آخر 10 مشاركات
أغلى من الياقوت: الجزء الأول من سلسلة أحجار كريمة. (الكاتـب : سيلينان - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          39 - ابنة الريح -روايات أحلام قديمة (الكاتـب : فرح - )           »          [تحميل] الــخــوف مــن الــحــب للكاتبة : bent ommha (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          عذراء في ليلة زفافها (22) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          إشاعة حب (122) للكاتبة: Michelle Reid (كاملة) (الكاتـب : بحر الندى - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree678Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-11-20, 07:48 PM   #961

للحياة

? العضوٌ??? » 395100
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 549
?  نُقآطِيْ » للحياة is on a distinguished road
افتراضي


احسنت رائعة

للحياة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-20, 09:28 PM   #962

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي




البارت التسعون فقط من أجلك 💞







" بربك أيتها الآنسة المحترمة , فيما سيفكر أي رجل ،
إن أنت أتيت و عرضت عليه أمرا مريبا كهذا ؟

عن أي شيء بالضبط أنت مستعدة للتنازل , بقولك هذا الكلام المستهتر ؟ "



فيما كريم يقف بتحفز بوجه محتقن , يشير بيديه في كل اتجاه بنرفزة كبيرة و يصرخ ،


كانت أسيل تحدق اليه بدهشة ، مع عينين متسعتين و مملوءتين بالدموع ،
و قد بدأت شفتها السفلى بالارتجاف ،


و قبل أن يكمل ما كان بصدد قوله ، كانت قد بدأت بالبكاء فعلا , لتعلو شهقاتها الصغيرة و تزاحم موجات غضبه ,
و قد وصلت حدها من التحمل , بسبب كل الضغط الذي عانته مؤخرا ,


فكانت اتهاماته بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس , كأس جلدها الذي أنهكته سنوات من التسلط و الاستغلال .



ما قاله كريم عنها كان مؤلما جدا لها ، لم تتوقع أن يسيء الظن بها إلى هذه الدرجة ،
لم تتوقع أن نظرته لها ملوثة الى هذا الحد ,


هي ظنت أنه مختلف عن كل الأشخاص الذين دخلوا حياتها ، و لم يترددوا في التسبب بالأذى المعنوي و الجسدي لها ,

ما الذي جعلها تعتقد اذا , أن كريم هو استثناء هي لا تفهم .


و ها قد اتضح أنه رجل بعقل قذر مثل الآخرين , و الدليل أنه يقف الآن و يصرخ في وجهها و يتهمها ، و عينيه تطلقان شرارا توشك على قتلها .




لكنها لم تفهم لم كان الأمر أكثر إيلاما ، من تنمر شقيقها أو صفعات والدها ؟

ربما لأنها وثقت به من كل قلبها , أو ربما لأنها توهمت أنه يهتم لأمرها بطريقة ما ,
هي حتى بعدما اكتشفت خداعه لها , ظلت تعتقد أنه أكثر الرجال نبلا و مراعاة ,


ليأتي الآن و يحطم تلك الصورة المثالية التي رسمتها له , و يتفوه بكل هذه الكلمات المهينة في حقها .



لم تستغ أسيل هجومه الضاري على أخلاقها , و ما لبثت أن وقفت من مكانها , و علا صوتها هي الأخرى مخلوطا بنشيج ،
لتقاطع كريم الذي كان يرغو و يزبد , و قد فقد شعوره بالمكان و الزمان



" لم تصرخ في وجهي و تؤنبني ها ؟
من تكون حتى تسمح لنفسك بانتقاد تصرفاتي ؟

أنا لا حاجة لي لتخبرني كل تلك الأمور , أنا أعرف مسبقا أنني حمقاء ، و أنني بلهاء دون عقل ،

و إلا ما كنت خدعتني , معتقدة بأنك مجرد سائق طوال هذه المدة ،
حتى أنني أشفقت عليك و تعاطفت معك , و تسببت في احراج نفسي هناك في العشاء "



أخذت أسيل فاصلا و هي تحاول احتواء شهقاتها , و قد تذكرت كيف تلاعب بها , و تركها تخطئ هويته دون تصحيح ,
و قد أتتها الفرصة أخيرا , لتعبر له عن مدى حنقها مما فعله



استرسلت بعدها و هي تحاول مسح دموعها بيد , و تشاور ناحيته بيد أخرى

" سيد كريم أعلم أنني دون فائدة ، لكن ماذا يمكن أن أفعل , و أنا أرى والدي على حافة الانهيار ؟

ماذا عساي أن أفكر , و أنا ليس بيدي شيء لفعله ؟

رغم ذلك لم يطرأ على بالي , التصرف بانحطاط كما تقف عندك و تتهمني ,
كنت أتحدث عن خدمات مشروعة , بعيدا عن القذارة التي ترونها طوال الوقت ,

لكن لم تهتم أنت ؟

فأنا مجرد دمية رخيصة للتسلية بالنسبة لك و لغيرك , و لا بأس معي بعرض نفسي ,
على أشخاص آخرين للاستمتاع كمهرج سيرك


لكن أحب أن أخبرك أنك لست مجبرا , على التدخل لانقاذي كل مرة , و أنا أعفيك من معرفتي المخجلة , التي أنكرتها سابقا بالفعل "



أفرغت أسيل ما في جعبتها , في وجه كريم الذي التزم الصمت , بملامح متجهمة و قد آلمته كلماتها , فهو لم يقصد ما فهمته ,
هو كان يتحدث عن سوء نية الآخرين باستغلال طيبتها , و لم يعن تصرفها بانحراف .



كانت تقف هناك تلومه و تبكي بحرقة , قبل أن تندفع ناحية الباب , و هي تعرج برجلها المصابة , تريد الخروج من هنا ,
و قد أدركت أنها أعطته فكرة خاطئة , بقبولها القدوم الى شقته الخاصة ,



برؤية حالها دخل كريم في حالة ارتباك قصوى ، و شعر بالاستياء الشديد من نفسه ،
هو لم يقصد أن يتسبب لها بالأذى ، فآخر شيء يريد رؤيته هي دموعها


مرر كريم أصابعه بيأس على شعره , و أخذ أنفاسا عميقة محاولا السيطرة على أعصابه

" تبا "

تمتم ساخطا و هو يراقب أسيل تقف ممسكة بالقفل ، تحاول فتح الباب و هي مستمرة بالبكاء .




" لم لا يفتح هذا الباب ؟ هيا افتحه أريد المغادرة "

كانت أسيل تلتصق بالباب , و هي تحرك القفل بتوتر واضح ,
دون أن تلاحظ أن كريم أمنه بعد دخوله , كحركة معتادة من طرفه .



بادراكه أنها لن تتراجع عن الرحيل , و هي حزينة و مقهورة منه بهذا الشكل , تحرك كريم أخيرا ناحيتها بخطى متأنية ,


وقف قربها و تردد قليلا , قبل أن يمد يده و يضعها على يدها التي تمسك القفل ،
ثم رفع يده الأخرى , و وضعها على رأسها لتهدئتها كطفل غاضب


" أنا آسف "

قالها بنبرة نادمة و دافئة , و قد بدا صادقا في اعتذاره .


بسماعها كلماته توقفت أسيل عما تفعله , لكنها لم تبرح مكانها , و قد بدأت دموعها في الانحسار أخيرا .



