آخر 10 مشاركات
ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )           »          54-لا ترحلي-ليليان بيك-ع.ق ( تصوير جديد ) (الكاتـب : dalia - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          تبكيك أوراق الخريف (4) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          للقلب رأي أخر-قلوب أحلام زائرة-لدرة القلم::زهرة سوداء (سوسن رضوان)كاملة (الكاتـب : زهرة سوداء - )           »          هل يصفح القلب؟-قلوب شرقية(33)-[حصرياً]للكاتبة:: Asma Ahmed(كاملة)*مميزة* (الكاتـب : Asmaa Ahmad - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          أغلى من الياقوت: الجزء الأول من سلسلة أحجار كريمة. (الكاتـب : سيلينان - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree678Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-01-21, 07:17 PM   #1961

استغفررالله

? العضوٌ??? » 355223
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 303
?  نُقآطِيْ » استغفررالله is on a distinguished road
افتراضي


ان شاء الله فيه بارت اليوم
الحماس ترليون


استغفررالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-01-21, 08:55 PM   #1962

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة استغفررالله مشاهدة المشاركة
ان شاء الله فيه بارت اليوم
الحماس ترليون


ان شاء الله بعد ساعة تقريبا من الآن


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-01-21, 09:05 PM   #1963

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تسجيل حضور

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-01-21, 09:05 PM   #1964

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 68 ( الأعضاء 32 والزوار 36)
‏mansou, ‏Jeyda, ‏ام يوسف الحديدى, ‏سحاب الحربي, ‏الزنبقة الجميلة, ‏leria255, ‏umnasser15, ‏فله بنت احمد, ‏ملك علي+, ‏Alaa_lole, ‏ali.saad, ‏فراولة البيت, ‏كنوز كنوز, ‏Susan zidan, ‏صفاء احمد333, ‏اريج البنفسج, ‏صباح مشرق, ‏Basma Reda, ‏Rosey36, ‏اروى حسن سليمان, ‏اسماء2008, ‏Rashaa84, ‏amana 98, ‏يوسف طنجة, ‏rowdym, ‏Reemo Roo, ‏نوره ام عبدالمجيد, ‏بشوووورة, ‏marwazaran, ‏بلانش, ‏hapyhanan, ‏ج. ش. م


mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-01-21, 09:22 PM   #1965

لامية لامية

? العضوٌ??? » 482899
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 514
?  نُقآطِيْ » لامية لامية is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في الانتظار

لامية لامية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-01-21, 09:55 PM   #1966

Reemo Roo

? العضوٌ??? » 300779
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 157
?  نُقآطِيْ » Reemo Roo is on a distinguished road
افتراضي

الله يخرب بيتك ي بهجت ....طب يارب تموت 😂😂😂😂😂

Reemo Roo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-01-21, 09:57 PM   #1967

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي





البارت الرابع عشر بعد المائة السيدة عذراء 💘





" رنا حبيبتي لم ترتدين هكذا , أين زيك المدرسي ؟ "

سألت صفية حفيدتها بانزعاج , و قد بدأت تصاب بصداع من شقاوتها ,

فالطفلة التي كانت هادئة كنسمة صيف , تحولت فجأة الى فتاة متمردة , منذ افترقت عن ملك و والدها .




كانت رنا منشغلة في ترتيب الباقة , التي اقتطفتها من حديقة جدتها , و التي احتوت على عدد
هائل من الورود الحمراء لتجيبها


" لا أريد الذهاب الى المدرسة , سأرافقك لزيارة ماما ملك ,
لذلك ارتديت هذا الفستان لأنها تحبه ,

سمعتك تقولين لنانا فاطمة أنها في المشفى , و أنك ستذهبين لزيارتها بعد قليل "




" يا الهي مالذي فعلته تلك المرأة , بابني و ابنته ليتحولا هكذا ؟ "


تنهدت صفية بقلة حيلة , فرغم كل اعتراضاتها السابقة على ملك , الا أنها لا يمكنها الا أن تكون ممتنة جدا لها ,

لأنها حينما حل الخطر حولهما , ضحت من أجل انقاذ حفيدتها , التي تبدو مدمنة على رفقتها ,


لكنها تشعر بالريبة لمدى تحكمها في مشاعر وحيدها , و قد صدمها خبر ذهابه برجليه , مع مبلغ من المال الى المختطفين ,
مخاطرا بحياته وحده , و دون ابلاغ الشرطة فقط لانقاذها , فيما يبدو أنه يتبع قلبه ملغيا عقله , حينما يتعلق الأمر بها .



لكنها لن تقول هذا , أمام الطفلة التي تبدو متيمة بها , و حاولت ثنيها عن مرافقتها

" حبيبتي لا يمكنك الذهاب معي , ممنوع دخول الأطفال هناك في المشفى ,
اضافة الى أن ملك , ستكون نائمة حاليا لأنها مريضة , و لن تستطيع التحدث معك ,

ثم ما كل هذا الذي تحملينه ؟ "

سألتها و هي تراها منهمكة , برص الكثير من الأغراض على الطاولة أمامها ,
مرتدية فستانا أبيض اللون , مع حذاء في كامل استعدادها للمغادرة معها .



" هذه شوكولا و كراميل و مارشميلو , ماما ملك تحب أكلها ,
و هذا غطاء صوفي و جوارب لتدفئها ,

و هذه ورود الحمراء من أجلها , ألم تقولوا أنها مريضة ؟ "

أجابتها رنا بكل براءة و اصرار , هي لن تسمح لهم بمنعها من رؤية ملك ,


حاولت صفية اقناعها مجددا , فعلي منهار بالفعل حسب ما سمعت , و اصطحاب الطفلة الى هناك , لن ينجر عنه أي أمر جيد .


" حسنا حبيبتي ادخريها لها حينما تعود , كما قلت لن يسمحوا لك بدخول المشفى "




أرخت الطفلة شفتها السفلى , و اغرورقت عيناها بالدموع , قبل أن تطلق العنان لعنادها

" سيجعلهم بابا يدخلونني , هو مع ماما هناك و أنا ساذهب اليهما ,

ماما ملك وعدتني أن نلتقي قريبا , بعد أن ينقذها بابا , أكيد هي تنتظر زيارتي "


بمجرد أن أنهت كلماتها , حتى دخلت رنا وصلة بكاء حادة ,

فما كان من صفية الى أن جلست الى الأريكة , و ضمتها في حجرها بحنان

" حسنا لا تبك الآن , أنت تحبينها صح ؟ "



أومأت الطفلة برأسها ايجابا لتضيف المرأة

" و هي تريدك أن تذهبي الى مدرستك , حتى لا تفوتك الدروس , و تتفوقي على زملائك ,
لتكون فخورة بك كثيرا ,

و أنا أعدك أن أجعلها تكلمك , بمجرد أن تستفيق من الدواء اتفقنا ؟ "




أطرقت الطفلة برأسها لبعض الوقت , تفكر فيما سمعته لدراسة ما عليها فعله , قبل أن تهز رأسها موافقة على الخطة

" حسنا سأذهب الى المدرسة , لكن عليك أن تخبريها , أنني أحبها و أنتظرها هنا ,
و لو سمحت خذي لها كل هذه الأشياء معك , لا أريدها أن تشعر بالجوع و البرد هناك "




"...."

رغم صدمتها الا أن صفية شعرت ببعض الراحة , لكنها كانت تشعر في نفس الوقت باستغراب كبير , من مقدرة ملك على اختراق حصون وحدة حفيدتها ,
التي كانت انطوائية و لا تتكلم الى وقت قريب , لدرجة تتمرد عليهم فقط لرؤيتها ,

داعية الله أن لا تصاب بمكروه , لأن علي و رنا سيفقدان عقلهما ان حصل ذلك


" حسنا حبيبتي أعدك أن أخبرها , و الآن ادع أنت الله أن تقوم بالسلامة ,
لأن مرضها سيء و تحتاج دعواتنا "



أغمضت الطفلة عينيها , و ركزت في الدعاء لها حتى تبرأ قريبا , لأنها تريد العودة الى البيت لتكون معها ,
قبل أن تترك حضن جدتها , و تركض لارتداء زيها المدرسي مجددا .




" فاطمة من فضلك رافقيها لو سمحت , لقد تأخرت على المشفى "

خاطبت صفية فاطمة التي قدمت صباحا بطلب منها , حتى ترافق رنا لبعض الوقت ,
و قد طلبت منها اصطحابها الى المدرسة , مع السائق الجديد و الحارسين حتى تكون مطمئنة .

" حاضر سيدة صفية , انتبهي لنفسك و سلمي لي عليهما "




" ان شاء الله فاطمة , أتمنى فقط أن تكون بخير , فالأخبار ليست مطمئنة أبدا "

بمجرد أن أنهت كلماتها المتوجسة , حتى بدأت المرأة المسنة أمامها بالبكاء حزنا ,
هي لم ترها بهذا الانهيار , منذ وفاة ابنتها و زوجها ,

لتغير رأيها بشأن ملك , التي ألقت سحرها على البيت كله , و ليس على علي و رنا فحسب .

