آخر 10 مشاركات
أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          والروح اذا جرحت (2) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة في الميزان (الكاتـب : um soso - )           »          كوب العدالة (الكاتـب : اسفة - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          قصر لا أنساه - مارغريت مايلز- عبير الجديدة -(عدد ممتاز ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          79 - قسوة وغفران - شريف شوقى (الكاتـب : MooNy87 - )           »          1 - من أجلك - نبيل فاروق (الكاتـب : حنا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree678Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-11-20, 04:07 PM   #1001

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ورد الشام وردة مشاهدة المشاركة
متى مواعيد تنزيل البارتات
الحقيقة رواية رائعه ومشوقة جداً



شكرا حبيبتي للمتابعة ⁦❤️⁦❤️⁦❤️
التنزيل مرة كل يومين يعني اليوم مساءا بارت جديد ان شاء الله ⁦❤️🌹🌹


ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-20, 06:13 PM   #1002

Soso sosa

? العضوٌ??? » 439045
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 19
?  نُقآطِيْ » Soso sosa is on a distinguished road
افتراضي

Thaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaank

Soso sosa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-20, 07:56 PM   #1003

آلاء الليل

? العضوٌ??? » 472405
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 477
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » آلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond reputeآلاء الليل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسجييييييل حضوووووور 💖💖💖💖💖💖💖💖💖

آلاء الليل غير متواجد حالياً  
التوقيع
تابعوا معنا رواية أسيرة الثلاثمئةيوم للكاتبة المتألقة ملك علي على الرابط التالي
https://www.rewity.com/forum/t471930.html
رد مع اقتباس
قديم 20-11-20, 08:46 PM   #1004

lucyman

? العضوٌ??? » 171277
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,852
?  نُقآطِيْ » lucyman is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

lucyman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-20, 09:44 PM   #1005

زمردة الاسلام

? العضوٌ??? » 474237
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 68
?  نُقآطِيْ » زمردة الاسلام is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[rainbow]في انتظاااار فصل اليوم [/rainbow]


زمردة الاسلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-20, 09:48 PM   #1006

Alaa_lole

? العضوٌ??? » 444507
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » Alaa_lole is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضورووووووور✨💛🔥

Alaa_lole غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-20, 09:54 PM   #1007

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي





البارت الواحد و التسعون قبلة بذوق الكرز 🍒






بقي علي واقفا مكانه معطيا ظهره للمسبح , منتظرا أن تغادر ملك و تأخذ منشفتها , و قد قرر ألا يسمح لها بالذهاب قبل استفزازها ,
بعدما تجرأت و ظهرت هكذا أمامه , لتقضي على البقية الباقية من رصانته ,


فقد كانت تبدو مثل سمكة ذهبية , تلألأت أشعة الشمس على شعرها الكستنائي , و عينيها العسلية لتعطيها بريقا أخاذا , تؤجج رغبته في اصطيادها و التهامها .

لكن وقوفه طال لدقائق , و لم يعد يسمع أية حركة تأتي من الخلف .



" ملك "

نادى اسمها بصوت هادئ لكن لا اجابة .



قطب علي جبينه و تريث قليلا قبل أن يستدير , لا يريدها أن تصرخ في وجهه و تتهمه بالتحرش ,
لكنه صدم بما رآه هناك ,


كانت ملك تطفو على وجهها داخل الماء , و يديها مشرعتين عن آخرهما الى جانبها ,
و قد بدا وضع غريق لا يقبل النقاش , حتى أنها لم تكن تتنفس .



" ملك ملك يا الهي "

شحب وجه علي و شلت أطرافه , قبل أن يخلع حذاءه و يقفز في جزء من الثانية داخل الماء ,
و هو ينادي باسمها بذعر مرارا دون رد منها ,


و كان كل ما فكر فيه , أنها تعرضت للغرق تحت أنظاره , كانت تصارع الموت و هو يعطيها ظهره ,
يلعبان الغميضة كأحمقين ارضاءا لها , و قد راوده شعور قاتل بالخوف و الهلع .



سبح علي بكل قوته ناحيتها , و بالوصول اليها غطس تحتها مباشرة , و طوق خصرها بذراعيه قبل أن يحتضنها , ليخرجها من تحت الماء استعدادا لاسعافها ,


استعد علي لرؤية جثة بوجه شاحب , مفكرا في أسرع طريقة لانقاذها ,
لكن خلال ثانيتين كانت ملك , تقف على رجليها أمامه وسط المسبح , بوجه محتقن و تضحك بطريقة هستيرية .




" أعتقد أن المودة أعجبتك فقررت تقليدها "


قالت بسخرية تحرك حاجبيها لاستفزازه , مشيرة الى نجاحها في الايقاع به ,
للقفز بكل ملابسه الى الماء طواعية , كما كان يهزؤ منها قبل قليل .



تسمر علي مكانه غير مصدق لما حصل , و تناقصت نوبة الضحك التي انخرطت فيها ملك تدريجيا , و هي تراقب تغير ملامح الرجل أمامها ,
من التشوش الى الصدمة , ثم الغضب الشديد بعدما أدرك حقيقة الوضع .



فيما كانت ملك تحاول تمالك نفسها , مزهوة بنجاحها في خداعه , كان وجه علي يعلوه السخط , حيث تجهمت ملامحه بشدة ,
و قد كاد قلبه يتوقف عن النبض , كادت ملك تصيبه بنوبة قلبية بسبب مزحة ثقيلة .



انتبهت ملك أخيرا أنه لا يضحك كما تفعل , في السابق كان سامي ينخرط معها في نوبة ضحك , بعدما يكتشف فعلتها السخيفة المتكررة ,

لكنها لم تفهم لم يحدق علي الآن ناحيتها , بحقد العالم في عينيه السوداوين ؟




برؤية تصنمه رفعت ملك يدها أمام وجهه و لوحت له

" ما بك كان مجرد مقلب ؟
هل خفت فعلا ؟ "

سألته بمنتهى البساطة و باستمتاع , فيما كان هو على وشك أن يفقد وعيه بسبب الفزع .



فقد اعتقد أنها غرقت حقيقة , خاصة بعد ملاحظة علياء عن معاناتها من تشنجات ,
لم يفكر للحظة أن هذه العنيدة الجادة طوال الوقت , قد تظهر وجها ساخرا مميتا الى هذه الدرجة .



حدق علي الى عينيها الساخرتين , محاولا تدارك أنفاسه المتسارعة , و ضغط بشدة على ذراعيها , اللذين لا يزال يحتجزهما بين يديه لدرجة أوجعتها ,
ثم صرخ في وجهها بكل غضب

" أيتها الحمقاء , لا تفعليها ثانية "



و في غفلة منها ضمها الى صدره بكل قوة , مفرغا شحنة الهلع التي عانى منها ,
حتى كاد يكسر أضلاعها بين ذراعيه , و قد أصبح تنفسها عسيرا .


جفلت ملك لتصرفه الغريب , خاصة أنه كان ينتفض بشدة و كأن تيارا صعقه , ففهمت أنها أخافته أكثر مما انتوت ,
و لم تجد بدا من الاستكانة هناك , بين أحضانه عله يهدأ قليلا و يفلتها .




" ما الذي يجري ؟ "

قاطعت علياء وضعهما الغريب , و قد تفاجأت لوجودهما هناك داخل المسبح , بعدما سمعت أصواتا عالية .



