آخر 10 مشاركات
إمرأة الذئب (23) للكاتبة Karen Whiddon .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          116 - أريد سجنك ! - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )           »          91-صعود من الهاوية - بيتي جوردن - ع.ج ( إعادة تصوير )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )           »          [تحميل] حصون من جليد للكاتبه المتألقه / برد المشاعر (مميزة )(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          والروح اذا جرحت (2) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة في الميزان (الكاتـب : um soso - )           »          كوب العدالة (الكاتـب : اسفة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree678Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-12-20, 10:32 PM   #1271

هدى الحسني

? العضوٌ??? » 481225
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 90
?  نُقآطِيْ » هدى الحسني is on a distinguished road
افتراضي


😍😍في انتظارك ملووكه 😘😘

هدى الحسني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-12-20, 10:38 PM   #1272

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي





البارت الثامن و التسعون أنا جائع !







بمجرد أن دخلت ملك غرفتها , حتى فتحت رنا الباب و ارتمت عليها , طوقتها بشدة لعناقها و اندست في حضنها


" يا الهي رنا حبيبتي , اشتقت اليك كثيرا "

تلقفتها ملك بلهفة , و أمطرتها بوابل من القبل الحارة على وجهها .



هزت الطفلة رأسها مشيرة الى اشتياقها هي الأخرى , ثم خاطبتها متذمرة من تركها وحدها ,
و قد بدت ناقمة جدا على والدها , بسبب تسلطه عليها في غياب ملك .



لكنها نسيت كل ذلك حينما رأت , الدب الكبير الذي يوازي حجمها , موضوعا في زاوية الغرفة ,

لمعت عيناها بحماس , و ركضت ناحيته بعدما شكرت ملك بقبلة ,
لتشير لها و ابتسامة رضا تعلو وجهها


" هذا صديقك الجديد , ها ماذا سنسميه ؟ "



احتضنت الطفلة الدب جالسة الى جانبها , و بدأت تفكر في اسم مناسب له ,
قبل أن تطلب من ملك مساعدتها , و التي أشارت عليها باسم لطيف


" حسنا لنسميه بوني الأبيض , بما أن فراءه أبيض و ناعم ,

و سيكون رفيقك حينما تكون هناك , ألعاب نارية أو رعود في الخارج ,

هو قال أنه سيحميك حينما لا أكون أنا هنا "





لكن الطفلة عبست فجأة , أطلقت الدب من حضنها , و تسلقت حجر ملك لتتعلق بها مجددا ,
و هي تشير اليها أنها لا تريده هو , بل تريدها هي لتنام معها حينذاك , و أنها لن تدعها تغادر أبدا كما حصل قبل أيام .




شعرت ملك بالحزن يتسلل الى قلبها , بعدما رأت تعابير الطفلة التي ترفض رحيلها ,
و قد راودها شعور بالألم لفراقها مجددا , حينما تحين لحظة عودتها الى حياتها السابقة ,


صحيح هي كانت عازمة , على المغادرة مهما كلفها الأمر , لكنها الآن ليست واثقة من شيء ,

فالطفلة متعلقة بها كثيرا , و هي لا تستطيع تخيل مدى حزنها ,
حينما تخبرها أنها عائدة الى بلدها , خاصة ألا فكرة لديها عما سيحصل مستقبلا .



مدت ملك يدها و رفعت وجه رنا المكتئب ناحيتها , و التي أفجعتها باحتمال ذهابها مجددا

" حبيبتي هل تشتاقين لبابا و ماما , حينما تذهبين الى المدرسة ؟ "

حدثتها ملك بنبرة عطوفة , محاولة شرح الوضع لها بكلمات تفهمها .



و هزت الطفلة رأسها بالايجاب لتضيف ملك

" أنا أيضا لدي ماما و بابا أشتاق لهما كثيرا , و حتى أراهما يجب أن أذهب لبعض الوقت من هنا ,
لكنني أعدك أن أعود لرؤيتك "



اغرورقت عينا ملك لذكرها والديها , لكنها تمالكت نفسها سريعا , لا تريد البكاء أمام رنا سيفزعها الأمر ,

لكنها أدركت متأخرة أنها أعطتها وعدا , للبقاء على علاقة بها في المستقبل , و هي حتى لم تسأل رأي علي في الأمر ,
لذلك عزمت في هذه اللحظات على فتح النقاش , من الآن لتعرف ما رأيه بالفكرة ,



فرغم أنها عزمت على بتر , كل ما حصل هنا من ذاكرتها و حياتها , الا أنها ليست متحجرة القلب
حتى ترفض عاطفة طفلة رقيقة مثل رنا , و بامكانها عمل تنازل لأجل خاطرها .

و عليها أن تفكر لاحقا , في كيفية شرح الأمر لوالديها , فهي متأكدة أنهم لن يسمحوا لعلي و عائلته بالدنو منها ,
هذا ان سامحاها من الأساس على كل ما حصل .



ربتت الطفلة على خد ملك بلطف , لتخرجها من دوامة تفكيرها , و أشارت لها أنها سترافقها , حينما تريد رؤية والديها , لأنها ترغب بالتعرف عليهما ,
و أنها ستطلب من علي أن يقلهما بالطائرة , لتضمن عودتها معها الى هنا .


ضمتها ملك مجددا بقوة الى صدرها , و شمت عبير شعرها الذي تحبه , هي لم تتوقع يوما أن يثير طفل ليس من رحمها ,
كل عاطفة الأمومة هذه لديها , و التي سمعت عنها الكثير دون أن تجربها بعد .



هي تعترف أنها لطالما كانت حساسة , اتجاه الكثير من مرضاها لكن رنا استثناء , فهي تحبها بشكل مغاير جدا , أكثر من مجرد تعاطف أو شفقة ,
و كأن الطفلة تقتطع جزءا من قلبها , بمجرد أن تبدو حزينة أو محبطة .





أزاحت ملك شعرها عن وجهها الصغير , و قرصت أنفها محاولة مداعبتها

" لا أنت ستبقين مع ماما مريم و بابا علي هنا ,
و أنا سأذهب و أعود لرؤيتك , ألم أعدك ؟ "



لكن رنا كانت أكثر عنادا مما اعتقدت , فقد أشارت لها أنها تريدها مع المجموعة ,
و بامكانهم أخذ مريم و صفية و فاطمة , للذهاب و زيارة والديها معها , المهم ألا ترحل و تتركها .


شعرت ملك بقلة الحيلة و تنهدت بعمق , هي متأكدة أن علي سيحيل حياتها الى جحيم , ان قالت رنا كلمة واحدة أمامه ,

هو لن يسمح أبدا لابنته الوحيدة , أن ترافقها الى الجزائر وحدهما , و من جهة أخرى سيرفض فكرة أخذها رفضا قاطعا ,
لذلك سارعت لانهاء الموضوع حاليا , ريثما تجد حلولا مناسبة



" حسنا رنا لا بأس , أعدك أنني سأفكر في اقتراحك ,
لكن عليك أن تعديني أنت أيضا , أنك لن تقولي شيئا أمام والدك , الى أن أتحدث أنا معه "



سارعت الطفلة لاعطائها الوعد الذي طلبته , لأنها تثق في أنها لن تخونها , و تذهب من هنا دون اخبارها ,


في المقابل كانت ملك تخشى اتهاما من علي , أنها تحاول اختطاف ابنته , أو تعليقها بها لابتزازه عاطفيا ,


بالكاد استقرت الأمور بينهما مؤخرا , لا تريد صدامات أخرى معه هو بالذات ,
و الأهم لا تريده أن يسيء الظن بها , كما حصل في السابق , دون أن تدرك لم يهمها ذلك من الأساس .





