آخر 10 مشاركات
خلاص اليوناني (154) للكاتبة: Kate Hewitt *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          رهين الشك _ شارلوت لامب _ روايات غادة(مكتوبة /كاملة) (الكاتـب : منة الله - )           »          زوج لا ينسى (45) للكاتبة: ميشيل ريد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          جدائلكِ في حلمي (3) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          ألـمــــاســة الفــــؤاد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          كلوب العتمةأم قنديل الليل ؟! (الكاتـب : اسفة - )           »          52 - عودة الغائب - شريف شوقي (الكاتـب : MooNy87 - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree678Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-11-20, 02:34 PM   #1131

بشوووورة

? العضوٌ??? » 474141
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 27
?  نُقآطِيْ » بشوووورة is on a distinguished road
افتراضي بشوووورة


سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

بشوووورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-20, 02:40 PM   #1132

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مرمرية مشاهدة المشاركة
فصل رائع وصف جميل ومبدع لمشاعر كريم وعلى واسيل احييك عليه جداا تسلم افكارك ابدعتى
استسلام على وكريم لمشاعرهم رائع واسيل ايضا
كلى شوق لاستسلام ملك لمشاعرها ايضا
وفى انتظار جديدك دائما
بالتوفيق يا مبدعة




يبارك في عمرك عزيزتي 💖💖
ملك مشوارها طويل و الفضل للجنون اللي عملو علي في البداية
و كما قلت سابقا عليها ان تسامحه قبل ان تحبه 😉


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-20, 02:43 PM   #1133

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسيرة الهوى مشاهدة المشاركة
متى البارت
🌸🌸🌸🌸🌸
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة adeladel20100 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم اين البارت يا حبيبتى:heeheeh:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيروزية الهوى ه مشاهدة المشاركة
وين البارتي مش يظهر عندي 😞😞



البارت الجديد سيكون اليوم مساءا ان شاء الله 💞💞


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-20, 02:48 PM   #1134

5maha

? العضوٌ??? » 310535
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 502
?  نُقآطِيْ » 5maha is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

5maha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-20, 03:38 PM   #1135

مشاعر مبعثرة .

? العضوٌ??? » 481282
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 27
?  نُقآطِيْ » مشاعر مبعثرة . is on a distinguished road
افتراضي

رواية لطيفة جدًا وإن كنت أفضل تسريع الأحداث

مشاعر مبعثرة . غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-20, 06:20 PM   #1136

monyati

? العضوٌ??? » 247488
?  التسِجيلٌ » Jun 2012
? مشَارَ?اتْي » 1,255
?  نُقآطِيْ » monyati is on a distinguished road
افتراضي

شكرا حبيبتي على المجهودات الجميلة و الرواية الاكثر من رائعة.

monyati غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-20, 08:00 PM   #1137

نور الدنيا

? العضوٌ??? » 341
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 1,548
?  نُقآطِيْ » نور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond repute
افتراضي

روعة الفصل تسلم أيدك 😍
اعتبر هذا الفصل مجنون و جرئ من جهة كريم و أسيل و من جهة ثانية ملك و علي فالاحداث فاقت التوقعات لم أتوقع أن سارة قد تلجأ إلى أذية ملك بهذه الصورة بأعطائها xxxx مخدر يؤثر عليها و على تصرفاتها فلم أكد أعرف هذه الجرأة فيها و مع من علي😳


نور الدنيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-20, 09:32 PM   #1138

Alaa_lole

? العضوٌ??? » 444507
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » Alaa_lole is on a distinguished road
افتراضي

تسجييل حضوووووور✨💛

Alaa_lole غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-20, 09:42 PM   #1139

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي





البارت الرابع و التسعون هلوسات !






" ماذا تريدين ابنتي ؟ "

سألت فاطمة مريم التي دقت عليها و استدعتها , بعد مغادرة علي و من معه .



" كأس ماء بارد لو سمحت "

طلبت مريم محاولة الاعتدال في مكانها , بعد أن لبت المرأة طلبها سألتها بقلق واضح

" ما الجلبة التي كانت في الفناء قبل قليل ؟ "


عادة تغط مريم في نوم عميق , بسبب الحبوب المهدئة , و لا تستيقظ الا بوجود أصوات مرتفعة .



ترددت فاطمة و لم تعرف بما تجيبها , خاصة أنها سمعت ما قاله الطبيب ,
و حضرت الحال المزرية التي مرت بها ملك , لكنها قررت ألا تثير قلقها ريثما يعود علي

" ملك فقط كانت متعبة "



" ما بها ؟ هل هي بخير ؟ "

توترت مريم بسماع ما قالته فاطمة , التي سارعت لتبديد مخاوفها

" أعتقد أنها تعاني من حمى , ربما بسبب السباحة قبل يومين ,
علي و علياء نقلاها الى المشفى لعرضها على طبيب , هيا نامي و لا تقلقي سيعودون بعد قليل "


حاولت فاطمة طمأنتها , فيما كانت هي نفسها غير مطمئنة , خاصة بعد الأوامر التي أصدرها لها كريم في الهاتف .



لكن مريم لم تكن مرتاحة البال , فملك تمتلك حيوية كبيرة , لا تشتكي من شيء و لا تمرض الا نادرا ,

فما كان منها الا أن التقطت هاتفها , و اتصلت على هاتف علي ,
الذي أجاب بعد أن تمالك نفسه , و قد استكانت ملك أخيرا بين يديه


" ألو مرحبا علي "

" مرحبا مريم , لم لازلت مستيقظة الى هذه الساعة ؟ "



" استيقظت قبل قليل بسبب الضوضاء , و فاطمة قالت أن ملك مريضة ,
مما تعاني و هل هي بخير ؟ "



تنهد علي من أعماق قلبه , و هو يمسح وجه المرأة أمامه بعينيه , قبل أن يرد على مريم بنبرة هادئة

" هي مريضة قليلا , ربما ستصاب بزكام أو شيء من هذا القبيل ,
سيعاينها الطبيب و نفهم ما يحصل "



لم يكن بالامكان قول شيء آخر و اثارة رعبها , و بالفعل هدأت مريم و قررت انهاء المكالمة

" حسنا علي , طمئني على حالها حينما تتحسن "


" حاضر هيا نامي , لا أريدك أن تمرضي أنت الأخرى , تصبحين على خير "


" تصبح على خير "



لحسن الحظ عادت مريم للنوم دون اثارة مشاكل , لكن ليس قبل توصية فاطمة

" حسنا تصبحين على خير فاطمة , أيقظيني اذا عادوا مفهوم ؟ "



" حسنا ابنتي سأفعل , تصبحين على خير "

عدلت فاطمة غطاءها , و عادت الى أسفل فلديها مهمة تقوم بها , قبل أن يستيقظ سكان المنزل .



.
.
.



وصلت السيارتان أمام باب منزل الشاطئ , الذي تحدث عنه علي , حيث كانت علياء تقود مباشرة خلف كريم ,

هي لا تعرف بيت العطلات هذا ، علي اشتراه مؤخرا للبقاء فيه عند حاجته للراحة ,
و التفكير في أموره المهمة , دون أن يزعجه أحد .



فتح كريم باب السيارة لعلي ، الذي نزل يحمل ملك بين ذراعيه , ولج البيت بخطوات سريعة ,
و قصد مباشرة غرفة نوم في الطابق العلوي ,

وضعها برفق على السرير ، أسند رأسها على الوسادة , و أزاح شعرها من على وجهها ،
فيما كانت هي تغلق عينيها ، بأنفاس متباطئة و كأنها على وشك النوم .