انتبه علي أخيرا و أفلت ملك من قبضته , ليبتعد خطوة واسعة الى الوراء و هو يشيح بنظره ,
فيما بقيت هي تقف مكانها تحدق ناحيته بحيرة , و قد هالها ردة فعله المبالغ فيها .



مرر علي يده على شعره المبلل , ثم تحرك بتمهل ناحية الحافة , و سرعان ما خرج من الماء ,
متجها ناحية البيت دون قول كلمة واحدة .



" علي أنا آسفة , لم أقصد "

حاولت ملك الاعتذار دون جدوى , فقد أعطاها ظهره و غادر , دون أن تلاحظ اغماضه اليائس لعينيه , مانعا نفسه من الرد عليها .



" ما بكما ؟ "

كررت علياء سؤالها القلق , فقد كان وجه شقيقها شاحبا كالأموات .


هزت ملك كتفيها بعدم فهم , و قد شعرت بالندم لما أقدمت عليه ,
هو يشاغبها طوال الوقت , و لم يسبق أن غضبت منه حقيقة ,
فلم فعل ما فعله لمجرد مقلب مفضوح ؟



" لا شيء مثلت أمامه أنني غرقت , بغرض اخافته لا أكثر , لكن كما ترين الظاهر أنه غضب "

أجابتها و هي بصدد تسلق السلم للخروج من الماء , و قد بدت نبرتها محبطة جدا .



ناولتها علياء منشفة نظيفة لتجفف نفسها , أخذتها منها ملك و التفت بها


" سأرى ما به , لا تزعجي نفسك "

حاولت علياء طمأنتها , و اكتفت ملك بالموافقة و العودة هي الأخرى للداخل , و قد أفسد ما حصل متعتها النادرة .



في غرفته أخذ علي دشا سريعا , و بدل ملابسه الى أخرى جديدة , قبل أن تدخل علياء لتستفسر منه ما حصل , أو بالأحرى لتفهم سبب انزعاجه ,

لطالما كان يحب المقالب و يحيكها بسماجة , و لم تستوعب سبب غضبه من ملك ,


جلس علي على جانب سريره يزرر قميصه , و جلست علياء الى جانبه تمسح على ظهره , للتخفيف عنه دون أن توجه له أي سؤال .



" لقد خفت "

همس لها بصوت مرتجف , و ظهرت ضحكة ساخرة مريرة على جانب فمه , قبل أن ينظر في وجهها و يضيف

" لأول مرة أخاف في حياتي الى هذه الدرجة "

كانت كلمة خوف بسيطة جدا , مقارنة مع الطوفان الذي أغرق روحه هناك لثوان معدودة .




بلع علي ريقه و هو يأخذ أنفاسه , التي سرقت منه في الأسفل و أكمل

" المشكلة أنني لا أتوقع الا المصائب , حينما تكون محورها ملك ,

لم يخطر على بالي للحظة , أنها يمكن أن تكون مشاغبة و طريفة ,

و مع من ؟ معي ,

و كأني لا أعرف عنها شيئا "



صمت علي للحظات قبل أن يسترسل بعبوس واضح

" اتضح أنني أنا أيضا , لا أرى الا السواد و الدمار , حينما يتعلق الأمر بتلك العنيدة ,
ليست وحدها من يفكر بتشاؤم ناحيتي "



أشفقت علياء على شقيقها , و قد فهمت أخيرا سبب ردة فعله ,
فهي خير من يعرف أنه لا يهتز بسهولة , أمام المواقف المخيفة و الحرجة ,

لكن ملك تعدت حاجز الخوف لديه , و دقت ناقوس الخطر الذي كاد يفقده عقله , و هو مصدوم لأنه لم يخمن ما حصل .



" لا بأس هون عليك , كانت مجرد مزحة "



في هذه اللحظات , دخلت مريم على كرسيها المتحرك , الى غرفة علي لتفاجئه بوجودها ,
فهي لم تطأ هذه الغرفة منذ سنوات

" ألن نتغدى ؟ لقد بردت اللازانيا "

قالت لتبديد الجو الكئيب الذي غزا المكان , بابتسامتها الدافئة و هي تتقدم ناحية علي ,

لن تدعه يغادر دون أن يشاركهم الطعام , و هي خير من يعرف أنه لا يأكل حينما يتوتر ,


هي شاهدت كل ما حصل في المسبح من شرفة غرفتها , و قررت أنها لن تسمح لسوء الفهم , أن يفسد علاقة الاثنين المتوترة أصلا ,
و قد بدأ اليأس يتسلل اليها في امكانية جمعهما معا .




" أكيد حبيبتي "

رفع علي رأسه ناحيتها و ابتسم لوجودها هناك , قبل أن يرافقهما الى غرفة الطعام ,
و قد ألغى خطته بالهروب خصاما لملك .



على الطاولة ساد الوجوم المكان , قبل أن تتنحنح ملك , و تطلب السماح مجددا بصوت رقيق

" أنا آسفة "



لكن علي لم ينظر ناحيتها , و اكتفى بهز رأسه بملامح باردة

" لا بأس , لنأكل في هدوء "

قال قاطعا الطريق على فتح أي نقاش يخص الموضوع , لأنه ببساطة لا يملك ما يقوله ,
و استمرا على ذلك التشنج , الى أن غادر علي عائدا الى شركته ,


و قد قررت ملك أنها لن تمازحه مجددا , فقد كادت تيتم الطفلة و ترمل مريم بجنونها المفاجئ .



.
.
.



استكانت أسيل في حضن كريم , و هدأ تأثرها تدريجيا لكنها لم تنسحب , و قد شعرت بالأمان هنا في هذا المكان الغريب ,
و قررت أن تكون أنانية و متهورة , لبعض اللحظات و تستفيد منه .



في المقابل وجد كريم نفسه يتخيلها معه هنا ، تقف في المطبخ ترفع شعرها كعكة ,
مع بعض الخصل الحريرية المتناثرة ، ترتدي قميصه ذاك و تطبخ عجة للفطور ,

أو و هي تركض خلفه و تصرخ لتأنيبه ، لأنه أحدث فوضى في قاعة الرياضة , ثم تتعلق برقبته للانتقام منه كامرأة مجنونة ,


أو ربما تندس في حضنه على الأريكة , كقطة ناعمة يشاهدان فيلما رومانسيا ،
و تغط بعدها في نوم عميق و تزعجه بشخيرها ، حتى يحملها إلى سريرهما و يستلقيا سويا .



أغمض كريم عينيه و أخذ نفسا عميقا ، و قد بدا الأمر حلما جميلا لوهلة ،
متخيلا أسيل تحمل طفلهما الذي يشبهها ، و تودعه عند الباب و هو يغادر صباحا ،

و كل ما يرغب فيه الآن أن يغلق هذا الباب ، و لا يسمح لها بالمغادرة أبدا .



لكنه عاد و زجر نفسه ، هذا قد يرضيه لكنه سيؤذي أسيل ، التي لا يعرف حتى كيف وصل بهما الأمر الى هنا ,


تنحنح بعدها بخفة و خاطبها

" احممم هل نغادر الآن ؟ "


فكل لحظة زيادة تبقى فيها معه تغريه بابقاءها هنا , و هو لا يعرف منذ متى أصبح الارتباط و الانجاب من مخططاته المستعجلة .