وضعت بعدها خمارها و عباءتها , و غادرت مع السائق و أحد الحراس , متجهة الى المشفى للاطمئنان عليهما .



.
.
.



في الصباح الباكر , ركنت أسيل سيارتها في مرآب شركة علي , بقرب المكان الذي تعود كريم على أن يركن فيه ,

و قد حصل لها في وقت سابق , على تصريح لاستخدام المكان الخاص من أجلها ,
لكنها أصيبت باحباط شديد , حينما لم تجد سيارته رباعية الدفع مكانها ,

مما يعني أنه غير موجود في البناية , لأنه حتى و لو لم يكن يعمل , فهو يبقى في الشقة و يبقي السيارة هنا ,
رغم ذلك قررت أن تسأل عنه في الشركة , فقد يكون في مكان قريب .



بالدخول الى الاستقبال , سألت أسيل عن كريم و طلبت مقابلته , و لكن العاملة أخبرتها أنه لم يعد منذ البارحة ,
و أن لديه عملا عالقا في الخارج , و قد لا يعود لاحقا ,


كانت هذه التعليمات التي أرسلها كريم , ليقولوها لكل من يسأل عنه أو عن علي ,
تجنبا لانتشار خبر الاختطاف و اصابة ملك , فحتى من يعملون هنا , لا فكرة لديهم عما يحصل حقيقة ,



لم يعرف بأن أسيل ستأتي للبحث عنه , فقد اعتقد أنها لا تزال غاضبة منه بسبب جدالهما ,

هو لاحظ بعض المكالمات الفائتة منها , الا أنه لم يملك الوقت لاعادة الاتصال , كما أنه لم يفتح أية رسالة من رسائلها ,

و قد كان باله مشغولا بالمصائب , التي تتهاوى على رأسه و رأس صديقه ,
خاصة أنه خمن أنها تتصل فقط لانهاء موضوع خطبتهما , استمرارا في عنادها له ,

و آخر شيء قد يتحمله قلبه , مع وضعه البائس هذا , أن يدخل معها نقاشا في أمر انفصالهما ,
لذلك هو أرجأ اتصاله بها لوقت لاحق , على الأقل حتى يستقر الوضع حوله ,




شعرت أسيل بالحزن يجتاحها , فقد بدا واضحا أن كريم منشغل بالعمل , و لم يكلف نفسه حتى عناء رد اتصالاتها ,
أو رؤية رسائلها الكثيرة , فيما بالغت هي في خصامه و عنادها له .


لذلك قررت الرجوع الى البيت , و التوقف عن مطاردته حتى يقرر أن يتصل بها ,
فمما يبدو أنه يأخذ وقتا مستقطعا من علاقتهما , و ربما هو يحاول اعادة حساباته في ارتباطه بها ,


فكرت أسيل أنه سيكون من الأفضل , أن تدعه و شأنه الآن الى أن يهدأ , و تعيد محاولة الاتصال به لاحقا ,

و رغم أن قلبها كان يخبرها , أنه يحبها و لن يتخلى عنها , الا أن دموعها كان لها رأي آخر , و قد بدأت في الانهمار مغشية رؤيتها .



.
.
.



" الظاهر أن الكلية التي قمنا بترميمها انهارت , محدثة نزيفا داخليا حادا ,

يجب اجراء عملية فورا و الا فقدنا المريضة "



نزل ما قاله الجراح كالصاعقة على علي , الذي كان واقفا بصمت قبل أن يرد

" لكن البروفيسور في طريقه الى هنا ,
أنت قلت أنها ستكون بخير , و أن عليه أن يجري هو العملية "



علت وجه الطبيب ملامح متأسفة ليؤكد له

" أعلم سيد علي , و أنا لا زلت عند موقفي , لكننا مضطرون أن نبدأ من دونه , لا يمكننا تأجيل العملية أكثر ,

سنحاول السيطرة على النزيف الى غاية وصوله , أعدك أننا سنبذل جهدنا "

كان هذا أقصى ما يمكن , أن يعد به الجراح , فالحالة كانت حرجة جدا .




لم يطل الأطباء الأمر كثيرا , و سرعان ما عادوا الى غرفة العمليات , من أجل التعقيم و البدء بالعملية .

اقتادت الممرضات ملك مجددا الى الداخل , فيما بقي علي واقفا متصلبا هناك كصنم ,

بعينين رطبتين و ملامح مرتعبة , يحدق الى الباب الموصد في وجهه , و ألف سؤال يدور في ذهنه



" هل ستموت ملك ؟ ألن يرها بعد الآن ؟

لن ير تلك العينين العسليتين , تحدقان اليه بتهديد و امتعاض ,
و تلك الابتسامة التي توقف قلبه ,

ألن يستطيع أخذها في حضنه , و شم رائحة الياسمين تلك مجددا ؟

هل هذه عقوبة من الله , على أمر سيء قام به ؟

ألا يمكن أن يحل محلها لتنجو ؟ "



" اللهم لا نسألك رد القضاء , و لكن نسألك اللطف فيه "

كان علي يتمتم دون وعي , و الكثير من مشاعر الحزن الألم , و الندم تتضارب في صدره ,
و لا يمكنه الا أن ينذر ان هي نجت , أن يخرج من حياتها الى الأبد ,

فهو مثل اللعنة التي أصابتها لتعذبها مطولا , قربه منها مثل وباء يقتلها تدريجيا , مثل سم يشل الحياة فيها و يحولها الى جثة ,

و الآن هي دخلت الى غرفة العمليات تلك , و لا يعلم ان كانت ستنجو أو لا .






لم يعرف علي كم مر على وقوفه وسط الرواق , قبل أن يسمع صوت خطوات قادمة ,
و ما لبث أن لمح وجه صديقه يتبعه رجل ستيني , يسيران بخطى حثيثة ناحيته ,



كان كريم قد ذهب بنفسه , ليقل البروفيسور من المطار , بمجرد أن حطت طائرته ,
طبعا كان الجراح قد أعلمه , بالتطورات عن طريق الهاتف ,
و ترك تعليمات لاصطحابه مباشرة , الى غرفة العمليات بمجرد وصوله ,
لترافقه ممرضة كانت في انتظاره الى الداخل , تاركين علي يهيم في كوابيسه الحية .



تقدم كريم بتأن ناحية علي , لكن برؤية وجهه الكئيب , لم يحتج أن يسأل عن شيء , فملامحه تقول أن الأخبار سيئة جدا ,

و ما كان منه الا أن انسحب بهدوء ليجلس بعيدا , يراقب داعيا الله ألا يحدث الأسوء .



.
.



مرت أربعة ساعات طويلة أخرى , و لا خبر يأتي من الداخل , و كل ثانية تمر كأنها دهر ,

كان علي يجلس كمن دخل كهفا مظلما , لا بارقة نور فيه , و انعزل عن كل العالم ,

كان يجلس واضعا رأسه بين يديه , و كل الأفكار السوداء تجول في خاطره , و محورها موضوع واحد فقدان ملك دون رجعة .



بقي علي تائها في عالمه , الى أن قطعت والدته عليه , تأمله و وحدته بقدومها ,
فقد اتصلت بجلال و هو أعلمها بالوضع , فلا علي و لا حتى كريم يردان على الاتصالات ,

بمجرد أن وقعت عيناها عليه , حتى هالها حاله السيئة , و كأن أحدهم غطسه في بركة دماء ,
و لولا أن جلال أكد لها أنه لا يعاني خطبا , لدخلت نوبة هلع بسبب اصابات محتملة ,

رغم اشفاقها على حاله المنهارة , الا أن صفية جلست الى جانب ابنها بهدوء , و ربتت على كتفه بحنان , لتخاطبه محاولة التخفيف عنه

" بني هون عليك , ستكون بخير ان شاء الله "



صمت علي مطولا , يحدق بشرود الى الأرض بين قدميه , قبل أن يجيب بصوت يائس

" ليتها تكن كذلك أمي , ليتها تنجو مما تعانيه ,
و الا سيكون ذنبها معلقا في عنقي الى يوم الدين "



عبست صفية لسماع اتهامه لنفسه و نهرته

" لا تقل ذلك علي , لست من قام بخطفها "


( يكفي أنك غامرت بنفسك و ذهبت لاستعادتها )

كان هذا ما يدور في خلدها , الا أنها تجنبت قوله بصوت عال , حتى لا تثير حفيظته و استياءه ,

فملك قبل كل شيء , أنقذت ابنته من موت محقق , و هي أكثر من يعرف مدى تأثر ولدها بالمعروف .