بعدهما مباشرة دخلت علياء و الطبيب , الذي سارع لفحصها بدقة مرة أخرى ,
ليديلي بتقريره المنتظر على أحر من الجمر


" لا يوجد مضاعفات حاليا , مؤشراتها الحيوية مستقرة و الحمد لله ,

السيدة لا تعاني من أية مشاكل صحية قد تؤزم الوضع , و لكن علينا الاستمرار في المراقبة فكل شيء وارد ,

إذا ساء الأمر ننقلها للمستشفى "



تدخل علي مجددا بنرفزة واضحة

" إذا كان الأمر بهذه الخطورة لننقلها الآن ,
و أنا سأتدبر الأمر بمعرفتي "



ففي النهاية علي سيبحث عمن فعلها , مع أو دون تحقيق رسمي و سيحاسبه بشدة ,
و لن يهمه ان قيل أن ملك متعاطية , مادام هو واثق من العكس ,

لكن كل ما كان يشغل باله ، و يوثق يديه للتصرف هو اتهامها بالتعاطي ,
و تعرضها للمساءلة القانونية من أجل ذلك .



استغرق علي في تفكيره قبل أن يقاطعه الطبيب

" لا لا بأس ستساعدني السيدة هنا ,

لكن أعتقد أن أخذ حمام شبه دافيء , و التغيير الى ملابس مريحة ,
رغم صعوبة الأمر قد يساعدها كثيرا "



اقترح الطبيب بعدما لاحظ , أن منامة ملك تغرق عرقا , و تلتصق بها بشكل غير مريح ,
كما أن التشنج سيخف بتدليكه في الماء ,

لكن برؤية حالتها المهتاجة , كان واضحا أن اعطاءها دشا سيكون صعبا جدا .



فكر علي أيضا في استدعاء احدى الخادمات , لمساعدة علياء في الاهتمام بملك ,
بما أنه لا يمكنه اخراج فاطمة من المنزل , فهي صمام أمانه الآن هناك ,

لكنه عدل عن رأيه , فالكثير من الحضور يعني الكثير من التعقيدات , هو و ملك في غنى عنها ,

خاصة أن فاطمة أقنعت خادمات المنزل , أن ملك مصابة بحمى و تم نقلها الى المشفى , تماما كما أقنعت مريم ,




و سرعان ما مده الطبيب بفكرة أخرى

" لكن إذا استطعتم مسح جسمها , بمناشف بمبللة بالماء الفاتر , سيفيدها ذلك أيضا "

وافقت علياء مباشرة على اقتراحه , و قصدت الحمام الخاص بحثا عن مناشف .



بعدما صارا لوحدهما في الغرفة , كرر الطبيب طلبه المحرج السابق على مسامع علي , عله يستجيب هذه المرة ,

فحينما قالت علياء أن الوضع خاص بينهما , اعتقد أنهما منفصلين و بينهما مشاكل مثلا ,

لكن برؤية ما يفعله علي قلقا عليها , و جنونه بسبب ما يحصل معها ,
هو متأكد أنه يحبها و سيفعل ما قد يساعدها .



" سيدي كما قلت سابقا , الضغط شديد على عضلة القلب ,
بسبب التشنجات العضلية المؤلمة , و حالة الاستثارة الشديدة ,

أنتما زوجان لن أخبرك بما يمكنك فعله للتخفيف عنها "



عبس علي مجددا في وجهه باستنكار , فبالنسبة له هذا طلب مستحيل , في هذا الوقت بالذات ,
لكنه ليس ملزما بالشرح يكفيه ما يعانيه ,

لم يرد علي على الطبيب , الذي غادر الغرفة ليرى ان كانت اللوازم الطبية , التي طلبها قد وصلت أو لا , تاركا اياه غارقا في تأملاته , محدقا ناحية المرأة المريضة .



عادت علياء سريعا من الحمام , تحمل منشفة نظيفة و وعاءا به ماء فاتر , بمجرد أن دنت من ملك حتى بادر شقيقها

" دعيني أفعل ذلك "



أخذ علي ما تحمله من يدها مباشرة , جلس على جانب السرير , و بدأ بمسح وجه ملك رقبتها و يديها ,
و هو يراقب بتأهب كل ردة فعل تصدر عنها .



صمتت علياء قليلا تراقب علي , و قد آلمها قلبها على حاله هو الآخر , لم تره مهموما مسبقا الى هذه الدرجة ,

دنت منه بلطف و وضعت يدها على كتفه , قبل أن تتحدث بصوت هامس

" أخي لم لا تفكر فيما قاله الطبيب ؟

في النهاية ملك زوجتك , و هذا من أجل انقاذ حياتها ,
أو أنك غيرت رأيك و لم تعد تريدها ؟ "



توقف علي عما يفعله ممسكا بيد ملك في يده , و نظر الى علياء نظرة استهجان قاتمة

" أنت آخر شخص أتوقع منه قول هذا ليلي "




سرح علي قليلا يحدق الى وجه ملك , التي أصبحت أناتها أقل حدة ,
ليضيف بنبرة مستاءة , تحمل الكثير من الشعور بالذنب


" أنت تعرفين أن ملك ليست مجرد زوجة بالنسبة لي , أنا أخاف عليها من نسمة الهواء ,
أنا أحاول حمايتها حتى من مشاعري ,

فكيف أقدم على جريمة كهذه ؟


يا الهي أنا بالكاد أتحمل ذنب ما فعلته معها , بالكاد أتحمل نظرة الحقد و العتاب , التي ترمقني بها منذ أشهر ,
و التي خفت حدتها مؤخرا , فقط كرحمة من الله بي ,


لا يمكنني حتى تصور ملامح وجهها , صدمتها و نظرة الاتهام في عينيها ,
ان هي استيقظت و اكتشفت ما اقترفته , ستكرهني علياء و هذه المرة الى الأبد "



أفرغ علي ما في جعبته على مسامع شقيقته , فهو يحاول منذ مدة طويلة , ابتلاع غصة الشعور بالذنب , و يحاول الـتأقلم مع احساس الندم الذي يقض مضجعه ,


بسبب مخالفته مبادئه و أخلاقه , لأول مرة في حياته , حينما أمضى على تلك الورقة اللعينة , التي ربطت ملك به و جعلتها تمقته ,


و الآن يأتي هؤلاء بكل بساطة , ليطلبوا منه توثيق الجريمة بأخرى أسوء منها ,
هو نفسه ليس واثقا , من العقوبة التي يستحقها ان هو أقدم عليها .



تنهد علي بعمق ثم نظر مجددا , ناحية أخته بملامح مبتئسة

" يتوقف قلبي لمجرد التفكير في هذا الاحتمال "



صمت علي بعدها تماما , دون أن يعود الى ما كان يفعله , شرد و كأنه غرق في تفكير عميق يكلم نفسه

" أنا لا أتمنى أكثر من أن تقبل أن تكون معي حقيقة , و أن يتحول ذلك العقد الى ورقة حقيقية ,

فكيف أفكر أن تكون مرتي الأولى معها , تحت التخذير و في هذه الظروف المريبة ,

سيكون الأمر صادما لها , و هي بالكاد حصلت على قبلتها الأولى البارحة ,

ان فعلتها سأفقد كل أمل , في أن تحبني أو أن تسامحني يوما , و صراحة لا يمكنني لومها "



علي يعرف أنه احتال على ملك , للحصول على توقيعها على تلك الورقة , مما يجعل صحة الزواج بينهما مشكوك في أمرها ,
الى أن تقرر هي تحويلها , الى أمر حقيقي برضاها التام ,

و الذي أصبح يفكر جديا مؤخرا , في كيفية الوصول اليه , لأنه اكتشف أنه لا يستطيع التخلي عنها .