هزت أسيل رأسها بالموافقة دون أن تقول شيئا ، و تراجعت بهدوء و قد شعرت بالخيبة ،
لأنها فقدت الدفء و السكينة , اللذين شعرت بهما للحظات ,



غادر الاثنان الشقة باتجاه سيارة كريم ، الذي أصر على إيصالها الى بيتها ، لم يشأ أن يدعها تعود وحدها مع الاصابة في ركبتها ,


طوال الطريق كانت أسيل صامتة على غير عادتها ، تجلس بهدوء تحدق إلى الخارج ,
تلتهم شفتها السفلى بشرود , و تسترجع ما حصل معها طوال النهار ,

و قد بدأت تؤنب نفسها , لأنها تركت العنان لمشاعرها , و تصرفت بأريحية كبيرة مع هذا الرجل .



كان كريم هو الآخر يقود السيارة بصمت ، و يلقي نظرات خاطفة من وقت الى آخر , ناحية المرأة الجالسة بجانبه ،
التي لاحظ أنها كانت متوترة , و خمن أن ما حصل أثر عليها بطريقة ما .



تمالك كريم نفسه بداية ، لكنه لم يلبث أن مد يده , و أطلق شفتها من بين أسنانها ،
ثم مرر إبهامه عليها بلطف , قبل أن يسحب أصابعه المتمردة و يعلق

" هذه عادة سيئة , لا تفعليها أمام أحد لاحقا "



"...."

تورد وجه أسيل مجددا , أمام تصرف الرجل المتملك ، و الذي لا يتردد عن فعل ما يفكر فيه ,
و هي لم تعد واثقة أن قلبها سيتحمل كل هذه المفاجآت ، التي يلقيها هذا الضخم في وجهها اليوم .


لكن ما لا تستوعبه فعلا , لم تدعه يفعل ما يريد دون اعتراض ؟

لو كان رجلا آخر لفتحت دماغه لأنه يتودد لها , لكنها تستكين بطريقة غريبة حينما يفعل كريم ذلك .



هزت أسيل رأسها لابعاد الفكرة , التي بدأت تتسلل الى عقلها و ذكرت نفسها

" أنت لا تريدين الزواج و الارتباط , كل الرجال متماثلون "


لتجد الطرف الأحمق منها يجيبها بحنق كبير و يصدمها

" لكنه كريم , جنيك الحارس و ليس رجلا آخر "

"...."





توقف كريم بقرب البيت , نزولا عند رغبة أسيل ، رغم أنه كان يريد أن يوصلها أمام الباب مباشرة ،
إلا أنه قدر خوفها من رؤيتها من قبل عائلتها ,


لكن قبل أن تفكر أسيل حتى في شكره على مساعدتها , و النزول من سيارته حصل ما خشيته ,

فقد خرج فجأة شقيقها خالد أمامهما ، و اتجه مباشرة ناحيتها فتح باب السيارة ,
أمسكها من ذراعها و أنزلها عنوة ,

و قد أجفلها بتصرفه العدواني , لتطلق صرخة مفزوعة أسقطت قلب كريم .


تفاجأ كريم بالأمر و ما لبث أن قفز هو الآخر من مكانه ، و اتجه ناحية أسيل مهرولا بنية القتل ،
هو لن يسمح لشقيقها بضربها أمامه , و لن تكون أول مرة يؤدبه فيها .



" أيتها المنحطة السافلة عديمة التربية ,
وصلت وقاحتك و انفلاتك حد إحضار عشيقك , الى أمام البيت و الجيران ؟ "

بدأ خالد بالصراخ كشخص مخبول , و رفع يده يريد صفعها , بعد أن شدها من شعرها بعنف .



كانت أسيل تصرخ بألم ، و تغمض عينيها في انتظار ألم الصفعة المحتوم ،
لكن كريم كان قد وصل خلف خالد , أمسك يده و لواها متسببا له بألم فضيع , حتى استسلم و أطلق أخته من قبضته ,

بعد ذلك دفعه إلى الجانب بعنف , حتى لا يعيد كرته و اتجه الى أسيل

" هل أنت بخير ؟ "



تأملها كريم بقلق كانت ملامحها مرتعبة ، و وجهها الذي كان متوردا قبل قليل أصبح شاحبا جدا ،
لدرجة جعلته يريد العودة و خنق ذلك الوغد ,


لكن أسيل سارعت و طمأنته فهي كعادتها لا تشتكي

" أنا بخير "



في هذه الأثناء استعاد خالد أنفاسه ، بعدما فاجأه كريم بردة فعله ، و هو الذي اعتقد أنه سيقود سيارته , و يتركها هناك خوفا من الصدام معه ،

لكنه تجمد في مكانه , بمجرد أن رأى الرجل ضخم الجثة ، الذي هرع لمساعدة أسيل بدل أن يفر .



ارتبك خالد من مظهره , و بدل أن يهجم عليه مجددا ليرد هجومه ، حمل قطعة طوب كبيرة ملقاة على الرصيف هناك ،
و حاول الاعتداء على كريم الذي كان يعطيه ظهره ، منشغلا بالاطمئنان على حال أسيل ,



اتسعت عينا أسيل برؤية ما يحاول شقيقها فعله ، و بدل تنبيه كريم ليتفاداها استدارت حوله ،
و حاولت الدفاع عنه في ردة فعل لم يتوقعها ,

هو الذي لطالما اعتمد عليه من حوله للحماية ، لم يعتقد أن فتاة في نصف حجمه ، ستقف و تتلقى ضربة بدلا عنه .



لكن ردة فعله هو كانت أسرع ، فقد أمسك أسيل من خصرها و احتضنها بشدة ، و عاد إلى وضعيته الأولى معطيا ظهره للمعتدي ،
و خلال ثانيتين ارتطمت الطوبة , التي وجهها خالد له في كتفه .

كان كريم من تلقى الضربة ، و لكن كانت أسيل من صرخ برعب , و قد شعرت بأن الطوبة أصابت قلبها .



استدار كريم و قد وصل حده في التحمل ، هو يريد منذ مدة لكم هذا المراهق المتهور في منتصف وجهه ،

و قد واتته الفرصة أخيرا , ضاربا عرض الحائط عقلانيته , التي تناقش معه التروي بسبب عدم تكافئ القوى ,
لكن كما يقال جنت على نفسها براقش .



بخطوتين سريعتين كان كريم يقف أمامه , و يسدد قبضته المتحجرة ناحية وجهه ,
مخرجا فيها كل الغل الذي يحمله ناحيته ,

بمجرد أن لمست لكمته وجه خالد ، حتى وقع على الأرض , و بدأ يتلوى و يصرخ من الألم , و قد بدأ أنفه بالنزيف , تماما كما حصل سابقا في حمام المشفى .



عاد كريم و قد أشفى غليله , و حدق إلى وجه أسيل , التي كانت ترتجف بسبب الخوف من الاشتباك و سألها بقلق

" هل أنت بخير ؟ هل جننت ؟
لم فعلت ذلك كدت تقتلين نفسك ؟ "

نهرها بصوت مرتجف , و أجابته هي بنبرة باكية

" هل تريدني أن أراه يؤذيك و أقف متفرجة ؟ هل أنت بخير ؟ "

سألته باهتمام هي الأخرى



أخذ كريم نفسا عميقا و هز رأسه ، و قد كاد قلبه يتوقف بسبب الخوف من تأذيها ,
لو كانت تلك الطوبة أصابتها في رأسها أو صدرها , كانت ستكون قاتلة لا محال .