" هيا لنذهب لرؤية ماما مريم , اشتقت لها كثيرا "

غادرت ملك و رنا ناحية غرفة مريم , التي كانت بصدد الجدال مع الممرضة الجديدة ميرنا ,
في أمر يخص طعام العشاء ,


كانت الممرضة شابة رقيقة , محجبة سمراء البشرة مع ابتسامة لطيفة , بلهجة مصرية واضحة ,
و التي اختارها جلال خصيصا , لأنها من أفضل أفراد طاقمه ,

كما أنها متزوجة من قريب له , يعمل هو الآخر مهندسا , هنا في دبي و لديهما طفل ,


فبعدما أبدى علي امتعاضه من تصرفات سارة , قرر الطبيب تغيير مواصفات الممرضة الجديدة تماما ,
و لم يجد أفضل من ميرنا ثقة و اتقانا لعملها ,

الفرق أنها تغادر مساءا , و لا تقيم هنا كما كانت سارة , و قد أعجب علي بهذا التدبير مؤقتا ,
خاصة بوجود ملك قرب مريم ,


فيما فكر في استخدام أخرى للمناوبات الليلية , فاقامة مطولة لأي شخص غريب هنا , مجددا لم تعد مستساغة له .




كانت ميرنا تقف تحاول مسايرة مزاج مريم , بشأن انتقاء ما تأكله , قبل أن تتدخل ملك أخيرا

" مساء الخير , هل عدت الى شغبك مجددا ؟ "




" ملك "

صرخت مريم على اسمها بفرح كبير , و أشارت لها بالاقتراب لتعانقها



" مساء الخير "

ردت الممرضة على سلامها , و تنحت قليلا لتتقدم ملك , و تأخذ مريم في حضنها ,
تماما كما كانت مع رنا قبل قليل


" أيتها الخائنة كيف تذهبين كل هذا الوقت و تتركيننا ؟ "


لامتها و لكمتها بخفة على كتفها , لتبادلها ملك ابتسامة حائرة ,
و هي تتساءل ما الذي دهى الأم و ابنتها , فهما تبدوان كرضيعين فطمتهما مؤخرا ,


و قد بدأت تفكر جدية في اضافة اسم مريم , لقائمة الأشخاص الذين ستفاوض علي بشأن رؤيتهم , و بالبقاء على علاقة معهم بعد عودتها ,
و التي تضم اضافة الى رنا , فاطمة و علياء و ربما كريم أيضا ,


فيما لا يبدو أن قرارها , بقطع كل الصلات مع هنا , ممكن في هذه الظروف المشحونة عاطفيا ,
و هي تدعو الله ألا يطلق والدها النار , على علي حينما يراه .




" أنت دكتورة ملك ؟ "

سألت ميرنا مقاطعة وصلة اللوم , التي دخلت فيها مريم , لتجيبها ملك مادة يدها للمصافحة

" أجل أنا طبيبة مريم حاليا "



" و دائما "

قاطعتها مريم بحنق , و لم ترد ملك احباطها , قبل أن تجيب الممرضة

" أنا ميرنا تشرفت بالتعرف عليك ,

دكتور جلال حدثني كثيرا عنك , أنا سعيدة لأنني سأعمل تحت اشرافك "




" تشرفت أنا أيضا بالتعرف عليك ميرنا ,

حسنا هيا أنا سأستلم الأمر من هنا , بامكانك المغادرة تأخر الوقت "

أشارت لها ملك بامكانية الانصراف , و هي ستتدبر أمر عشاء مريم .




" حسنا شكرا , تصبحان على خير "


بعد مغادرة الممرضة عادت مريم للتذمر مجددا , و هي تحكي لها تفاصيل كل ما حصل منذ ذهابها ,

و كأنها كانت تحت تسلط الجميع هنا هي الأخرى , و رغم أن ملك كانت تحدثها يوميا , الا أن ذلك لم يشفع لها .



" هل يجب أن أطالب بوصاية عليهما أو ماذا ؟ "

كان أكثر سؤال راود ملك , و هي تساعدها على تقشير تفاحة لتحليتها ,
قبل أن تفاجئها مريم بسؤالها

" هل تعرفين لم غادرت سارة ؟ "


حدقت ملك ناحيتها و قد أدركت أن مريم , لا فكرة لديها عما حصل ,
لم تعتقد أن علي سيخفي عنها أمرا هاما كهذا .




تنحنحت ملك بارتباك قبل أن تجيبها بطريقة مراوغة

" أعتقد أنها طلبت اجازة لكنها لم تعد ,
ألم يقل علي شيئا ؟ "


انفرجت أسارير مريم بسماع اسم علي من فم ملك لااراديا , لكنها لأول مرة تتحدث عنه بطريقة مباشرة ,

مما أعطاها أملا في امكانية نجاح مساعيها , التي توقفت في الأيام الأخيرة بسبب اختفاء ملك .



لكنها سارعت و تمالكت نفسها قبل أن تجيبها

" لا لم يقل شيئا , قال أنها طلبت اعفاءها ,
و قدم لي الممرضة الجديدة برفقة جلال "




" حسنا لا أدري , سأسأل علي لاحقا "

تجنبت ملك مناقشة الموضوع معها , حتى تفهم من علي ما الذي يريد قوله لها ,

ففي النهاية سارة كانت ممرضتها الخاصة لأكثر من سنتين , و من حقها معرفة ما الذي يجري .





على طاولة العشاء ساد الهدوء التام , و قد بدا الوجوم على الوجوه بسبب مغادرة علياء ,
التي كانت تضفي حيوية , و هرجا كبيرا في الأنحاء منذ وصولها ,


و لأن ملك تعرف أن علي سيكون منشغلا لاحقا , فقد قررت فتح موضوع سارة ,
بمجرد أن غادرت رنا الطاولة لغسل يديها و أسنانها



" مالذي تنوي اخباره لمريم , بخصوص رحيل سارة المفاجئ ؟ "

سألته ملك بنبرة هادئة .



حدق علي ناحيتها بتمعن , و هو يدس قطع الموز التي جعل ملك تقطعها له , في فمه قبل أن يرد عليها بلامبالاة


" لا شيء , لا تستحق الذكر كغبار طار في الهواء "

قال علي بصراحة ما يشعر به , اتجاه تلك المرأة قبل أن يضيف


" لا مانع لدي لاخبار مريم الحقيقة , لكن لأنك طرف في الموضوع ,
لم أرد أخذ راحتي لقول الأسباب "



احتقن وجه ملك بسماع ما قاله , و قد استعادت ما حصل ليلتها , على الأقل مما تتذكر و مما قالته علياء ,

هو محق فقول الحقيقة لمريم , يعني ذكر كل ما حصل من جنون ليلتها ,
و هي ليست مستعدة للتعرض لهذا الاحراج مجددا , ليس أمام زوجته فقد تسيء الظن بها .


حدقت ملك الى علي , الذي لا يشيح بعينيه عنها بنظرات ممتنة , فقد أحسن تقدير الوضع أفضل منها .



" حسنا اذا , بامكاننا ابقاء حجة أنها طلبت , اعفاءها من العمل لأسباب خاصة , قائمة أمام مريم و الآخرين "

طلبت ملك بنبرة خافتة , و وافقها علي دون تردد

" كما تريدين "



وضعت ملك السكين من يدها و خفضت رأسها , دون أن تغادر هربا كما توقع علي ,
فيما شرد هو يراقب ملامحها التي يعشقها , حدثته بنبرة محرجة مجددا

" شكرا جزيلا على كل ما فعلته , أقدر موقفك بامتنان "


كررت شكرها مثل البارحة , لكن بطريقة أكثر تأن لتوصل له صدقها .





مد علي يده و وضعها على يدها التي تربض قربه , في حركة فاجأتها قبل أن يبتسم لها , كأمر صار يفعله كثيرا أمامها ,
و يجيبها بصوته الأجش , الذي فقد برودته بطريقة عجيبة منذ مدة

" قلت ألا تذكري ذلك مجددا , أي رجل كان ليفعل ما فعلته ,
ثم أنت لم تستحقي ما دبرته تلك ال.."

كتم علي غيظه الذي يحثه , على العودة الى شقة تلك الأفعى , و تعليقها من شعرها في الشرفة .