صحيح هو كان يردد أنها زوجته طوال الوقت , لكن ذلك كان لسببين مهمين ,


أولهما ما قاله لها عن أن هذه المكانة , عزوة لها و صون لكرامتها , و خير صفة تمكنها من البقاء تحت سقف بيته ,
دون اعتراض من أحد , اضافة الى أنها تبعد عنه الشبهات و النميمة ,



أما السبب الثاني , و الذي لا يعترف به الا أمام نفسه , فهو تحمله للمسؤولية أمام ضميره و أمام خالقه ,

مسؤولية روحية و أخلاقية , اتجاه عقد أمضاه بكامل قواه العقلية , حتى لو كان في لحظة غضب ,
لكنه تعود أن يتحمل ثمن , ما قام به كاملا مهما كان باهضا ,


ففي البداية كان مجرد عقد مزور للتمزيق , لكنه أدرك متأخرا أنه وطأ مكانا مقدسا , لم يكن عليه تدنسيه بتهوره ,


و أن يأتي الآن لتتويجه بعلاقة جسدية , فهذا ما لا يمكنه تحمل تبعاته ,
و قد أدرك أنه لا يجب عليه التمادي بالمطالبة , بما هو ليس من حقه , فما بني على باطل فهو باطل ,


و زاد الثقل على قلبه و عقله بمشاعره المهتاجة , التي لا يجد سبيلا للسيطرة عليها ,
اتجاه المرأة التي اعتقد أنه أسرها , ليكتشف أنه وقع أسيرا لها .



صحيح هو كان يتصرف برعونة , و شغب مؤخرا مستمتعا بمشاكستها , لكنه يعرف أنه لن يتحمل وزر , أكثر من مجرد حضن و قبلة ,


أكثر من هذا هو يخشى أن يدخل منطقة المحرمات , تنتهي به عاصيا و مجرما في حق ,
أكثر شخص اهتم له في حياته , و أكثر شخص آلمه في حياته ,


و كل خوفه أن يكون ما يحصل الآن , عقاب على كل ما اقترفه و دين يسدده ,
للتكفير عن ذنب أقدم على ارتكابه في لحظة شيطان ,


فأي جحيم أسوء من أن تكون , المرأة الوحيدة التي يرغب بها , تحت سقف بيته تحمل اسمه أمام الناس كلهم ,
و لا يستطيع حتى مد يده , و احتضانها كما يشتهي قلبه , و ممنوع عليه حتى أن يفكر فيها كامرأة تحل له .



أنهى علي جولته في جلد نفسه , بتنهيدة حارقة من أعماق قلبه


" مستحيل علياء "

ردد مجددا و قد بدا صوته يائسا جدا و محبطا , لتقطع عليه أنات ملك المتألمة ،
و عودتها الى محاولة التخلص من ملابسها تأملاته , ليتجهم وجهه مجددا و يعلو السخط ملامحه .



" لا تقلق أخي , هذا الدواء يعمل هكذا ,
سيزول بعد بعض الوقت "


حاولت علياء طمأنته , لكن علي لم يعرها انتباها ,

نهض من مكانه باتجاه الحمام , غاب لعشر دقائق و عاد يحمل قميصه , الذي كان يرتديه في يده .



لم تفهم علياء ما الذي يفكر في فعله , الا بعد أن انحنى على ملك , احتضنها و حملها بين يديه مجددا ,


دخل علي الحمام و اتجه ناحية الحوض , الذي ملأه بالماء الدافيء قبل قليل ,
أضاف له بعض المعطر برائحة الورود , و دخل الى وسطه و هو يحتضن ملك ,

لم يكن ممكنا اعطاؤها دشا بهذه الحالة , لكن بامكانه فعل هذا القدر من أجل اراحتها .



هدأت ملك بمجرد أن لامست المياه جسدها الملتهب , و كأنها حصلت على مضاد فعال للتشنجات ,
و خلال ثوان ارتخت عضلاتها , و استسلمت بين ذراعي علي .

جلس علي وسط الماء بهدوء تام , يضم ملك و يمسح على شعرها المبلل ,
و يتمتم بكلمات مواساة في أذنها ,

حتى لو كانت ملك لا تسمعها , فهي تهديء أعصابه هو , و تخفف من شعوره بقلة الحيلة .





عدت عشر دقائق , و أصبح الماء أكثر برودة , و هدأت أعصاب علي الثائرة قليلا ,


عاد علي و وقف من الحوض , حتى لا تصاب ملك بالزكام , لفها سريعا في ثوب ناولته اياه علياء , بعد أن أصبحت ملابسها شفافة و ملتصقة بها ,

عاد بعدها الى الغرفة , و مددها مجددا برفق على السرير ,
أثناء ذلك كانت ملك لا تزال مستسلمة بين يديه , و كأنها غطت في نوم عميق .



" ابحثي عن شيء مناسب و فضفاض , في الخزانة و ألبسيها اياه ,
سأغير ملابسي و أعود "

خاطب علي شقيقته , و أشار الى الخزانة في الغرفة .



أخرج بعدها لنفسه منامة من هناك , و طبع قبلة على جبين ملك ,
قبل أن يغادر الى الغرفة المجاورة لأخذ دش , و تغيير ملابسه الغارقة في المياه .



فتحت علياء الخزانة كما طلب , كان هناك الكثير من ملابس علي , قمصان و منامات و بدلات , و بدأت البحث عن شيء مناسب ,


و في الأخير استقرت على قميص حريري , رجالي بطابع هندي , فضفاض ناعم و يصل الى تحت الركبة ,
واضح أنه هدية من شخص ما , فعلي لا يلبس الحرير .




خلعت علياء ملابس ملك المبللة ببعض العناء , جففت جسدها بمنشفة ثم ألبستها القميص ,

و بمجرد أن بدأت بتزريره , حتى عاد علي يرتدي منامته , و دخل بعده مباشرة الطبيب , الذي أثنى على تصرفهما

" جيد أنكم حممتموها , سيساعدها الأمر كثيرا "

و دنا منها محاولا اعادة فحصها , و قد أصبح الأمر أكثر يسرا .




بعد نصف ساعة دخل كريم , يحمل جهازا طبيا لمراقبة المؤشرات الحيوية , و حقيبة اسعافات تحوي ما طلبه الطبيب .

فبمجرد أن غادروا البيت قبل ساعة أجرى اتصالاته , و أحد رجاله تدبر كل ما أوصى به الطبيب .



جلس الطبيب الى جانب السرير , قاس نبضها و ضغطها ثم وضع خطا وريديا , حقنها بعدها بخافض حرارة ثم علق محلولا .





" حسنا حالة السيدة مستقرة الآن , قد تتوتر خلال نومها من وقت الى آخر ,
لكن ذلك أقل ما يقلقني ,

سأمر كل ساعة لفحصها , لكن اذا أردت بامكاني ملازمتها هنا "

اقترح الطبيب محاولا ترك مساحة لاختيار ما يناسب علي .





" لا داعي , أنا سأبقى هنا "

سارع علي للرفض , و هذا ما توقعه الرجل

" حسنا لا بأس , لكن أية تغيرات في المؤشرات الحيوية استدعني "





غادر الطبيب الغرفة , و جلس علي مكانه مجددا , على الأريكة قبالة السرير .

لم تصر علياء على البقاء و المساعدة , لأنها تعلم أن شقيقها لن يغادر ,
إلا إذا رأى أن ملك أصبحت بخير ,

لطالما سمعته يتحدث عنها و عن اهتمامه بها , لأول مرة تراه يتصرف هكذا قلقا عليها .



بقي علي يجلس بصمت , يمرر يده على جبين ملك , من وقت الى آخر يتحسس حرارتها ,
يمسح وجهها و يديها بمنشفة مبللة , و يراقب مؤشراتها الحيوية على الجهاز أمامه .



برؤيتها هكذا تذكر علي أول لقاء بينهما , هناك في جناح الفندق , و ما أشبه اليوم بالأمس ,

الفرق الوحيد أنه الآن لا يشك للحظة واحدة , أنها فعلت ذلك عمدا ,
و قد تحول كل ذلك الوسواس الى ثقة مطلقة .


تماما كما راقبها قبل أشهر ينتظر استيقاظها , يريد خنقها و هو متأكد أنها امرأة دون أخلاق ,

ها هو يجلس الآن ينتظر , أن تفتح عينيها و تسمعه صوتها , فقط ليتأكد أنها بخير فهذا القدر يرضيه .



