آخر 10 مشاركات
عذراء في ليلة زفافها (22) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          إشاعة حب (122) للكاتبة: Michelle Reid (كاملة) (الكاتـب : بحر الندى - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          عذراء اليونانى(142) للكاتبة:Lynne Graham(الجزء2سلسلة عذراوات عيد الميلاد)كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          الخلاص - سارة كريفن - ع.ق ( دار الكنوز ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          عذراء الإيطالى(141)للكاتبة:Lynne Graham(الجزء1سلسلة عذراوات عيد الميلاد) كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          اخطأت واحببتك *مميزة*& مكتمله* (الكاتـب : Laila Mustafa - )           »          ستظل .. عذرائي الأخيرة / للكاتبة ياسمين عادل ، مصرية (الكاتـب : لامارا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree678Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-12-20, 11:28 PM   #1371

الرسول قدوتى

? العضوٌ??? » 390274
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 166
?  نُقآطِيْ » الرسول قدوتى is on a distinguished road
افتراضي


سلمت اناملك الروايه تحفه

الرسول قدوتى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-20, 09:12 AM   #1372

Ahmed attya

? العضوٌ??? » 444280
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 13
?  نُقآطِيْ » Ahmed attya is on a distinguished road
افتراضي

بالتوفيق من نجاح لنجاح وروايه جميله

Ahmed attya غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-20, 12:22 PM   #1373

شروفه

? العضوٌ??? » 420654
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 157
?  نُقآطِيْ » شروفه is on a distinguished road
افتراضي

شكرا ولك مني تحية

شروفه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-20, 03:40 PM   #1374

سبحان اللة وبحمدة

? العضوٌ??? » 481528
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 24
?  نُقآطِيْ » سبحان اللة وبحمدة is on a distinguished road
افتراضي

كم باقي بارت لنهايه الروايه ؟!

سبحان اللة وبحمدة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-20, 04:58 PM   #1375

شروفه

? العضوٌ??? » 420654
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 157
?  نُقآطِيْ » شروفه is on a distinguished road
افتراضي

شكراااااااااااااااا

شروفه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-20, 06:14 PM   #1376

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرسول قدوتى مشاهدة المشاركة
سلمت اناملك الروايه تحفه
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Ahmed attya مشاهدة المشاركة
بالتوفيق من نجاح لنجاح وروايه جميله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شروفه مشاهدة المشاركة
شكرا ولك مني تحية



يسلمكم ربي و يهنيكم شكرا على المشاعر الطيبة


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-20, 06:15 PM   #1377

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سبحان اللة وبحمدة مشاهدة المشاركة
كم باقي بارت لنهايه الروايه ؟!



حوالي خمسة و عشرين بارت ان شاء الله


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-20, 08:29 PM   #1378

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت اليومي بعد ساعة من الآن ان شاء الله

ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-20, 09:46 PM   #1379

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي





البارت الأول بعد المائة ذنبي أنا 💔







" أجل علياء و أعتقد أنها ستحفظ كقضية انتحار "

أنهى علي سرده ما حصل على مسامع شقيقته , التي اتصل بها ليفضفض بعض همومه لها .



" آسفة أخي لكنني لا أشعر بأية شفقة ناحيتها , بعد ما فعلته مع ملك بسبب التخذير ,
و من ثم اتضح أنها لص الحاسوب , أعتقد أنها نالت ما استحقته ,

هي تلاعبت بمصائر الآخرين باستهزاء لمدة طويلة , و ها قد دفعت ثمن شرورها "


عبرت علياء عن موقفها بكل صراحة , هي لا تحب النفاق و الزيف ,
و سارة لم تترك عملا وضيعا , الا و أقدمت على ارتكابه ,

هي أصلا كانت متحاملة عليها لأنها آذت من تحبهم , و لا يمكنها الا أن تحمد الله ,
لأن علي تخلص منها أخيرا دون التورط معها .



" اممم أنت محقة ,

رغم ذلك لم أجد بدا , من اقامة مراسم دفنها , عائلتها لا تملك تكاليف نقلها الى بلدها ,
و حبيبها المزعوم ذاك اختفى في لمح البصر "



" لا بأس أخي , اعتبرها أحد أعمالك الخيرية , أنت تفعل ذلك لوجه الله "


" أكيد علياء , أكيد "

وافقها علي على ما قالته , و استلقى على سريره ليضيف

" لكنني اتخذت قرارا هاما , و أردت معرفة رأيك فيه "



بعدها أفضى لها بما ينتوي فعله مع ملك , و كما توقع كانت شقيقته مؤيدة لقراراته

" جيد أنك أدركت ما عليك فعله أخيرا أخي , كنت خائفة من تماديك في احتجازها ,

و تراهن بذلك على خسارتها نهائيا , هي ان اكتشفت أمر اخفائك براءتها عنها لن تسامحك أبدا ,


و كما أخبرتك اذا أردت شيئا بشدة أطلق سراحه , فان عاد اليك فهو ملكك الى الأبد ,
و ان لم يعد فلم يكن ملكك منذ البداية ,


و أنا لا زلت عند رأيي علي , أن ملك تحمل مشاعر اتجاهك , على الأقل تكن لك بعض الاحترام و الاعجاب ,
كما أنها بدأت تثق فيك , و هذه بداية جيدة بالنظر الى ظروف التقائكما ,

هي فقط مشوشة بكل ما حصل معها , و بوضعها الغريب و غير المستقر في بيتك ,
و عليك ألا تزيد الطين بلة باثارة شكوكها ,


متأكدة أنها ستراجع مشاعرها , بمجرد أن تستقر مجددا , و الدليل أنها طلبت رخصة للبقاء على اتصال مع رنا و مريم ,

و أنت عليك القيام بخطوات ايجابية , في الوقت المناسب حتى تستعيدها ,

يا الهي أخي أعرف مطلقين عادوا الى بعضهم , و أنت و ملك كنتما تعانيان , من سوء فهم لا أكثر "



كعادتها علياء ثرثرت بكل عبارات , المواساة و التشجيع التي تعرفها ,
حال شقيقها في الأيام الماضية كانت بائسة , و بالكاد استطاع الخروج من اكتئابه ,

لذلك حاولت أن تسانده في قراره , معطية اياه بعض الثقة في مستقبل أفضل .



و بالفعل ابتسم علي لحماس شقيقته اللامتناهي

" شكرا ليلي , أنت سندي الذي أعتمد عليه دائما "


" أكيد أخي , و أعدك أن أذهب لخطبتها معك بمجرد أن تقررا ذلك ,
و سأجر معي والدتي و فاطمة "



ضحك علي بصوت عال , لأنه متأكد أن والدته , ستضربه على رأسه حينما تعلم بانفصالهما ,
و أكيد ستتذمر ألف مرة قبل الذهاب لارجاعها ,

لكن مجرد وجود بصيص أمل , في عودة ملك اليه يجعله يتسول رضاها , بأية طريقة لتذهب معه و تخطبها ,

رغم أنه يراه مستحيلا من الآن , فوالد ملك سيحرق البيت فوق رؤوسهم ان رآه هناك .




أجلى علي تفكيره و سارع لتغيير الموضوع , لا يريد أن يصاب باليأس قبل الأوان

" بالمناسبة علياء ما الذي يجري بين ملك و مريم ؟ "




" ماذا تقصد أخي , أليستا متفقتين كالسابق ؟ "

استفسرت علياء عن قصده , ليجيبها علي بكثير من الحيرة

" بلى متفقتين جدا , لدرجة أن مريم أصيبت بالذعر , حينما أخبرتها أن ملك ستغادر ,
و توسلتني ارجاء اعلامها بضع أيام , لتفعل ماذا لا فكرة لدي "



ساد صمت مريب الطرف الآخر من الاتصال , حرك وساوس علي الذي سارع لزجر أخته ,
التي بدت و كأنها تخفي عنه أمرا ما


" علياء أعرف أنك تعرفين ما يحصل بينهما , تماما كما أنا متأكد أن مريم ,
تخطط لأمر ما يخص ملك ,

هيا أريد معرفة التفاصيل , لا أريد أسرارا قد تقضي , على ما تبقى من أمل لدي "



أخذت علياء نفسا عميقا , قبل أن تجيبه بصدق

" في الحقيقة مريم تخطط لجعل ملك تبقى , و تحل مكانها كأم لرنا "



" ماذا ؟ منذ متى ؟ "

صدم علي لسماع الأمر , فهذا آخر ما توقع سماعه , صحيح هو يرى بعينيه كم أن زوجتيه متفاهمتان ,

و لكنه أرجأ ذلك الى اطمئنان مريم , أن ملك لا تريد منه شيئا , لذلك هي لم تعد تشعر بالغيرة و الشك اتجاهها ,

أما أن تأتي و تريد ابقاءها هنا معهم , فهذا ما لم يخمنه في أفضل تكهناته ,




لتؤكد علياء ما قالته بوضوح أكبر

" أجل مريم أخبرتني منذ مدة , أنها ستعمل جاهدة لتبقى ملك هنا ,

قالت بأنها تجيد التعامل مع وضع ابنتكما الخاص , ترافقها تعلمها و تصبر عليها كأم حقيقية ,
و هي تريدها أن تأخذ دورها كاملا ,

قامت بالفعل عدة مرات بمحاولة التأثير عليها , كاسناد بعض المهام الخاصة برنا لها لربطهما سويا ,

حتى أنها كانت تقترح بطريقة مبطنة , خروجكم و ظهوركم كعائلة واحدة حتى تتعود ,

لكن ملك تعرفها لم ترد يوما سرقة مكانها كما تقول , و كانت ترفض بلباقة في كل مرة "



تنهد علي و قد عبس وجهه

" يا الهي , لا عجب أنها بدت محبطة حينما أخبرتها "

هو لم يعتقد أن تفكير مريم وصل الى هذه النقطة , و قاطعت علياء تفكيره

" أجل أكيد ستشعر باكتئاب و أنت تخبرها , أن طوق نجاتها على وشك الرحيل "





" لكن هل تتوقع منها , أن تبقى هنا فقط من أجل الطفلة ؟ "

شعر علي بغرابة الموقف , صحيح ملك تحب رنا كثيرا , لكن ليس لدرجة التضحية بمستقبلها و حياتها من أجلها ,

هو نفسه لن يفعلها , من أجل طفل شخص آخر , اضافة الى أن عائلتها لن تقبل أبدا .