" لا تعيدي ذلك مجددا , حينما ترين الخطر حاولي حماية نفسك ،
اركضي لا تصري على المواجهة "

عاتبها بشدة على تهورها و لم يدر بنفسه , إلا و هو يأخذها في حضنه مجددا .



تمتمت أسيل بنبرة متذمرة , و هي تحدق ناحيته بعينين ممتنتين

" حتى لو كانت رصاصة ، ما دمت أنت سآخذها عنك بكل رضا "



بلع كريم ريقه و حدق بتيه الى ملامحها ، و لم يعرف بم يجيب هذه المشاغبة ،
التي لا تعرف ما معنى ما تقوله ، و لا ما تأثيره بقلبه و روحه .



انتبه الاثنان بعدما علت الأصوات حولهما ، ليحصل كريم على مفاجأة أخرى , فاضافة الى المراهق الأخرق الذي تسبب في فضيحة ,

كان سالم قادما من الاتجاه المعاكس يرافقه بعض الأشخاص , واضح أن الجيران هنا فضوليون , و قد ذهبوا لاستدعاء الدعم ,



سارع سالم لنجدة ولده , الذي كان وجهه غارقا في الدماء ، و الذي بدأ بالشكوى كفتاة صغيرة , بمجرد أن لمح والده


" انظر الى ابنتك المصون ، أصبحت منحلة لترافق الرجال في وضح النهار ,

خرجت صباحا بفستان و عادت الآن بفستان آخر ، و هي تركب سيارة هذا السافل ,
الذي لا يتردد في احتضانها علانية دون أي خجل ,
و حينما اردت محاسبتها تهجم علي و ضربني "


قال خالد و هو يجهل من يكون الرجل الذي يشتمه , و الذي تحول لون وجهه الى الأسود .



ضم كريم قبضتيه محاولا منع نفسه من خنقه ، نزولا عند توسلات عيني أسيل ,
و هو لا يفهم كيف يقف بكل حماقة , و يشوه عرضه أمام هؤلاء , و يطعن في شرف شقيقته ,

لكنه اكتفى بأن زجره بنظرة غاضبة , جعلته يتراجع الى الوراء مرتجفا .



انتبه سالم أخيرا الى الرجل , الواقف بوجوم الى جانب ابنته , و سأله بنبرة مستغربة

" سيد كريم ؟ "



هز كريم رأسه بالتحية و لم يقل شيئا , هو أصلا مغتاظ جدا من الرجل و ابنه ,
و لولا أنه يراعي خاطر أسيل , لكان عجنهما سويا دون تردد .



" أسيل ما الذي تفعلينه مع السيد كريم ؟ "

سأل والدها بهدوء مزيف , و هو يتنقل بعينيه بين الاثنين ،
ممتعضا من القرب بينهما ، خاصة أن كريم أفلت يديه اللتين كانتا تطوقانها للتو .



بسماع السؤال حاول خالد , التقدم مجددا و الهجوم على كريم , مستمدا بعض الشجاعة من تواجد والده ,
لكن سالم نهره بعينيه و جعله يتراجع ,

آخر شيء يريده صداما مع رجل علي المقرب , خاصة أنه لم يسمع بعد أي شرح لما يجري هنا .



" أسيل ؟ "

كرر سالم سؤاله على ابنته التي تقف بصمت , لكن نبرته أصبحت أكثر غضبا و تهديدا , منتظرا اجابة شافية منها .



ارتجفت يدا أسيل و شحب وجهها أكثر , و حاولت ايجاد تبرير للوضع , فما قاله خالد وضعها موضع شبهة سيئة ,

ابتلعت ريقها و ردت بصوت مهزوز

" أنا .. "



قاطعها كريم بهدوئه المعتاد و نبرته الباردة , و قد أدرك أنها قد تغرق نفسها أكثر

" الآنسة أسيل قصدت الشركة اليوم , من أجل مناقشة موضوع أعمالك , مع السيد علي و لكنه كان غائبا ,

أثناء ذلك تعرضت لحادث بسيط و آذت نفسها , و أنا عرضت المساعدة و أوصلتها ,

بما أن الأمر حصل في شركتنا فهي مسؤوليتنا "




هز سالم رأسه و هو يعرف أن هذا الرجل الحائط , لن يكذب أبدا لأنه لا يخاف شيئا ,

و رغم أنه كان فضوليا , بشأن سبب ذهاب ابنته الى هناك من الأساس ,
إلا أنه اكتفى بشكره , محاولا المحافظة على لباقته المصطنعة


" شكرا سيد كريم , أقدر تعبك كثيرا "

قال ثم توجه الى ابنته بعينين غاضبتين ليأمرها

" اذهبي إلى المنزل , سنتحدث لاحقا "



هزت أسيل رأسها بالموافقة , و دون أن تودع كريم أو حتى تنظر الى وجهه ,
هرولت ناحية البيت و خالد في أثرها كثور هائج .





دنا سالم من كريم ، الذي كانت نظراته تتبع أسيل بتأثر كبير , و قطع عليه تأمله ليعرض عليه

" سيد كريم , تفضل نضيفك كأس شاي "



لكنه تنصل من الدعوة بصرامته المعهودة

" لا شكرا لدي الكثير من العمل , علي العودة الى الشركة , عمت مساءا "


اذا هو دخل ذلك البيت الآن , و رأى شيئا لا يرضيه , فسيحرقه على رؤوسهم و لن يغادر الا و أسيل معه .



" حسنا أوصل سلامي للسيد علي "

ودعه سالم و قصد بيته , ليرى ما المصيبة التي تسببت بها ابنته هذه المرة .




ركب كريم سيارته مجددا , و قفل عائدا الى الشركة و الغضب يتآكله ,
هو لا يعرف ما الذي سيحصل مع أسيل الآن , لكنه متأكد من أن والدها و شقيقها , لن يمرروا الأمر على خير .



ما يؤلمه فعلا أنه هو السبب المباشر هذه المرة ، ربما ما كان عليه ايصالها , و تركها تعود وحدها بتاكسي كما اقترحت ,

لكنهم كانوا سيلاحظون تغير ملابسها , كما فعل شقيقها قبل قليل , و سيكون الوضع أسوء ,
على الأقل الآن والدها يعرف بما حصل في الشركة ,



أو ربما كان عليه أن يفعل شيئا ، كأن يخبر والدها أنه مهتم بها مثلا ،
و يفكر في التقدم و خطبتها ربما منعهم ذلك عنها ,

المهم ما كان يجب أن يكون جبانا , و يرحل و يدعها وحدها هناك .