بسماع كلماتها المستنكرة , ابتسم علي بسخرية و رد عليها

" أنا أكثر جرما ممن اختطفها أمي , هم أخذوها ليومين أما أنا فأعذبها منذ شهور ,

أنا احتجزتها أحزنتها و حطمت حياتها , ثم أوصلتها الى هذا المكان الى حتفها ,

لولاي ما كانت ملك هنا , أصلا بين الحياة و الموت "



الشعور بالندم في صوت علي كان قاتلا , كان يتحدث عن ذنب لم تجد صفية استيعابه ,
و لم تكن المرة الأولى , التي يجلد فيها نفسه , بهذه الطريقة أمامها بخصوص ملك .

فرغم محاولاتها المضنية السابقة , فك شيفرة زواجه من هذه المرأة , الا أن الحقيقة تبدو غامضة جدا ,
و لم تستطع الوصول الى أية تفاصيل , لكنها لن تستطيع الاستفسار الآن فليس وقته أبدا ,

و لم تجد بما تواسيه الا التزام الصمت , الجلوس بهدوء و انتظار الأخبار , التي تدعو بأن تكون سعيدة .




بعد دقائق رن هاتف صفية , و كانت علياء المتصلة , هم كانوا قد أخفوا عنها أمر الاختطاف , حتى لا تصاب بالهلع و هي بعيدة عن هنا ,

لكن بما آلت اليه الأمور مع شقيقها و ملك , لم تجد صفية بدا من اعلامها , و الا لن تتخلص من عتابها ,

و منذ الفجر و هي تبكي دون انقطاع , و تتصل كل ساعة لتلقي آخر المستجدات




" صباح الخير أمي , أين أنتم الآن ؟ "

بادرتها بمجرد أن فتح الخط , و قد كانت ملامحها متورمة و صوتها أجشا .



" في المشفى حبيبتي , ننتظر انتهاء العملية و خروج الجراحين "

ردت صفية باقتضاب , و هي تسير ناحية نافذة قريبة , حتى لا تزعج علي بحديثها , فهذا كل ما هو متاح حاليا .




" و أين أخي ؟ لم لا يرد على هاتفه ؟
هل هو بخير ؟ "

علياء تعرف مقدار المشاعر , التي يحملها علي لملك , و هي بامكانها تخمين مدى بؤسه و انهياره الآن .



" أجل علياء جسديا على الأقل , لكن حاله النفسية سيئة جدا ,
يحمل نفسه ذنب كل ما حصل , و يرفض التواصل مع الآخرين ,

هو حتى لا يرد على مكالماتي , يجلس هناك تلطخه الدماء , و كأن كل هموم الدنيا سكنت قلبه "

قالت صفية بنبرة اشفاق على وحيدها , لتحثها علياء على عدم تركه وحده

" ابق معه أمي هو يحتاجك الآن , سأحاول القدوم غدا لقد حجزت بالفعل "



" حسنا ابنتي تأتين بالسلامة ,

أتمنى فقط أن تنجو منها ملك , و الا لا أعرف ماذا سيصيب شقيقك , قد يفقد عقله لا سمح الله ان أصابها مكروه "

قالت بهمس و ألقت نظرة متألمة ناحيته .


" أتمنى ذلك أمي , أفيديني بأية معلومة جديدة ,
أنا أنتظر الأخبار على أحر من الجمر هنا "


" حاضر حبيبتي اعتن بنفسك " .



في نفس وقت مكالمة علياء , رن هاتف علي الذي يتجاهله منذ البارحة , منذ أعاده اليه كريم بعد انتهاء الاشتباك ,

لكن بمجرد أن حدق في الشاشة , حتى شخصت عيناه و ارتعدت شفتاه ,
فور أن رأى اسم المتصل , حتى انتصب من مكانه و كأن عقربا لدغته

" يا الهي ليس الآن "

تمتم بينه و بين نفسه باستياء .



تمالك بعدها أنفاسه قليلا , قبل أن يرد بصوت خافت , حاول أن يكون أقرب الى الهدوء

" صباح الخير سيد علي "

بادر الرجل من الطرف الآخر



" صباح الخير سيد عثمان , كيف حالك ؟ "

أجابه علي محاولا السيطرة على انفعاله , فهو آخر شخص توقع اتصاله الآن بالذات ,
و سرعان ما أكد الرجل هواجسه , حينما دخل مباشرة صلب الموضوع

" في الحقيقة سيد علي , بلغتني بعض الأخبار من مقربين مني ,
تقول أن حفيدة مصطفى ترقد الآن في المشفى , بسبب اصابة برصاصة أثناء عملية اختطاف ,

و أنا أتصل الآن لتأكيد أو نفي الأمر من طرفك , حتى أعرف ما أقوله لجدها "



أغمض علي عينيه بشدة , فهذا ما خشي حصوله منذ اختطفت ملك ,
أن يصل الأمر بطريقة ما الى عائلتها , لتفتح أبواب الجحيم على قلبه و حياته ,

رغم خوفه مما هو قادم , الا أنه سارع للتحدث برصانته المعهودة

" ما سمعته صحيح سيد عثمان "



كان عليه أن يعرف أن الرجل , ذو نفوذ و علاقات كثيرة هنا , و هو لم يدع شخصية نافذة الا و اتصل بها , طلبا للدعم بعد عملية الاختطاف , أكيد أحدهم أبلغه عن الوضع ,

و لولا أنه شدد على فريقه الاعلامي , مطاردة و الغاء أية أخبار عن اصابتها , لكان الخبر الآن حديث العالم .



" هل أعلمت جدها ؟ "

سأله الرجل مجددا بنبرة وجوب فعل ذلك , لكن علي بادره بشبه استجداء

" لا سيدي ليس بعد , حالتها الآن خطيرة لن أخفي عنك الأمر ,
و أنا أرجئ الاتصال الى أن أطمئن عليها "



صمت الرجل من الطرف الآخر , يفكر فيما قاله علي ليسترسل

" ملك لن تكون ممتنة اذا أصيب جدها , أو أحد والديها بوعكة جراء خبر كهذا ,
أنا أبذل جهدي حاليا لانقاذ حياتها , و أعدك أن أعلمهم بمجرد أن تجتاز مرحلة الخطر "

قال علي متأملا أن تنجو فعلا , و دون أن يبلغه عن مدى سوء اصابتها .



حاول عثمان من الطرف الآخر , تفهم دوافعه قبل أن يجيبه

" حسنا سيد علي , أقدر حرصك على توتر عائلتها , لكن ضع في الحسبان أن الأعمار بيد الله ,

و ان لا قدر الله و حصل لها مكروه , هم لن يسامحوك أبدا لأجل ذلك ,
كما أنه سيكون ظلما في حقهم , أن تحرمهم صحبتها في أزمتها هذه "



و سارع علي لطمأنته

" أعرف سيدي , لكنني أريد سماع رأي ملك في الأمر , سأتصل بهم بمجرد أن تطلب ذلك "


كان كل ما فكر فيه علي , لارجاء أمر ارسال الخبر المشؤوم , دون أن يدرك ما الذي يخيفه أكثر ,
موت ملك أو انفصالها عنه بضغط من والديها ,

أو ربما نبذه من طرفهم , ان اكتشفوا ما حصل لها بسببه ,
رضاهم عنه صار مطلبا هاما للفوز بها , و ما يحصل حاليا لا يساعد , في أي شيء في موقفه .



" حسنا سيد علي , أنا لن أتدخل في قرارك , رغم أن مصطفى حملني مسؤولية اعلامه , بكل ما تواجهه حفيدته هنا ,

أنا لن أتصل و أخبره , لكنني لن أعدك أن ألتزم الصمت , ان هو اتصل بي للاستفسار "

اختزل الرجل قراره الحكيم , ليسر قلب علي به

" أكيد سيدي , أقدر لك هذا كثيرا "



" و أكرر عرضي عليك , في حالة احتاجت ملك مكانا تقصده "

قال عثمان مذكرا اياه بكلمته , التي أعطاها لجدها بحمايتها و حفظ كرامتها ,
و التي تحز في نفسه كثيرا , عدم قدرته على الحفاظ عليها ,



ليجيبه علي بحرج واضح

" أعرف سيد عثمان و أشكرك مجددا , لكن ملك زوجتي و فرد من عائلتي ,
و أنا أضمن سلامتها بروحي اذا تطلب الأمر ,

ليس بسبب وعدي لجدها فحسب , و لكن لأنها شريكة حياتي و المرأة التي أحب "

حاول علي أن يكون صادقا في ابداء مشاعره , ربما يؤثر في قرار الرجل بافشاء الخبر .