فقط لو كان عرفها مسبقا و لو بمقدار ضئيل , ما كان حصل ما حصل , ما كان ليشك للحظة واحدة في براءتها ,

لم يكن ليقول حرفا مسموما مما قاله , يجرحها و يهينها كما فعل , فقط لو أن الزمن يعود الى الوراء .



" أنا آسف حبيبتي , آسف على كل شيء "

كان كل ما أسعفه عقله لقوله , همسا في أذن المرأة المغيبة , في هذه اللحظات التي تكاد تقبض روحه .



.
.
.



" أنت شريرة حبيبتي , كنت أحضرت صديقتك هنا , و استمتعنا ثلاثتنا بالسهرة "

قال الشاب الذي يلف منشفة على خصره , بعدما أخذ دشا سريعا , و ينشف شعره بأخرى صغيرة ,
و هو يقف أمام المرآة , يخاطب المرأة الممدة على السرير خلفه .



" قلت لك أن تنسى الموضوع زاك , فذلك لن يحصل أبدا "

ردت سارة المستلقية على بطنها شبه عارية , دون أن تكلف نفسها عناء تعديل غطائها عليها ,
و قد بدت منهكة و على وشك النوم , لكن الشاب معها لا يسمح لها , بثرثرته التي صارت توترها .



ارتسمت ابتسامة خبيثة , على جانب فم زاك و دنا منها بتأن ,
قبل أن ينحني عليها ليطبع قبلة على كتفها المكشوفة , و يبدأ بمداعبة ذراعها بأصابعه عله يقنعها


" أنا لست مقتنعا بقصة صديقتك هذه ,
هيا سارة قولي الحقيقة , فيما احتجت تلك الأقراص ؟ "



أثار ذكره للأمر غضب سارة مجددا , فنفضت يده من عليها , لفت نفسها في ازارها ,
و قامت من سريرها لتواجهه بنظرات مهددة

" أخبرتك أنها أرادت تجربتها مع صديقها , قالت بأن علاقتهما صار يشوبها الملل و الرتابة ,
و تريد شيئا جديدا مثيرا لاضفاء حيوية عليها ,

كم مرة علي أن أكرر الأمر حتى تفهمه , أحذرك هذه آخر مرة سنتحدث في هذا الموضوع ,

أنت حصلت على ما وعدتك به , و قضيت الليلة معك فلا تكن لحوحا "



علا صوتها بنبرة مخيفة , أثارت حفيظة الشاب أمامها , و الذي سارع للتمسك بذراعها بطريقة مؤلمة , حينما قررت الفرار ناحية الحمام ,

و وضع قبضته على عنقها دون خنقها , و رد تهديدها بلهجة أكثر قسوة


" اياك أن تصرخي في وجهي أيتها الساقطة , أنت لا تعرفين ما يمكنني فعله بك ,

أنا أعرفك سارة أنت لا تسدين معروفا لأحد , لا تمتلكين هذه اللطافة في قلبك ,

بالنسبة لي لا يهمني لم طلبت تلك الحبوب , كل ما أهتم له ألا تزجي باسمي , في أي أمر مشبوه ,

مفهوم ؟ "

قال بصوت كالفحيح و قد اشتعلت عيناه غضبا , و هو يحدق ناحيتها بنية في القتل ,




جفلت سارة لسماع ما قاله و سارعت لترضيته , ابتسمت له باثارة و مررت يدها على صدره لتهدئة جنونه ,
هو رجل خطير و هي لا يمكنها ضمان ردات فعله


" اهدأ حبيبي , لم أقصد ما فهمته ,
أنا فقط لا أريد أن تفسد ليلتنا بذكر أشحاص آخرين "



رد الرجل الأشقر ابتسامتها و انحنى عليها , يريد بقية الهبة التي وعدته بها .

بعد ساعة اكتفى زاك , و غادر تاركا سارة وحدها ,
وقفت أمام مرآة الحمام , تراقب الآثار الهمجية التي تركها على جسدها , و قلبها يأكله الغيظ أكثر من السابق




" لم علي أن أعاني دائما بسببك أيتها الخرقاء "

تمتمت بغل واضح , سرعان ما تحول الى ضحكة بغيضة مدوية

" لكنني سأربح هذه المرة أيتها العاهرة , و نفس الرجل الذي أحبك ,
سيلقي بك الى القمامة ليعود الى أحضاني "



قصدت بعدها البار في صالون شقتها , و هي منتشية بما ستحققه ,
سكبت كأس شراب للاحتفال مسبقا بنجاحها ,

و ارتمت على الأريكة الوثيرة , لتنسج كل السيناريوهات الممكنة , و قد نفذ صبرها في انتظار انقضاء الليلة .



.
.
.



مرت الليلة طويلة و معذبة على علي , لم يغمض له جفن لثانية , كلما تقلبت ملك سارع لتغطيتها ,
بما أنها لا تضع عليها الا قميصا قصيرا ,


يعدل خصلات شعرها حتى لا تغطي وجهها و تزعجها , و يقبل جبينها من وقت الى آخر حتى تهدأ أناتها ,


و كان كل ما يفكر فيه

" من فعلها ؟ و لم ملك ؟
و ما هي أسوء مائة طريقة للانتقام منه ؟ "



في المقابل كانت ملك تخرج , من كابوس لتغرق في آخر , كانت ترى النيران تحاصرها ,
في كل مكان في غرفتها , و كانت هي تصرخ طلبا للنجدة ,


و في لحظات التهب ثوبها , لتجذبها يدان لم تر صاحبهما , و تخرجها من هناك الى مكان , فيه الكثير من الورود و الأشجار ,

حيث كانت مريم تضحك و تقفز , لكنها لم تستطع الوصول اليها ,
لتحاصرها النيران مجددا و تعيدها الى غرفتها .



تلاعبت الكثير من الرؤى بعقلها , أماكن لا تعرفها أناس بوجوه مبهمة , و كلما حاولت الخروج من تهيؤاتها ,
فشلت في العودة الى وعيها , و كأنها مكبلة في قعر بئر لا تستطيع تسلقه .

رغم ذلك كانت تصلها بعض كلمات المواساة , من وقت الى آخر في أذنها , من صوت تعرفه و لا تتذكر لمن هو .




كان الطبيب يصعد كل ساعة لفحصها و طمأنة علي , و كان الأمر برمته كحصة تعذيب , نفسي و جسدي له لا يحسد عليه .



في الصباح الباكر , عاد كريم مع افطار و بعض الأغراض , هو الآخر لم ينم لحظة واحدة ,

بمجرد أن تأكد أن الأمور مستقرة في بيت الشاطيء , حتى عاد الى البيت الكبير ,
جمع كل ما وصلت اليه يديه , من أطعمة و مشروبات حتى قوارير الماء .

وصولا الى المؤونة التي تدخرها فاطمة , و التي قام بتحريزها بدقة متناهية ,
بعدما أوصى المرأة ألا يلمسها أحد , و أخرجها من باب المطبخ الخلفي بكل سرية ,


و غايته ايجاد الطعام الذي خلطت به المادة , فالطبيب قال أن هذا المخذر , يؤخذ عن طريق الفم فقط .



أعاد بعدها شراء كل ما يحتاجه المقيمون هناك , فهو لن يغامر أن تتعرض رنا أو مريم ,
أو أي شخص آخر في هذا البيت , لما تعرضت له ملك .



بعدها و في هدوء تام , قام بزيارة لغرفة ملك التي صار يعرفها , و أخذ كل ما على المنضدة الى جانب السرير ,
و التي تمثلت في علبة الحليب الفارغة , لوحي شوكولا و قنينة ماء نصف ممتلئة ,


فعل ذلك بحذر شديد مستخدما القفازات , لن يغامر بفقدان البصمات ,
و لن يفلت من فعلها من قبضته , لأنه سيحرص على أن يعاني و بشدة .