دنا كريم منها أكثر , حتى لم يعد بينهما أية مساحة ، و قد شعر ببعض الرضا لأنها استكانت أخيرا ,
مما يعني انها ستصغي الى ما يريد قوله


لذلك تشجع و أضاف , و قد أصبحت نبرة صوته أكثر هدوءا , و عاد الى حالته الرصينة المعهودة

" آسف لأنني صرخت في وجهك لم أقصد تعنيفك ,
ثم أنا قلت متهورة , و ليس حمقاء هناك فرق ,


و كل ما قلته كان تشكيكا في نوايا الآخرين تجاهك , و ليس اتهاما لك أو طعنا في أخلاقك ,
أنت لست رخيصة , و لا تقولي ذلك عن نفسك مجددا "



صمت كريم بعدها قليلا ثم استرسل , أمام غياب أية ردة فعل من المرأة أمامه ,
و التي كانت تقف مطأطأة الرأس , تأخذ أنفاسا عميقة


" و آسف لأنني تركتك تعتقدين أنني سائق لوقت طويل ,
لم أقصد خداعك , لكنني لم أجد فرصة مواتية لتصحيح المعلومة "



رفعت أسيل رأسها أخيرا لتحدق الى عينيه , و هو بصدد الاعتذار فصوته بدا متأثرا جدا ,

كانت متفاجئة منه و هو يدلي , بهذا الكم من الكلمات دفعة واحدة , لأول مرة منذ تعرفت عليه ,
لطالما كان الرجل الصامت , فيما هي تثرثر دون انقطاع ,

و لتكون صريحة بدا صوته الأجش , أكثر عذوبة و هو منغمس في التحدث معها .




انتبهت أسيل أخيرا الى الشق الأخير من تصريحاته

" هو محق , هو لم يقل يوما أنه مجرد سائق ,
هي من اعتقدت الأمر خطأ , و تعاملت معه على أساسه "



لم تجد أسيل ما تجيب به كريم , غير أن تهز رأسها مشيرة إلى أنها قبلت اعتذاره .


وقف بعدها الاثنان يحدقان الى بعضهما لبعض الوقت , قبل أن يتدخل كريم مجددا و يضيف

" الآن أريدك أن تعديني , ألا تأتي مجددا للبحث عن علي ,
و لا تكرري ما قلته سابقا على مسامع أحد ,

و أنا أعدك أن أبذل جهدي لحل الموضوع "

قال لها بتأن و بصوت هامس , و هو يدقق في عينيها يريد وعدا منهما .



حدقت اليه أسيل بعينيها الدامعتين , بملامح مشوشة و كأنها لا تفهم ما يقوله

لم سيفكر هذا الرجل بمساعدتها بعد كل ما حصل ؟



لكن كريم لم يبرح مكانه , كان ينحني عليها حتى يكون قريبا منها ,
مبقيا على يده ممسكة بيدها على القفل , و منتظرا بصبر وعدها له ,


راقب كريم ملامحها المحببة عن قرب بتيه كبير , قبل أن يمد يده بذهن مغيب , و يمسح دمعة علقت في زاوية عينها .



بمجرد أن لمس ابهامه وجهها , انتبهت أسيل الى أنهما يقفان شبه متلاصقين ,
مما أربكها لتتراجع خطوتين الى الخلف , محاولة تمالك نفسها و ردت على طلبه



" حسنا أعدك , هل يمكن أن أغادر الآن ؟ "

قالت بصوت هامس , بعدما شعرت بعدم الراحة من الوضع ,

صحيح أن كريم لم يقم سابقا , بما يثير شكها ناحيته , إلا أنها من الأفضل أن تبقي مسافة بينهما .



حك كريم رأسه بحرج , و هو يقف يتأملها بتمعن ثم أجابها

" لا أعتقد أن بامكانك السير هكذا في الشارع "



و أشار الى حالها المزرية , كان وجهها متورما بسبب البكاء , عينيها محتقنتين و ركبتها عليها آثار دم ,

اضافة الى أن فستانها كان متسخا , و قد تحول لونه الأبيض الى خلطة ألوان داكنة .



شعرت أسيل هي الأخرى بالاحراج من منظرها , و ظهر الارتباك على وجهها ,
ليتدخل كريم و يقترح مجددا

" بامكانك استعمال الحمام أولا "

ثم أشار بيده

" آخر الرواق الى اليمين "



ترددت أسيل قليلا تناقش نفسها , قبل أن تنصاع لطلب كريم , و تتجه بخطوات متأنية ناحية الحمام ,

أغلقت الباب من الداخل , و هي لا تعرف ان كان عليها , أن تثق بهذا الرجل تماما أو لا ,
هي حتى لا يمكنها التنبؤ بتصرفاته و نواياه ،



لكن الحق يقال لطالما كانت معه , في مواقف كثيرة وحدهما , و لكنه لم يستغل الأمر يوما و لم يتعد حدوده ,
بالعكس هي لسبب ما تشعر بالأمان في وجوده .



حدقت أسيل في المرآة مليا , و بدأت بغسل وجهها و يديها , ثم حاولت تنظيف الدم من على الفستان ,
لكن البقعة أصبحت أكثر سوءا ، و اتسعت رقعة اللون الأحمر , على ذيله لتصبح أكثر بشاعة .




ببقائها مطولا في الحمام شعر كريم بالقلق

" هل أنت بخير ؟ "

سأل بعدما تقدم و وقف خلف الباب مباشرة



أجابت أسيل بصوت متذمر , و قد تفاجأت للحاقه بها

" أجل , لكن أعتقد أنني لوثت الفستان أكثر "



صمت كريم لدقائق حتى اعتقدت , أنه غادر و تركها تتدبر أمرها ,
لكنه عاد و دق الباب مجددا

" خذي "



ترددت أسيل مجددا و لكنها فتحت له الباب ، ليمد كريم يده دون أن يخطو الى الداخل و يكلمها

" بدلي الى هذا و أعطني الفستان سآخذه للتنظيف "



" لكنني أريد المغادرة "

اعترضت أسيل بصوت خافت ، هي لا تريد أن تبقى أكثر هنا ، و لا تريد أن تغير ملابسها ,
في وجود هذا الرجل و في شقته الخاصة ,


لكنها أيضا لا يمكنها العودة بهذا الشكل , يا الهي هي حتى لا يمكنها تخمين , ردة فعل شقيقها ان رأى حالها هاته .



قاطع كريم تفكيرها و عرض مجددا

" سأطلب تنظيفا سريعا , لن يستغرق الأمر أكثر من ساعة ,
المحل في الطابق الأرضي "





استسلمت أسيل لعرضه , و مدت يدها و أخذت ما بيد كريم , ثم أغلقت الباب مجددا

" ما هذا ؟ "

سألت باستغراب بعدما فتحت الكيس و رأت ما يحتويه



" منامة اشتريتها مؤخرا لم أستعملها بعد , تدبري أمرك مؤقتا الى حين اعادة الفستان "


حسنا هي لن تتوقع أن يمتلك ثوبا نسائيا هنا , لذلك قررت الرضوخ للانتهاء و المغادرة سريعا .



لبست أسيل القميص على مضض , و أعطته فستانها كما طلب , و ما لبثت أن سمعت صوت باب الشقة يغلق منبئا عن خروجه .



رفعت بعد ذلك السروال أمام عينيها ، كان كبير الحجم و ركبتها تؤلمها , لن تستطيع تحمل أن يحتك بها الى أن يعود كريم ,

لذلك اكتفت بالقميص الذي يصل الى ركبتيها , تماما كما هو طول فستانها .

رغم ذلك اضطرت الى طي الكمين مرتين حتى لاءماها , كانت و كأنها تسبح داخل المنامة العملاقة


" يا الهي ما الذي يأكله هذا الرجل , حتى ينمو بهذه الضخامة ؟ "



بعد أن تأكدت أسيل من أن شكلها ملائم , غادرت الحمام و بدأت باستكشاف الشقة بفضولها المعتاد ,

كانت واسعة و فخمة جدا , بتأثيث عصري و ألوان هادئة ,
كل الأجهزة الحديثة موجودة , مع جو مستكين يشجع على ممارسة اليوغا .



