آخر 10 مشاركات
عزيزتى لينا (61) للكاتبةK.L. Donn الجزء4من سلسلة رسائل حبLove Letters كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ألـمــــاســة الفــــؤاد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          عزيزى مافريك(60)للكاتبةK.L. Donn الجزء3من سلسلة رسائل حب Love Letters .. كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          سلسلة رسائل حب Love Letters للكاتبة K.L. Donn (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          283 - الحب لا يكذب - كارولين اندرسون (الكاتـب : عنووود - )           »          أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          خلاص اليوناني (154) للكاتبة: Kate Hewitt *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          أسيرة الكونت (136) للكاتبة: Penny Jordan (كاملة)+(الروابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          رهين الشك _ شارلوت لامب _ روايات غادة(مكتوبة /كاملة) (الكاتـب : منة الله - )           »          زوج لا ينسى (45) للكاتبة: ميشيل ريد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree678Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-10-20, 12:58 AM   #351

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام منار مشاهدة المشاركة
سلام تسلسل الاحداث يدل على كاتبه مميزه امتعتين وشكرا لك




شكرا حبيبتي على المتابعة و الاهتمام 💖💖💖💖💖💖💖💖💖


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-20, 01:42 AM   #352

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 42 ( الأعضاء 12 والزوار 30)
‏ملك علي, ‏ban jubrail, ‏موضى و راكان, ‏ام منار, ‏Lazy4x, ‏Just give me a reason, ‏blue fox, ‏Alaa_lole, ‏nora74, ‏زمردة الاسلام, ‏bahija 80, ‏DEE92



💖💖💖💖💖❤️❤️❤️❤️😘🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-20, 02:41 AM   #353

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

ملك فصل اليوم مليئ بالعواطف
قداش نرفزتني ام مريم تمنيت كون جت قدامي نشبعها كف 😤😤😤😤😤
شعرت بالشفقة على علي ومريم لكن مشهد ملك الاخير كان محزن جدا 😢😢😢😢😢
يعطيك الصحة ملوكة على هذا الفصل الحق وصفك وسردك للاحداثاكثر من رائع ان شاء الله تنالي التميز


mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-20, 02:58 AM   #354

ban jubrail

? العضوٌ??? » 276280
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 680
?  نُقآطِيْ » ban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond repute
افتراضي

كان الفصل روعه به الكثير من المواقف الإنسانية النبيلة من قبل ملك بحبها وتفاديها لمريم ورنا وبالمقآبل تعلق علي بتصرف ملك الملائكية واندهاشه بتعلم ملك لغة الإشارات البكم بوقت قياسي ولقد تعلمتها عن طريق طلب الكتب التي بمكتبه للمساعدة في إخراج رنا من عزلتها . .كرهت أم مريم الوصول والتي لاتهتم لمشاعر ابنتها المقعدة ولاتحب سوى مصلحتها وبناتها المتعجرفات الانانيات كوالدتهم حزنت على مريم علي من طمع أهل مريم بثروة علي
شكرا عزيزتي ملك علي وبانتظار تطورات جديدة في الفصول القادمة من روايتك الجميلة . بالتوفيق عزيزتي .


ban jubrail غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-20, 12:32 PM   #355

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mansou مشاهدة المشاركة
ملك فصل اليوم مليئ بالعواطف
قداش نرفزتني ام مريم تمنيت كون جت قدامي نشبعها كف 😤😤😤😤😤
شعرت بالشفقة على علي ومريم لكن مشهد ملك الاخير كان محزن جدا 😢😢😢😢😢
يعطيك الصحة ملوكة على هذا الفصل الحق وصفك وسردك للاحداثاكثر من رائع ان شاء الله تنالي التميز




شكرا حبيبتي على التشجيع الجميل و مسرورة لأنني استطعت ايصال المشاعر كما أريدها 😘💖💖
ان شاء الله تحصل الرواية على التميز 💖💖💖💖💖


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-20, 12:38 PM   #356

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ban jubrail مشاهدة المشاركة
كان الفصل روعه به الكثير من المواقف الإنسانية النبيلة من قبل ملك بحبها وتفاديها لمريم ورنا وبالمقآبل تعلق علي بتصرف ملك الملائكية واندهاشه بتعلم ملك لغة الإشارات البكم بوقت قياسي ولقد تعلمتها عن طريق طلب الكتب التي بمكتبه للمساعدة في إخراج رنا من عزلتها . .كرهت أم مريم الوصول والتي لاتهتم لمشاعر ابنتها المقعدة ولاتحب سوى مصلحتها وبناتها المتعجرفات الانانيات كوالدتهم حزنت على مريم علي من طمع أهل مريم بثروة علي
شكرا عزيزتي ملك علي وبانتظار تطورات جديدة في الفصول القادمة من روايتك الجميلة . بالتوفيق عزيزتي .





يسلمك حبيبتي 💖💖💞
أنا احاول جهدي ان اكون واقعية و أن تعكس كتابتي الحياة بما فيها فأنا لا أؤمن بالشر المطلق و لا الخير المطلق و الشخصيات بكل عيوبها و مزاياها تجعلك تحبينها و تتعاطفين معها تارة ثم تكرهينها و تحقدين عليها تارة أخرى و في النهاية يتغلب الجوهر بأن يكون الانسان جيدا او سيئا 💞💞💞
بالنسبة لي أننا اذا احببنا شخصا فسنحب عيوبه قبل مزاياه و هذا ما يحصل في روايتي 😉
شكرا على التحليل و الدعم الجميل 😘💖💖💖💖


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-20, 10:17 PM   #357

منبع حياة

? العضوٌ??? » 460219
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 27
?  نُقآطِيْ » منبع حياة is on a distinguished road
افتراضي

تسجيييييل حضوووور بانتظار بارت جديييييد لاجمل رواية و أر ع كاتبة 😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


منبع حياة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-20, 10:23 PM   #358

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي




البارت السادس و الستون حضن شكر 💖




" فايزة لا يجوز أن تقفي هنا مقابل قاعة الرجال , بهذه الملابس المكشوفة عيب "

لامت عدراء بنبرة دافئة على ابنة أخيها الصغيرة , التي كانت تقف قبالة أحدهم تكلمه ,
قبل أن ينصرف و يعود الى قاعة الرجال , أثناء حفل زفاف ابن أخيها .