صحيح أن علي كان تفكيره مشوشا , بسبب ما كانت ملك تعانيه تحت أنظاره , لكنه أكثر تركيزا و هدوءا كعادته ,

و سيحرص على الامساك بالفاعل مهما كلفه الأمر , لو كان أحدهم فعلها مع أسيل , لكان خنقه بيديه العاريتين .





لم يفارق علي الأريكة التي يجلس عليها , و لم يقبل بأكثر من فنجان قهوة على الفطور ,

رغم أن علياء أصرت بشدة , لا تريد أن يتكرر مشكل القرحة معه مجددا , الا أنه كان عنيدا و رفض الأكل .




بعد منتصف النهار , كانت ملك مستلقية تحاول جاهدة فتح عينيها ,
بلعت ريقها الذي كان جافا جدا ,

ثم رفعت جفونها المثقلة بعناء كبير , و لكنها عادت لتغطيتهما بيدها , متجنبة ضوء الشمس الذي أزعجها بشدة ,

كانت رؤيتها ضبابية , و لمحت صورة مشوشة , لشخص يجلس قبالتها على الأريكة .




أغلقت ملك عينيها ثم فتحتهما مجددا , للتأكد من هوية الجالس أمامها ,
و لكنها أصيبت بالدهشة , حينما تعرفت على وجه علي ,


هذا الأخير كان يجلس بكل هدوء , يسند وجهه بيده و يحدق اليها بعينيه السوداوين ,
اللتين كانتا تحملان الكثير من الاهتمام و التعاطف , مع هالات سوداء سيئة تحتهما ,


و الذي أخذ نفسا عميقا بارتياح , بمجرد أن رأى عينين عسليتين تحدقان ناحيته , و كأن حياته أشرقت بطلوع شمسيهما الذهبتين عليها .




بلعت ملك مجددا ريقها بصعوبة , لم تستطع قول حرف واحد , غص حلقها و كأنها فقدت صوتها ,

لكنها حركت عينيها اللتين تحرقانها , و حدقت الى الأرجاء بفضول , لتكتشف أنها ليست في غرفتها



" أين أنا ؟ أين هذا المكان ؟ "

سألت بصوت أجش خافت و نبرة مرتجفة



تفحصت بعد ذلك ملابسها , و شعرت بالصدمة لتسأل في سرها ,
دون القدرة على التفوه بكلمة مجددا

" لم أرتدي هذا ؟ أين منامتي الزهرية التي كنت ألبسها ؟

و لم هذا الرجل يجلس هناك , و يحدق بي هكذا ؟ "



دار ألف سؤال في رأس ملك , لكنها لا تتذكر شيئا مما حصل ,
مهما حاولت التركيز لا تسترجع أية تفاصيل ,


آخر شيء تتذكره هو جلوسها في سريرها , مع كتاب في يدها قبل أن تنام , و الباقي كله مشاهد سوداء و مبهمة , مع الكثير من الأصوات و اللمسات .



شعرت ملك فجأة بالذعر و الذهول , و لكنها لم تقو على اصدار أي صوت ,
و قد أخافتها أكثر نظرات الرجل , الذي يحدق ناحيتها بنظرة غير مفهومة .



حاولت ملك أن ترفع يدها لتدلك جبينها , فالصداع كان سيئا جدا لا يحتمل ,
لكن صدرت منها أنة متألمة , حينما شعرت بأن كل جسمها يؤلمها , و كأن شاحنة مرت فوقها .



برؤية الألم و التوتر على ملامحها , تحرك علي من مكانه ناحيتها و حاول تهدئتها

" ملك اهدئي ,
هل أنت بخير ؟ بم تشعرين ؟ "

انطلق صوته الدافئ أخيرا , و قد كان يبدو متعبا جدا هو الآخر .



هو كان يلزم مكانه منذ فتحت عينيها , و يحاول السيطرة على نفسه , حتى لا يحتضنها بشدة
لكنه خشي أن يفزعها , و تفكر في أمور سيئة , فهو يعرف جيدا كيف يعمل هذا العقل أمامه .



لم تجب ملك عن سؤاله , و لكنها سألت بصوت مبحوح و ضعيف

" أين نحن ؟ ماذا حصل لي ؟ "


طبعا أسوء الاجابات تبادرت الى ذهنها في هذه اللحظات , لكنها كانت تحاول التركيز ,
و عدم التفكير في أمور سوداوية .


اضافة الى أن نظرة علي الآن , تشابه نظرته حينما اتهمته في المطعم زورا .



لم يجد علي بما يرد , و قد أدرك الآن فقط , أنه في موضع شبهة جديد ,
هو يعلم كم أن ظنها سيء به , و لا يعلم ان كانت ستصدق ما سيقوله أو لا ,

ربما كان عليه المغادرة قبل استيقاظها , أو ربما كان عليه ترك علياء معها , كانت ستكون شكوكها أقل وطأة ,
لكنه ممتن انها لم تبدأ بهجومها عليه كما اعتادت , مما منحه بعض الشعور بالأمان ناحيتها ,



تشوش فكر علي فيما يخص ما عليه فعله , لذلك اكتفى بالجلوس مكانه , محاولا الاطمئنان عليها عن بعد , منتظرا أن تهدأ حتى يستدعي الطبيب ,

و استمرت هي بالتحديق ناحيته , محاولة تذكر أي تفصيل يفيدها دون جدوى .




بعد دقائق من الصمت المريب بينهما , دخلت علياء الغرفة أخيرا ,
كانت ملك تشد الازار حولها الى عنقها , و تنظر بذهول ناحية علي , الذي يجلس كالصنم الى الأريكة .


و سرعان ما قطعت عليهما تأملهما

" صباح الخير ملك , الحمد لله أخيرا أفقت ,
أخفتنا عليك كثيرا "



برؤية علياء تقف أمامها , تشوش ذهن ملك أكثر

" اذا كان علي قد أحضرها هنا لأمر مشين ,
فعلياء هي آخر شخص قد يشاركه جريمته "


استنتجت ملك سريعا بارتياح , و زادت الأمور غرابة بعدما قالته

" جيد اذا سأستدعي الطبيب "

و غادرت مسرعة مجددا



كانت ملك تلتزم الصمت دائما , و الصداع في رأسها يزداد سوءا , و لكنها لم تعد تتحمل الغموض

" أي طبيب ؟ من المريض هنا ؟ "

سألت مجددا بصوت ضعيف .



لكن علي لا يجاوبها دائما , و يكتفي بالتحديق ناحيتها فيما يتبادلان النظرات ,
هو يخشى ان بدأ هو بالكلام , أن تبدأ هي بالقاء الاتهامات , تماما كما يحصل كل مرة ,


و الموقف أصلا لا يتحمل , فلا ملك في وضع يسمح لها بالجدال بشراسة ,
و لا هو مستعد لتلقي وابل مؤلم من الظنون السيئة ,


قلبه لم يعد يتحمل شكها به في كل مرة , لذلك قرر عدم الرد عليها .



لكن ملك شعرت مرة ثانية لسبب غريب , بأن الموقف مشابه لما حصل في المطعم ,
لم تفهم لم لديها احساس , بأن هذا سوء فهم آخر ,

فنظرة علي ناحيتها نظرة اهتمام و قلق , ليست نظرة شخص ارتكب سوءا بحقها .



و لحسن حظ علي هذا ما منعها من قول ما تفكر فيه , هي لا تريد أن تظلمه بأفكارها السوداء مجددا ,
لكن هذا لم يمنعها من الشعور بالخوف و التوتر , فالوضع مريب فعلا .