فيما ارتجفت أوصال ملك من كلماته , و قد أشعرتها لمسته بحنان جارف لدرجة أخافتها ,
و سارعت لسحب يدها و النهوض من مكانها

" صحاليك , تصبح على خير "



لتنسحب باتجاه غرفتها , و هي لا تعرف لم لم تعد تشعر بالاشمئزاز , و النفور حينما يدنو منها علي ؟


كان الأمر سيئا جدا مع بهجت ,
حتى جان و كريم رغم أنهما لطالما كانا لطيفين معها , الا أنها لا تتوقع أن يتقربا منها , دون ردة فعل محتجة منها ,


لكن مع علي الأمر مختلف , أو بالأحرى صار مختلفا , منذ متى و لماذا هي لا فكرة لديها ؟


في السابق كانت توشك على فقدان وعيها , بمجرد أن تصلها رائحة عطره , لكن الوضع انعكس و بدل الخوف صارت تشعر بالأمان ,



ليس الأمان فقط فهي تشعر بوجنتيها تشتعلان , و قلبها يخفق دون هوادة ,
اضافة الى انقباضات مؤلمة , بطريقة لذيذة في معدتها , كلما اقترب منها كما حصل قبل لحظات ,

أو حدثها بتلك الكلمات الدافئة , التي يخصها بها دون غيرها ,

و كلما رمقها بتلك النظرات الغريبة , التي لا تفهم معناها معظم الوقت كألغاز تعجيزية ,
تبثها تلك العينين السوداوين اللتين تخترقان روحها .




جلست ملك على طرف سريرها , تفكر فيما قاله علي لترد بصوت هامس

" لا ليس كل الرجال , فقط المحترمون منهم "

قالت ردا على تصريحه , أن أي رجل كان ليفعل ما فعله ,


لأنها متأكدة أنه لو كان غيره , ما كان فرط في فرصة استغلالها , و لربما أنكر لاحقا ما فعله , فهي لا يمكنها التذكر على كل حال .


لكن علي لم يفعلها حينها , و لم يكن ليفعلها بعد عشر سنوات , قلبها يقول هذه الجمل و يلح عليها .



المشكلة أن ليس هذا ما يثير استغرابها , و لكن يقينها غير القابل للنقاش ,
بأنه لن يقدم على ذلك ما يصدمها فعلا , فملك لحد الساعة لا تفهم

لم برأت علي بمجرد أن فتحت عينيها في بيت الشاطئ , و وجدته يجلس أمامها و كأنه يحرسها ؟

مالذي جعلها تلتزم الصمت , و لا تلقي بالاتهامات عليه مباشرة ,
و تبقى منتظرة بصبر نتائج التحقيق , و هي متأكدة أنه يستثنى مباشرة دون تردد ؟



هي لا فكرة لديها عن سبب تغير موقفها , و الأمر يشوشها و يزعجها بشدة ,

فقد كان عليها الشك به , حتى بعد كل ما قالته علياء , هذا ما كانت ستفعله , قبل أشهر من الآن على الأقل .




استلقت ملك على وسادتها , و أغمضت عينيها لتسترجع كل ما حصل بينهما من البداية , و تجد نفسها تجري مقارنة غريبة


أليس هذا علي الذي هددها بجعلها حاملا , حينما رأته في البداية ؟


أليس هو الرجل الذي جلس بكل تسلط في مكتبه , و ساومها لتكون زوجة لليلة واحدة ,
و جعلها تعمل خادمة مقابل ذلك ؟


أليس هو نفسه الرجل الذي يتجول , ساحبا زوجاته المؤقتات خلفه في الفنادق دون حياء ؟





لم اذا تشعر بأنه انسان مختلف ؟ هل تغير هكذا ببساطة عما كان عليه ؟


لا هو لم يتغير فهو نفسه علي , الذي طردها من جناحه دون استغلالها ,
و الذي كاد يقتل بهجت لأنه تحرش بها ,

و هو نفسه الذي لام زوجته بشدة لأنها عاملتها بقسوة ,
و هو المجنون الذي عاقب سارة , بطريقة لم يفصح عنها , بسبب ما فعلته معها .




اذا هل هذه هي شخصيته الحقيقية , و التي يداريها خلف قناع البرود , و الجبروت كما قالت شقيقته ,
و الذي لا يخلعه الا أمام من يحبهم ؟




" لكنك لست ممن يحبهم ملك "

زجرت ملك نفسها و هي تستلقي في مكانها ,

و قد أيقنت أنها غادرت اطار من يحقد عليهم علي , الى اطار من يشعر بالذنب و الامتنان نحوهم
و الا ما عاملها كما يعامل المقربين منه .


أما بالنسبة لها فقد غادر علي , قائمة من تحقد عليهم حاليا , و التي كان يتربع على عرشها دون منافس ,
لكنها لا يمكنها قراءة الاطار الذي حط فيه بعد , و كأن هناك غشاوة تعمي ادراكها .





تلاعبت هذه الأفكار الغريبة بعقل ملك , قبل أن تغمض جفنيها , و تغط في نوم عميق ,
دون كوابيس سيئة لأول مرة ,


و كأن الشعور بالأمان الذي منحها اياه علي , من خلال لمسته لف واقعها و يقظتها , ليطول حتى أحلك أحلامها .



.
.
.



في اليوم الموالي ظهرا , التحق علي بسالم في المطعم كما رتبت السكرتيرة ,
أو بالأحرى قدم ساعة قبل الموعد ,


سالم الذي كان مبكرا جدا , لم تسعه الفرحة حينما اتصلت به ليلى لأخذ موعد معه ,
لم يصدق أذنيه لما سمعه , حتى أنه جعلها تكرر ما تقوله ثلاث مرات .



آخر مرة بعد حادثة المطعم , هو فقد كل اتصال بعلي , حتى اعادة جدولة الديون , تمت عن طريق المسؤولين في الشركتين ,
دون حتى أن يعرف سبب تراجع , علي عن الغاء الاتفاق معه ,


لكنه كان ممتنا جدا , و جاء هذا اللقاء ليمنحه أملا آخر , في اعادة الشراكة التي لطالما حلم بها , حتى ينقذ نفسه من الافلاس ,


و قد تشاور مطولا ليلة أمس مع زوجته , حول أسباب اللقاء و التي كانت هي متأكدة , أنه يخص أسيل و ارتباطها منه ,
و قد حاكت الكثير من الآمال , في عودتهم الى سدة المجتمع , و استعادة ثرائهم البائد .



حاول سالم الاعتذار مجددا , عما حصل في المطعم , لكن علي أخبره أنه لا يريد سماع الموضوع , ليسود بعض الهدوء الأجواء .



بعد الجلوس لفترة و طلب الطعام , كان علي من بادر بالحديث

" في الحقيقة أنا اتصلت بك اليوم لمناقشة أمر محدد ,
و حتى لا نضيع الوقت , سأدخل في صلب الموضوع مباشرة "

قال علي بجديته المشهورة و هو يرتشف قهوته



" تفضل "

دب الخوف في قلب سالم , و هو لا يعرف عما يريد هذا الرجل , التحدث معه وجها لوجه .




استرسل بعدها علي بصرامة ظاهرة

" أعلم أن نشاطك متوقف مؤخرا ,
و أنا أريد اقتراح مشروع عليك , أقصد شراكة بيننا "



تفاجأ سالم للطلب و سارع للنقاش

" لكن سيد علي أنت تعلم , أنني لا أملك أية سيولة , للدخول في مشاريع جديدة حاليا ,
ثم أنا بصدد تسديد ديونك "



هز علي رأسه ليرد عليه

" أعلم لذلك سأقرضك ما تحتاجه , بعدها تسدد من الأرباح ,
و ستكون الشراكة تحت اشراف قسم الحسابات لدي ,

كما أن هذه الديون لن تدخل في الحساب , مع تقسيط الخمس سنوات الذي اتفقنا عليه "




زاد استغراب سالم لما سمعه و فكر مليا , غير قادر على استيعاب سبب ,
كل هذا الكرم المفاجيء من علي اتجاهه ,

عادة هو صارم جدا في استثماراته , و دقيق فيما يخص عمله ,
و من المستحيل أن يدخل مشروعا , دون أن يجني منه شيئا .