عبست الفتاة بطريقة واضحة , و قبل أن تفتح فمها لترد على عمتها دفاعا عن نفسها , انطلق صوت حاد من خلفهما

" ابنتي لم تفعل شيئا معيبا يا عدراء , كانت تقف مع خطيبها الذي رأى فستانها و لم يعلق ,
كما أن عقد قرانهما بعد شهر من الآن "



تنهدت عدراء بسماع صوت فضيلة , زوجة شقيقها و صاحبة العرس و أجابتها

" و لو لكنها لا يجوز لها أن تقف هنا في المدخل , و تستعرض فستانها المكشوف بهذه الطريقة ,

لو كان يهتم لأمرها لما أوقفها هكذا , ليتفرج عليها كل هؤلاء "




طأطأت الشابة رأسها , و احمرت وجنتاها بسبب الانتقاد ,
لكن والدتها لم ترد أن تفوت الأمر بسهولة , فقد كانت تنتظر هذه الفرصة على أحر من الجمر


" و الله لو كنت مكانك يا عدراء , لاحتفظت بنصائحي لنفسي , أو قمت باعادة النظر فيها ,
لأنه واضح أنها لم تفد ابنتك في شيء "



قالت المرأة متهكمة بلهجة جارحة , و نهرتها عدراء التي آلمها التعليق

" فضيلة ؟ "



لكنها لم تتأثر برؤية شحوب وجهها , و قد أدركت أنها لمست الوتر الحساس , الذي يحاول الجميع تفاديه طوال أشهر مراعاة لخاطرها ,



مصمصت فضيلة شفتيها بغل , و أضافت بلهجة متشفية

" على الأقل خطيب ابنتي كان رجلا محترما كفاية , حتى يجلب والديه و يدخل البيت من بابه ,
جلب مهرا و ذهبا و جهز شقة ,


و لم يجرها خلفه لكتابة عقد عرفي مجاني , الله أعلم ان كان موجودا أو لا ,
متجاهلا أن لعروسه سمعة و عائلة عليه احترامها "



أفرغت فضيلة كل حقدها من سلفتها , التي تغار منها منذ تزوجت لأنها محبوبة العائلة ,

و أخرجت كل ما في قلبها من حقد اتجاه ملك , التي رفضت ابنها العريس مسبقا , بأن ذكرت ما فعلته بأبشع صورة .





" أمي ؟ "

كانت فايزة هي التي تكلمت هاته المرة , لايقاف والدتها عن التفوه بمزيد من التجريح .



لكن الأوان كان قد فات , فقد ضربت كلماتها عدراء في مقتل ,
شهقت شهقة مكتومة و قد انقبض قلبها , و نزلت دمعتين من عينيها , أحرقت روحها قبل خديها ,




سارعت فايزة لمواساة عمتها , تحت أنظار والدتها المتذمرة

" عميمة لا تستمعي لها , والدتي لا تزال غاضبة من رفض ملك لأخي ,

ثم هي قلبها طيب , متأكدة أنها ستسترضيك بعد قليل "




حدقت عدراء ناحيتها بعينين دامعتين شاردتين , و قبل أن تفكر بالرد عليها , سمعت صوت زوجها خلفها

" عدراء "


ناداها عز الدين بالنبرة الحنونة , التي لا يخصصها الا لها , و سارعت هي لمسح دموعها , قبل أن تستدير و تواجهه ,

هو وافق بعد عناء للمجيء معها الى الحفل , و هي لن تسمح لما حصل أن يوتره ,



يكفي أنه ابتلع غصة شقيقها , الذي رد عليه و هو يبارك له زفاف ابنه

" العقبى لملك "



لن تنسى أبدا الألم الذي كسا ملامحه , و ارتجافة يده التي كانت تمسك يدها , و هو يستمع اليه محاولا المحافظة على توازنه .



استدارت عدراء ناحية زوجها و ابتسمت له , لكن ملامحه كانت جامدة , و قد سمع بالفعل ما دار هنا قبل قليل ,

لكنه اكتفى بأن رمق المرأة الثرثارة بنظرة حادة , و مد يده ناحيتها

" لنغادر أنا متعب "



حاولت فايزة ثنيهما عن المغادرة , فلم تقدم وليمة العشاء بعد , كما أن السهرة التي برمجوها لم تبدأ ,

لكن عدراء سارعت للمباركة للعروس , و حملت أغراضها و غادرت مع زوجها , متفادية سماع كلمات أخرى تؤلم قلبها .





" طوال عمرك لسانك مبرد يا فضيلة , صرت بأحفادك و لا زالت غيرتك سيئة "

تفاجأ الجمع بصوت الشيخ , يحدثهم من على كرسيه المتحرك ,
و قد سمع هو الآخر بعض ما قيل هنا , لكنه ذكي كفاية ليخمن باقي الحديث .



تقدم قليلا بعد و نهرها

" حبة قلبي أنظف مما يتخيله عقلك القذر , و لا داعي للتشدق بالشرف هنا ,
لأنني أعرف خباياكم كلها "


صمت لبرهة مع نظرة معبرة و أضاف

" و اللي بيته من زجاج .. "



شحب وجه فضيلة و الشيخ يذكرها بلهجة مبطنة , كيف أنها هربت و هي في عمر السادسة عشر مع ابنه , و اضطر لتزويجهما ردءا للفضيحة ,


لكنها أجابته على كل حال

" و الله يا بابا أنا لم أخترع شيئا , قلت ما حصل و يعرفه الجميع "



ضرب الرجل بعصاه على الأرض , بشدة أرعبتها و جعلتها تقفز مكانها , و حدثها بلهجة تهديد واضحة

" سأقولها لآخر مرة يا فضيلة , لا شأن لك بحفيدتي , لا أسمعك مجددا تذكرينها بلسانك هذا ,