" يا الهي كريم هل جننت ؟
ستثير حنق عائلتها أكثر , إن أنت قلت أمرا متسرعا كهذا ,

و ستؤكد لهم أن بينكما يحصل شيء مريب , ليكون لديهم سببا وجيها لقتلها ,

ثم كيف تقول للرجل أنك تريد ابنته , و أنت حتى لم تلمح لها بالأمر ؟ "



لم يعرف كريم فيما يجب أن يفكر , و قد بلغ حد اليأس في ايجاد مخرج لهذه الورطة ,

هو نادم لأنه لم يبح بمشاعره لها , و يستغل فرصة وجودها معه في لحظات صفاء ,
ربما كانت مشاعرهما متبادلة , و اختصر على نفسه كل هذا العذاب ,

أدرك كريم أن صمته و تردده ضيعا عليه الكثير , و الآن لا فكرة لديه متى سيراها مجددا ,

آخر مرة استغرقه الأمر أسبوعا لمعرفة أخبارها ، و اليوم هي غادرت قبل دقائق فقط ,
و هو بدأ يفقد صبره بالفعل فقد لا يراها أبدا .




" تبا "

ضرب كريم على المقود بسخط و هو يلوم نفسه , فالغضب الذي رآه في عيني والدها لا يوحي بالخير أبدا ,
و كل ما يأمله ألا تتعرض للأذى ، خاصة أنه ليس بيده شيء يفعله .


" كوني بخير أسيل أرجوك , لن أتحمل أن تتأذي بسبب أنانيتي "



.
.
.



في الوقت الذي عاد فيه علي الى الشركة , لم يكن هناك أثر لكريم فيها ,
استغرب كثيرا مغادرته خاصة أنه متأكد , أن لا مواعيد لديه في الخارج لليوم ,

لكن ليلى السكرتيرة أعطته تقريرا بما حصل في غيابه , و من ضمنها مجيء ابنة سالم و رفضها رؤية كريم .



انهمك علي في استدراك ما فوته صباحا , محاولا الخروج من المزاج المتوتر الذي قدم به ,
و قد شعر بالاستياء لأنه أزعج ملك و أفسد عليها يومها ,



بمجرد دخول كريم بادره

" أين كنت ؟
ألم تقل أنك ستلازم المكتب لحل بعض الأمور ؟ "




" كنت في مشوار خاص "

رد كريم باقتضاب و قد بدا وجهه مغتاضا , و ملامحه يعلوها الاستياء الشديد ,


لكن علي لم يشر الى الأمر , فصديقه أكثر شخص يعيش في احباط مزمن , و طلب منه ما يريده

"حسنا أريد أن ترتب أمور سفري الى ايطاليا ,
لن يهنأ لي بال قبل أن يعاقب ذلك السافل "



هز كريم رأسه دون تعليق , و قد بدا أن علي لن يعتق بهجت قريبا ,
هو متأكد أن رجلا مثله , لديه الكثير من القذارات في كل مكان , و هو لن يهدأ باله حتى يراه في أسوء حال .




" هل يمكن أن أكلمك في موضوع خاص , قبل البدء في الاجتماع ؟ "

طلب كريم بكل جدية , نظر علي ناحيته و لم يعارض

" أكيد تفضل ما المشكلة ؟ "




صمت كريم للحظات قبل أن يضيف

" بالنسبة للسيد سالم ,
ألا يمكنك أن تعيد التفكير , في طلبه جدولة الديون الخاصة به ؟ "



" ماذا ؟ "

رد علي بدهشة و قد فاجأه الطلب الغريب , لكن كريم استرسل بصوت حازم

" أقصد هو أكيد لم يكن على علم بما ينوي بهجت فعله , و إلا ما كان قدمه لنا ,
صحيح أنه رجل بغيض لكنه ... "



قاطعه علي بسرعة و قد تأهب في جلسته

" انتظر أنا لم أقصد هذا , أنا قصدت أن أسأل

منذ متى و أمور سالم , هي أمور خاصة بالنسبة لك ؟ "



التزم كريم الصمت فهو لا يجد بما يرد , كما أنه لا يحب الكذب ,
لكن علي استمر في استجوابه بتحفز كبير

" هل سالم من طلب ذلك بنفسه , أو أحد المقربين منه ؟ "


حاول علي التخمين باستغراب واضح , و كريم يجلس قبالته لا يرد دائما الا بكل غموض .

" شيء من هذا القبيل "



لكن علي لم يستغرق وقتا طويلا للاستنتاج , فهو ذكي و لماح و دقة الملاحظة لديه رهيبة جدا


" لحظة لحظة , ليلى قالت أن ابنته تلك , لا أتذكر اسمها ربما بيسان أو أسينات ,

جاءت صباحا و أرادت مقابلتي لأمر هام دون موعد ,

و أنها غادرت بسرعة رافضة رؤيتك , بعد أن اقترحت عليها مقابلتك بدلا عني ,
حتى أنها قالت أنها بدت مصدومة حينما سمعت اسمك "



هز كريم رأسه بالموافقة دون قول شيء , ليسترسل علي بنبرة استدلال

" و بعدها أنت خرجت خلفها مباشرة ,
أهذا هو الأمر الطاريء الذي غادرت من أجله ؟ "

قال بتوجس و قد رفع حاجبه ، يحاول استنطاق الصنم أمامه .



"....."

نظرة كريم المستغربة فضحته , رغم أنه لم يقل شيئا ليرضي غرور صديقه , لكن عينيه كانت تتساءل ،
كيف تمكن علي من التخمين بهذه السرعة ؟



أضاف علي بعدها بصوت عال , و كأنه اكتشف أمرا مثيرا

" يا إلهي هل للأمر علاقة بتلك الفتاة ؟ "




" اسمها أسيل "

كان كل ما قاله كريم بنبرة ممتعضة , و قد استاء من كلام علي عنها , بتلك الطريقة المستهينة و كأنها نكرة ,
هي لديها اسم و عليه احترامها .



اتسعت عينا علي و اعتدل في كرسيه , فدهشته لم تكن من فراغ , ليس من الغريب أن يطلب أحدهم من كريم خدمة ,

الأغرب أن يقبل كريم التوسط ، و الأكثر غرابة أن يكون الطالب امرأة يتذكر اسمها ,


صديقه لا يتواصل حتى مع طلبات الرجال , هو لم يفعل ذلك مسبقا , رغم كثرة المتمسحين فيه بسبب علاقته الجيدة بعلي , و هذه سابقة عليه أن يسجلها للتاريخ .



" امم فعلا ؟ اسمها أسيل إذا ؟ "

سأله بخبث و هز كريم رأسه مجددا ,
و هو متأكد أن علي المهووس سيقصفه بعد قليل , لكنه لزم مكانه حتى لا يزيد شكوكه .



فكر علي للحظات و هو يحدق ناحية كريم ، قبل أن تتسع عيناه و يضيف بحماس

" انتظر انتظر ,

أنت تعرفها منذ أتت مع والدها ذلك اليوم , حتى أنك قلت عنها طفلا باك ,

هل كانت هي نفسها التي رآها ابراهيم , تركب معك في السيارة ؟ "




"..............................." صمت تام



أضاف علي بنبرة ساخرة و متفاجئة

" و الصور التي رأيتها على حاسوبك ذلك اليوم هي لها , و أنت أخبرتني أنها اعلانات , لكنني متأكد أنها صاحبتها ,

يا إلهي كيف لم أنتبه حينها ؟

و ذلك اليوم في العشاء حاولت حمايتها , قبل حتى أن تفكر في حمايتي "



"....."