بعد دقيقتين عادت علياء , يتبعها رجل لم تر ملك وجهه سابقا , و الذي بمجرد أن رآها مستيقظة , حتى دنا من السرير مبتسما ,
و هو يحدق الى جهاز المراقبة , الذي اكتشفت ملك وجوده للتو

و بدأ في السؤال فورا

" كيف حالك سيدتي ؟ كيف تشعرين الآن ؟ "



بلعت ملك ريقها و حدقت اليه بتشوش , و هي لا تعرف عما يسأل الرجل ,
و لا بم يجب أن تجاوبه


" من أنت ؟ "

كان السؤال المنطقي الوحيد , الذي تبادر الى ذهنها الآن .



ابتسم الرجل باحراج و أجاب

" أوه أنا آسف , أنا دكتور عمار طبيب استعجالات ,

و الآن كيف تشعرين ؟ "

أعاد سؤاله و هو يراجع المؤشرات بامعان .



أخذت ملك نفسا عميقا , و أجابت ببساطة بنفس الصوت المتحشرج الذي يؤلم حنجرتها

" أشعر أن كل جسمي يؤلمني , و رأسي به صداع رهيب "




" حسنا لا بأس عليك , سيستمر هذا الارهاق لبضعة أيام , قبل أن تتحسني تماما ,

سنرى ما ستقوله التحاليل , و سنقوم بأخرى لمراقبة الوضع , لا داعي للقلق "


قال الطبيب محاولا طمأنة ملك , لكن دون جدوى لأنها لا تفهم دائما قصده



" لماذا ما الذي حصل معي ؟
لم أجريتم لي تحاليلا ؟ و لم أنا على هذه الحالة ؟ "


سألت ملك و قد عادت الى الشعور بالذعر مجددا , و ما يزيد توترها نظرات علي المبهمة ,

و التزامه الصمت طوال الوقت على غير عادته , رغم جلوسه بالقرب من سريرها .



و كانت علياء من تدخل أخيرا

" حسنا ملك , أنت كنت تحت تأثير مخذر قوي منذ البارحة ,
و نحن نعتقد أنه الروهيبنول ,

لكن الحمد لله مر الأمر بسلام "



اتسعت عينا ملك من المفاجأة , فهي لا تتذكر شيئا مما تقوله ,
و هذا آخر ما توقعت سماعه


" عن أي مخدر تتحدثين ؟ أنا لم أتعاط شيئا
ثم روهيبنول هل أنت جادة ؟ "



اعتقدت ملك أنها مزحة ما , لكن الملامح الجدية التي ارتسمت , على وجوه الحاضرين خيبت ظنها ,


مما زاد من ارتباكها و ارتجافها , لدرجة أنها لم تنتبه الى علي , و هو يمسك بيدها يحاول تهدئتها ,

و قد شعر أخيرا أنها بحاجة الى الدعم , فلهذا السبب بالذات هو لم يقل شيئا في البداية .



سارع الطبيب لطمأنتها بلهجة عملية

" أعرف سيدتي , لا داعي للقلق زوجك أكد ذلك ,

لكن الأعراض كانت واضحة جدا , و سنتأكد بعد صدور النتائج ,

الأهم الآن هو حالتك الصحية , هل يمكن أن أقوم بفحصك ؟ "

قال و أخرج سماعته منتظرا اذنها .



في هذه اللحظات قام علي من مكانه , مفسحا له المكان للقيام بعمله ,
و أشار لعلياء برأسه للحاق به ,

هو لا يريد أن يحرجها أكثر , و حتى يسمح لها ببعض الخصوصية , ليفحصها الطبيب بهدوء .



لكن بمجرد أن رأته ملك يقف من فوق الأريكة , حتى تعلقت بيده بشدة رافضة اطلاقها ,
رفعت عينيها ناحيته , و سألت بقلق واضح

" علي الى أين ؟ "


كانت تبدو كطفلة تخلى عنها والدها في الحضانة , و كأنها على وشك البكاء ,

دون أن تدرك أنها لم تشك به كما تعودت , و كأن ثقتها في علي أصبحت أمرا مسلما به ,
و مجرد تفكيره في الابتعاد عنها , يعطيها شعورا رهيبا بعدم الأمان .



قطب علي جبينه باستغراب من ردة فعلها , فهو يلتزم الصمت طوال الوقت , فقط لأنه لا يريد أن يدخل معها في نقاش ,
قد ينتهي هو المتهم فيه , و هو لن يتحمل ذلك منها ,


اضافة الى أنه لن يضمن نفسه , و سيصر على احتضانها مجددا ,


لكنه لا يريد اخافتها منه , أو اعطاءها انطباعا سيئا , عن أنه استغلها و هي غائبة عن الوعي ,
رغم أنها هي من كان يتحرش به في الحقيقة .



رغم ذلك هو لم يستطع الخروج بصمت و يتجاهلها تماما , ليس و هي تحدق ناحيته بهاتين العينين اللتين توهنان ركبتيه , و تنادي اسمه بكل هذه العذوبة ,


لذلك انحنى عليها , و طبع قبلة دافئة مطولة على جبينها , ثم ربت على رأسها برفق كجرو صغير , قبل أن يهمس في أذنها


" لا تخافي , أنا هنا معك , لن يحصل لك شيء "

مع ابتسامة خفيفة على شفتيه و هو يداعب شعرها .





ملك "....."

كانت نفس الكلمات التي قالها لها سابقا , حينما اصطحبها الى مكتب القاضي بسبب قضيتها ,
و بطريقة غريبة تمكن من منحها , شعورا مؤقتا بالهدوء و الاطمئنان ,


هزت ملك بعد ذلك رأسها و أطلقت يده , ثم التزمت الصمت و هي تراقبه يغادر مع شقيقته ,
تاركا اياها وحدها مع الطبيب .




بعد أن انتهى الفحص , تحدث اليها الطبيب مجددا

" سيدتي تبدو الأمور بخير , سآخذ الآن عينة دم للتحليل لمزيد من الاطمئنان ,

سأذكرك أنك ستعانين من صداع من وقت الى آخر , لا تجهدي ذاكرتك بالتفاصيل ,
و لا تأخذي أي دواء ما عدا البراسيتامول ,

لحد الآن لا فكرة لدينا , عن ماهية المخذر الذي أخذته , أية تداخلات دوائية قد تكون نتيجتها سيئة ,

سنجري لاحقا تصويرا للقلب فقط للاطمئنان "



أنهى الرجل القاء تقريره , و كانت ملك تحاول التركيز فيما يقوله ,
و هي تراقبه بذهول يقوم بكل ما تكلم عنه

" لم يتحدث هذا الطبيب , و كأنني أخذت قطعة حلوى , و ليس مخذرا محظورا ؟
و لم غادر علي و علياء هكذا ؟ "



قاطع الطبيب تأملها , و هو بصدد جمع أغراضه المتناثرة

" سيدتي عليك أن تستريحي قدر المستطاع , و خذي الكثير من السوائل و الفواكه "


هزت ملك رأسها موافقة على تعليماته , لينهي الجلسة أخيرا

" أتمنى لك الشفاء العاجل " .