و كما اعتقد علي تراجع عثمان قليلا , فالرجل يدرك منذ أول زيارة له في مكتبه , أن علاقة علي بملك غامضة , و مليئة بالأسرار الى حد كبير ,

و هو لا يرغب بالتدخل في حياة الرجل الخاصة , خصوصا أنه لا يعرف موقف ملك , من اعلام عائلتها بأمر كهذا .


" حسنا أتمنى لها الشفاء العاجل , سأتصل لاحقا للاطمئنان على حالها ,
أنا الآن في عمان لارتباطي بعمل هام , و لن أستطيع الزيارة قريبا ,
لكنني سأقدر لك كثيرا أن توافيني بالتطورات "



" أكيد سيد عثمان , سيكون الاتصال القادم لطمأنتك عن حالها باذن الله "

شعر علي براحة كبيرة بعد اغلاقه الخط , متمنيا أن تنجو ملك من كل هذا , حتى لا يضطر للاستمرار في اخفاء الأمر .



.
.
.



مرت ساعتين أخريين , قبل أن يفتح باب غرفة العمليات , و يخرج الأطباء الجراحون مجددا ,

اعترض علي طريقهم فورا

" كيف هي ؟ "

سأل بلهفة و هو يتصفح وجوههم , ليجيبه الجراح ملخصا الحالة



" تمكنا من انقاذ حياتها , و حالها مستقرة الآن ,

طبعا اضطررنا لاستئصال الكلية اليمنى مع الحالب , لأن الضرر كان كبيرا , و لحسن الحظ الكلية اليسرى فعالة ,

و قام البروفيسور ستيفن باستئصال الرصاصة , مع جزء من الكبد تضرر جراء الاختراق ,

لكن كما قلت على العموم حالها مرضية , اذا اجتازت الثمان و الأربعين ساعة القادمة , دون مضاعفات ستنجو , و ستكون نسبة تعافيها عالية "



" يا الهي لك الحمد و الشكر "

ابتسم علي بفرح كبير , خاصة بعد رؤية ملامح الارتياح على وجه الجراح , و سماع نبرته المتفائلة لأول مرة ,

مرر يديه على وجهه , يحاول هضم الأخبار السارة , ثم نزل ليسجد سجدة شكر لله , تركت الحضور في ذهول شديد ,

هم لم يتوقعوا أن يتأثر هذا الرجل , الى هذه الدرجة بنجاتها , لكن واضح حبه الكبير للمرأة التي ترقد في الداخل , و ما لبثوا أن هنؤوه على سلامتها و انصرفوا .



استغلت والدته الموقف لتطلب منه

" بني هي الآن بخير و الحمد لله , عليك أن تغتسل و تبدل ملابسك , لا يمكنك التجول هكذا حالك مزرية "



لكنه رفض مباشرة و عينيه معلقتان بباب غرفة العمليات

" لا أريد ,
لن أذهب الى أي مكان , قبل أن أراها تستفيق "



كان علي قد سمع الطبيب يطلب من الممرضات , تجهيز ملك لنقلها مجددا الى غرفة الانعاش , حتى يزول أثر المخذر , و تستقر مؤشراتها الحيوية ,

و هو يريد القاء نظرة , لا يريد الانصراف الآن و تركها .



لكن كريم تدخل كعادته و همس له

" حمدا لله على سلامتها علي ,
وضعت لك ملابس جديدة في الجناح الخاص , بامكانك استخدامه "



" شكرا "

لم يقل علي أكثر من شكره , فلا زال غاضبا من كريم ,

لكنه انتظر حتى رافق ملك الى الغرفة , مكث لنصف ساعة يراقبها , ثم اتجه بعدها الى الجناح , فوالدته محقة سيثير اشمئزازها , ان هي استيقظت و رأته هكذا ,
لن يكون منظر دمها و هو يغطيه , أمرا ستحب ملك رؤيته .

استحم علي و غير ملابسه سريعا , قبل أن يعود مجددا للجلوس , الى جانب السرير ممسكا يدها , سائلا الله ان تفتح عينيها سريعا و تطمئن قلبه .



بعد الاطمئنان على وضع ملك , لم تجد صفية سببا لبقائها أكثر , فعلي تماما مثل ملك , لا يشعر بوجود أحد حوله , لذلك غادرت بعد أن أوصت كريم , بأن يوافيها بأية أخبار جديدة .




جلس علي مكانه بكل هدوء , يراقب ملك التي لا تحرك ساكنا , يلمس خدها أو شعرها من حين الى آخر , ليتأكد أنها هنا معه و هي بخير ,

و يتذكر كل ما حصل بينهما من أول لقاء , تذكر ثورتها و غضبها , تذكر جدالهما المستمر و قنابلها الكلامية , تذكر ابتسامتها و خجلها , حتى طريقة نومها اللطيفة ,

ليدرك أنها كانت سليطة اللسان , بطريقة جنونية طوال الوقت ,
و أنه أحب هذه الشخصية التي تفقده صوابه , أكثر من أي شيء آخر فيها ,

ابتسم علي دون ادراك منه , و قبل يدها التي يضمها و همس لها

" أنا آسف حبيبتي "



لم يجد علي أصدق من هذه الكلمات , ليعبر عن ندمه الحالي ,
في انتظار أن يأتي اليوم , الذي يكون فيه بإمكانه تعويضها , عن كل العذاب الذي سببه لها .





مرت الدقائق متثاقلة , ملك تغط في نوم عميق , و علي لا يبرح مكانه مقابلها ,
لكن تقارير مراقبة الأطباء , كانت مطمئنة لحد كبير , و ساعدت على التخفيف من توتره ,



في المساء عاد رجال الشرطة , بعدما وصلتهم أخبار نجاح العملية و نجاة الضحية ,
أتوا لانهاء التحقيقات المعلقة مع علي , في انتظار الضوء الأخضر , من الأطباء لاستجواب ملك .



اقتادوا علي خارج قسم الانعاش , و طرحوا عليه بعض الأسئلة , ليجيبهم هو بكل صراحة , عن كل ما حصل معه , و ما رآه في المخزن , مع نفيه العلم بأمر القناص و اطلاق النار ،


صحيح هو غاضب من كريم لتسرعه , لكنه لن يورطه لأن ما فعله كان لانقاذه ,
خاصة بعد أن أعلمه المحقق , أن بهجت و أحد الرجال المتورطين توفيا هناك , فيما كان الآخرون في حالة فرار ,

تمنى علي لو أنه كان على قيد الحياة , لكان حرص على حصوله على عقوبة الاعدام .



بعد انتهاء الأسئلة الكثيرة و المتكررة , و طمأنة رجال الشرطة لعلي , بأنهم سيستمرون في توفير حراسة , له و لعائلته الى غاية القبض على الفارين ,

قررا المغادرة أخيرا و اعتاقه

" شكرا لتعاونك سيد علي , سنعود لاحقا لأخذ أقوال السيدة , حينما تصبح أفضل ان شاء الله ,

كما أننا قدمنا طلبا لمعاينتها , من طرف طبيبة نساء في أقرب وقت "



لم يفهم علي قصده مما قاله

" ماذا تعني ؟ "



أجاب المحقق بكل جدية

" بالنسبة للاصابات الخارجية , الجراح سلمنا بالفعل تقرير حالة مفصل ,

لكننا نحتاج تقريرا آخر يوضح , تعرض السيدة للاعتداء من عدمه , حتى يمكننا تكييف الاتهامات ,

السيدة كانت مختطفة ليومين , و هذه جريمة خاصة و منفصلة , عن جريمتي الاختطاف و محاولة القتل "



تغير وجه علي الى الأسود , هو لم يتوقع أن يسمع أمرا كهذا , و سارع للمعارضة و قد أزعجه الطلب

" لا لن يعاينها أحد , لن أسمح لأي كان بلمسها "

صرخ عاليا في وجهيهما , و قد عاد الى ثورته السابقة .



نظر المحققين الى بعضهما , ثم سأله أحدهما بجدية , و بكلمات مباشرة لا تقبل التأويل

" سيدي هل أنت متأكد , أنها لم تتعرض لاعتداء جنسي , من طرفهم خلال احتجازها ؟ "

في هذه الحالة فقط , سيتنازلا عن طلب تقرير .


أرسلت الكلمة موجة عارمة , من الاشمئزاز و الغثيان كادت تفقده وعيه ,
توقف قلب علي بسببها لثانيتين , ضاقت أنفاسه و انقبض صدره , فهذا أكثر ما تجنب التفكير فيه منذ البداية , هو لا يمكنه تخيل حدوث أمر فضيع كهذا لملك ,

يا الله سيكون ظلما كبيرا ان حدث بالفعل , و لن يجد بما يمكنه تعويضها عن ألمها , حتى لو قتل نفسه .



