت , محدثة نزيفا داخليا حادا ,
يجب اجراء عملية فورا و الا فقدنا المريضة " .







طبعا الجميع تصور اصابة كريم أو علي , و لأنني عسراء و أفكر بنصف دماغي الأيمن , كواحدة من تسعة بالمائة من البشرية ,
فقد وقع الاختيار على ملك , لنية في نفسي " ضحكة شريرة "

المهم أنا لم أنته بعد , راح أجيبلكم الضغط و السكري بنوبات خيالي المجنون ( بعيد الشر عليكم ) .



😘💞💞





.....



ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-21, 10:30 PM   #1913

توتا احمد غ
 
الصورة الرمزية توتا احمد غ

? العضوٌ??? » 474336
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 216
?  نُقآطِيْ » توتا احمد غ is on a distinguished road
افتراضي

فالنتظااااااار على ناااااار

توتا احمد غ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-21, 10:31 PM   #1914

توتا احمد غ
 
الصورة الرمزية توتا احمد غ

? العضوٌ??? » 474336
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 216
?  نُقآطِيْ » توتا احمد غ is on a distinguished road
افتراضي

نزل الحمد لله ..... ييييس

توتا احمد غ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-21, 10:53 PM   #1915

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 154 ( الأعضاء 42 والزوار 112)
‏ملك علي, ‏houdadenguir, ‏k_meri, ‏سحابه-مرت, ‏Rashaa84, ‏غير عن كل البشر, ‏ام ارومة, ‏Jeyda, ‏الياسمين14, ‏Lazy4x, ‏فله بنت احمد, ‏راء!, ‏nora74, ‏زهرة جبال سوس, ‏Berro_87, ‏هانا مهدى, ‏نادية الليل, ‏نوره ام عبدالمجيد, ‏hapyhanan, ‏Rayhan, ‏نور الدنيا, ‏سبحان اللة وبحمدة, ‏توتا احمد غ, ‏شموسه3, ‏Just give me a reason, ‏amana 98, ‏كنوز كنوز+, ‏ali.saad, ‏صفاء احمد333, ‏naya0, ‏Susan zidan, ‏ميرا عبده, ‏Amonimoni, ‏بيكهيون, ‏اروى محمدحمايده, ‏mansou+, ‏هدى الحسني, ‏ملك اسامة, ‏samam1, ‏Rosey36, ‏استغفررالله, ‏نجلاء محمد السبد


💖💖💖💖💖💖💖


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-21, 10:58 PM   #1916

أميرة الساموراي
 
الصورة الرمزية أميرة الساموراي

? العضوٌ??? » 398007
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 763
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » أميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc4
¬» اشجع shabab
?? ??? ~
كن على على ثقة أن الله بسط لك الرزق في أي مكان ذهبت وستذهب اليه
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

آه قلبي حاسة بيه رحاح يحبس
الله يهديك...

لوكان يسمع الشايب جدها يتجلط

لي مسكين الله يصبرو...ياو لوكان تقتليها انا نجي نطيرلك راسك هههه

فصل مرعب.......وذلك البهجت الي الله لا يبهجُّو مرخسو طامع في طفلة صغيرة...الله يلكدهالو ان شاء الله يجيه ويفاجيه ولا تربحو ولا تخلف عليه..لا يشوف الفرح ولا يشمّو... الله يدقدق رجليه ويبتر ايديه اللهم آمين ...

حسيت روحي كي نسا باب الحارة من الدعاوي...
.....................
و لأنني عسراء و أفكر بنصف دماغي الأيمن , كواحدة من تسعة بالمائة من البشرية


قتلتني بالضحك هاذي ونقتلي ليستراس
الله يهديك ان شاء الله خليتينا حاكمين قلوبنا ، علابالك ؟ فقت نلقى روحي محبسة النفس ههه


نشوفك في الفصل الجاي إلا قعدنا حيين


أميرة الساموراي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-21, 11:15 PM   #1917

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرة الساموراي مشاهدة المشاركة
آه قلبي حاسة بيه رحاح يحبس
الله يهديك...

لوكان يسمع الشايب جدها يتجلط

لي مسكين الله يصبرو...ياو لوكان تقتليها انا نجي نطيرلك راسك هههه

فصل مرعب.......وذلك البهجت الي الله لا يبهجُّو مرخسو طامع في طفلة صغيرة...الله يلكدهالو ان شاء الله يجيه ويفاجيه ولا تربحو ولا تخلف عليه..لا يشوف الفرح ولا يشمّو... الله يدقدق رجليه ويبتر ايديه اللهم آمين ...

حسيت روحي كي نسا باب الحارة من الدعاوي...
.....................
و لأنني عسراء و أفكر بنصف دماغي الأيمن , كواحدة من تسعة بالمائة من البشرية


قتلتني بالضحك هاذي ونقتلي ليستراس
الله يهديك ان شاء الله خليتينا حاكمين قلوبنا ، علابالك ؟ فقت نلقى روحي محبسة النفس ههه


نشوفك في الفصل الجاي إلا قعدنا حيين




😅😅
مهبولة رسمي قتلني موشح الدعاء اللي حطيتيه ماخليتيلو ما بقيتيلو و الرجل ميت طريق السد 🙄
مليح انو مفعول الفصل كما كنت له أن يكون حزين مفجع و صادم و الآتي افضل 😉💖💖💖💖


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-21, 11:22 PM   #1918

توتا احمد غ
 
الصورة الرمزية توتا احمد غ

? العضوٌ??? » 474336
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 216
?  نُقآطِيْ » توتا احمد غ is on a distinguished road
افتراضي

صدقتي لما قواتي حضرو المناديل
ايه الفصل ده ... دموع دموع ... في حياتي ما دمعت عيني لقراءة
قلبي و نبضه ... ابدعتي ابدعتي ابدعتي
و يا رب ملك تقوم على خير


توتا احمد غ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-21, 11:43 PM   #1919

نور الدنيا

? العضوٌ??? » 341
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 1,548
?  نُقآطِيْ » نور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond repute
افتراضي

مبدعة كالعادة و فصل مؤثر جداَ و حزين 🤧😭
توقعت أن تضحي ملك بنفسها كي تنقذ على من الموت و لكن ما جرى لها كثير جدا فهل ستفقد كليتها بعد معاودة النزيف
أرجو أن تنجو ملك و تتحسن كي لا يفقد على عقله و كي لا نبكي أكثر 😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭


نور الدنيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-21, 11:43 PM   #1920

علا سلامه

? العضوٌ??? » 473773
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 60
?  نُقآطِيْ » علا سلامه is on a distinguished road
افتراضي

رواية اكثر من رائعه

علا سلامه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:39 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.