شعر كريم بالاحراج , حك رقبته و أجاب باقتضاب

" قابلتها بضع مرات فقط "



" فعلا ؟ بضع مرات فقط ؟
رغم ذلك أنت لا ترد لها طلباتها ؟ "



ابتسم علي بخبث و تأمله بعيني نمر يوشك على التهامه , محاولا استرجاع المواقف التي حصلت بوجودها


" لنرى إذا لم تجاهلتها أثناء العشاء , لدرجة أنها أصيبت بالاحراج أمامنا ها ؟ "

قال علي بنبرة مستمتعة , و قد كانت ملاحظاته صائبة جدا ,

و لم يملك كريم غير الشعور بالانبهار , لا يعقل كم أن صديقه دقيق الملاحظة .



" و أنا الذي اعتقدت أن مشكلتها كانت مع المحامي "

رمقه كريم بنظرة مستاءة , لكن علي لم يبال و انتظر جوابه



" أنا لم أتجاهلها , هي لم تكن تعرف من أكون , كانت تعتقد أنني مجرد سائق , و فوجئت بوجودي هناك ,

ثم أن والدها صعب المراس , خشيت أن يعنفها إن عرف أن بيننا معرفة "

قال آخر كلمة بصوت منخفض , و هو يحدق إلى أصابعه باحراج , لأول مرة في حياته .




ما إن أكمل كلامه , حتى وقف علي من كرسيه صارخا بفرحة عارمة

" يا إلهي , أبو الهول تحرك أخيرا , و وجد فتاة أحلامه ,
يا حبيبي على الحنان و المراعاة "




"....."



استمر علي بالضحك بغبطة , و كريم يرمقه بنظرات قاتلة , و قد ندم بالفعل على محادثته في الموضوع .

أضاف علي بسخرية , دون أن يلقي بالا لامتعاضه , فهو لم ينف لحد الآن أيا من افتراضاته


" أوووف الحمد لله أرحتني أخيرا , بدأت أشعر بالقلق مؤخرا , من أن تكون شاذا و واقعا في حبي ,
لذلك لم تعجب بأية واحدة من النساء حولنا "

و تنهد بعمق يمثل الارتياح



اشمأز كريم و رمقه بنظرة مستنكرة و لكنه جاوبه

" ليس هناك شيء بيننا , مجرد معرفة سطحية , و أنا وعدتها أن أساعدها ,
إذا لم ترد فعل ذلك لا بأس , أنا أسحب طلبي "


قال كريم محاولا انهاء الموضوع سريعا , لا يريد أن يستمع لتعليقات علي السمجة لأيام أخرى .



لكن علي لم يتراجع , و قد زادت الابتسامة على وجهه , و كأنه هو من واقع في الحب و على وشك الزواج

" أتقصد جدولة الديون ؟
لا تقلق بشأنها من الغد سأقوم بمحوها ، و سأعرض عليه شراكة جديدة ,

ألن يكون نسيب أخي المستقبلي و جد أبنائه ؟ "




فزع كريم للأمر و اتسعت عيناه ليسارع للرفض

" لا ليس كذلك ليس الى هذا الحد ، سيثير الأمر شكوكه و يؤذي ابنته ،
يكفي أن تقبل الجدولة "



حرك علي رأسه بيأس ، و هو لا يصدق أن كريم , أصبح مراع لأحدهم فجأة .


" حسنا طلباتك أوامر أيها الصنم العاشق "


حمل بعدها الهاتف في مكتبه ، و طلب رقم مدير الحسابات

" عبد الله فيما يخص جدولة ديون أبا خالد , اعتبرها سارية المفعول منذ اليوم ,
و اجعل التسديد على خمس سنوات بدل سنتين ,

أرسل برقية الى شركته لاعلامهم بالأمر , و جهز لاجتماع مع قسم المالية الخاص بهم من أجل الاجراءات , أعتمد عليك "



بسماع قرارات علي , بدت ملامح الارتياح على وجه كريم

" شكرا أقدر ما تفعله من أجلي كثيرا , أنا أدين لك "

" لا تقل ذلك أنت أخي , لا ديون بيننا "



أنهى علي الحديث في الأمر ثم سأل باهتمام

" لم كنت مستاءا قبل قليل ؟
هل للأمر علاقة بالآنسة أسيل ؟ "




هز كريم رأسه بقلة حيلة ، و أجابه بنبرة المذنب

" أوصلتها الى بيتها قبل قليل , و تصادمت مع شقيقها المراهق ,
حضر والدها بعد ذلك و لم يكن الوضع أفضل ,

و أنا الآن أخشى أن تتأذى بسببي "

ثم مرر يديه على وجهه بانهاك



لم يعلق علي على الموضوع , فملامح كريم تكفي لاقلاقه و اكتفى بتشجيعه

" تماسك لن يحصل شيء ,
ثم أنا سأعطي سالم أمورا , ليتلهى بها لسنة كاملة "





ابتسم الاثنان و هم بعدها كريم بالخروج لتحضير الاجتماع , لكن علي استوقفه بصوته الجاد

" لحظة كريم , لو لم أوافق على طلبك ,
هل كنت ستترك الأمر ؟ "



حدق إليه كريم مليا , و لكن إجابته كانت مباشرة و واثقة

" لا , كنت سأسحب كل أموالي ,
و أستثمر في شركته حتى يقف على رجليه "



هو كان قد فكر في الأمر بالفعل كخطة بديلة , فهو بإمكانه فعل أي شيء ،
مقابل ألا يرى ملامح أسيل حزينة و عيونها باكية .



تذمر علي بشدة و نهره

" أيها الوغد و تقول أنها علاقة سطحية , بالله عليك واضح أنك غارق لأذنيك ,
أتمنى فقط أنها تستحق هذه المشاعر "



علي لا يعرف شيئا عن الشابة , و أكثر ما يخشاه أن تستغل مشاعر صديقه , قليل التجارب مع النساء و تكسر قلبه ,
لكنه واثق من حكم كريم على الناس , و لن يوسوس له لافساد الأمر .



ابتسم كريم في مفاجأة غير متوقعة , و رد بآخر شيء توقعه علي

" تستحقها كثيرا "

و غادر مباشرة قبل أن يبدأ صديقه بغارة أخرى .



عاد علي و جلس مكانه , و هو يشعر بغبطة شديدة

" يا الهي هذا الجبل الجليدي بدأ بالذوبان أخيرا " .



.
.
.



في المساء انتهت ملك من الاعتناء بمريم قبل التوجه للنوم , علي لم يعد على العشاء بعدما شاركهم الغداء , و قد استمر عمله الى وقت متأخر ,


و علياء قالت أنها ستبات الليلة , عند حماتها برفقة ولديها بطلب من زوجها ,
فلم يكن على الطاولة غيرها مع رنا و مريم ,


هذه الأخيرة أصبحت مطيعة جدا مؤخرا , كما أن حالتها مستقرة , فلم تحدث تعقيدات منذ مدة
حتى أثناء غياب طبيبها , و علي راض جدا عن حالتها الصحية ,


حتى أنها صارت تأكل معهم يوميا تقريبا , و تقبل الخروج الى الصالون و الحديقة ,
باستعمال كرسيها المتحرك الذي كانت ترفضه و بشدة .