مقابل الحمام توجد غرفة نوم بسرير ملكي , كبير كفاية ليسع المارد الذي يسكن هنا ,

كان كل ما فيها باللون الأسود أو الرمادي , الستائر الأغطية حتى الأثاث ,
رغم الماركات الفاخرة , الا أنها كلها باللون القاتم ,


شعرت أسيل بالرهبة من المنظر

" هل يعاني هذا الرجل من عمى ألوان أو ماذا ؟

ألم يخبره أحد أن هناك ألوانا أخرى غير الأسود ؟

لا عجب انه لا يبتسم أبدا , أكيد سيصاب باكتئاب مزمن , مع كل هذا الحداد الذي يحيط نفسه به ,

لو أنه يتركها لي سأحولها الى قوس قزح "



تمتمت لنفسها و هي تتخيل , اللون الزهري و السماوي يغزو المكان , مع ابتسامة خبيثة على جانب فمها ,
فالصنم أكيد سيصاب بأزمة قلبية , ان أقدمت على فعل ذلك .



ألقت أسيل بعدها نظرة على الغرفة المجاورة , و التي كانت مجهزة بآلات رياضية كثيرة , و كأنها قاعة تدريب محترفة ,
و قد فهمت أخيرا , لم بدا مثل جرافة مقاتلة هناك في المطعم .


" أكيد يتدرب أكثر مما يتحدث , و الا ما انتبجت عضلاته الى تلك الدرجة "




عادت بعدها الى الصالون , حيث كانا يجلسان سابقا , ثم اتجهت مباشرة الى المطبخ المفتوح ,
فقد أرادت كأس ماء لأنها شعرت بالعطش ,

لكن بعد أن فتحت الثلاجة أصيبت بالدهشة , لا شيء داخلها سوى قوارير الماء , و لا حتى حبة زيتون واحدة .



" أنا أشك من يوم الى آخر , أن هذا الرجل هو رجل آلي يشحن بالكهرباء ,

يا الهي كأنه يعيش على الهواء , و لا يحتاج أن يأكل مثلنا "



استمرت أسيل تقف أمام المبرد , و دفعها فضولها مجددا , الى فتح المجمد و القاء نظرة ,

لكنها حدقت لدقيقة كاملة , قبل أن تدرك أن العلبة الوحيدة الموجودة هناك ,
هي لقطعة حلوى بها قضمة واحدة , و بالتركيز فيها اكتشفت شيئا أدهشها



" أليست هاته قطعة الحلوى التي اشتريتها له ؟
حتى الملاحظة التي تركتها له معها

هل يعقل أنه يحتفظ بها منذ ذلك اليوم ؟
هو قال أنه لا يحب الحلوى , لم حملها الى هنا اذا ؟ "



شعرت أسيل بالغرابة , ربما لو كان رجلا آخر غير كريم , لفسرت الأمر بشكل رومانسي , لأن قلبه لم يطاوعه أن يرمي شيئا اشترته له , لكن مع كريم أكيد الأمر مختلف

فهو رجل غير عاطفي , عملي و براغماتي لا يتعامل بالأحاسيس , هو حتى لا يبتسم كباقي البشر .



فكرت دون أن تعلم أن كريم لم يكن ينام , قبل أن يلقي نظرة على القطعة لأنها تذكره بها ,
فلأول مرة في حياته يهديه أحدهم شيئا , دون أن يطلب المقابل و دون استغلاله .


" أكيد نساها هنا , أو ربما يفكر في استخدامها لقتل أحدهم مثلا ؟ "

قالت مخمنة سبب وجودها هنا من الأساس .



أثناء تحقيقها المتطفل , سمعت أسيل الباب يفتح , فأعادت العلبة مكانها بكل حذر ,
و سارعت للعودة الى الصالون ، لا تريده أن يعتقد أنها تتجسس على أموره الخاصة .


كان كريم يقف أمام الباب , و يحدق في الأرجاء بحثا عن ضيفته المشاغبة ,
ليتفاجأ بها تخرج من المطبخ , و هو الذي اعتقد أنها لا تزال تعتصم في الحمام .



لكن المفاجأة تحولت الى دهشة , حينما انتبه الى ما ترتديه , لم يتوقع أن تبتلعها منامته هكذا ,
كانت ضعف حجمها بامكانها لفها عليها مرتين ,

و قد انتبه الآن فقط أن قياساته غير طبيعية , أو ربما حجمها من ينتمي الى فئة الأقزام ؟


ثم هي لا ترتدي غير القميص , رغم أنه متأكد أنه أعطاها الطاقم كله ,


كان منظرها طريفا تبدو مثل سبونج بوب , لكن ذلك لم يمنعه من التحديق مطولا الى رجليها الرشيقتين , اللتين تطلان تحت طرف القميص ,

وصولا الى قدمين صغيرتين بأصابع دقيقة , تغوصان حافيتين في زربيته الوثيرة ,
التي شعر ناحيتها ببعض الغيرة ,


و قد أظهرهما تناقضهما مع اللون الأسود , أكثر بياضا بطريقة مثيرة ,
جعلته يبتلع ريقه بصوت مسموع , دون حتى أن يدرك وضعه المتلصص .




" احم "

قاطعت أسيل شروده بوجنتين متوردتين , و هي تحاول تضييق فتحة الصدر بيدها ,
و رفع كميها المنزلقين من وقت لآخر .



رفع كريم رأسه للتحديق ناحية وجهها بملامح مشوشة , و كأنه أدرك الآن فقط أنه كان يلتهمها بنظراته


" أردت كأس ماء "

أشارت بيدها لشرح سبب وجودها في المطبخ , و هز كريم رأسه دون قول شيء ثم أشار لها

" خذي , تناولي هذا "



و أعطاها الأغراض التي دخل يحملها في يده , و التي كانت تحوي علبة عصير و قطعة حلوى ,


و كما توقع اتسعت عيناها من الفرحة , تركت انشغالها بالقميص فورا , أخذت ما بيده و جلست الى الأريكة سريعا ,
و بدأت تفرغ محتواها استعدادا لالتهامها


" يا الهي شكرا لك , لقد نزلت صباحا دون أن أفطر "



شعر كريم بغصة في قلبه , بعدما أدرك حجم توترها من مجيئها الى هنا ,
و هو زاد الطين بلة بلومها و تأنيبها كرجل همجي .



" على الرحب "

أجابها كريم ثم تركها تأكل على راحتها , و قصد المطبخ لإحضار علبة المناديل ,
و على فمه ابتسامة خفيفة , فقد كان يشعر بالرضا لسبب ما .



في المطبخ ألقى كريم خفية نظرة على المجمد , للاطمئنان على كعكته الحبيبة , خشية أن تكون العلقة رأتها أو رمتها ,

هو لن يسمح لها بأخذ مؤنسته الوحيدة , لكنه أخذ نفسا عميقا حينما رآها مكانها .




عاد بعدها يحمل العلبة و كأس ماء , وضعها أمامها على الطاولة ,
ثم جلس الى الأريكة المقابلة يراقبها , و هي تلتهم ما اشتراه باستمتاع كبير ,


هو لم ينس يوما ولعها بالشوكولا , و هو مستغرب كيف أنها سهلة الارضاء هكذا , أشياء بسيطة جدا تنسيها همومها و أحزانها .



ساد المكان صمت لدقائق , لا يسمع الا صوت استمتاع أسيل بقطعة الحلوى , تحت أنظار كريم التي تتفحصها بدقة , دون حتى أن يرمش ,

و قد كانت همهماتها الرقيقة , تدغدغ قلبه و تشعره بغبطة كبرى .