بدأ سالم في تخمين أسباب ما يقدم عليه الرجل , و قد بدأت تساوره الشكوك ,
لكن علي سرعان ما قطع حبل أفكاره و بادره

" تريد أن تعرف ما الذي سأجنيه , مما أعرضه عليك صح ؟ "



هز الرجل رأسه بفضول , و علي كان مباشرا و صريحا

" أريد طلب يد ابنتك لنائبي كريم "



شعر سالم بالدهشة , فلم يكن أبدا السبب الذي توقعه

" ماذا ؟ "

سأله ليفهم قصده و سارع علي للشرح

" كريم رجل جاد و خلوق , و قد رأى ابنتك يوم العشاء و أعجب بها ,
و يريد التقدم رسميا و طلب يدها "




" عفوا أليس كريم مجرد سكرتير ؟ "

قاطعه سالم باستغراب فهذا ما يعتقده ، و رفع علي حاجبه باستنكار ليرد عليه


" من قال ذلك ؟
كريم صديقي و نائبي و شريك بالأسهم في شركتي , و مساهم في معظم المشاريع "

قال علي قاطعا على سالم , أية محاولة للحط من قدر كريم أو احتقاره .



أمام عدم ورود أية ردة فعل , بالرفض أو الايجاب من طرف سالم , صمت علي قليلا يراقبه ثم أضاف

" في الحقيقة هذا المشروع المقترح , هو لكريم و تحت اشرافه ,
و أنا أردتك أن تكون شريكا لتعميق العلاقة بينكما

أصلا هو من سيناقش معك التفاصيل لاحقا , و يقوم باعداد العقود و الأوراق اللازمة "



و بالفعل تغيرت ملامح الرجل بسماع كلماته , لأنه يدرك جيدا أن علي لا يقول عن أحدهم صديقه
الا اذا كان يقدره كثيرا و يثق به ,

كما أنه يعرف أنه لا يمزح بشأن العمل , لكنه لم يعرف بم يجيبه فالأمر فعلا شائك .



فمن جهة هو حاليا غارق في احسانه , كيف لا و هو الوحيد الذي أنقذه من السجن و الافلاس , حينما تخلى عنه المقربون , و لا يجد الشجاعة الكافية لرفض طلبه ,


و من جهة أخرى هو معترض , على تزويج أسيل بكريم , لأنه يراه غير مناسب كفاية ليصاهره ,
و هو لا يرقى الى آماله فيمن يريده زوجا لابنته .



الا أنه لم يجد ما يقوله , أمام هذا العرض المغري لعلي , لذلك قرر أن يكون مخادعا قليلا , و يكسب بعض الوقت للتفكير

" في الحقيقة سيد علي لقد فاجأتني ، أعرف أن السيد كريم رجل جيد ,
و أنا لا مانع لدي فيما طلبته ,

لكن أنا رجل عادل و أخاف الله , علي أن أسأل صاحبة الشأن ,
لن أزوجها دون رضاها , أنت تفهمني "





ابتسم علي بلطف و هز رأسه , للرد الماكر من طرف الرجل , فهو يريد وقتا لتقدير الطلب , حتى اذا رفض يلصقها في أسيل ,
و هو متأكد أن علي لن يلومه في هذا الأمر ,

دون أن يعرف أن علي يضمن اجابة ابنته , قبل حتى أن يسألها و الذي سارع لمسايرته

" أكيد حقك و حقها , لكن أتمنى فعلا أن توافق ,
فصديقي جاد جدا في طلبه , و أنا عائلته الوحيدة "



اتسعت عينا الرجل بدهشة , و قد أدرك أن علي مهتم فعلا بالأمر , و كأنه يخطب لقريب له .

أما علي فقد كان مصرا , على اعطاء كريم صفة فرد من العائلة ,
فهذه المكانة فقط من ستجعل سالم يعطي موافقته .



هو لا يستطيع منح كريم مالا , رغم أنه يفعل ذلك بطريقة غير مباشرة ,
و لا يمكنه منحه شهادة دراسية , و لكن بامكانه اعطاءه عائلة و عزوة ,

قبل المجيء الى هنا , هو كان مستعدا لعرض , عشرة مشاريع بدل واحد ,
للضغط على سالم حتى يوافق , و كان سيستمر في اغرائه , الى أن يفتك وعدا منه .


لا يهم كم هو طماع , و كم عليه أن يصرف , إذا كان ذلك ثمن ألا يفقد كريم من يحب , فهو يقبل منحه طواعية .



" اذا أنتظر الاجابة قريبا , سأعود من ايطاليا بعد يومين , أرجو أن تكون جاهزا "

أنهى علي الحديث محدقا في ساعته و قام من مكانه



" فليكن خيرا ان شاء الله "



قام بعدها الرجلان و غادرا , كان سالم يشعر ببعض الاحباط ,
فلطالما أراد تزويج أسيل لعلي , حتى و ان كانت زوجة ثانية هو راض ,


لكن هذا الأخير جاء يخطبها لكريم , مما يعني ان أحلامه الأولى تبخرت ,
لأنه حتى لو رفض طلب كريم , فان علي لن ينظر ناحيتها أبدا , و قد يخسر كل شيء مجددا ,


بالتفكير في الوضع أدرك سالم , أنه لا يمكنه الرفض , لأن علي صعب عليه الأمر ,
حينما جعل العمل معه , و هذا الزواج متعلقين ببعضهما .





بعد انصرافه بدأ سالم في مراجعة حساباته , ما الذي يكسبه و يخسره في هذه الصفقة

" سيعود الى سوق المال و الأعمال بقوة , و سيلمع اسمه مجددا لأنه يشارك أحد أكبر رجال الأعمال ,

ستسدد ديونه و يعود للعيش , في المستوى الذي افتقده , حتى يستطيع ضمان مستقبل ابنه
الوحيد .

كما أن زوجته التي تهدده مؤخرا بالطلاق بسبب افلاسه , سترضى أخيرا و تقبل الاستمرار في العيش معه .



أما ما سيخسره في المقابل , هو التنازل عن تزويج أسيل لرجل ثري , قد يدر عليه أضعافا مما يعرضه علي ,

لكن بالتفكير في الأمر , قد لا يحصل ذلك أبدا , فهي فتاة حمقاء و صغيرة العقل ,
و ربما سيكون كريم أفضل من ستحصل عليه ,

سيستفيد من تزويجها له الكثير , بدل بقائها في بيته و هو يصرف عليها "



طبعا كانت هذه هي الحسابات التي خطط لها علي , بعدما حشر سالم في الزاوية ,

هو لم يكن يريد مقايضة علاقة كريم و أسيل بالمال , و لكن الرجل طماع و هذه هي السبيل الوحيدة لاقناعه .





بعودة سالم الى بيته , تناقش مع زوجته مطولا , في العرض الذي حصل عليه , و لمفاجأته كانت مؤيدة للفكرة بشدة ,


فلا شيء ترغب به , أكثر من التخلص من الربيبة التي تقاسمها معيشتها ،
و التي تهدد ببقائها عانسا مطولا في بيتها ,


و تحمست كثيرا بمعرفة أمر الشراكة , حتى أنها وعدته أن تقنعها , بالعرض إن هي رفضت ,
ما دام سيدر عليهم ذهبا .

و كالعادة تجيد انتقاء كلماتها للتأثير على رأيه , مع القاء بعض التهديدات بالانفصال و الرحيل .



بعد مداولات لساعتين استدعى سالم ابنته , و أشار لها بالجلوس أمامه , و بعد صمت لدقائق بادرها

" لقد تقدم أحدهم اليوم لخطبتك "



شعرت أسيل بالذعر لما قاله , وقفت من مكانها و قد شحب وجهها و ارتجفت يداها ,
و هي تحدق ناحيته بعينين شاخصتين رعبا ,


هي تعرف والدها جيدا , هو لن يقدم لها أي رجل , الا اذا كان يوافق على مصاهرته مسبقا , تماما كما حصل مع علي ,


و هي لا تستطيع القبول به , هي لا تريد رجلا آخر غير كريم ,
و بدأ عقلها بالفعل في التفكير , في كيفية تفادي العرض , مع ورود كل الاحتمالات حتى المجنونة منها على مخيلتها .



نظرت أسيل الى والدها بعينين مرتعبتين , توشكان على ذرف الدموع , و لكنها لم تقدر على قول كلمة واحدة ,

و استمر سالم دون أن يعلق , على مسألة وقوفها دون اذنه , فقد خمن سابقا ردة فعل مماثلة من طرفها



" كلمني اليوم السيد علي , يريد خطبتك لنائبه كريم "

خاطبها بنبرة هادئة .