لتزيل علياء التباساته سريعا

" أكيد لا , هي تريدها زوجة لك و سيدة للبيت أيضا "




" يا الهي علياء , لا تقولي أنها تعتقد أن بيننا علاقة ما "

سألها بصوت عال و قد أصيب بالذعر فجأة ,


صحيح أن علي مقيد بمشاعره اتجاه ملك , لكن لا علاقة حقيقية بينهما الى حد اللحظة ,
هو ليس جبانا لانكار الأمر , و لو تجاوبت ملك معه , لكان أخبر مريم مباشرة ,

لكنه لن يقبل أن تشعر زوجته العاجزة بالمهانة , معتقدة أنه يخونها في الخفاء تحت سقف بيتها ,
مستغلا حالتها المرضية كرجل سافل .



" هل هذا سبب سؤالها عن كوني أحبها ؟
يا الهي كانت تبدو واثقة جدا من افتراضها "

تمتم علي بينه و بين نفسه بانزعاج , و قد جلس مكانه مجددا بتحفز ,

لكن علياء صدمته باجابتها

" أيها الأحمق هي تتمنى أن تكون العلاقة حقيقية , كنت وفرت عليها عناء اقناع ملك و أرحت بالها

و الآن بما قلته عن رحيلها الوشيك , هي صارت متأكدة من عدم وجود شيء بينكما , و بالتالي خابت آمالها بشدة ,

و بالمناسبة أخي مشاعرك مفضوحة جدا أمام مريم , هي فقط لا تجد طريقة حتى توصلها الى ملك ,
دون ارعابها و جرح كرامتها , و الا كانت باعتك لها منذ مدة "





"...."

حسنا هذا أكثر جنونا مما اعتقد .

التزم علي الصمت لا يجد ما يقوله , لتحذره شقيقته بلهجة جدية

" أخي لا أوصيك ألا تظهر أمامها أنك تعرف مخططها , هي تشعر بالاحراج كفاية ,
لا تزد همها و تورطني معها "


حاولت علياء أخذ وعد من شقيقها , فقد أفشت سرا لا يخصها , و تعول عليه لحفظه كرجل عاقل .





" أكيد علياء , صحيح أنني أحب ملك , لكن مريم شريكة حياتي و نقطة ضعفي , ابنتي التي ربيتها منذ صغرها ,
و التي أحفظها كما أحفظ اسمي , لا أحد سيأخذ مكانتها في قلبي , و لا بعد ألف سنة "


قالها علي بكثير من الحنين و الألم , لأن مريم أكيد تعتقد الآن أنها حاجز , بينه و بين سعادته مع ملك ,
و مانع لحصول ابنتها على أم ثانية تحبها .


لكنه سيحرص على أن يفهمها , أنها محور هذا البيت و أساسه , و لا شيء سيغير هذه الحقيقة ,
لأن ملك نفسها لن تقبل بتهميشها , حتى لو قبلت البقاء معه .





" هيا أخي أعطني ملك قليلا , أريد أن أكلمها اشتقت اليها "

" كنت هنا منذ أسبوع فقط أيتها الشقية "

نهرها علي بابتسامة ساخرة , هو متأكد أنها ستفقد ملك عقلها , قبل أن توافق عليه .

" حسنا لا بأس , لكن اياك أن تقولي شيئا مما أخبرتك اياه , أريد فعل ذلك بنفسي "




" أكيد أخي سرك في بئر عميق , ثم أنا لا أريد افساد خططك الرومنسية للتأثير عليها "

تهكمت علياء على قلة حيلته , و ابداعه العاطفي الذي يعاني جفافا ,

هو لم يبذل يوما جهدا , ليلفت انتباه أية امرأة في حياته , و لم يكن يطلب يوما اهتمام أي انسان ,

لذلك هي متأكدة أن مهمته , في الافصاح على مشاعره ستكون شبه مستحيلة ,
و هي تدفع نصف عمرها لترى ارتباكه , و هو يبوح بمشاعره أمام ملك , سيكون مشهدا بمليار دولار .





" أيتها المجنونة "

استمر علي في زجرها , و كما طلبت حمل هاتفه , و اتجه الى غرفة ملك في الطابق الأرضي ,
بمجرد أن فتحت له الباب , حتى مد يده أمام وجهها بهاتفه

" علياء تريد أن تكلمك "



و كما توقع ابتهجت ملامحها , و اختطفت الهاتف من يده , قبل أن تغلق الباب في وجهه ,
دون حتى أن تعلمه أو تطلب اذنه .

حرك علي رأسه بيأس , و عاد الى غرفته بعدما تم نبذه ,
ليتمدد على فراشه و يجتر كل تلك المعلومات , التي أمدته بها علياء , و التي فاجأته كثيرا ,

دون أن ينكر أن موقف مريم أسعده كثيرا , فقد كان يحمل هم احزانها و كسر قلبها .


.
.



بعد الكثير من السلامات و تبادل الأخبار , حاولت علياء استدراج ملك , لمعرفة نواياها المستقبلية

" علي قال أنك طلبت منه السماح لك , بالاتصال برنا و مريم بعد مغادرتك "



ارتبكت ملك قليلا , فلم تتوقع أن يتذكر علي الأمر , لدرجة تكراره على مسامع شقيقته ,
و قد اعتقدت أنه يعارض ذلك أساسا , لكنها أجابتها بنبرة مشاغبة

" أجل و فاطمة , أما أنت فسأتصل بك دون استشارته ,
و أكيد سآتي لزيارتك في ألمانيا ان شاء الله "



صرحت ملك بخططها الجهنمية لعلياء , و سرعان ما اعترى صوتها نبرة يائسة لتضيف

" لماذا هل قال أنه لا يوافق ؟ "


سألتها بحذر لأنها تعرف أن علياء , لا تبوح بأسرار علي مهما حصل , و التي سارعت الى استغلال الموقف


" حسنا هو لن يرفض , لكن عليك المرور به اذا أردت الحديث معهما "

قالت بنبرة خبيثة لترد عليها ملك بسذاجة

" حسنا لا أمانع "



هي فكرت أنها لن تحمل ضغينة أبدية , لهذه العائلة التي احتضنتها رغم الظروف ,
و سينظمون الى لائحة معارفها المقربين ,

بعدما ألغت كل قراراتها , التي تخص الانسلاخ عنهم دون عودة الى هنا , بعد أن تغلب الجانب الخير في شخصيتها ,

و هي تخمن منذ الآن شكل العلاقة مستقبلا , لكن وضع علي بالذات لا يزال مبهما .



" يعني ستقبلين البقاء على اتصال معه حتى بعد عودتك ؟ "

جست علياء نبضها مجددا , و عبست ملك أمام الشاشة , و قد تذكرت نفس السؤال من فم علي



" ما الذي يجري هنا ؟

هل هو يريد التأكد من خروجها , من حياته دون رجعة للتخلص من ازعاجها ,
أو ما الذي يريده بالتحديد ؟ "

سألت ملك نفسها بحيرة , و تنحنحت قبل أن تجيب علياء , التي تراقب تماوج الانفعالات على وجهها


" حسنا اذا اقتصر الأمر على الاتصال فلا مانع لدي ,
لكن اذا فكرت في الزيارة , لا أعتقد أن الأمر سيكون ملائما ,
صراحة لم أحزم أمري بعد "



أعطتها ملك نفس الجواب الذي قالته لعلي , لكن ملامحها و نبرتها كانت تقول الكثير , مجرد ترددها يعني أنها قد لا ترفض العلاقة ,

مما أعطى علياء أملا , في امكانية رأب الصدع بينهما , أكيد ملك تريد استشارة والديها في الأمر ,
و لم لا امكانية اجتماعها مع علي أسرع مما اعتقدت .




" حسنا ملك يفعل الله خيرا , أعرف أن الوقت متأخر هناك , تصبحين على خير "

" تصبحين على خير علياء "



أغلقت ملك الخط و أخذت نفسا عميقا , و بدأت تفكر ما الذي قد يريده علي منها بعد رحيلها ؟

هو رجل صريح طوال الوقت , اذا لم يردها قريبة من ابنته و عائلته , أكيد سيقولها مباشرة في وجهها .