شعرت أسيل بالحرج من تصرفها , و حاولت تبديد الجو المريب , بفتح موضوع عام للنقاش ,
كعادتها لا يمكنها التوقف عن الثرثرة لأكثر من دقيقتين

" كيف حال السيدة ملك ؟ "

سألت فجأة عن أمر مشترك بينهما , و لم يتوقع كريم أن تذكرها , لكنه أجاب ببساطة

" بخير "



أضافت أسيل بنبرة شفقة

" بدت حالها سيئة ذلك اليوم "

" أجل , لكنها الآن بخير "



حدقت أسيل الى وجه كريم قليلا , ثم قالت بعد تردد واضح

" ذلك الرجل كان يكذب بشأن ما قاله , كان واضحا أنه يحاول تبرير فعلته الدنيئة , بالقاء اللوم عليها و الصاق التهمة بها ,

جيد أن السيد علي لم يصدقه و أعطاه ما يستحقه "

قالت معلقة على تحرش بهجت بملك ثم اتهامها باغوائه .




بانهاء كلامها ضيق كريم عينيه فجأة , أصبحت نظرته قاتلة , و تحول لون وجهه الى الأسود ,
و جلس على طرف الأريكة بتحفز قبل أن يسألها

" هل أقدم على فعل شيء ما معك ؟ "

و الا كيف يمكن أن تكون متأكدة إلى هذه الدرجة ؟



كانت نبرته مخيفة جدا , و شعرت أسيل أن قلبها ارتجف مع السؤال ,
اتسعت عيناها عن آخرها , و قد أدركت معنى ما قاله , فسارعت و وضعت القطعة من يدها


" لا لم يفعل معي شيئا "

قالت و هي تحرك يديها الصغيرتين , أمام وجهها نافية افتراضه ,
و استمر كريم في تفحص ملامحها بحثا عن الحقيقة .



كانت نبرة الغيرة و التملك , واضحة جدا في كلام كريم , لدرجة أجفلت أسيل و شوشت تفكيرها ,

أصلا بهجت عليه أن يحمد الله , لأن المرأة التي تحرش بها هي ملك و ليس أسيل ،
لأنه حينها لم يكن ليغادر حيا , و كان كريم قد قطعه الى أشلاء قبل التوقف ,


و لم يكن سيؤثر فيه توسلات أحد كما حصل مع علي , الذي توقف حينما طلبت ملك منه ذلك ,

حسنا هو أدرك يومها نقطة ضعف صديقه .



برؤية ملامحه المغتاظة أضافت أسيل , محاولة اقناعه مع ابتسامة مرتبكة

" ثم ملك جميلة جدا , لم سينظر إلي بدلا عنها ؟ "




صمت كريم قليلا و قد ارتخى تشنج ملامحه , ثم رفع حاجبه و قال بصوت دافيء رغم جديته

" أنت أيضا بدوت جميلة جدا يومها "





"....."

اختفت الابتسامة من على وجه أسيل , و قد صدمها تعليقه الصريح ,
و هي التي اعتقدت أنه لم يلاحظ حتى وجودها ليلتها .



ارتجفت يداها و سارعت لطأطأة رأسها , و انهمكت في التهام الكعكة مجددا ,
محاولة تفادي نظرات كريم الوقحة التي تكاد تلتهمها , بالاسراع في اكمال ما بيدها ,


لكنها غصت و اختنقت و بدأت بالسعال كديك , و هي تضرب صدرها بكفها



" على مهلك "

نهرها كريم و مد يده لها بكأس الماء



تناولت أسيل الكأس من يده و شربت قليلا , ثم بدأت بأخذ أنفاس عميقة , حتى تتأكد من نزول اللقمة ,


الآن فقط لاحظ كريم , أن هناك قطعة عالقة في طرف فمها , و هو يتأكد يوما بعد الآخر ,
أن هذه العلقة فوضوية , بحال ميؤوس منها مثل الأطفال .



نهض كريم من مكانه , و انحنى على الطاولة بينهما , يحمل منديلا في يده , حتى وصل أمام وجهها مباشرة ,

تراجعت أسيل الى الخلف , معتقدة أنه يحاول فعل شيء غير لائق , لكنه اكتفى بمسح بقايا الحلوى بكل هدوء من على وجهها ,
و هي تحدق اليه بعينيها الواسعتين بترقب .



انتبه كريم الى نظراتها , و بقي هو الآخر مكانه يحدق لثوان , قبل أن تخرج أسيل لسانها و تلعق شفتيها ،
لتنتقل عينيه من عينيها الى شفتيها بنظرة حارقة , و قد بدت الحركة مغوية بطريقة قاتلة ,


لاشعوريا و خلال ثوان دنا كريم أكثر منها , حتى صارت أنفاسها تلمس وجهه , و لم يبق الا شعرة بينهما و بين قبلة وشيكة ,
و قد اشتعل بؤبؤاه بنار , التهمت البرودة التي كانت تعتريهما ,



شعرت أسيل أن قلبها سينفجر من شدة خفقانه , و اشتعل وجهها و كأن حرارتها ارتفعت ,
مع تغير لونها الى الأحمر الفاقع , و كأنها حبة طماطم طازجة .



كريم الذي لم يبد عليه الارتباك بقدرها , كان أول من تراجع فجأة , بعدما أدرك غرابة الوضع


" سأرى ان كان الفستان جاهزا "

و غادر مسرعا دون حتى أن ينظر ناحيتها , أو يسمع ردها على ما قاله ,
و قد شعر بأن قلبه على وشك القفز من غلافه .




بقيت أسيل جالسة مكانها , و كأنها تجمدت و أصبحت صنما , تحدق أمامها بتيه و فمها مفتوح ,

لكن بعد اغلاق الباب استفاقت , و ركضت ناحية الحمام , و هي لا تفهم ما الذي حصل قبل قليل .



كريم الذي ركض بدوره ناحية المصعد , كان يلتقط أنفاسه بصعوبة , كان قلبه يدق بسرعة هو الآخر ,
و يداه ترتجفان ارتجافا شديدا , لم يشعر به حتى و هو يصوب بندقيته لاطلاق النار



" ما الذي يجري معي ؟ هل علي رؤية طبيب ؟ "

كان يتكئ بجبينه على باب المصعد , و يفرك صدره بيده لتخفيف الرفرفة هناك .



ليست المرة الأولى التي يتقرب فيها من أحدهم , لكنها أول مرة لا يرغب فيها بالتراجع , و البقاء هناك لا بل الاقتراب أكثر ,
و قد زال فجأة رهاب الاحتكاك الذي يعاني منه ,


أراد أن يكمل طريقه , و ينهل من الجرة الشهية أمامه , دون أن يعرف ما ينتظره هناك , لكنه توقع شيئا يشبه الشهد ,


و قد راودته فجأة فكرة داهمة , ليمد يده و يأخذها في حضنه , و يشبع فضوله المبهم الجارف ,
لكنه حمد الله لأنه استعاد رشده في آخر ثانية .