عاد علي بذاكرته الى ما حصل في المخزن , صحيح أنها أخبرته أنها بخير حينما سألها ,

لكنه تذكر أيضا حالة الرعب التي كانت فيها , و الفزع الذي كان ينتابها , كلما تكلم ذلك الوغد , كانت ترتجف بين يديه كلما سمعت صوته ,

و أولئك الأوباش كانوا يحدقون ناحيتها بكل شهوة , و قد بقيت معهم لساعات طويلة دون رقابة , و هم أوسخ من أن لا يتحرشوا بها .

هل يعقل أنه .. ؟



" لا لا "

همس علي باستنكار بملامح مرتعبة , هز رأسه و قد شحب وجهه , ثم مد يده و اتكأ على الحائط , فلم يعد يقو الوقوف على رجليه .



برؤية حاله تدخل جلال , الذي كان خارجا من غرفة ملك , حيث كان بصدد الاطمئنان عليها حينما سمع جدالهم

" علي عليك أن تسمح لهم بالبحث في الأمر , لا يجب أن تضيع حق ملك ,
هي تستحق الحصول على العدالة , بعد كل ما عانته , تعال سنناقش الأمر مع طبيبة النساء في مكتبي "

حاول اقناعه بهدوء , و بعيدا عن حساسية الموضوع , فهو أكثر من يعرف شياطينه حينما يطلق سراحها .




غادر المحققان المكان دون اضافة شئ , فيما قصد جلال مكتبه مع علي , الذي كان لا يزال تحت الصدمة ,
غير قادر على استيعاب الموقف , لدرجة أنه لم يفق , الا حينما جلس على الأريكة

وافتهما بعد ذلك طبيبتين قدمهما جلال تباعا

" علي هذه د .كارول طبيبة نسائية , من أفضل الطبيبات لدينا ,

و هذه د .انصاف طبيبة نفسية "





قاطعه علي مباشرة بنبرة ساخطة , مكررا معارضته لكل ما قيل

" قلت لن يلمسها أحد , أنا لا أهتم بما حصل هناك ,

هي بخير الآن , و أنا لن أسمح أن تتعرض لهذا الاذلال أبدا "

صرخ علي مفرغا شحنة غضبه , و وقف من مكانه يريد المغادرة منهيا الجدال .



لم يصدر جلال و الطبيبتين أية ردة فعل للحظات , فهم يقدرون الحالة النفسية التي يعانيها علي ,

قبل أن تتدخل كارول بهدوء

" سيد علي الفحص سيكون , كأي فحص نسائي عادي , اذا أردت نستطيع انتظار استفاقة السيدة , و الحصول على اذن منها ,

لكن اذا أردت رأيي , أفضل أن تسمح لنا أنت بفعل ذلك , مادامت تحت تأثير المخذر حاليا ,

لأنه في حالة حدوث اعتداء فعلا , فالفحص حينها سيكون عبئا نفسيا عليها "



تحدثت بعدها انصاف بنبرة أكثر هدوءا , لينتقل علي بعينيه المحتقنتين بينهما

" سيدي اذا أردت تجنيبها كل هذا العناء فعلا , فعليك اعطاءنا موافقتك لاجرائه الآن , و هي غائبة عن الوعي

سيحتاج أمر الاختطاف وقتا للتعافي من تبعاته , لا نريد أن نزيد تعقيدا آخر لحالتها "



لم يجد علي ما يقوله لهما , فكلا الاختيارين صعب و مؤلم حد الموت ,

هو لا يعرف لم تقع المصائب على رأسه دون فاصل , بالكاد اطمأن على حياة ملك , حتى يخرج هذا الأمر من حيث لا يدري .



استرسلت الطبيبة كارول التي لاحظت هدوءه أخيرا , لتضيف ملحا الى جرحه

" اضافة الى أن المعاينة لن تكون ذات فائدة , اذا مر الكثير من الوقت , لأن الأدلة ستختفي سريعا "

صمتت بعدها للحظات , و كأنها تزن كلماتها ثم أضافت

" حسنا كما أننا يمكننا اعطاؤها , حبوب منع حمل خلال الموعد المحدد ، في حالة حدوث اعتداء حقا ,

انتظارنا لوقت أطول سيكون مخاطرة "



" حمل "

كرر علي الذي ارتجفت يداه الكلمة , و قد شعر بفزع أكبر لسماع آخر معلومة ,

لكن الطبيبة أرادت أن تكون , أكثر وضوحا و صراحة معه , اذا أصر على موقفه فعليه تحمل تبعاته , كاحتمال حصول حمل غير شرعي لاحقا .





وضع علي وجهه بين يديه بيأس ، و قد شعر بأنه تائه لا يجد طريقه , لكن و رغم انزعاجه الشديد , الا أنه لم يجد مفرا من القبول ,

هو يعلم كم أن ملك خجولة , و حساسة اتجاه الأمور الحميمية , أكيد حالتها النفسية ستكون سيئة جدا بعد الاستيقاظ ,
و هو لن يسمح بأن يحدث , ما يعكر مزاجها و يوترها .

داعيا الله ألا تكون الأمور , قد انحرفت الى هذه المسار , لأن حدوثه سيحطم المرأة التي يحبها دون رحمة .



" حسنا "

كان كل ما قاله همسا معطيا موافقته .





بقي علي مع كريم و جلال , يقفون خارج غرفة الانعاش ,
فيما أغلقت الممرضة كل الستائر , شرعت كارول في اجراء الفحص و أخذ العينات ،
بحضور الطبيبة النفسية , تحسبا لاستفاقة ملك في أية لحظة .

استغرق الأمر نصف ساعة , قبل أن تنهي الطبيبة ما يجب فعله , و خرجت بعدها الى الرواق مع تقريرها ,
لتجد علي في انتظارها , بوجه يعلوه الترقب و القلق الشديد .



ابتلع علي ريقه بعناء مكتفيا بالمراقبة , لكنه لم يجرؤ على طرح السؤال , الذي يراوده منذ أيام كالكابوس , و هو يهرب منه باستمرار ,

و ما زاد في خوفه و توجسه , النظرة الغريبة التي رمقته بها الطبيبة ,
و التي بادرت بالحديث أخيرا

" الفحص الأولي لم يظهر أي آثار للاعتداء , في انتظار ما ستقوله المريضة لاحقا "

قالت منهية عذابه الذي كاد يوقف قلبه .



" الحمد لله "

تنفس علي بعمق و حمد الله , و كأن جبلا أزيح من على كتفيه , و أغمض عينيه بارتياح مع ابتسامة رضا .



لكن الطبيبة لم تبرح مكانها , و كأن لديها أمرا اضافيا لتقوله , حدقت اليه بجدية مترددة في اخباره أو لا , لكنها قررت التحدث أخيرا

" في الحقيقة هناك أمر آخر , أود اخبارك به سيد علي "

كانت نبرتها مترددة و مستغربة , و هي تسترق النظرات حولها .



أجاب علي بتوجس , و قد عبس وجهه مرة أخرى

" ماذا ؟ "



لكن الطبيبة التزمت الصمت مجددا , و حدقت في وجوه الحضور , و كأنها تطلب الاذن للتحدث على انفراد , و كأن هناك سرا لا تريد لأحد أن يسمعه سواه .



لكن علي استعجلها و قد فقد صبره

" ماذا هناك ؟ تكلمي "

سأل و قد عادت هواجسه بقوة ، معطيا لها الاذن للتحدث أمام جلال و كريم .



" السيدة لا تزال عذراء "

ردت في نفس واحد بصوت هامس , بعد أن أرعبها علي بصوته .



طبعا هي ترددت لقول الأمر في وجهه , معتقدة أن خبرا كهذا , قد يغضب علي بشدة و يمد يده لخنقها ,

فأي رجل أكيد سيغضب حينما يخبره أحدهم , أن زوجته التي تعيش تحت سقف بيته لسنة عذراء ,

ستكون ضربة قاضية لكرامة أي رجل , و سيعتبرها اهانة له و تشكيكا في رجولته , لكن ردة فعل علي كانت غريبة جدا



" ماذا ؟ "

سأل علي للتأكد مما سمعه للتو , و قد لانت ملامحه و لمعت عيناه .



تراجعت الطبيبة للخلف قليلا , و كأنها تستعد لالقاء قنبلة و الفرار , بلعت ريقها ثم كررت ما قالت

" زوجتك السيدة ملك لا زالت عذراء "

قالت بصوت منخفض و ملامح متوترة , منتظرة ردة فعل ساخطة .



لكن فجأة و دون سابق انذار , بدأ علي بالضحك بصوت عال , وصل حد القهقهة كما لم يفعل في حياته , و دوى صوته في رواق المستشفى , مسترعيا انتباه الحاضرين

كريم "...."

جلال "...."

كارول "...."

انصاف "...."