و الا أقسم بالله سترين الوجه الآخر لمصطفى بن الشيخ "




في هذه الأثناء تدخل ابنه , و جر زوجته الى القاعة , مبعدا اياها عن وجه والده , لأنه قد يضربها بعصاه اذا استمرت في تحديه ,


و بقيت فايزة تحاول التخفيف عن جدها , لكنه تركها واقفة و عاد الى القاعة هو الآخر ,


و قد شعر بغمة تحتل صدره , لأنه يعرف أنه لا يستطيع اخراس كل الألسنة , و النميمة المغرضة التي تطال ملك مهما قال ,


لكنه يأمل من كل قلبه أن يكون حدسه صادقا , و يأتي ذلك الرجل الذي توسم فيه الشهامة و الرجولة ,
و يبرئ اسم ابنته من كل ما علق بها بسببه ,


فهو لازال لحد الساعة شبه متأكد , أن القصة فيها أمر مريب سيكشف مع الوقت .




ساد صمت كئيب السيارة في طريق العودة , كانت عدراء تحدق خارج النافذة , محاولة السيطرة على دموعها , التي لا تريد لعز الدين أن يراها ,

و اكتفى هو بالتمسك بيدها الدافئة , و هو يدرك أنه سندها الوحيد في محنتهما .




بمجرد دخولهما البيت الذي أصبح موحشا جدا منذ أشهر , سارعت عدراء بالاتجاه للحمام , حتى تبرد نارها بالبكاء وحدها ,

لكن عز الدين سارع و طوقها من الخلف , و دس وجهه في شعرها , يستمد منها بعض الدفء و المواساة


" ألم نتفق ألا تبكي مجددا ؟ "

سحبت عدراء الدمعتين اللتين تهددان بالنزول , و أجابته بصوت متحشرج

" أنا لا أبكي "



ضحك عز الدين بخفوت سخرية من كذبتها المكشوفة , و ضربته هي على ساعده اعتراضا , و قال محاولا التخفيف عنها

" أكيد هذه الحساسية الموسمية , أعتذر "



صمت الاثنان لبعض الوقت , يستمتعان بوقوفهما وحدهما بعيدا عن نفاق العالم ,
لكن عدراء سرعان ما تكلمت بصوت متأثر


" أنا لست غاضبة منها , أنا حزينة عليها لأنها سمحت للجميع , بقذفها بكل هذه القذارة و الاتهامات الشائنة ,
و هي التي كانت مثل الشمس المشرقة التي لا تشوبها شائبة "


بلعت ريقها بصعوبة و أضافت بحرقة

" مهما فكرت لا أجد لها تبريرا عز , بعدها عني يقتلني رغما عني "



شدد زوجها من حضنه لها و قد آلمته كلماتها , زادت نظرته حدة لم ترها عدراء و أجابها

" أما أنا فلم أعد أشعر بشيء غير غضبي منها , لأنها لا تزال تتسبب في ذرفك هذه الدموع "




بكت المرأة لبعض الوقت , و زوجها يحاول مواساتها بصبر كبير , قبل أن يعرض همسا في أذنها

" ما رأيك بما أننا لم نتناول طعام العشاء في ذلك العرس ,

ستدخلين أنت و تأخذين دشا دافئا , و أنا أقلي لنا بيضتين طبقي الشهير ؟ "



ضحكت عدراء أخيرا , و استدارت ناحيته واضعة يدها على خده

" فعلا عز , بيضتين كاملتين ؟ ما هذا الكرم المبالغ فيه ؟

من يراك هكذا لا يعتقد أنك عشت لسنوات طويلة أعزبا , أجزم أنك كنت تصرف كل مالك على أكل المطاعم "




ابتسم عز الدين لها , و قد نجح في تشتيت انتباهها عما يحزنها , عدل خصلة من شعرها خلف أذنها , ثم أجاب بملامح مبتئسة

" ماذا أفعل و المرأة التي أحببتها بقيت بعيدة عني و عذبتني ؟ "


رفعت عدراء حاجبها و احتجت

" أنا من ابتعدت عنك أيها المخادع ؟
ألست أنت من فررت مني ؟ "



ضحك عز الدين و رد عليها

" حسنا نأكل البيضتين أولا لأنني أتضور جوعا , ثم نقرر من هرب من الآخر "

ثم أضاف سريعا


" أو أقول لك لنجمع أغراضنا , و نغادر صباحا الى المنتجع الذي لم نقصده منذ مدة ,
و هناك سأقنعك من هو الظالم بيننا "



ضحكت عدراء من اقتراحه

" أيها الكسول هل ستفر من العيادة ؟ "


أجابها عز الدين بنبرة شريرة

" أنا لا أفعل الكثير من الأساس , سامي يرعب السكرتيرة الخاصة بي , اذا وجد أكثر من مريض في برنامجي اليومي ,

لذلك قررت أن أنتقم منه , أخطفك و نفر من هنا , و ليتحمل هو المسؤولية كاملة "




هزت عدراء رأسها موافقة , لأنها ترى محاولات زوجها الحثيثة للتخفيف عنها , ثم اتجهت ناحية غرفتها ,

و ما ان استدارت حتى عاد وجومها يعلو ملامحها , و عاد الحزن الدفين يغلف عيني زوجها .

.
.
.



جفلت ملك من النوم بعدما شعرت بانقباض قلبها , و جلست مكانها تستغفر و تلتقط أنفاسها ,

صار الأمر يتكرر بصفة أقل مؤخرا , لكنه لا يزال سيئا و هي متأكدة بشكل ما , أنه على علاقة بما يمر به والديها ,


هي حدثت جدها في مكالمة سريعة قبل أيام , فيما يبدو أن علي قرر تخصيص برنامج لها للتواصل معه ,
و قد أخبرها بأنهما يبليان حسنا , دون أن ينسى أنتقاد عناد والدها الذي يستفزه ,



لكن ملك كانت ممتنة جدا , لأنه لم يسأل عن أية تفاصيل ,
لأنها لا تستطيع قول الحقيقة , و لا تستطيع الكذب عليه , لكن على الأقل هو يمنحها بعض الدفء , الذي تفتقده بفراق بيتها .