في الشقة كانت أسيل تقف مقابل المرآة , محاولة غسل وجهها بماء بارد , للتخلص من الحمرة التي اعترته ,
و تضع يدها على صدرها محاولة تهدئة روعها


" ما الذي كان يحاول فعله هناك ؟ هو لم يفكر بالتحرش بي صح ؟ "

سألت نفسها بصوت مرتعش , و هي تتأمل ملامحها في المرآة

" ثم لم هذا الشعور الآن ؟ هذا ليس خوفا صح ؟

أنا لا أخاف منه و لم أفعل يوما , ثم سبق و أن كنا مقربين لمرات كثيرة , دون ردة فعل مشابهة ,

ما الذي يحصل معي اذا ؟ "





بقيت أسيل جالسة على جانب الحوض , و قد قررت ألا تواجه كريم بعد ما حصل , و أنها ستغادر مباشرة بعد استعادة فستانها ,

هي لن تغامر و تأتي مجددا الى هنا , فلأول مرة تشعر بهذا القدر من الاحراج و الارتباك من أحدهم ,


لم يكن عليها اغفال أن كريم رجل كالآخرين , ما كان عليها التصرف بكل أريحية و تلقائية أمامه
دون أن تدرك من أين واتتها الجرأة , لتثق به هذه الثقة العمياء .


لامت أسيل نفسها على سذاجتها ، و قد أدركت أن ما رأته , في عيني كريم كان شغفا و افتتانا ،
لم تعتقد أن رجلا متحجرا مثله قد يشعر بهما .


.
.
.



" و ها قد انتهينا "

علقت علياء بمرح بالغ , و هي تضرب يد ملك , التي تحاول تلمس قناع الوجه الذي وضعته لها


" هاي لا تلمسيه ستفسدينه "



و عادت للاستلقاء على الكرسي الى جانب مريم , التي تلتزم الصمت مع قناع على وجهها ,

و قد حظيت بشرف تجريب قناع علياء السحري قبل الأخريات , بعدما أخذت وقتا طويلا ,
و الكثير من الحجج لاقناعها بالنزول معهن ,



استلقت ملك هي الأخرى باستسلام على كرسيها , و قد قامت مع الخادمات صباحا , بتحضير الجلسة الى جانب حمام السباحة , مع الكثير من العصائر و الحلوى ,


فيما قضت علياء ساعة , لتحضير قناع طبيعي للوجه , رغم أنها قالت أنها تملك الكثير , من المواد بماركة عالمية في حقيبتها , و التي اصطحبتها معها من صيدليتها .





" علياء ابنتي هذا القناع ينغز ,
هل أنت متأكدة أنه آمن ؟ "

تذمرت فاطمة التي جرتها علياء الى المجموعة , للاستفادة من خبرتها في التجميل ,
لكن المرأة المسنة كانت خائفة , من أن تحترق بشرتها بخطأ بشري .



و سرعان ما أضافت ملك بتوجس ظاهر

" أجل و رائحته سيئة , ماذا وضعت فيه علياء ؟
قد يسبب لنا حساسية "



" مكوناته سرية , هذه خلطتي الخاصة , توقفا عن التذمر و الا سأحرمكما منها ,
انظرا كم أن مريم مطيعة و هادئة "

قالت علياء و أرسلت نظرة فخر ناحية مريم



" أنا أشعر بالنعاس , هل هذا طبيعي ؟ "

قالت مريم ردا على اطرائها مما أشعرها بالصدمة



" اما أن تسكتن أو سآخذ أغراضي و أذهب عند والدتي "

قالت علياء مهددة و قاطعتها فاطمة


" لا حبيبتي ابقي هنا , لن نفلت من غضب صفية ان حصل خطب لبشرتها ,

لكن أحذرك أن علي سيعلق مشنقتك , ان تسببت في تشويه وجهي زوجتيه "


قالت جملتها الأخيرة بهمس , حتى لا تثير حفيظتهما , لكن علياء تجاهلتها تماما ,
و هي مقتنعة أن علي لن يتعرف عليهن حينما يعود .



" لا تهتمي بعلي خالة فاطمة , عليك أن تشغلي بالك بعم صالح ,
الذي سيطير ما تبقى من عقله , حينما يراك أكثر نظارة و شبابا "

ردت علياء بنبرة خبيثة محاولة مشاغبتها



" يا الهي , أيتها المجنونة سليطة اللسان "

صرخت فاطمة عليها و غطت عينيها حرجا , فيما بدأت علياء بالضحك حد القهقهة .



و سرعان ما أثار الحوار فضول ملك للفهم

" ما علاقة عم صالح بالأمر ؟ "


سألت علياء التي أجابتها , بنبرة متحمسة و بعينين لامعتين , رغم تعثر كلماتها بسبب القناع

" الأسطورة تقول أن فاطمة كانت حب صالح الأول , لكنها تزوجت من رجل آخر , و هو اعتزل النساء بعد ذلك ,
متأملا في أن تقبل فاطمة به بعدما أصبحت وحيدة "



" يا الهي فعلا ؟ عم صالح المسكين "

ردت ملك بصوت متعاطف , و قد رق قلبها لحال العجوز البائس .



" علياء اما أن تكفي عن همزك عني , أو سأحرمك من الدخول الى هنا مجددا "

هددتها فاطمة بجدية بسبب نميمتها ,

لكن علياء أصرت على تصريحها , تحت الأنظار المراقبة من ملك

" ليست همزا فطوم "

خاطبتها باللقب الذي يدللها به صالح عمدا , و غمزتها بشقاوة قبل أن تضيف


" هل يمكن أن تخبريني اذا , لم يقبل العمل كبستاني هنا رغم أنه يملك الكثير ؟

المسكين يتشبث بالمكان فقط حتى يبقى قربك , و أنت لا تريدين أن تفطمي علي و تعيشي حياتك "



شهقت ملك و فاطمة في ذات الوقت , للتصريح الجريء من علياء , التي بدأت بالضحك مجددا ,


فما كان من فاطمة الا أن نهضت من مكانها , للفرار من شغبها الذي لن ينتهي

" أنا المخطئة لأنني أجاريكن , سألقي نظرة على الغداء لا أريده أن يحترق , استمتعن بوقتكن "

و غادرت ناحية البيت بملامح خجلة كعروس عذراء .



" لم أحرجتها علياء ؟
تعرفين أنها لا تحب الحديث في الموضوع "

كانت مريم من تحدث أخيرا , لمؤازرة فاطمة التي تعتبرها أما حقيقية لها .




" هل الرجل يحبها فعلا ؟ "

سألت ملك بفضول و قد رق قلبها لحالتهما , لترد عليها علياء مؤكدة على ما قالته قبل قليل ,
فهي لم تكن تمزح


" أجل و هي تراها عيبا كبيرا أن يصرح بمشاعره , رغم أنني متأكدة أنها تميل له هي الأخرى ,
لكنها تخشى كلام الناس , رغم أنها ترملت منذ زمن بعيد "



" لم لا يتزوجان اذا ؟ لم يكن السن يوما حاجزا للسعادة ,
على الأقل يبقيان سويا ما تبقى من عمرهما , و من يدري قد يعيشا مديدا "

اقترحت ملك بجدية تامة و أجابتها مريم


" طرح علي الفكرة عليهما مرارا بالفعل , حتى أنه أبقى المضافة التي في الحديقة ,
مجهزة و فارغة خصيصا لهما ,

لكن فاطمة مترددة جدا , و ترفض الحديث في الموضوع الذي يحرجها "



تحمست ملك كعادتها و همست لهما

" لم لا نقوم باقناعها اذا ؟
سيكون رائعا ان تزوجا , بعد كل هذا العمر من المشاعر الصادقة "



تنهدت علياء و تمتمت بينها و بين نفسها بحنق

" تخطط لتزويج الآخرين , و تكاد تقتل شقيقي كمدا بتجاهلها "


" ماذا قلت ؟ "

سألتها ملك و لم تفهم ما قالت , لكن علياء سارعت لتبديد شكوكها

" لا شيء قلت ان شاء الله "





ساد بعدها صمت المكان , و النساء مستلقيات تستمتعن بحمام شمس دافئ , بانتظار نتائج القناع المريب ,


قبل أن تقطع عليهن الطفلة خلوتهن , و هي تحمل ملابس سباحة في يدها ,
و كالعادة هدفها الأول ملك , التي وقفت أمامها و بدأت باستعطافها , لتسمح لها بالسباحة لكنها رفضت


" لا حبيبتي , والدك قال ألا تسبحي الا في وجوده ,
سيغضب ان خالفت كلمته "



" ملك لا تتكلمي , ستحصلين على تجاعيد بشعة بعد غسل القناع "

نهرتها علياء لتجعلها تصمت



لكن الطفلة كانت مصرة , و قد أغراها الماء تريد السباحة , و ربضت أمام ملك بملامح مبتئسة ,
و كلها يقين أنها سترضخ في الأخير ,


لكن ملك لم تكن تعارض ذلك , الا بعد أن أخبرتها فاطمة أنها كادت تغرق مرة ,
و من يومها لا يسمح لها بالسباحة الا في وجود علي .