ظهرت الحيرة على ملامحهم , و عيونهم تسأل أمرا واحدا

" أليست ردة الفعل هذه غريبة ؟

كيف يعقل أن يشعر بالفرح لسماع خبر مماثل ؟

ألا يجب أن يشعر بالغضب مثلا , أن يثور في وجه الطبيبة و يتهمها بعدم الكفاءة ؟

كيف يمكن لرجل أن يظهر , كل ذلك الكم من المشاعر و التأثر , لامرأة لا يجمعه بها شيء ؟ "



لكن لا أحد يعرف بما يدور في عقل علي و قلبه , ففي بداية علاقته مع ملك , كان أكثر شيء شكك به هو عفتها ,

حتى أنه اتهمها صراحة بالانحراف , و بيع نفسها مقابل المال ، بعدما حصل مع جورج و في جناحه ,

لكنه اكتشف تدريجيا بعدما مكثت في بيته , أنها أكثر براءة مما يعتقد , و خاب ظنه السيء بطريقة مذهلة ,

حتى أنه في وقت ما كان شبه متأكد , أنها لم تكن على علاقة بالجنس الآخر , رغم أنها أخبرته عدة مرات باصرار , أنها مرتبطة و كانت تستعد للزواج .



و رغم خبرته في تقييم النساء , لكن كانت لديه دائما بعض الوساوس , فمثل هذه الأمور لا يمكن التأكد منها الا بطريقة واحدة ,

لم يخطر على باله يوما , و لا في أكثر توقعاته جنونا , أن يقولها أحدهم هكذا , بكل وضوح و صراحة في وجهه ,



لذلك لا أحد يفهم مقدار فرحه الا هو نفسه , و هو يتأكد كل يوم أن المرأة , التي اختارها قلبه و تعلق بها , كملاك على الأرض في طيبتها و نقائها و أخلاقها .



بعد أن أفرغ علي كل طاقته المتراكمة في الضحك , و قد وجد أخيرا أمرا مفرحا , بعد كل تلك الغمة و التوتر ,

تمالك نفسه تدريجيا , و ختمها بسعال حتى يوقف نوبته , و قد أدرك متأخرا غرابة النظرات التي تحدق به

" شكرا لك دكتورة , بامكانك كتابة تقريرك , أقدر مجهودك كثيرا "

قال و عاد أدراجه الى غرفة الانعاش , تاركا البقية في حيرة شديدة , لكن لم يعلق أحد على الأمر , فهذا سر علاقة رجل بزوجته , و لا يخصهم في شيء .





علي الذي عاد الى الغرفة بعد طول انتظار , لم يجلس مكانه بل دنا من المرأة النائمة ,
و قام بتقبيلها على جبينها , عينيها أنفها و شفتيها , قبل أن يمسك بيدها و يهمس في أذنها

" أنا أنتظرك هنا حبيبتي , لا تجعليني أفعل مطولا "


ثم عاد و جلس منتظرا بلهفة , رؤيتها تحدق ناحيته مجددا , بتلك العينين العسليتين اللتين تذيبان قلبه .

و قد كان ما قالته الطبيبة كبلسم , شفى الكثير من الآلام في روح علي ,
أدفأ قلبه و أشعره بطمأنينة غامرة , رغم أنها ضاعفت لديه شعور الذنب , الذي لم يعد يفارقه .



.
.
.



مرت الليلة بكل هدوء , لم يبرح علي مكانه لثانية واحدة , كان خائفا ان هو رمش , أن تختفي ملك من أمامه ,

كانت حركات تنفسها و نبضها , الذي يضرب تحت يده بانتظام , هو الأمر الوحيد الذي يريح باله و يهديء قلبه .



في صباح اليوم الموالي , بدأت ملك تظهر بوادر الاستفاقة , كانت تحرك رموشها و أصابعها , في اشارة منها لقرب استيقاظها ,

قام علي باستدعاء الممرضة , و الطبيب المناوب الذي طمأنه

" أعتقد أن السيدة على وشك الاستيقاظ , مؤشراتها الحيوية مستقرة و تنفسها طبيعي ,

علينا فقط انتظار مرور الطبيب الجراح , لنقوم بنقلها الى غرفة عادية "



كان هذا ما يود علي سماعه , منذ اللحظة الأولى و كأنه هدية من السماء ,

و لم يلبث الجراح أن وافق الطبيب على اجراءاته , بنقل ملك الى الجناح الذي حجز لها مسبقا .



كان وجه علي المبتسم لها , هو أول ما التقطته عيناها حينما فتحتهما , و الذي بادرها مقربا وجهه من وجهها , و متمسكا بيدها يداعبها بابهامه

" على سلامتك حبيبتي , أخفتني عليك كثيرا "

و اختتمها بقبلة على جبينها , أودعها كل الشوق الذي عانى منه لأيام .




رمشت المرأة أمامه مرتين دون أن ترد , و كأنها لا تتعرف عليه , قبل أن تعيد اغلاق عينيها مجددا , و كأنها لا تقو على ابقاء جفونها مفتوحة ,

رغم أنها لم تجب على كلامه , الا أن علي كان ممتنا جدا , لأنها صارت بخير أخيرا , ليفسح المجال للطبيب حتى يعيد فحصها .



كان علي يقف خارج الغرفة , و يراقب الجراح عبر الزجاج يقوم بفحصها , معطيا لهما بعض الخصوصية .

كانت ملك قد فتحت عينيها للتو , و استعادت وعيها بالكامل ، لكنها كانت مشوشة قليلا , و لا تستطيع الكلام بشكل واضح بسبب أنبوب التنفس , الذي كان موضوعا لساعات خلال العملية ,

فيما كان الطبيب يعاينها , كانت هي تحدق في سقف الغرفة بتيه كبير , و كأنها لا تعرف عما يجب أن تسأل .





أنهى الطبيب فحصه و ابتسم لها

" سيدة ملك أتمنى لك الشفاء العاجل , أستطيع القول أنك نجوت بأعجوبة "



طبعا ملك تذكرت تدريجيا ما حصل , و أنها أصيبت خلال اطلاق النار , لكنها كانت تريد أن تعرف التفاصيل , فالألم القادم من جنبها الأيمن ينبيء بالكثير ,

لذلك مدت يدها و أمسكت بمئزر الطبيب , و سألت بصوت مبحوح و خافت

" تقرير الحالة من فضلك "



كان الطبيب يتفادى منذ دخوله , الخوض في حوار معها عن الأمر , الى أن تستعيد عافيتها تماما , و كان يفضل مناقشة الأمر مع علي ,

و لكنه لم يستطع التهرب , خاصة أنه يعرف أن ملك طبيبة , و أية عبارات طمأنة مرسلة , و غير مفصلة لن تقنعها .



تردد الجراح قليلا ثم أجاب بصراحة

" في الحقيقة سيدتي , الرصاصة التي تلقيتها أصابت الكلية , بطريقة سيئة و استقرت في الكبد ,

أجرينا عمليتين دقيقتين و متتاليتين , و خلال ذلك قمنا باستئصال الكلية اليمنى , و الحالب لاستحالة ترميمهما ,

ثم استخرجنا الرصاصة مع جزء من الكبد المتضرر ,

لكنك الآن بخير , أعتقد أنك ستتعافين بسرعة , خاصة أن الكلية اليسرى بحالة جيدة ,
عليك التحلي بالقوة أنت امرأة شجاعة ،

وضعت دواءا للآلام مع منوم ليلا , حتى تتمكني من النوم براحة ,
سأمر غدا لرؤيتك , أتمنى لك الشفاء العاجل "



اختتم الطبيب تقريره السريع , و قد كان صادقا معها , و تحدث بكل احترافية , و لم تجد ملك الا أن هزت رأسها

" شكرا "

قالت بصوت خافت و عادت للتحديق في السقف , و هي تسترجع ما قاله لها , كل كلمة و كل حرف .


بعد أن غادر الطبيب , رفعت ملك يدها اليمنى ببطء شديد , و وضعتها على مكان العملية , و كأنها تتحسس مكان أعضائها المفقودة ,

ثم عادت و وضعتها على عينيها , و بدأت في البكاء في صمت , و كأنها ترثي حالها و خسارتها .

رغم أنها كانت تحاول اخفاء وجهها , الا أن علي يعلم أنها كانت تبكي , لكن لم يكن بوسعه عمل شيء , سوى الشعور بألمها و حزنها , كيف لا و هذه المرأة لا تذرف الدموع الا نادرا .



اتكأ علي برأسه على الزجاج , و استمر بالوقوف هناك كتمثال متحجر ,
دون امتلاك الشجاعة للدخول و مواساتها , فهو لم يشعر بأنه عاجز يوما كما هو الآن ,

هو لا يعرف حتى ما يجب أن يفعل , لتعويض ملك جزءا و لو بسيطا , عما تسبب به لها ,

رغم أنه لا يرغب بأكثر من أخذها في حضنه , في هذه اللحظات الأليمة , الا أنه تجمد مكانه دون حركة ,

لم يقو حتى على العودة الى هناك , و كأنه كلما رأى وجهها , سمع أصوات العالم كله تنادي عليه

" ظالم أو مجرم "

و ما كان منه الا أن أعطاها بعض المساحة , حتى لا تشعر به يخنقها و يراقب ضعفها .