رمشت أسيل مرتين و بلعت ريقها , و كأنها لم تستوعب ما سمعته

" ماذا ؟ "



أضاف سالم محاولا الشرح لدفعها الى الموافقة , و كأنه لا يراعي الا مصلحتها

" احم , حسنا أنا وعدته أن آخذ رأيك ,

أعلم أنك لا تعرفينه جيدا , و هو أكبر منك قليلا و بشخصية غريبة ,

لكن علي يقول فيه شعرا , حتى أنه نصب نفسه كعائلته لطلب الزواج "



احمر وجه أسيل بأكمله , فغرت فاها و انعقد لسانها بما أضافه والدها ,
فلم يعد هناك شك أن ما سمعته بداية صحيح ,


لكنها كانت تشعر بالصدمة , ليس لطلب كريم يدها للزواج , و لكن لموافقة والدها السريعة ,
هو كان قلقا و مترددا آخر مرة التقيا فيها , بسبب احتمال رفض طلبه .


لذلك كانت صدمتها مضاعفة , و لم تجد بما ترد , فهي لم تتوقع أن يكون كريم جريئا ,
لدرجة خطبتها دون اعلامها , خاصة أنه كان قبل يومين يطلب مهلة لفعل ذلك .



غمزت زوجة والدها لسالم , و قالت بصوت رقيق مصطنع

" أسيل حبيبتي , والدك يقول أن الرجل ممتاز و لا ينقصه شيء ,

سمعته طيبة جدا و مركزه مميز , اذا أردت رأيي أعطه فرصة ,

أقصد اجلسي معه و كلميه , أنا متأكدة أنه سيعجبك ,
ثم ستكون خطبة فقط ان لم تتوافقا نلغيها "

طبعا هي لن تسمح بذلك أبدا , ليس بعدما تحققت أحلامها أخيرا ,
و عليها الآن جرها الى الشرك حتى توافق .



حدقت أسيل ناحيتها بوجه مشرق , لكنها سيطرت على نفسها و كتمت فرحتها ,
لا تريد لهما أن يكتشفا أمر مشاعرها ناحية كريم , فقد يعانداها و يلغي الأمر برمته .



أمام صمتها المطبق , و الذي وتر المرأة أمامها أضاف والدها

" أجل أنا أقترح أن تعطيه فرصة , إذا لم يعجبك لن أجبرك على الزواج منه "



طبعا هو لن يذكر شيئا عن المقايضة و المشروع , لأنه يعلم كم أن ابنته عنيدة و غبية ,
و قد ترفض كريم فقط لهذا السبب , تماما كما رفضت علي سابقا .



تمالكت أسيل نفسها سريعا , و أخذت نفسا عميقا ثم أجابت

" افعل ما تراه مناسبا أبي , أنا موافقة "



أطلقت المرأة زغرودة انتصار مدوية , و ابتسم سالم الذي قام و احتضن ابنته , لأول مرة منذ مدة طويلة

" أعدك لن يكون زواجا مباشرة , ستكون هناك فرصة لتتعرفا , يعني ليس قبل التخرج "

أضاف ليطمئنها




هزت أسيل رأسها موافقة , و هي لا تكاد تصدق أن الأمر , الذي اعتقدته مستحيلا قبل ساعة ,
والدها من يعرضه عليها الآن بنفسه .



بمجرد أن دخل مكتبه اتصل سالم بعلي , الذي كان في طريق العودة الى البيت , و أعلمه عن الموافقة المبدئية ,
و سر هو كثيرا لسماع الخبر , خاصة أنه لم يتوقع أن يوافق سريعا .





بعد انهاء المكالمة بقي علي يجلس الى جانب كريم , الذي كان يقود بكل تركيز , يحاول السيطرة على حماسه ,

حدق اليه قليلا قبل أن يبادره بنبرة جادة

" جهز نفسك سنذهب لخطبة أسيل الأسبوع المقبل , بعد عودتي من ايطاليا "



بمجرد سماع ما قاله , داس كريم على المكابح بقوة , الى أن توقفت السيارة محدثة صريرا قويا
و نظر ناحية علي باندهاش يعلو ملامحه .

استمر علي في الكلام مع ابتسامة خفيفة , و كأنه لم يلاحظ ردة فعل صديقه

" كلمت السيد سالم بما أنك كنت مترددا ,
و هو كلم أسيل و قال أنه موافق "



" ها ؟ "

مازال كريم مصدوما و لا يجد ما يقوله , فهو لا يصدق ما سمعه .



" ما بك هل أصبت بالخرس ؟ "

قال علي معلقا بسخرية , على ملامح كريم المصدومة ثم أضاف

" طبعا هو يريد خطبة فقط حاليا , لكن عليك أن تصبر حتى تتخرج الفتاة ,
و تفتح مكتب الهندسة الخاص بها حتى تستطيعا الزواج "



اتسعت عينا كريم و لا زال لا يقول شيئا , و كأنه فقد صوته لذلك حاول علي استفزازه

" اذا لم تكن موافقا سأكلمه و ألغي الاتفاق "




و أخرج هاتفه من جيبه , مدعيا أنه سيتصل به , لكن كريم ارتمى عليه فجأة ,
و احتضنه بشدة و لم يرد أن يطلقه


ابتسم علي لردة فعله , لكمه على ظهره و مازحه

" هاي سيقبضون علينا بشبهة الانحراف , ثم أنا لا أحب أن يعانقني الرجال "



لكن كريم لم يستمع له , و استمر في معانقته بشدة , كما لم يفعل مع أحد يوما

" شكرا لأنك أخي "

كان كل ما قاله بتأثر شديد



ربت علي على كتفه بلطف

" لم أرك فرحا هكذا , حتى حينما أخرجتك من سجنك ذلك العام "



عدد مرات فرح كريم معدودة في حياته , و لكنه اكتشف للتو أن لعلي الفضل في معظمها

" شكرا "

لم يجد كريم أفضل من تكرار كلمة , لم يقلها لغير هذا الرجل


" لا داعي للشكر أنت أخي "




بعد أن هدأ كريم أخيرا , عاد لقيادة السيارة محاولا السيطرة على انفعاله ,
و استرسل علي يسرد الترتيب الذي جهز له


" بالنسبة للخطبة سنذهب أنا و أنت فقط ,

بما أن والدتي مسافرة مع علياء , و أنا لا أريد تأجيل الأمر حتى عودتها ،
فقد يغير سالم رأيه و سأضطر لقتله ,

لكن أعدك أن عقد القران و العرس , سيكون بحضورها و تحت اشرافها ,
ليس عليك أن تقلق لأي شيء "



هز كريم رأسه و قد بدا ممتنا جدا , اختطف نظرة جانبية ناحية صديقه ,
و بعد لحظات من التردد سأله


" حسنا بما أن السيدة صفية ستكون غائبة , هل يمكن أن تطلب من السيدة ملك الحضور ؟
أسيل تحبها و تتفاهم معها "




تفاجأ علي للطلب الغريب , لم يتوقع أن يسأله كريم هذا الأمر ,
لكنه لم يجبه لبعض الوقت , و هو يحدق الى الخارج متأملا الطريق ,

بعدما حصل تلك الليلة في المطعم , هو لا يجرؤ على أن يطلب , منها مرافقته الى أي مكان ,
ليس مستعدا لحرب أخرى معها


" حسنا أنا لا أمانع , لكن أعتقد أنك من يجب أن يدعوها بما أنها خطبتك "



علي خشي أن ترفض ان طلب هو الأمر , لذلك تركها في ذمة كريم ,
الذي هز رأسه بالموافقة على اقتراحه , و قاد الاثنان بعدها في صمت تام .



كان علي مستغربا جدا , لطالما لاحظ نفور كريم من النساء اللواتي حوله ,
لكنه بطريقة غريبة يتفق مع ملك و أسيل , و يقدر والدته و علياء كثيرا ,


ربما لأن شخصيته لا تتلاءم , إلا مع نوع محدد من النساء ,
ربما الساذجات منهن أو ربما فقط من يكرهنه .