" رنا دعي ملك و شأنها هي لا تريد السباحة , لا تكوني لحوحة "

حاولت مريم ثنيها عن محاولاتها دون جدوى , فقد بقيت تصنع وجوها بائسة بملامحها الرقيقة ,
و ملك تحاول امساك ضحكتها بعناء .



بعد نصف ساعة , لم تعد ملك تستطيع المقاومة أكثر , فنهضت من مكانها , مسحت وجهها بفوطة مبلولة , ثم أشارت لرنا باستسلام


" هيا سأسبح معك "

قفزت الطفلة من السعادة , و سارعت للامساك بيدها و الاتجاه الى الحوض .



حدقت مريم ناحية علياء بعينين معبرتين تقولان

" هل رأيت ؟
ألم أخبرك كم أنها تهتم بها و تراعي خاطرها ؟ "



ابتسمت لها علياء بدفء لكنها انتقدت ملك

" أعرف أنك تفرين من قناعي أيتها المحتالة , لكنني سأضعه لك لاحقا لا داعي للاستعجال "



ضحكت ملك بصوت عال , دون أن تنفي تهمتها , و نزلت الى الحوض بما ترتديه ,
قبل أن تمد يدها و تلتقط رنا , لتدخلها معها الى الماء .



" هل ستسبحين بملابسك ؟ "

سألتها علياء باستغراب و أجابتها ملك , و هي منهمكة في مساعدة رنا على الطفو

" أنا لن أسبح , سأراقبها فقط لأكون قريبة منها في حالة الطوارئ ,
ثم أنا لا أحب السباحة , أصاب بتشنجات كثيرة أثناءها "



بقيت بعدها الاثنتان تستمتعان بالماء , تحت مراقبة مريم و علياء , بعدما تمكنت فاطمة من الفرار , بادعاء الاشراف على اعداد الغداء ,

بعد ساعة وصلت رسالة قصيرة الى هاتف علياء

" سأصل بعد نصف ساعة حضري اللازانيا "


كان علي في طريقه الى المنزل , عائدا من جولته في المشفى , لتناول الغداء معهم كما وعدها ,

برؤية الرسالة برقت عيناها بحماس كبير و أرتها لمريم , و سرعان ما حاكتا خطة للايقاع بملك .



" الى أين ؟ "

سألتهما ملك و قد رأتهما تهمان بالانصراف , و سارعت علياء لايجاد تبريرات مناسبة

" لقد جف القناع أخيرا سنغسله , ثم مريم تريد استخدام الحمام ,

و أنا سأضع اللمسات الأخيرة , على صينية اللازانيا من أجل الغداء "



هزت ملك رأسها و قد صدقتها , و عادت للهو مع رنا التي لا تكتفي من الماء .



في هذه الأثناء وصل علي الى البيت , التقته علياء عند المدخل و بادرته

" ملك و رنا عند الحوض تلهوان , رافقهما الى أن يجهز الغداء "

ثم غمزته و أضافت بنبرة موحية

" ملك تعاني من بعض التشنجات هناك , بامكانك مساعدتها "



ضحك علي على محاولاتها المستميتة , لترتيب الأمور بينهما لكنه التزم الصمت ,
هز رأسه و اتجه مباشرة , الى حمام السباحة ليلقي نظرة .



بوصوله الى هناك تفاجأ بهما داخل الماء , هو اعتقد أنهما تستمتعان كعادتهما , حينما قالت علياء أنهما تلهوان ,


لم يعتقد أن رنا أقنعت ملك بمرافقتها في السباحة , و تلك العنيدة تغوص بكل ملابسها هناك .


تقدم علي بخطى متأنية ناحية السباحتين الغافلتين , توقف على بعد خطوتين من الحافة ,
وضع يديه في جيبه , و بقي يراقب المنظر أمامه بعينين محبتين .



" لم أعرف أن السباحة بكل الملابس , أصبحت مودة دارجة الآن "

علق بسخرية على حال ملك , التي تفاجأت بوجوده بعدما استدارت ,

شهقت شهقة حادة و تراجعت الى الوراء , تضع يديها على صدرها لتخفي ما كشفه الماء ,


فقد ابتل القميص الذي ترتديه و التصق بجسدها , مظهرا حمالة صدرها زهرية اللون , بسبب لونه الأبيض الشفاف ,
كما كانت خصلات شعرها المبللة , تحاوط وجهها حاجبة عنها الرؤية .



حدقت ملك ناحيته بعدم تصديق , هو لا يعود على الغداء أبدا هذه أول مرة يفعلها ,
ثم لم يخبرها أحد أنه سيفعل اليوم , لذلك كانت تأخذ راحتها كاملة , فلا أحد هنا غير النساء .


لكن علي كان مستمتعا جدا بالمنظر أمامه , بحاجب مرفوع و ملامح مسترخية ,
مع ابتسامة مستفزة على طرف فمه , و كأنه يشاهد منظرا طبيعيا خلابا .



لم يطل الرجل الوقوف , و سرعان ما أشار لابنته , التي تقدمت الى جانب الحوض , مع ابتسامة عريضة لتحيته

" هيا رنا يكفي لعبا ,
هيا لتأخذي حمامك استعدادا للغداء "



تقدمت الطفلة رضوخا لطلب والدها , خشية أن يمنعها تماما , عن استخدام الحوض مستقبلا ,

و مد علي يده ليخرجها من هناك , ثم لفها بمنشفة نظيفة , قبل أن يطبع قبلة على جبينها , و يطالبها بالصعود الى غرفتها .




" متى وصلت ؟ "

سألته ملك بارتباك واضح , بعدما أصبحا وحدهما و صار الوضع غريبا ,

و قد بدأت تفكر في كيفية الخروج من هنا , و الوصول الى غرفتها بأمان ,
دون أن يلاحقها هذا المغرور بعينيه الوقحتين , فيما لا يبدو أنه سينصرف قريبا .




" قبل قليل "

أجابها علي ببساطة و استمر في تفحصها ,

لاحظت ملك نظراته الغارقة في صمت مريب , قطبت جبينها باستياء و نهرته

" ألا يجب أن تستأذن أولا و تصدر صوتا ؟
عيب ما تفعله "



رفع علي حاجبيه بسبب انتقادها له و أجابها مستنكرا

" هذا بيتي ان كنت نسيتي , ثم هذا مسبح أين سأستأذن ؟

و بالمناسبة لا أرى أي عيب في مراقبة السباحين ,

لم نزلت الى هناك من الأساس , ان كنت تشعرين بالاحراج ؟ "



رمقته ملك بنظرة زاجرة بعدما أفحمها , و هي تعرف أنه فهم ما تتحدث عنه , فهي عادة تسبح ببدلة كاملة لا تشف ,

لكنها للأسف لم تجلبها معها , حينما أتت لحضور حفل خيري تغادر بعده مباشرة , فلم تخطط للبقاء هنا سنة كاملة .