لم تلبث ملك أن عادت للنوم مجددا , فجسمها كان منهكا , استفاقت بعد ساعتين لتجد نفسها , و قد نقلت الى جناح آخر خارج قسم الانعاش ،


كان علي يجلس على الكرسي مقابلها , و عيناه تراقبان كل نفس تأخذه ,
ليتفاجأ بها تحدق اليه بتشوش , لكنه لم يحرك ساكنا منتظرا ردة فعلها ,

تفاجأت ملك بقربه الشديد منها , و بيده الدافئة التي تضم يدها , لكنها لم تقدم على سحبها .



تبادل الاثنان النظرات في صمت لوقت طويل , و كأنهما يبثان بعضهما مواساة صامتة , لكل العذاب الذي عاشاه ,

قبل أن يقطع علي الجو المريب بصوته الأجش

" هل أنت بخير ؟ "

سأل ببساطة و هزت ملك رأسها بنعم دون قول شيء .



" هل تحتاجين شيئا ؟
هل يؤلمك شيء ؟ "

أعاد الاستفسار محاولا الاطمئنان , لتحدق ملك اليه دون أن تجيبه ,
شردت و كأنها تفكر في أمر هام ، أو أنها تستعيد ذكريات ما .



بعد دقيقتين تكلمت أخيرا , و هي ترمقه بنظرات قلقة

" هل أنت بخير ؟ "

كان صوتها أجشا و خافتا , ارتجف معه قلب علي , و شعر بأن الدم تدفق الى رأسه فجأة , و قد بدأت كل شرايينه بالنبض

" هل يعقل أن أول كلمة تقولها له أن تسأل على حاله ؟

ألا يجب أن تثور في وجهه , أن تؤنبه و تحاسبه , أليست هنا بسببه ؟

أليس هو المتهم الرئيسي في معاناتها ؟ "



بلع علي ريقه محاولا السيطرة على مشاعره المتوترة , و قد تضاعف فجأة شعوره بالذنب , قبل أن يجيبها بهدوء

" أصبحت الآن بخير "

و كأنه يقول أنه لم يكن كذلك , قبل أن تفتح ملك عينيها و تنظر اليه , و هو الآن بخير لأنها كذلك .



هزت ملك رأسها برضا و سألت مجددا

" و رنا ؟ "



ابتسم علي لها و أجاب

" هي بخير , تبقى عند والدتي و تشتاق لك كثيرا ,

و ابراهيم أيضا بخير , خضع لعملية و هو الآن يتعافى "



أومأت ملك برأسها مجددا , و قد بدا بأن الكلام يرهقها بشدة ,
لذلك وفر عليها علي عناء السؤال , لأنه يعرف بأنها ستسأل عن الجميع على كل حال .



لم تطل ملك الاستجواب و طلبت

" ماء , أريد ماءا "

كان حلقها جافا جدا و شفاهها مشققة , و تشتهي الماء بطريقة كبيرة

سارع علي لتبليل شفتيها و هو يسند رأسها

" لا تشربي الكثير , الطبيب قال كمية قليلة فقط "



بعد تذوق قطرات من الماء , عادت ملك للاستلقاء على وسادتها , تغمض عينيها و تحاول الاغفاء مجددا , لينبهها علي بسؤال مفاجئ

" هل تريدين أن أتصل بعائلتك ؟ "

هو كان قد اتخذ قرار عدم فعل ذلك , لكنه لا يريد لملك أن تلومه على أمر كهذا .



فتحت ملك عينيها مجددا , و حدقت اليه قبل أن تجيبه

" لا داعي , أنا الآن بخير "


صحيح أنها لا تتمنى أكثر من رؤية والديها هنا , لكنها لا تريد أن تلتقيهم , بعد كل تلك القطيعة , و هي على فراش المرض ,

التسبب في هلعهم هي آخر أمنياتها , كما أن صداما محتملا مع علي , هو آخر ما تتمنى حصوله هنا ,

و قد لا تخبرهم أبدا عما حدث معها , تماما كما لم تخبرهم سابقا , عن ما يؤلمها خوفا من تألمهم أضعافا .

في المقابل شعر علي بالراحة لأنها أيدت قراره , هو أيضا لم يرد أن يقابلهم في هذه الظروف السيئة .




بقي علي بعدها داخل الغرفة , دون أن يصدر صوتا , و استمرت ملك في الاستلقاء , و مر اليوم بهدوء دون أن يتبادلا أية كلمات أخرى ,

و كأنهما اكتفيا بالتحاور بالنظرات , و كأنهما كانا ينعمان ببعض الراحة و السلام .



.
.



" هاي ماما ملك "

صرخت رنا بكل حماس , مع عينين متسعتين و دامعتين , من الطرف الآخر للاتصال المرئي ,
الذي حصلت عليه بعد بكاء لساعة ,
و التسبب في صداع سيء لجدتها , التي لم تجد بدا من الاتصال بعلي , و توسله حتى يريها وجه ملك .



" هاي حبيبتي كيف حالك ؟ "

سألتها ملك بصوت خافت , محاولة الابتسام و الاشارة لها بيدها ,
و قد شعرت بتحسن كبير , في حالتها النفسية برؤية وجهها .



" بخير ماما ملك و أنت , هل أنت مريضة جدا ؟ "

سألتها و قد كانت على وشك البكاء مجددا



أشارت لها ملك بيدها

" قليلا فقط أشتاق لك "


" و أنا أيضا أشتاق لك , لكنهم يقولون أن الأطفال لا يمكنهم الزيارة "

قالت بنبرة حاقدة , و هي تشير الى والدها , الذي يتكئ على السرير ,
محاولا تثبيت الهاتف حتى تتمكنا من التحدث , و الذي اكتفى بزجرها بنظرته .



" لا بأس حبيبتي سأخرج قريبا , لدي جرح صغير في بطني و سيبرؤ قريبا ,
كوني مطيعة الى أن نلتقي "


" حسنا سأنتظرك أحبك كثيرا "


" و أنا أيضا أحبك "


و أنهت الطفلة المكالمة بقبلات حارة كثيرة , جعلت والدها يشعر بالغيرة ,

و جعلت ملك تشعر ببعض التحسن , ففي النهاية لم تذهب معاناتها هباءا , برؤية الطفلة التي تحبها بخير .



.
.



بحلول الليل غير علي ملابسه و اغتسل , عدل غطاء ملك و طبع قبلة على جبينها , قبل أن يطفئ الأضواء معتقدا أنها نائمة ،

لكن بمجرد أن استلقي على السرير الثاني في الغرفة , حتى فتحت عينيها و تأملت مطولا , الرجل الذي أصبح كطفل مطيع , لا يفارقها بعدما كان مشاغبا ,

هذه القبلة تشبه تلك التي رأتها في أحلامها سابقا , دافئة حنونة و بريئة , لكنها كشرارة كهربائية تجول جسدها كله , و تجعل قلبها يدق بجنون .



غطت ملك في نوم عميق بسبب المهديء , و استيقظت بعدها عدة مرات , خلال الليل بسبب الكوابيس ,

و لكنها كانت تهدأ كلما وقعت عيناها على الرجل , الذي ينام بكل طمأنينة الى جانب سريرها , و عقلها لا يسأل الا عن أمر واحد

" منذ متى صار وجود علي , مرادفا للأمان في حياتها ؟ "






في الصباح ساعدت الممرضات ملك , على الاغتسال و تغيير الثوب الذي ترتديه ,

أثناء ذلك كانت الغرفة قد امتلأت عن آخرها , بباقات الورد المتنوعة , حتى اضطر العاملون الى نقل بعضها الى الرواق ,

أرسل الكثيرون أمنياتهم بالشفاء العاجل لها , بعضهم تعرفهم ككريم جلال و صفية ,

و بعضهم الآخر لم تسمع عنهم مسبقا , لكنها كانت متأكدة أنهم من معارف علي .



كان علي قد غادر في السادسة و عاد للتو , بمجرد دخوله حتى دخل خلفه محققي الشرطة السابقين

" مرحبا سيد علي , مرحبا سيدة ملك "



عبس علي بمجرد أن تعرف عليهما و رد بامتعاض

" مرحبا "



و أضاف غير مبال بنبرته المستاءة

" ألم يكن بامكانكما تأجيل , موضوع الاستجواب الى أن تتحسن أكثر ؟ "

قال متذمرا و رد عليه أحدهما

" الطبيب قال بأن حالة السيدة تسمح باستجوابها "



لم يجد علي بدا من قبول الأمر ليقدمهما لها

" ملك هذين محققين من الشرطة , أتيا من أجل القضية "



نظرت ملك إليهما بنظرات متفحصة , و هزت رأسها بالتحية ناحيتهما , قبل أن يتدخل علي مجددا بنبرة مهددة

" لكن اذا شعرت زوجتي , بأي توعك في أية لحظة سنوقف الأمر "



و لم يبد الرجلان أية ممانعة , ليقدم بعدها نفسيهما و يشرحا سبب قدومهما ,
ثم أخذا مكانيهما الى جانب السرير , بعدما أبدت ملك موافقتها .



