04-01-21, 11:30 PM | #1864 | |||||||||||
نجم روايتي
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 155 ( الأعضاء 43 والزوار 112) موضى و راكان, houdadenguir, ميرا عبده, NoOoShy, hedia1, هدى الجندى, ميادة مجدى, afrah1414, Just give me a reason, اسمره جاد, الاوهام, فراشة أبوها, Wafaa elmasry, rowdym, لامار جودت, كنوز كنوز, نجمة القطب, شاكرة, k_meri, غير عن كل البشر, ببويه, نادية الليل, توتا احمد غ, دانة العالم, نجلاء محمد السبد, zezo1423, راء!, Rashaa84, 3alloa, كوكب90, ملك علي, الياسمين14, نرمين ممدوح, انجيليك, طربيزة, أمنيةحمدي, اروع احساس, Suzi arar, dounya, فراولة البيت, فاطمة الزهراء مروان, هدى الحسني, Samah Abu ghazala فى أنتظارك ملوكة على نار | |||||||||||
04-01-21, 11:46 PM | #1866 | ||||||||||
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 168 ( الأعضاء 48 والزوار 120) أميرة الساموراي, Samah Abu ghazala, marwazaran, 3alloa, dounya, زمردة الاسلام, Alaa_lole, nora74, سبحان اللة وبحمدة, afrah1414, اروع احساس, اسمره جاد, Lolav, راء!, كوكب90, Rashaa84, hedia1, فاطمة الزهراء مروان, اريج البنفسج, Wafaa elmasry, نجلاء محمد السبد, توتا احمد غ, ميرا عبده, شاكرة, houdadenguir, NoOoShy, هدى الجندى, ميادة مجدى, Just give me a reason, الاوهام, فراشة أبوها, rowdym, لامار جودت, كنوز كنوز, k_meri, غير عن كل البشر, ببويه, نادية الليل, دانة العالم, zezo1423, ملك علي, الياسمين14, نرمين ممدوح, انجيليك, طربيزة, أمنيةحمدي, Suzi arar, فراولة البيت نحن هنا من اجل ابداعك ملك......... | ||||||||||
04-01-21, 11:57 PM | #1868 | ||||
| البارت الثاني عشر بعد المائة مسرح جريمة 💥 " و أين المشكلة أسيل ؟ لا أفهم ما الذي يزعجك بالضبط في كل ما حصل ؟ " سألت ندى التي اتصلت بها أسيل , بعدما عادت الى بيتها ثائرة , و قد كانت على وشك الانفجار , بسبب جدالها الأخير مع كريم , و باحتياج لأن تفضي ما يجيش في صدرها لأحدهم , و قد كانت ندى اختيارها الأفضل , بعد أن توطدت علاقتهما أكثر , اثر الأزمة التي مرت بها . تنهدت أسيل بعمق , و هي تمرر يدها خلال خصلات شعرها السوداء , قبل أن تجيبها بنرفزة واضحة " المشكلة أنه كذب علي ندى , قال أنه لن يتدخل في التدريب الخاص بي , لأكتشف صدفة أنه أرسلني , لأرافق احدى صديقاته الواقعة في هواه " ضحكت ندى بصوت عال , من الطرف الآخر من الاتصال المرئي , مثيرة حنق صديقتها أكثر , و سارعت لزجرها كما تعودتا دائما " هل أنت مجنونة يا ابنتي , أو أنك تعانين من مرض عقلي ما ؟ " عبست أسيل بشدة لسماعها ذلك , لكنها بقيت تستمع الى ما تريد ندى قوله " أنت ألم تقولي من قبل أن الرجل لا تجارب لديه ؟ " " اممم " أجابت أسيل بهزة من رأسها لتضيف ندى " طيب و هذا شيء جيد , لأنه اذا كان مهتما بهذه المدعوة ليديا , ما كان انتظر الى بعد خطبتكما ليتسكع معها , ثم هي تعمل ضمن فريقهم كما فهمت , و أخيرا هو غير مسؤول على مشاعرها ناحيته , اذا بقيتي تطاردين أية امرأة معجبة برجلك , ستبقين راكضة طوال عمرك دون لحظة سعادة , ثم ألا تثقين به و لو قليلا ؟ أنت بنفسك قلت أنكما كنتما صديقين مسبقا , و هو لطالما كانت لديه الفرصة لازعاجك , لكنه لم يفعل شيئا الا بعدما ارتبطتما , بالله عليك اذا لم يفعل معك شيء و هو معجب بك , تعتقدين أنه سيرافق تلك المدعوة ليديا , و هو لا فكرة لديه عن حبها المزعوم له ؟ " دورت أسيل الكلمات في رأسها , و وجدت أن ندى محقة تماما , لم يكن عليها أن تنفعل أو تغار هكذا , بسبب قصة علاقة مختلقة من طرف تلك المرأة , و هي أكثر من يعرف نفوره من النساء , لكنها تعاند كالعادة " و لو ندى ما كان عليه خداعي , كان يجب أن يخبرني بالأمر قبلا " قلبت ندى عينيها تذمرا , قبل أن تنهرها مجددا " كما قلت أنت دون عقل , يا ابنتي ما ترينه أنت تسلطا و محاولة سيطرة , أراه أنا مراعاة و تقدير من طرفه , الرجل كان قلقا من تعرضك للمضايقة , من حقه الدفاع عن المرأة التي سيتزوجها , خاصة اذا كان قادرا تماما على ذلك , صدقيني أسيل أنت في نعمة لا تدركينها , لو كان حسام مراعيا معي عشر هذا الاهتمام , ما كنت وصلت الى هذه الحال البائسة " غص صوت ندى في آخر كلمات , و قد استعادت الماضي القريب بكل آلامه و خيباته , فيما أسيل تشتكي اهتمام كريم المبالغ ناحيتها , تتذكر هي يوم اتصلت على حسام مساءا , قائلة أنها وقعت في الحمام و رجلها تؤلمها , متوهمة أنه سيهرع ناحيتها بمجرد أن تطلبه , بسبب مواويل الغرام التي كان يمطرها بها ليل نهار , لكنه خيب ظنها ليلتها , و قال أن لديه مباراة كرة هامة , و لن يستطيع المجيء و أن عليها أن تتصرف , و تركها تقصد المشفى وحدها مع والدتها , بعد منتصف الليل فيما والدها غائب , اكتشفت ندى حديثا أن الكثير من الاشارات لعدم جديته , كانت موجودة بالفعل و منذ وقت طويل , لكنها وحدها من أوهم نفسها , بحب لا وجود له الا في خيالها , كان عليها ترك العنان لشكوكها , قبل التورط مع رجل عديم النخوة كحسام . شعرت أسيل بالجو الكئيب الذي لفهما فجأة , و قد أدركت أنها لمست وترا حساسا , خاصة أن جرح ندى لم يلتئم بعد " آسفة ندى لم أقصد تذكيرك " اعتذرت منها بملامح متأسفة , لكن ندى رشقتها باحدى ابتساماتها اللطيفة , قبل أن تسترسل " لم أقل ذلك لتعتذري , أردتك أن تعرفي أي كنز تمتلكين , صحيح أنني لم أره الا مرتين , الا أن الرجل كان يحدق ناحيتك , بشغف العالم في عينيه في كل مرة , يا الهي كاد يخنقنا أنا وحسام , حينما تجادلنا في الورشة ذلك اليوم , و صراحة أنا عانيت كوابيس بسبب عدوانيته لأشهر , رجل ضخم ككريم قادر على تحطيمك بسهولة , لكنه يعاملك كبتلة ورد على وشك أن تتمزق , يستحق بعض التفهم و المراعاة أسيل , لا تكوني عنيدة و تنهي العلاقة بسبب تفاهة كهذه , الرجل يستحق بعض الثقة , من طرفك بعد كل ما فعله " أنهت ندى نصائحها لصديقتها , التي مطت شفتيها باحباط قبل أن تجيبها " و ماذا سأفعل الآن برأيك ؟ أنا خرجت غاضبة من هناك , و قلت بأنني أخاصمه , سيسخر مني و يعتقد أنني مجرد طفلة , ان عدت و صالحته و غيرت رأيي " ضحكت ندى مجددا على كلامها , لتزيد في استفزازها " و هل تعتقدين أنه يراك شيئا , غير طفلة عنيدة تركل من أمامها ؟ " " هاي هو قال أنه يراني امرأة جميلة , لا تقولي ذلك أو أرسلته خلفك " هددتها أسيل بصراحة لتزيد قوة ضحكاتها " جيد و هذا دليل آخر , عن مدى تضحياته بالزواج منك عزيزتي , الرجل الذي يرى عيوبك حسنات و يحببك لأجلها , لا يجب أن تفلتيه من يدك , حسنا أعرف أن لديك كرامة متورمة , و لن تذهبي للاعتذار و اعادة العلاقة كما كانت , لكن عديني أنك ستردين عليه , ان اتصل أو أتى لرؤيتك " ترددت أسيل قليلا , و قد أدركت أن ندى على حق , قبل أن تعطيها وعدها " حسنا اذا اتصل أولا سأجيب عليه , لكن عليه أن يفهم أنه أزعجني بما فعله " " لا بأس أفهميه ذلك , لكن و أنتما سويا و ليس منفصلين " " شكرا ندى , أتمنى فعلا أن تعثري أنت أيضا , على نصيبك من السعادة , و أريدك أن تعديني أنت الأخرى , ألا تقفلي الأبواب في وجه أية فرصة للسعادة , مهما بدت لك ضئيلة " هزت ندى رأسها بيأس قبل أن تجيبها , بتهرب من وعد لن تستطيع الوفاء به " فات الأوان أسيل , أنا لم أعد صالحة لأية مشاعر , مطلقة بمشاعر ميتة بعدما فقدت طفلي , حتى هنا في ألمانيا , ينظرون اليك بدونية حينما يعرفون الظروف , لكنني سأحاول التطور في عملي , سيكون مركز طاقتي في السنوات القادمة , و من يدري قد أتحول الى زها حديد ثانية ؟ " ضحكت الصديقتان مطولا على الأحلام الطفولية , التي كانتا تتشاركانها لسنوات , و أغلقت أسيل الاتصال , على أمل أن يتصل كريم , فقد اشتاقت له منذ الآن . . . . " ألو ملك أجيبيني , ألو ماذا هناك ؟ " صرخ علي عدة مرات أضافية دون رد , قبل أن يرفعه أمام عينيه , بأصابع مرتجفة و يعيد الاتصال . كان كريم يجلس الى مكتبه , يراقب ما الذي يجري مع صديقه , فقد كانا بصد الجدال حول ما يمكنه فعله , لارضاء خطيبته الغاضبة , مستمعا الى بعض نصائحه , قبل أن يرن هاتف علي الذي أشرق وجهه , بمجرد أن سمع الرنة , التي يخصصها مؤخرا لملك , لكنه شعر بالقلق الشديد لما حصل للتو , و قد أفزعه وجه علي , الذي تغير مائة لون بمجرد أن فتح الخط , و بدأ يصرخ في الهاتف كالمجنون , متحدثا عن مطاردة ما . فما كان منه الا أن قام من مكانه , و خطا ناحيته بسرعة محاولا فهم الموضوع . لكن و قبل أن يطرح أي سؤال , بادره علي بنبرة مفزوعة , معطيا ملخصا للوضع الخطير " كريم أريد تحديد موقع السيارة , التي تقل رنا و ملك , أحدهم يحاول الاعتداء عليهما , هما مطاردتان الآن في السيارة , و هاتف ملك لا يرد " قال باستعجال و هو يهم بالخروج من هناك بخطى حثيثة . لم يحتج كريم الى أكثر مما قاله علي حتى يفهم الوضع , أخرج هاتفه و بدأ بالعمل عليه , و هو يلحق بصديقه الذي ركض باتجاه المصعد الخاص , كل سيارات الشركة موصولة , الى برنامج تحديد مواقع , تحت اشراف الفريق الأمني الذي يرأسه كريم , تحسبا لأية سرقات محتملة , أو نشاط غير شرعي , يمارسه أحد سائقيهم خلسة , و هو لديه يوميا مسار كل السيارات التي يملكونها . خرج الرجلان يهرولان ناحية سيارة علي , و ملامح الهلع ظاهرة على محياهما , كان كريم يحاول الحصول , على معلومات تحدد مكان السيارة , فيما كان علي يبحث عن موقع هاتف ملك , الذي ربطه هو الآخر بهاتفه سلفا . بمجرد أن عثر عليه أراه لكريم , كان الجهاز في وضعية تشغيل و بصدد الحركة " هل هذا نفس موقع السيارة ؟ " " أجل " هز كريم رأسه ايجابا , و أخذ مكانه خلف المقود , ليقود في اتجاه مخرج المدينة حيث توجد العيادة , أكيد لم تبتعدا كثيرا عنها , و هما في تلك الأنحاء كما تشير الاشارة . بعدما صارا على الطريق , و بعدما يئس علي من أن تجيبه ملك , سارع للاتصال بالشرطة مباشرة , للابلاغ عن الأمر باشارة من كريم " ألو أنا أريد الابلاغ عن اعتداء على ابنتي و زوجتي " كان علي يصرخ بجنون في الهاتف , بعدما فتح خط النجدة الذي طلبه . " وضح ما تقوله سيدي , حتى نستطيع مساعدتك " كان الشرطي من الطرف الآخر , يحاول فهم نداء الاستغاثة , لكن توتر علي فاق كل شرح " أحدهم يطارد السيارة التي فيها ابنتي و زوجتي , اتصلتا لطلب المساعدة قبل دقائق , لكن الخط انقطع فجأة بعد صراخ عال , و لم يعد أحد يرد علي " بتذكر الأمر زاد غضب علي , و صرخ مجددا بعدما لكم لوح السيارة أمامه . حاول الضابط تهدئته مجددا لفهم الوضع , و تسجيل الشكوى لكن دون جدوى " اهدأ سيدي لنفهم الموضوع " لكن علي استمر في الصراخ , و قد كاد يفقد عقله " كيف تطلب مني أن أهدأ ؟ أنا أقول أن أحدهم يحاول الاعتداء على عائلتي , و أنت تطلب مني أن أهدأ ؟ " تدخل كريم بعقلانيته المعهودة أخيرا , و أخذ الهاتف عنوة من يد علي , اذا استمر الوضع هكذا , فلن يحصل الا على جدال عقيم . حدق علي بأعصاب ثائرة , و أنفاس متلاحقة ناحية كريم , الذي دخل مباشرة صلب الموضوع بنبرته الآلية " ألو سيدي نريد التبليغ عن واقعة ملاحقة و احتمال اختطاف " صمت كريم قليلا , ثم بدأ يعطيه المعلومات تباعا " سيدي نحن نتجه الى المكان المحتمل تواجد الضحايا فيه , هل يمكننا الحصول على الدعم ؟ " أعطاه كريم موقع السيارة نوعها و ترقيمها , و معلومات سريعة عن ملك و رنا , اضافة الى هوية علي كمسجل للبلاغ . أغلق بعدها الهاتف و أعاده الى علي , الذي صمت تماما و كأنه أصيب بالخرس , لكن عروقه كانت على وشك الانفجار , ليستمر بالاتصال بهاتف ملك دون جواب . أخرج كريم هاتفه الخاص و اتصل على فريقه , صحيح أن مكتب التحريات السري , الذي يديره منذ سنوات لا يبحث عن مختطفين أو مطاردين , لكنهم أكفاء كفاية للعثور على أشخاص , ضاعوا من أهاليهم منذ عشرات السنين , و بارعون في جمع معلومات تحر , عن أية شخصية مهما كانت غامضة , لن يكونوا أقل فائدة لتحديد مكان ملك و رنا , أو هذا ما يتمناه بشدة , لم يكن كريم أقل توترا من علي , لكنه يجيد السيطرة على انفعالاته أفضل منه , كنتيجة حتمية للتدرب على ذلك لسنوات طويلة , رغم ذلك هو يدرك أن صديقه قد يموت حرفيا , ان فقد احداهما خلال هذا الاعتداء , داعيا الله أن ينتهي اليوم على خير , بعد القاء بعض التعليمات على مسامع المتلقي , تحرك رجاله في نفس اتجاه البحث , و هو العثور بداية على السيارة المطاردة , قبل اتخاذ أية قرارات . أجرى علي بدوره عدة اتصالات , بجهات أمنية رفيعة من معارفه , و التي تحركت بالتنسيق مع أفراد الشرطة الذين كانوا هم أيضا , بصدد الالتحاق بمكان الاعتداء المحتمل , مع وعود جادة بالتدخل في الأزمة . . . في الطرف الآخر قبل انقطاع الخط مباشرة , كانت السيارة المطاردة قد اقتربت منهما كثيرا , استغلوا انشغال ملك بالحديث في الهاتف , و صدموا مؤخرتها لاجبارها على التوقف , كان الارتطام كبيرا لدرجة أفزع الطفلة و ملك , التي أسقطت الهاتف من يدها , و عادت للتمسك بالمقود بشدة , ليتدحرج الهاتف تحت الكرسي , و ينقطع الخط بعدها . بعد دقيقتين بدأ الهاتف بالرنين مجددا , لكن ملك لم تحاول استعادته , حتى لا يشوش تركيزها , و لأن يدها لا تطاله , الهدف من استعماله كان اعلام علي بالوضع , و ارسال نداء استغاثة و قد فعلت , و هي الآن تدعو الله أن يسرع في ايجادهما , قبل أن يدركهما هؤلاء المجرمين . بعد الاصطدام تكورت رنا مجددا على الكرسي , تضم ركبتيها تغرس رأسها فيهما و تبكي بحرقة , و شعرت ملك بقلة الحيلة , لعدم مقدرتها على تهدئتها , كما تعودت في الحالات الطارئة . لم تعرف ملك الى متى ستستمر بالقيادة , و لا ان كان المطاردون سيقومون , بحركة أخرى عنيفة لتعطيلها , و قد فقدت كل أمل في أن يستسلموا و يدعوهما و شأنهما . فكرت بعدها مليا أن رنا , قد تكون الهدف المحتمل , من هذه المطاردة للاختطاف أو القتل , و قد شعرت بألم داهم للتفكير في ذلك , لكنها الحقيقة هي الابنة الوحيدة لعلي , و كنز ثمين لأي مختطف , والدها سيتنازل عن ثروته عن طيب خاطر فداءا لها , في المقابل هي لا أحد يعرفها , على الأرجح لن يستفيدوا منها في حالة اعتقالها , اذا لم يدركوا علاقتها الراهنة بعلي , ستكون في مأمن من بطشهم , لذلك ان كان لابد من الاختيار , فستجعل رنا تغادر بدل أن يأخذوهما سويا . فكرت ملك أيضا أن الطفلة , بالكاد خرجت من أزمة نفسية , أفقدتها النطق و استمرت لسنوات ان أخذها هؤلاء و تسببوا في صدمة جديدة لها , هي لا تعرف الى أين ستؤول النتائج مستقبلا . بعد جولة سريعة في أفكارها , حزمت ملك أمرها أخيرا , و قررت اخراج رنا من هنا أولا , حتى يتسنى لها الهروب لاحقا , على الأرجح هم لن يهتموا لأمرها , ان اختفت الطفلة من داخل السيارة صح ؟ أو على الأقل هذا ما تأمله بشدة . بادرتها ملك بصوت جاد , و قد شرعت في تنفيذ خطتها " رنا حبيبتي انظري الي , أنا سأنعطف عند أول شارع , بمجرد أن أتوقف افتحي الباب و اركضي , دون أن تتوقفي أو تنظري ورائك , مفهوم ؟ " هزت الطفلة رأسها بالرفض سريعا " لا أريد , أنا أريد البقاء معك " و بدأت بالبكاء مجددا بحرقة حاولت ملك مجددا بنبرة يائسة , و قد أوشك وقتها على النفاذ , هي لن تستطيع الفرار منهم الى ما لا نهاية , خاصة أنهم يبدون محترفين و متعودين على الأمر , هي تعرف بأنها مخاطرة منها , ترك الطفلة وحدها هنا , لكنه يظل احتمالا أفضل , من اختطافها من طرف هؤلاء , داعية الله أن تقع في أيد أمينة توصلها الى علي . " حبيبتي لا نستطيع البقاء سويا الآن , أعدك أن نجتمع في أقرب وقت , أنت شجاعة ستذهبين لاحضار المساعدة من أجلي , ابحثي عن أحد للاتصال بوالدك و الشرطة و أنا أثق في أنك ستنقذينني , أنت بطلتي أليس كذلك ؟ " حدقت رنا ناحيتها بنظرات مرتعبة , شجعتها ملك بعدها بكلمات كثيرة , حتى وافقت الطفلة أخيرا , اذا كانت يجب أن تذهب لتنقذ ملك , فستفعل ذلك من أجلها , برؤية تجاوبها أخيرا أزالت ملك قفل الأبواب , و خففت سرعة السيارة حتى كادت أن تتوقف . اغتبط المطاردون لرؤية الوضع , و اعتقدوا أن بنزين السيارة قد نفذ , أو أن المرأة قررت الاستسلام لهم , و قد بدأ صبرهم ينفذ بسبب مقاومتها , لكن بمجرد أن أوقفوا سيارتهم , و فتحوا الأبواب الثلاثة للنزول , حتى ضغطت ملك على الدواسات بشدة , انطلقت من جديد و دخلت في أول شارع قابلها . استغرقهم الأمر بعض الوقت , حتى أدركوا أن ما حصل تحت أنظارهم , كانت مجرد خدعة من السائق للفرار , فيما هم يقفون بذهول يراقبونها تستغبيهم , أثارت حركتها المراوغة غضبهم العارم , و أطلق أحدهم كلمات نابية و متذمرة , ليعود الرجال لركوب السيارة , و استئناف المطاردة متوعدينها بانتقام شديد . فارق التوقيت هذا هو كل ما كانت ملك تحتاجه , لانجاح خطتها و قد حصلت عليه , لتتوقف بعدها عند أول مكب نفايات لمحته , و تطلب من رنا الركض و الاختباء خلفه , و لحسن الحظ نفذت الطفلة طلبها هذه المرة , بكثير من الخوف و الدموع . أرادت بعدها ملك أن تركض هي الأخرى , و لكن لاحت لها سيارة المطاردين , في المرآة العاكسة و قد دخلت الشارع للتو , نزولها الآن معناه أنه سيتم القبض عليهما بكل سهولة , و ستضيع جهودها سدى , لذلك قررت الاستمرار في القيادة , دون أن تدري ما سيكون مصيرها . . . بعد حوالي أربعين دقيقة , وصل علي و كريم أخيرا , الى المكان الذي أشار اليه البحث , و قد لاحظا أن الهدف قد توقف عن الحركة منذ بعض الوقت . بمجرد أن داس كريم على الفرامل , حتى قفز علي من مكانه باتجاه الموقع , و عينيه تحاولان البحث في كل مكان عن وجهين مألوفين , ركض علي بضع خطوات لكنه توقف فجأة , تعلو وجهه ملامح مصدومة , حينما رأى حال السيارة , و هو يقف قربها على بعد خطوات , تصلب في وقفته بعينين شاخصتين , ضاقت أنفاسه داخل صدره , و قد صار يجد صعوبة حتى في ابتلاع ريقه , و كأن كل عضلة في جسمه أصيبت بالشلل . أمامه كانت السيارة التي يعرفها جيدا , متوقفة الى جانب الطريق بأبواب مفتوحة , في وضعية جانبية غريبة , و كأن ركابها غادروا على عجل , كان هناك دخان يخرج من مقدمتها , و جناحها الأيسر الأمامي مصدوم بطريقة سيئة , كان الزجاج الأمامي مكسورا أيضا , و أجزاء من الواجهة الأمامية , متناثرة في كل مكان داخل و خارج السيارة , و الأهم و الأكثر رعبا من كل هذا , لم يكن هناك أحد في الداخل . شعر علي أن قلبه توقف للحظات , قبل أن يعود للدق مجددا , و قد اعترته رجفة خوف زلزلت كيانه , و سؤال واحد يتبادر الى ذهنه " اذا كانت السيارة هنا فأين رنا و ملك ؟ " ربت كريم الذي لاحقه سريعا على كتفه و أيقظه من شروده " اهدأ علي , أكيد لم يحصل شيء " حاول كريم مواساته لكن دون جدوى , فقد كانت يداه ترتجفان رعبا , كما لم يحصل في حياته كلها , و لم يقو حتى على التفكير , في التقدم و القاء نظرة عن قرب , خشية رؤية ما يوقف قلبه . بعد دقائق وصلت سيارات الشرطة , بصفاراتها العالية و أضوائها المتواترة , سارع أفرادها الى تطويق المكان و تمشيطه , ثم تقدم الضابط المسؤول , للتعرف على الشخصين المتواجدين . " أنت سيد علي الشراد مسجل البلاغ ؟ " هز علي رأسه بتيه دون قول كلمة , و قد تسمرت عيناه الزائغتين على السيارة أمامه . أشار لهما الشرطي بعد ذلك بحزم " من فضلكما تراجعا قليلا , فقد يكون المكان مسرح جريمة " عبس علي بشدة لسماع الكلمات , و قد شعر بالغثيان ينتابه , و وهنت ركبتاه حتى كاد يجثو هناك , متخيلا ألف ترجمة بشعة لهذا الوصف , رغم رعبه و لهفته الشديدة , لمعرفة أية تفاصيل و لو كانت مجهرية , عما حصل هنا قبل وصوله , الا أنه لم يقاوم التعليمات ، لأنه لا يعرف الى أين يذهب , فهذا آخر مكان دلت عليه الآثار للسيارة و الهاتف , و هو لن يغادر الا مع أخبار تطفئ لهيب روحه . وضع علي يديه على رأسه بانهيار , و حدق بهلع الى كل الاتجاهات في الفضاء المفتوح , و قد بدا له أن الاحتمالات لا نهائية , و الآن عليه انتظار ما تقوله الشرطة , و الذي لا يبدو كثيرا كفاية لطمأنته . أثناء ذلك وصل فريق التحريات الخاص , لكنهم بقوا يراقبون عن بعد عمل الشرطة , و قد أشار لهم كريم كفريق حماية لعلي , لكنهم كانوا هناك يقفون بتأهب للحصول , على رأس خيط يبدؤون منه بحثهم . " سيدي لا أحد هنا كما ترى , و قد بدأنا بمعاينة المكان , و رفع الدلائل و البصمات , لذلك ممنوع عليكما الاقتراب " كان كل ما قاله الشرطي لكريم , الذي حاول الاستفسار عن أية معلومة جديدة . شعر علي بخدر في أطرافه , و قد أغرق عرق بارد جبينه و ظهره , كان يقف متصنما و هو يراقب السيارة , المركونة هناك وسط الظلام في مشهد مخيف , و كأنه يشاهد فيلم رعب ثلاثي الأبعاد , توقف دماغه عن التحليل , و لم يعرف بما عليه أن يفكر الآن , فاحتمال اختفاء رنا و ملك من حياته , غير قابل للتصديق مهما حاول تخيله , سيموت ان لم يرهما مجددا , كانت الفكرة الوحيدة التي خطرت على باله . رغم رغبته بالصراخ كرجل مخبول , و تحطيم كل ما أمامه بوحشية عله يشفي غليله , الا أن علي وقف مكانه بكل صمت يراقب , الى أن أنهى أفراد الشرطة المعاينة الأولية , و قدم أحدهم لمناقشة الأمر , مع الضابط على مسامع علي . " سيدي أعتقد أن السيدة و الطفلة , تعرضتا لعملية اختطاف مدروسة سابقا , لا تبدو مطاردة عشوائية مما وجدناه , الشوارع هنا دون كاميرات مراقبة , اضافة الى أن حلول الظلام , حال دون وجود شهود عيان , الآثار تشير بأن السيارة انحرفت عن الطريق , بضغط من سيارة أخرى , قامت بصدمها على الجانب الأيسر متعمدة , بعدها هناك آثار فرملة حادة , مباشرة قبل التوقف التام , فيما يبدو أن السيارة الثانية قطعت عليها الطريق , هناك آثار عجلات موازية , لكن السيارة المهاجمة غادرت بسرعة " توقف الشرطي عن الكلام للحظات قبل أن يبادره " هل هذا الهاتف لزوجتك ؟ " أراه الشرطي الهاتف الذي أهداه قبل أيام لملك , مرفوعا أمام وجهه داخل كيس بلاستيكي , و الرجل يمسكه بقفاز عازل " أجل , كانت تطلب المساعدة بواسطته " أكد علي المعلومة ليضيف الرجل " وجدناه تحت كرسي السائق , اضافة الى حقيبة نسائية , و حقيبة مدرسة تخص الطفلة , ملقاتين في المقاعد الخلفية , مما يؤكد فرضية الاختطاف , و ليس السرقة أو مجرد اعتداء عشوائي " حدق علي بتيه الى الجهاز أمامه " يعني ملك كانت طوال الوقت , تسمع رنينه دون القدرة على الرد , هي كانت تنتظر وصوله مبكرا لانقاذهما , لكنه تأخر و سمح لهم بالنجاح في مسعاهم " كان علي قد بدأ يغرق بالفعل , في الشعور القاتل بالذنب و عدم الفائدة , ليقاطعه صوت الشرطي مجددا , و قد ظهر الانزعاج على وجهه " داخل السيارة هناك شظايا , لزجاج النافذة الأمامية منثور على الكراسي , و المعاينة تقول أنه تم تحطيمه من الخارج , و عليه آثار دم على الأرجح أنه دم الركاب , قمنا برفع الآثار لتحليلها , و أرسلناها للمختبر مع باقي الأدلة , هناك أيضا آثار دم على مقود السيارة , قد يرجع الى اصطدام رأس السائق بها , بعد التوقف و الفرملة المفاجئة " شعر علي بدوار مفاجئ , و لم يعد يقو على الوقوف على رجليه , كان بالكاد يستوعب ما سمعه للتو " السائق يعني ملك و لا أثر لرنا , فيما المكان يغرق في الدم " كان علي يحدق عن بعد بشرود , الى الزجاج المتناثر و الدم على المقود , و قد شعر بأن روحه خرجت من مكانها " أين هما اذا ؟ هل هذا يعني أن مكروها أصابهما ؟ و قد اختفيتا بعد ذلك ؟ " سأل بنبرة مذعورة , فقد كان كل ما فكر فيه . و أجابه الشرطي بقلة حيلة " لا أعرف سيدي ما حقيقة ما حصل هنا , لكن أعتقد أنهما لا تزالان , على قيد الحياة حينما تم أخذهما , لا أحد يختطف شخصا ميتا ، علينا الآن استجواب سائق السيارة الخاص بك , لاعطائنا أوصاف المتورطين في الاعتداء , مع البحث عن بصماتهم في برنامجنا , ان كان لديهم سوابق سيكونون مسجلين لدينا , و سيكون أمر القبض عليهم سهلا , لذلك أطلقنا بحثا عاجلا عن مكان تواجده , و الآن علينا التحلي بالصبر و انتظار النتائج " بمجرد أن سمع علي ما قاله , حتى عبس و قد أفاق من شروده فجأة , ليتقدم من الشرطي و يبدأ الصراخ في وجهه , و قد شعر بأنه على وشك أن يفقد عقله " هل تخبرني أن أعود ببساطة , و أجلس في بيتي و عائلتي مختطفة ؟ " لم يستطع علي هضم الاقتراح , الذي ألقاه الضابط في وجهه دون مراعاة , و الذي أصر على التعامل برسمية مع الوضع , كأمر روتيني يقوم به يوميا " هذا ما يمكننا فعله حاليا سيدي , سنكمل التحقيق أولا لمحاولة الوصول اليهما , أثناء ذلك سننتظر أن يتصل الخاطفون , لذلك أنا أنصحك أن تتحلى بالصبر , لأن الأمر قد يطول , عادة الخاطفون لا يتصلون قبل أيام , حتى يوتروا أعصاب العائلة , و يحصلوا على ما يريدون " اشتعلت نيران ثورة علي , الذي تقدم خطوة أخرى ناحيته , و قد أغضبه ما قاله الرجل , الذي كان يحاول جهده لشرح الوضع " أيام ؟ هل تقول أن أبقى ساكنا لأيام , و أنا حتى لا أعرف أين هما , و لا ما فعلوه بهما ؟ " و في لحظة جنون مد يده ليمسك بياقته , لكن كريم تحرك سريعا و منعه , لا يريده أن يعتدي على الشرطي , و يقضي هذا الوقت العصيب في تحقيق آخر , بدل تركيز جهده للبحث عن المختطفتين . " اهدأ علي , لنستطيع التصرف " حاول كريم كبح سخط صديقه , و منع أي انفلات أعصاب هنا , لن يفيدهم في شيء . فيما هما يتجادلان رن هاتف علي فجأة , أخرجه من جيبه و عبس , حينما لمح رقما غريبا , هذا رقمه الشخصي لا أحد تقريبا , يتصل هنا الا المقربون منه . حدق علي الى الرقم الغريب , الذي يظهر على الشاشة و توقفت حركته " هل يعقل أن الخاطفين يتصلون بهذه السرعة ؟ " تمتم بصوت مسموع , ليشير له الشرطي بالاجابة , و فتح مكبر الصوت ليستمعوا الى المكالمة . سارع علي للرد قبل انقطاع الخط , و كل أمله أن يسمع صوت احداهما بخير , لكن في الطرف الآخر كان صوت رجل " ألو مرحبا " " مرحبا " أجاب علي بتردد و حدق الى الشرطي بتساؤل , هذا الأخير أشار له بالاستمرار بطريقة طبيعية . قبل أن يبادر علي لقول أية كلمة , قاطعه صوت الرجل من الطرف الآخر , و الذي بدا متوترا على عكس ما خمن " من فضلك سيدي , عثرنا على فتاة صغيرة في حينا , كانت تبكي في حالة ذعر شديد , و ترفض التجاوب معنا , لكنها أعطتني هذا الرقم للاتصال عليه , هل أنت والدها ؟ " اتسعت عينا علي بصدمة , و لاح له أمل في العثور عليهما بخير " هل ابنتي رنا معك ؟ " قال بنبرة متأملة " آه أجل أعتقد ذلك , الحمد لله لم أكن أعرف ماذا أفعل معها " " أين أنت ؟ " سارع علي للاستفسار , و أعطاه الرجل العنوان بتعاون جلي , و لم يتردد بعدها في الانطلاق , مباشرة مع كريم الى هناك , رغم أن الشرطة حذرته من التسرع , خشية أن يكون فخا من المختطفين لاستدراجه , لكنه كان أكثر قلقا من أن يتروى , و غادر ترافقه الدورية للقاء المتصل . بالوصول الى المكان بعد ربع ساعة , لاح موقع اللقاء الذي كان حيا حديث الانشاء , معظم الشقق فارغة و السكان قلة فيه , اضافة الى أن الاضاءة في الشارع خافتة , بمجرد أن دنا الرجلان , من المكان المنشود تصطحبهما الشرطة , حتى لمحا رجلا و امرأة يقفان أمام مكب نفايات كبير , و يحاولان اقناع طفلة بمرافقتهما , هناك تحت الانارة الباهتة لعمود الانارة , كانت رنا تجلس القرفصاء , تبكي بحرقة واضعة يديها على أذنيها , و تغمض عينيها رافضة التجاوب معهما . طوق رجال الشرطة المكان سريعا , و أصيب الشخصان بالفزع بسبب الموكب المرافق , لتلتصق المرأة بالرجل و يتراجعا خطوة الى الوراء بملامح خائفة , ركض علي من السيارة قبل حتى أن تتوقف , و أخذ رنا بلهفة في حضنه , و بدأ بتقبيل وجهها في كل مكان , و المسح على شعرها محاولا تهدءتها . بكت الطفلة لبعض الوقت , قبل أن تهدأ تدريجيا و تخمد شهقاتها , و اندست في حضن علي لا تريد مفارقته . " عفوا سيدي أين وجدت هذه الفتاة ؟ و أين المرأة التي كانت ترافقها ؟ " سأل الشرطي الرجل مباشرة , هو لا يمكنه الا الاشتباه فيهما , فقد تكون مجرد تمثيلية للتضليل . رد الرجل الذي علت ملامحه الحيرة , لرؤية هذا العدد من رجال الشرطة , الذين كانت نظراتهم عدوانية بطريقة غريبة " أي امرأة ؟ الطفلة كانت تجلس هنا , وحدها في الظلام تبكي , رأيناها أنا و زوجتي في طريق عودتنا الى شقتنا هناك " و أشار الى منزله في العمارة المحاذية ثم استمر " اعتقدت أنها تائهة من عائلتها , و كنت على وشك الاتصال بالشرطة , لكن زوجتي أقنعتها بالاتصال , بهاتف والدها من هاتفي , لم أر أية امرأة أو شخص يرافقها " كان علي يستمع لكل حرف باهتمام , لينهض أخيرا ممسكا بيد ابنته , و يسأل الشاب بلهجة متأملة " يعني لم تر سيارة تتم مطاردتها ؟ أو امرأة شابة في العشرينات ترافق الطفلة ؟ " و الذي لم يتردد في التأكيد على افادته " لا سيدي , الطفلة كانت هنا وحدها كما قلت , لم يكن هناك أحد في الجوار أنا متأكد " كان الرجل يبدو صادقا , و لا فكرة لديه عما يتحدث علي . بدأ الشرطي بعدها باستجواب زوجته , و التحري عن هويته و معلوماتهما الشخصية , أثناء ذلك قرر علي أن يسأل رنا مباشرة , في البداية هي كانت فزعة , لذلك كان مترددا لذكر الأمر , لكن ملك مختفية و لا أحد يعلم أين هي , و ابنته آخر شخص شاهدها و تواصل معها " حبيبتي أين ماما ملك ؟ " سألها متعمدا تجاهل ذكر الأشخاص الذين كانوا يطاردونهما , حتى لا تعود الى حالة الذعر السابقة استمرت دموع رنا بالنزول على خديها , و هي تحدق الى والدها بحيرة قبل أن تجيبه " تركتني هنا لطلب المساعدة , و ذهبت في السيارة " " هل تقصدين أنها أنزلتك هنا و قادت السيارة ؟ " استنتج علي الذي تسارعت نبضاته , و أكدت الطفلة ظنونه بوضوح " أجل و أولئك الأشرار كانوا يلاحقونها , و يصدمون السيارة من الخلف " بمجرد أن أنهت كلامها , حتى دخلت في وصلة بكاء جديدة , ضمها علي مجددا متوقفا عن الالحاح عليها , و قد أدرك مدى الرعب الذي عاشتاه , فوصف رنا لما حصل مخيف فعلا , و لم يعد هناك مجال للشك , بأن هذه محاولة اختطاف , و ملك قامت بتهريب رنا و واصلت وحدها , لتشتيت انتباه الخاطفين . نظر علي الى كريم الذي يقف قربه , و الذي وصل الى نفس استنتاجه , و هو لا يدري ماذا يقول أو ماذا يفعل , و قد بدأ يشعر باليأس الشديد يعتريه , واضح أن رنا و السيارة , أوصلتهم الى طريق مسدود , فهي آخر الآثار التي تقود الى مكان ملك , و الآن لا فكرة لديه , عما يمكنه فعله لاستعادتها . بعد عملية التحري قصد علي مقر الشرطة , لاستكمال التحقيق و معرفة الخطوات القادمة , فيما بقيت رنا نائمة في المقعد الخلفي للسيارة يرافقها كريم , دخل علي مع المحامي الى القسم . حام التحقيق حول العديد من الأسئلة الروتينية , حول فيمن يشتبه و ان كان له أعداء , أو ان كانت وصلته تهديدات مؤخرا , و كان علي يحاول الاجابة عليها بدقة , دون أن يفقد تركيزه و هدوءه , و قد بدا مشوش الذهن طوال الوقت , فما يهمه الآن هو العثور على ملك , لا يهمه بأية طريقة , حتى لو اضطر للجلوس , و سماع كل هذه الثرثرة . أثناء ذلك تلقى الشرطي المسؤول اتصالا ، أخبر بعدها علي أن السائق ابراهيم , نقل قبل ساعات الى مستشفى لجراحة الأعصاب , متأثرا باصابة خطيرة على مستوى الرأس , و قد خضع لعملية دقيقة , و هو الآن لا يزال في غيبوبة . تجهم وجه علي مجددا , فابراهيم كان آخر أمل له , للتعرف على الخاطفين و الوصول لهم , و الآن هو فاقد للوعي في المشفى , لكنه شعر أيضا بالشفقة عليه , فلا ذنب له فيما حصل , و اتصل على كريم لاتخاذ الاجراءات اللازمة , للتكفل بحالته و تقديم الدعم لعائلته . بعد ساعة من العذاب النفسي , قرر الشرطي انهاء التحقيق بطرح سؤال أخير " سيدي هل السيدة ملك هي الأم البيولوجية لابنتك ؟ " لم يفهم علي قصده و لكنه قال الحقيقة " لا , والدتها توفيت منذ مدة بسيطة , لماذا ؟ " أجاب الشرطي لتوضيح وجهة نظره " حسنا عادة يتورط المقربون , من العائلة و حتى بعض أفرادها , في الكثير من حالات الاختطاف , ألا تعتقد أنها ربما تكون متورطة في الأمر ؟ ربما كانت تريد ازاحة الطفلة من حياتكما مثلا ؟ و لكن خطة الاختطاف ساءت في آخر لحظة , لأن ابنتك اتصلت بك و هي ..." لم يدعه علي يكمل و قد توضح قصده , في وضع ملك في لائحة المشبوهين , و لم يتردد ليمد يده و يلتقط قميصه , و قد فقد صبره أخيرا , لكن المحامي منعه من اكمال ما يفكر في فعله " علي اهدأ لم يقصد ذلك " ليصيح في وجهيهما غير مبال بالعواقب " بلى كيف تسول لك نفسك اتهامها ؟ كان واضحا أنها هربتها , و هم أخذوها بدلا عنها , بدل أن تجلس هنا , و تنسج افتراضات خيالية , تبرر بها فشلك في التحري , حاول العثور على زوجتي " كان غضب علي سيئا جدا , و لم يتورع عن زجر الرجل , الذي كان يلتزم الصمت , تقديرا لحالته النفسية المنهارة " اهدأ سيدي لم أقصد , أنا فقط أحاول حصر الاحتمالات الممكنة " أضاف الشرطي و قد شعر , أنه تجاوز الحدود في اسنتاجاته , لكنه كان مضطرا لحصر كل الاحتمالات الواردة , ليؤكد علي على كل كلمة قالها له " و أنا أقول لك من الآن , أن هذا احتمال مستحيل , أنا أثق في زوجتي , و متأكد أنها غامرت بحياتها لتنقذ ابنتي , غير هذا ليس لدي ما أقوله " غادر علي بعدها مباشرة رافضا اكمال التحقيق , و التحق بكريم في السيارة تاركا التصرف للمحامي , فهو لن يتحمل سماع كلمات , تطلب منه التحلي بالصبر مجددا , فكيف يصبر و هو لا يعرف حتى , ان كانت ملك حية أو ميتة . قاد الرجلان أولا الى بيت صفية , حيث ترك علي رنا هناك و عزز الحراسة , ثم استدعى طبيبتها النفسية للمساندة , فالطفلة مرتعبة و لا أحد في المنزل يرافقها , و علي لا يعرف ماذا يمكن أن يحصل من تطورات , لذلك فبيت والدته أكثر مكان آمن , أظهرت صفية الكثير من التعاطف , بعدما أثار الخبر روعها , و بعد أن قدم لها علي شرحا سريعا , غادر مع كريم عائدا الى السيارة , بالوصول أمامها مد يده ناحية صديقه و طلب " أعطني المفاتيح " توجس كريم شرا من طلبه , لكنه مرر السلسلة له فورا , و سارع للركوب الى جانبه , لن يسمح له بالمغادرة الى أي مكان , و هو في هذه الحال المزرية , فقد يرتكب جريمة أو يقتل نفسه . " علي الى أين ؟ " لم يستطع كريم منع نفسه من سؤاله , ليجيبه علي بغموض كبير " الى بيت شخص قد يكون متورطا " لم يستوعب كريم قصده بداية , لكنه أدرك عمن يتحدث , بمجرد أن دخلا الحي , الذي تقيم فيه أميرة مع شقيقتها . علي بعدما حفز استجواب الشرطة عقله , عمن يمكنه تدبير هذا الاعتداء , تذكر أن آخر شخص تصادم معه , بسبب ملك كانت أميرة , هو لن ينسى أبدا نظرة الحقد و الغل التي رمقتها بها , حينما كانا في المطعم و المول , هو يعرف أنها مجنونة كفاية , لتقوم بحركة قذرة كهذه , اذا كانت أرادت التخلص من مريم المريضة , أكيد لن تأخذها الرأفة بملك , و ربما كانت ملك الهدف من المطاردة , منذ البداية و ليس ابنته . بالوصول أمام الباب , بدأ علي بالدق بطريقة مهتاجة , على الجرس حتى كاد يعطله , بعد خمس دقائق فتحت أميرة له الباب , و قد شاهدت وجهه في كاميرا المراقبة , كانت ترتدي منامة حريرية , و تبدو كمن أفاق لتوه من النوم . " ماذا هناك ؟ " كان كل ما قالته بنبرة مصدومة , قبل أن يحشرها علي في الحائط المقابل و يهددها مباشرة " أين زوجتي ؟ " صرخ في وجهها الذي عبس أمامه , و قطبت حاجبيها دون استيعاب لسؤاله " و ما أدراني أنا ؟ " " ملك مختفية منذ ساعات " أبلغها بطريقة عامة دون تفاصيل , يريد استبيان صدقها لتجيبه بنبرة ساخرة , جعلته يرغب في خنقها " فعلا ؟ جيد اذا أنها أسدتنا هذا المعروف تلك الدمية الغبية , أكيد اكتشفت أنك لا تستحق العناء , و فرت بجلدها قبل أن تموت قهرا من برودتك , اتضح أنها أذكى مما اعتقدت " على غير ما ظنت أميرة , لم يتفوه علي بحرف ردا على استفزازها , بل شحب وجهه و زاغت عيناه بطريقة أخافتها فبرؤية طريقة انكارها لمعرفتها بالأمر , دب الرعب في قلب علي أكثر , فقد كان يتأمل أن تكون أميرة من فعلها , في محاولة يائسة منها للفت انتباهه و تعذيبه , لأنها كانت ستكون حركة متهورة دون أذى حقيقي , و هو كان سيتوسلها ان تطلب الأمر لانهاء هذا الجنون , كان سيجد طريقة لاستعادة ملك من بين يديها , لكن بسماع ما قالته للتو , تبخر شعاع الأمل الذي قاده الى هنا , فيما يبدو أن الوضع أكثر خطورة , و أن المتورطين جديين تماما فيما يقومون بفعله . أرخى علي قبضته , من على رقبة المرأة الساخطة , و حدق بتيه في الأرض محاولا تجميع أفكاره , قبل أن تقاطعه بصوتها المتشفي " جيد أنها تركتك , أتمنى ألا تجدها أبدا , لتكتوي بالنار التي كويتني بها " تصاعد الغضب مجددا على محياه المنهك , لكن قبل أن يتهور و يخنقها فعلا , كان كريم قد طلب منها العودة الى الداخل , بعدما انتفت علاقتها بالموضوع , و لم تعترض هي بعدما أحست , بأن أمرا مريبا يدور هنا , اقتاده بعدها بكل استسلام ناحية السيارة , ليقود عودة الى المنزل , استعدادا لرحلة البحث عن ملك . . . في البيت كانت فاطمة قلقة جدا , بعدما اتصل بها علي و أخبرها عما حصل , طالبا اتخاذ الحيطة و ارسال أغراض لرنا عند جدتها , بقيت بعدها المرأة ترابط في الصالون الى حين وصوله , لتقابله بعينين محتقنتين , و وجه متورم من كثرة البكاء , و لكنها لم تجرؤ على قول شيء لمواساته , بعدما أشار لها كريم بتركه و شأنه , فلا شيء سيطمئنه حاليا , بقدر أخذ ملك في حضنه و التأكد أنها بخير . و ما كان منها الا أن قصدت غرفتها , لتتفرغ للصلاة و الابتهال الى الله , عله يسمع دعاءها و يعيد الشابة التي اعتبرتها بمثابة ابنة لها يوما . . . كانت الساعة تجاوزت الثانية صباحا حين عودته , اتجه علي مباشرة الى مكتبه و جلس يقابله كريم , ليبدأ الرجلان في اجراء اتصالات , بشخصيات نافذة و على أعلى مستوى , طلبا للدعم للعثور على المرأة المختطفة لكن التحقيق كان صعبا لعدم وجود أدلة , و وصل الى طريق مسدود سريعا , دون حلول في الأفق , لم يكن فريق كريم بأفضل وضعا من الشرطة , فالاحتمالات كانت كثيرة جدا , و حصرها لدراستها يتطلب وقتا لا يمتلكونه , لكنهم بدؤوا بالفعل بتمشيط المنطقة التي عثر فيها , على السيارة و الطفلة من كل النواحي , شقق اتصالات هاتف أرقام سيارات , و كل المشاريع هناك كنقطة بداية , علهم يعثرون على شبه معلومة , تربط المشبوهين بعلي و تقودهم الى ملك . أما علي فقد استخرج كل الملفات و الأعمال , التي دخل فيها حديثا , محاولا العثور على أي شخص , تسبب في اثارة حنقه لدرجة اختطاف زوجته , و محاولا انعاش ذاكرته لحصر قائمة أعدائه , عله يعثر عمن فعلها بمساعدة كريم , الذي كلما أشار له علي باسم ما , سارع لمد رجاله بمعلوماته , حتى يتحروا عن تحركاته الأخيرة . رغم كل هذه المجهودات بدا الأمل ضعيفا , و ما كان منهما الا العمل في انتظار اتصال الخاطفين طلبا للفدية . و رغم أن الشرطة حذرت علي , من التعاطي مع المتورطين , و ابلاغهم مباشرة في حال اتصالهم , الا أنه لن يفكر مرتين , قبل اعطائهم ما يريدونه , مهما كان المبلغ المطلوب , مقابل رؤية ملك بخير . . . مرت الساعات طويلة جدا , و علي يراقب هاتفه منتظرا اتصال أحدهم , وسط صمت قاتل الى بزوغ الفجر , و قد كان توتر أعصابه يزيد كل ثانية , و الأفكار السوداء في رأسه تزداد تزاحما " هل هي على قيد الحياة ؟ هل اعتدوا عليها أو قاموا بايذائها ؟ ما الذي يريدونه منه بالضبط ؟ هل سيطلبون مالا أو خدمات ؟ أو أنهم سيتخلصون منها انتقاما منه ؟ " بتخيل رؤية ملك جثة هامدة , وصل علي حده من التحمل , مد يده و ألقى كل ما على المكتب " لماذا ؟ لماذا يأخذونها ؟ لا ذنب لها في كل هذا , فقط لو قالوا ما يريدون , لكنت أعطيتهم أي شيء , يا الهي ليتني تركتها ترحل سابقا , ليتني وضعت حراسة عليهما , ليتني بقيت معهما في العيادة " كان علي يصرخ بقوة , معبرا عن يأسه و قلة حيلته , شعوره بالندم اتجاه ملك الآن كبير جدا هو لا يعرف كيف سيكمل حياته ان أصابها مكروه . و كان كريم أفضل مرافق , يجلس هناك بكل صبر , تاركا علي ينفس عن غضبه , هو يفهمه جيدا و يشعر بألمه , قد لا يكون لديه عائلة , و لكن أسيل الآن كل ما يملك , لو حصل معها ما حصل مع ملك , سيحرق المدينة بأكملها لن يكون عقلانيا مثل علي . أثناء نوبة غضبه رن هاتف علي , الذي سارع لالتقاطه في لهفة كادت توقف قلبه , ليعم الوجوم ملامحه حينما لمح رقم والدته " نعم أمي " أجاب باقتضاب و قد باحت نبرته المنهارة بكل شيء " كيف حالك بني , هل من جديد ؟ " كانت صفية تشعر بالقلق هي الأخرى , و لم تتمكن من أن تغمض لثانية " لا شيء أمي , و كأن الأرض انشقت و ابتلعتها " صمت الاثنان قليلا قبل أن يسألها " كيف هي رنا ؟ " " بكت لوقت طويل , لكنها نامت أخيرا , الطبيبة قالت أنعا ستعود غدا لمرافقتها , لا تشغل بالك أنا معها " " شكرا أمي , لا أعرف ماذا علي أن أفعل لاستردادها " اعترف علي أمام والدته بقلة حيلته , و ما كان منها الا أن واسته , كما عودته طوال حياتها " اتكل على الله بني , هذا ما يجب أن تفعله , أنت رجل مؤمن و المؤمن مبتلى و مصاب طوال الوقت , ملك أيضا امرأة طيبة , متأكدة أن الله لن يرينا فيها مكروها " استمع علي لكلمات والدته المواسية , قبل أن يغلق الخط و يكثر من الاستغفار , و قد غفل في غمرة جنونه , عن اللجوء الى من لا يرد سائلا , دعاه و توسل فرجه . أرخى علي رأسه الى ظهر الكرسي و أغمض عينيه , و لوهلة بدا و كأنه غفا " هل هناك ما يخيفك ؟ " رفع علي رأسه من الملف , الذي يغرق فيه منذ ساعتين , و حدق بشرود الى ملك التي تعطيه ظهرها , و تجلس قبالة سرير مريم تراقبها , و هي تنام بكل هدوء منذ يومين . لم يرد عليها بأية كلمة , فقد اعتقدها تكلم نفسها أو تهمس لمريم , كما تفعل منذ دخولهما هنا , لمرافقة زوجته المريضة بعد العملية , لكنها سرعان ما استدارت ناحيته , و وجهت له السؤال مجددا , مركزة في عينيه السوداوين , اللتين أنهكهما السهر و كحلهما بهالات سوداء , تثير الشفقة في قلبها " هل تخاف من شيء معين ؟ الرجل الجليدي يجب أن يكون لديه بعض الخوف , مثلنا نحن باقي البشر صح ؟ " قالت تشير اليه , قطب علي جبينه فهو لم يفهم , لم تبدو ملك و كأنها تهذي ؟ هما لا يتبادلان الحديث كثيرا منذ انتكاسة مريم , لكنها بدأت فجأة بالثرثرة , و السؤال عن أمور غريبة , لكنه أراد معرفة ما تفكر فيه , قبل أن يبوح بما يختلج صدره " و أنت مما تخافين ؟ " أطرقت ملك برأسها للحظات , قبل أن تجيبه بصوت خافت , و كأنها تخشى أن يسمعه غيره " أخشى أن يموت من أحبهم قبلي و يتركوني , أخشى أن أراهم يرحلون تباعا , و لا يمكنني فعل شيء سوى أن أرثيهم أتعرف بما أدعو طوال الوقت ؟ " هز علي رأسه نافيا معرفته بأسرارها , لتضيف بنبرة جادة " أن أموت قبلهم فلا أحزن على فراقهم " انقبض قلب علي من تعبيرها المتشائم , قبل أن يجيبها عن سؤالها السابق , عله يبدد احباطها بعض الشيء " أما أنا فأخاف أن أفترق عن الأحياء منهم , حينها سيكون أكثر قسوة , لأنه سيكون جفاءا و قطيعة منهم , أما الأموات فسيذهبون الى مكان أفضل على الأغلب , كما أنهم لا يملكون الاختيار في تركنا " ابتسمت ملك لتعبيره قبل أن تنهره " أنت لا تعرف شيئا عن الحب اذا , مجرد أن يكون من نحبهم أحياء , هي السعادة في حد ذاتها , بغض النظر عن استمرارهم في حبنا , أو في رغبتهم في ابقاءنا في حياتهم , كونهم بخير يجلب الراحة لأرواحنا " حدق لها علي مليا , قبل أن يهز رأسه معارضا " لا أعتقد ذلك , الحب أنانية ملك و ليس ايثارا , أنا لن أحس بأية سعادة , اذا لم يكن من أحبهم بقربي , أصلا لا يجب أن يشعروا بأي فرح بعيدا عني , ان كانوا يستحقون حبي فعلا " هزت ملك كتفيها دون أن تضيف شيئا , ليستفيق علي من رؤياه بشهقة , أفزعت كريم الذي سارع يمد له كأس ماء " ما بك هل أنت بخير ؟ " سأله بقلق ليحدق ناحيته علي بحيرة , و كأنه لم يتعرف عليه , قبل أن يتناول الماء من يده و يرتشف منه " لا شيء غفوت قليلا فقط " " اذا أردت خذ قسطا من الراحة , سأكمل عنك هنا , ملك تحتاجك في كامل قوتك حينما تعثر عليها , لا أريدك أن تنهار وسط الطريق " هز علي رأسه موافقا , لكنه استلقى على الأريكة هناك دون أن يغادر , و دون أن ينام حقيقة , كان يضع ذراعه على عينيه , و يستعيد تلك المحادثة الأخيرة بينهما , قبل وفاة مريم مباشرة " أنا خفت من فقدانها , و هي على قيد الحياة , هل يعقل أن الله سيأخذها مني بالموت ؟ " أخافه تخمينه كثيرا , و كأن القدر يتحامل ضد مشاعره , و يحاول تحريرها من قبضته عقابا له و لتسلطه , لكن اذا كانت حياتها مقابل أن يفترقا مستقبلا , هو لن يفكر مرتين قبل أن يدعها ترحل , و لم يطلع الصباح الا و علي يأخذ وعدا بقسم على نفسه , ألا يبقيها لثانية اضافية , ان هي عادت بخير بعد هذا اليوم . . . . مر اليوم الموالي على علي و كأنه سنة , لم يبرح مكانه لم يأكل و لم يغف حتى لثانية , رغم أن فاطمة كانت تأتي و تروح بالطعام و الماء , الا أنه كان يجلس و يراقب الهاتف أمامه , و لا يستطيع منع نفسه من تخيل الأسوء , و أي سوء أكبر من احتمال عدم رؤية ملك مجددا , و لولا أن الشرطة طلبت منه البقاء في منزله , خوفا على أمنه من جهة , و كونه أكثر مكان قد يلجؤ اليه الخاطفون , للاتصال به من جهة أخرى , لما بقي لثانية هنا , و لكان يهيم الشوارع بحثا عن ملك . حل الليل مجددا و عاد كريم لمرافقته , بعدما حاول تسريع البحث , باستخدام علاقاته الكثيرة دون جدوى , فالشرطة كانت تبذل مجهودا مضاعفا بالفعل في التحقيق . فيما الرجلان غارقين في صمت تام , رن هاتف كريم و كان رقما مجهولا , حدق الى الشاشة مليا باستغراب , هذا هاتفه السري المخصص لفريقه , لا أحد يتصل هنا أبدا , تردد كريم قليلا ثم قرر أن يرد " ألو ؟ " " أعط الهاتف لرئيسك " قال الرجل في الطرف الآخر , دون تمهيد بنبرة آمرة و عدائية . المتورطون يعرفون أن ابلاغ علي عن الاختطاف , سينجر عنه مراقبة هاتفه الشخصي , و هواتف الشركة و البيت من طرف الشرطة , لذلك فقد كان خط مساعده هو الأكثر أمانا . اتسعت عينا كريم بقلق , و قد فهم تقريبا ما يحصل , لكن ما أثار ذعره أن هوية المختطفين , صارت أكثر نفوذا و خطورة , ليصلوا الى رقم لا يعرفه أحد حتى علي نفسه , قام كريم مسرعا من مكانه , و ناول هاتفه لعلي الذي فوجيء بالحركة " أحدهم يريد أن يكلمك " التقط علي الهاتف بلهفة , و كالمرة الأولى تحدث الصوت دون مقدمات " حضر خمسين مليون دولار , سأتصل لاحقا لأخبرك عن مكان التسليم " و أغلق الخط مباشرة , دون أية معلومة اضافية , و دون اعطائه وقتا لتخمين من يكون المتصل . و جن بذلك جنون علي , الذي قام من مكانه و بدأ بالصراخ , و هو يجوب المكتب كنمر جريح " ألو ألو " كل ما كان يريده هو سماع صوت ملك , لا يهم كيف حالتها , المهم أنها على قيد الحياة , لكن الخاطف حرمه من هذا الأمر , أعاد علي الاتصال على نفس الرقم لكنه كان مغلقا , واضح أنهم محترفون و لا يتركون أثرا يقود لهم . " ماذا قالوا ؟ " سأل كريم بتحفز , و أجابه علي دون تردد " لنحضر خمسين مليون دولار بسرعة " " ألن نبلغ الشرطة ؟ " حاول كريم دفعه الى فعل الصواب , لكن علي كان قد حزم أمره " لا لن أعرض حياة ملك للخطر من أجل هذا المبلغ , سأعطيهم ما يريدون " تردد كريم قليلا قبل أن يجادله بتوجس كبير " لكن ألا يبدو لك المبلغ صغيرا و مثيرا للشك ؟ هم أكيد يعرفون من تكون و مقدار ثروتك , قد يكون شركا علي يأخذون المال و يتخلصون منكما " " لا يهم كريم , المهم أن أرى أنها بخير , هذا الخيط الوحيد الذي يوصلني إليها , و أنا لن أضيعه في وساوسي , بعدها بامكانهم فعل ما يريدون " كان علي يبدو منهارا حد اليأس , و لم يستطع كريم المعارضة أكثر " حسنا علي أنا لن أعارضك , لكن هل يمكن أن تسمح لي بالتصرف ؟ " نظر اليه علي بتوجس لكنه وافقه " حسنا لا بأس , لكن دون تعريض حياتها للخطر " وافق كريم على طلبه , و بدأ الرجلان بعمل كل الاتصالات , لتوفير المبلغ في وقت قياسي , كان سيكون الأمر مستحيلا مع شخص آخر , لكن علي بنفوذه تمكن من سحبه , في ظرف ساعات قليلة و في سرية تامة , ثم عاد لانتظار اتصالهم مجددا على أحر من الجمر . في الثامنة ليلا , عاود الخاطف الاتصال على هاتف كريم , و هذه المرة كان علي من رد عليه , و قد بلغ مبلغه من التخمينات السيئة " بعد ساعة في المخازن على طريق الميناء , و لا داعي لتذكيرك أن تكون وحدك , ان أبلغت الشرطة أو رافقك أحدهم , لن تلمح وجه زوجتك باقي حياتك " و أغلق دون أن يعطيه فرصة للنقاش . لم يبال علي بالتهديد , فقد قرر أن يخضع لهم بالفعل , حمل الحقيبتين اللتين تحويان المال , ركب سيارته مصطحبا هاتف كريم معه , و اتجه وحده صوب المكان المحدد , قاد علي لأربعين دقيقة , قبل أن يركن السيارة في أول الطريق , و بقي هناك منتظرا مزيدا من التعليمات بتوتر شديد . بعد ساعة أعاد الخاطف الاتصال من رقم مغاير , كان يغير الرقم في كل مرة , و علي لا يتردد في الرد عليه " المخزن رقم 60 " و انقطع الخط مباشرة . اعتقد علي أن الخاطف سيطلب منه , وضع المبلغ في مكان معين و المغادرة , و بعد استلامهم الفدية سيناقش اطلاق سراح ملك معهم , لكنه تفاجأ به يعطيه مكانا للقاء , راوده فجأة شعور سيء بشأن ما يحصل , و كأنهم يستدرجونه الى مكان ما , لكن لم يكن بمقدوره الرفض , هؤلاء صلته الوحيدة التي سيجد بها ملك , و هو لن يتردد في تلبية طلباتهم مهما كانت مريبة , سيتبعهم الى الجحيم اذا تطلب الأمر ، لكنه كان متأكدا من أمر واحد , أنهم بما طلبوه الآن , هم يريدون شيئا آخر غير المال . تمالك علي نفسه سريعا , و أخذ نفسا عميقا لتصفية ذهنه , ثم ضغط على السماعة في أذنه " هل أنت جاهز ؟ " خاطب كريم الذي كان يستمع لكل ما قيل . علي يعرف أن عليه ترك السماعة هنا , و قطع الاتصال مع كريم , لذلك أراد التأكد من جاهزيته قبل المغادرة " أكيد بعد عشر دقائق " رد عليه كريم مطمئنا , ليعيد عليه علي تعليماته السابقة " لا تبادر لفعل أي شيء , اذا أخذوا المال و نفذوا وعدهم لا تعترض طريقهم " " حاضر علي , أعدك أنني لن أتدخل الا اذا قاموا بالخطوة الأولى " على الطرف الآخر كان كريم جاهزا , يرتدي بدلة جلدية سوداء يضع قناعا , و يركب دراجته النارية باتجاه المكان الذي وصفه الخاطفون , ليصل قبل علي و يستطلع الموقع , كان كريم مسلحا جاهزا لتقديم الدعم في الوقت المناسب , بما أن الأمر يتم دون علم الشرطة , فاحتمال أن يسوء الوضع جد وارد , و هو لن يسمح لهؤلاء بأذية ملك أو علي تحت أنظاره . حينما وصل علي الى المكان الذي وصفه المتصل , حمل الحقيبتين و وقف أمام باب السيارة , كما طلبوا منتظرا الأوامر الجديدة ، و كالمرة الأولى بدل أن يطلبوا منه , ترك المال و المغادرة كما توقع , تفاجأ بشاب أشقر بجسم ضخم يقترب منه , و يشير اليه أن يتبعه دون أن يتكلم , مما صعب عليه أمر معرفة هوية الخاطفين , لكن الاوشام التي كانت تغطي ذراعيه و رقبته ، كانت تنبيء عن الوضعية المشبوهة لهؤلاء المجرمين . لكن ما شد انتباهه أنه لم يكلف نفسه عناء تغطية وجهه , و كأنه لا يهتم ان تعرف علي على هويته , مما زاد في توجسه أن القادم سيء , رغم ذلك لم يتردد في تتبع خطوات ذلك الرجل , غير مبال بما سيحدث . بالوصول أمام باب أحد المخازن , دق الرجل ثلاث مرات , و بعد دقيقة فتح الباب من الداخل , حيث كان هناك شاب ضخم آخر ، بملامح شرقية و اوشام مماثلة , تحدث الرجلان مليا بكلمات غير مفهومة , و علي خمن أنها ايطالية , لكنه لم يكن متأكدا تماما . بعدما اتفقا على أمر ما , اصطحبه الشاب الأول الى داخل المخزن , و سار علي خلفه بخطا متباطئة , و عينيه تمسحان المكان باحثا عن أي شيء , يشير لوجود ملك هنا , كان المخزن فسيحا جدا , مع الكثير من الحاويات التي تأتي من الميناء , و الكثير من الخردوات , أخشاب اطارات سيارات صناديق و غيرها , كما أن رائحة البنزين تملأ المكان , كانت الانارة هنا خفيفة جدا , لا تكفي لاضاءة المكان بأكمله , خاصة الزوايا و الخلفية المعتمة . شعر علي بالقلق على ملك " كيف يكون حالها و قد بقيت هنا ليومين و برفقة هؤلاء ؟ " بعد بضع خطوات توقف الرجل في المنتصف , و مد يديه ناحية علي لأخذ الحقيبتين , لكن علي رفض اعطاءه اياها , هو يعلم أن حياة ملك مرهونة بهذا المال , ان هم أخذوه فقد يتراجعون عن كلمتهم , لذلك لم يتردد في الرفض ، رغم أنه في موقف ضعف لا يسمح له بالجدال , الا أن هذا كل ما يمكنه فعله الآن لانقاذ حياتها . " أرى زوجتي أولا " قال شرطه بكل ثقة , رغم أن قلبه كان يرتجف حرفيا , خشية أن يتهوروا , و يؤذوها ردا على وقاحته . استمع الشاب الى أحدهم , يحدثه في سماعة في أذنه , ثم أشار برأسه الى خلف الحاويات , دون قول أي شيء , ألقى علي الحقيبتين له أرضا , و ركض ناحية المكان المنشود , هو يعلم أن المعلومة قد تكون كاذبة , لكنه لا يمكنه الا تصديقها , كالغريق الذي يتعلق بقشة . بمجرد أن أصبح هناك , حتى لمح ملك تجلس الى كرسي خشبي في الزاوية , يداها مربوطتان و كمامة على فمها , كان لونها شاحبا جدا , و قد اختفى تورد وجنتيها , شعرها منسدل مع خصلات على وجهها تطأطيء رأسها و تحدق بشرود الى الأرض , أما ملابسها فكانت مبعثرة و متسخة . وقف علي مكانه لبرهة لا يقو على الحركة , هو لا يصدق أنه رآها أخيرا , و هي على قيد الحياة , أخذ نفسا عميقا , و كأنه لم يتنفس منذ سنين طويلة . بمجرد أن شعرت ملك بوجود أحدهم قربها , حتى رفعت رأسها بعينين مذعورتين , و اندست أكثر في الكرسي المهترئ الذي تجلس عليه , لكن سرعان ما تحولت ملامحها الى غبطة عارمة , حينما تعرفت على الشخص القادم , اتسعت عيناها بصدمة , و قد تلألأتا فرحا كجوهرتين ماسيتين , و قد بدت كسجين أطلق سراحه للتو من حكم مؤبد وقفت ملك من مكانها فورا غير مبالية بالمختطفين , و ركضت ناحيته بخطوات متعثرة , ليسارع علي بدوره ناحيتها يجره شوقه لضمها , فتح علي ذراعيه لتندس فيهما , و ضمها الى صدره بقوة , و كأنه يرغب أن تخترق أضلاعه , ليحميها و يمنع أذاهم عنها , و قد تسارعت أنفاسه تأثرا برائحتها المميزة , التي تذكره بأنها حقيقية , و هي بخير بين ذراعيه , و قد عادت روحه أخيرا لتسكن جسده , بعدما غادرته لحظة اكتشف اختطافها . استمر علي في ضمها بقوة , شاعرا بخفقات قلبها الذي كان يضرب صدره , لكن لم يعرف ان كان خوفا أو فرحا , كان قلبه يؤلمه لرؤية حالها هكذا , لكنه سارع الى تهدئتها , ببضع كلمات عن أنها ستكون بخير , فك الكمامة من على فمها , قبل أن يضمها مجددا يقبل رأسها , و يربت على ظهرها بكل حنان . شعرت ملك بأمان كبير , بعدما اعتقدت أن لا مخرج لها , من هنا الا الى قبرها , هاهي ترى علي يأتي من أجلها , انعقد لسانها تأثرا لرؤيته , و ما كان منها الا أن غرست رأسها في كتفه , و أخذت نفسا عميقا من الرائحة التي تشعرها بالطمأنينة , بعد دقائق أمسك علي وجهها بين يديه , و حدق اليه متفحصا ملامحها المحببة عن قرب , كانت هناك كدمة على جبينها , يعلوها بعض الدم المتخثر , و أخرى زرقاء اللون تحت عينها , مع خدوش متعددة على خدها الأيسر . امتعض علي لحالتها لكنه لا يملك أن يسأل الآن , فالوقت غير مناسب لذلك اكتفى بالسؤال عن حالها " هل أنت بخير ؟ " و عدل خصلات شعرها المبعثرة , باعثا مزيدا من الدفء الى قلبها . هزت ملك رأسها و أجابت بصوت مبحوح " أجل " رغم الخوف البادي في عينيها , الا أنها صارت بخير بعد رؤيته . ابتسم علي لطمأنتها أكثر " لا تقلقي حبيبتي , كل شيء سيكون على ما يرام " وافقته ملك دون قول شيء , و دون أن تعلق على اللفظ , الذي ألقاه على مسامعها , هي تثق فيه بهذا القدر , لا تعلم متى بدأ الأمر , لكن لو أخبرها علي الآن أن تقفز , من فوق جرف عال فستفعل دون تردد , أزال علي بعدها الحبل من يديها المرتجفتين , و بدأ يراقب جسمها بحثا عن أية اصابات , رغم أن آثار الربط في معصميها كانت سيئة , الا أنها كانت تبدو بخير . كان علي يشعر بالغضب لوضعيتها المزرية , لكنه تمالك أعصابه فهذا ليس وقت الحساب , سيعرف أولا من يكون هؤلاء الأوباش , بعدها لن يفلتوا من يده أبدا . عاد علي و احتضنها مجددا , و كأنه لن يكتفي أبدا من قربها , هذه المرة كانت ملك تلف ذراعيها حول خصره , و تتمسك بقميصه بكلتا يديها و بشدة , و كأنها تخشى أن يختفي من أمامها كحلم جميل . وقف بعدها الاثنان يتشبثان ببعضهما بكل هدوء , و كأنهما نسيا المكان و الزمان , الى أن قطع عليهما سكينتهما تصفيق من الجانب " أوه عصافير الحب الجميلة , قلبي الصغير لا يتحمل " استدار علي ليتفاجأ برؤية وجه , يعرفه جيدا و يبغضه كثيرا " أنت ؟ " سأل بنبرة غاضبة حد السخط . ابتسم الرجل بكل خبث و أجابه " آسف لإفساد هذه اللحظة الرومنسية الجميلة , لكن لدينا أمورا أخرى علينا مناقشتها " . أعتذر عن التأخير فقد أعدت كتابة قسم كبير في خمس ساعات متواصلة بارت مطول لاشفاء غليلكم أتمنى أن يعجبكم , أعرف أنني قاسية بسبب كم التفاصيل و النهايات المعلقة , لكن هذه فكرتي عن التشويق و الاثارة و الا لا داعي للكتابة , ككل مرة أحب سماع آرائكم الملهمة . 😘💞💞 ....... | ||||
05-01-21, 12:39 AM | #1870 | ||||
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 180 ( الأعضاء 63 والزوار 117) ملك علي, أميرة الساموراي, leria255, نجلاء محمد السبد, Sheraz, nada alamal, روجا جيجي, Perr, طربيزة, اسمره جاد, leenalen, Rashaa84, اريج البنفسج, ام على تيتو, هدى نور الدين, هانا مهدى, همس الضلال, NoOoShy, نجمة القطب, ام ارومة, توتا احمد غ, alinoor, لامية لامية, ali.saad, hedia1, بيكهيون, الزنبقة الجميلة, نادية الليل, فراولة البيت, ملوكه*, Alaa_lole, Lolav, الاوهام, انجيليك, hapyhanan, ميادة مجدى, كنوز كنوز+, Suzi arar, راء!, nora74, سبحان اللة وبحمدة, غير عن كل البشر, زمردة الاسلام, أم نسيم, أميرةالدموع, Berro_87, للحياة, dounya, آلاء الليل, maha_1966, Rere4040, 3alloa, marwazaran, اروع احساس, كوكب90, فاطمة الزهراء مروان, ميرا عبده, شاكرة, houdadenguir, هدى الجندى, فراشة أبوها, rowdym, لامار جودت شكرا لصبركم و حماس متابعتكم 💖💖💖💖💖💖🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹 | ||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ، |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|