" هيا ألن تخرجي ؟
ستتحللين اذا ظليت عندك و سأتهم بقتلك ,

ثم لا داعي للقلق لا شيء يستحق , تبدين مثل الدجاجة المبلولة "


قال علي ساخرا منها , و مد يده بمنشفة أخرى ناحيتها ,

فيما رمقته ملك بنظرة حانقة أخرى , و قد توردت وجنتاها بسبب انتقاده اللاذع .



" رجل عديم الذوق بلسان سام "

شتمته في سرها قبل أن تضيف


" استدر أريد المغادرة "

اختصرت ملك الوضع المزعج , فلا يبدو أنه سيفهم من تلقاء نفسه .



أخذ علي نفسا عميقا ثم استدار كما طلبت , لا يرغب في اثارة غضبها أكثر ,
ر غم أنه يريد الاستمرار , في ملاحظة الحمامة المبلولة .



بمجرد أن أعطاها ظهره , خطرت على بال ملك فكرة خبيثة , و قررت تنفيذ مقلب فيه ,
هو أحرجها و استفزها على مائدة الافطار , و هي ستثير هلعه هنا و سيتساويان .



" لطالما صدقها سامي أكيد ستنطلي عليه "

تمتمت لنفسها قبل أن تأخذ نفسا عميقا , و تغرس رأسها تحت الماء و تمثل الغرق .





.
.
.



بعد نصف ساعة عاد كريم , و اتجه مباشرة الى الحمام , و كالمرة الماضية دق الباب و ناولها الكيس , دون أن يدخل أو يكلمها .


بمجرد أن فتحت أسيل الكيس صرخت فيه معترضة

" لحظة هذا ليس فستاني "



لكن كريم الذي كان يتكيء على الحائط المقابل رد بكل برود

" أعلم , العاملة قالت أن البقعة لا يمكن ازالتها ,

لذلك اشتريت هذا من المول المجاور , بدل الثوب الذي تلف "




"....."

" لكن أنا أريد فستاني , لا يمكنني ارتداء هذا "

ردت بنبرة شبه باكية , هي تعلم إن هي عادت بملابس , غير التي خرجت بها صباحا ,
ستثير زوجة والدها مشكلة , و تحرض عليها شقيقها و والدها .



" على راحتك , إلا إذا أردت البقاء و التجول في قميصي ,
أنا لا أمانع الأمر "

قال كريم مع نبرة متحدية , و هو يحاول مشاكستها , متحكما في ابتسامة متشفية .



"...."

عبست أسيل بشدة لما قاله

" منذ متى أصبح الصنم منحرفا , كان بالكاد يقول جملتين متتاليتين "



تنهدت أسيل و فتحت الكيس مجددا , أخرجت الفستان و رفعته أمام عينيها لمعاينته ,

و على عكس توقعاتها , فقد كان فستانا أنيقا , بنفس تفصيل الفستان السابق ,
بألوان فاتحة يناسب ذوقها , و زادت دهشتها حينما ارتدته , و كان على مقاسها تماما .



" و الله جميل و رقيق جدا ,

هذا الرجل بقدر ما يبدو باردا , متبلد المشاعر و لا مبال ,
بقدر ما هو حنون جدا و مراع "

تمتمت و هي تمسد على جانبي الثوب , مبدية اعجابها به و بذوق صاحبه ,


هي تشعر أحيانا أن كريم يعاملها , أحسن مما يفعل والدها , حتى أنه يدافع عنها و يحميها أكثر منه .

بالتفكير في الأمر لم تمتلك أسيل , إلا أن تشعر بقلبها ينبض مجددا ، و بدفء يلف جسدها كله .



بعد أن تأكدت من أن مظهرها لائق ، غادرت أسيل الحمام بخطوات مترددة ,
و تفاجأت بكريم يقف عن قرب ,


بعد أن عاينها من رأسها الى اخمص قدميها , هز رأسه برضا مبديا اعجابه هو الآخر

" يبدو جميلا عليك "

قال معلقا على مظهرها الجديد



و لم تجد أسيل بما ترد , غير أن تشيح بوجهها الذي احتقن مجددا ,
فآخر أمر توقعته أن ترتدي فستانا , يقتنيه هذا الرجل و يبدي رأيه فيه


" شكرا "

كان كل ما همست به , محاولة السيطرة على شعورها بالخجل فجأة .



قطع كريم وصلة النظرات المربكة , بأن أخرج هاتفه من جيبه ليجري اتصالا ,
و بعد ثانيتين رن هاتف أسيل

" هذا رقمي الشخصي , اتصلي اذا احتجت أي شيء ،
في أي وقت مفهوم ؟ "



هزت أسيل رأسها موافقة , و هي تخرج هاتفها من حقيبتها , و لكنها أصيبت بصدمة حينما حدقت الى الشاشة

فقد كان الرقم الذي رن , مسجل أصلا تحت اسم كريم ، قطبت جبينها و نظرت اليه



" متى سجلت رقمك في هاتفي ؟ "

سألت باستغراب واضح



هي لا تتذكر أنه أعطاها إياه ، و لا تتذكر أنها سجلته سابقا ، هي حتى لم تره في قائمة اتصالاتها الا الآن .



هز كريم كتفيه بلامبالاة

" سابقا "

كان كل ما قاله



استمرت أسيل في التحديق الى وجهه , قبل أن تسأل مجددا

" أنت من استعاد هاتفي تلك الليلة ؟ "

سألت بشبه تأكيد , هي أصلا كانت تشك في الأمر طوال الوقت , و هي المرة الوحيدة التي انفصلت فيها عن هاتفها .



هز كريم رأسه مجيبا بنعم , و هو يحك رقبته بعد شعوره بالارتباك لاكتشاف أمره ,
فقد نسي تماما ما فعله سابقا بتلصصه على هاتفها .



و استمرت أسيل في استجوابها

" هل وجدته في السيارة ؟ "



هز كريم رأسه بالنفي ، هو لا يخبر شيئا من تلقاء نفسه ، لكنه لا يكذب حينما يسأله أحدهم .



بلعت أسيل ريقها و سألت بهمس , لا تريد ترك الموضوع الذي أثار اهتمامها

" هل عدت كل تلك المسافة الى الورشة , فقط من أجل استعادته ؟ "



هز كريم كتفيه بايجاب , و أشاح بوجهه ناحية الباب , متفاديا النظر اليها و قد شعر بالاحراج .



ابتسمت أسيل بغبطة , لكنها حدثته بنبرة حازمة مدعية الاستياء

" يعني أنت من هاجم حسام , و وضعه في اللائحة السوداء ؟ "


عاد كريم ليحدق ناحيتها و قد عبس وجهه , معتقدا أنها ستبدأ بالدفاع عن ذلك الوغد .



لكن أسيل فاجأته بأن بدأت بالضحك بشدة , و سرعان ما انظم اليها كريم بالابتسام , حينما فهم أن الأمر يروقها ,
و قد شعر بالرعب للحظات , لأنه اعتقد أنها تريد حسام و لا تريده هو .



" يا الهي أنت مجنون "

علقت أسيل على فعله , و هي لا تزال منغمسة في ضحكتها , مظهرة غمازتيها المثيرتين


" يستحق الشنق , فيما كنت تستلقين في المشفى بسببه , بذراع مكسورة و وجه مكدوم ,
كان هو يتصرف كمراهق متصاب "

قال كريم بصوته الأجش



بسماع تعليقه توقفت أسيل فجأة عن الضحك و قطبت جبينها

" كيف عرفت أنني كنت في المشفى ؟ "



جحظت عينا كريم و قد أدرك زلة لسانه , و لم يجد بما يرد لتضيف أسيل

" و كيف عرفت باصابتي ليلتها ؟ "

علت ملامح الحيرة وجه أسيل , هي متأكدة ألا أحد يعرف عن الأمر .