بمجرد وصولهما الى أمام البيت , رن هاتف كريم و كان اتصالا من أسيل ,
التي استعادت هاتفها أخيرا ,

هو أراد أن يكلمها بعدما سمع الخبر مباشرة , لكنه فضل الافلات من سخرية علي و شماتته به ,
الا أنه لم يكن يطيق صبرا أكثر مما فعل



بمجرد أن فتح الخط , حتى صرخت العلقة في أذنه

" يا الهي كيمو أنا أحبك ,
لقد قال والدي أن علي خطبني من أجلك , أنا لا أصدق "

و دخلت في وصلة بكاء كعادتها مع الكثير من الثرثرة , التي كان كريم ينصت لها بكل صبر ,
و ابتسامة عريضة تعلو ثغره


" يا الهي أنا أيضا لا أصدق "

كان كل ما قاله قبل أن يدع , لها المجال للحديث مجددا , لكن مكالمة هامة قاطعتهما


" حسنا حبيبتي سأغلق الآن , أعدك أن أتصل بك ما ان أعود الى شقتي "



" حاضر انتبه الى نفسك "

" حاضر أحبك "

و أغلق قبل أن تقوم بغارة أخرى على أذنيه و قلبه .



.
.
.



كانت رحلة علي في الخامسة صباحا , بعد العشاء ودع رنا , و وضعها في فراشها ثم ودع مريم ,
قصد بعدها مكتبه و عمل الى الواحدة صباحا .



بعد شعوره بالتعب أراد أن يعود الى غرفته للنوم , لكنه تراجع بعدما لمح ضوء غرفة المعيشة ,

هو يعلم أن ملك تحب السهر , و تبقى لوقت متأخر للقراءة أو مشاهدة التلفاز ,

لذلك لم يستغرب حينما فتح الباب , و وجدها تجلس متربعة هناك على الأريكة ,
و تقلب كتابا من المكتبة في يدها

هو بدأ يمقت تلك الكتب التي اشتراها , فهي تستحوذ على كل عقلها و اهتمامها .



بقي علي يقف مكانه بصمت , في البداية لم تنتبه ملك لوجوده ,
لكن بعد ثوان رفعت رأسها , و حدقت اليه بوجه متفاجئ , و قد استغربت تواجده هناك في هذا الوقت المتأخر



" احمم مساء الخير "

بادر علي بالكلام و هو يضع يده على رقبته , و كأنه مراهق يشعر بالاحراج , للتحدث الى شابة لأول مرة




" مساء الخير "

ردت ملك بكل هدوء , أغلقت الكتاب و صمتت بعدها منتظرة , ما الذي يريده هذا الرجل , في هذه الساعة المتأخرة ,

هي اعتقدت أنه بصدد القاء نظرة ثم المغادرة , لكنه بقي واقفا مكانه ,
يضع يديه في جيبه و يحدق ناحيتها , دون أن يقول كلمة واحدة



لذلك بادرت هي بالسؤال

" ألن تذهب للنوم ؟ أليس لديك رحلة في الخامسة ؟ "

سألت بفضول و لكن علي كان جوابه غريبا

" أنا جائع "

"...."



بقيت ملك تحدق ناحيته بدهشة

" ماذا ؟ "

سألت و كأنها لم تفهم ما قاله .



هي لاحظت أنه كان منشغل البال , و لم يأكل كثيرا على العشاء ,
لكنها لم تره يوما يأكل , خارج مواعيد الطعام الرسمية هنا , الا أنها سايرته كما تفعل مع رنا


" اذا أردت أن تأكل شيئا , سأوقظ خالة فاطمة لتحضيره "



هي تعلم أنه لا يأكل من يد أحد غير فاطمة , عدا المرات القليلة التي طهت فيها أثناء الصيام ,
و التي اعتبرتها مجاملة منه , أو ربما هو اشتهاها فقط لأنه صائم ,

غير ذلك هو لا يأخذ شربة ماء من أحد , دون أن تنسى الانتقادات اللاذعة لكل ما يتذوقه .



لكن علي حدق اليها , بعينين لامعتين قبل أن يجيبها

" لا داعي لازعاج فاطمة , أنا أريد هريسة حلوة من التي تصنعينها "



"...."

زاد استغراب ملك لما سمعته , هي أعدتها سابقا مرة واحدة ,
و لكنها لم تعلم أنا علقت معه أو أنه أعجب بها ,

المشكلة أنها لم تره يأكل حلوا سابقا , هو نيق جدا لا يحب السكريات , و لا يأكل غير الفواكه .



حكت ملك رأسها بحرج و أجابته

" و لكنها الواحدة صباحا , هل تريد أن تأكل حلوا الآن ؟ "

" أعلم و لكنني جائع "



"...."

حدقت ملك ناحيته بصدمة , و هي لا تجد ما تقوله لهذا الرجل المغرور , الذي يقف أمامها كطفل متذمر ,
يطلب حلوى باستعطاف يجعلها ترغب , بالضحك عليه و الربت على رأسه لارضائه



لم تؤجل ملك الأمر كثيرا , قامت من مكانها و هزت رأسها بايجاب

" حسنا سأحضرها لك خلال ساعة "


ابتسم علي لها معربا عن امتنانه , و مظهرا حماسا غريبا , و كأنه سيأكل لأول مرة في حياته .



نهضت ملك متجهة إلى الحمام , لفت شعرها ذيل حصان , قبل أن تضع عليه منديلا ,
غسلت بعدها يديها ثم اتجهت الى المطبخ ,


هي اعتقدت أن علي سيعود كعادته الى مكتبه , في انتظار تجهيز ما طلبه , لكنها فوجئت به يجلس الى طاولة المطبخ , منتظرا اياها بكل صبر .



" هل هو جائع الى هذه الدرجة ؟ "

ملك لم تر علي يدخل المطبخ الا مرات نادرة , لكنها لم تعلق فهذا بيته ,
و هو حر في التواجد في أي مكان فيه .





انهمكت بعدها في تحضير الهريسة , تقف أمام الحوض معطية ظهرها لعلي ,
الذي كان يتظاهر في البداية , أنه مهتم بمطالعة أحد كتب الطبخ الموضوعة هناك ,


و لكنه بمجرد أن بدأت ملك بالعمل , حتى تسمرت عيناه عليها لا تغادرانها لرمشة ,
و كأنه يخاف أن يفعل ذلك فتختفي من أمامه ,


أثناء ذلك ساد هدوء تام المكان , لا يسمع سوى صوت الأواني من وقت لآخر .



كان علي يحدق الى المرأة الواقفة أمامه , و يتأمل كل تفصيل منها بكل شغف و تيه ,

شعرها الكستنائي الذي تلفه و ترفعه عن وجهها , مع بعض الخصلات الحريرية المتمردة ,
التي يرغب في لمسها و استنشاق رائحة الياسمين منها ,


بشرتها المرمرية الناعمة و الشفافة , أذنيها الصغيرتين و شعرها الذي يتدلى خلف رأسها ,
و يتراقص مع كل حركة حركاتها ,


المنديل الزهري على رأسها , و شكل المئزر الذي يحتضن جسمها و يثير غيرته و حسده ,
كل هذا يبدو جذابا و مغريا جدا .


لطالما اعتقد علي أنه رأى الكثير من النساء المثيرات , لكنه لم يعلم أن امرأة ترتدي منامة قطنية ,
تغزوها الأرانب في كل مكان مع مئزر مطبخ ,

قد تكون أكثر اثارة من كل تلك النسوة إلا الآن ,
أو ربما لأنها ملك دون غيرها ؟



فيم علي مستمر في التحديق بشرود , استدارت ملك ناحيته فجأة فأشاح بعينيه مباشرة ,
لا يريد أن يحصل على اتهام منها بالتحرش , ليس الآن و قد تحسنت علاقتهما كثيرا .



لحسن حظه لم تلاحظ ملك الأمر من الأساس و سألته بحيرة

" أنت لا تحبها حلوة كثيرا صح ؟
أعتقد أنني وضعت الكثير من السكر , كما أنني سأضيف العسل لاحقا "



كانت تتكلم معه بلطف لم يعهده , و بنبرة رقيقة تداعب سمعه ,
لتؤزم انهيار أسوار مناعته التي يحفزها الليل بسكونه .

وقفت ملك ترفع يدها الملطخة بالعجين , لاستشارته في الموضوع ,
هي لا تريد الوقوف هنا لساعة , حتى لا يأكل ما طبخت في النهاية .