حدقت ملك في الأرجاء لتكتشف , أن صاحب الهاتف اختفى , و قد نسيت أمره تماما ,
عادة هو يبقى بالقرب الى أن تنهي اتصالها ,


عادت ملك للتحديق الى الهاتف , و خطرت لها فكرة أشعلتها حماسا , فقامت بالاتصال على هاتف جدها ,
لكن لسوء حظها لا يزال خارج الخدمة .



علي قام بالاتصال مرارا سابقا , لكن واضح أن جدها لم يغادر مركز العلاج ذاك بعد ,
هي لا تفهم لم لا يسمح لهم بالاتصال بالانترنت ,


لتتذكر أن من ضمن البرنامج أطباء نفسانيون , يحرصون على ضمان الراحة النفسية ,
و تخفيف التوتر عن المرضى , لأنها تؤثر سلبا على تطور أمراضهم ,

و أكيد أن استخدام الانترنت , واحدة من التأثيرات السلبية على الصحة النفسية ,
ان لم يكن أسوءها على الاطلاق ,

خاصة أن الشيخ يعاني , من بوادر أعراض مرض باركينسون ,
اضافة الى ارتفاع ضغط الدم و هشاشة العظام , و الذي يبقيه سرا عن معظم أفراد العائلة .



و هذا بالذات ما دفعها الى تخفيف , حمل ما يحصل معها عنه , خاصة أنها لا تعرف مقدار ما يعرفه جدها عن أزمتها ,

لكن مادام الوضع مستقر هنا , و تحت سيطرة علي لا داعي لازعاجه ,
و بعد أن تعود ستحرص على اخباره كل التفاصيل .


هي كانت تبكي كثيرا في البداية حينما تراه , لكنها اخترعت طريقة لمراسلته بكل هدوء ,
فهي تسجل فيديوهات تحدثه فيها , و هو يعيد الرد عليها بنفس الطريقة .



لذلك قامت بتسجيل فيديو بثته فيه سلامها , و تحدثت عن الكثير من الأمور التي تبهج الرجل ,
ثم أرسلته الى هاتفه مع ابتسامة دافئة , جدها سيعيد مراسلتها بمجرد أن يراه .



حملت بعدها ملك الهاتف , و اتجهت الى المكتب بحثا عن علي , لكنه لم يكن هناك كما توقعت .

" غريب هل ذهب الى النوم تاركا هاتفه معي ؟ "


عادة هو ينتظر هنا حتى تعيده له , فما كان منها الى أن اتجهت الى غرفته , للعثور عليه و تسليمه جهازه .




دقت ملك الباب عدة مرات برفق دون رد , فما كان منها الا أن فتحته بحذر ,
و ألقت نظرة دون الدخول الى هناك ,

معتقدة أن علي مشغول , في متابعة أحد البرامج الاقتصادية , أو ربما يستخدم حاسوبه لانهاء بعض التقارير ,
و لم ترد تشتيت تركيزه بقدومها .



لكنها تفاجأت بالصمت التام يلف الغرفة , التي كانت مضاءة بالكامل ,
و هناك على السرير يستلقي الرجل على جانبه , و يغط في نوم عميق متوسدا مرفقه ,


كان هناك كتاب ملقى أمامه , و المفاجأة أنه يضع نظارات رؤية على عينيه ,
فيما بدا واضحا أنه كان يقرأ قبل أن يغفو



" منذ متى يملك هذا المجنون نظارات ؟ "

سألت ملك نفسها بحيرة فلأول مرة تراها .


لكن علي لا يضعها الا نادرا , الطبيب قال أنها مفيدة حينما يشعر بالانهاك ,
و عادة هو لا يستخدمها الا ليلا و في غرفته , لذلك لم يتسن لملك رؤيتها يوما .



" علي "

همست ملك اسمه مرتين بلطف , و هي تدنو من سريره بحذر ,
لكنه كان متعبا جدا و لم يستجب لها , لذلك قررت عدم ايقاظه .


تقدمت ملك بهدوء , و وضعت الهاتف على الطاولة بمحاذاة سريره , لكن قبل انصرافها عادت و ألقت نظرة على وجهه ,


كانت ملامحه مسترخية و هادئة , دون تلك النظرة الحادة التي عرفته بها , و تقطيبة الجبين الملازمة لوجهه ,
الذي بدا مسالما جدا كطفل صغير , و من هذا القرب كان بامكانها معاينة تفاصيله .



شعره اللامع الرطب حالك السواد , الذي تناثرت بضع خصل منه على جبينه , و قد استطال مؤخرا بعض الشيء , فهو لم يقصه منذ فترة ,
و الذي يعطيه منظرا مغريا , حينما يمرر أصابعه خلاله حينما يتوتر .


حواجبه الكثيفة المنمقة طبيعيا , جفونه الواسعة التي تحتضن , تلك العينين السوداوين اللامعتين تحتها , و اللتين تخفيان أسرارا غامضة كثقبين أسودين ,


رموشه الكثة التي تغازل أعلى وجنتيه , أنفه الدقيق الذي يزيده هيبة و شموخا ,
و شفاهه الممتلئة المتباعدة التي تتذكر طعمها الشهي , من ذلك اليوم حينما قبلها في الرواق .


بتذكر الأمر اتسعت عينا ملك عن آخرها , و شهقت شهقة خفيفة لتتراجع خطوة الى الوراء ,
بعدما اكتشفت أنها كانت تتجسس على الرجل , و تتحرش به بعينيها و هو نائم كامرأة مريضة .



التهبت وجنتاها و ارتجفت أوصالها , فقد كانت مغيبة في تغزلها بتفاصيله ,
لدرجة كانت على وشك أن تمد يدها , و تلمس تفاحة آدم خاصته ,

و التي كانت تتراقص تحت أنظارها , بتناغم مع حركات تنفسه بطريقة مغرية .


ما صدمها أكثر استرجاع ما حصل بينهما , دون أي نفور و انزعاج ,
و كأن أمر تقبيله لها صار مرغوبا و محببا فجأة , حتى أنها تذكرت الطعم من ذلك اليوم .



" يا الهي ملك ما الذي دهاك ؟ منذ متى صرت منحرفة ؟
ثم ليست أول مرة ترين فيها رجلا نائما "


نهرت ملك نفسها بصدمة , و هي تضرب وجهها لتخفيف حرجها , فيما كان قلبها على وشك اختراق قفصها الصدري ,
و القفز في حجر الرجل النائم , و قد أغرق عرق بارد جبينها .


والدها هو الرجل الوحيد , الذي كانت تتغزل في عينيه و ملامحه طوال الوقت , تقبله و تخبره أنه أوسم رجل على الأرض ,
تغيظ والدتها و تخبرها أنها محظوظة , لأنها حصلت عليه و حرمت منه الكثيرات .





أرادت ملك بعدها الانصراف من الغرفة , قبل أن تقدم على حماقة تذهب ماء وجهها ,
بعدما أدركت أن أمرا ما تلبسها لا تعرف ماهيته , يحثها على التصرف بانحلال , مع الرجل أمامها لأول مرة في حياتها .


لكنها توقفت بعد خطوتين , و قد أشفقت على وضعية نومه غير المريحة ,
واضح أنه بلغ مبلغه من الانهاك , و الا كان استفاق بمجرد دخولها .




" أستغفر الله العظيم "

تمتمت ملك بخفوت و بلعت ريقها , قبل أن تعود الى جانب السرير بتأن ,
سحبت النظارة من عينيه برفق , لتطويها و تضعها الى جانب هاتفه ,

أتبعتها بالكتاب الذي استلته من يده بخفة , ثم مدت يدها الى غطائه ,
الذي يتكوم تحت رجليه لتضعه عليه .



تململ علي قليلا و فتح عينيه فجأة , ليحدق بتشوش الى وجه المرأة , التي كانت تنحني عليه من قرب كبير ,
تحاول دس وسادة تحت رأسه لتعديل رقبته ,


تيبست حركة ملك و ارتجفت يداها , و لم تعرف ما عليها فعله ,
و قد راودها شعور عارم بالخوف , من أن يستفيق و يبدأ وصلة مريعة في تهجمه عليها ,

و قد يتهمها بالتحرش به صراحة , و هي حتى لا تملك وقتا للفرار من هنا .



لكن علي تصرف بطريقة طبيعية جدا , حينما ابتسم لها بكل دفء ,
ليكمل اللوحة الفنية التي كانت تتأملها , باظهار صف اللؤلؤ الأبيض , ليخطف أنفاسها من هذا القرب ,


بينما ملك تحدق بتيه اليه , سحب علي يدها من تحت رأسه برفق , و قربها من فمه ليطبع قبلة حنونة عليها ,

قبل أن يستدير الى الجانب الآخر يحتضن الوسادة , و يغط في نوم عميق , و كأنه لم يفعل شيئا .




صدمت ملك من ردة فعله , فلم تعرف ان كان مستيقظا , أو أن الحلم اختلط لديه مع الواقع ,
لكنها حمدت الله أنه لم ينهرها على تهورها ,


بعد أن استرجعت يدها من كفه سريعا , حدقت مليا الى أثر القبلة الندي , دون أن تفهم معنى ما حصل ,
و قد خالجتها مشاعر غريبة , أطلقت غابة فراشات في معدتها .