مدت ملك يدها و تناولت ساعتها من على الطاولة , و تفاجأت أن الوقت قرابة منتصف الليل ,

هي لا تعلم كيف نامت طوال هاته الفترة , و لا حتى كيف ستنام بقية الليل , و لكنها متأكدة أن نعاسها طار دون رجعة ,


لذلك غادرت فراشها باتجاه المطبخ , من أجل كأس عصير ثم قصدت غرفة المعيشة , لتقرأ ككل ليلة حتى تنسى مرارة واقعها .




حينما صارت الساعة الواحدة صباحا , شعرت ملك بأن كل جسمها يؤلمها , مع تشنج في كتفيها و رقبتها ,
ربما بسبب التراشق بالماء مع رنا مساءا , و البقاء مبللة لوقت طويل بعدها ,

بما أنها كانت منهمكة في تحميمها أولا , ثم في البكاء على حالها بعدها .



تنهدت ملك و مددت جسمها بكسل , ثم قررت الخروج الى الحديقة قليلا , لتنشق بعض الهواء العليل ,

فقد حل الربيع بدفئه منذ بعض الوقت , و الورود في الحديقة مغرية جدا , للجلوس وسطها و استنشاق عبيرها .





فتحت ملك باب المدخل برفق , و خرجت متجهة الى كرسيها الحجري المفضل مقابل النافورة ,
و الذي صار ملكية حصرية لها لا أحد يقربه ,


وقفت ملك قليلا مكانها , مدت يديها الى جانبيها و أغلقت عينيها ,
ثم استنشقت الهواء العليل بكل تأن , و كأنها تدرس كل عبير يصلها , و تقدمت بعدها للجلوس .



كانت ترتدي منامتها القطنية , مع شال خفيف على كتفيها , تسدل شعرها المموج الطويل , و تقف تحت ضوء القمر , الذي يضيف هالة سحرية عليها ,

كانت غارقة في عالمها الخاص , دون دراية بالعينين السوداوين , اللتين تراقبانها من الطابق الثاني .





كان علي قد شعر بالقلق مساءا , فهو لم يرها منذ حمام رنا , و لم تأت حتى لتناول العشاء ,


أرسل فاطمة لرؤيتها ليلا , و لكنها عادت و قالت أنها تغط في نوم عميق , و أنها أشفقت عليها و لم توقظها ,
دون أن تنسى ذكر أن عينيها كانتا متورمتين من البكاء ,



لم يعرف علي لم هي تبكي في كل مرة ,

ألا يبدو عليها و كأنها تأقلمت و لو قليلا ؟
أو أنها لا تزال تحقد عليه و ترثي نفسها ؟





بقي بال علي مشغولا الى أن رآها , على شاشة هاتفه الموصول بكاميرات المراقبة , تتسلل الى المطبخ و منه الى غرفة المعيشة ,


كان هو الآخر مستلق في غرفته يعاني أرقا سيئا , و قرر ألا يزعجها و أن يكتفي بالمراقبة , و الاطمئنان عليها عن بعد ,


لكنه لم يستطع ضبط استيائه , حينما رآها تقف هناك في الحديقة , و أنظار الحراس تكاد تلتهمها دون ادراك منها .



جر علي رجليه و خرج بتأن , الى حيث تجلس ملك و وقف خلفها مباشرة , هي تراقب النجوم و هو يراقبها بهدوء مطبق ,


بعد مرور بعض الوقت , تنحنح بخفة معلنا عن تواجده هناك ,
ففزعت ملك التي أدركت للتو أنها لم تكن وحدها , و أن أحدهم قاطع خلوتها ,

و قفزت من فوق الكرسي , واضعة يدها على قلبها .



" باسم الله الرحمن الرحيم "

قالت بصوت مرتجف



كتم علي ضحكته من ردة فعلها , و اكتفى بشبه ابتسامة متشفية , بسبب ملامحها المرتعبة ,

و قال بلامبالاة و هو يحدق الى السماء , كما كانت تفعل هي قبل قليل

" هل تعانين أرقا ؟ "

كان صوته أجشا لكنه دافئ على غير العادة





هدأت ملك من روعها , و قلبت عينيها بطريقة لطيفة , بعدما اكتشفت من المزعج القادم ,

كان عليها توقع ذلك , بما أنه يفسد كل شيء تستمتع به , و لكنها أجابت ببساطة

" شيء من هذا القبيل "

لن تخبره بما ينغص عليها حياتها , رغم أنه سبب مباشر في ذلك .




صمت الاثنان لبعض اللحظات , و أشاحت ملك عينيها عن نظراته المتفحصة قبل أن يبادرها

" هل يمكن أن نتحدث قليلا ؟ "

قال مشيرا بابهامه الى البيت خلفهما ,


و الآن فقط تذكرت ملك , أنها طلبت منه تأجيل حديثهما مساءا , و لكنها نسيت الأمر تماما .



ضمت ملك نفسها بيديها , و قد شعرت بقشعريرة تعتريها ثم هزت رأسها

" حسنا لا بأس , تفضل "



أشار لها علي بيده لتخطو أمامه , و تحركت هي بخطى متأنية , دون أن تدرك أنه لا يريد أن يدعها خلفه ,
فالحراس لم يبرحوا أماكنهم , رغم أنهم كفوا عيونهم الوقحة عنها بمجرد أن رأوه يغادر البيت .