في الطرف الآخر سارة تساعد ملك بجدية , بغض النظر عن حقدها عليها و غيرتها منها , تبقي نفسها بعيدة عن الأعين ,
رغم أنها تراقب كل شيء , إلا أنها تتظاهر بالعكس اتقاءا للشبهات ,




" هيا خالة فاطمة , لم لا تعطين العجوز المسكين فرصة ؟ "

قالت ملك بنبرة متوسلة , محاولة استدراجها للموافقة على الارتباط بصالح ,


لكن فاطمة ابتسمت لها و أجابتها

" مستحيل ابنتي , أنا أخذت نصيبي و رضيت به ,
زوجي المرحوم كان الرجل الوحيد الذي أحببته ,

بعد موته كل الرجال بالنسبة لي مثل الاخوة , ليس لدي ما أقدمه لأي منهم ,
و أنا لا أريد أن أظلم صالح معي , هو يستحق الأفضل "



لكن ملك أصرت كعادتها

" لكن ربما تجدين سعادتك معه , لم لا تجربين ؟ "


" لا ابنتي لن يحدث , ستفهمين حينما تحبين أحدهم ,
لن تقبلي الارتباط بغيره و لو قتلوك "



في هذه الأثناء سمعت المرأتان , دويا متكررا في الخارج , سألت ملك باستغراب , فلطالما كان المكان هنا هادئا جدا

" ما هذا ؟ "



أجابتها فاطمة و هي تحدق ناحية النافذة

" ألعاب نارية , أعتقد أن الجيران يحتفلون بمناسبة سعيدة ,
أرجو ألا يطيلوا الأمر , لأن رنا تخاف منها كثيرا "



" أجل ستخيفها أكيد "

ملك تعرف أن رنا ليست كباقي الأطفال , اللذين يتحمسون لرؤية الألعاب النارية ,
فهي تخاف الأصوات العالية كثيرا .



" تصبحون على خير "

ألقت ملك بعدها التحية , كعادتها كل ليلة و قصدت غرفتها .



بمجرد أن اندست في فراشها , أصبحت أصوات الألعاب أكثر حدة , فجأة فتح باب الغرفة ,
و تسللت رنا منه راكضة مباشرة الى تحت الغطاء , و هي تسد أذنيها بيديها الاثنتين .



ابتسمت ملك من ردة فعلها , و مسحت على رأسها بحنان

" هل خفت ؟

ليست إلا ألعابا نارية , أصواتها مخيفة لكن دون أي تأثير , مجرد اضاءة ليست مؤذية ,

ثم أنت كبيرة الآن حبيبتي , ليس عليك أن تخافي من هذه الأشياء "



لكن الطفلة هزت رأسها بالنفي , و اندست أكثر في الفراش رافضة المغادرة ,
و لم تجد ملك بدا من الاستسلام , أمام اصرارها و تركتها تنام هناك ,

وضعت الكتاب الذي كانت تقرأ فيه جانبا , قامت بتعديل الغطاء عليها , و اعطائها قبلة على جبينها ,
أطفأت بعدها ضوء الغرفة , و اعتدلت هي الأخرى محتضنة الطفلة استعدادا للنوم .



في هذه الأثناء كان علي في غرفته , يتمدد على سريره باسترخاء , و يطالع آخر الأخبار الاقتصادية ,

بسماعه صوت الألعاب الكثيف , عبس قليلا ثم قام من فراشه , لبس خفه بسرعة و خرج للاطمئنان على ابنته .



بالوصول الى غرفتها , تفاجأ لعدم وجودها في فراشها , اعتقد أنها مختفية في احدى الزوايا , لكن بحثه كان دون فائدة ,


قصد غرفة مريم لكنها كانت تغط في نوم عميق , و لا أثر لرنا معها , بحث بعدها في غرفة علياء و التي كانت شاغرة ,

ثم صادف سارة في الرواق عائدة من المطبخ , و استفسر منها لكنها لم يكن لديها أية فكرة .





بدأ علي يشعر بالقلق , فرنا لا تنام في أي مكان , كما أنها تخاف الأصوات كثيرا ,

تذكر أخيرا حليفتها الوحيدة , رغم أنها لم تنم في غرفتها يوما , الا أنه قرر البحث هناك , قبل اعلان حالة الطواريء .



قصد علي غرفة ملك , و دق الباب برفق دون جواب , حيث كانت ملك قد بدأت تغط في نومها ,
و بالكاد سمعت طرقا خفيفا على الباب لكنها لم تجب .



أعاد علي الدق مجددا بقوة أكبر , و في هذه المرة استيقظت ملك تماما ,
و نزلت من سريرها لترى من المزعج , الذي يدق في هاته الساعة ,


بمجرد أن فتح الباب , تفاجأت ملك بعلي يقف هناك , و ما ان وقعت عيناه عليها حتى بادرها

" أين رنا ؟ "

قالها بصوت عال أجفلها .



دفعته ملك من أمام بابها برفق , و أغلقته مشيرة له بالصمت

" أشششت اخفض صوتك , نامت بصعوبة ستوقظها "

قالت تؤنبه مؤكدة على وجود الطفلة معها كما خمن .




لكن علي كان منزعجا من الأمر , و رد عليها بلهجة صارمة

" كم مرة قلت أن تنام ابنتي في غرفتها و ليس خارجها ؟

لم تعودينها على أمور سيئة ؟

هي امرأة لا يمكنها أن تنام في سرير أي كان "



نهرته ملك كعادتها بنبرة خافتة

" هل جننت رنا مجرد طفلة , و هي تعتبرني صديقتها لست أيا كان ,

ثم لم تصرخ هكذا , ألا تعرف كيف تتكلم بصوت منخفض ؟

لم أنت عديم الرحمة بقلب قاس ؟

ألا يكفي أنها لا تستطيع الكلام , تخاف من الأصوات العالية , و لا تستطيع حتى طلب المساعدة ،

و أنت بدل أن تحتضنها و تهدئ من روعها لتنام , تجبرها على النوم وحدها في غرفتها المخيفة تلك ,

أتعرف أنا أشفق عليها لأن لديها والدا مثلك ...... "





"....."

لم يتسن لعلي قول كلمة واحدة أكثر مما قاله , فملك كانت تتحدث دون انقطاع , و لم تعطه أية فرصة للرد ,


كانت تقف أمامه على بعد خطوة , و ترفع رأسها تحدق الى عينيه بتحد , كان شعرها منسدلا على كتفيها , و عينيها نصف نائمتين بسبب النعاس ,



لكنه في لحظة ما شرد , و أصبح يركز في هاتين العينين العسليتين ,
كيف تتسعان ثم تضيقان و هما ترمشان , و كأنهما جناحي فراشة و هي تؤنبه ,


فجأة أصبحت صورة دون صوت , و كأنهما صارا في عالم آخر , و قد عادت ذاكرته اللعينة , الى ما حصل صباحا و وقت الغداء ,
مستنفرة كل تلك المشاعر المهتاجة , التي حاول جاهدا السيطرة عليها



كان علي يتأملها بتيه كبير , لكنه فقد تركيزه على الكلام , و قد أصبحت الصورة بالحركة البطيئة ,

كان يجول بعينيه الهائمتين يتأمل شعرها , عينيها رموشها خدودها و شفتيها ,
حبتي الكرز الشهيتين اللتين تتحركان بطريقة مغوية , تزيدهما هي احتقانا بتمرير لسانها الصغير عليهما .