تراجعت ملك الى الخلف بهدوء , ثم استدارت و غادرت الغرفة بعد اطفاء الأنوار ,
و فرت راكضة على الدرج , و كأن النيران شبت في ثوبها .

استغرقها الأمر بعدها عدة ساعات , لتهدئة روعها و الخلود الى النوم .





عند الفجر استيقظ علي و جلس مكانه , حدق الى الجانب بذهن مشوش ,
و قد استعاد ما حصل و اعتقده حلما ,

لكنه أصيب بصدمة حينما رأى مكان الكتاب و النظارة , و الى جانبهما هاتفه الذي كان متأكدا ,
أنه تركه لدى ملك ليلة البارحة .



" يا الهي هل كانت هنا فعلا ؟ "

سأل نفسه و قد اعتقد أن ما رآه حلما , خاصة أن هذا ما كانت تفعله والدته حينما كان صغيرا ,
كانت تلاحقه الى غرفته لتغطيه , و هو كان يقبل يدها تماما كما فعل البارحة ,

لكنه متأكد أن ملك من كانت هنا , فالأحلام لا تحمل عطورا برائحة الياسمين .



ابتسم علي بفرح عارم , و لام نفسه لأنه لم يستقبلها حين قدومها هنا ,
كان عليه أن يبقى واعيا , لكن حينها لم يكن ليحظى , بموجة الحنان التي أغرقته فيها .


مرر علي يده على جبينه ليستفيق , و راوده شعور عارم بالأمل , في تحسن الأحوال بينهما ,
فواضح أن ملك باتت تتخلص تدريجيا , من كل العقبات التي تفرقهما .

نهض بعدها باتجاه الحمام للتوضؤ و الصلاة , و ليدعو الله أن يسهل أموره مع تلك العنيدة .

.
.
.



على مائدة الفطور , كان علي يرسل نظرات خبيثة , و ابتسامات مبهمة ناحية ملك ,
و التي كانت تدس رأسها في طبقها , متظاهرة بأنها تتضور جوعا ,

لم تكن تريده أن يسأل , عن ما حصل ليلة البارحة , هي تعرف بأنها لا تجيد الكذب أمامه ,
و أكيد سيكتشف المجنون الأمر , و سيسمعها كلاما ساخرا ليحرجها .





" ملك متى أعدت الهاتف الى غرفتي ؟ "

سألها مدعيا البراءة , لكنه كان مستمتعا جدا , بحبة الطماطم الجالسة أمامه ,


و ما لبثت ملك أن رفعت وجهها ناحيته , رمشت مرتين قبل أن تخبره الكذبة التي جهزتها

" سلمته الى خالة فاطمة , و هي أوصلته الى غرفتك "

قالت بنبرة مرتجفة و عادت لارتشاف حليبها , لن تخبره أبدا عن زيارتها و لو قتلها .




اتسعت ابتسامة علي أكثر , فهذه المرأة لا تتردد في الكذب عليه , دون أن تدرك أن لديه طرقه لمراقبة البيت .

لم يضف علي حرفا حتى أنهى فطوره , قام بعدها من مكانه و استدعى فاطمة ,
ليعطيها تعليماته التي حطمت قلب ملك رعبا

" فاطمة لا تغيري غطاء سريري ,
اكتشفت صباحا أنه معطر برائحة الياسمين "



كان تلميحا واضحا جدا من طرفه , و لم تملك ملك الا أن تعض على شفتها , و قد اكتشف كذبتها بكل سهولة ,
مما أشعرها بحرج شديد , وصل به توردها الى أذنيها و رقبتها .

" يا الهي ما أغباني "

نهرت ملك نفسها , لكنها لم ترفع رأسها لثانية واحدة لمواجهته ,

فهذه المرة كان خطأها بالكامل , لو لم تذهب برجليها الى هناك , لما وجد فرصة لالقاء استفزازه الصبياني هنا .




" حاضر "

ردت فاطمة عليه دون أن تفهم قصده , و عادت الى المطبخ لاستكمال واجباتها .



تفادى علي بعدها الاستمرار في شغبه , لأنها ستمتنع عن الصعود الى غرفته مستقبلا ,
و هو يأمل في أن تنتقل الى هناك نهائيا في أقرب فرصة ,


دنا من رنا المنهمكة في التهام كعكتها بهدوء , قبلها على رأسها كعادته ,
تقدم بعدها ناحية ملك بخفة , ليقبلها هي الأخرى على شعرها , مستغلا وضع النعامة الذي تتخذه منذ الصباح .


حدقت ملك ناحيته أخيرا بنظرات مستنكرة , و قبل أن تنطق بحرف واحد ,
كان علي قد خطا بسرعة ناحية الباب , و غادر الى عمله بطاقة ايجابية هائلة .



.
.
.



في الطريق الى الشركة , لم يتوقف علي عن الابتسام لحظة واحدة , و هو يراقب التسجيل على هاتفه ,
تلك الكاميرات نعمة حقيقية , لولاها لبقي يهيم في شكه ,


لكنه الآن يجلس بكل راحة و سعادة , و يراقب ملك التي دخلت غرفته خلسة ,
و بدأت في تأمله عن قرب كبير , قبل أن تقوم بتعديل مكان نومه ,


راقب علي ارتباك ملك , و هي تلوم نفسها على أمر ما , يبيع نصف عمره ليعرف ما هو ,
ثم جرأتها الجديدة لاقتحام حيزه الخاص , و ما فعله هو بعدها دون وعي منه ,

يا الهي تلك القبلة التي تركها على يدها أرعبتها , يبدو أنه يعشق تقبيلها حتى و هو نائم ,

لكن جيد أنه لم يستفق تماما , و الا كانت مجبرة على تفاديه لبضعة أيام ,
و هو لا يملك الكثير من الوقت لتضييعه .




تنهد علي حينما تذكر خطته التي وضعها من أجلها , فقد قرر اصطحابها الى عشاء رومانسي ,
بعد انتهاء مراسم الخطبة , فستكون في أبهى حلة كما يخمن .


لقد حجز بنفسه ذاك المكان الساحر الى جانب البحر , و قرر أن يفتح حوارا صريحا معها ,
و يبوح لها بكل مشاعره ناحيتها , سيغرقها بكل تلك العواطف الجياشة التي تؤرق نومه ,

سيصر بعدها على اعطائها فرصة للتفكير قبل الرد , و يعلمها أنه سيأخذ جوابها لاحقا و ليس فورا ,
ثم يخبرها عن أمر براءتها و عن رحلتها للعودة .




تخيل علي مدى فرحتها بالخبر , سيعطيها بعد ذلك الوقت الكافي لتوديع من بالبيت ,
و سيخبرها بمهلة الأسبوعين , التي سيلحقها بعدها الى بلدها ,

نعم فقط أسبوعين هكذا قرر , و سيذهب وراءها ليعرف جوابها المؤجل ,
بضعة أيام ستمر عليه كدهر , لكنه سيصبر حتى يحصل على موافقتها ,


قرر علي أن يعطيها متسعا من الوقت , لاخبار والديها كل ما حصل بالتفصيل ,
و التمتع بصحبتهما قبل وصوله ,


سيحاول حينها شرح الوضع بنفسه لوالديها , و الاعتذار منهما بشكل لائق كرجل مسؤول ,
و محاولة ايجاد تعويض مناسب عما تسبب به , بعدها سيعود بها في يده الى هنا كزوجة حقيقية له .



بدا المخطط للوهلة الأولى محكما و رائعا , لكن وجه علي تجهم مرة واحدة ,
و قد راوده احساس بعدم الثقة فجأة , فلا شيء يضمن نجاح ما خطط له

" ماذا لو لم تقبل عرضه و مشاعره ؟

ماذا لو رفض والداها تزويجها له ؟

ماذا لو رفضته بشكل قاطع ليلة العشاء ,
و لم تقبل حتى فرصة الأيام , التي يعطيها اياها للتفكير ؟

هل عليه أن يتراجع نهائيا , أو يستمر في المحاولة باصرار الى أن توافق ؟ "


غرق علي في بحر أفكاره المتشائمة , فمع مرور الوقت و بالنظر الى الوقائع ,
لا يبدو بأن خطته ستكون سلسة كما توقع .



" سيدي وصلنا "

أعلن السائق عن بلوغهما وجهتهما , استغفر علي في سره من وساوسه , و نزل متجها الى عمله بقلب مثقل .



.
.
.



في غرفة مريم بعد الفطور , فاتحت المرأة ملك بطريقة غير مباشرة ,
في الموضوع الذي يشغل بالها , أثناء قيامهما بالتمارين الصباحية

" ملك هل تشتاقين لأهلك ؟ "



تفاجأت ملك للسؤال غير المتوقع , و تغيرت ملامحها الى الحزن بشكل واضح ,

لترد عليها بنبرة حنين عاصفة

" أكيد كثيرا , أنا أموت شوقا لهم ,
و أنتظر بفارغ الصبر رؤيتهم مجددا "



تألمت مريم لحالها , و قد أصبحت ترى الوضع من زاوية أخرى ,
بعدما عرفت حقيقة ما حصل , و سرعان ما أضافت

" و لكنك اخترت الزواج هنا , ألم تفكري في الأمر مسبقا ؟ "


ادعت مريم عدم معرفتها بالحقيقة , لأن ذلك قد يجرح ملك , اذا اعتقدت بأن علي , تباهى بذلك أمامها و لم يحفظ سرهما .