في الرواق كان علي و علياء يقفان و يتحدثان , بعدما ارتدى ملابسه استعدادا للمغادرة

" ستبقيان هنا الى أن أخبركما , بامكانية العودة الى البيت ,

أرسلت رنا بالفعل الى بيت والدتي لتبقى مع أطفالك , فالمكان هناك أكثر أمانا ,

سأرتب كل ما يخصكم هنا , فاطمة ستقول أنكما غادرتما من أجل جولة تسوق ,
لن يشك أحد بالأمر ,

علي أن أعرف من أقدم على هذه الفعلة قبل عودتكم "




" هل لديك فكرة عن الفاعل ؟ "

سألت علياء و هي تحاول التخمين


" ليس بعد و لكنني أشتبه في أحدهم , انتبهي لنفسك و لملك , سنبقى على اتصال "



و بادر للمغادرة لكن علياء استوقفته

" ألن تراها قبل أن تغادر ؟ "



نظر علي ناحية الغرفة باحباط , قبل أن يهز رأسه بالنفي

" لا داعي الموقف محرج أصلا , لا حاجة لارباكها أكثر ,

عليها أن تستريح كما طلب الطبيب , لا أريد أن أوتر أعصابها ,

ثم هي أكيد سيكون لديها الكثير لتسأل عنه ,
و أنا لا أملك أية اجابة مفيدة "



ثم ابتسم و أكمل و هو يمرر يده على شعره باحراج

" ثم أنا لن أستطيع المغادرة , اذا عدت الى هناك و رأيت وجهها "


ابتسمت علياء هي الأخرى لصراحته و أضاف علي

" أعتمد عليك ليلي "




غادر بعدها علي و الطبيب سويا , أما علياء فعادت الى الغرفة ,
حيث كانت ملك لا تزال مستلقية , تحدق في السقف بتيه , و تحاول استعادة ما قيل لها ,


بمجرد أن لمحتها حتى بادرت بالأسئلة , و الآن فقط فهمت علياء لم غادر علي مباشرة



" علياء هل ما قاله الطبيب حقيقي ؟
أين نحن و متى أتينا الى هنا , و أين علي أريد أن أسأله من ...؟؟ "



في هذه الأثناء سمعتا صوت سيارة تغادر , أشارت علياء الى النافذة ,
و كأنها وجدت مهربا و اجابة على أحد الأسئلة

" علي غادر للتو مع الطبيب "



عبست ملك و قد شعرت بخيبة ظن و احباط شديدين , و دون أن تدرك ردة فعلها سألت

" هل غادر دون أن يراني ؟ "



تفاجأت علياء للسؤال و شعرت بغرابة الجملة ,

" أليس من المفروض أن تبدأ بالغضب كعادتها ,
و تلقي بالتهم على شقيقها ؟

هو انسحب الآن فقط , لتجنب هذا الصدام معها و هي متعبة ,

آخر شيء توقعته أن يزعجها رحيله , يبدو أن الأمور تتطور بسرعة فعلا ,
و للمرة الثانية رب ضارة نافعة "



فكرت علياء قليلا قبل أن تجيب

" هل تريدين أن أطلب منه العودة ؟ "

هي متأكدة أن علي لن يمانع أبدا .



انتبهت ملك أخيرا لتصرفها المتسرع و سارعت للنفي

" ها لا لا داعي , دعيه على راحته "

لكن علياء لم تفوت نبرة الاحباط في صوتها , و قد زاغت عيناها بتأثر .




غيرت بعدها ملك الموضوع سريعا و أشارت لها

" هيا تعالي , اخبريني ما حصل بالتفصيل ,
كيف وصل الأمر الى هذا الحد ؟ "



بدأت علياء بسرد التفاصيل , و كانت ملك تزداد استياءا مع كل كلمة

" يا الهي هل كانت حالتي بهذا السوء ؟ "




تنهدت علياء بعمق و أجابتها بصراحة

" حسنا كنت تعانين بشدة , و كاد أخي يفقد عقله بسبب قلة حيلته ,

هو خشي أن يفقدك بسبب المضاعفات , كما أنه كان خائفا من أن يزج بك في السجن ,
ان هو أخذك الى المشفى ,

لأول مرة أراه يائسا الى هذه الدرجة "



لم تعلق ملك على تلميحات علياء , بشأن تصرفات شقيقها , و التي تزيد غرابة يوما بعد الآخر ,
أكيد سيكون قلقا اذا تخذر أحدهم تحت سقف بيته .



صمتت المرأتان قليلا , قبل أن تعود ملك لمناقشة الموضوع مجددا ,
عضت على شفتها بتردد , و سألت ما تفكر فيه , و قد كانت تشعر باحراج

" علياء أصدقيني القول ,
هل تصرفاتي كانت غير لائقة ؟ "




اندهشت علياء لتعليقها

" ما الذي تعنينه ؟ "



أجابت ملك باستياء

" سبق و أن رأيت مريضة , أثناء تربصي في الاستعجالات , كانت تحت تأثير هذا المخذر ,
و تعرضت لاغتصاب جماعي وحشي ،

كانت حالتها مزرية جدا , و لكنها كانت تتصرف بجنوح , مع كل الرجال في المكان "




حكت علياء رقبتها باحراج , و فكرت قليلا قبل أن تجيبها

" حسنا في الحقيقة أنت لم تتصرفي بجنوح الا مع أخي , أصلا كان الوحيد الذي تعرفت عليه ,

كنت تتحرشين به طوال الوقت بطريقة سافرة , حتى أنك أخبرته أنه وسيم ,
و أنك تريدين قبلة و أمور أخرى ،


الى أن اضطر الى أن يلفك في غطاء السرير , ليتمكن من نقلك الى هنا ,
لأنك كنت تلمسينه في كل مكان تقريبا , و لم يستطع كف يديك عنه

كنت معجبة جدا بشفتيه و شعره , حتى أنه حصل على عضة محترمة على رقبته "



طبعا علياء رأت الأثر , بمجرد دخولها غرفة ملك , لكنها لم تشأ احراجه بالاشارة الى الأمر .



كانت الصدمة واضحة على وجه ملك , عينيها متسعتين عن آخرهما فمها مفتوح , و وجهها بلون الطماطم حتى أذنيها ,
حتى أن قلبها كان يدق بطريقة عشوائية يوشك على التوقف .




لاحظت علياء ذعرها و سارعت لطمأنتها , و قد قررت عدم ذكر موضوع التحميم الذي قام به علي


" لا تقلقي ملك أنت كنت تحت تأثير المخذر , لكن أخي كان في كامل وعيه ,
حتى أنه رفض اقتراح الطبيب بشدة "



ضمت علياء شفتيها , و قد أدركت أنها قد قالت شيئا , ما كان عليها قوله ,
هي دائما متسرعة في سرد ما تفكر فيه ,


برؤية حركتها سألت ملك برعب , و علامات الدهشة بادية على وجهها

" أي اقتراح ؟ "



ترددت علياء قبل أن تجيب , مع ملامح أسف على وجهها

" حسنا أنت تعلمين , الطبيب اعتقد أنكما ثنائي حقيقي , و طلب من علي أن .. "

و أشارت بيديها مكملة الجملة



لكن ملك غرست وجهها في يديها فجأة و صرخت فيها

" يا الهي لا تكملي "


و قد شعرت أن قلبها على وشك التوقف , و هي تحاول تخيل ما حصل كما تصفه علياء ,
الأسوء أنها لا تتذكر أمرا واحدا من كل هذا ,

و قد بدأت تحمد الله الآن , أن علي غادر قبل اكتشافها الأمر , و الا ما كانت تعرف أين ستضع وجهها .




تريثت علياء قليلا برؤية ردة فعلها , و لكنها سارعت للمس كتفها باهتمام ,
و أخبرتها ما تفكر فيه بصدق


" ملك حبيبتي أنظري الي "




رفعت ملك رأسها بتردد لتحدق في عيني علياء

" أعرف أن رأيك في أخي سيء جدا , و أنا صراحة لا ألومك بعد كل ما حصل بينكما ,

لكن صدقيني علي رجل محترم جدا , أكثر حتى مما تتخيلين "





طأطأت ملك رأسها كأنها تفكر بعمق , و لكنها لم تعارض ما قالته المرأة أمامها ,
لأنها في أعماقها تعرف , بأن ما تقوله صحيح بدرجة كبيرة ,


فعلي الذي كان يحاول اخافتها دائما منه , و يوحي لها بأنه قد يقدم على الاعتداء عليها ,
لم يحاول مرة واحدة الاقتراب منها , أو ارغامها على شيء ,



رجل آخر غيره ما كان تركها و شأنها , حينما وجدها تغط في نوم عميق على سريره ,
في أول لقاء بينهما في الفندق , و اكتفى بطردها دون ايذائها .