ولج الاثنان المكتب , و أشار لها علي بالجلوس على الكرسي مقابله ,
أطرق لبرهة و هي تنتظر بصبر , ثم انطلق صوته بهدوء

" أولا بالنسبة للمرتب الذي تحدثنا عنه , أنا لم أتلق جوابا منك لذلك قررت التصرف "



قطبت ملك جبينها منتظرة معنى ما قاله , و لم يخيب علي ظنها

" أريد أن أعلمك أنني طلبت من كريم , أن يفتح لك حسابا في البنك باسمك , و يضع فيه المرتب شهريا , ما دمت تعتنين بمريم "



عبست ملك و فتحت فمها للاعتراض , و قد بدا على ملامحها الاستياء

" و لكن .... "



لكن علي قاطعها مباشرة

" لن أقبل رفضا أو أعذارا , و بالمناسبة أصبحت خمسة عشرة ألف دولار شهريا "




اتسعت عينا ملك من تسلطه , لم هذا الرجل ديكتاتور هكذا ؟

كل شيء معه بالاجبار و تحت تهديد السلاح , و استمرت بالجدال علها تقنعه

" أنا سبق و أن ... "





قاطعها علي مجددا

" أصبحت عشرون ألف دولار "



" هاي أنت .. "

" أصبحت خمسا و عشرون ألفا , و اذا استمررت في النقاش , ستزيد خمسة آلاف في كل مرة "

"...."



ضمت ملك شفتيها و لم تضف كلمة واحدة , و اكتفت بأن رمقته بنظرة ممتعضة ,
فهي أدرى من غيرها بجدية هذا الرجل في تهديداته ,


لكن بامكانه قول ما يشاء , مهما فعل لن يجبرها على أخذ هذا المال , سترى لاحقا كيف ستتصرف .



برؤية ردة فعلها المستسلمة , شعر علي بالرضا اتكأ على الأريكة بارتياح , و ظهرت ابتسامة على جانب فمه

" جيد "



و سرعان ما أضاف أمام ملامح ملك المنزعجة

" ثانيا أنا أردت أن أحدثك في موضوع يخص كلينا "





حدقت اليه ملك بنظرة يملؤها الشك , و قد نسيت استياءها لبعض الوقت

" يا الهي أرجو فقط ألا يفتح موضوع الزواج ذاك مجددا ,
أقسم سأضربه على منتصف رأسه "

قالت بينها و بين نفسها بتوجس ,


لكن علي قرأ أفكارها التي صار يحفظها , و اكتفى بالنظر الى عينيها اللتين تفضحانها .



بعد صمت لدقائق تحدث مجددا بصوت جاد

" قبل كل شيء , أردت أن أشكرك عما تفعلينه من أجل مريم و رنا "



علي كان قد فكر كثيرا , و حاول انتقاء كلماته بدقة , فهو نادرا ما يشكر أحدهم , على اسداء معروف له ,

لكنه قرر أن يقول الكلمات كما هي دون تغطية أو مواربة , لأن ملك تستحق الشكر , هذا أقل ما يفعله و الأمر لا مفر منه .




نظرت اليه ملك قليلا , ثم هزت كتفيها و أجابت بنبرة هادئة

" لا داعي للشكر , لا أفعل هذا من أجلك ,

قضيت حياتي كلها مع المرضى , هذا لا يعتبر شيئا "





ابتسم علي هذه المرة ابتسامة عريضة , فهو يعلم أنها لا تفعل هذا من أجله ,

لأنها لو كانت كذلك , لما كان هناك فرق بينها و بين الكثيرين ,
الذين حاولوا استغلال من يحبهم للحصول على رضاه , و الذين يكتفي بترضيتهم دون شكرهم ,


و لهذا السبب بالذات هو يشكرها , لأنها لا تفعل هذا للتقرب منه , بل من أجل مريم و رنا نفسيهما .




لم تفهم ملك سبب ابتسامته المفاجئة لكنها لم تعلق , فواضح أن هذا المجنون يشتكي من مشكل ما في عقله ,

أو ربما هو يحاول استعراض أسنانه الؤلؤية أمامها مثلا ؟






لبرهة شعرت ملك أن قلبها زادت نبضاته , و حرارة وجهها ارتفعت فجأة ,
حينما اختفى كل ذلك البرود المعتاد من ملامحه , التي كانت متجمدة طوال الوقت ,


لأول مرة تراه يبتسم هكذا دون تصنع , تلك النظرة اللامعة في عينيه , صارت تراها كثيرا مؤخرا ,


و هي لا تعرف لم تربكها , و تمنحها شعورا غريبا بالدفء و البرد في آن واحد , و كأن تيارا مر من رأسها الى قدميها ,


فما كان منها الا أن حولت نظرها , من وجهه الى يديها اللتين بدأتا بالتعرق , كحركة فرار صارت مألوفة بالنسبة لها .



صمت علي للحظات و هو يراقبها باهتمام , بعد أن انزلق الشال عن كتفيها , مظهرا رقبتها المرمرية التي تزينها شامة في قاعدتها ,



حاول بعدها تمالك نفسه , و مداراة ارتباكه بعدما لاحظ ارتباكها , و سرعان ما استرسل في الكلام و هو يحك رقبته

" احممم , في الحقيقة أردت أن أطلب منك أن .."

توقف فجأة و بلع ريقه و كأنه فقد كلماته





رفعت ملك عينيها لتحدق اليه باستغراب , فلأول مرة ترى هذا الرجل الصخرة يرتبك أمامها ,
أكيد ما يحاول قوله قنبلة نووية .



استجمع علي شجاعته , محاولا ايجاد كلمات معبرة , و استمر بصوت هادئ جدا

" ما رأيك أن ننسى كل ما حدث بيننا من جنون منذ البداية ؟

كل سوء الفهم ذاك , الكلمات القاسية التي تراشقناها و الاتهامات , و نبدأ صفحة جديدة ؟ "


ختم حديثه الذي فكر فيه لوقت طويل , و بقي منتظرا ردة فعل الفرس الجامحة التي تؤرق نومه .





لبرهة لم تستوعب ملك ما قاله , رمشت مرتين بتشوش , و هي تحدق الى عينيه الجادتين محاولة التركيز

" هل هو يعتذر على طريقته مثلا ؟ "



هي سبق و أن سمعت اعتذارا منه , و قد كان كارثة بكل المقاييس , كأنه يوشك على اطلاق النار عليها , لكن هناك تحسن اليوم بما قاله .