ابتسمت ملك بقلة حيلة , و أجابتها بصراحة دون تفاصيل

" لو كان الخيار بيدي لما أتيت هنا أصلا "



صمتت مريم لبعض الوقت , قبل أن تضيف بنبرة متأملة

" لو رحلت يوما لرؤيتهم ,
ألا تفكرين في العودة الى هنا ؟ "



حدقت ملك الى وجهها محاولة فهم قصدها , لكنها عادت و ابتسمت لها ,
و هي تضغط على الكرة أمامها

" أنا اذا غادرت فلا مجال لأن أعود , و لا لأي سبب من الأسباب ,
اضافة الى ألا أحد هنا يتوقع بقائي أو يتمناه "



أجابتها بنبرة حزينة , تنم عن الكثير من الاحباط ,
ملك تعرف أن انفصالها عن هنا لن يكون سهلا ,

و هي متأكدة أنها ستعاني بنفس الدرجة , التي عانت بها حينما وصلت الى هنا ,
و انقطعت عن حياتها السابقة , أمر لم تحسب حسابه يوما .





مدت مريم يدها و أمسكت بكف ملك , و قد استاءت لما قالته

" لا تقولي ذلك نحن هنا كلنا نحبك , و نتمنى أن تبقي معنا خاصة رنا ,
لا شيء سيسعدها بقدر بقائك بقربها ,

لذلك اعتقدت أنك تفكرين بالبقاء أو ربما العودة لاحقا "




ربتت ملك على يدها بلطف و أجابت

" شكرا كثيرا على المشاعر الطيبة مريم , و لكن لا شيء يجعلك تعتقدين ذلك ,

هنا آخر مكان أفكر بالبقاء فيه , أعلم أنني سأرحل في يوم ما , اما بالحياة أو الممات "

ارتجفت آخر كلمة على لسانها , و قد بدت ملك يائسة جدا من مغادرتها ,
و كأنها لا تثق في وعد علي لها بتركها ترحل .





لكن مريم كانت أكثر يأسا من اقناعها بالبقاء , بعدما سمعته هي حتى لم تجرؤ ,
على مفاتحتها صراحة في الموضوع ,


و اقناعها أن مشاعر علي ناحيتها قوية و صادقة , و أن رنا ستكون سعيدة جدا بوجودها ,

و أنها لا تمانع أبدا بقاءها زوجة لعلي , بالعكس فهذا كل ما تتمناه , هذه المرأة العليلة أمامها .



لكنها في نفس الوقت , تدرك أنها أنانية منها جعل ملك ترث عائلتها ,
هي عزباء و حياتها دون تعقيدات , و من الواضح أنها تحمل الكثير من المشاريع للمستقبل ,


سيكون من غير العدل أن تطلب منها , تبني طفلة و والدها بكل العقبات التي تثقل حياتهما ,
فيما يمكنها الحصول على عائلتها الخاصة و سعادتها بكل بساطة ,


توقفت مريم عن مطاردة الموضوع , خاصة أنها لم تلمس منها شيئا ,
يوحي بميلها ناحية علي , أو مبادلته شعوره على الأقل , لدرجة قبول هذا العرض .


فما كان منها الا التزام الصمت حاليا , على أمل حصول أمر ما لاحقا قد يغير رأيها ,
الا أن أملها في حصول ذلك بدا ضئيلا جدا .

.
.
.



بعد يومين حانت خطبة كريم و أسيل , كانت فرحة الرجل عارمة ، كيف لا وقد حصل على مراده أخيرا ,
أما بالنسبة لعلي فقد كان العد التنازلي لمغادرة ملك ,

رغم أنه يشعر بالحزن و التوتر , لكنه لا يملك أن يوقف ما سيحصل ,
عليه تركها ترحل الآن , و بعد ذلك سيفكر في كيفية اعادتها الى حياته مجددا ,


رغم أنه صار شبه متأكد , أنها لن تقبل بالأمر , و أن عليه التعود أن يعيش من دون وجودها
لكنه لن يتمادى في جوره و تحكمه , و سيعيد لها ما اختطفه منها بالقوة و الظلم .



حاول علي تهدئة نفسه خلال هذه الفترة , هو حتى لم يفهم كيف خطر له ,
أن لا يخبر ملك عن أمر تبرءتها , و يحرمها فرحة قرب رحيلها .


كم كان مغيبا و أنانيا , لكن ليس بيده حيلة , فقد كان قلبه يشوش على حكمه ,
كما أن طلب مريم و وعده لها كتفا يديه .



أتم علي تحضيرات وداعها بطريقة ملائمة , لكن أكثر ما كان يقلقه هو ردة فعل رنا ,
فالطفلة متعلقة جدا بها , و سيكون صعبا فصلها عنها ,

فكر أن بامكانه ترضيتها , بوعدها بأن تراها لاحقا في العطلة مثلا , أو ايجاد أي ترتيب آخر كالاتصالات المرئية ,
خاصة أن ملك من طلب ذلك , فهي تحبها بنفس القدر ,

في انتظار تحقق ما يأمله , و تقبل ملك عرضه للعودة الى هنا , و البقاء معهم الى الأبد .



أعلم علي مريم بالموعد , و رغم أنها كررت طلبها بتأجيل الأمر , الا أنه رفض هذه المرة ,
خاصة أنها لم تفصح عن السبب , و بالتالي لا داعي للتأجيل .



خلال هذه الأيام كانت ملك تشعر بجو غريب يحيط بها , فعلي يوشك أكثر من مرة على البوح بأمر ما ,
لكنه يتراجع في آخر لحظة و يبتلع كلماته , دون أن يقول ما يفكر فيه .



تلقت أكثر من اتصال من علياء , و كان معظم حوارهما يدور حول ما تخططه للمستقبل ,
و ان كانت تفكر في الارتباط مجددا , طبعا باعتبار علي ارتباطها الأول .


و هي لم تكن تعرف بما تجيب على أسئلتها الفضولية , سوى بأن الأمر بيد الله ,
و أنها ستحاول استعادة حياتها أولا , قبل التفكير في أي شيء ,


لكنها في قلبها تعرف أن الانطلاق مجددا سيكون صعبا و شاقا , خاصة أنها لا تتخيل نفسها ,
مع أي رجل بعدما حصل معها ,


ليس فقط بسبب اهتزاز ثقتها بالرجال , و لكن لأن شروطها أصبحت أكثر تعجيزا ,
و قد تحول علي بطريقة غريبة , الى المثال الذي تقارنه مع باقي الرجال ,


ملك لن تكذب على نفسها , صحيح أن عيوب علي كثيرة , و ما فعله معها بداية لا يغتفر , لكن بعيدا عن كرهها لتسلطه و جنونه ,

هو يعتبر قدوة في أخلاقه و وفائه و شهامته , و عليها الاعتراف أن جاذبية شخصيته مدمرة ,

و بالتالي سيكون طريق أي رجل آخر شاقا , لأنه سيكون في مقارنة معه , طوال الوقت في عينيها .



أما مريم فكانت أكثرهم غرابة , فقد كانت تلمح الى الكثير من الأمور , و تتحدث معها بالألغاز و الافتراضات الوهمية , تدور كلها حول عودتها ,

و لو لم تكن تعرف الوضع , لاعتقدت أنها تريدها أن تقيم هنا لسنوات أخرى .







يوم الخطبة قضت ملك الصباح في تجهيز نفسها , و قد أصرت على وضع زينتها وحدها ,
رغم أن علي عرض اصطحابها الى محل خاص , الا أنها رفضت باصرار ,

بعد الظهر حضر كريم , ليرافقهما الى الموعد في سيارته ,

كان العريس يقف في كامل أناقته , ببدلة سوداء أرماني و قميص أبيض , مع ربطة عنق بنفس اللون و أزرار فضية .



بمجرد وصوله خرج علي من مكتبه و أشار له , ليدنو منه كريم و يهمس في أذنه

" حجزت للسيدة في رحلة الغد مساءا "




هز علي رأسه و شعر بحزن غامر , هو لا يعرف ما مستقبل علاقتهما ,
و لكنه يريد توديعها بطريقة لائقة ، يريدها أن ترحل مع ذكريات جميلة

" سأضع ربطة عنقي و أعود , يمكننا المغادرة بعدها "



بمجرد أن أنهى علي كلامه , دخلت ملك الصالون تتهادى , و هي تقوم بتعديل شعرها برفق ,

كانت تبدو جميلة جدا , في البدلة البيج التي اقتناها بنفسه ,
و قد بدا أنه قدر مقاسها بدقة ,

فقد كان القميص يحتضن كتفيها و خصرها , ثم يتوقف عند الحزام المطرز , لينسدل سرواله على طول رجليها , و يتسع عند القدمين مغطيا حذاءها , مع أكمام قصيرة تصل الى المرفقين ,

كان زيها محتشما تماما كما أراده , لكنه لم يغط على ذرة من تألقها .