هي صحيح كانت غاضبة في البداية , للطريقة المهينة التي عاملها بها , و لكنها كانت ممتنة جدا , لأنه لم يعتد عليها , و يستغل وجودها هناك ,
خاصة أن الوضع كله كان سوء فهم سيء .




أما خلال مكوثها في بيته , فقد كان من السهل جدا عليه التحرش بها و اذلالها ,
و لكنه كان يلزم حده طوال الوقت , طبعا عدا تلك القبلة التي سرقها منها ,


هي تعرف أن رجلا يشيع عن نفسه أنه زير نساء , لن يبقى مكتوف اليدين , و امرأة مثيرة مثل سارة تحت سقف بيته ,
خاصة أنها لم تخف يوما اعجابها به كرجل ,

فكرت ملك أنها ربما عليها , أن تكون ممتنة الآن أيضا , لأن علي من عثر عليها ,
في حالتها المزرية تلك و ليس رجلا آخر , و الا كانت الآن مغتصبة بطريقة بشعة ,


حتى أنها متفاجئة من نفسها , لأنها استثنته من الاتهام مباشرة , دون أن يبرر هو شيئا ,
و هذا ان دل على شيء فسيدل على ثقتها به , و التي لم تدركها الا الآن .




تنهدت ملك بعمق فهي لا تجد بم ترد به , الاحراج عن نفسها لما فعلته ,
لذلك لم تعلق و حاولت تشتيت الجو

" ألم تعرفوا من أين حصلت عليه ؟ "

سألت تقصد المخذر



" في الحقيقة ليس بعد , و هذا سبب بقائنا هنا ,

علي يريد أن يبقيك بعيدا عن الخطر , الى أن يجد الفاعل , لأنه لا يضمن ألا يكرر فعلته ,
علينا أن نتوخ الحذر حاليا "



حدقت ملك في الأرجاء , و هزت رأسها موافقة , فهي لا تستطيع التحرك من الأساس

" حسنا لا بأس , لكن أين نحن يبدو المكان مألوفا ؟ "


ابتسمت علياء بثقة

" مستحيل , بيت العطلات هذا لا أحد دخله غير أخي ,
أنا نفسي لا أعرف عنه شيئا "



شعرت ملك فجأة بصداع رهيب , أغلقت عينيها بشدة لتخفيفه , و للحظة رن في أذنيها نبرة متألمة

" علي "

كان صوتها هي تلاه مباشرة رد , بصوت مألوف بنبرة حنونة جدا

" يا عيون علي "

كان صوت علي هي متأكدة , مما أجفلها و شوشها بشدة

" لكن متى حصل هذا هل بدأت أتوهم ؟
أم تأثرت بما قالته علياء ؟ "



زاد الصداع فجأة بهذا التفكير , فلا يمكن أن يكون الأمر حقيقيا ,
أكيد مجرد خيال ناتج عن الوضع , فعلي لم يكن يوما عاطفيا , ليس معها على الأقل ,


ثم أليس من المفروض أن تعاني من فقدان ذاكرة مؤقت ؟

لم اذا تتبادر على عقلها بعض الومضات , التي لا تعرف حتى ان كانت حقيقية أو مجرد هلوسات ؟



لاحظت علياء شرودها و وجهها العابس و سألت بقلق

" ماذا هناك ملك ؟ هل أنت بخير ؟ "

" أجل بعض الصداع فقط "



" هل تريدين أن أطلب الطبيب مجددا أو أعلم علي ؟ "

" لا لا داعي ليس بهذا السوء , سآخذ قرص دواء و أكون بخير ,
لا داعي لازعاج أحد "



أخذت بعدها ملك دواءها , و استلقت مجددا لتستريح , فجسمها المنهك لا يطاوعها لتخرج من هذه الغرفة .


و سارعت علياء للاقتراح

" حسنا استريحي قليلا , سأحضر شيئا في المطبخ لنأكله ,

كريم المجنون أحضر طنا من الطعام , و كأننا سنعتكف هنا لشهر "



ضحكت ملك لتعليقها و وافقت مباشرة , فقد كانت تشعر بالجوع الشديد .




بعد تناول الطعام غفت ملك لساعتين أخريين , استيقظت بعدها و قد اختفى الصداع تماما ,
رغم الألم الذي لازالت تشعر به في كل عضلاتها ,


نهضت على مهل من فراشها , و وضعت رجليها على الأرض , حيث كان هناك خف من أجلها ,


و الآن فقط لاحظت القميص الذي كانت ترتديه , و الذي كان واضحا أنه لعلي ,
احتقن وجهها مجددا و تذبذبت نبضاتها , و هي تدعو أن تكون علياء من ألبستها اياه و ليس هو .

لكنها لن تسألها أبدا , فهي تستمتع باحراجها في كل مرة , تبالغ فيها بسرد الأحداث .




قصدت ملك الحمام , و قررت أخذ دش سريع , التعرق الذي عانت منه البارحة كان سيئا جدا ,
و كانت تشعر أن جسمها كله دبق ,


بعد الاستحمام بدلت ملك ملابسها بسرعة , مستخدمة الأغراض التي أحضرها كريم , و خرجت من الغرفة بحثا عن علياء .



لكنها بمجرد أن خرجت الى الرواق , حتى تجمدت خطواتها و اتسعت عيناها ,
حدقت ناحية غرفتها ثم ناحية الغرفة المقابلة , دون أن تصدق ما تراه


" غير معقول هل يمكن ؟ "

همست بينها و بين نفسها



خطت بعدها بتأن ناحية الغرفة المقابلة , ألقت نظرة على الداخل و زاد اندهاشها

" لا عجب أن المكان بدا مألوفا " .








😘💞💞






.......



ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-20, 10:36 PM   #1140

آلاء الليل

? العضوٌ??? » 472405
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 477
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » آلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

كالعادة ملك فصل راااائع 💖💖💖💖
فعلا رب ضارة نافعة علي كسب من هذه التجربة القاسية ثقة ملك به ❤❤❤❤❤❤طريقة السرد دائما ما تبهرني حتى أنني احسست بعذاب علي و خوفه على ملك 😔😔😔😔
كانت تجربة صعبة أظهرت معدن علي الأصيل أحببت كيف اعترف علي ان زواجه بملك باطل و ما بني على باطل فهو باطل لانني كنت افكر بالعكس بعد تقربه منها مؤخرا لكنه أثبت انه يستحق ان تسامحه ملك 😍😍😍😍😍مع انني كنت من اشد معارضيه لكن مواقفه تشفع له ❤❤❤و علي بدأ مشوار الألف ميل بخطوة كسب ثقة ملك
البيت أكيد هو نفسه الذي أخذها اليه اول مرة قبل الذهاب لبيت العأئلة و هو نفسه الذي شهد اتفاق العام بينهما 💔💔💔💔💔 ترى هل سيشهد هذا البيت اتفاقا لكن من نوع آخر 💖💖💖💖💖💖
جد متشوقة لكشف علي لسارة و ما الذي أسفرت عنه قائمة المئة طريقة لينتقم منها😈😈😈😈اااااخ حماسي مليون للبارت الجاي الله يخليك ملك تهلاي فسارة مليح😈😈😈😈😈
لا أدري ما الذي توقعته ساري من خطتها حتى انها لم تقف وراء فعلتها و تتابع للنهاية هل غرورها سول لها انها ستنجح دون ان تتابع الامر فعلا الم تضع احتمالا للفشل ابدا 🤔🤔🤔🤔🤔🤔
في انتظار البارت الجاي على نااااار و شكرا على تعبك ❤❤❤❤❤❤❤❤
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


آلاء الليل غير متواجد حالياً  
التوقيع
تابعوا معنا رواية أسيرة الثلاثمئةيوم للكاتبة المتألقة ملك علي على الرابط التالي
https://www.rewity.com/forum/t471930.html
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:12 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.