سرحت ملك قليلا محاولة استبيان قصده , قبل اجابته بتريث و اتزان

" أنا لم أسئ فهمك , و لم أتهمك يوما ,

كل ما قلته أو فعلته , كان رد فعل على الموقف الذي وضعتني فيه دون وجه حق "




لأول مرة منذ التقائهما , يجلسان و يناقشان هذا الموضوع بهدوء , دون صراخ و تراشق اتهامات و اهانات .



أجاب علي بحذر دون أن يفقد رصانته

" ربما , و لكنك كنت في كل مرة تردين بمنتهى القسوة "

قال بنبرة لوم لم يعهدها في كلامه لها , و أجابته ملك فورا

" و لكنني أكون شجاعة في كل مرة , و اعتذر إن اقتضى الأمر "



سأل علي مباشرة , و هو يحدق في عينيها المتحديتين

" هل تريدين اعتذارا ؟ "



صمتت ملك لثوان و هي ترد نظراته , قبل أن تجيب بصدق


" لن يفيدني اعتذارك في شيء , لن يعيد الزمن الى الوراء , لن يبرئني و لن يعوضني عما عانيته ,

بإمكانك توفيره اذا لم تشعر بأنك أخطأت حقا , لا داع لقول بضع كلمات فارغة المعنى "




أطرقت بعدها برأسها قليلا , و هي تسترجع ما حصل بينهما ثم أضافت

" اضافة الى أنني أتأثر باعتذار من يهمونني و أحبهم , لأن قسوتهم تؤلمني ,

أما الباقي فسواء بالنسبة لي "





شعر علي و كأنها غرست خنجرا في قلبه , لم يدرك أن ما تفكر فيه , يؤثر فيه إلى هذه الدرجة ,

فهي تجلس هناك بكل أنفة , و تخبره أنه غير مهم بالنسبة لها بكل بساطة .





لملم علي استياءه و ابتلع الطعم المر في حلقه , و سارع لانهاء هذا النقاش الشائك

" ما رأيك اذا أن نبدأ من جديد , و نتصرف كشخصين بالغين عاقلين و متحضرين ؟

أنا أعاملك على أساس أنك الطبيبة التي تعتني بمريم ,
و أنت عامليني كصاحب لهذا المنزل الذي تقيمين فيه ,

يعني كما قلت ننسى ما حصل سابقا و نبدأ من جديد "




ترددت ملك قليلا قبل أن تسأله بحذر

" ننسى كل شيء ؟ "


هز علي رأسه بالموافقة , و ردت ملك بنبرة متوجسة

" حتى عقد الزواج ذاك ؟ "





" ليس هذا "

قاطعها علي مباشرة بنبرة حادة , بدا مستاءا و قد علا صوته دون وعي منه

حك جبينه بتوتر و همهم بينه و بين نفسه

" يا إلهي ما بالها هذه العنيدة ؟ هو لا يفهم لم تشعر بالحرج من فكرة ارتباطها به "




و أضاف سريعا

" ليكن في علمك هذا العقد مفيد لك أكثر منه لي , لذلك لن يمسه الاتفاق "





صمتت ملك بسبب ثورته غير المبررة , و بدأت تفكر في العرض المقترح ,
و هي تلتهم شفتها السفلى و تلمسها بابهامها , بطريقة بدت مغرية جدا ,


حركة تفقد علي عقله و تشوش تفكيره , لذلك سارع بتشتيت انتباهها , قبل ان يتهور و يقف من مكانه ليضربها على يدها



" كل ما أريده أن ننعم ببعض الهدوء و الراحة النفسية , و أنا من جانبي أعدك ألا أزعجك أو أتعرض لك ,

لن يحصل ما يسيء إليك من طرفي "

و مد يده لتوثيق الاتفاق بينهما .





نظرت ملك الى يده الممدودة , لكنها لم تحرك ساكنا فهي لا تثق به , و قد يكون هذا فخا آخر للإيقاع بها ,


لكنها لم تجد مانعا من الموافقة مبدئيا , اذا كانت هذه كل الشروط فلا مانع لديها , و لكنها تريد المساومة و هذه أفضل فرصة

" و اتفاق السنة ؟ "





" ما به ؟ "

سأل علي بتوتر أكبر , لطالما أزعجه هذا الاتفاق المجنون منذ البداية , لولا أنها جرته اليه لما وافق أبدا



" هل مازال قائما ؟ هل علي أن أبقى هنا لسنة كاملة ؟ "

قالت ملك بتأمل , دون أن تأتي على ذكر شرط الليلة الواحدة ، الشرط الذي يشعرها بالمهانة .





سحب علي يده و قد شعر بالاحراج , لمس ياقة قميصه و فتح الزر العلوي , يحاول أخذ نفس عميق ,

هو لا يعرف لم تصعب عليه هاته العنيدة الأمر , لكنه لم يجد مفرا من التنازل ,

صحيح هو لم يعتذر مباشرة , لكن هذا سيكون أفضل تعويض , خاصة أنه اتخذ القرار منذ مدة و لم يعلمها به



" إثباتا لحسن نيتي سأدعك ترحلين , بمجرد أن تحصلي على البراءة من قضية التهريب ,

و سأعمل جهدي لتحصلي عليها , كلمة شرف مني "



فجأة اتسعت عينا ملك و ملأتهما البهجة , كما لم يحدث منذ أشهر , علت وجهها بشاشة لم يرها علي سابقا ,

و في لحظة مجنونة نهضت من مكانها , و ارتمت على الرجل الجالس أمامها , لدرجة كادت توقعه من على الأريكة .



صدم علي من ردة فعلها , ارتجف قلبه و تشنجت عضلاته كلها , و كأن تيارا صعقه بمجرد ان لامسته يداها ,

هو كان مستاءا من أنها تركت يده دون أن تصافحه , لم يتوقع أن تحتضنه هكذا و لا في أغرب تخيلاته ,



لكنه لم يعلق أو ينهرها , هو يعرف أنها فقدت عقلها بسبب ما قاله , و إلا ما كانت دنت منه شبرا واحدا .