وضعت ملك مكياجا نهاريا خفيفا , زاد عينيها العسليتين بريقا , و صففت شعرها في ظفيرة أنيقة على الجانب , مع بعض الخصل المموجة تحيط وجهها ,

زينت ملك رقبتها بالعقد البسيط الذي اهدتها اياه رنا , ثم ارتدت ساعتها في معصمها ,
و قد كانت هذه كل الحلي التي تمتلكها حاليا ,

دون أن تنسى العطر الذي أهدتها اياه علياء , مما أسعد علي لأنه يحبه كثيرا .





لم يستطع علي أن يشيح بنظره عنها , و راقبها بتفحص في كل خطوة تقتربها ناحيته ,
لكنها تعدته و وقفت أمام كريم

" واو كريم تبدو وسيما جدا , من أين لك كل هذا ؟
الآن فقط فهمت لم وقعت أسيل في حبك "

قالت بنبرة مازحة مع الكثير من الحماس .



شعر كريم بالخجل و ابتسم بخفة , حك رقبته و قد علا وجنتاه بعض التورد

" شكرا سيدتي , أنت أيضا تبدين جميلة جدا "



فيما كان الاثنان يتبادلان المجاملات و يبتسمان , كان علي يقف في الجانب , يبدو كمن سيصاب بجلطة

" كيف يمكن أن تقول عن كريم وسيم و أنا لا , ألا ترى أنني أكثر وسامة و أناقة ؟

ألا يمكن أن تجاملني أنا أيضا , كما تفعل مع كريم ؟
أو أن هيئتي ليست أنيقة كفاية ؟ "


رفع علي حاجبه باستنكار يراقب زيه , و كلم نفسه باستياء عارم و قد شعر بالغيرة ,
ثم علا صوته فجأة

" سأغير بدلتي و أعود "





كريم "...."

ملك "...."

حدق اليه الاثنان بدهشة



" ألم يقل قبل قليل , أنه سيضع ربطة عنقه و ينتهي ؟
ثم البدلة التي يرتديها أنيقة جدا لم عليه تغييرها ؟ "

فكرت ملك بحيرة دون أن تعلق .



لكن كريم ابتسم مجددا , و قد فهم تصرف صديقه الصبياني ,
لم يعرف أن علي لا يزال , يشعر بعدم الأمان مع ملك .



تجاهلت ملك الأمر و خاطبت كريم مجددا

" سأكمل استعدادي و أحضر حقيبتي "

و غادرت مباشرة باتجاه غرفتها



لكن علي كان مصرا على الوقوف منتظرا انصرافها , و هو يرمق كريم بنظرة قاتلة ,
ثم خاطبه بنبرة مهددة انتقامية

" استمر في الابتسام , و سأضمن لك أن تظل عازبا طوال عمرك "



تيبست ملامح كريم فجأة , لم يتوقع سماع تهديد من علي ,
و توقف عن استفزازه فقد بدا غاضبا جدا ,

لكنه عاد للابتسام مجددا بعد مغادرته , أسيل قالت أنه يبدو وسيما حينما يفعل , و هو عليه أن يتدرب .



بعد نصف ساعة , عاد علي مرتديا بدلة رمادية مع قميص أسود , بدا أكثر وسامة من المعتاد ,
و أثناء ذلك كانت ملك أيضا , قد عادت تحمل حقيبة يدها .



كان هو من تجاهلها هذه المرة , و توجه بكلامه الى فاطمة

" فاطمة ما رأيك ؟ "

" ما شاء الله بني , أنت أكثر الرجال وسامة ,
ربي يصونك من العين "

طبعا لن يجد أحدا يتغزل به أكثر من مربيته .



ابتسم علي بتباه و شكرها

" شكرا فاطمة "

دون أن ينسى ارسال نظرات زاجرة ناحية ملك .



حدقت بعدها المرأة ناحية ملك تطلب رأيها , غافلة عن الحرب الباردة التي يخوضانها

" ما رأيك ابنتي , ألا يبدو أنيقا جدا ؟ "



نظرت اليه ملك نظرة متفحصة , و كأنها تراه لأول مرة ,
و أجابت ببساطة مصرة على استفزازه

" حسنا لا بأس به , ليس و كأنه العريس ,
لكن البدلة السابقة كانت جيدة أيضا "



علي "...."

" عن كريم قالت وسيم و عني لا بأس "

كم يرغب في خنقها الآن لتعترف أنه الأفضل , خاصة أن كريم كتم ضحكة متشفية في آخر لحظة ,

لكن ملك لن تعترف بذلك أمام هذا المغرور , لأنها لن تفلت أبدا من تباهيه .



كتم علي حقده و دنا منها , أمسك بيدها و جرها خلفه ,
حتى لا تواصل المجاملات مع كريم


" تعالي أحتاجك في المكتب "

و رافقته ملك دون اعتراض



بعد دخوله المكتب أطلق يدها و اتجه الى الخزنة , حيث أخرج خاتم الألماس ,
الذي اشتراه سابقا و رفضت أخذه منه


مد بعدها علي يده مراقبا ملامحها

" خذي الخاتم كما اتفقنا "

ترددت ملك قليلا , و هي تحدق الى القطعة التي بيده , و قد نسيت أمره تماما .



مدت بعدها يدها و أخذته , و قد كانت ترتجف بعض الشيء ,
أمسكت به بتأهب بين أصابعها , و بقيت تحدق فيه مترددة في ارتدائه ,


بعد دقيقتين من الصمت , قطع عليها علي تأملها , و مد يده و أخذه من يدها

" علينا أن نسرع و الا سنتأخر على الناس "

بادرها و وضعه مباشرة في بنصر اليد اليسرى .



حدقت ملك اليه بتأمل , و هو يحاول أن يشتت انتباهها بما قاله

" انتهينا , هل بامكاننا الذهاب الآن ؟ "

قال علي و هو لا يصدق , أنها استكانت أخيرا و تركته يلبسها اياه .




بقيت ملك واقفة مكانها دون حراك , و قد انتقلت نظرتها من عينيه الى يدها ,

اختلطت المشاعر عليها فجأة , كانت تشعر بغرابة بحسرة و بحزن ,
ربما لأن معنى الخاتم مزيف رغم أنه من ألماس .

لكنها شعرت أيضا ببعض الدفء , الذي تركته أنامل علي هناك .




لاحظ علي شرودها ليسألها بحذر

" ما بك ألا يعجبك ؟ "



عادت ملك مجددا للتحديق الى عينيه , و قد بدا واضحا لمعة الدمعتين العالقتين في عينيها ,

لكنها أخذت نفسا عميقا , هزت رأسها بالنفي و همست له

" لا شيء لنذهب "

مع ابتسامة باهتة على فمها .



طبعا علي ليس أحمقا , هو يعلم أنها لبسته فقط , لتلافي سوء فهم أثناء الخطبة ,

يعلم أنها كانت ستكون سعيدة جدا , لو كان معناه حقيقيا , حتى و ان كان من حديد ,

ربما هذا هو الفرق بينها , و بين غيرها من النساء اللواتي عرفهن ,
فبالنسبة لهن ليس مهما , ان كانت المشاعر حقيقية أو مزيفة , مقارنة مع وزن الماسة الموجودة على الخاتم .



تمالكت ملك نفسها سريعا , لا تريد تأخير كريم أكثر من هذا ,
و غادر بعدها الثلاثة في السيارة , باتجاه بيت السيد سالم .



في الطريق كان علي يكلم كريم دون انقطاع , و كأنه يحاول تلطيف الجو

" في المرة القادمة أنا من سيقود السيارة , و أنت و عروسك في الخلف "



ابتسم كريم بسعادة

" شكرا أخي "


" لكن لا تتوقع شهرا كاملا عسلا ,
سأمنحك ثلاثة أيام لا أكثر , تصرف فيها كما تشاء "

عبس كريم من تسلط صديقه , الذي ضحك بصوت عال لأنه أرعبه ,
و استمر في مشاكسته طوال الرحلة .



ملك أيضا لم تغادر ابتسامتها الدافئة وجهها , كانت كأنها جزء حقيقي ,
من هذه العائلة التي دخلتها مجبرة ,

ربما وضعها مختلف قليلا , لكنها فهمت كيف أن بعض النساء تتزوجن دون رضاهن ,
و لكنهن بعد فترة يتقبلن الأمر و يؤسسن عائلة , ربما بسبب العشرة أو التعود , هي لا فكرة لديها .






وصل الضيوف الى بيت العروس و بدأ الاحتفال بالخطبة ,

كانت أسيل تبدو جميلة جدا , مع فستان زهري طويل , بياقة دائرية و الكثير من التطريز ,

اختارته مع كريم قبل يومين , و أصر على أن يكون هديته لها ,
مع طاقم ألماس من عقد و قرطين ,


كانت تضع مكياجا كاملا , تسدل شعرها الأسود على كتفيها ,
و تجلس خجلة تحاول اخفاء فرحتها العارمة .

و كان كريم يجلس الى جانبها متصنما , و يسترق النظرات ناحيتها من وقت الى آخر ,
غير مبال بالأعين الفضولية التي كانت تلتهمهما .



كان الاحتفال حميميا جدا , بسبب قلة المدعوين من المقربين فقط ,
و كان واضحا أن الجميع مستمتع حتى ملك , رغم أنها مرتها الأولى في حضور عرس هنا .