صمت علي لثوان و هو يحدق الى عينيها العسليتين المتسائلتين , و دون أن يجيب على سؤالها , نهض من مكانه ببطء و اتجه ناحيتها .



فهمت ملك أنه يريد تجريب الذوق بنفسه , فتنحت جانبا مفسحة له المجال ,
حتى يمكنها استئناف عملها ,


لكنه اتجه مباشرة الى حيث تقف , طوقها بوضع يده على حافة الحوض خلفها ,
و أمسك يدها الملطخة بالعجين باليد الأخرى ,


رمقها بنظرات هيام ثم وضع سبابتها في فمه , متذوقا بقايا العجينة هناك , و لكنه أطال الأمر قليلا ,
لدرجة أنه لعق معها أصبعها لثوان اضافية , و قد اكتشف أن ذوق العنيدة , أحلى من السكر نفسه



مرت لحظات مربكة و مطولة , كان الاثنان يقفان خلالها شبه متلاصقين ,
ظهرها الى الحوض و وجهها في صدر علي , الذي كان يبدو مستمتعا جدا بالوضع .

لم تفهم ملك ماهية هذا التصرف , و بقيت تحدق اليه دون حركة بشفتين متباعدتين ,
و قد فاجأها تماما بما انغمس في فعله



" ألا يعاني هذا المجنون من ارتياب النظافة ؟

هو لا يأكل شيئا لمسه غيره , هو حتى لا يمد يده ليفتح الأبواب ,

كيف اذا يضع أصبعها في فمه ؟

هل فقد صوابه أو أنه شفي من هوسه فجأة ؟ "



لم يقل علي شيئا بما أن فمه كان مشغولا , و استمر في امساك يد ملك التي تشوش فكرها ,
و التي انتبهت الآن فقط , الى أن الحركة غير لائقة من الأساس ,


بادراك الوضع احمر وجهها كله حتى أذنيها , و بدأ قلبها يدق بجنون كجرس فسحة ,
فما كان منها الا أن سحبت يدها بسرعة , و تراجعت الى الحوض خلفها .



أما علي فلم يبد عليه أي تأثر , فقد تظاهر بعدم الاكتراث , و كأنه قام بأمر عادي , لا يستحق حتى التعليق أو التبرير ,


لعق شفتيه اللتين علق بهما بعض العجين , و مسح فمه بابهامه ثم هز رأسه

" ليست حلوة كثيرا حلاوتها مناسبة , أكملي "

أشار لقصعة العجين خلفها , و خطا راجعا الى مكانه الأصلي .



بمجرد أن استدار حتى ظهرت , على فمه ابتسامة خفيفة , كمن حقق هدفا مستحيلا

" يا الهي لا يعقل كيف أن هذه المرأة ساذجة و بريئة , بإمكان أي أحد اقناعها بأي شيء "



في المقابل ملك التي جفلت لثوان , التقطت أنفاسها و استدارت الى الحوض مجددا ,
و هي تحاول اخفاء ارتباكها , و وجهها الذي على وشك الانفجار ,


لكن بتذكر ما حصل للتو , لم يخف حرجها بل ازداد وجهها توردا ,
فالرجل عديم الخجل الذي يجلس وراءها , قام بما يريده و عاد الى مكانه , و كأن شيئا لم يكن .



أما علي الذي كان يراقب ردة فعلها باستمتاع , أصبحت ابتسامته أعمق كرجل مخبول , و هو لا يصدق أنه فعل ما فعله ,

لو لم يكن عزمه شديدا , و سيطرته على نفسه مميزة لما اكتفى بما فعله , و ربما كان احتضنها مباشرة و قبلها ,
خاصة بعدما رمقته بتلك النظرة البريئة , التي توهن ركبتيه و تضعف قلبه .



لكنه منع نفسه بقوة , لأنه يعلم أن أمرا كهذا قد يخيفها , و ربما ستكرهه لأنه تحرش بها دون ارادتها ,
عليه أن يصبر حتى تبادله المشاعر , حينها لن يتركها للحظة واحدة .



ملك التي كانت لا تزال , تحت صدمة ما حصل قبل قليل , لم تعلق هي الأخرى و لم تصدر صوتا ,

هي تعرف أنها لن تكسب , أية مناقشة معه بخصوص الأمر , و قد تحرج نفسها ان جادلته , و هو أنكر ما تفكر فيه ,

و قد يتهمها بأنها مجرد وساوس في رأسها , لأنه لا يهتم بها و لا يراها حتى كامرأة أمامه ,


على الأقل هذا ما قاله بلسانه سابقا , لذلك قررت التغاضي عن الأمر , و نسيانه و افترضت حسن النية فيما أقدم عليه .



" ربما كانت حركة لا ارادية لا أكثر "

همست بينها و بين نفسها , ثم أخذت نفسا عميقا , و أكملت تحضير الهريسة .



بعد أن أخرجت ملك الصينية من الفرن , وضعت قطعة لعلي و أخرى لها ,
ثم أتبعتها بكأس شوكولا بالحليب .


رفع علي حاجبه و حدق الى الكأس أمامه , و كأنه عدو لدود على وشك اغتياله ,

هو لا يكره طعاما في حياته , بقدر ما يكره الحليب , الذي كان مجبرا على شربه كثيرا , في طفولته بتسلط من صفية .



هز علي رأسه و سأل

" ما هذا ؟ "

أجابت ملك ببساطة , و هي تجلس الى الكرسي بجانبه

" كأس حليب بالشكولا "



" أنا لا أشرب الحليب أريد شايا "

سارع علي للاعتراض , و لكن ملك عنيدة كعادتها

" لن أعطيك شايا إنها الثانية صباحا , لديك رحلة بعد ساعتين ,
عليك أن تنام لبعض الوقت حتى لا تمرض "



قالتها ملك بجدية و بدأت بقضم قطعتها , و صدم علي من جوابها

" هل هذه عقوبة أو أنها بدأت تمارس مهامها كزوجة مهتمة ؟ "

همس لنفسه بقلب يرقص فرحا .




لاحظت ملك أن علي لم يمد يده ليأكل , رفعت رأسها و حدقت الى عينيه اللتين تلتهمانها ,
و قد أدركت الآن فقط معنى ما قالته بعفوية قبل قليل .




أشاحت سريعا بنظرها , متظاهرة بتناول الحلوى مجددا , و علقت عليه بعدم اكتراث

" حتى اذا أصبت بتلبك معوي لا تتهم هريستي "

قالت معللة تصرفها , و لكنها لامت نفسها

" يا الهي ما الذي دهاني ؟ "



ابتسم علي و لم يرد على ما قالته , مهما كان قصدها هو يشعر بالغبطة ,
و بدأ هو الآخر بالأكل دون اصدار صوت .



في مدخل المطبخ كانت فاطمة تقف بكل هدوء , دون أن ينتبه لها الاثنان الغارقين في حوارهما ,


هي سمعت صوت ضجيج في المطبخ , فاستيقظت لتقصي الأمر ,
لم تتوقع أن تصادف مشهدا جميلا كهذا ,


فعلي قلما يرتاح لأحدهم حتى يشاغبه , و يبتسم أمامه بهذا الشكل ,

هو لا يأكل من يد أحد الا ملك , و قد صار واضحا أن مكانتها في قلبه كبيرة جدا ,
و هي متأكدة الآن أن قلب الرجل الذي ربته , صار في حوزة هذه المرأة .


شعرت فاطمة بالسعادة و لم تمتلك الا أن تدعو لهما , أن يعيشا سويا ما بقي من حياتهما ,
فلا شيئ سيسعد علي أكثر من بقاء ملك , سيدة حقيقية لهذا البيت , تحمل اسمه و تربي أطفاله


لم ترد بعدها أن تعكر صفوهما بتطفلها , فانسحبت بهدوء عائدة الى غرفتها , تاركة الزوجين في عالمهما الخاص .







مرحبا 😘

البارتات القادمة ستكون فيها الأحداث بوتيرة سريعة و متصاعدة مع الكثير من المفاجآت

تخميناتكم تسعدني







😘💞💞





..........







ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-12-20, 11:13 PM   #1273

Narimano
 
الصورة الرمزية Narimano

? العضوٌ??? » 459758
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 171
?  نُقآطِيْ » Narimano has a reputation beyond reputeNarimano has a reputation beyond reputeNarimano has a reputation beyond reputeNarimano has a reputation beyond reputeNarimano has a reputation beyond reputeNarimano has a reputation beyond reputeNarimano has a reputation beyond reputeNarimano has a reputation beyond reputeNarimano has a reputation beyond reputeNarimano has a reputation beyond reputeNarimano has a reputation beyond repute
افتراضي

بارت روعة ملك💞
موفقة حبيبتي 💖


Narimano غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-12-20, 11:45 PM   #1274

زمردة الاسلام

? العضوٌ??? » 474237
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 68
?  نُقآطِيْ » زمردة الاسلام is on a distinguished road
افتراضي

بكيت من الفرحة ياريت يعدوا اليومين على خير لكيمو وأسيل
بدأت ملك في تفسيرتها وهي تسلك نفس مسار علي
علي وصل إلى أنه يحبها
وستصل يوما ما الى تلك النقطة

رحيل علياء ترك فراغ لاح في الأفق قبل رحيلها كانت لها حيوية رائعة
بارت فالقمة كالعادة تسلميلي ملوكة


زمردة الاسلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-12-20, 01:02 AM   #1275

آلاء الليل

? العضوٌ??? » 472405
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 477
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » آلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

داااائما مبدعة ملك شكرا على تعبك 💖💖💖💖💖💖
للأبدالعلاقات الانسانية بروايتك تبهرني أكثر من الرومانسية ❤❤❤❤❤
نبدا بعلاقة ملك و رنا علاقة أمومة مئة بالمئة صراحة انا ارى ملك اما لرنا أكثر من مريم هذا لا يعني اني اعيب على مريم لكن الله غالب عليها بحكم مرضها و حالة رنا الخاصة كانت علاقتهم بهذا الشكل عكس ملك التي روحها روح امو رنا وجدت امها فيها الحقيقة خايفة من الي جاي رنا راح تتأثر بغياب ملك اكثر وحدة 💔💔💔💔
ثانيا كريم و علي تكلمت عنهم سابقا و فعلا صداقتهم من اجمل ما قرأت 😍😍😍😍و اخيييرا كريم و اسيل بانت علاقتهم و راهي ماشية في طريق الرسمية لن أتأمل اكثر من هذا حتى تحدث الخطبة او لاااااا حتى يتزوجا لانه الصراحة عندي توقع كئييييب شوي
لانه هذه الفصول تشبع هدووووء مااا قبل العاصفة 😔😔😔😔😔😔
رحلة ايطاليا التي وضع علي على اساسها و بعدها الكثير من الخطط لم ترحني أحس انه سينتج عنها الكثير من الأحداث خاصة ان علي لن يذهب للاستجمام و انما للانتقام من بهجت البغييييض😡😡😡هذا اولا ثانيا يمكن فهذين اليومين و مع غياب علي ان يحدث الكثير مع ملككان تعلم ببرائتها كأن يظهر والدها رلانه ذكر عزالدين و عذراء فالفصل السابق اكيد له مغزى 🤔🤔🤔🤔
في انتظار الاحداث القادمة بشوق شكرا ملك على تعبك و الى الملتقى 😘😘😘😘😘😘
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


آلاء الليل غير متواجد حالياً  
التوقيع
تابعوا معنا رواية أسيرة الثلاثمئةيوم للكاتبة المتألقة ملك علي على الرابط التالي
https://www.rewity.com/forum/t471930.html
رد مع اقتباس
قديم 05-12-20, 01:52 AM   #1276

ام على تيتو

? العضوٌ??? » 428446
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 130
?  نُقآطِيْ » ام على تيتو is on a distinguished road
افتراضي

لما لا يذهب على الى اهل ملك بالجزائر ويتفاهم معهم
ولما لا يصر اهل كريم على التواصل معه وحضور عرسه من اسيل


ام على تيتو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-12-20, 01:56 AM   #1277

أم أسماء

? العضوٌ??? » 211759
?  التسِجيلٌ » Nov 2011
? مشَارَ?اتْي » 205
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » أم أسماء is on a distinguished road
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله

أم أسماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-12-20, 02:16 AM   #1278

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة narimano مشاهدة المشاركة
بارت روعة ملك💞
موفقة حبيبتي 💖

يسلمك حنونة شكرا على المتابعة 💖💖🌹🌹🌹



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زمردة الاسلام مشاهدة المشاركة
بكيت من الفرحة ياريت يعدوا اليومين على خير لكيمو وأسيل
بدأت ملك في تفسيرتها وهي تسلك نفس مسار علي
علي وصل إلى أنه يحبها
وستصل يوما ما الى تلك النقطة

رحيل علياء ترك فراغ لاح في الأفق قبل رحيلها كانت لها حيوية رائعة
بارت فالقمة كالعادة تسلميلي ملوكة


ربي يزيد افراحك في الحقيقة اكثر من الخيال 💖💖💖 يسلمك حبيبتي 💞🌹🌹🌹🌹




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أسماء مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله



و عليكم السلام ورحمه الله وبركاته 💞💞💞


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-12-20, 02:19 AM   #1279

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آلاء الليل مشاهدة المشاركة
داااائما مبدعة ملك شكرا على تعبك 💖💖💖💖💖💖
للأبدالعلاقات الانسانية بروايتك تبهرني أكثر من الرومانسية ❤❤❤❤❤
نبدا بعلاقة ملك و رنا علاقة أمومة مئة بالمئة صراحة انا ارى ملك اما لرنا أكثر من مريم هذا لا يعني اني اعيب على مريم لكن الله غالب عليها بحكم مرضها و حالة رنا الخاصة كانت علاقتهم بهذا الشكل عكس ملك التي روحها روح امو رنا وجدت امها فيها الحقيقة خايفة من الي جاي رنا راح تتأثر بغياب ملك اكثر وحدة 💔💔💔💔
ثانيا كريم و علي تكلمت عنهم سابقا و فعلا صداقتهم من اجمل ما قرأت 😍😍😍😍و اخيييرا كريم و اسيل بانت علاقتهم و راهي ماشية في طريق الرسمية لن أتأمل اكثر من هذا حتى تحدث الخطبة او لاااااا حتى يتزوجا لانه الصراحة عندي توقع كئييييب شوي
لانه هذه الفصول تشبع هدووووء مااا قبل العاصفة 😔😔😔😔😔😔
رحلة ايطاليا التي وضع علي على اساسها و بعدها الكثير من الخطط لم ترحني أحس انه سينتج عنها الكثير من الأحداث خاصة ان علي لن يذهب للاستجمام و انما للانتقام من بهجت البغييييض😡😡😡هذا اولا ثانيا يمكن فهذين اليومين و مع غياب علي ان يحدث الكثير مع ملككان تعلم ببرائتها كأن يظهر والدها رلانه ذكر عزالدين و عذراء فالفصل السابق اكيد له مغزى 🤔🤔🤔🤔
في انتظار الاحداث القادمة بشوق شكرا ملك على تعبك و الى الملتقى 😘😘😘😘😘😘
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺




كالعادة اجمل تحليل تعجبني قدرتك على تخمين الكثير 😉 لكن ليس كل شيء 😘💖💖💖
بالنسبة للبارتات الجاية راح تكون صادمة توقعوا الكثير 🔥🔥🔥🔥🔥
شكرا حبيبتي دايما مبردتلي قلبي 💖💖💖💖💖💖


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-12-20, 02:25 AM   #1280

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام على تيتو مشاهدة المشاركة
لما لا يذهب على الى اهل ملك بالجزائر ويتفاهم معهم
ولما لا يصر اهل كريم على التواصل معه وحضور عرسه من اسيل


بالنسبة لكريم هو وضح موقفو من اهلو لما قال انو ما يعترف بيهم و هما حاولوا إعادة العلاقة فقط ارضاءا لضميرهم و تركوه لما رفض 🙄
بالنسبة لموقف علي من اهل ملك راح أتطرق لها بالتفاصيل لاحقا الصبر طيب 😉💞💞💞💞


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:29 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.