بقي علي ساكنا لا يعرف أين يضع يديه , و ملك مستمرة في التعلق به كقط على شجرة ,

تطوق رقبته بيديها و تضع رأسها على كتفه , و خدها يلامس وجهه بطريقة أشعلت النيران في دمه ,


لكنه تحكم في نفسه و كبح جماحها , مستغلا الأمر لأخذ نفس عميق و منعش ,
فلطالما أحب رائحة الياسمين التي تغرقها .



" يا إلهي شكرا لك , شكرا جزيلا لك "

هتفت ملك بتأثر كبير و كررت شكرها عدة مرات , معبرة عن سعادتها الكبيرة باقتراحه .



بعد انتهاء لحظات نشوتها , أفاقت ملك أخيرا و انتبهت لما أقدمت على فعله .

حيث كان علي يجلس دون حراك , يضع يدا على مقبض الأريكة , و الأخرى يربت بها على ظهرها بطريقة حنونة , تماما كما يفعل مع رنا حينما تحتضنه .




تجمدت حركتها هي الأخرى , ثم ما لبثت أن انسحبت مبتعدة في حركة خاطفة , بعدما أدركت الوضعية المحرجة التي كانا فيها ,



كانت ملك مرتبكة و خجلة حد الموت , و ما زاد ارتباكها تشابك خصلات شعرها مع أزرار قميصه ,
مما منعها من الاستقامة في وقفتها , و مدت يديها بارتجاف كبير , تحاول تحرير نفسها دون جدوى ,



استغل علي الموقف , و طاف على ملامحها المحرجة بتأمل بعينيه المشتعلتين , قبل أن يضع يديه على يديها محاولا مد يد المساعدة ,


سحبت ملك يديها بمجرد أن لامسها , و هربت بعينيها في كل مكان متفادية النظر اليه , و قد شعرت أن قلبها على وشك التوقف عن النبض ,


ظهرت شبه ابتسامة على فم علي , و قد أخذ وقته لفك خصلاتها فقط لزيادة احراجها .



بمجرد أن حررها علي استقامت مبتعدة , لكن ارتباكها لم يخفت , دمعت عيناها احمرت وجنتاها , و بدأ قلبها بالارتجاف مجددا

" يا الهي , ما الذي دهاني كيف أصبحت مندفعة هكذا ؟ "

لم تجد ملك بعدها غير الهرب , و هي على وشك البكاء

" حسنا أنا موافقة , تصبح على خير "





و ركضت من أمامه , دون حتى أن تحدق في وجهه

أما علي فقد كان مستمتعا بكل لحظة , و ما لبث أن عاد الى الابتسام , بمجرد أن خرجت من مكتبه ,



هو كان متخوفا من هذا النقاش , منذ بدأ في التفكير باجرائه , بما أن ملك تجعل كل ممكن مستحيل برفضها ,


و لكن هاته العنيدة تنهي الأمور دائما على طريقتها الخاصة , آخر شيء توقعه الحصول على حضن شكر منها .



هو يدرك منذ مدة أنه أخطأ فيما فعله , و لكن هناك أمور لا يمكنه عكسها كالقضية مثلا ,

لكن بإمكانه جعل إقامتها هنا أكثر سلاسة , هذا يريح ضميره أكثر مما يمنحها هي الراحة ,

و سيفكر لاحقا كيف يمكنه التعويض عما حصل , حينما يحين موعد رحيلها .





قصدت ملك غرفتها , و هي تحاول تمالك نفسها ,
اختلطت عليها المشاعر بين الارتباك و الحرج مما حصل , و الفرحة العارمة بسبب ما وعدها به المجنون ,


هي لن تكون مجبرة على البقاء هنا لسنة كاملة , اذا حكم في القضية سترحل في أسرع وقت ممكن ,
يمكن أن يكون بعد شهر أو شهرين من يدري ؟



حينها يمكنها استئناف حياتها , و الالتحاق بوالديها اللذين تشتاق اليهما كثيرا .

لم تنم ملك ليلتها , باتت تفكر في كيفية شرح الأمر لمن تحبهم ,
و كيف يمكنها جعل والديها يغفران لها ما حصل , و كذبها عليهما طوال هذا الوقت ؟

لكن كل ذلك يهون , المهم أن تعود الى بلدها و أهلها في نهاية المطاف .





في الصباح الباكر كانت ملك أول المتواجدين في المطبخ , مع ابتسامة مشرقة على وجهها , عارضت كل ملامح الحزن التي كسته البارحة ,

لطالما كانت فتاة بشوشة رغم كل ما تعانيه , الا أن ابتسامة اليوم كانت أكثر دفئا و أملا .



" صباح الخير ملك "

" صباح الخير خالة فاطمة "

" كيف حالك تبدين سعيدة ؟ "

سألت المرأة بعدما لاحظت التغير الغريب في ملامحها , هزت ملك كتفيها و أجابت

" لا لا شيء , أنا بخير شكرا " .

" أدام الله هذه الابتسامة على وجهك , و رزقك كل سعادة الدنيا "

ابتسمت ملك أكثر للدعوة المؤثرة , و احتضنت فاطمة بحنان كبير

" آمين خالة , آمين "





انهمكت الاثنتان بعدها في تحضير الفطور , و بدأت الخادمات بتحضير المائدة ,

بعد الافطار غادر علي و رنا كل الى وجهته , و توجهت ملك الى غرفة مريم , لبدء يومها في الاعتناء بها ,

و قد شعرت بأن جزءا من قلبها عاد للنبض من جديد , بعدما اعتقدت أنه مات منذ زمن بعيد .





في الخامسة مساءا , سمعت ملك صوت السيارة التي تقل رنا تصل , فخرجت الى الصالون لالقاء نظرة ,

لكنها فوجئت بالطفلة , تركض مباشرة ناحية غرفتها .



قبل أن تبرح مكانها , دخل ابراهيم السائق و اتجه ناحيتها

" مساء الخير سيدتي "



" مساء الخير عم ابراهيم , كيف حالك ؟ "

سألت و عيناها معلقتان بالدرج , تحاول استيعاب تصرف رنا ,
لأول مرة تقصد الطفلة غرفتها دون أن تبحث عنها , و تخبرها كيف مر يومها .