في لحظة اندفاع مجنونة , فقد الرجل السيطرة على نفسه و انحنى عليها , و دون وعي منه صارت شفتيه على شفتيها مباشرة ,


و قد قرر أن يروي توقه المضني لهما , بعدما أنهكه الصبر و أطاح بعقله , و كما توقعت مشاعره الهادرة , و خياله المهلك الذي أرقه ,

كان ملمسهما ناعما و رطبا جدا , كقطعتي حلوى قطنية نديتين ,
ارتجف قلب علي بسببهما , أغمض عينيه و انفجرت حمم اشتياقه , التي كادت تفقده صوابه .



أثناء ذلك اختفى صوت ملك تماما , بعد شهقة خافتة أطربت بها أذني علي , أصيبت بالشلل تماما بسبب الحركة المفاجئة ,
اتسع بؤبؤاها عن آخرهما , و لم تستوعب ما يحصل لها .

فقد سرت رجفة لذيذة في جسدها , و أخطأ قلبها عدد دقاته مرتين , و كأن أنفاسه الدافئة لامست روحها قبل شفتيها .



كانت قبلة خفيفة استمرت لثلاث ثوان , كان علي يتكئ على الحائط خلف ملك بيد ,
و يضع الأخرى على خصرها مستمتعا بضمها , و قد كادت تفقد توازنها بعدما وهنت ركبتاها ,


دون أن يدرك متى تسللت , أصابعه الخائنة هناك معززة تملكه المجنون , الذي تضاعف بسبب هذه الجنية الساحرة .



حينما عادت ملك الى وعيها , سحبت نفسها مباشرة من أمام وجهه , الى أن ارتطمت بالحائط خلفها ,
ليفتح علي عينيه و يأخذ نفسا عميقا , يوقف به جموحه المتمرد عن ارادته ,
دون أن يمنعها من الافلات من حضنه , الذي أصبح خاويا بطريقة آلمته .


اتسعت عينا ملك عن آخرهما , و وضعت يدها على فمها , تكتم شهقة مفزوعة محاولة تمالك نفسها , و قد قطع ما فعله أنفاسها ,

كانت ملك تنظر الى الرجل أمامها , غير مصدقة أنه تجرأ و قبلها , و هي لم تتحرك في الوقت المناسب لمنعه .



حتى علي نفسه لم يستوعب ما الذي أقدم عليه , إلا بعد أن مرر لسانه على شفتيه , و تذوق طعم شفاهها هناك ,

بلع ريقه بعناء بعدما أدرك حماقته , و هو لا يصدق كيف أنه لا يتمالك نفسه أمام هذه المرأة , و كأنه وقع تحت تأثير سحر ما .



فمنذ ما حصل في المسبح , و هو لا يفكر الا في البقاء قربها , و الابقاء عليها في أحضانه , يستمتع برائحتها و ملمسها , ذلك فقط ما سيرضيه ,

و ذلك ما دفعه الى التغيب باقي النهار , عله يلملم بأسه و يسيطر على هواجسه , التي صارت تتفنن في تعذيبه ,
و لم يتوقع في أكثر أحلامه جموحا , أنه سيقبلها هكذا بعد ساعات فقط .



و كعادته فأفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم , ارتسمت ابتسامة عريضة على فمه ,
و هو يراقب نظرات ملك الحاقدة تخترق وجهه ,


فيما هي لا تجد ما تقوله , تقف مصدومة تسد فمها بيديها الاثنتين , و لا تقدر على التحرك بادر هو


" أخيرا وجدت طريقة لاسكاتك , يا الهي لا أصدق الهدوء الذي حل بالمكان "



رمقته ملك بنظرة مستنكرة و غاضبة , فتحت فمها و أغلقته مرتين دون قول كلمة , و كأنها فقدت صوتها مع قبلته ,

و دون أن تعطيه فرصة أخرى استدارت فجأة , دخلت غرفتها و أوصدت الباب من الداخل , فهذا الرجل غير مضمون الأفعال .



وقفت ملك خلف الباب تلمس شفتيها , و تحاول استعادة أنفاسها الهاربة ,
و استيعاب كمية المشاعر التي اجتاحت روحها بسبب لمسة لثوان ,


تشوش ذهنها بشدة و أصبحت عيناها رطبة , مع وجه متورد و قلب يكاد يقفز من غلافه , غير مصدقة لما حصل الآن



" يا الهي هل تجرأ هذا الرجل على تقبيلي ؟

هو كان في وقت سابق ينظر لي بكل اشمئزاز ؟ لم غير رأيه فجأة ؟

ثم ألا يعاني هذا المجنون من هوس النظافة , و لا يسمح لأحد بلمسه ؟

لم اذا بدا كأنه يريد التهام شفاهي ؟ "



نفور علي منها في وقت سابق , و اعلانه عن ذلك حرفيا ,
كان الأمر الوحيد الذي يطمئن بال ملك , و يعزز ثقتها في أنه لن يضع يده عليها ,

متى تغير كل هذا هي لا فكرة لديها , و كل خوفها أن يتكرر الأمر دون مقدرتها على ايقافه .



بقيت ملك تقف مكانها لعدة دقائق , قبل أن تهرول و تندس في فراشها , واضعة الغطاء على وجهها , و كأنها تختبيء من وحش يطاردها .









😘💞💞🍒🤫





........



ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-20, 09:55 PM   #1008

ام حاتم الطائي

? العضوٌ??? » 464229
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 345
?  نُقآطِيْ » ام حاتم الطائي is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مبدعه ماشاء الله
وأشكرك من اعماق قلبي
موفقه في جميع امورك الدنيا والاخره
في انتظار الفصل
وبالتوفيق


ام حاتم الطائي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-20, 09:55 PM   #1009

أميرة الساموراي
 
الصورة الرمزية أميرة الساموراي

? العضوٌ??? » 398007
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 763
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » أميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond reputeأميرة الساموراي has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc4
¬» اشجع shabab
?? ??? ~
كن على على ثقة أن الله بسط لك الرزق في أي مكان ذهبت وستذهب اليه
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

انا اعلم انك كتبتها بالفصحى
سؤالي هو ان لم يكن ازعاج فيه
لهجتنا لا تفهمها معظم الدول العربية، لذا سألت اي لهجة تتكلم ملك، بعض الجزائريين يتكلمون المصرية واخرين يتكلمون بالعربية المبسطة عندما يكونون خارج الوطن...
او حتى اللبنانية

Maha bint saad likes this.

أميرة الساموراي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-20, 10:01 PM   #1010

ملك علي
 
الصورة الرمزية ملك علي

? العضوٌ??? » 475418
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » ملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond reputeملك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آلاء الليل مشاهدة المشاركة
تسجييييييل حضوووووور 💖💖💖💖💖💖💖💖💖
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lucyman مشاهدة المشاركة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زمردة الاسلام مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[rainbow]في انتظاااار فصل اليوم [/rainbow]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alaa_lole مشاهدة المشاركة
تسجيل حضورووووووور✨💛🔥
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام حاتم الطائي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مبدعه ماشاء الله
وأشكرك من اعماق قلبي
موفقه في جميع امورك الدنيا والاخره
في انتظار الفصل
وبالتوفيق




مرحبا بيكم البنات ربي يخليكم ليا 😘💖💖💖💖
نحب نسمع آراء مكثفة على التطورات 🤗 😉 💞💞💞💞🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

Maha bint saad likes this.

ملك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ملك-علي ، تملك ، كره-حب ، زواج ، طبيبة ، سوء فهم, الجزائر-دبي ،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:39 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.