بعد الاتفاق على كل التفاصيل , و تحديد موعد الزفاف بعد سنة من الآن ,
بدأت زوجة سالم بتوزيع الحلوى , الشاي و القهوة على المدعوين , مع تعالي صوت الموسيقى و الزغاريد .


ألبس كريم أسيل خاتم الخطبة , و شرعا بعدها في تقطيع قالب الحلوى .



كان الجميع مشغولا بمراقبة العروسين , وحده علي من كان يراقب ملامح ملك ,

كان وجهها يشع سعادة لرؤية سعادة الخطيبين , و الابتسامة لا تفارق شفتيها ,
لكن عينيها العسليتين كانتا تحملان حزنا خفيا ,

و علي يدرك أنه سبب هذا الشعور , نفس الحزن الذي رآه حينما أعطاها الخاتم ,
و لا يمكنه الا لوم نفسه ,


كيف لا و هو حرمها من الاستمتاع , كباقي الشابات في سنها بخطبة و خاتم و فستان ,
و أن ترى فرحة والدها و تسمع زغاريد والدتها ,



هو حرمها من أن تكون , محاطة بأحبائها في لحظات سعادتها ,
و تحصل على مباركاتهم و تمنياتهم بالسعادة ,

هو حرمها من أن تكون سعيدة من قلبها , للارتباط برجل تحبه و تختاره ,
و ليس رجلا فرض نفسه عليها ,

و أضاع على نفسه فرصته , في أن يكون الطرف الثاني , في كل هذه السعادة .




كان قلب علي يؤلمه , و لكن ذلك زاد من اصراره , لترك ملك ترحل غدا مساءا ,

ساعات فقط و ينتهي ألمها و حزنها و يبدأ عذابه , ساعات فقط و قد ترحل دون رجعة ,

ساعات و قد يخسرها الى الأبد , و لن يكون بامكانه رؤية هاتين العينين العسليتين ,
أو سماع هذا الصوت الرقيق مجددا .



لا يعقل كيف أن الانسان , لا يدرك قيمة ما يملك , الا حينما يوشك على فقدانه

" هل سترفض ملك عرضه ؟

هل ستحزن لفراقه أو ستفرح , لأنها ستتخلص منه و من سيطرته أخيرا ؟

هل ستجد رجلا آخر تحبه يسعدها و يدللها ؟

هل ستنجب أطفال رجل آخر ؟ "




امتعض علي فمجرد التفكير في هذه الأمور تؤلم روحه بشدة ,
هو ليس بامكانه تخيل ملك , في أحضان رجل آخر غيره ,

لكنه مجددا لا يمكنه أن يلوم الا نفسه , هو من نصب هذا الشرك لها , منذ البداية ليعاقبها و يعذبها ,
لم يعتقد أنه سيطبق على رقبته , و يكون هو المعاقب في نهاية المطاف .




فيما هو غارق في تفكيره اليائس رن هاتفه , أخرجه من جيبه و رأى رقم فاطمة ,

فغادر الى الردهة بهدوء و فتح الخط

" ألو فاطمة , ماذا هناك ؟ "



ردت المرأة بصوت قلق جدا

" آسفة بني , لكن مريم تعبت فجأة منذ ساعة , استدعيت الطبيب حتى لا أزعجك ,

لكنه يقول أن الأمر خطير , و هو الآن يقوم باجراءات النقل الى المستشفى "



توتر علي بشدة بسبب ما سمعه

" كيف ذلك ؟ ما الذي حصل ؟
تركتها بخير قبل خروجي "



ردت فاطمة و كأنها على وشك البكاء

" أجل بني , لكنها فقدت وعيها أثناء اعطائها دواءها ,
لذلك استدعيت الطبيب معتقدة أنها مجرد وعكة , لكنه قال بأن الأمر غير مطمئن "



صمتت فاطمة قليلا , قبل أن ينطلق صوت جلال من الطرف الآخر , و قد مررت له الهاتف

" ألو علي , لا يمكنني شرح شيء الآن ,
عليك أن تأتي الى المشفى حالا الوضع سيء "

زاد خوف علي بسماع ما قاله الطبيب , و تجهم وجهه بطريقة واضحة .



في هذه الأثناء انتبهت ملك , أن علي اختفى من جانبها , جالت بنظرها بحثا عنه , حتى وجدته يقف في الردهة ,
كان وجهه شاحبا و ملامحه مستاءة , و هو يتكلم على الهاتف بتوتر واضح .



لحقت به ملك مباشرة لتستفسر منه

" علي ماذا هناك ؟ "



استدار علي ناحيتها , و قد اكتشف وجودها بقربه الآن فقط , ليبادرها بنبرة قلقة

" علي أن أغادر الآن ,
مريم تعبت بشدة و نقلوها الى المستشفى "


توترت ملك هي الأخرى و شحب وجهها

" ماذا ؟ كيف حصل ذلك ؟ "



" لا أدري علي الذهاب "

أجابها علي و هو يخطو , عائدا الى القاعة بغية الخروج , لكن ملك استوقفته و هي تتبعه

" سآتي معك "


و لم يمانع هو ذلك

" حسنا سأستأذن ثم نغادر "



لكن قبل أن يبرح مكانه , كان كريم يقف خلفه مباشرة , و يشير الى مفاتيح السيارة

" لنذهب لقد استأذنت عنكما "

قال و قد سمع ما قاله علي قبل قليل , لكن هذا الأخير اعترض بشدة

" لا لن تذهب الى أي مكان , هذه خطبتك عليك البقاء و انهاء الاحتفال "




لكن كريم عبس و استهجن أوامره

" لا أريد , أسيل و أعرفها و قد ألبستها الخاتم ,
و أكلت الحلوى رغم أنني لا أحبها ,

هي لا تحتاجني الآن سآتي معكما "


علي "...."

ملك "...."

حسنا هذا الرجل بارد المشاعر بالفعل .



استأذن علي سريعا من صاحب المنزل , و غادر الثلاثة في سيارة كريم مباشرة الى المستشفى
يعلو وجوههم حزن و قلق , مسح كل السعادة التي شعروا بها سابقا .



.
.
.



بالوصول الى المستشفى , اقتادتهم الممرضة الى قسم الأشعة ,
حيث كانت مريم تخضع , لتصوير بالاشعاع المغناطيسي بطلب من جلال ,

وقف الثلاثة في الردهة يعتريهم التوتر , ينتظرون بفارغ صبر ورود بعض الأخبار المطمئنة .



بعد نصف ساعة خرج جلال من القسم بصحبة متخصص الأشعة ,
و اللذين بديا منهمكين في مناقشة الحالة ,

ليبادره علي بنبرة قلقة

" جلال ماذا يجري , أين مريم ؟ كيف حالها ؟ "



قبل الاجابة كان واضحا على وجه الطبيب أن الحالة حرجة للغاية

" الوضع سيء علي لن أكذب عليك , هذه المرة ارتفع ضغطها بشدة ,
متسببا في نزيف دماغي حاد ,

الدم يضغط على البصلة السيسائية , و قد يتسبب في توقف وظائف التنفس و القلب في أية لحظة ,

اضافة الى تجمع دموي كبير , في الجهة اليمنى من الدماغ "

قال جلال بقلة حيلة



" و ماذا تخطط لفعله الآن ؟ ما الذي يمكننا فعله لإنقاذها ؟ "

سأل علي و هو يخشى سماع الرد , الذي يراه بوضوح على ملامح الطبيب


" سأناقش مع جراح الأعصاب , امكانية اجراء عملية سريعة , لخفض الضغط عن المخ ,
أرسلت له الصور بالفعل و أنا في طريقي اليه "



نطقت ملك أخيرا و قد بدا الاستياء في صوتها

" لكنها تأخذ مضادا لتخثر الدم , النزيف لن يتوقف أثناء العملية و لا بعدها "



نظر اليها جلال بقلة حيلة و أجابها

" أعرف ذلك , لكن للأسف انتظار اثنين و سبعين ساعة ,
أكثر خطورة من اجراء عملية الآن "




( عادة المرضى اللذين يأخذون , مضادا لتخثر الدم عن طريق الفم , ينتظرون اثنين و سبعين ساعة بعد توقيفه , حتى يتمكنوا من اجراء أية عملية جراحية بسبب خطر النزيف ,
و يتم تحويلهم الى حقن بدل أقراص خلال تلك الفترة ,

طبعا في الحالات الاستعجالية , يكون القرار متصلا بأي الخيارين أخطر ,
حصول نزيف يصعب السيطرة عليه في حالة اجراء العملية , أو وفاة المريض في حالة تأجيلها )





رغم أن جلال حاول جهده , طمأنة علي بايجاد أفضل الحلول , الا أنه لا يصدق الا تعبير القلق المميت على وجه ملك ,
و الذي يقول أن مريم قد لا تنجو هذه المرة .



هو لم يرها يوما خائفة الى هذا الحد , كانت تمسك بيده منذ وصلا في محاولة لمواساته ,
كانت يداها دافئتين سابقا , لكنهما الآن متجمدتين و ترتجفان .


هز علي رأسه موافقا على ما اقترحه الطبيب , فهو يثق أنه سيبذل جهده لانقاذها ،
كما أن لا خيار آخر أمامه .