قطع السائق تأملها

" بخير سيدتي شكرا ,

لكن أعتقد أن الآنسة الصغيرة تعاني خطبا ما , كانت تبكي طوال الطريق "

قال ذلك و ناولها حقيبتها المدرسية التي تركتها في السيارة .





اندهشت ملك من الأمر , فرغم كل ما يحصل هنا , لطالما كانت رنا الفتاة البشوشة الفرحة ,

ما الذي حصل اذا ليحزنها هكذا ؟



صعدت ملك من فورها , باتجاه غرفة رنا لتقصي الموضوع , و لحقت بها فاطمة القلقة ,
و لكنهما فوجئتا بها توصد الباب من الداخل ,



كانت رنا قد أغلقت الباب بالمفتاح , و استلقت على سريرها تدفن وجهها في الملاءات ,
و دخلت في نوبة بكاء شديد , حيث كان صوتها يصل الى آخر الرواق ,


أصيبت المرأتان بالتوتر , و سارعت فاطمة للاتصال بعلي , وحده يجيد التصرف مع ابنته في نوبات غضبها .





حاولت ملك بجهد اقناعها بفتح الباب و التحدث معها , لكنها كانت عنيدة و رفضت الانصياع ,
مما زاد توترها فالطفلة عادة تستمع الى ما تطلبه بمنتهى الطاعة .



استمر الأمر لنصف ساعة , قبل أن تدرك ملك أن رنا لن تستجيب لكلامها ,
فجلست بيأس معطية ظهرها الى الباب , محاولة ايجاد طريقة لاقناعها .



في هاته الأثناء وصل علي الى المنزل , و دخل مهرولا باتجاه غرفة ابنته ,
كان يفتح زري قميصه العلويين , و دون ربطة عنق , و كان يبدو على وجهه التوتر و الخوف



" هل تغلق الباب دائما ؟ "

سأل فاطمة التي استقبلته في الردهة

" أجل "



لامها علي و قد بدا عليه الغضب

" ألم أقل أن تزيلوا المفاتيح من الأبواب ؟ "

هذه ليست أول مرة تفعلها الطفلة , فهذه طريقتها المفضلة للتمرد .



" فعلنا بني , و لكن رنا ذكية كفاية لتجدها كل مرة "

" الظاهر أنني سأضع أبوابا بمفاتيح الكترونية "

تحدث بسخط ظاهر ثم أضاف

" ما الذي حصل معها ؟ كانت تبدو بخير صباحا على الفطور ؟ "



أجابت فاطمة بقلة حيلة

" لا أدري بني عادت باكية و حزينة , و ابراهيم قال بأنها كانت مكتئبة طوال الطريق ,
يبدو أن أحدهم أزعجها ,

ملك تحاول منذ نصف ساعة , اقناعها بفتح الباب لكنها لم تنجح بعد "



لم يعرف علي لم شعر ببعض الاطمئنان , بمجرد أن ذكرت فاطمة , أن ملك تحاول معها رغم أنها لم تنجح ,

و ما كان منه الا أن التزم الصمت , و أكمل طريقه باتجاه غرفة ابنته بخطوات سريعة ,


لكن و قبل أن يصل الى أعلى الدرج , لمح ملك تجلس على الأرض , متكئة على باب غرفة رنا ,

تضم ركبتيها بيديها الى صدرها , و ترجع رأسها الى الخلف مغلقة عينيها .





كانت تتحدث بنبرة هادئة , فيما يبدو أنها تكلم الطفلة ,
أراد التقدم أكثر لكنه قرر أن يجلس هناك و يراقب , فقد تفلح ملك في اقناعها , و لا يضطر الى خلع الباب كما كان ينوي .



" رنا حبيبتي أنت تسمعينني صح ؟ أنا أسمع صوت أنفاسك "

كانت الطفلة قد توقفت عن البكاء بصوت عال , و لكنها بقيت تتنهد و تشهق من حين الى آخر .



كانت ملك قد فكرت مليا فيما أزعجها , و خمنت أن أحد الأطفال أو المعلمين قد أساء اليها ,

فهي طفلة حساسة جدا , و أية حركة و لو بسيطة تجرح شعورها ,
و هي كانت قد ذكرت تنمر الأطفال عليها , بصفة غير مباشرة أكثر من مرة .





أمام الصمت المطبق من خلف الباب , قررت ملك أن تتبع حدسها , و تستمر في التحدث إليها

" رنا سأخبرك قصة جميلة , أنت تحبين قصص قبل النوم صحيح ؟ "

صمتت لبرهة منتظرة ردها , ثم أضافت بصوت هامس

" لكن هذه قصة حقيقية "



صمتت ملك قليلا و هي تحاول جمع أفكارها , فيما انتاب علي الفضول و قرر الجلوس على الدرج , و الاستماع هو الآخر لقصة قبل النوم .











بارت مطول للمتطلبين الحلوين 🤗😅







😘💞💞





.....



ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-20, 10:27 PM   #359

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منبع حياة مشاهدة المشاركة
تسجيييييل حضوووور بانتظار بارت جديييييد لاجمل رواية و أر ع كاتبة 😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺




مرحبا بيك حنونة 😘💖💖 في انتظار الآراء على التطورات 💞💞💞💞💖💖💖💖💖💖


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-20, 11:31 PM   #360

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 32 ( الأعضاء 20 والزوار 12)
‏ملك علي, ‏نوره خليل, ‏amana 98, ‏روجا جيجي, ‏آلاء الليل, ‏الذيذ ميمو, ‏موضى و راكان, ‏أم نسيم, ‏nadiazin, ‏Alaa_lole, ‏سحاب الحربي, ‏Kokinouna, ‏قلب الاحزان, ‏Lolav, ‏Alzeer78, ‏Rere4040, ‏رااما, ‏بلانش, ‏dalia22, ‏منبع حياة



شكرا حبيباتي 💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖😘🌹🌹🌹🌹


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:35 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.