عدل علي سريرها برفع الوسادة قليلا , و تأكد من أن وضعيتها مريحة ,

لكنه لم يغادر الغرفة بل اتجه الى الأريكة , و جلس يريد سماع ما ستقوله بفضول كبير ،

و لم يبد المحققين أية ممانعة , ففي النهاية هما ضحيتين , و كادا يفقدان حياتيهما هناك .





بعد بعض الأسئلة التعريفية ، دخل المحققان مباشرة في الموضوع , طالبين من ملك أن تروي ما حصل معها يومها ,

أخذت ملك نفسا عميقا , و بدأت باستعادة ما حصل في ذلك اليوم المشؤوم

" في ذلك اليوم رافقت رنا , بعد الظهر لزيارة طبيبتها النفسية "



" تقصدين ابنة زوجك ؟ "

قاطعها المحقق الذي رمقه علي بنظرة قاتلة , و هو يعرف هدفه من السؤال اللعين , لكن ملك أجابت ببساطة

" أجل ابنة علي , هي لديها ثلاث زيارات أسبوعيا "



" هل أنت متعودة على مرافقتها ؟ "

" أجل , فعلت ذلك عدة مرات سابقا ,
أنا حتى أشارك في جلسات جماعية معها "





" أكملي لو سمحت "

" حينما غادرنا العيادة , كان ابراهيم السائق ينتظرنا كالعادة ليقلنا , ركبت رنا أولا و ركبت أنا بعدها ،

حينما هم السائق بالانطلاق , دق أحدهم على النافذة , و أشار له أن العجلة نائمة ,

نزل بعدها الرجل لرؤية ما يجري , لكن الشاب باغته و ضربه على رأسه بعصا ،

سقط بعدها ابراهيم على الأرض , فقد وعيه و قد كانت رأسه تنزف "





" هل يمكن أن تصفيه ؟ أقصد الشاب "

" شاب في العشرينات من عمره , أشقر طويل القامة ربما متر و سبعين , مع أوشام كثيرة و بملامح أجنبية "


" هل سبق و أن رأيته في أي مكان سيدتي ؟ "

" لا "

أجابت ملك بكل ثقة



" حسنا أكملي "

صمتت ملك لثوان قبل أن تسترسل

" أدركت حينها أن الأمر متعلق باعتداء , فقمت باغلاق الأبواب من الداخل , لكن ذلك أغضب الشاب , الذي بدأ بالضرب على الباب بشدة "



صمتت ملك قليلا , و كأن تذكر كل ذلك يتعبها , ثم أضافت بصوت فيه بحة

" انتقلت بعدها الى الكرسي الأمامي , و قدت السيارة حتى نستطيع الافلات منهم "



" كم كان عددهم ؟ "

" ثلاثة , الشاب الأول و اثنين آخرين كانا في سيارة قريبة "

أعطته بعدها ملك وصفا تقريبيا للسيارة و الرجال الثلاثة .



" هل لديك رخصة قيادة ؟ "

" أجل و أنا متعودة على السياقة ، لكن لم أفعل ذلك منذ مدة "

تذكر علي أنه لم يرها يوما تقود , منذ وصولها الى بيته .




سردت ملك بعدها تفاصيل ما حصل , بعد أن طاردها المختطفون , كيف اتصلت بعلي و كيف خططت لانزال الطفلة و الاكمال وحدها ,


و كان المحقق يقاطعها في كل مرة

" سيدتي هل يمكن أن تخبريني , لم كنت تقودين الى خارج المدينة بدل العودة ؟ "



و نفت ملك معرفتها بالأمر حينها

" لم أكن أعرف الطريق , خاصة أن الظلام حل سريعا , حاولت استخدام محدد الاتجاهات ،

لكنني لم أستطع التركيز معه , فيما كان الخاطفون يصدمون السيارة , من الخلف بسبب تباطؤنا ,

لذلك قررت القيادة دون استعماله , و انتهى بي الأمر في طريق لا أعرفها "





" طيب ماذا حصل بعدما أنزلت الطفلة ؟ "

انتبه علي باهتمام بعدما كان يجلس بتململ , و لا يرغب الا في خنق المحقق ،
لأنه يصر على تذكيرها , بكل تلك اللحظات المشؤومة ,

كل ما قالته ملك سابقا هو يعرفه , أو خمنه مما قالته رنا , لكن ما ستقوله هو ما يريد الجميع سماعه .












أعرف أن البارت الماضي , تسبب في كمية حزن كبيرة , آسفة و لكنني أحب التفاصيل الدقيقة و تشريح المشاعر , صرتم تعرفونني ,

لا أحد انتبه أن حلم ملك الذي كان يراودها دائما , تحقق شقه الأول في انتظار الشق الثاني .

شكرا لكل القراء الأوفياء , الذين تفاعلوا مع الرواية و امتعوني بآرائهم

للتنويه فقط لم تنته المفاجآت بعد 😉😍









😘💞💞





......



ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-01-21, 11:00 PM   #1968

الزنبقة الجميلة

? العضوٌ??? » 358927
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,370
?  نُقآطِيْ » الزنبقة الجميلة has a reputation beyond reputeالزنبقة الجميلة has a reputation beyond reputeالزنبقة الجميلة has a reputation beyond reputeالزنبقة الجميلة has a reputation beyond reputeالزنبقة الجميلة has a reputation beyond reputeالزنبقة الجميلة has a reputation beyond reputeالزنبقة الجميلة has a reputation beyond reputeالزنبقة الجميلة has a reputation beyond reputeالزنبقة الجميلة has a reputation beyond reputeالزنبقة الجميلة has a reputation beyond reputeالزنبقة الجميلة has a reputation beyond repute
افتراضي

يعطيكي العافية
ناطرين مفاجآتك الحلوة دائما


الزنبقة الجميلة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-01-21, 11:11 PM   #1969

كنوز كنوز
 
الصورة الرمزية كنوز كنوز

? العضوٌ??? » 481077
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 123
?  نُقآطِيْ » كنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond reputeكنوز كنوز has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل رائع حبيبتي تأثرت بزاف بمشاعر رنا تجاه ملك 😢😢😢 علي سلامتك حبييتي حسيتو قالهالها بلهجتنا تعيلي علي بدا يتحول للهجة الجزائرية 😉😉😉المهم الحمد الله علي سلامة ملك ،في انتظار باقي الاحداث التي تبدو ماوالت مشوقة اكثر بالتوفيق 😘😘😘😘

كنوز كنوز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-01-21, 11:24 PM   #1970

أميرة الساموراي
 
الصورة الرمزية أميرة الساموراي

? العضوٌ??? » 398007
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 763
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » أميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc4
¬» اشجع shabab
?? ??? ~
كن على على ثقة أن الله بسط لك الرزق في أي مكان ذهبت وستذهب اليه
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

.
.
التفاصيل أصبحت ممتعة للصراحة ...تعودنا على طريقة الكتابة وأصبحنا نستمتع بها.. هذا اول شيء
ثاني شيء لا تعتذري عنها ...اقصد التفاصيل ذلك مدهش للغاية ..كما أنها تعطي للرواية كل احقيتها...وليست مثلي نحكمها ونعود نقرطف ههههه فهمتيني صح ..؟؟

الحمد لله على سلامة ملك والا اصبحتِ وأصبحَ علي في خبر كان

+ الحمد لله لم يسمعوا اهلها حتى الان على الاقل.. نقطة ايجابية..

ممكن تذكريني بالحلم؟؟ جاي في بالي بالصح نسيتو....؟؟ سوري
فصل يفتح النفس شكرا جزيلا....
هههههه والضحكة الكبيرة على علي لما اكتشف انها عذراء ههههههههه

وعلي قد نذر أنه سيتركها اذا عاشت.. واش راح يدير توْ؟؟ والله كارثة ..... ربي يعينو...
علابالك كي قريت العنوان عند بالي أمها رح تجي هههههه ليا ضربة للراس هههه

حليتيلنا عقدة التعب الي كانت في الفصل السابق... >>الحمد لله مرئِت على خير

سنكون دوما في الانتظار...وأعيد لا تعتذري مجددا على التفاصيل لأنها ممتعة جدا...صدقا.

اذا بقينا حيين أشوفك من جديد ..في أمان الله


أميرة الساموراي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:33 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.