بعد أن غادر جلال باتجاه قسم جراحة الأعصاب , حدق علي مليا الى وجه ملك التي تقف قربه
و تساءل بعينيه دون قول كلمة واحدة ,


فهمت ملك مباشرة ما يريد أن يسأل , و أجابت بأن هزت رأسها يمينا و شمالا ,
معربة عن خطورة الوضع الحالي , و قد بدأت الدموع بالتجمع في عينيها ,

فهم علي قصدها دون أن تبوح بشيء , فتلك النظرة أقوى من أي كلام .



في هذه الأثناء كانت الممرضات تنقلن مريم , الغائبة عن الوعي في عربة الى قسم الجراحة ,
و قد كانت متصلة بالكثير من الأجهزة ,


أسرع علي و ملك للوقوف على الجانبين , و رافقاها الى باب غرفة العمليات ,
و لم يلبث جراح الأعصاب أن حضر يرتدي زيه ,


كلم علي لبضعة دقائق لوضعه في الصورة , لم يبد متفائلا كثيرا لكنه سارع للبدء في عمله ,
تاركا الزوجين يقفان في الردهة , غارقين في قلقهما و حزنهما , في انتظار انتهاء العملية على خير .



استمرت العملية لأربع ساعات , كانت مريم فيها بين الموت و الحياة ,
و كان علي و ملك يبتهلان الى الله , ألا يحصل معها مكروه يفجعهم فيها .



بعد انتهاء العملية أخيرا , خرج الطبيبان الجراحان أولا , يتبعهما جلال و بادر أحدهما

" سيد علي قمنا بسحب الدم , الذي يضغط على المناطق الحساسة ,
في الدماغ باستعمال المنظار ,

بالتالي تمكنا من تفادي عملية خطيرة جدا حاليا , لكن خطر تكرار ما حصل لا يزال واردا ,
لأننا واجهنا صعوبة للسيطرة على النزيف ,


انتهت العملية على خير , لكن وضعية زوجتك لا تزال حرجة جدا ,
و الكثير من المضاعفات قد تطرأ في أية لحظة ,

اذا تمكنت من النجاة خلال الثمان و الأربعين ساعة القادمة ,
قد يكون لديها فرصة للتعافي , مع احتمال حصول اعاقة دائمة "



كلام الطبيب كان مباشرا , هو لا يتوقع أن تنجو مريم من هذه الوعكة ,
و لكنه يحاول اعطاء أمل لعلي و يهديء من روعه



" شكرا دكتور "

لم يجد علي بما يرد غير هذا , هو أصبح متخصصا في كل المضاعفات التي مرت بها زوجته ,
و يمكنه تخمين مدى تفاؤل الطبيب بما قاله .



بعد انصراف الأطباء , بقي الاثنان أمام غرفة العمليات , منتظرين نقل مريم الى غرفة الانعاش ,
حيث ستخضع لمراقبة دقيقة الى أن تستفيق .




أمام الغرفة الباردة الغارقة في الصمت القاتل , الذي لا يشقه الا صوت آلة المراقبة المتواتر ,

كان علي يقف مع ملك خلف الزجاج , يراقبان الجسد النحيل لمريم ,
مستلق دون حراك على الأغطية البيضاء , و موصولا الى العديد من الأنابيب ,


كان الألم يعتصر قلبيهما , لكنهما يكتفيان بالتحديق و لا يقولان كلمة واحدة ,
فالحزن على ملامحهما أقوى من أي تعبير .




كان كريم يقف طوال الوقت , على مقربة منهما لا يريد ازعاجهما ,
هو يدرك أنه لن يفلح في اقناعهما بالمغادرة , لذلك قرر البقاء هناك في حالة احتاجا شيئا .




رن هاتفه كانت أسيل قلقة جدا , على حال مريم هي الأخرى

" كيف الحال عندك ؟ "

سألت بصوت قلق


رغم أن هذا الحادث أفسد فرحتها بالخطوبة , الا أنها تعلم كم هي معزة علي و عائلته في قلب كريم ,
و لا يمكنها الا أن تشعر بالتعاطف معهم .




" أجروا عملية على الدماغ و السيدة لم تستفق بعد "

وافاها كريم بآخر الأخبار

" كيف حال علي و ملك ؟ "



نظر كريم الى الشخصين الواقفين , على بعد أمتار و أجاب بصدق

" سيئة , أعتقد أن السيدة ملك تشعر بالذنب , و علي يشعر بقلة الحيلة ,
لكنهما يواسيان بعضهما "



كانت نبرة كريم هي الأخرى , تحمل بعض الشعور بالذنب , لو لم يطلب من ملك مرافقته الى الخطبة ,
لما توترت أعصاب مريم و ما انتكست حالتها , هذا ما كان يفكر فيه طوال الوقت .

استمرت أسيل بعدها في قول بعض الكلمات , للتخفيف عن كريم قبل أن تغلق .






ساد بعدها الرواق صمت شديد , كانت ملك تحدق الى وجه مريم بتيه , شعورها بالحزن الآن لا يضاهيه شيء ,

حاولت كبح دموعها منذ وصلت الى هنا , لكنها لم تعد تتحمل أكثر ,
و كانت العبرات أقوى من ارادتها , غالبتها و نزلت بغزارة على وجنتيها .



انتبه علي الذي كان يقف ملتصقا بالزجاج الى حالها , و بادر للاطمئنان عليها

" هاي , ملك لم تبكين ؟ "

حركت ملك رأسها بالنفي دون اجابة , لكنها لم تتوقف عن البكاء .




صمت علي قليلا و قد أشفق على حالها ,
أخذ نفسا عميقا ثم أخذ بيدها , للجلوس على الكرسي الموضوع مقابل الغرفة في الرواق ,


بعدها لم تعد ملك تتحمل , و بدأت بالكلام و هي تضع يدها على صدرها

" انه ذنبي أنا , لو لم أوافق على مرافقتك ,
ما كانت وصلت الى هذه الحالة "



ما خمنه كريم كان صحيحا , فملك تشعر بذنب كبير , أكيد مريم انزعجت بشدة لأنها أخذت مكانها .



أمسك علي بيدها و استدار ليقابلها , و هو يجلس على الكرسي بجانبها

" ليس ذنبك و ليس بسببك "




لكن ملك استمرت بالبكاء و جادلته

" بلى ما كان يجب أن أوافق على مرافقتك , سبق و أن وعدتها ألا أفسد حياتها ,
لكنني بأنانيتي .. "

انخنقت بعدها بالكلمات , و أكملت الدموع المعاني , و قد تحولت الى نواح الآن .



كان علي يشعر بقلة الحيلة , لا يعلم ان كان يجب أن يواسيها أو يواسي نفسه ,

رفع يده و وضعها برفق على وجنتها , مسحها بابهامه و حدق بجدية الى عينيها

" ملك أنا جاد فيما أقول , ليس ذنبك يجب أن تصدقيني "




علي يعرف جيدا أن هذا , ليس سبب انتكاسة مريم , بل سماعها بقرار رحيل ملك , هو من تسبب بكل هذه الفوضى ,


و بالتالي اذا كان هناك مذنب بينهما فسيكون هو نفسه ,

لو لم يبق ملك عنوة بينهم , لو لم يفكر في احتجازها ,

لو لم تكن ملك طيبة كفاية , لو لم يجعلها تعتن بمريم و رنا


لما كانت مريم حصلت على بارقة أمل , أن هناك من سيحل محلها و يعتني بعائلتها ,
و ما كانت تحطمت آمالها بشدة , بعد أن أخبرها بأمر رحيلها ,


لم تكن مريم لتعتقد أنها حاجز أمام سعادة ابنتها , و تلوم نفسها لعجزها عن اقناع ملك بالبقاء ,


ربما لو لم يكن فعل ما فعله , لبقي الوضع على ما كان عليه منذ سنوات طويلة ,
و قد كانوا يعيشون بكل هدوء .


الآن فقط يدرك علي فداحة ما أقدم عليه , لكن الوقت متأخر جدا لمراجعة الأمور .




غرست ملك رأسها في صدره , و تعلقت بقميصه تحاول أخذ بعض المواساة منه ,
و ربت هو على شعرها و ظهرها محاولا تهدئتها


" لا تبك مريم ستكون بخير "

هو لا يملك الا قول هذه الكلمات , لاسكات هذه الطفلة الباكية .









بارت مطول و مفعم بالمشاعر تعويضا عن تغيبي عنكم

توحشتكم بزاف .

😘💞💞





.....



ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-20, 10:35 PM   #1380

Narimano
 
الصورة الرمزية Narimano

? العضوٌ??? » 459758
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 171
?  نُقآطِيْ » Narimano has a reputation beyond reputeNarimano has a reputation beyond reputeNarimano has a reputation beyond reputeNarimano has a reputation beyond reputeNarimano has a reputation beyond reputeNarimano has a reputation beyond reputeNarimano has a reputation beyond reputeNarimano has a reputation beyond reputeNarimano has a reputation beyond reputeNarimano has a reputation beyond reputeNarimano has a reputation beyond repute
افتراضي

بارت يهببببببببببل😍❤❤❤🌹

متشوقة الاحداث القادمة.
وانا ثاني توحشتك بزاف 💞


Narimano غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:25 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.