أخذ كريم نفسا عميقا , و أجابها بصدق لا يريد الكذب عليها

" تبعتك الى هناك بعدما وصلتني الأخبار "




" ممن ؟ "

سألت مجددا فهي لا تعتقد أن والدها , اتصل به ليخبره عن الوضع , هو حتى لا يعرف بأنها تعرفه


عبس كريم بشكل واضح , لم يعتقد أن أمره سيكتشف هكذا و أجابها

" وضعت حراسة عليك و هم أعلموني "




" يا الهي هل تتجسس علي ؟ "

صعقت أسيل مما سمعته , و سارع كريم لتبرئة نفسه من التهمة

" ليس كما تعتقدين , خشيت خروجك مجددا للبحث عن الهاتف ,

كما أنني أردت منع حسام , في حالة قصد بيتك للتسبب بالمشاكل مع والدك ,
كما هدد في الورشة

صدقيني أردت فقط الاطمئنان عليك بعدما حصل "

قال كريم بنبرة منزعجة

" تبا "

أضاف همسا و قد اعتقد أنه أخافها منه .



حدقت أسيل ناحيته بملامح مصدومة , و استعادت ما حصل ليلتها بكل تفاصيله ,

فجأة اتسعت عيناها عن آخرها , و أصدرت شهقة عالية , أجفلت كريم الذي شل مكانه


" يا الهي أنت هو الجن الحارس "

قالت أسيل بنبرة غير مصدقة , و سرعان ما علت نظرة مشوشة عيني كريم , فهو لم يفهم عما تتحدث .



وضعت أسيل بعدها يديها على فمها , محاولة تصديق تحليلها ,
و قد اكتشفت الآن أن الاعتداء على خالد , أكيد من فعل هذا الرجل , شقيقها لم يكن يهلوس يومها ,


شعرت أسيل لأول مرة في حياتها , أن ملاكها الحارس حقيقي و ليس مجرد خيال ,
و قد استجيبت دعوتها ذلك اليوم , حينما طلبت ماردا ينقذها .



يا الهي هذا الرجل الكتوم , الذي يقف هناك بملامح مرتعبة من سوء فهمها له , لا تليق أبدا مع كتلة العضلات القاتلة ,
هو أكثر حنانا و مودة , من كل من التقتهم في حياتها .


حتى والدها لا يفكر في ارسال من يحرسها أو ينتقم لها , فيما هذا الرجل الرقيق ,
منع عنها أذاهم لمدة طويلة , دون حتى أن يدرك ما فعله .




بقي كريم متجمدا مكانه لا يستوعب ما يحصل , و قد شرعت أسيل في البكاء مجددا ,
و هي تهلوس عن أمور لا فكرة لديه عنها ,


شعر كريم بالاتباك مجددا لما يجب فعله هنا , لكن أسيل وفرت عليه نوبة ذعر أخرى , و خطت ناحيته بسرعة ,
قبل أن تطوق جذعه بيديها الصغيرتين , و تغرس رأسها في صدره , مستمرة في ذرف الدموع .



" يا إلهي أنت ألطف رجل ضخم رأيته في حياتي ،
شكراً على كل ما تفعله من أجلي ,

أنت الأفضل كيمو , أنت الأفضل "

قالت بنبرة اختلطت فيها البهجة بالتأثر و الدموع .



تفاجأ كريم بداية للحركة , لكنه سرعان ما ابتسم , و وضع يده الخشنه على رأسها , و مررها على شعرها الحريري .



" فقط من أجلك "

قال بصوت دافيء ،

و قد اكتشف لتوه أنه لا يمانع أن تلتصق به هذه العلقة ، و كأن مكانها الطبيعي هنا بين ذراعيه ,
و كأن حساسيته المفرطة اتجاه الآخرين , تختفي بمجرد أن تلمسه بأناملها .


لم تنسحب أسيل و سكنت مكانها ، فهذا أكثر حضن يشعرها بالأمان .








فصل مطول تعويضا عن التأخير
شكرا للمشاعر الجميلة و الدعم الرائع الذي أغرقتموني به


😘💞💞





..........



ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-20, 09:53 PM   #963

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرة الساموراي مشاهدة المشاركة
انتابني الفضول بأي لهجة تتكلم ملك؟؟؟
لا أدري ان ذكرتِ ذلك وفاتني....



بسبب اختلاف اللهجات فقد اخترت ان تكون الحوارات بالعربية الفصحى لكن ذلك لا يمنع ان ملك تمطر علي من حين الى اخر بكلمات من دارجتنا 😉

اميرةمكي likes this.

ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-20, 09:54 PM   #964

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سوووما العسولة مشاهدة المشاركة
الف سلامة عليكي ملوكة وربي ييسر أمرك انشالله ويسهل دربك يارب ❤️😍



يسلمك و يهنيك حبيبة 💖💖💖 ان شاء الله يا رب و يسهل امور الجميع هنا 💖💖💖💖
شكرا على المشاعر الجميلة 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-20, 10:13 PM   #965

لامار جودت

? العضوٌ??? » 290879
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,601
?  نُقآطِيْ » لامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond repute
افتراضي

حبيبتى فصولك كلها رائعه انتهيت اليوم من قراءة كافة الفصول ساتابع معكى فصل بفصل ارجو إلا تتاخرى علينا فى الحقيقة لا استطيع الانتظار بالمناسبة ما هو موعد تنزيل الفصول

لامار جودت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-20, 10:15 PM   #966

ورد الشام وردة

? العضوٌ??? » 481006
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 9
?  نُقآطِيْ » ورد الشام وردة is on a distinguished road
افتراضي

جميلة جدا سلمت يداكي

ورد الشام وردة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-20, 10:24 PM   #967

ورد الشام وردة

? العضوٌ??? » 481006
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 9
?  نُقآطِيْ » ورد الشام وردة is on a distinguished road
افتراضي

اين البارتات قبل التسعين

ورد الشام وردة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-20, 10:26 PM   #968

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لامار جودت مشاهدة المشاركة
حبيبتى فصولك كلها رائعه انتهيت اليوم من قراءة كافة الفصول ساتابع معكى فصل بفصل ارجو إلا تتاخرى علينا فى الحقيقة لا استطيع الانتظار بالمناسبة ما هو موعد تنزيل الفصول




سعيدة لأنك التحقت بنا شكرا على المتابعة 💖💖
انا أنزل بارت كل يومين يعني البارت القادم يوم الجمعة مساءا ان شاء الله و سيكون مفاجأة كبرى 😉🌹🌹🌹🌹


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-20, 10:27 PM   #969

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ورد الشام وردة مشاهدة المشاركة
اين البارتات قبل التسعين




عودي الى الصفحه الأولى و ستجدين البارتات بالترتيب 💞


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-20, 10:37 PM   #970

Alaa_lole

? العضوٌ??? » 444507
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » Alaa_lole is on a distinguished road
افتراضي

كيف حالك اليوم ان شاء الله احسن 💛
ومشكوور علي الفصل رغم تعبك ✨
اسيل وكيمو علي قولتها💛😂
كل فصل ازيد حبي ليهم مواقفهم بعفويه اسيل وحنان كريم🥰
ملك دارت روحها غرقت هيا اعطت لي علي فرصه علي طبق من ذهب متاكده حيطيح قلبه من الخوف عليه💛😂


Alaa_lole غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:06 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.